قبل أن يبني الإنسان حياته عليه أن يقاتل شعور الحقد والكراهية المنبعث حوله !!.
تعالت شهقاتها وهي تخبر صديقتها بمدى حزنها بسبب تعليق سخيف من أحد الأشخاص معدومي الرحمة على أحد وسائل التواصل الاجتماعي ذلك الفظ يتهمها بكل جرأه أنها تستخدم إعاقتها لكسب المال، وماذا يفعل المال في إعاقتها تلك!!، تسألت من بين شهقاتها ..
_ هو ليه الناس بقت معدومين الرحمة كده!!.
قالتها بحزن نابع من قلبها فهي تراهم يهاجمونها ويتهمونها بأشياء غير صحيحه نظرت لها صديقتها بحزن ثم قالت :
_ رهف صل على النبي بقي وسيبك من كلام السئيل ده، أنتي أقوى من كده، تلاقيه بس مضايق منك علشان كل الفولرز اللي عندك بيحبوكي..
ابتسمت بوجهها بسخرية وهي تقول :
_ وياريته كان هو بس يا بسمة، كنت هقول كده، بس ده معظم الكومنتات كده، أنا هقفل الزفت التيك توك ده ومش هفتحه تاني..
فصول نوفيلا العوض
نوفيلا
العوض للكاتبة زينب محمد الفصل الأول
ابتسمت بوجهها بسخرية وهي تقول:
وياريته كان هو بس يا بسمة، كنت هقول كده، بس ده معظم الكومنتات كده، أنا هقفل الزفت التيك توك ده ومش هفتحه تاني..
قطبت بسمة ما بين حاجبيها باستنكار وتحدثت هاتفه:
نعم!، يابنتي أنتي مجنونة، أولاً مصدر شغل ليكي حلو، وبتعرضي في حاجات حلوة وكمان محتواكي جميل..
صمتت ولم تتكلم بل أخرجت تنهيدة قوية من صدرها تنم عن مشاعر جمة تتضاخم بداخلها وليس بيدها سوي ان تصمت لذا هتفت بنبرة منفعله:
بلا محتوى بلا زفت، لو هيجرحوني كده، أنا مش عاوزه ولا شغل ولا حتى حب الناس..
وجدت بسمة أن من الأفضل تغيير مجري الحديث حتي تخرجها من حاله الحزن التي غرقت فيها، فقالت بابتسامة لطيفة:
إيه رأيك أنزل تحت أجيب بيبسي وشكولاتة وارجع، الجو هنا حلو اوي والسما جميلة..
هزت رهف رأسها بالموافقة والتزمت الصمت التام بينما صرخ قلبها وجعًا وألمًا لما تعانيه من نظرات الناس بعدما فقدت إحدى عينيها بحادثة وهي بعمر السابع عشر، حاولت كثيرًا تخطي حديثهم اللاذع وفضولهم حول ما حدث لها بدراستها وعملها ولكن عبث، انهم يعشقون كثرة الحديث والمواضيع الجديدة...
انتشلت من أعماق تفكيرها على صوته الحاد الصادح من خلفها...
ليكي حق تعيطي، ما أنتي اللي جايبه الكلام لنفسك!
وضعت يدها فوق قلبها الذي ينبض بعنف اثر سماعها صوته الذي اجفلها، ثوانٍ استعادت انفاسها ثم تحدثت بصوت مرتجف:
خضتني يا معاذ والله!
لانت ملامحه قليلًا عندما رأي ملامحها المذعورة فقال بأسف:
معلش مقصدتش بس هو أنا سمعتك وأنتي...
بترت حديثه عندما أدركت ما قاله منذ قليل فقالت مستفهمة:.
أنت قولت جايبه الكلام لنفسي، أنت بتقولي أنا الكلام ده!
تقدم بخطواته ليقف أمامها مبررًا حديثة السابق:
أنا مقصدتش، بس أنا ميه مرة أقولك بلاش يا رهف تنزلي حاجة عن عيونك، بلاش يا رهف فيدوهاتك دي، وبلاش أصلًا فيديوهات على التيك توك..
لم يعجبها مجرى حديثه بتاتاً وبالاخص نبرة الهجوم الواضحه بصوته لذا احتدت ملامحها وهتفت قائلة بضيق:.
وأنت مالك!، أنزل ولا منزلش، وبعدين أنا بعمل حاجة مفيدة، أنا بقدم نصيحة لكل اللي فقدت عين زيي، بقولهم إزاي يركبوا عين صناعية وازاي يشلوها، بحكيلهم عن تجربتي، أنا مبأذيش حد!
اقترب عده خطوات، حتى أصبح قريب جدًا منها، ثم دنى بجذعه العلوي نحوها قائلًا بمكر:
ولما أنا مليش دعوة، أنتي بتبرري ليه!
عندما رأت عيونه التي تشع شعاع غريب له سطوه على مشاعرها، دفعته بغيظ بعيدًا عنها قائلة بشيء من العصبية:
قولتلك مليون مرة متتخطاش حدودك معايا، ولا تقرب مني بالمنظر ده!
ضحك بداخله، التوى فمه متهكمًا وهو يقول:
آه أنا مقربش، متكلمش، معملش، لكن كومنتات الولاد ليكي وعن جمالك دي عادي صح..
أنهى حديثه بعصبية مماثلة، لكن الأخرى لم تسمح له وأشارت له بيدها قائلة بتهديد: بقولك إيه بطل بقي طريقتك دي، صوتك وأنت بتكلمني يبقي واطي..
اقترب منها خطوه واحده ثم هتف بتحدً مماثل:
وان مبطلتش هتعملي إيه؟!
كادت أن تمطره بسيل من الكلمات اللاذعة ولكن تراجعت في آخر لحظة مقررة أن تلجأ للهروب كحال كل ليله يشتبكان بها فابتعدت عنه بسرعة، حاول هو اثناء ذلك ان يوقفها وقد نجح عندما سارعت يده ان تمسك بمرفقها وهنا نظرت له بحده ولكن الاخر لم يبالي فقط تكلم بصوتٍ هادئ:
معندكيش الجرأة أبدًا إنك تكملي كلامك معايا ليه؟!، تقدري تجاوبيني!.
أغلقت عينيها لثوانٍ تحاول فيها استعادة قوتها وردودها العنيفة ولكن ذلك القلب السخيف سيطر عليها كلياً، فقدت السيطرة حتى على حواسها، سطوته عليها بهذا الشكل، جعلتها كورقة خريف ضائعة بين عواصف عشقه، حتى أنفاسه الساخنة فرضت نفسها ولفحت جانب وجهها بعنفوان فبعثرت بقايا القوة والشجاعة بداخلها، قربه منها بهذا الشكل يجعلها هشه ضعيفة تستسلم بسرعة لمشاعره، تجمدت أطرافها عندما شعرت به يهتف بصوت حنون:.
أنا بحبك يا رهف ومهما تعملي أنا مش هيأس، وهفضل وراكي لغاية ما توافقي!.
عقلها يحثها على الابتعاد وقلبها يصر برأيه على البقاء، دقات قلبها كانت تقرع كطبول الحرب عندما أخبرها بحبه، خرجت الكلمات منها متقطعة وكأنها طفل صغير يتعلم للتو النطق:
لو، سمحت، ابعد!
ضغط بيده أكثر فوق مرفقها قائلًا بتحدً عاشق:.
لا يا رهف مش هبعد وهفضل وراكي، اديني سبب واحد علشان تبعدي عني بالشكل ده، أنا بشوف الحب في عينك، ليه تبعدي عني، بلاش تضيعي فرصه زي دي...
بترت حديثه وهي تنظر له بقهر قائلة بصوت مرتجف يغلبه البكاء:
بلاش أضيع فرصه إنك ممكن تاخد واحدة زيي صح، أنا بقي مش عاوزه الفرصة دي، أبعد عني وسيبني في حالي!
ابتعد عنها بصدمة قائلًا:
أنتي غبية! صح!، ما هو مينفعش بعد كل اللي قولته تقولي كده..
مسحت عبرتها بقوة قائلة بنبرة عنيفة تعجب هو انها خرجت منها بهذا الشكل فتلك الجميلة كماسه فلورنتين رقيقة جِدًّا، تملك صفاء وجمال بداخلها لا يقدر بأي شيء
آه أنا غبيه علشان بديك حجم أكبر من حجمك!.
أنهت حديثها بأنف مرفوع ثم رفعت طرف إسدالها وقررت الهرب منه، أما هو فحاول كظم غيظه قائلًا:
يعني مش هاتبطلي اللي أنتي بتعمليه ده!
استدارت قائلة بضيق يشوبه تَحَدً:.
أبطل إيه، إن أبعد عنك!، ف لا مش هبطل وأنت آخر واحد ممكن اتجوزه، لو بقي على فيدوهاتي، ف لا بردو مش هابطل، طلعني من دماغك يا معاذ علشان ترتاح!
كور يده بغضب، حاول كبح جماح غضبه حتى لا ينهال عليها بلسانه السليط ولكن في آخر لحظة فقد أعصابه ليرتفع صوته:
آه تبقي أنتي فعلًا واخداها تجاره!
وقبل أن تخرج من باب السطح وصل لها حديثه فالتفتت له ترمقه بصدمة، توهجت مشاعرها الغاضبة منه كشعلة نار ان اقترب منها ستحرقه، اختارت الهرب بعيدًا عنه قبل أن تنفجر به..
هبط الدرج خلفها يحاول ملاحقتها ولكن استوقفته أخته قائلة بعدم فهم:
هو في إيه، هي نازله بسرعة ليه كده، أنت عملت حاجة..؟!
حاول أن يبعدها عنه حتى يستطيع اللحاق بمن اختارت الهرب كوسيلة لتربيته عما تفوه به ولكن الأخرى تشبثت به تمنعه من الحركة: والله شكلك عكتها يا معاذ زي عادتك، يابني اهمد بقي واهبط الله يهديك!
ارتفع صوته قائلاً بغيظ:
اهبط إيه، ما تحترميني وتكلميني باحترام أنا أخوكي الكبير!
تركت يده قائلة باستهجان:.
طب يا أخويا يا كبير ياللي كل مرة بتعكها، متعرفش تتحكم في نفسك شوية، احسن من الفضايح اللي على السلم، واحنا سكان جداد، مش عاوزين حد يشتكي مننا!
ود أن يقتلع رأسها بوجهها اللعين، ونظراتها الألعن حتى تنتهي من مضايقته وتوجيهاتها الغير منصفه برأيه!.
دلفت كالإعصار إلى داخل شقتها، ومنها إلى غرفتها مباشرةً دون أن تتفوه بأي حديث، وبماذا يفيد حديثها في هذه الحالة، فالبداية غير مبشرة بالمرة، راقبتها والدتها بعينيها الحزينة على حال ابنتها وبما أصابها، ولكن لا اعتراض في قضاء الله، حتمًا سيعوضها الله عما فقدته، نهضت خلفها تحاول التخفيف عنها رغم جهلها بسبب حزنها...
دلفت الغرفة وجدت رهف ترقد باكية، اقتربت منها قائلة بهدوء:.
مالك بس يا بنتي، إيه مزعلك!
هتفت رهف من بين شهقاتها:
كل حاجة، كل حاجة مزعلاني.
نظرت لها والدتها بقلق ثم تحدثت قائلة:
هي بسمة زعلتك؟!
نفت رهف برأسها والتزمت الصمت، فعادت والدتها تحدثها بهدوء:
طب تحبي أسيبك شوية لغاية ما تهدي!
أومأت الأخرى بصمت، فنهضت والدتها تهمس ببعض الأدعية، وفور خروجها نهضت رهف تجلس فوق الفراش تجذب هاتفها مقررة إرسال رسالة له توبخه عما قاله بحقها، ولكن تراجعت عدة مرات، زفرت بحنق بسبب ذلك الصراع القوي بداخلها ما بين عقلها وقلبها، ضغطت بيدها بقوة على جانبي رأسها قائلة بغيظ: اخرج من دماغي بقي!
أغلقت عينيها محاولة استرجاع هدوئها، تلك الميزة التي كانت تتربع فوق عرش صفاتها، تفقدها بسهولة بكلمة منه أو تصرف طائش يصدر منه، وكحال كل ليله ينطلق عقلها بسيل من الذكريات بينهما منذ بداية لقائهما الأول، ذلك اللقاء الذي وشم فوق قلبها وجعلها عاشقة لرجل عنيد لا يعرف اليأس طريقة...
ضحكت بسمة بقوة وهي تقول:
لا بس بجد البنت دي أمورة وفيدوهاتها بتضحكني!
نظرت لها رهف باستنكار ثم رفعت إحدى حاجبيها قائلة بتعجب:
انتي عبيطة يا بسمة، أنا عكسك بشفق عليهم!
كادت ان تستكمل حديثها ولكن التقطت أنفها رائحة غريبة فقالت مسرعة:
الحقي شكل الكيكة اللي بتعمليها اتحرقت
فزعت بسمة قائلة برعب:
يا لهوي ماما هاتفضحني، ثواني أشوفها...
انطلقت بسمة في مهمتها القومية في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا الكيك، أما رهف فانشغلت في حسابتها الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، تتابع أخر الأخبار بتركيز حتى إنها انشغلت عن الذي فتح الباب خلفها فقالت بمزاح:
إيه يا كتكوته لحقتي الكيكة!
لم تجد رد منها فالتفتت برأسها وجدت شاب في العقد الثالث يقف أمامها متسمرًا، ينظر لها بغرابة او يصطنع ذلك!، نهضت بخفه قائلة بتوتر:
أنا رهف صاحبة بسمة و...!
أشار لها بيده أن تهدأ فدخوله بتلك الطريقة افزعها:
أسف بس يعني كنت بحسب بسمة موجودة، خدي راحتك هشوفها فين!
ذلك اللعين يكذب، كان مخططًا لتلك المقابلة حتى تراه، فالأميرة تخرج وتعود للبناية وعيناها لا تقع عليه أبدًا، جذبته بملامحها الطفولية الرقيقة ورقتها التي ذابت قناعته بشأن الزواج، دخل غرفته مبتسمًا بسعادة بعدما تم أول لقاء بينهما مثلما خطط، منذ أن وقعت عينيه عليها وهي تدخل البناية وتمازح الحارس، وجد نفسه يبتسم كالأبله وهو يراقبها، بدأت تحرياته المبطنة عنها بأسئلته لأخته ووالدته، شاهد جميع فيدوهاتها مرارًا وتكرارًا يركز في كل تفصيله، لا شك أنه تأثر قليلًا بعدما علم بشأن فقدانها لإحدى عينيها بسبب حادثة، ولكن شعور غريب نحوها بدأ يتزايد دون إرادة منه وبدأ يعشق وجهها حتى مع وجود تلك اللاصقة التي تغطى عيناها المفقودة...
أما هي فظلت تفرك يدها بتوتر منذ خروجه من الغرفة، رغم مجيئهم منذ فترة واستأجرهم إحدى الشقق في البناية إلا أنها لم تره أبدًا، ورغم حديث بسمة عنه، وعن وسامته ووظيفته كضابط جيش إلا أن فضولها لم يجذبها بشأنه، ولكن بعد تلك المقابلة بينهما وبعدما رأته حتمًا سيشهد حالها هذه الفترة على اندلاع ثورة من الحب والغرام، نهرت نفسها على تفكيرها به وخاصه بملامحه الوسيمة، متذكرة دومًا ما حدث لها..
دلفت بسمة مبتسمة:.
الحمد لله أنقذتها
لاحظت بسمة انشغال رهف بالتفكير، فقررت مشاكستها داعبت خصرها بخفه، فانتفضت رهف صارخة:
بس يا بسمة..
ارتفعت ضحكاتهما معًا ووصلت لذلك العاشق الذي أصبح مراهقًا بتصرفاته ويقف كالأطفال يستمع لحديثهما، التقطت أذنه حديثها الموبخ...
أنتي إزاي يا هانم متقوليلش أن اخوكي جه وموجود هنا!
إيه ده أنتي شوفتي معاذ، هو صحي من النوم!
رمقتها رهف بعصبيه مزيفة وهي تقول:.
يا باردة وكمان كان نايم، يابنتي بعد كده لو موجود تعالي أنتي عندنا!
امتعض وجهه من حديثها ليقول بهمس:
بقي أنا أخطط ده كله وأنتي تقولي كده!
جلست بسمة أمامها لتقول بحماس:
بس أنتي إيه رأيك في أخويا، قمر صح..
ابتسم بسعادة وود أن يدخل للغرفة عليهما ويحتضن، أما هي فتوترت من حديث صديقتها ثم تحدثت بصوت منخفض:
عادي يعني يالا أنا همشي!
اتجهت للباب بسرعة تفتحه تهرب من حديث بسمة، فوجدته يقف أمامها بطولة الفارع، تراجعت عدة خطوات ترمقه بخجل ووجنة متوردة، أما هو فأنقذ الوضع سريعًا ببلاهة:
بقولك كنت عاوز كيكة..
تقدمت بسمة منها:
ما تقعدي تاكلي معانا الكيك!.
نفت برأسها ثم تحدثت بتلعثم:
لا شكرًا عن اذنكوا..
فرت هاربة من نظراته التي تحاول الإمساك بعينيها، فرت ولم يستطع القلب الفرار من مصير موسوم ب لعنه العشق...
عادت من شرودها باكية تلعن تلك اللحظة التي سمحت لنفسها بالانغماس في ملذات الحب، تنهدت بألم تحاول تهدأه عقلها من كثرة التفكير، أنار هاتفها برسالة نصية، وقعت عيناها على اسمه قرأت بهمس:
وربنا ماهسيبك وهاتجوزك وهخليكي تبطلي فيدوهاتك دي.
ضيقت عينيها غير مصدقه ما أرسله، فقررت إغاظته أكثر، نهضت وأبدلت ثيابها ثم رفعت هاتفها أمامها وتحدثت بغنج:.
بنات أنا هكون موجودة في محل وأتمنى اشوفكوا، واللي حابب يتعرف عليا يتفضل يجي، المحل ده عامل خصومات هايلة على اللبس، هاستناكوا..
أغلقت الهاتف بعدها بسعادة قائلة بِتَحَدٍّ:
أنا هخليك تبعد عني بطريقتي!.
أما الآخر فتحرك بغير هدى في أرجاء غرفته وهو يراها تتحدث بهذه الطريقة، ألقى هاتفه بغيظ فوق الفراش قائلًا:
دي عاوزه تجنني ولا إيه، أولع في المحل علشان تتبسط!
أخذ نفس طويل ثم استطرد حديثه:.
أنا أولع فيها هي أحسن وارتاح من الحب ده!
الراحة والعشق في قانون الغرام مترادفان، أما في قصتهما تلك متناقضان، كُتب عليه الركض كالمجنون في رحلتهم ليصل قلب معذبته ويتمم عشقهما برباط قوي ألا وهو الزواج!
صباحًا، دلفت المحل بابتسامتها الرائعة وما هي إلا دقائق حتى جلست وأمامها كوب القهوة الساخن وتحادث صاحب المحل بلطف، أحيانًا تضحك وأحيانًا تتحدث بجدية، أما هو فيجلس في سيارته يراقبها باهتمام، لم يغفل عن تفصيله واحدة وخاصه من ذلك المستفز الذي يجلس أمامها، ارتفع حاجباه عندما وجدها تنهض تتحرك بين الثياب وذلك المعتوه خلفها مباشرةً، لم تعجبه أبدًا نظراته لها، ومن يفهم الرجال إلا أنفسهم، بدأت نيران الغيرة تلتهم صدره والبلهاء غير مدركة لما يحدث خلفها، خرج من سيارته كالثور الذي يود أن يقتلع رأس أحدهم، اندفع للمحل بكل همجية ممسكًا بذلك الشاب:.
تصدق أنك راجل مش مضبوط..
انتفضت بفزع قائلة:
معاذ!.
تاااابع اسفل