أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية غرامة غدر

كانت عودته بمثابة عودة إلى جحيم الماضى ولكنه لم يعد كما كان قبل الرحيل،فلقد تخطى خيبات الامل وتجاوز حُرقة القلب وصار صلد ..



01-03-2022 02:09 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [31]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية غرامة غدر
رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل الثاني والثلاثون والأخير

قالت(رجاء)بوجل:
-انت ازاي جيت هنا؟
ألقى (اكرم)نظرة على طفله الذى بدا شاحبا ولكن عيناه أُغرقتا بدموع السعادة قبل أن يعود بنظراته إلى تلك الأفعى قائلا بسخرية:.

-مش مهم جيت إزاي. المهم انك إنكشفتي وطلعتى انتِ اللى خطفاه. سمعتينا مش كدة؟ وعرفتى إنه مش حفيدك فقلتى تطلعى من الموضوع بفلوس حلوة، دى ممكن اعديهالك لإنى طول عمرى عارف إنك إنسانة مادية وكل همك المظاهر والفلوس، لكن تطلعى من غير قلب كمان وعايزة تقتلى طفل صغير بريئ أهى دى اللى بجد فاجئتينى بيها.
طغى الغضب على ملامحها قائلة:.

-كنتوا عايزين تخدعونى وتخدعوا ابنى الله يرحمه طول السنين اللى فاتت دى وتفلتوا من العقاب؟! مستحيل طبعا.
قال (أكرم)بصرامة:
-مين اللى خدع مين يارجاء هانم؟أنا خلاص ربط خيوط اللعبة اللى لعبتيها زمان وكشفتك على حقيقتك.
قطبت جبينها قائلة بتوجس:
-لعبة إيه دى؟
قال بغضب:.

-اللعبة اللى قدرتى بيها تفرقى بينى وبين قمر زمان. انتِ اللى حرضتى والد قمر علية وخلتيه خطفنى وحبسنى وعذبنى عشان أبعد عنها مش كدة؟ فهمتيه انى طمعان فى فلوسها ولما ملقيتوش من اللى بتعملوه أي فايدة اقترحتى عليه الجواب اللى بإمضة قمر واللى صدمنى فيها وخلانى سافرت وبعدين فهمتوها انى إتخليت عنها ومشيت بعد ماخدت قرشين. مظبوط كلامى؟
قالت(رجاء)بحقد:.

-يعنى كنت عايزنى أسيبك تتجوزها وتكوش على البنت والمزرعة واطلع انا وابنى من كل ده من غير حاجة. انت متعرفش أنا عملت إيه عشان أوصل للى كنت فيه؟
قال بغضب ساخر:
-مع الأسف عرفت. لقيت جواب بخط ايد منير الجمال كان مستخبى تحت درج من أدراج مكتبه وفيه كتب أسراره كلها.
شحب وجهها وهي تقول:
-أسرار إيه دى؟
قال بعيون تلمع غضبا:.

-الجواب بيقول فيه انه حاسس بوجع غريب فى بطنه زي اللى كانت بتعانى منه مراته الأولانية حنان والدة قمر قبل ماتموت وانه خايف تطلع ظنونه بمحلها ويتأكد انك انتِ اللى ورا موتها وبتحاولى تقتليه هو كمان.
كانت ملامح (رجاء)تزداد شحوبا كلما إستطرد (أكرم):
-وعشان كدة هيروح للدكتور يتأكد. بس للأسف ملحقش ومات تانى يوم مش كدة؟
قالت(رجاء)بتوتر:.

-الراجل كان مش طبيعى فى أواخر ايامه. واكيد ده كلام واحد مجنون مش ههتم بيه.
قال (اكرم):
-انتى آه لكن الشرطة لو شمّت خبر بالموضوع وطالبناهم بإستخراج الجثث وتشريحهم وقتها أكيد هتهتمى انتِ كمان لان حبل المشنقة هيتلف حوالين رقابتك.
طالعته (رجاء)بحقد للحظات قبل أن تتمالك نفسها وهي تقول:
-هي قمر تعرف حاجة من الكلام ده؟
ظهر الحزن على الفور بعينيه وهو يقول:.

-وتفتكرى قمر ممكن تستحمل حقيقة ان خالتها اللى حبيتها واحترمتها طول عمرها تطلع بالقذارة دى؟مقدرتش اقولها طبعا.
طالعته بسخرية قائلة:
-أولا أنا مش خالتها لإن حنان مكنتش بتخلف.
عقد(أكرم)حاجبيه بينما تردف (رجاء)بصوت كالفحيح:
-قمر تبقى بنت الخدامة اللى اتجوزها منير عشان تجيبله طفل يتربى بينه وبين حبيبته حنان اللى محبش فى الدنيا دى غيرها.
اتسعت عينا (أكرم)لتبتسم (رجاء)بسخرية قائلة:.

-أيوة. قمر تبقى بنت الخدامة فاطمة عمتك ياابن بياعة الخضار.
ظهرت الصدمة على ملامح الصغير وهو يستمع صامتاً لكل تلك المفاجآت بينما عقد (اكرم)حاجبيه قائلاً:
-انتِ بتقولى إيه؟!
اطلقت ضحكة ساخرة مقيتة ثم قالت:.

-اتفاجإت مش كدة؟زيى تمام لما عرفت. ماهم خبوا علية أنا كمان ولما عرفت كان الوقت اتأخر قوى وابنى كان متجوزها ومخلف منها زي ماكنت فاكرة، صبرت على أمل المزرعة والفلوس تبقى لينا ولما حصل ضيعها ابنى وضاع معاها.
تهدج صوتها فى تلك اللحظة ولكنها تمالكت نفسها مجددا وهي تردف بغل:.

-حقدت على الكل وخصوصا حتة الخدامة اللى خلاها منير فى يوم ضرة لأختي وضرة لية أنا. رجاء هانم. ما هو المغفل ماطلقهاش وفضلت على ذمته لحد ما مات ولما مات منير وجت عايزة تفضح السر وتقول لقمر إنها أمها مقدرتش أتحمل تجيبها قمر وتخليها تعيش معايا تحت سقف واحد ماهى غبية وتعملها. وراثة بقى هنعمل إيه؟هستنى إيه بس من بنت الخدامة؟
انتفخت أوداج (أكرم)غضبا وكاد أن يتحدث ولكنها قاطعته بإشارة من يدها قائلة:.

- مش عايز تعرف عملت إيه؟
عقد حاجبيه فظهرت لمعة تشفى فى عيونها وهى تقول:
-خبطها بالعربية.
اتسعت عينا (أكرم)ذهولا بينما أطلقت هى ضحكة منتصرة ساخرة فبدت كالمجانين. مال (مجدى)على (ناجى)قائلا:
-آل واحنا بنقول على نفسنا مجرمين. ده احنا طلعنا تلاميذ جنب الشيطانة دى.
أفاق( أكرم)من ذهوله قائلا بغضب:
-لما انتِ اللى قتلتيها. ليه شافو قمر سايقة العربية وقت الحادثة؟
اتسعت ابتسامتها الساخرة وهي تقول:.

-انا كنت قاصدة تكون قمر معايا يوم الحادثة اخترت يوم زكرى وفاة ابنى وقلتلها انى مخنوقة وعايزة اخرج. حاولت تمنعنى بس انا صممت. مهانش عليها تسيبنى اخرج لوحدى وخرجت معايا سكرت قدامها حاولت تمنعنى برضه بس معرفتش وصممت أسوق بنفسى رغم اعتراضها. كان لازم تكون معايا وتشوف انى كنت سكرانة ومش واعية ومكنتش اقصد لان الوحيدة اللى كانت هتقلب الدنيا عشان تعرف مين السبب فى موت فاطمة هي قمر وساعتها محدش هيصدقنى لو قلت انى مش قاصدة اخبطها. حبكت التمثيلية ووقت ماقربت من فاطمة وقت رجوعها من عند صاحبتها فى مزرعة فاضل زي كل يوم، قمر صرخت تحذرنى بس كان فات الأوان وفاطمة اتخبطت وماتت وزى الهابلة وقفتنى ونزلت جري تتطمن عليها ولما لقيتها ماتت انهارت وساعتها شفت جابر مدير مزرعة فاضل وهو جاي علينا. قلت هيشوفنا فجريت عليها وقلتلها انى خايفة اتسجن وانى مش هقدر استحمل يوم واحد فى السجن فهموت نفسى. فاقت من انهيارها وطالبتنى بالتماسك ووعدتنى محدش يعرف باللى حصل. وطبعا مخليتنيش أسوق العربية وأنا فى الحالة دى وساقتها هى فشافها وافتكر ان هى اللى عملت الحادثة. مش قلتلك غبية.

قال(أكرم)بغضب:
-ماهو الطيب فى الزمن ده لازم يتقال عليه غبي من شيطانة زيك، حرام عليكى ياشيخة ايه الشر اللى جواكى ده كله واللى دفع التمن ناس بريئة ملهاش ذنب. بس ربك كبير وعقابه شديد وجه وقت عقابك أكيد.
طالعته بإبتسامة متشفية وهى تقول:
-عقاب إيه بس؟انت مسألتش نفسك أنا اعترفت قدامك بكل جرايمي ليه؟
طالعها صامتا بينما أردفت:.

-عشان النهاردة هيكون آخر يوم فى حياتك. هتموت هنا ولحد ماآخد الفلوس من قمر هقتل تيام وهيندفن سري معاكم انتوا الاتنين.
مال (ناجى)على (مجدى)قائلا:
-الخوف بقى لتكمل سلسال الدم وتقتلنا احنا كمان.
لينتفضا على صوتها وهي تقول بحنق:
-واقف كدة ليه ياحيوان منك ليه؟ماتقتلوه وتخلصونا.
تأهب الرجلان ولكنهما مالبثا أن تجمدا وهما يران رجل آخر يدلف إلى المكان يقول بسخرية:.

-ياترى هتقتلى أكرم بس ولا هتقتلينى أنا كمان بعد ماعرفت وسجلتلك كل حاجة؟
طالعت(رجاء)(صادق)بغضب قائلة:
-اتنين قصاد اتنين وانت اللى جلبت لنفسك ياصادق لما اتدخلت فى اللى ملكش فيه. اقتلووووهم.
تقدم المجرمان من (أكرم)و(صادق)يتعاركون بكل قواهم. وبعد أن كانت الغلبة للصديقان، أشهر المجرمان سلاحيهما الأبيضان فى وجه كل من (اكرم)و(صادق). تبادل الصديقان النظرات قبل ان يهزا رأسيهما وهما يتأهبان لمعركة من نوع آخر.

عنّكوا انتوا يارجالة، سيبولنا الطلعة دى.
صدح صوت الحاج (فاضل)بتلك العبارة بينما يدلف مع مجموعة من رجاله مدججين بالسلاح ليُصعق الجميع ويُلقى المجرمان بأسلحتهما أرضا وهما يرفعان أيديهم إستسلاما، بينما إتسعت عينا (رجاء)بقوة رعبا وهي تدرك أنها النهاية.
نثرت القبلات على وجهه قبل أن تحتضنه بقوة قائلة:
-الحمد لله. رجعت لحضنى ياحبيبي، انا مش مصدقة نفسى.
قالت(أمنية)بعيون دامعة:.

-لأ صدقى ياقمر تيمو رجعلنا ومش هيفارقنا تانى أبدا.
أخرجته من حضنها تطالع وجهه الحبيب قائلة:
-إيه اللى حصل ياتيام؟مين اللى خطفك وعمك أكرم وعمك صادق رجعوك إزاي؟
قال(تيام)بحزن:
-مش هقدر أقولك اي حاجة قبل مابابا ييجى؟
شحب وجه (قمر)وتبادلت نظرة سريعة مع (أمنية)التى هزت كتفيها قبل ان تعود بناظريها لطفلها تقول بصوت مهتز:
-با. بابا!
طالعها قائلا:.

-أنا عرفت إن بابا الحقيقى يبقى أكرم وعرفت حاجات كتير قوى هتصدمك ياماما بس بابا محلفنى ماأقولش أي حاجة قبل مايرجع من القسم عشان يقولك هو على اللى حصل.

شعرت (أمنية)بأن هناك شيء فيما حدث قد يصدم (قمر)والدليل هذا الحزن فى صوت وملامح (تيام )رغم عودته لحضن عائلته وربما فضّل( أكرم )ان يكون هو من يخبرها بتفاصيل ماحدث ليهون عليها الأمر. بدت (قمر)شاردة تفكر على الاغلب فيما فكرت فيه (أمنية)لتحاول الأخيرة ان تشغل بالها قائلة بحماس:
-الولاد من يوم ماغبت ياتيمو وهم قاعدين فى أوضتك زعلانين. ايه رأيكم نطلع نفاجإهم ونفرحهم برجوعك. انت وحشتهم قوى ياحبيبي.

هز (تيام)رأسه قائلا:
-وهم كمان وحشونى قوى. يلا بينا.
هرول بإتجاه غرفته بينما نهضت (قمر)ببطئ وهي تتبعه بجوار (أمنية)تقول بحيرة:
-ياترى ايه اللى حصل؟ ومخبى عنى إيه ياأكرم؟
قالت(امنية)بارتباك:
-هيخبى إيه يعنى؟وبعدين ياخبر بفلوس. قوليلى هى خالتك فين؟اندهيلها وفرحيها بخبر رجوع تيام. إياكش ترتاح وتبطل الكلام السم اللى بتقوله فى الراحة والجاية ده.
وصلا إلى الغرفة فتوقفت (قمر)امام الباب قائلة:.

-خرجت من الصبح وبكلمها تليفونها مقفول، اكيد مش طايقانى ومحملانى الذنب.
قالت (امنية):
-وانتِ كان ذنبك ايه بس؟الست دى جاية عليكى قوى ياقمر وانتِ ساكتالها وده غلط.
قالت(قمر):
-خالتى ومربيانى وغصب عنى لازم أتحملها، انا مليش فى الدنيا بعد اكرم وتيام وانتِ غيرها.

طيبون نحن يا(قمر )ولكن فى هذا الزمن هناك أُناس يستغلون تلك الطيبة لنصحو ذات يوم على صدمة كبيرة تترك أثرا لا يُمحى. تعلمنا أنه لا بأس بأن نكون طيبين ولكن الخطأ كل الخطأ فى أن نضع ثقتنا فيمن لا يستحق.
ظهر الحزن على وجه (قمر)لتقول (أمنية)بحنان:
-روقى ياقمر ومتفكريش فى أي حاجة تزعلك وكفاية ان تيمو رجعلك وبقى فى حضنك. أي حاجة تانية مش مهمة ولا إيه؟
هزت (قمر)راسها قبل ان ترتسم على شفتيها إبتسامة راضية.

في خاتمة بكرة.
الفصل التالي
رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل الختامي

01-03-2022 02:09 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [32]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية غرامة غدر
رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل الختامي

كانت تجلس على الأرض تستند بظهرها إلى الحائط تضم ركبتيها إلى صدرها تخفى وجهها الباكى، يرتعش جسدها بقوة. بينما وقف هو عاجزا عن مواساتها وكيف يواسيها وهو أعلم بجُرح الغدر وخيبة الأمل عندما يعتمد المرء على نبضاته فى الحُكم على البشر يركض إلى أحبته بأذرع مفتوحة فتصدمه جدران أقاموها من غدر وظلم وقسوة. وقتها يُصاب بالعجز فلا يستطيع سوى الصمت وتمنى الردى، فالخذلان أقوى خنجر قد يُطعن به المرء. يتركه جرحه على مشارف الموت يلفظ أنفاسه الأخيرة.

-قمر!
قالها وهو يمد يده إليها فزادت إرتعاشة جسدها دون أن تنظر إليه.
-وغلاوتى عندك. طب وغلاوة تيام بصيلى.
لم تجبه مجددا ولكن شهقاتها التى زادت كانت بمثابة طعنة لقلبه أدمته على الفور، لم يستطع الاحتمال أكثر فتقدم تجاهها وركع أمامها يسحبها من ذراعها إلى صدره ويضمها بقوة قائلا بلوعة:
-مصممة تضعفى وتنهارى يبقى تنهارى جوة حضنى.
زاد نشيجها فصار أنينا يُدمى القلب. أغمض عيناه قائلا بألم:.

-ماهى لو كانت كويسة كنت قلت تستاهل دموعك الغالية دى لكنها شيطانة ومن رحمة ربنا علينا انها مقدرتش تإذينا.
خرجت من حضنه قائلة بمرارة:
-مقدرتش تإذينا؟!كل السنين اللى ضاعت من عمرنا واحنا بُعاد عن بعض ده مش أذو لينا؟!قتلها لماما حنان وماما فاطمة وبابا ده مش أذو لينا؟!كان ناقص تعمل إيه كمان ياأكرم؟
طالع عيونها بحزم قائلا:
-كان ممكن تاخد روحنا لما تقتل ابننا ياقمر.

شحب وجهها وهى تتخيل ما كان ليحدث ان استطاعت تلك الحية أن تقتل طفلها، ليمسك (اكرم)بيديها بين يديه قائلا:
-ربنا كان أرحم بينا من البشر، جمعنا من تانى وحفظلنا ابننا من كل شر والمجرمة خدت جزائها وأكيد هتتعدم. هنعوز ايه تانى؟
اغروقت عيناها بالدموع وهي تقول:.

-أنا اللى سبتها من غير عقاب وساعدتها تإذى كمان وكمان لما داريت عليها. أنا السبب فى انها كانت لغاية النهاردة حُرة. تظلم وتإذى وتدمر. أنا يااكرم شريكتها فى كل حاجة عملتها لانى سكت على بلاويها.
قال(أكرم)بألم:
-اتصرفتى بطيبة قلبك وده مش عيب فيكِ ياحبيبتى. العيب فى البشر اللى بيستغلوا طيبة الناس اللى زيك ويإذوهم.
تركت يديه وهى تمسح دموعها ليردف هو قائلا:
- تعرفى ايه اللى محيرنى بجد؟

طالعته بعيون عاجزة حائرة حزينة فأردف قائلا:
- تصرفك انتِ ياقمر.
-تصرفي؟!قصدك إيه؟
-انتِ ليه فضلتى ساكتة وأنا بعذبك وباجى عليك؟ِ مع انك عارفة ان ملكيش ذنب فى موت عمتى فاطمة.
أطرقت برأسها قائلة بألم:.

-لإن من جوايا كنت عارفة انى مذنبة. مكنش ينفع اسيبها تسوق وهى فى الحالة دى. ولما نزلت واتاكدت ان ماما ماتت مكنش ينفع أسيب اللى خبطتها متاخدش جزاءها حتى لو مكنتش تقصد زي ماكنت فاكرة، ومكنش ينفع أسيبها وأمشى كان لازم أستنى لغاية الاسعاف ماتيجى وتاخدها وافضل معاها لغاية ماتندفن. دى أقل حاجة كنت أعملهالها بعد كل اللى عشته معاها. وعملته عشانى.
عادت للبكاء بحرقة فضمها إلى صدره مجددا وهي تردف:.

-مش هقدر أسامحها لإنها حرمتنى من أمى وحرمتنى حتى أكرمها لمثواها الأخير بحجة ان عندها انهيار عصبي وطبعا فى حالتها مقدرتش أسيبها لوحدها لحد ماعرفت انهم قيدوا القضية ضد مجهول ودفنوا ماما فى مقابر الصدقة.
ربت على ظهرها قائلا بحزن:
-اهدى ياقمر ومتقلبيش فى اللى فات. كفايانا وجع.
خرجت من حضنه قائلة بألم امتزج بالحزم:
-لا ههدى ولا هرتاح غير لما أشوفها.
عقد حاجبيه قائلا:
-تشوفى مين؟!
قالت بكره:.

-رجاء. لازم أشوفها ياأكرم وأتكلم معاها.
لم يستطع الجدال معها وهى فى تلك الحالة فصمت حتى تهدأ فتغير رأيها، أو هكذا يأمل.
الجمال ليس جمال الملامح قدر ماهو جمال الروح والسريرة، فما الجمال إلا غلاف يضم قلباً إما طاهراً أو خبيثاً. قد يزهو المرء بالحسن والمال والقوة ولكن كل هؤلاء إلى زوال محتوم إن إستند على قلب خبيث خلا من الحب و الرحمة وتشبع بالغدر والخيانة.

تقدمت بأقدام مرتعشة إلى تلك الحجرة التى ستلتقى فيها بمن كانت فى يوم من الأيام احدى كنوزها فظهر زيف الكنز وأضحى أحجارا بالية تُلقى فى الأرض وتُطاء بالأقدام.
ما إن رأتها (رجاء)حتى هرعت إليها تمسك بيدها قائلة بدموع مزيفة صارت(قمر) تُدرك زيفها اخيراً:.

-شُفتى ياقمر، شفتى اكرم عمل فية إيه؟عملى فخ ورمانى فى السجن مع المجرمين. خالتك ياقمر. أمك التانية قاعدة فى تخشيبة قذرة مع ناس مش قادرة أوصفلك مناظرهم ولا ريحتهم..
نفضت (قمر)يدها عنها فطالعتها (رجاء)بصدمة بينما طالعتها (قمر)بقسوة غريبة عنها شعرت بها تغزو كيانها بالكامل ما ان لمستها تلك الحية فتراءى لها كل أفعالها الشنعاء بعائلتها. لتقول ببرود قاس:.

-اتعودى على التخشيبة القذرة دى يامدام رجاء وياريت متشتميش زمايلك ولا تعيبى فيهم عشان لو عرفوا أكيد هيزعلوا ومش بعيد يإذوكى.
شحب وجه (رجاء)وهي تقول:
-معقولة انتى قمر؟معقولة بتكلمينى أنا بالشكل ده وبتهددينى كمان؟
قالت(قمر)بكره:
-مستنية منى ايه بعد ماطعنتينى فى ضهرى وخطفتى ابنى وكنتِ عايزة تموتيه؟مستنية منى ايه بعد ماقتلتى كل حد عزيز علية؟انتِ ايه. شيطانة؟!ازاي طاوعك قلبك تعملى كل ده؟
قالت(رجاء)بغل:.

-لو كنت شيطانة فالسبب أبوكِ. أبوكِ هو اللى ورا كل عمايلى دى.
لوت شفتيها بمرارة مردفة:.

-متتصدميش قوى كدة. أبوكِ ده كان حب عمري كله. الراجل الوحيد اللى اتمنيته بس هو محبش غير حنان. اتجوزها وسابنى أنا. شلت حسرتى جوة قلبى وحاولت اكمل حياتي بس اكتشفت ان قلبي مات فى اليوم اللى اتجوز فيه منير واحدة غيرى حتى لو كانت أختي، حاولت احب من تانى وفعلا قربت من حافظ وقرب منى لكن برضه مشافنيش وحب صاحبتي وكأنى مستاهلش اكتر من انى اكون صاحبة لكن زوجة أحب وأتحب مينفعش. شلت كسرتي جوايا من تانى واتجوزت. جوزى كان حيوان بس ربنا رحمنى وخلصنى منه. وقتها الكره فى قلبي بقى جحيم لازم أطفيه. ومش هيطفى ناري غير انى آخد حقي وحقي كان منير. موت أختي بإيدي واتجوزته بس فضل مش شايفنى وعايش على أطلالها وكأنه مش شايف غيرها، الكره قاد فى قلبي نار من تانى. وخصوصا انى عرفت انه كان متجوز الخدامة عشان يخلف منها. طب ماانا كنت قدامه. فضلها علية ليه؟

اتسعت عينا(قمر)بإستنكار قائلة:
-ازاي يتجوزك وهو متجوز أختك؟ده حرام اساسا وحتى لو مش حرام ازاي تقبلى تقاسمى اختك فى جوزها.
قالت(رجاء)بمرارة:
-عشان بحبه. كنت مستعدة حتى أكون له عشيقة بس أحس انه ملكي وانه بيحبنى. كنت مستعدة أعمل أي حاجة بس يكون معايا.
قالت(قمر)بذهول:
-انتِ أكيد مجنونة!
قالت(رجاء)بجنون:.

-انتِ بالذات متتكلميش مش كنتى عشيقة اكرم. الحب بيخلينا ضُعاف قوى، وبنعمل عشانه اللى عمرنا مانتخيل فى يوم اننا نعمله.
قالت(قمر):.

-لما الحب بيضعف صاحبه مبيكونش حب. الحب الحقيقى مبيضعفش. انا عمرى ماكنت عشيقة لأكرم، هي لحظة ضعف واحدة دفعنا تمنها عمر بحاله عشناه فى فراق وعذاب ومرار. غلطة فرقتنا عن بعض هفضل أندم عليها العمر كله. عقاب ربنا لينا بسببها كان كبير قوى. لو مكناش غلطناها لا هو كان افتكر انى اتسليت بيه ولا انا كنت افتكرت انه اتخلى عنى بعد ماوصلى. كنا بقينا لبعض رغم مكرك وغدرك. لكن ربنا جزانا على غلطتنا. ويمكن عشان طلبنا رحمته اللى وسعت كل شيء رجعّنا لبعض وكان ممكن ميرجعناش ويفضل معاقبنا. يمكن عشان عارف طيبة قلبي سامحنى. لا روحت زيك وانتقمت ولا قتلت ولا غدرت. بس لجأتله بالصلاة والدعاء والبكا فاستجاب. و هفضل أشكره على فضله ورحمته بية لغاية ماأموت. فرق كبير بينا يامدام رجاء، فرق بين حد غلط غصب عنه وطلب السماح فاستجاب له ربه بعد ماعاقبه فى الدنيا وحد غلط عن قصد ولسة بيكابر وعقابه هيكون دنيا وآخرة. جهنم وبئس المصير.

قالت(رجاء)بغل:
-متفرحيش قوى كدة. ومتفتكريش انى هسيبك ترتاحى معاه. قبل مااموت هقتلك وأحرمه منك.
قرنت كلماتها الأخيرة بإنقضاضة قوية على( قمر )تمسك بتلابيب عنقها، تحاول أن تخنقها بينما تقاوم(قمر)بكل قوتها تنفض عنها صدمتها، ليقتحم(اكرم) الحجرة فى تلك اللحظة مع الضابط المُكلف بالقضية والعسكري، يخلصا(قمر) من يد مجنونة بدا وكأن مس أصابها عندما لم تستطع قتل(قمر)لتصرخ بجنون:.

-سيبونى أموتها. مش هسيبك تتهنى معاه ياقمر. هقتلك وأقتله وأقتل تيام. انتوا اللى موتوا ابنى بحسرته. والله ماسيباكم.
دفنت (قمر)وجهها فى صدر (أكرم)تبكى بقوة بينما يحاول الضابط والعسكري السيطرة على هياج تلك المرأة، ليشير الضابط ل(أكرم )بالخروج فضم (قمر)إلى جانبه يسحبها للخارج. يحمد الله انه طلب من الضابط مراقبة الحجرة ومتابعة اللقاء بينهما من الحجرة المجاورة وإلا ضاعت منه (قمره)، إلى الأبد.

كانا يجذبانها كل من يد، يُصران على أن تغمض عيناها كي لا تفسد مااعدا لها من مفاجأة بينما هى تصر على معرفة السبب وراء مايفعلانه. حتى وصلوا إلى المكان المنشود وهناك طلبا منها ان تفتح عيناها وإذا بحوض زهور البنفسج وقد تفتحت أزهاره الجميلة لتسر الناظرين، اتسعت عيناها بسعادة بينما همس صوته جوار أذنها قائلا:
-جميلة قوى.

هلل الصغيران بينما ابتسمت وهو يتقدم خطوة ليصير جوارها متطلعا إلى الزهور فطالعتهم بدورها قائلة:
-مكنتش متخيلة يطلعوا بالجمال ده، فرق كبير قوى بين احساسي وأنا بزرعهم واحساسي دلوقتى وأنا شايفاهم قدامى وكأن عمر بحاله مرّ.
مال تجاهها قائلا بندم:.

-آسف لانى أجبرتك تزرعيهم وقتها، أكيد كان الموضوع صعب عليكِ، وآسف لانى ظلمتك كتير وجيت عليكِ. أنا كنت بموت كل مابإلمك بس غصب عنى. كانت جوايا نار افتكرت انى بطفيها بأذيتك بس اكتشفت انى بأذى نفسي معاكِ.
نظرت إليه قائلة:
-اللى فات لازم ننساه بكل جراحه وألامه ونعيش السعادة اللى استنيناها كتير.
لتمسك يده بحب مردفة:
-أنا ماصدقت لقيتك. انت متعرفش حياتي من غيرك كانت عاملة ازاي.
ضم أنامله على كفها الرقيق قائلا:.

-أنا من غيرك مكنتش عايش أساسا. روحى كانت مفارقانى ورديتلى يوم مارجعت وشفتك. ورغم كل الوجع كان كفاية علية وجودك جنبى يحسسنى انى خلاص بقيت بالوطن.
اطرقت رأسها بخجل ثم رفعت وجهها إليه قائلة:
-أكرم. فيه سؤال محيرنى.
طالعها بإستفهام فاردفت:
-انت ازاي عرفت ان خالتى هي اللى ورا خطف تيام وازاى وصلتلها.
قال(اكرم)وقد قست ملامحه عند الحديث عن تلك المراة اللعينة:.

-من البداية وانا مش مرتاحلها. ولما قريت جواب باباكِ عرفت قد ايه شرها من غير حدود. وبعد مااتخطف تيام ولانى عارف انها بتعتبره حفيدها وبتحبه ومستحيل تإذيه مشكتش فيها فى البداية بس رد فعلها وثباتها الانفعالى رغم ان اللى اتخطف حد بتحبه شككنى فى الموضوع وحبيت اقول جملة كدة وأختبر رد فعلها واول ماقلتها شحوب ملامحها وخوفها اللى بان على عنيها قالى حاجة واحدة وبس. ان هى اللى ورا الموضوع ده.
قالت (قمر)بحيرة:.

-جملة ايه دى؟
-لما قلت ان المجرمين اكيد هيقتلوه عشان ميشهدش عليهم. هى عارفة ان تيام بيرسم كويس وطبعا غاب عن بالها وجملتي فكرتها وخوفتها ماهو حتى لو مشافهاش ورسم المجرمين وقبضوا عليهم هيشهدوا عليها وتروح فى داهية. المهم راقبتها وماخيبتش ظني. فى نفس اليوم راحتلهم عشان تتفق معاهم اتفاق جديد ينقتل فيه تيام بعيد الشر عنه.
قالت(قمر)بحب:
-مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه وأتصرف إزاي.

-هو انتوا هتفضلوا واقفين كدة كتير؟مش سمعنا كلامك ياسى بابا وجبنا ماما تتفرج على الورد، إسمعوا بقى انتوا كلامنا وودونا لفارس وسارة أصل وحشونا قوى.
تبادل كل من (اكرم)و(قمر)نظرات دهشة مالبثت ان تحولت لضحكات من القلب بينما مال (تيام)على أذن (شمس)قائلا بلهجة ذات مغزى:
-انتِ مش قلتى ان فارس اللى وحشك وعايزة تشوفيه.
وكزته فى جانبه قائلة:
-لأ. أنا قلت فارس وسارة.

فرك رأسه بحيرة قبل أن يهز كتفيه ويتطلع إلى وجه والدته الذى شع بالسعادة فقط فى حضرة هذا الرجل، أكرم، أباه.
تشبهين القمر إسماً وفعلاً فبينما ينير القمر عتمة السماء تنيرين أنتِ، عتمة قلبي.

تزينت الحديقة بالزهور والأضواء وحُمّل الهواء بنسمة منعشة صافحت الوجوه وحملت ابتسامة إلى الشفاه تزامنا مع مرأى العروسين يرقصان على نغمات أغنية رومانسية رقيقة يحيط بهما ملاكين صغيرين ينثران الورود عليهما. لم يكن الملاكين سوى (تيام و شمس)اللذان بدت السعادة على وجهيهما وانضم إليهما بعد قليل (فارس و سارة)ينثران الورود بدورهما.

ابتسمت (قمر)وهي تلقى بنظرة حانية تجاه الأطفال، لتسمع(اكرم)يصدر صوتا يدل على الرفض. طالعته بحيرة فقال بحب:
-النهاردة مفيش مجال لحد تانى فى حياتك يجذب انتباهك غيرى. متهتميش بغيرى ومتضحكيش لغيري واوعاكِ عنيكى الحلوين دول يبصوا لحد غيري أنا. حبيبك أكرم.
طالعته بحب قائلة:
-النهاردة بس؟
ابتسم قائلا:.

-لو علية هقولك طول العمر بس عارفك. الأطفال حبهم بيجرى فى دمك وأنا راضى أشاركهم فيكِ بس خدى بالك لو زودوها هنسى انى أبوهم وأخدك وأروح فى مكان ميبقاش فيه حد معاكِ غيري.
قالت بخجل:
-زي الكوخ اللى صممت نقضى فيه ليلتنا.
شاب صوته الحنين وهو يقول:.

-الكوخ ده مش بس بيت ليه سقف وجدران. الكوخ ده حكاية طويلة عشناها فيه. ضم كل لحظة حلوة كانت بينا. تعرفى لما رجعت وخليتك تسكنى فيه. مكنش عقاب ليكِ قد ما كان محاولة منى بحاول افكرك بيها باللى كان بينا. قلت جايز ذكرياتنا تعرفك قد إيه حبيتك ووقتها قلبك يلين وتحبينى انتِ كمان زي مابحبك.

-عمرى مانسيت ولو للحظة حبى ليك ولا قدرت أكرهك. الكوخ صحيح كان برد بس كل ذكرى لينا فيه كانت بتدفينى وكأنى كنت حابة أعيش قصة حبنا من جديد حتى لو وهم.
ابتسم بحب قائلا:.

-أهو كان لازم الكوخ يخلص قبل الفرح عشان حبيبتي مرة قالتلى زمان انها نفسها نتجوز فى المكان ده بعد مانجدده ونصممه على مزاجنا. وقتها قالتلى هنخليه زي كوخ من الأحلام او القصص الخيالية اللى بتقراها. شبابيكه من الإزاز اللى بتطل على مساحة كبيرة من النبات الأخضر والورود ومن جواه هيكون بسيط زي ماهو سرير وكنبة وطرابيزة ودفاية. وكأنه حضن دافى يضمنا فى ليلة العمر وده اللى عملته. وضبته زي ماحبيبتي حلمت. حققتلها حلمها زي ماحققتلي حلمي وبقت مراتى وحبيبتي وأم إبني.

قالت (قمر)بعيون شعت بالحب:
-انت حققت كل أحلامي لما خليتنى حبيبتك ياأكرم.
قال(أكرم):
-أنا بقول كفاية عليهم كدة ونروح الكوخ. الجو برد وانا عايز أشغل الدفاية.
-لأ طبعا. أنا ماصدقت يتعملى فرح وبعدين انت بتشتغلنى يااكرم برد ايه اللى فى أغسطس؟
ضمها إليه أكثر وهو يضع وجنته على وجنتها يهمس بأذنها بأنفاس حارة لفحتها:
-قلبي اللى بردان فى عز الحر مش هيدفيه ولا هيريحه غير حضنك ياقمري.

أغمضت عيناها تقاوم مشاعر ثارت بكيانها هامسة بدورها:
-عشان خاطر قلبك نكمل الرقصة ونروح على الكوخ ياقلب قمرك.
أغمض عيونه بدوره يدفن رأسه فى عنقها. يتنعم بحضور محى آهات الغياب.
بينما قال(صادق):
-اكرم إتجنن، أخدها فى حضنه قدام الناس ومش صابر يجمعهم اوضة.
قالت(امنية):
-هييح. الحب ياصادق مخليهم فى دنيا تانية مفيهاش غيرهم، لا شايفين حد ولا حاسين بحد.
لتطالعه قائلة بنبرة ذات مغزى:.

-عقبالنا ياأخويا. مش ناوى نرقص مرة كدة قدام الناس.
قال(صادق):
-اهو طول ما انتِ بتنادينى أخوكِ هيكون آخرنا نمسك ايد بعض قدامهم.
قالت بحنق:
-طب واللى عايزة ترقص دلوقتى تعمل ايه؟
كاد (صادق )ان يقول شيئا ولكن وصول (فارس) إليهما قاطعه وهو يقول:
-يلا يابابا تعالوا ارقصوا مع طنط قمر وعمي اكرم.
ليمسك يد(امنية)قائلا:
-يلا ياماما.
توقف خافقها واحتبست أنفاسها وهي تطالعه بعيون مصدومة تردد كلمته بصوت مرتعش النبرات:.

-ماما!
ضم كفها بقبضته الصغيرة وهو يقول بحب:
-اللى تدى حنان بالشكل ده نبوس التراب اللى تمشى عليه. مش هم بيقولوها كدة؟
أغرورقت عيونها بالدموع وهي تقول:
-لا كدة كتير علية.
لتضمه بقوة قائلة:
-أنا بحبك يافارس.
ضمها بدوره قائلا:
-وانا بحبك ياماما.
انضمت إليهم (سارة)فى تلك اللحظة تضمهم بدورها قائلة:
-وأنا كمان بحبكم.
حانت من (أمنية)نظرة إلى زوجها الذى دمعت عيناه وهو يطالعهم ليقول بحنان:.

-أنا بقول نروح نرقص قبل ما أعيط وألم عليكوا الناس.
ضحك الجميع وساد الجو مرح وحب محى كل ألم الماضي وترك الحاضر سعيدا يخبرهم أن المستقبل مشرق وسماءه صافية كضحكاتهم، تماماً.
فى فرح (هند)و(عبد الله).
أهو جالك يا بت
ريح بالك يا بت
اهو جالك من بعيد
جايبلك فستان جديد
اهو جالك يا بت
ريح بالك يا بت
إعملى له حلة محشى
يسقط فيها ما يطلعشى
مالت (امنية)على أذن (قمر)قائلة:
-هو مين اللى يسقط فى حلة المحشى وميطلعشى.

وكزتها (قمر)قائلة:
-اسمعى وانتِ ساكتة.
اهو جالك يا بت
اهو جالك يا بت
ريح بالك يابت
بكرة يأستك الاساتك
بالدهب يملى دراعاتك
ويعوض كل اللى فات
واهو جالك يا بت
ريح بالك يا بت
خدى بالك منه وهنيه
واللى يعوزه قوام اديه
واما يموت هاتورثيه
واهو جالك يا بت
ريح بالك يا بت
مالت(أمنية)قائلة:
-كدة الموضوع مايتسكتش عليه أبدا. يأستك الاساتك واما يموت هتورثه دى داخلة على طمع بقى.
طالعتها (قمر)قائلة:.

-دى أغنية ياحاجة. هزاااار. ألطم يانااااس.
ضحكت (أمنية)فطالعتها بعض النسوة بحنق لتضع يدها على فاهها بينما يقلن.
اطبخيله الصبح بطة
واطبخيله العصر بطة
كترى يا بت الشطة واهو جالك يا بت. ريح بالك يا بت
نظرت (أمنية)إلى (قمر)التى تحدتها بعينيها ان تقول كلمة واحدة.

هلل الجميع حين أشار (عبد الله)لعروسه ان تنظر إلى النيل. فرأت هي والحضور كلمة (بحبك) على ضفاف النيل بعد ان طلب (عبد الله)من احدى الشركات تنفيذ الفكرة باستخدام مركب شراعي ولمبات إضاءة ليفاجئ عروسه بها وقد فاجأها بالفعل لتغشى عيونها دموع السعادة بينما تحسدها النسوة على زوج مثل(عبد الله)يفعل جلّ مافى وسعه لإسعادها لترسم هي قلب وتهمس قائلة:
-انا كمان بحبك.

ابتسم (عبد الله )وكاد ان يقول شيئا ولكن بعض الرجال اخذوا بيده ليرقص معهم رقصة التحطيب.
قال(صادق)ل(أكرم):
-الفرح حلو قوى مكنتش اتخيل ان الافراح فى الصعيد بالجمال ده.
قال (أكرم):
-الصعيد له سحره وجماله واصالته اللى بتبان فى كل حتة فيه. حتى ناسه وعاداته وتقاليده. بتحس ان انت حقيقي فى وطنك وسط أهلك وناسك.
قال(صادق):
-كان نفسى آجى هنا من زمان ولما الحاج فاضل عزمنا على فرح بنته مترددتش ثانية واحدة.
قال(اكرم):.

-من اول ماشفت عبد الله وأنا قلت انه الوحيد اللى هيقدر يوصل لقلب هند واهو حصل. شوف فرحانين ازاي.
قال(صادق):
-الحمد لله يااخويا انه وصل لقلبها والا كنت هتلاقيها كل يوم والتانى عندك لغاية ماتخليها زوجة تانية وياويلك بقى.
ابتسم (أكرم) وهو يطالع التى جلست بعيدا بعض الشيء عنهم وسط النسوة تصفق معهم وتغنى بسعادة فيرف قلبه لسعادتها. قبل ان يقول بحب:.

-الستات كلهم فى عيني قمر وبس والحب فى عيني قمر وبس والجواز فى عيني..
-قمر وبس. عرفنا ياسيدي، ربنا يهنيكم ببعض.
كاد (أكرم)ان يتحدث ولكن قاطعه (عبد الله)وهو يدعوه لآداء رقصة التحطيب معه فاعتذر (أكرم)قائلا:
-خد صادق. أستاذ فى التحطيب.
ابتسم (عبد الله)ساحبا (صادق)إلى الدائرة التى اجتمع حولها الجميع ليقول (صادق)بغيظ:
-بتسلمنى تسليم أهالى ياكيمو
. مردودالك.

اتسعت ابتسامة (أكرم)بينما منح (عبد الله)ل( صادق)العصا وبدأ فى الضرب عليها، بادله (صادق )بعض الضربات بحنكة تعجب لها (أكرم)فزالت بسمته وفغر فاهه بدهشة ثم سأله بعينيه (من اين لك بهذا؟) فاجابه بمرح وهو يتفادى ضربة(عبد الله):
-من المسلسلات ياجدع.
ضحك (أكرم) بقوة. بينما قالت النسوة:
-الرجالة عيحطبوا.
استدارت (امنية)برأسها تجاههم فوجدت زوجها يمسك العصا أمام(عبد الله)لتقول بجزع:.

-إلحقى ياقمر بينهم هيضربوا صادق.
كتمت (قمر)ضحكتها وهى تقول:
-هيضربوه إيه بس دول بيرقصوا بالعصيان. رقصة التحطيب، وبعدين يضربوا مين ده الظاهر جوزك كان صعيدى متخفى واحنا مش عارفين.
قالت(أمنية)بعيون لمعت اعجابا:
-تصدقى معاكى حق، ده الراجل طلع عنده مواهب مستخبية ولازم يشاركها معايا النهاردة.
قطبت (قمر)جبينها فى حيرة قائلة:
-يشاركها معاكِ ازاي يعنى؟
أفاقت من تاملها له قائلة بإرتباك خجول:.

-متعلقيش على كلامى ياقمر، الظاهر خدت ضربة شمس أصل الصعيد نار يااختى نااااار.
طالعتها (قمر)بدهشة فالصعيد قد يكون حارا جدا بالفعل ولكن ليس فى تلك الايام مطلقا، وقبل ان تقول شيئا قالت (امنية)وهى تنهض:
-أنا هروح أغسل وشى بشوية مية.
ثم أسرعت بالمغادرة، لتتابعها (قمر)بعينيها قبل ان تبتسم قائلة:
-مجنونة.
حانت منها نظرة لزوجها فوجدته يتأملها بعشق، قال لها دون صوت:
-وحشتينى قوى.
فابتسمت بخجل قائلة:
-وانت كمان.

أشار لها بالهرب ومغادرة المكان فاتسعت ابتسامتها خجلا وهى تهز رأسها نافية قبل أن تقول بهمس:
-بحبك يااكرم.
ليقول بهمس مماثل:
-وانا بعشقك ياروح أكرم.
تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7008 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4070 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3104 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2978 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3425 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، غرامة ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 01:39 مساء