إلهي يا أدهم يا ابن وفاء تتخبط في واحدة تحرق قلبك كدة وتجننك و طير النوم من عينك
دعاء دعته أمه قبل سفره من باب المزاح ولكن يتحول الدعاء إلى واقع مرير يقلب حياته رأسا على عقب، يعيش عمره يدفع ثمنا بشعا لذلك.
يعاني من فقدان حبه وخيانة أقرب الناس إليه ويمر
العمر في الانتظار والترقب والتلهف، ويتقابل الحبيبان وتشتعل الحرب بينهما، فهل سيتقابلان أم يمر العمر؟
فصول
رواية مر العمر
رواية مر
العمر للكاتبة الشيماء محمد الفصل الأول
اغلق شنطة السفر واستعد للعوده إلى ارض الوطن بعد غياب سنين طويله تحديدا خمس سنوات غياب.
اتجه إلى المطار وانتهي من جميع الاجراءات واخيرا استقر في طائرته المتجهه إلى القاهره، اغمض عينيه فهاجمته الذكريات كالعاده، ذكريات تمني ان يهرب منها ولو لمره واحده، ذكريات تمني ان ينسي ولو جزء منها، ذكريات اليمه، ذكريات جميله، ذكريات جعلته يحن إلى لحظات تمني ان تدوم ويكره لحظات تمني لو يمحيها من حياته...
يعيش مع تلك الذكريات ويفيق على واقعه المرير، انه وحيد، هي ليست معه، ليست هنا، هي بعيده كل البعد عنه، هي استمرت في حياتها وتخطته ولكنه لم يستطع ابدا نسيانها او معرفة سواها، لم يدق قلبه ابدا لسواها، لم يستطع ابدا ان يمحي ذكري واحده من ذكرياتها.
لو يمحي صورتها المرسومة دائما امام عينيه. أنه يراها في كل شيء ينظر اليه، يراها في كل امراءه ولهذا ابتعد عن اي امراءه، لم تستطع اي امراءه مهما بلغ جمالها او رقتها او كمالها ان تخترق ذلك الجدار الذي شيده حول قلبه، لم تستطع اي واحده ان تقترب ولو قليلا، على الرغم انه حاول كثيرا ان يقترب ولو حتى اقتراب جسدي من اي امراءه ولكن فشل فشلا ذريعا، لقد جرب جميع الطرق، جرب ان يشرب إلى ان يغيب عقله ويقترب من اي امراءه ولكن بمجرد ان يلمسها يجد امامه وجهه حبيبته فيبتعد، ابتعد عن النساء واتجه إلى عمله واغرق روحه فيه...
عاد بذكرياته إلى سنوات مضت، بالتحديد إلى عشر سنوات مضت...
منذ عشر سنوات
كان برضه بيرتب شنطه سفره ويستعد للسفر ودخلت عليه والدته وفاء
وفاء: ايه يا حبيبي خلاص جهزت حاجتك؟
ادهم: ايوه خلاص. عايزه اي حاجه مني يا فوفا؟
وفاء: ياواد قلتلك بلاش فوفا دي، المهم عايزاك تبطل تبعد عني بقى وتستقر جنبي شويه
ادهم: انا ببعد عنك؟ انا على طول جنبك
وفاء: يا سلام ده انت طول كليتك وانت بعيد واديك اتخرجت اهوه وتسيبني وتسافر تاني.
ادهم: كليه الشرطه كده ما ينفعش الظباط يفضلو افي حضن امهاتهم ولا ايه؟
وفاء: انا برضه مش فاهمه انت هتسافر ليه دلوقتي؟
ادهم: عندي تدريبات خاصه يا امي
وفاء: تدريبات ايه؟
ادهم: هو انا مش فهمتك.؟ على العموم بصي يا امي انا مش عايز ابقي مجرد ظابط عادي انا عايز ادخل عالم المخابرات وامن البلد الخارجي مش الداخلي وده بيتطلب تدريبات خاصه علشان نكون ظباط مخابرات ناجحين.
وفاء: يعني زي شغل جيمس بوند كده وميشن ايمبوسبل بتاع توم كروز ده
ادهم بضحك: يخربيت افلام الاكشن اللي مبوظه دماغك دي، بس ايوه ده المجال اللي عايز اشتغل فيه
وفاء: نظام الجاسوسيه وتفضل عمرك كله تسافر من البلد دي لدي وما يكونش عندك حياه نهائي وتهرب كل شويه من مكان لمكان
ادهم: مش بقولك الافلام بوظت دماغك خالص، شوفي يا ست الكل عالم السينما مختلف عن عالم الواقع
وفاء: يعني مش هتسافر في شغلك؟
ادهم: لا طبعا هسافر بس مش بالشكل اللي انتي متخيلاه وبعدين انتي ناسيه ان شله المجانين بتاعتي معايا،
وفاء: ماهو ده اللي مخوفني ان شله المجانين معاك لانكم لما بتتلموا على بعض بتجننوا اكتر واكتر، المهم هو مفيش يا ادهم كده اي واحده هتوحشك لما تسافر؟
ادهم: انت طبعا يا جميل
وفاء: انت فاهم قصدي ايه فمتستعبطش
ادهم: وانتي عارفه انه مفيش
وفاء: وامتي هيكون في؟
ادهم: الله اعلم بس اكيد مش دلوقتي خالص شغلي حاليا اهم من اي حاجه وبعدين نشوف الموضوع ده، المهم دعوه حلوه كده على الماشي يالا
وفاء: الهي يا ادهم يا ابن وفاء تتخبط في واحده تحرق قلبك كده وتجننك وتتطير النوم من عينك
ادهم: حرام عليكي ايه الدعوه دي، تحرق قلبي؟ليه كده؟ ده انا ابنك على فكره
ضحكوا هما الاثنين
وفاء: اعملك ايه ما انت مش عايز تحب بالذوق يبقى تحب بالعافيه
ادهم: المهم انا كده هتأخر يالا سلام بقى.
وفاء: طيب هترجع امتي؟
ادهم: امتي دي بقى ما اعرفهاش بس هفضل على اتصال بيكي ما تقلقيش
اخد امه في حضنه وودعها ونزل لابوه عبد العزيز
عبد العزيز: خلاص هتسافر؟
ادهم: ايوه خلاص عايز اي حاجه مني؟
عبد العزيز: وانا يعني لو عايز هتعملي اللي عايزو؟
ادهم: طبعا انا عمري ما اتأخر ابدا طول ما بايدي
عبدالعزيز: لا بتقدر وبتتأخر.
ادهم: بتأخر في ايه؟ انا سبق وقلت لحضرتك انا ما انفعش رجل اعمال واقعد على مكتب انا اموت لو قعدت على مكتب ده مش مجالي نهائي انا غير حضرتك وبعدين عندك امجد اخويا هو في اداره اعمال وبيحب الجو ده بكره يتخرج ويمسك الشغل معاك
عبد العزيز: امجد غيرك، انت البكري والكبير انت المفروض تكون سندي في الدنيا دي
ادهم: وانا فعلا سندك بش مش شرط اكون كده باني اشتغل معاك
، المهم اشوف وشك بخير.
عبد العزيز: ربنا يوفقك تروح وترجع بالسلامه
ادهم باس ايد ابوه فابتسم له ابوه
ادهم: انا مش عايزك تزعل مني بس فعلا انا بحب شغلي ده والمجال ده
عبد العزيز: عارف يالا ربنا يوفقك في اختيارك وتوصل للي انته عايزه وتكون اعظم ظابط مخابرات في الدنيا
ادهم: ربنا يخليك ليا(نظر لوالدته) شايفه الدعوات مش انتي
وفاء: كل واحد بيدعي بالي في قلبه بقى.
ادهم: ماشي ماشي المهم ابقي سلميلي على امجد وايه لما يرجعوا بقى من جامعاتهم سلام
ادهم سابهم وخرج ومشي في طريقه واتقابل مع اصحابه وراحوا كلهم لمكان تدريبهم الجديد اللي يبعد عن القاهره حوالي 12 ساعه كان مكان بعيد عن اغلب مظاهر المدنيه.
تعالو نتعرف على ادهم قليلا، ادهم تخرج من كليه الشرطه و عمره تقريبا 23 سنه له اخ واخت امجد في كليه اداره اعمال في السنه الثانيه وايه كانت في الثانويه العامه كانت اخر العنقود محبوبه جدا من اخويها،
ادهم له اربع اصدقاء (احمد حمدي محمود على) كانوا رفقاء دائما من بدايه حياتهم إلى اليوم وتجمعهم صداقه متينه دخلو كليه واحده واتخصصوا بنفس المجال، كل واحد بيحب التاني اكثر من نفسه.
وصلوا اخيرا لمعسكر التدريب ودوروا عن القائد المسؤل عنهم، لقوا القائد سايبلهم رساله بمكانه في نادي البلد الوحيد
ليتعرف عليهم وفعلا راحوا له هناك وتقابلوا مع المدرب رأفت اللي بيلقب بالسفاح (كان مدربهم ظابط مخابرات في يوم من الايام ولكن احالوه لتقاعد مبكر وتدريب الخريجيين لانه كان معروف بوحشيته كان مبدأه اقتل اولا واسأل ثانيا.
المدرب رأفت: اهلا اهلا بالخريجين الجداد، اتمني انكم تكونوا ودعتوا حياتكم في مصر لان هنا هتكونوا تقريبا مفصولين عن العالم الخارجي، تدريبكم هيبدأ الساعه 6 صباحا وهينتهي 6 مساءا بدون اي استراحات او اي اعذار وباقي اليوم النهارده استمتعوا بيه لانه يعتبر اخر يوم راحه ليكم، ده نادي البلد طبعا مش بمستوي اصغر نادي في القاهره بس ده اللي موجود هو اقرب للمركز الرياضي عن انه نادي ودلوقتي عرفوني بنفسكم.
اتعرفوا كلهم على بعضهم وفهم رأفت ان ادهم يعتبر القائد الروحي لاصدقائه وانهم بيطيعوه في كل كلامه واحس انه شاب يعتمد عليه، انتهت المقابله ومشيوا يستمتعوا باخر راحه لهم حاول ادهم ان يتصل بوالدته علشان يطمنها عليه بس اتفاجئان مفيش شبكه نهائي وحاول مره وري مره بدون فايده لحد ما شافه رأفت
رأفت: مفيش شبكه هنا اطلع سطح النادي ممكن تلقط شبكه بس بتقطع على طول فقول المهم بسرعه.
ادهم: انا متشكر جدا لحضرتك بعد اذنك
فعلا راح ادهم لسطح النادي وهو ماسك موبيله و مركز فيه وفجأه صرخ باعلي صوته لدرجه ان اصدقائه سمعوا صوته وراحوله
ادهم كان رايح إلى السطح لما اتخبط بواحده كانت شايله كوب نسكافيه سخن جدا فوقع على صدره الكوب بما فيه وحرق له صدره وده خلاه يصرخ من الالم، اخذ ادهم وضع الركوع علشان يقلل من لمس القميص السخن لصدره. كان مش قادريتكلم نهائيا بس سمع صوتها تتاسف له.
البنت: انا اسفه اسفه اسفه جدا انت كويس؟
استعد ادهم كي يرد عليها ويشتمها لتصرفها الغبي واول ما رفع راسه لعلشان يبصلها تفاجئ بعينين مليئتين بالدموع اللي بتهدد بالنزول عينين اجمل ما يكون، عنين ما شافش زيهم قبل كده، عينين معرفش يحدد لونهمهل هو اخضر؟ او رمادي؟تقريبا كان اخضر فاتح، غرق في لون عينيها لدرجه نسته الالم اللي بيحس بيه
البنت: ارجوك رد عليا انت كويس؟
رجعه صوت البنت للواقع.
البنت: انت كويس ولا ايه؟ طيب اعملك حاجه
ادهم: لا مش كويس نهائي ومفيش حاجه تقدري تعمليها
البنت: طيب حاول تقلع القميص علشان صدرك
هنا وصل اصحابه
احمد: في ايه اللي حصل؟ مالك يا ادهم؟
البنت: انا اسفه انا اتخبطت فيه والكوبايه كانت سخنه فوقعت عليه
بص احمد لللبنت واستعد علشان يزعق لها بس تاه في جمال عينيها فسكت...
حمدي: خلاص حصل خير اتفضلي حضرتك احنا هنتصرف معاه
البنت: انا اسفه كمان مره ارجوك سامحني بجد مش قصدي.
ادهم: زي ما قالك حصل خير اتفضلي حضرتك
ساعد احمد صاحبه المصاب علشان يقلع قميصه وراح حمدي علشان يسأل رأفت عن اقرب مستشفي وراح معاه علشان يشوف ادهم
وراحوا لاقرب مستشفي وعالجوه كان حرق من الدرجه الثانيه مش خطير جدا، اعطوه كثير من المسكنات للالم وروحوا بعدها ادهم كان هياخد المسكنات هنا تدخل رأفت.
رأفت: المسكنات للضعفاء وانت هتكون ظابط مخابرات ولو اتصبت في مهمه مش هتلاقي مسكنات او دكاتره بصلهم كلهم ووجه كلامه اليهم جميعا
رأفت: الدرس الاول، الالم صديقك الصدوق لازم تصاحبه ولازم تعود عقلك ازاي تتعامل مع الالم وازاي تفصل عقلك عن الاحساس بالالم، هاه يا سياده الملازم ادهم لسه عايز تاخد مسكنات؟
ادهم كان بيحب التحدي جدا وكان يحب انه يتقن اي حاجه يقوم بيها وان كان مطلوب انه يصاحب الالم فهو ده اللي هيعمله
عطي المسكنات لرأفت
ادهم: لا مش هحتاج لمسكن
رأفت: كويس ودلوقتي ارتاحوا كلكم والساعه 6 تكونوا في الساحه بره وحضرتك ملازم ادهم عندك يومين بس راحه اعتقد كفايه؟
ادهم: كفايه جدا متشكر يا افندم
بعد ما خرج رأفت وتركهم
احمد: انت اتجننت؟انت ازاي تديله المسكن؟
ادهم: الالم صاحبنا السادس لازم نتصاحب عليه.
حمدي: والله انت مجنون يا ادهم المهم الف سلامه عليك
على: بس البت كانت ايه مزه مزه يعني
ادهم: هو ده اللي همك البنت صح؟ المهم ما تنساش احنا هنا علشان حاجه معينه فركز على المهم ودلوقتي كل واحد يروح ينام علشان الصبح اعتقد ان يومكم هيكون طويل ومش سهل
راح كل واحد منهم لمكان نومه وسابوا ادهم مع افكاره الليرجعتله صوره اجمل عينين
يااه قد ايه عنيها جميله؟ لازم يشوفها مره تانيه علشان بس يتأكد من لون عنيها...
ابتسم لما افتكر امه ودعوتها
ادهم لنفسه: كان لازم تدعي انها تحرق قلبي اهي حرقته بجد؟يارب بقى باقي الدعوه ما يستجبش انا مش ناقص طيران النوم انا محتاج النوم ضروري
ولكن هيهات النوم يجيله فطول الليل تطارده عينان وتسرق النوم من عينيه.
تااااابع اسفل