أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية تعويذة غرام

لا يدري أي شعور ذاك الذي يهاجم جوارحه بقوة كأنه عدو لدود يقتحم دواخله.. رغم انه يتحاشى لقاءها منذ ذلك اليوم !!الان يشعر ..



26-12-2021 10:07 صباحا
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 






t21993_7219

لا يدري أي شعور ذاك الذي يهاجم جوارحه بقوة كأنه عدو لدود يقتحم دواخله.. رغم انه يتحاشى لقاءها منذ ذلك اليوم !!
الان يشعر ان هذان اليومان دهــر كامل...!
فاحتضنها وهو يغمض عينـاه بقوة بين ذراعيه العريضان يضماها له وهو يهمس برقـة :
-ماينفعش تخافي وأنتِ فـ حضني!!
وبالفعل بدأت تستكين وهي تحتضنه خصره بطفولية مستمتعة بشعورها بالأمـان بين تلك الضلوع...
ولكن إنتفضت فجأة مبتعدة على صوت زوجته الصارخ بغضب اعمى :
-أنتِ يا حيوانة ابعدي عنه كدة، أنتِ نسيتي نفسك ولا ايه!!!
لا تعلم من أين اتتها الشجاعة لتجيب بتحدي :
-ده جوزي.

عندها جن جنون "تسنيم" وهي تدرك أن تلك الفتاة لم تكن بريئة لدرجة الترحيب بالأهانـة !!...
فكادت تنطق ولكن جاسم قاطعها عندما زفـر بقوة قائلًا لـــ "كارمن" :
-اسكتي خالص، وادخلي اعمليلي كوباية قهوة وهاتيها على مكتبي
ثم غادر هكذا وببساطة !!!
لتشعر "كارمن" بعلقم الاهانة يستقر في حلقها خاصةً وتلك تناظرها بأنتصار رافعة احدى حاجبيها وهي تغمغم بازدراء :
-ده مستواكِ الطبيعي، مجرد خدامة!!

ثم إنصرفت كـزوجها بعدما خدشت تلك الروح البريئة...!
وبالفعل إتجهت كارمن للمطبخ تحتجز تلك الدموع وبصعوبة في عيناهـا..
إنتهت ثم أخذتها وسط نظرات الخدم المتفحصة لها ولذلك الروب الطويل ذو النصف كم الذي لا يسترها سواه...
وصلت امام مكتبه مترددة لتفتح الباب وتدلف بهدوء...
وما إن رآها حتى تفجر كل غضبه كالشظايا القاسية في وجهها :
-أنتِ ازاي تدخلي من غير ما تخبطي الباب؟؟ هي وكالة من غير بواب!! اتفضلي اطلعي بره وخبطي على الباب
وعندما وجدها متصنمـة مكانهـا تشدق بسخرية قاسية :
-ولا هتقوليلي جوزي كمان؟؟

ثم عادت نبرته للجدية الحادة وهو يستأنف :
-افهميها كويس، أنتِ مش مراتي أنتِ واحدة بستخدمهـا عشان أخلف وبس. يعني وقتك معايا ينتهي اول ما يحصل حمل!!!
وبشيء من الغضب الذي يناقض كل كلامه القاسي أردف :
-وبعدين أنتِ ازاي تخرجي بالروب بتاع القميص كدة بس؟؟ ازااااي وأنتِ عارفة إن في خدم رجالة
هـزت رأسها نافية ببرود تحاول استجماع هيئتها :
-دي حاجة ماتخصكش أنت مش جوزي عشان ابررلك !!!

شهقت بعنف عندما دفعها نحو الحائط بجسده ليسقط كوب القهوة ارضًا فيحيط جسدها بين ذراعيه عند الحائط... وبحركة مفاجئة أمسك برقبتها وكأنه سيخنقها ثم همس امام شفتيها :
-لأ تخصني، كل حاجة فيكِ تخصني!! وارجع تاني افكرك إنك زي أي حاجة اشتريتها بفلوسي وبقت بتاعتي انا !!!
بدأت دموعها تهبط... لاول مرة منذ أن رأته تبكي معلنة استسلامها وسط تلك المشاحنات !!...
فصول نوفيلا تعويذة غرام

نوفيلا تعويذة غرام للكاتبة رحمة سيد الفصل الأول

انتهى عقد قرآنها، لم تكن تتخيل أن زواجها سيكون وكأنه عزاء لاحدى الشخصيات الهامة!..
لا يحضره سوى زوجها المصون وزوجته الاولى ووالدته..
وكم تهكمت داخلها وبقوة من ذلك المظهر!
إنتبهت لوالدته التي تخبرها بحزم حاد:
-اطلعي الاوضه اللي على الشمال استني عشان انا عايزة ابني ف كلمتين!
ابتلعت تلك المرارة بحلقها، هل تجرؤ على الاعتراض!
هي مجرد ابنة دار ايتام ، عروس ماريونت يحركوها بخيط أموالهم..!

ألم تستلم هي بعض الاموال لذلك الزواج؟!
فلتتذكر اذًا، على أي حال كانت ستتعرض للأغتصاب كصديقتها الراحلة بالتأكيد!
ولم لا، فهي فقيرة، يتيمة ووحيدة من سيدافع عنها إن تعرضت للاغتصاب كصديقتها المسكينة!..
صديقتها التي كانت كالذبيحة، سلبوها عزتها، شرفها، ثم روحها!
وكم من آآهٍ خرجت من شرنقة روحها تتناغم من طنين الذكريات الموجع..!

ف لمَ لا تستغل ما سيُهدر على أيدي مُغتصب اذًا؟!..
دلفت الى الغرفة تتفحصها بعيناها، غرفة كبيرة واسعة تنم عن الغناء الفاحش لتلك العائلة!..
عضت على شفتاها بقوة وهي تتذكر دار الايتام الذي كانت تعيش به، أجتاحتها رعشة عميقة، قوية حتى كاد جدار تماسكها يتساقط!..
او تتساقط هي كزهرة في فصل الشتاء، زهرة ذبلت من قسوة وبرودة الطقس، الطقس الذي جعلها وكأنها لم تكن متجاهلًا حقها في تلك الحياة!

بينما في الاسفل كان يجلس هو جاسم الشربيني المُلقب بالفهد في عالم البيزنيس..
كان يضع رأسه بين يداه وهو يستمع لكلمات زوجته التي كانت كالموشح لا يسمع سوى رنينه فيعبر بين ثنايا روحه التي اصبحت كالزجاج الشفاف، ثم يغادر وكأنه لم يكن!..
جاسم أنت لازم تعرفها حجمها ماتخليهاش تتغر عشان احنا محتاجينها. عاملها زيها زي اي شغاله، هتخلف العيل ده ومش هنشوف وشها تاني
ووالدته تكمل مؤيدة لها.

اسمعني يا جاسم، بنت زيها متربية ف دار ايتام وملهاش حد، لما تشوف العز ده ممكن تطمع وتطلب فلوس اكتر. ف انت لازم تظهرلها الوش الخشب عشان تعرف حدودها من اولها
عندها تأفف بضجر وهو ينظر لهما مغمغمًا بجدية:
-مش أنتم اللي اختارتوها واحدة فقيرة ملهاش حد ومتربية ف دار ايتام؟
سارعت زوجته ترد مبررة:
-ايوة عشان لما ناخد الطفل مايطلعش حد يقول احنا عايزين ابننا!
عندها شرد فيما مضى...

فلاش باك###
كان يجلس مع زوجته تسنيم في غرفتهم، مصدومًا، مرتبكًا وحائرًا يتخبط بين طرقات أفكاره المتوسعة كالشريد ليس له دال!..
بينما هي تقول بهدوء شارحة وجهة نظرها:
-جاسم افهمني انت لازم تتجوز، تيم أبنك محتاج انك تتجوز وتجيبله طفل يقدر يساعده ف علاجه زي ما الدكتور قال..
كان يغمض عيناه بقوة وهو يتذكر طفله الذي يعشقه...

الطفل المُصاب بالتوحد وهو لا يتخطى الثلاث سنوات، فيحتاج لرفيق لرحلته الطويلة عله يساعده في الخروج عن شروده القاتل!..
بينما هي تكمل بيأس:
-وانا للاسف مش هعرف احمل تاني، زي ما قولتلك لما روحت للدكتور قالي في خطر بنسبة 90% على حياتي وحياة الجنين!
تنهد جاسم بقوة يطرد أفكار شيطانية تتلاعب بخيوط عقله فتدعوه للموافقة دون تفكير!..
ليردف بصوت أجش:.

-أنهي بنت هترضى تتجوز فترة مؤقتة وتخلف لا وكمان تسيب ابنها وتمشي؟!
حلقت ابتسامتها بسرعة على ثغرها عندما شعرت ببداية موافقته فاستطردت تحاول إقناعه:
-احنا هنشوف البنات اللي بيخرجوا من دار الايتام اول ما يتموا ال18 سنه، هتكون فقيرة ولوحدها يعني محتاجة الفلوس جدا عشان تعيش زي الناس بدل الشحططه، وابنها اكيد هتخلف غيره كتير!

لاحت في ذاكرته بسمة طفله التي تظهر نادرًا وكأنها تُنير بظهورها ظلمة حالكة فعندما تغيب تظهر جهنم الحمراء المعذبة!..
فهمس عندها بصوت مرهق:
-ماشي يا تسنيم، شوفوا البنت بس انا اللي هشوفها الاول!
صفقت مسرعة بابتسامة واسعة وهي تحتضنته مرددة بشغف:
-ربنا يخليك لينا يا حبيبي.

نتبسم ونفرح، نشعر بالانتصار يغزو خلايانا لمجرد انتصار على مسرح الحياة، بينما ذاك الانتصار لم يكن الا بداية هزيمة...!
باك###.

نهض فجأة ينظر لوجوههم المترقبة، هو يحترق من فكرة انه يتزوج لفترة مؤقتة، من فتاة لا اصل لها، فتاة اخرى غير زوجته التي اعتاد عليها اكثر من 6 سنوات!
نعم لم يُبنى زواجهم على العشق والهيام، ولكن اضطراب حياته بهذا الشكل بالاضافة لبرود زوجته التي لم تكن وكأنها تعطي زوجها لاخرى، يقهره حرفيًا!
خالت منه نظرة حانقة يتيمة خصها بزوجته وهو يخبرها بجمود:.

-انا اتجوزت زي ما انتوا عايزين، بس ياريت محدش يرجع يشتكي!
ثم غادر بهدوء جامد يليق ب جاسم الشربيني...
بينما بدأت تسنيم تفرك يداها بتوتر وهي تهمس:
-انا خايفة، البنت مش احلى مني صح؟
ردت عليها والدته بابتسامة كاذبة:
-لا مش احلى
وكم كانت كاذبة بتلك الكلمة، فالفتاة كانت فاتنة!
وكأن الفتنة اختارتها عنوانًا لتُعبر عنها...! ولكنها كانت المناسبة الوحيدة!..

دلف جاسم الى الغرفة فجأة دون ان يُطرق الباب..
فانتفضت هي بفزع وهي تنتبه له، راقبته بعينيها التي تحمل خليط عجيب من الازرق والاخضر، كان يتفحصها بدقة وهو يقترب منها بهدوء بينما هي تعود للخلف بخوف...
لترتسم ابتسامة ساخرة على ثغره وهو يقول مشيرًا لقميص النوم الذي ترتديه:
-واضح إنك متحمسة جدًا
قبضت على ذلك القميص بقبضتها البيضاء الصغيرة، هي ليست متحمسة اطلاقًا لمَ سيحدث...

بل هي متحمسة للنهاية، متحمسة لذلك اليوم الذي ستخرح فيه من ذلك اليوم بلا عودة!..
إلتصقت بالحائط عندما لاحظت اقترابه يزداد منها، وانقبض قلبها بعنف وهي تشعر بأنفاسه الساخنة تحط على عنقها الابيض كاللهب الذي يُشعل النيران فيه، رفع يده يملس على وجهها الابيض برقة مدققًا في الملامح الملائكية التي تمتلكها...
وفجأة كادت تسقط وهي تشعر بشفتاه على عنقها يلثمها بعمق كاد يفقدها توازنها، ثم سؤاله الهادئ تمامًا:.

-اسمك ايه؟
اجابت من بين تنفسها المضطرب:
-ك، كارمن!
شعرت بقبلاته المحمومة على عنقها تزداد، بينما يداه تحاول إزاحة ملابسها عنها، عندها خال بذاكرتها مشهد إغتصاب صديقتها الوحيدة..
فدفعته بعيدًا عنها بقوة متمتمة:
-ابعد عني!
صك على أسنانه بعنف حتى اصدرت صوتًا مخيفًا، ليجذبها من ذراعها بقوة حتى اصطدمت به فزمجر بغضب:.

-بقولك ايه بلاش تمثيل، ده شغلك اللي انتِ واخدة فلوس عليه! زيك زي اي بنت مهمتها كام ساعة في السرير وخلاص
اغمضت عيناها بقوة، فظلت تهز رأسها نافية بشدة:
-لا، انا مش عايزة فلوس انا همشي
عندها إنفجر كل جنونه، ضغط اعصابه بسبب مرض طفله الذي يتزايد، وهدوء زوجته، كل غضبه فجره بها عندما جذبها من خصلاتها بعنف يصرخ:
-احنا مش بنلعب يا روح امك، أنتِ هتجيبي طفل ليا وغوري ف ستين داهية.

تأوهت متألمة من قبضته على خصلاتها، فجذبها من خصلاتها بعنف متجهًا نحو الفراش وهو يغمغم بحقد:
-مش هيخش عليا التمثيل ده، اللي ترضى تبيع نفسها وتبيع ابنها ماعتقدش تكون متوترة زي اي بنت ف اول ليلة ليها!
تعالت صرخاتها من ألم رأسها، فرفعها أمامه ببطء بينما هي مغمضة العينان تبكي وهي تحاول تذكرة نفسها...
تسلمه نفسها بأرادتها افضل من أن تُغتصب من اي رجل يطمع بجسدها، ولن يكون زوجها حينها!

عندها فتحت عيناها لتطل زرقة عيناها اللامعة بالدموع، فيمسح هو دمعتها بطرف اصبعه هامسًا:
-ماتطلعيش الشيطان اللي جوايا! انا اصلًا بقرب منك بالعافيه واول ما يحصل حمل مش عايز اشوف وشك حتى
همست هي بالمقابل بهدوء:
-أيوة!
حينها شهقت وهي تسمع صوت تمزق قميصها الخفيف، لتغمض عيناها مستسلمة تذكر نفسها أنه ساعات بسيطة وسيتركها حتمًا!

بعد يومان...
بدأت كارمن تفتح عيناها الصغيرة ببطء، لتجد نفسها ليست في الغرفة التي خُصصت لها!
بل مُلقاه في احد الجوانب المنغلقة على أرضية المطبخ اسفلها فرشة صغيرة، لا تتذكر من الذي جلبها لهنا؟!
وهنا لعنت نومها الثقيل الذي يجعلها كالمخدرة لا تشعر بما يحدث...
تأففت وكادت تنهض ولكن فجأة سمعت شخص يحاول فتح باب المطبخ فأغلقت عيناها بسرعة...

وبعد دقيقتان تقريبًا شعرت بمن يضع يده على قدمها البيضاء الظاهرة يتحسسها بطريقة جعلت جسدها يهتز بقشعريرة مريرة، ثم ازدادت تلك اللمسات خطورة وجرأة لتفتح هي عيناها بسرعة صارخة و...

تااابع اسفل
 
 



تم تحرير الموضوع بواسطة :زهرة الصبار
بتاريخ:26-12-2021 10:08 صباحا



26-12-2021 10:15 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [1]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية تعويذة غرام
نوفيلا تعويذة غرام للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني

كتم صرختها بيداه بينما يداه الاخرى تتحسس جسدها بطريقة مقززة ويردد بصوت فاح منه الرغبة:
-انا كمان هاديكِ فلوس لو طاوعتيني، أسكتي أنتِ بس!
ظلت تهز رأسها نافية ودموعها تتسابق كجنود لا تملك سلاح في ساحة الحرب على وجنتاها...
خاصةً وهي لا تدري هوية ذلك الرجل ولاول مرة تراه منذ ان دلفت ذلك القصر!..
حاول تقبيلها وهو يهمس لها بصوت أشبه للفحيح:
-أنتِ جميلة اوووي، يخربيت جمال امك عليكِ جسم!..

ازداد بكاؤها وهو يجثم على جسدها يُعيق حركتها تمامًا، فلم يكن منها الا ان ضربته بقدمها بقوة من الامام فابتعد يصرخ بألم وهو يحاول كتمان صوته حتى لا يأتي على صوته احد...
فأسرعت هي تركض لتفتح الباب بسرعة تلتفت كل لحظة لترى إن كان يركض خلفها ام لا، لتصطدم بصدر صلب فصرخت بفزع ولكنه أحاط ذراعيها هامسًا بصوته الرجولي:
-هششش في ايه مالك اهدي؟!

ما إن تخللت حروفه الحنونة اذنيها حتى أنهارت على صدره تبكي وهي تحتضنه مرددة بلا توقف وشهقاتها تُزين حروفها المتقطعة كأكليل ذابل أسود:
-جاسم، انا خايفة اووي خدني من هنا والنبي ابوس ايدك
شعر بشيء غريب وهي بين أحضانه، شيء جعل داخله يهتز بعنف وكأن يحتضن امرأة ولاول مرة!..
نيران لا يدري من أي مزيج خُلقت لتنشب بين ضلوعه مطيعة لهب لمستها التلقائية، لا يدري ماذا يفعل..

لا يدري أي شعور ذاك الذي يهاجم جوارحه بقوة كأنه عدو لدود يقتحم دواخله، رغم انه يتحاشى لقاءها منذ ذلك اليوم!
الان يشعر ان هذان اليومان دهر كامل...!
فاحتضنها وهو يغمض عيناه بقوة بين ذراعيه العريضان يضماها له وهو يهمس برقة:
-ماينفعش تخافي وأنتِ ف حضني!
وبالفعل بدأت تستكين وهي تحتضنه خصره بطفولية مستمتعة بشعورها بالأمان بين تلك الضلوع...
ولكن إنتفضت فجأة مبتعدة على صوت زوجته الصارخ بغضب اعمى:.

-أنتِ يا حيوانة ابعدي عنه كدة، أنتِ نسيتي نفسك ولا ايه!
لا تعلم من أين اتتها الشجاعة لتجيب بتحدي:
-ده جوزي
عندها جن جنون تسنيم وهي تدرك أن تلك الفتاة لم تكن بريئة لدرجة الترحيب بالأهانة!..
فكادت تنطق ولكن جاسم قاطعها عندما زفر بقوة قائلًا ل كارمن :
-اسكتي خالص، وادخلي اعمليلي كوباية قهوة وهاتيها على مكتبي
ثم غادر هكذا وببساطة!

لتشعر كارمن بعلقم الاهانة يستقر في حلقها خاصةً وتلك تناظرها بأنتصار رافعة احدى حاجبيها وهي تغمغم بازدراء:
-ده مستواكِ الطبيعي، مجرد خدامة!
ثم إنصرفت كزوجها بعدما خدشت تلك الروح البريئة...!
وبالفعل إتجهت كارمن للمطبخ تحتجز تلك الدموع وبصعوبة في عيناها..
إنتهت ثم أخذتها وسط نظرات الخدم المتفحصة لها ولذلك الروب الطويل ذو النصف كم الذي لا يسترها سواه...
وصلت امام مكتبه مترددة لتفتح الباب وتدلف بهدوء...

وما إن رآها حتى تفجر كل غضبه كالشظايا القاسية في وجهها:
-أنتِ ازاي تدخلي من غير ما تخبطي الباب؟ هي وكالة من غير بواب! اتفضلي اطلعي بره وخبطي على الباب
وعندما وجدها متصنمة مكانها تشدق بسخرية قاسية:
-ولا هتقوليلي جوزي كمان؟
ثم عادت نبرته للجدية الحادة وهو يستأنف:
-افهميها كويس، أنتِ مش مراتي أنتِ واحدة بستخدمها عشان أخلف وبس. يعني وقتك معايا ينتهي اول ما يحصل حمل!

وبشيء من الغضب الذي يناقض كل كلامه القاسي أردف:
-وبعدين أنتِ ازاي تخرجي بالروب بتاع القميص كدة بس؟ ازااااي وأنتِ عارفة إن في خدم رجالة
هزت رأسها نافية ببرود تحاول استجماع هيئتها:
-دي حاجة ماتخصكش أنت مش جوزي عشان ابررلك!
شهقت بعنف عندما دفعها نحو الحائط بجسده ليسقط كوب القهوة ارضًا فيحيط جسدها بين ذراعيه عند الحائط، وبحركة مفاجئة أمسك برقبتها وكأنه سيخنقها ثم همس امام شفتيها:.

-لأ تخصني، كل حاجة فيكِ تخصني! وارجع تاني افكرك إنك زي أي حاجة اشتريتها بفلوسي وبقت بتاعتي انا!
بدأت دموعها تهبط، لاول مرة منذ أن رأته تبكي معلنة استسلامها وسط تلك المشاحنات!..
لتلين قبضته تلقائيًا، سقطت على الارض تبكي بحدة ضامة جسدها لها وتتمتم بهيسترية:.

-أنا تعبت، أنت بتعاملني كدة لية هو انا اذيتك ف ايه؟! انا عارفه إن انت اتجوزتني عشان تخلف بس، ومش طالبة الا انك تعاملني كويس! هو ده صعب؟ وبرضة عارفه إنك مضغوط وخايف على ابنك لكن انا كمان مضغوطة!
ارتجافة عميقة تلك التي اجتاحت روحه لبكاءها ام هي مجرد تهيؤات صنعها عقله الذي اصبح يفكر بأشياء غريبة؟!.
على اي حال هو لا يحتمل دموع أي شخص، لذا هبط ببطء لها يرفع رأسها المنكوسة وهو يهمس بصدق:
-أنا اسف!

رفعت عيناها التي بدأت تحمر من البكاء لتحدق بعيناه التي كانت مغموسة بدفء غريب يشل اطرافها كلما حدقت بها...
طالت النظرات بينهما، وهو مأخوذ بتلك العينان التي كادت تسحره، لينتبه لحروف اسمه من بين شفتاها وهي تهمس:
-جاسم!
همهم دون رد لتفاجئه عندما قالت بجرأة غريبة عليها:
-بوسني!
لا تدري ما قالت او كيف قالت حتى، ولكنها شهقت بصدمة عندما شعرت بشفتاه تلتهم شفتاها وكأنه ينتظر تلك الدعوة!..

يقبلها بتمهل عطش وكأنه لم يُقبل قبلًا ولن يُقبل بعدًا!
بينما أغمضت عيناها من فرط المشاعر التي اكتسحتها، شعرت وكأن فراشات رقيقة تداعب معدتها وهو يلبي ندائها بأرق وابطء الطرق!..

كانت تسنيم تجوب الغرفة ذهابًا وإيابًا تكاد تجن من التحدي الذي لمحته يتراكم بين نبرة تلك الفتاة...
خلال الشهر الذي كانت هي وجاسم يراقبونها فيه بالدار الذي تربت به كانت تبدو لهم بريئة، ضعيفة، هادئة دومًا وربما هذا ما شجعها على اختيارها!
ولكن يبدو ان تلك القطة ستُظهر لها مخالبها الان؟!..
امسكت بهاتفها تتصل برقم ما ليجيبها خلال دقيقة:
-ايوة يا ست هانم
اجابته صارخة تنهره:.

-ايوة يا متخلف، هو انا قولتلك تحاول تعتدي عليها لدرجة ان تخليها مرعوبة كدة؟ قولتلك حاول تأثر فيها واعرض عليها بس، افرض جاسم سألها دلوقتي؟!
ارتبكت نبرته وهو يتابع:
-انا آآ اسف يا ست هانم بس البت حلوة والشيطان شاطر
تأففت بضيق مكملة:
-خلاص غور بس أياك تظهر ادامها اليومين دول على الاقل
رد مسرعًا:
-امرك ياست هانم.

أغلقت الهاتف لتلقيه على الفراش وهي تتذكر عندما حملت هي وذاك الخادم كارمن ليضعوها في المطبخ بعدما أمرت الخدم بأشياء اخرى...
بحيث إن حدث اي شيء تصبح كارمن هي من أتت للمطبخ وحدث ما حدث!..
تأففت عدة مرات وهي تدب على الارض بقوة هامسة لنفسها:
-رفضت خالد يبقى هي وافقت على جاسم عشان شخصه مش عشان هو واحد كدة هايديها فلوس وخلاص!
رفعت حاجبها وهي تتوعدها بغيظ:
-ماشي ياست كارمن اما نشوف اخرتها ايه معاكِ!..

بعد مرور ثلاث أيام...
خرجت كارمن من الغرفة المخصصة لها، كانت تتطلع بعيناها بحثًا عن أي شخص، ولكن يبدو أن المنزل فارغ...
تأففت وهي تخلع ذلك الروب عنها لتصبح بقميص نوم فقط، كانت تسير بهدوء تام إلى أن لفت نظرها طفل صغير يسير بسكون غريب وببطء بلا وعي، للحظة كان سيهبط على السلم الطويل والعريض والذي لا يلائمه بالطبع!..
فركضت دون تردد نحوه لتحمله بسرعة قبل أن يسقط من السلم..

لم يعطي الطفل أي رد فعل لتعود هي به نحو الغرفة وهي تبتسم له بحنان متألمة ملامحه التي وكأنها نسخة طبق الاصل عن والده...
وعلى ذكر سيرة والده وجدت نفسها تبتسم بشرود وهي تتذكر تلك القبلة، قبلتها الاولى التي سرقها بأذن منها!
لمَ تشعر وكأنه وشمها بنيرانه فلن تستطع نيران اخرى محوه!؟..
تنهدت بقوة وهي تنظر لذلك الطفل مرددة:
-أنت عارف، انا بحسدك
كانت نظرات الطفل ساكنة وكأنه ينتظر التكملة فأردفت:.

-عندك عيلة، عندك أب بيخاف عليك، عندك أم تعرفها وتعرفك، عندك ناس خايفة عليك ويتمنوا إنك تبقى طبيعي! وعندك حاجات كتير اوي أنا بتمنى اعيشها يوم واحد بس حتى
ثم ابتسمت بسخرية، وبدت حروفها ثقيلة تخدش دواخلها مع كل مخرج لها وهي تقول:
-معندكش حد يقولك...
صمتت برهه تستجمع نفسها لتردف بعدها ممثلة ما قيل لها بشراسة:
-نفسي تموت، نفسي اقتلك بأيدي بس هروح فيك ف داهية، لو مُت انا هرتاح نفسيًا، ربنا ياخدك!

وفجأة قبل أن تكمل حديثها الساخر وجدت من يسحبها من ذراعها بعنف، لتتجمد ملامحها وهي ترى تسنيم التي بدت وكأنها جنت تمامًا وهي تصرخ بهيسترية:
-أنتِ بتدعي على ابني ونفسك تموتيه يا مجرمة يا حقيرة؟!
لتُنهي أخر حرف لها بصفعة مدوية على وجنتا كارمن التي شحبت وكأنها على وشك الموت!
ليأتي جاسم في تلك اللحظة تحديدًا ويزيد الطين بلًا!..

26-12-2021 10:16 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [2]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية تعويذة غرام
نوفيلا تعويذة غرام للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث

صرخ جاسم منفعلًا وكأن تلك الصفعة لم تكن الا له، صفعة اخترقت تلك الشوائب التي تحتل جزءًا لا يعترف به من قلبه!
تسنيييييييم
إنتفضت على صرخته التي وكأنها هزت جدران المنزل لتحتضن أبنها اكثر مستدعية دموعها أجباريًا، لتكرمش ملامحها التي اصبحت وكأنها مغموسة بثقلًا لا يُحتمل من الالم وهي تقول:
-شوفت يا جاسم؟ نفسها تموت ابني سمعتها بوداني بتقوله نفسي اقتلك!

إتسعت حدقتا عيناه وبدا وكأنه في حلم يحاول إغتصاب جدار الواقع ولكنه يرفض رفضًا باتًا تسهيل إختراقه!..
لا يدري لم يصدقها فقال ببساطة:
-مستحيل!
رفعت حاجبها الايسر مغمغمة بحقد:
-جاسم انت مش مصدقني؟! بقولك سمعتها بوداني
تحركت عيناه تلقائيًا نحو كارمن التي كانت دموعها كجبال ثقيلة في عينيها لا تهتز، لا تنهمر، ولكنها تزيد من نشيج الروح!
فأصبحت كارمن تهز رأسها نافية هامسة بصوت مبحوح:.

-لا يا جاسم، والله العظيم مش ليه الكلام ده، انا كنت آآ...
ولكن تسنيم قاطعتها صارخة:
-أنتِ هتكذبيني يا كدابة؟ طب استني بقا
ثم صاحت منادية على احد الخادمات التي تركت معها تيم مؤقتًا:
-شيماااااااء، تعالي فورا
وبالفعل خلال دقائق معدودة كانت شيماء امامهم تهتف منحنية الرأس:
-ايوة يا هانم
سألتها مباشرةً بحدة:
-مين كان مع تيم؟
صمتت برهه تفكر فيما ستقوله والذي ربما يؤذيها في عملها، ولكنها استسلمت فأجابت بصدق:.

-كان معايا ياست هانم زي ما حضرتك قولتيلي اخليه معايا لحد ما ترجعي، بس انا نزلت المطبخ اشوف حاجة وسبته في الاوضه هنا شوية ولما جيت كان آآ...
حثها جاسم على الإكمال متمتمًا بجدية هادئة:
-كان ايه يا شيماء؟ كملي انا بثق فيكِ ياريت ماتخذليش ثقتي دي!
فتابعت:.

-كان على السلم فالأستاذة كارمن مسكته بسرعة قبل ما يقع وشالته اخدته للاوضه، ولما كنت طالعة لاقيت الست هانم جات وطلعت، ف روحت اكمل شغلي وقولت لما حضرتك هتحتاجيني هتنادي عليا
ارتياح غائر اغتال حواجز عقله الصلب..!
ليهتف منتصرًا متغللًا تفكيره المشتت بها
شوفت، هي قد الثقة اللي بتتخلق جواك ناحيتها، هي مش وحشة !
ثم نظر لتسنيم وبكلمة واحدة صارمة نطق:
-اعتذريلها
رفعت تسنيم حاجبيها كعلامة على صدمتها، تعتذر لها!

هي تسنيم الشناوي بسلطانها، هيبتها، وحشمها وخدمها تعتذر لمجرد خادمة!؟..
نظرت له بحدة لتتشدق ب:
-مستحيل
ردها كان أكثر من متوقع بالنسبة لجاسم الذي أردف ببساطة:
-خلاص، يبقى لما ترد لك القلم وأنا مش موجود برضه متزعليش!
ثم زمجر بخشونة:
-اعتذري يا تسنيم حالًا
تأففت والحقد يتسرب لجميع مسامها رويدًا رويدًا، ليُسمم ما يسعى العقل لأكتماله!
ثم همست وهي تكز على أسنانها:
-سوري مكنتش أقصد.

لتستدير وتغادر وهي تحمل طفلها دون أن تسمع ردها...
تبعتها الخادمة بالطبع وهي تنحني مستأذنة من جاسم الذي لم تفارق عيناه حضن عينا كارمن المتشبعة بدموعها اللؤلؤية!..
اقترب منها ببطء حتى أصبح أمامها لا يفصله سوى إنش واحد، لتقضي هي عليه وتحتضنه بقوة متشبثة بعنقه تبكي دون صوت...
تجمد هو مكانه ولم يتحرك لدقائق وكأنه أصبح أميًا في ردود الافعال كتلك!..
لتبتعد هي بعد لحظة هامسة بصوت مبحوح:
-انا اسفة.

هز رأسه نافيًا بابتسامة هادئة:
-لا ولا يهزك، انا اللي لازم اشكرك على اللي عملتيه مع تيم واعتذرلك على رد فعل تسنيم بس هي بتقلق شوية!
اومأت دون تعبير واضح، ليمسك هو كفها الصغير بتلقائية بين يداه، ثم همس بصوت تغلله الحنان:
-وياستي عشان أعبر لك عن شكري وثقتي فيكِ، أنا عازمك النهاردة على العشا
فتحت فاهها تود الاعتراض ولكنه استطرد بصرامة محببة:.

-خلاص مفيش اعتراض، انا وصيت الخدم يجيبوا لك شوية هدوم يارب تطلع على مقاسك، روحي شوفيهم دلوقتي، وعلى الساعة 10 تكوني جهزتي هروح اخلص شوية شغل وهاجي ألاقيكِ جاهزة
أسرعت هي هذه المرة تمسك يده وهي تردد بحروف مرتجفة بعض الشيء:
-لأ اوعى تروح دلوقتي ارجووك، هي مش طايقاني اصلًا
ما ذلك الشيء الذي هدد مشاعره الان!؟.
شيء غريب...
شيء يصرخ أن تلك الفتاة تنتمي له منذ الازل!..

شيء تراكم كجبل الجليد منذ أن كان يراقبها طيلة ذلك الشهر، ليشتعل الان فيحرق أوردته كلما اقتربت هي منه!..
عاد يحدق بعيناها المتوسلة، ليتنهد بقوة مغمغمًا:
-خلاص أنا هحاول أخلص شغلي في المكتب، عقبال ما أنتِ تشوفي الهدوم وتجهزي!
عندها إتسعت ابتسامتها وهي ترتفع لتُقبل خده بتلقائية جعلته ينصهر بلهب تلك القبلة،!، وتمتمت: شكرًا
وعندما كادت تبتعد وجدته يمسك ذراعها بقوة يمنعها من الابتعاد، فهمست باسمه متعجبة:.

-جاسم!
وعندما نطقت أسمه هكذا كسرت أخر طاقة للصبر والهدوء..
داخله شيء يتأهب منذ فترة لأعادة تلك القبلة التي كلما تذكرها جعلته كالثمل يحترق لأعادتها..
فأمسك بوجهها بين يداه يثبته، ليلتهم شفتاها في قبلة هادئة، مشتاقة ومتلهفة لسحق شفتاها!
بينما هي مغمضة عيناها مستسلمة لذلك الشعور الذي يكتسحها، يأكل شفتاها بنهم وكأنه اخر شيء يفعله بحياته!

وضعت يداها على صدره تدفعه لحاجتها للهواء، فابتعد هو ببطء يقول بخشونة من بين أنفاسه اللاهثة:
-شفتاكِ فتنة، وأنا لستُ قديس حتى لا أقع صريع فتنتك!
ثم تركها هكذا مذهولة من جملته ليغادر مغلقًا الباب خلفه بينما هي تضع يداها على قلبها الذي اصبح يضخ بعنف...

في تمام العاشرة مساءًا...
كانت تسنيم جالسة أمام التلفاز تشاهد احدى الافلام بملل جلي، ليلفت انتباهها جاسم الذي كان يرتدي بدلته السوداء بأناقة ليست غريبة عليه..
لتنهض مقتربة منه وهي تسأله عاقدة حاجبيها:
-أنت رايح حته ولا إيه يا حبيبي؟
ابتسم وهو يقترب منها حتى اصبح امامها فقبل جبينها وهو يومئ هامسًا:
-ايوة يا حبيبتي، هاخد كارمن ونتعشى بره ك شكر ليها!
صرخت نظراتها بالغيظ المُشبع بالحقد...
صداقة!

يود مصادقة تلك الخادمة ويترك زوجته؟!
وقبل أن تستطع الاعتراض كانت تلك الفاتنة تخترق حديثهم بطلتها الملفتة..
بدايةً من ذلك الفستان الاسود الذي يُبرز جمال بشرتها البيضاء حتى خصلات شعرها التي صففتها بطريقة رقيقة لتأتي به على كتفها...
سحبت أنفاسه، وداعبت أوتار قلبه المُرهقة بنغماتها!
فلم يكن منه الا ان اقترب كالمسحور يتبع خطى سحر فاتنته، فأمسك كفها بحنان يهمس ؛
-ماشاء الله، سبحان مَن رسمك!

منحته ابتسامة رقيقة كهمسها وهي تسأله:
-عجبتك؟
رد دون تفكير وكأن تلك الاجابة محفورة بقلبه قبل عقله:
-سحرتيني وجننتيني!
ثم أنتبه لنفسه فتنحنح بصوت أجش مكملًا:
-يلا عشان مانتأخرش
اومأت موافقة فنظر هو ببطء يتوقع هجوم كاسح، ولكنه وجد تسنيم قد غادرت!
يبدو أنها لم تحتمل جرعة الحب الزائدة فانفجرت اوردتها بالغل...
لم يلقي بالًا لها فأمسك بكف كارمن ليُشابك أصابعه في أصابعها ويغادرا بهدوء...

بينما في الاعلى ما إن صعدت لغرفتها حتى أمسكت بهاتفها كالمجنونة تتصل بوالدة زوجها حماتها...
لتجيبها بعد دقيقة مرددة بهدوء:
-ايوة يا تسنيم
-ايوة يا طنط، شوفتي اللي حصل؟
-مالك بس
-انا سبت البيه اسبوع مع الخدامة زي ماقولتيلي عشان يحصل حمل، اقوم الاقيه النهاردة خارج معاها وسايبني! خارج مع الجربوعه دي؟!
-راحوا فين؟
-سألت السواق قالي مطعم *، * اللي بيروحه دايمًا.

-طب اهدي بس يا تسنيم وخليكِ واثقة ف نفسك، فيها ايه خرج معاها هو وقع ف غرامها يعني؟!
-مهو واحدة واحدة..
-اهدي يا تسنيم
-ماتقوليليش اهدي، اه ما أنتِ مش ف مكاني عشان تحسي بالنار اللي جوايا، جوزك خلاص ف قبره مابقتيش شايله هم إنه يتجوز عليكِ
لم تجد ردًا على وقاحتها العلنية سوى أنها أغلقت الخط دون حرف واحد اخر...
وكأنها ترد لها الصفعة ولكن بما هو اقوى، بالصمت امام السفيه!..

ألقت الهاتف على الفراش بعنف وهي تصرخ بجنون وكأنها فقدت عقلها بالفعل!..

وصلا المطعم فكان خالي من الزبائن تقريبًا الا هم...
كان مظهرهم أشبه ل سندريلا والأمير!
نظراتهم تنبض بالهيام تحت مسميات مختلفة..
قد تختلف المبررات، وتتوارى الطرقات، ولكن يبقى نور الظلمات واحد!؟
أمسكت كارمن بالمنيو بابتسامة متسعة لتختار ما تريده..
ولكن تجمدت عيناها مكانها عندما وجدت جاسم ينادي بصوت أجش:
-لو سمحت
أتاه النادل على الفور متمتمًا:
-اؤمر يا جاسم بيه
ابتسم جاسم بخبث وهو يجيب:.

-هات الاكل اللي اتفقنا عليه
اومأ مسرعًا وهو يغادر، فقالت كارمن بانشكاح:
-هيييح اكيد طالب اكل غريب صح؟!
اومأ مؤكدًا وهو يمنع ابتسامته بصعوبة من الرقص على ثغره لاعنًا غباءها، بينما هي همست كالطفلة التي فقدت رفيق دربها:
-ياريتنا كنا جبنا تيم معانا
تاهت عيناه في مغارة عيناها الزرقاء..
أثارته ببراءتها، فأذهلته بطيبتها، فسرقت ذلك القلب برفقتها!
مقارنة تلقائية دارت بعقله بينها وبين زوجته الاولى تسنيم.

لا يعتقد أنها طلبت أن يرافقهم -طفلها- في اي نزهة لهم...!
انتبه للنادل وهو يضع الطعام، فأنتهى وغادر لترفع كارمن أطراف قميصها وهي تهمس بشراهه:
-بسم الله
ولكن بمجرد أن أزالت الغطاء عن الاطباق لم تستطع كتم فوران شهقتها التي أطاحت بثباتها وهي تصرخ:
-ايييييه ده؟ كوااااارع؟ وانا عماله اقول ده هيأكلك اكل غريب، ده مش بعيد يجبلك اكل مستورد يا كوكو وبحسد نفسي عشان تطلب كوااارع؟! روح منك للي كلت دراع جوزها.

جن جنونها استفزازه وهو يخبرها ضاحكًا:
-ايه يا بنتي ماهو اكل مستورد
ثم تلاعب بحاجبيه يغيظها:
-مستورد من عم زينهم الجزار، كُلي كُلي الاكل هيبرد
وبدأ شرع في تناول الطعام متلذذًا بمذاقه، فنظرت هي له بتقزز هامسة:
-كلك قطر بسواق أعمى يا شيخ!
حاولت الضغط على تقززها وتناول الطعام...
مرت الدقائق وهي تأكل ببطء حينها كان هو يراقبها بعيناه..!

يود لو يخبأها في شراع قلبه فيخف ذلك الثقل المغموس بالخوف عن روحه المسكينة...
لم تنظر له وهي تهمس له متساءلة:
-إيه رأيك ف الاكل يا جاسم بيه؟
رد هو الاخر بهمس وهو يدقق بتفاصيلها دون وعي لحروفه التي إنحرف معيارها:
-لذيذ، تحفه، عايز يتاكل أكل!
اومأت هي مبتسمة ولم تنتبه لخبث كلماته التي كان يقصدها بها، يخصها بها وحدها!
وقد كان الشغف رفيق دقاته في تلك اللحظات تحديدًا...
ابتسم في حنو وهو يسألها:
-ايه رأيك إنتِ؟

ردا بفظاظة مُضحكة:
-والله أبغي اقولك انه عايز يتاكل أكل برضه بس استحي
ضحك هو بعذوبة فأرهقت ضحكاته اوتار قلبها، استوطنت نظراتها لفحة جديدة على مرفقات الجوارح وهي تحدق بضحكته الجذابة...!
فقاطعت ضحكته وهي تهمس بشرود:
-عارف، آآ...
قاطعها هو مشاكسًا:
-لا مش عارف
ابتسمت وهي تتمتم مكملة:
-ببقى نفسي اقعد مع تيم كتير بس بخاف تسنيم هانم تزعق وتزعل وخصوصًا بعد اللي حصل النهاردة.

كادت تنتفض وهي تشعر بكفه الكبير الخشن يحيط كفها، والحنان يخترق مسامها تلقائيًا فتذوب تلك البرودة التي احتلتها بشظايا الماضي..!
ليقول متنهدًا وقد ارتسمت الجدية مشابكة الحنان بين حروفه:
-اولا ماسهماش تسنيم هانم، ثانيا اقعدي معاه براحتك انا سمحتلك اهو، ثالثا انا مسألتكيش انتِ تقصدي ايه بالكلام اللي تسنيم سمعته لاني متأكد إنك لو حابه تحكي مش هتستني حد يسألك
يا الله...
ما أجمله شعور..

شعور أن هناك من يتفهمها، يتخلل تلك الشوائب المتعلقة بين ثنايا روحها...
ثم يُعيد تنظيم ما هدمه الماضي رويدًا رويدًا!..
فجأة وجد الصحافة تحيط بهم!.
لم يعطهم اهتمام وأكمل تناول طعامه ولكنه وجدهم يتوجهوا له واحداهم تسأله بجدية:
-جاسم بيه، هل دي صديقة عمل؟ ولا صديقة خاصة عشان كدة حضرتك بتتعشا معاها!
تجمد مكانه من السؤال...
ماذا يخبرهم؟! زوجتي الخفية!..

بينما هي كانت اوصالها مرتعدة وهم يلتقطوا لها بعض الصور..
وبعد دقيقتان تقريبًا كانت والدته تدلف، لتركض الصحفية نحوها وتعيد على مسامعها نفس السؤال..
حينها ردت هي بثقة:
-تقدري تقولي صديقة خاصة شوية!
ظلت كارمن صامتة حتى سمعت ردها فسحبت نفسها على الفور متجهة للخارج، ليتبعها جاسم مسرعًا...
لتظهر ابتسامة ذات مغزى على ثغر والدته التي استوطنت النشوة جوارحها!..

امسك بها جاسم بسرعة يهمس بأسمها:
-كارمن، استني!
لم تنظر له وهي تغمغم بصوت مبحوح:
-عايزة أروح البيت لو سمحت
وبالطبع لم يناقشها...
فقد كان هو الاخر كالمترنح بين لطمات الحياة..!
يكاد ينصهر بين الذبذبات التي تكاد تعتصره كالنيران من كل جانب...

صباح اليوم التالي...
خرجت كارمن من غرفتها بهدوء تام، تمسح عيناها التي أرهقها البكاء ليلة أمس!.
ألا يكفي ما حدث في ذلك المطعم لتأتي تلك التي تدعى تسنيم وتسحبه من يداه ما إن وصلوا المنزل وتتجاهلها وكأنها شيءً لم يكن!

ولكن مع كل دمعة تهبط منها كانت تذكر نفسها وكأنها تصفع تلك الشظايا داخلها
بتعيطي لية؟! إنتِ اتصدمتي يعني! ما إنتِ عارفة إنك عمرك ما هتبقي مراته ف العلن، إنتِ مجرد وسيلة أشتراها بفلوسه عشان يخلف !
تنهدت وهي تنظر للجريدة الموضوعة امامها، فأمسكت بها بتلقائية تتفحصها، لتتجمد نظراتها على عنوان الصحيفة
عشيقة صغيرة ولاول مرة تظهر مع رجل الاعمال المعروف جاسم الشربيني !

كل شيء بدأ ينهار حولها...
كرامتها...
أفكارها، وأسبابها!
بالأساس هي طلبت الزواج الرسمي حتى لا تُوضع ضمن خانة عشيقاته!..
وكأنها كانت تصعد وتصعد، تبني وتُخطط، وفجأة إنهار كل شيء عليها وكأن الارض إنخسفت بها!
ترنحت بضياع حتى كادت تسقط، ولكن يد تسنيم التي ظهرت من العدم منعتها وهي تقول بابتسامة لعوب:
-مالك يا بطه!
ابتعدت كارمن عنها دون رد لتمد تسنيم يدها لها ببعض الاموال متشدقة ب:.

-طب خدي دول يمكن يفوقوكِ. جاسم بعتهملك بيقولك شكرا على الساعات اللطيفة اللي بيقضيها معاكِ
ثم أطلقت ضحكة خليعة تتبعها غمزة وهي تكمل:
-شكلك شايفه شغلك كويس، ناقص العيل بس!

26-12-2021 10:16 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [3]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية تعويذة غرام
نوفيلا تعويذة غرام للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع

حبست نفسها بغرفتها منذ ما حدث، لا تدري لمَ تُعارضها تيارات الحظ دومًا!..
وكأنها أقسمت على همدها كأي بناء أهلكه عوامل التعرية!
تورمت عيناها من كثرة البكاء...
ها هو مر يومان منذ أن خطت خارج غرفتها...
وبالطبع لم يدلف لها سوى خادمة صديقة ببعض الماء!
اما جاسم...
وآآهٍ من جاسم، جاسم الذي أتلف عقلها قبل قلبها...
وجعل من الحيرة شيطانًا يصر على تدمير فردوسها!..

أ كان يُهيء لها تلك المشاعر التي ولدت بعيناه نحوها؟!
ام هي لم تولد اصلًا وهي التي أشتقتها من نسج خيالها!..
أصبح وجهها شاحب بعض الشيء وهي تدرك إنجذابها القوي لجاسم..!
وفجأة وجدت الباب يُفتح وجاسم يطل منه، فتمددت على الفراش بسرعة تغمض عيناها مدعية النوم...
اقترب جاسم منها حتى جلس على طرف الفراش خلفها وهو ينظر لها..
عيناه كانت تحمل وميضًا خالصًا من الشوق!
أحرقه الشوق كنيران، فترك القلب حيران!

مد يده على كتفها يهزها برفق هامسًا:
-كارمن، قومي انا عارف إنك صاحيه
لم ترد فاستطرد هو بنفس النبرة الفياضة التي جعلت بدنها يكاد يرتعش:
-قومي عايز أشوفك...
ثم صمت برهه وكأنه يسترجع ما سيقوله ولكن رغم ذلك قال بما يجيش بصدره بتلقائية:
-وحشتيني
لم يجد منها رد الا انها نهضت جالسة كما أمرها لتهز رأسها بصمت..

فاقترب هو ببطء شديد منها ثم أحاط جانب وجهها بيداه وهو يُقرب وجهه منها حتى كاد يلتصق بها، فلثم رقبتها الظاهرة بعمق وهو يهمس بصوت عذب:
-بقولك وحشتيني، بقالي يومين مش بشوفك. والشغالة قالت إنك عاوزة تقعدي لوحدك فمرضتش أتطفل واجيلك، بس مقدرتش ماشوفكيش اكتر من كدة!
لم يجد رد منها فظنه دلالًا!..
فارتفع بخفة ليُقبل جانب ثغرها متمنيًا استجابتها، فلم يكن منها اي رد فعل وكأنها صنم تحت يداه!

حينها لم يتمالك اعصابه وهو يمسكها من شعرها بعنف يُقربها من وجهه صارخًا:
-أنتِ عايزة ايه بالظبط! اعاملك زي الناس واقولك وحشتيني مش عاجبك واعاملك وحش تقولي مش طالبه الا انك تعاملني حلو!، انتِ عايزة ايه!
وايضًا لم ترد عليه ولكن تأوهت بصوت مكتوم يُضاهي لمعة عيناها بدموع حارقة، فتأفف هو بضيق ليخفف قبضته على خصلاتها فأصبح يملس عليه بحنان هامسًا:
-انا اسف بس انتِ استفزتيني جدًا!
وهي...

هي كانت فقيرة لتلك اللمسات، فقيرة للحنان!
يتيمة تركض متلاطمة وسط الطرقات سعيًا لذلك الحنان...
حتى لو كانت احدى صديقاتها من تعطها ذاك الحنان في تلك اللمسة لكانت لانت وسامحتها على الفور!
نظرت له بطرف عيناها مغمغمة:
-انت بعتلي فلوس صح
اومأ مؤكدًا بهدوء:
-ايوة عشان تشتري اللي نفسك فيه مع الهدوم
عضت هي على شفتاها وهي تردف بنبرة ذات مغزى اختلطت بها السخرية:
-منا شايفه شغلي كويس صح.

تأفف بضيق واضح وهو يدير وجهه للجهة الاخرى فعادت تسأله سؤال تلبسته صيغة التوسل:
-يعني مش مجرد عشيقة عايز منها طفل يا جاسم؟
تنهد بقوة ليدفن وجهه عند رقبتها وهو يهمس بعمق:
-لأ، أنتِ طفلة وحرامية وانا عايز استغلك إتسعت عيناها وهي تسأله بحروف متقطعة ؛
-اي ايه!
أجابها وهو يلثم عنقها حتى قشعر بدنها برعشة منتشية وهي تسمعه:
-أنتِ طفلة جننتني، وحرامية سرقت قلبي وعايز أستغلك واجيب منك فريق كورة مش طفل واحد بس!

أنهى كلامه بقبلة أخرى لبدايات صدرها فأبعدته هي بسرعة وهي تهمس بصوت مبحوح:
-ارجوك بلاش دلوقتي، انا مخنوقة وآآ...
قاطعها عندما وضع إصبعه على شفتاها ليتشدق بعبث:
-عارفة حل البؤس ايه؟
نظرت له بعدم فهم ليكمل وهو يسحب يداه لتحل محلها شفتاه المتلهفة:
-حذف الهمزة!..

كانت تسنيم تدور حول نفسها في غرفتها، كالأخطبوط الذي يخطط أين سيطلق سمومه!.
هي متيقنة أنه ذهب له...
وللأسف هي من أعطت الحُجة لغريمتها!
هي من أعطته السبب ليقترب من تلك التي تُدعى كارمن!..
كانت تسمع بكاء طفلها ولكنها لم تعيره إنتباه فضيقت عيناها بخبث..
اذًا ستمنعه من الاقتراب منها وإن كان ذلك بأذية كارمن!..
خرجت من غرفتها ببطء تنظر حولها لتتجه نحو المطبخ بسرعة، وما إن رأتها الخادمة سألتها بهدوء:.

-تؤمري بحاجة يا هانم؟
هزت رأسها نافية بسرعة وردت:
-لا لا روحي شوفي شغلك انتِ
فذهبت الخادمة بالفعل لتتحرك تسنيم وتجلب -زجاجة من الزيت- ثم امسكته وخرجت من المطبخ مرة اخرى...
توجهت نحو السلم وعيناها تراقب غرفة كارمن بحذر خشية خروج جاسم بأي وقت..
بدأت تسكب الزيت على السلم ببطء وبكثرة حتى تضمن سقوط كارمن ما إن تخط قدماها على ذلك السلم!
إنتهت ثم عادت بسرعة نحو غرفتها في الاسفل...

ووجدت طفلها كما هو يبكي بقهرة، فتأففت وهي تصرخ به بغضب:
-اوف اوف مابتبطلش زن اخرس بقااا زهقت منك!
فازداد بكاء الطفل بحدة لتضعه هي في اخر الغرفة حتى لا يُرهق اذناها بكاءه!..

بعد ساعات...
خرج جاسم من غرفة كارمن وعلى وجهه أجمل ابتسامة يمكن أن تُرسم ولو بريشة فنان مبدع!..
يشعر بأشياء جديدة لم يشعر بها نحو تسنيم يومًا!.
في كل مرة يقترب فيها منها يشعر وكأنها اول مرة، وكأن عداد الزمن يتخطاها فلا يكل ولا يمل منها!
توجه نحو غرفة ملابسه في نفس الطابق..

بينما في الداخل كانت كارمن ترتدي ملابسها متنهدة بحيرة...
ولكن كلما تذكرت كلماته شعرت وكأن تدغدغ جوارحها!..
خرجت تنوي التوجه للمطبخ ولكن سمعت صوت بكاء تيم فهبطت بهدوء تنوي الذهاب له والجلوس معه بعض الوقت كما سمح لها جاسم..
ولكن فجأة شعرت بقدماها تنزلق من اسفلها فلم تشعر بنفسها سوى وهي تسقط على السلم وصرخاتها تملأ المكان!..

سقطت في نهاية الدرج فاقدة الوعي فكان اول من خرج على صراخها جاسم الذي لم يكمل ارتداء قميصه حتى فكان يصرخ بأسمها وهو يهرع نحوها، فكاد يسقط هو الاخر ولكن تمالك نفسه في اخر لحظة متمسكًا بالسلم بقوة..
وبعد دقيقة هبط واصبح في مستواها يهزها وهو يهمس بهلع:
-كارمن، كارمن حبيبتي قومي فوقي!
ولكن ما من مجيب..
حملها بين ذراعيه بسرعة وهو يصرخ في الخدم:
-دكتوووور، اطلبوا دكتور بسرررعه يا بهايم!

وبالفعل توجهت احدى الخادمات نحو الهاتف تتصل بطبيب العائلة...
وضعها جاسم على الأريكة ثم امسك بزجاجة المياه يسكب منها بضع قطرات على وجهها وهو يناديها والقلق يكاد يتآكله كالصدئ في الحديد:
-كارمن، قومي عشان خاطري ماتخضنيش اكتر!
بعد دقائق بدأت تستعيد وعيها، وما إن أطلت زرقة عيناها التي يعشقها حتى تنهد بارتياح...
بينما ظلت هي تتأوه بألم منادية بأسمه:
-جاسم، آآه مش قادرة.

تحسس وجهها برفق متمتمًا والحنان يتغلل نبرته:
-مالك يا روح جاسم، ايه اللي واجعك؟
بدأت تبكي كالأطفال وهي تتابع مشيرة لقدمها:
-جسمي كله واجعني، ورجلي، رجلي مش قادرة احركها!
أحتضنها دون أن يأبه بنظرات الخدم وظل يدندن لها وكأنه يهدء احد اطفاله وليس زوجته:
-اهدي يا حبيبي الدكتور زمانه جاي، استحملي شوية صغننين بس والوجع هيروح
اومأت وهي تحبس دموعها بصعوبة..

كل ذلك وتسنيم تراقبهم من غرفتها وعيناها يشع منها الحقد والغل!
سمعت كارمن استمرار بكاء تيم فهتفت بصوت يكاد يسمع ؛
-جاسم تيم بيعيط من بدري، ش شوفه ماله!
ماذا يريد أكثر ليعشقها؟!
في عز ألمها ووجعها وبكاءها تهتم لطفل لم يولد من رحمها هي!..
نهض بالفعل متوجهًا نحو غرفة تيم ليتجاهل تسنيم التي كانت تقف متجمدة، ولكن عندما رأي انهيار طفله صرخ فيها بعصبية مفرطة:.

-إنتِ متخلفه؟! مش شايفه ابنك منهار من العياط ازاي؟ انتِ ام انتِ!
حاولت الدفاع عن نفسها بسرعة:
-كنت لسه هنادي شيماء عشان تسكته انا مش عارفة اسكته خالص!
لعنها بصمت وهو يحمل طفله هامسًا له ببعض الكلمات التي جعلته يهدأ نوعًا ما...

بعد فترة...
انتهى الطبيب من فحص كارمن كفحص بدائي، فنهض عنها مبتسمًا وهو يُطالع جاسم الذي كاد يقتله القلق:
-انا عملتلها فحص شامل يا جاسم بيه، ومفيش فيها اي حاجة الا اني شاكك ان رجلها اتجزعت بس وآآ...
قاطعه جاسم بخوف:
-وايه يا دكتور؟!
أطلق النقطة الفاصلة، اطلق العنان للفرحة لتحتل ساحة قلب تلك المسكينة كارمن فقال بابتسامة هادئة:
-والمدام حامل
شعر وكأن تلك النبضات بقلبه توقفت...
لا بل العالم كله توقف!

حدث ما كان يسعى له...
بطلت الحجة، وإنهار السبب...
وظل الواقع حقيقة لا مفر منها..
خلف كل حلم وحلم، واقع نستيقظ عليه حتمًا!
انتبه للطبيب الذي غادر بهدوء، لتنهض نحوه كارمن صارخة وهي تحتضنه بسعادة:
-انا حامل! حامل وأبنك جوايا يا جاسم...!
أبعدها عنه ببطء ليقول دون تعبير واضح:
-مبروك
ثم استدار حاملًا طفله ليستطرد بصوت جامد لا حياة فيه:
-جهزي نفسك هتنزلي تقعدي ف الاوضه اللي ف الجنينة، مفيش داعي لقعادك فوق خلاص!

ثم غادر هكذا ودون كلمة اخرى تاركًا تلك المسكينة تكاد تنهار صريعة كلماته...!



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7304 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4313 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3355 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 3231 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3785 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، طلاق ، المعتوه ، رواية ، تعويذة ، غرام ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 08:09 مساء