أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية عروسي الصغيرة

لا يا ابي... لن اتزوجها... لا تطلب مني ما يستحيل فعله...ولكن هذا ليس بطلبي يا بني... انه طلب عمك ... هو أراد ان يضمن حق ..



04-02-2022 01:35 صباحا
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 

t22046_5093

لا يا ابي... لن اتزوجها... لا تطلب مني ما يستحيل فعله...
ولكن هذا ليس بطلبي يا بني... انه طلب عمك ... هو أراد ان يضمن حق ابنته بهذه الزيجة ويؤمن مستقبلها جيدا ...
وماذا عن زوجتي...؟! ألم تفكر بها...؟! كيف ستتقبل شيئا كهذا..؟! بل كيف سأخبرها به من الاساس...؟!
اذا كانت تحبك فسوف تتقبل هذا...

كاد ان يجن جنونه مما يسمعه... كيف لوالده ان يطلب منه شيئا كهذا ...؟! يتزوج مرة اخرى ...!! وبمن ...؟! بإبنة عمه الصغيرة ذات الستة عشر عاما...!
ولكن ابي انها صغيرة للغاية...
اخبرتك بأن هذا قرار عمك... وهو يرجوك ان توافق ... المرض اشتد عليه وايامه باتت معدودة ... وهو بحاجة لأن يضمن حق تلك اليتيمه ... فانت تعلم بأنها وحيدة واعمامك لن يرحموها بسبب اطماعهم...

تنهد بضيق وهو يفكر بعمه... ذلك الرجل الغني للغاية على عكس بقية افراد عائلته، لطالما احبه واحترمه كونه رجل عصامي بنى نفسه بنفسه... بل تمنى ان يصبح مثله في يوم من الايام...
عمه الذي اكتشف منذ فترة اصابته بالمرض الخبيث... هاهو يجلس على فراش الموت ينتظر نهايته... تاركا ابنة وحيدة يتيمه خلفه... ابنة سوف تصبح مطمع لجميع أفراد العائلة اذا لم ينقذها هو ويتزوجها...
ولكن كيف وهو متزوج باخرى...؟ ويحبها كثيرا...؟

ماذا تقول بباه...؟! اتزوج برائد ابن عمي...؟!!
نعم يا ابنتي... ستتزوجين به...
ولكن بباه انه كبير... يكبرني بعشرين عاما... كما انه متزوج...
اعلم يا حبيبتي... ولكنه رجل امين وموثوق به... هو الوحيد الذي استطيع ان أاتمنه عليكي بعد موتي...
لا بباه... لا تقول هذا ارجوك... بعيد الشر عنك...
اذا اسمعي كلامي ووافقي على ما قلته...

اومأت برأسها وهي بالكاد تسيطر على دموعها... رغما عنها وافقت فهي لا تريد ان تعذب والدها وهو يعاني كثيرا بسبب مرضه...
فكرت في طلبه وتخيلت وضعها وهي تتزوج بأبن عمها الذي يكبرها بعشرين عاما وفوق هذا كله متزوج بأخرى غيرها...
تمنت لو بامكانها الرفض لكن لا سبيل امامها فوالدها متعب للغاية وهو بالتاكيد يعرف جيدا مصلحتها ويفعل ما به خيرا لها...
عند هذه النقطة تنهدت براحة وقررت ان تترك الامر له وتتقبله كما هو عسى ولعل ان يحدث شيئا جيدا لها...
فصول رواية عروسي الصغيرة
رواية عروسي الصغيرة للكاتبة سارة علي الفصل الأول

وقفت تتأمل كعب حذائها العالي بحيرة شديدة... التفتت ناحية صديقتها وقالت بجدية:
هل حذائي جميل...؟! أم اقوم بتغييره...؟!
اجابتها صديقتها وهي تتمعن النظر في الحذاء الكريمي ذو التصميم الراقي:
انه رائع يا شمس... لكن كعبه عالي قليلا...
تنهدت شمس وهي تقول:
اعلم... لكنني احب الاحذية ذات الكعوب العالية...

ثم اخذت تتمرن على السير به في انحاء الغرفة فهي بالرغم من حبها الشديد للاحذية ذات الكعوب العالية الا انها لا تجيد السير بها..!
طرقات على باب غرفتها جعلتها تتوقف عن سيرها لتجد الخادمة تدلف الى الداخل وهي تهتف بها:
انستي لقد جاء الضيوف وهم بانتظارك لعقد القران...
توترت شمس لا اراديا ما ان سمعت ما قالته الخادمة ثم اتجهت ناحية صديقتها وكادت ان تقع لولا انها تماسكت في اخر لحظة...

قالت وهي تجاهد للسيطرة على جسدها حتى لا تقع على وجهها:
علا... هل شكلي يبدو جميلا...؟! هل ينقصني شيء ما...؟!
هزت علا رأسها نفيا واجابتها:
كلا يا شمس...لا ينقصك شيء...تبدين رائعة...

اتجهت شمس هذه المرة ناحية المرأة ووقفت تتأمل فستانها الزهري القصير ذو الاكتاف العارية...
كان بسيطا وجميلا في ذات الوقت...
ثم ما لبثت ان وضعت القليل من الحمرة على شفتيها، واخذت نفسا عميقا ثم سارت خارج غرفتها متجهة الى الطابق السفلي حيث الجميع في انتظارها لعقد قرانها على ابن عمها...

تم عقد القران بعد ان اعطت شمس موافقتها...
لم يكن يوجد احد سوى والدها وعمها ورائد مع اثنين من اصدقاء والدها جاؤوا ليشهدوا على العقد...
تنهدت شمس وهي تتطلع الى رائد بفضول شديد...
كان يبدو وسيما ببنيته الضخمة الطويلة وملامح وجهه الخشنة... يمتلك وقار ورزانة تليق بسنه... شعرت شمس بالراحة ناحيته نوعا ما فهو يبدو هادئا حسن الطباع...

ثم نهرت نفسها بقوة وهي تتذكر حديث والدتها التي كانت تخبرها دائما بألا تحكم على الناس وطباعهم دون قبل التعرف عليهم جيدا...
نهضت شمس من مكانها ما ان وجدت الجميع ينهض من مكانه ثم اقترب منها والدها وقبلها من جبينها فأدمعت عيناها بقوة...
اتجهت بعدها الى عمها الذي بارك لها قائلا:
مبارك لك يا صغيرتي...

ثم طبع قبلة على جبينها فاجابته شمس بامتنان:
اشكرك عمي...
وقفت بعدها تتطلع الى رائد الواقف بجانب عمها بحيرة شديدة فلم تعرف ماذا يجب عليها ان تفعل...
انتشلها رائد من حيرتها واقترب منها ثم مسك كف يدها الناعم بيده الخشنة وما لبث ان طبع قبلة على جبينها هامسا لها بنبرة ودودة:
مبارك يا شمس...

شعرت شمس بقشعريرة شديدة في جسدها من اثر قبلته لكنها تغاضت عنها وتراجعت الى الخلف شاكرة اياه بنبرة بالكاد تسمع...
كانت تريد العودة الى غرفتها والانفراد قليلا بنفسها الا انها فوجئت برائد يقول موجها حديثه لها:
شمس... دعينا نتحدث قليلا لوحدنا...
تقابلت نظراتها الحائرة مع نظرات والدها المشجعة لتومأ برأسها وهي تتحرك معه الى الحديقة الخارجية للفيلا بصمت...

وقفت شمس في احد اركان الحديقة ووقف رائد بجانبها وقال بنبرة جادة:





أنت تعرفين يا شمس بأن والدك سوف يسافر صباح الغد الى مدريد لتلقي العلاج...
اكتفت بإيماءة من رأسها دون رد بينما اردف رائد:
وانت بالطبع سوف تأتين معي...؟!
جحظت عيناها بقوة وهي تسأله:
أاتي معك...؟!! الى أين...؟!

اجابها بهدوء:
الى منزل والدي... سوف تسكنين معي هناك...
ولكن لما لا نسكن هنا...؟! أليس هذا افضل لكلينا...؟!
اجابها رائد:
كلا...انا لا استطيع ان اترك منزل والدي... كما ان زوجتي نهى تعيش هناك... فكيف أتركها وأاتي هنا...؟!

زمت شمس شفتيها الصغيرتين بضيق وهي تتذكر امر زوجته الاولى ثم قالت بنبرة اقرب للبكاء:
ولكن انا لا استطيع ترك منزلي...
تنهد رائد بتعب وقال بنبرة متأنية محاولا اقناعها:
عزيزتي انت الان اصبحت زوجتي ويجب ان تسكني معي في نفس المنزل...

ثم استطرد قائلا:
هناك سوف تعيشين معنا انا ووالدي ووالدتي ورنا... اعدك بأنك لن تتضايقي ابدا... وسوف تكونين سعيدة ومرتاحة للغاية...
مطت شمس شفتيها وقالت متسائلة بقلق حقيقي:
وماذا عن زوجتك..؟! كيف ستتقبل وجودي معها...؟!
قال رائد بجدية:
لا تقلقي بشأنها...نهى عاقلة وهي سوف تتفهم كل هذا بالتأكيد...

هزت شمس رأسها بعدم اقتناع ثم قالت بقلة حيلة:
حسنا موافقة....
تنهد رائد براحة ثم قال:
هناك موضوع اخر يجب ان نتحدث به....
ما هو...؟!
سألته شمس بتوجس ليجيبها بنبرة هادئة لكنها جادة:
شمس انت تعرفين بأنني رجل متزوج... وفي الحقيقة انا اعشق زوجتي...

كظمت شمس غيظها من حديثه عن زوجته الاولى وعشقه لها في وقت كهذا وقالت بنفاذ صبر:
اعلم... ماذا بعد...؟!
قال رائد بنبرة جدية:
زواجنا سوف يكون على الورق فقط يا شمس...
رفعت شمس حاجبيها باندهاش وقالت بعدم فهم:
كيف يعني..؟! هل سنعيش مثل الاخوة...؟!

بالضبط... هذا ما اردت قوله...
اشتعلت عيناها غضبا وقالت:
لماذا تزوجتني اذا طالما انك لا تريدني...؟! وانا...ماذا عني...؟! مالذي يجبرني على زيجة كهذه....؟!
قبض رائد على كتفيها بكفي يديه مثبتا اياها امامه ثم قال بنبرة حازمة:
اسمعيني يا شمس... انا افكر في مصلحتك اولا...وافعل هذا من اجلك اولا... انت ما زلت صغيرة على ان تتزوجي برجل في سني... ومتزوج بغيرك ايضا... لذا نحن سنعقد اتفاق صغير...

ثم اكمل بلهجة تحذيرية:
اتفاق لا يعلم به احد غيرنا...
صمتت شمس بعدم اقتناع بينما اكمل رائد:
سوف يكون زواجنا صوري... على الورق فقط... وسوف نعيش معا كأخوة... حتى يأتي الوقت المناسب وتبلغين حينها سوف يصبح لك حق التصرف في املاكك... تستطيعين بعدها طلب الطلاق واخذ حريتك كاملة... والزواج من شاب في مثل سنك... ولكن بكل الاحوال... سواء الان او فيما بعد...سوف تجدينني دوما بجانبك... اخ يحميك ويحافظ عليك ويقف بوجه كل من يحاول ايذائك...فهمت...؟!

اومأت شمس برأسها بتفهم ثم قالت بصوت مبحوح:
فهمت...
ابتسم رائد براحة بينما قالت الشمس بحيرة:
وماذا عن حفل الزفاف...؟! متى سنقيمه...؟!
اتسعت عينا رائد بصدمة ليقول بغباء:
حفل زفاف من...؟!
اجابته شمس ببراءة:
حفل زفافنا...

رفع رائد بصره نحو السماء بقلة حيلة ثم اجاب:
عزيزتي شمس... هل ترين من اللائق ان نقيم حفل زفاف في اوضاع كهذه...؟
قوست شمس شفتيها نحو الاسفل وقالت بنبرة شبه باكية:
ما معنى هذا...؟! هل سأتزوج بدون حفل زفاف...؟! وماذا عن صديقاتي...؟! انهم ينتظرون حفل زفافي بفارغ الصبر...

وضع رائد انامله بين خصلات شعره وقال وقد بدأ يفقد ما تبقى من صبره:
عزيزتي والدك وضعه الصحي سيء... وهو سوف يسافر غدا لتلقي العلاج...والله وحده يعلم متى سيعود..؟! حينما يعود سوف نفكر في هذا الامر...

رمته شمس بنظرات غير مقتنعة ثم قالت باستسلام:
كما تشاء... لكنك سوف تكسر بخاطري اذا لم تفعل لي ما اريده... حفل زفاف فخم ادعو اليه كل اصدقائي واقاربي... هذه ابسط حقوقي في زواجي الاول...
ثم تحركت مبتعدة من امامه تاركة اياها ينفخ بضيق شديد من هذا الوضع السيء الذي وضع به...

الصغيرة تريد حفل زفاف ايضا... يا لها من حمقاء...
كانت نهى تتحدث بضيق وغيظ شديدين ليتنهد رائد وهو يقول:
انا متعب للغاية يا نهى... اريد النوم قليلا...
جلست نهى بجانبه وقالت بنبرة جدية:
وماذا عن الشركة...؟! متى سوف تمسك ادارتها...؟!

اجابها رائد وهو ينهض من مكانه ويبدأ بفك ازرار قميصه:
لقد اتفق عمي معي ان اتحدث مع نائبه السيد عماد وهو سوف يشرح لي كل شيء يخص الشركة وادارتها...
لمعت عينا نهى وهي تسأله مجددا:
وماذا عن بقية الاملاك...؟!

التفت رائد اليها بعدما خلع قميصه وقال بنبرة متضايقة:
ماذا جرى لك يا نهى...؟! لما انت مهتمة لهذه الدرجة باملاك عمي...؟!
اجابته نهى بنبرة جادة:
حبيبي...انا افكر في مصلحتك... انت يجب ان تستغل هذه الفرصة بافضل طريقة ممكنة...
فرصة...!! فرصة ماذا...؟!

سألها مصدوما مما تقوله لتجيبه:
ما انت به الان هو اعظم فرصة قد تتوفر لك... زواجك بتلك الصغيرة سوف يهيء لك ادارة املاك عمك وانت بامكانك الاستفادة من هذا وتحقيق ارباحك الخاصة...
انتفض رائد من مكانه قائلا بعصبية:
هل جننت يا نهى...؟! كيف تفكرين بي بهذه الطريقة...؟! املاك عمي هي امانة لدي حتى تكبرشمس وتستلمها بنفسها...

زفرت نهى انفاسها بضيق ثم نهضت من مكانها واقتربت منه واضعةكفي يديها على صدره قائلة:
اعلم هذا حبيبي...لكن ما المشكلة ان حققت ربح خاص بك وطورت من نفسك... على الاقل سوف نوفر لنا حياة جيدة بدلا من حياتنا هذه..
ابعد كفي يديها عن صدره بنفور وقال بضيق:
اغلقي هذا الموضوع يا نهى ولا تتحدثي به مرة اخرى... انا لم ولن افكر بهذه الطريقة...هل فهمت...؟!

هزت نهى رأسها على مضغ ليتحرك رائد مبتعدا عنها بينما جلست هي على السرير وقالت باصرار وطمع:
سوف نرى كلمة من ستنفذ بالأخير...؟! فانا ان اترك هذه الزيجة تمر دون ان استفيد منها جيدا...
تااااااابع اسفل
 
 



04-02-2022 01:36 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [1]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عروسي الصغيرة
رواية عروسي الصغيرة للكاتبة سارة علي الفصل الثاني

اوقف رائد سيارته امام منزله والتفت الى شمس القابعة بجانبه والتي اخذت تجفف دموعها فسألها بقلق:
هل اصبحت افضل الان...؟!
اومأت شمس برأسها دون ان ترد فقبض رائد على كف يدها بدعم حقيقي منه جعل شمس تتأمل كف يده الضخم وهو يضم يدها فشعرت بالامان يغمرها لا اراديا وابتسمت ببعض الارتياح...

هيا بنا لندلف الى الداخل فالجميع بانتظارنا...
قالها وهو يحرر كف يدها من قبضته بينما ودت شمس لو يمسك يدها الى الابد...
هبطت من السيارة وقد عاد الشعور بالخوف والقلق اليها...
لا تصدق انها تركت منزلها الامن وستعيش في منزل غريب عنها مع ناس لم تلتق بهم الا نادرا...

عاد رائد ومسك يدها مرة اخرى وسار بها متجها الى داخل المنزل...
استقبلها الجميع بحفاوة شديدة بدءا من عمها وزوجته ورنا اخت رائد الصغرى...
جلس الجميع في صالة الجلوس وظلت شمس ملتصقة برائد مما استغربه الجميع فهي لم تلتق بها سوى مرتين...!!!
في هذه الاثناء هبطت نهى من غرفتها لتتأملها شمس بتمعن...لقد رأتها مسبقا حيث كانت جميلة للغاية خاصة بشعرها الاسود الطويل...

وضعت شمس يدها على اطراف شعرها القصير لا اراديا وهي تتأمل شعر نهى الطويل جدا...
القت نهى التحية عليهم ثم اقتربت من شمس وحيتها قائلة:
اهلا حبيبتي...أنرت المنزل بوجودك...
نقلت شمس بصرها بين الموجودين حيث بان التعجب على ملامحهم لتهز رأسها وتجيبها ببرود مقصود دون ان تنهض من مكانها:
اهلا بك...

تغاضت نهى عن برود شمس الواضح معها وجلست بجانب رائد من الجهة الاخرى واخذت تتحدث مع الموجودين بلباقة حسدتها شمس عليها...
اخذ الجميع يتحدث في شتى المواضيع بينما شمس صامتة تراقبهم فقط وعيناها لا تترك رائد والتي لاحظت اندماجه الشديد مع نهى بشكل لن تصل هي اليه بالتاكيد...

انتبه عمها لنظراتها التائه وصمتها المؤلم فسألها بنبرة حنون:
شمس يا صغيرتي...لماذا انت صامته...؟!
اجابته شمس وقد افاقت من افكارها اخيرا:
ابدا يا عمي...انا متعبة قليلا...
تطلعت اليها سميحة والدة رائد بنظرات يملؤها الحنان قبل ان تقول:
ما رأيك ان تذهبي حبيبتي الى غرفتك لترتاحي هناك....؟
حسنا...

قالتها شمس وهي تنهض من مكانها ثم التفتت الى رائد تسأله:
ألن تأتي معي...؟!
شعر رائد بالاحراج لااراديا من الموجودين وقبل ان يتحدث قالت نهى بابتسامة مفتعلة:
بالطبع سياتي معك حبيبتي... رائد اذهب مع الفتاة ولا تتركها لوحدها... انها زوجتك الان...
وشددت على حروف كلماتها الاخيرة ليذهب رائد مع شمس الى غرفتهما...

دلف الاثنان الى الداخل لتتأمل شمس الغرفة باعجاب شديد...سألها رائد بدوره:
هل اعجبتك الغرفة...؟!
اجابته وهي تتطلع الى تفاصيلها:
إنها جميلة للغاية....
تحدث رائد بنبرة جادة:
سوف أتركك تنامين هنا وتأخذين راحتك...
إلى اين...؟!

توقف رائد في مكانه وقال مجيبا اياها:
الى غرفتي...
عقدت شمس ذراعيها امام صدرها وقالت:
تريد ان تتركني هنا لوحدي في اول يوم بعد زفافنا... ماذا سيقول اهلك عني...؟!
اجابها بجدية:
لن يقولوا شيئا فهم سيتفهمون وضعنا...

قوست فمها الى الاسفل وقالت ببكاء مصطنع:
ولكنني اخاف النوم لوحدي... فانا لست معتادة على شيء كهذا..خصوصا وانني جديدة هنا واشعر بالوحدة...
تأملها رائد بشفقة ثم قال بسرعة:
حسنا لا تبكي....سوف اذهب لاجلب بيجامتي وأاتي لانام هنا معك....
حقا...؟!
قالتها شمس وهي تجفف دموعها بحركة مصطنعة ليبتسم رائد على مظهرها الطفولي ويقول:
حقا...
ثم تحرك خارج الغرفة تاركا اياها تبتسم براحة فهي قد نجحت في اولى مهماتها...

عاد رائد وهو يرتدي بيجامته ليجد الغرفة خالية لا يوجد بها احد...
هم بالخروج منها بحثا عن شمس لكنها دخلت في نفس الوقت وهي ترتدي بيجامة مكونة من شورت قصير للغاية وتيشرت ذو حمالات رفيعة قصير هو الاخر....

ابتلع رائد ريقه وسألها:
أين كنت...؟!
اجابته:
كنت في المطبخ...اتناول القليل من الماء...لقد ارادت ماما سميحة ان تعد لي الطعام لكنني رفضت فانا لست جائعة...
هز رائد رأسه بتفهم ثم قال:
اسمعيني يا شمس...لا يجوز ان تخرجي من غرفتنا بهذه البيجامة... انها قصيرة للغاية وبيتنا دائم الاكتظاظ بالضيوف... قد يراك احد ما وانت هكذا...
مطت شمس شفتيها وقالت بلا مبالاة
حسنا كما تريد..

ثم اتجهت ناحية السرير وتمددت عليه ليقف رائد يتابعها بصمت فسألته بسرعة:
ألن تنام بجانبي....
سأنام...
قالها رائد بنبرة خشنة وهو يتجه نحوها لينام في الطرف الاخير من السرير محاولا قدر الامكان الابتعاد عنها...
الا انها رمت بجسدها بين احضان جسده بشكل صدمه بقوة وقالت وهي تبتسم بشقاوة:
سوف انام بين احضانك االليلة كما اعتدت ان انام بين احضان والدي...
هز رائد رأسه دون ان يحرك جسده المتشنج بالكامل بين اغمضت شمس عينيها وهي تضع رأسها على صدره لتغرق في سبات عميق لم يذق رائد منه شيئا...

استيقظت شمس في صباح اليوم التالي لتجد الفراش خاليا بجانبها...
نهضت من فراشها واتجهت مسرعة خارج الغرفة لكنها تراجعت في اخر لحظة وقررت تغيير بيجامتها بعدما تذكرت حديث رائد معها في الامس...

ارتدت شمس بنطال جينز ضيق مع تيشرت ذو حمالات عريضة لكنه قصير من الاسفل حيث يبرز الجانب السفلي من بطنها بسخاء...
خرجت من غرفتها واتجهت الى المطبخ لتجده خاليا...
كادت ان تخرج من المطبخ بحثا عنهم الا ان نهى تقدمت الى الداخل وهي تقول بنبرة ودودة:
صباح الخير يا عروس...
اجابتها شمس باقتضاب:
صباح النور....

هل انت جائعة...؟! سوف اعد لك الفطور....
قالتها نهى وهي تتجه الى الثلاجة لتفتحها وتخرج منها بعض الأجبان والبيض...
تقدمت شمس ناحيتها ووقفت بجانبها متسائلة بتردد:
أين رائد...؟!
اجابتها نهى وهي تخفق البيض:
انه في عمله....
عادت شمس وسألتها:
وأين الباقون...؟!
اجابتها نهى بجدية:
جميعهم في العمل... ما عدا رنا غي جامعتها....

صمتت شمس ولم تعقب بينما اخذت نهى تكمل اعداد طعام الافطار حتى انتهت منه...
تأملت شمس الطعام الذي اعدته نهى بتردد...كان يبدو شهيا لكنها لم ترغب في ان تتناول شيئا من صنع يديها...
لا تقلقي... انه لذيذ...
قالتها نهى التي بدأت في تناول الطعام لتقول شمس:
نعم يبدو كذلك ولكنني لست جائعة...

لا تخجلي يا عزيزتي... هذا اصبح منزلك...وانا اصبحت بمثابة اخت لك... هيا تعالي واجلسي بجانبي لنتناول فطورنا سويا...
لعقت شمس شفتيها فهي جائعة للغاية ثم اومأت برأسها وتقدمت ناحية نهى وبدأت تتناول طعامها بنهم شديد...
توقفت نهى عن تناول الطعام وسألت شمس:
اخبريني يا شمس...هل اعجبك منزلنا المتواضع...؟! وهل انت سعيدة هنا...؟!

اجابتها شمس بجدية:
نعم اعجبني للغاية... انه صغير نوعا ما لكنه جميل..
ثم اردفت وهي تمط شفتيها بحزن شديد:
لكنني لست سعيدة بالتأكيد وانا بعيدة عن منزلي...!
لماذا تركت منزلك اذا...؟!
سألتها نهى بفضول لتجيبها شمس:
رائد من طلب مني هذا... فهو لا يستطيع تركك لوحدك هنا...

رفعت نهى حاجبها وقالت بعدم تصديق:
يعني هذه المشكلة... ان رائد لا يستطيع تركي لوحدي هنا...
اومأت شمس برأسها وهي مستمرة في تناول طعامها بشهية مفتوحة لتقول نهى بسرعة:
ولكن انا لا مانع لدي... بامكانه ان يتركني هنا...
قالت شمس بجدية:
ولكنه لن يقبل... هو لا يريد ان ينقسم وجوده بين منزلين...يفضل ان نعيش جميعنا في منزل واحد....
انها مشكلة فعلا...

قالتها نهى بتفكير مصطنع لتهمس لها بعد فترة قصيرة:
وجدتها....
سألتها شمس بعدم فهم:
ماهي...؟!
اجابتها نهى بجدية:
هناك حل واحد لهذه المشكلة... هو ان نسكن جميعنا في الفيلا...
من تقصدين بجميعنا...؟!
اجابتها نهى:
انا وانت ورائد...حينها لن ينقسم رائد بيننا...

ثم اردفت بمكر:
انا لا مانع لدي... بالرغم من انني لا افضل ان اترك منزلي هنا...ولكن من اجل راحتك سأفعل هذا....
تطلعت اليها شمس بحيرة لتردف نهى:
ما رأيك ان تخبري رائد باقتراحي....؟! لكن على لسانك انت... يعني لا تقولي بأنني انا صاحبة الاقتراح... وهو حينما يسألني سأوافق...
حسنا سأجرب....
قالتها شمس بايجاز واخذت رغما عنها تفكر فيما قالته نهى واقتراحها الغريب...

ماذا...؟! تعيشان كأخوين...؟!
قالتها علا صديقة شمس بعدم تصديق لتقول شمس بحنق:
نعم... يريد ان نعيش سويا كأخوة حتى اصل سن البلوغ فنتطلق بعدها....
صدح صوت علا عبر الهاتف قائلة:
ولكن هذا ظلم لك...

اردفت شمس بملل:
اعلم... ولكن لا يوجد حل امامي سوى القبول...
شمس لا تثيري جنوني...اغريه... افعلي اي شيء..
ماذا سأفعل مثلا...؟!
سألتها شمس بعدم فهم لتقول علا بجدية:
اسمعيني عزيزتي... انت ما زلت صغيرة ولا تفهمي في هذه الامور... لكنك الان اصبحت متزوجة ويجب ان تفهمي في هكذا امور جيدا...

علا انا لا افهم اي شيء من كلامك...ثانيا انا لست مستعجلة على الزواج كما تظنين... انا فقط متضايقة لان ما قاله ازعجني بشدة...
ولماذا ازعجك..؟!
سألتها علا لتجيبها شمس بصراحة:
لأنني شعرت بأنه يراني طفلة صغيرة...طفلة لا تعجبه ولا ترضيه..
وهذا المطلوب.... ان ترضي رجولته....
كيف...؟! هيا اخبريني كيف...؟!

صرخت شمس بنفاذ صبر لتجيبها علا بجدية:
شمس اهدئي اولا... ثانيا انا اشعر بتناقض في حديثك... فانت من جهة تريدين جذبه اليك.. ومن جهة تقولين انا لست مستعجلة على الزواج... والاسوأ من هذا كله ان كلانا لا يمتلك معلومات كافية عن الزواج وما يحدث فيه....
ابتلعت شمس ريقها واجابت ببراءة:
نعم انا لا اعلم شيئا عنه سوى القبلات التي اراها بالافلام...

لهذا يجب ان نعلم ونفهم...حتى تستطيعن جذبه اليك...وتجعلين زواجك حقيقيا... هذا اذا كنتي ترغبين بهذا...
ارغب بشدة ولكن كيف...
سألتها شمس بلهفة لتجيبها علا:
اسمعيني جيدا وسوف اخبرك بكل شيء...

04-02-2022 01:37 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [2]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عروسي الصغيرة
رواية عروسي الصغيرة للكاتبة سارة علي الفصل الثالث

خرجت شمس من غرفتها بعدما اكملت اتصالها مع صديقتها علا لتجد المنزل ما زال خاليا ولم يعد احد من عمله...
خرجت تتمشى في حديقة المنزل حينما لمحت شخص تعرفه جيدا يدلف الى الداخل...
ركضت ناحيته وهي تصرخ بسعادة جلية:
اياد واخيرا عدت...
استقبلها اياد بحفاوة شديدة ثم احتضنها ورفعها عاليا واخذ يدور بها...

توقف اخيرا عن الدوران بها لينزلها ارضا وهو يهتف بشوق:
صغيرتي...كيف حالك...؟!
اجابته شمس بابتسامة واسعة:
بخير...

ثم اردفت متسائلة:
متى عدت من السفر...؟!
تغاضى اياد عن سؤالها وسألها بدوره:
هل ما سمعته صحيح... تزوجت ابن عمك
مطت شمس شفتيها واجابته وهي تومأ برأسها:
نعم...هذا موضوع يطول شرحه..

زفر اياد انفاسه بضيق ثم قال بلهجة متحفزة:
اذا يجب ان افهم واسمع كل شيء منك... ما رأيك ان نذهب سويا الى احد المطاعم القريبة ونتحدث في هذا الموضوع...
اومأت شمس بسرعة موافقة ثم ما لبثت ان قبضت على كف يده وهي تهتف برحابة:
هيا بنا...

جلست شمس امام اياد الذي اخذ ينظر اليها بملامح متحفزة طالبا منها شرح له ما حدث بالضبط وكيف تمت هذه الزيجة...
وبالفعل حدثته شمس عن كل شيء فهي كانت معتادة على البوح بكل ما يحدث معها لاي شخص يسألها دون وضع اي حدود او اعتبارات....
كانت تلك عادتها السيئة والتي حاول والدها كثيرا اثنائها عنها...
اذا انتما تعيشان كأخوة الان...؟!
قالها اياد ببعض الارتياح لتضع شمس كأس العصير امامها بعدما ارتشفت منه القليل ثم اجابته بضيق واضح:
للاسف...

جحظت عيناه بصدمة قبل ان يقول بغيرة جاهد لاخفائها:
وهل تريدين زواج حقيقي يا شمس...؟!
اخذت شمس تحرك اناملها فوق فوهة الكأس وهي تفكر في سؤاله ثم ما لبثت ان اجابته:
لا اعلم... ولكن طالما تزوجت فما المانع من ان يكون زواج حقيقي...؟!
اشتعلت نظرات اياد غيرة وغضبا قبل ان يقول بتحذير:
اياك يا شمس... لا تجعلي هذا الزواج حقيقيا...
لماذا...؟!

سألته باندهاش ليجيبها بتلقائية:
لانني اكبر منك... وافهم جيدا في امور كهذه...انت ما زلت صغيرة... ولا تفهمين في هكذا امور...
تتحدث وكأنك اكبر مني بعشريت عاما.... كلها عشر سنوات الفرق بيني وبينك...
حتى لو...عشر سنوات ليست قليلة... اسمعيني انت ما زلت صغيرة... سوف تكبرين وتدخلين الى الجامعة... وهناك سوف تقابلين شاب في نفس عمرك.... تحبينه ويحبك...

ابتسمت شمس بحالمية وهي تكمل:
ونتزوج ونقيم حفل زفاف كبير تكون انت به اول المدعوين...
بل سوف اكون انا العريس....
قالها بصوت لم تسمعه شمس التي تسائلت بحيرة:
ماذا قلت...؟!
اجابها بابتسامة خفيفة:
لا شيء...

ثم اردف بنبرة جادة:
المهم... اريد ان تنفذي ما قلته... حافظي على الاتفاق الذي بينكما ولا تتراجعي عنه مهما حدث... واخبريني دائما بكل جديد يحدث معك...
هزت شمس رأسها وهي تبتسم بغباء ثم ما لبثت ان نهضت من مكانها وهي تقول:
هيا بنا... تأخرنا كثيرا... يجب ان اعود الى المنزل حالا...

دلفت شمس الى المنزل وهي ممسكة بيد اياد الذي اصر ان يتعرف على رائد...
تفاجئت برائد هناك ويبدو عليه العصبية الشديدة والذي ما ان لمحها حتى اشتعلت عيناه وهو يتقدم نحوها متسائلا بغضب:
أين كنت...؟!
شعرت شمس بالخوف من ملامح وجهه التي لا تبشر بالخير بينما ضغط اياد على يدها داعما لها قبل ان يقول بتحدي:
كانت معي...

تأمله رائد للحظات قبل ان يحرر يد شمس من كف يده ويقول بنبرة هازئة:
ومن تكون انت...؟!
اجابه اياد متجاهلا نبرته الهازئة:
ابن خالتها...
وهل من الاصول يا ابن خالها ان تأخذها معك وتخرج بها دون ان تأخذ اذني...
قالها رائد بنبرة قاتمة ليرد اياد ببرود:
لم اجدك هنا... ولم يكن معي وقت لانتظرك...

حتى لو...هذا لا يعطيك الحق ان تخرج معها دون اذن مني... قد تكون هي صغيرة وغير واعية لشيء كهذا لكنك كبير ويجب ان تنتبه لتصرفاتك جيدا...
ثم قبض رائد على ذراع شمس وجرها وراءه قائلا بنبرة امرة:
امامي الى غرفتنا...
وقبل ان يخرج من المكان قال موجها حديثه لاياد:
عن اذنك يا ابن خالتها...
ليضغط اياد على فمه بقوة ويخرج من المنزل باكمله وهو يسب ويلعن برائد ويتعود له بالكثير...

دلفت شمس الى غرفتها يتبعها رائد...
التفتت له واخذت تمتم بنبرة مرتجفة...
انا... انا لم اقصد...
قبض على ذراعها بقسوة مردفا بنبرة قوية خشنة:
كيف تفعلين شيئا كهذا...؟! تخرجين معه دون اذن مني...

انه ابن خالتي..
قالتها بنبرة باكية ليصرخ بها بنفاذ صبر:
كفي عن البكاء واسمعيني....
ضغطت على شفتيها بقوة حتى لا تبكي اكثر بينما اكمل هو بنبرة قاسية متملكة:
انت زوجتي... حتى لو على الورق فقط... وانا لا اسمح لزوجتي بأن تخرج مع شخص غريب حتى لو كان ابن خالتها، انت لن تذهبي الى اي مكان دون علمي وموافقتي...فهمتِ...؟!

اومات برأسها ثم قالت بصوت خافت:
وماذا عن المدرسة...؟! هل مسموح لي بأن اذهب اليها....؟!
زفر انفاسه وقال بنفاذ صبر:
هل انت غبية ام تتغابين امامي....؟!
ماذا تقصد...؟!

سألته بحيرة ليجيب باختصار:
بالتأكيد سوف تذهبين الى هناك....
ثم اردف محذرا:
ولا داعي بأن اكرر تحذيراتي لك بشأن عدم الخروج مع اي رجل غريب بدوني...
هزت رأسها مؤكدة كلامه قبل ان تتسائل بسرعة:
ولكن ما السبب اللازم لمنعي...؟! يعني اياد ابن خالتي وانا احبه كثيرا...

كاد ان يخنقها مما تفوهت به... تلك الصغيرة لا تفهم معنى ما تقوله...
تحدث اخيرا وهو يجاهد للسيطرة على اعصابه:
اسمعيني يا شمس...انا امتلك مرارة واحدة وغير مستعد لخسارتها... كلامي يجب ان تنفذيه دون جدال....
اومأت برأسها عدة مرات ثم ما لبثت ان قالت بخبث:
هل هذه غيرة...؟!
غيره...؟!

قالها متعجبا لتهز رأسها وتكمل:
هل تغار علي لذلك لا تسمح لي بالخروج مع غيرك..
رد عليها ببساطة:
وما المشكلة اذا غرت... انت مثلك مثل رنا اختي... وانا لا اسمح لرنا بأن تخرج مع رجل غيري...
مدت شفتيها للاسفل وقالت وهي تمنع نفسها من البكاء:
حسنا...
ماذا حدث...؟!

سألها مستغربا من تغير ملامحها لتجيبه ببكاء:
ظننتك تغار علي...
ابتسم بيأس من هذه الطفلة التي لا يفهم ما يرضيها ليقول اخيرا مواسيا اياهل:
انا بالطبع اغار عليك يا شمس...
ادارت ظهرها له عاقدة ذراعيها امام صدرها:
ولكن كأخت لك..
ليقول مؤكدا حديثها فهو لا يريدها ان تحلم بالمزيد:
نعم يا شمس... كأخت فقط...

التفتت اليه وقالت بعناد:
قريبا جدا سوف تغار علي ولكن كزوجتك وليس كأختك...
ماذا تقصدين...
سألها بحيرة لتجيبه بتحدي:
معناه انك سوف تقع في غرامي وتحبني وتغار علي وحينها ستندم اشد ندما على ما قلته...

كفي عن هذا الكلام يا شمس...انت ما زلت صغيرة على قول شيء كهذا...
قالها بجدية لتمط شفتيها وتقول باصرار لا يعرف لماذا اقلقه:
سوف نرى يا سيد رائد....ولكن اعدك بأنني سأفعل ما قلته...
ثم نهضت مبتعدة من امامه...

04-02-2022 01:37 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [3]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عروسي الصغيرة
رواية عروسي الصغيرة للكاتبة سارة علي الفصل الرابع

مرت الايام وعلاقة رائد وشمس لم تتغير...
فشمس فشلت في جذبه اليها وفهمت بان الموضوع اصعب مما تظن خصوصا بخبرتها الضيئلة وسنها الصغير...
ورائد كما هو ما زال يراها كما هي مجرد طفلة صغيرة وامانة لديه يجب ان يحافظ عليها...
كان اليوم هو الجمعةة...
استيقظت شمس به مبكرا على غير العادة...

كان الحماس يسيطر عليها فاليوم الجميع موجود ولن تشعر بالملل لوحدها...
هبطت الى الطابق السفلي واتجهت الى المطبخ لتجد سميحة تعد طعام الغداء...
ما ان رأتها سميحة والدة رائد حتى طلبت منها ان تتناول فطورها الا انها لم تكن جائعة ففضلت انتظار الغداء...
خرجت من المطبخ واخذت تسير في المنزل بلا وجهة محددة...

حينما توقفت فجأة امام الباب الخارجي لصالة الجلوس لتستمع الى عمها ورائد يتهامسان سويا وقد استنتجت بأنهما يتحدثان بشأن امر ما يخص والدها وحالته الصحية...
حاولت سماع شيء من حديثهما لكن بلا فائدة ففهمت بأنهما لا يريدان لها ان تسمع شيئا...

ادمعت عيناها بقوة وهي تتخيل ان والدها قد جرى له شيئا سيئا او تدهورت حالته الصحية لكنها توقفت عن التفكير بهذه الطريقة حينما لمحت ابتسامة عمها الاخيرة لتزفر انفاسها بارتياح فيبدو ان الوضع على ما يرام...
همت بالتحرك مبتعدة عن المكان حتى لا يراها احد وهي تتلصص عليهما الا انها اصطدمت بنهى امامها والتي قالت بسخرية:
الصغيرة تتلصص على حديث زوجها ووالده الخاص بهما..!

عقدت شمس حاجبيها قائلة بحدة خفيفة:
انتبهي على كلامك يا نهى...انا لا اتلصص على احد...
طبعا طبعا...
قالتها بتهكم قبل ان تردف بلطف مصطنع:
انا امزح معك يا فتاة... اعرف ان اخلاقك لن تصل الى هذا المستوى...
جيد... عن اذنك...
قالتها شمس بلهجة رسمية وهي تتحرك مبتعدة عنها لتزفر نهى انفاسها بغيظ فهي الى الان لم تحقق ايا من مخططاتها واهمها انتقالها ظع شمس ورائد الى فيلا والد شمس...

جاء وقت الطعام وجلست شمس مع العائلة على مائدة الطعام مع العائلة...
كان الجميع يتحدث سويا وشمس صامتة تراقب انفعالات رائد التي تدل على انه سعيد ومرتاح على غير العادة...
كانت تتمنى ان يخبرها بشيء... اي شيء يخص والدها لكنه لم يفعل...
نهضت شمس من مكانها بعدما شعرت بالملل الشديد وعدم الرغبة في البقاء بينهم اكثر...
سألها عمها:
لماذا نهضت يا شمس...؟! انت لم تتناولي طعامك بعد...

اجابته شمس:
لا شهية لدي ياعمي... سوف اذهب الى غرفتي لارتاح هناك قليلا...
هز العم رأسه بتفهم بينما نهض رائد من مكانه متسائلا باستغراب وهو يتقدم نحوها:
هل حدث شيئا ما...؟! تبدين حزينة..
هزت رأسها نفيا وتحركت مبتعدة عنه بشكل جعل رائد يدرك بأنه احزنها بامر ما..
تحرك رائد خلفها متجها الى غرفتها..
دلفت شمس الى غرفتها يتبعها رائد والذي قال بدوره:
والان اخبريني... ماذا حدث...؟!

اجابته شمس بضيق:
انت من يجب ان تخبرني بما حدث...
لا افهم...
كان رائد صادقا في حديثه فهو لم يفهم ما تريده لترد شمس:
ماذا حدث بشأن والدي...؟! ولما كنتما تتحدثان بهمس انت وعمي في غرفة الجلوس...؟
صاح اياد مستنكرا:
هل كنت تتلصصين علينا يا شمس...؟!

هزت رأسها نفيا بسرعة وقالت مدافعة عن نفسها:
لم اتلصص عليكما... ولكنني ادركت من حديثكما الخافت ان الامر يخص والدي وانتظرتك ان تخبرني دون ان اسألك لكنك لم تفعل...
زفر رائد انفاسه وقال بجدية:
لأنك عديمة الصبر... لو انتظرت قليلا لكنت اخبرتك...
ماذا حدث...؟! اخبرني...

سألته بلهفة ليجيبها بنفس الجدية:
والدك بخيرر... وضعه يتحسن كثيرا...
كيف يعني...؟! اخبرني بالتفاصيل كاملة...
وضح رائد لها حديثه:
جسده بدء يستجيب للعلاج الجديد... وهذا يجعل امل الشفاء من مرضه كبيرا...
الحمد لله... الحمد لله يارب...

قالتها شمس بامتنان وهي تكاد تقفز من فرط السعادة...
ابتسم رائد اثرا لسعادتها لكن سرعان ما اختفت ابتسامته وهو يلاحظ تغير اختفاء السعادة من فوق ملامح وجهها ثم بدت وكأنها تفكر في امر ما...
لحظات قليلة وطغى الحزن على ملامحها بشكل صدمه لتقول بنبرة خافتة:
الان فهمت سبب سعادتك... والابتسامة التي كانت تشق وجهك حينما كنت تتحدث مع والدك...
لا افهم..
كان رائد لا يفهم حقا ما تعنيه...

لترد شمس:
انت سعيد لان تخلصك مني بات قريبا... أليس كذلك...؟!
فرغ رائد فاهه بدهشةبينما اكملت شمس بحزن وهي تجلس على السرير:
حينما يشفى والدي سوف تستطيع التخلص منى وتطليقي...
رفع رائد حاجبه مندهشا من سوء تفكيرها:
هل هذا كل ما خطر على بالك...؟!

لم تكن تسمعه وهي تنهض من مكانها وتتقدم ناحيته تقول بلهجة عدوانيةة:
لكن لا... لن اسمح لك بهذا... انتم لا يحق لكم تزويجي وتطليقي متى ما اردتم...
زفر رائد انفاسه بملل وقال:
اسمعيني يا شمس...

ضغطت شمس على فمها بقوة حتى لا تتحدث بينما اكمل رائد بصرامة:
اهدئي اولا... ما تقولينه خطأ... انا لا افكر في التخلي عنك والتخلص من مسؤوليتك كما تظنين... وانما اشعر بالارتياح لاني شفاء عمي لم يعد امرا صعبا او مستحيلا...وانت يجب ان تسعدي لوالدك بدلا من هذه الافكار الطفولية السخيفة التي لا تنفك ان تعود اليك بين الحينة والاخرى...
ابتلعت شمس غصتها وقالت بالم:
هل انا سخيفة...؟!

زفر رائد انفاسه بنفاذ صبر و قال:
شمس يكفي... لا تجعلينني اندم لاني اتحدث معك بعقلانية وأحاول نصحك...
عقدت ذراعيها امام صدرها وقالت بعناد:
هكذا اذا...وانا لم اطلب نصائح سيادتك...
الحديث معك بات لا يطاق... سأخرج من هنا فهذا افضل لي...
قالها وهو يندفع هاربا منها ومن احاديثها السخيفة في نظره لتضرب شمس الارض بقدميها وهي تتمتم بغيظ:
غبي.. غبي ولا يفهم علي اطلاقا...

مرت ايام اخرى...
لم يحدث بها شيء جديد...
كان قد تبقى اقل من اسبوع على قدوم المدارس...
اصرت شمس على رائد ان يخرج معها لتنتقي الملابس الخاصة بمدرستها اضافةالى شراء جميع احتياجاتها...
كانت شمس تتحمس كثيرا لقدوم المدراس فهي تحب جدا التسوق بتلك الحاجيات الخاصة بالمدرسة من دفاتر واقلام وملونات وغيرها...
كانت تتحرك في السوق وهي متعلقة بيد رائد كطفلة صغيرة تتعلق بوالدها...

تتطلع بعيون متحمسة الى الاغراض وتشير الى هذه وتلك بلهفة لشرائها...
كان رائد يشاركها في اختيار كل شيء بناء على طلبها...
ورغم انه لم يكن من محبي التسوق الا انه كان يسعد لسعادتها...
مرت الوقت بسرعة واشترت شمس جميع الاغراض التي تحتاجها...
وفي طريق العودة ترجت رائد ان يتعشيا سويا في احد المطاعم القريبة...

وبالفعل وافق على طلبها وذهبا سويا الى احد مطاعم الوجبات السريعة...
جلس الاثنان على تحكى الطاولات وجاء النادل ليأخذ طلباتهما...
ما ان انتهى النادل من تسجيل طلبات كليهمل وذهب حتى استندت شمس على الطاولة واخذت تنقل نظرها في ارجاء المكان بحماس قبل ان تهمس متسائلة فجأة:
اخبرني يا رائد...متى تزوجت من نهى...؟!

استغرب رائد من سؤالها لكنه اجابها عليه:
من خمس سنوات...
وكم عمرها...؟!
ثمانية وعشرون عاما...
هزت رأسها بتفهم وعادت وسألته:
هل كان زواجا تقليديا أم...؟!
وقبل ان تكمل قاطعها بسرعة دون ان يفهم مغزى سؤالها:
تقليديا...

ابتسمت لا اراديا وهي تزيح خصلات شعرها خلف اذنها بينما سألها رائد بجدية:
ولكن لما كل هذه الاسئلة...؟!
اجابته وهي تهز كتفيها:
فضول لا اكثرر...
اخذا بعدها يتحدثا سويا في مختلف المواضيع...
حدثته شمس عن صديقاتها...
وعن رغبتها في دراسة الهندسة...
وغيرها من الاشياء...

انتهيا من تناول طعامهما ورحلا عائدين الى المنزل...
ما ان دخلت شمس الى المنزل حتى ركضت ناحية سميحة واخذت تعرض امامها ما اشترته...
كان نهى تتابع ما يحدث بغيرة خاصة حينما تتحظث شمس عما فعله رائد وكيف اشترى لها ما تريده ونفذ لها جميع ما طلبته...
ظلت شمس تنثر الاغراض امام الجميع الذي شاركها سعادتها...
بينما نهضت نهى من مكانها واتجهت الى غرفتها دون ان تنطق بكلمة واحدة...

دلف رائد الى الداخل ليجد شمس تتوسط الصالة وهي تعرض اغراضها امام اهله...
قال موجها حديثه لشمس:
هل ارتحت الان يا صغيرة...؟! لقد اشتريتي جميع ما تريدين...
ابتسمت شمس بسعادة وقالت:
شكرا يا رائد... واسفة لانني اتعبتك معي...

قال رائد بدوره موجها حديثه لوالديه:
سوف اذهب لانام فانا متعب للغاية...
تحركت شمس اتجاهه تنوي الذهاب معه:
سأتي معك حالا..
الا انه قاطعها بما جعلها تتسمر في مكانها وجعل الدموع تملأ عينيها لا اراديا:
لا داعي لان تأتي يا شمس... سوف ابيت الليلة مع نهى... ليلة سعيدة مقدما...



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 6994 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4052 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3100 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2971 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3416 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، عروسي ، الصغيرة ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 04:38 صباحا