أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية غرامة غدر

كانت عودته بمثابة عودة إلى جحيم الماضى ولكنه لم يعد كما كان قبل الرحيل،فلقد تخطى خيبات الامل وتجاوز حُرقة القلب وصار صلد ..



01-03-2022 01:30 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [19]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية غرامة غدر
رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل العشرون

تأمل (صادق )وجهها الملائكي النائم بحب، مد أصابعه ليمررها على وجنتها الرقيقة وهو يقول:
-قبلك كنت وحيد مع ان حوالية كتير وأسوأ أنواع الوحدة هى اللى بتحسى بيها وانتِ وسط أهلك وناسك، بتبقى مُرعبة وقاسية. بتتملك من روحك لدرجة انك وقتها مبيهمكيش مصيرك حتى لو كان موت. لغاية ماشفتك.

الراجل بطبعه صامت بس انتِ قدرتي تفهميني من عيوني، زي طفل مقدرش يتكلم عن عذابه واللى وجعه بس بقلبك الكبير حسيتي بوجعي وقدرتى تطيبيه بحنيتك. الحب ده نعمة كبيرة قوي ربنا بيرزقها للى بيحبه وأنا معرفتش ان ربنا بيحبني غير بعد مارزقني حبك.

وحشتيني ياأمنية ووحشني إحساسك وجنون غيرتك، مكنتش أعرف قد إيه الدنيا وحشة ووجودك فيها اللى محليها غير لما غبتي وغمضت عيونك وبعدتيهم عني، عيونك اللى النظرة منهم ألف حكاية بتحلى أيامي وتسليها، الكون من غيرك فراغ. هوا. وكأنه مش موجود.

أنا بموت فى غيابك ياأمنية والإسم حي. بفتكر كل لحظة زعلتك فيها وسامحتينى، كل لحظة قصرت فيها فى حقك وغفرتيلي، بفتكر حبك اللى معرفتش قد إيه كنت محتاجله عشان اكمل غير لما غبتي عنى، وحشتيني ياحبيبتي وبترجاكِ تسامحيني مرة أخيرة بس ترجعيلى وهكون جنبك ثانية بثانية. لا هسافر تانى ولا أتأخر فى شغل ولا حتى هشتغل اوفر تايم، بس ترجعيلي وهجيبلك الشيكولاتة والورد اللى بتحبيهم علطول وهنسافر نتفسح فى الأجازة زي ماكنتِ عايزة وهسمعك كلام الغزل والشعر اللى بتحبيهم وبتفضلى تسمعيهم على النت، هحفظ قصايد نزار وإيليا، كان إسمه إيليا إيه؟إيليا..

-إيليا أبو ماضى.
تسلل صوتها إليه ينشله من حزنه فيغمره بسعادة مطلقة، بينما قبضة أصابعها الصغيرة على أصابعه تدعوه بشوق لتقبيلها وقد عادت إليه لينعم بوجودها فى حياته بعد ان عاش ساعات خارج غرفة العمليات مرت كالدهر وهو فى إنتظار خبر نجاتها او، فراق ابدي يقضى عليه بالكامل.
طالعها بعيون دامعة تتأمل ملامح وجهها الحبيبة بعشق قائلا بصوت تعثرت نبراته من فرط السعادة:
-أمنية.
إبتسمت قائلة بوهن:.

-أعتبر الكلام اللى قلته الوقتى وعد ياصادق.
رفع كفها إلى ثغره يلثمه قائلا بسعادة طفرت من عيونه فى شكل قطرات أمطرها الحب:
-وعد واجب التنفيذ ياقلب صادق وفيه شرط جزائي كمان لو مااتنفذش.
قالت بحيرة:
-شرط؟!
إتسعت إبتسامته قائلا:
-لو أخليت بوعدي ليكِ ياحبيبتي يبقى هتخلى عنك انتِ كمان وانتِ عارفة ان ده من سابع المستحيلات.
عقدت حاجبيها قائلة:
-هم أربعة بس.
قال بطريقة تمثيلية:.

-بقوا سبعة على إيدى. خامس المستحيلات إنى أزعلك تانى والسادس إنك تغيبي عن عينى ثوانى والسابع انى أتخلى عنك او تفارقيني او تبقي وحشاني.
ضحكت بخفة وهى تمسك جانبها بعد ان اوجعها جرحها من الضحك ولكن محاولة (صادق)قول لها كلاما موزونا كالشعر مع تلك الحركات التمثيلية جعلاها رُغما عنها تضحك مجددا، ضحك قلب ازاح العشق عنه كل ألم.
كان يرفع فنجال الشاي إلى فمه حين دلفت (هند)إلى حجرة الطعام قائلة بإبتسامة:.

-بنجور ياأكرم.
إرتشف رشفة من فنجال الشاي خاصته ثم وضع الفنجال بهدوء قائلا:
-صباح الخير ياهند، تعالى.
تلفتت حولها قائلة بخبث:
-امال فين خطيبتك، غريبة. مش قاعدة معاك على سفرة واحدة ليه؟تكونش فى المطبخ؟
أدرك (اكرم)ان (هند)قد وصل إليها شيئا عن عمل(قمر)كخادمة عنده وقبل ان يقول شيئا، وجد(قمر)تدلف إلى الحجرة قائلة:.

-أكيد فى المطبخ بجيب اللبن لأكرم، انتِ عارفة قد إيه بيحب الشاي باللبن على الفطار. أو يمكن متعرفيش وهتعرفى إزاي صحيح لا انتِ خطيبته ولا مراته ولا حتى حبيبته.
طالعتها (هند)بحنق بينما لم يتدخل (اكرم)بالحديث واكتفى بالمراقبة بصمت تاركا (قمر)تضيف بعض اللبن الساخن إلى فنجال الشاي خاصته، قبل ان تجلس جواره فجلست (هند) بدورها قائلة:.

-وعلى كدة الفرح امتى بقى ان شاء الله ولا لسة محتاجين فرصة تتعرفوا فيها على بعض؟
غصّت (قمر)بمشروبها، فتركته مطالعة (أكرم)الذى قال بهدوء:
-انتِ شايفة الظروف اللى احنا فيها وتعب مدام امنية، مش معقول هنعمل الفرح فى الظروف دى، اكيد اول ماالوضع يستقر هنعمل فرح صغير كدة على الضيق وهتكونى طبعا اول المعزومين.
صبت لنفسها فنجالا من الشاي ثم قالت ل(اكرم):
-من فضلك ناولنى السكر يااكرم.

ناولها قنينة السكر فتعمدت ان تلامس أصابعه بأصابعها مما أثار الدم فى عروق (قمر)غيرة فطالعته وهو يسحب يده بهدوء قبل ان تطالع (هند)التى ابتسمت لها بسخرية فنهضت على الفور قائلة:
-هروح اصحى الولاد عشان يفطروا قبل مانروح المستشفى عن إذنكم.
تابعها (أكرم)بعيون غامضة قبل ان يلتفت بعيونه ل(هند)التى قالت:.

-موضوع ارتباطكم ده مش قادرة أصدقه، مش اكرم اللى ترفضه واحدة وتفضل عليه واحد تانى وفى الآخر ينسى ويكمل معاها، ماتجيب من الآخر ياأكرم وقولى التمثيلية دى عشان إيه؟أو عشان مين تحديدا؟
طالعها للحظات بصمت قبل أن يقول:
-أكرم العاشق ممكن يغفر لحبيبته أي شيء لو اتأكد انها لسة بتحبه، وقمر لسة بتحبني. انك حاسة انها تمثيلية فدى مشكلتك مش مشكلتي.
قالت بغيظ:
-طب الفرح امتى ياباشمهندس؟
قال بإبتسامة باردة:.

-هو أنا مش لسة قايلك أول ما الوضع يستقر.
لينهض قائلا:
-انا كمان مضطر أقوم عشان اعمل شوية مكالمات قبل ما اروح المستشفى معاهم، البيت بيتك ياهند bonna abetit.
ثم تركها مغادرا بهدوء، لتنظر فى إثره بغيظ قبل أن تنهض قائلة بحنق:
-لغاية مااشوفك عريس ياأكرم وهي جنبك عروسة. لا هيأس ولا همل وهحاول بكل قوتي تكون لية.

تناهت إلى مسامعه عبارتها فأصابه الحنق من تلك الفتاة الغبية التى تفرض نفسها على رجل لا يحمل لها اية مشاعر بينما تترك رجلا مثل (عبد الله)هو غاية أباها ومراده لها.
قال(اكرم):
-أنا مش شايف حل تانى غير كدة.
طالعه (صادق)بنظرة متفحصة وهو يقول:
-متأكد إنك عايز تتجوزها عشان تبعد عنك هند وبس؟
عقد(أكرم)حاجبيه قائلا:
-مش فاهم، قصدك إيه؟!
قال(صادق):.

-قصدى واضح انت لسة بتحبها وبتغير عليها وعايزها ليك لوحدك وهند مجرد حجة عشان ترضى ضميرك.
طالعه (اكرم)بإستنكار قائلا:.

-انت بتقول إيه؟لأ طبعا الكلام ده مش صح بالمرة، أنا قمر انتهت بالنسبة لى من اللحظة الى غدرت بية فيها زمان، وقتلها لأمى كمل على أي بقايا مشاعر كانت جوايا ليها، جوازى منها مش اكتر من عقاب أكبر وانا بجبرها تتجوزنى ضد إرادتها وبحرمها الارتباط بحد تانى، ده غير انى بجوازى منها بخدم الراجل الطيب اللى عمرى ماشفت منه حاجة وحشة وببعد بنته عنى عشان تتجوز اللى نفسه فيه.
قال(صادق)بهدوء:.

-ردد الكلام ده كتير لنفسك عشان تقدر تقنعها بإن جوازك منها مش أكتر من غرامة غدر بتحصلها، بس اللى شايفه أنا وكل اللى حوالية انه جواز حب والدليل على كدة نظرتك ليها جوة وهى بتضحك، نظرة رجعتنى سنين لورا لما كنت بشوفها فى عيونك ليها، نظرة حب مقدرتش تستخبى كتير وخرجت من غير إرادة لإن الحب مبيستخباش ياصاحبي مهما أنكرناه او داريناه جوانا.

رمقه(أكرم)بنظرة طويلة قبل أن يزفر وهو يخرج علبة سجائره ويشعل إحداها يسحب منها نفسا طويلا قبل أن يطلقه بحنق وهو غير قادر على دحض كلمات صديقه التى تجول بداخل عقله ورأسه فى الفترة الأخيرة وكأنها إنذار يحثه على الإبتعاد عنها ولكن، دون فائدة، فحتى وإن أراد الزواج منها لأنه ادرك أنه مازال عاشقا رغم كل شيء فإنه لا يستطيع ان يمنع قلبه عن تحقيق رغبته تلك مهما حاول وأراد بكل قوة، يظل للقلب سلطة على النفس لا تستطيع أعتى الحدود والموانع أن تقف قِبالتها.

طالعت (أمنية) الصغار الجالسين على جنب يتهامسون قبل أت تهمس بدورها:
-والله بيحبك صدقينى، انتِ مشفتيش إزاي كان بيبصلك ساعة ماكنتى بتضحكى وكأنك قمره على الأرض.
قالت (قمر)بهمس مماثل:
-مستحيل طبعا، إزاى بس هيحب اللى قتلت مامته وهو محبنيش زمان واحنا لسة محصلش فى حياتنا كل التعقيدات دى، شيء مش منطقي طبعا وميصدقوش اي عقل.
قالت(امنية):.

-ومن إمتى الحب عرف منطق او عقل ياقمر، ماانا قدامك أهو. البنت اللى كانت بتلوم على الزوجة التانية رضاها بوضعها، كنت بقول إنها بتخرب بيت واحدة تانية ملهاش ذنب وانها حتى لو الراجل مكنش عنده وفاء لمراته الأولانية لازم هى يكون عندها وفاء ل**ها وتبعد، كنت بقول لو كل واحدة رفضت تكون زوجة تانية الرجالة مش هيبقى عندهم فرصة يتجوزوا على مراتتهم ويجرحوهم بعملتهم السودة دى وأول ما حبيت حبيت راجل متجوز.

قالت (قمر):
-انتِ وضعك مختلف عن البنات دول، انتِ حبيتي صادق قبل ماتعرفى انه متجوز أساسا، ولما عرفتى انه متجوز بعدتي علطول ولولا اقسمنالك ووريناكى بالدليل إنه منفصل عن مراته واستمرار جوازه بس عشان فارس انتِ مكنتيش رجعتى المزرعة من تانى ووافقتى تقابليه وتتكلمى معاه..
قطع حديثهما صوت سارة التى قالت:
-هنخرج نقعد برة مع بابا وعمى اكرم ياماما.
أومأت (أمنية)برأسها فاسرع الصغار بمغادرة الحجرة لتقول(أمنية):.

-على فكرة بقى ياقمر انا ممكن اتكلم مع صادق وأتأكدلك من مشاعر أكرم ناحيتك.
قالت (قمر):
-انتوا مش اخدين عهد على نفسكم من وقت الخناقة اللى حصلت ليكم بسببنا زمان لما كل واحد فيكم دافع عن صديقه انكم متجيبوش سيرة الموضوع ده تانى. خليكِ على العهد ياأمنية متشيلنيش ذنب مشاكل تانية تحصلكم بسببي.
قالت (امنية) بإصرار:.

-بس أنا واثقة ان اكرم شايل فى قلبه مشاعر ليكِ والا من غير تردد كان سجنك وخلاكى تدوقى ذل الحبس وقعدة البورش.
كادت (قمر)ان تقاطعها فلم تسمح لها (أمنية)قائلة بسرعة:
-هتقوليلي ان السجن مش هيشفى غليله منك هقولك السجن عقاب شديد لأي مجرم كفاية انه بيخسر فيه حريته وكرامته.
قالت(قمر)بحزن:
-وهو انا معاه مخسرتش حريتي وكرامتي.
قالت(أمنية):.

-لأ مخسرتهمش والدليل على كدة لما حبيتي تشوفينى جيتى وشوفتيني، دى حرية ولا حاجة تانية؟أما عن كرامتك فمعتقدش انك ممكن تقارنى أكرم بشاويش ممكن يخليكى تعملى أى حاجة عشان رفعتى صوتك او اعترضتي.
صمتت (قمر)للحظات قصيرة قبل أن تقول:
-ده ميمنعش انى لسة مش موافقة على الهبل اللى بتقوليه. أكرم مستحيل يكون جواه مشاعر ناحيتي.
قالت (أمنية):.

-لو كنتِ قدرتى تشيلى اكرم من جواكِ رغم غدره بيكى زمان يبقى أنا غلط وانتِ صح.
طالعتها (قمر)بحيرة وكادت أن تقول شيئا ولكن أصمتها سماع طرقات بالباب فسمحت (أمنية)للطارق بالدخول، فإذا به(أكرم)الذى رمق وجه(قمر)بنظرة احتارت فى تفسيرها، ولكنها بالتأكيد تحمل العديد من التساؤلات قبل ان يقول موجها حديثه ل(أمنية):
-مضطرين نستأذن عشان فيه مشكلة جدت فى المزرعة.
ظهر القلق على وجه(قمر)وكلمات (امنية)وهى تقول:.

-خير يااستاذ أكرم!
قال بهدوء:
-خير بإذن الله متقلقيش، هناخد الولاد معانا وهنجيلكم بكرة بإذن الله. يلا ياقمر.
هزت (قمر)رأسها وهى تنظر إلى (امنية)بنظرة تساؤل.
-هل سمع أكرم كلماتك؟!
لتجيبها عيون (أمنية).
-ربما فقد ترك الصغار الباب موارباً.
هزت راسها تلعن كل مايحدث قبل ان تستدير مغادرة تتبع (اكرم)مودعة(صادق)بصمت لازمهم طوال الطريق للمنزل لم يقطعه سوى صوت الصغار وهم يتابعون سقوط حبات المطر على النوافذ، بشغف.

01-03-2022 01:30 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [20]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية غرامة غدر
رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل الحادي والعشرون

دلف (اكرم)إلى حجرة الطعام فتوقف متجمدا وهو يراها تقف مانحة إياه ظهرها تتحدث مع صغيرته (شمس)بحنان قبل ان تميل وتقبلها على وجنتها، ثم تنتقل إلى (فارس)تسأله هل يحتاج لأي شيء وحين اجابها بلا ربتت على رأسه، ثم بعثرت شعر (تيام) بأصابعها وهى تمر به وتثنى عليه وهى تراه يأكل دون تذمر كما إعتادت منه على حد قولها الآن، إستدارت للجهة المقابلة حيث تجلس (سارة)فأصبحت قِبالته، وحينها رأته فتوقفت متجمدة بدورها تراه يطالعها بنظرة أشعلت النيران بقلبها، تنحنح قائلا:.

-احم. لما تخلصى حصلينى على المكتب. بسرعة.
ثم غادر بسرعة دون أن يمنحها فرصة للرد، بينما هى مازالت تنظر فى إثره تحاول تفسير تلك النظرة التى أثارت كيانها بالكامل، والتى جمعت مشاعر عديدة فى طياتها مابين شوق وعتب وشيء آخر لم تدركه ولكنه أرسل إلى قلبها ذبذبات جعلت خفقاته تتسارع بقوة، أفاقت من شرودها على صوت (سارة)وهى تقول:
-عايزة بطاطس كمان ياطنط قمر.

لتسرع (قمر)وتضع لها بعض البطاطس، تاركة أفكارها على جنب قليلا وهي تتساءل عن سر إستدعاؤه لها بتلك السرعة.
فى العين غيم الإشتياق وذنب مشاعر تجتاح القلب.
أغمض عيوني شوقا لغائب لن يعود.
قد كان وهما صنعته بيدي فصار سرابا أودى بحياتي.
يإنّ قلبي لصورة وجهه التى سكنت جفوني طويلا.
قبل الرحيل. ووقت الرحيل. وبعد الرحيل.
قد كان لى كل شيء ولكنى له لم أكن أبدا شيئا.
يإنّ قلبى مطالبا القدر أن يرحم عذابي.

أتمنى فى كل وقت أن يعود بي الزمان إلى لحظة لقائه لأمحوها من حياتي.
ولكننى أعلم أننى رغم الألم سأبقيها، للأبد.
كان يجول كليث جريح فى مكتبه، كم بدت رائعة بين الصغار حتى تمنى هو لو كان صغيرا لتداعبه بحنانها، يدرك ان مشاعرها تجاه الصغار صادقة، هى شغوفة بهم طيلة عمرها وكأنها خُلقت لتكون أم، ولكنها كحبيبة غادرة طامعة فى المال. تخلت عنه فأردته برصاصة الخيانة ولكنه بقي حياً.

ولكن أى حياة تلك التى يرغب وجودها فيها بكل قوة يتمنى أن يرفل فى جنتها حتى وإن أدرك أنها جنة زائفة زائلة ستصير يوما جحيمه على الأرض؟

توقف زافرا بقوة وممررا يده فى شعره بيأس، طرقات على الباب جعلته يستفيق من افكاره الثائرة ويتقدم بإتجاه مكتبه يجلس خلفه ثم يسمح لها بالدخول، دلفت بخطوات ثابتة ظاهريا ولكنه لمح قبضة يدها المضمومة بقوة ليدرك أن التوتر يتملكها مما أراح قلبه قليلا وهو يدرك أنه يؤثر فيها حتى وإن كان تأثيره قلقاً يرسله إلى أوصالها.
تقدمت حتى توقفت امامه قائلة بهدوء:
-حضرتك كنت عايزنى.
أشار لها بالجلوس قائلا:
-أقعدى ياقمر.

جلست (قمر)فأردف على الفور:
-بتحبى حريتك وحياتك قد إيه؟
قالت بحيرة:
-مش فاهمة السؤال.
مال إلى الأمام قائلا:
-يعنى مستعدة تروحى لفين عشان تحمى نفسك من السجن؟
شعرت بالغضب، هاهو يهددها مجددا بإلقائها خلف القضبان، لتقف قائلة بحنق:
-ممكن افهم إيه اللى تقصده من أسئلتك دى؟
أشار لها بالجلوس قائلا بسخرية:
-أقعدى بس ومتتعصبيش قوى كدة، اللى أعرفه عنك إنك مش غبية و بتحسبيها كويس.
طالعته بغضب قائلة:.

-انا فعلا مش غبية بس مش مستعدة كمان أسمحلك تهددنى كل شوية بالسجن، طاقتي ليها حدود يااستاذ أكرم وصدقنى ممكن فى لحظة ميهمنيش حاجة وأرضى بالسجن ولا إنى اتذل أو اهين كرامتي اكتر من كدة.
نهض وإقترب منها قائلا ببرود:.

-وانا معنديش مانع أسجنك وأشفى غليلي منك لما آخد منك تيام وأرميه فى إصلاحية هو كمان بحجة إنه سرق فلوس من خزنتي وانتِ عارفة إنى ممكن أعملها وبسهولة زي ماحصل فية زمان لما حاتم سرق فلوس من باباكِ واتهمني أنا وطبعا والدك صدقه هو ولولا أمي فاطمة اترجته وباست رجله عشان ميبلغش عنى كنت دخلت السجن ظلم. ولا إيه؟

لم يدرك ان الخالة (فاطمة) لم تكن شفيعته وحدها عند أبيها ولكن تهديد(قمر) إياه بقتل نفسها وإلقاء روحها من الشرفة هو ماأنقذ (أكرم)وجعل والدها يعدل عن إتهامه، أصابتها فكرة حبس صغيرها بالهلع فقالت بخوف:
-انت عايز منى إيه بالظبط؟
إبتسم بأريحية وقد شعر بالفوز حين طالع نظراتها الهلعة ونبراتها المهتزة، ليقول بثبات متطلعا إلى عينيها:
-عايز أتجوزك ياقمر.
لتتسع عيناها، بصدمة.

كانوا يلعبون فى الحديقة بينما يقف (فارس)يطالعهم بعد ان رفض مشاركتهم اللعب، يشعر بعدم رغبة (سارة)فى اللعب معه لذا آثر الابتعاد والاكتفاء بمراقبتهم.

يُمثل (تيام)و(شمس)ندّين قويين امام (سارة)لزيادة وزنها الذى جعلها غير قادرة على مواكبة سرعتهما ولكنه لاينكر مهارتها. اتسعت عيناه بقوة وهو يراها تتراجع لتتلقف الكرة دون ان تنتبه لتلك الصخرة خلفها فصاح يحذرها وهو يسرع تجاهها، إستدارت إثر صراخه فاختل توازنها وكادت ان تقع أرضا لكنه كان حدها ليسندها، نظرت إليه بحيرة فأشار إلى الصخرة قائلا:
-كانت هتوقعك وتعورك.

وصل كل من(تيام)و(شمس)اليهما فى تلك اللحظة بينما استقامت(سارة) وهي تقول:
-وليه مسبتنيش أقع. انت مش بتكرهنى؟
-الاخوات عمرهم مابيكرهوا بعض، يزعلوا من بعض أيوة بس لا يحبوا اخواتهم يتإذوا ولا يصيبهم شر.
-وماما؟!
-مامتك دافعت عنى وحميتنى من الأذى مش معقول اكرهها بعد ده كله.
ابتسمت (سارة)قائلة:
-يعنى انت بجد بتحبنى؟!
قال بمرح:
-هي موصلتش للحب لسة بس على الأقل مبقتش عايز اقتلك.

طالعته بغيظ فضحك يشاركه ضحكاته كل من (تيام )و (شمس). لتبتسم (سارة)بدورها قبل أن تقول:
-طب يلا بقى إلعب معانا. هتكون فى فريقي عشان نفوز.
هز رأسه موافقا وهو سعيد بتلك الثقة التى منحته إياها حين قرنت مشاركته إياها، بالفوز.
تأوهت بألم حين اندفع (فارس )يحتضنها فخرج من حضنها جزعا يطالعها بوجل، أمسكت جرحها بيد بينما باليد الأخرى قربته منها مجددا تغالب ألمها بإبتسامة واهنة حانية وهى تقول:.

-متخافش ياحبيبي أنا بخير.
قال (فارس )وقد غشيت عيونه الدموع:
-انتِ بتتألمى بسببي ياطنط أمنية، لو مكنتش...
قاطعته قائلة بحزم:.

-لو أى حد فى مكانك كنت هعمل اللى عملته ده، كنت هدافع عنه بروحي، الساكت عن الحق ياابني بيبقى شيطان أخرس واللى يشوف الغلط ويقف يتفرج يبقى بيشجع الناس على الإجرام لإن المجرمين اللى لسة فى بداية طريق الإجرام ملقوش اللى يقف قصادهم ويقولهم كفاية غلط، لو هتفضلوا بالشكل ده وتتمادوا فى الغلط يبقى مكانكم مش بينا ولا عايزينكم فى مجتمعنا مكانكم السجون مع المجرمين اللى شبهكم.
قال (فارس):.

-يعنى انتِ مش زعلانة منى؟
ضمته إليها قائلة:
-كنت هزعل من نفسي ومش ممكن هسامحها لو سبت المجرم ده يإذيك او يمسك بمكروه، انت بالنسبة لى زي سارة و تيام. انتوا ولادي.
خرج من حضنها يطالعها بعيون مس شغاف قلبها هذا الرجاء الرابض فيهما وهو يقول:
-بجد!
ضمته مجددا وقد غشيت عيونها الدموع قائلة:
-بجد ياحبيبي. والله انت ابني.

مد (صادق)انامله يمسح تلك الدمعة التى سقطت على وجنته بينما ضمت طفلته قبضة يدها الصغيرة على يده وقد وقفا على عتبة الباب يشاهدا مايحدث دون ان يتدخلا، ليبتسم (صادق)لطفلته حين همست قائلة:
-ماما احسن ام فى الدنيا.
هز رأسه موافقا ثم طالع زوجته التى تحتضن طفله، يحمد الله ان هداه إياها لتكون رفيقة دربه وأم لأولاده.
لم أدرك حين جعلت العشق سيدي أنه سيتجبر ويبدل سعادتي مرارة وحزن وشقاء.

فلو عرفت ماإرتضيت قيود العبودية ولأصبحت اليوم حرة أعيش السعادة والهناء.
بدلا من روح تعسة يغمرها أنين العذاب، تتجرع عشقا يقابله صُلف وجفاء.
لو إستطعت لعدت بالزمن فأمزق صك إستسلامي للعشق بعد ان أدركت حقا، كم كنت حمقاء.
-هل تقبلين أكرم ناصر الصياد زوجا لك؟!
رفعت (قمر) عيونها تتأمل المحيطين بها واحدا تلو الآخر.

(امنية)التى هزت لها رأسها مشجعة ثم (صادق)الذى طالعها بهدوء يليه الصغار الذين بدت السعادة على وجههم، خاصة طفلها (تيام)الذى قد ربطته علاقة ود وتفاهم وصداقة مع (اكرم)فى الفترة الأخيرة، ثم (سعاد )التى ألقت لها بقبلة هوائية. حانت منها نظرة إلى تلك التى تطالعها بحقد. لو كانت النظرات تقتل لقتلتها على الفور نظرات (هند)التى يبدو أنها لم تعد تتحمل فغادرت بخطوات سريعة حانقة يتبعها ابن عمها(عبد الله)، انتقلت بنظراتها إلى العم(فاضل)الذى كان يطالعها بحنان وابتسامة مشجعة قبل ان يحرك شفاهه بكلمة مبارك يابتي دون صوت فابتسمت دون وعي لطيبة هذا الرجل السعيد من أجلها ظناً منه أن تلك الزيجة حقيقية، حتى إستقرت نظراتها على (أكرم)الذى كان يجلس أمامها ويطالعها بنظرة غامضة أربكتها وجعلت إبتسامتها تتلاشى وهى تخشى كلمة نعم التى ستربطها به اليوم وتجعله سيدها مجددا يفعل بها مايشاء.

سخرت من نفسها..
وهل يحتاج (أكرم)لعقد زواج كي يربطها به ويصير سيدها؟لم يحتاجه بالماضى فقد كانت روحها معلقة به، ولن يحتاجه الآن او فى المستقبل فمازالت روحها معلقة به تدرك عشقها له رغم كل شيء. إلى جانب مايهددها به ان لم ترضخ له، لذا لابد من الرضوخ والإستسلام لتقول بصوت مرتعش النبرات:
-أقبل.
قال المأذون:
-أعلنكما الآن زوج وزوجة بارك الله لكما وبارك عليكما. وجمع بينكما فى خير.

تعجبت من نظرة الارتياح ان لم تكن سعادة اعتلت وجه( أكرم) وهو يتلقى التهانى من صديقه ولكنه اسرع بإخفاء تلك الملامح ماان رآها تتطلع إليه، لتنشغل عنه بتلقى التهانى بدورها. بقلب يرتعش امتزج فيه الخوف بسعادة أطلت فى قلبها رغما عنها.
وان كُتبت الأقدار لنكون معا فلا تعاند وافتح قلبك لي، لعلى أكن لك ماتمنيته دوما، لعلى اكون لك وطن.

كانت تبكي بحرقة يهتز جسدها بقوة، مجددا تفوز عليها تلك البغيضة وتأخذ حبيبها منها، مجددا تتغلب عليها بجمالها وسحرها الذى يظهر جليا فتسرق كل القلوب حولها وتتركها دون أحد لتحبه ويحبها، مجددا تشعرها بالدونية وأنها لاشيء، جوارها.
إنتفضت على يد وُضعت على كتفها فإلتفتت جزعة وماان رأت(عبد الله)يطالعها بشفقة حتى نزعت يده قائلة بحنق وهى تمسح دموعها بقوة:
-عايز إيه انت كمان؟
طالعها بهدوء قائلا:.

-أنى اللى عاوز أعرف انتِ عايزة إيه دلوكيت؟إيه اللى مزعلك وجاهرك جوى بالشكل ده؟تعرفى لو أنى خابر إنك عتحبيه صوح كنت يمكن إديتك عذر، لكن انتِ عمرك ماحبتيه ولا عتحبيه.
قالت بحنق:
-إش فهمك إنت فى الحب؟انت آخرك يجيبلولك عروسة ويقولولك هى دى اللى هتتجوزها تقوم متجوزها زي اي حيوان عندكم بتجوزوه لأى حيوانة وخلاص.
طالعها ببرود قائلا:.

-لسانك واعر جوى يابت عمي كيف السكين عيإذى ويجرح اللى كدامه عشان يبعده عنيكى وميعرفش كد إيه روحك ضعيفة وخايفة متتحبيش. للأسف معندكيش الثجة الكافية فى نفسك عشان تجازفي وتسمحى لحدا يجرب منيكي ويعرفك صوح يمكن يحبك، لإنك معتحبيش نفسك أساسا. بس تعرفى أنى عرفتك زين وخابر انك من جواكى طفلة محتاجة بس تحس بالأمان والحب ووجتها الجناع اللى عشتي بيه سنين عيزول ويبان أصلك واللى زرعه فيكِ أبوكى الطيب الحاج فاضل، ماسكة فى وهم حبك لأكرم عشانه الوحيد اللى عطف عليكى وعاملك زين وجت ماكان الكل مبعد عنك إكمنك كنتى سمينة حبتين مش إكده؟ أصله ولد أصول وشاف فيكِ اللى شفته بس هو عَدّك خيته وانتِ مجدراش تميزى الفرج، بتعاندي نفسك وبتحرميها تشوف الحجيجة والحجيجة واضحة كيف الشمس، أكرم بيحب جمر وجمر بتحبه واللى جمعههم جدر لايمكن يفرجهم مخلوج، فوجى يابت الناس لنفسك وشيلي الزيف اللى حواليكى وبينى أصلك وجتها عتلاجى اللى يحبك وتحبيه ويبجالك وطن وأمان.

لثانى مرة ينفذ إلى قلبها وعقلها، لثانى مرة تشعر بأنه يراها حقا كما هي من الداخل، يخبرها بما قاله لها قلبها وضميرها مرارا وتكرارا ولكنها ظلت ترفض وتعاند، ولكن تلك المرة لم تقاوم ولم ترفض. هو محق فى كل كلمة والعناد فى تلك اللحظة سيكون محض غباء. مست كلماته قلبها فأزاحت غشاوة أحاطته طويلاً لذا ستفعل مثل ماقال، ستبعد الزيف عن حياتها وتعود تلك الفتاة التى كانتها يوما قبل سنوات عديدة وقبل ان تُغيرها فكرة الحوز على قلب (أكرم)، ربما وجدت حقا من يحبها على طبيعتها ولكن ماذا إن لم تجد؟!

كان يستدير مغادرا فأمسكت يده بسرعة، إلتفت إليها متسائلا، فقالت برجاء:
-خليك جنبي ياعبد الله، خد بإيدي. انا فعلا كرهت نفسي ومبقتش طايقاها. أنا عايزة أرجع هند اللى أعرفها بنت الحاج فاضل اللى كانت اكبر أمانيها إنها تتحب من كل اللى حواليها.

طالعها بتردد فشددت قبضتها على يده تأبى التخلى عنه على مايبدو، نظرة عيونها الزائغة التى تبحث عن الأمان فيه مست شغاف قلبه وجعلته رغما عنه يضم أصابعها بأصابعه قائلا بهدوء:
-يبجى يلا بينا نمشى من إهنه.
ظهرت معالم الراحة على ملامحها وإبتسمت تهز رأسها موافقة تسير بجواره وقد شعرت فى تلك اللحظة بالأمان، لأول مرة.

01-03-2022 01:31 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [21]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية غرامة غدر
رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل الثاني والعشرون

توقف المطر.

ربما تكون الليلة آخر عهدهم مع فصل الشتاء وقد بدأ فصل الربيع بالفعل وصار النسيم عذباً يصافح الوجوه ويعانق القلوب، بدت الحديقة ساحرة مع سطوع القمر بدرا فى السماء تبعث فى النفس راحة كبيرة لتصير السويعات الأخيرة من الليل رائعة وكأن هموم تلك الليلة قد غسلها المطر فصارت نقية كعذراء خجول ولكنه هو وحده من لم يتأثر بجمالها يقف أمام سور شرفته يقبض عليه بكفيه فى قوة، يتذكر كم حلم بتلك الليلة طيلة عمره وكيف أصبحت. لم يجد من ذكرياته سوى أطلال زائلة وأماني ضائعة بين الأيام والسنوات وعشق وارته الخيانة وترك غصة فى الحلق ونفس تتمزق بين حنين و ألم.

حتى وإن أراد ترميم حطام تلك الذكريات التى تهدمت فعبثاً يفعل، فمازال القلب يعانى جمر الخيانة ومازال لم يسامح.

أغمض عيناه وهو يدرك وجودها بالداخل تنام فى سريره بعد أن امرها بذلك، أرادت هي النوم على الأريكة ولكنه رفض بشدة يخبرها انه غير مستعد البتة لإثارة التساؤلات إن دلفت (شمس)إلى حجرته كما تعودت دوما ووجدتها تنام على الأريكة يعلم انه يكذب عليها فلن تدلف (شمس)إلى الحجرة دون إستئذان ولكن رغبته الدفينة والتى إستقرت بقلبه سنوات عديدة أجبرته على الإنصياع لها، زواجهما على الورق حقا ولكنه لن يمنع نفسه من تلبية امانى قلبه التى لطالما رغبها ربما ليتخلص منها للأبد.

فتح عيونه وهو يدلف إلى الداخل يتأمل تلك النائمة بعيون ترددت فى البداية ثم حسمت قرارها وهو يقترب. تجرى عيونه على ملامحها بالكامل.
جميلة هي كالقمر الذى ينير عتمة الليل بل هي هذا القمر الذى ما ان يغيب حتى يترك لنا الليل البهيم نتخبط فى طرقاته، نقع وننهض نحاول العثور على دربنا الذى أضاعته خطواتنا دون جدوى فقد اختفى القمر ومع اختفاؤه أظلم الطريق وتاهت الخطوات.

عقد حاجبيه وهو يرى آثار دموع على وجهها. قد تعلقت بأهدابها دمعة، يدرك انها بدورها غير سعيدة بهذا الإرتباط وقد جمعها القدر به رغما عنها بعد سنوات لتتزوج من رفضته طمعا بالمال، هو الآن يملك هذا المال ولكنه لم يعد كما كان وإدراكها كرهه لها هو مايؤرقها. ربما لو كان كالخاتم بإصبعها كحاتم لكانت سعيدة بتلك الزيجة...

نفض تلك الأفكار البغيضة عن رأسه والتى تجعله يود لو مد يديه وأمسك رقبتها الجميلة يخنقها حتى الموت ليرتاح عقله. الليلة تحقق فيها احد أحلام الماضى فليدعها تمر بسلام.
وجد نفسه يمد انامله ويمسح تلك الدمعة فتحركت اهدابها متململة. أبعد انامله على الفور وكاد أن يبتعد ولكنها فتحت أهدابها وطالعته بنظرة ساحرة جمدته فى مكانه، نظرة ذكرته بقمر فى الماضى.

حالمة هي. بريئة كطفل بالمهد. قاتلة. تُسرع من خفقاته حد الألم. زين ثغرها الكرزي إبتسامة تشبه نظراتها وهى تلفظ حروف إسمه بحب قبل أن تغلق عيناها مجددا وتعود للنوم تاركة إياه فى حالة غريبة من العشق وكأن تلك السنوات العجاف لم تمر عليه.
وكأنها لم تخن يوما.
وكأنه لم يفارقها أبداً.

أراد ضمها فى تلك اللحظة بكل ذرة فى الكيان وكأن عقله قد تغيب كلية وتوقف عن الوجود، ليعود إلى رشده بمعجزة ويتوقف عن هذا التصرف الجنوني الذى كاد أن يؤتيه، زفر بقوة. سيكون النوم جوارها مع تلك الأحاسيس التى راودته قاتلا ولكنه لن يحرم نفسه قربها حتى وان كان لليلة واحدة.

جر قدميه جراً إلى جانبه من السرير وتمدد فتجمد مجددا وهو يجدها تتقلب وتضع يدها على صدره تُشعل النيران بقلبه. تتمسح بوجهها فى صدره تلتمس الدفء على مايبدو. ورُغما عنه شعر بالإكتمال.

. شعور لم يراوده منذ سنوات، كره نفسه لإستمتاعه بقربها ولكنه لم يقوى على إبعادها حتى مع شعوره الحارق بالغيرة وهو يفكر بأنها كانت تنام هكذا فى حضن غريمه، أغمض عيونه بقوة يحاول أن يبعد تلك الصورة عن مخيلته يقضى على افكاره السوداء تلك، يمنح نفسه ليلة واحدة ينام فيها بسلام لتقفز إلى عقله تلك العبارة التى سمعها منها يوما.
انا خلاص جربت حظي مرة ومش ممكن هعيدها تانى مهما حصل، حاتم خلانى..

أثارت تلك العبارة حيرته مجددا وتساءل عن مقصدها، فتح عيونه وعقد حاجبيه وعبارة اخرى تطل على عقله وتزيد من حيرته.
-لو كنتِ قدرتى تشيلى اكرم من جواكِ رغم غدره بيكِ زمان يبقى انا غلط وانتى صح.
لقد سمع (أمنية)تقول تلك العبارة أيضا بالمشفى، ترى ماالذى كانت تقصده بكلماتها تلك؟هل احبته يوماً؟

العديد من علامات الإستفهام تتقافز إلى عقله وتجبره على البحث عن إجابات وإلا أصابه الجنون، ولكنه بالتأكيد سيدعها للغد وسيكتفى فى تلك اللحظة أن يلبي نداء قلبه وهو يضمها إلى جواره، يغمض عيناه وينام، بسلام.

كانت تعد شطيرة ل(شمس)وعقلها شاردا فى (أكرم)الذى إختفى اليوم تماما، فلقد استيقظت صباحا ولم تجده بالغرفة مكانه باردا وكأنه لم يطق وجوده جوارها بينما شعرت هي بأنها فقدت شيئا ما بذهابه، ربما هو هذا الدفء الذى غادرها بغيابه تتذكر إستيقاظها ليلا وإكتشافها حقيقة وجودها بين ذراعيه هانئة دافئة مطمئنة تستمع إلى خفقات قلبه الهادئة وتتسلل إليها رائحته العطرة فتدمغ أحاسيسها بسكون تام وحضور محى كل غياب وازال برودة الفراق ولوعة الهجران. ورغم شعورها بأنها فى مكانها الصحيح بين ربوع الوطن إلا أنها أرادت الإبتعاد فقربه يزيدها شوقا إليه وقلبها الخائن يزداد توقا، حاولت التململ من بين ذراعيه فإزداد هو ضما لها وكأنه يأبى التخلى عنها بدوره أم هذه أحلامها؟لا يهم. تركت نفسها تنعم بحضنه حتى وان كان ذلك فى منامه ودون وعيه وها هي لم تنعم طويلا بقربه وما إن أفاق حتى ذهب بعيدا عنها وتركها تعانى فرط الشوق ولوعة الفراق وحدها، مجددا.

أفاقت على صوت (شمس)وهى تقول بمرح:
-أنا مش عايزة ساندوتش مربى ياطنط قمر.
نظرت (قمر)إلى الشطيرة بحيرة فوجدتها بالفعل تعد شطيرة مربى وقد أرادت (شمس)شطيرة جبن، فإبتسمت وهى تضعها على جنب تُعد شطيرة اخرى قائلة:
-معلش ياشموسة. الظاهر من كتر التعود أصل تيام بيحب ساندوتشات المربى أوى.

طالعت (شمس)(تيام)الذى اومأ لها برأسه موافقا على كلمات والدته وهو يشير لها بشطيرة المربى فى يده فإبتسمت له (شمس)بينما منحت (قمر)الشطيرة للطفلة وهى تأخذ بعض الأطباق الفارغة قائلة:
-كلوا ساندوتشاتكم وأنا هودى دول واجيب اللبن، اللى هيخلص ساندوتشه الاول ليه مكافأة عندى.

هلل الصغيران فإبتسمت بحنان وهى تأخذ الاطباق وتتجه إلى المطبخ بسرعة. لم تنتبه للدالف إلى الحجرة فإصطدمت به بقوة ووقعت الأطباق من يدها. كادت ان تقع ولكنه أسرع بإسنادها مقربا إياها منه فتقابل الوجهان وتصادمت العيون، انفاسهم الساخنة إمتزجت فأثارت النيران بأجسادهم العاشقة لتصرخ الأرواح وتنادى العاشقين بالإستسلام ففى العيون استقر العشق وفى القلوب خُلّد وعانق كل ذرة فى الكيان فجعلها تنبض بالحياة.

رأت فيه حبيب الماضى فكانت أول من إستسلم لعشقه، إرتعش الثغر مطالبا بالإرتواء ونادت العيون.
=ظمآنة فإسقني من رحيق العشق حتى أكتفي ولن اكتفى أبدا.
و بينما كان قلبه يرضخ مقتربا ليلبي النداء ويروى ظمأه بدوره أطلت ذكرى أطاحت بمشاعره. ذكرى غدر عانى منه طويلا و مازال يعانى أثره، كانت هى وهى وحدها السبب فيه، سمعته يقول بنبرات هامسة امتزج فيها الألم بالكره:
-لسة حقيرة وبتمشى ورا غرايزك.

تأملت ملامحه بصدمة فإبتعدت رويدا رويدا، وملامحها تتمزق الما قبل أن تقول بصوت هامس مازال متهدج المشاعر:
-مش أحقر من واحد بيستغل ضعف أم عشان يغصبها تعمل اللى هو عايزه، على الأقل أنا عندى مشاعر الدور والباقى على اللى معندوش أساسا قلب وكل اللى جواه صخر لا بيحس ولا هيحس فى يوم.

قالت كلماتها وأسرعت تغادر من امامه فتبعها غاضبا ينوى تقريعها ولكن ماان وقف أمام باب المطبخ حتى وجدها منهارة بين ذراعي (سعاد)تبكى بحرقة كما لم يشاهدها من قبل، فأزالت دموعها كل غضب فى قلبه وكأنه لم يكن، لقد اراد إيذائها كما آذته من قبل ولكنه يدرك فى كل مرة أنه كما يؤذيها يؤذى ذاته، وبقوة.

طالعها وهى تستعد لدخول السرير بملامح منهكة من البكاء خالية من المشاعر. باردة وكأنها أرادت ان تقول له دع بيني وبينك حدودا لا تتخطاها، وجد نفسه يقول دون وعي:
-أنا آسف. سامحيني.
تجمدت يدها على هذا الدثار الذى أزاحته لتنام وهي تطالعه بملامح دهشة تخلت عن قناع برودتها فاقترب منها حتى توقف أمامها قائلا:.

-أوعدك إنى مبقتش أأذيكي تانى ولا أسمعك كلام يجرحك، بينى وبينك فترة هنقضيها قدام الناس متجوزين وبعدين هيروح كل واحد منا لحاله.
حاولت أن تنفذ إلى أعماقه تتساءل عن السبب ولا تدرى انها تفوهت بسؤالها سوى حين أجابها قائلا:
-كل مرة بأذيكى فيها بأذى نفسي ياقمر وأنا مبقتش قادر أأذى نفسي أكتر من كدة، انا تعبت وطلعت أضعف من إنى آخد بتار أمي عشان ده خاين.
كان يشير إلى قلبه وهو يردف:.

-خانى لتانى مرة ومقدرش ينفذ اوامرى وكأنه واقع تحت سحر. سحرك انتِ.
كادت ان تقول شيئا ولكنه رفع إصبعه أمام شفتيها يصمتها وهو يقول:
-مش عايز منك أي كلمة تخلينى أرجع أأذيكي من تانى، وحياة تيام عندك متحاوليش تبرري أي غدر حصل منك لإنى رغم سحرك مش قادر أسامحك ولا هقدر فى يوم من الأيام وده ملوش غير معنى واحد. اننا لازم نتفارق لانى مبقتش حمل عذابك ياقمر ولا عايزه.

إرتعش ثغرها تحت إصبعه فإبتعدت عيونه عن عشبيتيها الرائعتين وتعلقت بثغرها الذى لطالما ذاق شهدهما حتى أن روحه الآن تتوق لأن يضرب بكل شيء عرض الحائط ويميل مقبلا إياها، لم يدرك أنه قام بذلك بالفعل سوى حين أُخذت أنفاسه منه حرفيا وهو يقبلها بكل شغف فوجدها تبادله قبلته بشغف مماثل تضمه بعشق فاعتصرها بين يديه، يقبلها ويقبلها حتى توقف فجأة ثم ابتعد يطالعها بصدمة وتطالعه بخوف من كلمات يلقيها إليها كلما غلبتها عاطفتها حقيرة تتبع غرائزها لترفع يدها وتسد أذنيها عن تلك الكلمات ولكنها مالبثت ان أنزلتهما وهى تراه يغادر الحجرة بسرعة دون أن ينطق بحرف، رفعت أصابع مرتعشة تتلمس ثغرها الذى مازال نديا بقبلاته قبل ان تنهمر دموعها مجددا كشلالين صغيرين وهى تجلس على السرير وقد ظنت أن تلك الدموع قد نضبت ولكن اتضح كعادتها مؤخرا أنها كانت، مخطئة.

قال (فاضل)ببشر:
-والله فرحتونى ياولاد، بس فترة الخطوبة دى مش كبيرة حبتين؟
قال(عبد الله):
-لع ياعمي مش كبيرة ولا حاجة، متنساش إنى لساتنى غريب عن بت عمي وهي كمانى غريبة عنى وفى الفترة دى هنعرفوا بعض اكتر ونتعودوا على بعض.
هز الحاج (فاضل)رأسه قائلا:
-معاك حج ياولدي بس عتتعرفوا على بعض كيف وانت فى يمة وهي فى يمة تانية واصل. هنعاود البلد إياك ونترك ارضنا؟

أرادت (هند)ان ترفض بقوة فهي لا ترغب بالعودة إلى بلدتها والبقاء مع عائلة والدها التى رفضت والدتها زوجة لوالدها فاضطر (فاضل)ان يبتعد عنهم، نعم تدرك ان زيجتها هى باب إلى الوطن وجسر يمدونه بين العائلتين ولكن ماذا إن لم يتقبلوها. فهى نسخة من والدتها كما يخبرها والدها دوما، افاقت من أفكارها على صوت (عبد الله)وهو يقول:.

-لع مش هنعاود، انى خابر إنك خايف على هند منيهم ومجبلتش الجوازة دى غير لما عرفت انى مش هعيش وياهم بحكم سفرى بلاد برة وشغلي لما عاود فى الاسكندرية، أنى خبرتهم انى هتنجل مابين المزرعة إهنه والإسكندرية فى فترة الخطوبة دى، لحد ما نتجوز انى وهند ياعمي وهم وافجوا.
أخذت (هند)انفاسها بإرتياح ليغصّ قلبها حين قال والدها بوجل:
-وجلتلهم ياولدي ان السنة دى لأجل تتعودوا على بعض؟

إبتسم (عبد الله)بوقار وهو يعدل نظارته بخجل قائلا:
-لع ياعمي. لا أهلى ولا عشيرتي هيتجبلوا الكلام ده وعيجولوا عليه حديت ماسخ وانت خابر. أنى جلتلهم إنى مشغول السنة دى برسالة الدكتوراه وإنى أجلت للسنة الجاية عشان يعنى. آخد عروستي وأسافر وأتفرغ لها بجى ومنشغلش عنيها.

تطلعت إليه(هند)وهى تتعلق بملامحه وكلماته، تدرك أنها فى طريقها للإعجاب بهذا الرجل الرزين الذى استطاع بعقله وروحه ان ينفذ إلى عقلها وها هو يتسلل إلى قلبها ليمحو كل وهم تملّكها وسيطر عليها وجعلها تتصرف برعونة، يدعمها ويدعم والدها أمام عائلته. يحول دون المساس بهما ولو بكلمة، يجبرها على إحترامه والثقة به بلا حدود ومابداية الحب سوى إحتراما يربض بالقلب وثقة تدعمه وتؤازره.

أفاقت من أفكارها على صوت والدها وهو يقول:
-روحتي فين يابتي؟
أشاحت بعينيها التى تعلقت بعيون(عبد الله) فى تلك اللحظة لتنظر إلى والدها قائلة بإرتباك:
-مروحتش فى حتة أنا معاكم أهو.
قال والدها:
-اومال مجلتيش رأيك ليه فى الحديت ده عاد؟
عادت بعينيها إلى (عبد الله)الذى نفذت نظراته إلى أعماقها فقالت كالمغيبة بنبضات تتسارع كالمطرقة:
-مفيش كلام بعد كلامك يابابا.
قال(فاضل)بحيرة:.

-بس ده مش كلامي يابتي، ده كلام ولد عمك.
مازالت عيونها معلقة به يسحبها إليه بقوة، تدرك أنها أشهر معدودة أو أسابيع وتصبح له كلية وربما طلبت منه هي شخصيا أن يُعجل بالزواج لتقول بصوت حمل مشاعرها:
-انتوا التنين عندى واحد ياأبوي.
تبسمت عيون (عبد الله)وحنان غريب تسلل إلى عيونه فشملها بالكامل وهدهدها بين ثناياه بينما قهقه (فاضل)قائلا:
-آدام بتي إتكلمت بلهجتنا يبجى بشرة خير ياولادي ونتوكل على بركة الله.



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7008 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4070 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3104 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2978 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3425 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، غرامة ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 01:38 مساء