رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع عشر
-نزفت كتير اوي.. جاسر بقلق يعني؟ -لازم حد يتبرع ليها بدم لأنها فقدت كتير اوي، و للأسف الفصلية بتاعتها مش متوافقة... زفر جاسر بضيق و قال بغضب مستشفى زي دي مفهاش كياس دم و حيات ربنا لو حصلها حاجه لأوديكم في داهيه.. تنهد الدكتور و قال يا جاسر بيه المستشفى كل يوم فيها عمليات و حالات كتير بتكون محتاجه و بعدين والدك هو اللي عامل نظام المستشفى مش احنا... -تمام شوف انا أنفع و لا؟
نظر له و قال بس ممكن فصليتك متتوافقش معاها و حتى لو اتوفقت دا خطر عليك... زمجر جاسر و قال ما تنجز يا دكتور و شوف شغلك... توافقت معاها فصليته و قام بتبرع لها و الدكتور كان قلقان بسبب انه تبرع أكثر من اللازم... انتهى جاسر و لكنه شعر بالقليل من التعب و قام الطبيب بوضع المحاليل له، ليل انتقلت لغرفة العناية لكي تتجاوز مرحلة الخطر، مر ٢٤ ساعه و تجاوزت ليل المرحلة و انتقلت الى الغرفة...
ليل بدأت تفوق و فتحت عينها، جاسر كان جنبها و قال بلاش تتكلمي... -هو انا فين؟ -في المستشفي و عملتي العملية و نجحت... -يعني انت ضحكت عليا، قبل جبنها و قال المهم انك بقيتي كويسه... مر اسبوعين و ليل بدأت تبقى كويسه و الدكتور قال انها تقدر تخرج من المستشفى... جاسر ساعدها و نزلوا من المستشفى، ركبت و قفل الباب و اتجه هو ليركب.
ليل مكنتش عايزة تروح اصلا و كانت مضايقة، جاسر طلع بالعربية و قال أثناء قيادته ساكته ليه؟ -و لا حاجه... -انتظمي على الدوا عشان متتعبيش... -حاضر جاسر وصل و راح قال وصلنا، ليل استغربت انهم راحوا القصر و قالت هو انت جيبتني هنا ليه؟ -عادي، عشان تلاقي حد موجود معاكي ليل بتعجب ماشي، بس انا هدومي هناك... -انا جيبت كل حاجه ليكي... -هتنزل و لا هتمشي سكت جاسر و قال مش عارف... ليل بصيت لي و قالت شكرا...
استغرب و قال علي ايه؟ -على وقفتك معايا في المستشفي و انك اتبرعتلي بالدم... نظر لها و قال اممم العفو... ليل ابتلعت ريقها و قالت انا عايزة اروح لمايا... تنهد جاسر و قال هو انتي بتحبها اوي كدا؟ -عادي صاحبتي و كويسه معايا... -اهاا و هتبقى ضرتك ليل سكتت و قالت اكيد مش هتفضل متجوز اتنين و اظن ان مايا مناسبة ليك اكتر مني... جاسر اضايق و قال طيب...
ليل فتحت باب العربية و نزلت، و هو نزل وراها، و طرق الباب و فتحت لهم سعاد و طبعا عرفتها و استغربت انها شافتها تاني -دادة سعاد مسئولة عن كل حاجه في البيت، ليل مراتي... استغربت سعاد و قالت اممم مراتك... ليل فهمت انها مش مصدقة و سكتت، جاسر اتكلم و قال اهاا مراتي... و بعدين خدها جاسر و طلعوا الأوضة نظرت له ليل و قالت الست مش مصدقة انك متجوز... -اهاا اديكي اول واحدة اتجوزها...
ليل عقدت حاجبها بدهشه و قالت ناوي تتجوز كام مرة على كدا... -الجواز رخم... -سنه الحياة... -اممم عارف... نظرت له و قالت اصلا المفروض كنت اتجوزت من زمان... -مكنتش فاضي و بعدين اديني اتجوزت... -لا انا قصدي جواز بجد اللي هو تبقى متجوز قدام الناس و يبقى عندك أطفال و كدا... جاسر بص ليها و قال اممم يعني لو اعلنت جوازنا قدام الناس هيبقى جواز بجد... نظرت ليل له و قالت بتردد انا مش قصدي عليا...
-انا همشي و لو احتاجتي حاجه كلميني... مر اسبوعين عليهم و جاسر كان بيحاول ميظهرش قدامها كتير يعني يوم يشوفها و اتنين لا.
في الصباح ذهب جاسر إلى الشركة و اول دخل مكتبه اتفاجا بوجود والده، زفر جاسر بضيق و قال خير يا دكتور... ممدوح رمقه بغضب و قال مش ناوي تلم نفسك... جاسر باقتضاب لا و جاسر المنشاوي بيعمل اللي على كيفه... ممدوح بضيق جاسر متنساش اني ابوك -بص بقا من الاخر كدا انا ابويا مات... ممدوح قام و صفعه على وجه و قال احترم نفسك... جاسر شعر بالغضب و قال خلصت، اتفضل برا ممدوح بصدمة انت بتطرديني... -اطلع برا...
ممدوح خرج و هو يشعر بالغضب فهو لا يستطيع محادثة ابنه... بداخل المكتب زفر جاسر بضيق وقام بتهشيم ما وجده على مكتبه... مايا دخلت له و قالت بقلق جاسر مالك؟ جاسر بغضب روحي على شغلك يا مايا، و أخذ سترته و غادر مايا كانت قلقان عليه نزل جاسر و طلع بعربته و وصل إلى السجن، دخل إلى مكتب المأمور و طلب رويتها... سمح له بذلك و قام بإحضارها و بعد ذلك ترك لهم المكتب... ناهد نظرت له باشتياق و قالت جاسر...
جاسر بحدة جيت اشوفك قبل ما اخليهم يعدومكي، ادمعت عينها و قالت انت جيبت القسوة دي كلها منين يا ابني.. اتعصب جاسر و قال متقوليش الكلمة دي تاني... ناهد بحزن ياريتني ما كنت خلفتك... ابتسم جاسر بسخرية و قال يعني هو كان بمزاجك، اكتر حاجه هتريحني اني أقضي عليكي انتي و جوزك... ناهد ببكاء مفيش في قلبك رحمه... ابتسم بسخرية و قال هجيبها منين، للأسف طلعت زبالة زيكم... -حرام عليك يا ابني...
-حياتي اتدمرت و انتم السبب بقيت مجرد مريض نفسي، و خرج و تركها... ركب سيارته و أسند رأسه على المقعد و اوصد عينه لتظهر في مخيلته تلك الذكرى... طفل في عمر الأربع سنوات يجلس و يلعب في غرفته و عندما سمع صوت والدته قام و خرج و لكن الصوت كان يأتي من غرفة النوم، فتح الباب الذي كان موارب قليل و رأي والدته في الفراش مع شخص آخر غير والده، قفل الباب بصدمة و خرج من الغرفة و اتجه إلى غرفته و جلس يبكي...
فاق جاسر و طلع بالسيارة ظل يلف بيها كثيرا، إلى أن تعب و ذهب إلى المنزل... كان المنزل صامت، تنهد جاسر و جلس على الاريكة و بعد ذلك إلى حديقة قصره و اتجه إلى الأسطبل الذي به حصانه و قال معلش مقصر معاك الفترة دي... هز الحصان راسه و كان يدلال على حزنه منه... تنهد جاسر و مرر يده عليه و قال انت احسن حد في حياتي والله جلس جاسر على الأرض و أسند راسه على الحائط...
ليل شافت عربيته بس استغربت انه مطلعش فخرجت من الأوضة و شافت اوضته و مكنش موجود فيها، دخلت اوضتها تأني و ارتديت فستان و وضعت الطرحة على شعرها و نزلت و برضو مكنش في الصالة... ليل بتعجب هو راح فين دا؟ خرجت الجنينة و فضلت تتدور عليه لحد ما لاقت نور ظاهر من بعيد و راحت في اتجاه و عندما اقتربت علمت أنه اسطبل للحصانة، دخلت ليل و قالت بتوتر جاسر..؟ جاسر... جاسر سمع صوت بس قال جواها أن ايه اللي هيجيبها هنا.
ليل كانت خايفه تكمل و ناديت عليه تاني جاسر... قام جاسر و خرج و وجدها و قال انتي نزلتي ليه؟ ليل بتوتر شوفت عربيتك و انت مطلعتش فنزلت اشوفك... -ماشي... ليل بصيت لي و قالت هو انت بتعمل ايه هنا الوقت متأخر... جاسر تتنهد و قال ليل لوسمحتي اطلعي... نظرت ليل له و قالت انت هتفضل هنا؟ جاسر فك رعد الحصان بتاعه، ليل بعدت لأنها خافت، لاحظ جاسر و قال مش بيعمل حاجه... خرج جاسر و تابعته ليل و قالت مش هتدخل...
-ليل روحي نامي و انا همشي رعد شوية و بعدين هبقي ادخل... مشي جاسر و رعد كان يسير بجانبه و ليل فضلت واقفه مكانها و تنهدت بضيق و قالت ماله دا؟ و مشيت وراها و قالت جاسر استنى... وقف جاسر و قال نعم..؟ -هتاكل...؟ -لا اطلعي نامي انتي...
و اكمل سيره، و لكن فجأة و بسرعه البرق سقط جاسر على الأرض إثر طلق ناري، استقرت في خصره، رعد أصدر صوت قوي، ليل كانت واقفه بعيد عنهم بس مش بكتير و مش عارفه ايه اللي حصل دا، و ذهبت ناحيته و فعلا كان صوت طلق ناري لم تكن تتخيل تجمعت الدموع بعينها و قالت بصوت مرتجف جاسر... نزلت على ركبتيها و جلست جانبه و أسندت راسه بيدها، جاسر... نظر لها و قال بلاش تظهري ليهم و امشي.
ليل مش فاهمه كلامه و قالت ببكاء مش فاهمه حاجه... جاسر قال بصعوبة امشي يا ليل، و اوصد عينه، ليل مكنتش عارفه تتصرف و أخرجت هاتفه و قامت بالاتصال بالإسعاف و أخبرتهم العنوان و ظلت جالسه بجانبه تبكي، ونظرت إلى رعد الذي وضح الحزن عليه و تعجبت من حبه لجاسر و قالت تعالى معايا عشان تروح مكانك، جاسر هيبقى كويس ان شاء الله...
و بعد قليل وصلت الإسعاف و أخذت جاسر ذهبت ليل معه و اول ما المستشفى عرفوا بلغوا دكتور ممدوح والده و اول ما خبر وصل لي راح على طول و كان معاه نسمه و مني... ليل كانت قدام العمليات و بتدعي انه يقوم... نسمه اول ما شافتها استغربت و قالت انتي هنا ليه؟ و طبعا مكنتش نسمه بس لأن ممدوح المستشفى بلغته انه اللي اتصلت بيهم واحده... ليل ملحقتش و خرج الدكتور من العمليات و قال...
رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن عشر
-الرصاصة استقرت في الكبد و لازم نلاقي متبرع لي في أسرع وقت و خلال ٢٤ ساعه غير كدا للأسف هيموت... ليل اغمى عليها و انتقلت الى غرفة و قام الدكتور بإعطائها مهدي... مني و ممدوح برا و طبعا ممدوح مش عارف مين البنت دي و ليه كانت مع جاسر و عايز يشوف حل لابنه اللي هيموت... مني و ادعت الحزن متقلقش يا ممدوح هيبقي كويس بس لازم نلاقي متبرع...
ممدوح بيأس يا مسهل، لازم هادي و نسمه يعملوا التحاليل و لو حد فيهم متوافق يعملها... ابتلعت ريقها بخوف و قالت ولادي يا ممدوح انا مش مستعدة اخسر حد فيهم عشان ابنك... زمجر ممدوح و قال انا كلامي انتهى يا منى فاهمه...
ليل فاقت و نسمه كانت معاها في الاوضه و قالت انتي مين؟ -انا مرات جاسر نسمه اتصدمت طبعا و مش مصدقة ازاي مرات جاسر و صاحبه مايا و كانت في خطبتهم و قالت بجد... -والله مراته -طب هو ايه اللي حصل..؟ -جاسر كان ماشي في الجنينة و فجأة سمعت صوت ضرب نار و هو وقع على الأرض... نسمه بحزن ربنا يقومه بالسلامة، بعد اذنك... خرجت نسمه و سألها ممدوح عن ليل فأجابته بتردد مرات جاسر...
ممدوح حس ان هيتجنن و قال كمان متجوز من ورايا والله عال اوي... -انا عايزة اتبرع لجاسر... مني بعصبية انتي بتقولي ايه يا بت؟ دي عمليه صعبة... -مش هسيب اخويا يموت يا ماما... خدها ممدوح و راح لدكتور عشان يعمل ليها التحاليل و اتصل بأخوة و هادي...
لطمت نبيلة خديها و قالت بتخليهم يقتلوه في بيته و بعدين مين البت اللي كانت معاه.. -تلاقيها واحده شمال من اللي يعرفهم، المهم احنا هنروح دلوقتي عشان نشوف ايه اللي هيحصل هناك و ادخلي قولي لبنتك...
هادي كلم مراد و قاله و طبعا مايا اول ما عرفت انهارت و فضلت تعيط، و أخذها مراد و راحوا على المستشفى... هادي هو كمان عمل التحليل و كذلك مراد و مايا... مني مكنتش راضيه على اللي عيالها بيعملوا و خايفه حد فيهم يروح منها، و طبعا سعد و مراته واقفين و معاهم سمر بنته اللي كانت قاعده تعيط، (سمر خطيبة جاسر سابقا) ممدوح منتظر نتيجة التحاليل بفارغ الصبر، و سأل مراد قائلا انت عارف ان جاسر متجوز..؟
مراد اتصدم و قال نعم؟ متجوز مين؟ ممدوح بتعجب مراته هي اللي طلبت الإسعاف... مراد مش مصدق طبعا ومايا مصدومة و قالت متجوز مين؟ ممدوح كان بيحسبهم عارفين، نسمه كانت ساكته و مش عارفه تتكلم و لا تقول حاجه... سألته مايا عن مكانها و أخبارها ممدوح انها بالغرفة... مايا ذهبت و فتحت الاوضه و عندما وجدتها ليل اتصدمت و قالت ليل؟! تنهدت ليل فهي لم تفعل حساب هذه المواجهة الأن و قالت مايا ارجوكي اجلي كل حاجه دلوقتي...
مايا بانفعال اجل ايه؟ انتي خونتيني.. ليل ببكاء لا يا مايا انتي فاهمة غلط انا مش بحب جاسر والله و كان نفسي تتجوزوا. مايا بحزن بجد لو كان اتقال عليكي ايه مكنتش هصدقه بس للأسف شوفت بعيني... -يا مايا مايا بغضب متنطقيش اسمي تاني فاهمه و خرجت من الغرفة و تركتها... سمر قررت تبرع هي كمان و عملت التحليل و طبعا نبيلة مكنتش موافقه نهائي... ممدوح بيفكر هيتصرف ازاي مع ليل طبعا...
ليل كانت جوه في الاوضه و بتعيط لأنها مكنتش عايزة تجرح مايا بالطريقة و مكنتش عايزها تنصدم فيها، ، و بعدين خرجت من الغرفه و سألت على مكتب الدكتور و راحت لي طرقت الباب و دخلت، سمح لها بالجلوس و قال المفروض كنتي ترتاحي... -انا عايزة اعمل التحليل عشان اعرف اذا كنت متوافقة معاه و لا؟ الدكتور نظر لها و قال تمام المهم عندك حاجه؟ تنهدت ليل و قالت بعد التحليل، استجاب لها الطبيب.
و بعدين راحت ليل على اوضتها تاني، بعد مرور ساعات ذهب ممدوح إلى مكتب الطبيب لمعرفة النتائج... -للأسف يا دكتور ممدوح كلهم مش متوافقين ماعدا واحدة... ممدوح بلهفة مين؟ -ليل صبري... فهم ممدوح و قال اممم طب حلو... الدكتور بتردد للأسف دي متنفعش تعمل العملية... ممدوح بتعجب ليه؟ -قلبها ميستحملش و كمان لسه عامله عملية من قريب و غير أنها عندها فقر دم و انخفاض في ضغط الدم و حامل ممدوح بصدمة حامل؟!
هز الدكتور راسه و قال انا مش لاقي حل -البت دي هي اللي هتعمل العملية و قلبها تنزل العيل اللي في بطنها... الدكتور بدهشه ازاي؟ -زي ما سمعت يا دكتور... -بس دي احتمال تموت... -ما هي يا ابني و اكيد ابني، و انت هتنفذ الكلام بالحرف الواحد و لو عملت العملية و في امل في انها تعيش تعملوا ليها عمليه ازاله رحم... ابتلع الدكتور ريقه و قال بس ممكن نروح في داهيه.
-واحده اتبرعت لجوزها و ماتت إيه المشكلة بس قبل ايه حاجه الشرطة هتحقق معاها الاول.
الظباط دخل ليها و خد اقولها و بعدين خرج و قال اظن انه كان حد بيراقبه كويس و على طول وراها و انتظر اللحظة المناسبة عشان يقتله رد عليه ممدوح و قال لازم تجيبوا اللي عمل في ابني كدا -اكيد، بس لازم نعاين الفيلا... -تمام هادي هيروح معاكم...
الدكتور دخل ليها و قال العمليات بتجهز جاهزة... هزت ليل رأسها و قالت العملية صعبه... -اهااا و احتمال تموتي... -ممكن اشوف جاسر... -الزيارة ممنوعه... -لوسمحت عايزة اشوفه، دي ممكن تكون اخر مره... الدكتور كان متراجع و قال ما تهربي... استغربت ليل و قالت ليه؟ تنهد و قال الناس اللي برا دول مفترين و مش هيسبوكي و انتي صحتك متسمحش -بس هو هيموت... تنهد و قال مش لدرجه اننا نخاطر بحياة المتبرع...
ليل نظرت له و قالت انا موافقه، و قامت و ذهبت إلى غرفة العناية التي بها لفترة، و ظلت جوه لفترة قليل، نسمه كانت برا و استمعت ليها و اول ما ليل خرجت لاقيتها... -ليل انتي مينفعش تتبرعي... -ليه؟ نسمه بحيرة الدكتور قال صعبه و انتي صحتك متستحملش... -مش ناقص كتير و الوقت بيعدي و اكيد مش هنلاقي متبرع... نسمه بحزن بس، قطعتها ليل و قالت ربنا بيدي كل واحد عمر يا نسمه و اكيد مش هموت ناقصه عمر...
نسمه عينها دمعت و قالت للأسف هو مش متوافق غير معاكي انتي... رتبت ليل على كتفها و ذهبت و بعد شوية انتقلت الى غرفة العمليات و بعدها جاسر... مر الكثير من الوقت و كله في انتظار النتيجة و بعد ساعات خرج الدكتور و قال العملية نجحت و هو هيتنقل العناية لحد ما يفوق، و هي حالتها صعبه جدا و دخلت في غيبوبة، كلهم روحوا و فضل ممدوح و نسمه... ممدوح دخل للدكتور عشان يسأل عن حالة ليل؟
-هتموت يا دكتور ممدوح الإجهاض كان صعب عليها و عاملها نزيف و دا غير العملية... -امممم خلاص كمان شوية تقدروا تشيلوا الأجهزة... مر يومين و جاسر و انتقل الى غرفه آخري جاسر اول فاق عرف ان حد اتبرعله بجزء من الكبد و طبعا والده نبه عليهم أن محدش يقوله، و فضل يومين على نفس الحال حتى أنه استغرب ان ليل مش ظاهرة و سال اخته بعد ما ابوه خرج و قال هي ليل فين يا نسمة... نسمة تنهدت بحزن و قالت ليل؟
-هي حصلها حاجه؟، و لا مشيت، هزت رأسها و قال لا موجودة هنا في المستشفي... جاسر مش فاهم ايه اللي يخليها موجودة في المستشفي و قال بقلق ليه؟ نسمه مترددة تقوله اللي حصل بس لازم يعرف انها بين الحياة و الموت...
رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل التاسع عشر
-ليل هي اللي اتبرعت ليك يا جاسر و بيقولوا حالتها صعبة اوي و تقريبا بتموت، جاسر مش مستوعب و قال نعم؟ و انتم ازاي توافقوا على كدا؟ -انت كنت بتموت يا جاسر و مكنش في غيرها اللي متطابقة معاك و ابوك طبعا ما مصدق بدأ... قام جاسر، نسمة حاولت تمنعه و لكنه قال بضيق هي في إني اوضه بظبط...
-يا جاسر، زعق فيها و أخبرته نسمه بالغرفة و خرج هو، و دخل ليها غرفة العناية، ليل كانت نايمه و الأجهزة متواصلة بيها، قرب منها و قعد جانبها و قال ليه عملتي كدا؟، والله انا مستاهلش ايه حاجه من دي، علي الاقل لو موت كنتي هترتاحي مني للأبد و امسك يدها و قال بحزن ارجوكي بلاش تموتي يا ليل، قولتلك امشي ليه مسمعتيش الكلام على الأقل مكنش هيحصلك كده، جاسر فضل عندها وقت كبير و كان هيتجنن عليها و انه احتمال يفقدها، خرج من الغرفه و هو يشتعل غضبا و سأل عن الدكتور الذي أجرا العملية و ذهب إلى مكتبه...
فتح جاسر باب المكتب، الدكتور قام مفزوع و قال جاسر بيه ازاي قومت دا غلط عليك... جاسر قرب منه و سدد له لكمه قوية، سقط الدكتور علي الارض جاسر شده من هدومه و قبض على عنقه بشده و قال اقسم بالله لو ما اتكلمت لأخليك تبات الليلة في قبرك، الدكتور حس انه بدأ يتخنق وقال هفهمك على كل حاجه بس سيبني... جاسر تركه و قال أنجز...
-والله يا جاسر بيه والدك هو اللي طلب و أنا قولتله أن حالتها مستحملش حاجه زي كدا و هو صمم برضو و انا مش هقدر اتكلم مع دكتور ممدوح -يعني تروح تموت واحده.
-هي اللي قررت تتبرع و الوحيدة اللي كانت متوافقة معاك و انت كنت بتموت و مكنش في حل تاني و هي كانت حامل و ابوك أمر بأن يعملها إجهاض دا غير أنه كان عايز يعملها ازاله رحم بس للأسف الإجهاض خليها تنزيف جامد و منفعش و هي دلوقتي عايشه على الأجهزة أو تعتبر ميته و محتاجه معجزة عشان تصحى لأنها ممكن تفضل في غيبوبة مدى الحياة...
خرج جاسر و مكنش شايف قدام غير حاجه واحده و هو أنه عايز يقتله، فتح مكتبه و دخل ممدوح أرتبك و قال أنت قومت ليه؟ جاسر بغضب بتقتل مراتي ممدوح ببرود و انت الزبالة اللي متجوزها دي اسمها مراتك و بعدين اديني بصلح غلطتك... جاسر اتعصب اكتر و قال صلح غلطتك انت يا دكتور و بعدين اتكلم و انا هرفع عليك قضية... -عايز تسجن ابوك؟ -ابويا مات، دا انت حتى مراعتش واجبك كدكتور و ضحيت بحياتها و قتلت ابنها...
-كنت اسيبك تموت يعني؟ جاسر لؤي فمه باستهزاء و قال بجد؟ دا على أساس انك اب بقا و كدا و خايف على ابنك، بس انت اثبت انك راجل وس*و هتفضل كدا طول عمرك و نتقابل في المحاكم يا دكتور و هي هتفوق و هتبقى كويسه -و مين قالك اني هخليها تفوق يا جاسر و ابقى وريني هتحميها مني ازاي؟ -لو تقدر تعملها حاجه و انا عايش ابقى اتكلم و بلاش تخليني اقتلك لاني مستعد لكدا.
جاسر خرج من عنده و طبعا ممدوح اتحرق دمه من كلام أبنه و فعلا لو جاسر بلغ كدا يبقى بيخاطر بمهنته و قال لازم تموت بس الصبر يا ابن المنشاوي... جاسر دخل اوضته تأني و قال لنسمه بلغي البوليس... نسمه باستغراب ليه؟ -هبلغ عن اللي حصل لي ليل -هتبلغ عن ابوك؟ -لما يدخلها عمليات و هو عارف ان حالتها متسمحش و انها تكون حامل و يسقطها فدى جريمة لازم يتعاقب عليها و أقل حاجه انه يتشطب من النقابة... نسمه بصدمة جاسر...
جاسر قطعها بحده بلاش تخليني انسى انك اختي لأنك عارفه كويسه اني مش باقي على حاجه و عارفه ان ابوكي راجل واطي... نسمه نظرت له بحزن و عتاب و قالت بس انت عايز تتدمر ابوك يا جاسر... -و انا لما حياتي اتدمرت هو عمل ايه؟، نسمه نفذي اللي قولتله و يا تشهدي باللي شوفتي يا تنسى أن ليكي اخ... نسمه مصدومة و طبعا مش عارفه تعمل ايه..؟ و قالت ببكاء ماشي يا جاسر...
اتصلت نسمه و بلغت الشرطة و بعد شوية الشرطة وصلت، و كان نفس الظابط اللي بيحقق في قضية القتل و قال جاسر بيه، اخيرا فوقت -لا سيبك من القضية دي، انا عايز أبلغ عن دكتور أجبر مراتي على التبرع وعارف انها حالتها صعبه و عمل ليها إجهاض. الظابط بتعجب ممكن تقولي ممكن الدكتور دا و احنا هنحقق معاه و ياريت لو مدام فاقت شهادتها هتكون قويه... -دكتور ممدوح المنشاوي، الدكتور استغرب و قال بدهشه نعم؟
-زي ما سمعت و اول شاهدة اهي الظابط كان مستغرب طبعا و قال اتفضلي...؟ نسمه كانت مترددة و بدأت قائلة ليل قررت تبرع و عملت التحاليل بس هي مريضه و حالتها متسمحش بحاجه زي كدا بس بابا صمم... -اجبارها يعني؟ نسمه بصيت لجاسر و قالت اهااا و عمل ليها إجهاض... الظابط بحيرة تمام هحقق مع دكتور ممدوح و ياريت لو المدام فاقت تبلغوني... خرج الظابط و هو يشعر بالغرابة و طلب مقابله ممدوح و بعدين دخل مكتبه...
-اتفضل يا حضرة الظابط في اخبار جديدة... -جاسر مقدم بلاغ ضد حضرتك ممدوح بصدمة انا؟ -اهاا و لازم أحقق معاك... ممدوح بعصبيه تحقق مع مين انت اتجننت... الظابط بغضب الا الغلط و انا حابب الأمور تمشي كويس بدل ما نمشيها بإذن النيابة و تشرف في الحجز ممدوح بضيق واحده قررت تتبرع لجوزها... -يعني ماجبرتهاش -لا و في شهود منهم الممرضين و الدكاترة...
مر شهرين، و جاسر كان جانبها مش بيسيبها خالص دخل الظابط في حيرة و داومه بين جاسر و ممدوح و طبعا الشهادة الفاصلة بينهم هتكون ليل بس للأسف هي مفقتش و كانت زي ما هي جاسر كان قاعد جنبها كالعادة، ليل استعادت وعيها و حركت ايدها... جاسر اول ما حس قال بلهفه ليل؟ ليل فتحت عينها ببط بس كانت حاسه انها تعبانة و جمعت الكلمات بصعوبة و قالت انا عايزة اشرب...؟ جاسر كان خايف يفقدها و قال حاضر ثواني بس...
و خرج من الغرفة و احضر زجاجه ماء بسرعه و رجع ليها تاني، جي يساعدها بس ليل خدت منه الماء و ارتشفت القليل منها و اعطيتها له و قالت جاسر ممكن اطلب منك طلب... جاسر ابتلع ريقه بصعوبة و تغرغرت الدموع بعينه و مسك ايدها و قال ايه؟ قالت بوهن ممكن تدفني جنب ماما و مش عايز بابا يعرف اني موت و لا يعرف مكاني... جاسر قبض على ايدها جامد و قال بلاش تقولي كدا... ليل جمعت كلامها بصعوبة و قالت لوسمحت ابقى حققلي طلبي...
جاسر كان شايف نبضها اللي بدأ ينخفض و شعر بدمعته التي سقطت من عينه و قال حاولي المرة دي يا ليل بلاش تموتي... ليل بصيت لي و بعدين غمضت عينها و اعلن الجهاز عن صوته بتوقف نبضها... جاسر اتصدم مش مصدق انها هتموت و خرج بسرعه و نادي على الدكتور... الدكتور: ماتت جاسر زعق في و قال ممكن النبض يرجع بالصدمات الكهربائية... الدكتور كان متعجب و فعل ما طلبه منه و ظل يحاول و يحاول و اخيرا عاد لها النبض...
تنهد جاسر بارتياح... الدكتور قال احنا كدا بنعذبها... -لو فضلت في غيبوبة طول حياتها مش هفصل عنها الأجهزة... الدكتور خرج، جلس جاسر بجانبها مرة أخرى و قال بلاش تموتي، والله انا مش هعملك حاجه بس خليكي معايا، كل اللي انتي عايزها هعمله بس ارجعيلي، انا عايزك معايا بلاش تسيبني.
ظلت الايام تمر و ليل كانت حالتها زي ما هي و مفقتش تأني و ممدوح خايف تقوم و نفسه يخلص عليها بس جاسر كان علي طول معاها و مش بيسيبها خالص و حتى لو مشى كان بيسيب معاها ممرضة... و طبعا ممدوح مستني الفرصة المناسبة عشان يخلص منها بدل ما تشهد عليه و يروح في داهيه و ظلت الأمور على ذلك الوضع... جاسر قال انا همشي و هرجع على طول محدش يدخل و لا يدها حاجه غير ما تشوفيها مفهوم.
هزت الممرضة رأسها و قالت مفهوم يا جاسر بيه... جاسر خرج و الممرضة كانت قاعدة معاها زي ما اتعودت، بس جي ليها تليفون و خرجت عشان ترد، بس جيت ممرضة أخرى ليها و تكون رئاستها في العمل و قالت انزلي هاتي الدوا بتاع مدام ليل رددت بتردد بس... -لازم و لا هتسيبها من غيره... هزت رأسها و قالت ماشي... نزلت تجيب الدوا و بعدين طلعت تاني بس اول ما دخلت وجدت الغرفة فارغه...