أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية لعنة العشق

هى: أصابتها لعنة العشق فواجهت آلامها وحدها فقد تزوج حبيبها بغيرها ولكنها ظلت على عشقها، فهل يكون مصيرها العذاب ام يتغير ..



08-03-2022 02:53 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [16]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية لعنة العشق
رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل السابع عشر

وقفت كارمن بفستان زفافها الأبيض، تقف على يمينها جورى بفستان خطبتها زمردى اللون، بينما تقف على يسارها وجد تظهر فرحتها جلية فى كل ملامحها، سعيدة بارتباط ولديها بهاتين الفتاتين، فكليهما يحتل مكانة كبيرة فى قلبها وتعتبرهما ابنتيها اللتان عوضاها عن عدم انجاب الفتيات...

تذكرت وجد مهيب فى تلك اللحظة، كم تغير منذ ان غابت عنه مايا، أصبح عابس الوجه، حزين القلب، كادت أن تبكى لذكرى حزنه ووجع قلبه، ولكن اليوم لا مجال فيه للدموع فولديها على وشك الارتباط بعشقهما، انها سعيدة للغاية وخصوصا لعلمها أن أدهم قد وقع أسيرا للعشق...
فقد كان زواجه الأول دون حب، كان باردا خاليا من المشاعر أما الآن وهى تسلم كارمن اليه ترى عينان تشعان بالفرحة و الشوق...

نظر أدهم الى كارمن لا يصدق أنها صارت زوجته وأن له الحق فى لمسها، ليفيق من أفكاره مؤنبا نفسه على استسلامه لمشاعره التى لطالما أنكرها، يجب أن يتذكر دائما أن كارمن ما هى الا ام بديلة لأولاده فهو لن يستسلم للعشق ليعيش ضعفه وألمه وعذابه، اتفاقه مع نفسه قبل أن يكون معها، ان تكون أما بديلة لأولاده ويكون هو بديلا لها عن الفقر والاحتياج بما سيوفره لها من حياة تتمناها الكثيرات...

أصابت كارمن خيبة الأمل حين تغيرت نظرة أدهم من نظرة معجبة بها بل نظرة تحمل أكثر من الاعجاب كما تمنت، الى نظرة كلها برود، تنافس الجليد نفسه فى برودته وهو يأخذ بيدها ليذهب بها الى الحديقة حيث تقام الحفلة، ليجلسها فى المكان المخصص لهم ويجلس بجوارها صامتا، لياتى التوأمين ويرجعا البسمة الى شفتيها لتظل تتحدث معهم وتضحك غافلة عن عينين تعلقا بضحكاتها مع طفليه رغما عنه.

أما عند وجد، سلمت جورى بدورها الى أيهم وهى تبتسم مغادرة، ليقول لها ايهم بعشق:
يخربيت جمالك، انا مش مصدق ان الجمال ده كله بقى ملكى خلاص
ابتسمت فى خجل قائلة:
لسة شوية، انهاردة خطوبتنا بس مش فرحنا على فكرة.

رفع أدهم حاجبه الأيسر قائلا:
ده على أساس المأذون اللى لسة ماشى دلوقتى كان ايه ان شاء الله، ياحبيبتى انتى دلوقتى مراتى ومستعد أخطفك حالا واروح بيكى فى مكان لوحدنا ومحدش يقدر ينطق بكلمة.

رفعت جورى حاجبها بدورها وهى تقول:
حيلك حيلك، قلتلى بقى، عشان كدة صممت نكتب الكتاب مع الخطوبة، لأ خد بالك بقى، ايدك دى تروح كدة أو كدة، مش هتلاقيها أصلا، وإياك شوف، إياااك، عقلك يوزك وتقول دى سهلة، لا ياحبيبى انا لحمى مر.

قال ايهم فى دهشة:
ايه ده كله يابنتى، راحت فين الرقة، انتى اتحولتى ولا ايه؟
عقدت حاجبيها ليقترب منها قائلا فى خبث:
حد قالك مثلا انى هموت وألمس ايديكى كدة
وقرن قوله بلمس يدها بعاطفة أذابتها، لتبتلع ريقها بصعوبة وهى تقع اسيرة لنظرة عينيه ليستطرد قائلا وهو يدرك تأثيره عليها:
ولا حد قالك مثلا انى هموت وأخدك فى حضنى كدة
ضمها اليه برفق يغمض عينيه مستنشقا عبيرها الأخاذ، ثم اقترب من اذنها هامسا فى عشق:.

ولا حد قالك مثلا انى هموت وأبوسك فى خدك كدة.

ليقبلها قبلة ناعمة بطيئة فى وجنتها، علت دقات قلبيهما تشاركهما مشاعرهما، لينظر الى وجهها هامسا أمام شفتيها:
اللى بجد هموت عليه هو انى أبوس شفايفك اللى جننونى من أول يوم شفتك فيه.

ابتعدت عنه جورى بخجل وهى تدرك انه لو قبلها فى تلك اللحظة، فلن تستطيع المقاومة، لتتجنب التقاء عينيها بعينيه وهى تدرك أن كل كلامها منذ لحظات لا معنى له وانه ان اراد ان يقترب منها سيقترب وهى لن تستطيع منعه، ليبتسم هو من خجلها قائلا:
بحبك ياجورى، والله بعشقك.

رفعت عينيها اليه قائلة بهمس:
انا كمان يا ايهم بعشقك، بس لو لية خاطر عندك متقربش منى تانى لأنى فعلا مش هقدر أقاوم وهستسلم ليك بس هزعل أوى بعدها من نفسى، احنا صحيح اتجوزنا بس انا عايزة نفضل زى المخطوبين بس، عشان يوم ما نقرب من بعض، منسيبش بعض أبدا.

ابتسم بحنان قائلا:
ولو انه طلب صعب اوى علية بس هحاول ياجورى، اعمل ايه بس؟جمالك مجننى، مخلينى عايز أعمل حاجات لو اقولهالك مش بعيد يغمى عليكى من الكسوف ياقلبى.

اغمضت جورى عينيها قائلة فى يأس:
انت مفيش فايدة فيك على فكرة، هتفضل قليل الادب وانا ماشية
لتبتعد وهو يقول بمرح:
خدى بس هقولك، هتخرجى للناس لوحدك كدة، جورى، استنى يامجنونة.

ليتبعها وهو يهز راسه مبتسما وهو يقول:
والله احنا الاتنين جوز مجانين.

كان الجميع ينظر الى كل عروسين بعيون تملؤها السعادة ما عدا علية التى كانت ملامحها باردة، تنظر الى ساعتها كل فترة تتمنى مرور الوقت حتى تستطيع الخروج من هذا الجحيم، طلب الدجى من كل عروسين أن يتقدما الى الدائرة المخصصة للرقص، من أجل رقصة السلو، ليمسك ادهم بيد كارمن التى أمسكتها رغما عنها وهى تشعر بالمرارة لشعورها بأنه مجبر على تلك الزيجة، بينما أمسك أيهم بيد جورى لتنساب الأغنية، تتسلل كلماتها الى وجدان كل عاشق فيهم، لم يستطع أدهم ان يحيد بنظره عن وجه كارمن لتحين منها نظرة اليه وتتشابك العيون على كلمات (٦٠ دقيقة حياة للرائعة أصالة).

ممكن تخليني في حضنك
محتاجة إني أسمع صوت قلبك
نبضه بيحييني نبضه بيحييني
أصل أنا لما بكون متشافة
بتوتر أصل أنا خوافة
في حضنك إحميني
في حضنك إحميني.

والساعة اللى بعيشها في قربك 60 دقيقة حياة
والوقت الضايع طول بعدك من عمري أنا مش حسباه.

قال ايهم بعشق:
حضنى ده ملكك انتى وبس وقت ما تحتاجيه هتلاقيه
ابتسمت جورى فى خجل قائلة:
وانا مش عايزة من الدنيا أكتر من كدة، حضنك أستخبى فيه من الدنيا كلها.

، على الجانب الآخر، استمرت الأغنية.

في ناس يومياً بقابلها
مضطرة إني أضحك وأجاملها
وفي أول فرصة أسرق نفسي
وأخد نفسي أما بقابلك
أدامك أنا ببقى خجولة صعب إني أعبر بسهولة
بوصف جوايا بوصف جوايا
في حاجات بينقص معناها لو بالشفايف قولناها
إحساسها كفاية إحساسها كفاية.

قالت له كارمن بعينيها:
كل كلمة الاغنية بتقولها بتعبر عن شعورى من ناحيتك ياأدهم ياريتك تحس بية
لتجيبها عينيه:
خايف أصدق عنيكى وخايف اصدق مشاعرى، بس وعد منى ليكى هيفضل حضنى أمانك وحمايتك لآخر لحظة فى عمرى.

انتهت الرقصة ليصفق الجميع ويفيق أدهم وكارمن من سحر اللحظة لتعود ملامحهم جامدة مرة أخرى وهم يعودون لأماكنهم.

، . كانت ديالا تميل على اذن مهيب قائلة بسخرية لا تعكس مشاعر الحقد فى قلبها من الحب الظاهر بعيون كل عروسين:
اخواتك ازاى يتجوزوا الأشكال دى، هيبوظوا سمعة عيلة الفيومى بالشكل ده
زفر مهيب بقوة قائلا:
خليكى فى حالك ياديالا وملكيش دعوة بااخواتى على الأقل اتجوزوا باللى بيحبوهم.

نظرت اليه فى حدة قائلة:
تقصد ايه يامهيب؟
تنهد مهيب قائلا:
مقصدش
ثم قال بحزم:
ياريت مسمعش الكلام اللى انتى قلتيه ده بيتقال أدام حد تانى، مفهوم؟

تراجعت فى مقعدها قائلة فى ملل:
اووف، مفهوم ياسيدى، انا قايمة رايحة الحمام.

أومأ مهيب برأسه وهو يتمنى لو لم يحضرها الى الحفل فلم يعد يطيق كلماتها المتعالية والمستفزة ليفيق من أفكاره على مشهد هز قلبه وأصابه بالمرارة، كانت مايا تدلف الى الحفل فى تلك اللحظة، متأبطة ذراع إيهاب، كانت تبدو فى غاية الجمال، شعر بالغيرة تقطع أحشائه، هل وافقت على إيهاب عريسا لها، لو وافقت لحكمت عليه بالموت، قال فى همس مرير:.

ولو مكنش إيهاب هيبقى واحد غيره ولا عايزها تترهبن يامهيب، اكيد فى يوم من الايام هترتبط بحد تانى، حد غيرك انت هيكون حضنه ملجأها، آااه، بيوجعك تفكيرك، عادى، زى ما وجعتها قبل كدة، بس زى ما هى اتعودت على ان حضن غيرها كان ملجأك، انت كمان لازم تتعود حتى لو مجرد التفكير بيقتلك، انت اللى عملت كدة ومحستش بمشاعركم غير متأخر، متأخر اوى يامهيب.

نظر اليها وهى تتحدث مع والدته بابتسامتها التى يعشقها لتنزل من عينه دمعة، ليشيح بوجهه وهو يمسحها بأنامله بسرعة، غافلا عن تلك العينين التى رأت نظرته ودمعته لتدرك ان المه فى بعدها قويا كما ألمها فى بعده، ولكنه قرارها الذى لن تتنازل عنه بعد الآن، لا حب بعد اليوم، انتهت لعنة العشق، وانتهى كل شئ.

قال أيهم فى فرح:
مايا، وحشتينى بجد، مكنتش مصدق انك هتيجى؟

نظرت جورى الى مايا، تتذكر كلمات والدتها بان والد أيهم كان سيزوجه تلك المايا وتذكرت انه يوم لقائهم فى الحفل كانت مايا ترقص معه، لتقتلها الغيرة، ولكن شيئا ما فى ملامح مايا وكلماتها ازال تلك الغيرة من قلبها وهى تستمع اليها تقول فى مرح:
ازاى مجيش ياابنى ده انا مستنية اليوم ده من زمان، بس والله القمر دى خسارة فيك.

ثم التفتت الى جورى قائلة:
نفسى اقولك مبروك، بس انتى خدتى مصيبة هتخليكى تلفى حوالين نفسك
ثم اشارت لنفسها قائلة:
ابن خالى وطاقق زيى.

ابتسمت جورى وقد انتقل مرح مايا اليها قائلة:
متقلقيش، أخد واحدة اجن منه
قالت مايا فى فرحة:
ياجمالوا بقى.

لتغمز ايهم قائلة:
مبروك ياابن خالى
ابتسم ايهم قائلا:
عقبالك يابنت عمتى.

ندم ايهم على الفور عند نطقه بجملته عندما اختفى المرح من ملامح مايا لتبتسم ابتسامة لم تصل لعينيها وهى تقول:
ان شاء الله، اسيبكم بقى عشان ابارك لأدهم
غادرتهم مايا لتميل جورى على اذن ايهم قائلة:
هى مايا جرالها ايه كانت بتضحك وفجأة كل ملامحها اتقلبت
تنهد ايهم قائلا:
دى حكاية طويلة هحكيهالك بعدين.

، . على الجانب الآخر، قالت مايا لأدهم:
ألف مبروك ياأدهم
ابتسم أدهم قائلا:
الله يبارك فيكى يامايا.

نظرت مايا الى كارمن قائلة:
مبروك حبيبتى وربنا يسعدكم
ابتسمت كارمن قائلة:
الله يبارك فيكى.

اقتربت مايا من ادهم هامسة فى أذنه:
والله وجه اليوم اللى شفت فيه الحب فى عينيك وبصراحة البنت تستاهل
قال باابتسامة مفتعلة:
مش هتبطلى رومانسيتك دى ابدا يامايا، فاكرة الكل بيحب وعايش قصة حب
ابتسمت قائلة:
رومانسية، ها، انكر براحتك، بس انا مش لوحدى اللى شايفة القصة هنا، والكل بيدعيلك على فكرة تستسلم لمشاعرك.

تنهد ادهم قائلا:
طب امشى بقى من هنا وبطلى الكلام العبيط ده
لتبتسم مايا هامسة له:
أنا همشى، بس مش عشان خاطرك، لا، عشان خاطر الغلبانة دى اللى عينيها والعة من الغيرة عليك.

اختطف أدهم نظرة سريعة الى كارمن ليرى الغيرة واضحة جلية فى عينيها لتخفض نظراتها بخجل عندما التقت عينيها بعينيه ويدرك هو أنهما يسيران سويا بدرب خطر على كليهما، لن يكون به سوى العذاب.

08-03-2022 02:54 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [17]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية لعنة العشق
رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الثامن عشر

وجدت مايا من يمسك يدها بقوة ويسحبها خلفه، كادت أن تصرخ لولا تعرفها على تلك الرائحة التى لطالما عشقتها، لتلتفت وتراه، وتتوقف بغتة قائلة:
انت اتجننت يامهيب بتشدنى كدة ليه؟
توقف وهو ينظر إليها بعينين مشتعلتين، ليمسكها من كتفيها قائلا بغضب:.

اتجننت؟آه اتجننت، اتجننت من ساعة ما شفتك داخلة ايدك فى ايديه، من ساعة ما شفت ضحكتك ليه، أخد مكانى جنبك وبقى ليه حق فيكى وأنا مليش، قلبى واجعنى اوى، من حقى اتجنن ولا مش من حقى؟

نظرت اليه بعينين دامعتين وهى تقول بمرارة:.

انت أنانى أوى يامهيب، بقالى سنتين مستحملة اللى انت مش قادر تستحمله فى ساعات، مستحملة أشوف ديالا فى المكان اللى اتمنيت اكون فيه، . فى حضنك يامهيب، قريبة من قلبك، قلبك اللى واجعك عشان شفته ماسك ايدى وبضحك معاه، طب مسألتش نفسك انا قلبى كانت حالته ايه وانا بشوفها فى حضنك، بتخيلك معاها فى بيتك، فى أوضة نومك، فى سريرك، ها؟قولى مفكرتش فية كانت حالتى شكلها ايه؟

اغمض عينيه بألم يتخيل كمية الوجع التى أحست بها فلو كان مكانها لما عاش للحظة واحدة، ليفتح عينيه على صوتها الذى تهدجت نبراته وكأن روحها تختنق فى تلك اللحظة وهى تقول:
انا كنت بموت فى اليوم ألف مرة، ألف مرة يامهيب وانت محستش بية، بالعكس، كنت بتيجى تدبحنى اكتر وتكلمنى عن مشاعرك ناحيتها، عن احساسك وانت معاها، عن نظرتها وابتسامتها وكلامها، حتى مشاكلك معاها، كنت بتيجى تاخد رأيى فيها.

صمتت لثانية أدرك مهيب فيها انها تتألم وبشدة من ذكريات عذابها معه لتردف بسخرية مريرة:
وكنت أنا الهابلة اللى بتيجى على قلبها وتنصحك فى مشاكلك معاها، استحملت دور الضحية كتير أوى يامهيب، لغاية ما احتقرت نفسى وضعفى وحبى ليك، لقيت عشقك لعنة خلاص قررت اتخلص منها، وأنساك، فمن فضلك انت كمان انسانى.

قال فى لوعة:
مش قادر أنساكى، مش، .

رفعت يدها اليه مشيرة له بالصمت وهى تقول:
هتنسانى، مش بايدك، لأ، غصب عنك، عشان خاطر ابنك اللى جاى، وانا كمان هنساك عشان خاطر البنى آدم اللى هرتبط بيه، صحيح ايهاب مش حبيبى اللى حلمت بيه سنين، بس هو انسان محترم وأكيد حبه لية هينسينى حبى ليك، خلاص حكايتنا خلصت ياابن خالى، خلصت.

ثم غادرت تتبعها عيونه الملتاعة وهو يقول فى مرارة:
ياريت بايدى أنساكى يامايا، انتى العشق اللى ضيعته بغبائى، بس مش هقدر اتحمل اللى انتى اتحملتيه وأشوفك مع حد تانى، أنا هسيب البلد دى وأسافر، بس اوعدك، اوعدك تفضلى فى قلبى لآخر نفس فيه.

دلفت كارمن الى حجرتهم بخجل يتبعها أدهم، تعلم ان زواجهم صوريا ولكن وجودها معه فى حجرة واحدة يدفع دماء الخجل الى وجهها، يشعل قلبها وجسدها، وقف ادهم أمام كارمن يتأمل وجهها الجميل والذى زادته حمرة الخجل جمالا، بدا مترددا، يريد أن ينسى اتفاقهما فى الحال ويضمها الى صدره، رغبة قوية الحت عليه بشدة، حتى انه اضطر الى ان يقبض على يديه بقوة كى لا يفعل، اقترب منها قائلا فى هدوء لا يعكس ابدا توتره:.

كل العيلة مفكرة ان احنا متجوزين عن حب، وطبعا الكل فرحان عشان جوازتى الأولانية مكنتش بالشكل ده، وزى ما انتى عارفة، ماما رومانسية اوى، فياريت محدش يعرف بحقيقة جوازنا، وتفضل ما بينا احنا الاتنين وبس، وياريت نبان زى اى اتنين متجوزين عن حب، عشان خاطر جود وجودى كمان، انا عارف بتحبيهم اد ايه ولازم تبان علاقتنا أدامهم طبيعية.

كان يدرك أن كلماته كاذبة هو أراد أن يوضح لنفسه قبل ان يوضح لها طبيعة زواجهم، يؤكد على نوعية ذلك الزواج وأن لا علاقة للمشاعر به، ولكنه أيضا اراد ان يكون بينهم بعض المشاعر ولكن وسط الجميع حتى يضمن عدم ضعفه واستسلامه لتلك المشاعر، شعر بالتنافض، وبأن هناك ما هو اكثر من ذلك ولكنه اكتفى بالتفكير عند هذا الحد، بينما أحست كارمن رغم كلمات أدهم الباردة ببعض الأمل، خاصة أنها ارتاحت اكثر لمعرفة طبيعة زواجه الأول، لتدرك أنه ربما هناك فرصة كى يحبها، فهو لم يحب من قبل، أومأت برأسها ايجابا على كلماته، ليدرك ان لديه رغبة قوية ايضا فى سماع صوتها الرقيق والذى لم يسمعه كثيرا اليوم فقد كانت كلماتها قليلة الى حد كبير، لذا قال بهدوء:.

على فكرة، مبحبش لغة الاشارات، لما أسألك تردى بصوت واضح.

قالت بهمس:
حاضر.

ادرك انه أخطأ حين أراد سماع صوتها، فعلى الرغم أنها كلمة واحدة إلا أنها أثارته برقتها وخنوعها ونبهته الى شفتي كارمن الكرزيتين واللتان تلونتا بأحمر شفاه أحمر اللون زادتهما جمالا لتجعله يود فى تلك اللحظة لو تذوقهما بين شفتيه، أغمض عينيه يستدعى كل القوة بداخله لمقاومتهما وعندما احس بأنه استعاد كامل سيطرته على نفسه فتح عينيه قائلا فى برود:.

علشان منلفتش الانتباه هنام فى نفس السرير لأنى مش هوافق حد فينا ينام ع الأرض او الكنبة، ولو مش مرتاحة او مش متطمنة ممكن تحطى مخدة طويلة ما بينا، السرير كبير زى ما انتى شايفة.

ونظر الى السرير ليدرك انه أخطأ مجددا فعندما رأى ذلك السرير تراءت له صورتهما وهما ينامان سويا، جنبا الى جنب، لترتفع دقات قلبه ويشعر بحبات العرق تغرق جبينه، ليستغفر ربه فى سره، وهو يدرك فى أى محنة وضع نفسه بها، ليفيق من أفكاره على صوت كارمن الهامس وهى تقول:
مفيش داعى، انا مش قلقانة على نفسى معاك.

نظر اليها بدهشة لتستطرد قائلة بارتباك وقد ادركت تسرعها باظهار مشاعرها:
أقصد يعنى انك انسان محترم، ولو مش واثقة فى اخلاقك، اكيد مش هتجوزك، وبعدين انت لو عايز تقربلى، المخدة مش هتمنعك، قصدى، . يعنى، .

وصمتت لا تدرى كيف تكمل جملتها وقد اصبح وجهها أحمرا وبشدة من الخجل ليبتسم لأول مرة منذ الصباح ابتسامة من قلبه وهو يقول:
متشكر ياستى على ثقتك فية.

ثم قال فى نفسه:
والله انتى طيبة اوى وعلى نياتك ياكارمن، انتى لو شفتى اللى انا بتخيله فى دماغى دلوقتى، هتخرجينى برة الأوضة خالص وتقفلى الباب بالمفتاح كمان.

طال الصمت بينهما لتقول كارمن بخجل:
لو ممكن بس حضرتك تخرج برة الأوضة عشان، عايزة، عايزة أغير هدومى
قال أدهم بارتباك:
احم، آه طبعا، بس ياريت بلاش حضرتك دى، أنا جوزك فاسمى أدهم، ادهم وبس.

ابتسمت وهى تومئ برأسها فى خجل ليلقى عليها نظرة اخيرة قبل ان يغادر الحجرة تاركا اياها فى عالم آخر به فقط اسمه، أدهم، زوجها.

قال ايهم بصوت حان:
لسة منمتيش؟

ابتسمت جورى قائلة بهمس:
تؤ تؤ، مش جايلى نوم
ابتسم قائلا:
بتفكرى فية، صح؟

كادت أن تجيبه بنعم، إلا أنها تراجعت قائلة بخبث:
لأ، بفكر فى التورتة السبع أدوار دى اللى مادقتش منها فتفوتة.

قال أيهم بغيظ:
تصدقى انك فصيلة ورخمة، بتفكرى فى التورتة
قالت جورى وهى تكتم ضحكتها:
ما هى مش أى تورتة ياأيهومى، دى تورتة شيكولاتة وأنا بعشقها.

جز أيهم على أسنانه قائلا:
أيهومى كمان، امشى ياجورى ياحبيبتى روحى نامى، قبل ما أطق وأموت من غيظى منك
قالت فى لهفة:
بعد الشر عنك ياحبيبى.

قال أيهم غير مصدقا:
انتى قلتى حبيبى، صح؟
ابتسمت جورى قائلة:
مش فاكرة.

قال ايهم برجاء:
عشان خاطرى بطلى غلاسة وقوليها تانى، محتاج أسمعها من بين شفايفك
قالت جورى هامسة:
حبيبى.

تنهد أيهم قائلا:
تعرفى أنا نفسى فى ايه دلوقتى؟
قالت جورى هامسة:
نفسك فى إيه؟

قال أيهم:
نفسى تكونى أدامى دلوقتى، عشان آخدك فى حضنى، وأضمك لقلبى، مش عارف لغاية ما نتجوز أنا هعيش ازاى وانا كل ثانية فى بعدك بتوحشينى فيها.

قالت جورى بنبرة حانية:
أد كدة بتحبنى ياأيهم؟
أغمض أيهم عينيه متخيلا إياها أمامه لتصلها نبراته العاشقة وهو يقول:
أنا مش بحبك، انا بعشقك، انا مش حابب حياتى قبلك ولا حابب أفتكرها، لما قابلتك حسيت انى مكنتش عايشها وابتديت أعيشها مع اول دقة قلبى دقها أول ما جت عينى فى عنيكى.

قالت جورى:
يعنى عينك مازاغتش كدة أو كدة على بنات أمريكا؟
ابتسم، يشعر بالغيرة فى صوتها قائلا:
عمر ما فيه بنت قدرت تشدنى بملامحها البريئة او نظرتها اللى فيها الف معنى ومعنى غيرك انتى ياجورى، تعرفى ان طول عمرك وانتى شدانى، لما كنت مسافر كنت بفتكر شقاوتك ولماضتك بس مكنتش متخيل انى هرجع ألاقيكى بقيتى كدة، مزة جامدة الصراحة.

قالت جورى بغيظ:
بقى أنا اللى رخمة وفصيلة، ده انت تفصل بلد ياشيخ، وانا اللى كنت بدأت أعيش اللحظة تيجى انت وتقولى مزة، فيه واحد يقول عن خطيبته مزة؟

ضحك أيهم قائلا:
خلاص ياستى متزعليش، صاروخ
جزت جورى على أسنانها قائلة:
أيهم!

ابتسم أيهم قائلا:
قلب أيهم.

توقف قلبها عن العمل ليعود ويدق ثانية وهى تقول بهمس خجول:
يلا بقى، روح نام، انا عندى محاضرات بدرى.

ابتسم ايهم قائلا:
هفوت عليكى الصبح أوديكى، تصبحى على خير ياقلبى
كادت أن تعترض ولكنها تراجعت قائلة بحب:
تلاقى الخير ياحبيبى.

ثم أغلقت هاتفها وضمته الى صدرها وهى تبتسم فى سعادة لا تصدق أنها تعيشها.

استيقظ أدهم يشعر بثقل غريب عليه، ليرى كارمن تنام على صدره بأريحية، يتناثر شعرها البنى فى لوحة خلابة، يتكامل جسديهما وكأنهما خلقا ليكون كل منهما فى أحضان الآخر، لملم شعرها بأطراف أصابعه وتأمل ملامحها الجذابة، تعالت نبضات قلبه وهو يرى جمالها البرئ، تململت ليبدو وكأنها على وشك الاستيقاظ ليسرع ويغمض عينيه بسرعة متظاهرا بالنوم...

فتحت كارمن عينيها ببطئ تشعر بالدفئ، رأت نفسها نائمة على صدر أدهم تحتضنه بذراعها، أحست بالصدمة ولكنها تمالكت نفسها بسرعة وحاولت الابتعاد عنه ببطئ حتى لا توقظه فيرى وضعها المخجل بين ذراعيه، حمدت ربها انه لم يستيقظ قبلها ويراها هكذا والا ظن أنها نامت بجواره متعمدة...

ابتعدت بالفعل عنه ولكنها ظلت لثوان تتأمله بحب غافلة عن ذلك الذى يشعر بتأملها إياه يود لو يفتح عينيه ويضبطها متلبسة ليضحكا سويا ويرجعها مجددا الى صدره، تعالت أنفاسه وهو يتخيل ذلك لتشعر كارمن بانه يستيقظ لتسرع الى الحمام وهى تسب غبائها الذى كاد أن يفضحها، لو فقط استيقظ أدهم ورآها تتأمله بتلك النظرة العاشقة، ماذا كانت لتفعل؟، أغلقت باب الحمام ورائها ليفتح أدهم عينيه ويتنهد قائلا:.

ياترى ياأدهم هتقدر تستحمل لحد امتى؟

08-03-2022 02:54 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [18]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية لعنة العشق
رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل التاسع عشر

مرت الأيام بطيئة على أبطالنا...

سافر راجى ووجد للخارج لإجراء فحوصاتهم الدورية، بينما كان أدهم وكارمن يعيشان أمام الناس كأسعد زوجين، وعندما تحتضنهما غرفتهما ليلا، يتصرفان كالأغراب، لتطلع عليهم الشمس وهما فى احضان بعضهما البعض وكأن جسديهما تمردا على نكرانهما لتلك المشاعر...

كان أدهم فى بعض الأحيان يضبطها متلبسة بالنظر اليه تتأمله بنظرات حالمة، لتشيح بوجهها بسرعة وتتركه حائرا فى تفسير تلك النظرات، كما كانت هى أيضا تضبطه متلبسا بتأملها فى عشق باتت تدركه وتدرك أن هناك أمل لعشقها فى أن يكون له صدى فى قلب ذلك الزوج العنيد...

بينما كان التوأمين هما أكثر القلوب فرحا بزواج والدهم من كارمن التى أصبحا يدعونها بأمى ليلا ونهارا، ليكونا فى قمة سعادتهما عندما قررت كارمن تزيين غرفتهما بالرسم على حيطانها بنفسها ومشاركتهما معها فى التلوين ليفاجئهما أدهم بالمشاركة معهم، ليقضون طوال اليوم يزينون الغرفة بمرح، تتوالى ضحكاتهم على أشكالهم التى اغرقتها الألوان بعد انتهائهم من الرسم، ليقضوا اجمل اللحظات سويا، وتتشابك نظرات كل من أدهم وكارمن التى أعلنت سعادتهما بذلك الارتباط والذى منح هذين اليتيمين احساس العائلة الصغيرة التى حرما منها منذ لحظة ميلادهما، ويدرك كلا منهما أنه اتخذ القرار الصحيح.

عند أيهم وجورى، فقد توطدت علاقتهما كثيرا فهو معها دائما، إما عن طريق ايصالها الى الجامعة وارجاعها مجددا، او محادثا اياها على الهاتف، ينتظر بفارغ الصبر رجوع والديه ليعجل بزواجه منها...

، أما مهيب فقد استقرت حياته مع ديالا الى حد ما، يقيمون فى شرم الشيخ حيث يتابع مهيب قريتهم السياحية هناك، بينما وضعت مايا كل أحزانها فى عملها، ورفضت طلب الزواج الخاص بايهاب، وهى تخبره ان قلبها ملكا لآخر ليظلا صديقين وقد تفهم ايهاب سبب رفضها.

، فى أحد الأيام...

كان أدهم يبحث عن بعض الاوراق داخل دولابه ليرى اسكتشا للرسم، مخبأ بالخلف، ليمسكه ويخرجه فى دهشة ثم يفتحه ويتصفحه، ليرى امضاء كارمن ويعرف انه خاص بها، أدرك انها تمتلك موهبة رائعة، فها هو منظرا طبيعيا رائع الجمال، أدرك على الفور أنه يعرف ذلك المكان فهو مكانه المفضل ولابد انه مكانها المفضل ايضا، لقد رسمته كارمن بدقة واضفت عليه لمستها الرقيقة ليصبح غاية فى الابداع...

اما تلك الصورة فهى لتوأميه وهما يلعبان بالطائرة الورقية، ابتسم بحنان وهو يشعر بالصورة وكأنها حية أمامه، وتلك الصورة لوالدته تنظر بحالمية، نظرة لا تنظرها سوى لزوجها راجى، التقطتها كارمن ببراعة وكتبت تحتها توأم الروح، لا تدرى انها كتبت ما تطلقه والدته دائما على زوجها عندما تتذكر معهم لحظاتهم الاولى فى العشق...

ليقلب الصفحة ويقف مصدوما عاجزا عن التفكير وهو يرى صورة له مع حصانه، رعد، تجمعه معه لحظة من المشاعر التقطتها ببراعة لتجسد ملامحهما بدقة، قرأ تلك الكلمات المكتوبة اسفل الرسمة لتتسع عينيه فى صدمة أكبر.

عشق الروح.

تساءل فى حيرة، أتقصد بعشق الروح تلك المشاعر الجميلة التى تجمعه بجواده، أم أن كارمن تكن له مشاعر أخرى بقلبها، ليقاطع أفكاره صوت دخول كارمن الى الحجرة لتتفاجئ بأدهم يقف ممسكا اسكتش الرسم الخاص بها وتتذكر على الفور صورته التى رسمتها له، لتقول بارتباك وقد حانت منها نظرة الى الاسكتش لتدرك أنه رأى تلك الصورة:.

آسفة لو كنت رسمتك من غير اذنك بس المشاعر اللى بينكم كان لازم أسجلها وأرسمها على ورقى.

شعر بخيبة الامل وهو يدرك أن كلماتها تلك قد قصدت بها علاقته بجواده ليبتسم ابتسامة لم تصل لعينيه وهو يقول:
ولا يهمك.

ثم قال بتردد:
بتحبى الخيل ياكارمن؟

قالت كارمن:
متعاملتش معاهم، بس لما شفتك مع حصانك اتمنيت أكون مكانك.

قال ادهم:
الحقيقة رعد مش بس حصانى، ده صاحبى، هو الوحيد اللى بحس معاه بالراحة ولما بضايق بيكون اول واحد بفضفضله، بيحس بية وبيخفف عنى.

شعرت كارمن بالغيرة، فملجأ حبيبها ليس حضنها بل هو جوادا، لتشعر بالنار فى قلبها، ليستطرد أدهم غافلا عن غيرتها وهو يقول:.

رعد فى معزة ولادى بالظبط، اتولد واتربى على ايدى.

نظر الى عينيها فى تلك اللحظة ليرى مشاعر كثيرة لم يفهمها، فسرها هو على أنها حنين الى ركوب الخيل، ولكنها فى الحقيقة كانت حنينا لأن يشعر تجاهها كما يشعر تجاه أولاده و جواده، قال فى تردد:
لو تحبى ممكن أعرفك عليه؟

قالت بسرعة وبفرحة ظهرت على ملامحها:
ياريت.

ثم ما لبثت أن هدات فرحتها قائلة:
بس اكيد مش دلوقتى، الاولاد على وصول.

ابتسم ادهم وهو ينظر الى ساعته قائلا:
لسة ساعة بحالها.

ثم مد يده اليها قائلا:
هنروح ونيجى بسرعة، تعالى معايا.

نظرت الى يده الممتدة فى تردد ولكنها ما لبثت ان حسمت رأيها وهى تمد يدها اليه قائلة:
معاك.

ليتمسك أدهم بيدها وهو يبتسم ليغادروا سويا تتقافز قلوبهم من السعادة.

قال صديق فى خبث:
ايه رأيك بقى ياحبيبتى؟

لمعت عينا علية فى سعادة وهى تقول:
دماغك دى ايه ياصديق؟ده انت طلعت شيطان ياأخى.

ضحك صديق قائلا:
طب بلاش قر ياعلية، الحاجات دى بتتحسد، وبعدين ما انا لازم أبقى شيطان عشان أنتقم من اللى مزعل حبيبتى، واللى فرقنا عن بعض وخلانا اتجوزنا وبنتقابل فى السر زى الحرامية او اللى عاملين عملة.

ابتسمت علية قائلة:
معاك حق ياصديق، ده كفاية انه جوزنى واحد غيرك وفرقنا سنين عن بعض، وكفاية ابنه اللى قهر بنتى ووجع قلبى عليها وخلاها ياحبة عينى زى الشبح مش قادرة تعيش وتكمل من بعده.

نظر صديق اليها قائلا:
هنبتدى بأيهم وبعديه هييجى الدور على أدهم ومهيب، متقلقيش ياحبيبتى، كله متخطط ومترتب هنا.

وأشار الى رأسه ثم استطرد بحقد قائلا:
دماغى دى فيها بلاوى هتدمرهم كلهم.

ابتسمت علية قائلة:
تسلملى دماغك ياحبيبى.

صمتوا للحظات ليقول صديق فجأة:
الا قوليلى ياعلية بنتك مايا طالعة حلوة شبهك ولا شبه المحروس أبوها، تصدقى انى أعرفك العمر ده كله ومشفتهاش ولا مرة، انتى صحيح ليه معرفتنيش عليها قبل كدة، مش المفروض تعرفينى عليها عشان تتعود على وجودى لما نعلن جوازنا.

قالت علية بارتباك:
ها، لا طبعا، مش دلوقتى خالص، اصبر شوية، البنت لسة خارجة من ازمة نفسية ومحتاجة وقت قبل ما اصدمها بوجود حد فى حياتى.

أومأ صديق برأسه متفهما لتقول علية:
انا همشى بقى عشان اتأخرت، أشوفك بكرة.

ثم أخرجت ظرفا وأعطته اياه قائلة:
دى الفلوس اللى طلبتها، الباقى هسحبه بكرة من البنك، سلام ياحبيبى.

وقبلته على وجنته لتغادر ولكنه استوقفها قائلا:
مقلتليش ياعلية، بنتك شبهك ولا شبه أبوها؟

قالت علية فى حزن:
شبه أبوها ياصديق، شبه أبوها.

وغادرت ليقول صديق فى سخرية:
أتارى ابن راجى معبرهاش، هو جوزك كان له شكل ولا منظر ياعلية، لو كانت حلوة زيك كان بقى فيها كلام تانى واهو زيادة الخير خيرين ياحبيبتى.

ونظر الى المال فى جشع قائلا:
وانتى خيرك كتير، كتير أوى ياعلية
وأطلق ضحكة شيطانية تليق بشيطان حقير مثله.

لمست كارمن رأس رعد بتردد ليصهل الجواد فأبعدت كارمن يدها عنه بخوف ليبتسم أدهم وهو يرى خوفها ويقترب منها قائلا:
هاتى ايدك.

نظرت اليه بحيرة لتمد يدها اليه بتردد ويمسك هو يدها بحنان ليضعها بهدوء على مقدمة رأس الجواد ويترك يده فوقها، ليستكين الجواد وهو يشعر بالحب ينتقل من كفوفهما اليه، كان كل منهما يسبح فى أفكاره الخاصة، كان ظهر كارمن الى أدهم يضمها من الخلف فشعرت هى بالذوبان بين ذراعيه وهى تستنشق عطره وتشعر بنبضات قلبه المتسارعة فى صدره الصلب الذى تستند اليه، تود لو ظلت هكذا للأبد، بينما كان أدهم بدوره مغمضا عينيه وهو يشعر بلذة وجودها بين ذراعيه، يستنشق عبير شعرها الرائع ويشعر بنبضات قلبها تنتقل عبر يدها الى يده، صهل الجواد ليفيق كل منهما من أفكاره وتتنحنح كارمن وهى تفلت يدها وتخرج من حضنه قائلة:.

احم، رعد بجد يجنن، يابختك بيه ياأدهم.

ابتسم وهو يرى العرق النابض فى رقبتها يعلن وبكل قوة تأثرها به ليمد يده دون وعى ويلمسه ببطئ نزولا من ذقنها حتى آخر عنقها لتشعر بذلك العرق ينتفض بجنون تحت يده، ليقول وقد تهدجت نبرات صوته:
مشاعرك كلها بتبان عليكى ياكارمن، أد إيه بريئة وجميلة، وأد ايه نفسى...

ليصمت وهو يدرك أنه كاد يعلن عن مشاعره ورغباته الجامحة تجاهها دون وعى منه، ليبعد عنها يده وهو يمررها بتوتر فى شعره قائلا:
ايه رأيك تركبى رعد؟

كانت كارمن تسبح فى بحور المشاعر مع لمسته الحانية وكلماته الهامسة تعلم أنها تحلم لتفيق من حلمها على سؤاله، لتأخذ دقيقة كاملة محاولة استيعاب ما يقول وهى تشعر بالحيرة من تصرفاته معها والتى تعبر عن شئ واحد، حبه لها، ولكن اذا كان يحبها لماذا لا يصرح بذلك الحب، مم يخشى؟، قالت بتخبط:
أركب مين؟

قال بهدوء:
رعد
أفاقت كارمن كلية وهى تقول بخوف:
لأ طبعا، مستحيل.

قال يستحثها:
ليه بس، متقلقيش هكون وراكى ع الحصان، اطمنى.

قالت بتردد:
بس...

قاطعها وهو يبتسم قائلا:
مفيش بس، تعالى، مش هنتأخر.

اومأت برأسها فركب الجواد ومد يده اليها ليمسكها بيده ويرفعها بخفة على الجواد لتجلس أمامه، ضمها يمسك باللجام لتغمض كارمن عينيها وهى تشعر بالذوبان مجددا بين ذراعيه، لتندم على موافقتها الركوب معه، فهى لا تود أن تتعود على وجودها بين ذراعيه لأن حرمانها من حضنه بعد تعودها عليه سيصيبها فى مقتل، اقترب ادهم من أذنها هامسا:
افتحى عنيكى.

فتحت كارمن عينيها لترى الأرض الخضراء تمتد أمامها فى جمال منقطع النظير، تطايرت خصلات شعرها من نسيم الهواء ليستقر على وجه أدهم، التفتت قليلا تزيله من على وجهه بيدها فى خجل قائلة:
أنا آسفة والله، عارفة انه طويل ومضايقك، والله انا فكرت أقصه...

ليقاطعها قائلا بصوت أجش أثار القشعريرة فى كامل جسدها: .
اياكى تقصيه، أنا، أنا بحبه كدة.

اتسعت عيناها فى دهشة لتلتفت أمامها ودقات قلبها تتسارع بعنف، غافلة عن أدهم الذى اغمض عينيه يستنشق عبيرها للحظة، ليفتح عينيه وقد غامت بالمشاعر يود لو يمسح تلك المسافة الصغيرة بينهما و يضمها لصدره أكثر، يخبرها ان حضنه هو مكانها الطبيعى فلم يعد يستطيع انكار مشاعره تجاهها والتى يحسها لأول مرة بحياته، لقد أحبها، عشقها بجنووون، وانتهى الأمر.

أمسك أيهم بيد جورى وهو يفتح لها باب سيارته لتركب فيها ويتجه الى مقعد سيارته لتركب فيها ويتجه هو الى مقعد السائق ويركب خلفه لتقول جورى بحماس:
أخدنا بقى على فين ياأيهم؟

قال أيهم مبتسما:
هنروح عند ماما أصلها...

قاطعته قائلة:
لأ جو ماما تعبانة ده وتعالى نشوفها مينفعش معايا ياأيهم انا بقولك اهو.

ضربها ايهم بخفة على راسها قائلا:
دماغك دايما شمال، مش عارف ليه، ماما مش تعبانة ياستى، هى قالتلى اجيبك عشان تشوفى هتغيرى ايه فى الجناح اللى هنسكن فيه، ارتحتى دلوقتى؟

قالت جورى بخجل:
انا بهزر على فكرة.

قال ايهم بسخرية:
مش مصدقك على فكرة.

وكزته جورى بخفة فى كتفه قائلة:
خلاص ياأيهم ميبقاش قلبك اسود.

لم يرد عليها أيهم، لتقول جورى:
ايهم، خلاص بقى.

ظل ايهم صامتا، مستمتعا بنبراتها المعتذرة، لتقترب منه وهى تقبله فى وجنته قائلة:
آسفة.

وقبل ان تعود لمكانها وجدته يمسك بها بسرعة يرجعها الى جواره وهو لا يزال مصدوما من قبلتها الخجولة ليقول فى عشق وهو ينظر الى عينيها الجميلتين:
مين بقى فينا اللى بيعمل حاجات بتجننى وبتخلينى عايز أعمل حاجات ممكن تزعلك منى ياجورى، ها؟

نظرت جورى الى أيهم بخجل قائلة:
عشان خاطرى ياايهم وحياتى عندك، سيبنى.

تركها وهو يزفر بقوة قائلا:
تانى مرة متقربيش منى غير لما يجمعنا بيت واحد، متصحيش العاشق اللى جوايا واللى بيتمنى تكونى فى حضنه عشان يقولك كل اللى جواه.

أومأت جورى برأسها وهى تبتسم له بعشق، تشعر بالسعادة لادراكها قوة مشاعر أيهم تجاهها لتقول بخجل:
احم، طب مش يلا نمشى عشان منتأخرش على مامتك؟

ابتسم يشاكسها قائلا:
دلوقتى نروحلها، مش كان المرواح كخة من شوية؟

ضربته بخفة على يده قائلة:
خلاص ياحبيبى، متبقاش غلس.

ابتسم يقول:
عشان كلمة حبيبى نعدى كلمة غلس، بس شكلك هتتعبينى معاكى ياوردتى.

ابتسمت جورى بحب ليبادلها ابتسامتها قبل ان يقود السيارة وينطلق بها وهو يشعر بالسعادة، سعادة العشق.



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7010 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4086 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3120 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2985 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3425 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، لعنة ، العشق ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 03:24 صباحا