أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية توأم الروح

اغروقت عينا فرح بالدموع، أدركت الآن لماذا يعاملها بدر بتلك الطريقة الجافة، كانت تظن أنه يعاملها هكذا لأنهما مازالا متزوج ..



14-03-2022 08:19 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [19]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية توأم الروح
رواية توأم الروح للكاتبة شاهندة الفصل العشرون

عاد كل من بدر وفرح للمنزل ودخلا جناحهما الخاص، تأمل بدر فرح ليدرك أنها ما تزال قلقة لذا ربت علي يدها بحنان قائلا:
قولتلك متقلقيش يافرح، باباكي بس عايز يطمن علينا واحنا هنطمنه مش أكتر.
نظرت الي عينيه قائلة:.

انت متعرفش بابا يابدر، بابا اكيد شاكك في حاجة، صوته قاللى كده، وهيحطنا تحت الميكروسكوب وانت شايف الوضع اللي احنا فيه، ولا اخوك ومشكلته مع أماني، وخطيبته التانية اللي هتشرف الصبح دى، الوضع غريب واكيد هيلفت انتباه بابا.
قال بدر في هدوء:
أخويا متقلقيش عليه هيعرف يظبط اموره، واحنا هنتصرف وهنبان ادام باباكي اسعد زوجين كمان.
ليربت علي يدها قائلا:
انا مش عايزك تقلقى خالص، كل شئ هيبقي تمام.

نظرت الي عمق عينيه لتشعر بالاطمئنان علي الفور، لتومئ برأسها وتظلل وجهها ابتسامة ساحرة خلبت لبه، تأمل ملامحها لثوان اربكتها لينتابها الخجل وتطرق برأسها أرضا قائلة:
تصبح علي خير.
ابتسم قائلا:
تلاقي الخير.
توجهت الي حجرتها لتتوقف إثر سماعها لصوته يناديها هامسا باسمها، التفتت تجاهه تنظر الي ملامحه المترددة في حيرة ليقول بعد لحظة:
ممكن تيجي معايا الاوضة بتاعتى؟

نظرت اليه باستنكار ليسرع قائلا وهو يرفع يديه بمرح:
لا والله، انا نيتي بريئة جدا، مش عارف ليه بتفهمينى غلط يافرح، لولا انى عارفك كويس كنت قولت ان دماغك شمال ياقلبى..
لم تدري فرح لما تغلبت سعادتها علي خجلها في تلك اللحظة، ربما لأن تلك هى المرة الأولى التي يمزح فيها بدر معها، وربما هو وصفه لها بأنها قلبه حتى وان كان يمزح، ابتسمت في خجل لتسمعه يقول بجدية وهو يمد يده اليها:.

تعالى يافرح، أنا بس عايز أعمل حاجة وحابب إنى أعملها أدامك.
نظرت الي يده الممتدة اليها في حيرة، ليتغلب قلبها علي عقلها الذي ضرب لها في تلك اللحظه كل الاشارات الحمراء انذارا، لتمد يده اليها فالتقط كفها في لهفة يضمه بين يديه في حنان ويفتح حجرته ويدخل اليها وهي بجواره، اجلسها علي الاريكة وذهب الي دولاب ملابسه وسط حيرتها فتحه ليخرج منه صورة تعرفها جيدا..

اقترب منها وهو ينظر الى عمق عينيها ليجلس قبالتها وهو ممسكا بالصورة، رفع الصورة قبالتها لتظهر غريمتها بها،
نقلت نظراتها مابين تلك السارة وبدر الذي لاحظ علي الفور غيرتها والتي بدت علي عينيها ليبتسم في نفسه فهذا بالضبط ما اراد أن يراه داخل مقلتيها، قال بهدوء:
الصورة دى كنت محتفظ بيها في دولابي عشان تفكرني ان كل الستات خاينين وميتآمنلهمش، عشان اول ماأضعف اطلعها.

وافتكر اول واخر قلم في حياتى، عشان مسمحش لقلبي يحن أو يستسلم للحب من تانى، لما اتجوزتك وحسيت اني بدأت أضعف طلعت الصورة دى عشان افكر نفسى، كنت أعمى ومشفتش الفرق الكبير اللي مابينك وبينها، ودلوقتى الصورة دي مبقاش ليها لازمة، وأدامك قررت احرقها.
قرن قوله بإشعال الصورة وتركها فى المنفضة تحترق لتشعر فرح بسعادة غامرة تدرك ان هذا هو أكبر انتصار لها على الإطلاق..

فبيده احرق صورة غريمتها وبلسانه قال اعتراف مستتر بأنه أحبها، لتنظر إلي عينيه بعينين تلتمعان بالسعادة، امسك يديها واحتضنها بيديه قائلا بهمس:
لازم تعرفي اني بحبك يافرح.

نظرت إلي عينيه لا تصدق، لقد قالها صريحة، انه يحبها، يحبها، ظل قلبها يردد تلك الكلمة بسعادة، لتفيق علي اقترابه الذي زاد حد الخطر وهو يهمس امام شفيتها مستطردا: أنا مستعد استناكى يافرح، استنى اشوف نظرة الحب اللى كنت دايما بشوفها في عنيكى.
كاد ان يقبلها وكادت أن تستسلم لتفيق في اللحظة الاخيرة من سحره وتدفعه بعيدا عنها وهي تستجمع كل ذرة ارادة لديها لتقول بإبتسامة:
يبقي هتستني كتير يابدر.

لتغمز له بشقاوة قبل أن تنهض مغادرة، تاركة اياه يغلى بنيران شوقه لها يتبعها بنظرات حانقة مالبثت أن تبدلت لابتسامة وهو يقول:
اتقلي يافرح وعذبينى، حتي شقاوتك بتخلينى أحبك اكتر، وإن كان علي انى هاستنى كتير، فانتى لسه متعرفيش بدر المنياوى، واوعدك هتعرفينى قريب، قريب اوى يافرح.

استيقظت اماني تجر قدميها جرا لتخرج من سريرها، تشعر بالثقل فى كل جسدها، وهي تعلم أن اليوم هو موعد لقائها بغريمتها، بتلك التي أخذت مكانها فى حياة بيجاد، زوجها وحبيبها.
أخذت حماما سريعا وبدلت ملابسها لتتجه إلي خارج غرفتها تنزل بهدوء درجات السلم لتتوقف فجأة وهي ترى فرح صاعدة لتتلاقى الأعين، وتلاحظ أمانى نظرة شفقة فى عيني فرح لتدرك وصول تلك الخطيبة.

ربما أرادت فرح أن تنبهها إلي وجودها قبل أن تهبط إليهم كي تتجنب مواجهتها أو تتحجج بأي حجة كي لاتقابلها، أوربما هي فقط أرادت مؤازرتها، هي حقا لا تستطيع التفكير الآن.

فكل مايدور بعقلها هو شكل غريمتها وصفاتها التى جذبت إليها قلب بيجاد، تنفست بعمق وهي تكمل هبوطها لتمسك فرح بيدها تضغط عليها دون كلام، مشيا سويا حتى مكان اجتماع العائلة، لتجد فريدة تجلس علي الأريكة و يجلس بجوارها بدر بينما يجلس علي الأريكة المقابلة، بيجاد، وتجلس بجواره فتاة جميلة تتناثر خصلات شعرها الصفراء بتموج حول وجهها، عيونها زيتونية، ترتسم على ثغرها ابتسامة سعيده وهي تشبك يدها في ذراع بيجاد، توقفت نظرات أمانى على هذا المنظر لترفع عينيها وتتواجه مع عينا بيجاد الذى أدرك وجودها فور دخولها الحجرة، كان فى عينيه نظرة غامضة وهو يتابع تعبير عينيها الذى كان فى بادئ الأمر حزينا لينقلب بعد ذلك إلى نظرة خاوية لا حياة فيها، ضغطت فرح على يد أمانى لتفيق أمانى من شرودها الحزين وهى تقترب منهم، قائلة في هدوء لا يعكس ألم قلبها المذبوح بقسوة:.

صباح الخير.
لم يجيبها سوى بدر الذى قال مرحبا:
صباح الخير ياأمانى، تعالى.

نظر بيجاد إلى بدر على الفور وهو يلاحظ فى صوته تلك النبرة المرحبة، ليرى في عينيه نظرة مؤازرة لأمانى، عقد حاجبية وهو يتساءل بصمت، ترى هل استطاعت أمانى أن تؤثر فى أخيه وتكسب تعاطفه بوجهها الملائكي والذي خدعه في اول مره رآها فيها، عاد بنظراته إليها ليلمح لمعة في عيونها فأدرك على الفور أن هذا ما أثار شفقة أخيه عليها، انها دموع التماسيح، افاق علي صوت صوفيا تقول في فضول:
من هذه الفتاة جاد، أختك؟

التفت إليها بيجاد قائلا:
تعلمين صوفيا أن لا أخوات لدي.
ابتسمت قائلة وهي تشير إلى بدر:
ولم أكن أعلم أن لك أخا وسيما أيضا وها أنا قد عرفت ذلك الآن، يبدو أنك تخفي العديد من الأسرار حبيبى.

شعرت امانى بانفطار قلبها مع نطق تلك الفتاة بلفظ التحبب لزوجها بينما استشاطت فرح غيظا من وصف صوفيا لبدر بالوسيم، ونظراتها المعجبة به، كادت أن تقذفها بكلماتها لولا ان شعرت بها امانى فضغطت على يدها تحذرها ابتسم بدر بداخله بخبث وهو يرى ما غاب عن أعين الجميع، رأى غيرة أخيه من اهتمامه بأمانى حتى وان كان اهتماما عابرا ورأى غيرة فرح من صوفيا كما تمزق قلبه وهو يشعر بألم أمانى، متسائلا فى حيرة، كيف لم يلاحظ أخاه ذلك العشق الرابض بعينيها تجاهه ليدرك أنه فعل الصواب حين حادث عمه ليحثه دون كلام مباشر على أن يتصل به ويطلب منه زيارته فى بلدتهم الجميلة، فهناك سيضطر كل زوجين للنوم معا فى حجرة واحدة وربما حينها يظهر جميع الأطراف مشاعرهم الحقيقية، نهض ليقترب من امانى ويمسك يدها فى هدوء، تتابعه الأعين ومنهم عينان تقدحان شررا غاضبا غيورا، ليتجه بها بدر الى حيث يجلس كل من بيجاد وصوفيا قائلا:.

مدام أمانى مرات جاد.
نظرت صوفيا الى بيجاد الذى كان يرمقهم ببرود يخفى نيران متأججة بداخله لتدرك صوفيا من تصلب جسد جاد وبرودة ملامحه أن تلك الأمانى مازالت تحتل قلبه لتشعر بالغيظ يفتك بها، تركت ذراعه وهى تمد لها يد باردة قائلة فى سخرية لم ترق لبدر:
وأنا صوفيا خطيبته.
مدت امانى يد مرتعشة إلى صوفيا، لتسلم الأخيرة عليها من أطراف أصابعها ثم تترك يدها علي الفور وهي تعود لتشبك يدها في ذراع بيجاد قائلة له:.

ألم تقل لي ياجاد أنك انفصلت عنها، إذا لماذا هم مستمرون فى الاطلاق عليها لقب زوجتك؟
أحس الجميع حتي فريدة بالحنق من طريقة حديث صوفيا عن أمانى وجرحها بكلماتها على هذا النحو بينما نظر بيجاد إلى عمق عينى أمانى وهو يجيب صوفيا قائلا:
هذا لأننى لم أطلقها عزيزتى، ولكن لا تقلقى قريبا وقريبا جدا سأفعل.

أحست أمانى أنها لم تعد قادرة علي الاحتمال أكثر من ذلك، تشعر بدوار خفيف، كادت أن تقع ليسرع بدر وفرح بإسنادها ويظهر القلق علي وجه فريدة وهى تقول بسرعة:
قعدوها ياولاد.

أجلسها بدر بينما احضرت لها فرح كوبا من الماء على الفور، يتابعهم بيجاد الذى قفز قلبه رعبا حين رآها تهتز وتكاد تسقط مغشيا عليها، تابعته صوفيا بحنق وهى تدرك قلقه على زوجته ومشاعره التى يخفيها والتى ظهرت في تلك اللحظة، شربت أمانى المياه لتفيق وتشعر بالتحسن على الفور لتنظر إلى الجميع بخجل قائلة:
الظاهر إنى تعبت شوية عشان منمتش كويس بالليل أنا أسفة لو أزعجتكم وبستأذن علشان أرتاح شوية.

لأول مرة تشعر بالحنان فى صوت فريدة منذ أن عرفت بأنها والدة زوجها وهى تقول لها:
آه طبعا، اطلعى ارتاحى، وخليكى معاها يافرح.
أومأت فرح برأسها وهي تمسك بيدها وتسندها لتصعد معها إلى حجرتها بينما عقد بدر حاجبيه قائلا بضيق:
انا مضطر أمشى علشان أخلص شويه شغل متأخر، إعملوا حسابكم هنسافر الصبح عند عمى، عازمنا هناك يومين، بعد اذنكم.

أومأ الجميع برؤوسهم فإتجه بدر للخارج بعد أن رمق أخيه بنظرة احتار بيجاد فى تفسيرها فهى تحمل لوما وعتابا وحزنا كتلك التى ترمقه بها دائما أمانى، وكأنها قد ألقت سحرا على الجميع بوجه ملائكى مخادع واستكانة لاتليق بها، نفض أفكاره حين سألته صوفيا قائلة:
هل في تلك البلد أماكن للسهر حبيبى؟ فأنت تعلم أننى لا أطيق الهدوء.

لم يجيبها بيجاد بل نظر إلى فريدة التى أطرقت برأسها حزنا وهى تدرك أي نوع من الفتيات اختارها ولدها، فتاة لا تصلح له بأى حال من الأحوال.

كانت أميرة تجلس مطالعة ذلك الكتاب الذى ظلت تقرأ في صفحته الأولى قرابة الساعة، لاتستطيع التركيز وهى تعلم ان ظافر يقبع علي بعد مترين بجوارها يطالع بدوره كتابه، يبدو اليوم متباعدا بشكل خطير، لم يتحدث معها أبدا سوى للضرورة ودون أن ينظر إليها وكأنه قرر أن يتجاهلها تماما، او ربما هو غاضب منها، هى حقا لا تدرى، نظرت إليه تتأمله خلسة وتتأمل تلك اللحية الخفيفة التى نمت له أثناء مرضه ولم يحلقها، بل أصبح يشذبها فقط، كم تليق به وكم يبدو جذابا بها، تتساءل لماذا كان يحلقها كل يوم وهى تبدو جميلة عليه بتلك الصورة؟، ليرفع عينيه في تلك اللحظة ويضبطها متلبسة بتأمله، أشاحت بعينيها وهى تنظر إلى كتابها، تأملها فى حيرة يتساءل أكانت صدفة أن رفع عينيه لتتلاقى بعينيها أم أنها كانت تتأمله خلسة كما يفعل هو؟، ترى أتكن بداخلها مشاعر له أم أنه يتوهم ذلك؟ليعود وينفى ذلك الاحتمال فلو كانت تكن له بعض المشاعر لوافقت على الزواج منه، ولم تكن لترفضه أبدا، أحس بغصة فى قلبه، فعندما طلب الزواج منها كان يظن أنه طلبا من باب الشفقه عليها والرغبة في مساعدتها لترفضه حينها، وفى رفضها ما جعله يدرك مشاعره تجاهها بكل وضوح، لقد شعر حينها بالالم يغزو كل كيانه، أدرك أنه يبغيها زوجة له من كل قلبه، فقد وجد فيها توأم روحه التى كانت هائمة في ظلام حالك، لتقترب هي وتقتحم ظلام روحه وتنيره بروحها الطيبة وقوتها الداخلية الصلبة والتي تحملت الكثير وأثارت اعجابه، ليدرك أيضا أنها من يتمناها زوجة تشاركه حياته القاحله الخالية من ايمانه بالعشق، فبعد ان كان عالمه ورديا رومانسيا يزين العشق جنباته ليتحول بالخيانة إلى عالم ظلام لا ضوء فيه ولا شعاع نور، لتأتى هي وتعيد اللون إلى جبناته، ثم تتركه مجددا يتخبط في عالمه المظلم ينتظر استسلامها لتنير حياته مجددا بشعاعها، افاق من افكاره على صوتها يناديه برقه خلبت لبه قائلة:.

ظافر
لعن في سره، أيجب أن يكون اسمه بذلك الجمال من بين شفتيها، نظر إليها بتساؤل دون أن ينطق لتقول مستطردة:
ممكن استعمل تليفونك؟

أومأ برأسه بهدوء لتأخد هاتفه الموضوع علي الطاولة وتضرب الأرقام لتستمع مجددا إلى تلك الرسالة التى تخبرها أن هاتف شقيقتها مغلق وأن عليها اعادة الاتصال بوقت لاحق، لتزفر في قوة وهي تعيد الهاتف إلى مكانه، ويبتسم هو في نفسه خفية يدرك أنها تحاول الاتصال بأختها ولا مجيب وهذا يعنى أنها ستقضي معه أياما اضافية، قد يستطيع خلالها أن يقنعها بالعدول عن رأيها والقبول به زوجا وقد لا يستطيع ولكنه سيحاول، سيحاول بكل مالديه من عزيمه واصرار و، حب.

14-03-2022 08:19 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [20]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية توأم الروح
رواية توأم الروح للكاتبة شاهندة الفصل الحادي والعشرون

كان بيجاد يسترق النظر الى أمانى فى مرآة السيارة الخاصة به وهى تجلس الى جوار والدته فى المقعد الخلفى وتبدو شاردة حزينة بينما تجلس صوفيا الى جواره توجه اليه الحديث بكلمات فارغة لم يعرها اهتماما، فعقله وقلبه مع تلك الفتاة الجالسة فى الخلف برقة لطالما خلبت لبه، ليفيق على صوت صوفيا تقول فى حنق:
أنت لست معى بالمرة جاد.

حانت من أمانى نظرة اليه فى تلك اللحظة لتتلاقى عيونهم فى مرآة السيارة، نظرات طويلة معبرة تحمل عشقا مؤلما توارى بداخلهم، ليشيح بيجاد بعينيه عنها وهو ينظر الى الطريق أمامه قائلا بهدوء:
عذرا صوفيا، فأنا أركز فى الطريق أمامى.
قالت فى ضجر:
لا عليك.

إسترق النظر مجددا الى أمانى التى عادت تنظر الى جانب الطريق ليلعن فى سره قلبه الذى يهفو اليها رغم كل ما فعلته به، ولعن عيناه اللتان لا تستطيعان الابتعاد عنها للحظات، أراد أن يثبت لها، بل لنفسه قبلها، أنها لا شئ بحياته ليقول ببرود:
مش محتاج أنبه عليكم اننا مش هنقول ان أمانى مراتى، وانها هتكون صاحبة فرح وبس، انتوا عارفين لو الحاج على عرف انها مراتى هيخلينا نبات فى أوضة واحدة وده طبعا مرفوض رفض نهائى.

التقت عيناها بعينيه فى مرآة السيارة مجددا ليرى بهما حزنا اختفى بسرعة حتى انه شك فى وجوده، لتشيح بنظراتها عنه وصوفيا تقول بابتسامة منتصرة وهى تقترب منه ممررة يدها على وجنته بجرأة قائلة:
طبعا حبيبى، ندرك ذلك، أليس كذلك فريدة؟

جزت فريدة على أسنانها، فهى لا تطيق تلك المرأة ولم يكن ينقصها سوى أن تناديها باسمها مجردا لتكرهها تماما، تدرك بأنها تحمل قلبا غير سليما بالمرة، فصوفيا تتجاهل أمانى أو تحاول جرحها بينما تكتفى أمانى بالصمت ولكن فريدة تشعر بألمها والذى يظهر بعينيها رغما عنها وارتعاشة جسدها، لقد بدأت تنتابها الشكوك بخصوص كنتها، تشعر بوجود شيئا خاطئا فى قصتها مع بيجاد، فأمانى التى أمامها الآن ليست أبدا تلك التى حدثها عنها ولدها، وانطباعها الأول عن أمانى أخبرها بنقائها وطيبتها وانطباعاتها الأولى عن أى شخص لا تخطئ بنسبة ٩٩%..

أفاقت من أفكارها على صوت صوفيا تقول:
فريدة؟
نظرت فريدة اليها قائلة ببرود:
اللى تشوفوه.
ثم وجهت حديثها الى بيجاد قائلة:
لسة كتير على ما نوصل يابيجاد؟
قال بيجاد بغضب:
قلتلكم قبل كدة محدش ينادينى بالاسم ده، بيجاد مات واسمه اندفن معاه، أنا جاد دلوقتى، جاد وبس.

صمتت فريدة لا تريد أن تجادله الآن وهى تدرك حنقه، شعرت بأمانى ترتجف بجوارها لتمتد يدها رغما عنها وتربت على يد أمانى التى التفتت اليها بدهشة لترى فريدة دموعها الحبيسة داخل مقلتيها لتومئ لها برأسها بحنان، رمقتها أمانى بامتنان قبل أن تشيح بنظراتها وهى تمد يدها الحرة تمسح بها دمعة خائنة سقطت على وجنتها غافلين عن عيون تابعتهما فى مرآة سيارته ليشعر بمرارة حانقة بداخله، لقد حازت أمانى على عطف الجميع، أخاه و زوجته، حتى والدته، والأدهى من ذلك، أنها حازت على قلبه مجددا، متناسيا ما فعلته به منذ سنوات، يتساءل ما السحر الذى تحمله لتفعل بهم ذلك، زاد من سرعة السيارة ليصل الى وجهته ويبتعد عنها قدر الامكان.

كان بدر يقود سيارته ويتبع أخاه بهدوء حين وجده يزيد السرعة ليقول فى حنق:
بالراحة ياجاد انت فاكرها طيارة؟
ابتسمت فرح خفية فالتقط بدر ابتسامتها ليزداد حنقا وهو يقول:
آه طبعا الهانم مبسوطة فى ثوانى هتكون عند أهلها.
ظهرت ابتسامتها تلك المرة واضحة جلية وهى تقول:
طبعا يابدر، وحشونى.
رفع حاجبه استنكارا وهو يقول:
وحشوكى، ده على أساس انهم هيعرفوكى أصلا، دول غالبا مش هيعرفوكى وهيقولولى بنتنا راحت فين يابدر؟

أحس بالألم يكسو ملامحها وهى تقول:
للدرجة دى اتغيرت؟
ارتسمت فى عينيه نظرة حانية وهو يقول:
من برة يمكن لكن من جوة زى ما انتى، بريئة زى الملاك وشقية زى طفل صغير وحنينة زى أم.
تاهت بين ثنايا نظراته وكلماته التى جعلت قلبها يدق الطبول، اضطر بدر ان يقطع تواصل نظراتهما وهو يسمع زمور سيارة أخرى ليحاول أن يركز على الطريق ثم يعود بنظراته اليها قائلا بمشاكسة:.

على فكرة انتى مشكلة، كان ممكن نعمل حادثة ونروح كلنا فى داهية.
ابتسمت فى خجل قائلة:
وأنا مالى بس، انت اللى مبتعرفش تسوق.
نظر اليها باستنكار قائلا:
بقى أنا مبعرفش أسوق، طب ورينا ازاى انتى هتسوقى يامدام فرح.
نظرت اليه فى دهشة وهو يركن سيارته وينزل منها ثم يفتح الباب الخاص بها قائلا:
يلا سوقى وورينا شطارتك.

نقلت بصرها بين المقود وبين بدر فى تردد لتلتمع عيناها من السعادة وهى تنتقل الى مقعد السائق خلف المقود ويجلس بدر بجوارها لتقود السيارة بسعادة طاغية ظهرت على ملامحها، لينظر بدر بحنان الى ملامحها السعيدة كطفلة حصلت على أول ألعابها، حانت منها نظرة اليه لتراه يطالعها بحنان لتنظر اليه بامتنان وهى تدرك أنه فعل ذلك لأجلها، ركزت مجددا على الطريق وهى تشعر أنها ان لم تكن قد وصلت بالفعل لأقصى درجات العشق لهذا الرجل لوصلت لها الآن، فى تلك اللحظة بالذات.

كانت أميرة تقف بجوار ظافر الذى يسقى نباتاته باهتمام، تتابعه باعجاب مستتر وتناوله بعض البذور الذى قرر اليوم زراعتها وطلبت هى ان تشاركه ذلك، انحنى بجزعه لتلتصق كنزته بظهره وتظهر عضلاته المشدودة وجاذبيته الساحرة، شردت أميرة فى ملامحه لتفيق على صوته وهو يطالبها بالمزيد من البذور، منحته اياها بارتباك لتتلامس أيديهما للحظة كانت كفيلة لتجعلها تنتفض وتشعر بالحرارة فى كل جسدها رغم برودة الجو من حولها، لم ينتبه ظافر لها وهو يركز فى زراعة بذوره محاولا تجاهل وجودها الى جواره ورائحة عطرها الرقيق الذى تسلل الى كيانه وغطى على روائح الورود من حوله، أنهى ظافر عمله لينفض يديه وينهض فجأة ليرتطم بأميرة، كادت أن تقع ليسرع باسنادها بذراعيه بسرعة لترتطم بصدره وتغمض هى عينيها لتلك المشاعر التى اجتاحتها بين ذراعيه ويغمض هو عينيه بدوره يستسلم لذلك الشعور بالاكتمال والذى أحس به وهى فى حضنه، شعر بها تحاول التحرر من بين يديه ليتركها على الفور، أطرقت فى خجل تخشى مواجهة عينيه لينتفضا سويا على صوت نسائى يعرفه ظافر جيدا وهى تقول بملل:.

أوووف ياظافر مختار آخر الدنيا عشان تكتب فيه قصتك الجديدة.
التفتت أميرة لترى أمامها تلك الممثلة المشهورة سناء فوزى، تقف وكأنها ملكة الاغراء مجسدة تطالعهما بابتسامة باردة وهى تقول:
هو انا جيت فى وقت مش مناسب ولا ايه؟
نظر اليها ظافر قائلا ببرود:
خير ياسناء ايه اللى جابك؟
اقتربت منه سناء متجاهلة أميرة وهى تقول بلهجة ممطوطة تحمل نبرة عتاب:
بدل ما تقولى وحشتينى ياسناء، بقالى كتير مشوفتكيش، تقوم تقولى...

وقلدت لهجته الرجولية الباردة وهى تستطرد قائلة:
خير ياسناء ايه اللى جابك؟
وقفت أمامه تماما لتمد يدها الى وجنته تتلمسها بنعومة قائلة:
وحشتنى ياسيدى، ايه، موحشتكش؟
كاد ظافر أن يبتعد عن مرمى يدها حين لمح بطرف عينيه نظرة غيورة حارقة فى عينى أميرة ليترك يدها تتلمس وجهه بأريحية وهو يبتسم ابتسامة لم تصل لعينيه قائلا:
ازاى طبعا، أكيد وحشتينى، بس تعالى نتكلم جوة، أصل الجو هنا بارد شوية عليكى.

أمسك يدها بين يديه لتبتسم بانتصار وهما يتجهان للداخل لتشعر أميرة بالحنق وهى تراهما يتجاهلونها تماما بهذا الشكل، تتابع الأيدى المتشابكة بغيرة أكلت قلبها، كادت أن تظل بالحديقة بعيدة عن مرآهم على هذا النحو ولكن برودة الجو أجبرتها أن تتبعهما مرغمة، تفكر ولأول مرة فى حياتها بارتكاب جريمة قتل.

دلف ربيع الى حجرة مكتب عاصم دون استئذان لينهض عاصم واقفا وهو يقول بغضب:
ازاى تدخل علية كدة من غير استئذان؟انت اتجننت؟
تجاهل ربيع غضب مخدومه وحدته وهو يقول بسعادة:
لقيناها ياعاصم باشا.
تناسى عاصم غضبه وهو يقول بلهفة:
بجد ياربيع لقيتوا أميرة؟
قال ربيع بتردد:
مش بالظبط.
قاطعه عاصم قائلا فى غضب:
أومال لقيتو مين؟
قال ربيع مهدئا:
اهدى بس ياعاصم باشا، أنا بتكلم على عربية أميرة هانم، لقيناها.

عقد عاصم حاجبيه قائلا:
لقيتوها فين؟
قال ربيع:
على طريق الفيوم.
التف عاصم حول مكتبه ليجلس على طرفه قائلا:
يبقى زى ما شكيت كانت رايحة بيت الفيوم، البيت اللى كانت طول عمرها بتكرهه مش عارف ليه، اكيد افتكرتنى مش هشك فيه، هابلة زى أمها.
أومأ ربيع برأسه موافقا على كلمات عاصم، ليستطرد عاصم قائلا:
والعربية كانت فاضية؟
قال ربيع:
أيوة ياباشا، مفيهاش اى اثر للهانم الصغيرة، شنطة هدومها وبس.
عقد عاصم حاجبيه قائلا:.

وده معناه ايه؟
قال ربيع بهدوء:
معناه ان أميرة هانم لما العربية عطلت منها أخدت شنطتها الصغيرة ونزلت تدور على أقرب مكان ممكن تطلب منه مساعدة او تبات فيه واللى هيبقى أكيد فى مجال قريب من العربية، الاختيارات هناك محدودة وانا بنفسى اللى هروح بكرة أدور فى المنطقة ومش راجع غير وهى معايا ياباشا.
نهض عاصم واقترب منه وهو يربت على كتفه قائلا باابتسامة:
عفارم عليك ياربيع، أنا مغلطتش لما خليتك ايدى اليمين.

ابتسم ربيع بهدوء يخفى ما انتوى أن يفعله عندما يجد أميرته، فلو علم عاصم بنواياه لأرداه قتيلا على الفور، ليقول بخنوع مصطنع:
وأنا خدامك ياباشا، عن اذنك.
ابتعد ربيع مغادرا بينما اتجه عاصم الى النافذة وتوقف امامها لينظر بقسوة الى الفضاء الخارجى وهو يقول بهدوء:
هانت ياأميرة وتبقى أدامى، وساعتها هتعرفى اللى بيعصانى بيجراله ايه.

كانت أميرة تغلى من الغيظ والغيرة وهى ترى تلك الممثلة تميل على أذن ظافر وتخبره شيئا ليبتسم هو على كلماتها، أفاقت أميرة من أفكارها على صوت ظافر يقول:
أميرة.
آن الأوان اذا لينتبه اليها ظافر بعد أن ظل يتجاهلها هو وتلك المرأة التى تجاوره منشغلين فى حديث جانبى، لتنظر اليه فى تساؤل ويبتسم هو قائلا:
ممكن تحضريلنا أكلة سريعة كدة من ايديكى، زى ما انتى شايفة أنا مش فاضى النهاردة.

الى هنا وكفى، لن تكتفى بجريمة قتل واحدة بل ستجعلها ثنائية، أفاقت مجددا من أفكارها على صوته وهو يقول:
ممكن؟
ابتسمت ابتسامة لم تصل لعينيها وهى تقول فى برود:
أكيد.
لتنمحى ابتسامتها على الفور وهى تتجه الى المطبخ تسمع تلك السناء وهى تسأله قائلة:
مين دى ياظافر؟

لم تستمع لاجابته وهى تدلف الى المطبخ وتفتح الثلاجة لتتفقد محتوياتها وماذا يمكن أن تستخدم لتصنع لهم غذاء تتمنى أن يصيبهما بألم فى المعدة، لم يكن امامها سوى تلك المكونات التى تستطيع أن تعد لهم بها تلك الأكلة غريبة الاسم والذى علمها اياها ظافر، وأحبتها كما أحبت ظافر تماما، فهى أكلته المفضلة وهى باتت تحب كل ما يحب، وقفت أمام الموقد وهى تتمتم بغيظ قائلة:
ماشى ياظافر، بتدلع عليك وسايبها كدة عادى.

، آه ما انت راجل وكل الرجالة زى الكلاب ما بيصدقوا يلاقوا عضمة ويجروا وراها علطول ودى مش عضمة وبس، دى عضمة ولحمة وهيصة..
ليقول لها قلبها أنها تظلم ظافر فهو ليس كبقية الرجال، زفرت قائلة بألم:
الظاهر انه هيطلع زيهم.
لتتذكر تلك الأفعى وهى تسأله عنها لتقول مقلدة اياها:
مين دى ياظافر؟
كانت تقطع الدجاج بعصبية وهى تتمتم قائلة:
أنا يااختى اللى عايزة تقطعك زى الفراخ دى بالظبط.

انتفضت على صوت ضحكة خافتة لتلتفت الى الوراء بسرعة لتجد ظافر يستند بأريحية الى باب المطبخ وهو يقول بابتسامة:
طب حاسبى ايدك هى اللى تتقطع بدل الفراخ ياأميرة.

أحست اميرة بحمرة الخجل تغزو وجنتيها، تتساءل الى أى مدى استمع ظافر الى كلماتها؟اقترب منها ظافر ترتسم على شفتيه ابتسامة حانية لرؤية وجهها الذى زاده الخجل جمالا، نظرت اليه وهو يقترب منها كالمسحورة، حتى توقف امامها تماما ليميل عليها فأغمضت عينيها وقد شعرت بدقات قلبها تقفز بجنون، كاد ان يستسلم لرغبته بتقبيلها ولكنه قاوم رغبته تلك بكل ذرة ارادة فى كيانه، اتسعت ابتسامته وهو يقول:.

انتى مولعة على المقلاية وهى فاضية على فكرة.
فتحت عينيها على اتساعهما ليغمز لها مستطردا:
اوعى تكونى قاصدة تحرقينا؟
رأته يمد يده ويغلق الموقد خلفها لتشعر بأنها الآن على وشك الموت خجلا، ترى ماذا ظن بها عندما أغلقت عينيها، أنها كانت تنتظر قبلته؟نظر ظافر الى ملامحها الجميلة الرقيقة ليجد نفسه رغما عنه يمد يده ليلمس وجنتها قائلا بحنان:
خدى بالك من النار عشان متتحرقيش ياأميرة.

نظرت الى عمق عينيه تشعر بأنها تذوب عشقا ليبادلها نظراتها للحظات قبل أن يقطع هو ذلك التواصل متنحنحا وهو يقول:
احمم، متتأخريش بقى علينا.
ثم التفت مغادر تتبعه عيناها لتغلقهما قائلة:
انا اتحرقت خلاص بنار حبك ياظافر، ودوايا بس عندك، بس مع الأسف لا قادرة أطلبه ولا انت بتديهولى.

لتفتح عينيها متنهدة وهى تعود لعملها تتمنى من كل قلبها أن تكون زيارة تلك الممثلة عابرة وأنها لا تنوى المكوث طويلا، فهى لا تعلم الى أى مدى تستطيع التحمل.

14-03-2022 08:20 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [21]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية توأم الروح
رواية توأم الروح للكاتبة شاهندة الفصل الثاني والعشرون

كان الاستقبال من قبل عائلة فرح رائعا حتى ان أمانى تناست حزنها لدقائق مالبث ان عاد اليها بقوة حين قدمها بيجاد بكل برود على أنها صديقة فرح، أثنت عائلة فرح على جمال أمانى ورقتها، وتمنت والدة فرح لو كان لديها ابن لتزوجها اياه، لتشكرهم أمانى بكلمات خجولة، مما أثار غيرة بيجاد بشدة الا انه استطاع اخفاء غيرته بمهارة، كان محور الحديث هو تغيير فرح ليقول الحاج على ببشاشة:.

والله ما عرفتك يابنتى، خسيتى النص وبقيتى حاجة تانية خالص، اوعى يكون بدر حارمك من الأكل؟
ابتسمت فرح قائلة:
لأ طبعا حارمنى ايه، وبعدين كل الموضوع ١٢ كيلو يابابا، بس يمكن طريقة اللبس المختلفة هى اللى غيرتنى بالشكل ده، تصدق على سيرة الأكل، وحشنى اكل ماما أوى، فين البط ياام فرح والحمام المحشى فريك والملوخية أم تقلية، والبقلاوة من ايدك ياست الكل؟، امممم، جعت أوى الصراحة.
قالت منال والدة فرح فى طيبة:.

عيونى يابنتى محضرالك كل الأكل اللى بتحبيه ياغالية، ده النهاردة عيد.
نظرت فرح الى أمانى التى ترمقها بغيظ لتقول بسرعة:
انتى فهمتينى غلط على فكرة، ده، ده مش عشانى، أنا بس بهزر، وبسأل عشان ضيوفنا ياحاجة منال.
لتستطرد بنبرة شبه باكية:
أنا أصلا شبعانة ومش هاكل، ومنه لله اللى كان السبب.

ابتسم الجميع بينما تبادل كل من بدر وأمانى النظرات المبتسمة بيأس من فرح التى ستظل دوما فرح، ليرمقهم بيجاد بنظرة حارقة يشعر مجددا بتسلل أمانى الى قلوب عائلته وهذا ما يرفضه تماما، ليقول بصوت خرج حادا رغما عنه وهو يقول:
لوسمحت ياحاج على تدلنا على اوضنا.
نظر اليه الجميع بدهشة ليقول باحراج:
الحقيقة السكة كانت طويلة وانا محتاج أرتاح شوية.
اومأ الحاج على برأسه قائلا بطيبة:
آه طبعا ياابنى، انا هدلكم بنفسى.

ليوجه حديثه الى فرح قائلا:
بالمناسبة يافرح مجدى ابن خالتك جه من السفر من يومين وكان جايلك اسكندرية يباركلك على جوازك لانه محضرش فرحك عشان كان مسافر بس انا قلتله انك جاية، فرح اوى وهييجى آخر النهار يباركلك ويرحب بضيوفنا.
ظهرت الفرحة جلية على ملامح فرح وهى تقول:
ده احلى خبر سمعته النهاردة.

رمقها بدر بغيرة وهو يتساءل عن هذا المجدى الذى أشرقت ملامح فرح لخبر قدومه اليوم، سينتظر ليرى وفى خلال تلك الفترة يعلم ان باله لن يهدأ وقلبه لن يرتاح فالغيرة تأكل قلبه، وتجعله يدرك أن حبه لفرح قد تعدى الحدود ليصبح عشقا، عشقا لم يكن أبدا فى الحسبان.

كانت اميرة تزرع الحجرة ذهابا وايابا، لا تدرى ماذا تفعل، فتلك الممثلة تثير غيرتها، تدفعها دفعا الى الجنون واستسلام ظافر وصمته على أفعالها يحبطها. يجعلها تشك بوجود مشاعر بداخله تجاه تلك الفتاة، لقد ظلا بالأمس ساهرين حتى وقت متأخر يتبادلان الأخبار والنكات التى وجدتها أميرة غير مضحكة بالمرة حتى فاض بها الكيل حين قامت سناء وأدارت جهاز التسجيل على أغنية رومانسية وطلبت من ظافر أن يرقص معها، الى هنا وكفى، لن تستطيع أن تراه وهو يضمها بين ذراعيه راقصا بها على أنغام وكلمات رومانسية، لتستأذن على الفور صاعدة الى حجرتها تشعر انها على وشك الانفجار وأنغام الموسيقى تصل الى مسامعها تجعلها تدرك أنهما ظلا يرقصان حتى الساعات الأولى من الصباح، وها هما الآن فى الحديقة، تقف سناء مع ظافر، تسرق مكانها تلك المحتالة، وهى تناول ظافر البذور وتميل عليه بطريقة مبتذلة تلامس جسدها بجسده بطريقة تظهر عفوية ولكن اميرة تدرك أنها مقصودة، لم تستطع أن تقف لتشاهد ما يحدث أكثر من ذلك، لتبتعد عن النافذة وهى تشعر بالغضب، لا تدرى ماذا تفعل، لا يمكنها أن تستسلم بسهولة، فلن تكون أميرة ان فعلت، أومأت برأسها بعزم وهى تغادر حجرتها هابطة الى الأسفل بخطوات مسرعة وهى تقترب منهما لتصرخ فجأة بألم، أسرع ظافر اليها بسرعة قائلا بقلق:.

مالك ياأميرة؟
أشارت أميرة الى قدمها قائلة بألم:
مش عارفة، الظاهر رجلى اتلوت.

نظر الى قدمها بتوتر لينزع قفازه بسرعة وهو يمد يده ويضعها خلف ظهرها واليد الأخرى أسفل قدميها ليحملها ويتجه بها الى الداخل بخطوات مسرعة بينما تتابعهما سناء بعيون تتطاير منهم شرارات الغضب، اقترب ظافر من الأريكة يضعها عليها برفق، يتساءل عن سر ارتجافتها بين يديه وتزايد سرعة دقات قلبها، يظهر ذلك فى ذلك العرق النابض بقوة فى رقبتها، هل الألم فى قدمها شديد الى هذا الحد؟لا يدرك ان سر ارتجافتها وتزايد دقات قلبها هو وجودها بين ذراعيه، قريبا منها الى هذا الحد، انحنى يمسك بقدمها فى حذر ليقشعر بدنها بالكامل وتدرك أنها الخاسرة بلا شك فى تلك اللعبة وأنها من جلبت الى نفسها كل تلك المشاعر التى تكاد تطيح بكيانها، ترك قدمها وهو ينظر اليها عاقدا حاجبيه فى حيرة يريد سبر أغوارها، فقدمها بخير تماما ولا وجود لأى شئ قد يجلب اليها تلك الصرخة والشعور بالألم، او حتى الارتجاف وتزايد دقات قلبها، أيكون هو السبب؟

قاطع أفكاره صوت سناء وهى تقول بضجر:
رجلها انكسرت ياظافر؟
نظرت اليها أميرة باستنكار بينما قال ظافر فى غموض:
لأ، سليمة الحمد لله، بس هى محتاجة تقعد فى اوضتها طول اليوم النهاردة ومتخرجش منها خالص عشان ترتاح.
أسرعت اميرة تقول:
بس انا كويسة.
نظر الى عينيها بتلك النظرة الغامضة قائلا:.

حتى لو رجليكى مفيهاش حاجة، انتى شكلك تعبان والظاهر منمتيش كويس وده مأثر عليكى، قومى ياأميرة ارتاحى فى اوضتك وسناء هتبقى تجيبلك الأكل هناك.

تأملت عينيه بحيرة لثوان لتدرك أنه أدرك لعبتها ويخبرها بكل حسم أنها تتصرف كالأطفال، وأنها تقاطع لحظاته مع تلك الممثلة سناء، وهو لن يسمح بذلك، لتطرق برأسها وهى تهزها موافقة ثم تنهض ببطئ، بحزن كسا ملامحها وهى تتجه الى حجرتها تتابعها عينا ظافر الغامضتين، وعينا سناء المنتصرتين، لتدلف اميرة الى الحجرة وتغلق بابها وهى تترك دموعها تتساقط على وجنتيها بحرية، قائلة فى همس:.

انت أكيد بتحبها ياظافر؟و انا شكلى زودتها وخليتك مش عايز حتى تشوفنى، ده انت حتى هتبعتلى الأكل مع الحيزبونة دى، ياريتنى قبلت أتجوزك، كان لازم يعنى كرامتى تجبرنى أرفض، فيها ايه يعنى لو كنت اتجوزتنى شفقة؟مش يمكن كنت قدرت اخليك تحبنى اد ما بحبك، على الأقل كنت قدرت أحط صابعى فى عين الزفتة دى واقولها ابعدى، ظافر ملكى انا، أنا خطيبته وهبقى مراته، أهو أحسن من عذاب قلبى وانا شايفاه معاها..

لتنظر الى السماء قائلة:
ريح قلبى يارب، أنا بجد تعبت.

دلف بدر الى الحجرة ليجد مشهدا اهتز له قلبه، فرح تقف امام المرآه تنظر الى نفسها متفحصة، ترتدى برمودته الجينز بعد أن حولتها الى شورت قصير للغاية وتيشيرته الأبيض قد قصته الى النصف لتظهر بمظهر رائع زاد من سرعة أنفاسه ودقات قلبه، أغلق الباب بهدوء لتلتفت اليه فرح ويحمر وجهها بخجل، تفرك يديها بشدة، لقد أرادت أن تبدل ملابسها فلم تجد حقيبتها ووجدت حقيبة بدر لتنتقى شيئا يصلح لارتداؤه ووجدت نفسها تقصهما مثلما فعلت بملابس امانى، وكادت ان تبدل ملابسها، فلم يعجبها مظهرها الذى يبدو دعوة صريحة لبدر هى أبعد ما تكون عنها، لتجده يدلف الى الحجرة ويضبطها متلبسة، ألا يكفيها وجودها معه فى حجرة واحدة؟مهددا سلامتها العقلية حتى يدخل ويفاجئها وهى على هذا النحو، اقترب منها حتى وقف امامها تماما ليميل عليها هامسا:.

ايه الجمال ده كله؟
تلعثمت قائلة:
انا، انا...
قال لها:
انتى ايه، خايفة منى؟
قالت باضطراب:
وهخاف من ايه يعنى؟
تامل ملامحها الجميلة قائلا:
امممم، من اننا مثلا لوحدنا فى الاوضة، او انك لابسة اللبس ده واللى ممكن يغرى قديس، مش بس العبد لله.
ابتعدت خطوة الى الوراء وهى تقول باضطراب:
انا مش خايفة ولا حاجة وانت مش هتقدر تعملى حاجة.
ابتسم وهو يقترب منها مجددا قائلا بنعومة:
والله اللى شايفه ادامى بيقول غير كدة.

لامس خدها المشتعل قائلا:
وش محمر..
لينزل باصبعه حتى العرق النابض برقبتها قائلا:
وقلب بيدق..
ثم ينظر الى عمق عينيها قائلا بهمس:
وعيون بتقولى قرب، خدنى فى حضنك، طمنى لانى خايفة، خايفة اوى يابدر.
ليزفر بقوة وهو ينزل يده الى جواره ويغلق قبضته بقوة كى يمنع نفسه عن احتضانها قائلا:
انا كمان خايف اكتر منك يافرح، خايف اصدق المشاعر اللى باينة فى عنيكى، خايف أقرب منك و تبعدى.

أصابتها كلماته ولمساته بالضياع ولكنها كانت تدرك مشاعرهما وتريده أن يطمئن، ودت ان تقول شيئا لولا سماعهما لطرقات على الباب ليقول بدر فى ضيق:
أيوة؟
استمعا الى صوت الخادمة وهى تقول:
الست منال عايزة الست فرح تحت.
كادت ان تذهب فرح مسرعة من امامه وكأنها تهرب من مشاعرها الواضحة على ملامحها، ليمسكها بدر من ذراعها قائلا:
رايحة فين بالشكل ده؟
قالت فى تردد:
هدومى فى الشنطة تحت.

أشار الى الحقيبة التى كان يحملها عند دخوله قائلا:
هدومك أهى، حطى اى عباية عليكى وانتى نازلة.
اومأت برأسها وهى تشعر بالسعادة لغيرته عليها، لتفتح الحقيبة لتأخذ اول عباءة وقعت عليها يدها، وتلبسها بسرعة قبل ان تغادر ليجلس بدر على السرير وهو يحمل احدى الوسائد ويضمها اليه زافرا وهو يقول:
المرة دى هربتى منى يافرح بس المرة الجاية مش هسيبك تهربى من ايدى أبدا.

كان الجميع يجلسون بالردهة يتبادلون الأحاديث بينما ظلت أمانى صامتة تسترق النظرات الى بيحاد وصوفيا، يؤلمها تدلل صوفيا على زوجها وسماحه لها بذلك، لتنهر نفسها بعد ذلك قائلة بعتاب موجه الى نفسها...

أولم تكونى أنتى من رفض اخباره بالحقيقة ورضيتى أن تعيشى بجواره خاضعة ذليلة، رغم علمك بأنه تخطى حبك وأحب اخرى؟، أولم ترضى بهوان قلبك وكرامتك باختيار هذا الوضع المشين؟اذا، فلتتحملى، تحملى تبعة اختيارك كما تحملتى من قبل تبعة أفعال أبيكى.

أفاقت من أفكارها على صوت صرخة فرح من السعادة واندفاعها باتجاه رجل دلف توا من الباب، كان وسيما جذابا يماثل بيجاد فى الطول ولكنه يبدو أصغر سنا، داكن البشرة، ذو عيون سوداء يبتسم بسعادة تجاه تلك المندفعة نحوه ليلتقطها بين ذراعيه ويدور بها فى سعادة وسط دهشة الجميع ليهدر بدر قائلا بصرامة:
فرح.

توقف ذلك الرجل عن الدوران بفرح على الفور وأنزلها ليقترب منهما بدر بخطوات سريعة غاضبة وهو يجذب فرح من يدها قائلا فى غضب:
انتى اتجننتى؟ازاى تعملى كدة بكل بجاحة أدامى؟
عقدت فرح حاجبيها بحيرة ليسرع ذلك الرجل قائلا:
الظاهر انك متعرفش انى أخو فرح فى الرضاعة، انت أكيد بدر، وأنا مجدى.
اومأ بدر برأسه وقد شعر ببعض الراحة فى قلبه ليمد يده اليه قائلا:.

اهلا وسهلا ياسيدى تشرفنا، بس وحياة الغاليين عندك ياشيخ، بلاش السلام بالشكل ده، هتقولى اخوها هقولك لو أبوها نفسه هتضايق، اتفقنا؟
ابتسم مجدى وهو يمد يده مصافحا قائلا:
اتفقنا طبعا، فرح مكدبتش لما قالت انها اتجوزت راجل يقدر يحافظ عليها ويحميها.
ألقى بدر نظرة سريعة الى فرح التى أطرقت برأسها فى خجل وسعادة غمرت قلبها لشعورها بغيرته الشديدة عليها.

اقتربا من العائلة ليقوم الحاج على بتعريف مجدى عليهم لتستقر نظراته المعجبة على أمانى وهو يقول:
نورتونا ياجماعة.
أحس بيجاد بالنفور الفورى من هذا الرجل خاصة وهو يشعر باعجابه الواضح بأمانى فى نظراته اليها..
قال مجدى وهو يسترق النظر الى أمانى:
ايه رأيكم لو آخدكم دلوقتى تشوفوا مزرعة الخيل اللى عندنا؟، اكيد هتعجبكم.
قال بدر:
خيل ايه دلوقتى، خليها بكرة الصبح.
قال مجدى باابتسامة:.

احنا لسة بدرى، الساعة لسة ٣ العصر، يلا بينا بلاش كسل.
قالت فرح بسعادة:
فكرة حلوة اوى يامجدى، يلا بينا.
رمقها بدر بنظرة غاضبة وقد أدرك انه يغار على حبيبته من كل ما هو مذكر حتى وان كان أخاها او أباها أو ذلك الهواء الذى يبعثر خصلاتها الحريرية، نظرت اليه فرح بحيرة لا تدرى سبب نظراته الغاضبة، بينما قالت فريدة:
روحوا انتوا ياولاد، اتبسطوا وانا هقعد هنا مع الحاج على والحاجة منال.

كاد بيجاد ان يرفض وهو يدرك انه كره ذلك الرجل منذ ان تجرأ ونظر الى زوجته باعجاب، فأمانى ملكه حتى النخاع، وهو وحده من له الحق فى النظر اليها او لمسها، وان كان عازف عن ذلك بسبب ما فعلته به فى الماضى الا انه لايستطيع تقبل فكرة ان تكون لغيره مهما كان، ولكن نهوض امانى وذهابها معهم قتل فكرة رفضه وهى فى المهد لينهض مرغما وتنهض صوفيا معه لينضما الى الجميع بينما تابعتهم فريدة بصمت، ترى وتشعر بكل ما يحدث، وهى غير راضية عما يحدث، غير راضية بالمرة.

استمع ربيع الى محدثه ثم قال فى ضيق:
حاضر ياعاصم بيه، هروح فورا أشوف الموضوع ده.
استمع اليه مجددا ثم قال:
أنا فعلا كنت فى الطريق، بس هلف وأرجع تانى، وأبقى اروح بعد ما أخلص الموضوع ده، حاضر هطمنك بعد ما أخلص، سلام.

أغلق الهاتف والقاه بجواره بضيق وهو يأخذ أول منحنى ويلف عائدا الى الاسكندرية فى غضب، لقد كاد ان يصل لهدفه، كاد أن يبلغ ذلك المكان الموجود به سيارة حبيبته، ليبحث مع رجاله عنها فى المناطق المجاورة، فهو يريد ان يبحث عنها بنفسه، ان يكون اول من يجدها، ليتصل به عاصم ويحبط مخططاته ويجبره على العودة الى الاسكندرية، للتخلص من تلك البضائع المهربة فى المخازن، ونقلها الى مكان آمن، حيث وصلته اخبارية بأن البوليس سوف يقوم بتفتيش المخازن غدا، لذا عليه ان ينقلها بأقصى سرعة وعليه ان يؤجل لقاؤه بحبيبته ليوم آخر، فقط يوم آخر بعد، زفر بقوة وهو يمسك هاتفه مجددا ويقوم بعدة اتصالات ليغلقه وقد شعر بالاطمئنان ولو، قليلا.



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 6994 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4052 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3100 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2971 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3416 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، توأم ، الروح ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 04:43 صباحا