رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع عشر
جاسر كان مصدوم من كلامها و كان مضايق و قال بعصبيه و غضب متزعليش من اللي هيحصل و انا مش هطلقك... نظرت ليل له و قالت عنك ما طلقت... جاسر قام و قال بحده انا ماشي بس وحياة ربنا لو ما لمتى نفسك هوريكي حاجه مش هتحبي تشوفها... نظرت له و قالت اعمل اللي تعمله متقلقش انا شوفت اسوء من كدا يعني متعودة و بالنسبة للضرب و الاهانة خدت منهم كتير، بس ربنا هينتقم منكم... جاسر قام مشي و سابها، جلست ليل و ظلت تبكي...
عدي اليوم عليها و أتى اليوم الآخر و تفاجأت برنين هاتفها و ردت الو؟ مايا بعتاب غيرتي رقمك من ورايا... تذكرت ليل انها لم تحدثها منذ أن أعطي لها جاسر الهاتف الجديد و قالت اسفه والله، انتي جيبتي رقمي ازاي؟ -من جاسر ليل اتخضيت و قالت هااا؟! -طلبت منه انه يشوفه في البيانات بتاعتك المهم عندي ليكي خبر حلو اوي... -ايه؟ -جاسر اتقدملي...
ليل اتسعت عينها بدهشه و توقفت الكلمات في لحقها لتستوعب الصدمة و قالت مبروك يا حبيبتي، هتكون امتى؟ -هتكون في البيت عندي و عائلية كدا و بعدها بشوية الفرح... -ماشي يا قلبي -لو مجتيش هزعل منك، هي كمان يومين... -هاجي طبعا..
في الشركة مراد كان متردد و راح لجاسر المكتب و قال جاسر... -خير؟ -انا عارف و متأكد انك مش بتحب مايا، ، تنهد جاسر و قال مش لازم احب يعني... -دي اختي يا جاسر... -لو مش موافق خلاص... مراد طبعا مش عارف يرفض عشان مايا اللي ما صدقت و من ناحيه تانيه مش عايز يكسر فرحتها بس هو كان متأكد أن جاسر في دماغه حاجه...
عدي اليومين و جاسر مارحش فيهم ليها خالص و انهاردة كان ميعاد الخطوبة، ليل جهزت نفسها عشان تروح، ارتديت ليل فستان سواريه بلون النبيتي الغامق و عليه طرحه بلون البيج و قامت بوضع المساحيق التجميلية على وجهها و أصبحت فاتنه، ارتديت حذائها ذو الكعب العالي و خرجت من الشقة، استقلت تاكسي و بعد مرور بضع الوقت كانت وصلت إلى الشقة، طرقت الباب و انتظرت فتح لها مراد و قال مين؟ رددت ليل بتوتر انا ليل...
-اسف والله بس شكلك متغير، اتفضلي، دخلت ليل و مراد كان بيبص عليها بإعجاب و قال مايا في اوضتها و أشار لها عليها اتجهت ليل ناحيه الغرفة و دقت بابها و بعدين دخلت، ابتسمت مايا بسعادة و قالت ليل... ابتسمت ليل و قالت مبروك يا عروسه... ابتسمت مايا و قالت نسيت اعرفك دي نسمه اخت جاسر و دي ليل صاحبتي من ايام الكلية... ابتسمت نسمه لها و قالت حلوه اوي ما شاء الله رددت ليل بابتسامة انتي احلى المهم العريس فين؟
-قاعد برا مع مراد... خرجت ليل مع نسمه و مايا، و بالخارج كان جاسر يجلس مع مراد و هادي... هادي اول ما شاف ليل اتفاجا و قال ليل... انتبهت ليل له و قالت استاذ هادي، تذكرت نسمه انها رأيتها في مكتبه... هادي قام وقف قدامها و قال بقى تمشي و محدش يشوفك تاني...؟ ابتسمت ليل و قالت الظروف والله... جاسر قاعد هيطق من وجودها و قال بحدة مش نخلص بقا... استغرب مراد و قال مالك يا جاسر؟ -مفيش...
جلست مايا بجانب جاسر، و ليل كان علي وجهها ابتسامه جعلته يجن، قام جاسر بتلبسها خاتم الخطبة و قبل جبنها، ليل استأذنت من مايا و قامت من غير ما حد ياخد باله و مشيت، بس جاسر كان مركز معاها... و بعد ما مشيت بشوية جاسر قال احنا هنمشي مايا بحزن ليه؟ -نسمه عندها مشوار مهم و لازم اوصلها و هادي عنده شغل...
قام هادي و نسمه و بعد ذلك غادروا، جاسر راح على البيت على طول و دخل و اتجه إلى الغرفه، ليل كانت قاعدة على الفراش، اول ما لاقيته اتفزعت و قامت و قالت انت جيت ليه؟ جاسر بعصبيه مين قالك تخرجي من البيت أصلا و جايه تتضحكي و تهزري مع الرجالة.. تنهدت ليل و قالت متعصبش نفسك اوي كدا يا جاسر بيه و بعدين انت مضايق ليه؟ صفعها جاسر بقوة و قال بغضب شديد هضايق من ايه؟
نظرت له و قالت مريض و على فكرة انا مش هفضل على ذمتك كتير... -أعلى ما في خيلك اركبي... -هقول لمايا على كل حاجه، نظر لها بسخرية و قال جاسر المنشاوي مفيش واحده بتفرق معاه... تنهدت ليل و قالت طلقني و لا عايز تبوظ شكلي قدام صاحبتي... -انا ممكن أنسفك من على وش الأرض فاهمه... -عادي... -جيتي ليه؟ -فرح صاحبتي و أكملت بسخرية و جوزي...
-المهم أن الموضوع مش فارق معاكي، ، ابتسمت ليل و قالت انت كلك كدا مش فارق معايا و بقولها تاني هيبقى احلى يوم في حياتي يوم ما طلقني، جاسر اتعصب و شدها من شعرها بقوة و قال مش هطلقك و هخليكي كدا زي الكلبة، و دفعها لتسقط على الفراش، شعرت ليل بالدوار و قالت ليه؟ عايز تعمل فيا ايه تاني؟! بالله عليك سيبني... اقترب منها و حدق بعينها و قال يا تموتي يا تفضلي هنا...؟
نظرت له و قالت بنبرة مرتجفة الموت اهون منك... جاسر سكت، مكنش متخيل انها بتكره لدرجه انها تختار الموت و انها تروح تشوفه هيتجوز واحدة تانيه، و تغيرت ملامحه ليكسوها الغضب من جديد و قال ماشي... ابتلعت ليل ريقها و قالت بخوف هتعمل ايه؟ قبض جاسر على عنقها بقوة و قال هعمل اللي طلبتي...
اوصدت ليل عينها و تساقطت الدموع من عينها و بدأ صدرها يعلو و يهبط، ارخ جاسر قبضته عليها و قبل شفتيها التي كانت ترتجف بعنف، إلى أن تذوق طعم الدماء بفمه و ابتعد عنها، ليل كانت حاسه انها بدأت تتعب و نفسها بيروح بس مش زي كل مرة المرة دي مكنتش قادرة حتى تحرك جسمها و أكنها أخذت مخدر كامل، قام جاسر بتمزيق فستانها و حتى منتبهش لسكوتها و ظل يقبلها بعنف، و أكمل ما بداه، عدي عليهم وقت، و فجأة همست باسمه و كأنها تستغيث به قائلة بوهن كفاية يا جاسر انا بموت، جاسر كان مستمر بس فجأة لاقيها بتنزف و جسمها بقى متلج، شحب وجهها و قام، ارتدى سرواله و حاول تفيقها و لكن كانت ليل زي ما هي، هز جسدها بعنف و قال ما تقومي يا بت هي أول مرة يعني ما انتي كل مرة بتستحملي، فضل يحاول و هي برضو مبتنطقش، جاسر كان خايف عليها و قام بسرعه لبس هدومه و جاب ليها فستان و افتكر كلامها ديما و تمسكها بالحجاب و خد واحد، لابسها الهدوم و ثبت الحجاب على رأسها و حملها و غادر الشقة على الفور، راح لأقرب مستشفى و اول ما دخل زعق فيهم فخلال دقيقة كانت ليل في أوضه العمليات، جاسر برا قاعد بيروح و يجي خايف تكون ماتت فعلا و انه هيكون السبب في دا، مر وقت كبير و بعدين خرج الدكتور و قال بأسف جاسر بيه...
جاسر مش قادر يستني و عايز يعرف مالها و قال هي مالها؟ -أولا دي كانت محاولة اغتصاب عنيفة جدا و دا خلها تنزف، دا غير أنها مريضة و كانت على مشارف سكته قلبية... جاسر مصدوم و واقف مش فاهم حاجه و قال يعني؟ -يعني لازم تعمل عملية في أسرع وقت عشان نوسع الشرايين غير كدا ممكن تموت في ايه لحظة، انا اصلا مش مصدقة انها لسه عايشه لحد دلوقتي دي عندها انسداد كلي... -العملية هتكون امتى؟
-لما حالتها تتحسن دي لو دخلت العمليات كدا اكيد هتموت خصوصا أن عندها انخفاض ضغط دم و انميا حادة و طبعا حالتها مش مبشرة خالص و كمان كانت بتنزف...
اتنهد جاسر بحيرة، و تركه الدكتور و مشى و ليل كانت اتنقلت إلى الغرفة و طبعا كانت متوصلة بالأجهزة، بدأت تفوق و كانت حاسه انها حتى قادرة تتحرك و اكن جسمها كله متخدر، و تنهدت بتعب، و حاولت تقوم بصعوبة طبعا و جلست على الفراش و نظرت إلى الأجهزة، و اول قامت حسيت انها مش قادرة و لا تتحرك و تتنفس و صداع رهيب، دخلت الممرضة و قالت ازاي تقومي غلط الحركة عليكي...
ليل شالت جهاز التنفس و قالت بوهن انا عايزة امشي من هنا؟
-يا مدام انتي متقدريش تقومي من على السرير، ايه حركة ممنوعة نهائي، ليل بدأت تتكلم بالعافية هي حتى مش قادرة تناهد، الممرضة غيرت المحاليل و خرجت، ليل طبعا كانت خايفه خصوصا أن كدا اكيد جاسر عرف انها مريضة والله اعلم ايه رد فعله معاها...؟!، فصلت الأجهزة لنفسها و سندت على السرير عشان تقوم، كانت حاسة بصعوبة اوي و كأنها اول مرة تتحرك، و بدأ نفسها يضيق و ضربات قلبها بدأت تزيد، تنهدت بصعوبة و قالت بداخلها يارب ساعدني...
سندت على الجدار و وقفت تاخد نفسها التي شعرت بذهابه، و تفاجأت عندما فتح جاسر الباب و دخل... تلاقت نظراتهم لثواني كل منهم يحمل شي بداخله لا يريد الافصاح عنه، كانت خائفة من رد فعله و كيف سيتقبل هذا... اطال جاسر نظره حتى انها لا تستطيع تفسيرها، و قال...
رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس عشر
-انتي قومتي ليه؟، وضعت يدها على صدرها و قالت بوهن انا عارفه انا عندي ايه، و انت مش مضطر تعالجني... جاسر كان مستغرب انها اصلا حاولت تقوم مع ان الدكتور قال إن ايه حركة صعبة عليها و انها حتى معندهاش قدرة على التنفس بشكل طبيعي. -ليل ارجعي نامي، بدأت دموعها تنزل و قالت بتوسل سيبني امشي ونبي انا لو دخلت عمليات مش هطلع منها...
جاسر حس ان عينه بدأت تدمع لأول مره في حياته لأن فعلا حالتها كانت صعبة و هو مش عارف يعمل حاجه، ليل فقدت الوعي و قبل ما تقع على الأرض هو حملها و وضعها على الفراش، مسد على رأسها بحزن وخرج رؤيتها بالشكل دا كانت محسسه بالذنب، فضل قاعد برا و بيفتكر كل حاجه حصلت بينهم، حتى مكنش فاهم هي خايفه من ايه؟، فضل قاعد برا كتير، و افتكر كلامها...
ليل لما فاقت قامت عشان تدخل الحمام، كانت بتعاني عشان تقدر توصل، هي كانت متأكدة انها في يوم هتوصل للمرحلة دي، و تنهدت بحزن و بدأت في الوضوء، كانت دموعها تختلط بالمياه، أنهت و بعدين خرجت، وقفت لثواني عشان تاخد نفسها و دورت في الأوضة على حاجه تصلي عليها، وضعت أحدي شراشف السرير و بدأت تصلي، و أنتهيت بعد عناء و لكنها كانت تشعر بالراحة فضلت قاعدة مكانها و كانت بتعيط من غير صوت عشان محدش يسمعها، فضلت على وضعها لفترة و طبعا لما دخلت الممرضة و لاقيتها كدا استغربت و قالت انتي بتعملي؟
انتبهت لها ليل و قالت ولا حاجه بصلي... لوت فمها بتعجب و قالت بتهكم سامحني يا رب و لما انتي كدا؟ كان ايه اللي وديكي عند راجل و تخلي يبهدلك كدا؟، لأن الممرضة مكنتش تعرف إن جاسر جوزها و بتحسبها مجردة واحدة من اللي بيعرفهم، نظرت لها ليل و سكتت لأن جاسر كان طالب منها أن محدش يعرف انها مراته...
و تفاجأت بجمود صوته يقول للممرضة اعتبري نفسك مرفوده، نظرت له بتوجس و قالت بخوف جاسر بيه انا مقصدش حاجه، قطعها و قال بحدة و حزم تعرفي ايه عقاب اللي انتي عملتي و انك تكلمي مرات جاسر المنشاوي بالطريقة دي ايه؟ الممرضة مبقتش عارفه تتكلم و نزلت وشها في الأرض، ليل كانت مستغربة طبعا و قالت هي مقالتش حاجه...
ما مصدقت الممرضة ليل قالت كدا و خرجت بسرعه، ليل سندت على الأرض عشان تقوم، أقترب جاسر منها عشان يساعدها و لكنها رفضت و قامت لوحدها، نظر لها بغضب... ليل راحت تقعد على السرير و قالت المساعد ربنا يا جاسر بيه... تنهد جاسر و قعد و قال غلط الحركة و الصلاة صعبه عليكي... -عادي انا متعودة مش اول مرة اتعب بس المرة دي زيادة شوية، و نظرت و قالت انا مش هعمل عمليات و تنهدت انا بقيت كويسه..
جاسر ساكت و لأنه كان شكلها باين انها حتى مش قادرة تتكلم و قال انا قررت و انتي عليكي تنفذي... -حتى حياتي عايز تخدها... الاثنين بصوا لبعض و كانت نظراتهم طويلة، هي بتعيط و هو ملامحه جامدة زي ما هي و قال يعني مش كفاية انك طلعتي مريضة، تنهدت ليل و قالت المرض مش حاجه وحشه و مفيش حد طلب منك انك تستحمل مرضى... -ازاي؟ يعني...
-يعني هنكمل زي ما احنا يا انا هموت و انت وقتها هتقدر تتصرف في جثتي و متقلقش محدش هيسال عني، يا ربنا يكتبلي عمر جديد... -متأكدة؟، بدأت تلتقط انفاسها بصعوبة و قالت اهااا متأكدة... -لما تعملي العملية... -انا لو دخلت العمليات هموت لأن انا حالتي صعبه و انا عارفه دا كويس و العلاجات كانت حل مؤقت اعتبر أن دا ممكن يكون آخر طلب ليا...
جاسر مش عارف يرد عليها بايه؟ وفضل ساكت شوية و بعدين قال و آخر حاجه هقولها انك هتعملي العملية، حتى لو غصبن عنك، تمام... تنهدت ليل بحزن و سكتت، و بعدين رأسها على الوسادة و نامت... جاسر فضل يبص عليها و هي نايمه و مسك ايدها ليقبلها و قال انا مش عايزك تموتي كان مجرد كلام بس و بعدين خرج من الغرفة... في الصباح الدكتور دخل ليها و قال صباح الخير...
ابتسمت ليل، تنهد الدكتور و قال مدام ليل اكيد انتي عارفه ان حالتك صعبه و نسبه نجاح العملية بسيط... -عارفه و مش عايزة اعملها... الدكتور بص ليها باستغراب على حالتك دي انتي متقدريش تعيشي من غير الأجهزة حتى... تنهدت ليل و قالت كل واحد فينا عمره مكتوب يا دكتور و انا عارفه ان العملية نسبة نجاحها قليله، من فضلك مش عايزة اموت و انا في أوضه العمليات... الدكتور سكت شويه و قال بس ممكن تنجح... -لوسمحت...
-بس جاسر بيه مش هيرضي... تنهدت ليل بيأس و قالت بس انا مش عايزة، دخل جاسر الغرفة و نظر إلى الدكتور فاستأذن و خرج و قال ريحي نفسك لأنك هتعملي العملية... -بترتاح لما تعذبني... -انا كدا بعذابك... ترقرقت الدموع بعينها و بدأت في البكاء و قالت اممم أكيد هيبقى حرام لما أموت جوه العمليات، على الأقل اموت سليمه من غير تعب، جاسر ابتلع ريقه و قال مش هتموتي... -انا ميته من زمان اصلا ناقص بس ربنا يأذن بطلوع روحي...
-و انا مش هسيبك تموتي... ليل سكتت و تنهدت و قالت ارحمني... -ليل انتي دلوقتي مطلوب منك تسمع كلام الدكاترة و خلاص تمام... -هو انت حتى مش عايزني ارتاح؟! -لا، و بعدين قام و سابها، ليل وضعت رأسها على الوسادة و ظلت تبكي، ، دخلت إليها إحدى الممرضات و قالت الاكل يا مدام ليل... رددت ليل و قال مش هاكل... -بس مينفعش لازم تأكلي... ليل بضيق مش جعانه...
تنهدت الممرضة بيأس و خرجت و أخبرت جاسر قائلة مش راضية تأكل و دا غلط عليها... زفر جاسر بضيق و قال طيب روحي انتي على شغلك و دخل ليها و قال ليل... ادعت ليل النوم، اقترب جاسر منها و قال قومي، عارف انك صاحية... فتحت ليل عينها و قالت نعم يا جاسر بيه؟ زفر بضيق و قال مش عايزة تأكلي ليه؟ -براحتي حتى دي هتخليني اعملها غصبن عني... -اهاا ليل بصيت لي و قالت مش واكلة...
-براحتك بس لو مكلتيش هتصل بمايا و اقولها انك تعبانة و طبعا انتي عارفه الباقي فاسمعي الكلام كدا احسن... تنهدت ليل و قالت بكرهك... -شكرا، امسك جاسر صينية الطعام و مسك المعلقة و بدأ في اطعامها... -شبعت... -لازم تأكلي كويس... زفرت ليل بضيق و قالت شبعانة، وضع جاسر المعلقة في فمها و قال لما تخلصي الاكل ابقى اتكلمي... صمتت ليل و اكمل جاسر اطعامها إلى أن انتهي و قال شاطرة...
ليل تنهدت و قالت ممكن تجيبلي هدومي عشان عايزة اغير... -حاضر عايزة حاجه تاني... -شكرا... -هروح و ارجع بسرعه، هزت ليل رأسها... جاسر راح مول قريب و اختار ليها اكتر من طقم و بعض الأعراض اللي ممكن تحتاجها هناك، و بعدين رجع، جاسر مخدتش وقت كلير كان حاولي ساعه، و دخل لاقي الممرضة بتتحايل على ليل عشان تديها الحقنه... استغرب و قال في ايه؟ تنهدت الممرضة و قالت مش راضية تاخد الحقنه، و الانتظام على العلاج مهم...
تنهد جاسر و قال سيبيها و اخرجي، استجابت له الممرضة و خرجت... جاسر بص ليها و قال مش عايزها تاخد الدوا ليه؟ -دراعي بيوجعني... حضر جاسر الحقنه و قال افردي دراعك، نظرت له ليل و قالت مش هخدها جلس جاسر امامها و امسك ذراعها و قال مش هتوجعك، و قام بحقنها و قال بس كدا... نظرت له و قالت ايدك خفيفة، بس اتعلمتها ازاي؟ -كنت دكتور بقا... -بجد؟ -اهاا خريج كليه طب بس للأسف بقا مشتغلتش دكتور... ليل استغربت و قال ليه.؟
-عادي مش بحبها المهم جيبتلك الحاجه، ليل عرفت انه جايب حاجات جديدة و طبعا كانت قلقانه يكون جاب حاجه مش مناسبة و قامت... -خليكي... -انا كويسه، فتحت ليل الشنطة و كان أغلبها فساتين و طرح -خلي بالك عشان في شنطة فيها مصحف و سجادة صلاة... ابتسمت ليل و قالت شكرا، اخدت ليل المصحف و وضعته على الطاولة و قالت انا هدخل الحمام... -هتعملي ايه؟
ليل بتوتر و حرج هاخد شاور عشان بعد اللي حصل امبارح و عشان صلاتي تتقبل كفايه اني نسيت امبارح و ربنا يسامحني، ، فهمها جاسر و قال طيب... دخلت ليل و فتح المياه و جلست على طرف البانيو لشعورها بالتعب، جاسر لما فضل سامع صوت المياه قلق و اتجه إلى المرحاض و طرق الباب قائلا ليل... رددت ليل بخفوت انا كويسه... جاسر فتح الباب و لاقيها جالسه، اتجه لها و قال بقلق مالك؟
-مفيش حاجه انا كويسه، تنهد جاسر و قال طب اساعدك؟، هزت رأسها نافيه... -ليل بلاش تنشيف دماغ مش وقته و بعدين ممكن لو وقعتي تتعوري، ليل سكتت و قالت لا شكرا، اسندها لتقوم تقف و بدأ في مساعدتها في خلع ملابسها، و بعد ذلك ساعدها في أخذ حمامها و خرج و احضر فوطة من الخارج و دخل لها مره اخرى و وضعها حول جسدها، و حملها برفق... و خرج و اجلسها على الفراش و قال استنى هجيلك هدومك...
ليل اوقفته و قالت بسرعه عشان ممكن حد يدخل... -باب الاوضه مقفول... قام جاسر و احضر الشنطة، ليل بصيت لي و قالت انا هلبس لوحدي... -هو عادي يعني... ليل بتردد طول ما انت قدامي بتوتر، ابتسم جاسر و قال بالمناسبة التوتر بقا، انا عايز اقولك حاجه... ليل بتعجب ايه هي؟ جاسر: ... نكمل المرة الجايه و نشوف جاسر هيقول ايه؟..
رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس عشر
-عايز احضنك... ليل ابتلعت ريقها بتوتر و احمر وجهها... -هاااا ليل لسه ساكته، رفع كف يدها و قام بتقبيلها برفق، ليل سحبت ايدها بتوتر... تنهد جاسر و قال مش موافقه... ليل بتعجب و خجل ما انت على طول بتعمل كدا ايه الجديد؟ -لا عايز احضنك بمزاجك مش غصبن عنك...
ليل بصت باستغراب بسبب تغيره المفاجئ و أكنه حد تاني و قالت ماشي، نظر لها و قال ايه السرعة دي و لا الهوا رماك؟ استغربت ليل و قالت ايه؟ -و لا حاجه... ابتسمت ليل و قالت طب ايه؟ هتحضني و لا اقوم البس، تنهدت و قالت يبقى اقوم... امسكها من معصمها و ضمها إليه، وضعت راسها على كفته و لفت ذراعها حول عنقها و قالت هو انت بتعمل كدا ليه؟ قبض جاسر عليها أكثر و كأنه يريد أن يدخلها بين ضلوعه و قال بعمل إيه؟
ليل بحيرة هو انت مش مضايق عشان طلعت تعبانة؟! -لا بس انتي ليه مقولتيش؟! ابتعدت ليل عنه و قالت عادي، بس مش بحب اقول اني تعبانة... -بس المفروض كنتي قولتلي... نظرت له و تذكرت ما فعله معاها و قالت بحزن اكيد مكنتش هتعمل حاجه بالعكس ممكن كنت تبقى اسوء... سكت جاسر شوية لشعوره بالندم و قال اكيد كان في حاجات هتتغير... ليل نظرت له بعدم تصديق و قالت مفيش حاجه هتتغير...
-مكنش ينفع تفضلي ساكته انتي حتى مكنتش بتاخدي علاج... تنهدت و قالت بلاش تحسس نفسك بالذنب، انا ديما بحب اتعامل على اني كويسه كفايه أن في حاجات كتير اتحرمت منها... -اهلك يعرفوا؟ هزت راسها بيأس و قالت اهااا و كانوا بيعايروني بكدا... -هتعملي العملية و هتبقى كويسه... ليل وضعت يدها على يده و قالت لو موت بلاش تقول حاجه وحشه عني... شعر بوغز في قلبه و قال هو انتي ليه بتقولي كدا ان شاء الله هتبقى كويسه...
-عادي بس يمكن ربنا يرحمني، و بعدين انا لو موت مش هأثر في حد، جاسر سحبها و احتضنها مره أخرى و قال بس هتأثري فيا انا مش عايزك تموتي... ليل اندهشت عندما سمعت حديثه، و جاسر اول ما حس هو قال ايه بعد عنها و قال انا همشي... ليل ساكته مش فاهمه حاجه و قالت ماشي... خرج جاسر من عندها و زفر بحنق و قال بداخله ايه القرف اللي انا بقوله دا؟، اوف بجد.
ذهب سعد إلى منزله بعد ما أنهى عمله و اول ما دخل كانت نبيلة في انتظاره و قالت باقتضاب اخليهم يحضروا الاكل... تنهد سعد و قال والله نفسي مسددوه الواد ابن ال*******مش عارف اخلص منه حتى ممدوح شكله هنج و مبقاش قادر و ملهى في المستشفي بتاعته... نبيلة بضيق و بنتك اهي قعدت جنبنا و مش عارفين نجوزها حتى... -من ساعه اللي حصل و جاسر رافضها و طبعا انتي عارفه هادي كويس...
-والله اخرتها اخوك هيموت و جاسر واكل كل حاجه و انت هتروح بلاش... زفر بضيق و قال هعمل ايه الواد دخل طب و قولت خلاص هيبقى دكتور و الشركات هتبقى ليا بس للأسف سابها و جالي، ابويا الله يسامحه مات و خلينا تحت ضرسه... اتنهدت نبيلة و قالت لازم تقتله بصراحه انا شايفه انه كفايه ذل لحد كدا، انت بتتعامل زي أقل موظف و لو جاسر مات هترجع ليك كل حاجه ما ممدوح اخوك ملهوش في الشركات...
لمعت الفكرة بعينه و قالت نفسي اموته يا نبيلة و اخلص منه... -هيحصل بس احنا نظبط كل حاجه و ان شاء الله هتروح تعزي اخوك ممدوح في ابنه قريب.
ليل ظلت متعجبة و تذكرت كلماته التي اخترقت مسمعها... تنهدت ليل و قامت و لكنها لمحته هاتفه على الطاولة، و عندما رن اتجهت له و نظرت إلى شاشته و وجدت رقم، فصل و بعدين رن تأني، ليل فتحت الخط عشان تشوف مين... رد المتصل (جاسر وينك حبيبي، اشتقتلك كتير) زفرت ليل و قالت جاسر مش موجود ردت عليها و قالت و مين انتي؟ قفلت ليل و قالت انسان زباله...
جاسر لما افتكر انه نسي تليفونه دخل و لاقيها ماسكها، تركته ليل مكانه و ذهبت لتجلس على الفراش... جاسر بص ليها و قال مغيرتيش ليه؟ ليل باقتضاب حرانه، عندك مانع؟ عقد حاجبه و قال و حضرتك سايبه باب الأوضة مفتوح و مقفلتيش بالمفتاح تنهدت ليل و قالت نسيت... -طيب، فتح التليفون و عرف انها ردت و قال هو مين اللي اتصل؟ لوت ليل فمها و قال اتصل و اسأل... -انتي رديتي ليه؟ -رن كتير و حسبت حاجه بخصوص الشغل...
-ماشي البسي بقا عشان لو حد دخل و شافك كدا هزعلك... -ملكش دعوة، زفر جاسر بضيق و اقترب منها و قال انتي قولتي ايه؟ ليل بضيق بقولك ملكش دعوة، جاسر بدأ يميل عليها، ليل اتوترت و فضلت تبعد لحد ما نامت و قالت بخوف مكنتش اقصد، لمس وجهها بيده و قال جبانه... -انا مبخافش بس انت اللي مرعب، كمل انحناءه و قبل شفتيها و قام، ليل اتوترت و قالت مش كل شويه تبو، بس مكملتش و سكتت... -بحب ابوسك...
ليل خجلت و قالت انت قليل الادب... -عارف اني قليل الادب و سأفل و كلمه كمان و هقطع شفايفك... اتسعت حدقيتها و شعرت باختراق وجهها خجلا و قالت و انا اعيش ازاي من غير شفايفي جاسر ضحك و دي كانت أول مره ليل تشوفه بيضحك و فضلت بأصله بإعجاب و ابتسمت تلقائي... اقترب منها و همس اسفل اذنيها لا هقطعها من البوس، خجلت ليل و لم تجد شي لقوله... أبتعد عنها قليلا و قال اهااا مين اللي اتصل؟ -مش عارفه واحده اشتقتلك...
-اممم ماشي، المهم غيري و نامي... نظرت له باقتضاب و قالت براحتي، و بعدين انت هتمشي؟ -ايوه، لو عايزني اقعد معاكي قولي... -لا مش عايزة... -متتكسفيش عادي، نظرت له بضيق و قالت لا... -ماشي بأي... خرج جاسر من الغرفه، زفرت ليل و قالت بحزن حيوان مشي و سبني... دخل جاسر و قفل الباب خلفه بالمفتاح و قال هفضل معاكي و أمري لله... قامت ليل اوقفها قائلا رايحه فين؟ -هدخل البس، تنهد جاسر و اقترب منها و قال طب ما تلبسي هنا؟
-جوه احلى... ازاح جاسر المنشفة لتسقط على الأرض، ليل شعرت بالخجل منه و قالت بخفوت و توتر لوسمحت... لم يرد عليها و ساعدها في ارتداء ملابسها، و قال روحي نامي... -هي العملية هتبقى امتي؟ -كمان يومين... تنهدت ليل و قالت طيب، تصبح على خير، وذهبت في اتجاه الفراش و نامت و غطت وجهها بالغطاء... جاسر نام على الاريكه و ظل يبعث بهاتفه وصلت إليه رساله على الواتساب من مايا (وحشتني) تنهد جاسر و رد (وانتي).
-(هو انت فين من امبارح) -(عندي شغل) -(جاسر) -(نعم) -(انا بحبك اوي و من زمان من ساعه ما شوفتك اتمنيت اني ابقى معاك مع اني عارفه انك مش بتحبي و مش هقول عشان واحده تأني لا انا عارفه انك مش عندك ايمان بالحب بس عندي امل اننا نبدأ كل حاجه مع بعض) جاسر اول ما شاف كلامها سكت و طبعا مش لاقي حاجه يقولها و لما اتأخر في الرد مايا بعت رساله تانيه (سلام، تصبح على خير، ) -(سلام) القى الهاتف بجانبه و قال و بعدين بقا...
ليل قامت قعدت و قال جبتلي صداع من صوت المسدجات... نظر لها و قال كنت بكلم خطيبتي... -و وصلتوا لايه؟ جاسر بتعجب مش فاهم...؟ -يعني بدأت تحبها و لا لسه؟ جاسر اضايق انتي مجنونة صح؟ -ليه؟ -عشان المفروض انك مراتي مش معقول تكوني بالبرود دا... -عادي بس يمكن حياتنا مع بعض مستحيلة بس ممكن تبقى ممكنة مع حد تاني، يعني ممكن حياتك تتغير مع مايا و انا ممكن حياتي تتغير لما احب حد...
جاسر بص ليها و قال بغضب ليل انا مش هطلقك يعني متفكريش... تنهدت ليل و قالت ليه؟.. -مزاجي كدا و نامي بقا عشان مش طايق نفسي و اوصد عينه، زفرت ليل و قامت من مكانها و ذهبت لتجلس بجانبه و قالت جاسر... فتح عينه و قال نعم؟ -ممكن متنمش غير ما انا انام، زفر بضيق و قال ابقى خلي اللي هتحبي يفضل صاحي، و اغمض عينه... ليل بحزن و توتر جاسر انا خايفه... قام جاسر و قال عايزة ايه؟
ليل زمت شفتيها و قالت الاوضه مضلمة و خايفه انام لوحدي... نظر جاسر لها و قال طيب صحيت، ، فضلت ليل قاعدة قالت مش عارفه انام خالص... تنهد جاسر و ضمها إلى صدره و حاوطها بذراعه و قال حاولي تنامي... -حاضر، بعد مرور القليل من الوقت ذهبت ليل في النوم و حملها جاسر بهدوء و وضعها على الفراش برفق...
انقض اليومين و جاء موعد العملية ليل كانت خايفه و مش عايزة تدخل و عشان كدا جاسر طلب من الدكتور انه هيديها المخدر قبل دخول العملية... نظرت له ليل و قالت ببكاء انا مش عايزة، تنهد جاسر و قال ماشي يا ليل ممكن تاخدي الدوا ليل نظرت له بشك و قالت انا عايزة أمشي، اقترب جاسر منها و قال حاضر... امسك ذراعها و قام بحقنها و ذهبت ليل في النوم تدريجيا، تنهد جاسر و قال اكيد مش هتفرج عليكي و اسيبك تموتي...
انتقلت ليل إلى غرفة العمليات و جاسر كان واقف برا قلقان و خايف تموت، عديت ساعات، و قلقه بدأ يزيد... خرج الدكتور و على وجه علامات الاساة و قال...