أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية توأم الروح

اغروقت عينا فرح بالدموع، أدركت الآن لماذا يعاملها بدر بتلك الطريقة الجافة، كانت تظن أنه يعاملها هكذا لأنهما مازالا متزوج ..



14-03-2022 08:05 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [4]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية توأم الروح
رواية توأم الروح للكاتبة شاهندة الفصل الخامس

خرجت اميرة من حجرتها وتتبعت تلك الرائحة الجميلة والتى تسللت الى أنفها لتدرك كم هى جائعة، اقتربت من حجرة ايقنت انها المطبخ، كان الباب مواربا ففتحته بهدوء لتقف مشدوهة تشاهد هذا الرجل يتنقل بين جنبات المطبخ بسلاسة، يبدو انه يطهو شيئا ولكنها لم تميز كنهه، فتلك الرائحة لشئ ذو طابع مميز ومختلف تماما مثل طاهيه، أفاقت من أفكارها على صوته الرجولى الجذاب، يقول ببرود:
هتفضلى واقفة كتير؟
تنحنحت قائلة:.

احم، أنا آسفة انى دخلت من غير استئذان بس بصراحة الريحة شدتنى، انت بتطبخ ايه؟
رمقها ببرود قائلا:
تفتكرى لو قلتلك اسمها هتعرفيها؟
بدت مترددة ولكنها قالت فى عناد:
أكيد.
ابتسم فى سخرية قائلا:
اسمها مكرونة الفوتشينى بالفراخ والبشاميل، ها، تعرفيها؟
اتسعت عينيها دهشة من اسم الأكلة الغريبة تلك و معرفته بطريقة طهيها، لتتجاهل سؤاله وهى تقول:
وفيه حد بيفطر بالحاجات دى؟
لم يجيبها لتقول:
طب دى اكلة فرنسية ولا ايطالية؟

لم يجيبها مجددا لتقول فى تقرير:
أكيد ايطالية. طيب ممكن تدوقنى؟
قال فى برود ساخر:
ايه ده هتفطرى بالحاجات دى؟
ابتسمت فى خجل قائلة:
بصراحة الريحة حلوة اوى وانا جعانة اوى.
قرب منها طبقا به بعض المعكرونة، ووضع طبقا له أمامه وجلس يأكل بهدوء، بينما تذوقت أميرة طعامها لتغمض عينيها قائلة بتلذذ:
اممم، طعمة اوى، تسلم ايديك. ممكن تقولى طريقتها ايه بقى؟

رمقها ببرود ولم يجيبها وهو يعود لطعامه دون أن يعيرها أى اهتمام فأحست بالغيظ منه وكادت أن تمتنع عن الأكل لولا معدتها التى طالبتها بالتغاضى عن بروده، لتركز على طعامها تنهيه وهى تتجاهله تماما بدورها حتى تترك هذا المكان بأقصى سرعة. نهضت قائلة:
أنا متشكرة اوى على الضيافة والأكل، ودلوقتى لازم أستأذن عشان أكمل طريقى، عن اذنك.
وما ان التفتت لتغادر حتى سمعته يقول بصوت هادئ:
مش هينفع.

التفتت تنظر اليه فى حيرة قائلة:
هو ايه ده اللى مش هينفع؟
حمل طبقه بهدوء ووضعه فى حوض الغسيل ليغسله دون ان يجيبها، ثم يقترب ليأخذ طبقها ويفعل به مثلما فعل بطبقه وسط دهشتها لتقترب منه وتجذبه من ذراعه قائلة فى حدة:
ما ترد علية، هو ايه ده اللى مش هينفع؟
ترك الطبق من يده وهو يزيل يدها من على ذراعه ناظرا الى عينيها وهو يقول ببرود:.

كان فيه عاصفة بالليل والطرق كلها بقت مقفولة، خروجك معناه موتك من البرد ده غير انك مش هتعرفى توصلى لأى مكان، ومع الأسف مضطر أستحملك لغاية ما العاصفة دى تمر ويقدروا يفتحوا الطرق، اما بقى لو حبيتى تخرجى للموت برجليكى فانتى حرة، قلتلك قبل كدة القرار فى ايدك.

نظرت اليه بغيظ، حائرة ماذا تفعل؟تود الرحيل من هذا المنزل بأقصى سرعة، تبتعد عن هذا الرجل البارد المتجهم والمستفز لها بطريقة لم تكن لتتخيلها أبدا، وفى نفس الوقت تخشى المخاطرة بخروجها من هذا المكان ليتغلب العقل هنا وهى تقول بيأس:
طيب ممكن أعمل تليفون لأختى أطمنها علية، أكيد قلقانة دلوقتى؟
هز كتفيه قائلا:
التليفون الأرضى حرارته مقطوعة والموبايل مفيهوش شبكة بسبب الجو، مش محتاجة ذكاء طبعا عشان تتوقعى ده.

نظرت اليه بحنق تود لو لكمته على وجهه البارد ذلك لتجعله يتخلى عن بروده للأبد، ولكنها عدلت عن تلك الفكرة، وهى تدرك أنها تحتاج اليه لذا قالت فى اقتضاب:
طب هو ايه ممكن يتعمل فى مكان زى ده عشان الواحدة تعدى الوقت؟
هز كتفيه قائلا:
اعملى اللى يريحك أنا طالع أوضتى.
ثم تركها واتجه الى غرفته لتناديه قائلة:
انت يا...
لم تعرف بماذا تناديه لتدرك فجأة ان هذا الرجل الغامض لم يمنحها حتى اسمه لتضرب رأسها بحنق قائلة:.

ياخيبتك ياأميرة، فى بيته من انبارح ومتعرفيش حتى اسمه.
تأملت المكان حولها لا تدرى ماذا تفعل لتمضى الوقت فيه، فلا وسائل ترفيهية موجودة كما يبدو ولا شئ يسليها، حتى التلفاز غير موجود. لتقرر الصعود الى حجرتها بدورها لتحاول أن تنام قليلا ربما يساعدها ذلك على تمضية الوقت والقضاء على أفكارها التى تدور جميعها حول ذلك الرجل الغامض مجهول الهوية.

ياترى مكلمتنيش ليه ياأميرة تطمنينى عليكى، قلبى مش مطمن، ياترى بابا وصلك؟
قالت أمانى تلك العبارة بصوت هامس قلق وهى تنظر الى هاتفها المحمول للمرة العشرين منذ الصباح لتفيق من أفكارها على صوت فرح وهى تقول بمرح:
بتكلمى نفسك ياأمانى، هو أنا لحقت أجننك؟
ابتسمت أمانى قائلة:
انتى تجننى بلد يافروحة، خلصتى رياضة؟
أومأت فرح برأسها قائلة:
أيوة بس جعت اوى ياامانى وعايزة آكل.
قالت أمانى بابتسامة:.

هتاكلى يافالحة بس أكل صحى ومش عايزة اعتراض ولا برطمة.
أغمضت فرح عينيها فى يأس ثم فتحتهما قائلة:
وانا اللى كنت فاكرة انى هقدر أثر عليكى؟ده انا كنت لسة هعيط.
اتسعت ابتسامة أمانى وهى تقول:
ولا دموعك ولا عيونك الحلوين وغمازاتك هيقدروا يأثروا فية، احنا قلنا ايه؟
قالت فرح فى ضيق:
دايت ورياضة ورياضة ودايت.
أطلقت امانى ضحكة مجلجلة ثم قالت:
بالظبط كدة، تعالى ورايا.
قالت فرح بابتسامة:.

هاجى وراكى، كله يهون عشان خاطر بدر حبيبى، ياترى عامل ايه دلوقت يابدر؟

قال بدر فى ملل:
قلتلك مش عايز أشرب ياهادى
قال هادى بضيق:
مالك بس يابدر؟مش عوايدك خالص، لا عايز تشرب ولا بتهزر؟جرالك ايه بس؟
قال بدر فى حيرة:
مش عارف ياهادى، مخنوق ومش طايق نفسى.
قال هادى:
هى مامتك لسة مخاصماك؟
أومأ بدر برأسه قائلا:
أيوة ياسيدى، كل ده عشان كنت السبب فى هروب فرح وانى كمان مش مهتم.
قال هادى متسائلا:
هى مرجعتش لأهلها؟
هز بدر رأسه نفيا قائلا فى ضيق:.

لأ مرجعتش، عمى على كلم ماما يسألها عليها وماما اتحججت بإنها خارجة معايا ولما كلمنى عمى مردتش عليه، انا مش خايف منه بس مش عايز وجع دماغ دلوقتى.
قال هادى:
وانت مدورتش عليها ليه يابدر، هى مش مراتك بردو؟
قال بدر بضيق:.

ومين قالك انى مدورتش عليها، فى الأول انا كنت مطمن انها رجعت لأهلها، بس بعد ما عرفت انها مرجعتش كلمت كل المستشفيات واصحابى اللى فى الشرطة، مفيش ليها أى أثر، ومش عارف راحت فين؟وبجد قلقان عليها ومش عارف أعمل ايه؟
قال هادى:
طبيعى تكون قلقان مش مراتك ياابنى.
أسرع بدر ينفى قائلا:
لأ مش عشان مراتى، انت عارف انى مش معترف بجوازنا وانى هطلقها بس هى بردو بنت عمى، من لحمى ودمى، وأكيد يهمنى امرها.

نظر اليه هادى متفحصا وهو يقول:
متأكد انها بالنسبة لك مش اكتر من كدة؟
قال بدر فى توتر:
أكيد ياهادى، فرح بالنسبة لى مش أكتر من...
قاطع كلماته صوت فتاة تقول فى دلال:
هاى ياحلوين، ازيكم؟
نظر اليها هادى فى اعجاب قائلا:
هاى نفين، أخبارك ايه؟
ابتسمت قائلة:
كويسة ياهادى.
ثم مالت على بدر وهى تضع يدها على كتفه قائلة:
أخبارك ايه يابدر؟مبقيناش نشوفك زى الأول، مين اللى أخدك مننا؟
قال بدر فى برود:
أنا موجود أهو.

مالت عليه أكثر هامسة فى أذنه:
وحشتنا على فكرة، ايه موحشنكش؟
أزاح بدر يدها من على كتفه وهو يرمقها بنظرة جانبية ثم تجاهلها كلية وهو يقول لهادى:
أنا هقوم أمشى ياهادى، سلام.
شعرت نفين بالغيظ لتجاهله اياها على ذلك النحو، لتقول بسخرية:
بالسرعة دى، ايه فرح لحقت توحشك، مش معقول الفلاحة دى قدرت توقعك فى حبها يابدر؟

كان بدر مغادرا لتوقفه كلمات نيفين، لا يعلم لماذا شعر بالغضب لوصف نيفين فرح بالفلاحة، هو لا ينكر أصله هو وفرح، فكون أصولهم من الفلاحين لا يعيبهم بل يشرفهم ولكن تلك اللهجة الساخرة التى نطقتها بها أثارت حفيظته، خاصة وانه قد نعت فرح بتلك الصفة ونفس الطريقة من قبل، وقد ندم على ذلك، ولن يسمح باهانة فرح من تلك المتعجرفة التافهة نفين، ليعود اليها مجددا وهو ينظر اليها بنظرة غاضبة رافعا اصبعه باتجاهها وقائلا بلهجة تحذيرية:.

أول وآخر مرة هسمحلك تتكلمى عن فرح بخير أو بشر، مفهوم كلامى ولا تحبى أعيد؟
نظرت نيفين الى تلك الشرارات الغاضبة والتى تنطق بها عينا بدر لتوقن أن عليها الصمت وعدم استفزازه بكلماتها لتقول بهدوء:
مفهوم يابدر، مفهوم.
نظر اليها شزرا ثم التفت مغادرا بهدوء تتابعه بنظرات حانقة ثم التفتت الى هادى قائلة:
اتجنن ده ولا ايه؟
هز هادى كتفيه قائلا:
مش عارف، بس سيبك منه وتعالى اقعدى معايا حبة.
ابتسمت ببرود قائلة:.

وقت تانى ياهادى، سلام.
ثم غادرت تتابعها عينا هادى الذى قال بسخرية:
سلام يااختى، سلام.

نادى رأفت جاد قائلا:
جاد، انت ياابنى.
توقف جاد والتفت الى صديقه رأفت قائلا بابتسامة:
ايه يارأفت، مالك؟
توقف رأفت وهو ينثنى بجذعه ليلهث قبل ان يعتدل قائلا:
تعبت ياجاد، بقالنا ساعتين بنجرى، كفاية كدة مش قادر أكمل.
اتسعت ابتسامة جاد قائلا:
عشان بس متقعدش تقول انا بطل مصر فى الجرى ومحدش يقدر علية.
قال رأفت وهو يرفع يده باستسلام:.

أنا ياسيدى غلطان، طلعت عيل وبرجع فى كل كلامى اللى قلته قبل كدة، وانت ياسيدى البطل بس خلينا نقعد، هقع من طولى.
قال جاد:
طب تعالى يااخويا نقعد هناك وهعزمك على الفطار كمان.
ابتسم رأفت قائلا:
أيوة بقى ياجاد ياابو الكرم، آجى يااخويا مجيش ليه، دى فيها فطار.
ضرب جاد على رأس صديقه بخفة قائلا:
انت ياابنى مش هتبطل طفاستك دى.
ثم اشار الى بطن رأفت قائلا:
الكرش ده لازم ينزل، مراتك هتبطل تحبك ياجدع.

نظر اليه رأفت باستنكار قائلا:
ملكش دعوة انت، سوسن عاجبها الكرش يااخويا، وكل يوم قبل ما انزل تحضرلى احلى فطار وتجيبهولى لحد السرير، وتطبطب على كرشى قبل ما انزل عشان تطمن عليه كمان، ولولا انها بايتة عند مامتها من انبارح مكنتش اتحرمت من فطارها واصطبحت بخلقة سعادتك ياجاد باشا.

شرد جاد للحظات وعاد بذاكرته لسنوات مضت، الى ذكرى مماثلة لافطار يجئ اليه على سريره، تلك الذكرى أشعرته بالحنين على الفور، الحنين الى من ملكت قلبه وعقله، الى مشاعر عشق لطالما زلزلت كيانه، وأعادته أيضا الى مشاعر أخرى مازالت تؤلمه حتى اليوم، مشاعر الغدر والخيانة، ليفيق من افكاره على صوت صديقه يقول بمرح:
ايه ياعم سرحت فى ايه، اوعى تكون زعلت ورجعت فى كلامك ومش هتعزمنى.

ابتسم جاد ابتسامة لم تصل لعينيه وهو يقول:
لأ ياسيدى مرجعتش فى كلامى، أدامى هعزمك على أحلى فطار.
قال رأفت بابتسامة واسعة:
ايوة بقى ياابو الأجاويد ياجامد.
قال جاد بغيظ:
أبو الأجاويد، طب ادامى يااخويا بدل ما ارجع فى كلامى بجد.

أسرع رأفت امامه بينما غامت عينا جاد مجددا بالحزن وهو يعود بذاكرته الى حبيبته، تلك التى منحته عشقا رفعه الى السماء ثم طعنته بغدرها ليسقط أرضا لتقتل فيه كل مشاعر الحب والحنان ويبقى بداخله فقط المرارة والحزن ورغبة قوية فى الانتقام.

14-03-2022 08:13 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [5]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية توأم الروح
رواية توأم الروح للكاتبة شاهندة الفصل السادس

مر يومان على اميرة فى ذلك المكان الغريب، فالطرق مازالت مقفلة والعاصفة مستمرة، أحست بملل شديد فهى تلازم حجرتها هاربة من ذلك الرجل الذى يثير غيظها ببروده وصمته الى أقصى حد، تراه فقط فى مواعيد الطعام الذى حددها لها بكل برود، وأمر مشدد ألا تتأخر، حاولت فى أول يوم أن لا تتواجد معه على طاولة واحدة مقاومة ذلك الشعور القاتل بالجوع ولكن فى اليوم التالى تنازلت عن كبريائها ونزلت مرغمة لتضمهما طاولة واحدة متغاضية عن تلك النظرة الساخرة التى علت ملامحه عند رؤيته إياها، وها هى مجددا فى حجرتها تتجنب الوجود معه فى مكان واحد فهو يثير غيظها، غضبها، الى جانب فضولها، و بشدة.

قررت النزول واستكشاف المنزل، ربما تجد ما يشغل وقتها أو ربما تعرف شيئا عن صاحب المنزل والذى يرفض أن يمنحها أى معلومة عنه، انها حتى لا تعرف اسمه فهى لم تسأله، وهو لم يفصح عنه وكأن اسمه سر حربى لا يجب أن تعلم عنه شيئا.

تجولت بنظراتها تتفحص المكان، فلم تجد له أثر، عقدت حاجبيها فى حيرة تتساءل الى أين ذهب؟هزت كتفيها فى لا مبالاة وهى تتابع تفحصها لجنبات المنزل، لا تستطيع انكار جمال التصميم، فهو منظم وبه لمسة عصرية جذابة، ولكن تنقصه اللمسة الأنثوية التى تضفى الدفء على المكان.

وجدت غرفة مغلقة فتحتها بهدوء وتسللت الى الداخل، أنارتها فوجدتها حجرة مكتب جميلة، لفت انتباهها تلك المكتبة الضخمة والتى حملت داخلها العديد والعديد من الكتب، وقفت امامها تتنقل بعينيها على عناوين الكتب، تتفحصها بروية، لتدرك أن ذوق صاحب المنزل فى المطالعة كذوقها تماما، مكتبته تحمل العديد من الكتب التى قرأتها لتتوقف عيناها على سلسلة من الروايات للكاتب ظافر المياح، كاتبها المفضل، ذلك الذى استطاع أن يصل لعقلها وقلبها بقلمه، رواياته لطالما أطارت النوم من عينيها، تحملها الى عالم وردى يملأ حياتها سعادة، تمنحها املا فى أن تجد يوما ما رجلا شبيها بأبطاله، تجد نصفها الآخر، ذلك الرجل الذى ستشعر معه بالكمال، كم تمنت أن تلتقى بكاتبها لتسأله فقط عما أصابه، فروايته الأخيرة اختلفت تماما عن سابقاتها، جعل فيها البطلة عاهرة تسعى فقط للمال والمتعة حتى انتهت حياتها البائسة بأن قتلت بيد احد عاشقيها، رواية مأساوية بكل معنى الكلمة، اتسعت عيناها عندما رأت نسخة الرواية الأخيرة له والتى أعلنوا عنها ولم تنزل بعد الى الأسواق، كانت بعنوان(جحيم الحب).

أمسكتها بلهفة وهى تفتح أولى صفحاتها، لتجد اهداء بقلم الكاتب تقول كلماته..
《الى من أخرجتنى من جنة الحب الى جحيمه، أتمنى ان تعيشى جحيمى، ظافر المياح》
عقدت حاجبيها تدرك الأن سبب ذلك التحول الغريب فى مسار رواياته، ان السبب امرأة، امرأة فطرت قلب ظافر.
انتفضت على صوت غاضب يقول:
بتعملى ايه هنا؟

التفتت فوجدت صاحب المنزل يقف غاضبا بصورة لم تراها من قبل، ينقل نظراته الغاضبة بينها وبين ذلك الكتاب بيدها لتقول متلعثمة:
أنا، يعنى، حسيت بالزهق، وكنت بدور على حاجة اقراها
قطع المسافة الفاصلة بينهما فى خطوتين ليأخذ منها الكتاب بغضب أدهشها ويعيده الى مكانه، قالت بصدمة:
انت ازاى تعمل كدة؟
التفت اليها يمسك ذراعها بعنف قائلا:
انتى جاية هنا ليه، ها، انطقى؟
اتسعت عيناها بصدمة قائلة:.

انت عارف انا هنا ليه، وسيب ايدى لو سمحت.
مال بوجهه امامها يقول بغضب:
لأ مش عارف، كل اللى أعرفه انك اتحدفتى علية فى ليلة غريبة، واحدة معرفهاش استنجدت بية، وبكل غباء آمنتلها وخليتها قعدت فى بيتى، وكل اللى اعرفه عنها عرفته من بطاقة ممكن تكون مزيفة زيها بالظبط، واحدة كان ليها هدف من التمثيلية اللى عملتها عشان أدخلها بيتى.
نفضت يدها بعنف قائلة:
وانا ايه اللى يخلينى أعمل كدة؟ايه اللى هستفيده؟

عقد حاجبيه قائلا بصرامة:
قصة مثلا عن الكاتب اللى محدش يعرف عنه حاجة من ساعة ما اختفى.
عقدت حاجبيها فى حيرة لتلمع فكرة فى رأسها فجأة، حاولت نفضها عن تفكيرها لاستحالتها ولكن كل الدلائل تشير اليها لتتسع عيناها بصدمة قائلة:
انت، انت ظافر المياح؟
عقد حاجبيه قائلا بسخرية:
على اساس ان الهانم مكنتش تعرف؟
أفاقت من صدمتها لتقول بغضب ثار بكل عروقها:.

لأ الهانم مكنتش تعرف، ووجودى فى بيتك كان مجرد صدفة، حتى انى ادخل مكتبتك وامسك روايتك انت بالذات بردو صدفة، كان ممكن تكون صدفة حلوة اوى بس مع الأسف مبقتش، ولو كنت فاكر انى صحفية جت عشان سبق صحفى عن الكاتب العظيم ظافر المياح، فاسمحلى خيالك وسع منك حبتين، وجودى هنا كان بسبب العاصفة واللى اكيد مش بايدى اعملها عشان تخلينى اقعد فى بيتك، اما عن روايتك فمع الأسف كنت بتشرف دايما انى واحدة من معجبين قلمك بس خلاص بشخصيتك المغرورة والباردة دى مش عايزة الشرف ده، انا ماشية من بيتك ولو هموت برة من البرد والمطر، هسيبلك حياتك اللى مفكر ان الناس برا موراهمش حاجة تانية غير انهم ينشغلوا بيها، مع السلامة يا، أستاذ ظافر.

حدجها بملامح جامدة لا يظهر عليها اى اثر لكلماتها لتشير بيدها اليه محيية بسخرية قبل ان تذهب من أمامه مغادرة المكان، غافلة عن ذلك الذى تحولت ملامحه فى ثوان ليكسوها الحزن.

قالت امانى بتساؤل:
عملتى ايه فى درس النهاردة يافرح؟
جلست فرح وهى تزفر بارتياح قائلة:
الحمد لله، مستر جمال كان مبسوط منى جدا وقالى انى بتقدم فى اللغة بسرعة، وانى ممكن فى خلال أسبوع أبقى أحسن منه كمان، صحيح أنا كنت شاطرة فى المدرسة فى المادة دى، بس التطبيق مع مستر جمال حاجة تانية خالص.
ابتسمت امانى قائلة:
كويس اوى يافروحة، بجد مبسوطة منك.
قالت فرح بامتنان:.

أنا مش عارفة أشكرك ازاى ياأمانى على كل اللى عملتيه معايا، انتى الأخت اللى ربنا عوضنى بيها عن حرمانى طول عمرى من الأخوات.
ربتت امانى على يد فرح قائلة:
انتى كمان يافروحة عوضتينى عن غياب أميرة فى حياتى، وكنتى لية أخت تانية.
لتشرد بحزن قائلة:
انتى متعرفيش أنا مفتقداها اد ايه؟
قالت فرح فى حنان:
لسة مكلمتكيش؟
عادت أمانى بنظراتها الى فرح وهى تهز رأسها نفيا قائلة بحزن:
لأ لسة، وبصراحة قلقانة عليها اوى.

ربتت فرح على يدها بحنان قائلة:
متخافيش ياأمانى بإذن الله أميرة بخير وهتطمنى عليها قريب وبكرة تقولى فروحة كان عندها حق.
ربتت امانى بدورها على يد فرح قائلة:
يارب يافرح، يارب.
ابتسمت فرح لتلمع عيناها فجأة وهى تقول:
إلا قوليلى ايه حكاية مستر جمال معاكى؟
عقدت أمانى حاجبيها فى حيرة قائلة:
حكايته معايا، مش فاهمة، تقصدى ايه؟
رفعت فرح حاجبيها صعودا ونزولا قائلة فى مرح:.

الراجل مرفعش عينه من عليكى طول ما كنتى واقفة معانا، ده واقع خالص يابنتى، طالب الرحمة يا ستنا.
ضربت امانى على رأس فرح بخفة قائلة:
واقع وستنا، ارحمينى انتى يافرح، ياخسارة الدروس والوقت اللى ضيعناه ع الفاضى ده.
ابتسمت فرح قائلة:
لأ خلاص عدنا لقواعدنا سالمين.
لترتسم الجدية على ملامح فرح قائلة:
نتكلم جد بقى، مستر جمال معجب بيكى فعلا، ليه متديهوش فرصة، مش يمكن تحبيه؟
قالت أمانى فى حزن:.

مستحيل طبعا، انا عمرى ما حبيت ولا هحب غير بيجاد، بيجاد هو اول دقة قلب، أول همسة، أول لمسة، أول وآخر حب يافرح، مش ممكن حد يعوضنى حنانه أو ياخد مكانه فى قلبى، بيجاد ده توأم روحى واللى روحى من بعده ضايعة، ومش هترتاح أبدا.

تساقطت دموع فرح وهى تحتضن أمانى على الفور لتترك أمانى دموعها تتساقط بدورها، فكليهما عاشقتان تتعذبان، كليهما فقدتا توأم روحهما، إحداهما للأبد والأخرى لا تدرى أفقدته للأبد ام أن هناك فرصة لاستعادته، ان وجدت تلك الفرصة ستقتنصها على الفور لتعيد روحها الضائعة الى ملاذها، الى حبيبها وتوأم روحها، بدر.

قال ربيع فى قلق:
ملقيتهاش ياعاصم بيه، دورنا عليها فى كل مكان ممكن تكون فيه وملقينهاش.
قال عاصم بغضب:
يعنى ايه ياربيع انشقت الأرض وبلعتها، البنت دى لازم تكون عندى فى خلال يومين بالكتير، محمود لو مجوزتهاش لابنه هيطربق الدنيا كلها فوق راسى.
قال ربيع:
متقلقش، فى خلال اليومين دول هتكون عندك.
أمسك عاصم الجسر ما بين عينيه وهو يغمضهما قائلا:
ياريت ياربيع، ياريت.
تمتم ربيع هامسا:.

بس اميرة هانم خسارة فى اللى اسمه معتز ده.
فتح عاصم عينيه قائلا:
بتقول حاجة ياربيع؟
قال ربيع بتوتر:
لأ ياباشا مبقولش.
أومأ عاصم برأسه قائلا:
عملت ايه فى موضوع الاتحاد؟
ابتسم ربيع قائلا:
متقلقش ياباشا، قدرت اوصل لواحد فى اللجنة، وهيجيبلى كل العروض المتقدمة للمناقصة عشان نقدم احنا أقل عرض.
زفر عاصم بارتياح قائلا:
كدة تمام اوى، طب قدرت تعرف مين الخاين اللى فى الشركة واللى وصل لمحمود حقيقة وضعنا المالى؟

قال ربيع بضيق:
لسة ياباشا.
لتلمع عيناه بالشر وهو يقول:
بس متقلقش قربت اوصله وساعتها هاخده للمخزن اياه وأخليه يتمنى الموت وبردو مش هرحمه.
ابتسم عاصم قائلا:
برافو ياربيع.
قال ربيع بابتسامة:
احنا تحت امرك ياباشا، تؤمرنى بحاجة تانية.
قال عاصم:
لأ، روح انت، بس مش هوصيك، أميرة تكون عندى قبل آخر الاسبوع، مفهوم؟
أومأ ربيع برأسه قائلا:
طبعا مفهوم، بعد اذنك ياباشا.

أومأ عاصم برأسه ليغادر ربيع وقد ارتسمت فى عينيه نظرة حقد قائلا فى نفسه:
هلاقيها ياعاصم بس ساعتها لا معتز ولا انت نفسك هتمنعونى عنها.

14-03-2022 08:13 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [6]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية توأم الروح
رواية توأم الروح للكاتبة شاهندة الفصل السابع

كانت أميرة تقف فى تلك الحجرة التى مكثت بها منذ أن جاءت الى ذلك المكان، حائرة لا تدرى ماذا تفعل، هل تجازف بحياتها وتخرج فى هذا الجو العاصف؟أم أن تتنازل عن كرامتها التى أهانها هذا الرجل وتظل فى بيته تتعرض لمزيد من الاهانة والشك فى أفعالها، ليخبرها عقلها أن تختار كرامتها قبل أى شئ، تختار الرحيل عن هذا المكان ومقاومة رغبة قلبها بالمكوث معللا ذلك بأن تصرفاته تلك ربما لها مبرراتها، أومأت برأسها فى حزم، تلك المرة ستتبع عقلها وليس قلبها الذى دائما ما يوقعها فى المشاكل، ألقت نظرة أخيرة على تلك الحجرة قبل أن تغادرها لتتوقف فى مكانها فى صدمة وهى تستمع الى طرقات على الباب.

كانت تعرف صاحب هذه الطرقات فمن سواه يقطن معها هذا المنزل، انه كاتبها المفضل غريب الأطوار، أخذت نفسا عميقا ثم ذهبت لتفتح الباب، وجدته واقفا يتطلع اليها لأول مرة دون تجمهه او بروده المعتاد، قالت فى حدة:
أفندم، خير، جاى تتأكد انى ماشية، أنا فعلا ماشية، بس كنت باخد شنطة ايدى ده لو مفيش عندك مانع، عن اذنك.

أغلقت الباب وتجاوزته بخطوة ليوقفها تمسك ظافر بذراعها، التفتت اليه تنظر الى يده الممسكة بذراعها بدهشة، ثم ترفع عينيها اليه باستنكار ليترك يدها على الفور قائلا فى توتر:
خروجك دلوقتى انتحار وانا ضميرى ميسمحليش اسيبك تخرجى، ياريت تخليكى هنا لغاية ما تخلص العاصفة وبعدين اعملى اللى انتى عايزاه.
نظرت اليه فى تردد لم يدم سوى ثوان لتحسم رأيها قائلة:.

انتحار انتحار، بس أنا مش ممكن أقعد هنا واتحمل اهاناتك المستمرة لية، انا مستعدة أجازف، عن اذنك.
رأت لمحة اعجاب مرت بعينيه سريعا ثم عادت ملامحه لهدوءها التفتت لتغادر لتسمعه وهو يقول بنبرة تخللها الرجاء:
لو سمحتى استنى..
التفتت اليه تنظر الى عينيه بحيرة وهو يقول:
أوعدك انى مش ههينك، وانى هكون فى حالى، بس ياريت متخرجيش فى الجو ده، انا، انا والدتى ماتت بسبب خروجها فى ليلة زى دى.

نظرت اليه تدرك عدم رغبته فى وجودها هنا ولكن ضميره وربما خوفه من أن تلقى نفس مصير والدته ويكون هو السبب ما جعله يقف هنا الآن يكاد يتوسل اليها ألا ترحل، لتتعاطف معه على الفور وتدرك بكل قوة انه مايزال لديه قلب وضمير ولكنه غلفهم بالقسوة، انتابها الفضول لسبر أغوار هذا الرجل، ومعرفة المزيد عنه لتومئ برأسها قائلة بهدوء:
خلاص هقعد.

أحست بالارتياح يغمر قسماته، لتتجه لحجرتها مجددا، وهى تضع يدها على مقبض الباب، توقفت ثم التفتت اليه قائلة بصوت خفيض:
الحقيقة لازم أشكرك.
رأت الحيرة على وجهه لتستطرد قائلة:
لأنك غلبت قلبك على عقلك.
رأت ملامحه تختلج لثانية ثم تعود للبرودة مرة أخرى وهو يومئ برأسه ويغادر بسرعة، لتتابعه أميرة بابتسامة ثم تدخل الحجرة وتغلقها خلفها بهدوء، وقفت خلف الباب قائلة والابتسامة مازالت تزين شفتيها:.

ياترى ايه اللى خلاك بالشكل ده ياظافر؟أنا وراك لحد ما أعرف.

نزلت فرح من على الميزان بسعادة قائلة لأمانى:
سبعة كيلو ياأمانى، أنا مش مصدقة نفسى، خسرت سبعة كيلو وشكلى اتغير.
ابتسمت أمانى قائلة:.

قلتلك مشكلتك مكنتش فى الوزن، لأن زيادتك فيه مش كبيرة، مشكلتك الاساسية كانت فى لبسك اللى اداكى ضعف حجمك الطبيعى، ولما غيرنا استايل اللبس والشعر مع نزول الوزن، جمالك ظهر ياقلبى، ده غير انك تلميذة شاطرة اوى وبتتقدمى بسرعة مع مستر جمال ومعايا فى تعليم اصول الاتيكيت والطبقة الراقية.
قالت فرح فى سعادة:
ثقتى بنفسى كمان رجعتلى ياأمانى، حاسة بالتغيير من جوة قبل برة.
ثم ابتسمت بامتنان مستطردة:.

كله بسببك يأمانى، مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه؟غير انك صاحبة الفضل فى التغيير اللى حصلى، فاحساس الاخوة اللى اديتيهولى هو أعظم حاجة حصلتلى، انا لو كنت اتمنيت من ربنا اخت مكنتش هتمنى غيرك ياأمانى.
اغروقت عينا امانى بالدموع لتحتضنها فرح على الفور تشاركها دموعها لتخرج امانى من محيط ذراعها قائلة فى مرح:
كفاية دموع بقى، انا ورايا شغل ومديرى لو اتأخرت مش هيرحمنى وخصوصا انى لسة راجعة بعد اجازة.

ابتسمت فرح قائلة:
ربنا يوفقك ياحبى، هتوحشينى الكام ساعة دول، الا قوليلى انتى بتشتغلى فين؟ انا لغاية دلوقتى معرفش.
قالت امانى بابتسامة:
هقولك ياقمر وهسيبلك رقم تليفونها كمان، انا بشتغل فى شركة المنياوى للاستيراد والتصدير، بشتغل فى العلاقات العامة هناك و...
صمتت وهى تلاحظ شحوب وجه فرح وحزنها لتقول بقلق:
مالك يافرح، فيكى ايه؟
قالت فرح بنبرات حزينة:
الشركة اللى بتشتغلى فيها تبقى...

وصمتت فرح لتستحثها أمانى قائلة:
تبقى ايه يافرح؟
قالت فرح فى حزن:
تبقى شركة جوزى ياامانى.
اتسعت عينا امانى فى صدمة واستغرقتها المفاجأة دقيقة كاملة لاستيعابها لتقول بعدها:
يعنى انتى مرات بدر المنياوى.
أومأت فرح برأسها، لتقول أمانى بدهشة:
غريبة مع انه ميبانش عليه أبدا بتاع بنات وسهر زى ما حكيتيلى، بالعكس ده ملتزم جدا والكل بيعمله الف حساب.
قالت فرح فى حزن:.

اولا لانى قلتلك قبل كدة، بدر بيبان بشخصيتين، واحدة فيها بيكون بيحب البنات والسهر ودى أدام مامته وصحابه ومعارفه والتانية بيكون فيها جد وملتزم ودى اكيد فى شغله، ثانيا رغم انك قمر واكيد مكنش هيقدر يقاومك الا ان الدبلة اللى فى ايدك اكيد موقفاه.
هزت أمانى رأسها نفيا قائلة:.

وليه متقوليش ان تحليلك صح، وانه يكون بيظهر بالشخصية الهلاسة دى عشان يحمى قلبه من البنات ويثبت لنفسه انهم مش اكتر من حاجة فى حياته يقدر يرميهم فى أى وقت بسبب التجربة الاليمة واللى انتى كنتى شاهدة عليها بالصورة اللى شفتيها فى دولابه.
فكرت فرح لثوان، تجد المنطق فى كلمات امانى التى كانت تؤمن بها لتقول فى حيرة:
طب والعمل؟
قالت امانى فى هدوء:.

متشغليش بالك دلوقتى احنا هنركز فى ازاى نخليكى البنت اللى ممكن تجذبه وتخليه يقع فى حبها، والباقى بقى هنسيبه للظروف.
أومأت فرح برأسها لتنظر أمانى الى ساعتها قائلة:
طب هروح أنا دلوقتى الشغل وأقابلك آخر النهار، سلام ياقمر.
ابتسمت فرح قائلة:
سلام ياعسل
لتتابعها بعينيها وهى تغادر قائلة:
ربنا يسعدك ياأمانى زى ما بتسعدى كل اللى حواليكى.

قالت فريدة فى توتر:
ايوة ياحاج على، أنا عارفة انها متكلمتش معاك من كام يوم، بس زى ما قلتلك بدر بقى بياخدها معاه الشغل، مش قادر ياسيدى يبعد عنها، وطبعا بترجع متأخر وبتكونوا نمتوا، هى عارفة انكم بتناموا بدرى، بس اوعدك هخليها تكلمك.
استمعت فريدة الى محدثها ثم زفرت بارتياح وهى تقول:
لأ طبعا ياحاج ودى فيها كلام، اول ما يحصل هقولك وهبلغ الحاجة منال، ده يوم المنى.

دلف بدر الى المنزل فى تلك اللحظة وكاد أن يتحدث لتشير له فريدة بالصمت وهى تتابع الاستماع الى محدثها، لتقول بارتياح:
أكيد ياحاج، سلملى عليها، مع السلامة.
ما ان انهت مكالمتها حتى تبدلت تعابير وجهها من الارتياح الى الغضب، وهى تقول لبدر:.

عاجبك كدة؟كل يوم والتانى مكالمة من الحاج على والحاجة منال، عايزين طبعا يطمنوا على بنتهم وانا مش عارفة أبررلهم غياب بنتهم بإيه، لأ والحاج على كمان مستنى يسمع خبر سعيد، قصده طبعا حمل بنته.
لتجلس فريدة بعد ان خارت قواها وهى تقول:
والله ما انا عارفة اعمل ايه ولا اتصرف ازاى؟
جلس بدر بجوارها وهو يزفر بقوة قائلا:
أنا عارف انى غلط ياماما، وغلطة كبيرة، كنت مخنوق ياستى وقلت اللى فى قلبى ساعتها.

رمقته فريدة بقوة قائلة:
متأكد انك قلت اللى فى قلبك يابدر؟
نظر اليها بدر للحظات ثم اطرق برأسه لتقول فريدة فى حنق:
ده اللى كنت خايفة منه لسة حكاية الزفتة اللى اسمها سارة دى مأثرة فيك وأول ما بتحس بحد بيقرب من قلبك بتصده وتبعده علطول، صح؟
رفع بدر عينيه لتواجه عينا والدته قائلا فى نفى:
لأ مش صح، فرح مقربتش من قلبى، ولا اى بنت فى الدنيا ممكن تقرب منه تانى.
نظرت الى عمق عينيه قائلة:
يعنى موحشتكش؟

أحست فريدة بملامح بدر تختلج للحظة قبل ان تحتل البرودة ملامحه وهو يقول:
لأ، موحشتنيش.
قالت فريدة:
امال بتدور عليها فى كل حتة ليه، مبقتش بتنام ليه؟
نهض بدر قائلا فى توتر:
عشان بنت عمى ياماما، لحمى ودمى، ولازم اطمن عليها، مش ده كلامك؟أما قلة النوم فعندى مشاكل فى الشغل قلقانى وبفكر فيها.
زفرت فريدة قائلة:
مش مصدقاك.
زفر بدر بقوة قائلا:
ماما انا بجد تعبان ومش حابب نتناقش فى اى حاجة دلوقتى، عن اذنك
قالت فريدة:.

رايح فين؟
قال بدر:
هحاول انام، تعبان ياماما قلتلك ومحتاج ارتاح.
لم تتفوه فريدة بحرف وهى تراه يصعد الى حجرته بخطوات بطيئة حزينة، لتقول فريدة بتصميم:
الموضوع كدة محتاج تدخل جاد، أنا لازم أكلمه النهاردة، ضرووووورى.

قال محسن لربيع:
مش كفاية كدة ياربيع انت خلصت الازازة كلها، ارحم نفسك، أنا مش متعود أشوفك كدة.
أمسك ربيع بكأسه يشربه على جرعة واحدة ثم يضعه أمامه قائلا بحزن:
وحشتنى يامحسن، وحشتنى اوى، بقالى كام يوم مشفتهاش، هتجنن.
قال محسن بملل:
أميرة تانى؟
قال ربيع فى حزن:.

تانى وتالت ورابع، دى اللى القلب محبش غيرها ومش هيحب غيرها، اتربت ادامى وعلى ايدى، تعرف لما كانت ادامى مكنش فارق معايا انها مش لية وانى مش طايلها، المهم انها ادامى ومطمن عليها، لكن لما غابت قلبى وجعنى واكتشفت انى مش هقدر أعيش من غيرها، انا بدور عليها بس مش عشان أبوها، او الزفت اللى عايز يجوزهولها، لأ، عشانى انا، انا لما الاقيها هخطفها واتجوزها، هخليها متشوفش حد ولا تسمع حد غيرى أنا، وساعتها هعلمها تحبنى، تحبنى انا وبس.

قال محسن فى صدمة:
انت اكيد اتجننت والخمرة أثرت على عقلك، ده الباشا ساعتها يفرمك.
قال ربيع بسخرية:
الباشا بتاعكم ده ميعرفش يمشى خطوتين من غيرى ولو حاول يمنعنى عنها يبقى علية وعلى أعدائى، ههد الدنيا فوق دماغه وهتشوف.
قال محسن وهو يضرب كفا على كف:
قلتلك انت اكيد اتجننت، وعايز حد يفوقك، أنا هروح أناديلك صفية، هى اللى بتعرف تخرجك من اللى الجنان اللى انت فيه ده.
نهض محسن مغادرا تتبعه عينا ربيع الذى قال:.

صفية ايه بس انت كمان؟هو بعد أميرة فيه حد ممكن يملا عينى، صفية دى مجرد مسكن.
ليشرد مستحضرا صورة أميرة فى ذهنه قائلا:
أما أميرة فهى اللى ملت العين والقلب يامغفل.
ليبتسم فى عشق قائلا:
قريب وقريب اوى هلاقيكى وهتكونى لية ياأميرتى.



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 6994 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4052 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3100 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2971 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3416 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، توأم ، الروح ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 05:07 صباحا