أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية ذكريات عابث

توجهت خلسة إلى غرفتها بعدما اشترت هذا الجهاز المعروف بإختبار الحمل، ودلفت إلى المرحاض.مرت بضع دقائق قبل أن تظهر النتيجة ..



08-12-2021 10:09 مساء
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 

t21957_5269
توجهت خلسة إلى غرفتها بعدما اشترت هذا الجهاز المعروف بإختبار الحمل، ودلفت إلى المرحاض.
مرت بضع دقائق قبل أن تظهر النتيجة والتي كانت إيجابية، وضعت رأسها بيت كفيها وهي تفكر في حل لتلك المصيبة التي حلت على رأسها، سيقتلها شقيقها بالتأكيد عندما يعرف.

ألقت الجهاز من النافذة وهي تتنفس بقوة وأمسكت هاتفها واتصلت بعمرو ولكنه لم يجب.
ظلت تفكر لمدة ساعتين في حل لتلك الورطة قبل أن تقتحم والدتها غرفتها وتجرها من شعرها وهي تصرخ في وجهها وتلقي بجهاز اختبار الحمل في وجهها:
-"ما هذا؟ ماذا فعلتِ يا حقيرة؟"

نظرت بصدمة إلى الجهاز، لا تفهم كيف عثرت عليه والدتها؟
رأت والدتها وجهها الذي احتلته ملامح الصدمة فأردفت بقهر وهي تلطم وجهها:
-"جارتنا سماح رأتك وأنتِ تلقين بالجهاز من غرفتكِ، وانتظرتني حتى عدت من السوق وأخبرتني بالأمر".
صفعتها بقوة وهي تتابع:
-"انظري إليه يا شهيرة، ابنتك حنان ألقته من شرفة غرفتها منذ ساعة، هذا ما قالته لي سماح وهي تنظر لي بشفقة".

صفعت شهيرة حنان عدة مرات وجرتها من شعرها حتى كادت تقتلعه وهي تردف بمرارة:
-"بسببك أنتِ يا حقيرة توسلت ولأول مرة في حياتي لجارتنا كي تحفظ السر ولا تفضحنا".
أمسكت شهيرة بهاتفها واتصلت بإبنها وأخبرته أن يحضر إلى المنزل بسرعة ويترك كل ما في يده، وخرجت من غرفة حنان وأوصدت الباب خلفها ولم تعبأ بتوسلات حنان لها بألا تخبر شقيقها بالأمر.
نوفيلا ذكريات عابث للكاتبة بتول علي الفصل الأول

(كما تدين تدان ولو بعد حين)
أخذ يرددها مرارا وتكرارا وهو يجثو أمام قبر ابنته، ويتأمله بحسرة، انحدرت دموعه بسخاء على وجهه وهو يتذكر كل اللحظات التي قضاها برفقتها منذ ولدت إلى أن ماتت.
لا تزال جملة الطبيب تتردد في رأسه منذ ذلك اليوم الذي خسرها به.
-"البقاء لله، الجرح كان غائرا ولم نستطع انقاذها ".

بكى كما لم يبكي من قبل، فمن تبقت له في هذه الحياة ذهبت وتركته، فضلت الإنتحار على أن تعيش يوما واحدا بدون ذلك الحقير، الذي لعب بمشاعرها وكسر قلبها بلا رحمة .
غمغم بحزن وهو يتحسس تراب قبرها:
-"سامحيني يا نور عيني، أنتِ دفعتِ ثمن ما فعلته في الماضي، لو لم أتفنن في كسر قلوب الفتيات لما حدث لكِ كل ذلك".
أخرج من جيبه رسالتها التي تركتها له وشرع في قرائتها.

(أبي الحبيب، عندما تقرأ هذه الرسالة سأكون رحلت من هذا العالم، أرجوك سامحني، فأنا لن أستطيع العيش من دون حازم، لا أصدق بأنه خدعني وكسر قلبي بعدما منحته الحب والاحترام، لا تزال كلماته القاسية تتردد في أذني، كان ينظر لي بإزدراء وهو يقول بأني بدينة وشبيهة بالبقر ولا أشبه النساء الجميلات، وأنه يجب أن أنظر إلى المرأة قبل أن أحاسبه، جرحني وأهانني بدلا من أن يعتذر لي بعدما خانني، أعلم بأنك ستحزن كثيرا عندما أرحل ولكن ما باليد حيلة، أنا لا يمكنني العيش بعد كل ما حدث معي)..

أغمض عينيه بقوة وهو يضم رسالتها إلى صدره ويبكي بمرارة، من يراه الآن لا يصدق بأنه الدنجوان الذي كسر قلوب العذارى في شبابه.
لم يكن يعلم بأن تلك ستكون عقوبته على تصرفاته الطائشة، لم يدرك بأن ثمن أخطائه ستكون فلذة كبده الوحيدة.
" الدنجوان العابث "
هذا ما أطلقه عليه أصدقاء السوء الذين كانوا يشجعوه دائما على ما يفعله .

أليس هو من كان يستخف بالمشاعر ولا يعترف بها؟ انظروا إليه الآن وهو يكاد يبكي دما لفقده طفلته.
لا يتذكر عدد الفتيات اللاوتي أوقعن في شباك حبه المزيف ثم دمر أحلامهن بلا رحمة، ولكن يلوح في رأسه ذكريات بعضهن التي تأبى أن تغادره، ربما لأنهن أكثر من عانى على يديه وذرفن دموع القهر بسببه.
"سميه" تلك الحسناء الهادئة التي رأها لأول مرة عندما بدأ العام الدراسي الجديد وكانت هي في الفرقة الأولى.

كانت رائعة وجميلة وأيضا غنية وهذا ما كان يهمه في الأمر ولهذا سعى خلفها كالجرو فقد كانت بالنسبة له كنز ثمين لا يمكنه تركه.
كانت انطوائية ولهذا السبب لم يقترب منها أحد باستثنائه هو، استطاع بسهولة أن يجعلها تحبه وتتعلق به، كان دائما يصرخ في وجهها ويحتقرها ولكنها كانت تسامحه عندما يعتذر لها، وهذا ما شجعه على اهانتها بإستمرار فهي من تجاهلت من أحبها بصدق وعشقته.
-"جميلة جدا عمرو، أشكرك على تلك الوردات الرائعة".

هتفت بها سمية بسعادة وهي تضع باقة الزهور جانبا، ابتسم بسخرية وهو ينظر إلى ابتسامتها البلهاء بسبب بضع وردات حمراء أحضرهم لها لكي تقبل اعتذاره.
ابتسمت واستطردت قائلة:
-"سأسامحك هذه المرة، ولكن عدني بأنك لن تصرخ في وجهي مرة أخرى".
بادلها ابتسامتها قائلاً:
-"أعدك حبيبتي".

ظلا يتبادلان أحاديث العشق والغرام ولم ينتبها لمازن الذي كور يده بغضب ولكم الحائط، وهو يتوعد لعمرو، يعلم بأنه يخدعها ويتظاهر بحبه لها من أجل أموال والدها، تنهد بضيق وهو ينظر إليها مرة أخرى وتمتم بحزن:
-"لا أفهم لما أحببتيه؟ ما الذي أعجبك به؟ يهينك دائما ويقلل من شأنك ورغم كل شيء تسامحيه عندما يعتذر منكِ، أخبرتك بأني أحبك ولكنك دهست مشاعري من أجله، لا أصدق بأنكِ بلا كرامة لهذه الدرجة التي تجعلكِ عمياء القلب ولا ترين خداعه وكذبه، أعدك بأني لن أظل صامتا وأتركه يتلاعب بكِ، سأريكِ وسأثبت لكِ أنه حقير ومخادع ولا يستحق قلبك الذي أعطيتيه له".

استقل دراجته النارية وغادر على الفور قبل أن يتمكن منه الغضب ويتجه نحوهما ويضرب عمرو.
مرت عدة أيام قبل أن يأتي ذلك اليوم الذي تشاجر به عمرو وسمية للمرة الأخيرة.
نظرت له بأعين باكية وهتفت بحشرجة:
-"صدقني لا أستطيع، أرجوك لا تغضب".
رمقها بسخط وهو يقول:
-"ولما لا تستطيعين؟ أنا لا أطلب منك سوى أن تذهبي معي لأريكِ المكان الذي سيصبح منزلنا بعدما نتزوج".

هزت رأسها نفيا وقالت:
-"هذا لا يجوز، لا يمكنني الذهاب معك بمفردنا إلى شقتك".
هدر في وجهها بعنف:
-"هذا يعني أنكِ لا تثقين بي؟"
حاولت مقاطعته ولكنه صاح غاضبا:
-"يبدو أنه لا يمكننا الاستمرار معا".
تركها مشدوهة الفاه وانصرف وهو يتظاهر بالغضب، يدرك جيدا بأنها لن تحتمل فكرة انفصالهما وستتصل به وتخبره بأنها ستذهب برفقته إلى الشقة".
-"لن تتغير أبدا يا حقير".

تمتم بها ماذن الذي رأى ما حدث، وتوجه نحو سمية التي كانت تبكي بإنهيار، رمقها بشفقة قبل أن يجلس بجوارها وهتف قائلاً بهدوء ولطف:





-"لا تبكِ أرجوكِ ".
نظرت له بأعين باكية ليستطرد قائلاً:
-"لا تقلقي سأتصل بعمرو الآن وأتفاهم معه".
نظرت لها بإمتنان وابتسمت وسط دموعها وقالت:
-"شكرا لك مازن".

أخرج مازن هاتفه، واتصل بعمرو، ومرت بضع ثوانِ قبل أن يجيب فهتف مازن:
-"أين أنت عمرو؟ لما ذهبت وتركت سمية تبكي؟ هل حقا أخبرتها بأنك ستتركها؟"
زم عمرو شفتيه بلامبالاة هاتفا بنزق:
-"اتركها تبكي ولا تهتم، قريبا ستتعلم ألا تعارضني مرة أخرى".
أردف مازن بحدة:
-"هل جننت عمرو؟ تتركها بهذه الحالة فقط لتجعلها تطيعك".
ضحك عمرو بشدة قبل أن يقول بخبث:
-"سترى الآن أنها ستوافق وتأتي إلى منزلي".

سأله مازن بهدوء مستتر خلف عواصف هوجاء تجيش في نفسه فهو يعلم جيدا الإجابة ولكن يجب أن تعرف سمية نية هذا النذل الذي عشقته:
-"لما تريد احضارها إلى شقتك؟"
انتظرت سمية سماع الإجابة بفارغ الصبر ... ارتجف بدنها رغما عنها بعدما سمعته يضحك مجلجلا بأعلى صوته وهو يهتف بخبث:
-"ماذا بك مازن؟ لا تبدو لي بخير يا رجل، برأيك ماذا سيفعل شاب وفتاة وحدهما في شقة والأبواب مغلقة".

حاولت كتم شهقاتها كي لا يسمعها ويعلم بأنها تجلس بجوار مازن ... لم يكتفي عمرو بما قاله وتابع بعبث:
-"هي في النهاية فتاة رخيصة وهذا ما تستحقه الرخيصات أمثالها، كل ما أريده هو تسجيل ما سيحدث وإرساله لوالدها كي يعطيني الأموال التي سأطلبها منه مقابل ألا أفضح ابنته الغالية، وإن أراد أن أتزوجها فلن أمانع ففي النهاية سأستفيد من أموال والدها".
تنهد مازن بهدوء في محاولة للسيطرة على غضبه بعدما رأى دموع سمية وأردف بمكر متظاهرا بأنه موافقا على حديثه:
-"كم أنت محظوظ يا رجل، أتمنى أن أجد فتاة غنية وأستفيد من أموالها كما تفعل مع سمية".

هتف عمرو بصوت ماكر:
-"بالتوفيق يا صديقي".
أنهى المكالمة ونظر إلى سمية بتوجس وقلق فنظراتها للهاتف كانت تقلقه ... نظر لها بريبة وقال:
-"أنا لم أقصد أن تسمعي كل هذه الأشياء، أقسم لكِ بأن الأمر كان مصادفة وغير مدبر له ... أرجوكِ أخبريني أنكِ بخير".
أجابت بنبرة جامدة:
-"ولما تهتم لأمري؟ ألست فتاة رخيصة أحبت شخصا حقيرا وارتبطت به دون أن تخبر عائلتها لتكتشف في النهاية أنه يخدعها؟"

همس بهدوء ونبرة عميقة:
-"أنتِ لست رخيصة سمية، لا تجعلي هذه الفكرة تترسخ في ذهنك، أنتِ غالية جدا وهذا النذل لا يعرف قيمتك".
أطبقت جفنيها بمرارة وهي تشعر برغبة ملحة في البكاء ... أمسكت حقيبها وانصرفت وهي تحاول كبح دموعها ... تحرك مازن خلفها فهو لن يتركها تذهب بمفردها وبهذه الحالة دون مراقبتها والتأكد أنها وصلت بخير إلى منزلها.
لم تذهب سمية إلى الجامعة لمدة شهر ولم تجب على اتصالات عمرو الذي كاد يجن ويتوعد لها.
تااااابع اسفل
 
 



08-12-2021 10:10 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [1]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية ذكريات عابث
نوفيلا ذكريات عابث للكاتبة بتول علي الفصل الثاني

خرجت من منزلها وذهبت إلى الجامعة لسحب جميع أوراقها، فهي لن تظل في هذا المكان الذي شهد على انكسار روحها ... كادت تغادر ولكنه أطبق كفه على ذراعها بعنف وهدر بغضب:
-"أين كنتِ طوال هذه المدة؟ولما لا تجبين على اتصالاتي؟"
نفضت يده بعنف وأجابت بإستنكار ولم تكن السخرية غائبة عن ملامحها وهي تضم ذراعيها بكل ثقة وترفع أنفها بكبرياء:
-"تريد الإطمئنان على بنك المال الذي يصرف عليك؟"

نظر لها بذهول وهي تتابع:
-"أسفة لأني سأخيب ظنك وأخبرك بأنني لن ألتقي بك مجددا وسأقطع علاقتي بك نهائيا".
تركته وغادرت، لم يستوعب أي شيء بعدما سمع ما قالته، ولا يعلم كيف وصل إلى مازن وقام بلكمه على حين غرة ... مسح مازن قطرات الدماء التي خرجت من فمه ورد له لكمته وبصق عليه وقال:
-"هذه لأنك ضربتني".
لكمه مرة أخرى وقال:
-"وهذه لأنك خدعتها يا حقير".

غادر مازن ولم يعبأ بعمرو الذي قذفه بأفظع الشتائم وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي رآه بها.
مر عامين ولم يعرف عمرو أو يسمع أي شيء عن مازن وسمية وأيضا لم يكف عن اللهو والإيقاع بالحسناوات، وفي أحد الأيام كان يجلس برفقة أصدقائه الذين لا يختلفون كثيرا عنه ... ارتشف أحدهم الدخان من سيجارته وأردف وهو ينفثه في الهواء:
-"يا شباب، تتذكرون مازن وسمية اللذان تركا الجامعة منذ عامين؟"

أومأ عمرو برأسه ليتابع صديقه:
-"لقد تمت خطبتهما الأسبوع الماضي".
زفر الشباب بضيق وحقد فقد حظى مازن بالفتاة الثرية وستتغير حياته أما هم فيجلسون يندبون حظهم ويدخنون سجائرهم.
ضيق عمرو عينيه وهو ينظر إلى صديقه وقال:
-"كيف علمت بالأمر يا أشرف؟"
أجابه أشرف ببرود:
-"أخبرني فتحى، تعلم بأنه لا يزال صديقا لمازن وعلاقتهما جيدة".

كاد يتحدث ولكنه سمع رنين هاتفه فأجاب على الفور عندما رأى اسم "حور" يزين الشاشة:
-"كنت أفكر بكِ حلوتي، أين أنتِ الآن؟"
أجابته وهي تبتسم:
-"في البيت، وصلت قبل دقائق واتصلت لتطمئن، أعلم بأنك تقلق كثيرا بشأني".
ضحك أصدقائه بشدة على سذاجة تلك الغبية التي تعتقد أنه يهتم لأمرها ... سمعت حور أصوات الضحك فعقدت حاجبيها بريبة وهي تسأل عمرو:
-"أين أنت عمرو؟ وما هذه الأصوات التي أسمعها؟"

أشار عمرو إلى أصدقائه ليصمتوا وأجاب بهدوء شديد كي لا تشك بأمره:
-"أنا أجلس في المقهي وهذه أصوات بعض الشباب الذين يجلسون على الطاولة المجاورة ويشاهدون فيلما كوميديا".
زفرت براحة وقالت:
-"حسنا، سنتقابل غدا"
-"ابتسم بخبث وهو يقول:
-"كما تريدين يا روحي".

انفجر أصدقائه في الضحك ومدحوه على ذكائه الشديد.
يعتقدون بأن ما يفعلوه هينا وأنه طيش شباب وسيزول مع مرور الوقت ولكنهم مخطئون ... لا يفكرون بأنه يمكن أن تكون إحدى هؤلاء الفتيات شقيقته أو ابنته .
في المنزل يكون الشاب حازما وصارما مع شقيقته وعندما يغادر يخلع ثوب الفضيلة ويتلاعب بالفتيات الأخريات متحججا بأنهن ساقطات وأن والدهن لم يقم بتربيتهن.
ظل عمرو وأصدقائه يضحكون ويمرحون غير عابئين بما تخبئه الأيام لهم.

دلفت "حور" إلى المطعم حيث ينتظرها عمرو، بحثت عنه بعينيها إلى أن وجدته يلوح لها بيده فابتسمت بسعادة واقتربت منه.
جلست أمامه على الطاولة وهتفت قائلة:
-"حسنا أخبرني الآن، ما هو الأمر الهام الذي ستخبرني به؟"
أمسك كفيها بلطف وهو ينظر إلى عمق عينيها الرمادية وأردف بنبرة يشوبها المكر:
-"لقد أصبحت شقتي جاهزة، وأخيرا اكتمل عش زواجنا".

اتسعت ابتسامتها ولم تشعر بنفسها وهي تقفز وتضحك بسعادة غير عابئة بالأشخاص الذين ينظرون لها ويستنكرون تصرفها الذي لا يمت للعقل بصلة.
قبض على يدها برفق وسحبها خلفه مغادرا المطعم وهو يحاول كبح ضحكته بصعوبة، وتوجه نحو دراجته النارية، واستقلها ووضع خوذة الأمان على رأسه قبل أن يعطي لحور الخوذة الإحتياطية ويشير لها بأن ترتديها ... عقدت حور حاجبيها بعدم فهم وقالت:
-"إلى أين سنذهب؟"

ابتسم وأردف ببساطة:
-"إلى شقتي، أعرف أنك تتوقين شوقا لرؤية منزلنا المستقبلي".
شعرت كأن أحدهم سكب دلوا من الماء البارد على رأسها، هل يريدها أن تذهب معه إلى شقته بمفردها؟!
مؤكد أنه جن أو تعرض لصعقة كهرباء أثرت على سلامة عقله!

نظرت له بوجوم قبل أن تقتلع خوذته من على وجهه بعنف، وتصفعه بقوة، ثم غادرت المكان تاركه إياه يضع يده على وجنته بصدمة ويتوعد لها.
وصلت إلى منزلها وهي تبكي وجلست على الأريكة، ودفنت وجهها بين كفيها، لمحتها والدتها فاقتربت منها وربتت على ظهرها بحنو وهي تجذبها إلى أحضانها وتهمس لها ببعض كلمات علها تهدئها.

تمتمت حور من بين شهقاتها:
-"كنتِ محقة أمي، هو لا يحبني أبدا، كل ما يريده هو أن يتسلى بي فقط".
شددت والدتها من احتضانها وهي تقول:
-"أتمنى أن تكونِ تعلمتِ الدرس من هذه التجربة، ولن أخبر والدكِ لأني أثق بأنك لن تخطئي وتعيدي هذا الخطأ مرة أخرى من وراء ظهورنا ".
كفكفت دموعها بحسرة وهي تقول:
-"لا أفهم لما فعل هذا بي؟"

اعتدلت في جلستها وهي تتابع:
-"لقد سلمته قلبي ولكنه حطمه بكل برود ولم يهتم".
زفرت والدتها بأسف وهي تتذكر عندما دلفت إلى غرفة حور منذ يومين ورأت الرسائل التي أرسلها عمرو لها، شقهت حور بفزع عندما رأت والدتها تقف في غرفتها، وتمسك حاسوبها، وتقرأ المحادثاث.
رمقتها والدتها بغضب وأردفت بهدوء محاولة كبح غضبها وهي تشير بإصبعها نحو الحاسوب:
-"ما هذا حور؟"

أردفت حور بتلعثم محاولة تبرير موقفها:
-"كنت سأخبرك بكل شيء، أقسم لكِ".
صفعتها والدتها بقوه على وجهها وصاحت هادرة بإستنكار:
-"متى عندما ترسلين له صورك بملابس عارية كما طلب منك ويقوم بإبتزازك؟!"
أشاحت والدتها نظرها عنها ... نظرت لها حور برجاء وهي تمسك يدها وأردفت من بين شهقاتها:
-"لم أكن سأرسل له تلك الصور، أنتِ رأيتِ المحادثة ووجدتِ أني نهرته ورفضت إرسالها".

جلست والدتها على السرير وهي تستعيذ من الشيطان علها تهدئ ولا تقدم على قتل ابنتها الساذجة وقالت:
-"أنا لن أسمح لكِ بالإستمرار هكذا، نية هذا الشاب واضحة وضوح الشمس، هو لا يريد سوى التسلية فقط، لن أنتظر حتى يدعوك للذهاب إلى منزله".
شهقت حور بإستنكار وأردفت بثقة:
-"عمرو لن يفعلها، هو يحبني ويستحيل أن يطلب مني هذا الأمر المشين".
فركت والدتها جبهتها بغضب وهتفت بسخرية:
-"واضح جدا أنه يحبك ولهذا أرادك أن ترسلي صورك وأنتِ عارية".

استكملت وهي تصرخ بغضب:
-"أين عقلك يا فتاة؟! إذا كان يحبك فلن يطلب منك أن تفعلي هذا الأمر المخجل".
نكست حور رأسها لأسفل وبدأت بالبكاء، لم تحتمل والدتها رؤيتها بهذا الوضع فأردفت بهدوء وهي تحاول مجاراتها في حديثها:
-"أخبريه بأن يأتي إلى المنزل كما يفعل الرجال ويطلبك للزواج، وأن يتوقف عن طلباته التي لا تدل سوى على أنه مخنث حقير".
رمقتها حور بذهول لتتابع:
-"إذا كان يحبك فسيأتي حتما إلى والدك ويطلبك للزواج".

كانت والدتها محقة بشأن عمرو فهو نذل وحقير ويتلاعب بها ... دلفت إلى غرفتها وتدثرت جيدا في فراشها وغطت في سبات عميق.
ذهبت في اليوم التالي إلى عملها وعندما انتهت وغادرت كادت تستقل سيارة أجره ولكنها رآته يقف أمامها وينظر لها بغيظ ... حاولت تجاهله ومتابعة سيرها ولكنه أحكم قبضته على معصمها مما جعلها تلتفت إليه وتصفعه بقوة وهي تزيح يده من على ذراعها بغضب وقالت:
-"كيف تجرؤ وتلمسني هكذا يا حقير؟"

وضع يده على وجنته يتحسس أثر صفعتها قبل أن يرفع يده ويحاول صفعها ولكنها أمسكت يده بقوة ودفعته وهي تصيح هادرة:
-"إياك وفعلها مرة أخرى وإلا أقسم بأني سأجعلك تندم".
كبح غضبه بصعوبة وابتسم بخبث وهو يخرج ظرفا من جيبه ويعطيه لها.
عقدت حاجبيها بتعجب وهي تلتقط الظرف قبل أن تفتحه وتنصدم مما رأته بداخله.
التوت زاويتي شفتيه بابتسامة ماكرة وهو يهمس بمكر:
-"والآن ستفعلين كل ما أريده منكِ وإلا سأرسل هذه الصور لوالدك".

احتقن وجهها بغضب وأردفت بإزدراء وتهكم:
-"إذا كنت تعتقد أنه يمكنك ابتزازي بهذه الصور فأنت مخطئ ... إن أردت أرسلهم لوالدي وستنفتح في وجهك أبواب جهنم ... أنت لا تعرف شيئا عن عائلتي ولا يمكنك تصور ما سيفعله أبي وأخي وأعمامي بك عندما يروا تلك الصور ... سيقتلوك حتما أو ربما يتركوك على قيد الحياة ولكن ليس قبل أن يفعلوا شيئا سيجعلك غير قادرا على الزواج والإنجاب طوال حياتك".

ظهرت ملامح التوتر على وجهه مما جعلها تتابع بفخر وثقة:
-"أصول عائلتي تعود إلى محافظة سوهاج، وأنت تعرف جيدا ما يفعله أهل الصعيد عندما يحاول أحدهم تدنيث شرف ابنتهم بصور مزيفة".

ألقت الظرف في وجهه وتركته مشدوه الفاه، وغادرت وهي ترفع رأسها بشموخ وكبرياء ... تدرك جيدا أنه لن يرسل تلك الصور لوالدها بعد ما قالته وإن تجرأ وأرسلها فسيعرف أباها أنها مزيفة لأنه لا يوجد بها أثار الحروق التي توجد في كتفها نتيجة إصابتها بالماء الساخن عندما كانت طفلة، وشقيقها لن يصدق بأنها كانت مرتبطة بعمرو بعدما يتأكد بأن تلك الصور غير حقيقية .

08-12-2021 10:10 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [2]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية ذكريات عابث
نوفيلا ذكريات عابث للكاتبة بتول علي الفصل الثالث

-"ابتعد عن تلك الفتاة عمرو، لن ترحمك عائلتها إن أرسلت لهم تلك الصور".
قالها أشرف بهدوء وهو ينظر إلى عمرو الذي يتوعد لحور ... ربت على كتفه وقال:
-"هناك الكثيرات غيرها يمكنك الإيقاع بهن واستغلالهن لفعل كل ما تريده".
أومأ عمرو برأسه موافقا على حديث أشرف وقال:
-"معك حق، هي لا تستحق أن أخاطر بحياتي وأتحدث..

مع والدها، عندما بحثت عن عائلتها علمت بأن عمها كبير عائلتهم بالصعيد لا يتردد مرتين قبل أن يقتل أحدهم ويأخذ ثأره".
مر عامين وظل عمرو كما هو ولم يتغير، لا يزال كما هو الشاب العابث الذي لا يكف عن اللعب بقلوب الجميلات وابتزازهن للحصول على الأموال.

لم يتوقف عن أفعاله حتى بعد ما حدث مع تلك الفتاة (هبة) التي تعرف عليها العام الماضي وأوهمها بحبه حتى عشقته وانتهى الأمر بها وهي تسلمه نفسها بكل غباء تحت مسمى الحب ظنا منها بأنه سيتزوجها، لم تكن تعلم بأن من خانت من أجله ثقة والديها وأخطئت في حق دينها سجل كل ما حدث بينهما وأرسل الفيديوهات لأصدقائه ليثبت لهم أنه ربح الرهان وبأن هبة المغرورة أصبحت كالخاتم في إصبعه.

تأففت بضيق وهي تجلس في سيارة الميكروباص من هذا النقاب الذي أجبرها شقيقها على ارتدائه قبل أن تغادر المنزل في الصباح، انتظرت بضع دقائق حتى يكتمل عدد الركاب وينطلق السائق إلى وجهته ... كانت تجلس في المقعد الأخير ويجلس أمامها شاب يمسك هاتفه ويضع سماعات الأذن ويشاهد فيديو جعلها تتقزز وتشيح بنظرها عنه ولكنها سرعان ما نظرت مرة أخرى إلى شاشة هاتفه لتتجمد وتحتل البرودة والصدمة جسدها الذي تخدر من أثر تلك الفاجعة التي لم تتوقعها أبدا.

حاولت كتم شهقاتها كي لا ينتبه لها هذا الشاب، وخرجت من السيارة وهي تبكي بعدما أوقفها السائق ... ظلت تسير كالمغيبة إلى أن انتهى بها المطاف تقف أمام البحر.
أزاحت دموعها وارتفعت شهقاتها كلما تذكرت نظرات هذا الشاب لها في هذا الفيديو ... لم تتوقع أن عمرو الذي أحبته ووثقت به سيجعل منها بطلة أفلام إباحية... لا تزال غير قادرة على تصديق ما رأته .

ظلت تبكي بمرارة وهي تلطم وجنتيها بعنف، أليس هذا من أخطئت في حق والدها ودينها من أجله؟
أليس هذا من أوهمها بحبه ووعدها بالزواج؟
ماذا ستفلين الآن يا هبة بعدما وصمت عائلتك بالعار بسبب فعلتك النكراء؟
عند هذه النقطة واتسعت عينيها بذعر ... كيف ستواجه عائلتها بعدما يعرفوا بأمر هذا الفيديو؟

ظلت تلطم خديها إلى أن حسمت أمرها في النهاية وألقت نفسها في المياه دون أي تردد ... قتلت نفسها وخسرت حياتها وآخرتها بسبب عشقها لمخنث حقير لا يمت للرجولة بصلة.
لم يجلب لها هذا الحب سوى الدمار والعار الذي تركته خلفها لعائلتها الذين سيتحملون نتيجة خطئها في لحظة طيش طوال حياتهم.
ليتها فكرت قبل أن ترتكب هذا الإثم بوالدها وشقيقها وما سيحدث لهما وكيف ستلاحقهما ألسنة الناس التي لا ترحم عندما يُفضح أمرها.

توجهت خلسة إلى غرفتها بعدما اشترت هذا الجهاز المعروف بإختبار الحمل، ودلفت إلى المرحاض.
مرت بضع دقائق قبل أن تظهر النتيجة والتي كانت إيجابية، وضعت رأسها بيت كفيها وهي تفكر في حل لتلك المصيبة التي حلت على رأسها، سيقتلها شقيقها بالتأكيد عندما يعرف.

ألقت الجهاز من النافذة وهي تتنفس بقوة وأمسكت هاتفها واتصلت بعمرو ولكنه لم يجب.
ظلت تفكر لمدة ساعتين في حل لتلك الورطة قبل أن تقتحم والدتها غرفتها وتجرها من شعرها وهي تصرخ في وجهها وتلقي بجهاز اختبار الحمل في وجهها:
-"ما هذا؟ ماذا فعلتِ يا حقيرة؟"
نظرت بصدمة إلى الجهاز، لا تفهم كيف عثرت عليه والدتها؟

رأت والدتها وجهها الذي احتلته ملامح الصدمة فأردفت بقهر وهي تلطم وجهها:
-"جارتنا سماح رأتك وأنتِ تلقين بالجهاز من غرفتكِ، وانتظرتني حتى عدت من السوق وأخبرتني بالأمر".
صفعتها بقوة وهي تتابع:
-"انظري إليه يا شهيرة، ابنتك حنان ألقته من شرفة غرفتها منذ ساعة، هذا ما قالته لي سماح وهي تنظر لي بشفقة".

صفعت شهيرة حنان عدة مرات وجرتها من شعرها حتى كادت تقتلعه وهي تردف بمرارة:
-"بسببك أنتِ يا حقيرة توسلت ولأول مرة في حياتي لجارتنا كي تحفظ السر ولا تفضحنا".
أمسكت شهيرة بهاتفها واتصلت بإبنها وأخبرته أن يحضر إلى المنزل بسرعة ويترك كل ما في يده، وخرجت من غرفة حنان وأوصدت الباب خلفها ولم تعبأ بتوسلات حنان لها بألا تخبر شقيقها بالأمر.

كانت تقف في الحافلة وتنظر إلى ساعتها ... نظر لها هذا الشاب الذي يجلس بالقرب منها وابتسم بمكر قبل أن يشير لسيدة مسنة بأن تأتي وتجلس محله ... ابتسمت السيدة وهي تدعو له:
-"بارك الله فيك يا حبيبي".
لم يهتم كثيرا بما قالته السيدة فكل ما يشغله هو تلك الفاتنة التي تقف بالقرب منه ... اقترب منها بحرص والتفت حوله يتأكد بأن أحدا لا يراه قبل أن تمتد يده على ظهرها .

ألجمتها الصدمة عندما شعرت بيد أحدهم تتحرك على جسدها صعودا وهبوطا بطريقة أثارت اشمئزازها، والتفتت على الفور إلى هذا الشاب وصفعته وأخذت تضربه بحقيبتها على وجهه وهي تسبه بأفظع الشتائم التي عرفتها يوما.
تدخل جميع من في الحافلة وأبعدها عنه ... نظر لها الشاب بتوعد وصاح قائلاً وهو يرسم ملامح الحزن على وجهه:
-"اعمل خيرا تلقى شرا ... لا أصدق بأنك فعلتِ ذلك لأنني رفضت الإرتباط بكِ".

نظرت له بذهول وصدمة ولم تتكلم ليستكمل هو بخبث:
-"أخبرتها بأني أحب فتاة أخرى ولا يمكنني الزواج بها ولهذا السبب تحاول الإنتقام مني".
صرخت في وجهه بعنف وهي تحاول أن تهاجمه مرة أخرى ولكن منعتها تلك السيدة التي أحكمت يدها حولها بقوة:
-"ماذا تقول يا حقير؟! أنا حتى لا أعرفك".

زجرتها تلك السيدة التي جلست محل الشاب وقالت بحدة:
-"عيب عليك يا فتاة، تتهمين شابا مثل هذا وتضربيه لأنه لم يرد الزواج منك يا قليلة الحياء والأدب، اخجلي من نفسك".
تابعت السيدة العجوز وهي تنظر إلى جميع من في الحافلة وتربت على كتف هذا الشاب:
-"هذا الشاب بارك الله فيه أجلسني مكانه لأنه رآني لا أستطيع الوقوف، هل يمكن لشخص بهذه الأخلاق أن يسيء لفتاة بهذه الطريقة".

هز الجميع رأسهم نفيا مؤيدين حديث العجوز ... نظرت لهم بصدمة ونزلت من الحافلة وهي تبكي بغزارة حتى وصلت إلى منزلها ... ركضت إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها بقوة وجلست على السرير تبكي بقهر ومرارة ... أصاب والدتها الجزع عندما رأتها بهذه الحالة فدلفت إلى غرفتها وربتت على كتفها وهي تقول:
-"ماذا حدث يا نور عيني؟ أخبريني بما جرى لك يا حبيبتي".
استمرت في البكاء ولم ترد ... دلف عمرو إلى غرفتها وهتف بعدم اكتراث لدموعها:
-"أعطني هاتفك نور".

التفتت له والدته وهتفت بغضب:
-"ألا ترى حالتها؟! بدلا من أن تسألها ما بها تريد أخذ هاتفها والحديث مع صديقاتك يا عديم التربية!"
قلب عينيه بملل وهو يستمع إلى حديث والدته الذي تمطره به كل يوم حتى أصبح يحفظه عن ظهر قلب.
زفر بضيق وهو يقول:
-"بالله عليك يا أمي، لقد مللت من تلك الأسطوانة، لما لا تقولين هذا الكلام لنور؟"
وقبل أن ترد والدته أردف ساخرا:
-"آه نسيت، نور ابنة البطة البيضاء أما أنا فإبن البطة السوداء".

صمتت والدته لبرهة تتأمل ملامحه قبل أن تهتف بشراسة:
-"لا تذكر اسمها على لسانك يا قذر، نور لم تجلب لي سوى الفخر أما أنت فوضعت رأسي في الوحل بسبب أفعالك، جميع أقاربنا قطعوا علاقتهم بنا بسبب خوفهم على بناتهم منك بعد فعلتك النكراء بإبنة عمتك يا حقير".
زم شفتيه بلامبالاة هاتفا بنزق:
-"تتصرفين وكأنه حدث شيء بيننا، أنا لم ..."
قاطعته وهي تهتف بعنف:
-"وهذا ما كان ينقصنا، لا أصدق أنك استغليت فتاة في الثانية عشر من عمرها لأغراضك المنحطة ".

أردفت نور من بين دموعها وشهقاتها:
-"ما حدث لي اليوم بسببك أنت وأفعالك المخجلة".
رمقته والدته بسخط وهي تقول:
-"بدلا من أن تشكر الله لأن زوج عمتك لم يقتلك ذلك اليوم تواعد الفتيات دون حياء أو خجل!"
وضعت رأسها بين كفيها واستكملت بمرارة وحسرة:
-"لو كنت أعلم بأنك ستكون هكذا لكنت قتلت نفسي قبل أن ألدك، يا خسارة شبابي الذي أضعته وأنا أربيك كي تصبح رجلا يُعتمد عليه وسندا لشقيقتك بعدما أموت".

أخذت تبكي بقوة، احتضنتها نور وربتت على ظهرها وهي ترمق عمرو شذرا، نظر لهما بعدم اكتراث وخرج من المنزل وهو يغلق الباب خلفه بعنف.
كفكفت دموعها وهي تمسك بكف نور وقالت:
-"سامحيني يا صغيرتي لأني لم أنجب لكِ رجلا يقف بجانبك ويدعمك".
أزاحت نور دموع والدتها العالقة بين أهدابها وهي تقول:
-"هذا ليس خطئك يا أمي".

08-12-2021 10:11 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [3]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية ذكريات عابث
نوفيلا ذكريات عابث للكاتبة بتول علي الفصل الرابع والأخير

خرج من منزله وهو غاضب وذهب إلى المقهى حيث يجلس صديقه أشرف .. جلس عمرو بجواره وهو يتأفف بضيق مما دفع أشرف لسؤاله رغم أنه يعرف الإجابة:
-"هل تشاجرت مع والدتك مرة أخرى؟"
صمت عمرو ولم يتحدث وعندما رأى أشرف صمته قال:
-"إذن فعلتها مجددا، ألا تمل تلك المرأة أبدا من إهانتك؟!"
زفر عمرو بحنق وقال:
-"لم تكتفي بالإهانة فقط بل قارنتني بنور وتفوقها وأخلاقها".

ربت أشرف على كتفه وطلب من النادل أن يجلب لهما الشيشة وكأسين من الشاي .
مرت ساعة وما زال عمرو وأشرف يتحدثان وتحسن مزاج عمرو كثيرا من وراء هذا الحديث.
صدع رنين هاتف أشرف فأجاب وكانت المتصلة هي والدته التي أخبرته بأنه عليه الحضور فورا إلى المنزل، ذهب أشرف إلى منزله وشعر بالصدمة عندما أخبرته شهيرة بأن شقيقته حامل... شعر وكأن والدته صعقته بالكهرباء وهي تخبره بهذه الفاجعة التي ستجلب لهم العار.

لم يستمع إلى نداء والدته من خلفه وهو يتوجه إلى غرفة شقيقته.. انتفضت حنان بفزع عندما رأت أشرف دلف إلى الحجرة وأغلق الباب خلفه بالمفتاح، نظر لها بغضب بينما هي بادلته نظرته بالذعر والخوف، توجه نحوها وأمسكها بعنف من شعرها وهو يضربها ويكيل لها اللكمات بلا رحمة وهتف وهو يلهث:
-"سأقتلكِ ولن أرحمك أيتها السافلة الحقيرة".

كانت حنان تصرخ بشدة وتتوسل له أن يتركها ولكنه لم يهتم بتوسلاتها ولا بطرقات والدته على الباب، واستمر في ضربها وهو يهتف بفحيح مرعب:
-"أخبريني من هو والد طفلك يا ساقطة وإلا سأقتلك؟"
أردفت من بين توسلاتها:
-"عمرو".
اتسعت عيناه بصدمة وهو يدفعها لتسقط أرضا وهتف بصدمة وعدم استيعاب:
-"عمرو! تقصدين صديقي الغالي الذي أعتبره بمنزلة شقيقي؟!"
أومأت حنان برأسها من بين بكائها ليجلس أشرف كالمغيب على السرير يخلل أصابع يده في خصلات شعره ويشده بقوة.
طعنة القريب تكون دائما مؤلمة وقاسية، صديقه الذي لطالما اعتبره شقيقه تعدى على حرمته دون أن يحترم صداقتهما.

أليس هو من يشاركه في طباعه ويكسر قلوب الفتيات؟ أليس هو من كان يشجعه عندما يخوض رهانا مع أصدقائه في الإيقاع بفتاة فشلوا جميعا في الإيقاع بها؟ أليس هو من كان يضحك ويسخر عندما يترك عمرو فتاة ويخبره بأنها تترجاه ألا يفضحها؟
الآن فقط عرف المعنى الحقيقي للغدر والخيانة الذي شعرت به كل امرأة لعب بقلبها وتركها ورأى كيف تكون خيبة الأمل في أقرب الأشخاص.

أمسك حنان من رقبتها بقوة وظل يضغط عليها حتى خرجت روحها من جسدها، نظر إلى جثتها بحسرة قبل أن يخرج المدية من جيبه ويشق بها رسغه.
حضر ابن عم أشرف بعدما اتصلت به شهيرة وكسر الباب ... صرخت شهيرة بعدما رأت أشرف غارقا في دمائه وحنان ساكنة ولا تتحرك وتأكدت أنهما فارقا الحياة .

مرت خمس سنوات قبل أن يذعن لرجاء والدته ويفكر بجدية في أمر الزواج، فهو لم يعد يحتمل الحاح والدته عليه بعدما علمت ما فعله بحنان وانتحار أشرف بعدما قتلها ... لا يزال يتذكر دعوات شهيرة عليه بأن يخسر كل من يحبهم ويبقى وحيدا ليس له أحد.
لا تزال صفعة والدته وكلامها المؤنب يترددان في أذنه بعدما حضرت شهيرة لمنزلهم وألقت دعواتها ولعناتها في وجه عمرو .

ظلت والدته طوال هذه السنوات تبحث له عن عروس مناسبة ولكن كل محاولاتها بائت بالفشل بسبب سمعة عمرو السيئة، ولكنها استطاعت في النهاية العثور على فتاة اسمها "هنا" من أسرة حالتها المادية سيئة، فاستغلت والدة عمرو الفرصة وتقدمت لخطبتها ووافق والد هنا أمام اغرائات ووعود عمرو بأن يتكفل بكل شيء ولن يتزوج هنا ويأخذها سوى بحقيبة ملابسها فقط.

تزوج عمرو وهنا ومرت الأيام وكانت حياتهما سيئة فعمرو لم يكف عن مصادقة الفتيات ومغازلتهن ... ظنت هنا في البداية بأنه سيتغير مع مرور الوقت ولكنه ظل كما هو ولم يتغير وتحملت الأمر من أجل "إيمان" ابنتهما التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات.
وفي أحد الأيام، خرجت هنا من غرفتها وتوجهت إلى الصالة وسمعت صوت عمرو وهو يتحدث مع إحدى الفتيات ويطلب منها أمور مخجلة وما أغاظها وأشعل غضبها هو الضحكات الخليعة التي أصدرتها تلك الفتاة.

كزت هنا على أسنانها بغيظ وأخذت الهاتف بعنف من يده وحطمته وظلت تدهسه بقدمها غير عابئة بنظرات عمرو الغاضبة المصوبة نحوها.
-"اللعنة عليك! ماذا أفعل لك لتكف عن أفعالك؟!"
كانت هنا تصرخ بهذه الكلمات وعمرو ينهال عليها بالضرب والسباب اللاذع ... صعدت والدة عمرو إلى الشقة بعدما سمعت صراخ هنا واستطاعت بصعوبة أن تبعد عمرو عنها وهي تقول:
-"ماذا فعلت لك لتضربها بهذه الطريقة الهمجية؟"

أجابها عمرو بغيظ وهو يشير إلى هاتفه المحطم:
-"كسرت هاتفي ودهسته كالفيل بقدمها".
صاحت هنا بسخط:
-"لما لا تخبر والدتك بالسبب الذي جعلني أكسر الهاتف؟"
-"ولك عين للحديث يا حقيرة؟!"
هتف بها عمرو وهو يجر هنا من شعرها ولكن تدخلت والدته وأبعدته عنها وهي تصيح:
-"ابتعد عنها وأخبرني ماذا فعلت لتكسر لك هاتفك؟".

أخبرتها هنا بأمر المكالمة والفتاة ... نظرت له والدته بخيبة أمل وهي تقسم داخلها بأنها لم تعد تحتمل أكثر.
أمسك عمرو هنا من ذراعها وعاد لضربها مرة أخرى ... نظرت له والدته بجمود وعدم استيعاب لما يحدث حولها، ووضعت يدها على قلبها الذي بدأ يؤلمها بشدة، واستندت على حافة الطاولة وحاولت أن تتحدث ولكنها لم تستطع وسقطت أرضاً.
صرخت هنا بقوة وتوجهت نحوها على الفور، واتصل عمرو بالإسعاف الذي حضر بعد مدة قصيرة ونقل والدة عمرو إلى المستشفى.
خرج الطبيب بعد فترة من غرفة العمليات ونظر لعمرو بوجوم وهو يقول:
-"البقاء لله".

ظلت هنا تبكي بشدة ومرت أيام العزاء بصعوبة عليها فمن كانت تحميها من بطش عمرو انتقلت إلى الرفيق الأعلى وتركتها بمفردها.
لم يتوقف عمرو عن عادته وعندما كانت تعترض هنا كان يضربها بشدة وأكثر من السابق فقد أصبح على يقين بأنه لن يحميها أحد منه إلى أن أتى ذلك اليوم الذي طفح كيلها منه وتركت له المنزل وطلبت الطلاق وتنازلت عن كل شيء حتى ابنتها الوحيدة تركتها له، وبعد انقضاء فترة العدة تزوجت برجل أخر .

كبرت إيمان وتعرفت على شاب اسمه حازم وأحبته كثيرا وفي أحد الأيام استقلت القطار لتذهب إلى جامعتها وأرسلت رسائل صوتية لحازم تعبر له فيها عن شدة حبها له.
مرت دقيقة قبل أن تسمع صوت ضحكاته هو وأصدقائه ... بحثت حولها بعينيها إلى أن وجدته يجلس بالقرب منها برفقة أصدقائه ولم ينتبهوا لها.
كادت تقترب منهم ولكنها تراجعت عندما رأته يضحك بسخرية ويعطي الهاتف لأصدقائه ليسمعوا رسائلها، وبكت بشدة عندما سمعت أحدهم يهتف بسخرية:
-"الفتاة غارقة بعشقك حتى النخاع ... لما لا تتزوجها؟"

زم حازم شفتيه بلا مبالاة وهتف باستنكار:
-"أتزوجها! ماذا تقول يا صديقي هل جننت؟! عندما أفكر بالزواج فلن أرتبط بتلك الفتاة التي تواعدني وتتحدث معي دون ارتباط رسمي بيننا".
خرجت على الفور من القطار عندما توقف ومرت بضعة أيام قبل أن ترى حازم برفقة فتاة أخرى، وعندما واجهته بكل شيء أهانها بقسوة أمام أصدقائه وبعثر كرامتها ودهسها بحذائه.

لم تحتمل إيمان ما حدث فكتبت رسالة إلى والدها تخبره فيها بالأمر قبل أن تنتحر.
يتمنى لو أنه توقف عن كل ذلك عندما علم بإنتحار أشرف وقتله حنان ولكنه ظل على وضعه ولم يفهم بأنها إشارة له من الله بأن يتوب ويتعظ.
غادر المقبرة متوجها إلى منزله وهو يتمنى أن يموت ويرتاح من شعور الندم الذي يجتاحه في الآونة الأخيرة، كاد يستقل سيارته ولكنه تفاجأ بوجود طليقته التي وقفت أمامه وتحدثت وهي ترمقه بكره وحقد:
-أنت هو السبب في موت ابنتي، المسكينة دفعت ثمن أخطائك في الماضي".

أزاحت دموعها بقوة وهي تتابع:
-"صديقك المقرب انتحر بسببك بعدما قتل شقيقته وتلك الفتاة انتحرت بعدما علمت بأمر الفيديو الذي صورته لها ورغم كل ما حدث لك لم تبتعظ ولكنك استمريت في أخطائك ليكون عقاب الله لك هو ابنتك، الصغيرة التي لم يكن لها دخل في كل تلك الأمور هي من اختارها الله لتكون عقابك في الدنيا على كل ما اقترفته من آثام".

تركها ورحل غير قادرا على مواجهة حديثها الذي يؤنبه أكثر ويجعله يتذكر والدته التي توفت وهي غاضبة عليه وشقيقته التي تزوجت وسافرت برفقة زوجها وقطعت علاقتها به فقد تحققت دعوات شهيرة عليه بأن يخسر كل شيء .

هل ظننت أيها العابث بأن كل فعلته لن يكون له عقاب؟ هل اعتقدت بأن أفعالك في الماضي مجرد لهو ولن تحاسب عليها؟
خسئت أنت ومن هم مثلك، ما رآيته الآن هو عقابك في الدنيا فقط وينتظرك في الآخرة العقاب الأشد والأقوى.
تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7006 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4069 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3103 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2976 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3422 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، ذكريات ، عابث ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 12:35 صباحا