أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية غرامة غدر

كانت عودته بمثابة عودة إلى جحيم الماضى ولكنه لم يعد كما كان قبل الرحيل،فلقد تخطى خيبات الامل وتجاوز حُرقة القلب وصار صلد ..



01-03-2022 01:29 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [16]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية غرامة غدر
رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل السابع عشر

وضعت (قمر)الهاتف مابين عضديها وهي تمنح (تيام)ملعقة الدواء قائلة:
-آه والله ياامنية. زي مابقولك كدة بالظبط، خَدنا على بيت المزرعة لغاية مايظبطوا الكوخ من تانى. افتح بقك كويس ياتيام.
منحته الدواء ثم اعتدلت وهى تربت على رأسه بحنان، ثم تنهض من مكانها وتتجه إلى الشرفة تسمع (أمنية )تقول:
-أقطع دراعى ان ما كان أكرم لسة بيحبك ياقمر.
قالت (قمر):.

-انتِ اتجننتى؟بيحبنى إيه بس؟كل الحكاية انه حب تيام واتعلق بيه وده اللى خلاه سمحلنا بالقعاد هنا، انتى لو شفتى بيعامله ازاي.
قالت(امنية)بحيرة:
-ودى حاجة تزعلك ياقمر؟
وضعت(قمر)يدها على السور وتنهدت قائلة:
-لأ طبعا متزعلنيش بس فى نفس الوقت تقلقنى.
قالت(أمنية):
-ليه طيب؟
قالت قمر بحنق:
-يعنى مش عارفة ليه ياأمنية؟
لتزفر مردفة:.

-عموما أنا مش عايزاه يقرب منى تانى أو يقرب من إبني، عايزة أقطع كل حاجة بينى وبينه لانى اكتشفت انى ضعيفة قوى من ناحيته ومشاعرى لسة متعلقة بيه وهو زى ماهو. لا حبنى ولا عمره هيحبنى، كنت سِلم زمان عشان يوصل للى هو عايزه ودلوقتى بقيت واحدة بينتقم منها وبس. وفى وسط ده كله أنا متعلقة لا قادرة أكرهه ولا عارفة أبطل أحبه، قربه من تيام خطر علية وعليه وبعادنا عنه هو الخطوة السليمة اللى مش قادرة أنفذها، نفسى آخد ابنى واهرب من هنا بس عارفة انه هيدور علية، أكرم عارف عنى كل حاجة وكمان بقت ايديه واصلة. يعنى مسألة وقت قبل ما يوصلى وساعتها هيفرق بينى وبين تيام.

تنهدت(أمنية)قائلة:
-طب والعمل هتفضلى فى العذاب ده لحد امتى؟
قالت:
-لحد ماربك يفرجها.
طرقات على الباب جعلتها تقول:
-اقفلى دلوقتى الظاهر جه.
قالت( امنية):
-طيب سلام. سلام.
أغلقت(قمر)الهاتف بينما رأته يدلف إلى الحجرة بطلته الرائعة تلك التى تسلبها خفقاتها. خاصة وهو يبتسم للصغير قائلا:
-ازيك دلوقتى عامل ايه ياتيام؟
هز (تيام)رأسه قائلا:
-بخير الحمد لله.

دلفت(قمر)إلى الحجرة فى ذلك الوقت فتعلقت عيناه بها تمر على تفاصيلها قبل ان ينتبه لنفسه مشيحا عنها بوجهه وموجها الحديث ل(تيام) قائلا:
-شمس كانت مصممة تيجى تلعب معاك بس أنا أجلت اللعب لحد ماتبقى كويس بجد.
قال(تيام):
-انا كويس صدقنى وياريت تبقى تسمحلها تيجى تقعد معايا، ماما بتنزل الشغل وببقى قاعد فترة كبيرة لوحدى.

هذا الطفل بالتاكيد يشعر بالوحدة، يشبهه كثيرا حين كان صغيرا مثله، لا أهل ولا اصدقاء ولا عائلة. فقط هو حتى دلفت هى الى حياته.
نحى ذكرياته جانبا وهو يقول:
-انت عندك ربو من امتى ياتيام؟
شعرت (قمر)بالتوتر وهو يتطرق الى هذا الموضوع تسمع (تيام)يقول:
-ماما قالتلى انى مولود بيه وانى لازم آخد بالى من صحتى لان أزمة ربو ممكن تموتنى.
قال(أكرم) بحنان:.

-ماما عندها حق. لازم تاخد بالك من نفسك فعلا ولو عملت كدة هتبقى زى الفل.
ليخرج من جيبه منشقة إغاثة مردفا:
-الجهاز ده ميفارقش جيبك أبدا لانه بالنسبة لك حياة.
ناوله إياه وهو يخرج من جيبه الآخر منشقة إغاثة اكبر قليلا مردفا:
-زى ماجهازى مابيفارقش جيبي أبدا.
اتسعت عينا(تيام)قائلا:
-انت عندك ربو زيي؟!
هز (أكرم)راسه قائلا بابتسامة:.

-عندى. كانت زيك فى الأول كدة وأنا صغير. نوبة أو اتنين فى الأسبوع ومع العلاج بقت نوبة كل شهر ودلوقتى مبتجليش غير لما أتعصب قوى او أشم ريحة دخان جامدة زي اللى انت شميتها دى.
قال(تيام):
-وانت لما أنقذتنى مخفتش من الدخان يأثر عليك.
قال(اكرم) وهو يهز رأسه نفيا:
-لأ مخفتش. لما تكون حياة حد فى خطر وقتها لازم نمدله ايد المساعدة لاننا لو فكرنا فى نفسنا عمرنا ماهنساعد حد ياتيام.

قال(تيام)وقد اعتلت وجهه نظرة اعجاب قائلا:
-انت مختلف اوى عن بابا ياآنكل.
نهرته (قمر)قائلة:
-تيام!
صمت (تيام)واطرق برأسه فربت (اكرم)على يده قائلا:
-همشى دلوقتى وابعتلك شمس تسليك لإنى عايز ماما فى كلمتين.

رفع(تيام)إليه عيون ممتنة امتزجت بالحزن فى نظرة أذابت قلبه وجعلته يتعلق أكثر بهذا الصغير الذى رأى فيه نفسه، كما رأى نفسه فى (فارس)ولكن هذا الصغير يمتلك قلبا حساسا ونفسا رقيقة تذكره بما كانت عليه(قمر)قبل ان يكتشف أنها مخادعة.
نهض بهدوء واستدار مغادرا ولكنه توقف دون أن يلتفت إليها قائلا ببرود:
-حصلينى على المكتب.

ثم غادر بخطوات سريعة بينما ظلت هى ساهمة واجمة، فمنذ أن قال أنه يريدها فى حديث خاص وهى ترتجف، تتساءل عن مبتغاه الذى تدرك أنه بالتأكيد ليس فى صالحها ولكنها مُجبرة على الانصياع له حتى فرج قريب، لذا فقد ألقت لطفلها نظرة حانية قبل أن تتبع (أكرم)بقلب مرتعش.
دلفت إلى المكتب بخطى ثابتة وهى تتطلع إلى الذى رمقها بثبات بدوره لتتوقف أمامه قائلة:
-خير يااكرم بيه.
قال بهدوء وهو يفتح زر سترته جالسا:
-اقعدى ياقمر.

قالت:
-انا كدة مرتاحة.
قال بنبرة صارمة:
-قلتلك اقعدى.
جلست بحنق تطالعه بينما اردف هو قائلا:
-الحاج فاضل وبنته وابن اخوه جايين يتغدوا معايا بكرة.
قالت بهدوء:
-تحب نحضرلهم ايه على الغدا؟
قال بحنق:
-انا مش نادهلك عشان الأكل، انا عايز أخطبك.
نهضت كالملسوعة تواجهه بملامح اعتلتها الصدمة قائلة:
-انت اتجننت؟!
نهض وامسك ذراعها بقسوة قائلا:
-احترمى نفسك وخدى بالك من كلامك.

ظهر الألم على وجهها فترك ذراعها على الفور وهو يلاحظ تلك العلامات التى تركتها أصابعه على ذراعها البيضاء، ليقول بحنق:
-الخطوبة مش بجد. كدة وكدة يعنى. قدام هند وباباها.
شعرت بالغضب وهى تقول:
-ممكن اعرف سبب التمثيلية دى؟
قال بهدوء:
-زي ماشفتى هند بتحبنى وانا عايز أبعدها عنى، حاولت بحجة انى بحب واحدة تانية لكن هى مااقتنعتش ومصممة تتجوزنى.
قالت(قمر)بسخرية رغم تلك الغصة التى اعتصرت قلبها:.

-وليه رافض الجواز منها؟دى بتحبك من زمان قوى وبصراحة شبهك. يعنى لايقين على بعض قوى.
تجاهل الشِق الأخير من جملتها وهو يستشعر بعض الغيرة فى نبراتها أصابته بالتسلية قائلا:
-لو على اللى بيحبونى فكتير وهند مش اول واحدة ولا هتكون آخر واحدة.
استشاطت غيظا بينما يردف:
-المشكلة مش فى انها بتحبنى، المشكلة فى ان باباها عايز يجوزها ابن عمها ولو محصلش هيتضايق جدا وممكن يتعب وأنا ميرضنيش تعبه.

قالت رغم الالم فى قلبها:
-وليه يتضايق؟عم فاضل بيحبك جدا واكيد بعد اللى وصلتله هتكون فرصة اكبر من مناسبة لبنته.
مال يقترب منها حتى لفحتها انفاسه الساخنة وهو يقول:
-عندى احساس انك عايزة تخلصى منى بالجواز.
تراجعت برأسها تطالعه بحنق، فابتسم ساخرا وهو يعتدل قائلا:
-عموما. انا مبحبهاش وبحب واحدة تانية فعلا.
قالت بنفاذ صبر:
-ولما انت بتحب واحدة تانية متخليها تيجى وتكون مكانى خطيبة ليك قدامهم.

سار باتجاه المكتب قائلا بسخرية:
-هيحصل بس مع الأسف مش دلوقتى لان وراها شغل برة ولسة مخلصتوش.
اذا هو يحب فتاة اوربية على الارجح او ربما من اصول عربية وتعيش بالخارج، لا يهم. المهم هو هذا الألم فى قلبها والذى يخبرها مرارا وتكرارا أنها مازالت، تحبه.
رفعت إليه عيون باردة وهى تقول:
-والتمثيلية دى قدامها قد ايه؟
قال بهدوء:
-معلش تعالى على نفسك ياقمر هانم كل الموضوع شهر بالكتير.
هزت رأسها ثم قالت:.

-فيه حاجة تانية ولا أقدر أمشى.
أشار لها بالذهاب فغادرت قبل ان يجلس هو على مقعده ويظهر على ملامحه التفكير.

تعالى صوت شجار يأتى من الشارع، تناهى إلى مسامعها إسمان جعلاها تهرع إلى النافذة وقلبها يتوجس خيفة أن يكون احد طرفى الشجار هو (فارس)ابن زوجها (صادق)لتتاكد مخاوفها بالفعل وهى تراه يصارع (عصام) الولد الشقي والذى يفتعل المشاكل مع كل أولاد الحي كانوا يتبادلون اللكمات بينما تجمهر الناس حولهم لا أحد منهم يحاول فض النزاع أبدا يخشون اجرام الصبي، أسرعت تسحب هاتفها وتتصل ب(صادق )تخبره بما يحدث وهى تخرج من الشقة تهبط الدرج بسرعة، أجابها (صادق)وامرها أن تظل بمكانها ولا تتدخل مطلقا بينما هو قريب من المنزل سيتصرف ويفض نزاعهم بنفسه، لم تستطع (أمنية)الامتثال لأوامره تخشى ان يصيب (فارس)مكروه ولا احد إلى جانبه فى مقابل هذا الولد سيئ السمعة، اقتربت منهما بينما يشهر (عصام)سلاح أبيض فشهق جمهور المشاهدين للحدث وهو يهاجم (فارس)، أسرعت (أمنية)وأمسكت بخشبة وجدتها فى طريقها لتضرب يد (عصام)بها فوقع السلاح من يده وهو يمسك يده بألم، أسرعت هى إلى(فارس)تقول بلهفة:.

-انت كويس؟
أجابها من بين أنفاسه المتسارعة:
-أنا كويس، صدقينى أنا معملتش حاجة هو اللى..
قاطعته قائلة:
-عارفة، المهم انك بخير.
ثم استدارت تواجه الجموع قائلة بغضب:
-لحد امتى هتفضلوا ساكتين عليه؟لحد مايموت حد من ولادكم، ساعتها بس هتتحركوا مش كدة؟
أطرقت بعض الرءوس خجلا، بينما قال أحدهم:
-وهنعمل ايه بس يامدام؟نبلغ عنه وبعدين يخرجوه اهله وينتقم مننا فى ولادنا.
قالت بحزم:.

-كدة كدة ولادنا فى خطر، بس لازم نعلمهم ميسكتوش عن الظلم ويطاطوا راسهم ويخافوا، واننا نموت واحنا بندافع عن الحق أحسن مانعيش والجبن مالى قلوبنا وكأننا مش عايشين أساسا.
تعالى صوت تحذير احد السيدات وهي تقول بجزع:
-حاسبى يابنتى.

شعرت (أمنية)بألم حاد فى ظهرها قبل أن تسود الدنيا امام عينيها وتقع مغشيا عليها وقد طعنها (عصام)بسلاحه فى ظهرها، بينما هرع إليها (فارس)يصرخ بإسمها والدموع تغمر وجهه يطالبها بأن تفتح عيونها، يتوسل إليها ألا ترحل كما رحلت أمه، ثارت الدماء فى عروق بعض الرجال الذين تأثروا مما حدث واقتنعوا بكلماتها ليهجموا عليه هجمة رجل واحد ويكبلوه ساحبين منه السلاح ومطالبين المشاهدين بصمت الاتصال بالشرطة والاسعاف، ليصل (صادق)فى تلك اللحظة وتتسع عيونه بقوة وهو يرى مايحدث تتعلق روحه بصورة زوجته المسجية أرضا مُدرجة فى دمائها يحتضن (فارس)يدها بضعف ويناديها بدموع وصوت مذبوح، ليشعر فى تلك اللحظة بالضعف وأنه على وشك الموت حقا.

01-03-2022 01:29 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [17]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية غرامة غدر
رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل الثامن عشر

تأملت (قمر)نفسها فى المرآة تُعدّل ياقة فستانها عُشبي اللون. مرت بيدها على طوق شعرها مرورا بخصلاتها ثم مالت تقترب قليلا من المرآة تمر بأناملها على حُمرة شفتيها ثم تتامل وجهها قبل ان تمسك المنديل وتمسحه بالكامل تاركة شفتيها بلونهما الطبيعي الجذاب ليقول (تيام)ضاحكا:
-ياماما انتِ كدة زي القمر، انزلى بقى عمى أكرم بعتلك دادة سعاد مرتين.
استدارت تطالعه بارتباك قائلة:
-بجد شكلى حلو؟!

هز رأسه بإبتسامة فابتلعت ريقها قائلة:
-طيب خلاص هنزل متنساش تاخد دواك بعد نص ساعة ومتلعبش كتير على تليفونك. مفهوم.
هز رأسه مجددا بإبتسامة قائلا:
-مفهوم. أى أوامر تانية؟
هزت رأسها بلا ثم قالت:
-ادعيلى.
قال لها بمرح:
-هو انتى داخلة حرب؟ده عمى فاضل وطنط هند اللى جايين لعمى أكرم، يلا ياماما توكلى على الله.
قالت بدهشة:.

-اتوكل على الله، ماشى ياتيام أنا نازلة بس لما هطلعلك هشوف بتتفرج على مسلسل ايه وأحذفه من التليفون.
رفع حاجبيه صعودا وهبوطا قائلا:
-هكون خلصته.
رفعت حاجبها قائلة:
-بقى كدة.
اقتربت منه مردفة:
-طب هاته.
اخفاه خلف ظهره قائلا:
-خلاص خلاص. أنا آسف.
حدجته بنظرة منتصرة قبل أن تستدير مغادرة بإبتسامة مالبثت ان اختفت مع اقترابها من الحديقة، حيث يجلسون.

كان (أكرم)يجلس بجوار العم (فاضل) على الأريكة بينما يجلس أمامه على مقعدين منفصلين كل من( هند )و(عبد الله)، وجده رجلا وقورا تبدو على ملامحه الرزانة، يخرج عن رزانته تلك ويبدو عليه الحنق تماما كلما تبسطت (هند)فى الكلام معه او ضحكت بصوت عال. حانت منه نظرة إلى باب المنزل. تأخرت(قمر)فى الحضور وبدات (هند)تحاصره بكلماتها ونظراتها، ترى ماالذى يؤخرها هكذا؟

احتبست أنفاسه وتعلقت نظراته بها وهي تطل من الباب بفستان بسيط عُشبي اللون ولكنه بدا رائعا عليها، يدرك تماما أنه يماثل لون عينيها، تركت شعرها مُنسدلا لأول مرة منذ عودته فتحررت خصلاته وأصبحت كأشعة شمس ذهبية تتهادى مع خطواتها الرقيقة، تتبع الجميع عيونه التى استقرت على شيء ما فوجدوها تقترب منهم بخجل، تعلقت بها كل العيون المعجبة والحاقدة حتى وصلت إليهم قائلة بصوت رقيق:
-مساء الخير.
قال العم(فاضل)بترحاب:.

-مساء النور يابتي، ما شاء الله طالعة كيف الجمر. صوح اسم على مسمى.
ابتسمت بخجل قائلة:
-تسلم ياعمى.
قال(عبد الله)بصوت امتزج فيه الفضول بالإعجاب:
-مش تعرفنا ياأستاذ اكرم، الآنسة تبجى خيّتك؟!
قال(اكرم)بصوت حمل حنقه:
-لأ مش أختي.
تمالك نفسه وهو ينهض يمسك بيدها وسط دهشتها ويسحبها إلى جواره لتجلس قائلا:
-قمر الجمال خطيبتى.
جلست بإرتباك فأردف قائلا:.

-انتِ عارفة طبعا الحاج فاضل وبنته هند، ده بقى يبقى ابن عمها وخطيبها عبد الله.
قالت(هند)بحنق:
-لسة مااتخطبناش.
رمقها (عبد الله)بنظرة باردة قبل أن يطالع عمه الذى طالعه بنظرة آسفة اقترب نفاذ صبره منها، ليعود بنظراته إليها هى، تلك التى خطفت انظاره بطلتها الرقيقة الجميلة وسحرته بخجلها. يخشى أنه لو تعرف إليها أكثر لتعلق بروحها وهى مع الأسف مرتبطة بآخر، قال(فاضل)بصوت ظهر به البِشر:.

-مبارك ياولاد، دى فرحة كابيرة وتستاهل احتفال.
قال (أكرم)بهدوء:
-فى الفرح بقى ياعمى.
قال (فاضل):
-والفرح ميتة إن شاء الله؟
قال(اكرم):
-قريب بإذن الله.
قال(عبد الله):
-بتدرسى يا آنسة جمر؟
فى تلك اللحظة هو يغلى من الغيظ حقاً وهو يلاحظ اهتمام (عبد الله )ولكنه حَجّم غيظه وكبته فى نفسه بينما لم تستطع الأخرى ان تحذو حذوه فقالت بسخرية:
-آنسة إيه بقى دى مدام ياابن عمى.

ضمت (قمر)قبضتيها فى حجرها وهى تطرق برأسها بينما عقد(عبد الله)حاجبيه فى حيرة، ليرمق الحاج (فاضل)إبنته بحنق قائلا:
-أرملة، جمر أرملة.
وجدت يده تمتد وتمسك بقبضتها تتخلل أصابعه أصابعها فرفعت إليه عينيها لتتقابل مع خاصته، وجدته يبتسم قائلا:
-فرقنا القدر زمان وجوزها باباها واحد غيرى بس رجع القدر ورضى علينا وجمّعنا.
تعلقت بنظرة عينيه الحانية قبل أن يشيح بناظريه عنها وهو يطالع (عبد الله)قائلا:.

-لما بنلاقى الحب الحقيقي صعب أوى نتخلى عنه مهما حصل.
نهضت(هند)قائلة بعصبية:
-أنا قايمة أتمشى حبة. المزرعة وحشتنى، هتيجى معايا تفرجنى عليها يااكرم؟
استند (أكرم)إلى مقعده قائلا:
-انتِ مش غريبة ومتربية فيها. خدى جولة وأنا هستناكِ هنا مع ضيوفي لما ترجعى.
طالعته بغيظ ثم سارعت بالمغادرة، ليقول العم (فاضل):
-جوم ياولدي معاها اتفرج على المزرعة هتعجبك جوى، يلا ياولدي عجّل.

نهض (عبد الله)، يتبعها على مضض بينما قال العم(فاضل):
-خجول جوى ولد أخوي وبنات اليومين دول عاوزين الراجل اللى يبهرهم بحديته، ربكم ييسر الحال وأفرح بيهم جريب كيفكم. معتعرفوش أنى فرحت كد إيه لما عرفت إن المية رجعت لمجاريها وعتتجوزوا أخيرا ياولاد.
كادت (قمر)أن تنفى هذه الكلمات ولكنه اسرع بالضغط على يدها قائلا:
-الحمد لله ياعمي ربنا يفرحك بيهم، مش تقومى ياقمر تشوفى سعاد خلصت ولا لسة؟

أدركت أنه يصرفها فهزت رأسها بإرتباك قبل أن تنهض مغادرة يتابعها بعينيه، ليقول (فاضل)بخبث:
-جلتلك إنك لسة عتحبها بس انت مصدجتنيش.
تنهد (اكرم)وهو ينظر إلى الحاج فاضل قائلا:
-لقيت الإنكار ممنوش فايدة واهو انا قدامك ياعم فاضل، بعترف إنى لسة بحبها وبتمنى اكمل حياتي معاها.
ربت(فاضل)على يده قائلا:
-مبارك ياولدي، عجبال ماأشيل ولدك على يدي كيف ماشلت تيام.

تجهمت ملامح (أكرم)وهو يتذكر طفلها الذى انجبته من (حاتم)بينما شعر(فاضل)بانه أخطا فى إنتقاء كلماته حاول الإعتذار ولكن (اكرم)سبقه معتذرا بأنه سيشرف على الاعدادات بنفسه ولن يستغرق سوى دقائق ثم يعود، نهض مغادرا فهز(فاضل)رأسه يمنة ويسارا قائلا:.

-شكلك عكيتها ياولد الحاج عتمان، مبجتش تفكر فى كلامك جبل ماتجوله زي زمان بس لازمن تاخد بالك، الماضى معجد وحكاويه مغفلجة وما صدجنا الحاضر ينصلح حاله. يبجى لازمن تاخد بالك او أجولك. اجفل خاشمك أحسن.
ضرب بعصاه الأرض وهو ينوى ان يقلل من حديثه عن الماضى او على الأحرى. يصمت عنه تماما.
قال (عبد الله)بغضب:
-انتى متزرزرة إكده ليه؟إيه اللى حوصل يعنى؟
قالت(هند)بغيظ:.

-مش عارف حصل إيه، عينك دى اللى كانت هتاكلها أكل وكانى مش مالية عينك، دى لوحدها كفاية تخلينى أتنطط من غيظى.
طالعها(عبد الله)للحظات فى صمت قبل ان يقول بهدوء:.

-اللى عيسمع كلامك عيجول إنك رايدانى وعتحبينى يابت عمى وعشان إكده عتغيرى علي، لكن أنى وانتى خابرين انك لا عتحبيني ولا رايدانى مش إكده؟يبجى التفسير المنطجى إهنه إنك عتحبى ذاتك وعشان إكده غيرانة منيها لإنها عتخطف النضر برقتها وخجلها، وعتنول اللى انتِ مش طايلاه.
طالعته بصدمة. لقد وصل لخبايا نفسها بسهولة، أحرقتها كلماته لتقول بغضب:.

-انت بتقول ايه يابنى آدم انت، مين دى اللى بغير منها؟دى حتة بنت غبية ضيعت من ايديها راجل تتمناه أي بنت، وراحت اتجوزت حيوان بس مفيش فايدة وكأنها عاملاله عمل راجع برده بيحبها وعايزها..
صمتت فجاة وقد اكدت له بكلماتها التى نطقتها دون وعى ظنونه، ليطالعها بسخرية قائلا:.

-الحب جدر مكتوب ممنوش هروب يابت عمى واللى عيحب صوح معيشوفش غير حبيبته كدامه مهمن حوصل، الراجل منينا لما بيحب بيخلص مش زييكم يابنات حوا، نصيحة منى خليكى فى حالك وملكيش صالح بيهم.
قال كلماته وإستدار عائدا بهدوء بينما ضربت هى الأرض بقدمها حنقا، تلعن ** الرجال الاغبياء وتقسم أنها لن تترك(أكرم) حتى يصير لها، وحدها لا غير.

كانت تخرج من المطبخ حين وجدت يد تسحبها بقوة لأحد الاركان، طالعت صاحبها بدهشة وقد ظهر الغضب على ملامحه ولفحتها أنفاسه الساخنة. مرر عيونه عليها قائلا:
-كان لازم تلبسى الفستان ده مش كدة؟
ورفع يده يلمس خصلاتها المنسدلة مردفا:
-وكان لازم تسيبى شعرك؟
أخذت نفسا عميقا تهدئ به خفقاتها المتسارعة لقربه قائلة بإضطراب:
-ماله بس الفستان؟وفيها ايه لمااسيب شعرى.
كاد ان يقول.

الفستان يزيدك جمالا فتصيرين فتنة للنظر، وقد ثارت براكين غيرتي رُغما عنى والعيون تتعلق بكِ لأدرك فى لحظة أن قلبى مازال ملعونا بعشقك، اما خصلاتك الذهبية فتدفعنى دفعا لأمرر يدى بها وأميل لأتنفسها عشقا مع غمرة تريح خفقات قلبي التائقة لضمك بجنون، تتسارع حد الألم فاشعر بغصة فى صدرى لن تهدأ وتزول حتى تصبحين بين ذراعي.
غالب قلبه المتيم بعشقها قائلا:.

-وكأنك قاصدة تظهرى حلوة قصاد ضيوفنا او على الاصح ضيف واحد بالذات، بس ريحى بالك عشان الضيف ده خاطب وهيتجوز.
اتسعت عيناها بصدمة قائلة:
-انت بتقول ايه؟ضيف مين ده اللى أنا مهتمة بيه؟انت أكيد اتجننت، انا خلاص جربت حظى مرة ومش ممكن هعيدها تانى مهما كان السبب، حاتم خلانى..

قطعت كلماتها وقد غص حلقها بالقهر وغشيت عيونها الدموع وكادت تفصح عن ماضيها إليه وهذا آخر شيء تبغاه، لذا أطرقت بحزن بينما عقد (أكرم)حاجبيه قائلا:
-كملى.
تمالكت نفسها وهى ترفع عيونها إليه ببرود قائلة:
-كل اللى لازم تعرفه انى مستحيل افكر أتجوز تانى، قلبى قفلته من زمان وحياتي بقت تيام وبس. ومن فضلك عدينى عشان اطلع أطمن عليه هو وشمس واشوفهم لو محتاجين حاجة.

طالعها للحظات بصمت ثم أفسح لها الطريق لتسرع مغادرة بخطوات سريعة تطلق لدموعها العنان، بينما يتابعها بعينيه فى حيرة لقد شعر بوجود خطب ما عندما تطرقت لحديثها عن زوجها، كما استشعر صدقها حين تحدثت عن عدم تفكيرها بالزواج مجددا، ترى، ماالسبب؟!
كان عائدا للحاج (فاضل)حين وجد (عبد الله)يجلس معه قائلا:.

-صدجنى ياعمي، بتك مش رايدانى واصل وأنى معتجوزش غصب، وبعدين بتك لساتها صغيرة وطايشة وانى عسافر المانيا أشتغل إهناك سنتين بحالهم عشان أدرس المكن اللى عنجيبه للمصنع ومحتاج واحدة عاجلة ورزينة وهادية مش واحدة تخلينى الف وراها.
تنهد الحاج (فاضل)قائلا:
-جصدك واحدة كيف جمر مش إكده؟
قال(عبد الله):
-بالظبط ياعمي، الله فى سماه لو كنت شفتها جبل اكرم كنت كتبت عليها علطول بس الجواز جسمة ونصيب.

إلى هنا وكفى، اقترب منهم بنفس تغلى من الغيظ رغم ان كلمات هذا الرجل لم تخرج عن كونها كلمات ولكنه شعر بها امنية اثارت حنقه ليقول بهدوء لا يشعر به حقا:
-اتفضلوا الاكل جاهز.

01-03-2022 01:29 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [18]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية غرامة غدر
رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل التاسع عشر

كان يجلس على الكرسي يتكئ بكوعيه على قدميه مطرق الراس يضعه بين يديه. منتظرا رحمة الله فى هيئة طبيب يعيد إليه الروح بخبر نجاتها، ينتشله من غياهب الضياع وينير عتمة الليل الغاشم الذى يحيط به الآن، لا يستطيع ان يتخيل كونه دونها، لا يستطيع ان يتخيل ان يعود للمنزل باحثا عنها فلا يجدها، أن ينادى عليها فلا تجيبه، أن تترك يده فجأة ويصير وحيدا بعد أن وجد فيها نفسه وملاذه.

أفاق من أفكاره على صوت شهقات، رفع رأسه فوجد طفليه يبكيان حوله أحدهما على اليمين والأخرى على اليسار، تأملهما بعجز لا يدرى كيف يواسى صغيريه وهو يبحث عمن يواسيه، سحب كف صغيرته وضمه بيده فإندفعت إلى صدره تبكى ليربت على ظهرها بحنان امتزج بالعبرات التى سقطت من عينيه رغما عنه وهو يدرك خوفها الذى يسكن رابضا بعمق قلبه بدوره. الخوف من الفقدان.

بينما طالع صغيره الذى ينظر إليه بنظرة لن ينساها قط، نظرة لم يراها فى عين (فارس)حين ماتت زوجته الأولى فقد كان غائبا وقتها، ولكنه رآها الآن متجسدة فى عينيه اللتان صرختا بقوة.
كفى. لا أريد أن أشهد رحيلاً آخر
لا أريد أن أتذوق مرارة الفقدان مجدداً.
بالله أخبرنى أنها ستكون بخير.

لم يستطع(صادق)ان يفعل وهو ذاته لا يدرى إن كانت حبيبته ستنجو أم لا، ولكن جلّ ماامكنه فعله ان يربت على كتفه، لتعتدل (سارة)موجهة حديثها إلى (فارس )قائلة بغضب:
-انت السبب فى اللى حصل لماما. أنا بكرهك، بكرهك.
نهرها والدها قائلا:
-سارة!كفاية.
قالت (سارة):
-لو مكنش اتخانق مع عصام مكنش جرى لماما حاجة.
قال(صادق)بحزم:
-قلتلك كفاية، روحى اغسلى وشك وبطلى الكلام الفارغ ده عشان مزعلش منك وماما كمان هتزعل منك.

قالت وقد عاودت البكاء:
-وهى فين ماما؟انا خايفة مشوفهاش تانى.
امسك(صادق)يدها بقوة قائلا:
-هتشوفيها وهتبقى بخير، ماما قوية وعارفة بنحبها قد إيه ومش ممكن هتسيبنا وتمشى.
طالعته برجاء أن يقسم على ذلك فقال مردفا:
-صدقينى ياقلبى ماما هتبقى زي الفل انتِ بس روحى اغسلى وشك وادعيلها.
طالعته بنظرة أخيرة قبل ان تنهض وتتجه إلى الحمام القريب بينما طالع(صادق)طفله الذى ظهر الألم على وجهه، ربت على يده قائلا:.

-متزعلش منها هى بس..
أسرع الصغير يرتمى على صدره وهو يبكى مقاطعا إياه، قائلا من بين عبراته:
-هى صح يابابا، أنا السبب. لو مكنتش نزلت مكنش حصل كل ده. بس ورحمة ماما أنا معملتش حاجة، أنا كنت نازل اشترى شيكولاتة هو اللى وقف قصادى واتخانق معايا.
ربت (صادق)على ظهره قائلا بحنان امتزج بحزن:.

-متلومش نفسك ياابنى، كل اللى حصل قدر. حكمة ربنا ويمكن عقابه لية لانى مسمعتش كلامها. فضلت تقولى مينفعش نسكت عن اللى بيحصل ده ياصادق لازم ناخد موقف، مش هيتحرك حد فيكم غير لما يموت طفل من أطفالنا وهى كانت صح، لا اتحركنا ولا عملنا حاجة غير لما إتأذينا، البشر بقوا كدة كل واحد فيهم بيقول وانا مالى لغاية ما يقرب الاذى منه وساعتها بس بيعرف انه كان لازم يعمل حاجة، لو مش عشانه يبقى عشان ربنا اللى ميرضاش بكل الظلم ده.

قال(فارس):
-هى طنط أمنية هتبقى كويسة بجد زى ماقلت لسارة ولا انت...
قاطعه (صادق)قائلا بحزم:
-أمنية هتكون بخير يافارس، لازم تكون بخير. عشانا كلنا.
ليبعده عن صدره وهو يطالع عينيه قائلا:
-مش انت عايزها تبقى كويسة يافارس؟
هز الطفل رأسه على الفور ليضمه والده بسرعة وعيونه تتغشى بالدموع مجددا وهو يقول بثقة:
-يبقى أكيد هتبقى كويسة، احنا بس ندعيلها وربك كريم. نلجأله ونقول يارب.
ليردد الصغير قائلا:
-يااارب.

أنتِ هذا الألم المصاحب لجرح غائر فى قلبي ولكنك رغم ذلك تُبقينه حياً، لا يشعر بوجوده حتى يشعر بأنينك فتصبحين نعمته. ، وهلاكه.

كانت تغسل الأواني بعيون دامعة، فلقد منحت (سعاد) إجازة الليلة حتى يتسنى لها أن تفرغ حزنها فى عملها، تخشى مواجهة (اكرم)بعد أن وبخها بقوة حين انصرف الجميع لمنحها (عبد الله)فرصة الحديث إليها على طاولة الطعام بعد ان تركت المقعد جوار (أكرم)ل(هند)وجلست هى إلى جوار(عبد الله)رغم إشارته الصارمة لها ألا تفعل ولكنها مصرة على عدم طاعته، تعانده بقوة وهذا بالتأكيد يثير جنونه. أم غيرته؟

هزت رأسها تنفض أفكارها السخيفة تلك، لماذا يغار عليها وهو لايحمل تجاهها سوى مشاعر نافرة يبغى بها انتقاما بائسا منها؟لماذا يهتم ان أجرت حديثا مع (عبد الله)او اي رجل غيره؟ربما هى صورته فقط كخطيب لها هى مايخشى عليها.
انتفضت على صوته وهو يقول:
-اعمليلى قهوة ياسعا...
قطع كلماته وهى تستدير مطالعة إياه بتوتر، ليعقد حاجبيه قائلا:
-هى سعاد فين؟
قالت بإضطراب:
-اديتها أجازة..
قاطعها قائلا بغضب:.

-وتديها اجازة على أساس إيه؟ولا نسيتي نفسك و فكرتي انك بجد خطيبتي وصاحبة البيت؟
غشيت عيونها الدموع وهى تقول:
-لأ انا عارفة مكانتي كويس وعارفة كمان ان مسألة خطوبتنا دى تمثيلية، كل الحكاية ان كامل جوز سعاد تعبان شوية وحسيت انها قلقانة عليه فشلت الشغل عنها النهاردة عشان تقدر تروحله وتكون جنبه.

طالعها بصمت، لو لم يعرفها جيدا لأرجع ذلك إلى طيبة قلبها ولكن من هى مثلها لا يملك قلباً من الأساس، لا يدرى بحق السماء كيف يعرف عنها كل هذا وتظل محتفظة بقلبه الذى أدرك أنه مازال عاشقا يغار ومازال موشوم بحروفها.
قال فى برود:
-اعمليلى قهوة وهاتيهالى المكتب، حالا.

هزت رأسها وأسرعت تُعد له القهوة بعد أن غادر، ثم ذهبت إلى حجرة المكتب لتمنحه فنجاله، طرقت الباب و دلفت لتراه واقفا شاحب الوجه وهو يتحدث فى الهاتف قائلا:
-وهى عاملة إيه دلوقتى؟خرجت من أوضة العمليات ولا لسة؟

شحوب وجهه ولهفته على تلك الفتاة المريضة على مايبدو، جعلاها تدرك أنها تهمه بشدة. ربما هي الفتاة التى حدثها عنها سابقا. مما أثار مشاعر الغيرة فى قلبها فانفجرت براكين من نار فى سائر جسدها ودمها يفور غيظا، وضعت فنجال القهوة واستدارت مغادرة حين وصل إلى مسامعها صوته وهو يقول:
-طب انا جاي حالا ياصادق، سلام.
(صادق)!
هل الفتاة التى كان يتحدث عنها (أكرم) للتو هى (أمنية)؟!

أصابها شلل تام فى التفكير تزامناً مع جزع فى القلب أعجز خفقاتها عن استيعاب تلك الصدمة، ليعيدها إلى وعيها(أكرم)وهو يغلق هاتفه و يسحب مفاتيحه استعدادا للمغادرة، أمسكت يده تمنعه من الذهاب فنظر إلى يدها عاقدا حاجبيه ثم نظر إليها فقالت بوجل وقد تعثرت حروفها نتيجة لجفاف ريقها هلعا:
-هى أمنية. جرالها. حاجة؟
رغما عنه شعر بالتعاطف معها وهو يدرك كم تحب صديقتها تلك، ليقول بهدوء:.

-حادثة بسيطة والحمد لله خرجت منها بخير، هى لسة حالا خارجة من اوضة العمليات وصادق بيقول...
أسرع يسندها وقد كادت ان تقع قائلا:
-قمر!
تمالكت نفسها وهى تعتدل قائلة بضعف:
-أنا كويسة بس عايزة أشوفها، من فضلك خدنى معاك.
قال بتردد:
-طب والولاد..
قاطعته قائلة:
-نايمين. من فضلك خدنى أشوفها.

اضطر للموافقة رُغما عنه تجبره حالتها وعيونها الزائغة أن يرضخ لطلبها، فأومأ برأسه وهو يشير إليها كى تتقدمه لتتقدمه بخطوات ضعيفة وقد أوهنها خوفها على الفتاة الوحيدة التى اتخذتها يوما صديقة، وخشيتها على الأخت التى لم تعرف يوما، غيرها.
توجه العم(فاضل)إلى حيث كان (صادق)يقف مع (أكرم)فإستقبله(أكرم) بدهشة قائلا:
-عم فاضل!
قال(فاضل):
-أول لمن عرفت جيت طوالى، كيفها الست أمنية ياولدي؟
قال(صادق):.

-الحمد لله ياحاج، الدكاترة أنقذوها بس لسة مفاقتش.
قال(فاضل):
-هتفوج وهتبجى زي الفل، مرتك بستين راجل واللى عملته عيتحاكى عنه الخلج وتارها هناخده..
قاطعه (صادق)قائلا:
-لأ تار إيه بس اللى بتتكلم عنه ياحاج صادق؟حقها هناخده فعلا بس بالقانون.
قال(فاضل)بإستنكار:
-جانون إيه ده بس ياولدي اللى عياخد بتارنا، الجانون حباله طويلة وممكن يفلتوا منيها ولاد الأبالسة دول بطرجهم السو.
قال(صادق):.

-ربك مهيسيبش ظالم يعيش متهنى ياحاج ولو مخدش جزائه فى الدنيا هياخده فى الآخرة.
قال(فاضل):
-وه..
ثم وجه حديثه ل(اكرم)قائلا:
-وانت معاه فى الكلام ده إياك؟
قال (أكرم):
-مضطر اوافقه، دى مراته وحياته ياراجل ياطيب.

كاد(فاضل)أن يقول شيئا حين ظهرت (قمر)هى والطفلين وقد عادوا من الكافيتريا حيث أصرت (قمر)ان تأخذهما ليأكلا شيئا، هزت رأسها تحية للحاج (فاضل) فابتسم لها مرحبا، بينما أسرع الطفلين تجاه والدهما، تقول (سارة)بلهفة:
-ماما فاقت؟
قال (صادق):
-لسة بس باذن الله على بكرة الصبح بالكتير هتفوق.
قالت(قمر):.

-الولاد مش هينفع يقعدوا فى المستشفى للصبح لو تسمحلى يعنى آخدهم معايا وبكرة الصبح هجيبهملك وأجى معاهم عشان أطمن على أمنية.
ظهر التردد على وجه(صادق)قبل ان يهز رأسه بهدوء، فقالت (قمر):
-اتفضل ياأستاذ صادق الساندوتش ده، جبتهولك من الكافيتريا اكيد مكلتش حاجة من الصبح.
قال (صادق):
-ملوش لزوم انا..
قاطعه لكزة من (أكرم)فتناول منها الشطيرة مرغما بينما قالت هي موجهة حديثها ل(أكرم):.

-هستناك انا والولاد فى العربية ياأستاذ اكرم.
عقد (اكرم)حاجبيه بينما قال(فاضل)بإستنكار:
-حد يابتى يجول لخطيبه ياأستاذ؟!
قالت(قمر)بتوتر:
-تعود ياعمى مش أكتر، عن إذنكم.
لتسرع بالمغادرة مع الطفلين، بينما قال(فاضل):
-الحمد لله انك فجت ونسيت الكلام الفارغ اللى كان مالى راسك ده ربنا يباركلك فيها ياولدي، انى كمان همشى واجيكم الصبح طوالى أطمن عليها، ربنا يجومهالك بالسلامة يا صادج ياولدي. معايزش حاجة أجيبهالك؟

قال(صادق):
-تسلم ياحاج من كل شر.
وما إن غادر(فاضل)حتى قال(صادق)على الفور:
-فقت إيه؟وخطيبتك إزاي يعنى؟هو إيه الموضوع بالظبط.
تنهد (أكرم)قائلا:
-هحكيلك ياصادق، يمكن ألاقى عندك جواب لحيرتي.
كان(أكرم)يجلس فى الحديقة شاردا فى كلمات (صادق)، لم يجد عنده جوابا قط لحيرته بل زاده حيرة حين قال..

-بص ياأكرم انت لسة بتحبها وبتغير عليها كمان والدليل على كدة قلبك اللى قاد نار لما حسيت ان حد غيرك ممكن ياخدها منك لو كان عرف انها مش مرتبطة، خطوبتك ليها قدامهم عشان هند تحل عنك مش أكتر من عذر عشان تقربها ليك وتنسبها لنفسك زي ماطول عمرك بتحلم، انا واثق ان غدرها بيك زمان كنت هتلاقيله ألف عذر عشان ترجعلها بس اللى بجد لسة واقف بينكم هو قتلها لطنط فاطمة الله يرحمها، فأنا شايف انها كانت حادثة ولازم تنسى وتكمل معاها بجد على الأقل عشان ترضى قلبك.

ينسى؟!
كيف ينسى ان الأم الذى عرفها ومنحته كل الحنان قد قتلتها (قمر)وهربت دون ضمير؟
كيف ينسى أنها هى من حرمته منها وقد كانت روحه معلقة بها يرجوها ان تكون حده فكانت ترفض ان تترك صغيرتها فقتلتها صغيرتها بدم بارد؟
كيف ينسى ويسامح؟ألا يُعد النسيان فى تلك الحالة خيانة؟!
وهو أبدا لن يخون.
أفاق من أفكاره على صوتها المتردد ياتى من خلفه وهى تقول:
-الفجر قرب والجو برد، وده غلط على صحتك وممكن...
نهض قائلا بقسوة:.

-ملكيش دعوة بية وبصحتي، خليكى فى نفسك وابعدي عنى مفهوم؟ولا مصممة تنسى إنك مجرد خدامة عندى؟
طالعته بعيون غشيتها الدموع قبل أن تطرق برأسها قائلة:
-انا آسفة، غلطة مش هكررها تانى. عن إذنك.

ثم غادرت بسرعة لينظر فى إثرها بقلب تمزق ألما، يلعنه فى كل لحظة لتأثره بدموعها بينما من المفترض ان يسعد بهم. ترى هل وجب عليه الإستسلام حقا لتلك المشاعر يعيش بعذاب الذنب لعدم حصول روح والدته على انتقامها؟أم يترك نفسه لعذاب من نوع آخر وهو يؤذى روحه بإيذائها؟حقا بات لا يدرى أي عذاب قد يرتضى سبيلاً؟!



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7008 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4070 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3104 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2978 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3425 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، غرامة ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 01:52 مساء