أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية غرامة غدر

كانت عودته بمثابة عودة إلى جحيم الماضى ولكنه لم يعد كما كان قبل الرحيل،فلقد تخطى خيبات الامل وتجاوز حُرقة القلب وصار صلد ..



01-03-2022 01:31 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [22]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية غرامة غدر
رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل الثالث والعشرون

قال (حافظ) بغضب:
-انتِ اتجننتي وصوتك بقى يعلى علية ياسوزان؟
قالت(سوزان)بحنق:
-ماهى اللى جننتنى ياحافظ وأقولك مبقتش قادرة يجمعنى بيها سقف واحد تقولى بنت عمتك وميصحش تخرجها من بيتك، طبعا وهو أنا ابقى إيه بالنسبة لك. مراتك بس لكن هى من دمك ولحمك وعادى تقعد وتخرب علية وعلى بناتي.
زفر (حافظ)بقوة قائلا:.

-ياستي انتِ على عيني وعلى راسي. مراتي وحبيبتي وام بناتي بس ده ميخلكيش تبعديني عن الأصول وتخليني أطرد بنت عمتي من بيتي بعد مالجأتلي.
قالت (سوزان)بغضب:
-وهو يعنى اللى بتعمله معانا شوية؟يعنى ايه تغير عفش البيت من غير ماتستأذن؟دى اتجننت رسمي. و مراعتش الأصول اللى بتتكلم عنها دى. تبقى هى اللى جابته لنفسها وتغور من هنا خلينا نخلص من شرها.
اقترب منها (حافظ)يمسك يدها قائلا بصبر:.

-معلش ياسوزان أصبري عليها شوية، أنا هتكلم معاها وياستي لو عملت حاجة تانية أوعدك إنى همشيها من هنا ولو هاخدلها شقة فى عمارتي التانية. ماشى؟

طالعته للحظات بتردد وهى تخشى أيضا إقتراحه الذى سيبعد تلك الأفعى عن عيونها ويجعلها تمارس ألاعيبها من بعيد لتلدغها مرة واحدة فتقضى عليها وعلى عائلتها. لكنها مالبثت أن هدأت وهى تقسم لنفسها ان تكون حذرة فلا تدع لها فرصة لإيذائهم ولو إقتضى الأمر أن توكل احدهم بمراقبتها على الدوام.
بينما كانت هناك من تقف على الباب تستمع إلى حديثهما عاقدة حاجبيها بغضب قبل أن تهمس بشر:.

-بقى كدة ياسوزان!عايزة تمشينى من هنا عشان يخلالك الجو، طب انا اللى همشيكى من هنا وبفضيحة كمان وبكرة تشوفى.
لتسير بخطوات غاضبة إلى حجرتها بينما تراجعت الخادمة بسرعة إلى المطبخ قائلة بحنق:
-لأ كدة الموضوع ميتسكتش عليه أبدا ولازم أحكى لست نهال.

كانت تُعد فنجال قهوة لها عله يخفف ذلك الصداع الذى تشعر به، يومان مرا عليها كدهر بطيئ الساعات منذ تلك اللحظة التى استسلمت فيها لمشاعرها لم تراه قط، يغيب طوال النهار ولا يعود حتى تستسلم هي للنوم لتصحو مبكرا فتجده قد غادر فراشه معيدا الكرة وتاركا إياها تتخبط فى حيرتها، تتساءل عن تلك القبلات التى حملت لها مشاعر جياشة من قِبله لاتصدق أنه يحملها لها فى قلبه، ولكن مذاق قبلاته يُجبرها على أن تصدق، مرت بأصابعها على ثغرها حيث ترك بصمته عليه، لا يُقبل بتلك الطريقة سوى عاشق. يعشقها هو حتى وإن أنكر عشقه. حقيقة تدركها الآن بوضوح ولكن ماذا تفعل بتلك الحقيقة مادام ينكرها وهى إن كانت تعشقه بدورها فلن تعترف له حتى يعترف هو.

أفاقت على صوت فوران فنجال قهوتها فاسرعت تغلق النار عليها فى حين قالت (سعاد):
-مالك ياست قمر، سرحانة فى إيه؟
قالت(قمر)دون وعي:
-أكرم.
طالعتها (سعاد)بدهشة قائلة:
-ماله أستاذ اكرم؟
قالت(قمر)بإرتباك:
-مالوش. بس يعنى بقاله يومين مبياكلش مع الولاد ووحشهم.
قالت(سعاد)بخبث:
-وحش الولاد ولا وحشك انتِ ياست قمر؟
قالت (قمر)بإضطراب:
-وحش الولاد طبعا ويوحشنى أنا ليه يعنى؟
قالت(سعاد)باستنكار:
-مش جوزك يبقى لازم يوحشك.

قالت(قمر)بارتباك خجول:
-آه طبعا، قصدى يعنى...
صمتت فقالت (سعاد)بطيبة:
-مش عيب ياستي انك تحبي جوزك ويوحشك وتتمنى قربه، ده انا لو علية اخلى كامل جنبي طول النهار يقشرلى بصل ويخرطلى ملوخية.
طالعتها(قمر)للحظة بصدمة قبل ان تنفجر ضاحكة لتشاركها (سعاد)ضحكاتها.

اقترب (اكرم)فى تلك اللحظة من المطبخ فاستمع إلى صوت ضحكاتها، كم اشتاق إلى صوت تلك الضحكات التى كانت تشرق يومه بالماضى، صافية كسماء رسمها القدير. ناعمة كخرير شلال مياه عذب، أغمض عيناه وذكرى اخرى تطل برأسه. ذكرى حرمته النوم ليومان كاملان وجعلته يهرب بعيدا عنها. رفع يده يتحسس ثغره الذى وشمته بثغرها فجعلته تائقا للمزيد من شهدها حتى وان ضرب بكل شيء عرض الحائط، فقُربها حياة. ربما سيمنحها فرصة اخرى ويتوسم الخير فإن كانت قد خانت مرة فلن يسمح لها بالخيانة مجددا سيغدقها بمشاعره حتى تستسلم له وقد بدأت بالفعل بالاستسلام ومشاعرها التى وصلته فى قبلاتها تخبره بذلك، ربما احس بتلك المشاعر بالماضى وأضحت زائفة ولكنه اليوم رجلا يختلف عن الرجل الذى كانه وسيحكم مشاعرها بيد من حديد فلن يجعلها تفلت منه وتصير لغيره أبدا.

دلف إلى المطبخ فى ذلك الوقت، فتوقفت الضحكات وتعلقت العيون به خاصة عيناها اللتان رمشتا بخجل ظهر فى طياتهما على الفور بعد ان تعلقا بثغره لتتعلق عيونه بثغرها بدوره، حمحمت (سعاد) قائلة:
-أنا هخرج اجيب نعناع من الجنينة.
قال(اكرم)بهدوء وهو يخرج من تلك الحالة التى اعترته بصعوبة:
-خليكى وانا هقول للجنايني يجيبهم.
ليطالع (قمر)قائلا:
-من فضلك اعمليلي فنجال قهوة وهاتيهولى المكتب.

اومأت برأسها دون كلمة، فاستدار مغادرا بينما قالت (سعاد)بدهشة:
-هو لسة فيه حد بيقول لمراته من فضلك؟ايه الأدب ده كله! فينك ياكمولة تشوف الرجالة بتعامل مراتاتها إزاي؟طب مش عاملالك الشاي النهاردة غير لما تقولى من فضلك ياسعاد هانم اعمليلي الشاي.
طالعتها (قمر)بإبتسامة وهي تهز راسها بقلة حيلة، قبل ان تتجه لتعُد له فنجالا من القهوة بيد مرتعشة تخشى القادم.

يعشقك القلب ويلاحقني طيفك فى كل مكان. مُقيدة بأغلال الهوى لا أبغي حريتي فكيف بسجين الهوى أن يرغب تحررا وقد صار العشق فى دمه كالإدمان. يرتعش كياني ماإن تمر بخاطري فكيف يكون الحال ان ظهرت أمامي، لا اراك بمقلتي بل أراك بخفقاتي فإرحم قلبا ما عشق سواك ولن يعشق آخر حتى آخر الزمان.

طرقت الباب فسمعته يسمح لها بالدخول، ابتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تدلف إلى المكتب تتقدم بإتجاهه وتضع فنجال قهوته على سطح المكتب دون أن تنظر إليه، وما إن إستدارت لتغادر حتى منعتها يده التى تمسكت بذراعها، إستدارت تطالعه بحيرة فترك ذراعها قائلا بهدوء:
-أقعدى عايز أتكلم معاكى شوية.
اتجهت الى الكرسي وجلست بهدوء لا يعكس اضطراب مشاعرها المترقبة لكلماته وطالعته بتساؤل فقال على الفور:.

-اللى حصل بينا آخر مرة محتاج تفسير، حاولت كتير أحلل الموقف بس معرفتش. ياترى عندك انتِ تفسير ليه؟
أحبك وتحبني. هذا هو السبب الوحيد لما حدث بيننا، مصرّ أنت على الإنكار على مايبدو، حسنا سأنكر بدوري وأتظاهر بالجهل ولنرى إلى متى سيستطيع كل منا الصمود والإنكار؟إلى متى سيستطيع كل منا تجاهل مشاعره؟

أطرقت برأسها تهزها نفيا، فظهرت على ملامحه خيبة الأمل وقد أراد منحها فرصة للإعتراف بما يكنه قلبها تجاهه ولكن يبدو أنه كان مخطئا فى تحليل ماحدث، رفع إليه فنجال قهوته ياخذ رشفة منه بهدوء قبل أن يقول بصوت لم يظهر به غِصة قلبه:
-نعتبرها كيميا بينا خليتنا منقدرش نتحكم فى تصرفاتنا، بس ياريت فى المستقبل نحاول نتحكم أكتر. أنا عارف انك مشتاقة يكون فى حياتك راجل بس أنا مش حابب اكون الراجل ده ياقمر.

رفعت إليه عينان غشيتهما الدموع وهي تنهض قائلة بمرارة:.

-انت ليه مصر تحسسني انى رخيصة قوى ومشاعرى بيحركها الإحتياج والغريزة؟كل ده عشان سلمتلك مرة. كانت غلطة دفعت تمنها غالى أوى ومش مستعدة ادفع أكتر، متلومش علية ضعفي لانى حاولت بكل ذرة فى كياني أقوي قلبي ومقدرتش. لسة بشوف فى نفسي قمر بتاعة زمان اللى انضحك عليها بس لسة خايبة ومبتتعلمش، لكن انت ياراجل ياقوي ياللى قلبك من حديد ومبيلينش حجتك إيه ها؟حاول انت تتحكم فى نفسك وان مقدرتش يبقى تطلقني وتسيبني وكل واحد يروح من طريق خلينا نرتاح بقى.

استدارت لتغادر فإستوقفها صوته الذى قال بعذاب:
-مقدرش أسيبك تمشى أنا رجعت مخصوص عشانك.
استدارت لتواجهه بعيون اطلت منهما الحيرة فنهض مقتربا منها وهو يقول:
-حاولت كتير أكرهك بس معرفتش، قلت أرجع يمكن لما اشوفك أفتكر كل حاجة عملتيها فية، يمكن لما اقرب اقدر اكرهك بس برضه مقدرتش. قربي منك كان بيدوب حتى الغضب اللى كان فى قلبي ليك وميسيبش غير...
صمت يغمض عيناه فصرخ قلبها.
غير ماذا؟!

فتحهما مجددا وصراعا أطل من مقلتيه ليمسك ذراعيها بكفيه قائلا:
-مش قادر أكون قصادك دلوقتي وأنا عارف انك مراتي وملكي وحلالي من غير ماأخدك فى حضني.
ضمها بقوة يدفن وجهه فى عنقها مغمضاً عيناه فإستسلمت لقوة مشاعره خاصة عندما لفحتها أنفاسه الساخنة على جيدها و تسلل إليها صوته الهامس وهو يقول بتنهيدة حارقة:
-مش قادر أكون جنبك وامنع نفسي عنك، عايزك ياقمر وكإنى مش ههدى ولا أرتاح غير لما تكوني ملكي بجد.

كانت كالمغيبة وثغره ينثر قبلات رقيقة على جيدها منتشية بمشاعرها التى رفرفت فى قلبها نتيجة قربه ولمسات اشتاقت لها بقوة، حتى ترددت كلماته فى عقلها تُجبرها على تنحية تلك المشاعر جانبا. هو يرغبها فقط ولا يحبها. يود امتلاكها فقط حتى يتخلص من تلك الكيمياء التى تربطه بها وتضعفه. هو يريد أن يعيد الماضي ثم يتخلى عنها مجددا مخلفا وراءه قلب مكسور غُدر به وطُعن بقسوة. لا لن تسمح بذلك، ابتعدت عنه فعقد حاجبيه بحيرة وهو يطالعها بعيون غائمة بمشاعره لتقول هي بحسرة وهي تشير لقلبها:.

-آسفة. قلبي ضعف ومبقاش زي زمان. مش هيقدر يتحمل من تاني خيانتك ياأكرم والضربة المرة دى هتقتله، عارفة انى ضعيفة من ناحيتك بس مش هسمح لضعفي يقتلني، ابني محتاجني. عايز تنتقم منى وتكمل انتقامك اتفضل انا قدامك أهو بس ابعد عنى وعن مشاعري لانها خلاص يادوب بتعافر عشان تعيش.

قالت كلماتها واستدارت مغادرة على الفور بينما ظل (اكرم)واقفا كتمثال جامد يحلل كلماتها التى أغرقته مجددا فى دوامة من التساؤلات ولكن تلك المرة سيجد لها إجابات.
أعدت لهم البوظة وخرجت من المطبخ لتمنحهما إياها، فراتهم يلعبون بالأوراق توقفت فى مكانها حين قالت (سارة)بملل:
-انا زهقت يافارس.
قال (فارس)وهو يترك اوراقه على الطاولة:
-وأنا كمان.
لمعت عيون(أمنية)وهي تقترب منهم قائلة بمرح:
-الآيس كريم ياولاد.

ابتسموا لدى رؤيتها فوضعت الصينية على الطاولة ومنحتهما كأسي البوظة فأخذاها بإمتنان. وبدآ فى تناولها بينما تجولت (امنية)قائلة بطريقة مسرحية:
-أنا كمان زهقت وضاق خلقي مواعين وبيت، نفسي اخرج وألعب وأتنطط، نروح فين يامنمن. نروح فين؟
ثم استدارت تواجههما مردفة:
-ايه رأيكم نروح المزرعة لطنط قمر وتيام وشمس.

هلل الصغار وهما يضعان البوظة على الطاولة، ويسرعان إليها يحتضناها سويا لتربت على راسيهما بحنان وابتسامتها تتسع لتشمل وجهها بأكمله. See Less.

01-03-2022 01:46 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [23]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية غرامة غدر
رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل الرابع والعشرون

قالت (رجاء)بغضب:
-اتجوزتيه ازاي ياقمر؟انتِ أكيد اتجننتى.
قالت (قمر):
-اهدى بس ياخالتي واسمعيني، أنا كنت مضطرة. هددني ياأتجوزه يايسجنى ويبعدنى عن تيام.
قالت(رجاء)بحدة:
-السجن كان أهون.
قالت(قمر)بإستنكار:
-انتِ عايزانى أتسجن ياخالتي؟
قالت(رجاء)بإضطراب:.

-لأ طبعا أكيد مش قصدى بس فكرة جوازك منه مرفوضة بالنسبة لى نهائي. ازاي قمر بنت منير الجمال اللى كانت متجوزة حاتم ابني تتجوز حتة جنايني ملوش أصل ولا فصل. ازاي أميرة بس تتجوز صعلوك؟
تراءت صورته أمامها فظهر الحنين بصوتها وهي تقول:
-الراجل بأخلاقه مش بفلوسه ياخالتي وأكرم مش وحش، كفاية انه أنقذ ابني من الموت وآوانا فى بيته.
قالت(رجاء)بحنق:
-وهو الراجل بيتجوز واحدة غصب برضه؟
قالت(قمر)مدافعة على الفور:.

-أكيد معذور كان محتاج زوجة عشان يبعد عنه هند بنت الحاج فاضل وملقاش قدامه وسيلة تخلينى اوافق بيها عليه غير التهديد، لو أي حد مكانه كان عمل كدة وأكتر ياخالتي أي واحد غيره مكنش سابنى كدة حرة وكان سجني انتِ ناسية مين اللى ماتت وتبقاله إيه؟
قالت(رجاء)بحنق:
-لأ مش ناسية بس مش سايبك لله وللوطن. هو سايبك عشان يذلك لانه فاكر انك...
صمتت(رجاء)فعقدت (قمر)حاجبيها قائلة:
-فاكر إنى إيه؟
قالت(رجاء)بإضطراب:.

-مش مهم، المهم انك تاخدى بالك من نفسك ومتخليهوش يقرب منك ولا يلمسك ياقمر.
وجدت نفسها رُغما عنها ترفع أناملها وتتلمس ثغرها، تتذكر قبلاته لتغمض عيناها وذكريات تمر بخاطرها ارتعشت لها خفقات قلبها أفاقت منها على صوت خالتها المستنكر وهي تقول:
-هو لمسك يابنت حنان؟أوعى ياقمر. ابنى مش هيرتاح فى تربته لو كان لمسك.
قالت(قمر)على الفور:
-لأ ياخالتي اطمنى، هو مش طايق يشوفنى أساسا.
لتقول(رجاء)بارتياح:.

-كدة تمام، قوليلى بقى التمثيلية دى هتخلص امتى؟
ياليتها لا تنتهى أبدا، فمجرد اقتران اسمي بإسمه يزيد خفقات القلب فرحا.
صرخ قلبها بتلك العبارة بينما قال لسانها:
-أكيد مش هطول أسبوعين تلاتة بالكتير.
قالت(رجاء):
-طيب. متنسيش تخلينى أكلم تيام عشان اطمن عليه.
قالت(قمر):
-حاضر سلام ياحبيبتي.
قالت(رجاء):
-سلام.

ثم اغلقت الهاتف فزفرت( قمر)بارتياح وقد ازالت عن كاهلها هماً كبيراً حين اخبرت خالتها بأمر زواجها وقد كانت تخشى ردة فعلها ولكنما مرت على خير، استدارت فتجمدت أطرافها حين طالعها (أكرم)الذى يقف مستندا إلى الحائط عاقدا ذراعيه ورامقا إياها بنظرة غامضة أربكتها وأثارت اضطرابها، تتساءل بوجل. ترى هل إستمع إلى محادثتها؟

ليجيبها على الفور وهو يفك عقدة ذراعيه معتدلا. يقترب منها ببطئ فإبتلعت ريقها بصعوبة وهو يقول:
-لسة برضه مبتخبيش حاجة عن خالتك مش كدة؟
هزت رأسها قائلة بإضطراب:
-هي أمي التانية واكيد مش هخبي عنها حاجة.
توقف أمامها قائلا بصوت تسللت إليه بعض المرارة:
-أمك التانية كانت الست فاطمة. ومع ذلك قتلتيها ونسيتيها.
أغمضت عيناها ألما وهي تقول بحسرة:.

-أرجوك كفاية. أنا من يوم ما ماتت وانا مبدوقش النوم، الذنب بيقتلني. ياريتنى اليوم ده كنت صممت على اللى فى دماغى. ياريت كنت انا اللى مكانها وهي عاشت..
لتفتح عيناها وتواجهه بنظرات غشيتها الدموع التى سقطت على وجنتيها تباعا وهي تردف:.

-ماما فاطمة مكنتش أم تانية لية كانت هي امي الأولى، نبع الحنان اللى فتحت عيني عليه، أنا مشفتش امي اللى ولدتنى قالولى ماتت بعد مااتولدت علطول بسبب أزمة ربو شديدة مستحملتهاش زي ماانت عارف، بس وجود ماما فاطمة فى حياتي محسسنيش باليتم، أنا بموت كل يوم وأنا بفكر انى لو مكنتش خرجت اليوم ده من البيت كانت هتبقى عايشة بينا دلوقتي.

كانت حروفها صادقة تماما فأزالت من قلبه ذلك الجزء الناقم عليها لحرمانه من عمته. يدرك من كلماتها أن الحادث كان رُغما عنها وأنها أبدا لم تتعمد ماحدث، ليقول بهدوء:
-قدرها كان انها تموت فى اليوم ده، بسبب عربيتك او من غيرها. كل موت باوان واوانها جه وقته يومها ياقمر.
طالعته بحيرة. هل يخفف عنها الآن؟!

صمت للحظات يتطلع إلى عيونها بدوره يود لو مد انامله ومسح تلك الدموع عن وجنتيها، وجد نفسه يمسح دموعها بالفعل فارتعش ثغرها، تعلقت عيونه به قبل ان يرفع إلى عيناها عيون غائمة بالمشاعر وهو يقول بصوت غامض:
-كنتى بتقوليلها الراجل بأخلاقه مش بفلوسه. لما الراجل فى نظرك بأخلاقه ياقمر اتجوزتي حاتم ليه؟
قالت بنبرة عاتبة:
-جواب السؤال ده عندك ياأكرم، السنين أكيد بتغير حاجات كتير بس مبتمسحش الذاكرة.

قال عاقدا حاجبيه:
-قصدك إيه؟
قالت بألم:
-مش معقولة نسيت انك...
قاطعها صوت حمحمة على الباب قبل ان تقول (سعاد):
-صادق بيه وامنية هانم برة.
قال(اكرم)بهدوء:
-قوليلهم جايين حالا.
غادرت (سعاد)بينما قال(اكرم)ل(قمر):
-لسة مخلصناش كلامنا. يمشوا بس وهنكمل. اتفقنا؟
هزت رأسها فوجدته يمسك يدها بعفوية وهو يغادر الحجرة متجها إلى اصدقائهم تتبعه هي بقلب يخفق بقوة يحتضن مشاعرها برقة كما يحتضن كفه، كفها.
قالت (أمنية)بإمتنان:.

-أنا مش عارفة أشكرك إزاي ياأكرم. وقفتك جنبنا ومجيتك عندنا مع اللوا عبد العزيز والمقدم مراد والحراسة اللى سبتوها قدام البيت، كل ده خوف أهل عصام اللى كانوا بيهددونا عشان نتنازل عن المحضر ومبقوش ييجوا ناحيتنا والنهاردة سمعت انهم هيعزلوا من الشارع بعد مااتحددت جلسة ابنهم الأسبوع الجاي.
قال (أكرم):.

-لا شكر على واجب يامدام أمنية. اللى انتى عملتيه هو اللى يستاهل بجد الشكر، وقفتك قصاد الغلط ومواجهته كان محتاج شجاعة كبيرة منك ومش اي حد يقدر يعمل اللى عملتيه.
أمسك(صادق) بيدها قائلا بفخر:
-مراتي مفيش منها اتنين.
ابتسمت (امنية)بخجل بينما تأملتها(قمر)بحب، تحمد الله ان رزقها صديقة مثلها، ليقول( أكرم):.

-بالمناسبة ياصادق كان مراد كلمني عن الشركة اللى بتشتغل فيها. حابب يعرف تفاصيل أكتر عنها لأنه هيغير ديكور شقته وانا رشحتله الشركة اللى بتشتغل فيها ورشحتك انت بالذات عشان تصممله الديكور.
قال(صادق)ببشر:
-بتتكلم جد؟!
اومأ أكرم برأسه قائلا:
-طبعا بجد ولو عجبه شغلك هيخليك تصمم كمان ديكور الشركة اللى هيفتحها أخوه بعد مارجع من السفر.
ضم(صادق) يد زوجته التى ضغطت على يده بفرح قائلا:.

-شكلها هتحلو يامنمن وهوديكي إسكندرية تصيفي.
قال(اكرم)بإستنكار:
-ده آخر طموحك؟اسكندرية. طب قول شرم.
قال(صادق):
-ياسيدي واحدة واحدة نلف الدنيا كلها.
قالت(قمر):
-ربنا يهنيكم.
قالت(امنية) بحب:
-تسلمي ياقمر.
تأمل( أكرم )نظرتها إليهما، سعيدة هي لا شك من أجلهما ولكن هل تتمنى أن تنال تلك السعادة بدورها كما رأى فى نظراتها أم أنه يُخيّل إليه؟
نفض أفكاره وهو يقول:
-طيب ايه رايك نقوم نكلمه علطول؟
نهض( صادق )قائلا بحماس:.

-معنديش مانع، يلا بينا.
نهض (أكرم)بدوره قائلا:
-يلا بينا.
توجها إلى المكتب ولكنه لم يلبث ان توقف مستديرا ل(قمر)قائلا:
-من فضلك ياقمر خلى سعاد تجيبلنا اتنين قهوة.
شعرت باضطراب وقد فاجأها بتوجيه الحديث إليها لأول مرة منذ مجيئ (صادق)و (أمنية)لزيارتهما، لتتمالك نفسها قائلة بهدوء:
-هعملهم أنا واجيبهملك المكتب.
اكتفى بهزة من رأسه قبل ان يغادر الردهة، لتميل (أمنية)على (قمر)قائلة:.

-من فضلك ياقمر وهعملهم انا. إيه الحكاية؟! هو انا فاتنى حاجة؟
كادت (قمر)ان تقول شيئا ولكن دلوف (سارة)مع (شمس)قاطعها و(سارة)تقول بفرح:
-الزهور اللى عمى أكرم زرعها فى الجنينة فتحت، تعالوا شوفوها.
هزت (قمر)رأسها فغادرت الفتاتان بينما قالت (قمر):
-فاتك كتير. تعالى معايا المطبخ أحكيلك وأنا بعملهم القهوة وبعدين نروح نشوف الزهور.

هزت (امنية)راسها موافقة وهي تنهض وتتبع (قمر)إلى المطبخ وهي فى توق لمعرفة السر وراء تلك المعاملة اللطيفة بين هذان اللذان كانا منذ مدة قليلة فقط، عدوين.

خرجت من حجرة نوم(حافظ وسوزان ) تتلفت ذات اليمين والشمال قبل أن تسرع إلى حجرتها، تدلف إليها وتغلق بابها خلفها بسرعة تستند بظهرها إلى الباب تضم يدها إلى صدرها وتاخذ نفسا عميقا مغمضة عيناها بقوة قبل ان تفتحهما وهي تفتح قبضتها وتقربها إلى وجهها، تتأمل سوار (سوزان)بعيون تلتمع نصرا.
قالت(امنية)بإعجاب:
-الزهور دى جميلة قوى ياقمر، ذوق أكرم يجنن فى اختيار نوعهم.
لمست (قمر)اوراق أقرب زهرة إليها برقة قائلة:.

-زهور التوليب الحمرا.
عادت بذاكرتها إلى الوقت الذى كان اكرم يزرعهم خصيصا من أجلها قائلا لها أنها زهور زُرعت بحب لتُقدم بحب، تتذكر كيف كان يقبل إحدى تلك الزهور قبل ان يضعها فى شعرها قائلا:
-والحب زهرة اودعتها عشقي علها تبوح لكِ بماعجز لساني عن قوله، فقد جعلني جمالك صامتا لا أجد كلمات تستطيع وصف ملائكية ذلك القلب الذى خُلق من أجلي ومن أجلي فقط قُدّ من زهور الجنة.

أغمضت عيناها تُبعد تلك الذكرى عن مخيلتها وهي تتراجع رافضة المزيد من الذكريات التى تؤلم القلب توقاً، ثم فتحتهما على صوت تحذير(أمنية)ولكن بعد فوات الأوان فقد اختل توازنها وسقطت على حوض الزهور، لتشعر بالألم ينتقل من قلبها إلى سائر جسدها.


تم تحرير المشاركة بواسطة :زهرة الصبار
بتاريخ:01-03-2022 01:47 مساء


01-03-2022 01:47 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [24]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية غرامة غدر
رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل الخامس والعشرون

استغرق الأمر فقط لحظات مابين سماعهم يصرخ بإسمها ومابين وجوده جوارها يخرّ على ركبتيه وهو يقول بلهفة:
-انتى كويسة؟
هزت رأسها بإضطراب بينما عيونه تجرى على جسدها وهو يردف:
-مفيش جرح او حاجة بتوجعك؟
وجدت صوتها لتقول بنبرة مرتعشة:
-ماانجرحتش او انكسرت الحمد لله، ضهرى بس وجعنى عشان وقعت عليه.
حملها على الفور دون كلمة وهو يوجه حديثه للعيون المترقبة خوفا على (قمر):
-هتبقى كويسة متخافوش، اتصل بالدكتور ياصادق.

لم ينتظر رده وهو يسرع بها إلى حجرته بينما تنتفض هي بين ذراعيه ومشاعرها تثور بقوة وكأنها عادت بالزمن إلى ذلك الوقت الذى كانت تشعر فيه بحبه وخوفه عليها، تدرك مجددا أن تلك المشاعر صادقة ولايمكن تزييفها بذلك الإتقان. الآن وبالماضى. فاذا كان أحبها يوما!
لماذا غدر؟

وضعها برقة على سريره، ثم دثرها فتعلقت العيون بمثيلتها. فى نفس الوقت الذى وصلت فيه (أمنية)لتكسر تواصل الاعين ليمرر(أكرم) يده فى شعره بتوتر قائلا لها:
-خدى بالك منها ياامنية على ماييجى الدكتور. أنا. أنا هستنى برة.
هزت (أمنية)رأسها بينما ألقى (أكرم)على (قمر)نظرة أخيرة قبل ان يستدير مغادرا، لتقترب منها (أمنية)على الفور قائلة:
-انتِ بجد كويسة؟
قالت(قمر)بحيرة:.

-لو جسديا فشوية ألم من الوقعة وبكرة يروحوا لحالهم.
لتشير إلى قلبها قائلة:.

-بس ده أعمل فيه إيه بس وكل مايقرب منى أكرم بحس بوجع فيه مش قادرة اتحمله، من كتر شوقي وحبي ليه بيوحشني وهو قصاد عيني زي ماكان بيوحشني وهو غايب وبيشتاق لكلمة منه تريح القلب وتطمنه، كان زمان كلمة واحدة منه بتطيرنى من الفرح وتعيشنى فى دنيا تانية نفسي اعيشها من تانى ياأمنية وخايفة. خايفة أصحى يوم وألاقيه اختفى من حياتي تانى، وأحس بفجوة كبيرة جوة القلب وغربة وكأنى بقايا روح عايشة ع الذكرى، بحس كتير بان حبه لية حقيقي مش وهم بس خايفة يطلع وهم وأطلع غبية للمرة التانية. نفسى بس اتأكد من انه بيحبنى ووقتها اي حاجة تانية مش مهمة.

قالت (أمنية):
-وليه مقولتلوش كل الكلام اللى فى قلبك ده ياقمر؟
قالت (قمر)بإستنكار:
-أقوله ايه بس؟افرضى كل اللى عايشاه وهم. يبقى بكشف نفسي قدامه وبظهر نقطة ضعفى اللى هيعرف يستغلها كويس قوى لو لسة بينتقم منى.
قالت(أمنية):
-بس اللى انا شايفاه من اكرم مش انتقام او تمثيل ياقمر، انا شايفة مشاعر حقيقية، انتِ مشفتيش وشه ساعت ماوقعتي. إصفر زي اللمونة وبان قلقه جوة عنيه.
أطرقت(قمر)بحزن قائلة:.

-كان كدة برضه زمان وفى الآخر سابنى وسافر ومسألش عنى بالمرة وانتِ عارفة الباقى.
هزت (امنية)رأسها قائلة:
-معاكِ حق. حاجة تحير، طب والعمل؟
هزت (قمر)كتفيها قائلة:
-ولا حاجة. أدينا عايشين لغاية مانشوف إيه أخرتها.
وصل (اكرم)إلى الردهة فوجد (صادق )يقف مترقبا بينما يجتمع الصغار حول (تيام)الذى جلس على المقعد يضم ركبتيه إلى صدره عاقدا ذراعيه حولهما وهو يستند بوجهه على ركبتيه، غمز (اكرم)(صادق )قائلا:.

-خد الولاد ياصادق يتفرجوا على المُهر الجديد اللى اشتريته وسيبونى شوية مع تيام.
قالت(شمس)بعناد:
-مش هنمشى من هنا قبل مانطمن على طنط قمر.
اقترب منها (أكرم )يمسك يديها الصغيرتين بين خاصته قائلا بحنان وقد ادرك انها تعلقت بقمره كحال قلبه المسكين ولا خِيار امامه سوى تقبل الأمر والاستسلام له:.

-طنط قمر بخير ياشمس، مش هتنإذى أبدا طول مااحنا جنبها وده وعد منى. اسمعى الكلام وروحى مع عمك صادق عشان عايز أتكلم شوية مع تيام لوحدنا.
تعلقت عيونها بخاصته قبل ان تومئ برأسها، وتتجه مع عمها (صادق )واولاده إلى مكان الخيل لترى المُهر الجديد، يتركون (تيام)لوالدها كي يخرجه من تلك الحالة التى تعتريه منذ سقوط امه على حوض الزهور.

اقترب (اكرم)من (تيام)يجلس أرضا أمامه على ركبتيه يطالع الصغير بقلب نفض عنه بقوة فكرة أنه ابن غريمه الذى سلبه أحلامه وأمانيه، ولم يرى فيه سوى طفل بريئ معصوم يعيش حالة من الخوف. طفل يخشى فقدان والدته كما فقدها هو من قبل، فوجد قلبه يرق لحاله مجددا وكأنه من صلبه هو وليس الابن الوحيد ل(حاتم السلاطيني)مد يده يربت بها على رأسه قائلا:
-تيام ممكن تبصلي؟!

رفع (تيام)وجه مغشي بالدموع تجاهه فأنّ قلب (اكرم)لمرأى تلك الدموع بعينيه ليقول على الفور:
-ليه بس البكا؟مش قلنا ماما بخير وهتقوم بالسلامة والدكتور مش أكتر من اجراء روتيني عشان يطمنا عليها.
طالعه (تيام)للحظات بصمت قبل ان يمد يده يمسح دموعه وهو يقول بألم:.

-أنا مش بعيط عشان خايف على ماما، ماما بخير وده احساسي اللى مش ممكن أكدبه لكن اللى حصل من شوية فكرني بحاجة حصلت زمان ولما افتكرت خفت وقتها يتكرر ولما متكررش حسيت بفرحة مع كسرة قلبت معايا ببكا ودموع مقدرتش أوقفها.
عقد (اكرم)حاجبيه قائلا:
-انا مش فاهم حاجة.
نهض (تيام)قائلا بحسرة:
-وهتفهم ازاي بس وانت معملتش اللى هو عمله زمان وضربتها؟
نهض (أكرم)ببطئ وقد دق خافقه بقوة قائلا:
-ضربت مين ياتيام؟

قال(تيام)على الفور:
-ماما.
اتسعت عينا (أكرم)بصدمة قائلا:
-ماما؟!هو حاتم كان...
صمت لا يستطيع قولها بينما قال(تيام)وقد عادت الدموع إلى عينيه:
-أيوة كان بيضربها، لو عملت حاجة معجبتوش علطول كان بيضربها. كان أسهل حاجة عنده انه يمد ايده عليها بسبب حاجات مش ممكن تتخيل تفاهتها.
ليردف بحسرة:.

-عارف انه مرة لوى دراعها لحد ما كسر ايدها لمجرد انها راحت للبنك عشان تطلب من المدير يمدد مهلة السداد لحد مايقدر بابا يدفع.
كاد (أكرم)ان يُجنّ وهو يستمع إلى حديث الصبي، تفور الدماء فى عروقه. يتمنى فقط لو كان هذا النذل حيّا ليتمكن من قتله بيديه هاتين، بينما قال(تيام):.

-لما ماما وقعت على الحوض وبوظته خفت منك وانت بتقربلها وابتديت أحضر نفسي للدفاع عنها. أنا كبرت دلوقتي واقدر ادافع عن نفسي وعن امي واعمل اللى مقدرتش اعمله زمان، لكنى اتصدمت وأنا بشوفك بدل ماتضربها بتشيلها وكأنها اهم عندك من اللى بوظته، دى حاجة عمرى ماشفتها من بابا. مشفتهاش غير منك انت واللى شفته فرحنى اوي، و، وكسرني.

طالع (أكرم)هذا الصغير بقلب يتألم بقوة وعيون (تيام)يغمرها الخجل والانكسار وهو يقول بصوت عبر عن مشاعره:
-انكسرت لانى اتكسفت منه. انكسرت لان الدم اللى بيجرى فى عروقي هو دمه واتمنيت ان دمى اللى بيجرى فى جسمي كان يبقى دمك انت مش هو لانى حبيت اللى عملته وكبّرك فى نظرى أوى ياآنكل.
وجد (أكرم )نفسه غير قادرا على فعل شيء سوى احتضان الصبي بقوة فاحتضنه (تيام)بكل قوته، ليقول (اكرم)بعيون غشيتها الدموع:.

-وانا لو اتمنيت ابن مكنتش هتمنى غيرك انت ياتيام، وليه نتمنى بس؟
ليخرجه من حضنه وهو يركع على ركبتيه مجددا ليواجهه قائلا:
-من النهاردة انت ابني وانا أبوك وياريت تنسى كل حاجة وحشة شفتها منه ولازم تكون عارف ان الراجل اللى بجد ميمدش ايده على واحدة ست ابدا، وان الضرب حيلة العاجز. ومش بس رجولتنا تمنعنا نضرب أنثى. دينا كمان حذرنا وربنا قال فى كتابه الحكيم.

(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)
ورسولنا صل الله عليه وسلم قال فى حديثه الشريف.

(ليس من خياركم من يضرب زوجته). اللى حصل أكيد غلط ويبكى القلب والعين وجزاؤه عند ربنا عظيم وانا عارف انه ساب فى قلبك جرح كبير وخوف وكره. بس ياريت تنسى وتغفر ياتيام عشان الغفران هو اللى هيشفى قلبك ويريحك ويخليك تقدر تكمل من غير ماتإذى نفسك وتكرهها.
طالعه (تيام)قائلا:
-وانت قدرت تغفر؟
طالعه(اكرم)بحيرة، فاردف (تيام)قائلا:
- آنكل صادق قال لفارس انك كنت بتحب ماما من زمان وبابا خدها منك.

سيقتل هذا الصادق ما ان يراه. تمالك نفسه وهو يقول:
-لفترة قريبة كنت فاكر انى مش هقدر أغفر ولا أنسى الجرح الكبير اللى فى قلبي بس لما لقيت انى بنضّر أكتر والجرح بيكبر بسبب عدم غفراني راجعت نفسي ولقيت ان الغفران فى الحالة دى هو أكبر دوا لجرحي وانى لما غفرت الجرح بدأ يلم.
قال(تيام)بشك:
-بجد ياآنكل؟
ليقول (أكرم)بيقين:.

-بجد ياتيام، بس ايه آنكل دى مش اتفقنا انك تعتبرني والدك؟يعنى من النهاردة تقولى يابابا، ولا ايه؟
ليطالعه (تيام)للحظة قبل أن يهز رأسه و يبتسم، بسعادة.
ما ان رأته يدلف من باب المنزل حتى أسرعت تمسك بألبوم الصور، تنظر إلى مااقترفته يديها بصور ابنها وفلذة كبدها من أجل اتقان خدعتها، تستحضر دموعا حقيقية لتكمل الصورة فوجدت نفسها تبكى بحرقة، تماما كما ارادت.

بينما كان (حافظ)يمر جوار حجرتها ليستمع إلى شهقاتها، عقد حاجبيه وهو يتوقف امام الباب الموارب ويطرقه فلم يسمع سوى بكائها بصوت يقطع نياط القلب فسمح لنفسه بالدخول وقد بلغ به القلق منتهاه، ليراها جالسة على سريرها تبكى بقوة وهي تضم شيئا إلى صدرها، اقترب منها قائلا بوجل:
-مالك يارجاء بتعيطى كدة ليه؟
طالعته بإضطراب مفتعل وهي تمسح دموعها قائلة:
-أبدا. مفيش ياحافظ، انا بس حاجة دخلت فى عينى وهي...

قاطعها وهو يجلس جوارها قائلا بحنان:
-هتخبى علية برضه، ده انا ابن عمتك وفى مقام أخوكى الكبير.
امتعضت بداخلها من لقب الاخ الذى اطلقه على نفسه ولكنها تظاهرت بالضعف وهي تقول:
-ماهو عشان كدة لازم أخبى عليك، ماانا ميرضنيش خراب بيتك ياحافظ.
عقد حاجبيه قائلا بحيرة:
-بيتي أنا. قصدك إيه يارجاء. اتكلمى.
عادت للبكاء وهي تبعد ألبوم الصور عن صدرها تُريه إياه قائلة:.

-ألبوم صور ابني الحاجة الوحيدة اللى باقيالي منه. اتفرج. شوف بنفسك.
أمسك منها الألبوم فوجده ممزق بقوة وكذلك الصور بداخله، وبينما كان يقلب فيه كانت هي تنوح قائلة:
-أعمل إيه دلوقتي؟لما يوحشنى هشوفه ازاي بس وأكلمه.
قال(حافظ):
-مين اللى عمل كدة؟
طالعته بتردد فقال على الفور يستحثها:
-قولى يارجاء ومتخبيش.
أطرقت بطريقة تمثيلية وهي تقول بحزن:.

-مكنش ممكن أعرف مين اللى عمل كدة لولا انها وقعت منها حاجة تخصها خليتنى أتعرف عليها، صحيح أنا عارفة انها غلاوية وحقودة وبتكرهنى بس مكنتش أتوقع منها تعمل كدة فى صور ابنى الوحيد وتحرمنى منه.
قال (حافظ)بنفاذ صبر:
-مين يارجاء. انطقى.
رفعت أمامه الإسوارة قائلة:
-صاحبة الإسورة ده.

لتتسع عينا (حافظ)بصدمة وهو يدرك أن الفاعل هي زوجته(سوزان)ليأخذ منها الألبوم والإسوارة وينهض بغضب مناديا على زوجته بينما (رجاء)تلحقه قائلة:
-خلاص ياحافظ. ارجوك بلاش تعمل مشكلة عشان خاطري.
هرعت (سوزان)لتلبية نداء زوجها الغاضب لتراه يطالعها بعيون اتقدت شرا وهو يقول:
-عملتي كدة ليه ياسوزان؟عملتي كدة ليه يامراتي وأم بناتي. يامتربية يابنت الأصول؟
فقالت(رجاء):
-قلتلك خلاص ياحافظ، ربنا يغفر لها ويسامحها.

قالت(سوزان)بحيرة وهي تنقل بصرها بين الاثنين قائلة:
-هو فيه إيه بالظبط؟
لتستقر نظراتها على (حافظ)قائلة:
-انت قصدك ايه ياحافظ؟
رفع فى وجهها ألبوم الصور الممزق قائلا:
-بتكرهيها ومش طايقة وجودها فى البيت وعرفنا لكن تقطعى ألبوم الصور بتاع ابنها فده شيء مكنتش اتوقعه منك أبدا.
طالعته(سوزان)بإستنكار قائلة:
-انا ياحاج! انا برضه أعمل العملة السودة دى. أنا أأذى بالشكل ده حتى لو مبطيقش اللى قدامى؟
لتردف بمرارة:.

-للدرجة دى معرفتنيش؟!
كاد أن يرق لها وقد لمس الحزن بصوتها قلبه ولكن صوت (رجاء)التى ادركت ضعفه جعله ينفض مشاعره وهي تقول:
-بلاش شغل المسكنة ده ياسوزان. انتى وقعتي خلاص وبانت حقيقتك.
طالعتها (سوزان)بمرارة قائلة:
-وقعت وبانت حقيقتي!
لتطالع (حافظ)قائلة بحسرة:
-وإيه هي حقيقتي دى ياجوزي وأبو بناتي؟ايه اللى خلاك متأكد انى أنا اللى عملت العملة السودة دى؟ايه اللى خلاك تظلم وتكدب عشرة السنين وتصدقها هي؟

رفع أمامها الإسوارة قائلا بألم:
-دى. وقعت منك جنب الألبوم وانتى مش واخدة بالك.
طالعته بصدمة قائلة:
-دى إسورتي اللى ضايعة منى بقالها يومين.
أغمض عيناه ألما ثم فتحهما قائلا:
-عرفتي بقى ضاعت منك فين؟

طالعته للحظات بصمت ولكن عيناها حملت له عتابا قاتلا. ودّ لو خر راكعا أمامها يطالبها باي تفسير لما حدث وسيصدقه، سيسامحها حتى وان فعلت مافعلت ولكن عليها ان تعترف بذنبها وتطلب الغفران، لينفض أفكاره وصوتها يصله ينحر قلبه ذلك الموت الذى تفوح منه نبراتها:
-ربنا قال فى كتابه الحكيم اللى بتقراه كل يوم ياحاج.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى? مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)
أنا مستحيل أعمل العملة السودة دى. وظني ان رجاء هي اللى عملتها وحبت تلبسهالي عشان تخلص منى..
قاطعتها (رجاء)بغضب قائلة:
-كدابة. متصدقهاش ياحافظ.
ليهدر صوت خلفهم تقول صاحبته بغضب:
-ماما مش كدابة ياطنط رجاء. الكداب هو انتِ وعندى الدليل على كلامي.

ليلتفت لها الجميع يطالعون تلك التى وقفت تطالعهم بعيون ثابتة ظهر فيهم التصميم على كشف الحقيقة، كاملة.



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7008 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4070 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3104 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2978 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3425 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، غرامة ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 01:44 مساء