أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية طفلة في قلب الفرعون

كانت امام القصر... ظلت تأخذ شهيق وزفير.. تحاول تكميم قسمات وجهها النابضة بالقلق رغمًا عنها...!توجهت نحو الحرس تهتف بصوت ..



26-12-2021 08:45 صباحا
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 

t21992_5821
كانت امام القصر... ظلت تأخذ شهيق وزفير.. تحاول تكميم قسمات وجهها النابضة بالقلق رغمًا عنها...!
توجهت نحو الحرس تهتف بصوت هادئ:
-عايزه اشوف الفرعون
اشار لها الحارس بيده بخشونة:
-عايزه تشوفيه لية؟

-مايخصكش، اديله خبر وبس
وبالفعل غادر الحارس للداخل بضع دقائق وعاد لها بملامح غامضة يخبرها:
-تعالي الفرعون مستنيكي جوه
عضلة فكها اختلجت دون ارادة منها.. تشعر أن كلما اقتربت من رؤيته يهاجمها دوار سريع مخيف في ضربات قلبها...
وبالفعل دلفت معه ولكن بمجرد أن دلفت وجدت الحرس يسحبونها نحو ذلك السجن...
فبدأت تصرخ بزمجرة شرسة:
-انتوا واخديني على فين سيبوني
ولكنهم بالطبع كانوا صم بكم عمي... أذانهم لا تصغي سوى لصوت واحد... صوت ذاك الفرعون!

وبعدها لم تدرك شيء... ظلت في ذلك السجن حبيسة شريدة... سجينة تنتظر على ورقيات من الجمر عقابها!...
تيقنت أن الفرعون قد علم انها جاءت تنوي ادعاء انها تريد العمل عنده ثم تغويه ثم تبدأ رحلة بحثها عن الورق الذي يخص ابيها...ولكن لم يراها يومًا بحياته... فكيف علم بمخططها هي وابيها... لا تعلم ولن تعلم...!
فصول نوفيلا طفلة في قلب الفرعون
نوفيلا طفلة في قلب الفرعون للكاتبة رحمة سيد الفصل الأول

كان هدير أنفاسها عاليًا، تحدق بالباب المغلق بإحكام عليها، أغمضت عيناها تزفر بعنف، يا الله لأول مرة تشعر بهذا العجز...!
تشعر أن ما هو قادم أعمق مما تصورت، عميق ومُلطخ بسواد لا يوازي سواد حياتها ابدًا بل أشد...!
ابتلعت ريقها ثم صرخت عاليًا:
-أنت يابني ادم ياللي برا، أنت يا تووور.

وفجأة وجدت الباب يُفتح وفعليًا رجل يشبه الثور يخترق ظلمتها، إنتفضت شجاعتها منسحبة من حرب لم تبدأ بعد، ولكنها لم تظهر بل صاحت فيه بحدة:
-هو أنت أطرش؟ بقالي ساعة بنادي، روح نادي المتخلف التاني اللي مشغلك
ودون مقدمات كانت صفعة عنيفة تسقط على وجهها، ونار، نار تشتعل داخلها تلسعها مرة بعد مرة بإحتراق تلك الصفعة...!
عيناها كانت حادة كغابة في الشتاء البارد وهي تهمس له بشراسة:
-قسمًا بالله لاندم...

قُطع حبل كلماتها عندما فُتح الباب فجأة ليدلف هو رويدًا رويدًا، حاولت تجاهل تلك الرجفة العنيفة التي ضربت كيانها الشامخ وهي تراقب الفرعون، تمامًا كما لقبوه!
شاب في اوائل الثلاثينات من عمره ولكن ملامحه تحمل جمودًا وعمقًا، وسوادًا يناسب الفرعون لا ذلك الشاب الوسيم اطلاقًا؟!
نظر للرجل ودون مقدمات كان يدفعه بعنف للحائط حتى كاد الرجل يسقط ارضًا، فصرخ فيه يزيد بانفعال:.

-إياك تمد ايدك عليها تاني، هاقطعهالك المرة الجايه ساامع؟
اومأ الرجل مؤكدًا بسرعة ثم إنسحب دون كلمة اخرى...
اقترب منها ببطء ثم دنا لمستواها ببطء أشد وهو يهمس بينما أنفاسه الساخنة تضرب وجهها الصلب:
-طفلة!، مجرد طفلة رمت نفسها في بير عميق اوي من غير ما تاخد بالها إن البير ده ملهوش نهاية!
ثم مط شفتاه ببرود متابعًا بأسف مصطنع:
-يا عيني على زهرة شبابك اللي بقت زي الفجلة بدايةً من النهارده!

تمتمت بصوت خفيض دون أن تنظر له:
-ظريف ودمك سم يلطش
أخرج بكل هدوء ورقة من جيب سرواله وقلم متجاهلاً سبابها الحانق الطفولي، ثم مدهم لها بهدوء تام وهو يأمرها:
-امضي
حينها ودون تفكير كانت ترفع عيناها الزرقاء الحادة لتقابل ظلام عيناه وهي تهمس:
-إيه دي؟ أنا مش هامضي على حاجة!
كان يحاول التمسك بقناع البرود الذي بدأ يتصدع:.

-دي ورقة جواز هتمضي عليها وهاوديها لمأذون يوثقها، اي نعم انتِ طفلة يادوب ١٩ سنة بس عادي تكفي للغرض!
زمجرت فيه بشراسة تلقائية:
-أنت مجنون!؟ أنا مش هامضي عليها وأعلى ما في خيلك إركبه
وفجأة كانت تصرخ بألم حينما جذبها من خصلاتها السوداء بعنف، لا ينظر لها بينما ملامحه تنبض بالقسوة وهو يهدر فيها:.

-ده مش بمزاجك، ده أمر! منا قولتلك إنتِ طفلة رمت نفسها في بير ملهوش نهاية، إنتِ اللي جيتي لي بنفسك ومفكرة إنك تقدري تضحكِ على الفرعون
ثم إنخفضت يداه تدريجيًا لتصل لكتفاها، فغرز إصابعه فيها بعنف وبدأ يضرخ فيها بصوت خشن عالي ربما مُخيف بعض الشيء:
-الظاهر أبوكِ نسي هو باعتك لمين! نسي إني ما أخدتش لقب الفرعون من شوية، نسي إن يزيد الشرقاوي مش طفلة * بتقلد العاهرات وبتتعلم منهم تقدر تخدعه!

لوت شفتاها بتهكم مرير وهي تهمس له بهسيس خطير مُستفز:
-امممم ممكن فعلًا نسي، بس ما نسيش يقولي إنك بتاع نسوان وإنك هتجري ورايا على طول لإني حلوه شوية!
لذا ومن دون تردد كان يصفعها بكل عنف، حتى إصطدمت رأسها بالأرض ولكنها لم تنطق سوى ب آآه تلقائية، تكتم وتكتم كعادتها دون أن ترسل إشعار صغير لذلك القدر أنها اكتفت...!؟
جذبها من خصلاتها بعنف ليهزها بقوة صارخًا:.

-هما حاجتين ملهمش تالت، إما تمضي على ورقة الجواز وهاخد اللي أنا عاوزه، إما إنتِ أكيد عارفة إنك حاولتي تغريني عشان تدخلي القصر بسهولة لأن ابوكي ماعندهوش رجالة يبعتهم، وانتِ اكيد عارفة إيه عقاب الزانية او اللي تحاول تزني هنا!
لم تستطع إخفاء تلك الرعشة التي استباحت عيناها وهي تحدق به، ليكمل هو:
-دي مملكتي وقوانيني، وبما إنك دخلتيها بأرادتك يبقى هتنفذيها غصب عنك...

اقترب من وجهها اكثر، حتى أصبحت تشاركه أنفاسه الهادرة الحادة، ليتابع مغمغمًا بمكر شيطاني:
-في الحالتين هاخد منك اللي أنا عاوزه بس إنتِ مش هتاخدي الورق اللي إنتِ عايزاه وجايه عشانه، هاا؟ هتتعاقبي عقاب الزانية اللي هو، تترمي لأي واحد بيريل على ست، هيعمل فيكِ اللي هو عاوزه وبعدين هتتسجني، ولا هاتمضي؟
ردت من بين أسنانها بحدة:
-مش هامضي قولتلك مش هاتزفت، أنا مستحيل أتجوز واحد زيك!
-تمام حلو جدًا.

قالها وهو ينهض، ثم بدأ بخلع ملابسه رويدًا رويدًا وصوته الحاد الصلب كان كالسياط التي تجلدها وهو يقول:
-يبقى أختارتي العقاب أنا حاولت إنه يحصل تحت مُسمى الجواز، بس الظاهر إنك مُصره، بس أنا مش هارميكِ ليهم على طول، أنا برضه هاخد منك اللي انا عاوزه وهارميكِ ليهم بعدين!
إتسعت عيناها بفزع وهي تدرك جدية حديثه حينما اقترب منها فجأة يُكبل يداها معًا بيد واحدة ويقترب منها اكثر و...

على الجهة الاخرى...
كان يضع قدم فوق الاخرى، يدخن بشراهة وهو يحدق بالرجل الذي أمامه، يهز قدماه أكثر من مرة بتوتر واضح..!
استمع للآخر الذي يخبره بنبرة مترددة:
-مسعد باشا هنعمل إيه؟! دنيا هانم إتمسكت والفرعون مش هايسيبها تفلت بعملتها ابدًا..!
هز رأسه دون أن ينظر له بحنق غلغل أطرافه داخله بقوة:
-عارف، وعارف إننا مش هنعرف نهربها بسهولة.

ابتلع الآخر ريقه بتوتر، لطالما أقلقه جموده وقسوته اللذان يُطيحا بأي نسمات من المشاعر الحانية المطلية بالحب، حتى مع إبنته الوحيدة!
حدق بوجهه الجامد وهو يسأله:
-طب وهنعمل إيه يا باشا؟ أكيد مش هنسيبها يعني دي الست دنيا آآ...
صرخ فيه مسعد وقد إنفجرت تلك الذرة المشحونة بغضبه وقهره المكتوم:.

-إسكُت! إسكُت يا ياسر مش ناقصاك دلوقتي، أنا اللي موترني المعلومات اللي تعرفها دنيا، لو يزيد الشرقاوي عرفها أنا ممكن أروح في ستين داهية!
إتسعت حدقتاه بذهول، كان يعلم أن قسوته غائرة، قاسية، ومُخيفة، ولكنه لم يكن يعلم أنه قطع ذيلها المتصل بنقطة واحدة متبقية من مشاعر الإنسانية داخله...!
هز رأسه نافيًا وراح يردد بصوت أجش مقررًا:
-أنا مش هسيب دنيا يا مسعد باشا، أنت عارف إني آآ...

قاطعه مسعد الذي زمجر بصوت عالٍ كزئير الأسد الغدار:
-ياسر، ما أظنش إن الوقت والمكان يسمحوا إنك تعبرلي عن مشاعرك السخيفه تجاه بنتي!
ثم زفر بصيق متابعًا:
-أنا بكلمك في دمار كل حاجة عملناها وبنعملها وأنت تقولي دنيا؟!..
أحترق جوف ياسر بالصمت وهو يكز على أسنانه بغل، ثم همس يسأله بجمود:
-والحل يا باشا؟ هنعمل إيه؟
بدأ مُسعد يمسح على شعره عدة مرات والتنهيدة تخرج منه في كل مرة أعمق وأبعد، ثم قال بعصبية:.

-مش عارف، مش عارف يا ياسر، بس اللي أعرفه إن دنيا مينفعش تنطق بأي حاجة مهما حصل!

كانت صرختها ملتوية، متحجرة ومتحشرجة بقسوة متألمة، خرج صوتها أجشًا متقطعًا وهي تهمس له قبل أن يزيل عنها ملابسها:
-سبني، سبني وهامضي!
وبالفعل ابتعد عنها ببطء، يزيح خصلاتها التي تعرقت بشدة لجانب وجهها، يحدق بوجهها الشاحب شحوب الموتى بعمق، بها شيء غريب، شيء يسبب ضجيج عالٍ في بواطن مشاعره، يثير فتيل مشاعره الخامدة بنار ظنها لن تشتعل يومًا، بها شيء يسلبه عقله، لا لا بل هو سلب منه شيء!

اقترب منها ببطء أنفاسه العالية تصفع صفحة وجهها وهو يردد آمرًا بصوت أجش:
-إهدي
قالت هي دون تفكير وهي تكتم تلك الحشرجة بالبكاء:
-إبعد عني!
أمسك بالورقة مرة أخرى وهو يعاود النظر لأمواج عيناها الزرقاء التي إحترقت بغضبها المتصاعد هامسًا:
-امضي، امضي يلا
وعندما فقد الامل في جعلها توقع، أمسك إصبعها بعنف ويبصم الورقة بإصبعها بدلاً من التوقيع...!

بيد مرتعشة رمت الورقة من يدها ما إن جعلها تبصم دون تردد، هي بكيانها الشامخ، بصلابتها المهزوزة، هي دنيا الشامي التي لا تخشى ولا يهمها شيء في الدنيا واللامبالاه تسطر صفحات حياتها!، تلك المرة تحديدًا تخشى، وبشدة!
رفعها يزيد من ذراعاها فجأة بعنف ليسألها:
-ودلوقتي هتقوليلي مسعد الشامي باعت بنته وضحى عشان إيه بالظبط؟!
نظرت له بحدة صامتة ليضحك مكملاً:
-أصل أنا ماسك عليه كتير، ف ياترى إيه أهمهم؟

ابتلعت ريقها بتوتر وصمتت، صمتت وطال صمتها وهي تراقب ذلك الظلام المُخيم بعيناه، وتلك اللمعة الموقودة بمنتصف فجوة الظلام، يشعرانها أنها مُعراه من كافة أسلحتها في حرب سوداء، مظلمة، حرب ستُهاجم فيها بجنود مازالوا تحت ظل المستقبل المجهول!..
تركها فجأة لتشعر أنها تهوي من قمم جبل متضخم من أفكارها المشعثة في تلك اللحظات، فرفعت عيناها الحادة له تهمس ببرود:
-معرفش!

إلتوت شفتاه بما يشبه الابتسامة السوداء وهو يدنو لمستواها، اصبح قريب منها، قريب جدًا لدرجة أن انفاسه الثائرة كانت تغزو وجهها الأبيض فيهلك سيطرتها المزعومة، ثم قال بما اشبه فحيح الأفعى:





-هتقوليلي كل حاجة تعرفيها عنه، وإلا قسمًا بربي هاتشوفي مني اللي عمرك ماشوفتيه، وأنا ماعنديش ياامه إرحميني!

لا تنكر تلك الرجفة التي هاجمت سطو جوارحها بسبب حروفه المسلحة توعدًا وغضبًا، ولكنها هزت رأسها بيأس بارد وخرج صوتها خافتًا وهي تخبره:
-أنا ماعرفش إلا حاجات تافهه مش هاتهمك في حاجة، ومش هاقولها ف ريح نفسك
وفجأة صرخت عندما جذبها بعنف من خصلاتها السوداء، يجذب رأسها لأسفل بقوة حتى تأوهت رغمًا عنها ليردد هو بزمجرة خشنة:.

-انا اللي أقرر إذا كانت هاتهمني ولا لا، وهاتقولي، صدقيني لما تتعبي هاتقولي لإنهم مش هايعرفوا يوصلولك
ضحكة ساخرة تفجرت داخلها، وهل توقعت أن يحاول حتى أبيها المصون تهريبها؟!..
ببساطة هي تعلم أنه لن يستطع، ولن يخاطر!
استفاقت على صوته الحاد الخشن وهو يهدر فيها بعنف قبل أن يدفع جسدها بجسده نحو الحائط، ويهتف بنبرة تحذيرية:
-أحسنلك تقولي، لو قولتي أقسملك بالله ما هأذيكي وهاتصرف وهامشيكي من البلد دي!

هز رأسها نافية، ازداد اضطراب أنفاسها من ذلك القرب بينما هو يدقق النظر لملامحها الطفولية، الغريبة!
كانت ملامحه مستكينة جامدة، خاوية من غضب كان يلوح لها منذ ثوانٍ ثم زاد من ضغطه بجسده على جسدها هامسًا بهدوء تام:
-أنا إديتك الفرصة، إديتك الفرصة تهربي من الفرعون بس إنتِ اللي مُصره، يا...

وقطع جملته، رفع أصابعه ببطء يخضع لتلك الرغبة المُلحة في لمس تلك الشفتان، وبالفعل كان إصبعه الأبهم يرسم شفتاها المكتنزة وهو يتابع همسه الأجش بأسمها وكأنه يتذوقه:
-دنيا..!
وبلحظة كان ينفضها بعيدًا عنه وكأنها وباء، لتسقط أرضًا بتلقائية، حينها هبط بسرعة الفهد يُكبل يداها بسلاسل حديدة مرتبطة بالأرض كما كانت، ليخرج بسرعة كالأعصار الذي إنفجر بوجه الحارس وهو يصيح فيه:.

-مش عايز نقطة مايه ولا أكل يدخلوا لها، سيبوها مرميه زي الكلبة لحد ما تعرف إن الله حق!
ثم غادر ساحبًا معه الأنفاس ليزفر الحارس بارتياح، بينما دنيا في الداخل تحدق بالفراغ بنظرة خاوية، راهبة وهي تهمس:
-لسه يا دنيا، لسه عذابك في الدنيا هيستمر، بس المرة دي على إيد الفرعون!

في اليوم التالي...
كانت متسطحة على الأرضية تضم ركبتاها لصدرها ورغمًا عنها يجافيها النوم من الإرهاق، بالفعل لم تُقدم لها نقطة ماء وهي لم تطلب من الأساس!..
عنادها، كبرياءها، غرورها، أيًا كان المسمى ولكن ذلك الشعور اللعين بالعلو الزائف كان يجمد أي حروف متوسلة تنوي إختراق شفتاها لتخرج للنور...!

إنتفضت تشهق بعنف عندما شعرت بأصابع باردة تسير على خطوط وجهها كله، كادت تنهض ولكن تلك السلاسل ذكرتها أين هي!..
وجدته أمامها، يحدق بها بهدوء تام، إلى أن قال فجأة بنفس الهدوء المتنكر:
-هاعرض عليكِ عرض وحيد وماقدامكيش الا إنك تقبليه
نظرتها المستفهمة كانت اختصار لسؤال لم يخرج من جوفها الناشف، فأكمل بنفس النبرة:
-هاتفضلي معايا على إنك مراتي لفترة، وهاتجيبيلي طفل وبعد ما تخلفي هاسيبك تمشي!

صاحت مستنكرة بتلقائية:
-إيه! أنت مجنون؟ يعني أنا اتجوزتك بالأجبار وكمان عايزني أخلف منك؟
ثم إرتفعت ضحكتها الساخرة:
-وأسيبه وامشي كمان، ده إيه الثقة دي؟!
أمسك فكها فجأة بيده، يضغط عليه بقوة وهي تعاند ترفض السماح لذلك التأوه بالخروج، ليتابع بحدة مُقلقة:.

-كان قراري النهائي إني مش هاتجوز عشان حياتي كلها مليانة خطر وقلق وحرب ما بتنتهيش، وما أقدرش أأذي البنت اللي هاتجوزها وأدمر حياتها بجوازي منها، لحد ما شوفتك!
نطقت بحروف ساخرة متقطعة مختنقة بسبب قبضته العنيفة الخشنة على رقبتها:
-وقعت في غرامي منذ الوهله الأولى مش كده؟!
ازدادت ضغطته على رقبتها دون أن يعير جملتها اهتمام فأردف:.

-لاقيت الضحية! وعجبتني، ف لية لأ؟ لية ما أفرحش جدتي اللي هي عيلتي الوحيدة وأخلف زي ما بتتمنى؟!
ثم هبطت عيناه ببطء لجسدها، شعرت أنه يخترق جسدها الأنثوي بنظراته التي أقسمت أنها شعرت بها تتفحص كل إنش بجسدها وهو يكمل متمتمًا بمكر:
-لية أحرم نفسي من المتعة؟
كان صدرها يعلو ويهبط من فرط التوتر، توتر، توتر، توتر، منذ أن خطت قدماها تلك المنطقة وشظايا التوتر تنغرز بمكمن جوارحها المكتومة شظية شظية...!

إلى أن صرخت وكأنها بتلك الصرخة العالية الحادة تُقلع تلك الشظايا التي أرهقت روحها:
-لأ، مش موافقة ومش هاوافق ومش هاخليك تلمسني بسهولة ومش هاستسلم
إنخفضت يداه ببطء يتحسس ذقنها بكل برود وحروفه خرجت من بواطن لوح ثلج:
-ومين قال إني عايزك تستسلمي؟ بالعكس، شراستك دي هي اللي بتزيد رغبتي فيكِ!
وكعادته يلقي كلماته السامة ثم ينهض ليغادر بكل هدوء وبرود يمتلكه...

الوقت يمر، والأفكار تتزاحم بعقلها الهالك، يزداد الضجيج ويتعالى أنين جسدها المُرهق مطالبًا بالرحمة، صارخًا بالجوع والعطش، ولكنها ايضًا تكتم تلك الحرب النفسية برداء الصمت الثقيل...!
بينما هو يراقبها من اللابتوب الخاص به بواسطة الكاميرات الموضوعة في ذلك السجن..!

ملامحها مرهقة، وجسدها يتلوى من الأرهاق والمطالب الفطرية، ولكنها صامتة، لا تصرخ، لا تنادي بأسمه، لا تتوسلهم الرحمة حتى كما توقع؟!، فقط الصمت!..
شخصيتها تقريبًا بدأت تُرسم بعقله رويدًا رويدًا، ولكنه متيقن من أن نصف الرسمة لن تكتمل بسهولة ابدًا!

مساء اليوم التالي...
فُتح باب ذلك السجن ولكن الشخص يختلف هذه المرة، فرفعت عيناها بضعف لتجد امرأة عريضة ملامحها خشنة وحادة تدلف بهدوء توجهت لها ثم هبطت لمستواها تفك قيدها من الأرضية لتمسكه بإحكام...
لو كانت حالة دنيا جيدة لكانت قاومت، دفعتها وهربت مثلاً!
ولكنها ليست كذلك، بل تشعر أنها تسير على قدماها بصعوبة!..
سارت بها السيدة نحو مكان ما، لتسألها دنيا بنبرة قوية رغم شحوبها:.

-أنتِ وخداني على فين ياست إنتِ؟
غمغمت الأخرى بصوت حاد خالٍ من شتى المشاعر:
-هاتغيري هدومك وتستعدي، الفرعون عايزك!
دقة خلف دقة ثائرة هربت من زمام سيطرتها، ليصبح قلبها يهدر بعنف وهي تتحقق من تنفيذ عرضه المرفوض، لا، لن يحدث، تموت قبل أن يلمسها..!

وصلا أمام الغرفة ولكن فجأة تحاملت دنيا على نفسها لتستجمع قواها الخائرة بصعوبة، تجبر نفسها على الصمود، فدفعت تلك السيدة بعنف وكادت تركض هاربة ولكن فجأة اصطدمت بصدر عريض ينتمي لملامح خشنة حادة وقاسية حدقت بها وهو يخبرها بخبث شيطاني أرسل هزة عنيفة لكيانها:
-مستعجلة على إيه؟! وفري مقاومتك دي لبعد شوية هتحتاجيها أوي
ثم نظر لعمق عيناها، يكمل بجمود مُخيف طرد أي شظى للمشاعر:.

-أصل الليلة ليلتك يا آآ، ياعروسة!
ثم سحبها خلفه كالبهيمة بينما هي تتلوى بضعف وتصرخ فيخ وهو يتجاهلها بقسوة ساحبًا إياها نحو الغرفة التي ستشهد على، إنتهاكها!
تاااابع اسفل
 
 



26-12-2021 08:45 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [1]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية طفلة في قلب الفرعون
نوفيلا طفلة في قلب الفرعون للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني

اللحظات الزمنية التي مرت على دنيا وهي تحدق به بقلق كانت ثقيلة على القلب، مؤذية لروح مُحاطة بزجاج فهُشمت بحجار ذلك الخوف الذي لم تستطع إنكاره ولأول مرة...!
كان صدرها يعلو ويهبط بتوتر، فقال هو بهدوء وهو يراقب حركتها:.

-إهدي ماتتوتريش، أنا مش هلمسك غصب عنك لإني عمري ما عملتها وفرضت نفسي على واحدة حتى للتسلية ومش هعملها معاكِ، أنا عايزك وهفضل عايزك، بس هاخدك لما تكوني في حضني بكامل إرادتك وبتهمسي بأسمي بتطلبي قربي!
لا تنكر أنها امتنت كثيرًا لكبرياؤه الذي منعه من أخذها غصبًا، ولكنها رفعت عيناها له والشراسة تنبض بها وقالت:
-أفضل أنت احلم كده واما نوصل للمحطة الاخيرة هبقى أصحيك ان شاء الله!
ثم ضيقت عيناها بتنمر قائلة:.

-وبعدين مين قالك اني متوترة؟ أنا مش متوترة خالص ولا يهزني أصلاً
رفع حاجباه معًا وهو يقترب منها أكثر، متمتمًا بصوت هادئ لم تُخفى نغمات السخرية منه:
-بجد؟
اومأت مؤكدة بلهفة حازمة، وهو يقترب أكثر وأكثر حتى سقطت دون أن تشعر على الأريكة خلفها، فشهقت بعنف تلقائي، ليميل هو عليها ببطء شديد، عيناه، وآآهٍ من عيناه المتوهجة رغم ظلامها، تحمل الشيء ونقيضه!

تحمل ظلمة غائرة، ووميض موهج خافت يتناثر بين ثناياه الرفيعة حتى بدأت تحتال عليها الألوان...!
رفع إصبعه يسير برقة على العرق النابض الذي يهدر بعنف في رقبتها، رقة ارسلت قشعريرة باردة لكافة جسدها، ثم ابتسم بخبث وراح يكمل بنفس الهدوء المريب:
-امال ايه ده؟ ده شوية وهينفجر من التوتر!
لعنت تركيزه العالي وهي تغمض عيناها، اصبح يطل عليها بهيئته العريضة، عيناها تلاقي عيناها في حديث صامت، إلى أن همست هي بتلقائية:.

-طب آآ، يزيد، ممكن تبعد؟
لم تلحظ أنها نطقت أسمه لأول مرة، دون سخرية او غضب، بل نطقته بتلقائية خالية من شوائب مشاعرها الحانقة تجاهه..!
لم يبتعد بل اقترب اكثر، لتصبح أنفاسه الحادة مسموعة لها، رفع إصبعه ببطء يتحسس جانب وجهها برقة هامسًا بصوت رجولي:
-أول مرة تقولي يزيد!
ابتلعت ريقها بتوتر، اللعنة عليه وعلى ذلك القرب الذي يهلك أعصابها توتر...!
هتفت مرة اخرى بضجر:
-إبعد بقا.

هز رأسه نافيًا، حتى أصبحت شفتاه على خدها يُحركها ببطء متناغم على إيقاع حروفه وهو يستطرد بخشونة واثقة:
-مش هابعد وكل ما هتقولي إبعد هاقرب أكتر، ولو ماسكتيش هاعمل اللي في بالي وما ادراكي ما اللي ف بالي بقا وإنتِ حره!
دفعته فجأة بعنف بعيدًا عنها ثم رفعت حاجباها بتعجب طفولي غاضب تزامنًا مع إتساع عيناها البطيء وهي تردد مستنكرة:
-أنت بتهددني؟
اومأ مؤكدًا بلا تردد:
-اه
-اشطا.

قالتها باستكانة طفولية حرفيًا وبدأت تبتعد عنه بتوجس، حينها ابتسم رغمًا عنه وقد أدرك أنها طفلة بالفعل تخترق مرحلة متقدمة من الزمن باندفاع...!
نظرت للباب ولكن وجدته مغلق بإحكام، لن تستطع الهرب اذن!
زفرت بيأس وهي تحك رأسها بإرهاق، ثم همست تسأله دون أن تنظر له:
-أنت اتأكدت أني مش هاقولك اي حاجة ومش هافيدك، حابسني لية بقا ولا هو تخلف وخلاص؟!

اقترب منها ببطء أقلقها، بدأت تشعر أن تلك الغرفة أصبحت ضيقة عليهما، أن انفاسها المتوترة تحارب أنفاسه الثائرة دون توقف!
وفجأة كان يدفعها نحو الحائط ويثبت وجهها بين يداه ويتنزع شفتاها نزعًا بتلك القبلة، قبلة إلتهم فيها شفتاها فازداد ذاك الحريق لهبًا...!
ابتعد بعد دقيقة يقول من بين أنفاسه:
-أنا مبقولش الكلمة مرتين! قولتلك أنا سايبك ليه.

ثم أشار لشفتاها التي بدت شبه متورمة، ورغمًا عنه تذكر مذاق شفتاها فابتلع ريقه وهو يتابع:
-ودي كانت عشان لسانك الطويل ده
ظل يراقب حركة شفتاها رغمًا عنه فهز رأسه نافيًا ومن ثم أغمض عيناه يهمس:
-امشي من هنا دلوقتي أحسن لك!
ودون مقدمات كان ينادي على تلك السيدة الحادة التي أحضرتها لتطرق الباب خلال دقيقتان وتدلف هاتفة بجدية:
-أمرني يا يزيد باشا.

كان مازال تحت سطوة ذلك التأثير اللعين بمجرد قبلة منها، بين الجمود والأشتعال شعرة، شعرة واحدة أحرقتها تلك القبلة!.
فخرج صوته أجشًا وهو يأمرها:
-خديها وحطيلها تاكل وتشرب واديها هدوم عشان تغير القرف اللي هي لبساه ده
اومأت السيدة بطاعة ودون أن تعطي دنيا فرصة الاعتراض كانت تسحب جسدها الهزيل بقوة نحو الخارج، بينما هو يمسح على شعره الغزير عدة مرات بقلق من القادم...!

صباح اليوم التالي...
كان ياسر يُشرف على رجاله في احدى الأماكن شبه المهجورة؛ يجهزون الأسلحة فكان ينظر لأحدهم ويربت على كتف احدهم قائلًا بحماسة:
-شدوا حيلكم يلا يا وحوش
استدار ثم عاد ل مُسعد الذي كان يراقبهم بصمت، وما إن اقترب منه ياسر حتى إلتقط انفاسه المتحشرجة بوتيرة متفرقة حتى شعر أنه ينسجهم داخل صدره معًا بصعوبة!
ثم حدق ب ياسر هاتفًا بنبرة أجشة مشوبه ببعض القلق:.

-إنتَ متأكد من الخطوة دي يا ياسر؟ متخيل إنك هاتقدر تقضي على الفرعون وتاخد دنيا كمان بشوية الرجالة دول؟!
اومأ ياسر مؤكدًا ورفرفت كافة جوارحه بالثقة وهو يجيب:
-أيوه، احنا هنذيع خبر إننا هنطلع عملية بعد تلات أيام، وهو طبعًا هيجري زي الكلب المسعور وهايسيب قصره، ساعتها انا هاخد الرجالة وهنروح القصر هنخلص على كل اللي فيه وهانجيب دنيا!

هز الاخر رأسه عدة مرات، يشعر بالقلق، برهبة القادم كأعصار سيكتسح كل شيء في منتصف فصل الربيع..!
واخيرًا نطق بصوت جاد محذرًا:
-خد بالك كويس يا ياسر وماتستهونش بعدوك
حلقت ابتسامة غريبة على حبال ثغر ياسر تنم عن طلاسم مشحونة بالحقد الشيطاني قبل أن يغمغم بنفس النبرة:
-شغلنا ده مش عايز قلق يا بوص ولو مش قده أحسن لنا نقعد في البيت زي النسوان!

ربت مُسعد على كتفه عدة مرات وكأنه يؤكد على كلامه، ثم دنا مقتربًا منه أكثر حتى اصبحت شفتاه قريبة من اذنه، حينها همس بصوت غريب خلا من أي مشاعر أبوية:
-لو ماعرفتش تجيب دنيا، أقتلها!
إتسعت حدقتا ياسر تلقائيًا من ذلك الجحود المبطن بين ثغور حروفه!
فتمتم شاردًا وكأنه يحاول إستيعاب تلك الكلمة التي شطرت قلبه المسكين لنصفين:
-أقتلها!
اومأ مُسعد مؤكدًا يتابع همسه:.

-قولتلك وهرجع اقولك يزيد الشرقاوي مش سهل، والمعلومات اللي دنيا تعرفها والورق اللي مع يزيد كفيل إنه يودينا ورا الشمس...
قال اخر كلماته ثم استدار ليغادر بكل هدوء وكأنه لم يأمر منذ ثوان بقتل، ابنته!

كانت دنيا في سجنها، تناولت لقيمات خفيفة من ذلك الطعام وعادت لنفس وضعيتها تضم ركبتاها لصدرها وتحدق باللاشيء...!
وسؤال لعين يُصر على دق جدران ذاك العقل الذي كاد ينفجر من قوة المشاحنة الفكرية التي تتصادم داخلها...!
ترى هل سيحاول والدها إنقاذها؟!
لا تدري لمَ تطرح سؤال اجابته محفورة بعقلها في ركن ما مظلم!

ولكن ماذا عساها تفعل في ذلك الأمل اللعين الزائف في مشاعر أب ربما يعود رمادها ويطفو على سطح جوارحه..؟!
ورغمًا عنها بدأت تتذكر ذلك اليوم الذي اطاعت فيه قرار والدها بدخول قصر الفرعون...

فلاش باك###
كانت امام القصر، ظلت تأخذ شهيق وزفير، تحاول تكميم قسمات وجهها النابضة بالقلق رغمًا عنها...!
توجهت نحو الحرس تهتف بصوت هادئ:
-عايزه اشوف الفرعون
اشار لها الحارس بيده بخشونة:
-عايزه تشوفيه لية؟
-مايخصكش، اديله خبر وبس
وبالفعل غادر الحارس للداخل بضع دقائق وعاد لها بملامح غامضة يخبرها:
-تعالي الفرعون مستنيكي جوه.

عضلة فكها اختلجت دون ارادة منها، تشعر أن كلما اقتربت من رؤيته يهاجمها دوار سريع مخيف في ضربات قلبها...
وبالفعل دلفت معه ولكن بمجرد أن دلفت وجدت الحرس يسحبونها نحو ذلك السجن...
فبدأت تصرخ بزمجرة شرسة:
-انتوا واخديني على فين سيبوني
ولكنهم بالطبع كانوا صم بكم عمي، أذانهم لا تصغي سوى لصوت واحد، صوت ذاك الفرعون!
وبعدها لم تدرك شيء، ظلت في ذلك السجن حبيسة شريدة، سجينة تنتظر على ورقيات من الجمر عقابها!..

تيقنت أن الفرعون قد علم انها جاءت تنوي ادعاء انها تريد العمل عنده ثم تغويه ثم تبدأ رحلة بحثها عن الورق الذي يخص ابيها، ولكن لم يراها يومًا بحياته، فكيف علم بمخططها هي وابيها، لا تعلم ولن تعلم...!
باك###.

قطع شرودها الباب الذي فُتح ببطء وذلك الحارس يقترب منها ليفك قيدها ويسحبها معه بعنف دون أي كلمة...
حاولت التملص من بين قبضتاه وهي تصيح:
-أنت واخدني على فين اوعى كده يا متخلف
ولكنه كان تقريبًا مجرد جماد لا يعي ولا يستوعب أي شيء سوى الامر الذي تلقاه...!
وصل بها لمكان واسع يشبه التراس وبه بعض الاشياء كالأسلحة والاجساد الصناعية، وبعض الاشياء الخاصة بالملاكمة وما شابه ذلك...!

كانت عيناها تتفحص ذلك المكان بصمت تام إلى أن وجدت يزيد امامها، يضم يداه لصدره ويقف بكل برود، يرتدي بنطال أسود وتيشرت نصف كم ضيق يبرز عضلات صدره وذراعه، لا تنكر أن مظهره الرجولي أثار انتباه تلك الأنثى الملكومة، المستكينة داخلها بقانون حياتها الذي وافقت على صكه عندما عاشت كالرجال تحت طوع والدها...!

انتبهت له عندما اقترب منها دون أن تشعر حتى أصبح امامها تمامًا، فاقترب بوجهه منها يغمزها بطرف عيناه بمكر مرددًا:
-مساء الجبنه الكيري ياللي شاغل تفكيري!
كتمت تلك الابتسامة التلقائية التي كادت تشق عبوسها، لتردف بحنق دون أن تعي ما تقوله:
-مساء الهباب على عيونك العِناب!
ضحك يزيد ملأ شدقيه لتلحظ دنيا جمال ضحكته الرجولية، اقترب منها يزيد اكثر يهمس بخبث:.

-يعني طلعت عيوني عِناب؟! طب والله كويس في تقدم غيرتي الشتيمه اهو واحترمتي نفسك!
كزت دنيا على أسنانها بغيظ، تشعر بدخان يكاد يتصاعد من اذنيها وهي تحدق به متمتمة بعدم تصديق:
-قال فرعون قال! ده أنت قنبلة تفاهه
سألها يزيد بحذر:
-بتبرطمي تقولي إيه؟
رسمت ابتسامة سمجة على شفتاها المكتنزة وهي تتابع عاقدة ذراعيها:
-مابتنيلش، خلصني وقول اللي عايز تقوله عشان ورايا سجن عايزه أروحله.

حينها عادت ملامح يزيد تتجهم شيء فشيء وهو يعود لصلابته الحادة، تلك الصلابة التي تتصل إتصالاً لا اراديًا بباطن القلق داخل أي شخص يقابله...!
تقدم قبلها يسير نحو الأسلحة والاجساد الاصطناعية آمرًا:
-ورايا
سارت خلفه مجبرة ولكنها لم تكن تنظر لما ينظر له بل كانت عيناها تتفحص ذلك المكان، لينطفيء ذلك الأمل الذي أنار غابات عيناها الذابلة عندما وجدته محاطًا بالحراس المسلحين من كل الجوانب...

وقف فوقفت هي الاخرى تنظر للأسلحة بتفحص قبل أن تلوي شفتاها مستطردة بسخرية:
-إيه؟ هنعيد امجاد حرب أكتوبر ولا إيه؟!
هز رأسه نافيًا بحدة، فأمسك يداها يضغط عليها بعنف وهو مطبق على أسنانه بصمت، فصاحت هي فيه متأوهه من الألم:
-إيدي يابني ادم سيبني.

لم ينظر ليداها حتى وهو يضغط عليها اكثر بينما عيناه الخاوية مُسلطة كإشعاع حاد يحارب تلك الغابات المرتكزة بعيناها، قبل أن يقول بصوت أجش قاسي وكأنه لم يكن يمزح منذ ثوانٍ:
-لما تكلميني تعرفي إنتِ بتكلمي مين، الظاهر إني اتهاونت معاكي كتير لكن هاربيكي من اول وجديد عشان واضح إنك ماشوفتيش تربية!

استشعرت مرارة اليتم بحلقها وهي تردد ساخرة ولكن تلك السخرية مختلفة عن سابقتها، تلك السخرية مطعونة بأشواك الحرمان، الفقد، والشوق!
معلش أصل أمي ماتت قبل ما تربيني، وأبويا زي ما أنت شايف مش فاضي يحك راسه
تلك الرنة بالألم صدمت أذن يزيد بعنف وهو يحدق بها بصمت، ولكنه لم يعلق وهو يلتقط سلاح بهدوء يضع به رصاص وهو يسألها دون أن ينظر لها:
-بتعرفي تعملي إيه؟
ردت دون تفكير:
-بعرف أمسك السلاح وأضرب نار.

توقعت الدهشة منه ولكنه لم يفعل بل اكمل مستنكرًا:
-بتعرفي تضربي نار بس؟! وبتعرفي تصيبي بقا ولا بتضربي بعشوائية كمان؟
زفرت أنفاسها بضيق حقيقي ثم اجابت بعد ثوانٍ من الصمت الثقيل على كلاهما:
-ايوه بضرب بعشوائية، أصلي مادخلتش كلية الشرطة عشان أتعلم اصيب
لم تلحظ تلك الابتسامة الماكرة التي أظهرها للحظة ثم إختفت وقال:.

-تمام، يلا أنا هاعلمك كل حاجة، ازاي تنشلي وايه الاماكن اللي من رصاصة واحدة تموتي بيها اللي قدامك، ازاي تدافعي عن نفسك بدون سلاح، هاعلمك الملاكمة وركوب الخيل والسباحة كمان لو مابتعرفيش، هاتتعلمي ازاي تفلتي من بين ضرب نار او حريقه حتى!
كانت تحدق به بعدم فهم، لم تعد تستوعب أي شيء، لأول مرة تشعر أنها بداخل لعبة كبيرة، لعبة هي كالعروس الماريونت فيها!
فسألته تلقائيًا وهي ترمي له نظرة شاردة:.

-أنت ناوي على إيه وبتعمل كده ليه؟!
لم يجيبها وإنما جذبها من يداها بهدوء لتصبح امامه ووجها لتلك الاجسام، وضع السلاح بين يداها واقترب اكثر منها حتى أصبح ملتصق بظهرها، يداه على يداها يثبت السلاح في يدها بالطريقة الصحيحة، ابتلعت هي ريقها بتوتر رهيب وهي تستشعر سخونة انفاسه عند رقبتها، فخرج صوتها متحشجرًا وهي تهمس له:
-يزيييد، إبعد كده مش هاعرف اركز!

طارت سحابة خبيثة تحلق بين ثنايا عيناه قبل أن يتابع وعيناه مسلطة على السلاح بيداها:
-اما يكون السلاح في ايدك لازم تتعودي إنك تركزي معاه هو بس، حتى لو في مليون حاجة بتشتت تفكيرك
ابتلعت ريقها بتوتر وبالفعل حاولت الامتثال لأوامره، بينما هو كان يتنهد بعمق تنهيدة حملت في طياتها الكثير، رائحتها الناعمة تدغدغ شيء داخله مجهول، ولكنه كالنيران التي اضرمت مشاعره...!

وبحركة تلقائية كانت تدفع يزيد بعنف بعيدًا عنها وتصوب ذلك السلاح تجاه صدره، بلحظة رُفعت كل الأسلحة تجاهها من الحراس ولكن يزيد أشار لهم بيداه وهو يصيح:
-محدش يتدخل
كان ينظر لها بثبات، الغبية لا تعلم، تتصرف بتلقائية وكأنها تتعامل مع صبي أبله وليس فرعون ترتجف له الأبدان؟!
ظهرت ابتسامة ساخرة على ثغره وهو يومئ لها مرددًا:
-مستنيه إيه؟ يلا اضربي؟ شكلك أول مرة تقتلي حد! يلا اضربي ومحدش هيقربلك فيهم.

رغمًا عنها كانت يداها ترتجف، صحيح أنها كاذبة، مخادعة، سارت وسط الألاعيب والممنوعات كشعرة رفيعة تسير ببطء على طرف حبل لم يعد يسعها...!
ولكنها ابدًا لم تكن قاتلة!..
الكلمة وحدها كانت ثقيلة على روحها فازدادت رجفة يداها وهي تصرخ فيه:
-خليهم يسيبوني امشي من هنا
-ده عشم إبليس في الجنة.

كان رده تلقائي، حازم، وجامد في نفس الوقت، وبعد دقيقة واحدة كان السلاح يسقط من يدها ارضًا وهي تنهار، ولكن دون بكاء، بكاءها شيء كالألماس لا يمسه ولا يراه أيًا كان...!
اقترب هو بهدوء منها، ليمسك بالسلاح قائلاً بصوت هادئ تمامًا:
-الرصاص صناعي مش حقيقي، انا مش عيل صغير عشان اديكي فرصة تقتليني!
رفعت عيناها الحمراء له وهي تزمجر فيه بجنون:
-امال عملت كده لية؟! عايز مني إيه.

أشار لأحد رجاله بإصبعه فاقترب منهم احدهم وهو ممسك بهاتف ما، امسكه يزيد ثم فتح تسجيل صوتي لحديث والدها و ياسر عندما أمر والدها بقتلها!
ثم استدار ليغادر هو وذلك الرجل بكل برود وهدوء تاركًا اياها تتلقي صفعة جديدة من حظ لم يرأف بحالها ولو لحظة...!

ثلاثون دقيقة كاملة ودنيا تجلس في تلك الحديقة بصمت تام تحت أشعة الشمس الحارقة، ولكن ذلك الحريق لم يكن من الشمس ابدًا، بل كان من منابع روحها، كان من أفكار عصفت بها ذكريات قاسية فجعلت أفكارها تزداد لهبًا لتصبح كالحمم التي تصاعدت لتوها من بركانها الخامد...!

نهضت اخيرًا وهي تسير بآلية نحو الداخل لترى يزيد، لن تبقى على عهدها، لن تحميه لطالما أمر بقتلها، لن تخشى عليه وهو لا يهمه امرها ولو بنسبة واحد بالمائة...!
توقعت أنها أغلى وأعلى من ذلك بنظره، ولكن ذلك التسجيل أسقطها لسابع أرض...

نظرت ليزيد الذي كان يجلس ببرود فخرج صوتها مبحوح رغم ثباته وهي تقول:
-أنا موافقة إني أخلف لك الطفل وتسبني بعدها!

26-12-2021 08:46 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [2]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية طفلة في قلب الفرعون
نوفيلا طفلة في قلب الفرعون للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث

بعد أيام...
كانت تسير ذهابًا وإيابًا في تلك الغرفة التي اصبحت سجنها الجديد، لم تراه منذ اخر مرة عندما اخبرها أنه سينفذ اتفاقهم وقتما يشاء هو، سوى عندما جاء ليخبرها بكل برود أنه سيُقيم حفلة صغيرة في المنزل ليُعلن زواجهم...!
اصبحت تهز رأسها بقوة اكبر وكأنها تود أن تخمد ذلك البركان المشحون بشتى الاسئلة داخلها..
لو كانت تفهمه بنسبة واحد بالمائة الان اصبحت صفر على اليسار...!

أصبح بالنسبة لها كأحدى الأساطير المعقودة بسحر، سحر أسود لن يُذاب إلا بالهلاك..!
طرقت على الباب بعنف وهي تنادي على تلك السيدة التي هي متيقنة أنها قريبة منها...
-إنتِ ياست ياللي برا، إنتِ يا حجه
سمعت سؤالها البارد من خلف الباب:
-نعم؟
حاولت حكم جنون ذلك الشيطان من الغضب الهائج بداخلها وردت بحدة ولكن على وتيرة هادئة:
-عايزه أدخل الحمام مش هقدر أستحمل لحد ما الناس اللي تحت تمشي.

غابت تلك السيدة مدة دقائق معدودة وبالفعل بعد لحظات كانت تفتح باب الغرفة بهدوء وهي تقول بنبرة آلية:
-اتفضلي، الفرعون قال سيبيها، كده كده إنتِ شوفتي بعينيكِ الحراس مترصصين برا من كل الجهات ازاي وأي محاولة بالهرب مش هتبقى في صالحك خالص!
رمت دنيا نظرة ساخرة نحوها ومن ثم راحت تردد بجمود متحفظ بالهدوء:
-قوليله إني اديته كلمتي ومش هاهرب لاني ماتعودتش أرجع في كلامي.

توجهت بهدوء نحو المرحاض مع تلك السيدة وهي تسرق نظرة لهؤلاء الرجال بالأسفل، وبالضبط كما توقعت...
اشباه رجال من تجار المخدرات والسلاح و، إلخ!
التوى فاهها بضحكة ساخرة لم تصل لشفتاها، لمَ توقعت أنه سيكون نظيفًا، مختلفًا، أنه سيكون شيء آخر يضاهي سواد والدها بمعنى أصح!؟..

ربما لأنها وُلدت لتجد نفسها في ذلك المستنقع، أب يغرسها به أكثر، ونور قوي، نور يشع من احدى ثنايا ذلك المستنقع ولكنه بعيد، بعيييد جدًا ومُهلك لقدرتها على الوصول له!
دلفت للمرحاض ولن تنكر ذلك الصوت داخلها الذي يحثها للبحث عن أي منفذ للهرب رغم ما سمعته وما قالته...
ولكن اسفًا لم تجد سوى نافذة صغيرة مغلقة بحديد، زفرت بيأس ثم تغسلت بهدوء تمسح وجهها عدة مرات وهي تتنهد...

إنتهت بعد فترة قليلة، خرجت من المرحاض بهدوء ولكن فجأة وجدت مَن يقبض على ذراعها بقوة وقبل أن تطلق العنان لتلك الصرخة كان هو يكتم فاهها بيده...
سحبها معه بحذر نحو الغرفة التي كانت تقطن بها وما إن دلفا حتى دفعته بعنف وهي تصرخ مزمجرة تلقائيًا:
-إبعد عني أنت مين!؟
خاب ظنها عندما اعتقدت لوهله أنه يزيد إذ وجدته شخصًا آخر لم تراه يومًا، ولكنها خمنت ببساطة أنه احد ضيوف ذاك الفرعون!

توهجت عيناها بضي الشراسة وهي تسأله بحذر:
-أنت مين وعايز إيه مني؟
عض على شفتاه بطريقة مقززة خبيثة وهو يرمقها بنظرة سلبتها ما يخفيها عنه دون أن يمسها!
ثم تابع بنفس المكر الشيطاني:
-محسوبك نادر، اما عايز منك إيه ف أنا شوفتك صدفة وإنتِ خارجة من الاوضه وبصراحة ماقدرتش ما أجيش وأتعرف على القمر ده!
كزت على أسنانها بعنف مغمضة العينين، تحاول السيطرة على أعصابها التي تحترق الان وهي تستطرد:.

-أنا آآ، انا مرات الف، يزيد، ولو عرف إنك فكرت حتى تطلع لي هنا مش هايعديها على خير
لا تدري لمَ استصعبت كلمة الفرعون في ذلك الموقف، ربما لأنها لن تفكر أن تتحامى يومًا بظل أسم الفرعون...!
ولكن يزيد، ذلك الرجل الحاني المشاكس المخبئ خلف قناع الفرعون له حكاية اخرى كالسرداب لن تراها او تعلمها بسهولة...

إنتبهت لذلك المعتوه عندما اقترب منها فجأة يحيط خصرها بجنون بينما شفتاه تطبع قبلات متلهفة على وجهها وهو يردد:
-وهو مين بس اللي هايقوله يا حلوه إنتِ!
في نفس اللحظة التي دفعته فيها دنيا عنها بكل بعنف وقوة امتلكتها، كان يزيد يدفع الباب بجنون وهو يدلف نحو ذلك الرجل صارخًا بصوت زلزل أركان المنزل:
-نااااااادر، يا * يا قذر بقا أنا تخش اوضة مراتي وبتحاول تقرب منها كمان يا * يا زبالة وربي ما هسيبك النهارده.

مع اخر كلماته كان يلكمه ويضربه بعشوائية هيستيرية وكأنه لا يعي اي شيء سوى أنه كان يقبلها ويقترب منها، يلمسها!
عيناه كانت حمراء، حمراء كما لم تراها دنيا يومًا منذ أن أتت، جهنم تنم عن احتراق شيء بصدره أشتعلت بها، اشتعلت ولن تنطفئ قبل أن تحرق ذاك الابله بلهب الغيرة الذي أشعلها...!
غيرة...؟!
وهل يغار، وعليها؟!، بالطبع لا، بل يغار على من تكون زوجته ولو بشكل صوري...

خرج من شروده على صوت نادر وهو يلهث محاولًا إلتقاط انفاسه فأصبح يهتف بلهفة:
-هي كانت بتستجيب لي قبل ما أنت تدخل واول ما دخلت بدأت تمثل إنها بتمنعني.

إن ظن أنه سيخلص نفسه من بين براثن الفرعون بهذه الكذبة فهو أحمق، أحمق لأن ذلك الجحيم بعينا يزيد استعر بجنون أقوى وأعنف ولم يخمد إطلاقًا...!
فازدادت ضرباته عنفًا وهو يصرخ فيه:
-وكمان بتتهمها، يعني بتطعني في شرفي يابن ال*
لم يتركه إلا عندما فقد وعيه تمامًا، حينها نهض لاهثًا يجذبه من ملابسه بلا اكتراث وسحبه كالبهيمة تمامًا نحو الخارج وهبط به للاسفل بنفس الطريقة الاكثر من مُهينة...

أصبح أمام باقي الرجال فرماه بازدراء قبل أن يصيح بنبرة غاضبة عاتية كالأعصار:
-أظن كلكم سمعتوا اللي حصل، ال* كان بيقول رايح الحمام وهو رايح بيتهجم على مراتي!
رفع رأسه بهيبة تخصه وحده وأكمل:
-حد عنده اعتراض على اللي عملته واللي هعمله فيه؟
هز جميعهم رؤسهم نافيين، فبدأ بعضهم يتمتم باستحقار
لا طبعًا، يستاهل
والاخر يتابع بعدم تصديق لتلك الجرأة التي يمتلكها ذلك الرجل
ازاي قدر وفي نص بيته ده إتجنن رسمي.

فيضحك اخر بسخرية وهو يجيبه
الظاهر إنه تقل في الشرب شويتين تلاتة!

أشار لهم يزيد بيده ليهدأوا، ثم خرج صوته أجش صلب قائلًا:
-شكرًا على زيارتكم تقدروا تتفضلوا
ثم صرخ مناديًا احد حراسه:
-ابراهييييم، خد الكلب ده ارميه عندك لحد ما يفوق ابقى ناديني هتسلى عليه لحد ما يتربى الرمة ابن ال* ده
وبالطبع امتثل ابراهيم وباقي الرجال لكلامه فحيوه بصمت وغادروا بكل هدوء...

ولكن يزيد لم يهدء ابدًا بل تكورت قبضة يده بعنف وهو يحدق بغرفة دنيا وفي اللحظة التالية كان يصعد كالأعصار المجنون لها...

كان مُسعد يجلس في غرفته، يضع قدم فوق الاخرى وعيناه ساكنة، مُلطخة ذلك السكون بآلاف الحروف ولكن اخذت وضع الصمت..!
وضع السيجار بين شفتاه ينفخ ذلك الدخان بشراهة...
دقيقة وكانت احداهن تقترب منه ببطء لتجلس على يد الكرسي جواره، تحيط عنقه بيداها الناعمة وحروفها المُدللة تخترق عزلته المشحونة:
-مالك يا سوسو؟!
نفض يداها عنه بعنف نوعًا ما ومن ثم زمجر فيها بخشونة:.

-إنتِ عارفاني مبحبش ام الدلع ده! وخصوصًا وأنا مضايق
اومأت موافقة على عجالة، الفترة التي أقامتها بين أحضان ذاك الرجل كانت حبل رقيق جدًا إنساب يجمع بين عقولهم ببطء حتى أصبحت طريقة تفكيره تترنح لها على سن ذاك الحبل بكل هدوووء...!
رفعت يداها تُدلك خصلاته برفق هامسة:
-أنا مابقتش فهماك يا مسعد، أنت إيه اللي مضايقك دلوقتي بالظبط؟
وعندما تدحرج الصمت لها بدلاً من اجابة واضحة، زفرت على مهل وراحت تتابع:.

-احنا عارفين إن دنيا مش هتنطق بحرف، وياسر هيرجعها او هيقتلها، مضايق لية بقا؟!
كان يهز رأسه نافيًا بصمت، كل ما يثير ضيقه في ذلك الموضوع أنه سيخسر جندي ذهبي صامد في حرب يحترق بها الذهب بلا نزاع!..
دنيا كانت كذراعه الأيمن برغم كل الرجال الذين يحيطون به، حتى ياسر!
هو مَن رسم خطوط عقل تلك الفتاة، هو مَن زرع بها نبتة الأخلاص الابدي له...

استفاق على صوت عشيقته تردد ضاحكة والسخرية تحتضن حروفها:
-اوعى تقولي إن مشاعر الأبوة صحيت فجأة جواك؟!
والحقيقة صرخت لتخرج للنور فجأة من بين جوف الظلام، فكان يجيب صارخًا دون أن يشعر بتلك الحروف المظلمة التي انسابت من بين شفتاه كالحرير:
-هي مش بنتي اصلًا عشان مشاعر الأبوة تصحى فجأة
سالته بأعين متسعة وصوت شحب فجأة:
-امال بنت مين؟!
رد على مهل بشرود:.

-دنيا مجرد واحدة ربيتها عشان تفيدني طول ما هي عايشة بس!
المفاجأة ألجمت لسانها، عقدت حروفها التي كادت تندفع للمتابعة بلسعة الصدمة!
لم تنطق فأكمل دون أن ينظر لها:
-دنيا بنت مراتي، أمها ماتت بعد ما ولدتها بشهر!
ولأول مرة تتجرأ لتسأل بصوت مبحوح نوعًا ما:
-ماتت ازاي؟!
بدا كالمسحور الذي اخضعه سحر غريب ليسلب الحقيقة من بين حواجزه بكل سلاسة!..
فأجاب بكل هدوء:.

-كنت بضربها لما نرفزتني وفجأة لقيتها طبت ساكتة، أتاريها كانت عندها القلب وماقالتليش او بمعنى أصح انا ماكنتش مهتم بيها، وماستحملتش وماتت بسكتة قلبية..!
لم تستطع كتم تلك الشهقة العنيفة التي خرجت من بين شفتاها، لينظر هو لها اخيرًا بنظرة خاوية متشعبة بالتهديد:
-إنتِ عرفتي سر من أسراري، وده معناه إن حياتك مُعرضة للخطر لو أي حاجة طلعت برا الأوضة دي.

ثم نهض بنفس الهدوء يغادر تلك الغرفة وكأنه لم يهددها بحياتها للتو وهو يخبرها أنه قتل والدة الطفلة التي تعتقده أبيها ويمكن أن تضحي بحياتها فداءًا له...!

دلف يزيد للغرفة التي تقطن بها دنيا بنفس الغضب الذي يكاد يحرق العالم بأكمله...!
إنتفضت هي واقفة بمجرد أن فُتح الباب لتنفجر فيه صارخة بتساؤل غاضب:
-إيه ده مش تخبط على الباب!
وفجأة وجدته يقترب منها بهدوء مقلق، بدأت تعود للخلف بنفس البطء، عيناه التي إنفجرت بها حمم بركانية تناثرت شظاياها وسط حروفه عندما هتف بخشونة حادة وهو يمسك ذراعها بعنف:
-أنا مش قولتلك ماتخرجيش من الأوضة دي؟

لم يتلقى أجابة فتابع بشراسة ذكرتها أنها تحدث الفرعون:
-شكلك حبيتي السجن القذر اللي تحت عشان تلمي نفسك
حاولت نفض ذراعها الذي أحمر من قبضته القاسية وهي تردف بنفس حدته:
-أنا مش متبعترة عشان ألم نفسي، و اه ياريت ترجعني السجن على الأقل مش هشوف الأشكال ال* اللي شوفتها هنا
أقترب منها اكثر، محى ذلك الفراغ الطفيف بينهما ليصبح ملتصقًا بها، تشعر بسخونة جسده تزامنًا مع غليان الدماء بعروقه...!

كاد يضطرب تنفسها من ذلك القرب الذي أصبح يبعثر توازنها وهي تنظر ارضًا لتجده يمسك فكها بعنفه المعتاد يرفعه مزمجرًا بجنون:
-لو كنتي سمعتي كلامي وماطلعتيش من اوضتك ماكنتيش شوفتي الاشكال ال* دي!
لم تجب بل أصبحت تحدق بعيناه، وآآهٍ من عيناه، عيناه التي اصبحت مثله تمامًا، نوعًا آخر من الطلاسم، ولكنها أشد إحكامًا وظلمة، طلاسم تخفي بين ثناياها حكايا الدنيا وما فيها!..

مغلقة ولكن يطغي عليها تلك الحمرة المخيفة التي تحتل عيناه عندما يصل لأقصى مراحل غضبه...!
وفجأة هتفت هي بصوت هادئ ظاهريًا ولكنه أصاب هدفه:
-أنت كل اللي حارقك إن واحد غيرك مد إيده على حاجة تخص الفرعون، مش عشان أنا مراتك ولا إنه مفروض صاحبك مثلًا..!
سمعت صوت صكيك أسنانه الحاد علامة على غضبه وجنونه اللذان ازدادا حد السماء...!

وفجأة كان يضغط على فكها أكثر حتى تأوهت بألم ولكنه كتم تأوهها عندما مال برأسه يلتقط شفتاها بقبلة مجنونة، عنيفة، إعصار من شتى المشاعر التي تجتاحه حاليًا!..
دقات قلبها تثور بجنون طالبة الهدوء الذي لن تناله وشفتاه تفعل بها الأفاعيل، أغمضت عيناها بعنف، لا يهدأ، تشعر بشيء يتسلل لجوارحها ببطء وعمق، ولازال يتعمق اكثر فأكثر، وهذا يُخيفها!

واخيرًا ابتعد بأنفاس مُبعثرة كخصلاته السوداء، يحدق بشفتاها التي كادت تتورم من ذلك الجنون المُسمى بقبلة..!
ليمسك فكها مرة اخرى يغوص بعيناها الزرقاء وهو يهمس بخشونة:
-شفايفك دي دايمًا بتستفزني بأي حروف بتخرج منها!
تركها في صمام ذهولها وأستدار ليغادر وهو يمسح على شعره عدة مرات بعنف ثم اخذ يزفر بضيق...!

بعد مرور يوم آخر،
في المطار...
كانت دنيا تصعد معه الطائرة عن جهل تام، عيناها تحتد مع مرور كل دقيقة وهي تزمجر فيه بغيظ جلي بين جموح بحر عيناها:
-مش هطلع إلا اما تفهمني انت واخدني على فين!
أغمض عيناه يحاول تهدأة نفسه، ومن ثم همس بهدوء كان كهدوء ما قبل العاصفة:
-اطلعي احسن لك، اما نطلع هفهمك
هزت رأسها نافية والعند يتضخم داخلها:.

-ابدًا، إنت جبت لي هدوم معرفش ازاي من غير ما اقيسها وخدتني زي البهيمه لحد هنا وانا مش عارفة احنا رايحين فين، خطوة كمان مش هتحرك من غير ما اعرف احنا هنغور ف أنهي داهيه!
كانت عواصف غامضة، مظلمة كالعادة تغيم بعيناه السوداء، دقيقة كانت زمن هذه العواصف التي غابت فجأة ليحل محلها أمطار خبيثة عابثة ومشاكسة وهو ينحني بحركة مباغتة ليضع يداه عند ركبتيها والاخرى عند ظهرها ويحملها على كتفه بكل عشوائية!..

ظلت تضربه هي على صدره صارخة:
-نزلني، نزلني يا همجي يا عديم الانسانيه
تجاهلها تمامًا وهو يصعد لتلك الطائرة الخاصة بكل برود وهي لاتزال تصرخ بانفعال...
صعدوا بالفعل فوضعها يزيد على احدى الكراسي بالطائرة ثم جلس جوارها بأريحية، فرد ظهره على الكرسي وهو يحرك يداه معًا متنهدًا لتصيح هي فيه فجأة بعصبية مُضحكة:
-وحياة أمك؟
كادت ضحكة تفلت من بين عبوس شفتاه ولكنه تمالك نفسه بصعوبة ليسألها وهو مغمض العينين:.

-عايزه إيه يا بيئة؟! صدقيني انا بحاول امسك نفسي عشان ما امدش ايدي عليكي
كادت تبكي وهي تجيب بطريقة طفولية:
-عايزه اطفح جعانة!
نبرتها المرتخية، حروفها المدببة ببوادر بكاء، لوي شفتاها التلقائي كالأطفال، كل شيء بها طفولي يجذبه لها دون أن يشعر..!
رمى نظرة جامدة نحو مضيفة الطيران وهو يشير لها بإصبعه لتومئ هي مؤكدة برأسها، غابت لدقائق ثم عادت وهي تسحب امامها منضدة صغيرة عليها الطعام...

وضعت لهم الطعام وهي تقف بهدوء، رفعت دنيا الغطاء الصغير الذي يغطي احدى الاطباق لترى به خمس أصابع ورق عنب فقط...!

مدت دنيا إصبعها تلتقط واحدًا لتضعه بفاهها وهي تستطعمه مرددة للمضيفة بفكاهه طفولية جعلت يزيد ينفجر ضاحكًا:
-إستوى خلاص إطفي على الحله وهاتيها.

تعالت ضحكات يزيد الرجولية، لأول مرة تشرق ضحكته هكذا منذ أن رأته، ضحكة خرجت من بين ثنايا قلبه لتدغدغ دقات قلبها تلقائيًا..!
بينما وقفت المضيفة متسعة الحدقتان مذهولة تضحك رغمًا عنها..
دقيقة وكانت الطائرة تقلع فشهت دنيا بتلقائية بقلق وهي تمسك بيد يزيد الموضوعة جوارها، لم يفكر يزيد مرتان وهو يضع يده عليها لتحتضن يده العريضة الخشنة يدها الصغيرة بحنان فطري...

إرتعشت كل خلية بها من هذه اللمسة الدافئة، وإرتعش جمودها وبرودها من حنو يكاد يُذيبها...!
وحينما لاحظ يزيد أبعد يده على الفور يتنحنح بخشونة هاتفًا:
-خلاص الطياره طلعت بلاش شغل الأطفال ده، ولا دي طريقة جديدة عشان تلفتي نظري ليكي بيها؟!
وقبل أن تجيب بما يناسبه كان يغمض عيناه بهدوء مع قوله الحاد الجامد:
-إتخمدي وبطلي فرك عايز أنام انا مش فاضيلك، متنسيش إنك مخطوفة يا، أنسة!

قال اخر جملة بسخرية مريرة واضحة لتكز هي على أسنانها بغيظ، لا يمكنه إتمام موقف ولو قصير دون أن يدمر صفوه بغلاظته القاسية تلك...!

بعد مرور ساعات...
هبطا من الطائرة واخيرًا، كانت دنيا تتلفت كل دقيقة حولها علها تستشف أين هي؟!..
حقيقة واحدة هي التي قدمت نفسها لها على طبق من ذهب، أنها ليست بمصر بل خارجها!

وكالعادة كلما شعرت بملمس يد يزيد على بشرة ذراعها الناعمة إرتعشت بشيء من الاستجابة التلقائية لذلك الدفئ الذي تلتمسه في لمسته...!
نظرت له بحدة لتجده ينظر أمامه بهدوء ولكن يداه لم تفلت يداها، زفرت بصوت مسموع قبل ان تقول بنبرة متجهمة:
-ممكن أعرف احنا رايحين فين دلوقتي؟!
لم ينظر لها حتى وهو يرد بجملة مقتضبة:
-ياريت تنقطيني بسُكاتك، انا عارف انا بعمل إيه.

توعدت، ثارت، تعاركت الحروف داخل جوفها لتصدح مهاجمة غروره ذاك، ولكنها كتمت كل ذلك بمهارة وهي تحاول تهدأة نفسها..!
كانا يسيران في شارع شبه خالٍ من السكان، وفجأة سمع يزيد صوت احتكاك عجلات سيارة يقترب منهم بسرعة...
بحركة مباغتة حمائية كان يجذب دنيا لتقف خلفه وهو يعود بها للخلف ببطء، وبالفعل كما توقع خلال لحظات كانت سيارة تخترق الرؤية امامهم وبضع رجال يهبطون منها...

لعن تحت انفاسه بصمت، لم يتوقع أن يجدوه وبمجرد وصوله المطار!
ثم حانت منه التفاتة سريعة لدنيا ترافق تمتمته الحانية:
-إهدي خالص وماتبصيش لهم مش هخلي حد يلمسك، ولو حصل اي حاجة اجري إنتِ هتلاقي عربية ظهرت اركبيها
اومأت دون شعور منها بلهفة، بالرغم من كونها كانت ذراع والدها الأيمن في معظم أعماله المشبوهه، ولكنها لم تدخل في تصادم جسدي فعلي وخاصةً مع مافيا سوى مرة في حياتها كلها...!

نظر يزيد لهم بكل ثبات، وخرج صوته هادئ وتحيطه هالة من الخشونة كالعادة وهو يهتف:
-عايزين إيه!
-إنتَ بتعرف ياللي بنريده مستر يزيد، بدنا الميكروفيلم اللي بيدين سراج واتباعه اللي أنت قلت إنه معك!
نطق احدهم بمكر هادئ وعيناه تتجول ملامح يزيد الصلبة وملامح تلك القطة التي لم تستطع محو وغزات الذعر الانثوية من بين كرة الثبات التي تحيط بها...!
هز رأسه نافيًا بنفس الهدوء الذي يكتم خلفه إنفجارات عدة:
-مش معايا حاجة.

كان يتحدث بهدوء ناظرًا له، وفي اللحظة التالية كان يقبض على يد دنيا جيدًا ليركضا معًا فجأة بسرعة...
إلتفت يزيد برأسه وهو يركض مع دنيا ليجدهم يركضون خلفهم كما توقع، ولكن ما لم يتوقعه هو إنطلاق الرصاص من خلفهم بشكل مفاجئ, وفجأة وجد دنيا تتصنم مكانها فجأة بشحوب و...!

26-12-2021 08:46 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [3]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية طفلة في قلب الفرعون
نوفيلا طفلة في قلب الفرعون للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع

وفي اللحظة التالية كان يزيد يتوقف مستديرًا لهم ليُخرج الميكروفيلم من جيب بنطاله ثم ألقى به نحوهم ليتلقفه احدهم بلهفة فتوقفوا لحظة يتفحصوا ما رماه لهم...
لم يجد طريقة افضل من تلك ليشغلهم عنه ولو ثواني!..
بينما استدار يزيد ليضغط على تلك السلسلة المعلقة برقبته وخلال لحظات كانت سيارة تقف امامهم ليدفع دنيا برفق داخل السيارة ثم ركب هو الاخر وهو يصرخ بالسائق:
-اطلع بسرعة على بيت الساحل.

اخذ يلتقط أنفاسه بصعوبة، إنتفض قلبه فزعًا، لا يدري ماهية تلك الرجفة التي أصابت كيانه عندما تصنمت دنيا جواره بشحوب...!
نظر لقدمها يردف بلهفة لم يستطع إخفاءها:
-رجليكِ مالها؟ حصلك حاجة؟ إنتِ كويسة إنطقي!
هزت رأسها ببطء من بين أنفاسها المتهدجة ألمًا ورعبًا، ألم استوحش قدمها فجأة وهي تركض مختلطًا بأنياب الخوف التي نشبت بقلبها مع إنطلاق صوت الرصاص...!
إنتبهت لهزة يزيد وهو يزمجر فيها:
-إنطقي إيه اللي حصلك؟

إبتلعت ريقها تحاول تجفيف ريقها ومن ثم همست بشحوب:
-انا كويسة
وبمجرد أن نطقت بتلك الكلمة لم يستطع أن يكتم تلك الرغبة الملحة داخله ليحتضنها، ليشعر بجسدها الهش بين ذراعيه، ضمها لصدره بحنان بكل قوته وكأنه يود ذرعها بين ضلوعه!..
وهي الاخرى كادت تقاومه في البداية، ولكن فجأة شعرت أن ذلك لم يكن مجرد حضن، بل كان حياة بأكملها، كان شيء لمس ذلك الفوران داخلها من المشاعر, كان خلود لروحها الملتوية بعد ممات...!

استفاق كلاً منها عندما نظر له السائق يردد بجدية:
-يزيد، إطلُب دكتور؟
هز يزيد رأسه نافيًا ليجيبه:
-شكرًا يا حسن، اكيد في اسعافات أولية هناك اول ما نروح انا هشوف..

بينما على الجهة الاخرى كان احد الرجال الذين كانوا يطاردوهم يصيح بانفعال باللهجة اللبنانية:
-يا الله هيدا نصب علينا وهرب عطانا الميكروفيلم كرمال يهرب
اومأ الاخر مؤكدًا والغضب يحتل مكنونات عيناه السوداء لتصبح خلفية لجهنم، ولكن اجاب محاولاً تهدئة مخاوفه:
-خلص مش مِشكلة هيك هيك نحنا اخدنا منو الميكروفيلم
ولكن اشواك الخوف لم تُقتلع من عقل صديقه، فجادله بقلق:.

-وانت شو عرفك انو الميكروفيلم هيدا حقيقي بلكي ضحك علينا كرمال يهرب متل ما عِمل هلأ!
زفر على مهل وهو يحك رأسه مفكرًا:
-خلص منتصرف ومنحاول نشوف الميكروفيلم قبل ما نعطيه للبيج بوص
استمرت اسئلة صديقه المرتعدة:
-طيب لو طلع مش الحقيقي شو حنعمل؟!
حينها وباستسلام قال:
-ساعتها نترحم على حالنا! البيج بوص ما رح يتركنا اذا فشلنا بهيك شغلة صغيرة!

دلف يزيد مع دنيا لذلك المنزل الصغير المطل على بحر، ارتياح داعب جوارح كلاً منهما واخيرًا بعد صراع طويل مع شعور القلق الذي أمات أي هدوء لهم...!
وبمجرد أن دلفوا توجه يزيد نحو غرفة صغيرة مغلقة ليفتح ويأخذ الاسعافات الأولية ثم عاد لدنيا التي جلست على الأريكة بإرهاق واضح..
جلس جوارها وبتلقائية كاد يمد يده ليرفع البنطال عن قدمها ولكنها صرخت فيه بتوحش لم يُخفى منه التوتر:
-اوعى إيدك لاتوحشك يابرنس!

هم يضَحك وهم يبكي...
الجملة الوحيدة التي تناسب ذلك الوضع المتقلب الذي يكاد يخنق كلاهما..!
لم يعطها اهتمام فكبل يداها بيد واحدة بحزم واليد الاخرى كانت ترفع البنطال برفق حتى ركبتها، زفر بعمق عندما رأى خدش صغير في قدمها فهمس بصوت أجش:
-اهدي، كنت بتطمن بس!
صاحت فيه بنبرة درامية:
-واديك إتطمنت، خدت الرصاصة بدالك، عشان تقعد تبرطم انا عارف انا بعمل إيه لا واضح اوي انك عارف!

كز على أسنانه بغيظ، ثم بدأ يخرج بعض الاسعافات ليعقم لها ذلك الجرح، متمتمًا والابتسامة قد تسللت لعبوس وجهه الصلب:
-خدتيها بدالي ايه، اتجي الله! دي يادوب سلمت على رجلك من بعيد كده وهي بتعدي من جمبها.

ولكن دنيا لم تعد تنتبه له بمجرد أن لامست أصابعه جرحها الصغير يدلكه بنعومة وحنو، أغمضت عيناها تلعن تلك اللحظة، بدأت تشعر بنفس الشيء الغريب يسبر أغوارها بعمق، يلمس دواخلها، يدغدغ معدتها كالفراشات وهي مستسلمة لذلك الشعور السحري...

ترك قدمها بعدما ضمده، لتتنفس هي بارتياح عندما ابتعد عنها نوعًا ما، وفجأة شهقت عندما وجدته يقترب منها حتى طل عليها بهيئته العريضة فعادت هي للخلف بتلقائية ليمد ذراعاه يحيط بها من الجانبين، اقترب اكثر بوجهه من وجهها، أنفاسه الحارة على وجهها تثير فيها زوبعة اخرى من المشاعر التي لم تعتقد يومًا أنها ستهدد امان جمودها...!
ثم همس بخشونة تلاعب بها المكر:
-إنتِ متأكدة إنك كنتي الايد اليمين لمسعد الشامي؟!

طار سحر اللحظة ادراج الرياح، لتقتحم الشياطين عقلها فدفعته بغيظ وهي تردف بكبرياء أبله:
-اه، بس اصل أنا انثى ورقيقة وكده، ف تلاقيني في الأكشن مش قد كده!
هذه المرة لم يكتم ضحكته الخشنة التي صدحت في الارجاء تقطع السكون، ليغمغم مشاكسًا وهو يضحك:
-انثى! هي فين الانثى دي انني لا اراها!
تخصرت تلقائيًا وعادت القطة لوحشيتها فنهضت تزمجر بحنق واضح:
-اه انثى وانثى ونص كمان و...

وقبل أن تكمل جملتها كان النور ينقطع فجأة، حينها إنفجر يزيد ضاحكًا هذه المرة يردد بذهول من وسط ضحكاته:
-شوفتي، حتى النور اعترض يا شيخه!
لم تمنع نفسها هذه المرة من مشاركته ضحكة خفيفة وحمدت الله أن النور مقطوع حتى لا يراها وهي تبتسم، وكأن تلك البسمة لم تعرف طريقها لروحها إلا عندما اصبحت معه فقط...!
انتبهت ليزيد عندما نهض يتابع بخفوت:
-استني هجيب حاجة أنور المكان.

اومأت موافقة ولم تجيب، وبالفعل نهض يزيد يبحث عن شمعة او اي شيء ينير تلك العتمة..
وما إن نهض مستديرًا حتى اختفت ابتسامته ليحل محلها شيء من الأسف مشابكًا شعوره بالذنب...
وحينها سارت عينا دنيا تلقائيًا نحو الباب وشيطانها يوسوس لها بالهرب، الان!

دقيقة واحدة كانت المدة التي اتخذتها بالتفكير وفي الدقيقة التالية كانت تنهض لتفتح الباب ببطء شديد حتى لا يصدر صوت مستغلة غياب يزيد وإنشغاله في الداخل، ثم ركضت بجنون ما إن رأت الشارع الخارجي و...

في مصر، قصر يزيد الشرقاوي
كان ياسر يسير مع رجاله ببطء وخفة يحومون حول القصر كما خططوا، عيناه تجوب كل شبر بالقصر بحرص وقلق شديدان...
يعلم أن مهاجمة قصر الفرعون ليست بالشيء الهين ولكن عندما يتعلق الأمر ب دنيا يشعر أنه امتلك كل الأسلحة ليخوض حرب دموية وإن كان فشله فيها مؤكد...!
أحاط هو ورجاله القصر وفجأة كان يشير لهم بإصبعه ليهجموا على حراس القصر وتنطلق الرصاصات في كل مكان...

تركهم ياسر في ساحة المعركة وركض للداخل يقتل من يقابله وهو يحاول الوصول للغرف الداخلية بحثًا عن دنيا...
ولكن قبل أن يصعد سمع صرخة احد رجاله:
-ياسر بيه، عددهم كبير اوووي غير اللي احنا كنا مخططين له! ده فخ، الفرعون مش هنا اصلًا ومستحيل يكون هنا ومش سامع كل الاصوات دي!
تصنمت قدماه من الذهول، شعر أن كل شيء ينهار فجأة من حوله، دنياه كلها تتساقط كأوراق الشجر في فصل الخريف القاسي المعتم...!

إنتفض على صوت رصاصة كادت تصيبه ولكنه تفاداها بصعوبة وهو يصرخ في صديقه وذراعه الأيمن:
-أنت بتقول إيه! يعني إيه الكلام ده، انا عايز دنيا ومش هامشي من غيرها
استمر نحيب الاخر يحذره وقد بدأ يتراجع واشار لرجاله بالتراجع:
-صدقني احنا كده جايين ننتحر، الفرعون اخد حذره مننا اكيد عرف اننا هنهجم على القصر الليلة!

ولكن ياسر الذي لفحت أعصابه حالة من اللاوعي ملطخة بالجنون أخذ يهز رأسه نافيًا وهو يشير لأحد رجاله الذي كان مقتربًا منه:
-اطلع فوق دور في كل الاوض بسرعة واحنا هنقف لك هنا، بسرعة
وبالفعل ركض الرجل يبحث وخلال دقائق معدودة كان يعود راكضًا لهم يهز رأسه نافيًا، حينها بدأ كلاً من ياسر وصديقه وذلك الرجل يحاولان الخروج...
وحراس القصر تركوهم يهربون عن عمد كما أمرهم يزيد تمامًا...!

وما إن ركبوا سيارتهم حتى بدأ صراخ ياسر المنفعل يتعالى بجنون:
-يعني إيه! يعني كل اللي خططت له ايام فشل؟ يزيد الشرقاوي لعبها صح، عرف باللي بنعمله وسابنا براحتنا عشان نيجي للمصيدة برجلينا
ولكن فجأة إلتفت برأسه لصديقه ليستطرد وكأنه اكتشتف اهم نقطة منيرة بتلك الحرب الحالكة:.

-بس ده سايب الحراس بتوعه هنا ما أخدهمش معاه عشان مانشُكش ونكتشف انه مش في القصر، وكمان جايب رجالة عددهم ضعف عددنا ومشى الخدم كمان من القصر، يعني كان عارف عددنا، يعني في خاين مننا بيوصل له كل الأخبار بتفاصيلها يا أيمن!
إتسعت عينا أيمن بعدم تصديق، بينما ياسر يتوعد ذاك الخائن المجهول بلظى جهنم في الدنيا فأخذ يتابع بحقد شيطاني:
-هعرف الخاين ده، بس ساعتها هسلخ جلده وهو حي، هخليه يتمنى الموت!

كانت دنيا تركض وتركض، وكأنها تركت سراح قدماها لتنطلق متحررة من قسوة ذاك الأسر..!
ومن خلفها كان يزيد يركض، بمجرد أن انتبه لأختفاءها إرتج قلبه بعنف...!
بالرغم من كونه قد أصبح متوقع هذا التصرف منها، ولكن عندما فعلته لا يدري لمَ شعر أنها سددت له صفعة عنيفة إنغرزت كالسكين بمنتصف أفكاره لتذكره مَن تكون، وما دوره معها!
تذكره أنه يجب أن يفعل شيء واحد، لا يجب أن ينسى أنها ستظل ابنة الشامي!..

مرت ربع ساعة كاملة...
كانت دنيا تركض وتلتفت خلفها كل دقيقة، اصطدمت فجأة بشخص ما كان يقف على البحر ويلتقط بعض الصور بالكاميرا خاصته..
فعندما اصطدمت به دنيا سقطت الكاميرا من يده فظل يصرخ فيها بغيظ بالأنجليزية:
-ماذا فعلتي أيتها الغبية! لقد دمرتيها
إتسعت عيناها بذهول، صحيح أنها لا تجيد الأنجليزية ولكن ملامحه الغاضبة قد نُقشت بينها حروفه الغاضبة التي تسبها...
فتحت فمها وهتفت بصوت عالي تفجر فيه كل كتمانها:.

-أنت متخلف ما أنت اللي شايفني بجري وواقف زي البقرة في مكانك!
رفع الرجل يده وكاد يصفعها مغمغمًا بشراسة متوعدة:
-أنتِ واهد قليل أدب! وأنا أطلب لك بوليس
قالها بلغة عربية مُدمرة، ولكن قبل أن تصل يده لوجه دنيا كانت يد يزيد تقبض على يده بعنف، تمنعه من إكمال تلك الصفعة التي من الممكن أن تنتهي حياته بسببها لو كان فعلها...!

ترك يزيد يده على مضض وباليد الاخرى يقبض على ذراع دنيا بقسوة، ثم تمتم بالأنجليزية بابتسامة صفراء:
-نعتذر منك يا سيد، هي لديها مشكلة في عقلها
ثم استدار ساحبًا دنيا خلفه قبل أن تكبر المشكلة اكثر...
حاولت دنيا التملص من بين يداه الخشنة التي قبضت على يدها بعنف ترفض تركها، فراحت تتابع هادرة:
-إبعد بقا سبني أنت إيه معندكش دم!

تشابك الجنون داخله بعنف مشكلًا حلقات عنيفة حول مركز ثباته وصبره، فانفجر يصرخ في وجهها بصوت كاد يرتجف له كيانها الشامخ:.

-اخرسي خالص، مش عايز اسمع صوتك تاني، ده كان هياخدك للبوليس يا متخلفه وده سائح يعني هتروحي في ستين داهية، وبمجرد ما تخرجي من المنطقة دي اصلًا اللي كانوا بيجروا ورانا هيلاقوكي وهياخدوكي عشان يساوموني عليكي وساعتها هقولك باي باي في ستين داهية مش هضيع كل اللي بعمله عشان طفلة تافهه وغبية زيك!

إنتهى وهو يلهث بصوت مسموع، لم يكن يود أن ينفجر كالأعصار بوجهها بتلك الطريقة، كان يجاهد للحفاظ على ثباته، يحاول أن يصل لأعمق نقطة مستترة داخلها ولكن يبدو أن إنفجاره ذاك أعاده لنقطة البداية معها...!
وصل بها للمنزل المظلم مرة اخرى، دفعها بعنف للداخل فصاحت فيه بحدة:
-براحه يا بني ادم، وبعدين لما انا قرفاك كده ما تسيبني في حالي! ولا حتى سبني للبوليس هيبقى ارحم واحسن منك مليون مره.

لم يتمالك نفسه حينها فأمسك ذراعها بعنف يضغط عليه بقسوة متعمدًا ومن ثم راح يهزها بقوة هيستيرية وهو يزمجر كزئير الأسد:
- مش هاسيبك، افهمي مش هاسيبك، وانا بقا هاخليكي كأنك في سجن بالظبط ومش هاحرمك من كده
ترك ذراعها ليمسك خصلاتها فجأة يجذبها لأسفل بقسوة لمعت لتنير ظلمة عيناه السوداء، فتأوهت هي بصوت مسموع متألمة، فاستطرد هو بنبرة خشنة جافة:.

-قولتلك قبل كده وهقولك تاني، مش هاسيبك قبل ما انفذ اتفاقنا، إنتِ ملكي لحد ما تجيبيلي عيل من صلبي، الطفل ده مقابل نجاتك
حاولت إفلات خصلاتها من بين قبضته وهي تغمغم بحروف مرتعشة شارفت على البكاء ولكنها تكتمه بصعوبة:
-أنت مش عايز طفل، أنت في دماغك حاجة تاني بس انا مش قادره أفهمك!

هدأ صراع الغضب والجنون الدائر بساحة عيناه المظلمة فجأة وكأنها رمته بسهم أصاب هدفه...! ولم يترك خصلاتها كما توقعت بل قال بصوت مغلق بهدوء مُخيف...
-انا كنت سايبك براحتك لحد ما تاخدي عليا وساعتها يحصل بينا بس برضا، لكن الظاهر إنك مابتجيش بالطيب..
نبضة خلف نبضة هادرة إنحرفوا عن مسار نبضاتها الطبيعي وهي تشم التوعد القاسي يفوح من بين حروفه...

خاصةً عندما دفعها فجأة على الأريكة بعنف ليفتح ازرار قميصه بكل هدوء بينما هي عيناها تتسع شيء فشيء وهي تدرك ما وصلت له بسبب لسانها الأحمق، حينها بدأت تهز رأسها نافية مرددة بشحوب:
-لأ، مش دلوقتي، انا مش بقولك كده عشان تنفذ دلوقتي، أنا بس بعرفك إنك مش صريح وكداب ومنافق وجبان عشان لو مش جبان كنت هتقولي أنت عايز إيه مني بكل صراحة.

كلما ازادت الظلمة الكحيلة بعيناه كلما ادركت مدى تهور كلماتها التي ستسحبها للتهلكة لا محال...
وقبل أن تنطق بحرف اخر كان يجذبها من قدمها له فبدأت هي تهز قدمها تحاول إبعاده عنها بينما هو يقول بخفوت شيطاني:
-انا بقا هثبت لك إني مش جبان خالص!
صرخت فيه بانفعال وهيستيرية، ولكن فجأة كُتمت صرخاتها عندما أمسك رأسها بيداه ليضربها برأسه بعنف فبدأت الرؤية تهتز امامها وهي تغيب عن الوعي...

ليكن اخر شيء ادركته هو مظهر يزيد الساكن بجمود وهو يخلع لها ملابسها ببطء و...



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
قصة شباب طفلة زهرة الصبار
25 2252 زهرة الصبار
الطفلة فيروز – قصة حياة الطفلة فيروز إحدى عجائب السينما المصرية laila
0 502 laila
بدر الدين جمجوم – قصة حياة الفنان زوج الطفلة المعجزة فيروز laila
0 1408 laila
كريم عبد العزيز يكشف كواليسه مع الطفلة سوكا فى فيلم أبو على بعد 15 سنة Moha
0 780 Moha
أعراض إذا ظهرت عليك مراجعة الطبيب فورا.. بعد وفاة طفلة بسبب الإنفلونزا Moha
0 496 Moha

الكلمات الدلالية
رواية ، طفلة ، الفرعون ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 07:50 مساء