أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية توأم الروح

اغروقت عينا فرح بالدموع، أدركت الآن لماذا يعاملها بدر بتلك الطريقة الجافة، كانت تظن أنه يعاملها هكذا لأنهما مازالا متزوج ..



14-03-2022 08:16 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [13]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية توأم الروح
رواية توأم الروح للكاتبة شاهندة الفصل الرابع عشر

وقفت فرح ترتشف مشروبها الدافئ، تحاول أن تهدئ به من دقات قلبها المتسارعة من الانفعال، تدرك أن بدر يقف قربها يراقبها بغيظ وهى تدعى اللامبالاة، فقط تدعى.
فمجرد معرفتها بأنه يراقبها أشعلت قلبها اشتعالا، رائحة عطره التى تتسلل اليها تجبرها على ادراك وجوده وبقوة، تمنع نفسها بكل ذرة ارادة تملكها كى لا تلتفت اليه لتتشرب عيناها من ملامحه التى تعشقها.

بينما نظر اليها بدر وداخله شعور ينمو فى كل لحظة، رآها ترفع كوبها الى شفتيها فتعلقت عيناه بهما، ابتلع ريقه بصعوبة يشعر بقلبه ينتفض، يقاوم رغبة عارمة فى أن يأخذ هذا الكوب من يدها ويقبل تلك الشفاه حتى تستسلم له، تلك العنيدة، الجميلة، الرقيقة.
مرر يده فى رأسه بتوتر، يتعجب من تلك الافكار التى تجتاحه الآن، انها فرح زوجته التى لطالما كره وجودها، فما الذى تغير؟

تساءل بصمت هل حقا كره وجودها يوما؟ليجيبه قلبه بالنفى، فهو قد انجذب لها منذ ذلك اليوم الأول والذى تلاقت فيه عيناهما وهى تناوله تلك الصينية، شعر ببراءة تلك العينين وجمالهما، نعم طوال مكوثها فى منزله كانت سمينة قليلا وخانعة أيضا، ولكنه افتقد وجودها بشدة حين هربت منه، لتعود وتكمل على بقيته بتلك الهيئة الجديدة، امرأة رائعة الجمال تعرف جيدا كيف تظهر جمالها الذى كانت تخفيه داخل تلك العباءات، لقد خسرت بعض الكيلو جرامات وغيرت قصة شعرها وربما اصبحت باردة متباعدة، واثقة من نفسها. ولكن عينيها مازالتا شفافتين تعكسان مشاعرها والآن تبعدهما عنه حتى لا يسبر أغوارهما، ينتابه الغيظ منها ومن تباعدها، ولكنه لن يستسلم حتى تستسلم هى.

ليتعجب مجددا من نفسه، يتساءل فى صمت، لماذا يريد منها الاستسلام؟ألم يكره النساء سابقا؟ألم يقسم أن لا يستسلم مجددا للحب، ألم يعانى بما يكفى؟ليعترف فى قرارة نفسه ان فرح تختلف عن سائر النساء فهى بسيطة، واضحة، مخلصة، طيبة وجذابة للغاية.

نفض أفكاره مجددا وهو يرفض مسارها، هو لن يستسلم لانجذابه نحوها، سيقاوم وبكل شدة وستكون كل مهمته أن تستسلم هى، فهى زوجته رغم كل شئ ولم تخلق المرأة التى تقاومه ولا تستسلم له، لم تخلق أبدا.

كانت أمانى تفيق ببطئ من تلك الاغماءة التى أصابتها، تناهى الى مسامعها صوت سيدة تقول بقلق:
اهدى بس ياابنى، انا مش عايزاك تتسرع...
قاطعها صوته، نعم انه صوته، وهو يقول بحدة:
ماما، دى حياتى انا ومش عايز حد يتدخل فيها، من فضلك اطلعى برة دلوقتى.

سمعت تنهيدة قوية ثم صوت اغلاق الباب، حاولت أن تفتح عينيها فلم تستطع فى البداية، لتحاول مجددا وتلك المرة نجحت، نظرت اليه، لا تصدق عيناها، كان يعطيها ظهره، حاولت النهوض فتوقفت فى الحال وقد أصابها الدوار، فقالت بهمس وهى تخشى ان يكون مرآه وهما، ويختفى فور حديثها:
بيجاد.

التفت اليها ببطئ، تأملت ملامحه بعشق، بشوق وبلهفة، مدت يدها اليه فلم يتحرك بل ظل على جموده الذى لاحظته الآن فقط، عقدت حاجبيها بحيرة وهى تنظر اليه تلاحظ نظراته القاسية لها لأول مرة، رددت اسمه بحيرة قائلة:
بيجاد.
قال بحدة:
بيجاد مات.
أغمضت عينيها بألم لتدرك أن من تراه أمامها الآن ما هو إلا شبيه له، لتفتح عينيها بقوة حين استطرد قائلا فى قسوة:.

مات يوم ما بعتيه بأرخص تمن، مات يوم ما اداكى قلبه وروحه وعمره وطعنتيه فى ضهره، مات يوم ما بعتيله ورق الطلاق مع رجالة باباكى عشان يمضى عليهم وهم بيعذبوه، عشان تروحى تتجوزى شريك باباكى، بيجاد اللى عملتى فيه ده كله مات ياأمانى، مااات.
قالت أمانى فى صدمة:
انت بتقول ايه؟
اقترب منها قائلا فى غضب:.

بقول الحقيقة ياأمانى هانم يابنت عاصم السلحدار، بقول الحقيقة اللى فضلت خمس سنين أهرب منها، خمس سنين ألعن اليوم اللى حبيتك فيه وسلمتلك فيه قلبى، وفى الاخر دوستى عليه وسلمتينى لرجالة باباكى يعذبونى ويضربونى لغاية ماكنت هموت، بس ربنا كتبلى عمر جديد، ومقدرتوش
تدمرونى. سافرت ونجحت وبقيت اغنى منكم كلكم.
هزت رأسها ترفض كلماته قائلة فى مرارة:
انت أكيد فاهم غلط...
قاطعها قائلا باشمئزاز:.

انا حقيقى كنت فاهم غلط بس ربنا فتح عينية على حقيقتك وفهمتك صح، انا كنت فى حياتك ايه؟، تجربة وكان نفسك تعيشيها؟ نزوة؟ غلطة؟ولما فقتى حبيتى تصلحيها؟تقدرى تفهمينى قبلتى تلبسى دبلتى ليه؟
ليمسك يدها بقسوة مستطردا:
وراحت فين دبلتى؟ رميتيها زى ما رميتى قلبى قبل كدة، صح ياأمانى؟

هزت رأسها نفيا والدموع تترقرق فى عينيها ليترك يدها باشمئزاز وكأن لمستها تجعله مدنسا، ابتعد عنها وهو يعطيها ظهره ليخفى الألم الذى ظهر بعينيه وتمد هى يدها الى رقبتها لتخرج سلسالها وتريه أين وضعت دبلته التى لم ولن تتخلى عنها أبدا وهى تقول:
دبلتك...
قاطعها قائلا فى الم:.

مبقتش عايز اعرف وديتيها فين؟مبقاش يهمنى مصيرها لان انتى نفسك مبقتيش تهمينى، رميتك ورا ضهرى زى ما رميتينى، ودورت على واحدة غيرك أنضف وأحسن منك ألف مرة، واحدة تحبنى بجد، ميهمهاش اكون فقير او غنى، واحدة خلتنى احبها من كل قلبى، خطبتها وخلاص هنتجوز، الحمد لله
، اختيارى المرة دى صح، وقصتنا حقيقية مش وهم، زى قصتى معاكى.

كانت امانى تستمع له بجمود، تشعر بقلبها يتحطم الى أشلاء وهى تسمع كلمات بيجاد عن تلك المرأة الأخرى، أعادت السلسال الى مكانه داخل ملابسها شاعرة بالتحطم، هى لا تعرف ما الذى حدث منذ خمس سنوات، تعرف فقط ان لأبيها دور كبير فيما حدث، والآن لم يعد يهمها ان تعرف فلا فرق أبدا، لقد تخطى بيجاد قصة حبهما، نسيها وأحب أخرى وانتهى الأمر.

لم يعد لها مكان بقلبه، بل بحياته كلها، سيكون عليها فقط ان تعتاد مجددا على عدم وجوده، أو لم تعتاده لسنوات؟
ليرفض قلبها كلماتها الجوفاء، فعندما عاشت دونه، عاشت على ذكرياته، هى فقط من أبقتها على قيد الحياة، اما الآن فلم يعد لديها شئ تعيش عليه، فقد لوثت ذكرياته قصة عشقه الجديدة ونسيانه اياها بتلك السهولة.

يكفيها أنه صدق أنها من الممكن أن تفعل كل ما قال، من الممكن أن تبيعه بسهولة وتسعى وراء المال، وضعت يدها على قلبها تشعر بالألم، ألا يكفيها ظلم أباها لها سنوات طويلة؟ألا يكفيها ما حدث لأمها منذ أعوام عديدة؟الا يكفيها حرمانها منه وظنها طوال تلك السنوات أنه متوفى؟حتى يأتى اليوم ليكمل عليها بقصة حبه تلك ويصدمها بظنونه ونعته قصة حبهما بالوهم.
التفت إليها بيجاد فى تلك اللحظة قائلا فى برود:.

يعنى مسمعتش تعليقك على كلامى؟
أغمضت عينيها تسيطر على تعبيرها الحزين لتفتحهما مجددا قائلة فى جمود:
عايزنى اقول ايه؟
قال فى برود:
أنا اللى سألتك الأول.
قالت بنبرة صوت باهتة:
لو قلتلك انك ظالمنى هتصدقنى؟
هز رأسه نفيا قائلا فى صرامة:
طبعا لأ.
ابتسمت ابتسامة لم تصل لعينيها وهى تقول:
يبقى خلاص خلص الكلام، انت اخترت حياتك وانا اخترت حياتى، واللى أكيد ملكش مكان فيها زى ما خلاص مبقاش لية مكان فى حياتك.

لتنهض بهدوء غير مبالية بنظراته الغاضبة وهى تقول ببرود:
أقدر اقول دلوقتى على حكايتنا انها خلاص انتهت، كان نفسى اقولك ان مقابلتك مرة تانية فرصة سعيدة بس مع الأسف أنا بالنسبة لك ماضى وانتهى، وانت كمان بالنسبة لى ماضى، طلقتنى وجوازنا بقى ذكرى مش حابب تفتكرها، والماضى لازم ننساه، عن اذنك.
كادت أن تغادر حين وصل الى مسامعها صوته الساخر وهو يقول:
مين قالك ان حكايتنا خلصت خلاص؟

التفتت اليه ببطئ وهى تعقد حاجبيها بحيرة خاصة وهى ترى نظرة الانتصار بعينيه وهو يقترب منها وابتسامته الساخرة على شفتيه ليقول:
للأسف، باباكى بكل اللى عمله فية مقدرش ياخد اللى هو عايزه.
ازداد انعقاد حاجبيها قائلة:
يعنى ايه؟
اتسعت ابتسامته الساخرة وهو يقول بتؤدة:
يعنى البرنسيسة أمانى عاصم السلحدار لسة على ذمتى.
اتسعت عينيها فى صدمة ليستطرد قائلا بانتصار:
انتى لسة مراتى ياأمانى هانم.

نظرت فرح الى بدر قائلة فى حدة:
قصدك ايه بالكلام اللى انت قلته ده؟
قال بدر بغضب:
وطى صوتك وانتى بتكلمينى.
وضعت يدها فى خصرها قائلة:
لأ مش هوطى صوتى ياسى بدر ولازم تعرف انى مبقتش فرح بتاعة زمان، يعنى لا يمكن هقبل بكلامك ده، ازاى عايزنى أنسى كل الكلام اللى سمعته منك، ازاى أنسى قلبى اللى جرحته بكلامك وأعيش معاك من تانى وانا عارفة رأيك فية، ازاى؟
قال بدر فى توتر:.

انا عارف انى كنت غلطان فى كل الكلام اللى قلته وسمعتيه، هتصدقينى لو قلتلك انى ندمان على كل حرف نطقته فى اليوم ده، انا يمكن كنت ساعتها حاسس انى مجبور أعمل حاجة مش عايزها، وانا طول عمرى حر وبعمل اللى انا عايزه، محدش قدر يجبرنى على حاجة، اتمردت وهى دى كل الحكاية.
نظرت الى عينيه قائلة فى برود:
وايه اللى اتغير؟
، لم يعرف بم يجيبها، حقا ما الذى تغير؟أيكون السبب تغير شكلها والتى تلمح به الآن؟

بالطبع لا فهو لا ينقصه الجميلات واللاتى يترمين تحت أقدامه وهو يعزف عنهم وكأنهم عقارب سامة تود لدغه.
السبب الحقيقى هو ابتعادها عنه وافتقاده اياها ليدرك أنها قد اخترقت حصون قلبه التى بناها حوله منذ أن قرر اخراج الحب من معادلة حياته.

نظر الى عينيها بحيرة، تلك العينان اللتان كانتا دائما مظللتين بنظرة عشق، اختفت تلك النظرة الآن وحل محلهما الجمود، تبا لقد افتقد نظراتها، افتقد حنانها واهتمامها، ابتسامتها الهادئة والتى كانت تستقبله بها كل يوم، لقد كانت كالنسمة الدافئة والتى اجتاحت حياته الباردة. والآن، لم يعد شيئا كما كان فلقد فقد كل شئ يخصها عندما ابتعدت ثم عادت اليه بتلك البرودة القاتلة، ليقسم أنه سيعيد اشعال نيرانها، يعلم ان هناك جزء منه يريدها بعيدة عن حياته ليحتفظ بأمانه ولكن الجزء الأغلب يطالبه بالخضوع لسلطانها وليرى ماذا سيحدث، لذا قال بهدوء:.

لو فاكرة انى غيرت رأيى عشان تغييرك ده تبقى غلطانة لأن بدر المنياوى أكيد حواليه اجمل ستات فى البلد.
كادت فرح ان تموت غيظا وكمدا من غروره وغيرتها الشديدة ايضا ليستطرد قائلا:
انا كل الموضوع انى حسيت انى اتسرعت وندمت، حابب ياستى ندى جوازنا فرصة، ووعد منى لو محسيناش انه يستاهل نكمل هحررك منى.
أحست فرح بغصة فى قلبها من كلمته الأخيرة فأطرقت برأسها بسرعة حتى لا يرى الألم المرتسم فى عينيها ليستطرد قائلا:.

أوعدك بعد ٦ شهور من دلوقتى، لو مصممة منكملش هطلقك يافرح.
رفعت عينيها اليه فى تلك اللحظة ليلاحظ بدر نظرة الم اختفت بسرعة لتحتل البرودة ملامحها قائلة:
انا موافقة بس لغاية ما نقرر هنكمل ولا لأ، هنفضل زى ما احنا.
عقد حاجبيه قائلا:
يعنى ايه؟
نظرت اليه قائلة فى تصميم:
يعنى زى ما عشنا سنة كاملة زى الأخوات، كل واحد فينا فى أوضة، هنعيش ال ٦ شهور الجايين بردو زى الاخوات يابدر.

كاد بدر ان يرفض كلماتها رفضا قاطعا لتتوقف كلماته الرافضة فى حلقه وهو يومئ برأسه مدركا ان لها كل الحق فى طلبها فبالتأكيد لديها مخاوفها بخصوص زواجهما وهو عليه فقط أن يدحض تلك المخاوف.

14-03-2022 08:17 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [14]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية توأم الروح
رواية توأم الروح للكاتبة شاهندة الفصل الخامس عشر

نظرت أمانى اليه فى صدمة تحاول أن تستوعب كلماته، هى مازالت زوجته ولم يطلقها كما كان والدها يبغى اجباره، لا تنكر أن بداخلها فرحة كبيرة لمعرفة أنها مازالت مرتبطة به، حتى وان كان بالاسم فقط فهذا يكفيها، تساءلت بحيرة، لماذا احتفظ بها كزوجة وهو يحب أخرى وينوى الارتباط بها، ليجيبها بكلماته الحادة كسكين ذبحتها وأراقت دمها على الفور، انها دماء سالت بسبب القسوة والهجران وهو يقول:.

من أول لحظة سمعت فيها باباكى وهو بيقولى فى التليفون ان أمانى هانم السلحدار طالبة الطلاق عشان مش قادرة تعيشى فى مستوى أقل من اللى طول عمرك عايشة فيه، ومن اول ما خلى رجالته ورونى امضتك على ورق الطلاق وانتى انتهيتى بالنسبة لى، كان نفسى يكون ساعتها أدامى عشان أقوله بنتك هى كمان مش لازمانى.
نظرت اليه بعيون دامعة، رافضة لكلماته التى يتهمها بها ولكن ما الفائدة؟استطرد قائلا بقسوة:.

دموع التماسيح دى خليهالك، مبقتش تأثر فية زى زمان، بيجاد اللى كنتى تعرفيه مات بسبب غدرك، بقى جاد، جاد اللى لايمكن يضعف معاكى تانى او يسلملك قلبه او حتى يآمنلك، تعرفى؟أنا كرهت اسمى بسببك، كنتى بتنطقيه بمشاعر بتهزنى، بتزلزل كيانى كله، بس مع الأسف طلعت مشاعر خاينة، كدابة زيك تمام، أمانى انتى بكل أمانة، غلطة عمرى.

أطرقت أمانى برأسها تقاوم انهيارا حل بكيانها، مدت يدها تمسح دموعها التى تساقطت رغما عنها غافلة عن عيون اختلجت ألما وقلب تمزق حزنا، يدرك الآن أن كل محاولاته لكرهها باءت بالفشل وكل كلماته عن انعدام تأثيرها عليه ولامبالاته بها ذهبت أدراج الرياح عندما رآها مجددا، بل يكاد يقسم أنها حين غابت عن الوعى شعر بروحه تغادره لتعود اليه من جديد حين اسرع باسنادها وحملها لحجرة المكتب يتأمل ملامحها الساكنة باشتياق أخفاه على الفور حين دلفت والدته الى الحجرة خلفه تهدئه، تظن انه من الممكن أن يؤذيها فى غضبه، بالفعل كان يريد حتى أن يخنقها لما فعلته به فى الماضى ولكن عشقها النابض بقلبه وأد تلك الرغبة فى مهدها، لتفيق ويجد نفسه يقول تلك الكذبة الحمقاء ربما ليسترد كرامته المهدورة أو ليؤلمها كما آلمته من قبل، وان شك فى أن مثل هذا الخبر قد يؤلمها، فهو لا شئ بالنسبة لها، آلمه ذلك الاحساس ولكنه تجاهل ألمه وهو يستطرد فى أفكاره، يتساءل، لماذا أراد أن يبرهن لها أنها لم تعد تهمه وأنه احب مجددا؟ولماذا لديه الآن شعور قاتل بالألم لمرأى دموعها التى تتساقط على وجنتيها وتمسحها بيديها برقة، تلك اليدان اللتان كانتا بين يديه دوما، تشعرانه بأنه يملك الدنيا بما فيها ثم تخلتا عنه بكل قسوة ليشعر بالتحطم، تحطم قلب لم يعد قادرا على الحب مجددا، فإما هى وإما الوحدة للأبد.

افاق من أفكاره على نبرات صوتها الجامدة وهى تقول:
بما انى غلطة كبيرة اوى فى حياتك، ايه رأيك نصلحها دلوقتى؟
عقد حاجبيه فى توجس قائلا:
قصدك ايه؟
نظرت الى عمق عينيه وهى تقول:
تطلقنى.
أحست بملامحه تختلج لثانية، صدمة ظهرت فى عينيه للحظة قبل ان يحتل الغضب ملامحه قائلا:
ايه، الهانم نفسها تبقى حرة تانى عشان تشوف صيدة تانية تعيشها فى نفس المستوى اللى باباها كان معيشها فيه؟
ليميل مستطردا فى سخرية:.

باباها اللى قرب يعلن افلاسه.
نظرت أمانى اليه بدهشة، ظنها جاد بسبب معرفته هو بافلاس أبيها بينما كانت بسبب معرفتها هى لأول مرة بهذا الأمر، اذا لهذا السبب يحاول تزويج أختها بثرى آخر مثلما حاول معها، أحست بالمرارة من ذلك الأب الذى يبيع بناته دائما من أجل المال.
قال بيجاد بابتسامة ساخرة:.

مستغربة انى عرفت، آه أصل اول مانزلت خليت واحد صاحبى يسألى على وضع باباكى المالى فى السوق ورغم احتياطاته بس بردو عرفت، الحقيقة كنت ناوى ادمره بس لقيته مدمر اصلا، حكمة ربنا بقى، اصل الطماع اكيد بيبقاله يوم.
ظلت أمانى صامتة ليستطرد قائلا فى قسوة:
بصراحة كمان انا مش ممكن أسيب واحدة طماعة زيك تتحرر منى عشان تخدع غيرى، واذا كان ع الزوج الغنى، فانا اهو، مش محتاجة تدورى أبدا وتتعبى نفسك.

نظرت اليه قائلة فى قلق:
قصدك ايه؟
اقترب منها قائلا ببرود:
يعنى طلاق مش هطلق، هتفضلى مراتى غصب عنك، هتكونى زوجة لية بالاسم بس. هتعيشى فى جناحى، فى الاوضة اللى جنب اوضتى وهتقبلى بالوضع ده.
احست بالاختناق مما يحاول ان يفعله بها لتقول بصوت متهدج النبرات:
وتفتكر ايه اللى يخلينى أوافق ع الكلام ده؟

كان قلقا من شحوب وجهها الشديد وتهدج نبراتها ليرجع السبب كونها ستصبح فى وضع لا يليق بمكانتها، ليقسوا قلبه مجددا وهو يقول:
لو موافقتيش، هعمل فى باباكى اللى حاول يعمله فية زمان، هقتله يا أمانى.

أطرقت برأسها مجددا تفكر فى كلماته، تدرك أن بيجاد الذى تعرفه غير قادر على تنفيذ ذلك التهديد، ولكن هل هذا الذى يقف أمامها هو بيجاد الذى احبته؟بالطبع لا، الى جانب ادراكها التى باتت موقنة به الآن وهو أن عذابها قربه أهون ألف مرة من عذابها فى بعده، لذا رفعت عينيها اليه قائلة بصوت خال من الحياة:
وأنا موافقة.

تراجع بيجاد خطوة الى الوراء ربما صدمة من موافقتها السريعة، فهو لم يتوقع قبولها بهذا الخنوع، بل توقع رفضا قاطعا أو ربما أى مقاومة، عندما رأت صدمته استطردت ببرود قائلة:.

متفتكرش انى وافقت عشان خايفة تقتل بابا زى ما هددتنى، اذا كنت انت بتقول انك مهمتنيش زمان وضحيت بيك يبقى هيهمنى بابا اللى انت عارف بينى وبينه ايه، لأ، انا وافقت لأنك زى ما قلت زوج غنى، فليه هدور على غيرك وانت فى ايدى، ولو ع الزوجة التانية ميهمنيش لإنك أصلا متهمنيش يابيجاد.
أحست بعروقه تنتفض من الغضب وعينيه تلتمعان قسوة وهو يقترب منها ويمسك بذراعها فى عنف قائلا:.

أنا اسمى جاد، بيجاد قلتلك مات واللى شايفاه أدامك واحد تانى هيعاملك معاملة الخدامين وهيوريكى اللى عمرك ما شفتيه ياأمانى هانم، وصدقينى فى صفقتنا دى انتى الخسرانة.
لم تهتم بألم ذراعها الذى يضغط عليه بقسوة قائلة بلا مبالاة:
صدقنى مش هخسر حاجة اغلى من اللى خسرتها قبل كدة، وبالنسبة لية انت كنت ومازلت وهتفضل، بيجاد يا، بيجاد.

نظر الى شفتيها رغما عنه وهى تنطق اسمه، اسمه الذى يكرهه لأنه يذكره بها، كانت وقتها تنطقه بعشق جعله يعشق حروف اسمه، رفض سماعه من غيرها بعدما تركته، والآن تنطقه ببرود ولكنه يظل ايضا مختلفا من بين شفتيها، لانت ملامحه وخفت قبضته على ذراعها، أحس بقلبه يضعف ليستدعى كل ذرة ارادة لديه ليقاوم رغبته فى أن يميل الآن ويأخذ شفتيها بين شفتيه فى قبلة تجتاحههم سويا، قبلة مشتاقة تروى عطش الفراق، ليترك يدها فجأة وييتعد عنها مانحا اياها ظهره وهو يمرر يده فى شعره بغضب موجها لنفسه قبل ان يكون لها، تمالك نفسه ليلتفت اليها ببرود قائلا:.

انا هحذرك للمرة الاولى والاخيرة ياأمانى، ماتحاوليش تستفزينى وتخرجى أسوأ ما فية، صدقينى مش هيعجبك رد فعلى، مفهوم؟
اومأت برأسها ولم تعترض. فهى تدرك الان من ملامح بيجاد انه قد وصل الى اقصى درجات الغضب وانها ان استفزته قد ترى منه ما يجعلها تكرهه وهى لا تريد أن تكرهه فهو أولا وأخيرا، زوجها، حبيبها، وتوأم روحها.

كانت أميرة تجلس فى ذلك المكان الذى اعتادت أن تجلس فيه لتقرأ، تختلس بعض النظرات الى ظافر الذى يقرأ بدوره فى مكان بعيد عنها قليلا، بينهما هدنة ظاهرية، فهو قليل الكلام بطبعه، أدركت ان الجو يتحسن وأنها ربما مسألة وقت قبل أن تغادر ذلك المكان الذى أحبته دون أن تعرف قصة ظافر، والذى تعدى اهتمامها به اهتمام معجبة بكاتبها المفضل بل أصبح اهتماما شخصيا برجل لفت انتباهها وأثار اعجابها، تنحنحت لتجلى صوتها قائلة:.

احمم، ظافر!
نظر اليها بتساؤل لتستطرد قائلة بتردد:
الجو، احمم، يعنى، بتهيألى بقى احسن.
نظر اليها دون أن ينطق لتشعر بالغيظ بداخلها من نظراته وقلة كلماته والتى تشعرانها بالتوتر لتقول:
يعنى لو ممكن أجرب أكلم حد من أهلى عشان اطمنهم، أكيد الشبكة بقت احسن وهم يعنى...

قاطعها نهوضه واتجاهه الى المكتبة دون كلمة لتشعر بالغيظ من تجاهله اياها لتجده يعود بعد لحظات ويمنحها هاتفه فى هدوء ثم يعود للقراءة مجددا وسط دهشتها لتهز كتفيها يائسة، ثم تتصل بأختها امانى ولكن لا مجيب فهاتفها مغلق، اتصلت بدادة اعتدال ربما تعرف شيئا لتجيبها الدادة وتخبرها أمرا، هبت من مكانها فجأة وسط دهشة ظافر وهى تقول:
متأكدة يادادة؟ربيع كان هناك؟

لفت انتباه ظافر ذلك الاسم الذى نطقته دون ألقاب ليتساءل عن مكانة ذلك الرجل عندها، حاول نفض أفكاره ليركز فيما يقرأه ليعاوده صوتها القلق يخرجه من تركيزه وهى تقول:
كدة مش هينفع اروح هناك خالص، مادام شك فيه يبقى ممكن يبعت حد تانى هناك، انا كنت فاكرة ان المكان ده الوحيد اللى مش هيخطر فى باله.
عقد ظافر حاجبيه يتساءل مما تهرب أمانى، او على الاصح ممن تهرب؟
قالت اميرة بهدوء:.

خلاص يادادة، هتصرف، حاضر، متقلقيش، سلام دلوقتى.
اغلقت اميرة الهاتف وهى تضعه على الطاولة بشرود لينظر اليها ظافر ويدرك قلقها وحيرتها ليقول بهدوء:
خير فيه حاجة؟
افاقت من شرودها وهى تنظر اليه:
لا ابدا، بس مع الأسف مش هقدر اروح بيت الفيوم وهضطر أفكر فى حل تانى لغاية ما امانى اختى تفتح فونها واقدر اكلمها.

اومأ برأسه متفهما، هى تريد الرحيل ولا ملجأ لها مما تهرب منه ليشعر بغصة فى قلبه لرغبتها فى الرحيل تلك، فهى كالنسمة الهادئة، كطفلة بريئة اقتحمت عالمه الغريب، لمعت فى رأسه فكرة، لما لا يطلب منها المكوث معه لأيام أخرى، ربما تأكد وقتها ان لا شئ يجذبه تجاهها وانها فقط اوهام برأسه، ليقول بهدوء:
ايه رأيك لو قضيتى هنا يومين كمان لغاية ما تقدرى توصلى لأختك؟

أحست اميرة بالصدمة من عرضه فلم تتوقعه على الاطلاق، شعرت بسعادة داخلية وهى تفكر انها لم يكن عليها الرحيل وتركه وربما على مدار هذين اليومين تستطيع سبر أغوار قصته، أو تتأكد ان مشاعرها باتجاهه هو اعجاب لم يتخطى الحدود، الى جانب ان هذا المكان هو الملجأ الوحيد لها الآن والذى لن يستطيع والدها ان يصل اليها فيه، ربما مكوثها هنا هو افضل فكرة وربما لا، ولكنها ستفعل وليحدث ما يحدث، لذا أومأت برأسها ايجابا لتلتمع عينيه برضا قبل ان يعود لكتابه، غافلا عن عينين نظرتا اليه بسعادة وشفاه ابتسمت براحة.

14-03-2022 08:17 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [15]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية توأم الروح
رواية توأم الروح للكاتبة شاهندة الفصل السادس عشر

بحث بدر عن والدته وأخيه فلم يجدهما، كان يريد ان يبلغهما بما حدث، تعثرت فرح فجأة بذلك الكعب العالى الذى ترتديه فأسرع بدر باسنادها ليضمها بذراعه الى صدره بسرعة، ادركت فرح وجودها بين ضلوعه تشعر بدقات قلبه المتسارعة، تسارعت دقات قلبها بدورها وأحست بالحرارة تغزو جسدها لتحاول الخروج من محيط ذراعيه بارتباك ولكنه شدد عليها وأبى أن يتركها دون وعى منه، يتسلل اليه عبيرها الساحر ويغرق فى قربها الشديد منه، ليدرك بعد لحظات محاولتها التحرر من أسر ذراعيه ليتركها فى الحال وهو يتعجب من رغبته الشديدة فى قربها، تمالك نفسه بسرعة وهو يتنحنح قائلا:.

احمم، ابقى خدى بالك.
قالت فى ضيق طفولى:
كله من الكعب العالى ده، أنا مبحبوش.
كاد أن يبتسم على طفولتها المحببة اليه ولكنه منع نفسه بصعوبة ليأخذ يدها بين يديه برقة فرفعت اليه عينين دهشتين فنظر الى عمق عينيها قائلا:
طول ما ايدك فى ايدى، عمرك ما هتقعى تانى يافرح.

نظرت الى عينيه بحيرة، تتساءل عن جملته تلك، ترى هل تحمل معان أكثر من حروفها؟هل هو وعد منه بالبقاء الى جوارها وعدم تركها لتقع مجددا فى الحياة؟أم هى مجرد كلمات قصد بها موقف حدث منذ برهة قليلة؟هى حقا لا تدرى.

تابعا سيرهما وكل سارح فى أفكاره وشعوره ويده تحتضن يد الآخر برقة، انه شعور غريب بالراحة والأمان، توقف بدر ليسأل فتاة ما عن مكان والدته، كانت الفتاة جميلة، شقراء وذات عيون عسلية، تطلعت اليها فرح بغيرة وهى تراها تنظر الى بدرها بألفة وتقول برقة:
كانت هنا دلوقتى مع جاد وواحدة اغمى عليها فنقلوها جوة يفوقوها.
عقد حاجبيه بحيرة يتساءل عن تلك الفتاة التى أغشى عليها، ليومئ برأسه قائلا:
شكرا ياسمر، عن اذنك.

أحست فرح بعروقها تنتفض لنطقه اسمها بتلك الأريحية، تابع بدر سيره وهو يجذب فرح للدخول الى المنزل ليتناهى إلى مسامعه همهماتها، التفت اليها بدهشة قائلا:
بتقولى حاجة يافرح؟
توقفت ناظرة اليه بعينين تقدحان شرارات الغيرة قائلة:
مين سمر دى؟

عقد بدر حاجبيه بحيرة، فسؤالها تغلفه نبرات الغيرة، غيرة عجزت عن اخفائها فهى رغم كل التغيير الذى أصابها مازال بداخلها فرح الذى عرفها، فرح الشفافة، كاد ان يبتسم لإدراكه ذلك ولكنه توقف للحظة قبل أن يقول بهدوء:
سكرتيرتى يافرح، ليه فيه حاجة؟

كادت فرح أن تموت غيظا، تتساءل هل تلك الفتاة الفاتنة تقبع فى مكتبه طوال اليوم؟هل تعجبه؟هل يبتسم لها وتبتسم له؟هل، وهل، وهل، أسئلة كثيرة اجتاحت قلبها العاشق الغيور لتفيق من تساؤلاتها على صوته وهو يقول:
مادام مفيش حاجة يبقى يلا بينا عشان نروح لماما وجاد، زى ما سمعتى واحدة مغمى عليها وبيفوقوها ولازم نطمن.

استوعبت تلك الكلمات فجأة والتى أعمتها الغيرة عن استيعابها من قبل، لقد تركت أمانى مع والدته، ترى هل تكون أمانى هى تلك الفتاة المقصودة؟أصابها الجزع ليترجمه صوتها وهى تقول:
أمانى؟
نظر اليها بحيرة لتستطرد قائلة:
أمانى صاحبتى كانت واقفة مع مامتك، احتمال تكون هى.
قال بنبرة هادئة مطمئنا اياها وهو يرى شحوب وجهها المفاجئ:
متقلقيش يافرح، حتى لو كانت أمانى، فأكيد ضغطها كان واطى حبة و جاد فوقها، تعالى معايا.

أومات برأسها وهى تستسلم ليده التى جذبتها مجددا لتسير بجواره الى حيث والدته وأخاه ليطمئن قلبها.
اشار بدر الى حيث تقف والدته أمام حجرة المكتب قائلا:
ماما هناك أهى.
نظرت فرح الى حيث يشير لترى والدته بالفعل تقف أمام المكتب، عقد بدر حاجبيه وهو يلاحظ ملامحها القلقة، ترك يد فرح وتقدم تجاهها بسرعة قائلا فى قلق:
مالك ياماما؟فيه ايه؟
أمسكت فريدة يد بدر قائلة فى قلق:
اخوك يابدر، اخوك لقى مراته فجأة ادامه.

عقد حاجبيه بقسوة يدرك الآن شعور أخاه، فهو يعلم بقصة اخيه وتلك الفتاة التى تزوجته ثم غدرت به ليتحطم قلبه ويسافر خارج البلاد هربا من ذكرياته معها، قال بنبرة غاضبة:
وهما فين دلوقتى؟
اشارت فريدة الى حجرة المكتب قائلة:
اول ما شافته أغمى عليها، اكيد خافت من رد فعله، المهم شالها وجابها على هنا وخرجنى برة، أنا خايفة يعمل فيها حاجة ويودى نفسه فى داهية.
ربت على يدها قائلا بنبرة هادئة:.

متخافيش ياماما، جاد عاقل ومش ممكن يعمل حاجة غلط.
ربتت على يده بدورها قائلة فى رجاء:
يارب ياابنى يارب.

كانت فرح تتابع ما يحدث بحيرة، هى تعرف ان جاد الأخ الأكبر لبدر وأنه نصف شقيق، لم تراه أبدا، فقط سمعت عنه من حماتها، كان من زواجها الأول وعندما ارادت الزواج من والد بدر حبيب صباها، أخذوه أهل زوجها الاول منها وحرموها منه، حتى كبر بعيدا عنها وتزوج ثم غدرت به زوجته ليعود لوالدته لفترة يتعافى فيها من جراح جسده العديدة وتهنأ هى بقربه ولكن لم يلبث ان سافر الى فرنسا هربا من أشباح الماضى التى تؤرقه، انتابها الفضول لترى تلك الزوجة الخائنة والتى تود تمزيقها بيديها هاتين، تريد ان تعرف من تلك المرأة التى يعشقها رجل مثل جاد وتغدر به؟انتابتها الحيرة، اذا كانت الفتاة بالداخل زوجة جاد، اذا اين ذهبت أمانى؟

فتح الباب فجأة ليظهر على عتبته جاد بوجه خال من المشاعر لينظر اليهم بهدوء قائلا بصوت بارد لا يعكس ثورة الغضب بداخله:
ماما، مراتى هتعيش معايا هنا، فى جناحى. ياريت الدادة تحضرلها الأوضة اللى جنب اوضتى.
أومأت فريدة برأسها بهدوء رغم حيرتها من قراره، بينما نظر جاد الى فرح نظرة عابرة قبل أن يعود بنظراته الى بدر قائلا:
انا هخرج انهى الحفلة دى، مبقالهاش لزوم.
اومأ بدر برأسه قائلا:
تمام، أنا جاى معاك.

لتظهر فجأة امانى من خلف بيجاد، عقد بدر حاجبيه بدهشة حين أدرك ان امانى هى زوجة أخيه، كاد أن يقول شيئا ولكنه أغلق فمه على كلماته فبالتأكيد الوقت غير مناسب، بينما اتسعت عينا فرح فى صدمة وهى تقول:
أمانى!

رمقتها أمانى بنظرة صارمة تمنعها من الكلام وهى تهز رأسها نفيا، عصفت بفرح الحيرة ولكنها التزمت الصمت، حتى تستطيع الانفراد بأمانى لتجيب عن كل تلك الأسئلة التى تجتاحها الآن، غافلة عن عيون التقطت نظراتهم لتتأكد شكوكه بأن هناك خطأ بالأمر وسيسبر أغواره ولكن كما قال سابقا، الوقت حاليا ليس بالمناسب أبدا.
ابتعد بيجاد يتبعه بدر بعد أن رمق امانى وفرح بنظرة غامضة، بينما اقتربت فريدة من أمانى قائلة بمرارة:.

غدرتى بابنى، وعملتى زى اهل جوزى، بعدتيه عنى كل السنين اللى فاتت دى، كنت بتمنى اليوم اللى أشوفك فيه عشان أسألك ليه خنتيه؟ليه كسرتى قلبه اللى شاف فيكى كل حاجة حلوة، انتى كنتى توأم روحه مش مراته بس، ليه عملتى كدة، ليه؟
ترقرقت الدموع بعيون أمانى من كلمات فريدة التى لن تستطيع الرد عليها، لتقول:
أنا، أنا...
قالت فريدة فى سخرية مريرة:.

انتى ايه، ها، آل وانا اول ما شفتك فى الحفلة قلت انتى اللى هتكونى املى فى ان ابنى ينسى المه وتخليه يحب من تانى، بس الظاهر انى اتخدعت فى وشك البرئ زى ما ابنى اتخدع بالظبط.
الى هنا وكفى لم تعد فرح تتحمل تلك الاهانات التى تكال لأمانى من قبل فريدة، تلك الملاك التى توقن انها تقع ضحية سوء تفاهم وظلم جرير، لتمسك أمانى بيدها بسرعة وتضغط عليها وهى تنظر اليها تمنعها من الحديث، لتقول أمانى بهدوء:.

متقلقيش على ابنك يامدام فريدة، هو خلاص حب واحدة تانية وخطبها كمان وهيتجوزها، انا بالنسبة له مش أكتر من واحدة قرر ينتقم منها، انا بالنسبة له ولا حاجة.
احست فريدة بالمرارة تغلف صوت أمانى لتنتابها الحيرة وتلقى نظرة أخيرة عليها قبل ان تبتعد، لتلتفت فرح الى أمانى على الفور قائلة:
فهمينى ايه الحكاية بسرعة ياأمانى، انا هتجنن.
قالت لها أمانى بانكسار حزين:.

تعالى بس نقعد فى حتة محدش يسمعنا فيها وأنا هقولك على كل حاجة.

نهضت فرح قائلة فى صدمة:
يعنى جاد هو بيجاد؟ياربى، باباكى ده ايه ياأمانى، شيطان، ازاى عمل كدة فيكم، ازاى قدر يفرق بين اتنين بيحبوا بعض بالشكل ده، ازاى هانت عليه بنته؟
قالت أمانى بمرارة:
وأنا من امتى كنت بنته؟من امتى اهتم بمشاعر حد فينا؟احنا بالنسبة له مش اكتر من ورق بيلعب بيه.
ربتت فرح على يد أمانى قائلة:.

والله ما انا عارفة اقولك ايه ياأمانى، هتلاقيها من باباكى اللى معندوش قلب ولا ضمير، ودمر حياتك وحرمك من حبيبك، ولا هتلاقيها من بيجاد اللى ظالمك وفاكرك غدارة ويشهد ربنا انى مشفتش أطيب من قلبك ولا أخلص منه لحبيبه. أنا اكتر واحدة عارفة اد ايه كنتى بتحبيه وعايشة على ذكراه ورافضة أى حد يدخل حياتك بعده، صدقينى بكرة هيندم على كلامه ليكى.
قالت أمانى فى حزن:.

وهتفرق فى ايه يافرح، هو خلاص حاكمنى وحكم علية من غير ما يسمعنى، صدق انى ممكن اعمل كدة، صدق انى اقدر أبيعه بسهولة عشان الفلوس، شاف منى ايه يخليه يصدق عنى حاجة زى دى، كلامه دمرنى وكمل علية بخبر نسيانه لية وحبه لواحدة تانية، بيجاد قدر يدخل حد تانى فى قلبه، حد تانى أخد مكانى، بقت حبيبته وخطيبته وهتبقى مراته، انا بقيت بالنسبة له ماضى لازم ينتقم منه عشان يقدر يكمل، وانا مستعدة لانتقامه لو كان ده هيريحه، أنا كدة كدة ميتة، فى بعدى عنه ميتة وفى قربى منه وانا عارفة انه لغيرى برده ميتة، يبقى خلينى فى قربه، أنا ما صدقت لقيته عايش، حي أدامى بعد ما صاحبه عزيز ورانى صورته وفهمنى انه مات، حياته عندى بالدنيا وما فيها.

تساقطت دموعها بغزارة لتشاركها فيها فرح وهى تحتضنها قائلة:
انتى مفيش فى الدنيا زيك ياأمانى، حب نادر واخلاص محصلش، نفسى بيجاد يفوق قبل فوات الأوان، نفسى يفتح عيونه وميضيعش منه جوهرة غالية زيك ياحبيبتى.
خرجت امانى من محيط ذراعيها قائلة وهى تمسح دموعها:
أهم حاجة دلوقتى يافرح، ان محدش يعرف حاجة عن الموضوع ده ولا حتى بدر مفهوم؟
أومأت فرح برأسها قائلة:.

متقلقيش مش هقوله حاجة، اهم حاجة انتى متأكدة انك هتقدرى تعيشى بالشكل ده؟
اومأت امانى برأسها قائلة فى حزن:
هقدر يافرح، لازم أقدر، زى ما قلتلك قبل كدة، أنا كدة كدة ميته، مش هتفرق كتير صدقينى.
قالت فرح وهى تربت على يد امانى فى حنان:
كل اللى فى ايدى أعملهولك انى ادعيلك ليل ونهار يريح قلبك يا أمانى.
ربتت امانى على يدها بدورها قائلة:
يارب يافرح، يااارب.

كانا غافلين عن آذنين استمعتا الى كل ما يقولون، لتتأكد شكوكه بالكامل حول كل ما يحدث، يتساءل عما يجب عليه فعله ليفتح عيون أخيه على الحقيقة، فأخاه لن يصدق بسهولة وسيكون عليه أن يجد دليلا على كلامه، دليلا واحدا فقط وهو يعرف أين يجده.



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 6994 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4052 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3100 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2971 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3416 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، توأم ، الروح ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 04:38 صباحا