أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية قيد الماس

ما الذي يمكن ان يجمع زوجين إن لم يكن الحب ؟!!ليام ماكسويل المهندس الثري و رجل الأعمال الناجح أقسم أن لا يقع في الحب مجدد ..



22-03-2022 07:51 مساء
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 






t22124_8115

ما الذي يمكن ان يجمع زوجين إن لم يكن الحب ؟!!
ليام ماكسويل المهندس الثري و رجل الأعمال الناجح أقسم أن لا يقع في الحب مجدداً،
أعدك بصفقة عادلة لا وعود للحب فيها، ستجنين الكثير من المال و تغادرين حياتي في الوقت الذي أقرره .
ليام خطط ليحظى بوريث و ألكسندرا مايلز كانت المرشحة المثالية، فما الذي يدفع شابة جميلة مثلها للقبول بهذا العرض القاسي.
اقتباس من الرواية

- أنت فعلا انسان معدوم الضمير "صرخت ليكسي بعصبية" كيف يمكنك النوم ليلا! -
أنام براحة تامة "علق ليام بسخرية"
اقترب منها بهدوء قبل أن يمسك وجهها ليتأمل نظرة الألم في عينيها الدامعتين ووجهها المحمر من الغضب، قبل أن يصفعها تعليقه البارد:
- أنت تطرين نفسك كثيرا كاريسيما، من الغريب فعلا أن يصدر هذا الكلام عن باحثة عن الذهب استغلالية ونكرة قبلت أن تبيعني طفلها من أجل المال!
- اخرس أيها الندل! "رفعت يدها دون شعور لتنهال بصفعة قوية على وجهه"
مطلقا لم يتمكن أحد من اهانتها بالطريقة التي كان ليام يفعل، كان قريبا منها لدرجة الاختناق، أحست ليكسي بالخطر، فوجه ليام أصبح قاسيا ومشدودا وقد ظهرت نظرة قاتلة في عينيه جعلتها تعود لا اراديا إلى الوراء، لكنَّه كان أسرع منها، أمسك بيدها الآثمة يعصرها بقوة وهو يقربها إليه وابتسامة شيطانية تعلو وجهه:
- ليس هنالك من يصفع ليام ماكسويل ويرحل دون عقاب!
- عاقبني ان أردت فأنا لا أخافك! "ردت ليكسي بشجاعة زائفة"
- صدقيني من هذه اللحظة يجب عليك أن تخافي!
فصول رواية قيد الماس

رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الأول

أمام مبنى زجاجي ضخم توقفت الكسندرا لدقائق تستنشق الهواء بقوة محاولة الحد من التوتر الذي بدا يعلو بداخلها، مسدت تنورتها السوداء قبل أن تدلف المبنى وتقف أمام الحارس الذي كان ينظر إليها بنظرات لم تخلو من الإعجاب.
- أنا هنا من أجل مقابلة عمل قالت ألكسندرا بصوت حاولت أن يظهر مهنيا وهي تدفع إليه بالرسالة الالكترونية التي تلقتها أمس إليه
نظر الحارس إلى الورقة، ثم أشار إلى احد المصاعد قائلا.

- الطابق الخامس...
غمغمت ألكسندرا بكلمة شكر يتيمة تشك أنه قد سمعها قبل أن تتجه بعقل شارد صوب المصعد الذي أشار إليه، كانت تجبر نفسها منذ شهور على الصمود، تحملت عملا لا يمت لتخصصها بصلة ورب عمل متكبر وحقير ورغم كل جهودها في الاحتفاظ بالعمل فقدته منذ شهرين بدعوى تخفيض العمالة، وإن لم تنجح اليوم وتحصل على فرصة فستجد نفسها قريبا تعيش في مأوى هي وأختها الصغيرة ميرديث...

- مستحيل أن اترك مير تعاني بسببي! سأحصل على العمل مهما كانت الظروف!
دلفت ألكسندرا المصعد، كان هنالك من يتأملها بنظرة باردة وحتى باستغراب، حاولت أن تضغط على الزر المناسب لكنه كان أقرب منها، انتبهت أنه قد ضغط على زر الطابق الخامس دون أن يرجع إليها مما جعلها تشعر بالغرابة، ربما كان يعمل في نفس الشركة التي تقصدها، ربما هي مصادفة من يدري...

منعت نفسها من التفكير في أي شيء قد يشوش على السبب الحقيقي لوجودها هنا اليوم، عليها أن تكون مقتضبة عملية والأهم أن تظهر كفاءة عالية، فعجرفة الغريب والطريقة التي كان ينظر بها إليها منذ دخولها أشعرتها بأنها نكرة...
- لقد وصلنا! قال الغريب بلكنة مميزة قبل أن يشير بيده إلى الباب المفتوح
حاولت ألكسندرا المرور من أمامه قبل أن يأتيها صوته البارد ليجعلها ترتعش رغما عنها:.

- في المرة المقبلة حاولي أن تستخدمي مصعد الموظفين، فهذا مصعدي الخاص!
التفتت ناحيته محاولة الفهم وعن أي مصعد خاص يتحدث، لكنه كان قد غادر تاركا ليكسي واقفة تحدق إلى الفراغ.
انتبهت أخيرا إلى وقفتها الغير مناسبة، نظرت إلى ساعة يدها بقلق، التي كانت تشير إلى 9، هي لم تتأخر وهذا جعلها تشعر بارتياح نسبي، آخر شيء تريده هو أن تتأخر عن مقابلة عمل مصيرية كمقابلة اليوم...

دلفت إلى الردهة حيث مكتب الاستقبال، أشارت الفتاة إلى أحد المكاتب بتكلف، انتبهت لكسي للنظرة المحتقرة في عيني الموظفة رغم أن الطقم الذي ارتدته يعود إلى سنتين فقط وكلفها نصف راتبها وقتها.
جميع الفتيات اللواتي مرت بهن في طريقها كن أشبه بعارضات مما جعلها تشعر بالإذلال...
- أتمنى أنهم لا يهتمون بالمظهر! أملت بصمت يائس رغم أن توقعاتها كانت تقول العكس.

أخيرا وصلت ليكسي إلى المكتب المنشود، طرقت الباب مرتين قبل ان تدلف، ابتسمت باضطراب للفتاة التي كانت تحدق فيها بتمعن...
- هل أنت الآنسة مايلز؟ سالت الفتاة بصوت عملي
تنحنحت ليكسي محاول إيجاد صوتها قبل أن ترد بالإيجاب، سمحت لها الموظفة أن تجلس بينما تراقبها باهتمام...

وصل اتصال في تلك اللحظة، كانت ليكسي المرتبكة قد تحولت إلى كتلة من القلق وهي تنظر إِلى التعبير المتغير في وجه الأخيرة، قبل أن تغلق الهاتف وتصحبها نحو الباب...
شعرت ألكسندرا بأنه سيغمى عليها من الخوف، كانت النظرة غريبة في وجه الفتاة، التي لا تعرف حتى اسمها، ممزوجة بالكثير من الاحتقار الذي لم تجد له سببا...
مسدت مرة أخرى هندامها بيد متوترة ووضعت يدها في شعرها لا إراديا...

ما الذي يجعل الجميع ينظر إليها بهذه النظرة المحتقرة، هي لم تكن يوما مهتمة بإظهار جمالها فقد تعلمت بالطريقة الصعبة أن الجمال نقمة في عالم الأعمال خصوصا إذا ابتليت برب عمل عديم الأخلاق ومتحرش...
تنهدت أخيرا، على كل حال هي لن تهتم لنظرتهم السطحية، ما يهم هو الحصول على العمل الذي سيمكنها من دفع الإيجار ووضع الطعام على الطاولة، وليساعدها القدير في جعل مير تمشي مجددا...

أحست بغصة كبيرة في حلقها جلبت الدموع المريرة دون شعور إلى عينيها، انتبهت إلى أنها قد وصلت أخيرا إلى وجهتهما والشابة تنظر إليها بغرابة...
- هل أنت على ما يرام؟
- أنا بخير قالت ليكسي بصوت مخنوق
- لقد وصلنا، السيد ليام بنفسه من سيقوم بالمقابلة!
ظهر تعبير غريب على وجه ليكسي، ونظرت إلى مخاطبتها بفضول: - من هو السيد ليام؟

ابتسمت الفتاة بسخرية قائلة: - السيد ليام ماكسويل هو صاحب شركة ليام اند ماكسيموس للبرمجيات، أظن أن هذا واضح! أشارت إلى الباب المغلق قبل أن تترك ليكسي في حيرة
كان عليها أن تطرق بابا مختلفا هذه المرة، قبل أن تسمح لها سيدة في أواسط الاربعين بالدخول، المكتب أقل ما يقال عنه أنه خرج من إحدى مجلات الديكور الراقية، بألوان تتدرج بين الأسود والبني الغامق إلى درجات من البني الفاتح...

حركت المرأة يدها نحوه أريكة جلدية مريحة دون أن تنبس بكلمة، اتجهت ألكسندرا لا اراديا إلى الأريكة وجلست بصمت، كانت تعد الدقائق متشبثة بحقيبتها وكأنها طوق نجاة، لتسرح في أفكارها قليلا متذكرة كيف أنها منذ سنوات قليلة فقط كانت تعيش بسعادة إلى جانب والدين متحابين منزل مريح وأخت صغيرة رائعة...

غريب كيف قد تتحول حياة المرء في سرعة خيالية، الآن بعد موت والديها واصابة مير في الحادث الشيء جعلها عاجزة عن المشي، أصبحت المسؤولة عن رفاهية فتاة صغيرة هي كل ما تملكه في هذه الحياة، اختفى كل شيء بعد رحيل والديها المفاجئ، كان الحادث مروعا على الطريق، توفي والداها حتى قبل أن تتمكن من توديعهما...

كانت في آخر سنة لها في الجامعة، بطموح يصل عنان السماء وقلب مزدهر بالحب والتفاؤل، حين وصلها خبر الحادث ليحطم كل آمالها بقسوة...
تتذكر كيف صرخت وبكت في المستشفى ثم انهارت وهي ترى والديها وقد فارقا الحياة، ثم صدمة اعاقة ميرديث والتي لم تستطع التعايش معها إلى الآن...

رفض التأمين الدفع بعد العملية الرابعة وتركها تقاتل لكي تبقي مير على قيد الحياة، باعت كل ما يمكن أن يباع منزل العائلة مجوهرات والدتها القيمة، كل ما كانت تملك فقط لتأمين العلاج لشقيقتها والذي كان يكلف الكثير...
وفي الأخير تعافت مير نسبيا، لكن مع الاكتشاف المهول أنها لم تعد تملك حتى الأرض التي تقف عليها...

أعادها الصوت الجاف لمديرة المكتب إلى الواقع وهي تشير نحو باب ماهونجي أسود ضخم: - السيد ليام يتوقع وصولك!
وقفت ليكسي ونظرة ألم لم تستطع السيطرة عليها وهي تتأمل الباب المغلق باحساس كبير من التوتر الخوف...
أخيرا سيطرت على خوفها وطرقت الباب مرتين قبل أن تدخل...

لوهلة شعرت بالانبهار يطغى على مشاعرها، كان المكتب راقيا بشكل لا يوصف، مكتب ضخم يتوسط الغرفة الشاسعة وإلى يمينه طاولة جلدية اصطفت حولها مجموعة من الكراسي الراقية، أريكتان بلون كريمي تتوسطهما طاولة منخفضة...
وأخيرا تمكنت من رؤيته واقفا عند النافذة الضخمة، والتي امتدت إلى الأرضية المغطاة بسجاد سميك، يتأمل جادة منهاتن بعينين كالصقر...

التفت أخيرا إليها، لتلجمها الصدمة للحظات، لقد كان هو نفسه، الرجل المتغطرس في المصعد والذي جعلها تشعر بالاهانة...
أشار إلى الكرسي الجانبي لمكتبه قبل أن يجلس ويتطلعها بنظرة غريبة...
أخدت ليكسي خطوتين إلى الأمام وجلست حيث أشار إليها دون كلمة، كانت خائفة من أن كلماتها قد تجعل مقابلتها أسوء مما هي عليه فعلا، لذا آثرت الصمت.

حين تكلم جعلتها نبرة صوته تشعر برغبة شديدة في الهرب بعيدا: - آنسة مايلز، من السيرة الذاتية التي أرسلتها أنت تملكين معارف كثيرة، لكن، قال وهو يتاملها بعجرفة لا تملكين شهادة جامعية أليس كذلك؟!
توقف قلبها لدقائق وتوقفت الكلمات في حلقها، يا إلهي لن يقوم بتوظيفي!

أخدت نفسا عميقا قبل أن تجيب بتردد: - هذا صحيح، أنا لم أتمكن من مواصلة الدراسة بالجامعة، لكن تأكد سيد ليام أنني قد عملت ل14 شهرا وتدرجت في جميع التخصصات المكتبية، وأؤكد لك أنك لن تندم على منحي فرصة للعمل...
ركز ليام على وجهها للحظات قبل أن يقول بعدم اكتراث: - للأسف الوظيفة التي قدمتِ من أجلها لم تعد متوفرة!

هوى قلب ليكسي من الرعب وتحجرت دموع في عينيها مهددة بالانهمار وهي تقول: - لكن أنتم من أرسلتم في طلبي...
أشار بيده وكأنه يطلب منها الهدوء، أخد وقتا طويلا لتاملها، كانت جميلة بل فاتنة بعيون زرقاء كبيرة وشلال من الذهب معقود في جديلة طويلة إلى جانبها، وجه بيضاوي يظهر عليه حزن عميق، امتعض وهو ينظر إلى الطقم البالي الذي كانت ترتديه، والذي جعلها تظهر بمظهر رث...

فقط القليل من الاهتمام وتصبح مناسبة فكر وهو ينظر إلى وجهها الذي أصبح شاحبا فجأة
- لدي عرض أفضل لك ألكسندرا مايلز، هل تقبلين بأن تكوني زوجتي لمدة سنة، وأعدك بعدها أن تغادري مع الكثير من المال، أكثر حتى مما يمكنك انفاقه في حياتك كلها...
ألجمتها الصدمة للحظات عاجزة عن تخيل أن ما سمعته حقيقي، وضعت يدها على جبينها تتحسسه من دون تصديق، لابد أنها ضربة شمس أو أنها تعاني من هلاوس سمعية بسبب التوتر...

- أيمكنك أن تعيد ما قلته سيد ليام؟
امتزج الغرور والتسلية في ابتسامته ليقول بصوت واثق: - أطلب منك ألكسندرا مايلز أن تقومي بخدمة من أجلي مقابل الكثير من المال!
- أنت. أنت وقح سيد ليام!
قالت ليكسي وهي تقف موجهة إليه نظرات ملئها الاحتقار: - طلبك مرفوض سيد ماكسويل! وإن كانت فرصة الحصول على العمل غير متاحة، فأنا سأرحل!

سمح وقوف ألكسندرا لليام بتاملها جيدا، كان جسدها رائعا شبيها بجسد عارضة أكثر مما يرغب فيه، من أجل حمل طفله، لكنها كانت متوردة الخدين مما يلغي أي مشاكل في التغذية آخر شيء يريده هو عارضة لعينة تعيش على المكملات الغذائية وتعتبر السلطة وجبة دسمة، يلزمه فقط التأكد من خلوها من أي مرض وراثي وستكون مناسبة للعمل الذي يعرضه عليها...

قست ملامحه فجأة وهو يتامل ثورتها الضعيفة ضد قوته الكاسحة، كان يستطيع بجرة قلم واحدة أن يدمر مستقبلها بالكامل، لعلها للآن كانت تجهل شراسته وقسوته حين يتعلق الأمر بالاعمال...
- فكري جيدا في عرضي ألكسندرا، فأنا لن أعيده مرتين!
- فلتذهب إلى الجحيم انت وعرضك! قالت الكسندرا وهي تتجه الى الباب.

لكن ما ان كادت تصل إليه حتى رن صوته في أذنيها ليبعث فيها رعبا حقيقا، سرت رعشة باردة على عمودها الفقري وهي غير مصدقة لما سمعته:
- فكري في أن تخطي خطوة أخرى، وسأجعلك يائسة في الحصول على عمل في نيويورك بل في الولايات المتحدة كلها!
- ماذا؟ تساءلت ألكسندرا غير مصدقة وهي تعود الى المكتب في نظرة تحدي لكن رغما عنها خرج صوتها يائسا حين أضافت وما الذي ستقوله لكي تجعل ذلك ممكنا؟

ظهرت ابتسامة متلاعبة على زاوية فمه وهو يقول: - كل ما هو مناسب ميا بيلا، أعدك أنني سأجعل من حياتك بائسة إلى أقصى الحدود!
- لكن لماذا؟ صرخت فيه بيأس ما الذي فعلته، أنا حتى لم أقابلك في حياتي!
- لنقل أنك اخترت الوقت الخاطئ لتبحثي عن عمل في شركتي، حظ سيء لك لكن ليس لي! تشدق بغرور
في مواقف أخرى كانت لترغب في أن تصفع وجهه المغرور وتزيل تلك النظرة المنتصرة من عينيه، لكنها كانت أضعف من أي وقت مضى...

يا إلهي القدير إنه كابوس مزعج! يا إلهي دعني أستيقظ منه سريعا
لكنه لم يكن حلما كان حقيقة مكونة من 6 انشات من الرجولة والوسامة الطاغية والذي كان يحدق إليها بنظرات متسلية وكأنه فهد فاز للتو بطريدة...
شعرت بأنها لم تعد قادرة على الوقوف، عادت للجلوس على الكرسي، ساقاها ترتعشان رغما عنها ومعدتها تتلوى بألم غريب.

- سيد ليام من فضلك، لا أظنني أستحق هذا العقاب، قالت بنبرة حزينة أشعر بالأسف إن كنت وقحة معك في المصعد أو قللت من احترامك بأي شكل من الأشكال...
- كوني واثقة أنك غير قادرة على التقليل من احترامي أيتها العزيزة! ردَّ ليام ببرود والآن ماهو ردك فأنا ليس لدي وقت لأهدره! إما أن توافقي على ما أطلبه منك ونكمل الاجراء سريعا، أو تغادرين مكتبي حالا وفي هذه الحالة تأكدي أنني سأنفذ ما وعدتك به!

لو كانت النظرات تقتل لكان ليام مدرجا بدمائه، فليكسي كانت تحدق فيه بنظرة تقزز وقرف، لا يمكنها القبول بطلبه، لكن ماذا عن مير؟ ما الذي ستفعله إذا جعل من حياتها جحيما كما وعد؟ ماذا إن لم تحصل على العمل؟ ألن تعيش مير في ملجئ؟، مستحيل أن اسمح بذلك! فكرت وهي تعصر قبضتها بغضب.

مجرد التفكير في أن مير قد تتعرض للأذى جعل أي عذاب يمكن أن تتجرعه بمثابة الجنة، المهم أن تبقى مير آمنة وسعيدة، يكفيها فقدانها لوالديها المحبين في ريعان شبابها واصابتها التي ستجعلها مقعدة للباقي من حياتها، ألا تستحق رفاهية مير وأمنها المزيد من التضحية؟!
جمعت يديها في قبضة، قبل أن تنظر إلى مصدر بؤسها الشديدقائلة: - أي كان ما تريده سيد ليام، لكن اعلم أنني أريد المال في حسابي مسبقا!

- بالتأكيد! رد ليام ناظرا إليها بنظرة احتقار
أخد قلمه الذهبي من على مكتبه وحرر شيكا قبل أن يقترب ليضعه في يدها وهو يقول ساخرا:
- لدي عنوانك ورقم هاتفك لا تترددي في استعمال المال، اعتبريه عربون صداقتنا المميزة!
قبل أن يرافقها إلى الباب ويفتحه، فكرت أن تعيد إليه الشيك، لكنها كانت في أمس الحاجة إلى المال، فصاحب المنزل قد هدد في أكثر من مناسبة في إلقائهما خارجا وهو ما لن تسمح به تحت أي ظرف...

لا يهم الطريقة التي ينظر إليك بها ولا العرض المشين الذي وافقت عليه للتو ليكسي، فكري في سعادة ميرديث كل ما تبقى لك في هذا العالم، فكري في أمنها وسلامتها، وسيصبح كل شيء سهلا حتى الزواج لفترة قصيرة من انسان بغيض كليام ماكسويل...
في طريق العودة الى المنزل، سمحت لها رحلة القطار النفقي أن تفكر في مجريات حياتها المتغيرة باستمرار، في سن 23 تحس بأنها أصبحت بالفعل كعجوز في عقدها السادس...

انتابتها موجة من البكاء لم تستطع السيطرة عليها، كانت شهورا طويلة من الكبت والحزن والتعب المضني، لم تسمح لنفسها بالانهيار مسبقا، لطالما تذكر نفسها أن مير تعتمد عليها، لكن اليوم وبعد مقابلة الحقير ماكسويل تشعر أنها وصلت إلى الحضيض وأنها فعلا لم تعد تملك حتى الهواء الذي تتنفسه، وقريبا لن تستطيع النظر في المرآة دون أن تشعر بالعار لما هي مقدمة عليه...

في مكتبه، شتم ليام بصوت مسموع وهو يفتح الزر العلوي لقميصه ويحرر نفسه من ربطة عنقه، كان يشعر بالاحتقار لما فعله مع فتاة حتى الأمس لم يكن يعلم بوجودها...
- تبا لك ايها العجوز المتسلط البغيض!
كان ليام قد عاد للتو من رحلة عمل في اليابان ليقرر بعدها زيارة جده في كابري، لم يكن يعلم أن هذه الزيارة الودية قد تقلب حياته بالطريقة التي فعلت...

- أنا أريد وريثا من دمي! قال العجوز وهو ينظر إلى حفيده نظرات ذات معنى
- للأسف ليس لديك وريث غيري! قال ليام وهو يحرك محتوى كأسه بعدم اكتراث
- تكون مجنونا إن فكرت في أنني قد أترك ثروتي في يد زير نساء قاسي القلب ومتجمد المشاعر مثلك! ثروتي ليست مجموعة من الأرصدة البنكية، إنها عائلة فخورة قضت عقودا في بناء اسم لها!
- وأنا الحفيد الهجين الذي سيقضي على هذا الميراث أليس كذلك؟! علق ليام بسخرية.

لمعت عينا العجوز بخبث قائلا: - تعلم أنني تقبلتك منذ سنوات!
- للأسف بعد أن قضيت على ابنك وجعلته يعيش ألما لا يطاق إلى أن توفي بعيدا عنك! ردَّ ليام بنبرة جافة مليئة بالاحتقار
- يكفي ليام! لست هنا لسماع محاضراتك عن كيفية كوني أبا غير صالح! نحن نتحدث عنك الآن، أنا مستعد للتخلي لك عن ثروتي مقابل وريث!
- ماذا؟! قال ليام غير مصدق هل أصبت بالخرف جدي؟!

- ليس بعد! ردَّ بنبرة قاطعة أريد وريثا يحافظ على ميراثي من بعدي! وإلا، قال العجوز بحزم سأتبرع بكل شيء للمؤسسات الخيرية بما فيها أسهمي في مؤسسة ليام أند ماسيموس!
- مستحيل! صاح ليام في ثورة غضب هذا مستحيل!
- لديك مهلة أسبوع، لتعرفني على الفتاة المحظوظة وإلا فأنت أدرى بالعواقب!
ضرب ليام مكتبه بقوة جعلته يرتج، منذ متى كان لعبة في يد جده؟ منذ متى أصبح يخاف من سلطته؟ لطالما كان قويا ويرفض الانصياع كوالده!

- اللعنة عليك أيها العجوز الخرف! واللعنة علي إن تركت ميراث والدي يذهب أدراج الرياح!
صفعته فكرة أنَّ انصياعه للعجوز يعني الزواج بفتاة يحتقرها، فتاة قبلت بالمال بسهولة لبيع جسدها وطفلها، هكذا أفضل هكذا سيكون التخلص منها أسهل شيء قام به في حياته...
ألكسندرا مايلز، ستكون شريكة فراشه، تعطيه طفلا تم ترحل بمنتهى السرية وبهذا يكون قد أتم وصية العجوز واحتفظ بشركته التي من المستحيل أن يخسرها تحت أي ظرف...
تااابع اسفل
 
 



22-03-2022 07:54 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [1]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية قيد الماس
رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثاني

كان الوقت عصرا حين وصلت ليكسي أخيرا الى المنزل، فتحت قفل الباب بيد مرتعشة لتتوقف لدقيقة أمامه محاولة أن تهدء من روعها لكي لا تخيف مير، قبل أن تدلف غرفة المعيشة الصغيرة...

كانت مير منهمكة في مشاهدة التلفاز جالسة على كرسيها المتحرك الذي يصيب ليكسي بالكرب كلما رأت أختها الحبيبة عليه، ابتسمت مريديث ابتسامة عذبة وهي تحرك عجلات الكرسي إلى حيث وقفت ليكسي قرب الطاولة تضع مجموعة من العلب، قبل ان تصرخ بفرح:
- شاينيز فود! يا إلهي مر وقت طويل!

تلألأت عينا ليكسي وهي تنظر إلى ابتسامة مير العذبة، شاعرة بالأسى أنها لم توفر لها الحياة التي كانت تستحقها، راتبها كان ضئيلا وبالكاد يكفي لدفع الايجار وشراء حاجيتهما الأساسية فقط، فلم يكن بوسعها أن تقضي وقتا هي ومير خارجا أو ابتياع أي كماليات كشراء ملابس جديدة...

لكن كل هذا على وشك أن يتغير، كانت قد شعرت بالكثير من الحرج حين أودعت الشيك بحسابها، وكادت تصاب بسكتة في المصرف وهي تنظر إلى المبلغ المكون من العديد من الأصفار بذهول، كيف لهذا المبلغ أن يكون عربونا لعرضه الغبي، لكن لايهم فكرت ليكسي وهي تشاهد الفرح في عيني شقيقتها
يمكنها أن تتحمل سنة في الجحيم مع البغيض ليام إذا كان هذا سيوفر عيشا كريما لمير...

بعد العشاء. كانت ليكسي تحاول جاهدة اشغال ذهنها بالعمل، جلت الأطباق ونظفت المطبخ وغرفة المعيشة، مير التي كانت تحدق فيها بريبة قررت أخيرا أن تسأ:
- هل أنت على ما يرام ليكسي؟
التفتت ليكسي بعد أن أعادت مير السؤال مرتين: - أنا على ما يرام عزيزتي، مجهدة قليلا، بعض النوم وسأكون بخير...
- على ذكر الاجهاد كيف كانت مقابلتك اليوم؟

صعقها السؤال الذي أتى في وقت غير مناسب، أجبرت نفسها على الابتسام قائلة: - لقد حصلت على الوظيفة!
صرخت ميرديث من الفرح وهي ترفع يديها إلى السماء في حركة للنصر...
في تلك الليلة في غرفتها بكت ليكسي إلى أن جفت دموعها. لتستسلم للنوم أخيرا، لكن حتى أحلامها كانت كوابيس عن ليام وتهديده المخيف...
في فيلته الراقية بضواحي أورنج كاونتي،.

خرج ليام إلى الشرفة يستنشق هواء الليل المنعش وهو يحرك كأس مشروبه بين يديه، وضع الكاس على الطاولة أمامه واسترخى على مقعد مريح مغمضا عينيه يفكر في القرار الذي اتخده في لحظة غضب...

كانت مصادفة غريبة أن يلقي اهتماما بالمتقدمين للوظيفة المكتبية الشاغرة فهذا كان غالبا عمل مديرة مكتبه والتي كانت على قدر كاف من الخبرة والكفائة، لكن بما أنها اعربت عن رغبتها في اجازة لمدة سنة كاملة لزيارة ابنها الذي رزق للتو بطفل، كان عليه الاهتمام بنفسه بتوظيف الشخص المناسب...

أثارت انتباهه صورة ألكسندرا على أحد الطلبات، غير وارد أن تكون بالكفائة التي تدعيها خصوصا وأنها لم تدرج أي شواهد جامعية، لكنها كانت مثالية لعرضه المشين، شابة وفي صحة جيدة وهذه كانت بداية جيدة، لم يكن لديه وقت لكي يقوم بالتحري الكافي عنها كل ما تمكن من معرفته في غضون 12 ساعة من مديرها السابق والذي أسهب في ذكر مساوئها، عديمة الفائدة، جشعة وساقطة دون أخلاق...

وهذا بحد ذاته جعلها الفتاة المناسبة والتي كانت ستقبل بسهولة بعرضه اللاأخلاقي.

في مكتبه فاجأته فعلا بالرفض، كان مستغربا لما ارتدته والذي أظهرها بمظهر فقير وبائس، لعلها كانت تريد خداعه بصورة الفتاة الشريفة التي تبحث عن عمل لكي تحصل على انتباهه أو ربما تعاطفه أو المزيد من المال من يدري. لكنه كان بارد لا يمكنه التعاطف مع أحد، بينما المال كان أقل همومه وكان مستعدا لدفع الكثير، حتى أكثر مما يمكنها تخيله...

عصر الكأس بين أصابعه، الوقت كان غير مناسب لرغبات جده المتصابي، فهو يعمل على أكثر الصفقات أهمية في حياته وعدد لا يحصى من البرامج التي كان عليه تطويرها لطرحها مع بداية السنة الجديدة، آخر ما كان يريده هو تشتيت انتباهه بالطريقة التي قام بها العجوز...
نهض ليام وقد قست ملامحه ليلوح بكاسه لتتحطم إلى آلاف الشظايا على المنحدر الصخري الذي تطل عليه الفيلا...

عاد إلى مكتبه وحاول أن يركز في البرنامج الذي كان يعمل على تطويره...
لكنه لم يستطع التركيز، فتح ملفها مجددا، وجلس يتأمل صورتها بتمعن، كانت رائعة الجمال رغم أن الصورة لم توفيها حقها، تستطيع أن تكمل تمثيلها المتقن إذا ما رغبت بذلك فهذا يخدم مصالحه أكثر مما يتمنى، آخر شيء يريده العجوز هي فتاة لعوب لا يفارق المشروب يدها على شاكلة والديه...

تغضن جبينه وتصلب فكه وهو يتذكر كونه كان تقريبا المسؤول عنهما وليس العكس، كانا يعيشان خارج الزمن، حفلات لا تنتهي وملاهي ليلية تم العودة إلى المنزل مترنحين، كان عليه الاعتناء بالمنزل والقيام بكل الأعمال، ومجبرا أن يظل ساهرا طوال الليل محاول عدم النوم لكي لا يستلقيا نائمين على عتبة المنزل ويسببا له المزيد من المتاعب، كان أكثر ما يؤرقه هو أن يعرض للتبني بسبب سوء تصرفهما، وقتها ظهر حبه للألعاب الحاسوب ثم تطور الأمر لحد تصميم لعبه الخاصة ومنها تطوير برامج مهمة جعلت دخوله إلى المعهد العالي للتكنولوجيا ببوسطن أمرا هينا، بمنحة جامعية تمكن من أن يصبح مهندسا لامعا ومبرمجا لا يستهان به في عالم الرقميات...

بعدها أتت وفاة والديه في حريق نشب بمنزلهما، وهذا لم يكن مستبعدا في ظل الحياة الغريبة التي كانا يعيشانها...
لكنه ظل لوقت طويل يؤمن أن السبب وراء ادمان والده وتعرفه على فتاة طائشة كوالدته، لم يكن سوى بسبب أب متسلط رفض أن يسمعه أو أن يقف إلى جانبه بل قرر أن يدير إليه ظهره بدعوى أنه ابن مخيب للآمال...

ظهرت نظرت مستهزئة على وجه ليام، هذا العجوز نفسه الذي أتى ليدعم مشاريعه ويساعده على بناء شركة بحجم ليام أند ماكسيموس هو نفسه الذي يطلب منه الزواج والحصول على وريث تحت التهديد...
مرر ليام اصابعه في شعره اللامع قبل أن يقرر أن يذهب للركض حول الفيلا لكي يخفف من توتره فالنوم كان شيئا بعيد المنال بالنسبة له...

حل الصباح أخيرا، تنفست ألكسندرا ملئ رئتيها قبل أن تزيح الغطاء عنها وهي تفرك عينيها المنتفختين من البكاء، تلوت بطنها بخوف حين تذكرت يوم أمس ومقابلة العمل التي انتهت بكارثة لا تزال غير قادرة على استيعاب أنها وافقت على أن تكون زوجة انسان متسلط وحقير تحت التهديد...

سنة اضافية من حياتها ستضيع، لكن لا بأس فهي كانت تتخبط في الديون منذ سنتين على الأقل يمكنها بعد هذه السنة أن تفكر بالعودة إلى الجامعة وانهاء دراستها، يمكنها أيضا أن تبحث عن طبيب لمساعدة مير على السير مجددا، وأخيرا قد تشعر بالقليل من الأمان والراحة...

لكن ماذا عن كونها ستبيع نفسها من أجل المال، لا يهم أقنعت نفسها بتصميم، على الأقل لم يطلب منها أن تكون عشيقته، على الأقل ستكون زوجة شرعية. هكذا حاولت ليكسي أن تفكر بايجابية والمياه الدافئة تنساب على جسدها المنهك بغزارة...
خرجت أخيرا من الحمام ملتفة بفوطتها الصغيرة، كان الهاتف يرن بازعاج، اخدته من على الطاولة الجانبية لسريرها واجابت بصوت مضطرب:
- منزل ليكسي. من معي؟
- صباح الخير ميا بيلا...

قصف قلبها بقوة وهي تنصت إلى صوته البارد والذي أثار الرعب في نفسها وجعلها تتشبت بالفوطة وكأنه قادر على رؤيتها...
- أنت. ما الذي تريده؟ قالت ليكسي بعصبية
سمعت ضحكته الساخرة من الجهة الأخرى وهو يقول: - أليس غريبا مثل هذا السؤال من زوجتي المستقبلية؟
- سيد ماكسويل. لا داعي لهذا المزاح! قالت ليكسي باضطراب.

- أنا لا أمزح رد بصوت قاطع، قبل أن يتكلم وكأنه يأمرها سيأتي سائقي لاصطحابك بعد نصف ساعة، أتمنى أن تكوني مستعدة!
- لا بد أنك تمزح! قالت ألكسندرا غير مصدقة
- بعد 29 دقيقة بالظبط رد بصوت متهكم أتوقع أن تكوني في انتظاره إلى اللقاء!
أغلق الهاتف في وجهها، بينما ألجمت الصدمة كل حواسها...

جلست ألكسندرا مطولا وهي تنظر إلى انعكاسها في المراة ببلادة، ما الذي ستخبر مير به الآن؟ كانت تظن أن لديها الوقت الكافي لتمهد لها فكرة أنها سترتبط، لكن الآن ما الذي كان عليها أن تقوله؟
لم تكن تحتاج إلى الكثير من الوقت للتأنق، أخدت أول جينز وقميص في خزانتها قبل أن تجمع شعرها الذهبي على شكل ذيل حصان وتذهب لتوقظ مير...

كانت مير مستقيظة بالفعل، قبلتها قبل أن تساعدها على الاستحمام وتغيير ملابسها وتذهب لتجهز الفطور.
حالما قضمت ليكسي قطعة من التوست الساخن، علا جرس الباب معلنا عن قدوم الضيف الغير مرغوب فيه...
بعدها بساعة كانت ليكسي وإلى جانبها مير الذاهلة تستقلان طائرة مروحية عليها شعار شركة ليام اند ماكسيموس متجهة نحو أورنج كاونتي حيث يعيش أفظع انسان قابلته في حياتها...

اتسعت عينا ليكسي للمناظر الرائعة والجمال الخلاب لجنوب كاليفورنيا والتي لم تره سوى في الصور...
كانت مير صامتة بشكل لا يطاق، حدقت ألكسندرا في وجهها المضطرب قبل أن تقربها إليها:
- هل أنت بخير مير؟
- أنا بخير ردت ميريديث باضطراب وسأكون أفضل لو شرحت لي ما الذي نفعله في طائرة رب عملك الجديد...

بالنسب لطفلة في عمرها، كانت مير ذكية بشكل كبير، مما جعل محاولة اخفاء معلومات عنها بمنتهى الصعوبة، تنهدت ليكسي بقوة وهي تقول:
- سأخبرك بكل شيء عزيزتي لكن ليس الآن...
كانت ليكسي تحاول الاستفادة من الوقت إلى أن تجد مبررا قويا يمكنه أن يصمد أمام أسئلة مير الكثيرة...

وأخيرا وصلا اِى المدرج الخاص بطائراته، قبل أن يقترب منهما حارسان من الحرس الشخصي لليام واللذان تكلفا بحمل حقيبتيهما واصطحابهما إلى الفيلا...

الفيلا التي يسكنها ليام كانت أقرب ما تكون إلى قصر صغير، لم تكن قادرة على منع نفسها من تأمل المنظر الرائع للهندسة المعمارية وخصوصا أنَّه كان تخصصها، كان واضحا أن ليام قد اهتم بكل تفصيل، ووجدت نفسها تتجول داخل البهو بعين ناقدة، بينما مير تتأمل كل هذا الثراء بصدمة...
اقتربا أخيرا من شرفة واسعة تطل على المسبح والذي كان بدوره يطل على منظر خلاب للمحيط الهادئ.

الآن عرفت لما ليام يفضل العيش هنا بعيدا عن جو نيويورك البارد والخانق، كانت منهمكة في تأمل هندسة الحدائق حين جاءها الصوت القوي الساخر من ورائها ليجعلها تجفل:
- هل يعجبك المكان؟
قال ليام وهو يقترب منها ويضع يده على خصرها بطريقة جعلتها تتجمد قبل أن يقع نظره على العينين الزرقاوين اللتان كانتا تنظران اليه باستغراب...

كانت تنتظر من ليام أن يصرخ في وجهها، أن يسألها عن مير وأن اتفاقهما لم يشمل أختا صغيرة مقعدة، ولكن لصدمتها الكبيرة حين تركها ونزل على ركبتيه أمام مير، صافحها بابتسامة رائعة أصابتها بالعجز للحظات، تجمعت الدموع في عينيها للاستقبال الحار الذي حف به أختها الصغيرة، عكس النظرات المشمئزة التي كان يخصها بها.

قاموا بجولة في المنزل الضخم كان ليام يدفع كرسي مير المتحرك وهو يخبرها عن جمال المقاطعة قبل أن يعدها بجولة ليلية في المدينة...
كان اهتمامه منصبا على ميرديث، وبالكاد أعطى أي إلتفاتة لليكسي، مما جعلها تشعر بالحيرة كيف أن يمكن تجتمع الطيبة والحقارة في انسان واحد...
سرحت في أفكارها بعيدا لدرجة أنهالم تنتبه أنهما وصلا أمام باب مغلق قبل أن يفتحه ليام...

دفع مير إلى الداخل قبل أن يقول: - هذه ستكون غرفتك مؤقتا إلى أن أرتب غرفة تليق باستقبالك، سأبعث إليك بماريا وهي مدبرة منزلي وسيدة لطيفة ستساعدك على الشعور وكأنك في منزلك الخاص...
ربت على شعر الفتاة الأشقر بحب قبل أن يشير إلى ليكسي المصدومة والتي كانت ترمقه بنظرات طغى عليها الاستغراب.

حتى مير لم تستطع إلى أن تقع تحت سحر ليام، حركت يدها ملوحة لهما قبل أن تقترب من نافذة غرفتها الجديدة والتي كانت تطل على منظر رائع للمحيط، تشعر وكأنه حلم...
حين وصلا الرواق، جائها صوته البارد البغيض وهو يسألها بينما نظراته الساخرة تتجول على ملابسها البسيطة باحتقار:
- هل يمكن أن أعرف لماذا لم تخبريني بوجود أخت لك؟!
أعادت إليه نظرت قوية رافضة الانصياع للإذلال الذي كان يحاول أن يشعرها به وهي تقول:.

- أكان هذا ليثنيك عن ابتزازي؟
سكت قليلا وظهرت ابتسامة متسلية على جانب فمه الحسي قبل أن يرد باستهزاء: - لا أظن ذلك، مع أنني مستغرب فعلا أن تحظي بأخت لطيفة كمير، بعض الأطفال حظهم فقط يكون عاثرا!
تمكنت ليكسي من أن تقرأ نظرة محيرة في عينيه، كان ليام ببساطة خليطا من الوسامة المدمرة والشر الخالص، شعرت فجأة بغصة تتكون في حلقها من تعليقاته السامة...

ابتلعت الكلمات التي كانت ستمطره بها بصعوبة، هي مضطرة أن تتعايش مع هذا الوضع لسنة من الآن، وآخر اهتماماتها شرح دوافعها لانسان عديم القلب مثل ليام ماكسويل...
مشت أمامه وهي تقول بعجرفة: - أنا متعبة هل من الممكن أن تريني غرفتي فأنا أحتاج إلى الراحة...
أشار إلى باب في آخر الرواق: - هذه ستكون غرفتك استمتعي! قال قبل أن يعطيها ظهره ويتركها فاقدة النطق من الاهانة المتعمدة.

فتحت ألكسندرا الغرفة التي أشار إليها وحبست أنفاسها من الصدمة، كانت الغرفة أكبر من شقتهما في نيويورك، مكونة من غرفة لتبديل الملابس حيث مجموعة خزائن ضخمة تتوسطها طاولة كبيرة وأريكة بلون أزرق مخملي كان هذا كله غير حقيقي بالنسبة لها...
غرفة النوم فرشت بسرير مغطى بشراشف من القطن المصري الفاخر، مقابله أريكة بنفس لون الستائر وطاولة زجاجية منخفضة.

أما الحمام الرخامي فجعلها تشعر وكأنها كليوباترا، وقاومت رغبة كبيرة في القفز داخل الجاكوزي المليئ ببثلات الورود الحمراء، لا بدَّ أنَّها تحلم قالت وهي تقرص يدها بغير تصديق...
وأخيرا عادت إلى الواقع المر وهي أنها هنا تحت التهديد، مضطرة للزواج من رجل متجمد الاحساس، الشعور الوحيد الذي تكنه له هو الكره...

فتحت ستائر الغرفة لتسمح لأشعة الشمس بالدخول، كانت الشرفة تطل على الحدائق التي كانت تحيط بالفيلا، انتبهت إلى أن ليام كان واقفا قرب حوض السباحة إلى جانب فتاة فاتنة، أشاحت بنظرها تتأمل روعة الغروب، آخر شيء تهتم له هو ليام ماكسويل وعلاقاته المهم هي مير وكيف ستشرح لها وجود هذا الغريب في حياتهما.

قرب حوض السباحة كان ليام مشغول باعطاء أوامره للفتاة الشابة والتي أرسلت من أكبر دور أزياء في المقاطعة، كانت ستهتم بالكسندرا لجعل خزانة ملابسها لائقة بزوجة رجل ثري وذو نفود كليام، الآن كان اهتمامه منصب على مير، كان يريد أن يجعلها تشعر بالسعادة في منزلها الجديد...

غريب كيف شعر باحساس من العطف اتجاه فتاة التقى بها للتو، خيل إليه أنه ينظر إلى نفسه وقد عاد فتى صغيرا في سن 13 مجبرا على العيش مع والدين مستهترين، مير الصغيرة تحت وصاية انسانة دون أخلاق وأنانية كألكسندرا...
الفكرة وحدها جعلته يشعر بالغضب، سيحميها وسيجعل حياتها سهلة وعد ليام، والأهم أن يعرف من ألكسندرا كيف أصبحت مير على كرسي متحرك...

بالكاد كان يستمع إلى ثرترة الفتاة المتواصلة حول الملابس وتصفيفات الشعر والاكسسوارات...
زفر بملل قبل أن يقول بنبرة جافة: - يمكنك الانصراف والعودة غدا فالسيدة متعبة وأشك في أنها قادرة على استقبالك!
مشيرا إلى أحد الحرس الواقفين على مقربة والذي تكلف بايصالها...

بعد أن أخدت ألكسندرا حماما دافئ وغيرت ملابسها إلى فستان بسيط باللون أسود جعلها تبدو كفتاة صغيرة، قررت الخروج أخيرا للبحث عن مير، وصلت إلى الغرفة والتي كانت تبعد مسافة قصيرة عن غرفتها، فتحت الباب وأطلت براسها كانت الغرفة خالية وتسبح في الظلام، انقبض قلب ليكسي وشعرت بالخوف يتسسل إلى كل خلية من خلايا جسدها...
فجاة علا صوت مير من آخر الرواق بضحكة رنانة، اندفعت ليكسي جهة الصوت...

كانت مير على كرسيها وإلى جانبها جلس ليام، والغالب أنهما لم يشعرا حتى بوجودها فكرت بصمت، فقد كانا منهمكين باللعب بإحدى لعب الفيديو التي صممها للتو...
- إنها رائعة سيد ماكسويل...
- ناديني ليام! قال مقاطعا قبل أن يرفع رأسه وينظر إلى ليكسي بنظرة باردة وأخيرا أتيت كنا على وشك النزول بدونك!
وضعت ألكسندرا يدها تمسد طيات وهمية في فستانها قبل أن تقول: - أظنني غفوت قليلا...

تأملها بنظرة احتقار قبل أن يحمل مير الذاهلة بين ذراعيه معطيا إياها ظهره ودون أن يلتفت إليها:
- العشاء يقدم في الساعة الثامنة وماريا لن تكون مسرورة إذا تأخرنا...
تبعته دون صوت إلى الأسفل ومنه إلى قاعة الطعام الكبيرة، والتي كانت ألوانها دافئة بشكل يبعث على الراحة...
ابتسمت لماريا والتي أعادت اليها ابتسامتها بتحفظ لتجلس حيث أشار لها بينما يضع مير على أحد الكراسي إلى جانبه...

كان العشاء رائعا، لكنها لم تستمع بأي منه ووجدت نفسها تحرك الطعام في طبقها دون لمسه، حين علق ليام بسخرية:
- أهذه حمية جديدة للحفاظ على الوزن المثالي؟!
فتحت فمها محاولة الرد، قبل أن تصدمها صراحة مير الطفولية: - ليكسي مغرمة بالطعام، ولا تقوم بأي نوع من الحميات، بل على العكس فهي تأكل كل أنواع الحلويات وخصوصا الشوكولاتة، هي فقط محظوظة لأنها لا تكتسب وزنا بسهولة...

ابتسم ليام للفتاة الصغيرة والتي كانت تتحدث إليه بطلاقة وكأنهما على صلة منذ وقت طويل وهذا أسعده كثيرا وخصوصا بوجود ليكسي والتي كانت تتململ في كرسيها وكأنها مصابة بالرعاش...
انتهى العشاء أخيرا والذي كان بمثابة تعذيب لها وأخيرا تمكنت من وضع مير في السرير قبل أن يقترب ليام ويطبع قبلة على شعرها الحريري متمنيا لها ليلة هانئة...

حالما وجدت نفسها في الرواق كانت تريد الهرب إلى غرفتها لكن صوته الرجولي القوي أوقفها وهو يطلب منها مرافقته، انصاعت لأوامره دون جدال، وتبعته إلى الطابق السفلي حيث غرفة مكتبه...
-تفضلي.
قال وهو يشير إلى صوفا جلدية بلون بني غامق، جلست بانصياع فقد كان اليوم موثرا للأعصاب بشكل لا يطاق وليام لم يقم بأي شيء سوى تغذية هذا التوتر...
- أظن أنني أرغب في معرفة كيف انتهى بشقيقتك حبيسة كرسي متحرك...

ارتعشت ليكسي من الصدمة وهددت دموعها بالانهمار، كان ليام يفتح أحد أقسى جروحها ألما...
احنت راسها محاولة امتصاص الغضب والقهر اللذان تشعر بهما فآخر ما تريده هو نظرة اذلال أو شفقة من عينيه...
حين رفعت رأسها كانت قد عادت إلى البرود المتقن الذي غلفت مشاعرها به قبل أن تقول دون أي نبرة ضعف:
- حادث، تعرضت مير ووالداي لحادث، توفي والدي وأصبحت مير مقعدة، أهذا يجيب على أسئلتك!

ضاقت عينا ليام وهو يرمق ليكسي بنظرة جليدية اخترقت جسدها وجعلتها تشعر بالبرد رغم أن الجو كان مبهجا...
كيف لها أن تصور موت والديها واعاقة اختها بتلك البساطة ودون أي انفعال يذكر فكر ليام بقرف، كانت بالفعل كما وصفها مديرها السابق مرتزقة وساقطة انتزع نفسه من على الكرسي المريح حيث كان يجلس ونظراته مصوبة عليها قبل أن يقترب ملقيا بحزمة كبيرة من الأوراق على الطاولة أمامها:.

- هذه بنود عقدنا المبرم، أتمنى أن تقرئيها وتوقعي على موافقتك، مشيرا إلى خانة في الأسفل
حدقت ليكسي في الحزمة بتعب، لم تكن قادرة على أن تقرا أي شيء، كانت حزينة وبائسة وترغب بالذهاب إلى غرفتها لتحتمي بجدرانها وتبكي كل الظلم الذي تعيشه...
نظرت إلى الاوراق بلا مبالاة، تمكنت من أن تقرا أول خمس أسطر والتي كانت تنص على أنها لن تربح أكثر من القيمة التي اتفقا عليها وهي 100 مليون دولار...

رفعت رأسها إلى ليام المتكئ على حافة مكتبه مكتفا يديه على صدره، يتأمل وجهها المصدوم بتسلية...
- غير معقول!
قالت ليكسي غير قادرة على تصديق أن ماقرأته فعلا حقيقي، 100 مليون دولار! أهذا ما يعرضه عليها لتكون زوجته لمدة سنة؟!
- هل المبلغ غير مناسب لك ميامور؟ أتريدين المزيد؟! شخر ليام وهو يرمقها بنظرات محتقرة
بعد هجومه المباغت وكلماته المسمومة، سكتت ليكسي للحظة قبل أن تقول: - لا بأس إنه مناسب...

سنة واحدة مع انسان بغيض كليام، أنا أستحق كل سنت منها
غمغمت من بين شفتيها قبل أن تضع توقيعها وترحل دون أن تتصفح أي بند من بنود الصفقة أو توجه إليه أي كلمة...

22-03-2022 07:55 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [2]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية قيد الماس
رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثالث

ظل ليام لساعات بعد مغادرة ليكسي شارد الذهن يحدق إلى العقد الذي وقعت عليه للتو، باردة وغير مهتمة، وقعت على وثيقة تتنازل فيها عن قطعة منها له، لا احساس بالذنب لا توتر ولا رغبة في المجازفة بالرفض، كان ليحترمها ولو قليلا لو أعطت نفسها فرصة لقراءة العقد، لتغيير بعض من بنوده للرفض بيأس، فكر ليام بغيض رغم أن هذا لم يكن ليثنيه عما يريده، لكن على الأقل كان ليشعر بشيء من الذنب اتجاهها أما الآن فقد كان يفكر كيف يمكنه الحصول على وصاية لمير وتخليصها من أخت أنانية دون ضمير كألكسندرا...

أخد الهاتف الملقى باهمال على مكتبه سيحاول أن يجعل هذا الأمر ممكنا، سيتبنى مريديث، سيتكفل بها سيعالج اعاقتها ويجعل منها طفلة سعيدة، الفكرة جعلته يشعر نسبيا بالارتياح، فتح أزرار قميصه الحريري تاركا لنسمات المحيط اللعب بحرية على عضلات صدره البرونزي الصلب، صب لنفسه كأسا أخرى من الويسكي وجلس يتامل أمواج البحر بتفكير...

في غرفتها ظلت ليكسي، تتحرك جيئة وذهابا، تعد خطواتها لعلها تشعر بالتعب أخيرا وتتمكن من النوم، ليام دون أن يشعر كان قد أحرق روحها وهي تستعيد الذكريات المؤلمة لوفاة والديها للحادث الذي ترك أختها الصغيرة مقعدة والذي جعلها بالأساس تحت رحمة نزواته، شعرت وكأن جحيما يستعر بداخلها ويجعلها غير قادرة على التنفس، اقتربت من الشرفة المطلة على حوض السباحة، حدقت فيه لثواني قبل أن تغادر الشرفة ومن تم الجناح تدفعها رغبة مجنونة...

وصلت ليكسي إلى الحديقة وتسلسلت دون صوت إلى المسبح الكبير، كان طاقم حراسة ليام موجودا في الجهة المقابلة، ما يعني أنها محتمية تماما من نظرات الدخلاء، كان الوقت ليلا واحتمال وجود شخص لمراقبتها شبه معدوم...
أغرتها الفكرة، تركت الفستان الرقيق ينزل عند قدميها وتخلصت من كل ملابسها قبل أن تقفز في المياه المنعشة، علها تبرد القليل من الحرائق التي أضرمها ليام في قلبها...

سبحت لوقت طويل مسترخية وسط المياة البراقة والتي عكست ضوء القمر، حاولت الانزواء بعيدا في أحد أركان المسبح قبل ان تشعر بالماء على وجهها أغمضت عينيها من الصدمة التي شلت حركتها حين فتحتهما مرة أخرى كان ليام واقفا يحدق إليها بذهول.

خرج ليام من مكتبه إلى غرفة نومه والتي كانت قريبة من غرفة ليكسي حدق في الباب المغلق للحظة، قبل أن يعود إلى غرفته مغيرا ثيابه الرسمية إلى شورت وقميص رياضي، ارتدى حذاء مناسبا وذهب ككل يوم ليركض خارج أسوار فيلته الكبيرة، كانت هذه هي الطريقة الوحيدة التي يخفف بها من نشاطه المفرط إلى أن يشعر بالتعب وبالألم في كل عضلة من عضلاته لكي يستطيع اغماض عينيه دون تفكير...

بعد نصف ساعة من الركض المتواصل، أحس أخيرا أنه قادر على العودة إلى الفيلا والحصول على قسط من الراحة، كان العرق يتصبب غزيرا من صدره العاري بينما يتدلى قميصه من على كتفه القوية ذات العضلات ا لمرسومة بدقة...
مارا بالمسبح قرر القيام بمجهود أخير منعش قبل الاستسلام للنوم...

لم يكد يرمي بنفسه وسط المياه المنعشة ويرفع رأسه المبلل بالمياه، حتى تسمر في مكانه كتمثال وهو ينظر إلى حورية البحر الشقراء والتي كانت تتأمله بعينين زرقاويين غلفهما تعبير مبهم من الصدمة والخوف...
- ما الذي تفعلينه هنا؟ قال بصدمة وهو ينظر إلى ليكسي غير مصدق
تلعتمت وهي تسبح عائدة إلى الوراء قليلا محاولة الابتعاد عنه، وضعت يدها تحمي صدرها العاري قبل أن تقول بصوت محرج:.

- لقد شعرت بالحرارة، وفكرت، في أن أسبح قليلا...
شتم ليام من بين أسنانه، كانت المياة شفافة ونقية بشكل كبير سمحت له بأن يتأملها، كانت عارية تماما وهو ليس قديسا، أراد أن يدير ظهره وأن يغادر نحو غرفته سريعا مبتعدا عن الاغراء الشيطاني أمامه والمتمتل في جسدها الفاتن، ظل يتأملها للحظات، ودون تفكير في العواقب اقترب منها يدفعه شوق ورغبة بدائية لم يستطع السيطرة عليها...

بيد واحدة كانت أسيرة ذراعيه، تأمل وجهها الساحر في ضوء القمر لثواني نسي كم يحتقرها وكم يكره أنانيتها، كانت فاتنة مغرية وبين ذراعيه، شل تفكيره إلا عن الاحساس بمنحيات جسدها الرقيق أمام جدار عضلاته القوية...
حاولت الابتعاد عن محيط الذراعين اللتان كانتا تحيطان بها بقوة، تلوت محاولة تخليص نفسها، مما جعل رغبته تستعر...
- دعينا ننسى كل شيء الآن مياموري، دعيني أتذوقك. قال ليام بصوت أجش غلبت عليه رغبة قوية.

كانت خائفة، مصابة بهلع شديد، فراشات ترفرف بداخل صدرها واحساس من الخوف ممزوج بمشاعر مختلفة ضربها، لم تكن يوما قريبة من أي رجل وخصوصا بوسامة ليام الطاغية...
خرجت كلمات الرفض باهتة واهية أمام اصراره القوي بامتلاكها لم يترك لها فرصة أخرى للاعتراض وهو يغطي فمها الحسي الرطب بفمه...

تأوه وهو يشعر بجمال شفتيها بطعم العسل والمراعي الخضراء لكابري، عمق قبلته وهو يحتضن وجهها بين يديه، كانت حركاتها الخرقاء على كتفيه وذراعه تصيبه بالجنون...
طوقها بذراعيه واخرس كل تفكير منطقي، كل ما كانت تشعر به هو جسده، رغبته، أحاسيس لم تكن تعلم بوجودها من قبل فجرها ليام كبركان بداخلها وجعلها تتلوى من احتياجها إليه.

حملها بخفة إلى داخل إحدى غرف تغيير الملابس دون أن يترك فمها الجميل، كانت مغيبة من المشاعر الرائعة التي يحييها بداخلها، مددها برقة على أحد الأسرة قبل أن يغطي جسدها الضئيل بجسده العضلي القوي، كان وزنه كبيرا بنسبة لجسدها لكن كل ما كانت تشعر به هي الرغبة بالشعور بملمس ذراعيه وكتفيه...
وضعت يدها لا اراديا تمسد ظهره، تاوه بعنف وهو يزيد من ضغط شفتيه عليها.
- قبليني كريزما!

قال وهو ينزل بشفتيه على حلقها بقبلات رقيقة جعلتها تتأوه رغما عنها...
كانت الجو سحريا من حولهما، جزء من عقلها كان يطالبها بالمغادرة. بدفع جسده بكل قوة والركض نحو غرفتها، لكن الرغبة المشتعلة أسكتت هذا الصوت سريعا مستسلمة ليديه الخبيرتين على جسدها...
كانت تتحسس جسده بضياع، تلك اللمسات كانت تحرك ليام دون وعي لطلب المزيد والمزيد، ارادها بقوة اراد ان يمتلكها عليه اللعنة اذا لم يمتلكها الان.

كان يهمس بصوت مخنوق كلمات لم تكن قادرة على فهمها، لكن الاحساس بزفراته الحارة على بشرتها كان يجعلها تتحرق رغبة إليه...
الكيمياء في جسديهما كانت غاية في التوافق، واغرقتهما الرغبة بعيدا، قبل أن تأتي صوت صرخة قوية لتجعل ليام ينتفض بقوة وكأن حية لدغته...
- أنت. أنت. عذراء! لهث ليام وعيناه مسمرتان عليها.

شعرت ليكسي بالبرد القاتل يلفها لحظة ابتعاده، كان بعيدا عنها نسبيا مدفوعة بالرغبة الجديدة التي لم تعرف يوما بوجودها والبهجة التي شعرت بها للتو بين ذراعيه، لتطوق يداها رقبته هامسة بضعف في أذنه:
- وهل هذه جريمة؟
لم يكن يستطيع استحضار المنطق وأنفاسها الرقيقة تلهب رقبته، عاد ليغمرها بذراعيه ويذيقها طعم الجنة أخيرا.

بعد ساعات من الحب الجارف استسلما أخيرا الى النوم مدعنين للجسديهما اللذان أجهدا من المشاعر القوية...
كانت ليكسي أول من استيقظ، شعرت فجأة بأن معدتها تتلوى بألم وعادت أحداث الليلة السابقة تضرب رأسها من دون رحمة، لقد استسلمت للعدو، في لحظة طيش سمحت لليام أن يدك حصونها الضعيفة ويبعثر منطقها بعيدا...
تكورت دموع الاهانة في عينيها وهي تتأمله...

كان نائما ونظرة من السلام على وجهه، لم تستطع منع نفسها من تأمله، وسامته كانت طاغية واختفت النظرة الساخرة والمتغطسرة من على ملامحه، كان وسيما لدرجة الالم...
تنهدت بأسى وهي تتأمل ذراعيه وصدره، تلك الذراعين اللتان أحاطتا بها ليلة أمس رافضة تركها...
فتح عينيه فجأة يتأملها قبل أن ينتزع نفسه من على السرير بقوة حتى كاد يسقط، احتاج لدقيقة ليفهم سبب وجوده خارج غرفته وهي إلى جانبه...

ضربته الحقيقة بعنف، لقد قضى ليلته مع ليكسي، اكثر انسانة احتقرها في الوجود، عاد شريط أحداث الليلة يمر في رأسه تباعا...
يا إلهي القدير كانت عذراء!
نظرته اليها كانت مبهمة غريبة جعلتها تنكمش في أبعد زاوية من الغرفة تبحث عن شيء تغطي به جسدها العاري، أشار بيده إلى إحدى المناشف المعلقة أمامه...
أخدتها بيد مرتعشة قبل أن تضعها على جسدها وتربطها باحكام...

غرس ليام يده في شعره الداكن بعنف قبل عن ينهض من على السرير مقتربا منها، كانت عيناها مغمورتين بالدموع، هاله منظرها الضعيف والمتألم وجعله يلمسها دون شعور، ابتعدت عن لمسته بيد مرتعشة. لم يكن مخمورا إلى درجة عدم تذكره رغبتها الكبيرة في أن يمتلكها، فهل ياترى كان قد اذاها...
هالته الفكرة، وجعلته يشعر بضيق غريب، مطلقا لم يجبر امرأة على أن تكون في سريره، على العكس كان يواجه المشاكل في طردهن منه...

لكن ليكسي بدت وكأنها ترتعش من الخوف بينما تطوقها ذراعاه، تنحنح محاولا ايجاد صوته قبل أن يقول بصوت أجش:
- هل أذيتك ألكسندرا؟
حركت رأسها بنفي محاولة عدم النظر إلى وجهه، كانت تشعر بأن رغبتها لا تزال واضحة في عينيها وأنه كان قادرا على قرائتها مما جعلها تشعر بالذل...
- اسمعيني ألكسندرا.

- ليس هنالك شيء يجب تبريره، قاطعته ليكسي محاولة اخفاء ضعفها بهجوم لاذع لقد كانت لحظة ضعف من كلينا والآن قد انتهت، لا أريد شرح اللحظة ولا الاسهاب في تفاصيل نحن في غنى عنها، أنا كنت عذراء والآن لم أعد، ولا أظن أنها جريمة يعاقب عليها القانون. أضافت ببرود مصطنع والآن لو سمحت أرغب بالعودة إلى غرفتي قبل أن تستيقظ مير...

شعر ليام بعضلاته تتيبس وبالبرودة تسري في شرايينه، للحظة كان مستعدا أن ينصت إليها، يا إلهي! لوهلة كان يرغب في التعرف إلى ألكسندرا، إلى الملاك الطاهر الذي بادله الحب بحرارة واستجابة جعلت جسده يرتعش، لم يكن مستعدا لهذه الباردة السليطة والتي صورت ما حصل بينهما وكأنه شيء تافه لا قيمة له، عادت النظرة المتغطرسة لتغلف ملامحه وهو يبتسم بسخرية:.

- حسنا إذن بما أنك أوضحت الموضوع، فلا داعي للاسهاب لقد تعرفنا على بعضنها بحميمية. وهذا كان أمرا حتميا لنظهر للجميع أننا زوجان متحابان، أهنئك على التمثيل المتقن...
قال قبل أن يبتعد عنها وكأنها شيء قذر، أخذ منشفة معلقة ليلف بها خصره ويخرج من الغرفة تاركا لليكسي متسعا من الوقت لتبكي خسارتها الجديدة...

تحت رشاش المياه الدافئة، كان ليام متسمرا كالتمثال واضعا يديه على الحائط الرخامي أمامه، كان يفكر في ليلة أمس، في المعلومات التي حصل عليها من مديرها السابق، لكنها كانت عذراء! هل أخطأ في قراءة الاشارات، أليست بالطمع والحقارة التي صورها بهما مديرها...

لكن كل تصرفاتها كانت تقول العكس، قبولها السريع بعرضه، توقيعها على العقد حتى دون أن يرف لها جفن والآن الطريقة التي بررت بها ما حصل بينهما وكأنه شيء تافه...
عصر على فكه بعنف قبل أن يسدد لكمة للحائط أمامه، يا إلهي ماهذا الجحيم!

في غرفتها، بكت ليكسي إلى أن أحست بالضعف وأنها غير قادرة على ذرف المزيد من الدموع، استجمعت ما بقى لديها من قوة، لتدلف الى الحمام وترمي بنفسها وسط المياه، شهور من الحزن والتعب والاهانة والآن كسر كبريائها بسبب التهور والغباء، لم تشعر يوما بأنها رخيصة وقذرة كما تشعر الآن...

كانت تحتفظ بعذريتها للشخص الذي ستحبه والذي سيبادلها الحب، لم تتصور ولو في أسوء كوابيسها أن ليام ماكسويل، المغرور، البارد، قد امتلكها قرب حمام للسباحة دون أي عناء.
تبا لي!
صرخت ليكسي وهي تعصر الماء بين راحتيها وكأنها قادرة على الامساك به...
في الأيام التي تلت لقائهما العاصف قرب المسبح، أصبحت ليكسي باردة بقدر ليام، تتكلم فقط للضرورة تجيب على أسئلته بنعم أو لا، مما زا من اتساع الفجوة والفراغ بينهما...

وأخيرا أتت المصممة مع مجموعة ضخمة من الأزياء من أحدث دور العرض، كانت بائسة بشكل كبير حتى أنها لم تستمع بغرفة تبديل الملابس والتي ضاقت بالكم الهائل من الملابس والاحذية والاكسسوارات...

مير على العكس كانت سعيدة بشكل لا يوصف، تمكن ليام من جعلها تشعر وكأنها أميرة في ظرف قياسي قام بتغيير غرفتها لتصبح غرفة مبهجة لطفلة في سنها، خرجا للتسوق معا، أكلا الناتشو قرب المحيط واستمتعا بيومين كاملين من الاستجمام، بينما ظلت ليكسي حبيسة الفيلا مع أفكارها السوداء...

وأخيرا أتى موعد السفر، كان قد أخبرها على العشاء باقتضاب أنهم سيسافرون لزيارة جده في ايطاليا حيث يستقر، علقت ليكسي على ذلك بايمائة من رأسها وهي تلعب في محتوى طبقها كطفلة صغيرة، الوحيدة التي شعرت بالسعادة تغمرها هي مير، تمكن ليام من اخراجها من الشرنقة التي كانت تغلف نفسها بها، ومن الواضح أنَّها كانت مستمتعة للعودة إلى الطفولة التي سلبت منها بسبب الحادث...

ابتسمت ليكسي وهي تنظر إلى مير، أليس كل هذه التضحية من أجلها، فرت دمعة من عينيها قبل أن تمسحها سريعا محاولة الظهور بمظهر قوي أمام ليام، والذي كان كل تركيزه على الفتاة الصغيرة ونادرا ما كان يعطيها نظرة...
في الصباح تمكنت ليكسي وهي تقوم بمساعدة مير على ارتداء ملابسها، بأن تسألها بصوت مضطرب:
- مير، ما رأيك بليام؟

رفعت ميرديث رأسها بعد أن كانت منشغلة باختيار زينة لشعرها لتقول بمرح: - إنه رائع ليكسي! إنه فعلا رائع!
تنحنحت ألكسندرا محاولة أن تجعل صوتها دافئا وهي تقول: - إذن لن تكوني منزعجة إذا اخبرتك، أنه طلب يدي للزواج؟
صرخت مير من الفرح وهي تمد ذراعيها لتحتضن شقيقتها بسعادة قائلة: - أجننت؟! أنت محظوظة فعلا ليكسي! ليام انسان رائع جدا!

أجبرت ألكسندرا نفسها على الابتسام، على الأقل مير تتقبل ليام في حياتهما، وهذه السنة لن تكون بالسوء الذي توقعته على الأقل لطفلة عاشت حزنا كبيرا مثل مير...

بعد هذا الحديث الذي أعطاها دفعة من الأمان النسبي كانت ليكسي ترتقي الدرج المغطى بسجاد أحمر نحو طائرة ليام الخاصة، بينما تكفل أحد الحراس بحمل ميرديت إلى الطائرة، كان واقفا إلى جانب مكتبه يملي على أحد موظفيه معلومات سريعة، رفع رأسه وتشابكت أعينهما للحظة، لم يستطع ليام أن يكبث نظرة الاعجاب البالغ بالفستان الحريري الذي ارتدته والذي كان يرسم منحنيات جسدها المغري وينساب على وركيها بسلاسة، ارتفعت حرارة ليام، وظهرت ابتسامة ملتوية على جانب فمه، أشعرت ليكسي بالارتعاش...

أشاحت بنظرها عنه وهي تختار أحد الكراسي المريحة إلى جانب النافذة بينما قررت مير أن تجلس إلى جانب ليام.
كانت طائرة مريحة وتظهر مدى الثراء الفاحش الذي يتمتع به صاحبها، مؤلفة من مجموعة من الكراسي الجلدية الفاخرة، ومكتب كبير عليه العديد من الحواسيب، شاشات معلقة على الجدران وستائر متناغمة مع اللون الكريمي للسجاد الفاخر...

شعرت ليكسي بعد ساعة من الطيران أنها ترغب في اغماض عينيها والاستسلام أخيرا إلى النوم...
كان ليام جالسا إلى جانب مير التي غفت بسرعة قبل أن يحملها إلى مؤخرة الطائرة حيث غرفة نومه، وضعها على السرير الكبير بحنان، قبل أن يعود ليتأمل وجه ألكسندرا المتعب، كانت الهالات تحيط بعينيها رغم التبرج المتقن الذي حصلت عليه من خبيرة التجميل، هذه الاخيرة نصحتها بالنوم للحفاظ على جمالها.

لكن آخر ما كان يهم ليكسي هو الحفاظ على الجمال، عانت من الكوابيس المستمرة، والغريب أن كل أحلامها كانت عن ليام، وجهه، ابتسامته المتغطرسة والباردة والطريقة المشينة التي سمحت له بأن يمتلكها بها...
كان يتأمل حركاتها بدقة، حتى في نومها كانت شفتاها مزموتان بينما يداها على شكل قبضة وكأنها تستعد للصراع...

اقترب منها يلفه احساس غريب، رغبة كبيرة في أن يحميها، أن يبعد عنها الخطر، أرعبته مشاعره الجديدة لدرجة جعلته يجفل، ليعود إلى مكتبه يغرق جسده الخائن بالعمل...
بعد رحلة طويلة قضاها ليام على حاسوبه منشغلا بتطوير برنامج للحماية لإحدى الشركات المهمة، قرر أخيرا أن يتوقف عن العمل، حرك عضلات كتفيه المتيبسة، قبل أن تسقط عينيه عليها، كانت مستيقظة تتأمل النافذة بشرود...

أحست ليكسي لا شعوريا بعينين مسلطتين عليها، حركت رأسها والتقت عيناها ببريق الذهب في عينيه، كانت ابتسامة ملتوية تعلو شفتيه وهو يتأملها قبل أن ينهض من على مكتبه ويقترب منها...
كان جذابا في القميص الأبيض المفتوح مما سمح لها بأن تنظر الى عضلات صدره بجوع...
غرست أصابعها عميقا داخل جلدها معاقبة نفسها على تفكيرها الآثم، لكنها لم تستطع اشاحة عينيها عنه وهو يتقدم نحوها بخطوات واثقة، إلى أن وصل بمحاداتها...

جلس على الكرسي القريب منها يتامل أضواء مقاطعة نابل البراقة، كان الليل قد خيم على المقاطعة مانحا لهما عرضا رائعا من الجمال الطبيعي...

تنهدت ليكسي ببطأ وهي تتأمل الأضواء الساطعة محاولة التخفيف من الشعور به إلى جانبها، فهو منذ تلك الليلة لم يقترب منها بهذه الطريقة والتي جعلتها تشعر بالخوف، مشاعرها كانت متضاربة وجعلت تنفسها يصبح صعبا، انتبه ليام أخيرا من تأملاته. نظر اليها للحظة قبل أن يقول ببرود متأملا إياها:
- لا تنسي، نحن ذاهبان لزيارة جدي، وهو بالتأكيد ليس غبيا، بموجب عقدنا، عليك أن تظهري له كم أنت واقعة في حبي...

أصبح وجهها محتقنا تحت تأثير كلماته، كانت ترغب في أن تصفع وجهه المغرور، ضغطت على راحة يدها محاولة كبث الفكرة التي كانت تعلو بداخلها ببطئ، كيف يأتي بمثل هذه البساطة ويطلب منها تمثيل الحب بعد الذي فعله، كان فعلا انسانا عديم الضمير، حتى أنه لم يحاول الاعتذار عن ما حصل بينهما تجاهله بكل بساطة وكأن شيئا لم يحدث والآن ينتظر منها أن تمثل أمام جده...
- وقح! وغبي! قالت ليكسي من بين أسنانها.

وكأنه سمع شتائمها الصغيرة، لأنه ابتسم ابتسامة كسول وهو يقترب من وجهها ليلمس شفتيها بأنامله.
- لا صغيرتي. الشتائم ممنوعة أيضا! الجد ينتظر منك أن تظهري بمظهر محترم وأنيق!
حين حاولت الرد على استفزازه، اقترب منها وأسكت كلماتها بعناق جارف تركها مقطوعة الأنفاس قبل أن ينهض من مكانه وكأن شيئا لم يحدث...
- أظن أنك مستعدة!

تشدق وهو يمسح بقايا أحمر شفاهها من على شفتيه ويبتعد بخطوات رشيقة نحو مؤخرة الطائرة حيث تنام مير بسلام.
وضعت ليكسي يديها تتحسس قبلته بوجه متوهج، كيف سمحت لنفسها أن تنجرف مع قبلته. هي تكرهه تحتقره لكن عقلها الغبي يتوقف عن التفكير مجرد أن يضع يديه عليها فكرت بألم...
كان الغرض من وراء قبلته واضحا. كان يحاول جعلها ترضخ. تعترف بأنه المسيطر وأنها ليست سوى لعبة يحركها بالطريقة التي يراها مناسبة...

لعنت بصوت مسموع قبل أن تنهض بحثا عن الحمام، كان شعرها مشعتا من جراء لمسته وأحمرشفاهها يلطخ وجهها، قبلته جعلتها تبدووكأنها خرجت للتو من حادث تحطم. للسخرية كانت المضيفات يرمقنها بغيرة شديدة، بينما هي كانت لتمنح المال بسخاء فقط للتخلص من ليام البغيض.

22-03-2022 07:55 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [3]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية قيد الماس
رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الرابع

في الطريق المتعرج صعودا إلى فيلا جد ليام، كانت ليكسي صامتة بشكل غريب، مير كانت في عالم آخر تتأمل الطبيعة الخلابة للمقاطعة، فجأة أيقظها من تأملها صوت ليام وهو يضع ملفا بين يديها.
- اتوقع أن تقرئيه! همس بنبرة باردة وهو ينظر إلى مير المستمتعة
نظرت ليكسي إلى الملف قبل أن تضعه جانبا بإهمال، ليضيف بنفس النبرة: - الملف يحتوي على معلومات خاصة بي المفروض أنك تعرفينها بما أنك حبيبتي.

رفعت ليكسي حاجبها بدهشة: - معلومات مثل كونك حقيرا مبتزا مثلا!
ضاقت عيناه وهو يرمقها بنظرات قاسية ومهددة: - أمنعك من أن ترددي مثل هذا الكلام خصوصا أمام جدي مفهوم!
كانت تريد ن تنفجر في وجهه وأن تثور كما لم تثر من قبل لكن وجود مير منعها من ذلك، محاولة الحد من عصبيتها عادت تحدق إلى المناظر خارجا متجاهلة حضوره الطاغي.
- أتوقع أنني أحتاج إلى معرفة معلومات عنك أيضا تيسورو!

- ليس هنالك من معلومات قد تفيدك على أي حال قالت دون أن تلتفت إليه
ابتسم ليام بسخرية قبل أن يعلق: - لا أريد شيئا مهما. فقط أشياء تافهة كطعامك المفضل، الموسيقى التي تحبين...
حين لم يجد ردا، اقترب أكثر ليهمس في أذنها: - الطريقة التي تفضلين أن أخذك بها إلى السرير الليلة!
احمر وجه ليكسي من الخجل، وشعرت برعشة تسري على طول عمودها الفقري، متذكرة لمسات ليام القوية والشعور الذي أحست به بين ذراعيه.

أنفاسها كانت متقطعة، غير قادرة على النطق، رمقته بنظرة ساخطة محاولة تحذيره بأنها لن تسمح له بالاقتراب منها مجددا.
لكن ما رآه ليام كان مختلفا، كان الرغبة الملتهبة تشع من عينيها الزرقاوين، شاهد وجنتيها تتحولان إلى الحمرة القانية وابتسم برضى جعلها تشعر بالغيظ، لطالما كان وجهها يفضح كل مشاعرها، واليوم لم يكن استثناءا على كل حال...

وصلوا اخيرا الى بوابة حديدية كبيرة عبرتها السيارة نحو ممر معبد، ثم الى داخل الفيلا الرائعة والدافئة والتي أشعرت ليكسي بشعور من الأمان الغريب يجتاحها...

في البهو الفسيح، ظلت الكسندرا تتأمل الهندسة الايطالية بإعجاب كبير، لطالما تمنت القيام بالعديد من الأسفار للتعرف على الهندسة في انحاء العالم، لم تتصور في أقصى أحلامها أن يكون ذلك إلى جانب انسان مغرور عديم الاحساس، تنهدت بأسى قبل أن تتأمل مير والتي كانت غارقة في الحديث مع ليام والذي بدى وكان الاهتمام بها هو السبب الوحيد لوجوده.

وأخيرا فتح باب كبير وظهر الجد، كان طويلا القامة والشبه بينه وبين حفيده كان مثيرا للدهشة، تسمرت ليكسي في مكانها وهي ترى النظرات المتفحصة التي خصها بها قبل أن يقترب من حيث وقف ليام ومير.
- جدي. قال ليام وهو يقترب ليصافح الرجل العجوز باحترام ليضيف بهدوء أقدم لك ألكسندرا مايلز حبيبتي وزوجتي المستقبلية...

سرت رعشة في جسد ليكسي لم تستطع السيطرة عليها وهي تسمع كلمات ليام والذي صرح بها بمنتهى الهدوء وكأنها واقع، وقبل أن تستيقظ من الصدمة كانت ذراع ليام تحيط بخصرها بتملك وهو يدفعها برفق نحو العجوز:
- كاريزما. أقدم لك السيد فرانكو ماكسويل جدي!
حاولت ليكسي جاهدة الابتسام، كانت تقنع نفسها طوال الطريق أنها تمثيلية، أنه مجرد دور ستلعبه، وبعد سنة ستكون حرة وبعيدة، حتى أنها لن تذكر هذا الفصل من حياتها مطلقا...

أعادها إلى الواقع صوت ضجة تعلو. قبل أن تظهر مارغريت، كانت تنزل الدرج بحيوية كبيرة وهي تقترب من ليام معانقة:
- اشتقت إليك أيها الشرير! قالت وهي تحضنه بحب
عانقها ليام وارتسمت ابتسامة على وجهه: - حسنا لقد كنت هنا قبل أسبوع ولم أجدك...
- كنت أحتاج إلى بعض الراحة والابتعاد عن جدك لكي لا أصاب بالجنون علقت وهي تقترب من الفتاة الصغيرة يا الهي! من هذه الطفلة الرائعة؟ قالت وهي تربث على خد مير بحنان.

- إنها مير شقيقة ليكسي خطيبتي علق ليام بابتسامة متلاعبة وهو ينظر إلى توتر ألكسندرا الكبير بحدة
اقترب منها مجددا، قبل أن ينحني ويطبع قبلة رقيقة على عنقها ويهمس: - تمالكي نفسك بحق الجحيم، عمتي ليست غبية ويمكنها أن تلاحظ!
اغتصبت ليكسي ابتسامة محاولة الظهور بمظهر سعيد، لكن من كانت تخدع ليكسي كانت أبعد ما يكون عن كونها سعيدة.

انتهت فترة التعارف بينها وبين عائلة ليام، قبل أن ترشدهما مارغريت إلى جناحهما، لم تستطع التعليق وهي تنظر إلى الجناح الملكي حيث وضع الخدم حقائبهما بينما تكفلت باصطحاب مير إلى غرفة قريبة من جناحها...
- أنا سأهتم بمير، قالت السيدة بود أنتما لا زلتما صغيرين ومتحابين استمتعا بوقتكما جيدا!

أغمضت ليكسي عينيها تشعر أن عذابها لن ينتهي قريبا، كل ما كانت تنشده منذ بداية الرحلة مكان آمن بعيدا عنه لتتمكن أخيرا من تفريغ كل الألم الذي واظبت على تخزينه، لكن الآن مع وجود ليام في الجوار عليها أن تكبت مشاعرها تحت قناع اللا مبالاة، وهو دور كانت قد تعبت منه بالفعل...
جاءها صوته مختلفا وهو يقترب منها ليرفع رأسها ويتأمل ملامحها الشاحبة: - هل أنت على ما يرام ليكسي؟

- أنا بخير ردَّت محاولة دفع يده بعيدا
شعور غريب من عدم الأمان تملكه، هل هي حامل فكر ليام وعيناه تضيق على وجهها الشاحب، لم يمر سوى أسبوع على الليلة المحمومة قرب بركة السباحة، هل يمكن للأعراض أن تظهر بمثل هذه السرعة...
في ظروف أخرى كان ليطرح السؤال بكل بساطة غير عابئ بكمية الأذى الذي قد يسببه، لكن بعد كل التغير الكبير الذي عانت منه، حتى انسان عديم المشاعر كليكسي كانت تستحق بعض الخصوصية...

زفر وهو يعيد شعره بحركة قوية إلى الوراء ويبتعد عنها بخطوات واسعة...
- استرخي قليلا ليكسي، سأعود بعد قليل...
وجهت ليكسي له نظرة نارية قبل أن تقول: - حاول أن تجد مكانا آخر للنوم! مستحيل أن أتشارك معك غرفة واحدة!
رمقها ليام بتسلية قبل أن يقول مشيرا إلى الأريكة الجلدية: - لا داعي للقلق ليكسي، أنا سأنام على الأريكة هنا، إلا في حال دعوة صريحة لمشاركتك السرير وغمز لها بمرح.

- في أبعد أحلامك! صرخت ليكسي بغضب قبل أن تدلف الحمام وتقفل بابه بقوة
ابتسم ليام ابتسامة لم تصل عينيه، عليه أن يكون حذرا في تعامله مع ليكسي خصوصا أنه لم يستعمل أي حماية وقد تكون حاملا بطفله الآن، آخر شيء يريده هو أن يوترها أو يؤذي طفله بأية طريقة...
عصر على فكه بعنف، أيهتم حقا بالطفل؟ أم أن مشاعره تحاول خيانته مجددا؟

راعته الفكرة لدرجة أنه غادر الجناح والفيلا كلها محاولا تصفية ذهنه والابتعاد قدر الامكان عن سحر الكسندرا...
استلقت ليكسي داخل الحوض المليء بفقاعات الصابون المعطرة، كانت هنالك زيوت عطرية وشموع برائحة استوائية، شعرت أخيرا أنها قادرة على الاسترخاء بعد كل الارهاق النفسي الذي تعرضت له منذ التقت ليام...

أحست برعشة خفيفة من البرد تجتاحها. كانت قد استلقت هناك لوقت طويل والماء اصبح باردا، خرجت تلف فوطة صغيرة على جسدها، كانت فعلا متعبة وهي تنظر إلى الحقائب التي لم يتم تفريغها بعد، مستسلمة للتعب والرغبة الشديدة في النوم لم تكن تفكر بمنطق حين تركت الفوطة تسقط عند قدميها وتندس داخل الأغطية...

عاد ليام من نزهته الطويلة. خلع ملابسه داخل غرفة التبديل قبل أن يدلف إلى الحمام من الباب الآخر محاولا عدم ازعاجها، أخذ دشا سريعا قبل أن يعود إلى الغرفة ويتأمل الجسد الذي انحصر عنه الغطاء بدهشة تحولت إلى إثارة بالغة...

كانت ليكسي قد تحركت والغطاء انحصر ليظهر أكثر مما كان يخفي، موجة من الحرارة اجتاحت جسد ليام وهو ينظر إلى الفتنة النائمة أمامه، اقترب منها مسحورا بهذا الجمال النائم، شعرها الأشقر الطويل منسدل على وسادتها الحريرية وساقاها المصقولتان بلون الحليب تشرقان تحت ضوء القمر...

كانت دعوة صريحة لليام لكي يندس داخل الأغطية ويقربها منه، ليستنشق عطرها ورائحة الشامبو المنعش على شعرها الرطب، تحركت ليكسي قريبا منه، كانت منحنياتها المثيرة تتحرك قرب جسده، فتزيد من ارتعاشه، وضع ليام أصابعه على شفتيها الشبه منفرجة بلونهما الكرزي الشهي، وطبع قبلة رقيقة قبل أن تهزه مشاعر الرغبة ويعمق قبلته، فتحت ليكسي عينيها في تلك اللحظة كانت مخدرة المشاعر إلا من الشفتين الحسيتين اللتان أشعلتا روحها وأخرجتا الجوع الكامن بداخلها للمساته...

- ليام قالت ليكسي بدهشة وعيناها شبه مغلقتين
كانت الغرفة تسبح في الظلام إلا من الأشعة المتسلسلة لضوء القمر والذي كان يضفي على اللحظة سحرا خياليا.
- ششش، يكفي كلاما كاراميا قبليني همس ليام وهو يأخذ شفتيها في عناق مثير
مخدرة بالمشاعر الكثيرة التي كانت تعصف بها استسلمت ألكسندرا لفمه وللمساته الخبيرة والتي جعلت جسدها يصرخ طلبا للمزيد.

بادلها الحب بطريقة يعجز الكلام عن وصفها، قويا وحنونا جعل ليكسي تتوسل لأن يأخذها مرة بعد مرة دون وعي، في المرة الرابعة التي مارسا فيها الحب، كانت ليكسي منهكة ومستعدة لإغماض عينيها، أخذها ليام بين ذراعيه ليقبلها على جبينها بحنان قبل أن يهمس شيئا في أذنها بلغته الأم...
ليكسي كانت مغيبة من كمية المتعة والإثارة التي سمح لها ليام باختبارها، أغمضت عينيها باستسلام على صدره العضلي ونامت سريعا...

كان ليام يفكر بعمق بينما ذراعاه تحضنان ألكسندرا وكأنها شيء ثمين، كيف له أن يشعر بمشاعر متضاربة اتجاهها، تجاوبها معه كان فريدا، مطلقا لم يشعر بمثل هذه الاكتفاء من قبل...
زفر بقوة قبل أن يحرك رأسها المسجى على صدره باستسلام ويخطو نحو الحمام بخطوات رشيقة...

تسللت أشعة الشمس المشرقة إلى الغرفة معلنة عن يوم جديد، فتحت ليكسي عينيها وتمطت قبل أن تعود أحداث الأمس لتعصف بمشاعرها، حبست أنفاسها وهي تدير رأسها، لقد كانت وحيدة. تنفست بارتياح وهي مقتعة تماما بأنه لم يكن سوى حلما محموما...
نهضت من السرير تشعر بالتعب يسيطر على جسدها، دلفت إلى الحمام وانزلقت تحت شلال المياه الدافئ ليعيد إليها القليل من الحيوية...

حين عادت إلى الغرفة، كان كل شيء مختلفا، السرير كان مرتب الحقائب اختفت، ضغطت على الفوطة على صدرها وهي تقترب من غرفة تبديل الملابس، كان كل شيء مرتبا في مكانه، ملابسها قمصان نومها والأحذية والحقائب كل شيء مرتب بدقة...

وقع اختيارها أخيرا على بنطال بلون أبيض وقميص دون أكمام مناسب، اختارت صندلا بنفس لون القميص، نظرة واحدة الى المرآة وشعرت انها أصابت الهدف، لم تكن ترغب في أن تظهر شاذة في عالم ليام المثالي، لكن منذ متى كانت تهتم عاتبت ليكسي نفسها وهي تغادر الغرفة نحو الرواق...
من أجل مير أقنعت نفسها محاولة اسكات الصوت الصغير والذي كان يهدد بأن ينطلق كبوق انذار داخل رأسها، هل وقعت في حب العدو...

أوه لا! مستحيل! يا إلهي لا تسمح بذلك!
قرب بركة السباحة الكبيرة كانت مير تجلس إلى جانب ليام ومارغريت منهمكة في الحديث وهي تقضم من التوست بزبده الفستق والذي صنعه ليام من أجلها...

ابتسمت مارغريت وهي تشير نحوها للانضمام إليهم، كانت نظرات ليام متسلية مرحة وهو يتأملها بإعجاب، رغم كونه حاول أن يظهر بمظهره الدائم والذي يغلفه البرود لكن لا ينكر أن رؤيتها جعلته لا اراديا يعود بتفكيره إلى ليلة أمس حيث كانت ليكسي تشتعل كالنار بين ذراعيه...
- صباح الخير قالت ليكسي بصوت خافت.

ابتسمت مير لها قائلة: - كنا على وشك الرحيل من دونك ليكسي، ليام عرض علي نزهة في الجزيرة وكان يشك أنك ستستيقظين قريبا.
- ولما ذلك؟ ردت ليكسي باستغراب
نهض ليام في تلك اللحظة مارا قربها، نزل ليطبع قبلة رقيقة على جانب فمها ويهمس:
- بعد الحب الذي تبادلناه ليلة امس، كنت أشك في أنه سيكون لديك القدرة على أن تخطي خارج الجناح!

أصابت الصدمة ليكسي بالخرس، انفتحت عيناها على آخرهما وتصلب جسدها بقوة لتصريح ليام المفاجئ.
يا الهي! لم يكن حلما!
شعرت فجأة برغبة شديدة في الهرب والاختباء، كانت تشعر بالذل وبالخجل الشديدين وتكونت غصة في حلقها منعتها من الكلام...
بعد تصريحه القوي، ترك ليام ألكسندرا غارقة في أفكارها وأشار إلى مير التي كانت قد انتهت من فطورها وتنظر إلى ملامح ليكسي باستغراب...

- لا أظن أن شقيقتك قادرة على مرافقتنا، أظنها ستسعد بالتعرف على مارغو في غيابنا قال وهو يقترب من مير ليحملها بخفة بين ذراعيه قبل أن يشير إلى أحد الحرس على مقربة بتجهيز سيارته.

بعد مغادرة ليام ومير، تمكنت ألكسندرا الذاهلة من التنفس أخيرا، شعرت بالذل للطريقة التي أخدها بها ليلة امس، كانت المشاعر التي أحستها حقيقيةلم يكن حلما جامحا كما تخيلت، كان حقيقة وهي كانت عديمة الحياء في ذلك الحلم بطريقة جعلتها تحمر خجلا الآن...
- هل أنت بخير ألكسندرا؟ سألت مارغريت وهي تقترب لتجلس إلى جانبها.

أومأت برأسها للمرأة الجميلة والتي كانت تبدو أصغر بكثير من سنها، تأملتها ليكسي بعينين غادرتهما الحياة قبل أن تعتذر منها بأدب وتغادر إلى غرفتها حيث قضت بقية اليوم مستلقية تفكر، حتى أنها قررت ادعاء النوم حين أتت الخادمة لتخبرها بموعد اقتراب الغذاء...

بعد اسبوعين فقط من وصولهم إلى كابري تقرر عقد قرانهما والذي تكلفت مارغريت بكل ما يتعلق به، فاجئها ليام وهو يمسك يدها ليضع خاتما رائعا من الماس، تأملته ليكسي دون أي فرح، كان بالنسبة إليها وسم العبودية التي وسمها به ليام وتذكيرا لعقدهما الذي يشعرها معظم الوقت بالذل...
مراسم الزفاف كانت رائعة، اختارت مارغريت أن يتلوا عهودهما في باحة الفيلا والتي زينت لهذا الغرض...

اخيرا عزفت الموسيقى معلنة عن دخول العروس متأبطة ذراع جد ليام الفخور، حتى تحت خمارها الشفاف كانت تستطيع رؤية النظرة الساخرة والمغرورة في عينيه وأخيرا وصلت إلى حيث وقف إلى جانب القس ينتظرها. قبل فرانكو خدها بتحفظ قبل أن يسلمها إلى حفيده والذي أمسك يدها ببرود وقادها لتقف إلى جانبه...

بعد النذور والعهود اللذان تعهدا بها والتي كانت تشعر ليكسي بالمزيد من العار، انتهت المراسيم أخيرا ليزيل الخمار من على وجهها ويأخذها في عناق ملتهب أذاب عظامها وأحرق روحها، كانت تكره نفسها لاستسلامها له بسهولة وكأنها غير قادرة على السيطرة على جسدها...
مسح أحمر الشفاه من على شفتيه بنظرة انتصار ليقربها إليه بطريقة متملكة وهو يهمس
- وأخيرا انتهينا! بدأت أشعر وكأنه زفاف حقيقي!

تلوت معدتها من الألم، كان عليها تمثيل دور الزوجة السعيدة والغارقة في الحب أمام مير وأمام الجميع بينما كان قلبها يدوي داخل صدرها بالم، معظم الألم كان بسبب أنها أحبته رغم كونه وحشا قاسي القلب، مما جعل هذا الزفاف مصدرا آخر لعذابها...

في الأيام التي تلت حفل الزفاف، كانت علاقتهما أشبه بكارثة، مناوشات كلامية نظرات احتقار متبادلة في الخفاء، ثم علاقات حب تدوم إلى الساعات الأولى من الفجر، كانت تقسم في كل ليلة أنها سترفضه بكل قوتها، أنها ستقاومه، لكن ما أن كان ليام يضع يده عليها حتى يستسلم جسدها الخائن له دون قيد أو شرط...

كان استسلامها المغري يزيد من رغبة ليام في امتلاكها، ظن أنه بذلك سيمل منها بسرعة لكنها أصبحت كالمخدر تسري في دمه مما أرعبه بشدة...
قرر بعدها الابتعاد عن سيطرتها عليه، مغرقا نفسه في العمل، سافر عدة مرات إلى الولايات المتحدة دون أن يصطحبها معه، كان يعزي نفسه بأن رغبته ستختفي مع الوقت ولن يبقى بعدها سوى الاحتقار...

حين عاد هذه المرة كان مشغولا بدرجة لا تطاق حتى أنها لم تعد تراه إلا نادرا. كان يعود في وقت متأخر جدا ويستيقظ قبلها بساعات، مما جعلها تشعر بالحزن رغم انكارها الشديد، كانت تسقط في شباكه وقلبها الخائن قد وقع في حبه رغما عنها...
استيقظت ليكسي تشعر بالغثيان الشديد، وككل يوم ليام لم يكن إلى جانبها، ركضت إلى الحمام لتلقي بنفسها على المغسلة الرخامية بضعف...

تقيأت مرة اخرى، قبل أن تضع رأسها على الرخام البارد للحمام وهي تبكي من الألم الذي تجهل سببه، لم تعد قادرة على الحركة من الألم الذي يمزقها، كانت بالفعل مريضة وتحتاج إلى زيارة الطبيب...
عرضت مارغريت عليها بقلق أن تستدعي الطبيب من أجلها، حركت ليكسي رأسها موافقة وهي تعود للاستلقاء بتعب، كانت تشعر بأنها استهلكت تماما وأنها ترغب فقط بإغماض عينيها والبكاء بصمت...
وضعت يديها على صدغها وضغطت بقوة.

- أظنني التقطت عدوى ما. قالت ليكسي مخاطبة الطبيب والذي كان ينظر إليها وابتسامة على شفتيه
وقف ليام مكتفا يديه أمام صدره، بينما علا التقطيب جبينه، كان يحاول أن يغرق نفسه بالعمل لكي يبعدها عن تفكيره ويعاقب جسده الخائن على ضعفه، لكنه لم يهتم بصحتها والآن هي مريضة وهو الملام على ذلك.
- لستِ مريضة سيدة ماكسويل كل ما تشعرين به طبيعي.

- طبيعي! قالت ليكسي بدهشة وهي تعيد خصلات من شعرها إلى الوراء لكنني أشعر بأنني منهكة
- إنها مجرد أعراض حمل ستنتهي بعد وقت قصير علق الطبيب وهو يبعد أداة قياس الضغط عن ذراعها
تحولت التقطيب في وجه ليام إلى الدهشة، حمل! ألكسندرا تنتظر طفله بهذه السرعة!
صرخت مارغريت بسعادة وهي تقترب لتضم ليام قائلة: - مبروك ليام! أخيرا سأحمل طفلا لك بين يدي!

األجمت الصدمة ليكسي وانهمرت دموعها دون وعي. يا إلهي القدير! أكانت بمثل هذا الغباء؟ لم تستعمل أي حماية في الفترة التي عاشت فيها معه. وهو بدوره كان غير مهتما...
يا إلهي! سأحصل على طفل! طفل ليام!
انهمرت الدموع غزيرة من عينيها كانت تحجب عنها الرؤية وطنين في أذنيها جعلها غير قادرة على أن تسمع أي شيء يدور حولها...

أخيرا بعد خروج الطبيب ومارغريت التي قررت أنه الوقت المناسب لتتركهما ينعمان ببعض الخصوصية والسعادة بطفلهما المنتظر.

حين عاد ليام إلى الغرفة هاله منظرها وهي تبكي بألم، لم يكن ينتظر ردة فعل مماثلة، ألم توقع على العقد منذ شهور ألم تكن واعية أنه بموجبه ستمنحه طفلا في أقرب وقت ممكن؟ لا ينكر أنه كان يرغب في اطالة هذا العقد، رغبته بها كانت متقدة. لم يكن لينكر أنه يرغب بها في سريره لمدة أطول بكثير ليشبع التوق الشديد الذي يسيطر على كل حواسه، الآن لم يعد هنالك مبرر لاقترابه منها فكر وهو يخطو نحوها ليجلس على حافة السرير واضعا يديه على كتفها ليجبرها على النظر اليه.

- ليكسي، لما الدموع؟ سأل ليام بصوت مضطرب
رفعت ليكسي عينين محمرتين من البكاء نحوه وهي تقول: - أيها الحقير! لقد جعلتني حاملا! أنا أكرهك! أكرهك! قالت من بين دموعها
شلت الصدمة لسانه لبعض الوقت وهو ينظر إليها باستغراب: - ما الذي تعنينه بذلك؟! أنت كنت تعرفين منذ البداية. أن هذا هو أساس عقدنا انجاب طفل!
فتحت ليكسي عينيها غير مصدقة ما تسمعه. وكأنها شعرت أن ماء مثلجا أفرغ على رأسها.

- ماذا تعني؟ قالت ليكسي بصوت طغى عليه رعب شديد
- أعني أن عقدنا ينص على أن تنجبي لي طفلا في ظرف سنة من الآن، هذا ما عنيته تيسورو قال ليام بنبرة باردة
- إذا كانت هذه مزحة. فهي غير جيدة! أكدت ليكسي وهي تزيح الغطاء عن قدميها وتحاول النهوض
نهض ليام من على السرير مقتربا من الشرفة قبل أن يقول بصوت آمر: - راجعي عقدك ألكسندرا! أنا لم أعتد المزاح خصوصا حين يتعلق الامر بالعمل!

كان يحرك هاتفه الذكي بأصابع رشيقة قبل أن يضعه أمام وجهها وهو يقول: - راجعي العقد جيدا أنا لم خدعك، ما الذي كنت تظنينه بحق السماء؟! أنني سأمنحك ثروة فقط لتكون زوجتي؟! ابتسم قبل أن يضيف بنبرة ساخرة لم أصبح ما أنا عليه اليوم بكوني غبيا!
قرأت ألكسندرا الصفحة التي أشار إليها وهوى قلبها داخل ضلوعها بخوف، لقد وقعت عن التخلي عن جزء منها لليام، طفلها...

يا إلهي القدير! كانت الصدمة أشد وقعا عليها من لكمة على وجهها، لقد باعت طفلها دون أن تعلم! يا إلهي! ما الذي فعلته؟ ما الذي فعلته ألكسندرا؟ يا إلهي الرحيم ساعدني!
شهقت بألم لتقي بالهاتف فجأة عند قدمي ليام والذي كان يرمق ثورتها ببرود قبل أن تصرخ فيه:
- تكون واهما إذا تخيلت أنني قد أسمح لك بأخذ طفلي مني!
- لست واهما!
هدر وتحولت نظراته إلى نظرة شيطانية ساخرة وهو يقترب منها إلى أن وصل بمحاذاتها ليضيف:.

- أنت بعتني جسدك وطفلك! وهذا شيء فرغنا منه منذ أشهر، ولا مجال للتراجع الآن!
- بالطبع هنالك مجال! قالت ليكسي بعصبية سأرحل حالا!
قالت وهي تحاول ترك الغرفة متجهة نحو غرفة تبديل الملابس لتبحث عن حقيبتها.
- لا تحلمي حتى بذلك قال ليام بصوت قاس كالفولاذ فكري بالتلاعب بي وسأجعل حياتك جحيما! أنت وقعت على العقد وستفين بكل شروطه وإلا...
- وإلا ماذا؟ صرخت ليكسي كنمرة متوحشة قبل أن تقترب منه في ثورة غضب.

وكأن ثورة غضبها لم تكن موجهة إليه، ظهرت نظرة استهزاء على وجهه وهو يتأملها بغرور...
- أنت فعلا انسان معدوم الضمير! صرخت ليكسي بعصبية كيف يمكنك النوم ليلا؟
- أنام براحة تامة علق ليام بسخرية
اقترب منها بهدوء قبل أن يمسك وجهها ليتامل نظرة الألم في عينيها الدامعتين ووجهها المحمر من الغضب، قبل ان يصفعها تعليقه البارد:.

- أنت تطرين نفسك كثيرا كاريزما! من الغريب فعلا أن يصدر هذا الكلام عن باحثة عن الذهب استغلالية ونكرة قبلت أن تبيعني طفلها من أجل المال!
- اخرس أيها ألنذل
رفعت يدها دون شعور لتنهال بصفعة قوية على وجهه.

مطلقا لم يتمكن أحد من اهانتها بالطريقة التي كان ليام يفعل، كان قريبا منها لدرجة الاختناق، أحست ليكسي بالخطر. فوجه ليام أصبح قاسيا ومشدودا، وظهرت نظرة قاتلة في عينيه جعلتها تعود لا اراديا إلى الوراء، لكنَّه كان أسرع منها، امسك بيدها الآثمة يعصرها بقوة وهو يقربها إليه وابتسامة شيطانية تعلو وجهه:
- ليس هنالك من يصفع ليام ماكسويل ويرحل دون عقاب!
- عاقبني إذا أردت فأنا لا أخافك! ردت ليكسي بشجاعة زائفة.

- صدقيني من هذه اللحظة يجب عليك أن تخافي!
- أنت مجرد وغد حقير ليام! أنا أكرهك! أكرهك!
- لم أطلب حبك يوما قال ليام ببرود أنا أريد جسدك فقط!
أمسك بها دون عناء يقربها إليه رغم معاندتها الشديدة ليطبع قبلة متملكة وقاسية كان الغرض منها معاقبتها، أبعدها عنه وهو يتأمل شفتيها المتورمتين من جراء قبلته، قبل أن يقربها ويهمس بصوت كالصقيع:.

- لقد دفعت ثمن هذا الجسد، وأنا لست مستعدا لأن أتنازل عن ما دفعته بسهولة! لا داعي للمقاومة ألكسندرا بعد سنة من الآن سأعطيك حريتك ويمكنك الرحيل وأنت أغنى بمائة مليون دولار لكن لا شيء غير ذلك، طفلي ومير سيظلان إلى جانبي!
صرح ليام قبل أن يغادر ويتركها على ركبتيها تنتحب بصوت مسموع.



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 6994 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4052 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3100 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2971 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3416 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، الماس ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 04:51 صباحا