أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية أدمنت قسوتك

صفعة قوية تلقتها على وجهها جعلت الدماء تخر من فمها... صفعة أسقطتها ارضا قبل ان ترفعها يد غليظة مرة اخرى وصوت سباب وكلمات ..



02-02-2022 01:55 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [4]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية أدمنت قسوتك
رواية أدمنت قسوتك للكاتبة سارة علي الفصل الخامس

جلست مايا امام والدتها وهي تشعر بالحرج الشديد...
لا تعرف كيف ستفتح موضوع زواجها من سعد معها...
كانت والدتها تنتظر منها أن تبدأ حديثها لتفهم منها الموضوع الذي يؤرق تفكيرها...
تنحنت مايا قائلة بنبرة مترددة:
- انا وسعد قررنا نتجوز...

تطلعت سعاد والدتها اليها بتعجب فهي كانت تعرف بأن مايا تؤجل موضوع زواجها من سعد حتى تستقر اوضاعه المادية، فمالذي تغير الان؟!
سألتها سعاد بحيرة:
- انتوا مش كنتوا اتفقتوا تتجوزوا لما سعد يكون نفسه وتستقر اوضاعه المادية؟!
ارتبكت مايا وظهر الارتباك جليا على ملامحها لكنها ردت بنبرة متماسكة:
- ايوه، بس لو هستنى اوضاع سعد تستقر يبقى مش هنتجوز ابدا...

قالت والدتها بعدم اقتناع:
- طب وانتي ايه اللي يجبرك على جوازة زي دي؟! انتي ممكن تتجوزي واحد حالته المادية افضل وتعيشي بوضوع مستقر معاه...
ردت مايا بجدية:
- انتي عارفة اني بحبه، ومش هتجوز غيره...
تطلعت والدتها اليها بنظرات غير مرتاحة قبل ان تنطق قائلة:
- يعني انتي متأكدة من قرارك؟!

اومأت مايا برأسها اكثر من مرة لتمط سعاد شفتيها بضيق قبل ان تهتف بقلة حيلة:
- طالما انتي موافقة ومقتنعة، يبقى مش هقدر اقول غير موافقة...
ابتسمت مايا براحة قبل ان تعاود والدتها سؤالها بعدم ارتياح:
- انتي واثقة من قرارك ده يا مايا؟! يعني مش هتتراجعي عنه؟!
هزت مايا رأسها نفيا وقالت بإقتناع تام:
- ابدا...

هزت الام رأسها بتفهم قبل ان تهتف بها:
- مبروك يا مايا، مبروك يا حبيبتي...
نهضت مايا من مكانها واحتضنت والدتها وقبلتها وهي تشعر براحة مبدئية فيبدو ان الامور سوف تسير لصالحها اخيرا...

وقف كريم في الحديقة الخارجية لفيلا عزمي الجندي يدخن سيجارته ويفكر رغما عنه بمايا...
بات لا يفهم سبب تفكيره الدائم بها...
هل لأنها جميلة للغاية؟!
لكنه عرف من هن أجمل منها...
نفث دخان سيجارته في الهواء عاليا حينما شعر بأحد ما يقف خلفه...
التفتت نصف التفاتة ليجد كارما خلفه تبتسم بعفوية...
- واقف هنا ليه؟!

سألته محاولة منها لفتح الحديث معه ليجيبها قائلا:
- بدخن سيجار...
وقفت بجانبه تتأمل الحديقة المحيطة بها بينما هو عاد يشرد بمايا تلك التي سيطرت على تفكيره فجأة وباتت تحتله بشكل غريب...
- كريم...
افاق من شروده على صوت كارما تناديه ليهتف بها:
- نعم، !
سألته بتردد:
- هو انت ليه مشتغلتش مع باباك فشركته؟! ليه اخترت تشتغل فالشرطة؟!

تأملها قليلا قبل ان يرمي سيجارته ارضا ويطفئها بحذاءه ثم يجيبها:
- يمكن عشان بحب شغلي فالشرطة...
اومأت رأسها بتفهم ثم قالت:
- هو انا مدايقاك بوقفتي جمبك؟!
هز رأسه مجيبا:
- اطلاقا...
ابتسمت ملأ فمها ثم قالت بسعادة جلية:
- كده بقى اتكلم براحتي...

ابتسم بتصنع وقال:
- اها اتكلمي اكيد...
احاطت ذراعه بذراعها بشكل فاجأه هو شخصيا ثم قالت:
- تعرف اني معجبة بيك اووي...
اومأ برأسه واجاب بغرور:
- اها عارف، اساسا الكل معجب بيا...
مطت شفتيها بأستياء وقالت:
- مغرور...
- واثق من نفسي...
قالها مصححا لترد بعفوية:
- وبارد كمان...

فجأة دفعها على الحائط خلفها واحاط جسدها بذراعيه قائلا بنبرة هادئة لكن قوية:
- انتي اد كلامك ده؟!
اومات برأسها وقد شعرت بتفتت جميع مقاومتها امامه، فهو واقف امامها يحيط جسدها بالكامل بهذا القرب المهلك منها...
انحنى اكثر نحوها مقربا فمه من فمها بنية تقبيلها حينما أشاحت هي بوجهها بعيدا عنه ليتنحنح بحرج ويحرر جسدها من ذراعيه...

في صباح اليوم التالي...
في مركز الشرطة الذي يعمل به كريم...
دلف كريم الى مكتبه ثم بدأ يباشر عمله...
ولج بعد لحظات صديقه عمر اليه...
كان عمر صديقه المقرب وخازن جميع اسراره...
جلس على الكرسي المقابل له وقال متسائلا بنبرة ساخرة:
- اخبار ليلة امبارح والانسة كارما؟!

اجابه كريم وهو يتراجع الى الخلف:
- كويسة، بس كارما دي طلعت دايبة فيا من زمان...
- بجد؟!
سأله عمر بعدم تصديق ليهز كريم رأسه ويقول بجديةة:
- بجد...
ثم اردف بعدها:
- بس البنت طلعت ايه، فرسة...
غمز له عمر بعبث قائلا:
- وقعتها ولا لسه؟!

اجابه كريم:
- لسه، حاليا مش فاضي ليها...
- امال فاضي للانسة مايا؟!
اومأ كريم برأسه ثم شرد يفكر بها ليسأله عمر بنبرة جادة:
- هو انت لسه مراقبها؟!
- طبعا، واخبارها بتوصلني اول بأول...
هز عمر رأسه بتفهم ثم شرد هو الاخر بهذه الفتاة واهتمام كريم الغريب بها دونا عن غيرها...

بعد مرور عدة ايام...
امام المصنع الذي يعمل به سعد اوقف كريم سيارته...
هبط منها مرتديا نظارته الشمسية ليطلب من احد العاملين هناك ان ينادي سعد...
وبالفعل خرج سعد من المصنع بعدما ابلغه العامل بأن رجل يرتدي ملابس الشرطة ويركب سيارة حديثة للغاية يطلب مقابلته...
تأمله سعد وهو يسير نحوه بملامح مندهشة فمن هذا الرجل الذي يريد مقابلته؟!

تقدم نحوه وسلم عليه ليطلب منه كريم ان يركب معه ليتحدث معه بأمر خاص جدا...
حاول سعد الامتناع عن مقابلته بحجة عمله وعدم سماح مدير المصنع له بترك العمل في هذا الوقت لكن كريم أخذ الاذن له من صاحب المكان...
بعد حوالي نصف ساعة كان كريم يجلس امام سعد في احد ارقى الكافيهات في البلاد ..

- اتفضل...
قالها سعد ليرد كريم:
- طبعا انت مش عارفني يا سعد، مش كده؟!
سعد وهو يهز رأسه نفيا:
- الصراحة لا...
تأمله كريم بملامح ساخرة قبل ان يهتف بهدوء مخيف:
- بس انا اعرفك عن طريق مايا، خطيبتك...
شدد على كلمة خطيبتك الاخيرة ليسأله سعد بتوتر:
- هو انت تعرف مايا منين ..؟!

سأله كريم بنبرة ذات مغزى:
- قول انت، ضابط زيي هيعرفها منين...
صمت سعد ولم يرد ليكمل كريم:
- خطيبتك كانت متهمة عندي...
رفع سعد رأسه فورا وسأله:
- متهمة بإيه؟!"
- بالدعارة...

جحظت عينا سعد بعدم تصديق ليشعل كريم سيجارته وينفث دخانها عاليا قبل ان يكمل ببرود:
- مسكناها بشقة مفروشة هي وكم بنت...
- انت كداب...
- انا مش بكدب ..
صرخ به كريم ثم رما في وجهه المحضر الذي يؤكد ما قاله ليقرأه سعد بعدم تصديق قبل ان يسأل كريم بنبرة مرتجفة:
- طب لو هي فعلا متهمة، خرجت ازاي؟!"

التوى فم كريم بإبتسامة باردة قبل ان يهتف بجمود:
- انا اللي خرجتها ..بعدما ما اتفقت معاها انها تكون عشيقتي، وهي وافقت...
حاول سعد استيعاب ما يسمعه، فأن يسمع كل هذا عن خطيبته وزوجته المستقبلية امر لا يمكن تحمله...
فتح كريم هاتفه وجعله يرى شريط فيديو يجمعه مع مايا وهي شبه عارية بوضع مثير للغاية...
هطلت الدموع من عيني سعد وهو يشاهد خطيبته وحبيبته بين احضان رجل اخر يقبل وجهها ورقبتها...

انتهى الفيديو ليمسح سعد دموعه بأنامله بينما اعطاه كريم مناديل ورقية ليمسح بها دموعه...
رمى سعد المناديل بوجهه ثم انتفض من مكانه وانقض عليه يصرخ به:
- انت السبب، ليه عملت كده؟!
دفعه كريم بعيدا عنه وهتف بنفاذ صبر:
- انت غبي ولا بتستغبي، بقلك مسكتها بشقة دعارة...

اشاح سعد وجهه بعيدا عنه محاولا ان يخفي دموعه التي تهدد بالهطول مرة اخرى، اما كريم فنهض من مكانه واقترب منه قائلا بنبرة خبيثة:
- اسمعني يا سعد، انا عايز مصلحتك، عايز اساعدك...
- انا هقتلها...
قالها وهو ينهض من مكانه بملامح مخيفة ليوقفه كريم بسرعة وقد انتفض قلبه لا اراديا ما ان سمع ما قاله سعد...
- الامور متتحلش كده...
- امال ازاي؟!
صرخ به سعد ليرد كريم بهدوء غريب:
- هقولك...

02-02-2022 02:10 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [5]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية أدمنت قسوتك
رواية أدمنت قسوتك للكاتبة سارة علي الفصل السادس

- اللي بتطلبه ده شيء مستحيل، ازاي تطلب مني اعمل كده ..؟!
رمقه كريم بنظرات باردة قبل ان يقول بنبرة عادية:
- اللي بطلبه منك هو الصح، انت اكيد مش ناوي تتورط بسببها فقضية تانية...
- تقصد ايه؟! انت بتهددني؟!
سأله سعد بنبرة عالية قليلا ليرد كريم بسرعة وصوت بارد:
- اشش، اخرس خالص ومترفعش صوتك مرة تانية، واه انا بهددك، وافهمها زي متفهمها...

ثم اردف بنبرة ماكرة:
- انا بحاول اساعدك، اقدملك حاجات كتير كويسه، مقابل انك تنفذ اللي بطلبه منك...
- وايه المقابل المهم بقى اللي هيخليني اعملك اللي انت عاوزه؟!
قالها سعد وهو يتكئ على ظهر الكرسي ليبتسم كريم برضا قبل ان يرد:
- مليون...
سأله سعد بعدم تصديق:
- مليون جنيه...
صحح له كريم هازئا:
- مليون دولار...

ابتلع سعد ريقه بتوتر وحيرة، ما يعرضه كريم لا يمكت رفضه بأي حال من الأحوال، ولكن كيف سيوافق عليه؟! ما يطلبه كريم ايضا صعب للغاية...
تأمله كريم وهو يبدو عليه الحيرة وقلة الحيلة ليبتسم بخبث قبل ان يقول بنبرة قوية:
- مليون دولار تحققلك كل اللي بتتمناه، تعيشك بأحسن مستوى بدل المرمطة اللي انت فيها...
- بس...

قالها سعد بتلكؤ ليقول كريم بسرعة رادعا اي مجال للقلق او التردد قد يتولد لديه:
- مبسش، فكر كويس يا سعد، انا بضمنلك حياتك الجاية، وبأمنلك اللي جاي، زي منا اقدر اخد اللي انا عايزه منك بكل سهولة، بس انا مش عايز اظلمك معايا، عايز اخد وادي المقابل اللي يناسب اللي اخذته...
- لا كتر خيرك الحقيقة...

قالها سعد بنبرة هازئة ليبتسم كريم ملأ فمه ويقول بمرح لا يليق به:
- قلت ايه بقى؟! اظن مفيش عرض افضل من كده...
هز سعد رأسه بشرود ليكمل كريم بإنتصار:
- نقول مبروك...

جلست مايا بجانب نايا اختها الصغرى التي كانت تذاكر دروسها بتركيز شديد...
تأملتها نايا بقلق فقد كان يبدو عليها الضيق والواضح والألم...
سألتها نايا بقلق بينما كف يدها امتد ليلمس يد مايا الشاردة رغما عنها:
- مالك يا مايا؟! شكلك بيقول انك مش كويسه ..
افاقت مايا من شرودها على سؤال اختها الغريب والذي جاء في محله لتجيبها بقلق ورغبة عارمة بالبكاء تجتاحها:
- قلقانة اوي يا نايا، قلقانة وهموت من قلقي وخوفي...

- طب ليه؟! ايه اللي حصل؟!
سألتها نايا بتعجب من هذه الحالة الغريبة التي تسيطر على اختها لترد مايا عليها بنبرة مترددة:
- حاسة انوا فيه حاجة مش كويسه هتحصل قريب، قلبي بيقولي كده...
- حاجة ايه؟!
هزت مايا رأسها نفيا وقالت بجهل:
- مش عارفة، مجرد احساس وخلاص...
قالت نايا بنبرة هادئة حكيمة:
- لو شايفة انوا الجوازة دي هتأذيكي يبقى بلاش منها...

تطلعت مايا الى اختها الصغرى بحيرة ظهرت بوضوح خلال عينيها الضائعتين لتحتضنها نايا من ذراعيها وتضمها اليه بحنو بالغ...
سمعتا الاثنتان صوت والدتهما وهي تنادي على مايا قائلة:
- مايا حبيبتي، تعالي ساعديني فترتيب جهازك قبل مناخده شقة خطيبك...
نهضت مايا من مكانها وتوجهت خارج الغرفة بخطوات ثقيلة ثم تقدمت نحو والدتها وبدأت تساعدها في ترتيب جهازها...
في هذه الأثناء رن هاتفها فحملته لتجد سعد يتصل بها...

ضغطت على زر الاجابة ليأتيها صوته:
- ازيك يا مايا؟!
- اهلا يا سعد، انا بخير، انت ازيك؟!
اجابها سعد:
- بخير الحمد لله...
صمت لوهلة قبل ان يردف بصوت بارد:
- جهزتي نفسك عشان ننزل نختار فستان الفرح؟!

اجابته مايا بملامح قلقة:
- اها جاهزة، تحب ننزل امتى؟!
اجابها بسرعة:
- بكره الصبح، !
- تمام...
اغلق سعد الهاتف في وجهها دون ان يودعها حتى لتستغرب كثيرا من تصرفه لكنها لم تعلق ولم تضع الموضوع في بالها...

في صباح اليوم التالي...
على مائدة الطعام في منزل كريم كان كلا من منى والدة كريم وحسام اخيه يجلسان على طاولة الطعام يتناولان فطورهما...
توجه كريم نحويهما قائلا بنبرة مرحة خفيفة:
- صباح الخير...
- صباح النور...
اجابه الاثنان قبل ان يهتف حسام بتعجب:
- شكلك رايق اوي النهاردة...
ليرد كريم بخفةة:
- انا رايق على طول...

- ويا ترى ايه سبب الروقان ده؟!
سألته منى بجدية ليجيبها كريم بصوت عابث:
- وانا مش هكون رايق لي، شغلي ماشي كويس جدا، صحتي بخير، عايش احسن عيشة، والاهم من ده عندي امي قمر زيك...
- حبيبي...

قالتها منى بدلال ليهمس له حسام:
- عرفت تاكل عقلها بكلمتين كالعادة...
- عيب عليك...
قالها كريم وهو يغمز له لتهتف منى به فجأة:
- بقلك يا كريم، ايه رأيك تجي معايا النهاردة للنادي نشوف كارما ووالدتها...
- هي جايه النادي النهاردة؟!
قالها كريم وهو يمضغ طعامه لتهز منى رأسها وتقول مؤكدة:
- ايوه وانا اتفقت اني هقابلهم هناك...

شعر كريم بالحيرة، فهل يذهب لمقابلة كارما ويقضي
القليل من الوقت المسلي معها؟!
وجد نفسه يرغب بمقابلتها ورؤيتها، علها تنسيه قليلا مايا التي بات يفكر بها ليلا ونهارا، لا بأس يا مايا، ستكونين لي قريبا، !
- ها قلت ايه؟!
افاق من شروده على سؤال والدته ليجيب:
- تمام هروح معاكي...

ابتسمت الام بإنتعاش وقالت:
- خلاص قوم غير هدومك عشان نروح سوا...
- مش بدري اوي دلوقتي...
قالها كريم وهو ينظر الى ساعته لترد الام عليه:
- لا طبعا مش بدري، خلينا نلحق اليوم من اوله...
نهض كريم من مكانه واتجه نحو الطابق العلوي وتحديدا نحو غرفته ليغير ملابسه تاركا والدته تبتسم بسعادة فيبدو ان ما تخطط لها يجري وبدقة...

خرجت مايا من شقتها واتجهت خارج العمارة بأكملها لتجد سعد في انتظارها...
ابتسمت له بحب وتقدمت نحوه قائلة بصوت سعيد:
- صباح الخير...
اجابها بإقتضاب:
- صباح النور...

تعجبت من نبرته معها لكنها لم تعلق بل سارت بجانبه متجهان نحو السوق حيث سيشتريان فستان زفافها واشياء اخرى مما تحتاجه مايا قبيل زفافها الذي اقترب كثيرا...
في احد المحلات وقفت مايا تنظر الى فساتين الزفاف بسعادة خفية، لا تصدق أنها بصدد شراء فستان زفافها، لقد حلمت بهذا اليوم كثيرا وتمنته كثيرا...
اخذت تقلب مايا الفساتين بإعجاب واضح، اما سعد فكان يقف في احد اركان المحل يتابعها بملامح باردة لا توحي بشيء...

اخرجت مايا احد فساتين الزفاف الذي نال اعجابها ثم توجهت به نحو سعد وسألته وهي تضع الفستان على جسدها:
- ها ايه رأيك؟! حلو؟!
اعتدل سعد في وقفته وقال بنبرة عادية:
- اها جميل...
- أقيسه؟!
- ايوه قيسيه...
توجهت مايا نحو غرفة التبديل الملحقة بالمحل وارتدت الفستان...

خرجت بعد لحظات امام سعد الذي تأملها للحظات بنظرات يملؤها الاعجاب، لحظات قليلة واختفت نظراته تلك ليحل البرود محلها...
قال سعد بنبرة باردة:
- جميل اووي...
ابتسمت مايا بغبطة وقالت برقة:
- يعني نشتريه...
- اها طبعا...
اتسعت ابتسامة مايا بسعادة ثم ما لبثت ان عادت مسرعة الى غرفة التبديل وغيرت الفستان...

اما سعد فقد ملأ شعور الالم والحسرة قلبه، كانت مايا اجمل مما تخيل بمراحل وهي ترتدي فستان الزفاف...
لقد حلم بها طويلا وتمنى ان يراها وهي ترتديه له وحده، لكن القدر لعب لعبته معه وخذله كالعادة...
افاق من افكاره الموجعة على صوت مايا تطلب منه ان يدفع سعر الفستان ففعل ذلك وهو يحاول ان ينفض تلك الافكار عن رأسه...

في احد اشهر النوادي الرياضية الترفيهية...
جلس كريم بجانب والدته على احدى الطاولات الموجوده في حديقة النادي يرتدي نظارته الشمسية ويتابع من خلفها ما يجري من حوله...
خلع كريم نظارته الشمسية وقال لوالدته بضجر:
- هيجوا امتى؟! اتأخروا اوي...
- مش عارفة، اتأخروا فعلا...
قالتها منى وهي تنظر الى ساعتها حينما قال كريم فجأة:
- وصلوا اخيرا...

تأمل كريم كارما وهي تتقدم منهما بجانب والدتها ترتدي بنطال من الجينز الازرق يلتصق بجسدها كجلد ثاني مبرزا مفاتنها الخلابة فوقه قميص اخضر اللون قصير للغاية بالكاد يلامس طرف البنطال...
ما ان وصلت نحويهما حتى ابتسمت بتشنج واضح وقالت وهي توجد حديثها لمنى:
- ازيك يا طنط، وحشتيني...
ثم التفتت نحو كريم الذي نهض من مكانه وابتسم لها:
- ازيك؟!
ليرد كريم بتلقائية:
- بخير، انتي ازيك؟!
اجابته:
- I'm fine...

جلست كارما بجانب كريم ووالدتها ومعها والدتها...
اخذوا يتحدثون في شتى المواضيع المختلفة حينما شعر كريم بالملل فقال موجها حديثه لكارما:
- ايه رأيك نقوم نتمشى قريب من هنا؟!
- يلا بينا ..
قالتها كارما وهي تنهض من مكانها وتسير بجانبه...
تحدث كريم قائلا:
- عاملة ايه؟!

- كويسه، وانت عامل ايه؟! اخبار شغلك ايه؟!
- تمام جدا...
وقف الاثنان اسفل احدى الأشجار ليقول كريم متسائلا ومحاولا فتح الحوار معها:
- انتي درستي ايه صحيح؟!
اجابته كارما:
- درست ادارة اعمال فأمريكا...
- تخصص جميل...

قالها كريم بإعجاب حقيقي ثم اردف قائلا:
- على كده بتساعدي والدك فشغله، !
اومأت برأسها واجابته بغرور مفتعل:
- انا ماسكة شغل بابا كله تقريبا...
ابتسم كريم وقال:
- برافو، تعجبني المراة العملية اووي...
ابتسمت كارما وقد ظهر الخجل الطفيف على ملامحها ليسترسل كريم في احاديثه محاولا التعرف عليها اكثر...

في احد الكافيهات المطلة على النيل جلس كلا من مايا وسعد سويا يتبادلان الاحاديث العادية...
كانا يتحدثان عن زفافهما الذي سيتم بعد ثلاثة ايام وعن الاشخاص الذين سيدعونهم الى الزفاف وغيرها من الامور المهمة...
تحدثت مايا قائلةة براحة:
- كده خلصوا كل المعازيم، وخلصنا تقربيا كل الحاجات اللي لازم نجهزها للفرح...
قال سعد مؤكدا ما قالته:
- فعلا، خلصنا كله تقريبا...

اردف سعد بعدها قائلا بإعجاب مفتعل:
- تعرفي انك كنتي زي القمر بفستان الفرح...
احمرت وجنتا مايا خجلا وشعور كبير بالسعادة لامس قلبها، لقد مدحها سعد اخيرا وتغزل بها، لقد خرج اخيرا من شرنقة البرود المحيطة به طوال اليوم...
اردف سعد بنبرة كاذبة:
- انا مبسوط بيكي اووي يا مايا، وسعيد انك هتكوني ليا بعد ما استنيتك كثير...

- وانا مبسوطة اكتر منك، ومش مصدقة نفسي اصلا...
قالتها بعفوية كبلت قلبه الذي يكذب عليها، هل يعقل ان تكون هذه الفتاة الماثلة امامه سيئة الى هذه الدرجة؟!
أبعد تلك الافكار عن رأسه وقال بنبرة ذات مغزى:
- لا صدقي، احنا خلاص هنتجوز، وهتكوني ليا...

ارتجف جسد مايا بسبب كلماته وقد راودها شعور غريب بالخوف وعدم الراحة لكنها أثرت ألا تفكر بهذه الطريقة...
ابتسمت بخفوت بينما امسك سعد كف يدها لتبعد يدها عن كف يده فجأة...
ابتسم سعد في داخله بسخرية فهاهي تمثل عليه الطيبة والبرائة...
اما مايا فكانت تتعجب من نفسها وتصرفها الغير مقصود...

- انا بحب نقائك اوي يا مايا، كفاية اني هتجوزك وانا عارف انوا مفيش رجل لمسك ولا هيلمسك غيري...
طفرت الدموع داخل عينيها لتهتف بنبرة مبحوحة وملامح شاحبة:
- خلينا نقوم، انا اتاخرت اوي...
نهض سعد من مكانه وقد تأكد من حقيقة ما سمعه عنها...

بعد مرور ثلاثة ايام...
وقفت مايا امام المرأة تتأمل فستان زفافها بملامح سعيدة، هاهي ستتزوج اخيرا من سعد، سعد الذي تحبه وتريده بحق، لقد عاهدت نفسها أنها ستكون صادقة معه، ستخبره بجميع ما حدث معها...
نعم لقد تعبت من اخفاء جميع ما حدث عنه وهاهي ستخبره بكل شيء...
اقتربت منها والدتها واطلقت الزغاريد احتفاءا بإبنتها الحسناء، ثم احتضنتها بقوة واخذت تقبلها وهي تجاهد كي لا تبكي...
- يا ماما خليني احضنها انا كمان...

قالتها نايا وهي تبعد والدتها عن مايا وتحتضنها بقوة بينما بالكاد استطاعت مايا ان تسيطر على دموعها...
خرجت مايا بعدها من غرفتها لتتجه نحو صالة الجلوس حيث ينتظرها سعد والمأذون وأقاربهما...
تأملها سعد بملامح حزينة للغاية، كانت تبدو كملاك يسير امامه، لا يصدق انها خدعته بهذه الطريقة...
سوف يجعلها تدفع ثمن هذا غاليا، ولكن لا بأس، هو سينظر للأمر بطريقة إيجابية، فهاهو سينتقم منها وينال حقه كاملا...
جلست مايا بجانب المأذون الذي بدأ يقول كلمته المعتادة قبل ان يبدأ بعقد قرانهما...

سأل المأذون مايا اذا ما كانت تقبل الزواج بسعد لتجيب بسرعةة:
- موافقة...
التفت المأذون نحو سعد وسأله اذا ما كان يقبل الزواج بمايا فصمت للحظات قليلة قبل ان يجيب بنبرة ثقيلة:
- موافق...
اطلق الجميع الزغاريد احتفالا بهما بينما أعلنهما المأذون كزوجا وزوجة...

اقتربت سعاد والدة مايا واختها نايا منها وباركوا لها هذه الزيجة ثم ما لبثتا ان اقتربتا من سعد وباركتا له...
بدأ المدعوون يباركون لمايا وسعد حتى بقيا الاثنان لوحديهما لتهتف مايا به بحب:
- مبروك...
اجابها سعد بإقتضاب:
- الله يبارك فيكي...
ثم ما لبث ان قال بسرعة وعجلةة:
- هنروح امتى؟!
لتقول مايا:
- وقت ما تحب...

وبالفعل غادر الاثنان المكان بعد فترة قصيرة بعدما ودعا الضيوف وأهاليهما...
اتجه سعد بمايا نحو احدى السيارات الحديثه الموضوعة امام العمارة التي تقطن بها مايا...
تأملت مايا السيارة بحيرة شديدة بينما اشار لها سعد قائلا:
- يلا نركب...

- نركب فين؟!
اجابها سعد بجدية:
- نركب العربية...
بهتت ملامح مايا وقالت بإندهاش:
- هي دي عربيتك؟!
اجابها سعد:
- ايوه عربيتي، خلينا نركب بقى عشان نروح...
حاولت مايا ان تستوعب ما سمعته على لسان سعد ثم قررت ان تستفسر عما يحدث حالما تصل الى شقة عائلته...

امام احدى العمارات الراقية للغاية اوقف سعد سيارته...
هبط منها واتجه نحو الجانب الاخر وفتح الباب الاخرى لمايا التي هبطت من السيارة وهي تنظر الى المكان حولها بتعجب...
- احنا فين ..؟!
سألته بقلق ليجيبها سعد:
- دي شقة صاحبي، هنقضي بيها كام يوم لحد منرجع بيتنا...

ثم قبض على كف يدها وجذبها خلفه متجها بها نحو الشقة الموجودة في الطابق الثالث...
فتح سعد باب الشقة ودلف اليها تتبعه مايا التي تأملت الشقة بملامح جامدة، كان من المفترض ان تنبهر بها وبمدى رقيها لولا انها رأت مثلها مسبقا...
اغلق سعد باب الشقة واقترب منها قائلا:
- ها عجبتك الشقة؟!

التفتت مايا نحوه وقالت بنبرة مرتجفة وشعور غريب يخبرها بأن هناك شيء ما سيء سيحدث لها:
- سعد انا لازم اقولك حاجة مهمه...
وقبل ان تتحدث كان هناك شخص ما يقف خلفها...
لم تستطع مايا ان تستدار نحو الخلف، جسدها تصنم في مكانه...
اما سعد فقال بسرعة وترحيب:
- اهلا كريم باشا...
ثم اردف قائلا وهو ينظر الى وجه مايا التي شحب كليا:
- الامانة وصلت...

02-02-2022 02:11 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [6]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية أدمنت قسوتك
رواية أدمنت قسوتك للكاتبة سارة علي الفصل السابع

التفتت مايا اخيرا نحو كريم فوجدته واقفا خلفها واضعة يديه في جيوب بنطاله ويتأملها بنظرات ساخرة...
اغمضت عينيها بقوة تحاول ألا تصدق ما تراه، تتمنى أن تفتحها لتكتشف أن ما يحدث وهما، وأن هذا محض حلم سينتهي حالما تفتح عينيها...
فتحت عينيها حينما سمعت سعد يقول موجها حديثه لكريم:
- تؤمرني بحاجة تانية يا باشا؟!
ليهز كريم رأسه نفيا ويرد عليه:
- لا كفاية كده، كفيت ووفيت...

تقدم سعد نحوه وأعطاه ورقة بيضاء مطوية قبل ان يهتف به:
- ده عقد الجواز، كل حاجة تمت زي مانت عايز، انا لازم امشي دلوقتي . ..
ثم تحرك خارج الشقة مسرعا دون ان يلتفت نحو مايا...
تقدم كريم نحو مايا وأخذ يدور حولها متأملا إياها بفستان الزفاف الذي كان أكثر من رائعا عليها، كانت فاتنة بحق وهو كان مفتونا بها...
وقف أمامها أخيرا وجهه مقابل وجهها يتأملها بملامح باردة هازئة قبل ان يقول:
- شفتي إنوا ملكيش حد غيري، لفيتي كتير ورجعتي ليا...

اعتصرت مايا قبضتي يديها بقوة وحاولت ان تكتسب القليل من السيطرة على الذات فسألته بجمود:
- ممكن أعرف ايه اللي بيحصل هنا؟!
ابتسم بظفر وقال:
- هقولك...
ثم اعطاها عقد الزواج لتفتحه بسرعة وتقرأ ما به فتنصدم بشدة مما قرأته، كان عقد زواجها من كريم...
- ازاي؟!

صرخت بها مذهولة مما تراه ليسحب كريم العقد من يدها بسرعة ويقول:
- زي مانتي شايفة...
ثم أردف بنبرة ماكرة:
- عملتلك اللي انتي عايزاه وتجوزتك، اظن مفيش احسن من كده...
قالت مايا بنبرة ساخرة:
- اتجوزت عاهرة زييي مش كده...
كسا الجمود ملامحه فقال بضيق:
- ملوش لزمة الكلام ده، انتي مراتي وانا عايزك...

هنا فقدت مايا اعصابها وصرخت به بقوة وغضب:
- انت فاكرني ايه؟! لعبة فإيدك؟! يعني إيه عايزني؟!
اقترب منها وبدأ يحرك إصبعه على عنقها:
- يعني عايزك، بكل ما فيكي...
تأملته بنظرات مشمئزة قبل ان تهتف بكره:
- انت مريض...

رد بغضب مكتوم:
- لولا اني مش حابب أشوه وشك الجميل ده، كان هيكون ليا تصرف تاني معاكي...
- انا خارجة حالا...
قالتها وهي تجر فستانها خلفها ليقبض على ذراعها ويجذبها نحوه هاتفا بها:
- تخرجي فين، انتي دلوقتي مراتي، شرعا وقانونا كده...
- الناس كلها عارفة اني مش مراتك، الجواز ده باطل، كلهم هيشهدوا ضدك...

قهقه عاليا كمن سمع نكته ثم قال:
- هههه وانتي فاكرة انوا الناس هيقفوا معاكي ضدي انا، فاكرة إنهم هيقدروا يقفوا فوشي، تأكدي يا مايا يا حبيبتي إني بإشارة واحدة مني أخليهم يشهدوا إني جوزك شرعا وقانونا...
هزت رأسها بعدم تصديق وقالت:
- انت ايه يا اخي؟! ايه كمية الشر دي؟! ليه بتعمل كده؟! هتستفيد ايه؟!"

رد ببساطة:
- مزاجي، مزاجي عاوزني أعمل كده...
مسحت دموعها اللاذعة بأناملها ثم قالت برجاء:
- ارجوك انا مش حمل كل ده، ارجوك افهمني ..
رفع ذقنها بأنامله وأخذ يتأمل ملامح وجهها بإعجاب، كانت جميلة حتى وهي تبكي...
- هشش، اسكتي...
قالها وهو يضع إبهامه على شفتيها لتهتف ببكاء يقطع القلب:
- سيبني فحالي ارجوك...
قال كريم بنفاذ صبر:
- انا جوزك يا مايا، افهمي ده وتعاملي معاه...

تركته واتجهت نحو الكنبة، جلست عليها وأخذت تبكي بقوة واضعة كفي يديها على وجهها، كانت تبكي حظها العاثر الذي أوقعها بيد رجل مثل كريم ورجل اخر مثل سعد، تبكي والدتها التي لا تعلم شيئا عما يجري حولها، تبكي الجميع، تبكي روحها وعذابها المستمر، تبكي اشياء كثيرة، ظلت هكذا لفترة طويلة دون ان تتوقف عن البكاء...

في صباح اليوم التالي...
خرجت نايا من غرفتها لتجد والدتها تعد لها طعام الافطار وهي تبكي، شعرت بالقلق لأجلها فإقتربت منها وسألتها:
- مالك يا ماما؟! بتعيطي ليه؟!
ردت الأم:
- مايا وحشتني اوي...
ابتسمت نايا على والدتها وقالت:
- معقولة يا ماما، هي لحقت توحشك، !

اومأت الأم برأسها وهي تمسح دموعها بأطراف أناملها ثم قالت بنبرة ضعيفة:
- قلبي واجعني عليها من الصبح، مش عارفة ليه...
ردت نايا بجدية:
- ده طبيعي عشان اول مرة تبعد عنك كده، تلاقيها دلوقتي نايمة فالعسل، متقلقيش عليها...
- خير ان شاء الله...

قالتها الام بتنهيدة قبل ان تكمل موجهة حديثها لنايا:
- خلينا نفطر، مش هسمحلك تروحي الكلية قبل ما تفطري...
الا ان نايا اعترضت:
- لا مش هلحق، يادوب الحق اوصل الجامعةة...
ثم هربت مسرعة قبل ان تستمع رفض والدتها او اصرارها على تناوا فطورها اولا، وصلت نايا الى الجامعة لتجد حسن زميلها في انتظارها، والذي اقترب مسرعا منها ما ان رأها ليهتف بها:
- صباح الخيرر يا نايا، اتأخرتي ليه؟!

أجابته نايا:
- معلش امبارح كان فرح اختي ومنمتش كويس فصحيت متأخرة...
- مبروك يا نايا وعقبالك...
احمرت وجنتا نايا خجلا وهي تجيبه شاكرة:
- ميرسي، عقبالك انت كمان...
ثم انتبهت الى ساعة يدها فقالت بعجلة:
- اتأخرنا عالمحاضرة...

ليكمل حسن بجدية:
- النهاردة هياخدنا دكتور جديد، لسه منعرفش طباعه، خلينا نفوت بسرعة لأحسن يجي قبلنا ويطردنا...
سارع الاثنان في الدخول الى المحاضرة ليجدان الدكتور موجود بالفعل فسمح لهما بالدخول على مضض...
جلست نايا بجانب صديقتها وسألتها بصوت خافت:
- هو ده الدكتور الجديد؟!

اومأت صديقتها برأسها وقالت:
- ايوه...
لتعاود نايا سؤالها:
- اسمه ايه..
- حسام، اسمه حسام...
اومأت نايا برأسها ثم عادت بتركيزها نحوه...

استيقظ كريم من نومه فنهض مسرعا من فوق فراشه واتجه الى الخارج ليرى مايا الذي تركها نائمة ليلة البارحة على الكنبة...
خرج من غرفة النوم الى صالة الجلوس ليجدها مستيقظة بوجه شاحب ميت...
- انتي كويسه؟!
سألها لترفع نظراتها الباردة نحوه وتقول:
- انت شايف ايه؟!

انحنى بجسده نحوها وقال:
- مايا اسمعيني، انا مش حابب أاذيكي، انا عايزك، وفي المقابل هديكي حاجات كتير، قلتي عايزة جواز وأديني اتجوزتك، عايزة ايه اكتر من كده...
ابتسمت مايا بسخرية وقالت:
- لا كتر خيرك الحقيقة، ميرسي انك اتكرمت واتجوزتني، معقولة كريم باشا بنفسه قبل اني أشيل اسمه...

نهضت من مكانها وهي تراقب الضيق الذي يحاول كتمه، سارت بخطوات متعثرة بينما نهض هو بدوره من مكانها واتجه خلفها، خرجت الى الشرفة تستنشق الهواء العليل عله يساعد في تهدئة روحها وقلبها...
وقف خلفها يتأمل الخارج بملامح جامدة لتتحدث أخيرا:
- موافقة...

التفت نحوها فورا وقال:
- موافقة على ايه؟!
اجابته بنبرة خافتة:
- موافقة اني أكون ليك أداة متعة زي مانت عايزني...
- انتي بتقولي ايه يا مايا؟!
قالها مذهولا مما يسمعه لترد بجدية:
- ايه مش سامع؟! مش ده اللي انت عايزه؟! أديني هعملهولك...
ثم تحركت داخل المكان وهي تهتف بجدية:
- هكون ليك زي مانت عايز...

ثم التفتت نحوه تتأمل نظراته المندهشة بسخرية دفينة قبل ان تكمل ببرود:
- بس تنفذلي كل شروطي الاول...
- شروط ايه؟!
سألها بملامح مندهشة من القوة التي باتت تتحلى بها، من أين جائت بكل هذه القوة والسيطرة، وكيف تغيرت فجأة خلال ليلة واحدة وباتت تضع الشروط وتقرر...
اقترب منها ووقف موازيا لها مردفا بنبرة حازمة:
- متتكلمي ولا خايفة؟!

ردت بنبرة جامدة:
- انا اخر واحدة ممكن تخاف منك، اطمن بعد اللي عملته فيا قضيت على كل ذرة خوف جوايا...
ابتسم ببرود قاتل أغاظها وقال بتهكم:
- برافو، القطة البريئة كبرت وبقت تخربش...
رمته بنظرات محتقرة وقالت بتحدي:
- اها والفضل ليك...

اتجه نحو الأريكة وجلس عليها واضعا قدما فوق الأخرى متسائلا:
- وايه المطلوب مني ..؟! اتكلمي، !
اتجهت نحو الكنبة المقابلة له، جلست عليها واضعة قدما فوق الاخرى، ثم هتفت بجدية:
- اولا أهلي...
- مالهم؟!
- توفرلهم أحسن مستوى معيشي، بعد ما تخليني احكيلهم كل حاجة وأعرفهم اللي حصل بطريقتي...
- أوفرلهم ايه يعني؟!

سألها بعدم فهم لترد بجدية:
- شقة كويسه فمنطقة راقية تليق بيهم، فلوس تخليهم يعيشوا فمستوى مادى كويس، اكيد يعني مش انا اللي هفهمك هتعمل ايه...
- وانا ايه اللي يجبرني على كل ده ..؟!
سألها متعجبا من ثقتها العالية لترد ببساطة:
- لأنك عاوزني وانا هكون ليك زي مانت عاوز، بس تنفذلي شروطي الاول...
صمت وهو يفكر بما تقوله، بينما استرخت هي في جلستها تنتظر منه ان يعلن موافقته، نعم فهي تثق به وبموافقته اكثر من اي شيء...
- غيره؟!

سألها قاطعا صمته لتبتسم في داخلها قبل ان تكمل بإنتصار:
- عايزاك توفرلي شغل مناسب ليا...
- بس انا مبحبش مراتي تشتغل...
- مشكلتك، انا من حقي اشتغل...
كانت حادة في نبرتها فصاح بها بتهديد:
- بلاش تعلي صوتك عليا، مش معنى اني هنفذلك اللي انتي عايزاه تعلي صوتك، فاهمه؟!

ضمت شفتيها بقوة وهي تفكر بأنها يجب أن تسايره لتنال منها ما تريد وتحقق مرادها، كل شيء يجب ان يسير كما خططت له وأرادته...
قالت بنبرة هادئة لا تشبه ما سبقها:
- ياريت انت كمان تراعي كل اللي مريت بيه، ثانيا يعني ايه مفيش شغل، هو احنا عايشين فالعصر الحجري...
- قلتلك مبحبش مراتي تشتغل، ولو عالمرتب انا هديكي المرتب اللي يكفيكي...
قالها محاولا انهاء الموضوع لكنها كانت مصرة على رأيها، فهي لن تسمح له بالتحكم فيها بعد الان...
- بس انا عايزة اشتغل، متعودتش اقعد من غير شغل...

تأفف بنفاذ صبر وقال:
- انتي ليه مصرة تعملي مشكلة من كل حاجة؟!
ابتسمت ساخرة وقالت:
- اه فعلا انا الي بعمل مشكلة...
- غيره؟!
صمتت قليلا قبل ان تقول بخبث:
- حاليا مش عايزة غير الحاجتين دول، لحد ما افتكر اللي جاي...

تأملها بنظرات فارغة تجاهلتها وهي تنهض من مكانها وتتجه نحو غرفة النوم تبحث عن شيء ترتديه بدلا من فستان الزفاف وتفكر في طريقة تخبر بها والدتها بما حدث...

وقفت مايا امام شقة عائلتها وهي تشعر بالتردد والخوف الشديد...
لقد دربت نفسها كثيرا على ما ستخبر والدتها به...
لكنها ما زالت غير مستعدة بتاتا، ماذا ستقول لها؟!
وهل ستتقبل والدتها ما ستقوله؟! الله وحده يعلم ماذا ستفعل والدتها بها حينما تعلم الأمر من أوله...

لقد قررت أن تخبرها بكل شيء بدءا من تورطها في قضية الدعارة تلك ووقوعها في يد كريم ثم ذهابها الى شقته وطلبها الزواج من سعد وما فعله سعد بها وكيف خانها وباعها لأجل المال...
تنهدت بصمت وهي تحاول ان تضفي القليل من الشجاعة على نفسها، ثم رنت جرس الباب لتفتح نايا لها الباب وتتفاجئ بوجودها فتهتف بعدم تصديق:
- مايا انتي جيتي ..!

تحتضنها مايا بقوة وهي تدعو ربها ان تمر الامور بسلام، تأتي والدتها على صوت اختها لتحتضنها فورا بعدما أبعدت نايا عنها وتقبلها من وجنتيها وتشدد من احتضانها...
- مايا حبيبتي...
قالتها والدتها ببكاء لتهتف مايا:
- عشان خاطري متعيطيش...
بعد الانتهاء من تبادل الاحضان والقبل تسائلت سعاد بتعجب:
- انتي مش كنتي هتسافري الاسكندرية من الصبح، وفين سعد؟! ليه مش جاي معاكي؟!

ابتلعت مايا ريقها وتطلعت بنظرة متوترة لنايا التي شعرت بوجود شيء ما خاطئ يحدث مع اختها...
تنحنحت مايا قائلة بنبرة متوترة:
- الحقيقة انا جيت عشان اقولكم على موضوع مهم...
- موضوع ايه؟!
اخذت مايا نفسا عميقا ثم بدأت تسرد على مسامع والدتها واختها ما حدث معها بالتفصيل...

كانت مايا تبكي بشدة بينما والدتها واختها يستمعان الى ما تقوله بعدم تصديق...
تحدثت الأم قائلة:
- لا انتي بتكدبي، مستحيل يكون ده اللي حصل، يعني ايه تجوزتي واحد تاني غير سعد، وازاي كنتي محبوسة بقضية دعارة، انتي بتكدبي عليا اكيد...
- والله هو ده اللي حصل، والله مكدبتش بحرف واحد، انا مليش ذنب فكل اللي حصل، ذنبي الوحيد اني وقعت مع واحد واطي زي كريم وواحد سافل زي سعد...
- ليه مقلتيش؟! ليه سكتي؟! ليه مجيتيش ليا اول ما عرفتي اللي حصل؟!

- تفتكري كريم كان هيسيبني اجي ليكي، ولو جيت كنا هنخلص ازاي من الناس وكلامهم...
قالت سعاد بعصبية شديدة:
- ودلوقتي مش هنخلص من الناس وكلامهم، اقول ايه للعالم، بنتي تجوزت واحد تاني بدل العريس اللي شفتوه...
نهضت مايا من مكانها وانحنت امام والدتها قائلة من بين دموعها:
- انا دبرت كل حاجة، انتوا هتسيبوا المنطقة باللي بيها، وهتروحوا معايا، هتعيشوا معززين مكرمين ..
- هنهرب على اخرة الزمن...

- منا معنديش حل تاني، لازم ابعدكم...
قالتها مايا وهي تنهض من امام والدتها لتنهض والدتها من مكانها وتتجه اليها وتديرها نحوها وتقول:
- احكيلي الحقيقة يا مايا، انتي حصل حاجة بينك وبين الضابط ده، وجاية تعملي الشويتين دول علينا دلوقتي...
هزت مايا رأسها عدة مرات بعدم تصديق، لا تصدق ان والدتها تشك بها، كيف وهي من ربتها؟!
- انتي ازاي تقولي كده؟! انتي بتشكي فيا يا ماما؟! بتشكي فبنتك، !"
- انا مبقتش فاهمه حاجة...

قالتها الام بإنهيار وهي تتحرك بعيدا عنها لتتجه مايا خلفها وتحتضنها قائلة بصدق:
- والله محصلش حاجة بيني وبينه، والله العظيم انا كنت صادقة فكل اللي قلته ليكي ومش بكدب، انا لسه طاهرة يا ماما ومحدش لمسني لا كريم ولا سعيد...
الام بنبرة تائهة:
- طب طالما كلامك ده صحيح، عايزاني أوافق عاللي بتعمليه ازاي، اجي معاكي ازاي، وأسملك للي اسمه كريم ده، واخليكي تحت رحمته...
- عشان معندناش حل تاني، ده الحل الوحيد اللي عندنا...

جلست سعاد على الكنبة بوهن، بينما احتضنتها نايا بقوة وهي تقول:
- اهدي يا ماما، بلاش تعملي بنفسك كده، بلاش تتعبي نفسك...
ردت الأم بوهن:
- انا انتهيت خلاص، ضعت وبناتي ضاعوا معايا...
اقتربت مايا منها وقالت:
- وحياتك مفيش حاجة ضاعت، وانا اوعدك اني هعوضك عن كل حاجة، بس اسمعي كلامي الاول ..
تطلعت والدتها اليها بنظرات غير مقتنعة وهي تحاول تصديق ما توعده به ابنتها...



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 6994 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4052 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3100 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2971 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3416 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، أدمنت ، قسوتك ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 05:01 صباحا