رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الحادي عشر
ليل ارتبكت و سكتت شوية و قالت بعدها مفيش حاجه بينا يا مايا... مايا بشك مش جاسر اللي يسيب الناس واقفه معاه و يروح عشان يلحق موظفة عنده... تنهدت ليل و قالت والله مايا دي حاجه تخصه هو مش انا... -اسفه يا ليل بس ايه واحدة مكاني هتسال... ليل اضايقت من طريقتها بس التمست ليها العذر و قالت عادي يا مايا، بس تأكد أني عمري ما هبص لجاسر بيه... تنهدت مايا و قالت بجد اسفه متزعليش مني...
-عادي حصل خير المهم انتي كنتي فين اليومين دول؟ -والله كنت في البيت متحركتش منه و كنت مضايقه... -طب ما تقوليله انك بتحبي و خلاص... تنهدت مايا بحزن عشان مراد و بعدين انا مش عارفه اجيبها ازاي لجاسر انا بتوتر لما بشوفه و بكون متلخبطه... -حاولي تقربي منه تكوني معاه في كل حاجه و كدا يمكن يحس بيكي -تفتكري... ليل طبعا بتتمني جاسر يسببها و يمكن لو شاف مايا قدامه يسببها هي، و تخلص...
-افتكر والله بس انتي فكري كويس، و قربي منه... مايا ابتسمت و قالت نفسي اكون معاه اوي... ليل كانت بتبص ليها باستغراب و بتقول جواها يا اختي ما انا معاه اهو و شايفه المرار، انا مش عارفه انتي عجباك في ايه؟، و قالت امين يارب... -طب انا هطلع لي بقا، هزت ليل رأسها و قالت بالسلامة يا اختي...
اول ما خرجت مايا، ليل فضلت تفكر و قالت بجد هتبقى احلى حاجه يارب يحبها، يحبها ايه بس دا مش وشه حب يارب يعجب بيها، و زفرت بضيق ما هي قدامه على طول، يارب بقا...
عديت ايام و فعلا مايا نفذت كلام. ليل و بقيت تظهر لجاسر في كل مكان و معاه في الشغل ديما، و بالنسبة لعلاقة جاسر و ليل كانت زي ما هي... ليل كانت بتجهز عشان تمشي بعد ما خلصت الشغل و لاقيت مايا داخله المكتب بتاعها و قالت انا قررت انهاردة اقوله؟ ليل ابتسمت و قالت ياريت بقا... -ادعيلي يا ليل انهاردة عندنا عشا مهم و بعد ما مراد يمشي هقول لجاسر...
ليل اتنهدت و قالت ماشي انا هروح بقا، ، غمزت لها مايا و قالت حوده برا مستنياك يا جميل... ابتسمت ليل و خرجت و قالت هتتاخر كدا؟ -ياريت كله التأخير انتي... ابتسمت ليل بخجل و قالت طب يلا ننزل بقا... نزلوا من الشركة و وقفوا في انتظار الركوب، تحدث محمود قائلا ليل؟ -نعم؟ -تفتكري اننا هنتجوز... ابتسمت ليل و قالت لا، محمود اضايق و استغرب و قال ليه، عشان جاسر يعني؟
تنهدت ليل و قالت لا جاسر مسيره هيزهق و هيطلقني و انا متأكدة من دا؟ و حتى انا بدأت ادور على شغل في مكان تاني عشان اول ما أطلق منه هبعد عن اسكندرية خالص... نظر لها محمود و قال ليل انا بحبك و فعلا مستعد اعمل ايه حاجه عشانك بس خايف استنياكي و متجيش... -محمود في حاجات كتير تانيه غير جاسر... -ممكن ترفعي عليه قضية و تخلصي منه...
-و تفتكر انا هقدر أقف قدام جاسر في المحاكم انا عايز اخلص من غير مشاكل أنا مش قدها... -امتى يا ليل؟، انا مستعد اسيب اسكندرية و نروح ايه مكان تاني و نبدأ حياتنا في، حتى لو نسافر برا مصر خلاص... ابتسمت ليل و قالت بتمنى لو كنت عرفتك من زمان... -العمر لسه قدامنا يا ليل نقدر نعيشه...
تذكرت ليل مرضها و غرغرت عينها بالدموع و قالت اهاا بس محدش ضامن عمره، اوقفت ليل التاكسي و قالت سلام بقا عشان اتاخرت، و ركبت... و لما وصلت البيت لاقيت جاسر هناك، نظرت له و قالت المفروض عندك عشا مهم؟ -اهاا الساعه ٧ و دلوقتي ٥...
-ماشي، بعد اذنك، دخلت ليل إلى الغرفة و غيرت ملابسها و جلست على الفراش و تذكرت حديث مايا و تنهدت بضيق خرجت ليل و لاقيته بيتكلم في التليفون و استنتجت انها مايا، و راحت قعدت قدامه... -هلبس و هاجي المهم خلي مراد يروح... -حاضر و انت تعالى بسرعه و بطل غلاسة -طبعا انتي لو مش اخت مراد كان زمانك مرفوده دلوقتي، ضحكت مايا و قالت متقدرش تستغني عني يا جاسر بيه... -اومال؟ -مش بقولك غلس، هي نسمه هتيجي و لا؟
-نسمه بتكون في المستشفي عامله فيها دكتورة و كدا، ضحكت و قالت يا ابني انت مش معترف بحد خلاص... -بصراحه لا... -دا حتى انت بتحب نسمه... -مش اختي... -طب مش ناوي تغير و تحب حد تاني... -ايه مايا هتشتغلي خاطبه و بعدين ما عندك اخوكي اهو؟ -والله اللي قدكم متجوز و عنده عيال انتم عجزتوا اصلا... -روحي البسي عشان لو اتاخرتي هزهقك زي كل مره، ضحكت وقالت لما ابقى مديرة مش هتقدر تعمل كدا... -سلام...
قفل المكالمة و بص لليل اللي كانت قاعدة حاطه ايدها على خدها و قام دخل الأوضة... ليل بسخرية هو انا مش باينه و لا إيه؟ قامت ليل و دخلت المطبخ عملت قهوة و بعدين دخلت الاوضه و هي ماسكة المج، جاسر كان بيرتدي سترته و قام بتمشيط شعره، ليل قاعدة تبص عليه، جاسر خلص و جي يخرج من الاوضه، ليل قامت وقفت و قبل ما تتكلم اغمى عليها، انتبه لصوت ارتميها على الأرض و رجع لها و حملها و قام بوضعها على الفراش و قال ليل؟
اتنهد جاسر و حاول تفيقها، و فتحت عينها ببط، جاسر بص ليها و قال فوقتي بسرعه...؟! نظرت له و قالت بوهن عادي امشي انت... -طب اجبلك دكتور؟ -لا انا خلاص بقيت كويسه و قامت ليل و مشيت خطوتين و وضعت يدها على جنبها و شعرت بأنها سوف تفقد وعيها مره أخرى، فلحقها جاسر و حاوط خصرها و حملها و وضعها على الفراش مره أخرى و قال اقعدي بقا... ليل بصيت لي و قالت حاضر، انت ممكن تمشي خلاص...
تنهد جاسر و قال طيب و لو في حاجه كلميني، و طبعا تليفون جاسر مفصلش من الرن... ليل قالت الوقت اتأخر و الساعه داخله على ٧... -مش مهم مراد و مايا هناك...؟ ليل سكتت شوية و قالت هو انت مش هتمشي؟ اتنهد جاسر و قال لا همشي عشان اروحلهم... -اممم، طب قاعد ليه؟ -بتشمس، قامت ليل مره أخرى، جاسر بنرفزة بسيطة رايحه فين؟ -هروح اعمل قهوة بدل اللي بردت دي... زفر جاسر بضيق و قال يعني دا وقته؟
ليل ببرود عادي عايزة اشرب قهوة... جاسر بنفاذ صبر يارب، خليكي و انا هروح اعملها... -بتعرف تعمل قهوة... -اهاا... -طيب روح اعملها، زفر جاسر بضيق و خرج و بعد دقيقه تابعته ليل و ذهبت خلفه، جاسر كان وضع القهوة على النار و نظر لها و قال قومتي ليه؟ -عادي... -هو انتي عايزة تعطلني، نظرت له بدهشه و قالت هعطلك عن إيه؟
تنهد جاسر و قال ماشي، ليل راحت رفعت نفسها و قعدت على رخامه المطبخ، نظر لها جاسر بتعجب، ظلت تحرك قدمها، زفر جاسر بضيق و راح عندها و ثبت يده على فخذيها و قال بطلي تتحركي... -سوري... تنهد جاسر بضيق و قال ماشي اسكتي بقا، هزت ليل رأسها، و قالت ممكن تنزلني... حاوط خصرها بيده، و تشبتت هي بعنقه لكي لا تسقط و انزلها و قال اديكي نزلتي...
-اممم شكرا، وجه نظره على شفتيها و انحني عليها ليقبلها، ظلت ليل على وضعها و شعرت بأنها تريد أن تبادله تلك القبلة و استسلمت لذلك، جاسر استغرب و لكن انغمس في تقبيلها بشغف... حملها جاسر و قال بما انك ضيعتي عليا الميعاد فأنا هضيع عليكي القهوة...
ليل فضلت ساكته، دخل جاسر الغرفه و اجلسها على الفراش، خلع سترته و ربطه عنقه و اقترب منها و حاوط وجهها بيده، ليل شعرت بالتوتر فهي لم تستطيع منع خوفها منه و انحني عليها ليقبلها مرة أخرى و اكمل بتقبيل عنقها، اراحت ليل ظهرها و نامت و كذلك هو، و قام هو بخلع قميصها، ليل بدأ توترها يزيد و اوصدت عينها... همس جاسر لها أمام شفتيها و قال افتحي عينك...
ليل فتحت عينها و تحاشت النظر له و قالت بخفوت حاضر، قلبها مره أخرى...
مايا طبعا كانت هتتجنن و مش عارفه هو راح فين؟ و طول العشا كانت مش مركزة في حاجه و مضايقه و طبعا مراد كان ملاحظ دا و كان متأكد أن دا بسبب جاسر و لكن قرر أن يكمل اجتماعه مع العملاء و أخبرهم باعتذار جاسر على عدم مجيئه...
ليل دلفت المرحاض و أخذت شاور و بعد ذلك ارتديت ملابسها و نظرت إلى نفسها في المرأة و قالت افوووو مكنش لازم و بعدين انا اللي هقوله عن موضوع مايا، لازم اخلص بقا... خرجت ليل لاقيته قاعد على الاريكة و يتحدث في الهاتف مع مراد و بعد أن انتهى، نظرت له ليل و قالت انا عايزة اقولك على حاجه؟ -ايه؟ ليل اصلا مكنتش عارفه تبدأ ازاي و قالت مايا بتحبك و، قطعها جاسر و قال عارف...
ابتلعت ليل ريقها و قالت امممم طب هو أنت ليه مش بتحبها أو مثلا تتجوزها؟ -وانتي عايزني اتجوزها، ليل بصيت لي و قالت و انا مالي اكيد لو اتجوزتها هتطلقني... -و مين قالك اني لو اتجوزتها هطلقك... ليل بدهشة نعم؟
قام جاسر من مكانه و نظر لها و حدقها بنظرات ثابته ارعبتها و قال زي ما سمعتي و عادي انا ممكن اتجوزها بالعند فيكي، ليل بتبص لي بصدمة، و اكمل جاسر بحدة نسيت اقولك على حاجه بالنسبة لمحمود دا فالأفضل ليكي و لي، انه يبعد عنك، لأني ممكن ابعده عنك بالعافية و وقتها ممكن ابعده عن الدنيا كلها مش عنك بس، فشوفي انتي تحبي اني و طبعا انا مش بهددك لأنه بعد ما انتي سيبتي و ركبتي، رجالتي خدوا...
ليل حاسه انها بتحلم بكابوس هو ازاي يعمل كل دا، و فضلت واقفه تبص لي بصدمة، و توقفت كلماتها في حلقها و تخشى من ما سوف يفعله الان...
رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني عشر
ليل بدأ الخوف يسيطر عليها و جسمها بدأ يترعش و قالت حرام عليك؟ جاسر بنرفزة مش حرام اللي انتي بتعملي دا...؟ نظرت له ليل و قالت ببكاء انا معملتش حاجه، و هو راجل محترم معملش حاجه والله... صفعها جاسر على وجنتها بقوه و قال و انتي رخصيه بس انا هعملك الأدب...
ليل مستغربة انه فجاءة اتغير كدا و قالت انا مش رخصيه و لو على الرخص بقا فأنت اللي انسان مريض و عندك عقده بقا و بتطلع جنانك عليا و محمود اللي انت خطفته دا احسن منك مليون مره... كلامها عصبه زيادة و مسكها من شعرها جامد و قال خدي بالك من كلامك لاني ممكن اقتلك، و تركها نظرت ليل له و قالت انا موت مع أول لمسه منك ليا... جاسر نظر لها بسخرية و قال المهم بقا تبقي تقفي جنب مايا كويس بما انك صاحبتها...
ليل مش فاهمه هو بيعمل كدا ليه و قالت براحتك، انت مش فارق معايا، تتجوز، تروح تعمل علاقات مع العاهرات اللي تعرفه براحتك برضو... -مش خايفه عليه؟ تنهدت ليل و قالت ما أنت هتسيبه...؟ -بجد و انا هعمل كدا ليه بقا...؟ -هسيب الشغل و مش هكلمه تاني بس لوسمحت سيبه، هو ملهوش ذنب في حاجه، انا قدامك اهو اعمل اللي أنت عايزه فيا بس حرام تأذي حد ملهوش ذنب في حاجه...
جاسر كان مضايق انها بتدافع عن واحد تأني بالطريقة دي و قال كل دا عشانه... هزت رأسها و قالت بيأس مش هتستفاد حاجه لما تقتل أو تدمر حياه واحد والله هنفذ كل حاجه... -بتحبي؟ ليل بدأت تستغرب و بصيت لي و قالت بحبه و لا بكره مش هتفرق معاك في حاجه... جاسر بعصبيه ماشي، بس استحملي اللي هيحصلك... -متخافش الميت مبيحسش بحاجه؟، نظر لها بسخرية و قال تمام...
اتصل جاسر بمراد و أخبره التالي انا عايزك في موضوع مهم يا مراد و هجيلك كمان شويه، و بعدين قفل... ليل كانت بتبص لي و مش لاقيه حاجه تقولها و لكنها شعرت بألم يغزو صدرها بشده فهي منذ أن امتنعت عن اخذ الدوا ازاد مرضها -فين تليفونك؟ ليل مش قادرة ترد عليه اصلا و فجأة وقعت على الأرض...
جاسر لحقها و حملها و وضعها على الفراش و وجد حرارتها منخفضة بشده و بشرتها شاحبه، و حاول تفيقها و كانت محاولته فاشله، تنهد و قام بالاتصال بالمستشفى و طلب منهم أن تذهب له دكتورة، و قفل... قعد جانبها و مسد على شعرها بلطف و قال عارف اني ببهدلك معايا، بس مش عايزك تبعدي عني لاني لو عملتي كدا هدمرك، انا هسيبه عشانك بس أنتي مش هتخرجي تاني...
و عندما سمع صوت الباب قام ليفتح و كانت الدكتورة وصلت و قالت خير يا جاسر بيه؟ -جوه، اتفضلي... دخلت معه و قالت طب هو حصلها ايه؟ -هي بيغمي عليها كتير و دلوقتي حرارتها منخفضة خالص، تنهدت الدكتورة و راحت عشان تكشف عليها و قالت ضغطها واطي اوي... جاسر مش مقتنع و قال بس هي على طول كدا...
-لازم تروح المستشفى و تكشف لأن هي اكيد عندها حاجه و اكيد في القلب بس للأسف دا مش التخصص بتاعي و باين عليها ضعيفة اوي و اكيد انميا... تنهد جاسر و قال طب انقلها المستشفى... -المهم تروح تكشف و تعمل اشاعه عشان نتأكد، بس هي اكيد لو عندها مشاكل في القلب هتكون بتاخد علاج ليها... جاسر مشفهاش بتاخد علاج و قال لا مش بتاخد...
-يمكن دا من الضغط الواطي بس و لازم تأكل كويس و انا هديها حقنه و هعلق ليها محلول و ان شاء الله لما تصحى هتبقى كويسه، انتهت الطبيبة و بعدين مشيت...
جاسر فضل قاعد جانبها طول الليل و اول ما النهار طلع مشي و طبعا خد تليفونها و حط ليها تليفونها تاني مش عليه غير رقمه و قفل باب الشقة بالمفتاح، بعد بشوية ليل صحيت و كانت حاسه انها تعبانة و قامت عشان تشوفه موجود و لا و طبعا لاقيته مشي، و افتكرت انه مشي و سابها من بليل، ليل رجعت تاني و نامت على السرير و شافت التليفون، و عرفت انه خد تليفونها نفخت بضيق و تركت الهاتف من يدها و قالت مريض و حيوان...
جاسر راح للمكان اللي محمود موجود فيه و دخل و طبعا محمود كان منمش و اول ما شافه اتفاجا و قال دا مش اسلوب يا جاسر بيه؟، زفر جاسر بضيق و قال بص يالا انا مش طايق نفسي و بصراحه انت مضايقني... -ما طلقها و تخلص... غضب جاسر من جملته و قال اطلق مراتي ليه؟ -مراتك اللي انت مش معترف بيها اصلا، بص يا جاسر بيه اللي زي حضرتك مش هيتهم للواحدة زي ليل و اكيد تقدر تتجوز ايه واحده تانيه تكون من مستواك و زيك...
-تاخد كام و تفكك من الدور دا؟ محمود بص لي بصدمة و قال انا مليش في الكلام دا؟ تنهد جاسر و قال من الاخر كدا انا ممكن اسجنك و ادمر مستقبلك للأبد و ممكن اقتلك و اخلص منك خالص و ممكن انت تختار حل تاني و هتريح بي نفسك خالص و هو انك تاخد فلوس و تسافر ايه بلد بقا بس تنسى ليل نهائي، محمود فعلا مكنش عايز يتخلى عن ليل بس موقفه صعب و قال هو انت بتعمل كدا ليه؟
-انا حر اعمل اللي اعمله، اتنين مليون كويس و لا ازود... -هبعد عنها بس مش عشان خايف منك عشان عارف انك هتبهدلها معاك والله اعلم عملت فيها ايه؟ و وفر فلوسك... -غبي -لما تحب بجد هتعرف وقتها اني مكنتش غبي بس اطمن ليل مبتحبنش، هي بس لاقيت انسان يهتم بيها في ظل البهدلة اللي هي بتعيشها، ليل بسيطة اوي يا جاسر بيه، و آخرتها هتسيبها و الله اعلم هتعمل فيها ايه...؟
جاسر كان ساكت و قال بعصبيه امشي و تختفي من إسكندرية كلها مفهوم... و بعدين مشي جاسر من عنده و راح ركب عربيته و تنهد بضيق و بعدين طلع بالعربية على البيت، و اخبر مراد انه لم يأتي إلى العمل...
ليل كانت حاسه انها تعبانة اوي، و قامت من الفراش ببط و دلفت إلى المرحاض، توضأت و خرجت ارتديت إسدالها و بدأت في الصلاة و ظلت تدعي ربها، و بعد أن انتهيت رفعت يدها و قالت بيأس اكيد هرتاح انا متأكدة من دا، و نزلت دموعها بغزارة و بعدين قامت و دخلت إلى الشرفة، كانت ليل تحب دخولها لأنها تتطل على البحر، ، جلست ليل على الأرض و ظلت تستنشق الهوا و تبكي بهدوء و تذكرت آخر موعد لها مع الدكتورة التي كانت تتابع معها..
دخلت ليل إليها و أعطت لها الإشاعات التي طلبتها منها، نظرت لها الدكتورة و قالت بحزن لازم تتدخل جراحي يا ليل حالتك بدأت تتأخر و الدوا هيجي لي وقت و هيبقى ملهوش لازمه... تنهدت ليل و قالت يعني انا خلاص هموت... الدكتورة بحزن الأعمار بأيد ربنا بس احنا بنعمل اللي علينا؟ و بعدين انتي مينفعش معاكي مجهود خالص و لازم تفكري في العملية تاني...
-انا مش عايزة اعمل عمليات و بعدين حضرتك قولتي انها ممكن متنجحش و هموت... -انتي مؤمنة بالله و محدش بيموت ناقص عمر بس انتي لو فضلت على الحال دا هتيجي عليكي فترة و مش هتعرفي تتحركي فكري تاني و حاول تظبطي الاكل و العلاج عشان فقر الدم و الضغط... أومأت ليل برأسها و خرجت من عند الدكتورة...
نظرت ليل أمامها و قالت بحزن اكيد مش هموت متبهدلة كمان؟ ارحت رأسها على الحائط و بدأت في تذكر معاناتها مع والدها و زوجته، و اخيرا تذكرت وفاة والدتها عندما كانت في الصف السادس الابتدائي... أمسكت ليل يد والدتها و قالت ببكاء ونبي يا ماما خليكي معايا بلاش تموت...
ردت عليها والدتها و قالت خلي بالك من نفسك يا ليل و دوري على اختك اللي ابوكي باعها، و بعد ذلك اوصدت عينها و لفظت انفاسها الأخيرة، صرخت ليل و ظلت تبكي بشده و قالت ونبي اصحى، لا، و بعد مرور الوقت دخل صبري الغرفة و قال ما كفايه نواح يا بت، و روحي على اوضتك... ليل نظرت له بصدمة و قالت ماما ماتت و انت السبب... صفعها صبري بقوة جعلتها تسقط على الأرض و قال بس يا بت، و يلا غوري من قدامي...
ليل فضلت تعيط و مش عايزة تسيب امها و تخرج، صبري اضايق و مسكها من شعرها جامد و خرجها من الأوضة و قال لحنان سخني السكينة على النار عشان اعملها الأدب، و دفعها بقوة لتسقط على الأرض و قالت انت السبب، انت اللي قتلت ماما، فضل صبري يضربها عشان تسكت لأنها كدا ممكن تجيبله مصيبه، دخلت حنان و أعطت له السكينة، و قالت حرام يا اخويا... -اخرجي انتي برا...
نظرت ليل له بخوف و حاولت أن تبتعد و لكن مسك قدمها جيدا و قام بحرقها، صرحت ليل بقوة و بعدين اغمى عليها من شده الوجع، خرج صبري لحنان و قال صوتي بقا و قولي ان ام ليل ماتت و اكيد الناس سمعت صوت صريخها... فاقت ليل من ذكرياتها، اوصدت عينها و ظلت الدموع تهبط منها...
جاسر فتح الباب و دخل و اول ما دخل الأوضة و لاقها مش موجودة، قلق و بس لما لاقي الشرفة مفتوحة دخل و لاقها قاعدة، تنهد جاسر بارتياح و قال ليل، و اقترب منها و قال ليل، و اصدم من دموعها اللي غرقت وشها و انها بتعيط و هي مغمضة فتحت عينها و بصيت لي و قالت نعم؟ -انتي قاعده هنا ليه؟ ادخلي جوه، تنهدت ليل و قالت حاضر...
سندت على الأرض و قامت و بعدين خرجت من الشرفة و اتجهت لتجلس على الفراش، خرج جاسر خلفها و قال هو انتي هتفضلي نايمه؟ -عايزني اعمل ايه؟ -إيه حاجه... تنهدت ليل و قالت لو مش عايز تخلص عليا، سيبني في حالي... جاسر بص ليها و قال لدرجه دي زعلانه عليه... نظرت ليل له بتعجب و قالت بالله عليك سيبني في حالي والله العظيم مش قادرة اتكلم...
جاسر راح وقف قدامها و شدها من ايدها و أوقفها أمامه و قال بضيق هو خلاص مشي و اتخلى عنك... ليل بصيت لي و قالت شوف انت عايز تعمل ايه و اعمله... تنهد جاسر و تركها و قال طب انتي تعبانة؟ -لا كويسه... -طب لازم تأكلي... -متشغلش بالك بيا، زفر جاسر بضيق و قال متخلنيش اتعصب... -اتعصب، و أعطيت له ظهرها قبض جاسر على معصمها و لفها إليه و حاوطها بذراعه و أسند رأسها على صدره، ليل كانت عايزة تبعد و قالت بخفوت لوسمحت...
-بس... اوصدت ليل عينها و زفرت الدموع من عينها، رتب عليها، ظل عناقهم مستمر لدقائق حتى أنها شعرت بأنها لا تستطيع الوقوف و خارت قواها، شعر جاسر بذلك و حملها برفق و وضعها على الفراش، و جلس بجانبها... ظل على ذلك الوضع مدة كبيرة، استيقظت ليل و قالت هو انا نمت كتير؟ -لحد المغرب بس... قامت ليل و قالت كتير اوي بجد... -اهااا، هتاكلي؟ تنهدت ليل و قالت لا مش جعانه... -شوية و هتختفي... -لا مش بخس عن كدا...
تنهد جاسر و قال متعبة... -انا عايزة انزل... -تروحي فين؟ -عادي هنزل هروح عند البحر و ارجع... جاسر مستغرب طلبها و طبعا مش عارف يوافق و لا يعمل ايه؟ و قال يعني انتي عايزة تنزلي عشان تتمشى بس، هزت ليل رأسها... جاسر طبعا كان شاكك فيها، و قال...
رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث عشر
-ماشي البسي و هننزل، ليل بصيت لي باستغراب و قالت انت هتيجي معايا... -اها عندك مانع... -لا عادي انا هقوم البس... قامت ليل و أخذت ملابسها و بعد ذلك ذهبت إلي المرحاض و بعدين خرجت و قالت انا خلصت... تنهد جاسر و قال تمام يلا... نزلوا من الشقه و اتجه ناحيه السيارة اوقفته ليل و قالت خلينا احنا بس مش لازم سواق أو حراسه... -طيب اتفضلي...
دلفت ليل إلى السيارة و هو كذلك و بعد مرور بعض الوقت وصلوا إلى الشاطئ التي رآها به اول مره... جلسوا على الصخور و قامت ليل بوضع قدمها في الماء... جاسر قاعد ساكت و بيتفرج عليها... ليل كانت تنظر إلى البحر و على ثغرها ابتسامة، عدي عليهم شوية و جاسر قرر يقطع الصمت و قال ليل... انتبهت له ليل و قالت نعم؟ -ايه اللي عاجبك في المكان دا؟ -عادي جميل، مفيش احلي من قعدة البحر... -كنت مفكر كدا برضو بس طلع في احلي...
ليل بصيت لي و قالت ايه؟ -مش هقولك... ردت ليل بصوت منخفض و قالت رخم اوي... -سمعتك... ليل مسكت حجر و قامت بحفر اسمها على الحجرة به، نظر لها جاسر بتعجب و قال انتي بتعملي ايه؟ -بكتب اسمي... -ليه؟ ابتسمت و قالت ذكرى... -عادي ما انتي ممكن تيجي تاني... -و ممكن لا، جاسر مش فاهم كلامها و قال و ايه اللي هيمنعك..؟ تنهدت ليل و قالت بحزن عشان احتمال مكنش موجودة فمش هعرف اجي...
-هتروحي فين يعني؟، طبعا جاسر بيفكر في حاجه غير اللي ليل تقصده خالص... -اكيد هروح مكان احسن من هنا، و مع الناس اللي بحبها... جاسر حس انه مضايق و بدأ يفكر في مين الناس دي و قال مين؟ -ماما... -هي فين؟ -الله يرحمها، جاسر اتصدم و قال و انتي هتروحي ليها ازاي؟ -كلنا هنموت... -بس انتي لسه صغيرة... -الموت ملهوش سن، جاسر فضل باصص ليها و قطعهم رنين هاتفه و رد... -الو...
-بجد يا جاسر انت بتهزر صح؟ فينك دا كله و انهاردة مجتش الشركة -كان عندي حاجات بخلصها... تنهدت مايا و قالت طب انت كويس... -اهااا، سلام، و قفل معاها... نظرت له ليل و قالت مايا بتحبك... عقد حاجبه و قال و انتي عرفتي ازاي؟ -طالما عارفه كل عيوبك و متمسكة بيك يبقى بتحبك، الحب حلو و ممكن يكون بدايه حلوه ليكم... تنهد جاسر و قال مفيش حب يا ليل، بتبقي مجرد مشاعر فارغه احنا اللي بنبنيها...
-يمكن عشان انت مجربتش بس اكيد لما تحب هتتغير... -مش انتي بتقولي اللي بيحب حد بيستحمل عيوبه... -اكيد مفيش واحدة هتستحمل انك تخونها، و انك تعاملها وحش و حاجات تانيه كتير... -و انتي بتضايقي من كدا؟ ليل سكتت لثواني و بعدين قالت عادي مفيش حاجه تخليني اضايق لاني عارفه سبب جوازك ليا، فأنت حر... -ما انا ممكن اخليكي معايا على طول... ليل ابتسمت و قالت مش هتقدر... -اقدر اعمل ايه حاجه؟
-في حاجات مش بنقدر نعملها و لا نتحكم فيها... -زي؟ -زي انك مستحيل تقدر تحي حد او تمنعه يموت لأن دي حاجه بأيد ربنا، و الحب يعني متقدرش تجبر حد انه يحبك لأن حتى الحب بيعتبر رزق و طبعا انا بتكلم على الحب اللي بجد بين اتنين متجوزين مش الحب الحرام... -حبيتي قبل كدا؟ تنهدت ليل و قالت و لا مره و لا حتى اتحبت، يمكن المرة اللي حسيت فيها أن اني اتحبت كان محمود... جاسر بضيق عملك ايه عشان تحسي بكدا؟
-و لا حاجه، بسيط جدا، و فعلا انسان محترم و بتمنى انه يقابل واحده تحبه و يحبها و يتجوزوا... -يعني كان ممكن تتجوزي؟ -لو كنت قابلت محمود قبل كل دا عمري ما كنت هتردد لحظة واحده في إني اوفق عليه بس للأسف حظي كالعادة كان وحش... -انا مش شايف في ميزة؟ يعني و لا شكل و لا إيه حاجه عادي جدا جدا... ليل بصيت له باستغراب و قالت انت مضايق منه ليه؟ جاسر رد بغرور و قال هضايق من دا ليه يعني؟
-على فكرة هو مش وحش اوي كدا، و بعدين مش لازم يبقى طويل و عنده عضلات و شعره ناعم و يبقى بتاع ستات و صاحب شركة و الكلام دا، ممكن يكون شخص عادي بس أفضل... -اممم انا قررت اتجوز مايا... -اتجوزها... -مش هتتضايقي... -لا... -تمام... تنهدت ليل و قالت يلا نمشي...
نظر لها بتعجب و قال ماشي و قاموا عشان يروحوا، ليل فضلت ساكته طول الطريق و لما وصلوا نزلت هي و طلعت على الشقة و بعدين هو طلع وراها، دور عليها في الصالة و لما لاقها فاضية دخل ليها الاوضه، و قال انتي هتنامي؟ ليل كانت لسه هتغير هدومها و هو فتح فجأة يدوب فتحت زارير الفستان، تنهدت و قالت لا كنت هغير و بعدين في اختراع اسمه اخبط على الباب... -براحتي... نظرت له بتعجب و قالت محدش قال حاجه بس انت داخل ليا...
-ايوه عادي... -طب هتفضل واقف كدا؟ -عندك مانع يعني؟ تنهدت ليل بضيق و اتجهت إلى المرحاض و لكنه اوقفها و قال رايحه فين؟ -داخله اغير هدومي... -طب ما تغيري هنا...؟ أوصدت عينها و زفرت بضيق هو انت بتحب تضايقني بايه طريقه؟ و لا عايز قطعها جاسر و قبل شفتيها و ابتعد عنها و حاوط وجهها بيده و قال خلصي و أخرجي عشان تأكلي... -مش جعانه؟ -هتاكلي بالعافية و خمس دقايق و الاقيكي خرجتي... -طيب...
خرج جاسر من الغرفة و اوصد الباب خلفه و كان الديلفري وصل، فتح الباب و خد الحاجه و وضعها على السفرة، خرجت ليل و نظرت له بتعجب و قالت كمان طلبت الاكل... -امممم اقعدي بقا... سحبت ليل المقعد و جلست عليه و قالت ماك... -اممم طالما طلعتي بتحبي فقولت اجيبه ليكي تاني... ابتسمت ليل و قالت شكرا... تناولت ليل الطعام ببط فهي لم تكن لديها شهية للأكل... -هو انتي تعبانة عندك حاجه... نظرت ليل له و قالت لا كويسه.
-اومال ليه بتتعبي كتير؟ نظرت له ليل و قالت عادي عندي فقر دم... -بس؟ هزت رأسها و قالت اها... انتهوا من تناول الطعام و قامت ليل بتنظيف السفرة و قالت انا هعمل شاي اعملك معايا... -ماشي... دخلت ليل إلى المطبخ و جلس جاسر على الاريكة، خرجت ليل و وضعت الشاي على الطاولة و قالت انا هدخل... سحبها من يدها فاختلي توازنها و اجلسها على قدمه، ليل اتوترت و اصطبغ وجهها بالحمرة المفرطة و قالت بخجل في ايه؟
جاسر قرب وشه منها و قبل وجنتيها، و دا خليها تخجل اكتر و سكتت... -بيعجبني اوي حوار الكسوف دا... استغربت و قالت ازاي يعني؟ -حلو يعني اصل بعيد عنك عمري ما عرفت واحده بتتكسف... ابتسمت ليل و قالت طب عايزة اقوم، تركها جاسر تقوم جلست بجواره بس كانت سايبه مسافه بينهم، طبعا هو لاحظ و قال قومي اقعدي على الكرسي احسن... ليل اتحرجت و قالت مش لازم الزق فيك يعني؟ -لو كنا اتجوزنا بطريقه غير دي كانت حياتنا هتختلف؟
فكرت ليل شوية و قالت مفتكرش الصراحه لان في بينا فرق كبير اوى -فلوس يعنى؟ -مش دي بس في فرق في حاجات تانيه كتير، هو انت هتطلقني امتى؟ -مستعجل على الطلاق ليه؟ -مش مستعجلة بس انت قولت هتتجوز مايا و انا مش عايزة اكون بخدعها و اكيد مش هكون عايزها تعرف ايه حاجه من دي؟، جاسر اضايق و كان حاسس انه هيطق هي ازاي كدا بتطلب منه انه يتجوز و كل اللي خايفه عليه أن مايا متعرفش لدرجه دي مش فارق معاها؟!..
-بس انا مش هطلقك... -اكيد هتزهق و هتطلقني -مش هيحصل، تنهدت ليل بيأس و قالت يعني هفضل كدا؟ -مش طايقه تعيشي معايا يعني؟ نظرت له و قالت اها مش طايقه و نفسى تتطلقني، انا فعلا مش قادرة اعيش معاك و مش هقدر اتقبل ايه حاجه منك... -ليه كل دا؟
ترقرت الدموع في عينها و قالت انت شايف انك معملتش حاجه تستأهل كدا؟، فعلا ما هو عشان انت جاسر بيه من حقك تعمل كل حاجه فعادي انك تضربني و تغتصبني ما أنت اشتريتني بفلوسك، حتى مش هاين عليك تطلقني و تخليني ارتاح و بكل بساطة بتقولي ليه كل دا؟، حتى لما لاقيت واحد بيقرب مني قررت تأذي مع انه ملهوش ذنب بس كل اللي يهمك نفسك أن ازاي واحد يبص لي حاجه جاسر بيه اشتريها بس للأسف متقدرش تشتري حاجه تانيه لأنك اخرك تاخد مزاجك مني و خلاص غير كدا لا، وانت لو اخر راجل في الدنيا كلها فمستحيل افكر فيك و فعلا انا بكره كل حاجه انت بتعملها و بتمنى يجي يوم و ابقى حره، تعرف انك لو عملت حاجه كويسه انا بستغربك، استغربت كلامي طبعا و فاكر اني هقبل عشان انت كلمتني كويس مره و لا عشان نفسك تحس اني عايزك...
جاسر كان مصدوم من كلامها و كان مضايق و قال بعصبيه و غضب...