في المكتبه القريبه من المول
تجلس بهدوء تقرأ روايتها الجديده، انها مدمنه للروايات ويسود عليها طبع الهدوء مما يجعل الناس ينفرون منها مثلما فعل خطيبها قبل قليل قائلا: انا خارج اتهوي بدل الملل دا.
ثم غادر وتركها ولكنها تقدر انه شاب ويريد الخروج معها والتعرف عليها اكثر لكن خجلها يمنعها وهو لا يتفهم ذلك فتختبأ خلف غلاف الكتاب
دخل عليها وهو ينهج بشده يبدو انه كان يجري بشده وكانه يهرب من خطر ما
ففزعت وقامت من مكانها بسرعه متجهه نحوه حيث انه قد وقف بجانب باب المكتبه غير قادر على تكملت المسير
وقفت بجانبه تربت على ظهره قائله بهدوءها المعتاد: انت كويس؟
نظر لها فوجد علامات الهلع على وجهها فإبتسم.. ان الله رزقه بنعمه هو غافل عنها
فابتسم وقال بهدوء: انا كويس بس صحبتك ربنا يسامحها قطعتلي الخلف
ابتسمت وقالت وهي تتجه إلى المقعد مجددا: عملت ايه تاني
جلس جوارها وهو يقول: والله انا سعات بحس انها مركوبه...!
فصول نوفيلا
جنون بنات
نوفيلا
جنون بنات للكاتبة فاتن نبيه الجنون الأول
ي بنتي والله العظيم شكلوا حلو عليكي
وضعت يدها على وجهها ثم شرعت بالبكاء مجددا قائله بصوت مخنوق: لا انت بتقول كده عشان تخلص مني انت اصلا مكنتش عاوز تيجي معايا.
اقترب منها وهو يستحضر اقصي درجات الصبر لديه، هي اتصلت به اليوم طالبه منه ان يرافقها في رحلت التسوق خاصتها، وهو حاول الاعتذار مليا لانشغاله بأشياء اهم، ولكن رأسها الصلب هو الذي يصنع المشاكل بينهما، سمعها تقول طيب ما قيس بيفسح ماهي علطول اشمعني انا.
عند ذكر اسم ذلك البغيض فقد اخر ذره صبر لديه فكم يكرهه جدا والأن خطيبته الحمقاء تقارنه بذلك البغيض ليصرخ في وجهها بعصبيه قائلا: قيس، قيس، كل حاجه زفت، منا قولتيلك اني مشغول انهارده جدا، بس انت اصريتي لمجرد ان سي زفت هيفسح صحبتك
قالت وهي تنظر له كما القطط: بس متنكرش قيس بيحبها اكتر من حبك ليا.
غبيه، هي غبيه مجرد غبيه، فلن يقتلع شعر رأسه بسببها مثلا، ولن يجز عنقها الآن
نظر لها بغموض، يتخيل منظرها عندما يجز عنقها وكم ستكون حياته هادئه، حقا انها فكره مغريه، فلا يعلم من اين جائته تلك البلاء، ولكنه يحسبها تخليص لذنوبه اللتي ارتكبها في حياته وعلى مدار 29سنه وعندما يفكر فيها هكذا يشعر باليأس من زوال ذلك البلاء
اعترف
لينظر لها ببلاهه وهو يعقب حاجبيه ثم قال بتيه: اعترف على ايه.
رد عليه بحذر قائله: ان قيس بيحب...
لم تكمل جملتها عندما وجدته كمن يوشك على قتلها والشرارات تلمع في عينه غيظا، سمعته يصرخ قائلا باهتياج: يلعنك ي قيس، يخربيتك ي اخي، يحرق اليوم إلى شوفتك فيه، ي رب هو كل دا تخليص ذنوب والله معملت حاجه اكتر من اللي الناس بتعمله.
وجدها تنظر له ببراءه اغاظته بشده، ليقترب منها ثم مد يده حول عنقها كمن يقبض عليه ليجدها تقول ببرائه زائفه: مالك متعصب كدا ي بودي، اهدي ي عمري ليطقلك عرق.
نظر لها بصدمه، لقد كانت على وشك حرق اعصابه والان تقول بكل بساطه: متعصب ليه.
نظر لها شزرا ثم وجه نظره للساعه الثمينه في يده فشهق وهو يقول: يخرب بيتك على بيت خلقك اتأخرت على الاجتماع
ثم سحبها من يدها خارجا من المحل بسرعه
فلوت هي شفتيها وهي تقول بتبرم: مشترتش حاجه ي عبده لسه، زمان قيس شبرق ماهي دلوقتي.
حسبي الله ونعم الوكيل
قالها عبد الرحمن بيأس من فهم تلك الغبيه فلو ترك زمام اعصابه لن تفلت من بين يديه حيه.
قيس انا جعانه
قالتها ماهي بتزمر فرد عليها قيس قائلا: ي حببتي احنا لسه أكلين من نص ساعه
دبت قدمها في الارض ثم قالت وهي على وشك البكاء: بس انا جوعت
كشر قيس عن انيابه وهو يقول: دي تالت مره تاكلي والظهر لسه مأذنش، كدا هتتخني ي حببتي.
ملامح الطفوله والهدوء والدلال كلها اختفت لتكشر عن انيابها ناظره له بشزر ثم قالت: اتخن ولا متخنش دي مش شغلنتك، انت هنا عشان تقولي طلباتك مجابه ي حببتي، مش هتتخني!، بلا قرف، وبعدين انت ايه اللي دخلك اصلا هاااا، يلا اتلحلح من مكانك وهاتلي سندوتش يلا.
قالت ذلك المرشح دون ان تتوقف فنظر لها الاخر بصدمه فكيف تستطيع ان تخرج هذا الكم من الكلمات دفعه واحده دون التقاط انفاسها صحيح انهما مخطوبان من شهريين ولكنه يكتشف فيها كل يوم مصيبه
ثم من هي لتوجه له هذا الكلام! وهو الذي يخشاه الجميع تأتي تلك المتحزلقه لتسمح بكرامته الارض
بقولك انا جعانه مبتسمعش.
نظر لها بضيق وكاد ان ينقض عليها ليقتلها ولكنه توقف عندما عادت لها نظرات البراءه والدلال لتلعب دورها على اعصابه فتحرك مجبرا ليحضر السانداوتش الثالث اليوم او ربما العاشر، لا يدري كيف تسقضي باقي اليوم، وكم عدد السندوتشات اللتي ستنقض عليها، حقا لن يتعجب ان سمع في يوم ما انها تأكل وهي نائمه!
وقف عندما سمع من يناديه فالتفت ليجد نبيل، سلم عليه ثم بدأ السؤال المعتاد: بتعمل ايه هنا.
فرد عليه الاخر بضجر: جيت اهوي عن نفسي شويه بدل الخانقه اللي انا فيها
توجهت نظرات قيس مباشرتا إلى ماهي ثم قال بسخريه تحمل في طياتها المراره: هو في خنقه اكتر من كتله البرود اللي هناك دي.
نظر نبيل إلى حيث ينظر قيس فوجد ماهي تتفحص الازياء بملل فأعاد نظره لقيس قائله: ما هي البلوه صحبتها اللي خنقاني
ربط قيس على كتفه قائلا بسخريه: معلش ي صاحبي بس حساب الدنيا مهما كان اهون من حساب الاخره.
تدهل كتفي نبيل ثم قال بيأس: معاك حق، بس لو اعرف انا اذنبت في ايه عشان ربنا يرزقني بيها.
فين السندوتشات ي استاذ قيس
نظر قيس جانبه بفزع ليجد وجهها في وجهه فرجع برأسه للخلف وهو ينهج قائلا: انت بتظهري منين.
بينما نبيل وقف متصنم فلم يراها هو الاخر وهي تقترب ثم قال في نفسه بريبه: لأ دا انا البلاء بتاعي ارحم
ثم فر مسرعا
وعندئذ انتبه كل من قيس وماهي عليه وهو يهرول بكل قوته
لتقول ماهي بغباء: ايه دا هو شاف عفريت
فنظر لها قيس نظره ذات مغذي ثم قال: اللي على راسه خبطه بيحسس عليها
ثم اهداها نظره ساخره وذهب ليحضر السنداوتش.
في المكتبه القريبه من المول
تجلس بهدوء تقرأ روايتها الجديده، انها مدمنه للروايات ويسود عليها طبع الهدوء مما يجعل الناس ينفرون منها مثلما فعل خطيبها قبل قليل قائلا: انا خارج اتهوي بدل الملل دا
ثم غادر وتركها ولكنها تقدر انه شاب ويريد الخروج معها والتعرف عليها اكثر لكن خجلها يمنعها وهو لا يتفهم ذلك فتختبأ خلف غلاف الكتاب
دخل عليها وهو ينهج بشده يبدو انه كان يجري بشده وكانه يهرب من خطر ما.
ففزعت وقامت من مكانها بسرعه متجهه نحوه حيث انه قد وقف بجانب باب المكتبه غير قادر على تكملت المسير
وقفت بجانبه تربت على ظهره قائله بهدوءها المعتاد: انت كويس؟
نظر لها فوجد علامات الهلع على وجهها فإبتسم، ان الله رزقه بنعمه هو غافل عنها
فابتسم وقال بهدوء: انا كويس بس صحبتك ربنا يسامحها قطعتلي الخلف
ابتسمت وقالت وهي تتجه إلى المقعد مجددا: عملت ايه تاني
جلس جوارها وهو يقول: والله انا سعات بحس انها مركوبه.
ضحكت ناردين بخفوت وساد بعض الصمت ليقطعه نبيل قائلا بسخريه جاده: ساردين
ولم يكد يكملها حتى التحم الكتاب بوجهه ومن ثم تتحول الهادئه إلى كائن مخيف من وجهت نظره ثم قالت بصراخ: انا كام مره قولتيلك معتش تقول ساردين دي
نظر لها بذهول فلم تتخلي عن هدوءها من قبل حتى عندما كان يحاول استفزازها كانت ترمقه شزرا بهدوء اما الان فهناك سبب قوي جعلها تفعل ذلك
فقال بخفوت: مالك ي ناردين انا بهزر والله.
تفاجأ بغشاوه من الدموع تتشكل على عينيها فلم يصدق عينيه حتى وجد سيل رفيع من الدموع ينهمر على خدودها الحمراء، فقام من مكانه مسرعا ومد يده ليمسح دموعها بإبهامه قائلا بحنو: مالك ي حببتي
حاولت تمالك نفسها فستنشقت الهواء بقوه ويدها تتحرك امام وجهها لعلها تجلب الهواء وتخفف من حمره وجهها ثم قالت: مفيش حاجه انا بس مخنوقه شويه.
امسك يدها وجعلها تجلس مجددا وجلس قبالتها بينما هي مسحت دموعها بطفوليه ثم نظرت له نظره خاطفه ثم عادت بأنظارها إلى رواياتها المفتوحه امامها على الطاوله فمدت يدها لتبدء في القراءه من جديد ولكن يده كانت الاسرع فخطف منها الكتاب فنظرت له بسكوت اما هو فقال بغيظ: مش كل اما اكلمك هتمسكيلي الزفته.
ظهرت ابتسامه ضعيفه على جانب فمها فابتسم هو باتساع قائلا: ايوة قوليلي بقا مالك
نظرت له بحرج ثم اصطبغت بشرتها بالحمره عندما وجدته محدق فيها بتركيز فأعادت النظر إلى الطاوله مجددا ولم تنطق بكلمه فزفر هو بملل من عدم استجابتها له فقام من على كرسيه وامسك يدها ليجعلها تقوم هي الاخره ومن ثم خرجا من المكتبه وكل هذا وهي كما الخرساء.
وصلا على الكورنيش فوقف نبيل بجوارها منتظر ان تبدأ حديثها وفعلا كان له ما اراد قفالت بخفوت: هو ليه معظم الروايات بتطلع ناردين شريره.
تصنم مكانه لم يتوقع هذا البتا فانفجر فجأه في ضحك هستيري حتى انه عاد برأسه للخلف، فزفرت هي بغيظ
وجدها تصرخ فجأه قائله: انت بتضحك على ايه ي بابا
حاول كبت ضحكاته ولكنه لم يقدر فانفجر مجددا في الضحك اما هي سمعته يقول: يلا ي ماما عشان اروحك.
تجلس على احدي الطاولات في مطعم فخم وحيده فقد تركها عبد وذهب إلى عمله الهام، هو اوصلها إلى منزلها ولكنها عادت مجددا فلا تحب ان يعاملها احد هكذا، لا تعلم حقا فيما اغضبته ولكن هو يستحق، ولكن اكثر ما يحيرها هو كرهه لقيس، لانها تظن ان قيس طيب، صحيح انه سرسجي قليلا بل كثيرا وصائع ولكنه يبقي في النهايه طيب!
زفرت بغيظ وهي تقول: اااه ي ماهي الكلب زمانك فرحانه وعماله تتفسحي مع سي قيس بتاعك.
وجدت هاتفها يرن فالتقطته بملل ولكنها فوجئت ب ناردين تقول لها بفزع: الحقي ي ليليان ماهي محجوزه في المستشفي وهيعملولها غسيل معده.
تااابع اسفل