أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية غرامة غدر

كانت عودته بمثابة عودة إلى جحيم الماضى ولكنه لم يعد كما كان قبل الرحيل،فلقد تخطى خيبات الامل وتجاوز حُرقة القلب وصار صلد ..



01-03-2022 01:48 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [25]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية غرامة غدر
رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل السادس والعشرون

إذا كانت الحقيقة صادمة ومؤلمة فإحذفها من عقلك تماماً وتنكر لها قدر ماتستطيع، لا تحاول التنقيب فيها أكثر والبحث ورائها وإلا أصابك الجنون.
قالت(رجاء)بإنكسار مفتعل:
-شايف ياحافظ، الكل ظالمني ومش طايقين وجودي فى البيت. انا لازم أمشي من هنا.
تقدمت منها (نهال) قائلة بسخرية:
-ومين اللى مانعك او ماسك إيدك. ماتمشى.
هدر (حافظ)قائلا:
-نهال!
إلتفتت (نهال)إليه قائلة:.

-نعم يابابا. عايزنى أسكت مش كدة؟أسكت عشان الأصول اللى مراعتهاش اساسا وهي بتلدغ بسمها زي الحية..
قاطعتها صفعة أبيها فشهقت (سوزان)ألما وهي تطالع ابنتها بوجل، بينما طالعتها (رجاء)بإنتصار. أغمضت(نهال)عيناها ثم فتحتهما. اعتدلت تطالع أباها قائلة بصوت يقطر ألما:
-أول مرة تمد ايدك علية يابابا.
قبض(حافظ)كفه بقوة وعيونه تغشاها دموعاً لم تجسر على مخالفة أوامره والهطول حُزنا على فعلته وهو يقول:.

-بتهينى ضيفة فى بيتي وعايزانى أسكت يابنت سوزان.
قالت له بحزن:
-دى مش ضيفة دى واحدة جاية تفرق بينك وبين أمي وتإذينا كلنا، والدليل أهو.
لتفتح حقيبتها وتخرج ورقة منها تعرضها أمامه قائلة:
-ده الدليل اللى فيه اسم صاحبة الرقم اللى بعتت منه رسالة لعادل وليك عشان تفسخ خطوبتي وتخلى عادل يتخلى عنى وتكسرك يابابا. رجاء عزام.

عقد (حافظ)حاجبيه وهو يختطف الورقة منها تجرى عيونه على سطورها بينما بدأت (رجاء)تتململ فى مكانها وقد شعرت بالتهديد. فى حين أردفت (نهال)قائلة:
-الشركة مرضيتش تدينا المعلومات دى غير بعد ماعادل طلب من ابن عمه الرائد معاذ يتدخل. مستغربتش لما قالى ان هي اللى ورا كل ده لانى كنت شاكة من الأول وقلت لماما. مش كدة ياماما؟
طالعتها (سوزان)بأعين دامعة فاقتربت منها (نهال)تمسك يدها قائلة بحنان امتزج بالحزن:.

- متبكيش ياامي دموعك دى أغلى من انها تنزل بسبب أذى واحدة زي دى.
قال(حافظ)وهو يستدير مواجها(رجاء):
-الكلام ده صحيح يا(رجاء)؟
قالت(رجاء)بإضطراب:
-انا. أنا.
تركت (نهال)يد والدتها وهي تقول لوالدها بحنق:
-إنت لسة بتسأل يابابا؟
لتنادى قائلة:
-فردوس. يافردوووس.
هرعت الخادمة إليهم على الفور فبادرتها (نهال)قائلة:
-الكلام اللى انتِ قولتهولى امبارح. عيديه تانى قدامهم.
نقلت الخادمة بصرها بين الجميع وهي تقول بإرتباك:.

-انا. أنا شفت الست رجاء وهي بتتصنت على اوضة الست نهال من فترة وشفتها كمان وهي بتتصنت على اوضة الست سوزان والحاج. وشفتها خارجة من أوضتهم وهي بتتلفت يمين وشمال.
اتسعت عينا (حافظ)بصدمة بينما قالت(رجاء)بإنهيار:
-متصدقهاش ياحافظ، دى كذابة زي سوزان اللى عايزة تخرجنى من بيتك وتبعدنى عنك وتخليك ترمينى فى اي شقة فى عمارتك التانية..

صمتت وقد ادركت انها أفصحت عن حوار خاص جمع (حافظ)بزوجته فى غرفة مغلقة لتؤكد كلام الخادمة فى لحظة تهور منها.
بينما هز(حافظ)رأسه بأسف قبل أن يقول بتحطم:
-لمى هدومك يارجاء. عشانك بس ولية مش هنزلك آخر الليل فى الشارع مع ان اللى زيك متستاهلش غير رمية الشوارع. مش عايز بكرة الصبح أشوف وشك فى البيت ولا المحافظة كلها.
قالت(رجاء)بإستنكار:
-وهروح على فين بس؟
قال(حافظ):
-غورى فى داهية ميهمنيش. ربنا يكفينا أذاكِ.

طالعتهم جميعا بعيون مصدومة. فما وجدت تعاطفاً قط. قبل أن تجرجر أذيال الخيبة وتتجه إلى غرفتها. اهتزت (سوزان )قليلا فأسرعت (نهال)تسندها. اقترب منها (حافظ)بسرعة فأشارت له بيدها كي يتوقف دون صوت، قبل ان تقول بحزن:
-ودينى أوضتك يانهال، عايزة أرتاح شوية.
اتجهت بها (نهال)إلى حجرتها بينما وقف (حافظ)يتابعهما بألم وهو يردد:
-لا إله إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين.

أمسك مقبض الباب برفق يحاول أن يدلف إلى الحجرة دون صوت حتى لايزعج(قمر)فقد تأخر الوقت كثيرا وهو يتجول فى أراضى مزرعته يحاول أن يهدئ مشاعره الثائرة لإكتشافه أن (حاتم)كان يضرب( قمره)بقسوة ولم يكن هو موجودا للذوذ عنها.
قمره.
نعم هي قمره.

يخصها به بهاء لامهرب منها ولا مفر. قد سلبته رشده منذ أن عرف هواها طريق القلب فصار السكن. خسر جولاته فإنهارت حصونه وانتصر الهوى دون جهد يُذكر، وكأنه سحر لايُقهر أصابه فعجز عن فعل أي شيء سوى الإستسلام له. يدرك الآن بكل يقينه أن غضبه الغاشم وقسمه بالنسيان كان فقط فى فراقها، اما وقد عاد إليها ورآها مجددا حتى تجدد السحر وضعف الكيان ليصبح مجددا فى أسر الهوى هائما يرغب قُربا يريح به خفقات قلب أنهكه عذاب الحب.

رآها ماإن دلف إلى الحجرة تجلس على السرير تحاول أن تصل بالمرهم الذى بيدها إلى ظهرها لتدهنه، كانت منشغلة كلية بالأمر حتى أنها لم تلحظ دخوله واقترابه منها. زفرت وقد عكست عن اتمام مهمتها فاعتدلت تقول بحنق:
-ده ايه الغلب ده بس ياربي.
انتفضت على صوته وهو يقول:
-محتاجة حاجة؟
كاد المرهم ان يقع من يدها بسبب اضطرابها وهي تعتدل وتخفى ظهرها عنه قائلة:
-لأ مش محتاجة شكرا.

طالعها بنظرة عاتبة جعلت خفقات قلبها تتسارع وهي تتذكر كيف كان يرمقها بذات النظرة ان أخفت عنه شيئا بالماضى، قبل أن يجلس جوارها قائلا بهدوء:
-بلاش مكابرة ياقمر، انتِ مش عارفة تحطى المرهم ومستعدة تتألمى لمجرد انك متطلبيش مساعدتي. مظبوط؟
أطرقت برأسها فوجدته يمد يده إليها قائلا:
-هاتى المرهم.

تمسكت بأنبوبة المرهم بين يديها وهي تهز رأسها نفيا، ليسحبه من يدها فجأة وقبل أن تعترض كان يُقومها لتمنحه ظهرها. فشهقت بينما اتسعت عيناه بصدمة وهو يرى على ظهرها آثار سياط. ضمت قبضتيها بقوة فى حجرها بينما قبض هو على أنبوبة المرهم وقد دمعت عيناه، شعر بارتجافتها التى تتصاعد وتيرتها فأغمض عيناه يحتوى تلك الدموع التى تهدد بالنزول وإثارة حزنها ان شعرت بشفقته عليها، قبل أن يفتح عيونه وقد صارتا جامدتين قاسيتين كجلمود. ليفتح أنبوبة المرهم ويضع كمية مناسبة على اصابعه ثم يمررها على ظهرها بعملية يضع مشاعره الملتهبة على جنب حتى يتم مهمته بسرعة وقد صارت رجفاتها قوية كلما مر بأصابعه على تلك الآثار وكأن تلك الجراح مازالت حية يثير بلمساته أوجاعهم.

أغلق سحاب فستانها قبل أن يضع المرهم على السرير وينهض مغادراً الحجرة بخطوات سريعة لتنكمش هي على نفسها تحتضن كفيها بصدرها وهي تنام على السرير تاركة لدموعها العنان وقد شعرت بالضعف والمهانة مجددا و(أكرم)يكتشف ماأخفته عن الجميع سوى طفلها الذى كان شاهدا على مايحدث من (حاتم)وقد جعلته يقسم على الكتمان.

توقفت سيارة الأجرة فهبطت منها (رجاء)تحمل حقيبتها بصعوبة. تطالع السائق بحنق، فلم يكلف نفسه مساعدتها وقد منحته ماطلب من أجرة. لتسير وهى تلعن وتسب هذا ال(حافظ)اللعين الذى طردها من بيته دون حتى ان يودعها ويوصلها إلى محطة القطار لتشمت فيها (سوزان)التى لم تراها منذ البارحة. لابد وأنها تعيش أسعد أيام حياتها وقد استطاعت للمرة الثانية الفوز عليها وإقصائها من حياة (حافظ)حلم الشباب الذى فضل صديقتها عليها ولم يعرها قط ادنى اهتمام لتتزوج بأول من طرق بابها بعد زواجه، تريد أن تثبت له أنه هو من خسر بعدم الارتباط بها ولكن حتى فرحها لم يحضره وقد صادف ميعاد ولادة زوجته ليلة زفافها، فنقمت على (سوزان)للمرة المائة حرمانها من (حافظ)والقضاء على احلامها.

استقلت القطار وهي تعود بذاكرتها إلى الماضى حين أملت ان يكون زوجها (عثمان)عوضا لها عن حلم قُضي عليه، ولكنه ومنذ ايام زواجها الأولى أراها وجهه الحقيقي، فقد كان طامعا بزوج أختها أن يشاركه بمشروع حين يصير بالعائلة ولكن أمله قد خاب وقد رفض (منير)الشراكة. ليعاملها بسوء ويجعلها تنقم على(منير)وأختها إلى جانب ( حافظ) وزوجته، حتى جاءت رحمة الله بها فمات بحادث ولكنه ترك فى رحمها طفلا له، اودعته حبها ودلالها وحققت له كل أمانيه. ولكنه مات بدوره فى حادث تاركا إياها تشعر بالوحدة والفراغ ولولا وجود ذكرياتها معه بحياتها لماتت قهرا، وعندما خسرت المال والمزرعة وذهبت لتعيش مع (حافظ )ظنت انها فرصتها لتحظى بأحلامها القديمة ولكن تلك الافعى الصغيرة ووالدتها أفسدا عليها كل مخططاتها، لتعود إلى المزرعة خالية الوفاض لا يعزيها سوى وجودها جوار تلك القطعة الباقية من روحها وولدها (حاتم)الذى مزقت صوره بيديها فلم تبقى منه سوى ذكرياتها وهو. (تيام). حفيدها الحبيب.

استيقظت تفتح عيونها بصعوبة وهي تتذكر أنها لم تلقى النعاس سوى لِماما بعد أن غادر (أكرم)الذى لم يعد مجددا حتى نامت هي بعد انبلاج الصباح، اعتدلت وهي تنظر إلى جانبه فوجدته مرتبا لم يُمس لتدرك أنه لم يعد إلى الحجرة مطلقا، تتساءل عن السبب وما هو شعوره الآن؟هل بات ينفر من جسدها؟ولماذا يهمه ان هو حتى الآن لم يعترف لها بمشاعره ولم يطالبها بحقوقه ولم يسألها حتى عن سبب جراحها. تنهدت وهى تهبط من السرير تمسك منشفتها وتستعد لدخول الحمام والإسراع حتى تحضر الإفطار للصغار فقد تأخرت اليوم فى النوم على غير العادة، مازال ظهرها يؤلمها ولكنها تستطيع التحمل.

أخذت حمامها بصعوبة وارتدت ثيابها ثم هبطت إلى الأسفل لتعقد حاجبيها بقوة وصوت (تيام)المهلل يصل إلى مسامعها مُرحباً بجدته. وماإن أطلت عليهم حتى اتسعت عيناها بصدمة وهى ترى خالتها (رجاء)التى ماإن رأتها حتى أسرعت إليها ترتمى بحضنها باكية فضمتها(قمر)إلى صدرها وهى تتحامل على نفسها وقد أنّ ظهرها من الألم.

01-03-2022 01:48 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [26]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية غرامة غدر
رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل السابع والعشرون

تركتها (قمر)حتى أفرغت مكنون قلبها على صدرها وهدأت بعد ان ارسلت الصغار للعب فى الحديقة. ثم قالت لها:
-تعالى ياطنط رجاء إغسلى وشك وفهمينى إيه اللى حصل؟
مسحت (رجاء)وجهها بيدها قائلة:
-مش قادرة يابنتي أتكلم دلوقتي، أنا هروح أوضتي أنام وأرتاح وبعدين نبقى نتكلم.
وهمت بالإتجاه إلى غرفتها القديمة قبل ان تتوقف وتستدير ل(قمر)قائلة:
-هينفع أروح اوضتي ولا البيه هيعترض؟

جاء صوته من المكتب يقول بهدوء وبحروف يضغطها بتمعن لتصل رسالته إليها واضحة:
-وأعترض ليه ياطنط؟حضرتك ضيفتي وإكرام الضيف واجب.
ليقترب من (قمر)قائلا بإهتمام:
-انتِ نزلتى ليه ياقمر وانتى تعبانة؟
قبل أن تجيبه وجدته يحملها فجأة فكتمت شهقتها وهو يتطلع إليها بنظرة حبست انفاسها وزادت من دقات خافقها، وهو يردف:
-هتروحى ترتاحى انتِ كمان والأكل هيجيلك لحد أوضتك وهأكلهولك بنفسي لو تحبي. إيه رأيك؟

مررت (قمر)لسانها على شفتيها وابتلعت ريقها بصعوبة وهي تتخيله يطعمها بيده لتتوه فى دوامة من الأحاسيس. علا ثغره قليلا شبح ابتسامة وهو يتطلع إلى عينيها الجميلتين واللتان قتم لونهما العشبي تأثرا، فلم ينتظر إجابتها وهو يتقدم بها بإتجاه حجرتهم متجاهلا تلك التى وقفت تغلى من الغيظ، تتابعم بعيون اتقدت شرا وهى تهمس قائلة:
-بقى ده اللى ملمسكيش ياقمر؟بتضحكى علية يابنت حنان؟طب اتأكد بس ومبقاش رجاء ان ماوريتكم.

وضعها فى سريرها برقة وهي مازالت تائهة بين ثنايا مشاعرها، يغمرها عطره بشتى انواع الأحاسيس وهو يقترب منها. يعدّل وضع وسادتها كى ترتاح لتقع عيونه على خاصتها فتعلقت العيون ببعضهما البعض وكأنهما خُلقا ليرتبطا مدى الحياة، كانت عيونها تناديه.
إبقى معى ولا ترحل مجددا وتنكث الوعود.
إبقى حدي فقد طفح الكيل بقلبي يبغى ملجئاً.
ولا ملجأ لقلبي سواك.
بينما قالت عيناه.
حاربت كل شيئ وصارعت حتى الموت.

ولم أستطع سوى رفع رايتي البيضاء لعشقك والإنصياع لجبروته.
فعشقك سيدي وأنا أسيره قد أبغى تحررا ولكنى لا أستطيع فكاكاً.

شعرت بجسدها تزداد حرارته وعيونه تتمهل على ملامحها تتشرب منها وكأنها كأس خمر يسكره، ليستقر بنظراته على ثغرها يقترب منه ببطئ فشعرت بجفاف بالحلق وهي تغمض عيناها بقوة تنتظر لمسته، طال إنتظارها ففتحت احدى عيناها تطالعه فوجدته يبتسم لتفتح عيناها الأخرى بإستنكار، كادت ان تتفوه بكلمات غاضبة ولكن أصمتها إصبعه الذى وضعه على ثغرها وهو يقول بأنفاس لفحتها سخونتهم:.

-انتِ مش عارفة المجهود الكبير اللى عملته دلوقتي عشان امنع نفسي عنك.
اولا لإنك لسة تعبانة وأنا لو لمستك مش هقدر أقف عند بوسة. وحشتينى قوي ياقمر لدرجة ان قلبي دلوقتى بيوجعنى من كتر شوقه ليكى.

ثانيا لإن بينا كلام كتير ضروري يتقال. وأنا ورايا كام حاجة شغلانى فى المزرعة هخلصهم عشان أفضالك. ماهو القلوب لازم تصفى عشان المشاعر تبقى صادقة وأنا مصبرتش السنين دى كلها عشان يوم ما تبقى فى حضني يكون بينا حاجة مش صح، ولا أنا غلطان؟
هزت رأسها نفياً ببطئ فانفرج ثغره قليلا وعيونه تطل منهما نظرة حنين أذابتها، ثقلت أنفاسه فنهض فجأة مستغفرا وهو يغادر متمتما:
-الظاهر انى لازم أنقل أوضة تانية لغاية مانتكلم.

أغلق الباب خلفه فسمحت (قمر)لإبتسامة ان تعلو ثغرها وهي تمد يدها وتسحب الوسادة التى بجوارها تضمها إلى صدرها قائلة بسعادة:
-بيحبنى. والله العظيم بيحبنى.
كانت تضع رأسها على حجر(قمر)تمرر الأخيرة يدها فى شعرها بينما تتنهد هي بحزن قائلة:.

-بيغيروا منى ومش طايقنى من ساعة ماروحت عندهم. مخلوش حاجة ممكن يعملوها ومعملوهاش، كانوا عايزين يطفشونى وقدروا. وقعوا بينى وبين حافظ وخلوه يطردنى من غير حتى مايودعنى أو يسألنى هروح على فين.
قالت(قمر)بعطف:
-أهو انتِ رجعتى لبيتك ولحفيدك و لية. انسى بقى يارورو وكبرى دماغك.
قالت(رجاء)بحقد:.

-مش قادرة أنسى إنها إنتصرت علية لتانى مرة وبعدتنى عنه بألاعيبها، بس انا مش هسيبها. هفوق بس وأوريها مقامها بنت نعيمة بياعة الجرايد.
قالت(قمر)بحيرة:
-وكأنك بتتكلمى عن حد تانى. طنط سوزان طول عمرها ست طيبة وبتعاملنى أحسن معاملة ونهال بنوتة رقيقة مش قادرة أتخيلها بتعمل مؤامرات وألاعيب.
اعتدلت ( رجاء)قائلة بإستنكار:
-يعنى أنا بكدب ياقمر ولا بفترى عليهم.
قالت(قمر)بسرعة:
-لأ طبعا مش قصدى. أنا بس مستغربة شوية.

قالت(رجاء):
-متستغربيش. حرباية زي امها بتتلون بميت لون، سيبك منهم وقوليلى أخبارك إيه مع اللى ميتسماش؟
قالت(قمر):
-أكرم. إسمه أكرم.
مطت( رجاء )شفتيها إمتعاضا بينما تردف(قمر)قائلة وهى تحاول أن تزيف الحقيقة حتى لا تُغضب خالتها:
-زي ماإحنا. بنحاول نكمل التمثيلية عشان نقنع بيها هند وتبعد عن أكرم.
قطبت (رجاء)جبينها قائلة:
-وهى هند لسة بتيجى هنا؟
هزت (قمر)راسها نفيا فأردفت (رجاء)قائلة:.

-يبقى تمثيلية ملهاش لازمة والأحسن تحطولها النهاية.
مهلاً.
لا أريدها ان تنتهى.
أريدها حقيقة تدوم مدى الحياة.
قالت (قمر):
-عايزانا نرجع ليه للكوخ البارد بس يارورو. ماهنا أحسن ولا إيه؟
كانت(قمر) تحاول أن تقنع خالتها بأن الوقت لم يحن بعد لإنهاء تلك الزيجة، تعرفها جيدا لتدرك انها لن تبغى الكوخ سكناً، وقد كان حين قالت(رجاء)بإمتعاض:.

-لأ طبعا. كوخ إيه بس؟هو أنا خلانى أروح عند العقربة دى غير فكرة انى هعيش فى الكوخ ده، أنا مش عارفة عشتى فيه الفترة اللى فاتت دى كلها إزاي؟
مرت الذكريات بخاطرها سريعا ليشوب صوتها حنيناً وهي تقول:
-الكوخ ده قضيت فيه أحلى أيام حياتى مع طنط فاطمة الله يرحمها واتعودت عليه، أنا مكنتش بحس بالدفا وسط جدران القصر الكبير ده قد ما حسيت بيه وسط جدران الكوخ الصغير اللى مش عاجبك ده ياطنط رجاء.
قالت(رجاء)بحنق:.

-هو انتِ لازم تجيبى سيرة الست دى وتنكدى علية.
قالت(قمر) وهي تنهض:
-خلاص ياستى حقك علية، أنا هقوم أشوف الغدا وأبعتلك تيام. من الصبح وهو عايز يدخلك الأوضة بس أنا اللى منعته عشان أسيبك ترتاحى.
هزت (رجاء)رأسها قائلة:
-ابعتيهولى. حفيدي اللى فاضلى من ريحة حاتم. ابني الغالى. منها لله سوزان قطعيتلى ألبوم الصور وحسريتنى عليه، هو مينفعش نطلع عليهم ياقمر؟
قالت(قمر)وقد اقشعر جسدها عندما ذُكر إسمه أمامها:.

-مش عارفة بس هسألك ياحبيبتي.
هزت (رجاء)رأسها بصمت فغادرت( قمر)ليوقفها صوت (رجاء)قائلة بتحذير:
-خدى بالك من نفسك ياقمر ومتخليهوش يقرب منك، أنا عندى أموتك بإيدية دول ولا يلمس شعرة منك ويلوثك الجناينى ده. انتى مرات ابنى حاتم وبس. مفهوم؟
لا تدرى لما شعرت (قمر)بالخوف لأول مرة من خالتها وقد بدا فى نبراتها تهديد حقيقي لا تعتقد أنه مزاح أبدا.
سمعته يقول بحنان:
-فتّحى عيونك ياهند.

فتحت عيونها المغمضتان ببطئ لترى أمامها محل صائغ مشهور، قطبت جبينها بحيرة وهي تلتفت لهذا الجالس بجوارها فى السيارة قائلة:
-جايبنى هنا ليه ياعبد الله.
قال بإبتسامة:
-عشان تختارى شبكتك ياعروسة.
ظهرت ملامح الصدمة على وجهها وهى تنقل بصرها بين محل الصاغة ووجهه، قبل ان تستقر على وجهه قائلة:
-هو مش من عادات عيلتنا وتقاليدها ان والدة العريس بتهادى العروسة بشبكتها؟
إتسعت إبتسامته وهو يقول:.

-كويس انك لسة فاكرة عاداتنا وتجاليدنا، وانى كمان خابرها زين بس حابب تختارى شبكتك بنفسك عشان مكونش جابرك على حاجة معتحبيهاش.
يجازف بكل شيء من اجل سعادتها وراحتها. كريم هو فى العشق يبذل قصارى جهده لإرضائها وهي لن تكون أقل منه كرما، لذا قالت بإبتسامة إرتسمت على ثغرها:
-وتفتكر إنى هرضى والدتك تزعل منيك عشان خاطرى، او يجولوا فى البلد. عبد الله خالف عاداتنا عشان خاطر مرته؟

تسارعت خفقاته وهي تتحدث بلهجته وبكلمات رقيقة تسكن القلب بسرعة بل وتنسب نفسها إليه فى النهاية، ليشعر بأنه يحلق فى سماء العشق حين أردفت:
-مش انا اللى أعمل كدة فيك ياعبد الله بعد وقفتك جنبي و كل اللى بتعمله عشانى. أنا هستنى الشبكة اللى هتختارهالى والدتك وهبقى فرحانة بيها، وهلبسها علطول لو حبيت. كفاية انها هتكون هدية من مامتك انت.
طالعها بعشق قائلا:.

-كل يوم عكتشف فيكى حاجة حلوة جديدة ياهند، كانت مستخبية جواكِ ورا جناع من الزيف التمرد وجت ماراح ظهرت الجوهرة اللى جواكى.
وجدها تمد يدها وتضعها على قلبه قائلة بحب:
-كنت محتاجة قلب كبير زي قلبك يحبنى ويفهمنى ويستوعبنى عشان أقدر أرجع لأصلي الطيب وازيل الغشاوة اللى كانت على عينى وأحرر قلبي من كل شر.

لمستها لقلبه مع كلماتها سارعا من خفقاته بجنون لتتزامن مع خفقاتها لاتدرى أي الخفقات تصل إلى مسامعها وقد امتزجت الخفقات لتصير على وتيرة واحدة.

01-03-2022 01:53 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [27]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية غرامة غدر
رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل الثامن والعشرون

لمسات رقيقة على وجهها أيقظتها من نومها، لتفتح عيونها ببطئ فتقابلت مع عيناه المبتسمتان وهو يمرر زهرة التوليب الحمراء على وجنتها بنعومة، ابتلعت ريقها بصعوبة وقد أثارت لمسته شتى المشاعر بقلبها لتقول بإضطراب:
-صباح الخير.
اتسعت ابتسامته وعيناه تتمهل قليلا على ملامحها وهو يقول:
-صباح الورد.
اعتدلت جالسة وهي تقول بإرتباك:
-هي الساعة كام.
نظر فى ساعته قائلا:
-الساعة 8.
قبل أن يعود بنظراته إليها مردفا:.

-الجو حلو قوى، إيه رأيك تنزلى الولاد البيسين؟شمس من يوم ماجينا وهي نفسها تعوم فيه بس الجو مكنش يسمح.
جف حلقها وشعرت بالتوتر لتقول بصوت حاولت بث الهدوء فيه قدر مااستطاعت:
-مش هينفع أصل تيام لسة تعبان..
قاطعها قائلا:.

-تيام كويس قوى ياقمر وهو اللى طلب منى ينزلوا البيسين النهاردة، حاولى تخفى قلقك الشديد وخوفك المرضى ده عليه لإنه هيأثر على شخصيته، وبعدين هو قالى انه بيعوم كويس جدا و وشمس كمان بتعوم كويس يعنى محتاجين اشراف بسيط منك. للأسف انا ورايا مشوار مهم ومش هقدر اكون موجود بس انتِ بدالى مش كدة؟
ارتاحت خفقاتها حين ادركت أنه لن يكون موجودا لتهز رأسها بهدوء فعادت الإبتسامة إلى ملامحه قائلا:.

-يبقى يلا قومى من السرير وجهزى نفسك، أنا ماشى. مش عايزة حاجة؟
هزت رأسها نفيا مجددا دون صوت فمال يقبل جبهتها فتجمدت من الصدمة وما إن تمهل ثغره على جبهتها حتى أغمضت عيناها وقد لمست قبلته روحها فجعلتها تُحلق فى سماء العشق، ابتعد يطالع ملامحها الرقيقة ففتحت عيونها ببطئ لتواجه عيون غائمة بالمشاعر يقول صاحبها بصوت رخيم:
-مبقاش فيه مجال للتأجيل. هنتكلم النهاردة ياقمر.

تعلقت عيونها به وقد أرادته الآن بكل جوارحها كما أعلنت عيونه رغبته ليمسك يدها بين يديه قائلا:
-بتمنى يكون اللى وصلنى منك حقيقي ياقمر لإن لو اتكرر الجرح هيقتلني المرة دى بجد.

لم تفهم كلماته ولم يمنحها الفرصة للسؤال فقد قبل يدها قبلة سريعة ثم نهض مغادرا على الفور، لتأخذ نفسا عميقا تستعيد به خفقاتها التائهة ثم نفضت عنها الغطاء وهي تنوى أن تُعد له الليلة قائمة من الأسئلة وعليه الإجابة عنهم جميعا والسؤال الأول والذى يجول الآن بخاطرها.
لما تخلى عنها ورحل وهي فى أمس الحاجة إليه؟!

كانت تُعد الكعكة التى وعدت بها الصغار، تمسك كيس الطحين وتفرغ منه فى الكوب المعياري حين انتفضت على (صادق) وهو يغمرها من الخلف فتناثرت محتويات الكيس عليهما، لتقول (أمنية)بحنق:
-كدة ياصادق تخضنى وتخلى مناظرنا بالشكل ده؟
طالعها وجهها المغبر بالطحين ورغم أنه يدرك حنقها إلا أنه لم يستطع تمالك نفسه وانفجر ضاحكا وهو يقول من بين ضحكاته:
-بذمتك المنظر ده ميستاهلش؟طالعين زي العفاريت.

طالعته بدورها فوجدت الحنق يزول أمام مظهره العفريتي حقا وضحكاته الرائعة لتجد نفسها تضحك بدورها قائلة:
-احنا شوية مجانين، كفاية ضحك بقى عشان الولاد ميخرجوش على ضحكنا ويتخضوا.
لتزداد ضحكات(صادق)وهو يتخيل صدمة الصغار، فوضعت يدها على فمه قائلة:
-قلتلك كفاية ياصادق.
توقفت ضحكاته وهو يطالع عيناها الرائعتين واللتان أبرز لون الطحين جمالهما، شعرت بخفقاتها تزداد مع نظراته فأزالت يدها متحمحمة وهي تقول:.

-يلا روح اغسل وشك وأنا كمان هغسل وشى وألم الدنيا دى عشان أحضر الغدا مادام جيت بدرى.
أمسك يدها بيده يمنعها من الذهاب وباليد الأخرى اقترب من وجهها يزيل آثار الطحين بيده فجف حلقها وعيونها تتعلق بخاصته وهو يقول:
-إيه رأيك نخرج نتغدى برة؟
ابتلعت ريقها بصعوبة ولمساته تزيد من خفقاتها وترسل الكهرباء إلى أوصالها فتجعلهم هلاماً، لتقول بصعوبة وهي تحاول أن تركز أفكارها:
-إيه المناسبة؟

وصل بلمساته إلى ثغرها فإرتعش تحت أنامله فتعلقت نظراته به وهو يقول:
-خدت عمولة كويسة قوى النهاردة و..

لم يستطع تمالك نفسه اكثر من ذلك فمال ينهل من ثغرها ويلبي رغبات قلبه فى تلك اللحظة فلم تستطع ردعه وقد جعلها قلبها تُسلم دون دفاع لإجتياحه. صوت لاحد يقترب بخطواته إلتقطه أُذنا (صادق)جعله رُغما عنه يبتعد عن حبيبته فتركها تائهة زائغة النظرات لا تدرك سبب إبتعاده عنها وحرمانها من تلك المشاعر الجميلة التى اجتاحتها ولكن صوت الصغيرة (سارة)جعلها تدرك سبب ابتعاده عنها وهي تقول بصدمة:.

-انتوا اتحولتوا لعفاريت يابابا؟
لتتطلع إلى (صادق)قبل ان ينفجرا ضاحكين فخرج (فارس)من حجرته وطالعهم بدوره فى حيرة قبل ان ينظر إلى (سارة)التى هزت كتفيها حيرة بدورها.
قالت(قمر)هامسة وهي تطالع الصغار اللذان يسبحان بحذر:
-وطى صوتك ياطنط لو سمحتي.
قالت(رجاء)بحنق وهي تخفض صوتها مرغمة:
-مجاوبتيش على سؤالى برده يابنت حنان.
قالت(قمر):
-للمرة الكام بس هحلفلك انه ملمسنيش وانى مراته بس على الورق.

قالت(رجاء)وهي تحدجها بنظرة فاحصة:
-وأنا مش قادرة أصدقك، ماهو متحاوليش تقنعينى ان باب الأوضة بيتقفل عليكوا طول الليل ومبيحصلش حاجة بينكم، انتِ ناسية كان بينكم ايه زمان؟
أطرقت (قمر)قائلة بحزن:
-انتِ بنفسك أهو قولتيها. كان. حاجة زمان وراحت لحالها ومش معقول هترجع دلوقتى بعد العمر ده كله.
قالت(رجاء):
-بصيلى ياقمر.
رفعت (قمر)إليها عيونها فأردفت (رجاء)قائلة:
-احلفيلى ياقمر انك بطلتى تحبيه؟

طالعتها(قمر)بإضطراب قائلة:
-أنا. أنا..
قالت (رجاء)بحنق:
-مش محتاجة خلاص تحلفى واجابتك باينة جوة عنيكى، هو بقى بيحبك. عنده رغبة فيكِ مش مهم. المهم انك انتِ اللى بتحبيه، يبقى مسألة وقت قبل ما تضعفى وتستسلميله وده مش ممكن هسمح بيه أبدا ياقمر. انتِ تطلبى الطلاق منه ونمشى من هنا نروح أي مكان تشتغلى فيه زي مااشتغلتى هنا.
قالت(قمر):
-وقضية طنط فاطمة؟هيسجنى.
قالت(رجاء)بغضب:.

-ميقدرش. معندوش دليل ومش هتفضلى تتحججى بالموضوع ده عشان تفضلى جنبه. هتطلبى الطلاق النهاردة خلينا نخلص وده آخر كلام عندى.
شعرت (قمر )مجددا بالتهديد فى كلمات خالتها لينتابها الخوف لثانى مرة، وبينما هى كذلك اقتربت منها (سعاد)لتمنحها القهوة وهي تقول:
-القهوة ياست..
لتتعثر فجأة ويندفع فنجال القهوة من يدها فينسكب محتواه على ذراع (قمر )قبل ان يقع على الارض وينكسر، تأوهت (قمر) فقالت خالتها بوجل:.

-لا حول ولا قوة الا بالله.
لتنهر( سعاد )مردفة:
-مش تاخدى بالك ياحيوانة انتى؟
قالت (قمر)بألم:
-خلاص ياطنط ملوش لزوم الكلام ده. أنا بخير ودى حاجة غصب عنها. روحى ياسعاد انتِ على المطبخ ومتقلقيش انا كويسة.
أسرعت (سعاد)مغادرة وهى تبكى، بينما تقول (رجاء)بحنق:
-عامليهم انتِ كويس كدة وبكرة يتنططوا عليكى.
طالعت(قمر)الصغار وهي تقول:.

-مش وقت الكلام ده ياطنط. كويس ان الولاد مخدوش بالهم أنا هروح أغسل دراعى وأدهنه مرهم وانتِ خدى بالك من الولاد على ماأرجع.
هزت(رجاء) رأسها بينما غادرت(قمر)لتنظر(رجاء)إلى الطفلين وهما يتسابقان فى الماء قبل ان تقول بلا اهتمام:
-وأنا أقعد ليه؟حفيدى بيعوم كويس جدا والتانية ماتغرق ولا تموت. ههتم ليه بس؟انا هروح أنام ساعتين أريح رجلى فيهم.

قبل أن تغادر سمعت صوت (أكرم)يستوقفها منادياً فإستدارت تطالعه ليقترب منها قائلا:
-هي قمر فين؟
قالت(رجاء)وهي تتظاهر بالحيرة:
-مش عارفة أنا كنت بدور عليها انا كمان مش لاقياها، الظاهر لسة نايمة.
عقد (أكرم)حاجبيه قائلا:
-إزاي؟أنا موصيها بنفسي تاخد بالها من الولاد وهما فى البيسين.
قالت بإرتباك مفتعل:
-يمكن راحت عليها نومة ومقدرتش تنزل معلش حصل خير.

ثم تركته مغادرة بينما كان يغلى غضبا، يتساءل بحنق عن إهمالها الاطفال على هذا النحو. ومصيرهما ان حدث خطب ما وهما وحدهما. لينادى عليهما بحنق مطالبا إياهما بالصعود من المسبح والاتجاه إلى غرفتيهما لتبديل ثيابهما. لم يرحل قبل أن يتأكد من أنهما نفذا أمره وإتجها بالفعل لغرفتيهما، تعلقت عيناه المصدومتين بظهر (تيام)بينما كان يبتعد. شعر بدوامة تسحبه بقوة، أنفاسه تلاحقت حتى شعر بالألم فى صدره. جلس على الكرسي فلم تعد قدماه قادرتان على حمله، العديد من الأفكار تدور برأسه والشياطين قد تجمعت فى عقله. لا لا يمكن أن يكون. بلى يمكن. ولكن كيف إستطاعت أن تخفى عنه تلك الحقيقة بل كيف جرؤت أن تفعلها. ألم يكفها مافعلته به فى الماضى؟ لتُكمل عليه فى حاضره. نهض وقد تحولت ملامحه إلى جحيم مستعر سيودى بها وبه ان لم يكن لديها تفسير قوي يمنعه من قتلها بيديه هاتين.

كانت تضع المرهم بحرص على ذراعها المحترق، تشعر بالألم حقا ولكنها تحمد الله أن القهوة لم تنسكب على وجهها فيكبر الضرر وتكون العاقبة وخيمة. شعرت بدوار فوضعت أنبوبة المرهم على طاولة الزينة وتقدمت بحرص تجاه السرير. تتمدد قليلا حتى يزول الدوار. أغمضت عيناها ألما حين استندت على ذراعها الذى يؤلمها. فاعتدلت دون أن تفتح عيناها تحاول ان تحتوى دموع الألم بداخلها. انتفضت على صوته الغاضب وهو يقول:.

-الله الله. الهانم نايمة ولا على بالها.
فتحت عيونها على اتساعهما تقول بدهشة:
-أكرم؟!
تقدم منها بعيون اتقدت غضبا وهو يقول:
-أيوة أكرم؟!أكرم اللى ساب الولاد فى رعايتك وجه لقاكِ نايمة ولا همك. هو أنا مش قلتلك ياهانم تخلى بالك من الولاد فى غيابي؟
نهضت بتوتر وشعور كبير بالخوف ينمو بداخلها وهي تقول متلعثمة:
-هو انت روحتلهم؟
مال فمه بسخرية وهو يتطلع إلى توترها قائلا:.

-آه روحتلهم ولقيتهم لوحدهم، يعنى لو كان حصل لواحد فيهم حاجة مكنش حد هيلحقه.
عقدت (قمر)حاجبيها قائلة:
-بس هم مكنوش لوحدهم، أنا كنت معاهم لحد...
قاطعها قائلا بحدة:
-انتِ لسة هتكدبي؟كفاية بقى ياهانم. كل كدبة كدبتيها انكشفت النهاردة خلاص وآن أوان الحقيقة عشان تظهر وتبانى على حقيقتك.
قطبت جبينها بقوة قائلة بصوت حمل إضطراب قلبها الشديد:
-انت قصدك إيه؟أنا. أنا مش فاهمة حاجة.

أصبح امامها الآن تماما يميل عليها بوجه حمل جحيم الغضب وعيون أصبحت قاسية وحادة كالسيف قائلا بحروف مضغوطة بحقد شديد:
-تيام يبقى ابن مين ياقمر؟
تراجعت خطوة إلى الوراء وملامحها تعلوها الصدمة وقد أدركت أنه عرف سرها فلم يعد هناك مهرب لها ولن يدع هو لها مجالا سوى لقول الحقيقة، كاملة.



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7008 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4070 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3104 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2978 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3425 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، غرامة ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 03:41 مساء