رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني والثلاثون
جاسر بلفهه ايه؟ مدحت فرك عينه و قال ام ليل مكنتش بتخلف و ليل مش بنت صبري حلقت الصدمة عليه و رجت كيانه و انتظر لثواني ليستوعب ما قاله و رد قائلا ازاي؟ -الكلام دا عرفته من ابويا، أصله كان على معرفة بصبري قبل ما يتجوز امي... -عايز خلصه شعر مدحت بدهشه ايه؟
-اسمع اللي قولتلك عليه و انهاردة بالكتير تبقى عندي و قفل معاه على طول لأنه كان خايف ليل تصحى و تسمعه و كان بيفكر في المصيبة دي و ان ليل ازاي هتتقبل الموضوع دا؟ أتنهد جاسر و اتجه ناحيه التسريحة و امسك فرشة شعرها الخاصة و أخذ منها خصله من شعرها و بعد أن انتهى، اتجه إليها و جلس بجانبها و ازح خصلات شعرها المبعثرة و طبع قبله على جبنها و قال ليل...؟
ظل يردد باسمها إلى أن استيقظت ليل، و قالت بابتسامة صباح الخير يا حبيبي... -قومي البسي و لا واخدة اجازة... تقلبت في الفراش و قالت بنعاس لا هقوم و بعدين ما انت اللي سهرتنا امبارح... -بس ايه رايك...؟ -انزل حضر الفطار بدل ما انت سأفل كدا... أبتسم و قال لا بس السفالة ليها طعم تاني معاكي... ليل احمرت وجنتها بخجل خلاص بقا... قام جاسر و قال خلال ١٠ دقايق تكوني خلصتي... ابتسمت ليل قالت حاضر.
جهزت ليل و نزلت و تنالوا الفطار و بعد ذلك ذهبوا الي الشركة جلست ليل في مكتبها لتباشر عملها... انتبهت إلى السيدة التي دخلت المكتب، اتجهت اليها و قالت عندي ميعاد مع جاسر بيه ابتسمت ليل و قالت حاضر ثواني هكلمه، اتفضلي ارتاحي أخبرت جاسر و دخلت حكمت إليه، قام جاسر و قال اتفضلي... -مش ناوي تجيبها لبرا ابتسم جاسر على طول كدا -لما تعطل مصالحي و مصالح جوزي يبقى لازم اتكلم و بعدين دا سامي جالك و أتكلم معاك...
رد جاسر ببرود والله انا بمشي كل حاجه لنفسي... طرقت ليل الباب و دخلت و وضعت القهوة أمامها و قالت اتفضلي ابتسمت حكمت و قالت شكرا... نظرت حكمت إلى جاسر و قالت هتاخد مننا المناقصة الجديدة برضو... -جاسر المنشاوي مبيخسرش... ليل وقفت لأنها معجبهاش طريقته و قالت هي المناقصة المفروض تكون لمين...؟ رددت حكمت على حسب المشروع اللي هيتقدم... -طب ما تشتركوا مع بعض؟! جاسر بدهشة نعم؟
حكمت برفض مستحيل طبعا و بعدين جاسر شغله يختلف تنهدت ليل و قالت لو المناقصة كبيرة يبقى شركتين مع بعض احسن و الاستفادة هتكون للكل ابتسمت حكمت و قالت انا موافقه يا... -ليل جاسر مكنش عنده حل غير انه يوافق و قال تمام... قامت حكمت و قالت عايزة ابقى اشوفك تاني يا ليل ابتسمت ليل و قالت اكيد -هو انتي سكرتيرة جاسر..؟ هزت ليل رأسها، و لكن رد جاسر بجمود و مراتي... استغربت حكمت و قالت بداخلها غيرك خالص.
-سامي هيبقي يتفق معاك علي كل حاجه، و خرجت حكمت من المكتب... جلست ليل و قالت انت بتعامل الست كدا ليه؟ -عادي مش طايقهم تنهدت ليل و قالت دا شغل يا جاسر و بعدين مش طايقهم الست شكلها محترم... زفر جاسر بضيق سامي العراقي يبقى اخو مني مرات ابويا، بلس أن جوز مني امي كانت على علاقه به فأنا مبكرهش في حياتي غيرهم أصلا و طبعا بجانب ابويا و امي -سامح يا جاسر عشان ترتاح...
تنهد و قال مش قادر و مش هعرف و بعدين انا عملت اللي عليا معاها و وديتها المستشفى... ابتسمت ليل و قالت كويس ربنا يشفيها... -ممكن تقعدي من الشغل.. ليل بضيق ليه؟ -عشان انتي حامل و بعدين الحركة مش حلوه في الشهور الأولى... -انا مرتاحة كدا... -يا ليل عشان متتعبيش قامت ليل و طرقت المكتب بكفيها و قالت بضيق عايز تجيب واحدة تفضل داخله خارجه... تنهد جاسر و قام و قال عادي يعني؟ ليل باقتصاب و نظرت له بجد عادي...
حاوط خصرها و قربها منه و قال اهاا مش هخونك متخافيش... ليل بعصبية و انت بتفكر تخوني... -يعني هيكون بحبك اوي كدا و هروح اخونك مش منطق يعني... -بتحبني قد ايه؟ جاسر بتفكر مش عارف بس بحبك اكتر من ايه حاجه في حياتي... ابتسمت ليل و قالت و انا بحبك بس خايفه نسيب بعض هو انت ممكن تسيبني... -لا و بعدين خايفه ازاي ما انتي حامل بابني يعني هنفضل مرتبطين ببعض -يعني اللي هيربطني بيك هو ابنك؟
ابتسم و قال انتي عايزة ايه اكتر من كدا، نظرت له بحزن و ابتعدت عنه و أدارت جسدها و قالت مش عايزة... عناقها من الخلف و قال قلبي هيفضل متعلق بيكي لآخر العمر... ابتسمت و قالت هو انت بتحبني بجد؟ -مش باين؟! تنهدت ليل و قالت خايفه أكون بحلم حلم جميل و بعدين اصحى، خايفه يكون حبك ليا ينتهي -ينتهي.؟! التفت له و قالت انا مقتنعة أن كل حاجه في حياتنا ليها نهاية... -هو الحب لي نهاية...
-لا، بس ممكن يختفي، تعرف ان نفسي تفضل تحبني لحد بعد ما اموت يعني متنسنيش و تروح تتجوز... جاسر بعد عنها و قال بضيق روحي على المكتب... ليل بدهشة في ايه؟ جاسر بعصبية اتفضلي... -هو انا عملت ايه يا جاسر؟ -بلاش تجيبي سيرة الموت تاني... ليل نظرت له بحزن و قالت طيب -هتروحي بدري انهاردة عشان انا عندي شغل كتير... -طب ما انا ممكن أفضل معاك... -لا يا ليل هتروحي عشان ترتاحي، زفرت ليل بضيق و قالت انا زعلت... -ماشي...
تأوهت ليل بألم و قالت الحقني يا جاسر اهااا، اقترب منها و قال بقلق و خوف مالك؟ -شيلني... -ايه؟ ليل بألم اهااا شليني بقا، ، تنهد جاسر و حملها و وضعها على الاريكة و قال مالك؟ -مفيش حاجه... -هزعلك على فكرة، عقدت ذراعها حول عنقه و اقتربت منه و وضعت قبله على شفتيه و قالت زعلني... حدق بعينها التي اذبته بعشقها و قال ليل... -نعم؟ -احنا في الشركة، ابتسمت ليل قائلة قول لنفسك...
-ما هو انتي متقعدش تبوسي فيا و بعدين تقوليلي قول لنفسك... ليل بخجل انا بتكسف على فكرة... -لا واضح... ابتسمت ليل و قالت طب هستناك و نروح مع بعض... -ماشي يا ليل، قبلته مره أخرى و قالت انا هخرج بقا... -لا خليكي هنا..؟ -ما انت عندك شغل... -خليكي معايا... ابتسمت ليل و قال ماشي يا حبيبي...
مر يومين و ظهرت نتيجة التحليل و كانت كما توقع، أخذها جاسر و ذهب إلى منزل صبري طرق الباب و انتظر إلى أن فتح له و قال جاسر بيه اتفضل... -لا تعالي أنت معايا... صبري مستغرب و نزل معاه، جاسر ركب العربية و صبري ركب جانبه، و كانت وراهم عربية حراسه وصل جاسر إلى منطقة مجهورة و صف سيارته صبري بقلق هو احنا وقفنا هنا ليه؟ -انزل... نزل جاسر، و صبري اول ما نزل تلقى لكمه بوجه جاسر بعصبية مين أهلها؟
صبري بتوتر انت بتتكلم علي مين..؟ اخرج جاسر الورق و قال التحليل دا بيثبت انك مش ابوها... صبري بصدمة ليل بنتي... جاسر بغضب إشارة واحدة بس و هخليهم يقتلوك، ليل تبقى مين؟ خطفتها ازاي صبري فضل ساكت، أشار جاسر لهم و انهالوا بالضرب عليه بصق الدماء من فمه و قال خلاص هتكلم... تنهد جاسر و قال انطق...
رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والثلاثون
تنهد جاسر و قال بغضب انطق... -انا لاقيتها و كان معاها بنت تانيه و خدتهم بس معرفش هما ولاد مين فلاش باك كنت ماشي بالتاكسي، (الفترة دي كنت بتشغل على تاكسي) و فجأة لاقيت بنتين ماشين و كانوا بيعيطوا، وقفت التاكسي و نزلت روحت ناحيتهم بصراحه البنتين كان شكلهم نضاف اوي و قولت هتبقى مصلحة لو رجعتهم لأهلهم انحني صبري و قال انتم رايحين فين؟ ابتعدت الفتاة عنه و أمسكت يد اختها الصغيرة و قالت مفيش حاجه...
عقد حاجبه فهي بالتأكيد لم تتعدى الخمس أعوام و قال طب انا عايز اوديكي لماما... -لا انت حرامي... زفر صبري بحنق ما هذه الطفلة و قال بصي انتي تيجي معايا انتي و الكتكوته الصغيرة اللي معاكي و هندور عليهم... ركبت معه الفتاة و سحبت شقيقتها خلفها، جلست جانبه و هي تشعر بالقلق و نظرت إلى شقيقتها الأصغر منها بعامين و قالت بصوت خافت متخافيش يا لولو انا معاكي...
و خدتهم على البيت و مراتي كانت مبتخلفش فلما شافت البنتين قالتي... دخل صبري و معاه البنتين، استغربت زوجته و قالت مين دول؟ -مش عارف لاقيتهم و شكلهم من عيلة جامدة اوي، و لو رجعت ليهم العيال اكيد هاخد فلوس... لوت فمها و قال أو يسجنوك يا اخويا زي ما قولت دول من عيلة جامدة و أهلهم زمانهم قالبين الدنيا عليهم، احنا ناخدهم و نربيهم -نربي مين يا وليه انتي هبله؟
-فيها ايه يا صبري؟ أكنهم عيالنا مش بدل ما ندخل في سين و جيم أحنا مش قده... اتنهد و قال هناخد واحده بس و التانيه نبيعها... -ازاي؟ -زي الناس ناس كتير مبتخلفش و انا ليا واحد صاحبي لي في السكة دي... -ماشي يا اخويا... أخذتهم و دخلت الغرفة و قالت ناموا يا حبايبي لحد ما ندور على اهلكم، انتم اسمكم ايه؟ تحدث الفتاة و قالت هي مش بتتكلم عشان صغيرة انا اسمي اسيل و هي ليلياس -اسمها ايه؟.. -ليلياس...
تنهدت و قالت طيب يا بنتي اجبلكم اكل... -شكرا... خرجت و اتجهت إلى صبري و قالت شوف هتعمل ايه يا اخويا؟ -انا كلمته و هو قالي هيشوف المصلحة دي و يكلمني... و بعدها عديت فترة و الراجل دا كلمني و قالي ان في واحد عايز يشتري و انا حددت معاه الميعاد... بعدها مراتي قالت إنها هتاخد الصغيرة و اللي هي ليل احنا اللي سمينها كدا... خدت البنت و راحت لمكان اللي طلبوا يقابلوا فيه، و صاحبي دا كان مفهمه كل حاجه.
سلمت عليه و قولت البنت معايا برا في التاكسي و هي يدوب عندها خمس سنين... -تمام، دي الفلوس اللي اتفقنا عليها -تشكر يا بيه بس نعترف بالاسم بقا...؟ -سعد المنشاوي و ياريت تنسى انك قابلتني تأني الأفضل لينا... -و لا عمري شوفتك... و من بعدها اديته البت و مشوفتهوش غير لما جالي بخصوص ليل مراتك... جاسر مش مستوعب و قال بصدمة يعني سمر اخت ليل... -مسمهاش سمر اسمها اسيل... -اللبس بتاعهم دا فين اللي خدتهم بي...
-لبس ايه يا بيه دا ارتمي من زمن... زفر جاسر بضيق و قال غور من وشي... جاسر ركب عربيه و مشي و اتصل بسمر قائلا عايز اشوفك دلوقتي؟ سمر بدهشه ليه؟ -١٠ دقايق و هبقي تحت بيتكم، سلام... نزلت سمر و اول ما جي ركبت، انطلق جاسر بالسيارة... -في ايه؟ جاسر وقف العربية و قال انتي مش بنت سعد... سمر ضحكت و قال جاسر هو انت جاي تهزر -للأسف مبهزرش... -و انت عرفت ازاي؟ -روحي اعملي تحليل DNA و انتي تتأكدي...
سمر مش مصدقة َ قالت انت عرفت الكلام دا ازاي...؟ -مش دا المهم المهم اننا حتى مش عارفين اهلكم مين..؟ سمر بدهشة أكبر اهلكم... -اهاا انتي و اختك... -مين اختي؟ اتنهد جاسر و قال ليل... سمر قاعدة تتضحك و قالت جاسر بطل ببرود انت بتقولي كدا بتهزر صح عشان انت مبتحبنش و بعدين عينها دمعت و قالت لا مش صح يعني ازاي؟ -سمر اهدي كدا -اهدي ايه انت جاي تقولي أن دول مش اهلي و ان اهلي مش معروفين... -دي الحقيقه...
وضعت يدها بين كفيها و قالت ازاي بس... -مش مصدقاني اتاكدي... -طب و ليل هتعرف ازاي؟ جاسر بحيرة مش عارف، المهم انتي بلاش تقولي حاجه ليهم في البيت و انا هوصل ليهم... -ازاي بقا؟ -اكيد اهلكم دول نزلوا إعلان مثلا او حاجه، انا هدور في الأرشيف الجرايد يمكن الاقي حاجه و برضو البلاغات اللي اتقدمت اتنهدت و قالت انت بتتكلم في سنين يا جاسر مستحيل توصل لحاجه -كل حاجه ليها أرشيف...
صمتت سمر و ظلت تبكي، رتب عليها و قال سمر العياط ملهوش لأزمة دلوقتي و بلاش حد يعرف حاجه دلوقتي... وصل جاسر سمر و روح على البيت، ليل كانت قاعدة و اول ما شوفته قامت و قالت ايه كل دا يا جاسر...؟ أبتسم و قال حقك عليا بس كان عندي شغل كتير... -طيب يا حبيبي نسمه فوق... -طيب انتي عامله ايه؟ -انا كويسه و أدم كويس، ابتسم و قال طيب يا ستي...
خرجت سعاد من المطبخ و هي تحمل طبق من الحلويات المشكلة و طبق من الكيكة، و قالت انتي فين يا لولو..؟ جاسر نظر إلى ليل و قال ايه دا؟ -ايه؟ -مين اللي هياكل دا؟ -آدم... جاسر بضيق يا ليل هتتعبي -المرة دي بس... -طيب و خدي الدوا... ابتسمت ليل و قالت حاضر، نزلت نسمه و قالت اتاخرت اوي؟ -عندي شغل يا اختي جلست نسمه و ليل و تناولوا الحلويات، نظر لهم و قال و انتي يا نسمه بتأكلي حلويات ليه؟ -عشان آدم...
-طيب انا هطلع أغير و انام... بعد انتهيت ليل، صعدت له و نامت بجواره و قالت جاسر.؟ -اممممم -انت نمت؟ فتح عينه و قال لا، مقدرش انام غير و انتي في حضني... ابتسمت ليل و قالت اومال طلعت ليه؟ -عادي، اقتربت منه و وضعت رأسها على صدره و لفت يدها حول خصره و قالت ماشي يا حبيبي ليل نامت و جاسر كان بيفكر فيها و ازاي هتقدر تتقبل الموضوع دا؟
تسحب من جانبها عندما أشرقت الشمس و ارتدى ملابسه و غادر فهو يريد معرفة هويتها، مرت ايام و هو ذلك الحال يبحث و يبحث إلى أن جاءه اتصال، رد على الهاتف -جاسر بيه في بلاغ أتقدم من واحد و عشرين سنه عن اختطاف بنتين... -مين اللي قدم البلاغ دا...
رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والثلاثون
-سامي العراقي... جاسر بصدمة نعم انت متأكد؟! -والله زي ما بقول لحضرتك واحد اسمه سامي العراقي هو اللي قدم البلاغ، قفل معاه شعر بالحيرة الان فهي أصبحت ابنه سامي العراقي اتصل بنسمه و طلب منها أن تذهب له... وصلت نسمه إليه و كانت تشعر بالقلق، دخلت المكتب و قالت مالك يا جاسر ايه اللي حصل؟ -اقعدي... جلست نسمه و قالت في ايه طيب؟ -هو سامي العراقي كان عنده بنات؟! -اهااا ماما قالت انه عنده بنتين و اختطفوا...
جاسر بتعجب انتي فاكرهم يعني؟ -هفتكر ايه يا جاسر بس دول كانوا صغيرين و انا كنت صغيرة دا حتى طنط حكمت فقدت الأمل انها تلاقيهم تاني فضلت تتدور عليهم ٢١ سنه... جاسر محتار مش عارف يتكلم و يقول ان ليل تبقى بنتهم و لا يسكت... سكت لوهله و اتنهد قائلا انا عرفت مين عيالهم؟ نسمه بدهشة مين؟ -سمر بنت سعد و ليل مراتي نسمه نظرت له بدهشة و قالت هزار دا ولا ايه؟ -مبهزرش ليل و سمر اخوات و الاتنين ولاد سامي العراقي...
-ازاي يعني مش فاهمه جاسر انت متأكد؟ اتنهد و قال للأسف متأكد... -لازم نقولهم طبعا... -اممممم -مالك يا جاسر؟ -اصل دي نهايتي مع ليل... نسمه باستغراب قصدك ايه دي حامل منك يا جاسر و بعدين هي مش ذنبها يعني... -و انا مش هيبقى على ذمتي بنت سامي يا نسمة زفرت نسمه بضيق و قالت انت عايز تسيبها... -اخرتها هبقي واخد بنت سامي و لا هما هيوافقوا و لا انا هوافق...
نسمه اتنهدت و قال هتروح تقولها انا هسيبك عشان اهلك هو دا الحب بالنسبالك... رد بحيرة خلاص يا نسمه مش وقتك، انا فيا اللي مكفيني، اتصل جاسر بسمر و قال عرفت مين اهلك سمر بلهفة مين؟ -سامي العراقي و حكمت الدمنهوري... -انا لازم اقول لليل لازم تعرف -يا سمر مش هينفع قفلت سمر معاه على طول و خرجت من البيت وراحت لي ليل، فتحت ليها و استغربت سعاد من قدومها... ليل لما شافتها قامت و قالت بحدة انتي جايه ليه؟
سمر عينها دمعت و بدأت تقرب منها، ليل كانت مستغربة تصرفها و قالت في ايه؟ احتضنتها سمر، تخشبت ليل و هي مندهشة و قالت هو في ايه؟ بعدت سمر عنها و قالت انتي اختي... ليل مش فاهمه حاجه برضو مش فاهمة منها حاجه و قالت انتي هبله؟ مسحت دموعها و قالت لا انتي اختي يا ليل و ابوكي و امك عايشين... طبعا ليل صعب تصدقها و فضلت ساكته بتحسب سمر اتجننت، وصلوا إلى البيت و لما لاقوا سمر عرفوا أن ليل عرفت...
ليل نظرت إليهم و قالت ونبي يا نسمه شوفي بنت عمك... جاسر اتنهد و قال انتي مش بنت صبري يا ليل... ليل بدهشة اومال بنت مين؟ -اقعدي و انا هفهمك كل حاجه... ليل جلست و بدأ جاسر كلامه قائلا صبري خدك انتي و اسيل اللي هي سمر و باعها لسعد و رباكي انتي... ليل بصدمة مش فاهمه يعني ايه؟ -يعني انتي مش ليل و مش بنت صبري و لا إيه حاجه من دي؟ انتي ليلياس سامي العراقي...
ابتلعت ريقها بصعوبة و قالت يعني طول السنين دي و هما اصلا مش اهلي، شعرت بدموعها التي بدأت تسيل على وجنتها قائلة بعد كل دا و تطلع أن دي مش حياتي اصلا، انتم بتهزروا؟!؟! هز جاسر راسه و قال دي الحقيقة يا ليل و مش ناقص غير أن اهلكم يعرفوا... ليل نظرت لهم و قالت انا مش مصدقكم انتم بتكدبوا عليا و قامت ليل و سأبتهم... -كلمي قرايبك يا نسمه خليهم يجوا لازم يعرفوا و انتي يا سمر بعد كدا فهمي اهلك...
نسمه كانت مترددة و أمسكت هاتفها و قالت ازيك يا خالو؟ -بخير يا حبيبتي... ابتلعت ريقها و قالت انا عايز اقولك على حاجه؟ -قولي يا نسوم... نسمه بتوتر انا عرفت مكان بناتك... سامي بدهشة نعم؟ -والله عرفت مكانهم و هما معايا دلوقتي... -هاتي العنوان، ترك سامي كل ما في يده و غادر عمله بأقصى سرعه و اتجه إلى قصر المنشاوي... جاسر مكنش عارف المواجهة بتاعته هتكون ازاي و لا هيعمل ايه؟
و نسمه بتفكر في رد فعل كل واحد فيهم، و سمر كانت خايفه من اول لقاء بأهلها سامي دخل و قال بلهفة هما فين يا نسمه؟ سمر عينها دمعت و قامت و قالت انا اسيل... سامي مش مصدق ان بنته اللي تاهت من سنين واقفه قدامه دلوقتي، اتجه اليها بخطوات بطيئة و عناقها باشتياق و قال انا مش مصدق عينا و دام ذلك العناق كثيرا، فهو غير مستوعب انها عادت إلى حضنه الان...
أبتعد عنها و قال فين ليلياس؟، طبعا هو مكنش فاضي يفكر هما بيعملوا ايه عند جاسر دلوقتي... تنهدت سمر و قالت هي فوق، جاسر لوسمحت اطلع ليها... سامي اول ما سمع الجملة دي قال انتم هنا ليه؟ جاسر طلع و سابهم، نظرت نسمه له و قالت جاسر و ليلياس متجوزين يا خالو... سامي بصدمة نعم؟، انا بنتي تتجوز دا...؟! دخل جاسر ليها و لاقيها نايمه و بتعيط، اقترب منها و وضعت يده على ظهرها و قال ليل.
قامت و نظرت له و قالت ببكاء كل دا كدب صح؟! -للأسف كل دا حقيقي... هزت رأسها بعدم تصديق و قالت يعني اعيش طول حياتي بعاني في مكان مش مكاني... رتب عليها و قال ليل ابوكي تحت... -هو كدا خلاص و لا إيه؟ انت هتسيبني، مكست أيده و قالت ببكاء و اهتزت نبرتها جاسر... -انزلي شوفي اهلك يا ليل... تركت يده و قامت و قالت انا مش عايزة اشوف حد، انا مليش أهل، سأبوني في حالي...
جاسر قام و قال انتي مش صغيرة عشان تعملي كدا و بعدين الموضوع دا بيحصل مع ناس كتير... شعرت بأنها لم تسطيع تحمل ذلك فهي عانت ايام من الضرب و الإهانة و الآن يظهر لها أهل، انتهت جميع أحلامها و دفنت بالحياة، سقطت ليل مغشيا عليها، حملها جاسر و نزل... سامي بلهفة هي مالها فيها ايه؟ -تعبانة، انا هوديها المستشفى... أخذها جاسر في سيارته و لحق به سامي و سمر و نسمه...
اتنهد جاسر و قال حتى انتي طلعتي مزيفة، مطلعتش ليل اللي انا حبيبتها كلكم مزيفين و كدابين... توقف أمام المستشفى و حملها من داخل السيارة و دخل إلى المستشفى انتقلت ليل إلى غرفة الكشف، وصلوا هما... جاسر قال انا همشي... نسمه باستغراب و مراتك؟ -انا متجوز ليل مش ليلياس... نسمه بدهشه انت بتهزر؟ -لما تفوق ابقي طمنيني عليها، سامي لاحظ و اتجه إليه قائلا انا لسه في بينا كلام يا جاسر.
-مفيش بينا كلام يا سامي بيه بنتك جوه اهي و انا منسحب تماما... -كويس، المهم تطلقها... -اكيد... جاسر مشي، ركب عربيه و فضل واقف، أسند راسه علي المقعد شعر بأنه يريد أن يخدم ذلك الضجيج الذي احتج كيانه، كان بداخله شي لا يستطيع تركها و لكن قرر القضاء على ذلك الشي سامي كلم يوسف و فهمه كل حاجه و طلب منه أن يفهم حكمت و يجيبها و يجي... نسمه كانت بتفكر في حالة ليل بعد ما تفوق و تعرف ان جاسر قرر يسيبها و يمشي...
ذهب يوسف الي، فقد أخبرته سكرتيرتها الخاصة بأنها ذهبت منذ قليل، دخل إلى قصرهم الفاخر و ترجل من سيارته دخل يوسف و أوقفها قبل صعودها الدارج ماما التفت حكمت و نزلت الدرجتين التي صعدتهم و قالت يوسف؟ -انا عندي ليكي خبر حلو... ابتسمت حكمت و قال ايه هتتجوز و لا جاسر حصله مصيبة هيريحنا منه... -اللي كنتي بدوري عليهم من ٢١ سنه ظهروا تاني أسندت على مسند الدارج و قالت ازاي؟
-والله بابا لسه مكلمني و بيقولي أنهم في المستشفي... حكمت بلهفة وديني ليهم حالا و خرجت تسبقه و كانت تركض بخطواتها و أكن الزمن اعادها لها ٢١ عام مرة أخرى... وصلوا إلى المستشفى و صعدوا إليهم، ذهبت حكمت ناحيه سامي و قالت هما فين؟
رتب عليها و قال اللي واقفه مع نسمه دي اسيل و ليلياس جوه، عندما راتها سمر نظرت إلى نسمه و قالت هي دي تبقي امي؟، هزت نسمه رأسها، اتجهت سمر إليها و كذلك حكمت و احتضنتها بشوق و ظلت تبكي بشده فهي لم تصدق بأنهم عادوا إليها بعد ذلك العناء التي عشته فهي كانت فقدت الأمل... نسمه سأبتهم و دخلت تتطمن على ليل، ليل كانت بدأت تفوق و لاقيت نسمه قدامها فسألتها قائلة هو جاسر فين يا نسمه؟
نسمه مكنتش عارفه ترد تقولها ايه، و قالت راح يجيب حاجه... ليل مكنتش مصدقة و كانت حاسه انه مش موجود و قالت هو مشي و سابني صح...؟ نسمه بحزن ونبي يا ليل متوجعيش قلبي... ليل انهارت باكيه و قالت بين شهقاتها هو ليه بيعمل معايا كدا؟ ليه؟.. دخلوا لما سمعوا صوتها، ليل سكتت اول ما شوفتهم و قالت اطلعوا برا انا مش عايزة اشوف حد... حكمت اقتربت منها و قالت ليه كدا يا بنتي؟ ليل بعدت و قالت أمشوا من هنا...
حكمت ببكاء خلاص يا بنتي احنا هنطلع بس اهدي، خليكي معاها يا نسمه... نسمه رتبت عليها و قالت دي امك يا ليل مينفعش دي فضلت ٢١ سنه تتدور عليكي... -و انا فضلت ٢١ سنه مبهدلة... رتبت عليها و قالت اهلك ميستاهلوش منك كدا و لا كان ذنبهم و لا ذنبك و انتي حامل فغلط عليكي اللي بتعملي دا؟ -هو جاسر راح فين؟.. بالخارج حكمت بتعيط و سامي بيحاول يهديها... -هي عملت كدا ليه انتم عملتوا فيها ايه؟
-اكيد مصدومة يا حكمت، ادعي ليها بس... ليل فقدت وعيها تاني و سامي طلب من الدكتور انها تتنقل البيت و يكون معاها ممرضة و فعلا نقلوها إلى المنزل، استغرب الجميع من تصرفه... حكمت بدهشة انت عملت كدا ليه؟ -ليلياس متجوزه جاسر المنشاوي حكمت بصدمة جاسر؟! -وانا عملت كدا عشان تبقى تحت عينينا انا مش هسيب بنتي لواحد زي دا...؟
نسمه سمعتهم و قالت بضيق دا اخويا و على فكرة ليل حامل منه...؟ و حتى لو طلقها هيفضل اللي بطنها دا ابنه، مرت ساعات و ليل فاقت و لما فتحت عينها المرة دي لاقيتها نفسها في أوضه غريبه عنها، قامت من على الفراش و خرجت من الغرفة، لتجد نفسها في ذلك المنزل الواسع التي لم تعرفه من قبل، نزلت السلم، و لاقيت حكمت قدامها و التي ذهبت إليها مسرعة و قالت قومني ليه يا حبيبتي؟ -هو انا فين؟ -انتي في بيتك يا بنتي...
-هي نسمه فين؟، و جاسر مجاش... حكمت بحيرة لا يا بنتي جاسر خلاص صفحة و اتقفلت من حياتك... ليل ابتعدت عنها و ركضت خارج المنزل، حكمت مقدرتش تحلقها، ليل هدأت في سيرها بعد أن تأكدت بأنها خارج ذلك المنزل، كانت لا تعرف وجهتها و لكنها أرادت السير لتبحث عن نفسها التي فقدتها فهي الأن تائهة بين ليل و ليلياس كانت لا تعرف لماذا تركها و غادر بهذه الطريقة، و لما تخلي عنها بسهولة...