أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية الشيخ و المراهقة

رواية الشيخ و المراهقة، قصة عراقية تتحدث عن قصة حب تجمع فتاة مراهقة وشيخ عشيرة.اقتباس من الروايةثم التفت اليه وقال بنبرة ..



05-02-2022 01:24 صباحا
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 

t22048_7867

رواية الشيخ و المراهقة، قصة عراقية تتحدث عن قصة حب تجمع فتاة مراهقة وشيخ عشيرة.
اقتباس من الرواية

ثم التفت اليه وقال بنبرة محرجة:
فارس يا بني، سيف حفيدنا، انه ابن نشوى رحمها الله، ونحن كنا نطمع بكرمك وأن تسمح لنا بأخذه وتربيته وتعويضه عن فقدان والدته...
صوت شيء ما ضرب الارض اثار انتباهم جميعا، لقد كان صوت العصا التي تستند عليها والدته...
اسمعوني جيدا، سيف ابننا، ومكانه هنا بيننا، شرعا وقانونا مكانه معنا وبيننا...
كان هذا تصريح الام (صفية) والتي كانت حازمة صارمة فيما تقوله...
تحدثت رجاء بنبرة جاهدت لتجعلها هادئة كما انها اضافت عليها القليل من الرجاء والتوسل:
ولكن يا صفية هانم انت تعرفين ان نشوى كانت ابنتي الوحيدة، انا لا امتلك غيرها، ومن حقي ان اربي ابنها واراه يكبر امام عيني...
ردت صفية بجدية:
بعيد عن والده، تريدنه يصبح يتيم الام والاب ايضا...
تدخل عادل في الحوار قائلا:
ولكن سيف طفل رضيع، من سيهتم به، اعلم أن لديكم خدم كثير، ولكن طفل صغير بحاجة الى ام تعتني به، تعوضه فقدان امه الحقيقية...
انا قادر على ان امنح ابني كل ما يحتاجه...
قالها فارس بينما يتابع ابتسامة رجاء التهكمية والتي قالت بعدها:
وماذا ان تزوجت؟! هل سيتربى حفيدي لدى زوجة اب الله وحده يعلم ما ستفعل به؟!
قاطعتها صفية:
ولكن الزواج سنة الله ورسوله، وبالتأكيد ابني لا ينوي البقاء عازبا لفترة طويلة...
انتِ قلتيها، ابنك سيتزوج عاجلا ام اجلا، وسينجب بدل الولد عشرة، ولكن انا لم يتبق لدي سوى سيف، من حقي ان اطمئن عليه مع ام ترعاه وتعتني به...
هزت صفية رأسها وقالت:
اتفق معك في جميع ما قلتيه...
نقل فارس بصره بين الاثنتين بعدم تصديق، من المستحيل ان توافق والدته على شيء كهذا، انه حفيدها ولن تتخلى عنه لأيا كان...
سمعها تردف بنبرتها الحكيمة:
انت تريدين ام ترعى حفيدك وتربيه جيدا، وانا ايضا اريد كذلك لحفيدي، لهذا فانا قد وجدت الزوجة المناسبة والتي ستجعلك تطمئنين على حفيدك معها...
فصول رواية الشيخ و المراهقة

رواية الشيخ و المراهقة للكاتبة سارة علي الفصل الأول

يجلس على حافة سريره واضعا رأسه بين كفي يده، جسده الضخم جامد لا يتحرك، مشاعره مبهمة، عيناه مغمضتان وكأنهما تهربان من هذا الواقع المحيط بهما، ورغما عن كل هذا الجمود والثبات هناك شيء في داخله محطم، ليس لكونه قد خسرها فقط، بل لكونه ادرك بخسارته لها مدى قوته وجبروته الذي طغى على الجميع، وادرك بأنه حطم بهما قلوب الكثير واولهم قلبها هي، هل كانت تعاني؟! هل كانت تتعذب وهو لا يعلم؟! اسئلة كثيرة تدور داخل عقله، اسئلة تتعبه وتزيد من عذابه، رفع رأسه اخيرا ما ان سمع صوت طرقات على باب غرفته...

نهض من مكانه وسار نحو باب غرفته بخطوات واهية ليفتح الباب فتظهر الخادمة امامه وهي متشحة بالسواد...
تنحنحت الخادمة بحرج وقالت موضحة سبب مجيئها:
السيد عادل وزوجته في الخارج ينتظران مجيء حضرتك...
اومأ برأسه دون ان يرد عليها ثم اغلق الباب في وجهها...

اتجه نحو الحمام الملحق بغرفته، وضع رأسه أسفل صنبور المياه بعدما فتحه، لم يشعر بالماء يغسل روحه او يبرد قلبه كما ظن، رفع رأسه من اسفل صنبور المياه واعاد شعره المبلل الى الخلف، ثم حمل المنشفة واخذ يجفف شعره، خرج من الحمام واتجه الى خزانة ملابسه، اخرج ملابسه وارتداها، ثم خرج من غرفته متجها الى صالة الجلوس حيث ينتظرانه ضيوفه...

دلف الى صالة الجلوس ليجد والدته تترأس المكان، ترتدي ملابس سوداء انيقة مع شال اسود يغطي شعرها، ومن الجهة الاخرى يوجد عادل وزوجته...
اقترب من والدته، انحنى نحوها وقبل يدها وجبينها ثم حيا الضيوف ببرود وجلس على الكنبة المقابلة لهما...
نعم؟!
سألهما ببرود ليتنحنح عادل حرجا من بروده الواضح معهما ويقول بصوت مبحوح:
نحن في الحقيقة جئنا ل...
هنا تدخلت زوجته وقاطعته قائلة نيابة عنه:
جئنا لنأخذ سيف معنا...

اتجه ببصره نحو والدته التي رفعت حاجبها بسخرية مما تسمعه ثم عاد ببصره نحويهما متسائلا:
أي سيف؟! سيف ابني؟!
بل ابن ابنتي...
كان هذا رد الزوجة والتي تدعى رجاء...
عاد وتحدث بدوره قائلا بنبرة متحفزة:
وهل تظنين بأنني سأمنحك ابني؟!
قالت رجاء بنبرة حادة وقد بدأت تفقد اعصابها تدريجيا:
اخبرتك بأنه ابن ابنتي...
هنا تدخل عادل في الحوار وقال موجها حديثه لزوجته:
اخرسي انتي...
ثم التفت اليه وقال بنبرة محرجة:.

فارس يا بني، سيف حفيدنا، انه ابن نشوى رحمها الله، ونحن كنا نطمع بكرمك وأن تسمح لنا بأخذه وتربيته وتعويضه عن فقدان والدته...
صوت شيء ما ضرب الارض اثار انتباهم جميعا، لقد كان صوت العصا التي تستند عليها والدته...
اسمعوني جيدا، سيف ابننا، ومكانه هنا بيننا، شرعا وقانونا مكانه معنا وبيننا...
كان هذا تصريح الام (صفية) والتي كانت حازمة صارمة فيما تقوله...

تحدثت رجاء بنبرة جاهدت لتجعلها هادئة كما انها اضافت عليها القليل من الرجاء والتوسل:
ولكن يا صفية هانم انت تعرفين ان نشوى كانت ابنتي الوحيدة، انا لا امتلك غيرها، ومن حقي ان اربي ابنها واراه يكبر امام عيني...
ردت صفية بجدية:
بعيد عن والده، تريدنه يصبح يتيم الام والاب ايضا...
تدخل عادل في الحوار قائلا:.

ولكن سيف طفل رضيع، من سيهتم به، اعلم أن لديكم خدم كثير، ولكن طفل صغير بحاجة الى ام تعتني به، تعوضه فقدان امه الحقيقية...
انا قادر على ان امنح ابني كل ما يحتاجه...
قالها فارس بينما يتابع ابتسامة رجاء التهكمية والتي قالت بعدها:
وماذا ان تزوجت؟! هل سيتربى حفيدي لدى زوجة اب الله وحده يعلم ما ستفعل به؟!
قاطعتها صفية:
ولكن الزواج سنة الله ورسوله، وبالتأكيد ابني لا ينوي البقاء عازبا لفترة طويلة...

انتِ قلتيها، ابنك سيتزوج عاجلا ام اجلا، وسينجب بدل الولد عشرة، ولكن انا لم يتبق لدي سوى سيف، من حقي ان اطمئن عليه مع ام ترعاه وتعتني به...
هزت صفية رأسها وقالت:
اتفق معك في جميع ما قلتيه...
نقل فارس بصره بين الاثنتين بعدم تصديق، من المستحيل ان توافق والدته على شيء كهذا، انه حفيدها ولن تتخلى عنه لأيا كان...
سمعها تردف بنبرتها الحكيمة:.

انت تريدين ام ترعى حفيدك وتربيه جيدا، وانا ايضا اريد كذلك لحفيدي، لهذا فانا قد وجدت الزوجة المناسبة والتي ستجعلك تطمئنين على حفيدك معها...
تطلع كلا من عادل ورجاء الى بعضيهما بعدم فهم بينما اخذ فارس يتابع حديث والدته بملامح مستغربة، هو يعلم والدته ومدى حكمتها في حل اكثر الامور تعقيدا، ولكن يشعر ان هذه المرة لن يعجبه حلها...
سيد عادل، انا اطلب يد ابنتك الصغرى لإبني فارس...

اتسعت عينا فارس بعدم تصديق ولم تكن دهشة عادل ورجاء اقل من دهشة وصدمة فارس...
انتفضت رجاء من مكانها بعدما استوعبت ما قالته صفية فقالت بصوت جهوري صاخب:
ماذا تقولين انت؟!
بينما قال عادل بعدم استيعاب:
سيدة صفية، هل انت متأكدة مما تقولينه؟!
التفتت رجاء نحوه ترمقه بنظرات حادة بينما التزم فارس الصمت واخذ يتابع ما يجري بملامح جامدة ونظرات خالية المعنى لا توحي بشيء...





تولت صفية مهمة الحديث فقالت بنبرة عقلانية:.

ألم تقولا بأنكما تبحثان عن ام ترعى سيف وتعامله جيدا وتعوضه عن فقدان امه، اظن انه لا يوجد افضل من خالته اخت والدته لتؤدي هذه المهمة...
صمت عادل ولم يقل شيئا مما جعل رجاء تصرخ به بنفاذ صبر:
عادل قل شيئا...
هنا نهضت صفية من مكانها مستندة على عكازها وقالت بنبرة صارمة لا تقبل جدال:.

لا يوجد شيء يقوله يا سيدة رجاء، سيف ابننا ومكانه هنا، ونحن لأجل راحتكما قدمنا لكما عرضا يناسب الجميع، انتم لكم حرية قبوله من رفضه، لكن بكل الاحوال ابننا لن يتحرك من هنا انش واحد...
كان هذا الكلام النهائي والقاطع والذي جعل رجاء تتحرك خارج الغرفة وهي تسب وتلعن بتلك العائلة يتبعها عادل الذي اصابه دوار شديد من هول ما سمعه...

في مكان اخر وتحديدا في العاصمة...
تجلس على الكرسي واضعة حاسوبها الشخصي على فخذيها...
تلعب احدى الالعاب الالكترونية بحماس شديد...
تقترب منها والدتها وتقول بنبرة مؤنبة:
لمار ابنتي، كم مرة على ان اخبرك ألا تضعي الحاسوب على فخذيكِ هكذا حتى لا تؤذيكِ فيما بعد؟!
وضعت لمار الحاسوب بجانبها ونهضت من مكانها واتجهت نحو والدتها وقالت بجدية:
ها قد وضعته بجانبي، أي اوامر اخرى؟!
اجابت الام بنفس الجدية:.

واتركي هذا الحاسوب قليلا وركزي على دروسك، لقد اقتربت امتحاناتك ويجب ان تجلبي علامات جيدة كما وعدتيني...
حركت لمار خصلة من شعرها ووضعتها خلف اذنها ثم قالت وهي تحك جانب رأسها بحذر:
في الحقيقة انا اردت اخبارك بأنني بحاجة لدرس خصوصي في مادة الرياضيات، انا فعلا لا استطيع ان افهم شيء من هذه المادة...
دروس خصوصية مرة اخرى، لقد صرفت جميع مرتبي هذا الشهر على دروسك الخصوصية...

قالتها الام بحيرة شديدة فمن أين ستجلب لابنتها تكاليف هذا الدرس ايضا...
تنحنحت لمار قائلة بتردد:
ما رأيك ان احدث والدي، عله يساعدنا قليلا...
الا انها والدتها صرخت في وجهها:
لمار، كم مرة يجب ان اخبرك ألا تفكري في ان تطلبي اي شيء منه؟! نحن لسنا بحاجة الى امواله...
ابتلعت لمار ريقها وقالت:
ولكن نحن لا نأخذ منه سوى فلوس النفقة، وهو لديه الكثير من الاموال، لماذا لا يدفع لنا ويساعدنا...

نهضت الام من مكانها بصرامة وقالت منهية الموضوع:
لا تتحدثي مرة اخرى في هذا الموضوع يا لمار، اخبرتك انني لا اريد شيئا منه، انتهى...
اومأت لمار برأسها متفهمة ثم نهضت من مكانها واتجهت نحو غرفتها تاركة والدتها تفكر في حل تجد من خلاله الاموال التي تحتاجها للدرس الخاص بابنتها...
تااااابع اسفل
 
 



05-02-2022 01:25 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [1]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية الشيخ و المراهقة
رواية الشيخ و المراهقة للكاتبة سارة علي الفصل الثاني

بعد مرور عدة ايام...
استيقظت لمار من نومها على صوت صراخ يملأ ارجاء المنزل...
قفزت بسرعة من سريرها وخرجت من غرفتها متجهة الى صالة الجلوس لتجد والديها يتعاركان سويا...
كانت هذه المرة الاولى التي ترى بها والديها بوضع كهذا فهي منذ ان وعت على هذه الدنيا ووالديها متطلقان...
ولم تأت لها الفرصة أن ترى والديها يعيشان حياة زوجية طبيعية فيتشاجران سويا مثلا كأي زوجين طبيعيين...

تقدمت نحويهما مسرعة وهي تتسائل بخوف:
ماما، بابا، ماذا يحدث هنا؟!
الا ان والدتها قالت بحزم:
ادخلي الى غرفتك لمار ولا تخرجي منها حتى اسمح لك...
لكن والدها كان له رأي اخر:
دعي لمار تسمع ما اريد قوله...
قالت الام بعصبية:
ماذا تريدها ان تسمع بالضبط؟! ما تفوهت به من جنون قبل قليل...
رد الاب بعصبية مماثلة:
لا تثيري اعصابي يا امراة، ما اريده سيحدث، شئت ام ابيت، وانت عليك ان تفهمي هذا جيدا، هل فهمت؟!
الام بتحد:.

هذه ابنتي، وانا لن اسمح لك ان تفعل بها شيئا كهذا...
اخذت لمار تنقل بصرها بين الاثنين بحيرة شديدة وقلق اشد حتى صرخت فجأة بهما:
يكفي توقفا...
ثم التفتت نحو الاب وسألته:
اشرح لي من فضلك ما يحدث هنا...
اخذ الاب نفسا عميقا قبل ان يجيبها بجدية:
انت ستتزوجين يا لمار...
ماذا؟!
هتفت بها لمار بعدم تصديق بينما اكمل والدها حديثه الصادم:
لا يوجد حل اخر امامي، يجب ان تتزوجي زوج اختك نشوى، هو تقدم لخطبتك وانا وافقت...

ماذا تقول يا ابي؟! انت بالتأكيد تمزح...
هز الاب رأسه نفيا وقال:
انا لا امزح، هذا ما حدث، اسمعيني جيدا...
الا ان الام قاطعته بغضب ونفاذ صبر:
ماذا تريدها ان تسمع؟! هل جننت، كيف تطلب منها شيئا كهذا؟!
سالت دموع لمار التي قالت بسرعة:
انا غير موافقة بابا، من المستحيل ان اوافق علي شيء كهذا...
اقترب عادل منها واحاط وجنتيها بيده وقال بوداعة مفتعلة:
ارجوكِ يا ابنتي، اسمعيني اولا واصدري حكمك بعدها...

اشاحت لمار بوجهها بضيق بينما استرسل الاب في حديثه:
يا ابنتي اذا لم تتزوجِ من فارس سوف اخسر جميع املاكي، افهميني ارجوكِ...
اتسعت عينا لمار بصدمة قبل ان تقول بدهشة:
كيف يعني ستخسر جميع املاكك؟!
اجابها الاب بإختصار:
عائلة صفوان يملكون علينا ديون كثيرة، وهم يريدون ديونهم، ونحن لا نمتلك رصيد كاف لتسديد ديوننا، لهذا فأننا سنضطر لان نعطيهم املاكنا مقابل الدنيا، الشركة والقصر...

انت تبيع ابنتك من اجل الاموال...
قالتها الام بدهشة قبل ان تردف بسخرية:
على العموم هذا ليس بجديد عليك، طوال عمرك واهم شيء لديك المال، تبيعنا جميعا وتبيع نفسك لأجله..
ولماذا يريد السيد فارس الزواج بي مقابل الاموال؟! هل انا مهمة وثمينة لهذه الدرجة حتى يتنازل عن ديونه لأجل الزواج بي؟!
قالتها لمار بمرارة لتصرخ الام بها:
لمار هذا الموضوع منتهي، لا تشغلي نفسك وتفكري به من الاساس...

لكن الاب لم يهتم بما قالته بل وضح لها السبب:
فارس يريد ام لابنه، ومن عاداتهم هناك في القرية حينما تموت الزوجة يتزوج زوجها باختها فهي تكون اكثر واحدة مناسبة له وخصوصا اذا كان لديه اولاد منها...
انا غير موافقة بابا...
قالتها لمار ليصرخ الاب بها:
ماذا يعني غير موافقة؟! اقول لك بأنني سأخسر جميع املاكي وانتِ ترفضين...
ابنتي لن تتزوج بهذا الرجل، وانت اخرج من بيتي...
التفت عادل نحوها وقال بتهديد صريح:.

لا تعاندي كثيرا يا ايمان، فأنا قادر على فعل الكثير، وانت تعلمين هذا جيدا...
تهددني يا عادل، هل وصل بك الجبروت الى هذه الدرجة؟!
رد عادل بحسم:
اسمعاني انتما الاثنان جيدا، لمار ستتزوج من فارس، انا والدها وولي امرها، غير هذا انت تعرفين نفوذي جيدا وماذا بإمكاني ان افعل من خلاله بك وبإبنتك، وافقي على الزواج افضل لك من اثارة المشاكل...
ثم خرج تاركا لمار تبكي في احضان والدتها...


اغلق فارس الهاتف واتجه نحو والدته التي تسائلت بلهفة:
ماذا كان يريد منك عادل؟!
جلس فارس بجانب امه واجابها بجدية:
يخبرني بأنه موافق على طلب خطبتي لإبنته...
زغردت الام بسعادة بينما اشاح فارس وجهه بضيق لتتوقف الام عن زغاريدها وقالت لابنها:
ما بك يا بني؟! تبدو منزعجا...
فارس بضيق واضح:
لم يكن وقتها يا امي، لم يكن وقتها ابدا...
صفية بتساؤل واستغراب:
متى وقتها اذا؟!
اجابها فارس بنبرة جادة:.

كان علينا انتظار فترة من الزمن، كما ان الفتاة تبدو غير مناسبة لي...
ومن قال هذا؟! الفتاة بالتأكيد مناسبة لك، يكفي انها اخت زوجتك الراحلة...
نهض فارس من مكانه واتجه نحو النافذة وقال بشرود وهو يتطلع من خلال النافذة نحو الاراضي الخارجية المحيطة بقصرهم:
ولكننا لا نعرف عنها اي شيء...
نهضت الام من مكانها مستندة على عكازها وتقدمت نحوه، ربتت على كتفه قائلة:.

ستتعرف عليها قريبا، وانا متاكدة من كونها انسب واحدة لك، وسترى هذا بنفسك...
أتمنى هذا، اتمنى هذا من كل قلبي...
قالها فارس برجاء حقيقي ثم تحرك خارج المكان لتتقدم بعد لحظات شابة صغيرة وتقترب من صفية متسائلة:
امي ماذا يحدث هنا؟! لماذا اخي فارس يبدو منزعجا؟!
اجابتها صفيةة:
فارس سيتزوج يا نورا، لا تنسي ان تباركي له...
نورا بعدم تصديق:
سيتزوج في هذا الوقت، لم يمر على وفاة زوجته الكثير...

صرخت بها صفية مؤنبة اياها:
وماذا يعني هذا؟! هل تريدنه ان يبقى عازبا لوقت طويل؟! ثانيا ما علاقتك انت بهذه الامور؟! انتبهي على اشياء اخرى اهم من امور الكبار وأحاديثهم...
حسنا حسنا، لا داعي لكل هذه العصبية، الخطأ مني لاني سألت...

قالتها نورا وهي تزم شفتيها بضيق قبل ان تتحرك خارجة من المكان لتبقى صفية لوحدها فتجلس على كرسيها مرة اخرى وهي تدعو في داخلها ان يهدي الله فارس ويقدم له الخير في كل خطوة يخطوها...

وماذا ان رفضت؟!
قالتها رجاء وهي ترتشف رشفة صغيرة من فنجان قهوتها ليضع عادل فنجان قهوته على الطاولة الموضوعة امامه ويقول بجدية:
لا يمكن ان ترفض، لقد هددتها بشكل علني، هما لا يستطيعان الوقوف بوجهي، كما لا تنسي بأني اصرف عليهما وحتى المنزل الذي يمكثا به بإسمي...
ليتني امتلك ثقتك هذه، ولكن ما كان عليك ان تخبر فارس بموافقتك قبل ان تضمن موافقة ابنتك...
عادل بثقة شديدة:.

لمار ستوافق، انا واثق ومتأكد من هذا، لا تقلقي بشأن هذا الموضوع...
تنهدت رجاء بقلة حيلة قبل ان تقول بألم:
وحتى لو وافقت، ماذا سأستفيد انا؟! حفيدي سيبقى بعيد عني عيني...
اقترب عادل منها وقال:
سنراه متى ما نشاء، كما ان لمار طيبة وستعتني به جيدا...
هل تمزح يا عادل، لمار ما زالت طفلة، كيف بإمكانها الاعتناء بطفل صغير ورعايته؟!
زفر عادل انفاسه وقال بضجر:.

هناك العديد من الخادمات، سوف يقمن بالعناية والاهتمام به بكل تأكيد..
ألا يهمك حفيدك ولو قليلا حتى؟!
سألته رجاء بألم واضح ليجيب عادل كاذبا:
بالطبع يهمني، وإلا ما كنت سأزوج فارس ابنتي حتى تعتني به وتراعيه...
رجاء بمقت:
كذبك هذا ينطلي على عائلة صفوان وليس علي، كلانا يعرف انك ستزوج لمار لفارس حتى تضمن دعم عائلة صفوان الدائم لك...
يكفي يا رجاء، لقد مللت منك ومن كلامك...

قالها عادل بنفاذ صبر لتنهض رجاء من مكانها وتقول وهي تتجه خارج صالة الجلوس:
بل انا من مللت من كل هذا، مللت حقا،!

مرت ايام اخرى...
كل ما حدث بها ان لمار وافقت على الزواج بعدما حاول عادل بكل الطرق اقناعها مستخدما مختلف اساليبه فلم يكن امام لمار سوى القبول...
اتفق فارس مع عادل ان يتم عقد القران بعد اسبوع على ان يأتي فارس مع عمه الكبير الى المدينة ليتم عقد القران بهدوء ثم يأخذ زوجته معه ويعود الى القرية...
جاء يوم عقد القران اخيرا...

كانت لمار جالسة على سرير واسع في غرفة واسعة تقع ضمن العديد من غرف قصر والدها تنتظر انتهاء عقد القران فقد جاء القاضي الى المنزل منذ قليل وسبقه العريس وعائلته...
انتهى عقد القران فوجدت والدتها تقترب منها وهي تقول بنبرتها الحزينة المتحسرة:
انهضي يا لمار، والدك يريدك ان تنزلي انت واغراضك، فعريسك مستعجل على الذهاب...

نهضت لمار من مكانها واخذت تكفكف دموعها بينما فوجئت باحدى الخادمات تقترب منها وهي تحمل كيس به ملابس سوداء...
سألت ايمان باستغراب:
ما هذه الملابس؟!
اجابت الخادمة موضحة:
انها عباءة طويلة و معها حجاب، ارسلها السيد فارس طالبا من العروس ان ترتديها...
ماما انا لن ارتدي هذه الاشياء...
قالتها لمار بعصبية شديدة لتقترب والدتها منها وتحتضن وجهها بين كفي يدها وتقول برجاء بالغ:.

لمار حبيبتي، لا تفتعلي المشاكل ارجوك، نفذي كلامه فهناك في القرية لن يقبلوا بأن ترتدي ملابس كهذه...
اشاحت لمار وجهها بضيق وهي تفكر في تلك الورطة التي تورطت بها بينما اخرجت والدتها العباءة من الكيس والبستها اياها ثم لفت الغطاء الاسود على رأيها مغطية شعرها بالكامل...
خرجت لمار منكسة الرأس تتبعها والدتها...
اتجهت نحو صالة الجلوس حيث يجلس الجميع هناك في انتظارها...
نهض الجميع ما ان وجدوها تقبل عليهم...

اقترب الاب منها وطبع قبلة على رأسه قبل ان يهمس لها:
مبارك لك حبيبتي...
اتجه فارس نحوها ووقف بجانبها ثم اشار لعمه قائلا:
هيا يا عمي، يجب ان نذهب...
ثم قال موجها حديثه لعادل:
عن اذنك عادل بك، سأاخذ زوجتي وارحل..
لن اوصيك عليها يا فارس، انتبه عليها جيدا..
اومأ فارس برأسه دون ان يرد بينما اقتربت لمار من والدتها ورمت بنفسها بين احضانها لتربت والدتها على ظهرها والدموع تنساب من عينيها...

تحركت بعدها لمار مع فارس ليتجه بها نحو سيارته...
ركبت لمار في الكرسي الخلفي بينما ركب فارس وعمه في الكرسيين الاماميين لينطلق فارس في سيارته متجها الى القرية حيث ستبدأ لمار هناك حياتها الجديدة معه...

05-02-2022 01:25 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [2]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية الشيخ و المراهقة
رواية الشيخ و المراهقة للكاتبة سارة علي الفصل الثالث

مر الوقت سريعا ووصل فارس الى القرية، تأملت لمار شوارع القرية من خلال النافذة، الاراضي الزراعية الشاسعة الكبيرة المليئة بالاشجار العالية والحشائش ومختلف اصناف النباتات اضافة الى الحيوانات والماشية المنتشرة في ارجاء المكان...

دلفت السيارة الى منزل كبير للغاية اقرب بحجمه الى قصر او فيلا، اتسعت عينا لمار وهي ترى الاراضي الواسعة المحيطة بالمنزل من الجهتين، كان منظرا رائعا مريحا للنفس، توقفت السيارة امام الباب الرئيسي للمنزل، فتح فارس سيارته وهبط منها وكذلك فعل عمه، وجدت لمار فارس يقترب من جهتها ويفتح الباب لها لتهبط من السيارة وهي ما زالت مخفضة رأسها ارضا، فُتحت باب المنزل وخرجت منه صفية وهي تستند على عكازتها تجاورها نورا ابنتها وخلفيهما خادمتان تطرقان الزغاريد، سارت لمار برأس منخفض نحو الباب تتبع فارس الذي انحنى مقبلا رأس والدته ثم همس لها بنبرة أمرة:.

قبلي رأس ويد صفية خانم...
توقفت لمار للحظات تحاول استيعاب ما سمعته، ثم اضطرت في النهاية الى تنفيذ ما قاله فقبلت يدها ثم رفعت وجهها وقبلت رأسها، رفعت صفية وجه لمار واخذت تتأمله ببطء قبل ان تهمس بنبرة غير راضية:
جميلة...
لم تهتم لمار لنبرتها ولا لكونها لم تعجب صفية خانم التي اكملت قائلة:
هيا يا ولدي، خذها الى غرفتكما، لقد جهزنا لكما الغداء واخذناه الى غرفتكما...

اومأ فارس برأسه متفهما قبلل ان يهمس للمار:
اتبعيني...
سارت لمار امامه بينما مسكت صفية فارس من ذراعه وقالت له بنبرة سريعة:
لا تنسى ان تطمئني...
تحرك فارس تابعا لمار وهو يزفر انفاسه بغيظ من والدته وما قالته...

دلفت لمار الى الغرفة يتبعها فارس...
اغلق فارس الباب خلفه ثم توقف في منتصف الغرفة يتطلع الى لمار التي اخذت تتفحص الغرفة ببصرها...

تطلعت لمار بنظرات ذاهلة الى الغرفة الواسعة واثاثها الفخم، كانت تناقض غرفتها الصغيرة الضيقة بأثاثها القديم البالي، لم تشعر بنفسها وحجابها ينسدل من فوق رأسها ويقع على ارضية الغرفة ليظهر شعرها الطويل، تأمل فارس شعرها بلونه الغريب بإعجاب واضح، كان بنيا مائلا الى اللون الاحمر قليلا، شعر برغبة في رؤية وجهها ولم تبخل لمار عليه حيث استدارت نحوه اخيرا ليحبس فارس انفاسه للحظات يحاول استيعاب الكائن الطفولي الماثل امامه...

كانت لمار طفلة بحق ببشرتها البيضاء الناعمة كالقطن وفمها وانفها الصغيرين وعينيها الخضراوتين، كانت تشبه الدمية، الامر الذي صدم فارس بشدة، فهو لم يتخيل انه سيتزوج بطفلة صغيرة ولم ينتبه الى مواليدها حينما تم عقد القران...

لمار الاخرى اخذت تتأمل فارس بدهشة حقيقية، لم تتخيل ان يكون فارس بهذه الوسامة الرجولية الخشنة، كان طويلا ذو جسد متناسق، ذو بشرة حنطية يزينها لحية خفيفة، يرتدي بنطال اسود اللون مع قميص ابيض...
رباه انها طفلة...
همسها فارس بفتور قبل ان يتحرك نحوها ويمسك ذقنها بأنامله رافعا اياه متأملا وجهها الطفولي بتمعن...

شعر بأنه وقع بالفخ، لقد تورط وانتهى امره، هل سيدخل بها الان؟! هل سيجعلها زوجة حقيقية له؟! المنطق يقول كلا، والعادات تقول نعم، وهو يقف محتارا بين اللا والنعم، ابتلع ريقه للحظات قبل ان يقول بنبرة باردة:
لمار...
نعم...
قالتها لمار بخفوت ليتنحنح فارس متسائلا بتردد:
هل اخبرتك والدتك بما سيحدث الان؟!

احمرت وجنتيها خجلا وهي تتذكر حديث والدتها ونصائحها لها، لقد ترجتها والدتها ان تنفذ ما قالته وألا تفتعل المشاكل وهي وعدتها بهذا...
اخفضت لمار بصرها ارضا بينما اومأت برأسها كرد على جوابه...
كم عمرك؟!
سألها فارس محاولا استيعاب الوضع الذي وضع به لترد لمار بخجل:
16 عاما...
زفر فارس نفسه باحباط قبل ان يسمع طرقات على باب غرفته فاتجه نحو الباب وفتحه ليتأمل والدته التي جائت بنفسها اليه والتي قالت بسرعة:.

اريد البشارة يا بني والان...
ثم التفتت مبتعدة عن الغرفة ليفهم فارس ان والدته شعرت بتردده من اتمام تلك الزيجة...
عاد فارس نحو لمار واقترب منها، رفع ذقنها بأناملها ليتأمل عينيها الدامعتين وجسدها المرتشع من شدة الخوف...
لا تخافي، انا لن أؤذيكِ ابدا...

قالها ثم سحبها من يدها واجلسها على السرير، مسك كفي يديها المرتعشين واحتضنهما بين كفي يده، ثم احاط وجنتها بكف يده قبل ان ينحني صوب شفتها ويطبع قبلة خفيفة عليه، اغمضت لمار عينيها تستقبل قبلته الخفيفة، حاولت ان تستقبلها بروح خفيفة وان تزيل الافكار السلبية من رأسها، بعد ان طبع فارس قبلة خفيفة على شفتيها اخذ يعمق قبلته وبالرغم من جهلها لكل ما يحدث الا ان لمار حاولت ان تبادله قبلته بشكل صحيح، قبض فارس على ذراعيها مقربا جسدها منه بينما ما زالت شفتيه ملتصقتان بشفتيها محاولا ان يجعلها تتجاوب معه بالشكل الصحيح الذي يحبه، تلك القبلة اججت لدى فارس مشاعر نارية جعلت يرغب بالمزيد، شعرت لمار بالاختناق بعد فترة فحاولت دفعه من خلال يدها التي لامست صدره لتشعل نارا اكبر في جسده وتزيد من جنون رغبته...

حرر شفتيها اخيرا لتأخذ لمار نفسا عميقا لعدة مرات، تأمل فارس شفتيها الحمراوتين المنتفختين اثرا لقبلاته قبل ان ينحني نحوها ويعاود تقبيلها مرة اخرى بلهفة كبيرة، توقف فارس عن تقبيلها لتمتد يده نحو العباءه التي تغطي جسدها فأخذ يزيلها من عليها ليظهر فستانها القصير، تأمله باعجاب شديد قبل ان يمددها على السرير ويعاود تقبيلها من جديد بينما لمار مستسلمة له تماما، خلع قميصه عنه بينما هو مستمر بتقبيلها ثم بدأ يفك سحاب فستانها ليخلعه عنها بعد محاولات ويغرق معها في دوامة مشاعره الهوجاء من جديد...


كانت لمار تبكي بين احضان فارس الذي اخذ يحتضنها بشدة مواسيا اياها...
حسنا يا لمار، اهدئي، انا اسف عزيزتي...
قالها فارس معتذرا بينما اخذت لمار تمسح دموعها بأناملها كالاطفال وهي تشعر بأنها اعطت الموضوع حجما اكبر منه فهي صحيح شعرت بالألم لكنه كان الما خفيفا ولم يستمر طويلا...
هل اصبحت افضل الان؟!
سألها فارس بقلق لتومأ برأسها دون ان ترد فيشدد فارس من احتضانها ويقول بينما يقبل رأسها:.

لن تشعري بالالم بعد الان، اعدك بهذا...
رفعت لمار رأسها نحو فارس واخذت تتأمله بخجل قبل ان تهمس بأسف:
اسفة...
لماذا تعتذرين؟!
سألها مستغربا لترد بخجل:
لانني افسدت الليلة، لقد حذرتني والدتي من ان ازعجك او...
قاطعها وهو يضع كف يده على فمها:
لا داعي لان تعتذري، كما انك لم تفسد الليلة ابدا...
صمتت لمار بينما اردف فارس:
هل انت جائعة؟!
اومأت برأسها ليبتسم فارس قبل ان ينهض من مكانه ويرتدي سرواله...

حمل صينية الطعام ووضعها امامها لتتطلع لمار بلهفة الى الطعام وتبدأ في تناوله بنهم وسرعة كبيرتين دون ان تنتبه لفارس الذي يتابعها باستمتاع...
رفعت وجهها بوجنتيها المنفختين نحوه لتبلع الطعام اخيرا وتهتف بارتباك:
لماذا تتطلع الي هكذا؟!
اجابها:
هل تعلمين بأنك جميلة للغاية؟!
ابتسمت لمار قبل ان تقول بوجنتين غزاهما الاحمرار:
حقا؟!
حقا...
قالها فارس وهو ينحني نحوها مرة اخرى قبل ان يلتطق شفتيها بقبلة عميقة.

05-02-2022 01:26 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [3]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية الشيخ و المراهقة
رواية الشيخ و المراهقة للكاتبة سارة علي الفصل الرابع

في صباح اليوم التالي...
استيقظت لمار من نومها على صوت زقزقة العصافير...

فتحت عينيها الخضراوتين وابتسامة شقية تعلو ثغرها، رفعت جسدها قليلا تتأمل الغرفة الفارغة لتقطب جبينها بحيرة، زفرت انفاسها وهي تنهض من مكانها وتلتقط ثوبها لترتديه بسرعة، ثم سارت على اطراف اصابعها متجهة نحو الحمام الملحق بالغرفة، طرقت على باب الحمام بخفة فلم يأتها الرد، فتحت باب الحمام واخذت تتفحص داخله بإحباط، ثم ما لبثت ان خرجت من الحمام متجهة الى باب الغرفة، فتحت باب الغرفة وخرجت الى الخارج واخذت تسير داخل الممر الطويل بلا وجهة محددة، كل ما فكرت فيه انها تريد فارس الان وحالا، شعرت لمار بالضيق الشديد وهي تتفحص الاماكن من حولها، كان هناك العديد من الغرف المغلقة المحيطة بها، قررت ان تهبط الى الطابق السفلي وترى فارس علها تجده هناك، وبالفعل هبطت الى هناك وسارت باتجاه احدى الغرف حينما لمحت الخادمة تسير باتجاه تلك الغرفة، اتبعت لمار الخادمة ودلفت الى داخل الغرفة لتنصدم بزوج من العيون اللاتي تنظران اليه بصدمة شديدة...

تأملت صفية كنتها بملامح مذهولة سرعان ما تحولت الى اخرى غاضبة، كانت لمار تقف امامها وهي ترتدي فستانها القصير، شعرها الطويل ينساب على ظهرها من الخلف، حافية القدمين، نهضت صفية من مكانها مستندة على عكازتها واتجهت نحوها لتتبعها رؤية بسرعة وتسندها بينما تشعر بالأسف لتلك المسكينة التي ارتكبت اثما كبيرا دون ان تنتبه، رفعت صفية عكازتها في وجه لمار وهي تقول بصوت مليء بالغضب:.

انتِ، ماذا تفعلين هنا وانت بهذا الشكل المخزي؟!
ابتلعت لمار ريقها ثم قالت بتوتر واضح وملامح مرتعبة:
انا، كنت ابحث عن فارس...
ضربت صفية الارض بعكازها مما جعل جسد لمار يرتجف بسرعة:
كيف تنزلين الى هنا بهذا الشكل؟! ماذا سيقول عنك الخدم الان؟!
انا اسفة...
قالتها لمار وهي تكاد تبكي من شدة الاحراج والاهانة بينما اخذت صفية تهمهم:
يا الهي، الصبر، ماذا سأفعل الان؟! هذه عروس هذه، انها مصيبة وحلت علينا...

اخفضت لمار وجهها ارضا بينما حاولت رؤية تهدئة والدتها حينما دلف فارس اخيرا الى غرفة الطعام...
اتسعت عينا فارس مما يراه امامه بينما تقدمت صفية منه وهي تهتف:
تعال يا فارس، تعال وانظر الى هذه المصيبة التي حلت علينا...
ما هذا الذي ترتدينه بحق الله؟!
قالها فارس بصوت يملؤه الغضب لتعض لمار على شفتها السفلى بقوة بينما تجيب بنبرة متلكأة:
انا، انا لم اقصد، انا اسفة...

ثم هطلت الدموع من عينيها بغزارة ليتجاهل فارس والدته ويتقدم من لمار قابضا على ذراعها جارا اياها خلفه نحو غرفته...
كان يسير نحو غرفته وهو لا يرى امامه من شدة الغضب، يده تقبض على ذراع لمار باقصى قوتها، بينما يجرها وراءه كخروف يقاد الى المذبح...
ادخلها الى الغرفة واغلق الباب خلفه، عقد ذراعيه امام صدره وقال بنبرة هادئة تناقض الثورة المعتملة بداخله:
هل لك ان تفسري لي ما يحدث هنا؟!

وقفت لمار امامه كتلميذ مُسِك بالجرم المشهود، ابتلعت ريقه وهي تقول باعتذار:
انا اسفة فارس، لقد نزلت الى الاسفل بحثا عنك، لم اقصد ان اتسبب بفوضى كهذه في المكان...
انت لم تفهمِ بعد اين تكمن المشكلة، أليس كذلك؟!
اومأت لمار برأسها ليتنهد فارس بقوة قبل ان يقبل عليها ويقف امامها قائلا:
هل توجد فتاة عاقلة تخرج خارج غرفتها وهي ترتدي ملابس كهذه؟!
رفعت لمار بصرها نحوه ثم تأملته بحيرة قبل ان تهتف:.

انا لا افهم، ما بها ملابسي؟!
زفر فارس انفاسه بتعب ثم قال بجدية:
لا يجوز، لا يجوز ان تخرجي خارج غرفتنا بملابس كهذه...
ردت لمار ببلاهة غير مستوعبة لما يقوله:
انا كنت اخرج من المنزل دوما بملابس كهذه...
فارس وهو يكاد يطلم على رأسه:
يا فرحتي بك...
ثم اردف وهو يقبض على ذراعها:
اسمعيني يا هذه، اريدك ان تنسي كل ما كنت تفعلينه هناك، وما كنت ترتدينه ايضا...
كيف يعني؟!
سألته لمار بصوت مرتجف ليهتف فارس بها بنبرة قوية:.

يعني انت الان هنا في قريتي، كما انكِ زوجة شيخ القرية، لا يجوز ان تخرجي من غرفتك بملابس كهذه، هذه الملابس ترتدينها فقط لي، اما حينما تخرجين من هنا فانك ترتدين ملابس طويلة وفوقها حجاب طويل...
ولكنني غير محجبة...
كنتِ، كنت غير محجبة...
قالها فارس مصححا قبل ان يهتف بتحذير:
ولكن بما أنك تزوجتني فلقد اصبحت امرأة محجبة، هل فهمت؟!

وقبل ان تجيب لمار عليه كان صوت الخادمة قد جاء يخبره من خلف الباب بأن عائلة لمار قد جاءت لرؤيتها...

كادت لمار ان تركض خارج الغرفة لرؤية عائلتها لولا ان فارس اوقفها بإشارة من يده ثم اخبر الخادمة بأنهم قادمون في الحال...
اقترب فارس من لمار وقال بلهجة امرة:
ارتدي عبائتك وحجابك التي ارسلتهم اليك البارحة حتى نشتري لك ملابس جديدة مناسبة للخروج...
اومأت لمار برأسها وهي تجاهد لاخفاء دموع عينيها ثم ارتدت العباءة وفوقها الحجاب ليمد فارس لها كف يده فتمسكها بتردد وتهبط معه نحو الطابق السفلي...

ما ان رأت لمار والدتها حتى ركضت نحوها وعانقتها بقوة، احتضنتها والدتها بينما اخذت لمار تبكي داخل احضان والدتها تحت انظار صفية المستنكرة وعادل القلقة وفارس الباردة...
جلس الجميع في صالة الجلوس ولمار ما زالت تبكي داخل احضان والدتها بينما تحاول والدتها ايقافها عن البكاء وهي تشعر بالحرج من جميع من حولها...
حسنا يا ابنتي، توقفي، انا هنا...

كانت هذه كلمات والدتها التي تحاول تهدئتها بينما تحدثت رجاء التي جاءت معهم وقالت:
أين حفيدي؟! اريد ان اراه...
اشارت صفية الى رؤية لتجلب لها الصغيرة فنهضت رؤية من مكانها وفعلت ما امرت به والدتها متجهة الى غرفة الصغير، اما لمار فقد توقفت عن البكاء اخيرا لكنها ما زالت تحتضن والدتها بقوة...

جاءت رؤية بعد لحظات وهي تحمل الصغير داخل أحضانها، اخذته رجاء منها بلهفة واحتضنته بشوق وبدأت في تقبيله، اخذ الطفل يبكي فجأة داخل احضانها لتنهض رؤية من مكانه تنوي اخذه الا انها توقفت في مكانها بإشارة من والدتها التي قالت بنبرة قوية:
والدته تأخذه...
تطلع الجميع الى لمار التي لم تفهم لماذا ينظر الجميع اليها حتى لكزتها امها وهمست لها:
تقصدك انت...
ردت لمار وهي تشير الى نفسها ببلاهة:
انا والدته...

قالت صفية ساخرة منها:
وهل توجد غيرك؟!
نهضت لمار من مكانها واتجهت نحو رجاء التي اعطتها الطفل على مضغ، بالكاد استطاعت لمار ان تحمل الطفل بالشكل الصحيح ولا توقعه، بينما نهض عادل من مكانه وقال:
نحن يجب ان نذهب الان، لقد تأخرنا...
اتسعت عينا لمار بعدم تصديق بينما نهضت والدتها واقتربت منها قائلة:
حبيبتي، لقد جلبت لك الفطور الذي تحبينه، تناوليه كله...

لكن لمار كان لها رأي اخر حيث قالت بنبرة اقرب للبكاء امام انظار الجميع:
لا تذهبي ماما، خذيني معك...
لمار...
صاح بها فارس بقوة لكنها لم تبال وهي تقول بتوسل ورجاء:
ارجوك ماما، خذيني معك، اتوسل اليك...



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية روح الشيخ زيزو زهرة الصبار
15 1534 زهرة الصبار
صور دعم لفلسطين.. غزة وحي الشيخ جراح Dora
0 883 Dora
لا داعي إلى عودة الشباب… فالتقنيات الحديثة أصبحت في خدمة الشيخوخة Soso
0 480 Soso
محمد عبده – قصة حياة الشيخ المصري محمد عبده ART
0 723 ART
يوسف القرضاوي – قصة حياة الشيخ الذي أثارت فتاويه جدلاً كبيراً ART
0 568 ART

الكلمات الدلالية
رواية ، الشيخ ، المراهقة ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 04:42 صباحا