أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية انتقام عاشق

كل منهما سعى للانتقام، أحدهما ينتقم ممن أحبته ثم تخلت عنه والآخر ينتقم من ابنة الرجل الذي لم يكره احدا في حياته مثله، لي ..



13-03-2022 04:31 مساء
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 

t22101_9300

كل منهما سعى للانتقام، أحدهما ينتقم ممن أحبته ثم تخلت عنه والآخر ينتقم من ابنة الرجل الذي لم يكره احدا في حياته مثله، ليتخلل الانتقام عشقا يعذب كليهما فهل ينتصر العشق أم يضعفه الانتقام؟
فصول نوفيلا انتقام عاشق
نوفيلا انتقام عاشق للكاتبة شاهندة الفصل الأول

انتابت ياسمين مشاعر مختلطة مابين الشوق والغضب والخوف وهي تنظر الى صورة الغلاف لتلك المجلة المشهورة والتي كتب عليها (رجل العام)، كان صاحب الصورة رجل شديد الوسامة يطالعها بنظرة تنفذ الى روحها، تلك النظرة الغامضة المثيرة والتي تعرفها جيدا، شعرت برجفة في اوصالها، وتسارعت دقات قلبها.

لقد مر عام ونصف منذ آخر مرة وقعت عليه عيناها، عام ونصف تحولت فيه من امرأة سعيدة الى حطام أنثى، انطفئ بريق عينيها وازداد نحولها، فالشوق اليه يؤرقها، انه حبيبها وزوجها رجل الأعمال المشهور عادل رأفت.

كان حبا من النظرة الأولى حين اصطدما ببعضهما البعض في النادى، أسر قلبها بابتسامته ودعاها لتناول مشروبا معه ولبت هي الدعوى بسرور ثم تكررت لقاءاتهما ليدركا انهما عاشقين، عرض عليها الزواج فوافقت على الفور وتزوجا خلال شهر، في البداية ظنت انها حصلت على قصتها الخيالية، فقد التقت بأميرها وتزوجته، حتى ان حفل زفافهما الأسطورى كان حديث المدينة لسنوات، حفل يليق بياسمين توفيق ابنة السفير احمد توفيق، تلك الفاتنة ذات الخصلات الذهبية الناعمة والعيون الزرقاء، ويليق أيضا بزوجها الوسيم الثرى رجل السياحة الأول في البلاد عادل رأفت.

كانت ياسمين تعيش بالفعل اجمل أيام حياتها مع عادل، يغمرها بالحب والحنان وتبادله اياهما في سعادة، حتى عادا من شهر العسل وتغير كل شئ.
انشغل عنها عادل بعمله ولم تشتكى هي، كان الأمر طبيعيا، فلقد تراكمت عليه الأعمال نتيجة سفره معها، وقد شفع له عندها رجوعه اليها كل ليلة يغمرها بشوقه ليعيشا معا في عالمهم الخاص تغمرهما السعادة،.

ولكنها كانت تشعر دائما بأن هناك غيمة تظلل تلك السعادة، شئ يخفيه عنها زوجها، أدركته من خلال تصرفاته القلقة ومكالماته التي يخفض فيها صوته ويتلقاها دائما في جوف الليل، انتابها الشك ولكنها تجاهلت ذلك الشعور لشدة حبها له وثقتها الكبيرة فيه، ثم ازدادت تصرفاته غرابة وازداد شرودا،.

وفي أحد الأيام وبينما كانت تقف في المطبخ أحست بالغثيان لتهرول الى الحمام تتقيأ ما في معدتها من طعام وبعد ان هدأت، نظرت الى بطنها تتساءل، هل ينمو بداخلها طفل عادل؟شعرت بالسعادة واسرعت بإجراء اختبار الحمل لتتأكد، وبالفعل تأكدت من حملها، لتسرع الى حجرة المكتب كى تخبر زوجها بهذا النبأ السعيد، اقتربت من الباب لتتوقف يدها على المقبض وهي تستمع اليه وهو يقول بصوت حاد:.

قلتلك متتصليش بية تانى، انا اللى هتصل بيكى،
ليصمت للحظة ثم يقول:
طفلك ده انا اللى هكون مسئول عنه، بس ياريت متعمليش مشاكل والا هتواجهينى أنا، هتواجهى عادل رأفت وانتى عارفة كويس ده معناه ايه.






توقفت انفاسها ثم عادت لتتنفس ببطئ، وقد امتلأت عيونها بالعبرات، لقد خانها، وهناك طفل في مكان ما سيصبح اخا او اختا لجنينها، تماسكت لا تدرى من اين اتت بتلك القوة ولكنها اسرعت الى حجرتها وأخذت جواز سفرها وحقيبة يدها وتركت له رسالة كتبتها بيد مرتجفة
لم اعد اشعر تجاهك بالحب، لا تبحث عني، الوداع.

اسرعت الى الخارج تنهمر دموعها التي تنعى قلبها المحطم، لتسافر الى مدينة أخرى، الاسكندرية، تمر بها الأيام بطيئة، تعيش عذاب الفراق والغدر، حاولت النسيان وساعدها في ذلك تعرفها بصديقاتها، خاصة شهد والذين هونوا عليها حزنها ووحدتها، لتلد طفلها وأسمته عمر رضوخا لرغبة صديقاتها، أفاقت من افكارها على صوت بكاء رضيعها لتسرع إلى مهده تحمله بلهفة وهي تقول:.

متعيطش ياحبيبى، انت في حضن ماما، متخافش أنا هحميك من اى حاجة ممكن تإذيك، لازم تعيش السعادة اللى اتحرمت انا منها.
لتقبل رأسه ويغمر عينيها التصميم وهي تقول:
لازم.

اغمضت شهد عينيها تحاول ان تتجنب تلك النظرات المتفحصة لها والتي تربكها خاصة وان صاحب تلك النظرات هو رجل وسيم ذو ملامح شرقية جميلة وعينان غامضتان، انها ليست المرة الأولى التي تراه فيها، لقد رأته كثيرا في الآونة الأخيرة، يحاصرها بنظراته المتفحصة لها والغامضة أيضا حتى عندما تتركها صديقاتها ليذهبن للعب التنس وتظل هي تقرأ رواياتها الرومانسية يظل يحاصرها بتلك النظرات التي تثير خجلها وتهز كيانها، فتحت عينيها تسترق اليه النظرات لتراه ما زال يتأملها، ظلت هكذا حتى انتفضت على صوت ياسمين وهي تقول لها:.

قاعدة برده تقرى رواياتك وسايبة هديل هتموت من الغيظ.
التفتت اليها شهد قائلة بابتسامة:
ليه بس؟
جلست ياسمين تحمل طفلها ثم تضعه على قدميها بعناية وتضمه بذراعها وهي تقول:
هيكون ليه يعنى؟، العادى بتاعهم، نجاح مش راحماها، غالباها طبعا.
ابتسمت شهد لعمر الذي ابتسم لها بدوره لتقول وهي تمد يدها اليه:
سيبك منه وهاتيلى العسل بتاعك ده اشيله شوية، وحشنى ومفاتش يومين على آخر مرة شفته فيها، هيجننى الولد ده.

ابتسمت ياسمين وهي تناوله اياها لتلتقطه شهد وتضمه اليها وهي تغمض عيناها تستنشق رائحته العذبة ثم تفتحهما مجددا لتقع عيونها على ذلك الرجل الغامض وهو ينظر اليها بحيرة قبل ان تغلف ملامحه البرودة مجددا لتنفض شهد افكارها المتسائلة وهي تبتعد بعينيها عنه قائلة لياسمين:
بقولك ايه ياسمسم، ما تيجى معايا النهاردة نقضى اليوم سوا، واهو بالمرة آخد رايك في التصميم الآخرانى اللى عملته.

هزت ياسمين رأسها موافقة وهي تقول:
مفيش عندى مانع، وأهو بالمرة نفضفض شوية، اصلى مخنوقة اوى وكنت عايزة اتكلم معاكى.
قالت شهد:
مالك بس ياياسمين، مخنوقة ليه ياحبيبتى؟
زفرت ياسمين قائلة:
هحكيلك لما نروح البيت ياشهد.

اومأت شهد برأسها وابتسمت بحنان لعمر الذي حاول ان يجذب انفها بيده ثم حانت منها التفاتة لمكان ذلك الرجل الغامض فأدهشها اختفاؤه وهو الذي كان يظل قابعا أمامها حتى مغادرتها النادى، لتتعجب من مغادرته اليوم قبلها، ترى ما السبب، هل مل من مراقبتها؟هل ايقن أن الأمل في أن يتعرف بها مستحيل ام هل فقد اهتمامه بها والذي كان واضحا للغاية؟نفضت افكارها وهي تعود بنظراتها الى عمر تلاعبه بوجهها وتشاكسه بحركاتها، غافلة عن عيون ذلك الرجل الغامض الذي تابعتها من بعيد، عاقدا حاجبيه بشدة ثم مالبث ان وضع نظارته الشمسية على عينيه، والتفت مغادرا النادى بهدوء.
تااابع اسفل
 
 



13-03-2022 04:32 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [1]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية انتقام عاشق
نوفيلا انتقام عاشق للكاتبة شاهندة الفصل الثاني

نظر عادل الى الورقة التي يحملها في يده بغضب شديد، ضاقت عيناه وهي تجرى على تلك المعلومات، اذا ياسمين في الاسكندرية وقد وصل اليها اخيرا فريقه الأمنى بعد بحث مضنى، دام عاما ونصف على وجه التحديد، مروا عليه وكأنهم دهرا بأكمله، انه يتذكر ذلك اليوم جيدا، عندما ذهب الى المطبخ حيث تركها فلم يجدها ليصعد الى حجرتهم ويجد تلك الرسالة المقتضبة تخبره فيها انها لم تعد تحبه وانها تهجره، لم يكن لديها الشجاعة لمواجهته، لتخبره بذلك وهي تنظر مباشرة اليه، كيف استطاعت ان تفعل ذلك به؟، لقد كان يعشقها، كانت ثقته بها بلا حدود، فهل توهم انها بادلته شعوره؟

هل كان نزوة عابرة في حياتها؟وهل كانت بارعة الى هذا الحد في تزييف مشاعرها التي اغدقتها عليه؟، ضرب سطح مكتبه بقبضته في قوة وهو ينهض غاضبا، يتذكر تلك الليالى التي ذاق فيها مرارة الهجران، ذلك العذاب الذي أضعف وجدانه، بحثه عنها في كل مكان، سؤاله أباها الذي لم يعرف بدوره شيئا عنها، حتى انها لم تتصل به وقد اثارت دهشته وحيرته رغم انه يعرف أن صلتها بذويها ضعيفة...

تساءل في غضب، هل كرهته الى هذا الحد؟هل احبت شخصا آخر لذلك هربت منه، انتابته غيرة عمياء قاتلة عند تفكيره في ذلك الاحتمال يصاحبه غضب شديد قد يحرق الأخضر واليابس ان كان ذلك الاحتمال صحيحا، لو هربت من اجل آخر سيقتله ثم يقتلها ولو كان هذا آخر شئ يفعله في حياته،.

تعجب من غيرته الوحشية والتي يشعر بها في كل كيانه، أمازال يحبها؟تساءل بحيرة، ليزفر وهو يمرر يده برأسه ليعود وينفى هذا الاحتمال، هي فقط كرامته التي اهدرتها بهروبها، كبرياؤه وقلبه اللذان تأذيا بسببها، قلبه الذي سيسعى فقط للانتقام، لقد عرف اخيرا مكانها، سيذهب اليها وينتقم منها، انتقام عاشق لمعشوقة آلمته، دمرته، حطمت قلبه، ثم سيخرجها من حياته الى الأبد حتى يحصل على السلام الذي هجره منذ هروبها، نعم هذا ما سوف يفعله على الفور.

كانت شهد تجلس كعادتها تقرأ روايتها ولكنها تلك المرة لم تستطع التركيز عليها، بل انها لم تنهى حتى صفحة واحدة منها، تشعر بالحيرة، بالتخبط والتساؤل، فرجلها الغامض لم يأتى منذ يومان، ترى ما الذي يمنعه عن الحضور الى النادى؟وأين اختفى؟، نظرت الى مكانه الفارغ للمرة الأخيرة، ثم تنهدت بعمق وهي تغلق كتابها تنوى الرحيل فلم تحضر اليوم الفتيات الى النادى، فعمر كان مريضا وياسمين تخشى أن تخرج به الى النادى، ونجاح لديها محاضرات بالجامعة حيث تعمل كمعيدة، أما هديل فلديها موعد هام مع خطيبها لتختار أثاث المنزل، اذا ما الداعى لجلوسها هنا، يجب ان تذهب بدورها، انتفضت عندما سمعت صوت رجولى أجش يقول في هدوء:.

آنسة شهد الجمال!
أصابت شهد دهشة بالغة عندما رفعت عينيها الى صاحب الصوت لتجد انه ذلك الرجل الغامض والذي اصبح في الآونة الأخيرة محور أفكارها، يطالعها بعيونه الغامضة الجذابة، فأومأت برأسها ايجابا بصمت تبتلع ريقها بصعوبة وهي تحاول ان تبدو هادئة وأن لا يظهر عليها تسارع دقات قلبها فاستطرد قائلا:
أنا فارس سالم. رجل أعمال
عقدت شهد حاجبيها قائلة:
تشرفنا، أى خدمة؟

أحست شهد ان ابتسامة فارس بها بعض التسلية وهو يقول:
عندى ليكى عرض، عندك وقت تسمعيه؟
انعقد حاجبى شهد في حيرة متسائلة، عن أى عرض يتحدث؟ولكنها مالبثت أن أومأت برأسها موافقة على الاستماع اليه فاستطرد فارس قائلا وهو يشير الى المقعد المواجه لمقعدها:
ممكن اقعد؟
اومأت برأسها ايجابا قائلة وهي تحاول ان تتظاهر بالثبات:
اتفضل بس اختصر لو سمحت.
اتسعت ابتسامة فارس الساخرة وهو يقول:.

عرضى باختصار ومن غير لف ودوران، انك تقبلى تتجوزينى في مقابل حاجة مهمة اوى في حياتك.
اتسعت نظرات شهد من الصدمة وهي تقول:
افندم.
ثم تحولت نظرات شهد من الدهشة الى الغضب وهي تقول:
انت في كامل قواك العقلية ولا انت شارب حاجة؟
قابل فارس ثورتها بنظرات هادئة وهو يقول:
هعديلك كلامك ده وهحاول أطول بالى و افهمك،
نهضت شهد قائلة في حدة:
انا بقى مش عايزة أفهم، عن اذنك
قال فارس بنبرة صارمة:.

اقعدى مكانك لغاية ما اخلص كلامى.
رغما عنها وجدت نفسها تجلس مجددا تنظر اليه وهو يستطرد قائلا:
انا مش بهزر على فكرة، ولا بلعب معاكى، وعرضى لازم تسمعيه وتقبليه كمان، اكيد مش هقول ان عرضى الجواز عليكى بسبب اعجابى بيكى لأنه مستحيل، بس فيه سبب تانى لازم تعرفيه قبل ما تقولى رأيك.
الى هنا ولم تستطع شهد الصمت أكثر من ذلك لتنظر اليه غاضبة من كلماته ووقفت دون تردد قائلة:
لأ، انت بجد مجنون.

واستدارت مبتعدة بخطوات غاضبة ولكنها فوجئت بيده تستوقفها في حزم فالتفتت اليه قائلة في حدة:
سيب ايدى يااما هصرخ و هناديلك الأمن.
ابتسم قائلا في برود:
اعمليها واوعدك تزورى والدك في السجن قريب.
اتسعت عينا شهد من الصدمة وهي تقول:
انت بتقول ايه؟
قال فارس:.

انا معايا الدليل على ان والدك استغل وظيفته واختلس مبلغ كبير وبما انى اشتريت الشركة اللى بيشتغل فيها والدك، فانا مستعد أتخلى عن حقى في سجنه وادمر الدليل على اختلاسه لو وافقتى تتجوزينى.
احست شهد بانها على وشك الانهيار فجلست على اقرب مقعد وهي تقول:
انت بتقول ايه؟، أنا مش قادرة اصدق، انت اكيد بتكذب
هز فارس رأسه نفيا وهو يقول في سخرية:
تقدرى تتأكدى بنفسك من السيد الوالد.

ثم اخرج من جيبه كارته الخاص ووضعه على الطاولة أمامها قائلا:
لما تتأكدى بنفسك من كل كلمة قلتها ابقى ساعتها كلمينى نحدد الفرح.
نظرت اليه في حيرة قائلة:
انت ليه بتعمل كل ده؟
ازدادت نظرات فارس غموضا وهو يقول:
هتعرفى اسبابى بعدين.
احست شهد بمشاعر الغضب تصعد من اعماقها فنهضت قائلة:
مش عايزة اعرفها خالص، وموضوع جوازنا ده تنساه
ابتسم فارس وعينيه تلتمعان ثم التقط الكارت ووضعه في حقيبتها بهدوء وهو يقول:.

قبل أخر الشهر هتكونى مراتى ياشهد وده وعد منى ليكى.
نظرت اليه شهد بغيظ ثم ابتعدت عنه متجهة الى المنزل ونظرات فارس تتابعها وقد زادت ابتسامته برودة وتألقت عينيه اكثر ببريق الفوز.

قالت ياسمين في ذهول:
ده أكيد مجنون يا شهد.
قالت شهد بقلق:
انا قلت كدة برده، بس انتى مشفتيش الثقة الغريبة اللى بيتكلم بيها، قلقتنى اوى ياياسمين، ومش عارفة اعمل ايه، عشان كدة جيت من النادى عليكى علطول، جايز تقوليلى انتى اعمل ايه.
قالت ياسمين بسرعة:
ودى فيها كلام، اسألى باباكى وهو أكيد هينفى الكلام ده كله.
نظرت اليها شهد قائلة وقد ظهرت مشاعرها في ارتجافة صوتها:
وافرضى أكده؟
عقدت ياسمين حاجبيها قائلة:.

حتى لو أكده، مستحيل تتجوزى المجنون ده، ده بيقولك في وشك انه مش معجب بيكى، طب متجوزك ليه وهو عارف ان باباكى زي ما بيقول مختلس؟أكيد مخبى لسة حاجة ومقالهاش وانا مش مطمنة يا شهد، انا بقولك اهو.
تنهدت شهد قائلة:
مش عارفة ياياسمين، انا كمان مش مطمنة، بس لو اتأكدت من كلامه، صدقينى مش هيبقى أدامى غير انى أتجوزه عشان أنقذ بابا.
قالت ياسمين باستنكار:
بس...
قاطعتها شهد قائلة وقد ترقرقت الدموع بعينيها:.

من غير بس، انتى عارفة بابا بالنسبة لى ايه، ده روحى ياياسمين ومستحيل هقبل البنى آدم اللى اسمه فارس ده، يسجنه، بابا مش هيستحمل السجن دقايق مش سنين، هيموت وانا هموت وراه.
نظرت اليها ياسمين بحنان وهي تربت على يدها قائلة:
بعد الشر عنك، اهدى بس وسيبيها على ربنا، وأكيد انتى عارفة انه مش هيضرك.
رفعت شهد يدها تمسح تلك الدموع من عينيها قبل ان تخونها وتسقط رغما عنها قائلة:
ونعم بالله ياياسمين، ونعم بالله.

13-03-2022 04:33 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [2]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية انتقام عاشق
نوفيلا انتقام عاشق للكاتبة شاهندة الفصل الثالث

لم تعرف ياسمين كيف تصف شعورها وهي تحدق بتلك العينين الرماديتين التي تطالعانها ببرود، هل هو الخوف، كلا انه الذعر المطلق، ظلت تحدق به حتى قال هو ببرودة الصقيع:
هنفضل واقفين كدة كتير؟

ترددت ثم تنحت جانبا رغما عنها، وأشارت له بالدخول وهي تتمنى أن يكون كل ذلك، كابوسا ستصحو منه قريبا، تخطاها دالفا الى المنزل يلقى عليه نظرة عابرة ثم يلتفت اليها يتأملها من جديد ببرود، تمر عيناه على كل ملامح وجهها وجسدها يتساءل داخله في حيرة عن سر شحوبها وهزالها، أتراها مريضة؟نفض أفكاره المهتمة بأحوالها لتقسو ملامحه، وهو ينظر اليها، بينما عضت ياسمين على شفتيها ليبتسم عادل بداخله وهو يدرك توترها وقلقها وربما خوفها الذين لطالما عبرت عنهم بتلك الحركة ليأخذ هو وقتها شفتيها بين شفتيه يطمأنها بالقبلات الرقيقة الناعمة، ويزيل عنها كل مشاعرها المضطربة الوجلة، تلك القبلات التي تجعلها متأكدة من عشقه لها ورغبته الدائمة بها، تركزت عيناه في تلك اللحظة على شفتيها لتغيم عينيه وهو يتذكر تلك القبلات، ليفيق من أفكاره التي زايدت من نبضات قلبه على صوتها المرتبك المرتجف وكأنها تذكرت بدورها تلك القبلات وهي تقول:.

انت عرفت مكانى ازاى؟
ضاقت عيناه وتبدلت ملامحه لينظر مباشرة الى عينيها قائلا في برود:
كنت هعرف مكانك ياياسمين ولو كنتى مستخبية تحت الأرض، الموضوع أخد وقت مش اكتر، انتى كنتى فاكرة انى مش هقدر ألاقيكى، يااه، أد كدة معرفتنيش؟
نظرت الى عمق عينيه قائلة بمرارة:
محدش فينا لحق يعرف التانى ياعادل، كان كل اللى بينا اعجاب او رغبة...

صمتت وهي ترى ملامحه تتحول الى الغضب وهو يقطع المسافة التي تفصل بينهما في خطوتين ويمسكها من ذراعها بقسوة قائلا:
ده كان كل اللى بينا، انتى مصدقة كلامك ده؟ولا بتحاولى تخلينى أصدقه؟
أطرقت برأسها تخفى الم قلبها الذي ظهر على ملامحها من ذلك الشوق اليه والذي اجتاحها لقربه منها لتلك الدرجة، تود لو تغاضت عن الم خيانته وألقت نفسها الآن بين ذراعيه، ولكن هيهات الألم أكبر من النسيان، لذا قالت بحزن:.

أيوة مصدقة وميهمنيش تكون انت مصدق أو مش مصدق.
سمعت صوته يقول باختلاجة تدركها تماما:
بصيلى ياياسمين.
لم تستطع أن ترفع وجهها في تلك اللحظة وتقابل عينيها عينيه بالتأكيد ستضعف، ثم تذكرت طفلهما والخطر الذي سيحيط بها ان أدرك عادل وجوده لينتابها الفزع وهي تحمد ربها انه نائما والا لانكشف امرهما على للفور لذا تنهدت وهي تمسك يده تبعدها عن ذراعها قائلة وهي تنظر الى عينيه:.

امشى ياعادل، ارجع لحياتك وسيبنى أعيش حياتى، من فضلك امشى.
زفر في قوة وهو يقول بغضب:
لأ مش همشى، مش همشى قبل ما اعرف سيبتينى ليه؟أد كدة اللى بينا كان رخيص عندك؟
كادت ان تجيبه لولا ان تناهى الى مسامعهما صوت بكاء طفل لترتسم ملامح الصدمة على وجه عادل يقابلها ملامح رعب شديدة على ملامح ياسمين، ثم تحولت ملامح الصدمة على وجه عادل الى الغضب فهدر قائلا بقوة:.

عشان كدة سيبتينى وهربتى، عشان واحد تانى ياياسمين وخلفتى منه كمان.
أمسك كتفيها يهزهما في غضب قائلا:
انطقى، قوليلى مين الكلب اللى هربتى معاه وسيبتينى.
أحست بالدوار فقالت بضعف:
سيبنى ياعادل.
اقترب من وجهها قائلا بنبرات صارمة:
لأ مش هسيبك لغاية ما تقوليلى الطفل ده يبقى ابن مين.
رفعت صوتها ووجدت عزيمتها وهي تنفض يديه عنها مع ارتفاع صوت بكاء عمر قائلة:
ابنى بيعيط، مش سامع؟لازم اروحله.

ثم أسرعت الى حجرة عمر يتبعها عادل وما ان دلفت للداخل حتى اسرعت الى مهده تأخذه منه بحنان وتربت على ظهره قائلة:
متعيطش ياحبييى، أنا هنا جنبك.

شعرت ياسمين بعادل يقف الى جوارها فالتفتت اليه لتراه يتطلع الى الطفل بصدمة، كانت تعلم أنه من اللحظة التي سيرى فيها عادل عمر سيدرك انه طفله فهو نسخة مصغرة من عادل يحمل نفس لون العينين والشعر والبشرة، أغمضت عينيها في الم، تدرك أن كل شئ قد تم كشفه وأن ايام راحتها انتهت، فتحت عينيها بقوة على صوت عادل الغاضب وهو يقول:
انتى ازاى متقوليليش حاجة زى دى؟ازاى متقوليش ان لية ابن من لحمى ودمى؟

القت نظرة على طفلها وأشارت له بالصمت وهي تشير بعينيها الى طفلها الذي عاد للنوم مجددا لتضعه في المهد بحذر، ثم اشارت لعادل ذو الملامح القاتمة من الغضب أن يتبعها، نظر عادل الى الطفل النائم كالملاك نظرة أخيرة قبل أن يتبعها وهو يشعر أنه على وشك قتلها لاخفائها عنه طفله كل تلك الفترة.
ما ان اصبحا بالخارج حتى جذبها من ذراعها قائلا في قسوة:.

ازاى تدارى علية ان لية ابن، دى الحاجة اللى كنت بحلم بيها ليل ونهار، اللى كنت مش عايز من الدنيا غيرها، أد كدة قلبك قاسى، الظاهر انى معرفتكيش بجد.
أحست ياسمين بالذنب وهي ترى المرارة التي تنطق بها كلماته لتنفض هذا الشعور على الفور وهي تنفض يده عنها قائلة بغضب:
اوعى تحسسنى بالذنب، اللى حصل انت كنت السبب فيه، انت اللى دمرتنى ودمرت حياتى
قال بصوت غاضب:.

أنا اللى دمرت حياتك؟، ليه انا اللى سيبتك بعد شهرين من الجواز وخليت الجرايد كلها تتكلم عن العروسة اللى هربت من جوزها وياترى هربت ليه، انا اللى داريت عنك ان ليكى طفل من دمك؟، ايه الجبروت اللى انتى فيه ده؟تعرفى انا نفسى في ايه دلوقتى، أحط ايدى حوالين رقابتك ومسبكيش غير وروحك طالعة منك، بس للأسف قلبى مش بقسوتك ياياسمين، ولا يمكن هكون زيك.
انتابها الغضب لتندفع بيدها تضربه في صدره قائلة في مرارة:.

فعلا انت مش زيي ولا يمكن تكون زيي، لإنى عمرى ما خنت عهودنا الزوجية زي ما انت خنتها.
أمسك يدها بقوة وضاقت عيناه وهو يقول:
قصدك ايه؟
تراجعت للخلف خطوة وهي تبعد يدها عن يده، ادركت في وجل انها كانت ستفصح عما سمعته، وسيبرر لها، لينتهى بها الأمر معه مرة أخرى، لتتعذب من جديد، لتقول في حزن:
انا مش هتكلم عن الماضى، ياريت ياعادل تسيبنى في حالى وتمشى، انا بجد تعبانة وعايزة أرتاح.

نظر عادل الى ملامحها الشاحبة، وتذكر كلماتها منذ قليل ليدرك ان هناك امرا تخفيه عنه ياسمين ولا تريد الافصاح عنه، تساءل في حيرة أتراه ظلمها؟، هل هي مريضة بمرض ميئوس منه لذلك ابتعدت عنه وتتعلل بتلك الكلمات الواهية عن خيانة العهود ام ان هناك لغزا تحمله في قلبها وترفض أن تكشف الستار عنه، ام انها هجرته وتتوارى خلف الأعذار، حقا لم يعد يعرف شيئا، لقد جاء الى هنا بيقين انها لا تستحق منه سوى أن يعرف سبب هجرانها ثم ينتقم منها وفي النهاية يطلقها ويبتعد عنها للأبد اما الآن فألغاز تلك المرأة تجبره على أن يصل للحقيقة اولا، فان كانت مظلومة فستعيد الى قلبه نبضاته أما ان كانت غير مظلومة فسينتقم منها شر انتقام،.

لذا قال في هدوء:
بصى ياياسمين، لو فاكرة انى ممكن امشى واسيب ابنى لحظة واحدة معاكى تبقى غلطانة، انا هاخد ابنى لبيتى، ابنى اللى حرمتينى اشوفه في شهوره الاولى وكنتى ناوية تحرمينى منه علطول، وعشان انا فعلا مش شبهك، هعرض عليكى تكونى معاه لكن لو مش عايزة فانتى حرة، اكيد مش هنحتاجك.
نظرت اليه برعب قائلة:
انت متقدرش تاخده منى، متقدرش.
ابتسم بسخرية قائلا:.

لأ أقدر، قلتلك انتى لسة متعرفنيش، لو حابة تيجى ويبقالك دور في حياة ابنك فانا معنديش مانع، ومتفكريش ان هيبقالك دور في حياتى انا كمان، لأ، انتى انتهيتى من حياتى يا ياسمين للأبد، قرارك وبسرعة لانى مستعجل ومفيش ادامك وقت.

نظرت شهد لوجهها في المرآه وهي لا تكاد ترى ملامحها فقد غامت عيناها بالدموع وهي تتذكر مواجهتها مع والدها الذي أكد لها كلام فارس وكاد ينهار أمامها من الألم والخجل وهو يواجهها بهذا الاعتراف، تركته شهد متألمة ضائعة واتجهت لغرفتها وظلت جالسة أمام مرآتها منذ ساعات وهي لا ترى اى شئ سوى مستقبل مظلم لها تحددت معالمه، خسرت حقها في الزواج برجل يحبها وتبادله مشاعره وخسرت حقها في السعادة ولم يعد امامها اى خيار. سوى الزواج برجل تكرهه لاجبارها على الزواج منه، ولكن هل هي حقا تكرهه؟مشاعرها تجاهه متناقضة فهى كانت تشعر بالانجذاب نحوه قبل ان يهددها ويبتزها ليجبرها على الزواج منه، أصبح اعجابها به يحمل غضبا من ابتزازه لها ومن تصريحه عن عدم اعجابه بها رغم جمالها بذلك الشعر البنى الناعم المسترسل حول وجه جميل بعينين زرقاوتين في لون صفاء السماء الزرقاء وبشرة بيضاء ناعمة، وقوام رشيق فلماذا يبدى نحوها كل ذلك النفور وفي نفس الوقت مصمم على الزواج منها، هزت رأسها في يأس فما من داعى لتلك الأسئلة وهي مضطرة لمنحه ماأراد، بحثت عن رقمه الى تركه لها في الكارت الخاص به والذي كادت ان تمزقه غضبا ولكنها لم تفعل، ثم اتصلت بالرقم فجاءها صوته الساخر يقول:.

ألو؟
فنظرت الى وجهها المتغضن بالدموع ومسحت دموعها في قوة وهي تقول بمرارة:
انت فزت، تقدر تحدد ميعاد الفرح.

قالت شهد باستنكار:
وهترجعيله؟
هزت ياسمين كتفيها وهي تعدل من وضع هاتفها مابين أذنها وكتفها تضع ملابس طفلها بعناية في الحقيبة قائلة:
مضطرة ياشهد، هياخد ابنى منى، ده مسابوش ولا لحظة من ساعة ما جه، قاعد معاه في اوضته، ومصمم ياخده معاه، ويا اروح معاهم ياانسى ابنى، وانا مقدرش ابعد عنه ياشهد.
قالت شهد بحزن:
ومتقدريش تبقى قريبة من عادل برده، كدة هتبقى قريبة من النار ياياسمين وانا خايفة تحرقك.

قالت ياسمين بحزن:
خلاص ياشهد مبقاش فيه فايدة، انا وانتى انكتب علينا نضحى عشان اللى بنحبهم، حتى لو ده معناه اننا نتحرق بالنار.
ثم تنهدت قائلة:
كان نفسى احضر فرحك بس زى ما انتى عارفة هسافر النهاردة.
تنهدت شهد بدورها قائلة:
ولا يهمك، انا كدة كدة هعمل حاجة ع الضيق، حتى هديل ونجاح مش هييجوا، اهم حاجة تاخدى بالك من نفسك وطمنينى عليكى
قالت ياسمين:.

حاضر ياشهد، انتى كمان خدى بالك من نفسك وطمنينى عليكى، سلام دلوقت.
واغلقت الهاتف في نفس اللحظة التي اغلقت فيها حقيبتها لتعتدل وهي تزفر بقوة تأخذ نفسا عميقا قبل ان تتجه الى حجرة عمر لتخبر عادل انها جاهزة للرحيل، على الرغم ما انها ليست جاهزة على الاطلاق.

13-03-2022 04:40 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [3]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية انتقام عاشق
نوفيلا انتقام عاشق للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

مرت الأيام التالية على شهد سريعا منذ ذلك اليوم الذي وافقت فيه على زواجها، حتى جاء ذلك اليوم الذي تخشاه، يوم زفافها، أحست شهد بالمرارة فاليوم كان من المفترض ان يكون أسعد أيام حياتها، حيث كانت تتألق في فستانها الأبيض وزوجها فارس بجوارها يمسك يدها، حانت اللحظة التي ستغادر فيها الى منزلهما فامتلأت عيناها بالدموع وهي تودع والدها الذي لم يستطع مواجهة عينيها لتقبله مودعة وهي تسرع في خطواتها، أحست بنظرات فارس لوالدها وهما يغادرون يملؤها التشفى وتعجبت من تلك النظرات، جلست الى جواره في السيارة متجهين الى المنزل، لم ينظر اليها ابدا وهو يقود، مالت برأسها تستند الى النافذة بجوارها تتأمل الطريق ولا تراه من دموعها وعندما وصلا الى وجهتهما فتح الباب في صمت ونزل متجها الى المنزل فمسحت شهد دموعها واتبعته دون كلمة حتى فتح باب المنزل ودلف الى حجرة وهناك وقف والتفت اليها قائلا:.

دى اوضتك.
وأشار الى باب جانبى مستطردا:
وده باب متصل بأوضتى، لو احتجتى حاجة متخبطيش على بابى.
كاد ان يغادر متجها الى حجرته فاستوقفته قائلة:
بتعمل معايا كدة ليه يافارس، من حقى أعرف.
التفت اليها فارس قائلا وعينيه تلمعان من الغضب:
انتى ملكيش حقوق عندى، انتى هنا عشان تسددى دين باباكى، ودين باباكى مش فلوس وبس على فكرة.
نظرت اليه مشدوهة من اندفاعه الغاضب وكلماته فاقترب منها مستطردا في مرارة:.

باباكى دينه كبير اوى مكنش هيسدده حتى بموته، كان لازم احرق قلبه زى ما حرق قلبى، كان لازم اشوف قهرته بعينى، باباكى حرمنى من اغلى انسانة عندى، قتلها وهرب من غير ضمير.
اتسعت عينا شهد في صدمة من كلماته وذلك الألم الذي يبدو واضحا في عينيه وهو يستطرد قائلا:
حرمنى من اختى، حرمنى من الانسانة الوحيدة اللى كانت مالية علية حياتى، مكنتش اختى وبس، كانت زى بنتى،
صمت لثانية قبل ان يقول:.

فاكرة الحادثة اللى باباكى عملها من ٣ سنين وراحت ضحيتها بنت عندها ١٥ سنة، دى كانت اختى نهاد، اللى باباكى صدمها وهرب وسابها تموت من غير رحمة.

كادت شهد أن تموت من الصدمة مع كل كلمة ينطقها فارس شحب وجهها بشدة فهى تعلم ان أباها قد قام بحادث منذ ٣ سنوات تسببت في كسر يده ولكنها لم تعلم انه صدم فتاة في تلك الحادثة وان تلك الفتاة قد ماتت، احست بالحزن والشفقة تجاه فارس واغمضت عينيها في الم وهي تقول في سرها، (ياالهى، ماذا أفعل وقد أثم أبى اثما كبيرا)، وترى ماذا سيفعل بى فارس كي يحقق انتقامه.
فتحت عينيها على صوت فارس وهو يقول في شماتة:.

زى ما باباكى اخد منى نور حياتى خدتك منه، سجنه مكنش هيشفى غليلى ولا موته لكن يمكن يشفى غليلى انى اشوفه كل يوم بيتعذب وهو شايف عذابك على ايدى ساعتها بس هيرتاح قلبى.
اختنقت شهد بالدموع وهي تقول:
صدقنى مكنتش أعرف.
هز فارس كتفيه قائلا:
متفرقش عندى، سواء عارفة او لأ، هحقق انتقامى.
نظرت الى عمق عينيه قائلة:
وتفتكر لما تعذبنى وتشوفه بيتعذب انت كدة هترتاح؟

احست باختلاج ملامحه للحظة بالارتباك والحيرة ثم مالبث ان قال بقسوة:
اكيد هرتاح، انتقامى منكم هو الحاجة الوحيدة اللى ممكن تشفى غليلى وتريحنى.
قال كلماته ثم تركها، واتجه الى غرفته فتهاوت على سريرها في صمت ودموعها تنهار وهي تقول بصوت خافت:
ساعدنى يارب.

كانت ياسمين تقف في شرفة حجرتها، تنتظر وصول عادل الذي تأخر على غير عادته، تشعر بالقلق عليه، تطلعت الى تلك السماء البعيدة عنها كبعد عادل عن حياتها، لقد مر اسبوعا كاملا وهي في منزل عادل، كان اسبوعا تحملت فيه ما يفوق احتمالها، إما تجاهل منه أو قسوة في معاملتها عندما تشاء الظروف ويجتمع بها، لقد اضطرت ان تعود معه لأنها تعلم تماما انه قادرا على تنفيذ تهديده واخراجها من حياة طفلها، فقد كانت تدرك أن عادل يستطيع ان يكون قاسيا جدا ان أراد، مرت الايام عليها بطيئة تحاول فيها أن تبتعد عن عادل بينما يتجنبها هو ايضا، يقضى اوقاته بالمنزل إما بحجرة مكتبه او حجرة طفله يلاعبه ويهتم به بطريقة جعلتها نادمة على انها كادت تحرم طفلها من اب كهذا الأب، تتساءل بدموعها، هل حظي ابن تلك المرأة الأخرى على ذلك الحنان والحب، وهل تحظى تلك المرأة الأخرى الآن بما كانت تحظى به من عشق ومشاعر تفتقدها؟

شعرت بالغيرة، بالغضب الحارق يغمرها وشعرت بالشوق، الشوق اليه يقتلها ايضا، والحزن يغمرها، تشعر به في أوجه، عندما تقارن بين ما يحدث بينهما الآن وما كان يحدث سابقا، عندما يدخل من الباب بهيئته الساحرة الجذابة، كان حينها يستقبلها بين احضانه ويقبلها في وجنتها محييا، أما الآن فيتجاهلها تماما مبتعدا الى غرفة مكتبه، تشعر بالشوق أيضا اليه عندما تراه على مائدة الافطار يقرأ الجريدة وأمامه فنجال القهوة،.

وقتها كانت تشاكسه وتبعد عن يده الجريدة ثم تجلس على قدميه وتمسك يده الممسكة بالفنجال بين يديها ترفعها الى شفتيها لترتشف منه القهوة، وقتها كان يترك فنجاله ليلتقط شفتيها بين شفتيه في قبلة بطعم القهوة، ثم يتركها مغادرا الى عمله لتشع عيونها بعشق تتنظره بشوق في المساء، اما الآن فكليهما يجلس غريبا على مائدة الافطار تختلس النظرات اليه فتلاحظ جموده، حتى فنجال قهوته لا يمسه بل يتركه ليصبح باردا تماما كحياتهما، وفي المساء يعود مرهقا تتمنى لو اخذته بين ذراعيها تمنحه الراحة والسكينة كما كانت تفعل ولكنها تنهر نفسها مذكرة إياها بأنه لابد وقد وجد راحته في حضن تلك المرأة الأخرى،.

انتابتها الغيرة وهي تتخيله بين ذراعيها، هي تدرك انه الآن ملك لأخرى ولكن هذا الادراك يضربها في مقتل، تتساءل هل يحب تلك الأخرى ام انها نزوة فقط، وهل لها مكانة في قلبه أم لا؟، هي تعلم ان عادل ليس حصينا تجاهها تتذكر ذلك اليوم الذي كانت فيه تجلس امام المرآة في حجرتها تمشط شعرها، حين فوجئت بعادل يقتحم الحجرة بغضب،.

ولكن عند وقوع عينيه عليها تبدلت ملامحه كلية وهو يتأملها، تجمدت في مكانها وعينيه تأسرانها عبر المرآة، اقترب منها ببطئ حتى توقف خلفها تماما، مال يمسك من يدها الفرشاة ويمشط شعرها وهي واقعة تحت سحر لمسات اصابعه التي كانت تمس عنقها رغما عنه لترسل الرجفات الى جسدها، الى جانب نظرات عينيه الساحرة اليها والتي تغمر كيانها بالعشق، ترك الفرشاة من يده وأمسكها من كتفيها ينهضها ويديرها لتواجهه، ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تراه يقترب بوجهه منها، تكاد شفتيه تلامسان شفتيها ليعتدل فجأة وهو ينظر اليها بصدمة،.

ثم يغادر الحجرة وكأن شياطين الدنيا تطارده، لتتصاعد دماء الخجل والخزى الى وجه ياسمين وتترقرق الدموع بعينيها وقتها لاستسلامها لمشاعرها الخائنة، هي تعشقه، تريده في حياتها بشدة حتى وان كان خائنا، كم مقتت نفسها لعشقها اياه، رغم كل شئ.

رأت سيارته تدلف الى الحديقة فأسرعت تدخل حجرتها وتغلق باب شرفتها، لا تريده ان يرى كم كانت قلقة عليه لتأخره بالخارج حتى هذا الوقت، تتساءل عن مكانه وعما اذا كان عند تلك المرأة التي لا تعرفها ولا تود سماع اسمها حتى، انها تتعذب بتلك الأفكار والتخيلات والتي تدور برأسها ولكنها اكتشفت ان عذابها قربه افضل الف مرة من عذابها في بعده.



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7304 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4313 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3355 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 3231 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3785 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، انتقام ، عاشق ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 08:01 مساء