رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والعشرون
دقت باب غرفته و عندما فتح لها جاسر اندهش و قال جاكي؟ نظرت له و قالت اريد التحدث معاك... -ماذا...؟ -انت تروق لي و انا أريدك -انا متجوز و لا أستطيع خيانة زوجتي. نظرت له بضيق و قالت هل ترفضني؟ -نعم، غادرته مسرعة و هي تشعر بالإهانة... ليل كانت لبست و خبطت عليها و لما فتح ليها الباب نظرت له بضيق و قالت جواه صح؟.. جاسر مش فاهم و قال هي مين؟ ليل دخلت، جاسر قفل الباب و قال بتدوري على ايه؟
ليل دورت في الاوضه كلها و قالت هي فين البت اللي كانت هنا؟ -والله مفيش حد... اقتربت ليل منه و قالت بغضب لا في انا مش هبله عشان تتضحك عليا، قولي هي فين..؟ جاسر بتعجب والله مش فاهمه قصدك على مين و بعدين مفيش حد في الاوضه... زفرت ليل بضيق و وضعت يدها في خصرها و قالت بجد؟ اومال هي كانت هنا ليه؟ تنهد جاسر و قال عادي بس مشيت... زاغت ليل ببصرها و قالت اممم طيب، انا همشي بقا...
سحبها جاسر من ذراعها و حاوط خصرها ليقربها منه و قال هو دخول الحمام زي خروجه... ليل بتوتر بطل رخامه بقا... جاسر عقد حاجبه و قال هو انتي كنتي بتراقبني و لا إيه؟ -لا و خدت بالي بس انا كنت جايه أسألك على حاجه... ازح حجابها بسهولة لأنها كانت لم تثبته بدبابيس و قال بس واضح انك كنتي مستعجله.. ليل ببرود خلاص بقا قبض جاسر عليها أكثر و قال خلاص ايه؟ ليل بتوتر جاسر... -يا روح جاسر.
ليل نظرت له بدهشة و رمشت بعينها لتستوعب ما سمعته و قالت انت قولت ايه؟ -و لا حاجه... قطبت ملامحها و قالت طب وسع كدا عايزة اروح انام... -ما تنامي هنا؟ ليل بضيق لا هنام في اوضتي... -و انا قررت انك تنامي هنا... ليل سكتت شوية و بعدها قالت هروح اجيب هدومي من هناك... غمز لها و قال لا ما هو مش لازم هدوم...
-انت قليل الادب و دا مش وقته اصلا، و تخلصت من قبضته و همت بالذهاب و لكنه الحق بها و وقف أمامها و قال رايحه فين؟ -رايحه اوضتي -لا هتفضلي هنا... زفرت ليل بضيق و اتجهت لتجلس على الاريكة و فردت قدمها أمامها على الطاولة، جاسر نظر لها بتعجب و قال نزلي رجلك... -ليه؟ -عادي بس بحب النظام و بعدين انتي خرجتي من الاوضه حافية... ليل تذكرت انها لم ترتدي حذائها و أنزلت قدمها و قالت نسيت... -مش منطقي خالص بس تمام...
جلس جاسر بجانبها و قرب منها بشده و قال ما تجيبي بوسة... ابتسمت ليل و قالت لا و بعدين في رجل أعمال يقول هاتي بوسة... انحني عليها ليقبلها، اوصدت عينها لتبادله قبلته، و استمرت لدقائق و ابتعد عنها عندما احتاج لكل منهم الهواء... ليل احمر وجهها لشعورها بالخجل و صمتت، جاسر سحبها إليه و حاوطها بذراعه... كانت قد وضعت رأسها على صدره و قالت هو احنا هنمشي من هنا امتى؟ -بكرا... -طب مش المفروض ننام...
-اهاا، قام جاسر و اتجه إلى الفراش و كذلك هي... جاسر بص ليها باستغراب و قال هتنامي كدا..؟ -اهاا فيها حاجه... مال جاسر عليها و بدأ في ملامسة بدايه فستانها بأطراف أصابعه و قال اهاا مش حلو... عضت على شفتيها السفلية و قالت بتوتر عادي يعني... ظل يفتح ازازه واحده تلو الأخرى إلى أن انتهى، و قال ليل ما تقومي تقلعي احسن... اتسعت عينها بدهشه و قامت تجلس و قبضت على الفستان بيدها و قالت هو انت كدا بجد؟!
اتنهد و قال اصل لسه هقلعك الفستان و الباقي و كدا، طب ما تقعلي انتي أسهل... -انت مبتتكسفش خالص... -عادي انتي مراتي، و بعدين انا قليل الادب... احمر وجهها و قالت طب مش كدا يعني... ابتسم و قال أهم حاجه الصراحة و بعدين ايه اللبس دا كله...؟ -فين دا هو الفستان و البيجامة بس... تنهد و قال في حاجه اسمها وضع الاستعداد، نظرت له بتعجب و قالت في حاجه اسمها و ضع السفالة تسمع عنه... -حفظه صم...
خلعت ليل الفستان و قامت لكي تضعه على الاريكة، جاسر نظر لها بيأس و قال انتي مش ناسية حاجه، جلست ليل علي الفراش و قالت لا يا اخويا فاكره بس في اختراع اسمه كسوف و كدا... -مرار بجد و قال بصوت منخفض فينك يا جاكي؟ ليل سمعته و قالت نعم؟! -في حاجه؟ -هي جاكي كانت جايه عشان كدا؟ جاسر بتعجب اكيد مكنتش جايه تديني درس في الأخلاق الحميدة... ليل بضيق و انت قولتلها ايه؟ -اقعلي و انا اقولك...
اتنرفزت ليل و قالت أنجز يا جاسر بدل ما انكد عليك... - قولتلها وقت تاني... ليل شعرت بالغضب و اقتربت منه و قبضت على عنقه و قالت ايه وقت تاني دي؟ جاسر استغرب انها هجمت عليه فجأة كدا و قال ببرود ليزيد استفزازها يعني وقت تاني ما تفهميها... اشتعلت انفاسها بضيق و قالت شكلها وحش اصلا... -حقد بنات دا...؟!
ليل باقتضاب لا طبعا انا احلى منها و بكتير كمان و ابتعدت عنه و أكملت حلوه و زي القمر، هي طويله و هبله و رفيعة... -لا هي عندها مميزات مش عندك... -لا مفيش انت كداب... -اكلم جاكي و لا تنجزي... -كلمها عشان بإذن الله افضحكم ابتسم جاسر و قال غيرة بقا و كدا -انا اغير لا طبعا الغيرة دي ليك انت مش انا... جاسر بغرور هو انا تافه عشان اغير و الكلام الفاضي دا.. سكتوا الاتنين و بصوا لبعض و قال هاااا... -غمض عينك طب؟
زفر جاسر بضيق عيني ايه اللي أغمضها يا ليل احنا هنلعب... -غمض عينك بقا... -انا حافظ كل حته في جسمك اصلا بس ماشي، غمض جاسر عينه... ليل نظرت له و قالت سأفل... و خلعت تشيرت بيجامتها، فتح جاسر عينه و قال كتير كدا، و قبل ما تتكلم قطعتها بتقبيل شفتيها و همس لها قائلا متخافيش مني، رمشت بعينها و تلاقت نظراتهم معنا و قالت انت اللي خليتني اخاف منك...
رفع يدها و قبلها و قال بندم اسف على كل حاجه وحشه عملتها معاكي... ليل اخفضت بصرها للأسفل و قالت متأخر زي كل حاجه في حياتي كانت متأخرة... -ليه متأخر؟ -مش مهم... -ايه حاجه عايزها هعملها ليكي بس تكوني معايا... -انت ليه كدا؟ إيه اللي خلك توصل لمرحلة دي؟! دا حتى بتكره اهلك و كنت عايز تسجن ابوك... ابتلع ريقه بصعوبة و احتضنها بقوة و ظل صامت...
ليل عقدت ذراعها حول عنقه، ( سكت ليه؟)، تنهد و قال عادي بس كلها حاجات قديمة... -و انت مش عايز تقولي ليه؟ ابعدها عنه و قال مش بحب اتكلم عنهم، نظرت له و قالت انت عندك عقدة من حاجه؟ جاسر اضايق و قال بعصبية قولت بحب اتكلم في الموضوع دا، و هم بالقيام و لكن اوقفته عندما قبضت على يده و قالت جاسر مش لازم لما تسمع حاجه تضايقك تتعصب عليا و تقوم تمشي و لسه من ثواني بتقولي اسف علي كل حاجه وحشة...
اتنهد و قال بلاش تسأليني على حاجه يا ليل و خلينا حلوين مع بعض و كل واحد يكون لي حياته الخاصة... -ماشي براحتك... -بوظتي الليلة؟! ابتسمت ليل و قالت وقت تاني بقا، مرر يده على ظهرها و فك حملة الصدر خاصتها و قال و ماله الوقت دا، ليل نظرت له و قالت ملوش، قبلها بشغف خالص... في اليوم التالي سافروا إلى مصر... مرت ايام و بدأ العاملين في الشركه في ملاحظة علاقة جاسر بليل و بدأت الكلمات و الهمزات بينهم...
ليل كانت داخله الشركة و لاحظت كلامهم عليها و استمعت إلى حوار بعضهم... (انا مش عارفه ايه البنات دي بجد؟)، و أخرى (ربنا يلطف بينا) و غيرها من الكلمات، وقفت غادة أمامها و قالت ليل... ليل نظرت و قالت عايزة ايه؟ -هعوز ايه؟ بس بجد بوظتي سمعه الشركة بتصرفاتك دي، فعلا اتصدمت فيكي اوي كنت بحسبك محترمة...
ليل مكنتش قابلة تتقبل اهانتهم ليها بشكل دا و جات تلف عشان تمشي لاقيت جاسر قدامها، زفرت من عينها و كأنها تلقى اللوم عليه فهو من وضعها في ذلك الوضع...
رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والعشرون
امسك جاسر يدها و قبض عليها بقوة، نظرت له بدهشة... كلهم استغربوا طبعا، جاسر نظر لهم بغضب و قال ايه حد فيكم هسمع صوته هيندم و اظن انكم عارفيني كويس، ليل مراتي و طبعا انتم فهمتوا الباقي هي هنا زيها زيي... أرتبك الجميع و بدأوا في الاعتذار، غادرهم جاسر و لم يعطي لأحد اهتمام و سحبها خلفه ليل كانت مصدومة و مش مصدقة اللي حصل، و طلعوا لمكتبه و هي لسه ساكتة و باصه لي... -ليل؟
انتبهت له و قالت هو انت كنت تحت معايا صح و قولت كدا... -اهااا صح، و ايه حد يكلمك اتصرفي معها مش تقفي تتفرجي، و كدا الشركة كلها عارفة انك مراتي... ليل بتعجب ليه قولت؟ استغرب و قال الناس مش هتسكت و كل واحد عنده كلمه بيألف عليها حوار و انا عايز الناس تعرف اننا متجوزين... ليل بسخرية جاسر بيه اخيرا قرر و اتنازل انه يقول انه متجوزني بجد مش مصدقة، بس ما انا تحت امرك صحيح فعادي..
جاسر بضيق مش كل مره هتفتحي حوار قديم يا ليل... -و لا جديد يا جاسر انا مش عايزة استحمل كل دا؟ دلوقتي كل الناس هتشوفني واحدة شمال لفت على المدير بتاعها و اتجوزته و خانت صاحبتها اللي كانت بتحبه و انا معلمتش حاجه من دي؟ -هو انتي كل اللي همك الناس و مايا؟! ليل سكتت و قالت انا ماشيه مش عايزة اشتغل و لا عايزة اشوف حد... خرجت ليل من المكتب و تفاجأت بمايا و التي قالت باقتضاب جاسر جواه؟
ليل بصيت بسخرية و مشيت، و أخذت تاكسي و ذهبت إلى المنزل استغربت سعاد و قالت جيتي بدري ليه؟ ليل بكاء و ألقت حقيبتها على الأرض زهقت مش قادرة استحمل نظرات الاتهام اللي بشوفها دي... -و انتي مالك بالناس يا بنتي، خليكي في نفسك... -مايا محسساني اني خدت جاسر منها، بحس انها عايزة تتحداني، والله انا مش معترضة على حاجه... -انتي عايزة تسيبي جوزك؟
-جوزي اللي بيعاملني بمزاجه و لا اللي كان مش عايز حد يعرف انه مراته و لا اللي معرفش حاجه من حياته... تنهدت سعاد و رتبت عليها و قالت جاسر بيحبك... نظرت لها بعدم تصديق و قالت جاسر دا مبحبش غير نفسه و خلاص و مش بيهمه حد غير نفسه مش بيفكر في حد... -شاف كتير يا بنتي... رددت ليل ببكاء طب ما انا شوفت كتير بس عمري ما ظلمت حد معايا...
-يمكن يا بنتي بس بلاش تخربي بيتك، و جاسر بقى من حقك انتي مش من حق مايا و اهي فرصه كويسه أنه قال انكم متجوزين... -مش عايزها... -استهدي بالله و اطلعي ريحي شوية و اعقلي و بلاش جنان... -هو مستحيل يسيبني صح؟! سعاد نظرت لها بتعجب و قالت و انتي عايزة ايه بظبط؟ -مش عارفة عايزة ايه؟..
-انتي تقدري تحركي جاسر زي ما انتي عايزة لأنه بيحبك، و حاولي في ايه حاجه و لو موضوع مايا مضايقك خلي يسيبها، نظرت لها و قالت و هو هيوافق يسيبها... -جربي، بس خليكي عاقله و بلاش تسيبي ليها لأن جاسر ممكن يروح من ايدك و وقتها صعب ترجعي و حتى لو مش عارفه تحبي حاولي تتقبلي لأنه جوزك... ليل طلعت الاوضه و بدأت تفكر في كلام سعاد و طريقه مايا معاها...
جاسر وصل البيت و طلع على فوق و لما فتح الاوضه لاقها قاعدة علي السرير، قامت و قالت هتاكل؟ -لا مش جعان... -انا مستنياك، بص ليها و قال مش وأكل... ليل قربت منه و قالت ليه؟ جاسر بعد عنها و قال عادي، هغير و امشي... ليل بضيق هتروح فين؟ -عادي انا حر -انا اسفه... تنهد و قال عادي اقتربت منه و وضعت قبله على وجنتيه و قالت متبقش رخم بقا... -مينفعش تسيبي المكان و تمشي كدا... أومأت ليل برأسها و قالت اسفه...
-ماشي، تنهدت ليل و قالت طب غير و انزل عشان نتغدي مع بعض... -طيب... خرجت ليل من الغرفة و تركته و اتجهت إلى المطبخ و قالت خلصتي يا سوسو... -اهاا، جاسر فين؟ -هيغير و ينزل، أخذت ليل الأطباق لتضعها على الطاولة و جلست في انتظاره... أتى جاسر و سحب المقعد و جلس، نظرت له ليل و ابتسمت و قالت مش بتأكل ليه؟ تنهد و قال بأكل اهو...
بدأ الاثنان في الطعام و ليل كانت تنطر له و بعد أن انتهوا، قامت ليل و قالت هدخل اعملك قهوة... -ماشي... دخلت ليل و أحضرت القهوة و بعدين خرجت وجدته يجلس فاتجهت له و قالت اتفضل... تناول من يدها القهوة و وضعها على الطاولة امامه... جلست ليل بجانبه و قالت هتفضل كدا... -عايزة ايه؟ -مش هعمل كدا تاني، عشان خاطري بقا جاسر اتنهد و قال ماشي يا ليل محصلش حاجه...
ليل قربت منه و وضعت رأسها على صدره و وضعت ذراعها حول خصره... سمعت ليل صوت الباب و قالت مين اللي جي؟ و ابتعدت عنه و نظرت إلى القادم... دخلت نسمه و اتجهت إليهم، قام جاسر عناقته نسمه و قالت وحشتني، و بعد ذلك ابتعدت عنه و صافحت ليل...
زفرت نبيلة بحنق من طريقه ابنتها و قال طول عمرك غبية -اعمل ايه يعني ما هو اتجوز خلاص... نبيلة بعصبية انا مش عارفه الاقيها منين و لا منين، ابوكي مش عارف يخلص منه و انتي هبله ضيعتي من ايدك... -و انا مالي؟ بس و بعدين هو مكنش بيحبني... - ماشي يا اختي... سعد دخل من باب الشقة و سمع صوتهم و قال بضيق صوتكم عالي ليه؟ تنهدت نبيلة و قالت ولا حاجه روحت لممدوح... -اهااا بس عادي يعني و لا حاجه...
قامت سمر و قالت انا هنزل عشان اشوف اصحابي بأي... زفرت نبيلة و قالت ماشي يا اختي روحي، غادرت سمر... نظر لها سعد و قال خفي على البت شوية... -كان نفسي تتجوز ابن اخوك... -و انا بس هعمل ايه بقا؟، بنتك هبله ضيعته من ايدها...
طرق مراد الباب و دخل و قال قاعدة هنا ليه؟ -مفيش با مراد... تنهد مراد و جلس بجانبها و قال بصي يا مايا جاسر عمره ما هيتغير و انتي برضو ممكن تكوني ظلمتي ليل... نظرت له بحزن و قالت بس دي اتجوزته و كمان مقالتش ليا و هو معملش حساب انك صاحبه -جاسر مش بس صاحبي دا اخويا و يمكن هو السبب في كل حاجه انا وصلت ليها دلوقتي لأنه ساعديني... -عارفه يا مراد بس انا بحبه...
تنهد و رتب عليها و قال الحب مش كل حاجه يا مايا في حاجات أهم يا حبيبتي... نظرت له و قالت اشمعنا انا يعني...؟ كل حياتي بايظة -فين دا؟، انتي عايشه في أحسن مكان و متخرجة من جامعه كويسه و بتشغلي في شركه محترمة، بس جاسر مش ليكي يا مايا، و بعدين انا مش موافق لاني متأكد انك مش هتستحملي جاسر و انتي عارفه كدا كويس مايا ببكاء بس انا عايزة احاول يمكن...
-بس هو متجوز عايزة تخربي بيتها عشان نفسك، انتي عمرك ما كنتي أنانية يا مايا... -ايوه بس ازاي اتخلى عنه و انا بحبه، ليه انا اللي اسيبه؟! ليه مش هي؟ -هي اللي مراته مش انتي، فكري يا مايا ابتلعت ريقها و قالت حاضر يا مراد...
كانت ليل و نسمه يجلسان معنا في الحديقة -انتي منزلتيش ليه؟ -عادي مش حابه انزل الشغل، هنزل بعدين... -بس الحقي بقا قبل ما جاسر يرفدك... ابتسمت و قالت هو ممكن يعملها؟ -اهااا عادي... تفاجأت ليل بدخول مايا، و قطبت ملامحها و قامت... نسمه سلمت عليها و قالت تعالى يا قلبي... ليل استأذنت قائلة بعد اذنكم... اوقفتها مايا قائلة و قالت ليل ممكن اتكلم معاكي؟!..
رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس والعشرون
اوقفتها مايا قائلة ليل ممكن اتكلم معاكي؟!.. توفقت ليل و التفت لها و قالت نعم؟ نسمه كانت قلقانه تحصل مشكلة بينهم، تنهدت مايا و قالت بصوت يوشك على البكاء اسفه يا ليل بس والله غصبن عني، انا بحب جاسر من زمان و فجأة الاقي متجوز و تطلع صاحبتي الموقف كان صعب عليا و خصوصا انك اللي كنتي بتطلبي مني أني أقرب منه، بس خلاص انا قررت اسيبه...
ليل نظرت لها و قالت والله مكنتش اقصد اجرحك يا مايا و كان نفسي تقربي منه... ابتسمت مايا بحزن و قالت الحمد الله... ابتسمت نسمه و قالت خلاص انسوا بقا و خلينا في اللي جاي...
طرق مراد مكتب جاسر و دخل... -عايز اتكلم معاك؟ -تعالى يا مراد، جلس مراد و قال جاسر مايا قالت إنها هتفسخ الخطوبة... -ليه؟ مراد باستغراب انت متجوز و بعدين مش معقول مايا في الاخر هتكون ليها ضرة لا و كمان صاحبتها... زفر جاسر بضيق و قال مش هي قالت إنها بتحبني...
-جاسر انت يا بتعند مع نفسك يا بتعند مع ليل، لأن أنت عمرك ما حبيت مايا و لا حتى أعجبت بيها اقتصرتها على أنها تكون شاغله عندك و اخت صاحبك و خلاص، فبلاش عند ملهوش لأزمة و فعلا مايا بتحبك بس انت لا... جاسر اتنهد و قال انا مبعندش مع حد يا مراد و لو على الحب فهو ملهوش لأزمة عندي...
-اتجوزت ليل مع انها بنت عاديه جدا لو على شكلها انت عرفت أجمل بالكتير و أشكال و ألوان، و ليه لحد دلوقتي لسه على ذمتك و كمان كل اللي في الشركة عرفوا انها بقيت مراتك و اهلك عرفوا، تفتكر دا عادي...؟! جاسر اتعصب و خطب المكتب بيده و قال بصوت عالي مراد اقفل الموضوع دا، و قرار مايا يرجع ليها... -تمام يا جاسر، بس خطوبتكم اتفسخت، و خرج زفر جاسر بضيق و قال كله بسببك يا ليل...
بعد ما مايا مشيت، نظرت نسمه لها و قالت شكلك فرحانه؟ ليل نظرت لها و قالت عادي؟ -كنتي عايزها يسيبها... -اهاا لان مكنش هينفع انا و هي نفضل بالطريقة دي..؟ رفعت نسمه حاجبيها بدهشة و قالت امممم بس -اهااا بس... نسمه بعدم اقتناع طيب يا لولو -هو جاسر ليه طريقته كدا؟ نسمه مش فاهمه و قالت بتعجب ازاي مش فاهمه قصدك؟! -يعني ليه غامض و غريب؟ ليه بيكره ابوه و ليه علاقته باخو مش حلوة ليه عايش لوحده؟
تنهدت نسمه و قالت مش هقدر احكيلك حاجه يا ليل ليل باستغراب من حقي اعرف ليه تصرفاته كدا... نسمه بيأس دا كلام بقاله سنين يا ليل و انا مقدرش اتكلم في دي اكتر حاجه ممكن تضايقه... -بس انا عايزة اعرف، و مش هقوله حاجه...
نسمه كانت مترددة و قالت بحزن اول حاجه انا ابقى اخته من الاب بس و هادي نفس الكلام، و البيت دا كان بتاع جدو الله و هو لما مات ساب كل حاجه لجاسر، و لو عايزة تعرفي ليه تصريفاته بالطريقة دي فهو كان طفل و بيشوف أمه بتخون أبوه و لما بابا عرف طلقها و رميها في الشارع و حرمها من جاسر، بس للأسف بابا مكنش الأب اللي هيقدر يحمي ابنه تقربيا جاسر شاف أسوأ ايام مع ابوه من ضرب للشتيمة و إهانات متكررة، و الطفل الهادي دا فضل يكبر و كل دا محفور في ذاكرته لحد ما بقى عدواني، جاسر و لا لاقي حد يراعي و لا حد يطبطب عليه، يمكن جدي هو الوحيد اللي حققله حلمه و مخدوش بذنب امه، جاسر كان زي ايه طفل كره إخواته بسبب التفرقة...
ليل بحزن بس هو بيحبك مش بيكرهك... تنهدت نسمه خدت وقت كبير اوي لحد ما قدرت أكبر منه، تعرفي انه مفيش احن منه عليا مفتكرش اني جيت البيت دا زعلانه و مخرجتش منه مبسوطة، و سقطت الدموع من عينها و قالت اول مرة شوفته فيها كان هو عنده ١٠ سنين و انا كان عندي ٨، و وقتها كنت بسمع كل حاجه عنه و انه عايش في البيت دا مع جدي و كدا، و بابا كان مقرر انه يأخذنا عشان يعرفنا عليه...
دخل ممدوح المنزل و هو يمسك بيد هادي و اليد الأخرى نسمه، جاسر كان قاعد و اول ما شافه قام مذعور... ممدوح بنبرة إمره تعالى يا جاسر سلم على اخواتك... جاسر ضاقت عينه و نظر لهم و قال مليش اخوات... تركهم ممدوح و ذهب إليه و قام بصفعه... استغربت وقتها من نظرة جاسر الثابتة لي حتى أنه معيطش زي ما اي طفل بيعمل بس بعدها اكتشفت انه اضرب كتير فأتعود...
و بعد ذلك اخذه ممدوح من يده و صعد به إلى غرفته و دفعه بداخلها و قال هما انضف و احسن منك على الأقل مش ولاد عاهرة زيك... جاسر كان ساكت و بيبص لي بهدوء استفزازه... خلع ممدوح حزام سرواله و انهال عليه بالضربات المبرحة، انا و هادي وقتها كان واقفين قدام الباب و سامعين كل حاجه بس جاسر مكنش لي صوت و بابا هو اللي بيضرب و يزعق... و بعدين خرج و وقتها انا و هادي استخبنا...
قام جاسر و خرج من الغرفه و بدأ يعرج على قدمه أثر الضرب المبرح و نزل... نسمه بصيت لهادي و قالت تعالى نروح وراها... هادي بخوف لا بابا هيزعق لينا... -انا هروح... مشيت وراها لاقيته داخل الاسطبل و قعد جانبه حصانه الصغير اللي اكتشفت بعدين انه اسمعه رعد... فضل قاعد كتير و الحصان قاعد جانبه مبيتحركش و أكنه بيشاركه حزنه بس مش عارف يتكلم، قربت منهم... اقتربت نسمه منهم و كانت تشعر بالخوف منه و قالت انت متعور...
نظر لها جاسر بحدة ارعبتها و قال امشي... نسمه قربت اكتر و طلعت لي كيس المناديل اللي كان في جيبها و قالت حاضر، تركته أمامه على الأرض و غادرته و لكنها لم تغادر المكان بل ظلت واقفه تراقبه بحزن... ليل ببكاء طب ليه هو كان بيعمل كدا و أمه دي فين دلوقتي؟ -جاسر سجنها و ابويا كان بينتقم في... ليل بحزن طب و انتي قربتي منه ازاي؟ -فضلت احاول كتير اوي يا ليل لحد ما بدا يتقبلني...
عندما رات نسمه جاسر توقفت عن الحديث و كذلك ليل، جاسر قرب منهم و قال سكتوا ليه؟ نسمه بابتسامه و لا حاجه يا حبيبي... -انا هطلع انام... نظرت له ليل و قالت مش هتاكل الأول... -لا هنام و لما اصحى ابقى أكُل، و صعد و تركهم ليل استأذنت نسمه و طلعت لي و قالت مالك؟ -مفيش عايز انام بس... ليل قربت منه و قالت طيب و انا هنام جاسر بتعجب هتنامي المغرب... -اممم...
غير جاسر ملابسه و ارتدى سرواله القطني و اتجه إلى الفراش، ذهبت ليل خلفه و نامت بجواره و قالت جاسر... -نعم... -انت مديني ضهرك ليه؟ جاسر لف ليها و قال ليل انا بجد عايز انام و عارف انك عايزة تطايري النوم من عيني... -اصلك مش بتنام دلوقتي و كمان جاي متأخر شوية... -كان عندي الشغل و نزلت من الشركة جيت على هنا على طول ممكن انام بقا... -ماشي...
اغمض جاسر عينه و مر وقتا، زفرت ليل و قامت و لاقيته نايم، ابتسمت و ظلت تتداعب خصلات شعره الناعمة بأصابعها و انحنت عليه و وضعت قبله على شفتيه... تنهدت ليل و قامت و لكنها تفاجأت عندما قبض على يدها و سحبها لتسقط عليه و حاوط خصرها بذراعه... ليل بصدمة جاسر انت مش نايم؟ فتح عينه و قال بقالك ساعه بتلعبي في شعري هنام انا ازاي؟ عضت شفتيها السفلية و قالت سوري كنت بحسبك نايم... غمز لها و قال بس ليه مطولتيش؟
-في ايه؟ -يعني انتي معملتش حاجه قبل ما تقومي... ليل عامله نفسها مش فاهمه و قالت لا... -كدابه... ابتسمت باقتضاب و قال اهاا انا كدابه... ابتسم جاسر و قال طب ما تبوسيني تاني... -لا و يلا بما انك صحيت ننزل... -تبوسيني تاني ننزل؟ غير كدا لا... -حاضر طبقت ليل شفتيها على شفتيه و وضعت قبله خفيفة و ابتعدت، لفها جاسر ليجعلها هي أسفله و هو فوقها و قال انتي بتكروتني.. لفت ذراعها حول عنقه و قالت عادي...
انحني عليها يلتهم شفتيها بقبلته القوية و العميقة و أبتعد عنها و قام و قال ما تبطلي قله ادب بقا؟ ليل بدهشة انا اللي قليلة الادب... -اهااا، قامت ليل و قالت طيب نام لوحدك انهاردة بقا... مسكها من يدها و سحبها إليه محاوطا خصرها و قال في المشمش... -ايه؟ -اتعودت انام جنبك و مش هفضل سهران يعني... ابتسمت ليل و قالت أمم طب البس عشان ننزل... -هو انا قالع يعني..؟ ليل نظرت له و قالت اهاا ناسي التيشيرت... -الجو حر...
ليل باقتضاب البس التيشيرت اختك موجودة لازم يكون في ذوق... -اديكي قولتي اختي يعني عادي... -أيوه عيب... زفر جاسر بضيق و ارتدى التيشيرت و نزل معاها، كانت نسمه قاعده تحت، اقعدوا معها و قضوا الوقت معنا إلى أن جاءت رساله الى جاسر جعلت ملامحه تتغير، لاحظت نسمه و ليل ذلك... تركهم جاسر و صعد إلى غرفته... ليل نظرت إلى نسمه و قالت تفتكري في ايه مش عارفه ربنا يستر المهم اطلعي و انا هطلع هنام انا كمان...
صعدوا و دخلت ليل إلى غرفتها و لاقيته قاعد على الاريكة، ليل حسيت انها خايفه منه و قالت هو انت طلعت ليه؟