رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس والعشرون
صعدوا و دخلت ليل إلى غرفتها و لاقيته قاعد على الاريكة، ليل حسيت انها خايفه منه و قالت هو انت طلعت ليه؟ جاسر نظر لها بملامحه القاطبة و قال عادي... ابتلعت ليل ريقها و اقتربت منه و قالت بتوتر جاسر هو في حاجه حصلت...؟ -هو انتي خايفه ليه؟ ليل كانت عايزة تبان انها مش خايفه و قالت مش خايفه و لا حاجه؟ جاسر بضيق بجد؟! اومال ايدك بتترعش ليه؟ -انت اللي شكلك اتغير فجأة...
-عادى هو عشان شكلي اتغير يبقى في حاجه...؟! ليل زفرت بضيق و قالت انت مش شايف بتكلمني ازاي؟ امسك جاسر هاتفه و وضع شاشته أمام عينها لكي تقرأ الرسالة (مراتك خاينه) و بعض الصور ليها التي كانت تقف بيها بشعرها... ليل نظرت له بدهشه و قالت انت مصدق يعني؟ -لا مش مصدق لأني لو صدقت حاجه زي دي هدفنك مكانك، بس ايه الصور دي؟ ابتلعت ليل ريقها و قالت انا مكنتش محجبة و اتحجبت من ست سنين بس.
جاسر مستغرب و قال وضحى و احكي كل حاجه؟
ليل بتوتر يعني كنت واحدة عادية و لا محجبة و لا حاجه، و الصور دي كانت في لوكاشن التصوير، امي ماتت و انا في سته ابتدائي و من بعدها كنت بعمل كل حاجه بمزاجي مكنش في حد بيقولي دا غلط و دا صح و فضلت كدا لحد ما حتى مجموعي في ثانوية عامه مكنش حلو و دخلت تجارة انجلش، و طول الفترة دي مكنتش بفكر غير في حاجه واحده و هي اني اسيب البيت و امشي كنت زهقت من مرات ابويا و اللي بتعمله معايا، و تنهدت بحزن عملت مسرحية مع فرقة و وقتها دخلت بدل بنت تانيه كانت اعتذرت و صاحبتي كانت في الفرقة و شايفني مخرج وقتها و كلميني و كدا، و كانت بالنسبالي فرصه و روحت لي المكتب و كان هخليني اعمل فيلم و اكون البطلة بتاعته بس دوري في الفيلم مكنش لطيف حتى وقتها قولت لبابا و رحب بالفكرة اوي...
-دورك كان ايه؟ -راقصه و من بعد الرقص حاجه تانيه... -و ايه اللي خليكي تبعدي...؟ -كنت بتدرب على الرقص، و فضلت فترة بس المجهود بدأ يبقى كتير عليا و قلبي مستحملش، بابا وأدنى المستشفى و هناك الدكتور قال اني لازم اقعد فترة و مينفعش اتحرك و محتاجة عمليه... بابا رفض انه يعملي العملية و قال كفايه العلاج... دخل صبري لها و قال ايه يا اختي جايه تموتي دلوقتي؟! رددت ليل بوهن و قالت انا كويسه...
-انا مش هقول حاجه للأستاذ و انتي حاولي تفوقي كدا و اقفي على رجلك...
وقتها كل اللي كان همه الشغل دا حتى مكنش خايف عليا، بس قلبي مكنش مرتاح للموضوع، كنت بشوف ماما بتصلي و هي تعبانة او بتقرأ قرآن و هي مظلومة و زعلانه، بس انا مجربتش من ساعه ما هي ماتت اني اعمل زيها، بس كنت متأكدة أن الحوار دا في حاجه وحشه ليا، وقتها هو خرج و سابني فضلت قاعدة لوحدي حتى مش عارفه اعمل ايه و اكمل و لا، لحد ما سمعته بيتكلم مع مراته و الكلام دا كان اليوم التاني كانوا بيحسبوني نايمه...
صبري بضيق دي بقيت حاجه تخنق الراجل قال إنه عايزها... حنان بتعجب و هو عايزها في ايه؟ -هيكون في ايه يا وليه دي مخرج كبير و هيجي من وراها فلوس كتيره و احنا هنستفاد... تنهدت حنان و قالت عايز يتجوزها يعني؟ صبري بامتعاض اهااا عايز يتجوزها...
و دي كانت إشارة ليا انا اعترض و كلمت المخرج و قولتله اني تعبانة و حالتي متسمحش بحاجه و هعتذر و شرحت لي حالتي و من بعدها بقا خليتني في نفسي و اتحجبت وبدات أقرب من ربنا تقريبا احلى حاجه حصلت في حياتي، لحد ما بقيت ليل اللي انتي شوفتها و كمان مايا كنت عرفها بعد ما اتحجبت و كنت في تالته جامعه... ليل نظرت له بعتاب و قالت بنبرة جادة انت متخيل أن مجرد رسالة ممكن تبوظ حياتنا...
جلست ليل بجانبه و امسكت بيده و قالت مستحيل اخونك والله و مفيش حاجه من اللي قولتلها كدبت فيها و اتأكد بالطريقة اللي تعجبك عايز تضربني أو تعمل إيه حاجه براحتك، و قامت من مكانها و قالت بلاش تسكت كدا، رد عليا او اعمل ايه حاجه... جاسر فضل ساكت و باصص عليها، ليل اتنهدت و قالت جاسر... قام جاسر و قال انا هنزل، أمسكته من معصمه و قالت هتروح فين؟ -ليل سيبي ايدي، تركت ليل يده و قالت يعني انت مش مصدقاني؟
تركها جاسر و قبل أن يفتح الباب سمع صوت ارتميها على الأرض، فلف لها و قال بقلق ليل... اتجه عليها و حملها من الأرض و وضعها على الفراش و احضر زجاجه عطره و مررها على انفها، استعادت ليل وعيها و أمسكت يدها و قالت بوهن جاسر؟ -اسكتي يا ليل عشان متتعبيش... قامت ليل و جلست و قالت مش تعبانة... -انا مصدقك و عادي مفيش حاجة بس الصور دي مع مين؟
-مش عارفه المكان الوحيد اللي كانت في هو تليفوني لاني انا كنت متصورة بتليفوني لان ديكور المكان عاجبني و اللي كانت بتصورني واحدة صاحبتي و اسمها نرمين... -ماشي يا ليل... ليل لفت ذراعها حول عنفه و عناقته، وضع ذراعه حول خصرها و قال خلاص يا ليل الموضوع عدي بس بلاش تعملي حاجه تكسرني... -حاضر، بس هو مين اللي بعتلك الصور دي وجبها منين؟ -اكيد حد يعرفك و يعرفني و قاصد يعمل كدا...
تنهدت ليل و ابتعدت عنه و قالت بابا... جاسر بص ليها بتعجب و قال و ابوكي دا هيعمل كدا ليه؟ ليل بحيرة مش عارفه بس مفيش غيره هو و مراته كانوا يقدروا يخدوا التليفون... -هعرف المهم ملكيش دعوة بحاجه... -انا هنزل... ليل مسكت ايده و قالت مضايق؟ -لا... -طب خلاص نام، عشان الشغل الصبح بدري... تنهد جاسر و قال ماشي...
نام بجوارها، و ما منهم يفكر، فليل كانت تفكر بمن ارسل هذه الصور لجاسر، لم يكن بها شي سي و لكن من ارسلها بالتأكيد يريد بيها شيئا آخر؟! في الصباح قام جاسر و ارتدى ملابسه استيقظت ليل و قالت انا هلبس و اجي معاك... -ماشي... ليل ارتديت ملابسها بسرعه البرق و تابعته، تناولوا الفطار معنا، و بعد ذلك ذهبوا إلى الشركة...
نسمه استيقظت من نومها و تناولت فطورها و ظلت جالسة تنظر قدومهم... سمعت صوت الباب و قامت تفتح و استغربت لما لاقت سمر و قالت سمر؟! سمر ببكاء نسمه انا روحتلك البيت طنط مني قالت انك هنا -اتفضلي... دخلت سمر و جلست معها، سألتها نسمه قائلة مالك؟ سمر ببكاء بابا عايز يجوزني و انا مش موافقه و مش عارفه اعمل ايه؟ نسمه رتبت عليها و قالت ازاي عمي يعمل كدا...؟، محدش بيتجوز غصبن عنه و انا هخلي بابا يتكلم معاه...
سمر ببكاء انا مش عايزة اروح لي تاني... -دا بيتك يا حبيبتي و متخافيش بابا هيتصرف... ابتسمت سمر و قالت شكرا... -اطلعي يا حبيبتي غيري و انزلي... -بس انا مليش هدوم هنا؟ -اوضتي فوق يا سمر... ابتسمت سمر و قالت بامتنان شكرا... صعدت سمر إلى غرفتها و تلاشت ابتسامتها و أخذت هاتفها و اتصلت بوالدتها كل حاجه تمام... -حلو أوي كدا... -بس جاسر ممكن يقفشني ما انتي عارفها...
-احنا شغلنا على البت اللي متجوزها دي؟! و لازم تاخدي مكانها بأية طريقه... -بس جاسر مستحيل يحبني أو حتى يبص ليا دا مصدق فسخ خطوبتنا... زفرت نبيله و قالت كنا اغبيه اقسم بالله و انتي يا اختي عومتي على عومهم و دلوقتي جات واحده خدته... تنهدت سمر بحيرة و قالت قولي يارب اوصل حاجه... -هتوصلي يا قلب أمك، اقفلي بقا و عايزكي تشتغلي صح... قفلت معاها و أخذت طقم لها و ارتديته و بعدين نزلت و فضلت قاعدة مع نسمه...
جاسر و ليل و وصلوا إلى البيت و ليل أول ما شافت سمر بصيت ليها و سكتت... سمر قامت من مكانها و سلمت على جاسر و قالت وحشتني... جاسر رد باقتضاب و انتي... ليل كانت مضايقه خصوصا أن من الواضح ان سمر طريقتها رخمه و كمان طريقه لابسها مش لطيفة... ليل بضيق جاسر انت مش هتتطلع؟! اومأ جاسر برأسه و استأذن منهم، نظرت ليل إليها و قالت يا حبيبتي البسي حاجه احسن ما انتي قالعه كدا... سمر بغضب و انتي مالك...؟
ابتسمت ليل ببرود و قالت انسى... -قصدك ايه؟ -يعني لو جايه عشانه فبصراحه هتبقى بتتعبي نفسك على الفاضي... و بعد ذلك صعدت ليل إلى جاسر و لاقيته خارج، نظرت له بضيق و قالت انت رايح فين؟ -نازل... -مفيش نزول... جاسر باستغراب ايه هفضل قاعد هنا؟ -انا مش مرتاحة لبنت عمك دي الصراحه... -غيرانه عليا؟ -لا مش غيرة... -طيب انا نازل بقا، خرج جاسر من الغرفة و تركها تشتغل غضبا، غيرت هدومها بسرعه و نزلت.
لاقيت سمر قاعدة جنب جاسر أو بالأصح لازقه في... ليل وشها قلب و اضايقت جامد و حسيت انها عايزة تشد سمر من شعرها... جاسر لما شافها عمل نفسه مش واخد باله و قال روحي اعمليلي قهوة يا سموره اصلي بحب اشربها من ايدك... ليل تقريبا كانت هتولع و هي واقفه و نسمه كانو مستغربة تصرف جاسر، قامت سمر و نظرت إلى ليل بخبث...
رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع والعشرون
ليل تقريبا كانت هتولع و هي واقفه و نسمه كانو مستغربة تصرف جاسر، قامت سمر و نظرت إلى ليل بخبث... ليل نظرت إلى جاسر بضيق و صعدت إلى غرفتها مره أخرى و هي تتوعد بداخلها والله ما تسكت غير ما اضربها بس الصبر... نسمه نظرت لجاسر بتعجب و قالت على فكرة ليل زعلت... -ما انا عارف... نسمه بدهشه انت قاصد يعني؟ -الصراحه اها انا هطلع و انتي اشربي القهوة من ايد سموره...
غمزت له نسمه و قالت مش قادر على زعلها و لا إيه؟ -تحبي تشوفي أوضه الفران... ضحكت نسمه و قالت طب اسكت انت يا بتاع لولو... صعد جاسر لها و ليل أول شافته نظرت له بغضب و سكتت -طلعتي ليه؟ -تعبانة... -مالك؟ -ولا حاجه بس ياريت تاخد بالك من تصرفاتك... قرب منها، فأعطيته ظهرها و قالت ابعد عني، وضع شعرها جانبا و قبل عنقها و قال مش قادر ابعد عنك... ليل استدارت له و قالت بجد؟ حاوط وجهها بيده و قال بجد...
زفرت ليل و قالت بغضب انت بتضحك عليا ابعد عني... -سألتك و لا؟ -عن ايه؟ -قولتلك غيرانه قولتلي لا... -مش معنى كدا يعني انا انزل الاقيك قاعد جانبها بالطريقة دي..؟! انحني على شفتيها و قبلها و قال عديها... -براحتك بس لو مش عايزها تتضرب أتلم و ملكش دعوة بيها... -ليل انتي مش ملاحظة ان لسانك طول شوية... -عشان انت مش بتحترمني؟ و المفروض اني مراتك...
-سمر بنت عمي و بس و اللي في دماغها هي حره في لكن هي متخصنيش بحاجه... -ماشي بس برضو بلاش تكلمها و لا تقعد معاها و لو قعدت اقعد بعيد... جاسر بتعجب حاضر، اسيب البيت لو عايزة؟! -لا مش لدرجه دي و بعدين دي مش غيرة و لا حاجه... -طبعا اومال..؟ ابتسمت ليل و قالت مفيش نزول بقا... -مش هينفع تعالى ننزل و مش هكلمها ليل بضيق طب لو كلمتها، ابتسم جاسر و قبل شفتيها و قال مش هبوسك لمدة ساعتين... -هنهزر؟
-لا بتكلم جد، و امسك يدها و نزلوا من الغرفة، سمر اول ما شافتهم اضايقت و قالت عملت القهوة؟ ليل بضيق هتبقى بردت و محدش بيشرب القهوة بادرة سمر بضيق عندك حق انا هقوم اعمل واحده تانيه، قامت سمر... استأذنت ليل و دخلت المطبخ خلفها و قفلت الباب من الداخل و قالت انتي عايزة ايه يا بت؟ سمر لفت ليها و قالت و انتي مالك و بعدين اوعي تكوني فاكره اني هخاف منك...
ليل بعصبيه وحياة امي لأضربك، خلعت ليل حذائها و اقتربت منها و ضربتها، سمر فضلت تتدافع عن نفسها و تبعدها... و ليل ماسكه فيها و فضلت تتضربها و شددتها من شعرها جامد... و بعدين بعدت و قالت اقسم بالله المرة الجايه هموتك... -انتي فاهمه الموضوع غلط يا ليل... -فاهمه غلط فاهمه صح انا مش هسيب جوزي، و خرجت ليل من المطبخ و كانت هدومها اتبهدلت و شعرها اتبعثر.
جاسر و نسمه استغربوا و جاسر راح ورا ليل و نسمه دخلت لسمر و قالت بدهشه ايه دا يا سمر؟ -مرات جاسر ضربتني -ليه؟ -مش عارفه لاقيتها مرة واحده مسكت فيا...! جاسر فتح الباب و دخل و قال في ايه؟ -ولا حاجه ضربتها عشان تحترم نفسها... جاسر بدهشه هي عملت ايه؟ -بصراحه مش طايقها و مش مستحيلة طريقتها معاك، و أكملت بعصبية اهاا دي غيرة... جاسر قرب منها و احتضنها و قال اهدي بس... ليل بعدت عنه و قالت بضيق انا هاديه اهو...
-اهدي عشان متتعبيش و بعدين مليكش دعوه بسمر... -حاضر... قبل جبنها و قال روحي نامي، و انا هروح لنسمه و اجي... ذهب جاسر إلى غرفة نسمه و قال سمر فين؟ -دخلت تنام... تنهد جاسر و قال بكرا تأخديها و تروحي تقعدي في الشقة... -حاضر... -تمام و ياريت من الصبح لأنها هي و ليل مش متفقين مع بعض و انتي عارفه ان ليل و لا ينفع معها عصبيه و لا حاجه فمش عايزها تتعب، و ذهب إلى غرفته مرة أخرى.
جاسر لما صحي الصبح سابها نايمه و مرضاش يصحيها و لما نزل قال لسعاد لما ليل تصحى خليها مرتاحة و لو على الشغل مش لازم انهاردة... -ماشي يا ابني...
لما نسمه و سمر صحوا، طلبت نسمه منها أنه تروح معهد مشوار و سمر استغربت و استغربت اكتر لما راحوا شقة و قالت احنا هنا ليه؟ -عادي جاسر قال عشان نكون علي راحتنا و عشان في مشاكل معاكي انتي و ليل... زفرت سمر بضيق و قالت عشان السنيورة بتاعته... -مراته و بعدين هي تعبانة... -تعبانة ايه دي هجمت عليا زي القردة... -هنا هيكون أفضل يا سمر...
ليل لما صحيت سعاد قالتها اللي حصل فاتنهدت بارتياح.
جاسر كان يعمل على بعض الأوراق و لكن أتى إليه مكالمة، جعلته يغادر مسرعا...
و بالنسبة لليل فهي كانت مضايقه عشان جاسر اتأخر و قررت تتطلع تنام، بس للأسف معرفتش و فضلت صاحية دخل الاوضه و لاقها لسه صاحية، سألها بهدوء انتي صاحية ليه؟ -اتاخرت ليه؟ جاسر سكت شوية و رد برا كان عندي شغل... قامت ليل و اقتربت منه فجاسر كان يبدو عليه الضيق و وقفت أمامه على طول و قالت مالك؟ -مفيش نامي انتي... وضعت يدها على صدره و قالت في حاجه حصلت؟
-لا مفيش، ممكن تنامي عشان انتي عندك شغل الصبح، و بعد يدها و ذهب في اتجاه الخزانة استغربت ليل و راحت وراها و قالت جاسر؟، التفت ليها و قال نعم؟ -في ايه؟ مالك؟ -يهمك؟ ابتلعت ريقها و صمتت و هي تطيل النظر له و قالت اهااا، ابتسم جاسر و قال روحي نامي... -عايزة اعرف مالك؟ -انا كويس يا ليل، ليل قربت منه و عقدت ذراعها حول عنقه و أسندت رأسها على كتفه و قالت كداب...
اتنهد جاسر و اوصد عينه بحزن و قبض عليها بشده، تقريبا ليل عملت الحاجه اللي هو كان عايزها و فضلوا كدا شوية، ابتعدت عنه و قالت احكيلي... أبتسم و قال ممكن تسيبني و تروحي تنامي... -خليني معاك... -مش مضطرة تعمل دا... -مش فاهمة؟، مسك ايدها و قال يعني مش مضطرة يا ليل مش مضطرة تستنيني و لا مضطرة تسمعني... ليل عينها بدأت تدمع و قالت خلاص زهقت صح؟ -ليل روحي نامي... -عايزة اعرف.
-ملهوش علاقة بكدا يا ليل بس لازم نوقف التمثيلية دي دمعت عينها و قالت بنبرة توشك على البكاء و مين قالك اني بمثل، تلاقت نظراتهم و قال يعني؟ -يعني انا ولا بمثل و لا حاجه، أدارت ظهرها له و لكن امسكها و لفها إليه و قال ليل... -نعم؟ -قصدك ايه؟ -بعد اذنك، لف ذراعه حول خصرها جعلتها تلتصق به و قال لما تقولي الأول، نظرت له ليل و قالت خلاص بقا يا جاسر... -تعرفي اني حبيت اسمي اوي من ساعه ما بداتي تقولي...
اصطبغ وجهها خجلا و قالت طب ممكن تسيبني؟ -حاضر بس قولي الأول... L-خلاص بقا و بعدين انت مش بتقولي و لا بتحكيلي حاجه... أبتسم جاسر و قال هحكيلك بس لو قولتي... نظرت له و قالت مش بمثل في حاجه و فعلا عايزة أفضل معاك على طول... -يعني خلاص مش عايزة تتطلقي...؟! -لا مش عايزة... -ليه؟ ليل نظرت له و اطالت النظر و قالت عشان، و سكتت و كررت تاني عشان، و سكتت... جاسر باستغراب عشان ايه؟ -عشان بحبك...
جاسر اتجمد مكانه و ظهر في مخيلاته الكثير من سماعه لهذه و لكنها لم تخرج سوي من العاهرات... أمسكته ناهد و قالت تعالى يا روح مامي... ابتسم له و اقترب منها و قال مامي... -نعم؟ -هو انتي بتحبني قد ايه؟ -بحبك اكتر من حاجه في حياتي... ليل فضلت مستغربة سكوته و حسيت انها غلطت... و تذكر الموقف التاني و كانت سمر... -على فكرة يا جاسر انا بحبك... رد عليها بسخرية بتحبي واحد معقد و حياته فاشلة...
-ازاي بس ما انت هتبقى دكتور كبير زي عمي -لا مش هبقي دكتور... ليل قالت بتردد جاسر...؟! نظر لها و قال...
رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن والعشرون
نظر لها و قال مش عايز... ليل ابتلعت ريقها بصعوبة و قالت مش فاهمه!؟ -يعني انا واحد و لا هيعرف يحب و لا إيه حاجه من دي انا مجرد شخص معقد و مريض... ليل عينها دمعت و قربت منه و عناقته و قالت ببكاء مش مهم انا عايزك زي ما انت... -هيجي يوم و هتزهقي... -مش هيجي اليوم دا و لو زعلت من كلمتي اعتبرني مقولتش حاجه، ابتعدت عنه و قالت ايه اللي حصل بقا؟ -امي تعبانة اوي، و هي في السجن ليل بدهشة السجن...؟!
هز راسه و قال اهاا انا اللي خليتها تلبس قضية تهريب مخدرات و هتاخد فيها إعدام و بقالها خمس سنين في السجن... ليل بتعجب و انت هتعمل ايه؟ -مش عارف.. -طب ليه سجنتها؟ -ملقيتش أسوأ من كدا اعمله ليها... -ايه السبب؟ -كانت خاينه و انا دفعت تمن خيانتها طول حياتي... ليل بحزن و هتسيبها تموت... -مفيش حاجه تخليني ارجع، عن قراري... -بس دي امك؟ ابتسم بسخرية امي!؟.. رتبت ليل على يده و قالت هتفضل امك...
تنهد جاسر بحزن و قال امي اللي مشيت و سابتني اللي كانت بتفكر في نفسها... -هي عندها ايه؟ -كانسر في الدم... ليل بصدمة ايه؟ طب و حالتها... -قالوا إنها تعبانة و لو متنقلتش للمستشفى هتموت... -وانت هتسيبها تموت؟! -الموت احسن ليها، ، ليل كانت حاسه انه شكله مضايق و زعلان عليها و قالت بس انت زعلان؟!
-عادي، و بعد ذلك خرج من الغرفة و تركها، ، ليل اتنهدت بحزن و نزلت وراها و كانت عارفه انها هتلاقي في الاسطبل، دخلت لي و قالت هتفضل هنا؟ جاسر رفع نظره لها و قال ليل اطلعي... -لا و جلست بجواره، اتنهد جاسر و قال انا عايز ابقى لوحدي... -اعتبرني مش قاعدة و سكتوا الاتنين، تحدثت ليل و قالت جاسر..؟ -نعم؟ -ما تحكيلي... -عايزة تتعرفي ايه؟! -يعني انت ساكت يمكن لما تحكيلي ترتاح...
جاسر نظر لها و قال كلام بقاله كتير أوي... -على الأقل اعرف... أسند جاسر رأسه على الحائط و قال كنت صغير و اكتشفت ان امي بتخون أبويا، و بدأ جاسر في سرد مواقف من حياته.. صفعها ممدوح بقوة و قال بغضب بقى انتي بتخوني يا زباله دا انا جيبتك من الشارع؟! ردت ناهد ببكاء قولتلك اني مش عايزك يا ممدوح و انت مبتفهمش مش كفايه مستحملة قرفك و طريقتك يا راجل دا انا بشوفك بالصدفة و كل ما أسألك تقولي شغل...
ممدوح اتعصب و انهال عليها بالضربات المبرحة و قال ممدوح بيه واحده زبالة زيك تعمل معاه كدا... -بلاش تتكلم و انت مقضيها مع النسوان اللي تعرفهم يا دكتور و اتجوزتني عشان ابقى زي الكرسي في البيت، و انا مخنتكش مع واحد لا انا خونتك كتير اوي، قولتلك مش عايزة اتجوزك صممت و اتجوزتني و اشتريتني من اهلي عشان هما فقر، و خليتني اخلف مع اني مكنتش عايزة اخلف منك...
-انتي طالق و روحي لشارع اللي جيبتك منه و ابنك دا تنسى للأبد... -اشبع به يا ممدوح بس يا رب تعرف تربيها... نظر جاسر لليل و قال وقتها كان عندي خمس سنين والله حتى معرفش هو عرف ازاي؟ بس مشفتهاش من ساعتها، و هو كان بيطلع همه فيا ضرب للشتيمة و ابتسم بوجع كان بيقولي يا ابن العاهرة...
فضلت على الحال دا لحد ما وصلت للجامعه و كان مجبور عليا اني ادخل طب مع اني مكنتش عايز، عمي اللي كان عايز يجوزني بنته دا كان مش بيهون عليه يسلم عليا حتي... كان عندي عشر سنين و سمعته بيقول... -عايز ايه يا سعد؟ قالها والده رد سعد بامتعاض هو الواد دا هيفضل لازق فيك كدا -ملكش دعوة بجاسر يا سعد و هو هنا زيه زي إيه حد سعد بعصبيه لا يا بابا دا ابن واحدة شمال جابت الفضيحة لأخويا.
-اخوك اتجوز و خلف و بقى معاه نسمه و هادي و انت عارف ان اخوك مش همه حاجه... سعد بلوم اهااا و حضرتك هتقعد من الشغل... -لما أعجز و لا عايز تورثني بالحياة... -ربنا يديك طول العمر...
-بس لما عرف اني دخلت كليه طب مبقتش ابن الست الشمال و قرر أنه يجوزني سمر بنته، مكنتش موافق بس كنت بخطط لحاجات كتير أهم من رفضي و أولها اني ازاي ادخل الشركه و اسيطر على كل حاجه كنت عايز اوصل للسلطة اللي تخليني اقدر انتقم منهم، المهم دخلت طب و اتخرجت بس كنت بدرس إدارة أعمال و خدت كورسات محاسبه كل الحاجات دي جدي هو اللي كان بيساعدني فيها و هو نفسه كان بيعلمني و كنت بنزل معاه تركيزي كله كان في الشركات، مكنش حلمي ابقى دكتور، و عمي كان عايزني ابقى دكتور منه هو ياخد كل حاجه من ابوه و كمان يجوز بنته ليا و يبقى لي في المستشفي، و تنهد قائلا ابويا بقا كان عايزني ابقى دكتور من باب ان ابنه بقا دكتور و خلاص لأنه كان متأكد أن هادي مش هيوصل لحاجه لأنه كان فاشل في الدراسة، و دخل حقوق في الاخر، كنت عارف برضو ان سمر زيها زي ايه واحده رخيصة هي برضو جريت ورا المظهر و الاسم و كل الكلام الفارغ دا، لاني لو كنت اتجوزتها كنت هسود عيشتها...
-سيبتها ليه؟ تنهد بحزن و قال خطبتها و انا في تالته جامعه وفضلت معاها اربع سنين و بعد ما خلصت سمر بسعادة مبرووك يا حبيبي اخيرا... ابتسم باقتضاب و قال متقلقيش مش هشتغل بيها... سمر اتصدمت و ملامح السعادة اختفيت و قالت ازاي...؟ انت المفروض هتنزل مع عمي المستشفى... ضحك بسخرية و قال معلش يا قطة الشهادة دي عمك هياخدها يبلها و يشرب مايتها... -قصدك انك مش هتبقى دكتور و مش هتشتغل بيها -لا للأسف و انا هسافر...
-جاسر انت بتهزر صح؟! -هو انت عايزة تتجوزيني و لا تتجوزي الشهادة... -لا انا بحبك ابتسم بسخرية لا ما انا عارف تمام طالما بتحبني فأنا مليش علاقه بأي حاجه تخص ابويا و هسافر و هبدا حياتي من الاول موافقه؟! كنت متأكد ان سمر مش هتوافق...؟ ابتسم بثقه و قال اعتبري الخطوبة اتفسخت...
و سيبتها و مشيت انا وقتها سافرت أمريكا عشان اخلص شغل لجدي و رجعت بعدها بست شهور بس وقتها كنت رجل الأعمال جاسر المنشاوي و وقتها جدي ساب الشركة و قعد في البيت لأنه كان تعب و انا مسكت الشركة من بعده و طبعا سعد اتصدم اوي لما عرف انه هيبقى مجرد موظف ملهوش لأزمة، جدي مات و كان كاتب البيت دا باسمي بكل حاجه في و الشركة الرئيسة باسمي و كل حاجه برا البلد... ليل بدهشه طب ازاي و عمك و ابوك؟
-ابويا مش محتاجه شركات في حاجه جدي كان سايب لي المستشفى يعمل فيها اللي هو عايزه و هو كبرها و عمي خد فلوسه اللي كانت من حقه... -بس الراجل اتصدم... -عادي، و بالنسبة لأمي بقا فأنا بدأت ادور عليها و عرفت مكانها و كل حاجه عنها، كانت اتجوزت واحد عرفت كل حاجه عنهم و بعدين لبستها قضية مخدرات و اتسجنت و جوزها دا طلقها لما اتسجنت -لبستها القضية ازاي؟
-تجار مخدرات اعترف عليها هو و اللي شغالين عنده قدام النيابة و طبعا كان قائل كل حاجه عنها مظبوط و قال إنها بتشيل البضاعة في سطح بيتهم، و فعلا لما راحوا لاقوه كلامه صح... -انت اللي كنت عامل كل دا؟ -اهااا، و كنت موصي عليها جامد في السجن... ليل عقدت ذراعها حول عنقه و انهمرت الدموع من عينها بغزارة، ظلوا هكذا و بعد ذلك ابتعدت عنه و قالت وديها المستشفى... نظر لها و قال مش هقدر... -سامح و ابدا من جديد...
-مش هقدر... -اعمل اللي عليك، و تعالى نطلع ننام... دخلوا إلى المنزل و صعد الاثنين إلى الغرفة... مرت ايام و ليل كانت بتقرب من جاسر على قد ما تقدر، و نسمه رجعت ليهم تاني بعد ما سمر رجعت لبيتها ليل كانت قاعدة مع نسمه و قالت بجد انا قلقانه عليه أوي -وانا والله بس بإذن الله قلبه هيحن عليها... تنهدت ليل و قالت جاسر صعب ينسى -عارفه والله بس لازم ينسى عشان يقدر يعيش حياته، و خلاص اهو هو اتجوز.
ليل بيأس والله انا خايفه اخسر جاسر -ليه بتقولي كدا؟ -عادي بس ممكن كل حاجه في حياتي تبوظ... -لا أن شاء الله... ليل قامت و شعرت بالدوار و جلست مره أخرى قبل أو تسقط نسمه بقلق مالك؟ -مش عارفه والله بقالي يومين تعبانة و بدوخ و مليش نفس... -طب تعالى نروح عشان تكشفي و نطمن... -طب و جاسر... -جاسر في شغله و مش هيقول حاجه و لا اجبلك الدكتور هنا... -لا تعالى ننزل احسن انا هطلع البس و نروح...
ارتديت ليل ملابسها و كذلك نسمه و بعد ذلك ذهبوا إلى المستشفى و دخلوا إلى الدكتورة، و بعد أن فحصتها... ابتسمت الدكتورة و قالت مبروك انتي حامل...؟ ليل سكتت و مفرحتش و نسمه كانت نفس الكلام، و خرجوا... نسمه بحيرة بحيره جاسر مش هيقبل... ليل بحزن انا عارفه... -هتعملي ايه؟، جاسر مستحيل يقبل بالحمل دا؟.. -بس الطفل دا ذنبه ايه؟ تنهدت نسمه بيأس صعب يا ليل، صعب اوي كمان، و مينفعش يعرف اصلا...
راحوا البيت و ليل كانت بتفكر في كلام نسمه و مش عارفه تقوله و لا تعمل ايه؟..