أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية غرامة غدر

كانت عودته بمثابة عودة إلى جحيم الماضى ولكنه لم يعد كما كان قبل الرحيل،فلقد تخطى خيبات الامل وتجاوز حُرقة القلب وصار صلد ..



01-03-2022 01:54 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [28]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية غرامة غدر
رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل التاسع والعشرون

طالعته بعيون زائغة لا تدرى بمَ تجيبه بينما قال هو بغضب:
-تيام يبقى ابنى أنا. مش كدة؟
أغروقت عيناها بالدموع ولم تنطق بحرف بينما أردف (اكرم)بصوت شابته المرارة:
-مش محتاج اسمعك عشان أتأكد إنه إبنى لإنى شفت الشامة اللى فى ضهره.
أغمضت عيناها ألماً بينما يقول هو بصوت يقطر حزنا:.

-خبيتى علية وجوده وحرمتينى منه وحرمتيه منى عشان خاطر الفلوس. للمرة الكام بس هطلع مغفل عشان حبيتك من كل قلبي. للمرة الكام هتثبتيلى انك متستاهليش حبي؟
فتحت عيناها بقوة فى صدمة مع كلماته وقالت بحرقة وهي تشير إلى نفسها بيدها:
-أنا اللى مستاهلش حبك عشان خبيت عنك تيام وانت الملاك البريئ مش كدة؟
أمسك ذراعها بقوة فأجفلت من الألم وهو يقول:
-لسة بتكابرى يامجرمة.

صرخت فعقد حاجبيه وقد شعر بلزوجة القماش تحت يده ليرفع القماش ويشاهد ذراعها المحترق، نفضت عنها يده قائلة بحرقة:.

-ده حرق من القهوة لما كنت قاعدة فى البيسين مع تيام وشمس وطلعت عشان بس أحط مرهم. لكن إزاي؟لازم تظلمنى وأبقى مجرمة وسايبة الولاد لوحدهم من غير رقيب لإنى ام مهملة عشان ترضى ضميرك وتعذبنى براحتك. ماهو أنا اللى اتخليت عنك بعد اللى حصل بينا وسافرت ومهتمتش بنتيجة ده. وأنا اللى سيبتك تتعذب من الفراق والغدر مع إحساس كبير بالذنب على استسلامك للحظة ضعفك فى الحب مع حبيب إتخلى عنك من غير ما ضميره يوجعه وكأنه ماحبكش لحظة واحدة فى حياته مش عمر بحاله. وأنا اللى اتخليت عنك مع طفل مش هتقدر تجيبه للدنيا وإلا هيعاملوه على انه ابن حرام أنا اللى خليتك تضطر تتجوز بنى آدم بتكرهه من كل قلبك لإنه طول عمره بيإذيك و لإنك مش هتقدر تتخلى عن طفلك اضطريت تتخلى عن حياتك كلها وتكون أسير لإنسان مريض لما اكتشف انه مش أول حد فى حياتك بقى هوايته تعذيبك وإهانتك وانت مش قادر تتكلم. إذا كان البنى آدم اللى حبيته طول عمرك غدر بيك و اتخلى عنك فى ازمتك هتستنى ايه من أي حد تانى؟وانت برضه اللى استحملت ساديته لحد مابقيت تتمنى الموت عشان تخلص من عذابك بس ربك كبير وخده وريحك من العذاب ده. كل ده انت مش انا. مش كدة؟!

لأ. أناااا.
أنا اللى دقت المر وشفت العذاب من ساعة ماحبيتك وحتى لما رجعت. رجعت عشان تكمل اللى بدأته وتنتقم منى وتسقينى الذل على إيديك وفى الآخر بقيت أنا اللى مستاهلش حبك. لأ ياأكرم. انت اللى متستاهلش قلبي. قلبي الخاين اللى رغم كل ده لا قدر يكرهك ولا قدر يبطل يحبك.

كان (اكرم)شاحب الوجه قاطباً لجبينه بقوة مع إستطرادها فى الحديث وما ان انتهت من حديثها حتى إنهارت فى البكاء، بينما غرق هو فى دوامة من الأفكار وكلماتها تدور فى رأسه تتزامن مع شكوكه التى راودته طويلا. ليتطلع إلى كيانها المرتعش فى ألم قبل أن يتجه بخطوات متحسرة إلى الحمام يحضر حقيبة الإسعاف. ويعود إليها يضعها جانبا قبل أن يمد يده ويمسك كفها برقة فانتفضت تطالعه لترى عينان منكسرتان ضعيفتان وهو يقول بصوت يقطر حزنا:.

-هداوى دراعك الأول وبعدها عايزك تحكيلى كل حاجة حصلت من يوم ماسيبتك على وعد إنى اروح لباباكى وأخطبك لغاية النهاردة.
طالعته بضعف تبغى أن تبتعد الآن لتلملم جراحها الحية ولكن جسدها وعقلها المنهك ألماً تزامناً مع ذلك الحنان بعينيه أزالا آخر ذرة مقاومة لديها لتجد نفسها تعود إلى الماضى رُغما عنها لتسرد أحداثه المريرة وتنكأ جراحا قديمة لم تشفى بعد.

طالعته وهو يجول كليث جريح فى الحجرة، بينما تكفكف دموعها التى تساقطت على وجنتيها كسيل من المطر بعد ان إسترجعت ماحدث لها بالماضى عندما رحل عنها وتركها تواجه مصيرها، ترى الآن صراعا غاضبا على وجهه امتزج بمرارة وحسرة وألم. تتساءل عن حالته تلك وماالسر ورائها؟ليتوقف فجأة وهو يطالعها بعيون تإنّ مطالبة بالغفران فقطبت جبينها وقد حملت إليها تلك العيون مشاعر شتى. تراه يقترب منها بسرعة ويجثو أمامها راكعا يمسك يديها قائلا:.

-سامحيني ياقمر. للأسف غلطنا غلطة كبيرة فى حق نفسنا وفى حق الحب لما كل واحد فينا مكنش عنده الثقة الكافية فى شريكه. الثقة اللى تخليه يرفض يصدق إن حبيبه خاين ومصانش العهد.
إزدادت تقطيبة جبينها فى حيرة لتتسع عيناها فجأة فى صدمة وعيونه تغشاها دموع تراها للمرة الأولى وهو يردف:.

-كان لازم متصدقيش إنى ممكن بعد الحب اللى حبيتهواك وبعد اللى حصل بينا أتخلى عنك وأسيبك وأسافر وكأن الحب كان وهم وخداع وكان لازم أنا كمان مصدقش إنك مبتحبنيش وكنتى بتتسلى بية. حتى إمضتك على الجواب اللى بعتهولى. مكنش لازم أصدقها. كان لازم أكدب عيوني وأصدق قلبي اللى قاللى وقتها مستحيل حبيبتك تخون.
قالت بحروف متعثرة:
-انت بتقول إيه. جواب إيه؟

كاد أن يقول شيئا ولكن صوت بالخارج قاطعه فنهض بسرعة وذهب إلى الباب الموارب يفتحه على مصراعيه وهو ينظر خارجه وعندما لم يجد أحد أغلقه ثم عاد إليها وسط حيرتها ليجلس جوارها ويمسك يديها قائلاً:
-إحنا إتعرضنا لخدعة كبيرة قوى ياقمر. أكيد كان باباكِ وراها.
قالت بصدمة:
-بابا؟!
هز رأسه قائلا:.

-لما روحت أطلبك منه رفضنى وأهانى وطردنى برة البيت، بس انا قلتله إنى مش هيأس لحد مايقبل بية زوج لبنته. تانى يوم جه عم سعد السواق بجواب لية منك بتقوليلي فيه إن حكايتنا انتهت وإنك كنتِ بتتسلى بية وبمشاعرى وبتطلبى منى أنساكِ. وإمضتك كانت فى آخر الجواب. صدمتي كانت كبيرة فيكِ. حاولت أقابلك رفضوا وطردونى من تانى ووقتها هددني والدك. يا اسيب المزرعة وأسافر يا يسجنى وقاللى إنك هتتخطبى لإبن خالتك. حسيت وقتها إنى مش قادر يجمعنى مكان بيكِ وانا حاسس بطعنة غدر جوة قلبي فسافرت. سافرت وأنا جوا صدري جرح من الغدر مش قادر أداويه. لو كنت وثقت فى حبك مكنش ده كله حصل. مكنتش همشى قبل مااقابلك واستنى منك تفسير. مكنش قدروا يقنعوكى بخيانتي ولا كانوا قدروا يجوزوكى غصب عنك.

سحبت يدها من يده وهي تنهض قائلة بصدمة:
-يعنى العذاب اللى عشته كله كان بسبب بابا. بابا اللى محبتش فى الدنيا قده عمل فية كدة. لأ مش بابا السبب. غبائي السبب. هو صحيح ضحك علية وخدعنى وخلانى أمضى على تنازل عن الأملاك عشان يسيبنى أتجوزك بس انا كان لازم أقرا التنازل مش أمضى كدة وخلاص. كان لازم مصدقش اللى قالوا عنك وأتأكد بنفسى منك.
سقطت دموعها وهي تردف بإنهيار:.

-وقتها مكنش هيقدروا يجوزنى واحد مبكرهش فى الدنيا قده ولا كان هيعمل فية اللى عمله.
اسرع إليها يأخذها فى حضنه قائلا:
-خلاص إنسى اللى فات ومتفكريش فيه. ده كابوس وعدى.
ضربت صدره بلكمات قوية تقول من بين دموعها:
-أنسى إزاي بس؟أنسى إزاي؟
لتضعف لكماتها وهي تردف بإنهيار:.

-انت مش عارف يعنى إيه تكون مجبور على معاشرة حيوان لذته مبيلاقيهاش غير فى العنف. مش عارف يعنى إيه تكون مجبور تستسلم أو تموت مع انك فى الحالتين ميت. مش عارف انا عشت إيه وشفت إيه على إيديه وكل ده عشان ابننا.

كان يضمها إلى صدره أكثر وهو يغمض عيناه ألما كلما تخيل ماتحملته هي وما عانته وماتعرضت إليه فى غيابه. يصرخ قلبه غضباً. يود لو قتل كل من آذاها حتى قلبه الذى لم يثق فى العشق فكان الجزاء فراقا وعذاباً وألماً. حتى شعر بالجزع وجسدها يتراخى بين يديه ليخرجها من حضنه وهو يطالع وجهها الساكن شاحب القسمات قبل أن ينطق إسمها بلوعة.

نداء بإسمها سحبها من هوة سحيقة تحتويها، حاولت فتح أهدابها فلم تستطع. كان هناك ثقل يُجثم عليهم فيمنعهم من تلبية رغبتها، ربتة خفيفة على وجنتها تزامن مع هذا النداء مجددا بإسمها والذى باتت تدرك صاحبه لترفض الإستسلام وتقاوم بشدة كي تفتح عيونها. نجحت بالفعل وبدأ النور يُبدد عتمة محيطها لتقع مقلتيها على عيونه القلقة اللتان ظهر بهم بعض الراحة حين إلتقتا مع مقلتيها. إبتلعت ريقها بصعوبة بينما قال بلهفة:.

-حمد الله على سلامتك.
قالت بضعف:
-هو إيه اللى حصل؟
قال بحنان حزين:
-عقلك مقدرش يستوعب الصدمات وقرر يدى لجسمك راحة. قلقتينى عليكى ياحبيبتي.
حبيبته...
قالها أخيرا.
إذاً لم يكن ماحدث حلماً.
او حتى كابوساً.
لا تدرى كيف تصفه.
أتفرح لكون أكرم بريئاً لم يخُن عشقها؟
أم تحزن لخيانة والدها لها ومرورها بكل هذا العذاب بينما كانت لترفل فى سماء السعادة مع حبيبها طوال تلك السنوات المنصرمة؟

أم تغضب لما جعلها الجميع تعانيه فكانت هي الضحية على الدوام؟
لا تدرى حقا ما المفترض بها ان تشعر الآن؟
بداخلها مشاعر كثيرة مختلطة ولا شيء منهم ترجح كفته على الآخر.
أفاقت من شرودها على صوته وهو يمسك يديها بين يديه قائلا:
-ليه مش شايف فى عنيكى فرحة رجوعنا لبعض ياقمر؟
طالعته بعيون أطلت منهما نظرة قاتلة وهي تقول:.

-زيك تمام ياأكرم. مش هنقدر نفرح وجوانا ألف صرخة ألم على سنين راحت هدر كان ممكن نبنى فيها بيت وعيلة. وبدل ما نعيش الفرحة عشنا سنين من العذاب ساب جوانا شرخ مش عارفين هيلم ولا هيوسع ويكسرنا.
تنهد قائلا:.

-بس لازم نحاول عشان خاطر أرواحنا اللى حقها علينا نِخفّ وجعها عشان خاطر ابننا اللى لغاية دلوقتى ميعرفش إنى أبوه. تعرفى لما وقعتي على حوض الزهور تيام خاف اتصرف معاكِ زي الحيوان حاتم ولما عكست توقعاته قاللى انه بيتمنى ان الدم اللى بيجرى فى شرايينه يبقى دمي وأنا اتمنيته يكون ابني وطلبت منه يقولى يابابا.
كانت دموعها تتساقط تباعا مع كلماته بينما أردف هو:.

-ربنا عادل قوى خلى الرابط بين الام وطفلها أو الأب وإبنه أقوى من أي شيء. أقوى من البشر وألاعيبهم. ومهما حاولوا يكسروا الرابط ده أو يتحدوا القدر مش هيقدروا. لإن إرادة ربنا فوق كل شيء.
قالت(قمر):
-ونعم بالله. ضاع من عمرنا كتير قوى ياأكرم.
-هنعوضه.
قالت بعتاب:
-ظلمتنى كتير بس مقدرتش أعمل زيك ولا أكون بقسوتك.
-سامحينى.
تنهدت قائلة:
-سامحتك من يوم ما عرفت إنى لسة بحبك.
-أنا كمان بحبك.

طالعته بدورها بحب ليقترب من ثغرها ببطئ ثم توقف حين قالت:
-طب هنعمل إيه دلوقتي؟
طالعها بحيرة قائلا:
-تقصدى إيه؟
-هنعمل إيه بعد ماعرفنا حقيقة اللى حصل زمان معانا؟
هز كتفيه قائلاً:
-هنعمل اللى كنا لازم نعمله من زمان، هنقول لتيام عنى وهنعيش عيلة زي ماإتمنينا.
قالت(قمر)بجزع:
-لأ مش هينفع.
قطب جبينه قائلا:
-إيه ده اللى مش هينفع؟
-إنك تقول لأي حد عن تيام، خالتي لو عرفت..
قاطعها وهو ينهض قائلا فى عصبية:.

-ماتعرف هيحصل إيه يعنى؟انتِ عايزانى أخبى الحقيقة وتحرمينى من فرحتي بإبني عشان خاطر ست مبطيقهاش أساسا ولا تهمنى.
قالت بحزن:
-بس تهمنى ومش ممكن أجرحها الجرح الكبير ده مرة واحدة.
طالعها بعيون عاتبة فأردفت:
-الست دى هي اللى ربيتنى زي بنتها وبقت فى مقام والدتي، هى بتحب تيام قوى وكمان فاكرة إنه اللى باقيلها من ريحة إبنها لو صارحتها بالحقيقة يبقى بقضى عليها، أرجوك قدر موقفي.

ظهر الصراع على وجهه لبعض اللحظات قبل أن يقول:
-والوضع ده هيفضل لحد إمتى؟
ظهرت الراحة على ملامحها وهى تقول بسرعة:
-فترة بسيطة جدا، هحاول بس أمهدلها الموضوع وبعدها هصارحها وربنا يلطف بيها وتقدر تتقبل حقيقة تيام.
هز رأسه ثم قال على مضض:
-بس ده ميمنعش إنى أعامله كإبن لية وآخده معايا فى أي مكان وأجيبله لعب وهدايا وأضمه لحضني اللى اتمناه من قبل ماأشوفه.

هزت رأسها وقد طفرت الدموع من عيناها تأثرا بتلك المشاعر التى حملتها نبراته، لتقول بإمتنان:
-أكيد. تيام يبقى إبنك وأنا مراتك وهنفضل العمر كله مِلك ليك انت وبس ياأكرم.
وجد نفسه يسرع إليها ويضمها فبادلته غمرته، يتمسكان ببعضهما البعض بقوة بينما أُغمضت العيون على مشاعر مختلطة إمتزج فيهم ألم الماضي بعشق الحاضر والأمل فى مستقبل يمحى كل العذاب.

01-03-2022 02:08 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [29]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية غرامة غدر
رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل الثلاثون

إستيقظت على رنين هاتفها المتواصل تطلعت إلى مكانه الخالى بإحباط، إنه يوما آخر تستيقظ على غيابه.

ظنت أن اليوم سيكون مختلفا بعد ماحدث بينهما بالأمس عندما فتح كل منهما قلبه للآخر واعترفا بمشاعرهما ليكتشفا تلك الخدعة الحقيرة التى تعرضا لها. ولكن اتضح أنها واهمة فيبدو ان لاشيء تغير، قطبت جبينها وهي تستقيم جالسة تجيب هاتفها الذى رنّ مجددا، لانت ملامحها وصوت (نهال )يأتيها مرحبا لترحب بها بدورها. قالت (نهال) عاتبة:
-زعلانة منك على فكرة لا سؤال ولا تليفون حتى.
قالت(قمر)بخجل:.

-ليكِ حق تزعلى بس انتى متعرفيش مريت بإيه الفترة اللى فاتت دى، اللى حصل فى المزرعة هنا شغلنى عن كل حبايبي.
قالت(نهال)بحيرة:
-يعنى انتِ مكنتيش مسافرة برة تشتغلى؟
عقدت(قمر)حاجبيها قائلة:
-مسافرة!لأ طبعا. مين اللى فهمك كدة؟
قالت(نهال)بحنق:
-وهيكون مين غير أم أربعة وأربعين اللى مرتاحتش غير لما خربتها وخلت ماما تخاصم بابا ولولا فرحى اللى قرب كانت سابت البيت كمان.
ازدادت حيرة (قمر)وهي تقول:.

-طنط سوزان اللى روحها فى عمي حافظ عايزة تسيبه وتمشى!انتِ بتقولى إيه يانهال؟
قالت(نهال):.

-انا كنت بكلمك مخصوص عشان احذرك منها ياقمر. الست دى مش كويسة خدى بالك منها ده الكذب والخداع والشر بيجروا فى دمها، قبل كدة كنت بخاف أحذرك منها لإنها قريبة منك قوى وخوفى من ان عدم ارتياحى ليها يكون شعور شخصي منى وتكون مظلومة منعنى. بس بعد اللى عملته معايا ومع ماما لازم أقولك خلى بالك لتدمر حياتك انتِ كمان. احنا صحيح مش قريبين من بعض بحكم المسافات بس اللى شفته منك زمان يخلينى أهتم بيكِ وأعرفك حقيقة الحية اللى عايشة معاكِ.

قالت (قمر)بجزع:
-انتِ قصدك..
قاطعتها (نوال)قائلة:
-أيوة هي مفيش غيرها. خالتك رجاء.
لتتسع عيون (قمر)فى صدمة.
ما الذى يحدث؟!
من المستحيل ان تصدق أن السيدة التى عاشت معها طوال عمرها وكانت بمثابة أم لها قد تقوم بتلك الأفعال الشنعاء، من المستحيل ان تصدق انها خرّبت عن عمد كل تلك العلاقات. وأرادت السوء بأُناس فتحوا لها أذرعهم وبيتهم فجازتهم بخيانة وجحيم مستعر.
ولكن لمَ لا؟!
عادت بذاكرتها قليلاً إلى الماضى.

تزوج والدها بخالتها لتكون لها أماً بعد وفاة والدتها.
أماً كانت.

ترعاها وتهتم بمأكلها ومشربها وتعليمها ولكنها أبدا ماكانت وطناً يحتوى آلامها ورغباتها بل كانت تترك تلك المهمة للسيدة (فاطمة)رحمها الله فتكون لها الوطن الذى تلجأ إليه عندما تضيق بها السُبل. أرغمتها مع والدها على الزواج من إبنها الوحيد ولم تهتم برفضها واعترافها لها بحبها ل(أكرم)بحُجة أنه سافر ولم يأبه بقصتهما السخيفة على حد قولها فى ذلك الوقت، ولم تُردع(حاتم) عن أفعاله الحقيرة بشأنها بل كانت فقط تخبرها أن تتحمله. هي نوبات غاضبة عابرة فحسب. ومن اجل والدها المريض عليها ألا تكشف أفعاله فيزداد مرض أباها حُزنا عليها. نعم من الجائز جدا أن تفعل خالتها مافعلت بعمها(حافظ)وزوجته(سوزان)فلم تكن الملاك الذى لايمكنه فعل ذلك ويبدو انها قد تركتهما بعد ان أُكتشفت خُدعتها و آذتهما بلعبة شريرة لم تنجح فى مبتغاها ولكنها تسببت بحدوث صدع فى علاقة الزوجين. لم يزل.

أفاقت من افكارها على دلوف خالتها إلى الحجرة دون إستئذان تطالعها بعيون غاضبة. طالعتها (قمر)بدهشة وكادت ان تقول شيئا ولكن خالتها سبقتها قائلة بحدة:
-برضه مطلبتيش الطلاق زي ماأمرتك؟عاجبك العيشة معاه وجاية على هواكى. مش كدة؟
قطبت (قمر)جبينها وهي تنهض وتتقدم بإتجاهها قائلة:
-هو فيه إيه ياطنط؟على فكرة أنا مش لعبة فى إيد أي حد يحركها زي ماهو عايز أنا إنسانة ولية كيان وروح.

تراجعت خالتها للحظة وقد بدا على قسماتها الصدمة من لهجة (قمر)الحادة التى تخاطبها بها للمرة الأولى بينما أردفت (قمر)قائلة وهي تقف أمامها تماماً:
-أنا بحب أكرم وأكرم بيحبنى وأظن مفيهاش حاجة أبدا لو كملت معاه.
احتلت البرودة ملامحها وهي تقول:
- ده آخر كلام عندك ياقمر؟!

شعرت (قمر)بقشعريرة باردة امتدت على طول عمودها الفقري من جليد أرسلته نبرات خالتها لكيانها بالكامل ولكنها قاومت خوفها تستمد قوتها من وجود (اكرم)فى حياتها تهز رأسها إيجابا لترمقها خالتها بنظرة قاسية قائلة:
-تبقى انتِ اللى إخترتي.

لم تدع لها مجالا للرد وهي تغادر من الحجرة بخطوات غاضبة، كادت أن ترتطم ب(أكرم)الدالف إلى الحجرة ولكنه تنحى جانبا بسرعة فمرقت بجواره وكأنها لا تراه، نظر فى إثرها بدهشة قبل ان يعود بنظراته إلى (قمر)التى ماإن طالع ملامحها الشاحبة بحيرة حتى إنطلقت إلى صدره فإستقبلها بين ذراعيه على الفور يضمها بقوة ويتركها تُفرغ دموعها على صدره حتى تستطيع ان تُفضى له بمكنون قلبها.

كان يتمدد على السرير يضمها إلى صدره ويمرر يده بين خصلاتها الحريرية قائلا:
-برضه مش عايزة تتكلمى وتقولى فيكِ إيه؟
تنهدت قائلة:
-أنا كويسة خلاص متقلقش.
-مقلقش إزاي وأنا شايفك فى الحالة دى؟
إستقامت جالسة وهي تمسح الدموع العالقة بين أهدابها قائلة:
-فيه حاجات لازم تفضل مستخبية جوة القلب لإن خروجها منه بيجرحنا.
أمسك يدها قائلا:
-واحنا اتفقنا منخبيش حاجة عن بعض، الأسرار بتإذينا ياقمر.
طالعته بتردد قائلة:.

-لو الأسرار دى تخصنى صدقنى مكنتش هتردد ثانية انى أقولهالك لكن..
صمتت وقد عادت للبكاء فقال بهدوء:
-خلاص ياقمر مش عايز أعرف بس فى نفس الوقت لازم أحذرك، خالتك صورتها غير اللى جواها وثقتك فيها مش فى محلها. لازم تحرّصى منها.
قطبت جبينها قائلة:
-قصدك إيه ياأكرم؟
مسح دموعها بيده الحرة قائلا:.

-قصدى بس تخلى بالك منها. انا من زمان وشايفها على حقيقتها، إنسانة ميهمهاش غير مصلحتها وبس ومتكبرة على الخلق. ده غير انها حاولت توصلى انك مش أمينة على الولاد وده فى حد ذاته يأكدلى شيء واحد. انها متستاهلش طيبتك.
صدمات تلو الصدمات، وماذا بعد؟!
أردف يحاول ان يُخرجها من تلك الحالة التى تعتريها:.

-أنا قاعد من الصبح مع تيام وشمس بنزرع حوض ورد فى الجنينة، وكنت جاي اندهلك تشاركينا. إيه رأيك؟على فكرة انا مش قادر أصبر عشان أقوله انه إبني وإنى أبوه الحقيقى، كل ماعينى بتيجى فى عينه ببقى عايز أخده فى حضني وأقوله الحقيقة.
إذا هذا ما جعلك تفارق الفراش لأصحو دونك وتهيم بى الظنون. تبا لماض ترك بى صدع تنفذ من خلاله الظنون آمل مع نفحات عشقك أن يرأب.
نفضت أفكارها وهي تقول:.

-هنقوله وهيعرف ياأكرم، معلش أصبر علية شوية لغاية مااظبط أموري وأمهد لخالتي، وقوم بينا يلا نروح للولاد وحشونى قوى.
خالتها مجددا. لماذا تهتم بتلك العقربة؟! لابد وأنها طيبة قلبها، هي طيبة يعشقها، ويخشاها.

طالعتهما بعيون عجزت عن الطرف بأهدابها وهما يتضاحكان سويا، تبا لمن فرق بينهما بالماضى ليحرموا الأب وولده من سعادة يرتشفان منها الآن بل ويحرموها هي من مشهد يطيح بخفقات القلب وعشق تعيش لحظاته وتقدسه. حانت منه نظرة إليها فضبطها متلبسة بالنظر إليه، رقت قسماته وهو يبعث لها قبلة مسترقة فإحمر وجهها وهي تبتسم بخجل تراقبهما أعين عجزت عن تحمل ماتراه لتطرق بيدها على سور شرفتها بقوة قبل ان تدلف إلى حجرتها متوعدة.

رنين هاتف(قمر)جعلها تنفض مشاعرها وهى تطالعه فتجد إسم صديقتها على الشاشة، ابتسمت تلقائيا وهي تجيب الهاتف قبل ان تقول:
-مستنياكى طبعا ده انتِ بنت حلال، لا ده فيه حاجات كتير حصلت اليومين دول، لما تيجى، سلام.
أغلقت الهاتف فأشار لها(اكرم)برأسه مستفسرا لتبتسم قائلة:
-أمنية جاية النهاردة مع صادق والولاد.
ليهز رأسه وقد علا ثغره ابتسامة بدوره.

اليوم تبدلت نظرتي للدنيا فصار الحب سيدها ومولاها. ينادى الكون من حولى إسمك فيتردد صداه بقلبي، تلمع عيوني بشغف وحنين إليكِ. أتمنى لو تركت كل شيء ينأى بى عن التنعُم بقربك والذهاب حدك لتحتضن أضلعي روح غابت كثيراً عنى فأضناني الشوق إليها.

كان يبحث عن بعض الأوراق الخاصة بالمزرعة فى أدراج مكتبه، يود حقاً لو ترك كل شيء وأسرع إليها يقضى لحظاته معها ولكنه مُجبراً على العمل فصبراً جميلاً حتى يفرغ من عمله ثم يسرع إليها ليعوض كل مافاته.

عقد حاجبيه وأحد تلك الأدراج لا يُفتح، حاول فتحه فلم يستجب ليجذبه بقوة. وقعت ورقة على الأرض كاد أن يمد يده ليأخذها حين لفت انتباهه دفتراً للرسم. تناوله يمرر أنامله على غلافه بتوق ثم فتحه فوجد رسماً لأحد الأماكن التى يحبها فى المزرعة، قلب الصفحة فظهر رسماً له وهو يقوم بزراعة إحدى زهور الربيع. إعتلى ثغره بسمة حانية.

بارعة هي محبوبته بالرسم كانت وستظل دوما ذات أنامل ترسم أي شيء فيصير حياً. قلّب فى صفحات الدفتر حتى وصل إلى آخره فرأى رسما آخر له وهو نائماً يضع كفه تحت وجنته اليمنى يبدوا مسالماً كما لم يكن يوما، أخذ نفساً عميقاً يحتوى ألماً شقّ القلب إلى نصفين. كان اليوم الذى افترقا فيه على وعد بالزواج فتحطمت أحلامهم وإبتعدا عن بعضهم البعض سنوات طويلة.
-يااااه لقيته فين الدفتر ده؟

قالتها (قمر)بحنين فمسح دمعة تسللت إلى وجنته وهو يستدير مواجهاً إياها بإبتسامة حانية قائلا:
-فى درج مقفول.
ليرفع الدفتر أمامها مردفا:
-كنتي مخبياه؟!
اقتربت منه تهز رأسها نفياً وهي تقول:
-لأ. بابا خده منى غصب عنى ومن يومها مشفتوش.
توقفت أمامه تماماً تسحبه من يده وهي تفتحه وتطالع صفحاته بعيون لمعت حنيناً تقول بصوت ارتعشت نبراته:.

-تعرف إنى من يوم ما خده وقاللى انى لازم أنساك ومفكرش فيك عشان طماع وخاين ومتستاهلش وأنا بطلت الرسم خالص.
رفعت عيونها له فى تلك اللحظة فتأمل عشبيتيها بعشق قائلا:
-كرهتيه زي ماكرهتينى وقتها؟!
هزت رأسها نفياً قائلة:
-الرسم بالنسبة لى زيك تمام مينفعش يتكره. عشقكم بيجرى جوة الدم ونبضه فى القلب ساكن. مهما ادعينا كرهكم واتهمناكم بالغدر والخيانة فأول مابنشوفكم حنينا بيغلبنا وبيجبرنا بس نقع فى العشق من جديد.

أمسك الدفتر من يدها يضعه على المكتب ثم أمسك يديها بين يديه قائلا:
-عملت إيه فى حياتي خلانى أستاهل حب واحدة زيك ياقمر؟
رفعت يديه إلى ثغرها تقبلهما برقة قبل ان تقول:
-طيبتك. شجاعتك. رجولتك. تفاصيل كتيرة لو أحكى عنها هياخدنا الوقت وصادق وأمنية هييجوا وانا لسة مجهزتش الأكل ياحبيبي.
تركت يديه مردفة بإبتسامة:
-يلا بقى خلص شغلك بسرعة وبالليل نكمل كلام.
كادت ان تغادر حين استوقفها صوته العاشق وهو يقول:.

-بحبك قوى ياقمر.
قالت بإبتسامة:
-بحبك أكتر.
ثم أرسلت له قبلة هوائية وغادرت على الفور ليبتسم بعشق وهو يستدير ليكمل عمله فوقعت عيناه على تلك الورقة. مال يسحبها ويفتحها قارئا محتواها. لتتسع عيناه بصدمة.
قالت (أمنية):
-بقى كل ده يحصل وانا معرفش عنه حاجة.
قالت(قمر):
-أعمل إيه بس ماانا كلمتك كتير وانتِ مردتيش واتكسفت اكلمك على تليفون صادق.
قالت(امنية):.

-مااكتشفتش انى نسيت التليفون غير بعد ماوصلنا المنصورة، وبعدين تتكسفى ليه بس؟ده صادق.
هزت (قمر)كتفيها قائلة:
-مش عارفة يمكن عشان قعدنا سنين مش طايقين بعض. هو مفكرنى خاينة وأنا مفكراه صاحب الخاين، ماعلينا المهم مقلتليش عملتى إيه هناك؟
هزت (امنية)كتفيها بدورها قائلة:
-معملتش حاجة زرنا قبر والدة فارس وبعدين ودى فارس لأهل مامته يشوفوه.
قالت(قمر):
-وانتِ شوفتيهم؟

-عرض علية بس انا مرضيتش، انتِ عارفة رايهم فية ونظراتهم لية. مش طالبة نكد، قلتله يفرجنى على المنصورة وقد كان.
قالت (قمر):
-كانت لفتة حلوة منك لما طلب صادق تروحوا تتفسحوا واقترحتى عليه انك تزوروا قبر والدة فارس. أكيد فارس كان مبسوط.
-جدا، الولد ده حساس قوى ياقمر وجواه حاجة حلوة.
هزت (قمر)رأسها فأردفت(امنية) قائلة:
-المهم دلوقتى، امتى هتقولوا لتيام ان أكرم يبقى باباه الحقيقي؟!
قالت(قمر)بحيرة:.

-مش عارفة. خايفة من طنط رجاء لما تعرف، مش هتسكت وهتقلب الدنيا.
قالت(أمنية):
-طيب والحل؟مش معقول أكرم هيصبر أكتر من كدة. ده أب واكيد حابب ابنه يعرف انه ابوه.
هزت(قمر)رأسها قائلة:
-بكرة لازم أفاتحها فى الموضوع.
قالت(امنية)بقلق:
-ربنا يستر بقى.

تسلل القلق إلى قلب(قمر)بدورها وهي تتخيل خالتها وقد ادركت ان حفيدها الذى تعشقه ولطالما تشدقت بأنه جلّ مابقي من رائحة فقيدها ماهو إلا وهم عاشته لسنوات. ليقشعر بدنها بإنتظار رد فعلها. وياله من إنتظار.

01-03-2022 02:08 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [30]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية غرامة غدر
رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل الحادي والثلاثون

كانت تبكى بحرقة بينما تربت (أمنية)على كتفها بحزن قائلة:
-اهدى ياقمر متعمليش فى نفسك كدة.
قالت(قمر)بحسرة:
-اهدى إزاي بس؟ابني مش لاقياه من امبارح ولا أعرف عنه حاجة. هتجنن ياعالم.
قالت (رجاء)بحقد:
-انتِ السبب. أكيد مكنش راضى عن الجوازة النحس دى وعشان كدة هرب وسابنا لو كنتِ سمعتى كلامى واطلقتى مكنش حصل اللى حصل.
رمقتها (امنية)بحنق قائلة:.

-مش وقت لوم ولا عتاب أبدا ياطنط، وبعدين احنا كلنا عارفين قد إيه تيام بيحب أكرم وانه مهربش زي مابتقولى تيام اتخطف، انتِ مش كنتِ ويانا لما جه تليفون المجرم اللى خطفه واللى طلب من أكرم مليون جنيه عشان يرجعهوله؟
أشاحت(رجاء)بوجهها عنهما بإمتعاض بينما زاد بكاء (قمر)وهي تقول:
-ياترى ياابنى عاملين فيك ايه المجرمين دول؟ وجابولك بخاخة بدل بتاعتك ولا...

صمتت وقد علا نحيبها تتخيله يمر بأزمة وليس معه جهاز الإستنشاق خاصته. لتضمها (امنية)قائلة:
-اهدى ياقمر وكونى واثقة ان ربنا مش هيضرك فيه لإن ربنا بيحبك.
قالت(قمر)من بين دموعها الغزيرة:
-ونعم بالله.

دلف (أكرم)فى تلك اللحظة مع (صادق)فنهض الجميع مترقبين، ترتعش القلوب لسماع مالديهم ولكن ذلك الحزن على الوجوه أعلن بكل وضوح أنه لا شيء جديد لديهم وأن الحال يبقى كما هو عليه، اقترب (أكرم)من (قمر)يأخذ بيديها بين يديه فقالت بوجل:
-معرفتوش عنه حاجة. مش كدة؟
هز رأسه بإحباط حزين يقاوم عبراته التى تهدد بالسقوط على وجهه وهو يقول:
-الرقم طلع من كابينة قُرب كفر الشيخ والبوليس موصلش لحاجة لسة.
قالت بنواح:.

-ياحبيبي ياابني، ياحرقة قلبي عليك.
قالت (رجاء):
-مابدل النواح والبكا. ماتدفعوا المليون جنيه وترجعولنا الولد. ولا انتوا مستخسرين فيه الفلوس.
إستدار (أكرم)يواجهها قائلا ببرود:
-لو طلبوا حياتي هديهالكم بس يرجعوه. المشكلة مش فى الفلوس، المصيبة اننا مش واثقين فيهم وخايفين ياخدوا الفلوس وميرجعهوش.
-هيرجعوه طبعاً.
قطب (أكرم)جبينه بينما أردفت هي:
-هيسيبوه عندهم ليه بس بعد ماياخدوا الفلوس؟
قال(أكرم)بعيون ثاقبة:.

-مش هيسيبوه. هيقتلوه عشان ميتعرفش عليهم ويوديهم فى داهية مثلا.
اتسعت عينا (رجاء) بقوة بينما تعالى نحيب (قمر) لتحتضنها (امنية) قائلة:
-إنت بتقول إيه ياأكرم؟ماتصلى على النبى وتخلى افكارك دى لنفسك. انت مش شايف حالتها عاملة إزاي؟
قالت (رجاء)بوجل:
-أنا. أنا هروح أعملها لمون يهديها.
تابعها (أكرم)بعينيه قبل أن يلتفت إلى زوجته المنهارة فى حضن صديقتها ليسحبها على الفور إلى حضنه يضمها إلى صدره قائلا:.

-أنا آسف ياحبيبتي. هش. اهدى. مش هيعدى بكرة بإذن الله إلا وهكون مرجع تيام لحضننا.
لتقسو قسماته وهو يقول:
-وده وعد منى.
تبادل كل من (صادق)-المتابع بصمت-وأمنية النظرات قبل أن ينظرا إلى الثنائي بحزن بينما هدأت دموع (قمر)وهي تستمع لخافق (أكرم)تحت اذنها. تمنحها دقاته أمناً وثقة بكلماته ووعوده.
قال الرجل لشريكه:
-شايف الواد بيبصلنا إزاي يامجدى وكأنه مش خايف مننا.
ليقول مجدى مازحاً:.

-الخوف بقى ليطلع فنان ويرسم وشوشنا للبوليس لما نرجعه لأهله ياناجى.
قال( ناجى) بخوف:
-تفتكر؟
ضحك (مجدى)قائلا:
-والله انك راجل عبيط.
طالعه (ناجى)بحنق قائلا:
-ماتلم نفسك يااخى. طلعتنى عبيط ليه بس؟
قال(مجدى):
-عشان احنا عارفين عنه كل حاجة بيحب إيه ومبيحبش إيه حتى أزمة الربو اللى بتجيله اتقالنا عليها ومتقالناش انه بيعرف يرسم وإلا كنا هنعرف عشان ناخد بالنا ونخبى وشوشنا.

-على فكرة بقى انا بعرف ارسم وكويس جدا كمان.
ساد صمت مطبق بعد تلك الكلمات التى انطلقت من فم الصغير، وعلا الوجوم الملامح للحظات قبل أن تنطلق ضحكة (مجدى)وهو يقول:
-شوف حتى الواد الصغير بيتريأ عليك عشان عبيط.
انتفخت أوداج (ناجى)حنقا وقد كاد أن يقول شيئا حين قاطعه صوت يقول بحنق:
-ولله انت اللى عبيط يامجدى. الولد فعلا بيعرف يرسم وكويس جدا. طالع لأمه.

لتتعلق العيون بصاحب الصوت. او على الأحرى صاحبة الصوت بصدمة خاصة ذلك الصغير الذى أدرك بفطنته أن شريكهم الثالث والذى يتحدثون عنه بإستمرار هي جدته (رجاء).
كانت تقرأ فى المصحف الشريف حين وجدت الباب يُفتح ويقف هو على عتبته، يتطلع إليها بملامح شملها الخِزي وعيون ترجوا غفراناً.

صدّقت وهي ترسل إليه نظرة عتاب طويلة أشعرته أكثر بعِظم الذنب. لتغشى عيونه دموعا جعلت خافقها يقشعر وجلاً، فاسرعت تضع كتاب الله جوارها ثم تنهض وتتجه إليه تسحبه من يده وتدلفه إلى حجرة كانت محرمة عليه حتى تلك اللحظة، تغلق الباب خلفها وهي تأخذه إلى السرير وتُجلسه بينما تتساقط دموعه تباعاً. مدت أناملها بهلع تمسح تلك الدموع قائلة:.

-لا عشت ولا كنت ياحاج لما دموعك الغالية تنزل بسببى. سامحنى الله يرضى عنك ويراضيك.
أمسك كفيها يطالعها بحب امتزج بحزن وهو يقول:
-بالله عليكِ تسامحينى انتِ، أنا آسف ياغالية. جيت عليكِ وظلمتك كتير، وانتِ بقلبك الكبير لسة مش هاين عليكى دموعي.
طالعته صامتة فقط تشاركه دموعه ليمد أنامله يمسح دموعها بدوره وهو يقول:.

-عارف إنى غلط غلطة كبيرة فى حقك وانك زعلانة منى بس يمين الله لا هزعلك تانى ولا هاجى عليكِ، وحياة ربنا اللى زرنا بيته ووعدتك هناك انى أسعدك طول العمر وخلفت وعدي فبِعدك عنى وحرمنى منك ماهكررها تانى. توبة ياسوزان ووعد منى قصاد ربنا إنى أكرمك وأسعدك زي مابتسعدينى. سامحينى ورجعينى لحضنك. مش مرتاح ولا عايش وانا براه ياغالية.
ضمته على الفور وهي تقول:.

-وانت فاكر انى مرتاحة وانت بعيد عنى ياحاج؟ده نفسك اللى بتتنفسه وانت جنبي بيدفينى، وصوتك بيطمنى. ربك اللى عالم الفترة اللى فاتت كنت عايشة ازاي، وكأنى روحى مسحوبة منى ومرديتش فى جسمى غير لما ضميتك لقلبي ياحافظ.
أغمض (حافظ ) عيناه ارتياحاً امتزج بعشق ملك عليه وجدانه وهو يقول بهمس:
-ربنا يباركلى فيكِ ويبعد عننا كل النفوس الوحشة ومايبعدك عنى لحظة واحدة طول العمر ياحبيبتي.

أغمضت عيناها بدورها وقد خفق قلبها عشقاً وهي تقول:
-آمين يارب.
قالت(هند)بقلق:
-لسة مش لاقيين تيام يابابا؟
قال(فاضل)بأسى:
-لسة يابتي وحالة أكرم تحزن الجلب وتبكى العين مابالك بجى بأمه.
قالت(هند):
-أروحلهم طيب عشان أكون وياهم فى محنتهم دى.
كاد والدها ان يتحدث فرن هاتفه ليستأذن فى الرد ويبتعد عنهم قليلا. فقال(عبد الله)بحنق:
-تروحى فين عاد؟انتى معتهوبيش اليمة دى واصل مفهوم؟

شعرت بغيرته التى ظهرت فى كل ذرة من كيانه فأرسلت ذبذباتها فرحة طاغية بأوصالها لتميل عليه قائلة بهمس مشاغب:
-انتِ بتغيرى يابيضة؟
قال(عبد الله)بهمس حانق:
-ماتتحشمى ياهند أومال.
لتبتسم قائلة:
-هتحشم ياقلب هند من جوة.
أطارت صوابه بالكامل بكلماتها وأنفاسها الساخنة والتى أشعلت نيران العشق بقلبه فوجد نفسه يقول ما ان رأى عمه يعود إليهما:
-بجولك إيه ياحاج أنى عايز أكتب الكتاب وأتجوز بجى مش كفاية إكده؟

قال(فاضل)بإستنكار:
-وده وجته ياعبد الله. هملنى دلوكيت اروح أنا والرجالة مشوار مِهم وبعدين أعاودلكم وأشوف حكايتكوا إيه عاد.
غادر بسرعة فإلتفت (عبد الله)إلى (هند)التى اطلقت ضحكة لم تستطع كبحها اكثر من ذلك ليقول (عبد الله) بفروغ صبر:
-ياأبوووووي.
قال (تيام) بصوت يرتجف من الصدمة:
-تيتة!
قالت(رجاء)بسخرية:
-تيتة إيه بقى ما خلاص. هو انت لسة متعرفش؟مش طلعت ابن الجناينى أكرم والخاطية أمك.
قال الطفل بحيرة:.

-انتِ بتقولى إيه؟
اقتربت منه( رجاء )حتى أصبحت أمامه تماما تقول بحقد:
-بقول اللى سمعته. للأسف بقى مطلعتش ابن ابني حاتم بيه السلاطينى وطلعت ابن أكرم. حتة الجناينى اللى ميسواش فى ذمتى مليم واحد، طلعت ابن أكرم وأمك خبت علينا وخدعتنا كلنا. هقول إيه بقى؟الدم الواطى بيجرى فى شرايينها. هستنى منها إيه وهي....
قاطعها صوت (ناجى)الحانق وهو يقول:.

-ما تسيبينا من المواويل ديه ياست رجاء وفهمينا. الواد ده بيعرف يرسم بجد؟
استدارت تطالعه بغضب قائلة:
-ازاي تقاطعنى ياحيوان انت؟
انتفخت اوداجه غضبا وكاد ان يتجه إليها ويلطمها لما قالته ولكن (مجدى)منعه وهو يمسك يده ويهز رأسه رفضا فأردفت(رجاء)قائلة بسخرية:
-اسمع كلام صاحبك والا مش هتشوف منى قرش واحد.

تمالك(ناجى)نفسه وهو يتوعدها بالانتقام لكرامته التى أهدرتها ما إن يأخذ منها المال بينما أردفت هي بهدوء قائلة:
-الولد فعلا بيعرف يرسم كويس وده معناه حاجة واحدة بس. ان خروجه من هنا خطر علينا كلنا وده مبيسيبليش حل تانى غير القتل.
اتسعت عينا (تيام)رعباً وتسارعت أنفاسه تهدد بنوبة ربو قادمة بينما ظهر الاضطراب على ملامح الرجلين وهما ينظران لبعضهما البعض. فطالعتهما (رجاء)بسخرية قائلة:.

-إيه؟مش قدها؟اشوف غيركم؟
قال(ناجى)بحنق:
-غيرنا ده إيه؟قدها وقدود طبعا ولا ايه يامجدى؟
هز (مجدى) رأسه لتبتسم (رجاء)بإنتصار قبل أن تطالع الصغير الذى شحب وجهه وبدأ يتغير لونه للأزرق، فتقدمت تجاهه واخرجت من حقيبتها جهاز الاستنشاق خاصته، تمنحه إياه فاخذه منها على الفور يستنشق منه بسرعة بينما قالت هي بكره:.

-لسة مآنش الأوان عشان تموت بس قريب قوى واول ماآخد الفلوس هنتقم لإبني من اللى خدعوه وهقتلك وأحرق قلبهم عليك. كانت نيتي أقتل أمك بس النصيب بقى.
ومين اللى قالك انى هسيبك تعملى كدة يارجاء هانم؟
صدح صوته فى المكان فاستدارت تجاه الصوت غير مصدقة لوجوده بينما تأهب الرجلان وهما يران رجلا يقف شامخاً. يطالعهم جميعا بعيون قاسية صارمة لينطلق صوت الصبي فرحاً برؤيته قائلا:
-بابا.



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7008 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4070 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3104 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2978 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3425 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، غرامة ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 03:40 مساء