أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية توأم الروح

اغروقت عينا فرح بالدموع، أدركت الآن لماذا يعاملها بدر بتلك الطريقة الجافة، كانت تظن أنه يعاملها هكذا لأنهما مازالا متزوج ..



14-03-2022 07:53 مساء
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 

t22104_7190

اغروقت عينا فرح بالدموع، أدركت الآن لماذا يعاملها بدر بتلك الطريقة الجافة، كانت تظن أنه يعاملها هكذا لأنهما مازالا متزوجين حديثا و غريبين عن بعضهما رغم صلة القرابة بينهما، فلم يكونا أبدا على اتصال، حتى توفى جدها ورأته للمرة الأولى فى العزاء...

وقعت فى غرامه منذ اللحظة الأولى فقد كانت تدخل صينية القهوة الى ضيوف أبيها ،أخذها منها أقربهم الى الباب، كانت مطرقة الرأس حينها ولكن ما ان استمعت لصوته الرجولى الجذاب وهو يشكرها حتى رفعت عينيها اليه فتلاقتا بعينيه لثوان سرق فيهم لبها ليكون هو اول من يشيح بنظراته بعيدا عنها آخذا معه الصينية وشيئا آخر: قلبها.
فصول رواية توأم الروح
رواية توأم الروح للكاتبة شاهندة الفصل الأول

جلست امانى فى شرفة منزلها تتأمل ذلك الفضاء الواسع الجميل، فشرفتها تطل على منظر البحر بأمواجه المتلاطمة، هى اختارت ذلك المنزل خصيصا من اجل ذلك البحر الذى يذكرها بزوجها، حبيبها الراحل بيجاد، كان لقاؤهما الأول على ذلك الشاطئ، تتذكر هذا اللقاء جيدا وكأنه فقط بالأمس، وكأن السنوات الخمس لم تمر عليها، كانت آنذاك فى الواحد والعشرين من عمرها وكانت تلهو مع شقيقتها الصغرى أميرة والتى تصغرها بعامين، تجريان على طول ذلك الشاطئ شبه المنعزل، تمرحان وتسرقان من الزمن سويعات قليلة بعيدا عن تحكمات والدهما وأوامره الصارمة.

(فلاش باك)
نادت أميرة أختها أمانى قائلة:
بس بقى كفاية كدة ياأمانى، احنا بعدنا أوى عن الحراس.
توقفت امانى عن الجرى وهى تلتفت إلى اختها قائلة فى سعادة:
وفيها ايه ياميرا؟خلينا نبعد كمان وكمان؟انتى مش مبسوطة؟
ابتسمت أميرة قائلة:
مبسوطة طبعا بس خايفة من بابا.
ابتسمت امانى قائلة فى سعادة:
متخافيش ياحبى، أنا كمان مبسوطة أوى، من زمان محستش ان الحياة حلوة كدة.
لتفتح ذراعيها على اتساعهما وهى تستطرد قائلة:.

نفسى احضن الدنيا كلها، نفسى ارقص، نفسى اغنى، نفسى آااااه...
قاطع كلماتها اصطدامها بحائط صلب لتلتفت بسرعة وتدرك ان هذا الحائط الصلب لم يكن سوى صدر رجل، رجل وسيم للغاية، بل هو اجمل رجل وقعت عليه عيناها بتلك العينين الرماديتين واللتان تلاقتا الآن بعينيها العسليتين لتشعر امانى برعشة هزت جسدها، تأمل صاحب العينين وجهها بإعجاب بينما تاهت أمانى فى ملامح وجهه ليقطع تواصلهما صوت أميرة التى قالت فى دهشة:.

مين ده يا امانى، تعرفيه؟
أفاقت أمانى من شرودها تتعجب مما يحدث لها، أصابها الخجل فها هى تتصرف كالمراهقات وهى العاقلة دوما، المتحكمة فى مشاعرها وردود افعالها، تأمل ذلك الغريب وجهها الذى زادته حمرة الخجل جمالا قبل ان يلتفت لأميرة قائلا:
بيجاد الدمرداش، مهندس، الحقيقة أنا معرفش أمانى..
ضغط على حروف اسمها وهو ينظر اليها لتزداد خجلا بينما عاد بنظراته الى اميرة قائلا بنفس الابتسامة:
بس أكيد حابب نتعرف.

ابتسمت أميرة قائلة بعفوية:
انا استغربت بردو انها واقفة معاك، أصلى عمرى ما شفت أمانى مع راجل تانى غير بابا.
قالت أمانى بنبرة تحذيرية من التمادى فى الافصاح بمعلومات عن حياتها لغريب عنها تماما:
أميرة، كفاية كدة، يلا بينا نمشى.

تأملتها اميرة بدهشة تتعجب من نبرتها الحازمة لتهز كتفيها بيأس حين واجهتها نظرات اختها الصارمة، القت الى بيجاد نظرة اعتذار وهى تتبع أمانى بخطوات حزينة، ابتعدوا قليلا لترضخ امانى لرغبة قوية اجتاحتها، رغبة فى الاستدارة مرة اخيرة لترى ذلك الرجل الذى أربك كيانها وجعلها اسيرة عينيه، لتستدير بالفعل وتجده مازال واقفا يتأملها باعجاب واضح واضعا يديه داخل جيب بنطاله، لتلتفت بسرعة ناظرة الى الأمام، تتقافز دقات قلبها بجنون وهى تسرع بخطواتها تشعر بالخجل لإدراكه اهتمامها به، وعندما عادت للمنزل حمدت ربها أن والدها ليس موجودا به، فهى غير مستعدة الآن للتحدث معه مطلقا، لتسرع الى غرفتها تطارد خيالها عيني بيجاد، تجعلها نظراتهم تذرع الحجرة ذهابا وإيابا وكأنها قطة على صفيح ساخن، لتغمض عينيها فترى وجهه أمامها، زفرت بقوة وهى تدرك أنها ستكون ليلة طويلة تطاردها فيها صورة ذلك الرجل الذى أسرها، انه بيجاد، بيجاد الدمرداش.

انتهى الفلاش باك
مدت أمانى يديها الى ذلك السلسال الذى يلتف حول عنقها لتمسك ذلك القلب وتفتحه فتظهر صورتها الى جانب صورة بيجاد، لمست وجهه بحنان قائلة:.

حتى اسمك شدنى ليك زى ما شدتنى نظرة عنيك، تانى يوم علطول مقدرتش أستنى، هربت من الكل، من أختى، ومن الحراس، وجيت جرى على هنا، على المكان اللى شفتك فيه أول مرة، ورغم انى كنت متأكدة انى مش هشوفك تانى وان لقانا كان صدفة مستحيل تتكرر، بس لقيت قلبى بيجيبنى للمكان ده، وقفت كتير أبص للبحر، أفتكر كل لحظة، كل نظرة، غمضت عينى وخدت نفس كبير وفجأة...
فلاش باك
، كنت متأكد انى هشوفك تانى.

فتحت أمانى عينيها بقوة، انه صوته، صوت من ملك أفكارها، انه بيجاد، التفتت بسرعة لتجده أمامها يتأملها بابتسامة خلابة، أطرقت برأسها فى خجل وكادت أن تمشى ولكن أوقفتها كلماته المتوسلة اليها وهو يقول بسرعة:
من فضلك متمشيش، صدقينى انا مش بتسلى والله، وعلى فكرة دى اول مرة اكلم فيها بنت بالشكل ده وعشان كدة تلاقينى متلخبط.
نظرت اليه بشك ليقول بحزم:.

والله العظيم دى الحقيقة، انا طول حياتى مكنتش بفكر غير فى دراستى وشغلى وبس، حياتى رسمت حدودها من زمان، لكن من ساعة ما جت عينك فى عينى انبارح وأنا حالى اتقلب، حسيت بحاجة عمرى ما حسيتها قبل كدة، ومن ساعة ما مشيتى وطيفك مبيفارقش خيالى، بقيت اعد الساعات عشان النهار يطلع وآجى لنفس المكان اللى شفتك فيه، كنت حاسس انى هشوفك تانى، لأن لقانا مكنش صدفة، كان قدر ياأمانى، واحساسى دلوقتى بيقولى ان مشاعرى ليها صدى جوة قلبك، صح ولا انا غلطان؟

كانت أمانى تستمع اليه بقلب متسارع الدقات، تدرك صدق كلماته وتشعر بنفس احساسهم، تتساءل هل هذا حبا من النظرة الاولى كما كانت تسمع من صديقاتها بالجامعة؟، طال الصمت بينهما ليطرق بيجاد برأسه قائلا بحزن:
الظاهر انى كنت غلطان، أنا آسف لو ضايقك كلامى، واوعدك مضايقكيش تانى، بعد اذنك.

التفت بيجاد مغادرا لتوقفه همسة أمانى بإسمه، أغمض عينيه يشعر بالأمل، ليفتحهما وهو يلتفت اليها ببطئ لتطرق برأسها خجلا من نظراته وهى تقول:
انت قلتلى انك مهندس، صح؟
ابتسم بسعادة قائلا بلهفة:
أيوة مهندس وبشتغل فى شركة مقاولات صغيرة بس حلمى افتح شركة لوحدى وبتعبى وبمجهودى تبقى اكبر شركة هندسية فى مصر كلها.
ليصمت للحظة قائلا بتردد:
بس ده معناه ان شريكة حياتى هتتعب معايا لغاية ما أقدر أوقف الشركة على رجليها.

رفعت عينيها اليه قائلة فى سرعة:
مش مهم التعب، مادام ده حلمك يبقى لازم تشاركك فيه.
ابتسم بحنان لتطرق برأسها مجددا فى خجل وهى تعض شفتيها بندم تلعن تسرعها ولسانها الذى سبق تفكيرها، ليميل قائلا بهمس:
أعتبر ده وعد؟
رفعت عينيها اليه قائلة فى حيرة:
وعد؟
ابتسم وهو يومئ برأسه قائلا:
وعد منك تبقى شريكة حياتى ياأمانى.
نظرت اليه بدهشة قائلة:
انت بتقول ايه؟احنا منعرفش بعض كويس عشان تطلب منى وعد زى ده.

اتسعت ابتسامته قائلا:
قلوبنا عرفت بعض، ارواحنا ياأمانى، كل واحد فينا من جواه حاسس انه لقى نصه التانى، توأم روحه، المشاعر اللى بتهز كيانا كل ما عيونا بتتقابل واللى محسيناش بيها غير مع بعض بتقول ان لقانا كان قدر، انى اتخلقت عشانك وانتى اتخلقتى عشانى.

نظرت اليه أمانى فى حيرة، قلبها يخبرها أنه على حق فى كل كلمة قالها ولكن عقلها يحذرها من مغبة ذلك الادراك ليفوز قلبها على عقلها وتبتسم فى خجل لتتسع ابتسامته فرحا ويمسك يدها بسعادة.
انتهى الفلاش باك
نظرت أمانى الى الصورة قائلة بحنان:.

ومن ساعتها ايدك مفارقتش ايدية، وفضلنا مع بعض، عشنا اجمل قصة حب ممكن يعيشوها اتنين، لغاية اليوم اللى قررت فيه تتقدملى، مش قادرة أنسى اليوم ده، كنت فرحانة اوى رغم قلقى، مستنية اللحظة اللى بابا هيندهلى فيها ويسألنى عن رأيى وساعتها ههز راسى بكسوف وأجرى على أوضتى ورغم انى كنت عارفة ان بابا قاسى وصعب بس متخيلتش رد فعله يكون كدة ولا اتصورت انه ممكن يعمل اللى عمله ده، هو ندهلى فعلا بس عشان يطردك ادامى، ويحذرنى انى افكر فيك او أقابلك تانى، وكان ده مستحيل يحصل، هربت من البيت واتجوزنا، عشنا اجمل ايام حياتنا، بعيد عن بابا وعن الدنيا كلها هنا فى اسكندرية، بس القدر كان ليه كلمة تانية، مش قادرة انسى اليوم اللى جالى فيه صاحبك عزيز وهو حزين ودموعه على خده وقاللى انك عملت حادثة وانك...

ازدردت لعابها بصعوبة ودموعها تترقرق بعينيها مستطردة:.

وانك مت، ورانى صورتك والدم مغرق وشك وجسمك، محستش بنفسى، لفنى السواد ولما فقت لقيتنى فى بيت بابا وعرفت من أميرة انى فضلت أسبوع فى غيبوبة وان كل اللى تعرفه عنك انهم دفنوك فى بلدك، حاولت أعرف بلدك دى فين معرفتش، مكنتش كلمتنى عنها قبل كدة أو سمعت منك حاجة تخصها، كل اللى كنت اعرفه انك عايش فى اسكندرية مع عمتك ولما اتوفت بقيت لوحدك، حتى فى الشركة قالولى ان مش موجود فى ملفك أى معلومات عن البلد دى، وبابا رفض يقوللى هى فين، عشت اسوأ أيام حياتى، غيابك عنى ومعاملة بابا القاسية كانوا فوق احتمالى، ولولا وجود أميرة و ذكرياتك كنت عملت فى نفسى حاجة، لغاية مالقيت بابا جاى بيقوللى ان شريكه عايز يتجوزنى، ثورت، غضبت، صرخت و فضل برضه مصمم، خفت منه، أصل انت متعرفش بابا ممكن يعمل ايه عشان يوصل للى هو عايزه، سحبت الفلوس اللى ماما كانت سايبهالى فى البنك وهربت، جيت على اسكندرية تانى، واشتريت البيت اللى قصاد مكانا اللى دايما كنا بنتقابل فيه، المكان اللى شهد على اول لحظة حب بينا، وعشت هنا مع ذكرياتنا، هى اللى بتصبرنى على بعادك، على وحدتى وحزنى فى غيابك، انا عارفة انى قلتلك الكلام ده كتير بس غصب عنى كل لما بتوحشنى بحب أكلمك وأفتكر معاك قصتنا، وحشتنى اوى ياحبيبى، وأميرة كمان وحشتنى بقالى خمس سنين ونص مشفتهاش، صحيح بكلمها علطول بس نفسى اشوفها، لولا خوفى ان بابا يعرف مكانى كنت جبتها تعيش معايا هنا، خايفة يحاول تانى يخلينى اتجوز وانا مستحيل أكون لغيرك، مستحيل حد تانى ياخد مكانك وده وعد منى ليك، هتفضل جوزى وحبيبى لغاية ما اقابلك فى الجنة باذن الله يابيجاد.

قبلت أمانى صورته بحنان ثم اغلقت القلب مجددا وتأملت محيطها لتشعر بالاختناق، نظرت الى الساعة لتجدها مازالت السادسة مساءا، لتقرر ان تخرج قليلا، ربما تذهب الى السينما لتحضر ذلك الفيلم الذى رأت اعلانه بالجريدة فبطله يشبه كثيرا زوجها الراحل، هى تريد فقط ما يشغل بالها عن التفكير، ما يشغلها عن ذلك الشعور المرير بالفقدان، تريد ضجيجا من حولها يلهيها عن ذكرياتها، فقط تريد الضجيج.

عقد عاصم حاجبيه قائلا بصرامة:
انتى اكيد اتجننتى، انتى عارفة انتى بترفضى مين؟
نظرت اليه أميرة قائلة بحزم:
أنا متجننتش و عارفة كويس أنا برفض مين، أنا برفض معتز السعيد، ابن صاحبك، أغنى أغنياء القاهرة..
لتقترب منه وهى تنظر الى عينيه بثبات قائلة:
برفض انسان أنانى ومغرور وفاكر ان اى واحدة فى الدنيا تتمناه وتتمنى تعيش تحت رجليه، برفض واحد فاكر انه ممكن يشترينى بالفلوس، برفض اعيش معاه حياة من غير مشاعر.

لتزداد نبرتها قوة وهى تقول بسخرية:
برفض اكرر تجربة أمى وأعيش مع واحد نسخة مصغرة منك.
صفعها عاصم بقوة وهو يهدر بغضب قائلا:
انتى بنت قليلة الأدب ومحتاجة تتربى من جديد، وأنا اللى هربيكى ياأميرة..
نظرت اليه تتجمع الدموع بعينيها تأبى السقوط، تحاول أميرة بكل قوة أن تتمالك نفسها حتى لا تبكى أمامه ويظهر ضعفها لتقول بمرارة:
انت مش ممكن تكون أب، ياريتنى هربت منك من زمان، زى امانى.

صفعها مرة اخرى بقوة أكبر وهو يقول بغضب:
متجيبيش اسمها على لسانك تانى، اسمها مش عايز أسمعه فى البيت ده، مفهوم؟واتفضلى اطلعى اوضتك، مش عايز أشوف وشك النهاردة..
طالعته بغضب حزين ليهدر بقوة قائلا:
امشى من أدامى ياأميرة ومتخلينيش أوريكى وشى التانى.






غادرت أميرة لتسرع الى غرفتها وقد بدأت دموعها بالانهمار بغزارة فلم تعد قادرة على كبحها اكثر من ذلك بينما تابعها عاصم بعيون غاضبة ليمسك هاتفه ويتصل برقم ما وما ان أجابه محدثه حتى قال فى حدة:
زودلى الحراسة على الفيلا، وأميرة هانم ممنوع تخرج من الفيلا لأى سبب من الأسباب لغاية ما أقول غير كدة، مفهوم ياربيع؟

لم ينتظر الاجابة ليغلق هاتفه بغضب وهو يتجه الى النافذة ينظر من خلالها الى ذلك الفضاء الفسيح بنظرات باردة، قاسية، تماما، كقلبه.
تااابع اسفل
 
 



14-03-2022 07:56 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [1]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية توأم الروح
رواية توأم الروح للكاتبة شاهندة الفصل الثاني

كادت فرح أن تدلف الى حجرة المكتب حيث يوجد زوجها بدر ولكن يدها توقفت قبل أن تصل الى مقبض الباب وهى تستمع الى صوت فريدة زوجة عمها المتوفى وحماتها وهى تقول بعصبية:
حرام عليك يابدر فرح ذنبها ايه بس؟
قال بدر بغضب:.

وأنا ذنبى ايه؟ها؟قوليلى ذنبى ايه؟، جدى كتب فى وصيته انى لازم أتجوز فرح بنت عمى عشان اقدر آخد ميراثى، خلانى بين نارين ياأرفض اتجوزها واتحرم من الميراث يااقبل اتجوز واحدة مشفتهاش غير مرة واحدة يوم وفاته، عشان أقدر آخد حقى، وقبلت أتجوزها، حتة فلاحة جاهلة لا منظر ولا شكل، مربعة ومتغطية من فوقها لتحتها بعباية فلاحى وطرحة، حاجة تسد النفس.
ليزفر بقوة ثم يقول:.

أعمل ايه بس؟مش طايقها ومش عايز ابص فى وشها وعشان كدة مقضى أغلب أوقاتى برة.

اغروقت عينا فرح بالدموع، أدركت الآن لماذا يعاملها بدر بتلك الطريقة الجافة، كانت تظن أنه يعاملها هكذا لأنهما مازالا متزوجين حديثا و غريبين عن بعضهما رغم صلة القرابة بينهما، فلم يكونا أبدا على اتصال، حتى توفى جدها ورأته للمرة الأولى فى العزاء، وقعت فى غرامه منذ اللحظة الأولى فقد كانت تدخل صينية القهوة الى ضيوف أبيها، أخذها منها أقربهم الى الباب، كانت مطرقة الرأس حينها ولكن ما ان استمعت لصوته الرجولى الجذاب وهو يشكرها حتى رفعت عينيها اليه فتلاقتا بعينيه لثوان سرق فيهم لبها ليكون هو اول من يشيح بنظراته بعيدا عنها آخذا معه الصينية وشيئا آخر، قلبها.

كم شعرت بالسعادة عندما علمت بعد ذلك انه ابن عمها وانه يطلبها للزواج، لقد ظنت أنه بادلها مشاعرها، لم تكن تعلم أن زواجه منها بسبب وصية لعينة، نزلت دموعها تنعى قلب تمزق الى أشلاء، فكم آلمها وصفه اياها، وكم جرحتها كلماته، أفاقت من أفكارها على صوت فريدة تقول فى حزن:.

ياابنى افهمنى حرام عليك، اللى انت ناوى تعمله فى البنت ده ميرضيش ربنا، طلاق ايه اللى بتفكر فيه، ، حاول تتفاهم معاها، البنت مش زى ما انت فاكر، هى يمكن خجولة شوية، وسمينة حبتين، ولبسها ملخبط، بس مش وحشة وطيبة اوى وييجى منها، حاول انت بس معاها وأكيد هتتغير.
قال بدر بملل:.

تتغير ايه ياماما؟، مستحيل تتغير، تعرفى انا ابتديت أحسد أخويا انه مسافر، لو كنت هناك بداله، كان هو اللى اتدبس التدبيسة الهباب دى وأنا بقى كنت هبقى عايش سلطان زمانى هناك.
قالت فريدة فى حزن:.

سيب أخوك باللى هو فيه، مش كفاية انى طول عمرى محرومة منه بسبب أهل ابوه، لأ ويوم ما يرجعلى ألاقيه متحطم بسبب التجربة اللى مر بيها ويقرر يسافر برة، ده بقى واحد تانى خالص، كل همه الشغل والفلوس أما المشاعر فبرا حساباته، وبعدين مكنش ينفع يتجوز فرح، الوصية بتقول ابن عمها اللى يتجوزها، وجاد ابنى من جوزى الأولانى، انما انت ابن عمها الوحيد وكان شرط جدك انك تتجوزها يااما الفلوس تروح للأعمال الخيرية.

أغمضت فرح عينيها بألم تستمع لحقائق تدركها لأول مرة، تساقطت دموعها على وجنتيها بغزارة، وهى تشعر بالانهيار الداخلى، تود لو جاءها الموت فى تلك اللحظة ليريحها من ذلك الألم الذى يغمر كيانها.
قال بدر فى غضب:.

لولا الوصية دى مكنتش اتحطيت فى الوضع اللى أنا فيه دلوقتى، ولولا انى كنت محتاج للفلوس عشان أكبر شركتى وأقبل العقود اللى كانت متقدمة ليها مكنتش اضطريت أتحمل البنى آدمة دى طول الفترة اللى فاتت، دى خرسا ياماما، كل اللى بتقوله حاضر ياسى بدر ومن عينية ياسى بدر، أحضرلك العشا ياسى زفت، حاجة تخنق وتفقع المرارة.

لم تستطع فرح أن تستمع أكثر الى كلمات بدر القاسية والمهينة لها، اندفعت مغادرة المنزل بسرعة، لتصطدم فى طريقها بتلك الطاولة الصغيرة وتوقع تلك المزهرية القابعة فوقها لتتحطم محدثة دويا ولكنها لم تهتم بل أكملت طريقها لتغادر ذلك المنزل ربما للأبد، فلا نية لديها للعودة إليه مجددا
، بينما خرج كل من بدر وفريدة على صوت التحطم ليرون الطاولة على الأرض وباب المنزل مفتوحا، نظرت فريدة الى بدر بقلق قائلة:.

تفتكر فرح تكون سمعتنا؟
قال بدر ببرود:
وافرضى؟
قالت فريدة فى صدمة:
تبقى هترجع لأهلها.
قال بدر فى برود:
تبقى جت منها، ترجع لأهلها وتريحنا ياماما.
نظرت اليه فريدة فى غضب قائلة:
انت جايب البرود ده منين؟انت عارف لو فرح رجعت وحكت لباباها الحاج على كل اللى سمعته هنا، هيعمل فيك إيه؟
هز بدر كتفيه قائلا بلا مبالاة:
يعمل اللى يعمله، أنا خلاص مبقتش قادر أتحملها ولا أتحمل حياتى معاها بالشكل ده، سلام ياماما.

ليمشى بدر بخطوات مسرعة ويغادر المنزل بدوره، هزت فريدة رأسها بأسى قائلة:
ياخسارة يافريدة، محدش من ولادك سعيد فى حياته، تعبانين وتاعبين قلبك معاهم، ياترى ياولادى هييجى اليوم اللى هشوفكم فيه مبسوطين ومرتاحين ولا هعيش عمرى أتحسر عليكم؟
ليجيبها الصمت المطبق وتظل أسئلتها بلا اجابة، فى الوقت الحاضر.

كانت أمانى تقود سيارتها عائدة الى منزلها بعد أن أحست بقليل من الراحة وتغلبت مجددا على أحزانها وزكرياتها المريرة، عندما رن هاتفها، ابتسمت أمانى عندما وجدت رقم هاتف أختها أميرة ينير شاشة هاتفها، عادت بعينيها الى الطريق وهى تجيب هاتفها قائلة فى مرح:
ميرا، قلبى، وحشتينى
قالت أميرة:
وحشتينى أكتر ياأمانى.
التقطت اذنا أمانى نبرة صوت أختها الحزينة على الفور لتقول بقلق:
مالك ياأميرة، فيكى ايه؟

زفرت أميرة قائلة:
أنا هربت من بابا ياأمانى.
كادت أمانى ان تصطدم بتلك السيارة أمامها وهى تسمع كلمات اختها الصادمة، لتتفادى الاصطدام بصعوبة وهى تقول فى جزع:
ايه اللى خلاكى تعملى كدة ياأميرة؟
تنهدت أميرة قائلة:.

كان لازم أعمل كدة من زمان ياأميرة، كان لازم أهرب من ساعة ماهربتى، ياريتنى هربت من ساعتها وجيت عشت معاكى، احسن من العذاب اللى شفته مع بابا طول السنين اللى فاتت دى، أنا أستحملت تحكماته، قسوته، بس توصل انه عايز يجوزنى غصب عنى يبقى لأ وألف لأ كمان، شريك حياتى أنا اللى هختاره ياأمانى، محدش هيفرضه علية.
قالت أمانى بحزم:
طب اهدى ياأميرة وقوليلى هربتى ازاى وانتى فين دلوقتى؟
قالت أميرة:.

انا لسة هربانة حالا، لبست لبس دادة اعتدال وهربت من الفيلا وقلت اكلمك أقولك قبل ماارمى الموبايل لأنه اكيد هيوصلى عن طريقه، هسافر الفيوم وهقعد فى بيتنا اللى هناك، ده المكان الوحيد اللى بابا مش هيشك انى موجودة فيه، هو عارف بكرهه أد ايه، ده غير انه فاضى ومعليهوش حراسة، أول ما هوصل هناك هجيب تليفون جديد وخط جديد وهكلمك، وأول ما هتأكد انى مش متراقبة وان مفيش حد ورايا هجيلك اسكندرية، تمام؟

قالت امانى بهدوء:
تمام يااميرة، بس خلى بالك من نفسك ومن الطريق وأول ما تجيبى الموبايل طمنينى عليكى علطول.
قالت أميرة:
ماشى ياأمانى، بس ممكن ده ياخد وقت فمتقلقيش، خدى بالك انتى كمان من نفسك، هكلمك بعدين، سلام ياحبيبتى
قالت امانى:
سلام ياميرا.

أزالت أمانى السماعة من اذنها وهى تفكر ف حال أختها الذى أعاد إليها الذكريات مجددا، تتذكر هروبها بدورها من أبيها، تتساءل لماذا يقسو عليهما أباهما بهذا الشكل؟تذكرت والدتها الآن وكم عانت مع هذا الرجل وتحملت قسوته وجبرووته حتى...

قاطع حبل أفكارها ظهور تلك الفتاة فجأة أمامها لتحاول كبح فرامل سيارتها بقوة متفادية الاصطدام بها ولكن لم تكن محاولتها بالقوة الكافية لتشعر بجسد الفتاة يصطدم بالسيارة قبل ان تتوقف نهائيا.
شعرت أمانى بالرهبة، بالخوف والجزع، كانت تخشى نزولها من السيارة ولكن لابد وأن تنزل لترى مصير تلك الفتاة، نزلت بسرعة وهى تخشى كل ما هو آت.

قال عاصم فى غضب:
يعنى ايه هربت؟وهربت ازاى؟
قال ربيع الذراع الأيمن لعاصم فى توتر:
اللى عرفته انها اتنكرت فى لبس اعتدال وخرجت على انها هى.
طرق عاصم على المكتب بقوة وهو يهدر قائلا:
والبهايم اللى برا دول ازاى يسمحولها تخرج أمال لو مكنتش قايل محدش يخرج من الفيلا غير باذنى.
قال ربيع بهدوء:.

حضرتك قلت أميرة هانم بس اللى متخرجش من غير اذنك، التعليمات كانت واضحة وصريحة يافندم، الحرس عندهم التعليمات دى وبس، وطبعا الحرس متخيلوش ان أميرة هانم هتلبس لبس الخدامين وتهرب بالشكل ده وبالسرعة دى كمان.
قال عاصم بحدة:
متخيلوش؟ربيع انت شكلك خرفت، متخلينيش أستغنى عنك وأنا مربيك على ايدى، طقم الحراسة كله يتغير وتجيبلى ناس بتفهم.
ليأخذ نفسا عميقا وهو يحاول أن يتمالك أعصابه قبل أن يستطرد قائلا:.

وانت بنفسك اللى تدورلى على أميرة وتعرفلى راحت فين؟عايز فى خلال يومين بالكتير اعرف راحت فين ومين اللى ساعدها وكان ورا هروبها وألاقيها أدامى هنا، مفهوم ياربيع؟
اومأ ربيع برأسه قائلا بحزم:
مفهوم ياعاصم بيه، بعد اذنك
أشار له عاصم بالانصراف ليغادر ربيع تتبعه عينا عاصم الذى نظر الى صورة ابنته القابعة على مكتبه وهو يقول بقسوة:.

بتتحدينى ياأميرة، بتعملى زى أختك، ماشى، مبقاش أنا عاصم السلحدار ان ماخليتك ترجعى زى الكلبة راكعة تحت رجلية وتتمنى رضايا يابنت نجاة.

ليضرب برواز الصورة بيده فى غضب ليقع وينكسر زجاجه، نظر إليه بقسوة ثم أمسك غليونه وأخذ منه نفسا عميقا لينفثه بهدوء وهو يفكر فى خطواته القادمة بحذر شديد، فعليه أن يماطل صديقه محمود حتى يعرف مكان ابنته فقد عرض صديقه عليه الشراكة بمساهمته بمبلغ كبير قد ينقذ شركته من الافلاس شريطة أن يزوج عاصم ابنته من معتز ابن محمود فمعتز يودها زوجة له بأى ثمن وعاصم مستعد للتضحية بالجميع من اجل المال والسلطة، نعم سيحاول أن يبرر تأخره بالرد عليه، ربما سيقول انها سافرت لحضور حفل زفاف صديقتها او زيارة خالتها المريضة وأنه سيعرض عليها الأمر فور عودتها، ولكن عليه أن يعيد أميرة الى المنزل ويجبرها على الزواج من معتز ليحصل على المال بأسرع وقت، سيحصل على ذلك المال مهما كان الثمن، نعم مهما كان الثمن.

قالت فريدة لمحدثها بالهاتف فى سعادة:
بجد فرحتنى ياحبيبى، خلاص هنستناك، أكيد، أول ماتحجز الطيارة اتصل بينا علطول، ماشى ياحبيبى، لا إله إلا الله
أغلقت الهاتف لتضمه الى صدرها بسعادة، انتفضت على صوت بدر وهو يقول:
أكيد اخويا حبيبى اللى كان بيكلمك ومخليكى طايرة كدة من السعادة.
التفتت اليه وهى تعقد حاجبيها قائلة:.

مش هتبطل تخضنى بالشكل ده؟أيوة ياسيدى هو، ابنى حبيبى ربنا يخليهولى فرح قلبى بخبر رجوعه، مش انت اللى تاعب قلبى، بقى مراتك يابدر تخرج من البيت فى وقت متأخر ولا يهمك، لأ وكمان تخرج تتسرمح وترجع نص الليل ومتسألش عنها، مش عارفة جايب البرود ده منين ياأخى؟
قال بدر بملل:
يووه بقى ياماما، احنا مش هنخلص من الموال ده، فرح أكيد رجعت لأهلها واكيد هتكون مرتاحة أكتر هناك.
ليستطرد بتردد قائلا:.

انتى اتصلتى بباباها واتأكدتى انها راحت مش كدة؟
قالت فريدة بنفى:
لأ طبعا، انتى عايزنى اتصل بالحاج على فى نص الليل وأسأله عنها، ده كان قلب الدنيا.
أطرق بدر برأسه للحظة ليعود البرود الى ملامحه قائلا:.

متقلقيش أكيد روحت هى مش طفلة صغيرة هتوه ومش هتعرف ترجع البلد، بصى فكك بقى من الموضوع ده، فرح ورجعت لحضن عيلتها من تانى والشركة ووقفت على رجليها، وأنا وتمام أوى كدة، خليكى انتى بقى مع ابنك التانى، حبيبك اللى مريح قلبك، وسيبك منى ياست الكل، سلام بقى أنا طالع أنام، تعبان أوى وورايا مواعيد مهمة الصبح، تصبحى على خير
لم ترد عليه فريدة بل تابعته بغيظ وهو يغادر صاعدا الى حجرته لتهز رأسها قائلة فى يأس:.

اللى ما سألنى أخوه هيرجع امتى، الواد ده جراله ايه بس؟يلا كلها شهر وأخوه يرجع ويظبطه ولغاية ما يعدى الشهر ده مش هطلب من ربنا غير حاجة واحدة بس.
لتنظر الى السماء قائلة فى رجاء: صبرنى يااارب.

14-03-2022 07:57 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [2]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية توأم الروح
رواية توأم الروح للكاتبة شاهندة الفصل الثالث

استيقظت فرح تفتح عينيها ببطئ لتطالع محيطها الغريب كلية عنها، كانت الحجرة جميلة بسيطة وأنيقة ولكنها ليست حجرتها، تساءلت فى حيرة أين هى؟ وما الذى جاء بها الى هذا المكان؟ آخر ما تتذكره هو هروبها من منزل زوجها بدر وعبورها ذلك الطريق، نعم، تتذكر الآن تلك السيارة المسرعة تجاهها وارتطامها بها، ترى هل ماتت وتلك هى الجنة؟

سمعت طرقات على الباب ثم دخول فتاة جميلة ذات بشرة بيضاء وعيون عسلية وملامح رقيقة وشعر بنى منسدل حول وجهها بنعومة، كانت ابتسامتها الرقيقة هى اجمل ما يميزها، اقتربت منها الفتاة قائلة بابتسامة عذبة:
ما شاء الله ايه العيون الجميلة دى، كنت عارفة انك قمر.
ابتسمت فرح لا اراديا على كلمات تلك الفتاة لتتذكر فجأة كلمات بدر ووصفه لها، عبست وترقرقت الدموع بعينيها لتجلس الفتاة بجوارها قائلة فى قلق:.

طب ليه بس كشرنا ودارينا الغمازات الحلوة دى وعينينا اتملت بالدموع، فيه حاجة بتوجعك؟
رفعت فرح عينيها إليها قائلة:
انتى مين؟وأنا فين؟وازاى جيت هنا؟
قالت الفتاة باابتسامة:.

أنا ياستى اسمى أمانى، وبشتغل فى العلاقات العامة فى شركة كبيرة، وانتى فى بيتى، ظهرتى أدام عربيتى فجأة وخبطك، بس الحمد لله الدكتور طمنى ان مفيش اى اصابات، يعنى ممكن تروحى بيتك دلوقتى لو حبيتى، ادينى بس رقم حد من أهلك وانا أتصل بيه عشان ييجى ياخدك او لو معندكيش مانع أنا ممكن أوصلك بنفسى.

أطرقت فرح بوجهها فى حزن، تتساءل الى أين ستذهب؟الى بيت بدر مجددا لتتحمل اهاناته لها وتجعل نفسها حملا غير مرغوب به؟أم تذهب الى أهلها فينتابهم الغضب مما حدث لها وينتقمون من بدر، فوالدها رغم طيبته لن يتسامح أبدا فى اهانتها، وهى تخشى على بدر حبيبها، نعم حبيبها، فمهما فعل سيظل هو من ملك قلبها بحب لعين، أسر قلبها بعشقه ولا سبيل لينال ذلك القلب حريته، لتتساقط دموعها مجددا فى صمت.

مدت أمانى يدها ترفع بها ذقن فرح لتتلاقى الأعين، قالت امانى فى حنان وتأثر بدموعها:
مالك ياحبيبتى فيكى ايه بس؟احكيلى.
نظرت اليها فرح بتردد لتبتسم امانى فى حنان مستطردة:
واضح ان عندك مشكلة حبيبتى، افتحيلى قلبك، مش يمكن اقدر أساعدك؟
لا تعلم فرح لما شعرت بالاطمئنان الى تلك الغريبة كلية عنها، شعرت انها سترتاح ان أفضت لها بمكنون قلبها، ربما شعرت بالراحة ان هى أخبرتها بألمها، لتقول فرح بهدوء:.

أنا اسمى فرح وهحكيلك يا أمانى، هحكيلك كل حاجة.

زفرت أميرة بقوة وهى تمشى بين تلك الأشجار، لعنت غبائها الذى جعلها تترك سيارتها بعد أن تعطلت منها وتمشى بين تلك الأشجار تبحث عن بيت قريب تقضى به ليلتها وتستخدم هاتفه لتتصل بأحدهم ليجئ ويصلح سيارتها حتى تكمل طريقها، كانت خطتها تبدو جيدة فى حينها، أما الآن فبدت لها سخيفة للغاية، فأمان سيارتها ودفئها أفضل لها الف مرة مما تعانيه الآن من الخوف والبرد، فربما مرت سيارة اخرى من الطريق وساعدها راكبيها، فها هى تمشى منذ ساعتين تقريبا ولا أثر لأى منزل قريب، فقط أشجار وأشجار، والليل قد أسدل ستاره عليها ولن تستطيع تلمس طريق العودة، خدش ذراعها غصن صغير فتأوهت متألمة، وتوقفت تلعن غبائها مجددا وتسرعها قائلة فى حنق:.

امتى بقى هتتصرفى بعقل يااميرة؟أديكى وديتى نفسك فى داهية بتسرعك ده.

رفعت عينيها تتأمل محيطها بضيق، لتنفرج أساريرها وتلمع عيناها وهى تلمح بعض الأنوار لمنزل متطرف ظنته للحظة مهجورا، ولكن تصاعد أدخنة المدفئة منه أنبأها بأن هناك من يقطنه، ترددت للحظة، تتساءل عن قاطنيه، ومن ذا الذى يعيش فى منزل متطرف كهذا بعيدا كلية عن العمران؟ولكنها ما لبثت ان حسمت رأيها فأى شئ بالتأكيد افضل لها الف مرة من هذا البرد الذى تعانيه والذى يجمد أطرافها الى جانب ذلك الخوف ااذى يغمر كيانها فلطالما كرهت البرد والظلام، لتتجه الى ذلك البيت بخطوات سريعة وهى تدعوا الله أن يكون قاطنى المنزل من بنى البشر وليس من آكلى لحوم البشر، لتضرب رأسها بخفة، تحذر نفسها بأن عليها الكف عن مشاهدة افلام الرعب فقد أثرت على عقلها بالتأكيد.

أنهت فرح حديثها قائلة بألم:
هى دى كل حكايتى ياأمانى، وزى ما انتى شايفة، حيرانة ومش عارفة أعمل ايه، أرجع لبدر وأدوس على كرامتى ولا أرجع لأهلى وساعتها الدنيا هتولع.
أطرقت أمانى برأسها تفكر قليلا بصمت، احترمت فرح صمتها فلم تنطق بحرف، حتى رفعت أمانى وجهها الى فرح قائلة بهدوء وهى تنظر الى عينيها مباشرة:
بتحبيه يافرح؟

أدركت فرح من تقصد أمانى بسؤالها لتشرد مستحضرة صورته فى خيالها، عينيه، نبرة صوته الرجولية الجذابة، تقطيبة حاجبيه عندما يفكر فى أمر هام يشغله، ضحكته التى تخلب الألباب لتقول بهيام:
أنا مش بس بحبه، أنا بعشقه، من أول لحظة عينية جت فى عنيه وقلبى بقى ملكه ولما عرفته حبيته أكتر.
لتلتفت الى أمانى قائلة بابتسامة:.

تعرفى، الكل فاكر بدر بشخصيتين، فى حياته الشخصية شاب مستهتر وروحه فى البنات لكن فى شغله جد ومبيحبش الهزار وبيعملوله ألف حساب، لكن أنا الوحيدة اللى عارفة هو مين فى دول، بدر بيحاول يظهر كدة عشان يدارى الألم اللى فى قلبه، لكن هو من جواه طفل صغير خايف يتعلق بحد والحد ده يخونه أو يجرحه زى ما عملت حبيبته قبل كدة، أنا شفت صورتها فى دولابه وكان مكتوب على ضهرها(أول قلم علمنى مآمنش ل**كم)، ساعتها بس فهمت انى لازم أخليه يثق فية قبل ما أخليه يحبنى أد ما بحبه، كان لازم أخليه يشوف ان احنا مش زى بعض وان زى ما الخيانة موجودة، الاخلاص بردو موجود، وان اللى بيحب بجد الاخلاص بيكون بالنسبة له شئ بديهى ومش قابل للمساومة.

ابتسمت أمانى قائلة:
الاخلاص لحد بتحبيه من كل قلبك بيلازمك حتى لو فرق القدر بينكم.
لتشرد بدورها قائلة:
لما بتحبى حد، بتبقى أسيرة ليه، حتى لو حررك من كيانه مش هيقدر يحررك من عشقه.
عقدت فرح حاجبيها قائلة ف تقرير:
انتى كمان بتحبى ياأمانى.
عادت أمانى اليها بعينيها قائلة بابتسامة:
أنا زيك بعشق مش بحب وبس يافرح، ورغم انه خلاص فارق دنيتنا بس قلبى لسة بيعشقه وكأنه مفارقنيش ولا لحظة.
ترقرقت الدموع بعينى فرح قائلة:.

هو...
قاطعتها أمانى قائلة:
أيوة بس لسة عايش جوايا، ولما بشتاقله بفتح صندوق ذكرياتى معاه، وساعتها بيمسك ايدية وبنرقص على أنغام قلوبنا، ولما بيضمنى ساعتها بحس انه مبعدش عنى، يمكن فرقنا الموت بس ذكرياتى معاه مفارقتنيش أبدا.
قالت فرح فى حزن:
الله يرحمه، أكيد كان انسان جميل عشان قدر يخليكى تعيشى على ذكراه وتحبيه بالشكل ده.
ابتسمت أمانى قائلة:.

كان أعظم راجل ممكن تقابليه، خطفنى من أول نظرة، سرق قلبى من أول كلمة، ولما اتجوزنا عيشنى اجمل أيام حياتى معاه، مكنش زوج وبس، كان أب وأخ وابن وحبيب، كان بالنسبة لى كل حياتى، عمره ما زعلنى بكلمة ولا دمعت عينى معاه دمعة، الراجل اللى زى ده يافرح بتعيشى بعده على ذكراه، بتكونى متأكدة انك مهما قابلتى بعده مش هتلاقى زيه، و مش هتعيشى اللى عشتيه معاه مع حد تانى، الله يرحمه، كان ملاك.
قال فرح فى مرح:.

من وصفك ليه حبيته ياأمانى.
أدركت أمانى محاولة فرح لتبديل حزنها لابتسامة لتقول بدورها بمرح:
خليكى فى بدر بتاعك ده و ملكيش دعوة بحبيبى، ده بتاعى أنا.
عاد الحزن الى ملامح فرح وهى تقول:
بدر بتاعى، طب ياريت، مع الأسف بدر لازم أشيله من قلبى، لازم أنساه عشان اقدر أعيش اللى جاى.
تأملتها أمانى لثوان قائلة:
هتقدرى؟
زفرت فرح قائلة:.

لازم أقدر، حكايتى معاه ملهاش نهاية سعيدة، مفيهاش أمل واحد أقدر أتمسك بيه، مش هقدر ارجعه لية لأنه مكنش ملكى أساسا، مشفش فية حد يقدر يحبه، أنا اصلا مفيش فية حاجة تتحب.
قالت أمانى:
لأ طبعا، ايه الكلام ده؟انا شايفة فيكى حاجات كتير تتحب، انتى جميلة اوى على فكرة من جوة وبرة، ده كفاية عيونك الملونين دول ولا غمازاتك.
قالت فرح فى حزن:
وجسم الفيل ده ولا انى مبتكلمش كلمتين على بعض.
ابتسمت أمانى قائلة:.

فيل ايه بس حرام عليكى، كل الموضوع عشرة، ١٢ كيلو بالكتير ودى فى ايدينا بشوية رياضة ودايت بسيط ننزلهم، وتبقى قمر بزيادة، وانك مبتتكلميش فده اعتقد من خجلك أدامه لكن انتى اهو بتتكلمى زى الفل معايا. يبقى هنشتغل على حاجات بسيطة وهتبقى جاهزة يافرح.
عقدت فرح حاجبيها قائلة:
قصدك ايه؟
قالت أمانى فى حنان:.

قصدى انى هساعدك تكونى حلم بدر يافرح، هخليكى تهبليه، تسحريه بجمالك وأناقتك، تخليه يتمنى بس كلمة منك، ابتسامة، هتعذبيه فى حبك لغاية ما يسلم ويرفع الراية البيضا كمان، وبعد ماكنتى أسيرة عشقه هيكون هو أسيرك يافروحة.
اغروقت عينا فرح بالدموع وهى تقول:
بجد ياأمانى، هتساعدينى أحقق كل اللى قلتى عليه ده؟
اتسعت ابتسامة أمانى وهى تمد يديها تمسح دموع فرح التى نزلت على وجنتيها قائلة بحنان:.

وحياة أختى أميرة اللى حاسة انك بتفكرينى بيها، هفضل وراكى لغاية ما تحققى حلمك.
أسرعت فرح لتضمها وهى تقول بامتنان:
ربنا يخليكى لية ياأمانى وميحرمنيش منك أبدا، بجد اللى زيك فى الزمن ده مبقاش موجود.
ربتت أمانى على ظهرها قائلة فى حنان:
سيبك بقى من الكلام ده ويلا ياقمر، أنا حضرتلك لقمة صغيرة كدة عشان تاكليها، أكيد جعتى.
أصدرت معدة فرح فى تلك اللحظة صوتا لتبتعد عن أمانى بخجل قائلة:
الظاهر كدة.

ابتسمت أمانى تمد يدها اليها قائلة:
طب يلا بسرعة عشان أنا كمان جعت، ومن بكرة هنبدأ الدايت والرياضة.
ابتسمت فرح وهى تمسك بيد أمانى تتبعها وهى تحمد الله على ارسال أمانى الى حياتها فى ذلك الوقت، فلولاها لم تكن لتعلم الى أين تذهب؟حقا يرزقك الله فى حياتك بأناس يكونون لك كالأخوة ويعوضونك عن أخوة الدم المفقودة.

قالت صوفيا فى حزن:
ستتركنا جاد وتعود الى وطنك، ستبتعد حقا، ألن تفتقدنا؟
ابتسم جاد قائلا:
لن تطول غيبتى صوفيا، سأعود اليكم ما ان أطمأن على أمى وأخى، لقد افتقدتهم كثيرا، سنوات أطمأن عليهم فقط من خلال الهاتف.
اقتربت منه صوفيا لتحيط عنقه بذراعيها قائلة فى دلال:
اذا خذنى معك.
أبعد ذراعيها عن عنقه قائلا فى توتر من اقترابها منه على هذا النحو:
ربما فى مرة أخرى، ولكن تلك المرة مستحيل.
قالت فى حزن:.

لماذا؟لقد تعلمت اللغة العربية من أجلك، وأنا احبك وأنت تعلم، وبالتأكيد أود أن أتعرف بعائلتك.
زفر جاد قائلا:
اسمعينى جيدا صوفيا، لقد أخبرتينى بمشاعرك سابقا وأخبرتك أننى لن أستطيع مبادلتك اياها، قلبى ليس ملكا لى وأنتى تعلمين ذلك ايضا، أنتى صديقة غالية وربما يوما ما أعرفك بعائلتى ولكن كصديقة فقط، أرجوا ان يكون كلامى واضحا، فأنا لا احب تكرار كلماتى.

عقدت صوفيا حاجبيها فى غضب لثوان ثم ما لبثت أن لانت ملامحها وهى تقول:
حسنا جاد، كما تريد، ولكن عدنى أن لا تتأخر.
قال بابتسامة:
أعدك.
قالت بابتسامة:
حسنا، متى ستسافر؟
قال جاد:
مازال أمامى شهرا كاملا قبل السفر.
اتسعت ابتسامتها قائلة:
اذا هيا، ارتدى ملابسك ودعنا نخرج الى أي مكان.
اومأ برأسه موافقا وهو يتجه الى حجرته ويغلقها خلفه بينما لمعت عينا صوفيا قائلة:
طال الزمن أو قصر ستكون لى جاد، لى وحدى.

14-03-2022 07:57 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [3]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية توأم الروح
رواية توأم الروح للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

طرقت أميرة باب ذلك المنزل عدة مرات فلم يجيبها أحد، زفرت بقوة، لقد كانت موقنة من وجود أحدهم بالمنزل أما الآن فيقينها ذهب ادراج الرياح، أعطت اميرة ظهرها للباب وهى تنظر الى محيطها، احتارت ماذا تفعل؟هل تقتحم المنزل وتبيت فيه للصباح أم تبيت ليلتها على هذا الكرسى هناك تنتظر شروق الشمس لتكمل مسيرتها، فجأة فتح الباب التفتت أميرة بملامح مشرقة لتقابلها عينان عسليتان غاضبتان فى وجه رغم ملامحه المتجهمة الا أن وسامته تخطف الأنظار، ابتلعت ريقها وهى تنظر الى ملامح ذلك الرجل النافرة والوسيمة فى نفس الوقت لتقول متلعثمة:.

أنا، كنت، سايقة عربيتى و، وعطلت منى...
صمتت وهى تراه يزداد تجهما لتبتلع ريقها مجددا فى توتر قائلة:
يعنى لو مفيش عند حضرتك مانع أبات هنا الليلة دى بس لغاية الصبح، وبعدين همشى علطول.
لم يجيبها لتستطرد قائلة فى رجاء:
حضرتك شايف الجو برد ازاى، والمطر كمان، ليلة واحدة بس.
ظل على صمته لتصاب هى بالحنق وتقول بحدة:.

قول أى حاجة طيب بدل سكوتك ده، يا ساتر، خلاص مش مهم، أنا هتصرف ومتشكرين أوى على خدماتك اللى مقدمتهاش أصلا.
التفتت لتغادر المكان لتسمع صوته لأول مرة يقول بنبرة صارمة:
استنى.

التفتت اليه أميرة تطالعه بهدوء لا يعكس رجاءها الداخلى بأن يكون قد غير رأيه الرافض لوجودها والواضح بشدة على ملامحه، ليسمح لها بالمكوث فى بيته تلك الليلة وحسب، فهى رغم مشاعرها المتناقضة تجاه ذلك الرجل مابين الانجذاب له والنفور منه تخشى ان تبيت ليلتها بالعراء فى ذلك الجو البارد، وجدته يفسح لها الطريق وهو يقف جانبا مشيرا لها بالدخول، لا تعلم لم ترددت لثوان رغم أنها كانت تستميت منذ قليل لقضاء تلك الليلة الباردة فى دفء أحضان ذلك المنزل، أرجعت ترددها ذلك لأنها الى أنها لا تعلم شيئا عن هذا الرجل الغريب الأطوار، ببروده وتجهمه وعينيه اللتان تطلقان باتجاهها سهام قاتلة، حسمت رأيها عندما هز السماء صوت رعد قوى لتسرع بدخول المنزل بلهفة، أغلق ذلك الرجل الباب خلفه بهدوء ووقف يطالعها، ألقى نظرة على حقيبتها التى تضمها الى صدرها ليتقدم باتجاهها ويجذبها منها بحدة ثم يفرغ محتوياتها على الطاولة وسط دهشتها وصدمتها من تصرفه لتقترب منه وهى تراه يعبث بمحتوياتها الشخصية قائلة بغضب:.

انت يابنى آدم انت، بتعمل ايه؟انت مجنون؟
حدجها بنظرة غاضبة أخرستها على الفور ليعود ويكمل عبثه بمحتويات حقيبتها وهى تقف عاجزة عن منعه تخشى تصرفاته المجنونة أن تطالها هى، لتلمع عينا الرجل وهو يرى بطاقة هويتها ويقرأ اسمها بنبرة أرسلت القشعريرة بجسدها قائلا:
أميرة عاصم السلحدار.
عقد حاجبيه وهو يستطرد قائلا:
مترجمة بدار حور للنشر والتوزيع.

اقتربت منه مجددا وقد ادركت انه يريد فقط معرفة هويتها، لتجمع حاجياتها الشخصية فى حقيبتها مرة أخرى وهى تقول بغضب:
أيوة ياسيدى أنا زفت أميرة السلحدار وعلى فكرة بقى اللى انت عملته ده منتهى قلة الذوق، كان ممكن بكل هدوء تطلب منى البطاقة بتاعتى وكنت هديهالك عادى، ولو علشان هبات هنا يبقى تتعامل معايا بالأسلوب ده يبقى آسفة، أنا أهون علية أبات فى الشارع ومتعاملش المعاملة دى.

أغلقت الحقيبة مع آخر كلماتها لتأخذ من يده البطاقة الشخصية الخاصة بها والتى مازال يحملها بيده قائلة فى حنق:
عن اذنك ياأستاذ.
كادت أن تغادر لولا أن استوقفتها يده التى أمسكت بذراعها لتنظر الى يده ثم اليه قائلة فى حدة:
سيب ايدى، انت اتجننت؟
ترك يدها على الفور قائلا بلهجة باردة زادت من حنقها:
أنا آسف بس كان لازم أتأكد من اسمك وعملك، حضرتك هتباتى فى بيتى، وده بس مجرد اجراء للأمان.
رمقته بغضب قائلة:.

مين فينا المفروض يخاف من التانى و يتأكد من بطاقته ووظيفته، ها؟انا بنت والمفروض انا اللى أخاف منك وأشوف بطاقتك ولا ايه؟
مال ينظر اليها قائلا فى برود:
انا مش مجبر أوريكى بطاقتى، مفيش أدامك غير حاجتين يااما تباتى هنا وتقبلى ضيافتى من غير ماتعرفى عنى حاجة وده طبعا لليلة واحدة بس، أو تخرجى للبرد والمطر وكلاب السكك، القرار فى ايدك.
قالت فى غيظ:
على فكرة انت انسان بارد ومستفز.
ابتسم بسخرية قائلا:.

وانتى لسانك عايز قصه، بس أظن دى مهمة أهلك مش مهمتى ولا تهمنى.
ظهرت لمحة سريعة من الحزن، اختفت ولكن ليس قبل أن يلاحظها ذلك الرجل، نظرت الى عينيه بهدوء قائلة:
خلاص من فضلك، لو سمحت، قوللى انا ممكن أنام فين للصبح عشان انا تعبانة وبجد محتاجة أرتاح.
تأملها ذلك الرجل للحظات أربكتها ليشيح بنظراته عنها وهو يتقدمها قائلا:
تعالى ورايا.
تبعته حتى وصل الى حجرة ليقف أمامه قائلا ببروده التى بدأت تمقته:.

دى اوضتك لغاية الصبح، انا هكون فى الاوضة اللى أدامك دى، مبحبش الازعاج لأى سبب من الأسباب، وياريت أصحى الصبح ألاقيكى مشيتى.
ثم تركها ليتجه الى غرفته فتمتمت بصوت منخفض قائلة:
بارد ومستفز وقليل الذوق كمان.
وصلها صوته الساخر قائلا:
سمعتك على فكرة، بالمناسبة باب الاوضة بمفتاح من جوة، اقفلى الباب عليكى كويس.
دلفت الى الحجرة بسرعة وهى تغلقه خلفها بالمفتاح وتستند اليه بظهرها قائلة:
طبعا هقفله، ودى فيها كلام.

ثم عقدت حاجبيها قائلة:
ياترى حكايتك ايه يا...؟
ضربت على رأسها قائلة:
نسيت أسأله على اسمه.
لتهز كتفيها قائلة:
وأنا مالى باسمه او حكايته، يلا نامى ياأميرة خليكى تصحى بدرى وتمشى قبل ما تشوفى تكشيرة وشه دى تانى، وتسمعى كلامه السم.
ثم نظرت الى ملابسها المبتلة قائلة:
طب هنام ازاى بس وانا بالشكل ده؟
استمعت الى طرقات على الباب لتنتفض قائلة:
أيوة.
وصلها صوته قائلا:
افتحى.
قالت متوجسة:
ليه؟
سمعت صوته وهو يقول بعصبية:.

مش هغتصبك يعنى، ما انتى كنتى أدامى من شوية، قلتلك افتحى.
ابتلعت ريقها وهى تفتح الباب لتجده يطالعها بغضب وهو يمد يده اليها بمنامة تناولتها منه ليغادر دون كلمة.
نظرت الى المنامة بدهشة، ثم أغلقت الباب مجددا بالمفتاح وهى تبتسم قائلة:
الراجل ده أكيد مجنون.
اغتسلت و بدلت ملابسها بسرعة ثم أسرعت وارتمت على السرير لتغط فى سبات عميق بعد يوم طويل ومرهق.

خلاص ياأمانى مش قادرة أستحمل، فين اليوم الفرى؟
نطقت فرح بتلك العبارة فى يأس لتبتسم أمانى قائلة فى مرح:
فرح، ماما، احنا لسة فى أول يوم دايت ياحبيبتى، يوم فرى ايه بس؟اخزى الشيطان كدة واهدى.
جلست فرح قائلة فى ضيق:
مش قادرة ياأمانى، جعانة أوى فيه أفيال دلوقتى بتصوصو فى بطنى.
اتسعت عينا أمانى باستنكار قائلة:.

أفيال وبتصوصو، فرح، انتى الجوع أثر على عقلك، أنا هقوم أعملك سلطة، أهى حاجة ترجعلك عقلك اللى راح ده.
قالت فرح باستنكار:
سلطة ايه بس اللى عايزة تعمليهالى.
لتشرد وهى تقول بنبرة حالمة:
أنا عايزة فرخة محمرة، وبطاطس شيبسى، وأحلى بجاتوه ويكون غرقان شوكليت.
ابتسمت أمانى قائلة:
وايه رأيك فى بيبسى دايت عشان ضميرك يبقى مرتاح؟
قالت فرح بسعادة:
أيوة بقى، الله عليكى يا إيمى ياعسل، فاهمانى والله.

ضربتها أمانى على رأسها بخفة قائلة:.

فاهماكى؟بصى بقى يافروحة، أحلامك دى تنسيها خالص، فيه دايت وشرب مية كتير، و أكلك الفترة اللى جاية دى كلها هيبقى سلطة ومسلوق او مشويات، المحشى والمكرونة البشاميل والمقليات والحلويات والكابتشينو ابو سكر كتير ده خلاص بح، تنسيهم خالص، وزنك ده هينزل وبسرعة، وده آخر كلام عندى، مفهوم؟ يااما تنسى انك تبهرى سى بدر بتاعك ده، أقولك حاجة سيبيه لواحدة تانية تاخده منك وانتى واقفة تتفرجى.
قالت فرح فى سرعة:.

لأ واحدة تانية ايه؟ده أنا آكلها.
أغمضت امانى عينيها قائلة:
مفيش فايدة، كل دماغك فى الأكل.
ابتسمت فرح قائلة:
بهزر ياأمانى، بهزر، انت مبتهزرش يارمضان.
ابتسمت أمانى قائلة:
لأ بهزر يااختى، قومى بقى ياحبيبتى تعالى معايا المطبخ، هعملك فرخة مشوية مع السلطة وأمرى لله.
قبلتها فرح فى سعادة قائلة:
مشوية مشوية بس لايمينى عليها.
ابتسمت امانى قائلة:
هنزود ساعة رياضة كمان عشان تحرقى اللى أكلتيه، مفهوم؟

تمتمت فرح بصوت خفيض قائلة:
هو أنا لسة أكلت حاجة؟
قالت أمانى بتساؤل:
بتقولى حاجة يافرح؟
قالت فرح بابتسامة:
لا مبقلش حاجة، قومى ياقلبى نحضر الأكل، مت من الجوووع.
نهضت أمانى تبتسم بحنان، تدرك أن مشوارها مع فرح طويل ومتعب ولكنها ستكمله حتى النهاية، ففرح تذكرها بأميرة، تملأ فراغها وتشغل تفكيرها عن الذكريات التى تملأها حزنا وحنينا، تمنحها سببا لتنهض به من سريرها بدلا من عملها الذى أخذت منه أجازة تلك الفترة.

قال معتز متساءلا:
هى فين أميرة ياآنكل؟
قال محمود فى برود:
صحيح، أميرة بنتك فين ياعاصم؟من ساعة ما جينا مشوفنهاش، هى مش عايزة تقابلنا ولا إيه؟
قال عاصم بابتسامة مفتعلة:
لا طبعا، ازاى الكلام ده بس يامحمود؟أميرة بس خالتها تعبانة وسافرت تقعد معاها وتاخد بالها منها، يومين وترجع تانى.
أومأ محمود برأسه فى هدوء ليقول معتز بضيق:
كانت قالتلى يا آنكل وانا كنت وصلتها.
قال عاصم:.

الموضوع جه فجأة يامعتز، عموما هى مش هتتأخر كلها يومين بالكتير وترجع.
ثم التفت الى محمود قائلا:
المهم يامحمود مقلتليش هتشاركنى ولا غيرت رأيك؟
نهض محمود قائلا فى برود:
أنا مغيرتش رأيى ولا حاجة ياعاصم، قلتلك قبل كدة، يوم جواز الولاد هنكتب العقدين، عقد الجواز وعقد الشراكة، ودلوقتى مضطرين نمشى عشان ورانا مواعيد كتير، سلام.

غادر محمود وولده معتز تتابعما عينا عاصم فى حنق وما ان ابتعدا حتى امسك عاصم منفضة السجائر وقذفها بقوة لتتحطم إلى آلاف من القطع المتناثرة وهو يقول بغضب:
بتذلنى يامحمود، ماشى، كله بسبب بنتى، لو عرفت اربيها مكنتش خرجت عن طوعى، وكنت دلوقتى مضيت عقد الشراكة معاك، بس ملحوقة بكرة اجيبها وأجوزها ابنك التافه ده، وساعتها هقف على رجلى وأعرفك مقامك يامحمود وهوريك بجد، مين هو عاصم السلحدار.



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 6993 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4052 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3100 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2971 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3416 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، توأم ، الروح ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 04:35 صباحا