أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية لعنة العشق

هى: أصابتها لعنة العشق فواجهت آلامها وحدها فقد تزوج حبيبها بغيرها ولكنها ظلت على عشقها، فهل يكون مصيرها العذاب ام يتغير ..



08-03-2022 02:33 صباحا
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 






t22088_1782

هى: أصابتها لعنة العشق فواجهت آلامها وحدها فقد تزوج حبيبها بغيرها ولكنها ظلت على عشقها، فهل يكون مصيرها العذاب ام يتغير قدرها ويشعر بها من تحب.
هو: توفيت زوجته وتركت له طفلين توأمين، كان زواجه الأول دون حب لأنه يخشى لعنة العشق، جاءت هى فأصابته بها فهل يستسلم لها أم يقاومها حتى النهاية.
هى: كان بالنسبة إليها حلم مستحيل ..فهو فى قصتها الأمير وهى كسندريلا فقط دون زوجة أب شريرة، حلمها أن يراها ويشعر بها وتصيبه بلعنة العشق كما أصابها فهل يصبح الحلم حقيقة أم يظل حلمها مستحيلا.

العشق لعنة نخضع لسحرها، مهما أنهكتنا آلامها وأضنتنا أشواقها، تظل لذة الحياة معها أفضل من الموت دونها، قصتى لعنة العشق، تحمل ثلاث حكايات رئيسية لأبطال أدركوا ان من يحتمل لعنة العشق، يواجه آلامها ويفوز بأفراحها هو ليس فقط شخصا أحب بصدق بل تعدى ذلك الحب ليرى معشوقه ليس فقط نصفه الآخر بل هو نفسه فى مكان آخر.
شخصيات الرواية

راجى الفيومى: أب لثلاثة أبناء (أدهم، مهيب، أيهم)، فى اواخر الخمسينات من عمره، من أثرياء مدينة الفيوم، يبدو رجلا صارما ولكنه طيب القلب ويحب عائلته كثيرا.
وجد الفيومى: ابنة عم راجي التى يعشقها، فى اوائل الخمسينات من عمرها، مازالت تحمل ملامحها الجميلة رغم مرور السنوات.
أدهم: الابن الأكبر، شاب وسيم فى الثامنة والعشرين من عمره ذو شعر أسود كثيف وعيون بنية قاتمة ولحية خفيفة، وجسد رياضي رشيق.
مهيب: شاب وسيم فى الخامسة والعشرين من عمره ذو شعر أسود وعينين عسليتين جذابين وجسد رياضي.
أيهم: الابن الأصغر لعائلة الفيومى، فى الثانية والعشرين من عمره، وسيم للغاية، ورث عن والدته عينيها الزرقاوتين وشعرها الذهبي.

كارمن عزيز: فتاة جميلة فى الثانية والعشرين من عمرها تمتلك بشرة خمرية ناعمة وقد رشيق وعيون بنية تظللها رموش طويلة وشعر بني ناعم كالحرير، لديها غمازتين جميلتين تظهران كلما ضحكت، تعمل كمربية أطفال.

مايا الجمال:ابنة علية أخت راجى..فى الثانية والعشرين من عمرها..جميلة جدا بتلك العيون السوداء الواسعة..تظللها رموش كثيفة..شعرها أسود طويل رائع وناعم كالحرير..تخفى عينيها دائما خلف نظاراتها.

جورى:ابنة نوال الخادمة لدى عائلة الفيومى ..فى العشرين من عمرها..رائعة الجمال بعينين خضراوتين وشعر بنى ناعموبشرة ناعمة كالأطفال
ديالا:زوجة مهيب..جميلة بتلك العينين الزرقاوتين و ذلك القد الرشيق.
فصول رواية لعنة العشق

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الأول

نظرت كارمن إلى محيطها بتوتر غمرها وملك عليها جوارحها، هى تعلم أنها ليست المرة الأولى لها والتى تعمل بها كمربية خاصة للأطفال ولكنها لا تدرى لماذا تشعر بالتوتر وكأنها المرة الأولى تماما، رجعت بأفكارها قليلا الى الوراء، تتذكر تصميمها على العمل مع الأطفال اليتامى فقط، رغم حالتها المادية الصعبة، فهم يذكرونها بنفسها، فقد توفى والديها سويا بحادث وأصبحة بليلة واحدة يتيمة الابوين ولم يكن لديها عائلة سوى خالتها التى لم تستطع ان تأخذها الى بيتها، فعائلة خالتها كبيرة تحتوى على سبعة أطفال والذى أوضح زوج خالتها ان شقتهم الصغيرة لن تحتمل أكثر منهم، لذا اضطرت خالتها أن تودعها فى ملجأ، تكتفى بزيارتها الأسبوعية لها لتصبح زيارة شهرية، ثم فى النهاية سنوية...

تدرك كارمن أنها فى قرارة نفسها لا تلومها على ذلك ولكن هذا لا يمنع من وجود غصة فى قلبها لشعورها بالوحدة وأن لا أحد يهتم بها سوى منال مديرة الملجأ الذى احتوتها منذ صغرها ومنحتها اهتماما ملحوظا لتتوفى هى الأخرى منذ عامين تاركة اياها للوحدة مجددا لتقرر كارمن ان تعمل كمربية للأطفال اليتامى لتحقق نجاحا ملحوظا مع أول أطفال عملت معهم حتى قررت الجدة عايدة السفر لبلدها وعائلتها لتأخذهم معها، لتصبح كارمن بلا عمل مجددا، لولا ذلك الهاتف من الجدة عايدة تخبرها عن حاجة عائلة الفيومى لمربية أطفال ترعى طفلين توأمين لابنهم الأكبر، وأنها رشحتها لهم قبل أن تسافر...

وافقت كارمن بعد تردد ولكن لابد وان توافق فهى بحاجة ماسة للعمل فليس لديها الكثير من المال، تذكرت توترها الشديد وهى تدلف الى المزرعة اليوم وترى مدى روعتها، وها هى الآن تنتظر مقابلة والد الطفلين بعد ان أخبرت الخادمة برغبتها فى مقابلته، توقفت بنظرها عند لوحة تتوسط الردهة، اقتربت منها تتأملها بإعجاب أفاقت منه على صوت نحنحة رجولية فالتفتت بسرعة الى مصدر الصوت لتقابلها عينان بنيتان لرجل يبدو فى اواخر العشرينات من عمره، يرمقها بنظرة متسائلة، عاقدا حاجبيه وهو يتأمل ملامحها المصدومة قائلا:.

حضرتك كنتى عايزة تقابلينى؟
نظرت إليه قائلة بدهشة:
انت أدهم الفيومى؟
ازداد انعقاد حاجبيه وهو يجيبها قائلا بهدوء:
أيوة أنا، ممكن أعرف ليه حضرتك مستغربة؟
قالت بسرعة ودون تفكير:
أصلك صغير أوى عشان يبقى عندك توأم عنده 6 سنين
وما ان قالت عبارتها حتى وضعت يدها على فمها بصدمة من تفوهها لتلك العبارة الحمقاء والتى حطمت قناع أدهم البارد لتظهر ملامح الدهشة على وجهه، قالت بسرعة وارتباك:.

أنا آسفة والله، انا، أنا عادة مش متهورة كدة بس يمكن المفاجأة كانت كبيرة شوية علية
نفض أدهم دهشته جانبا وهو يعقد حاجبيه قائلا:
حضرتك مين؟وسبب زيارتك إيه؟
تنحنحت لتزيل ارتباكها وهى تبتسم وتتقدم منه مادة يدها إليه وهى تقول:
كارمن عزيز، مدام عايدة قالتلى انها كلمتك عنى
تاه أدهم فى تلك الابتسامة والتى أظهرت غمازتيها الرائعتين وزادتا من جمالها، لينفض أفكاره وهو يمد يده ليصافحها فى شرود مرددا اسمها:.

كارمن عزيز
ما ان تلامست الأيدى فى تلك المصافحة حتى ارتعشت الكفوف وتلاقت العيون بنظرة طويلة سارعت من دقات قلبيهما لتنتقل عبر كفيهما ويشعر بها كلا منهما لتبعد كارمن يدها بسرعة شاعرة بالحيرة، بينما شعر هو بالفقد، ربما هو دفئ يديها الناعمتين، لا يدرى، تنحنح ليزيل ذلك الشعور الذى سيطر عليه قائلا فى حيرة:
احمم، مدام عايدة كلمتنى فعلا عن مربية احفادها
ثم صمت للحظة يستوعب الحقيقة ليقول بدهشة:.

انتى تبقى المربية الجديدة؟
أومأت برأسها فى صمت تتعجب من دهشته، ليستطرد هو بحدة قائلا:
بس ازاى مدام عايدة ترشحك؟انتى صغيرة اوى على انك تراعى طفلين فى السن ده، انتى عندك كام سنة؟١٨؟
قالت فى استنكار:
انا مش صغيرة على فكرة، أنا عندى ٢٢ سنة، يعنى اللى أدى المفروض تبقى متجوزة ومخلفة وبتربى أطفالها كمان
قال بفضول لم يستطع اخفاؤه:
طب ليه؟
نظرت اليه بحيرة قائلة:
ليه إيه؟
قال فى هدوء:
ليه ما اتجوزتيش لغاية دلوقتى؟

ظهرت لمحة من الألم بعينيها، أخفتها بسرعة ولكن ليس قبل ان يراها أدهم لتحيره أكثر بينما كانت كارمن لاتدرى ماذا تقول له، أتخبره أن من عاش وتربى فى ملجأ من الصعب أن يجد من يرضى به وبخلفيته الضعيفة، أم تخبره أنها أحبت بالفعل زميلا لها بالجامعة وعندما عرف أنها تربت فى ملجأ وتعيش به، ابتعد عنها على الفور وخطب فتاة أخرى، اكتفت بأن هزت كتفيها قائلة بلا مبالاة مصطنعة:
النصيب
أومأ برأسه قائلا:.

الصراحة صغر سنك وجما...
قطع عبارته وقد كاد ان يخبرها عن جمالها الآسر ليستطرد قائلا:
احم، يعنى مش عارف هينفع تكملى معانا ولا لأ، احنا كنا مفكرينك أكبر من كدة، فى الأربعينات مثلا
قالت فى كبرياء:
لو حضراتكم شايفين ان سنى هيبقى عائق أدام تأديتى لمهمتى فيبقى وجودى ملوش لزوم فعلا، عن اذنك
كادت ان تتخطاه عندما أمسك بذراعها قائلا:
استنى بس
عاد التيار الكهربى يضربهم بشدة لدى ملامسته اياها ليبعد يده بتوتر قائلا:.

أنا آسف لو جرحتك من غير قصد، بس انا فعلا مقصدش اللى فهمتيه
نظرت اليه فى حيرة من مشاعرها التى تتولد داخلها كلما لامست يده يدها قائلة:
امال حضرتك تقصد ايه؟

لم يدرى بما يخبرها، أيقول لها أنهم فى بلد ريفية وهو يخشى عدم قبول الناس لوجود شابة فى سنها وجمالها فى بيته أم يخبرها أنه يخشاها هى، يخشى تلك الذبذبات التى تتطاير من حولهما كلما اقتربا من بعضهما، وهو الذى لم يخشى أى شئ بحياته قط، تساءل فى حيرة، لماذا هى، هل بعده عن النساء طوال تلك السنوات الست هو ما يجعله سريع التأثر بها هكذا؟نفى هذا الاحتمال وهو يدرك استحالته فحوله فى عمله العديد من النساء الذين يتهافتن عليه وهو لا يعيرهم أدنى اهتمام، اذا لماذا هى بالذات، لماذا؟

ابتلع ريقه، وهو يحسم رأيه قائلا:
بصى احنا هنجرب، يمكن كل اللى فى دماغى مخاوف ملهاش لازمة، وبصراحة الاولاد محتاجين مربية فى أسرع وقت، ومفيش حد أدامى غيرك حاليا، ايه رأيك، نجرب؟
رغم احساسها بالاهانة لقبوله بها لأنه ليس لديه حلا اخر، الا انها أومأت برأسها بهدوء فهى أيضا بحاجة الى ذلك العمل وليس أمامها حلا آخر سوى أن تجرب العمل لديه، افاقت على صوته يقول بهدوء:
تمام، تعالى ورايا عشان أعرفك على الاولاد.

تبعته وهى متوترة ولكنه ما لبث أن توقف فجأة سائلا اياها وهو يقول بفضول:
عجبتك اللوحة؟
كادت أن تصطدم به ولكنها تمالكت نفسها قبل أن تفعل قائلة بحيرة:
لوحة ايه؟
قال يتأمل ملامحها البريئة:
اللى انتى كنتى واقفة تتفرجى عليها من شوية
ابتسمت وعيناها تلتمعان لتأسره بتلك النظرة وهى تقول بحماس أعجبه:.

أكيد دى لوحة (عند النافذة)، لسلفادور دالى اللى كان راسم فيها أخته آنا ماريا، واللى عجبت الفنان الكبير بيكاسو أول ما شافها فى العرض، الحقيقة أعصابى بترتاح أوى لما بأشوفها
صمتت وهى ترى نظرة غامضة داخل عينى أدهم لتقول بخجل:
بتكلم كتير، صح؟
ابتسم لأول مرة منذ أن رأته لتتوه فى تلك الابتسامة التى أبرزت وسامته وجعلته أكثر جاذبية ليقاطع شرودها قائلا:.

بالعكس انا مبسوط جدا انى أشوف حد فى سنك عنده الاهتمام ده بالفن، ده أكيد حاجة كويسة وفى صالحك
ابتسمت بخجل قائلة:
الحقيقة أنا بحب الرسم جدا، وساعات برسم كدة على أدى، بس اللى رسم اللوحة دى فنان، تحسها نسخة طبق الاصل من اللوحة الأصلية
هز رأسه قائلا بابتسامة:
شكرا
نظرت اليه بصدمة قائلة:
انت اللى رسمتها؟
ابتسم وهو يومئ براسه قائلا:
ساعات برسم كدة على أدى.

أدركت انه يردد جملتها ليتورد خدها خجلا مما زاد من جمالها، ليتأملها فى صمت، قطعته هى قائلة بارتباك:
احم، احنا مش هنشوف الاولاد؟
قال ادهم وهو يفيق من شروده قائلا:
الاولاد، آااه، صح، اتفضلى معايا
تقدمها لتتبعه هى شاعرة بالتوتر، فذلك الأدهم يجذبها اليه وبقوة
***************
قالت ديالا بدلال:
عشان خاطرى يامهيب، لازم نروح حفلة انهاردة.

نظر إليها من خلال المرآه التى يقف أمامها، يحاول أن يعقد ربطة عنقه دون جدوى، فزفر تاركا اياها وهو يقول:
مش هينفع ياديالا، قلتلك ميت مرة مش هينفع، أنا عندى شغل كتير متأخر ومش هينفع أسيبه وآجى بدرى عشان حضرتك عايزة تحضرى حفلة
ثم التفت اليها قائلا:
وبعدين احنا مش كنا انبارح فى حفلة فيها تقريبا نفس الناس، ايه اللى يخلينا نروح انهاردة كمان؟
قالت ديالا بملل:
أووف عليك ياموهى بقى، انت بجد فصيل أوى.

اقترب منها قائلا بحدة وهو يشير اليها باصبعه محذرا:
قلتلك مليون مرة مبحبش الاسم ده، فياريت متناديليش بيه، وبعدين أنا ممنعتكيش تروحى الحفلة، اتفضلى روحى ياستى وانبسطى، بس أنا مش هروح، فاهمة ولا لأ؟
حاولت ان تمتص غضبه فاقتربت منه قائلة بدلال:
خلاص ياحبيبى فاهمة، اهدى بس شوية، ولا يهمك ياسيدى، هروح لوحدى
ثم ملست على وجنته قائلة:
بس انا محتاجة الجرين كارد بتاعك ياحبيبى
عقد حاجبيه قائلا:
اشمعنى؟

ابتسمت وهى تقبله على شفتيه قبلة خفيفة لتبتعد عنه قائلة:
عايزة اشترى فستان لحفلة انهاردة يابيبى
أغمض مهيب عينيه بيأس ثم فتحهما ليقول بهدوء يخالف ثورته الداخلية:
هو انتى مش لسة جايبة فستان جديد الأسبوع اللى فات ياديالا؟
مطت شفتيها قائلة:
لبسته انبارح يامهيب، ولا عايزنى ألبسه انهاردة كمان، لأ طبعا، مستحيل
قال مهيب بملل وهو يخرج بطاقته من محفظته ويمنحها اياها قائلا:.

خلاص ياديالا اتفضلى البطاقة أهى بس اعملى حسابك دى آخر مرة هتشترى فساتين السنة دى، انتى دولابك مليان فساتين ابقى اختارى منهم اللى يناسب حفلاتك اللى مبتخلصش
أومأت براسها وهى تأخذ البطاقة من يده و تقبله فى وجنته بسرعة لتدخل الى الحمام وتستعد للخروج فهز رأسه يأسا وهو يخرج من الحجرة متجها الى عمله
*************
تنهد مهيب قائلا:
بس ياستى، هو ده كل اللى حصل
عدلت مايا من وضع نظارتها قائلة بهدوء:.

يعنى هو ده بس اللى معصبك ومخليك مش طايق نفسك بالشكل ده؟
قال مهيب بحدة:
يعنى انتى مش شايفة انها حاجة تعصب؟
ابتسمت قائلة:
لأ مش شايفاها حاجة تعصب، ايه يعنى مراتك وعايزة تحضر حفلة معاك؟عادى جدا وحقها، نفسها تتباهى بيك ياسيدى قصاد صاحباتها، وايه يعنى عايزة تشترى فستان جديد؟تعيش ياابن خالى وتجيبلها اللى نفسها فيه
ابتسم قائلا:
أنا بالشكل ده هيتخرب بيتى سيادتك.

أخذت مايا نفسا عميقا تحاول أن تمحى به أثر ابتسامته على قلبها وكادت ان تتحدث لولا سماعهم لطرقات على الباب ليأمر مهيب الطارق بالدخول، ليدخل الساعى بصينية وضعها على مكتب مهيب وخرج بهدوء، نظر مهيب الى الصينية لتتسع ابتسامته قائلا:
انتى اللى طلبتى الفطار ده، صح؟
ابتسمت قائلة:
أكيد زى عوايدك نزلت من غير فطار، فطلبتلك ساندوتشات البيض بالبسطرمة اللى انت بتحبهم والكابتشينو كمان.

وقف ليدور حول المكتب ويجلس أمامها قائلا:
شفتى انتى عارفة عنى كل حاجة ازاى، تيجى ديالا بقى وتتعلم منك
أحست مايا بوجع فى قلبها ولكنها تمالكت نفسها وهى تنهض قائلة:
أنا، انا همشى بقى
امسكها مهيب من يدها قائلا بابتسامة:
مش عارف من غيرك كنت هعمل ايه يامايا؟
ابتسمت بمرارة لم يلحظها قائلة:
كنت هتعيش ياابن خالى، عن اذنك
تمسك بيدها وهو لايدرى كم النيران التى تسرى بجسدها من لمسته ليقول برجاء:
استنى افطرى معايا.

ابتعدت خطوة ليترك يدها قائلة بتوتر:
سبقتك يامهيب
مط شفتيه بطفولة محببة اليها قائلا:
مبحبش آكل لوحدى وانتى عارفة، عشان خاطرى افطرى معايا
ابتسمت وقد رق قلبها له لتتنهد وهى تجلس قائلة:
حاضر ياسيدى، أوامرك، أفطر مرة تانية علشان خاطرك
ابتسم مهيب قائلا:
ربنا يخليكى للغلابة يابنت عمتى
ابتسمت دون أن تنطق بلسانها ولكن قلبها قال فى عشق:
ويخليك لية ياابن خالى.
تاااابع اسفل
 
 



08-03-2022 02:36 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [1]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية لعنة العشق
رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الثاني

دلف أدهم إلى حجرة طفليه بهدوء تتبعه كارمن، ابتسمت كارمن وهى ترى طفلين رائعين الجمال يهرعان الى أدهم ليحتضناه فى سعادة، نزل أدهم على ركبتيه وضمهما بحنان، تأملتهم كارمن باعجاب ملاحظة العلاقة الجميلة بين الأب وأطفاله، انهما بالفعل توأمين رائعين يتشاركن بعض الملامح المتشابهة كلون الشعر الأشقر والوجه المستدير والبشرة الناعمة، إلا أنهما يختلفان فى لون البشرة ولون العينين، فالفتاة عيونها زرقاء و بيضاء البشرة، بينما يحمل الفتى بشرة أبيه القمحية ولون عيون أبيه أيضا ذات اللون البنى القاتم، توقف الطفلان عن احتضان أبيهما وهما ينظران إلى كارمن، نظرت اليها الفتاة بفضول بينما نظر اليها الفتى بنظرة باردة تكاد تكون عدائية مما أصابها بالدهشة، التفت أدهم الى كارمن وهو يرى اهتمام طفليه بزائرتهما ليقول بهدوء:.

جود، جودى، تعالوا سلموا على مس كارمن، هتكون معاكم من انهاردة مكان مس ليلى
اقتربت منهم كارمن ووقفت أمامهم لتجلس على ركبتيها بدورها وهى تمد يدها لمصافحة جودى قائلا:
أهلا أهلا بالحلوين، انتى اسمك جودى؟
اومأت جودى برأسها وهى تصافح كارمن بيدها الصغيرة، لتقول بابتسامة:
انتى حلوة اوى يامس كارمن، أحلى بكتير من مس ليلى
ابتسمت كارمن وهى تمد يدها تملس على شعر جودى بحنان قائلة:
انتى الأحلى ياجودى.

ثم التفتت الى جود وهى تمد يدها إليه قائلة بحنان:
مش هتسلم علية ياجود؟
قال جود ببرود دون أن يصافحها:
متعودتش أسلم على حد غريب
قال أدهم فى صرامة:
جود!
أشارت له كارمن بالهدوء وهى تقول:
سيبه براحته ياأستاذ أدهم، هو معاه حق، مينفعش فعلا نسلم على حد غريب عننا
ثم التفتت الى جود قائلة بوعد:
بس قريب جدا مش هكون غريبة عنك ياجود
لم يعيرها جود أى اهتمام فى حين قال أدهم موجها حديثه الى كارمن:.

دلوقتى هوريكى أوضتك عشان ترتاحى شوية وبعد العصر هتبتدى مع الاولاد اول دروسهم، لكن لو مش حابة تبتدى انهاردة ممكن نأجل لبكرة
قالت فى هدوء:
لأ، ياريت نبدأ علطول لو سمحت
قال فى راحة:
تمام
ثم وجه حديثه الى اولاده قائلا:
تقدروا تلعبوا فى الجنينة لغاية لما الدادة تنده عليكم عشان تتغدوا و تبتدوا مع مس كارمن اول دروسكم انهاردة.

اومأ الأطفال برءوسهم وهم يتجهون إلى الخارج تبتسم جودى الى كارمن التى بادلتها ابتسامتها بينما حدجها جود بنظرة باردة لتبتسم كارمن اثر خروجهما ليقطع ابتسامتها صوت أدهم وهو يقول معتذرا:
أنا آسف لو جود ضايقك بس هو مش معترض ابدا على شخصك، هو معترض على وجود حد ياخد باله منه هو وأخته، شايف انه كبر ويقدر ياخد باله من نفسه ومن أخته كمان.

ابتسمت لتظهر غمازتيها مرة أخرى ويزداد جمالها ليحاول أدهم بصعوبة أن يركز على كلماتها وهى تقول:
أنا فاهمة ده كويس وهحاول اتعامل معاه بطريقتى متقلقش، بس أكيد هحتاج لتعاون حضرتك
أومأ برأسه قائلا:
أكيد معاكى، يلا بينا هوصلك على اوضتك
أومأت برأسها ليخرج أدهم من الحجرة تتبعه كارمن لتبدأ مهمتها الجديدة والتى تشعر بصعوبتها منذ الآن.

قالت جورى فى الحاح:
ياماما عشان خاطرى تعالى ارتاحى شوية وسيبينى أكمل بدالك، انتى شكلك تعبان
ابتسمت نوال بتعب قائلة:
أنا كويسة ياحبيبتى متقلقيش خليكى انتى فى مذاكرتك وابعدى خالص عن شغل المطبخ
ثم اقتربت منها قائلة فى حنان حازم:
أنا مربتكيش وتعبت فيكى ياجورى عشان فى الآخر تشتغلى بدالى فى المطبخ، انتى لازم تكونى دكتورة أد الدنيا وترفعى راس أبوكى الله يرحمه، فاهمة ولا لأ؟

قبلت جورى يدها قائلة ودموعها تترقرق فى عينيها:
ربنا يخليكى لية ياأمى ومايحرمنيش منك
ابتسمت نوال قائلة:
ويخليكى لية ياأحلى بنوتة فى الدنيا
ثم عادت لعملها وهى تقول:
يلا بقى روحى جامعتك عشان متتأخريش على محاضراتك
ابتسمت جورى وكادت تخرج إلا أنها توقفت قائلة بتردد:
إلا قوليلى ياماما، وأنا جاية سمعت عم عزمى بيقول لطه على طلبات كتيرة، هو، هو فيه حفلة انهاردة؟

ابتسمت نوال وتركت الطبق من يدها وهى تلتفت الى جورى قائلة بسعادة:
آه والله، حفلة جامدة ياجورى بس مش انهاردة، بعد يومين تلاتة كدة، البيه الصغير هيرجع من بلاد برة ومعاه الشهادة الكبيرة والفرحة مش سايعة راجى بيه ووجد هانم، وعازمين أكبر ناس فى البلد، جورى، انتى يابنتى، روحتى فين؟
كانت جورى قد شردت بعد سماعها خبر رجوع أيهم لتفيق على صوت نداء والدتها لها لتقول بارتباك:
أيوة ياماما، معاكى ياحبيبتى
قالت نوال:.

سرحتى فى ايه ياقلبى؟
ابتسمت جورى ابتسامة مفتعلة وهى تقول:
فى المحاضرات اللى هتفوتنى بسبب رغيك ياماما
قالت نوال باستنكار:
رغيى أنا ياست جورى؟
قبلتها جورى بحب وهى تبتسم قائلة:
ولا تزعلى نفسك ياست الكل، أنا اللى رغاية وستين رغاية كمان، سلام بقى عشان ألحق المحاضرة والدكتور ميطردنيش
ثم أسرعت بالمغادرة تتبعها عينا نوال وهى تقول:
ربنا يوفقك ياحبيبتى وأشوفك أحسن دكتورة فى الدنيا.

اتفضلى ياستى
قال مهيب جملته إلى مايا التى دلفت الى حجرة المكتب بعد ان هاتفها مهيب وهو غاضب للغاية يطلب منها الحضور على الفور، قالت بهدوءها الذى اعتاده منها وأحبه:
خير بس يامهيب؟انت علطول عصبى كدة؟
زفر مهيب بقوة قائلا:.

ما هو من عمايلها يامايا، هتجننى، الهانم لسة مكلمانى عايزانى أروح آخدها من السنتر وهى عارفة ان عندى اجتماع مهم ومينفعش أسيبه وعم سيد السواق آخد أجازة انهاردة عشان تعبان، أقولها خدى تاكسى تقولى مبركبش مع حد غريب، يعنى أسيب أنا الاجتماع وأبوظ الصفقة عشان الهانم خايفة تركب تاكسى فى عز الضهر
قالت مايا بعد ان أخذت نفسا عميقا:.

خد بالك انك بقيت عصبى فى كل حاجة تخص طلبات ديالا وده هيأثر على علاقتكم سوا يامهيب، لازم تطول بالك شوية، الموضوع بسيط جدا ولو على حد ياخد ديالا من السنتر ويروحها فأنا مستعدة أروحلها بنفسى، أنا تقريبا وجودى مش ضرورى فى الاجتماع، كل الورق جاهز وانت كنت معايا خطوة بخطوة، بس ياسيدى اتحلت أهى، وملهاش لازمة العصبية دى كلها
نظر اليها نظرة مطولة أربكتها وجعلتها تعدل من وضع نظارتها بتوتر ليقول هو باعجاب:.

مش عارف يامايا ازاى بكلمتين منك بتضيعى كل زعلى وتوترى، بجد انتى الأخت اللى ربنا حرمنى منها بس عوضنى عنها بيكى
أحست بالمرارة فى حلقها وبقلبها يتحطم إلى أشلاء ولكنها تمالكت نفسها وهى تبتسم ابتسامة لم تصل إلى عينيها قائلة:
ماشى ياأخويا، همشى بقى عشان متأخرش على ديالا.

ابتسم فاستدارت لتغادر ولكنها توقفت لتستدير عائدة إليه وهى تقترب منه وسط حيرته لتتوقف أمامه تماما وتمد يدها لتعقد له ربطة عنقه فى هدوء يخالف ثورة قلبها التى أعلنتها دقاته بسبب قربها الشديد منه والذى لم يحدث منذ زمن بعيد، أحست بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها مما زاد من توترها ونبضها الذى ظهر فى أنفاسها المتسارعة، لم ترفع وجهها إليه وهى تقول بهمس:
طول عمرك مبتعرفش تربطها، كدة أحسن كتير.

ثم ابتعدت مغادرة الحجرة بسرعة دون أن تنظر اليه، تخشى أن تمنح نظرة واحدة الى عينيه فتجد نفسها تسرع و تلقى بروحها بين ذراعيه بينما وقف مهيب متسمرا وهو يتابعها بعينيه، يتعجب من تسارع دقات قلبه فى قربها وذلك الشعور الغريب الذى سيطر عليه عندما تسلل اليه عبيرها وهى تعقد له ربطة عنقه، لأول مرة يجتاحه ذلك الشعور، حتى أنه تمالك نفسه بالكاد وقبض على يده بقوة حتى لا يمسك تلك الخصلات السوداء كالليل والتى تساقطت على وجهها ليرجعها خلف أذنها، أغمض عينيه بقوة وأخذ نفسا عميقا يحاول أن يهدئ به دقات قلبه التى تسارعت لمجرد تخيله لنفسه وهو يفعل ذلك..

فتح عينيه وهو ينظر الى ربطة عنقه يتخيل كفيها الصغيرين وهما يعقدانها، فلمس الربطة بحنان، لينفض أفكاره بقوة وهو يقول بحزم:
لأ يامهيب، فوق، انت بتفكر فى ايه بس، دى مايا، أختك الصغيرة، انت شكلك اتجننت ومشاكلك مع ديالا وبعدك عنها أثروا على عقلك وتفكيرك.

جلس على المكتب ينظر الى صورة تجمعه مع ديالا ليتذكر كيف انبهر بجمالها وفتنتها ليجد نفسه غارقا فى حبها ليتزوجها فى فترة قصيرة جدا، اكتشف فى بداية زواجهما كم هى فتاة أنانية ومستهترة، ظن بعد فترة أنها ستحمل وتنجب له طفلا يغيرها ولو قليلا، ولكن حتى انجاب طفلا له أصرت على حرمانه منه بحجة انها مازالت صغيرة على تحمل تلك المسئولية، وجد نفسه يعقد مقارنة غريبة بينها وبين مايا، لتفوز مايا دون أدنى مجهود، نهض زافرا فى قوة وهو يقول:.

مالك بس انهاردة يامهيب، انت اتجننت فعلا ومحتاج حد يرجعلك عقلك، مفيش غير أدهم هو اللى ممكن يعقلك، أيوة مفيش غيره.

قدم أدهم والدته الى كارمن قائلا:
دى تبقى ماما وجد يآنسة كارمن
ثم التفت الى وجد مقدما كارمن اليها قائلا:
آنسة كارمن ياماما، اللى مدام عايدة رشحتها لينا واللى كلمتك عنها
نظرت اليها وجد فى دهشة ثم مالبثت ان ابتسمت قائلة:
قربى يابنتى، تعالى اقعدى جنبى
اقتربت كارمن بخجل من تلك الجميلة والأنيقة والتى عرفت لتوها ان التوأمين قد ورثوا منها جمالها لتجلس بجوارها، استطردت وجد قائلة:.

صغيرة أوى ع المهنة اللى اخترتيها لنفسك دى ياحبيبتى
تبادل كل من أدهم وكارمن النظرات، لتنظر اليه كارمن بتحدى، نقلت وجد نظراتها بين الاثنين لتبتسم خفية فى حين ابتسمت كارمن لتظهر غمازتيها الرائعتين وهى تنظر الى وجد قائلة:.

انا مش صغيرة ولا حاجة يامدام وجد، انا عندى 22سنة، وبصراحة حسيت انى هلاقى نفسى فى شغلى ده، يمكن لأنى يتيمة وحسيت بطعم الحرمان من أهلى فحبيت أعوض الأطفال عن الحنان اللى اتحرموا منه لما فقدوا مامتهم، اللى بحسه لما بلاقيهم مبسوطين بيسعدنى أكتر من أى حاجة فى الدنيا
ابتسمت وجد ابتسامة رضا وهى تقول:.

كلامك بيطمنى ياكارمن، ربنا يسعدك أد ما بتسعديهم واكتر ودايما الابتسامة الحلوة دى أشوفها على وشك ياقمراية انتى
ابتسمت كارمن قائلة:
كلك ذوق يامدام وجد، تسلمى
قالت وجد:
أدهم قالى انك بتحبى الرسم، صحيح ياكارمن؟
نظرت كارمن الى أدهم بنظرة سريعة لتجد عيونه عليها مما أربكها وهى تقول:
بحبه أوى يامدام وجد
ابتسمت وهى تلاحظ تلك النظرات بين ابنها الاكبر وتلك الفتاة الجميلة لتقول بهدوء:.

انا كمان بحب الرسم اوى يابنتى، ممكن فى وقت فراغك نقعد نرسم مع بعض، ايه رأيك؟
ابتسمت كارمن قائلة فى سعادة:
ده شئ يشرفنى طبعا
ابتسمت وجد قائلة:
تمام، انا هطلع أرتاح فى أوضتى دلوقتى وأشوفكم على الغدا، بعد اذنكم
غادرت وجد تتبعها أربعة أعين ليقول ادهم بهدوء:
الولاد هتلاقيهم فى قاعة الدرس، تعالى أوريهالك لأنى مضطر أمشى، عندى مشوار مهم.

أومأت برأسها وتبعته وقد اطمأنت قليلا لوجود وجد، تلك السيدة الرائعة والتى تذكرها بالسيدة منال، لديها نفس النظرة الحانية والطريقة السلسة فى التعامل مع الآخرين، لقد أحبتها على الفور، فكرت كارمن، ربما لم تكن فكرة سيئة على الاطلاق مجيئها الى ذلك المكان، أو هكذا تتمنى.

08-03-2022 02:36 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [2]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية لعنة العشق
رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الثالث

قالت جورى بحيرة:
مش عارفة ياسوسن، صدقينى مش عارفة
قالت صديقتها سوسن بحدة:
مش عارفة ايه بس ياجورى، انتى متعلقة بحبال دايبة على فكرة وبتستهبلى والله
نظرت اليها جورى بعتاب فتنهدت سوسن قائلة:.

أنا آسفة ياستى، بس بصراحة حالك مش عاجبنى، يعنى ايه تفضلى عايشة على ذكرى حب مراهقة عبيط، والحب ده حبتيه لواحد محبهولكيش أساسا ولا حس بيكى، لأ وسافر من سنين ويمكن حب واحدة واتنين وتلاتة، ده غير انه اصلا ميعرفش انك بتحبيه، تعرفى، انتى بتضيعى من ايدك فرصة كبيرة اوى بسبب أوهام، دكتور عاصم اللى مش همك ده ولا بتفكرى فيه، غيرك كتير بيتمناه، بس مع الاسف هو مهتم بيكى انتى، مبينزلش عينه طول المحاضرة من عليكى انتى، و لو شاف منك بس لمحة اهتمام او ريق حلو هيتقدملك علطول.

زفرت جورى قائلة:.

دكتور عاصم ايه بس، للأسف ياسوسن مش هتقدرى تفهمينى ولا تحسى بية، أيهم بالنسبة لى حلم فضلت أحلمه سنين، ده اول واحد قلبى دق له، مش عارفة ازاى او من امتى حبيته بس صدقينى احساسى من ناحيته مش مشاعر طفلة ولا حب مراهقة، انا حاولت كتير أنساه لما سافر، حاولت أفكر نفسى بالفرق الكبير بينى وبينه وانه لا يمكن فى يوم يبصلى او يحس بية، بس مقدرتش، لقيته بيوحشنى وحبه فى قلبى بيكبر، بستنى أخباره ويوم رجوعه بفارغ الصبر، انتى تعرفى انهاردة لما عرفت انه راجع، قلبى كان هيقف من الفرحة.

قالت سوسن فى حيرة:
طيب، افرضى انه رجع ولسة شايفك جورى أم ضفيرتين صغيرين واللى كانت دايما وراه فى كل حتة زى ضله، واللى برده كان بيعاملها زى اخته الصغيرة، افرضى انه بيبصلك على انك جورى بنت نوال الدادة...
قطعت سوسن كلماتها وهى تضع يدها على فمها فى صدمة وهى ترى ترقرق الدموع فى عينى صديقتها الجميلتين لتقول جورى:.

ما تكملى، سكتى ليه؟أيوة أنا جورى بنت نوال الدادة مبنكرش ده ولا بتكسف منه، صحيح عيلة بابا اتبرت منه عشان حب ماما واتجوزها، بس هى بعد موته فضلت عايشة على ذكراه، اشتغلت وكافحت عشان تربينى احسن تربية وتدخلنى كلية الطب، ماما دى تبقى حياتى، هى اللى خلتنى جورى اللى الكل بيحلف بأخلاقها وتفوقها
قالت سوسن بحزن:.

عارفة والله ياجورى، أنا بجد متأسفة، مقصدش أقلل منك وانتى عارفة انا بحبك اد ايه وبحب طنط نوال وبقدرها هى كمان أد ايه، بس انا حبيت احط أدامك كل حاجة عشان متتصدميش بعدين، عشان خاطرى متزعليش منى
قالت جورى برقة وهى تربت على يد صديقتها:.

مش زعلانة، ومتقلقيش علية ياسوسن، أنا جورى سعيد العدوى، لو حسيت للحظة ان أيهم مش بيحبنى او حتى ممكن يحبنى أقل مابحبه، أو حسيت فى لحظة انه هيقلل منى بأى شكل من الأشكال، هنساه، هعتبره صفحة فى حياتى وانتهت وهفكر بس فى مستقبلى
ابتسمت سوسن قائلة:
هى دى جورى صاحبتى اللى بموت فيها
بادلتها جورى ابتسامتها ولكن من داخلها كان لديها ذلك الشك والذى يقتلها، تتساءل، هل هى حقا قادرة على نسيانه؟

ابتسم أدهم وهو يترجل من على جواده ويمسك بلجامه ليمنحه الى السايس وهو يلتفت الى أخيه قائلا:
واقف بقالك كتير؟
ابتسم مهيب قائلا:
لأ، بقالى عشر دقايق بس، أخبارك إيه؟
قال أدهم بمزاح:
أكيد أحسن منك
ابتسم مهيب ليقول أدهم بجدية:
قولى بقى ايه سبب الزيارة الغريبة دى؟
قال مهيب باستنكار:
هو لازم يبقى فيه سبب عشان أزوركم
نظر أدهم اليه بنصف عين قائلا:.

من يوم ما اتجوزت، يعنى تقريبا من سنة وانا مبشوفكش غير لما يكون وراك حاجة، وده نادرا طبعا، زى مايكون ديالا هانم موصياك متجيش المزرعة عشان مبتحبهاش
قال مهيب بحدة:
ماتلم نفسك ياأدهم، هو انا يعنى شخشيخة فى ايد مراتى، عشان تقولى اروح فين واجى منين، عموما ياسيدى انا غلطان انى جيت، آل وانا فاكر ان انت اللى هتقدر تساعدنى
والتفت يغادر بعصبية ليمسك أدهم بيده قائلا:.

تعالى بس رايح فين؟انت مش هتبطل العصبية بتاعتك دى، بهزر ياأخى بهزر
ابتسم مهيب وهو يتذكر كلمات مايا عن عصبيته، ليلتقط أدهم تلك الابتسامة ويقول فى هدوء:
لأ ده الموضوع شكله كبير، تعالى نقعد هناك ونشرب كوبايتين شاى وتحكيلى كل حاجة بالتفصيل
أومأ مهيب برأسه فى استسلام وهو يتبع أخيه الذى شعر ببعض القلق من حال مهيب وما هو على وشك البوح به.

أحست كارمن باليأس من اكتسابها لثقة جود وحبه واهتمامه وتفاعله معها، كانت تحاول بشتى الطرق فى الفترة الماضية أن تجعل جود يشارك معها ومع جودى فى تلك الأنشطة التى أعدتها لهم، لتقابل كل محاولاتها بالتجاهل من قبل جود بينما تفاعلت معها جودى بحماس، لم تستطع التغلغل الى اعماق ذلك الفتى الحساس والذى لاحظت حساسيته منذ يومها الاول، لاحظت أيضا بعض النظرات المسترقة منه عندما يصدر منها كلمة تشجيع او لمسة حانية، ليعود اليه ذلك القناع البارد على الفور عندما يلاحظ انها تنظر اليه، لا تدرى لما يذكرها جود بوالده كثيرا، فهو لايحمل ملامح والده بحسب بل صفاته أيضا، ربما لم يمر عليها الكثير فى هذا المكان الا انها باتت تعرف طبائع المحيطين بها، هى لم تتعامل سوى مع القليلين مثل الدادة نوال وهى سيدة طيبة للغاية وحنونة أيضا، والسيدة وجد تلك الام الحنونة والجميلة والرقيقة فى نفس الوقت، تشعر انها تشبهها فى الاهتمامات والطباع أيضا، تعشق مثلها الرسم والقهوة، يجلسون كل يوم قبل غروب الشمس يحتسون القهوة ويرسمون بعض المناظر الطبيعية الخلابة خاصة لمنظر الغروب، عشقهم الأبدى، أما ادهم، دق قلبها عند تذكرها له، لا تعلم لماذا، ربما بسبب غموضه الذى تحاول فك شفرته، فهو يبدوا أحيانا رائعا، خاصة عند وجوده مع ولديه وأحيانا يبدو باردا ومتباعدا وصلبا لا تتحرك مشاعره أو ملامحه قيد أنملة، وغضبه، ياالله، كم هو قاس عند غضبه، تتذكر البارحة عندما كان السائق يحضر التوأمين من المدرسة ليتوقف فى منتصف الطريق وينزل من السيارة ليحضر بعض السجائر، ليخرج التوأمين من السيارة الى الشارع حتى كادت جودى أن تقع فى الترعة لولا وصول أبيهم اليهم فى نفس اللحظة حيث كان يسير بنفس الطريق ليقفز من السيارة ويسرع بانقاذ ابنته قبل أن تقع فى المياه، ليأخذ أطفاله معه الى السيارة كما أخبرتها جودى ويأمر طه السائق بأن يسبقه الى هناك، وفى الفيلا وأمام الجميع انهال عليه بالتقريع لإهماله الذى كاد يودى بحياة ابنته بل كان سيبلغ عنه ويلقيه فى السجن لولا توسل أمه له أن يدعه وشأنه فاكتفى بأن قام بطرده وأخبره أنه إن وقعت عليه عيناه مرة أخرى سيقوم بالابلاغ عنه، ليسرع طه بالهرب من أمامه ويلتفت اليهم لترى كارمن نظرة غضب سوداء فى عينيه تبددت على الفور عندما اقترب منه كل من جود وجودى لينزل على ركبتيه ويحتضنهما فى حنان وهو يغمض عينيه ويزفر فى راحة، وكأنه يتخيل ما كان ممكن أن يحدث لولا وصوله فى اللحظة الاخيرة، وكأن أبنائه هما فقط من يعيش لأجلهما لترى كارمن دواخله فى تلك اللحظة التى فتح فيها عينيه لتتقابل مع عينيها فى نظرة طويلة معبرة ليقطع هو نظرتهم وهو ينهض ليمسك بيدى ولديه ويتجه بهما الى حجرته ليناما بجواره تلك الليلة.

أفاقت من أفكارها على صوت جودى وهى تقول:
تفتكرى عمى أيهم فاكرنا يامس كارمن؟
نظرت اليها كارمن فى حيرة قائلة:
عمك أيهم؟
ابتسمت جودى قائلة:.

أيوة يامس كارمن، عمى أيهم، انتى مشفتهوش عشان هو مسافر من زمان، بابا قالى ان احنا كان عندنا ساعتها سنتين، وحكالنا عنه كتير وورالنا صوره كمان، بس هو جاى آخر الأسبوع وهنشوفه كلنا، ومشفتيش كمان عمى مهيب ومراته، مش عارفة اسمها عشان مش بعرف أنطقه، بصى أنا بحب عمى مهيب بس مش بحب مراته عشان بتزعقلى كتير أنا و جود
قال جود بغضب:
خلاص ياجودى، مس كارمن مش لازم تعرف كل حاجة عننا.

ابتسمت كارمن فلأول مرة ينطق جود اسمها ويتدخل فى حديثهما لتتوجه بالحديث الى جودى قائلة:
جود معاه حق ياحبيبتى، مينفعش نقول تفاصيل حياتنا لحد وخصوصا لو كان غريب عننا
قالت جودى بحيرة:
بس انتى مش غريبة يامس كارمن
قال جود بحدة:
لأ غريبة
لتقول جودى بتصميم:
لأ مش غريبة
لتقاطعهم كارمن قائلة بحنان:
خلاص ياولاد، خلينا دلوقتى فى درسنا، هعملكم امتحان صغير ولو حليتوا كويس هعملكم مفاجأة حلوة.

ظهرت السعادة واضحة على وجه جودى بينما لمحت كارمن نظرة حماس فى عينى جود أخفاها بسرعة تحت قناع البرود، لتبتسم داخلها وهى تشعر بقرب هدم ذلك الجدار الذى بناه حوله ذلك الطفل البرئ، جود.

كان أدهم يستمع الى أخيه بهدوء بينما تتصارع داخله الأفكار، لا يدرى بم يجيبه على تساؤلاته، فأخيه قد بدأ يشعر بما رآه الجميع من حوله، فالكل يعلمون أن مايا تعشق مهيب منذ الصغر، ورأو عذابها فى قربه وتجاهله لمشاعرها، رأوها يوم زفافه وهى شاحبة كالموتى، ظلا لامرأة، حتى أنها لم تستطع أن تكمل الحفل لتسقط مغشيا عليها وتظل مريضة لشهرين كاملين لتعود بعدها الى حياتها الطبيعية تحاول أن تقنع الجميع أنها على مايرام، وظن الجميع ذلك، ولكن أدهم فقط من ظل يرى مابداخلها عندما تنظر الى مهيب دون ان يلاحظ أحد، ويبدو أيضا ان مهيب فى طريقه لاكتشاف مشاعره التى كان غافلا عنها حتى عندما حذره أدهم من تسرعه فى الزواج من ديالا لم يعير تحذيره اى اهتمام، والآن فات الأوان فمهيب لن يكون قادرا على هدم بيته ولا هو قادرا ايضا على اتباع مشاعره ليفيق من أفكاره على صوت مهيب يقول بعصبية:.

هو أنا بحكيلك عشان تفضل ساكت كدة؟
قال أدهم بهدوء:
اهدى بس، كل الموضوع انى مش عارف أقولك ايه بصراحة
قال مهيب بسخرية:
جبتك ياعبد المعين
قال أدهم باستنكار:
عبد المعين، طب اسمع بقى، أنا هسألك شوية أسئلة وانت تجاوبنى ومن اجاباتك ممكن تعرف ايه جواك، تمام؟
نظر اليه مهيب فى شك إلا أنه أومأ برأسه موافقا ليقول أدهم:
ديالا بالنسبة لك ايه؟
قال مهيب:
مراتى
قال ادهم:
وحبيبتك
ارتبك مهيب ليقول:.

آه طبعا وحبيبتى، بس يمكن مشاعرنا هديت شوية بعد الجواز، مبقاش فيها الشرارة دى اللى كانت موجودة قبل الجواز، وده تقريبا حال كل المتجوزين
قال أدهم فى هدوء:.

مين قال الكلام ده بس، اوعى تصدق الناس اللى بتقول الجواز مقبرة الحب واذا دخل الجواز من الباب هرب الحب من الشباك، الحب لو موجود فى الجواز، بيزيد كل ما الوقت بيعدى، الشرارة بتكبر مع العشرة الطيبة، والشوق والعشق بيزيدوا مش بيقلوا، بشوية اهتمام ومشاعر من الطرفين شرارة الحب بتقيد وبتبقى لهيب، والدليل أدامك، ماما وبابا ولا ايه؟
تنهد مهيب قائلا:
معاك حق
ثم قال بتردد:
دى كانت مشاعرك مع نوران؟

مرت لمحة حزينة فى عينى أدهم وهو يقول:
أنا ونوران كنا حالة مختلفة شوية، جوازنا كان جواز مصلحة مبنى ع العقل، اتنين متفقين فى الأطباع، هى كانت ست طيبة أوى الله يرحمها، عمرها ما عصتنى ولا نيمتنى زعلان، بس عمر الشرارة اللى بقولك عليها دى ما كانت موجودة بينا
قال مهيب بتفهم:
الله يرحمها، فعلا كانت طيبة اوى، كفاية انها جابتلنا جود وجودى.

ابتسم أدهم عند ذكر ولديه وقفزت الى عقله صورتهما لينضم الى تلك الصورة فتاة ذات شعر بنى ناعم مسترسل وعينين لامعتين وابتسامة تظهر غمازتيها لينفض تلك الصورة بعنف ويفيق من أفكاره على صوت أخيه وهو يقول:
وسؤالك التانى؟
تنحنح أدهم قائلا:
احم، مايا بالنسبة لك ايه؟
ابتسم مهيب بتلقائية وهو يقول بشرود:.

مايا دى نسمة هوا فى يوم حر بتخلينى قادر استحمل يومى، او نقطة مية فى صحرا من غيرها ممكن اموت، مايا اختى وصاحبتى واقرب واحدة لية، والوحيدة اللى بحس معاها براحة نفسية وكأنى قاعد مع نفسى
فغر أدهم فمه من قوة وروعة الوصف لينظر اليه مهيب ويدرك ما قاله دون وعى منه، لتتسع عينا مهيب ويعرف أدهم ان مهيب قد أدرك مشاعره تجاه مايا ليقول ادهم بهدوء:.

دلوقتى أقدر أقول انك عرفت ايه اللى جواك بس المشكلة بقت ازاى هتقدر تتعامل معاه؟
نظر إليه مهيب فى حيرة يعلم أن هذا السؤال سيظل وقت طويل بلا إجابة.

08-03-2022 02:37 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [3]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية لعنة العشق
رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

ابتسمت كارمن وهى تتأمل المكان من حولها، ذلك المكان الذى اكتشفته بالصدفة منذ يومان، والذى أصبح مكانها المفضل فى المزرعة، كانت ترسم التوأمين وهما يلعبان بتلك الطائرة الورقية والتى أهدتهما اياها البارحة لنجاحهم فى الامتحان بعد أن صنعتها خصيصا من أجلهما كمكافأة لهما على اجتهادهما، فرحت جودى بها كثيرا بينما ظهر عدم الاهتمام على ملامح جود ولكن كارمن لمحت سعادة مخفية بمهارة داخل عينيه، ولكنها أدركتها..

تأملتهما قليلا وقلبها يكاد ينفجر من قوة الحب الذى تشعر به تجاه هذين الطفلين، والذين ملكا مشاعرها منذ اول لقاء لها معهما لتمر الأيام ويزداد حبها وتعلقها بهما لينتابها الخوف من لحظة فراقهما والتى ستأتى عاجلا أم آجلا، بعد عام، بعد اثنين، النهاية واحدة، فقد ووحشة وألم، انسابت دمعة من عينيها لتمسحها بسرعة وهى تلاحظ اقتراب الطفلين منها، ابتسمت قائلة:
ايه، زهقتوا ياحبايبى؟

جلست جودى بجوارها بينما ظل جود واقفا لتقول جودى بتعب:
هنرتاح شوية يامس كارمن وبعدين هنلعب تانى
ثم نظرت الى رسمة كارمن قائلة بسعادة:
انتى بترسمينا صح؟
ابتسمت كارمن وهى تومئ برأسها لتلاحظ اهتماما مستترا من جود وهو يمد رأسه قليلا ليرى رسمتها فقربتها منه قليلا ليراها جيدا، ليتظاهر بعدم الاهتمام قائلا:
يلا ياجودى نكمل لعب
قالت جودى:.

لأ، أنا هقعد أتفرج على مس كارمن وهى بترسم، انا بحب الرسم اوى وعايزة اتعلم منها، روح انت ياجود
هز جود كتفيه وهو يقول:
انتى حرة
ليبتعد ويلعب بالطائرة بينما تتابعه كارمن بعينيها، تعلم أنه عنيد مثل أبيه تماما ولن يستسلم بسهولة ولكنها لن تيأس قبل أن يرفع لها راية الاستسلام، لا تدرى لماذا فى تلك اللحظة ظهرت صورة أدهم أمامها لتنفضها بسرعة وهى تشعر بالارتباك والخطر.

وقف مهيب ينظر الى السماء من خلال نافذة مكتبه تتصارع لديه الأفكار، منذ ذلك اليوم عند أدهم وكلامهما سويا، وهو يشعر بالتمزق، يرفض أن يصدق استنتاجه لتلك المشاعر التى تجتاحه، يرفض أن يصدق أنه يحب مايا منذ أن عرف للحب طعم كما قال له أخوه، هو بالتأكيد لا يحبها بل يتوهم ذلك، نعم تزداد دقات قلبه فى قربها ولكنه أرجع ذلك الى جمالها وهدوءها ورقتها أو ربما هو عطرها الوردى الهادئ مثلها تماما والذى أصبح كالهواء بالنسبة له، يعشق استنشاقه، ونعم هو لطالما افتقدها كلما غابت عن ناظريه بل كاد ان يموت عندما علم بمرضها حتى انه قطع شهر العسل خاصته ليكون الى جوارها، ولكنه أرجع ذلك الى انها مثل اخته الصغيرة تماما، تنهد بعمق لا يدرى الى متى سيظل فى تلك الأفكار التى تكاد تؤدى به الى الجنون؟

على الجانب الآخر من الغرفة وتحديدا امام الباب تقف مايا مترددة فمنذ يومين ومهيب يتصرف بغرابة، يتجنب لقائهما، وحتى عندما يتلاقيا يتصرف معها بتوتر وجفاء، تخشى ان يكون قد ادرك مشاعرها تجاهه، يعلم الله أنها حاولت المستحيل كى لا يشعر بحبها، أغمضت عينيها تدعوا الله أن لا يكون قد اكتشف مشاعرها وإلا فقدته للأبد، وهى على استعداد للتخلى عنه كحبيب ولكنها ليست على استعداد مطلقا ان لا يكون له وجودا بحياتها، لا تستطيع أن لا تراه كل يوم، أن تتنفس عطره وتحظى بلحظات قليلة بقربه، لا تستطيع.

أخذت نفسا عميقا وطرقت الباب ليأمرها مهيب بالدخول، دلفت مايا الى الحجرة لتجده واقفا ومانحا اياها ظهره لتتنحنح قائلة:
احم، مهيب؟

منذ لحظة دخولها الى الحجرة وعرف مهيب على الفور أنها هى لتزداد دقات قلبه وهو يسمعها تنادى باسمه، اغمض عينيه وهو يتعجب من حاله، فمنذ فترة قريبة كان وجودها معه يسره ولكنه لا يسارع دقات قلبه كما يحدث الآن ليدرك أنه كان معميا عن مشاعره والتى ما ان أدركها حتى بات من المستحيل انكارها، التفت اليها بهدوء يتأملها بصمت بدءا من شعرها الأسود الحريرى، مرورا بعينيها التى دائما ما تختفى خلف نظارتها وصولا الى شفتيها الكرزيتين وعنقها الطويل، تأمل ملابسها والتى تظهر قدها الرشيق، كانت تلبس تنورة سوداء ضيقة تصل الى ركبتيها عليها جاكت قصير أسود وتحته بلوزة بيضاء، مظهرا كلاسيكيا فتان، ملابسها تعكس طبيعتها، بسيطة وهادئة وأنيقة، توترت مايا من نظراته وقالت بارتباك:.

مهيب!

أفاق من سحر النظر اليها ليقول بهدوء يحاول به أن يهدئ من نبضات قلبه الثائر:
خير يامايا، ايه اللى جابك بدرى انهاردة؟
اقتربت منه قائلة:
انت يامهيب
عقد حاجبيه قائلا:
انا؟

أومات برأسها ايجابا وهى تقول:
أيوة انت، مبقتش أشوفك خالص، بتيجى بدرى وبتروح بدرى، ولو اتقابلنا بالصدفة بتبقى بارد معايا وكأنك مش عايز تشوفنى.

صمت وقد ظهر عليه الارتباك، لتضع يدها على فمها بصدمة وترجع الى الخلف وقد ترقرقت بعينيها الدموع قائلة:
انت بجد مش عايز تشوفنى، صح؟

أوجعته دموعها ليسرع بالنفى وهو يقترب منها قائلا:
انتى أكيد اتجننتى، ازاى بس مش عايز أشوفك، طب ليه؟
هزت رأسها قائلة بمرارة:
مش عارفة، مش عارفة
أمسك يدها بحنان قائلا:
بطلى هبل، وقوليلى، انتى فطرتى؟

نظرت اليه بحيرة لترى ابتسامته التى أزالت حزنها على الفور لتهز رأسها نفيا قائلة:
لأ
اتسعت ابتسامته وهو يراها تمط شفتيها كالأطفال ليقول:
انا كمان مفطرتش، ايه رأيك ناكل سندوتشات بيض بالبسطرمة ونشرب كابتشينو وبعدين نشوف حكايتك ايه، عشان شكلك اتجننتى ع الآخر
ابتسمت قائلة من وسط دموعها:
انت اللى طول عمرك مجنون ياحبيبى.

لتصمت فجاة وهى تدرك أنها تفوهت بلفظ التحبب دون أن تدرى ولكن مهيب تجاهل كلمتها لتشعر هى بالراحة وهو يقول:
بقى أنا طول عمرى مجنون، طيب، هاتى النضارة دى كمان
وقرن قوله بنزع نظارتها دون الاهتمام بمعارضتها ليرى عينيها الجميلتين والتى سحرته على الفور ليقول دون وعى:
ايه يابنتى الجمال ده كله، مخبياه ورا النضارة يامجنونة
أخذت منديله بعفوية ومسحت دموعها ونظارتها وهى تقول بطفوليه:
مبشوفش من غيرها.

اقترب منها أكثر وأخذ منديله من يدها بمشاكسة وهو يقول:
منديلى على فكرة
انتبهت الى ما فعلته ليحمر وجهها خجلا ليستطرد قائلا فى مرح:
فيه حاجة اسمها لينسز ياماما، الحقى نفسك عشان هتعنسى
نظرت اليه قائلة بهدوء:
مش مهم، انا أصلا مبفكرش فى الجواز
أراحته تلك الكلمات ليدرك انه كلما مر الوقت يتأكد من احتلالها لقلبه ليتنحنح قائلا بجدية:
أكيد هييجى اليوم وقلبك يدق وييجى اللى هياخدك مننا يامايا.

شعر بطعنة كلماته لقلبه وهو يتخيل ذلك اليوم الذى يراها فيه عروس لشخص آخر، لتقول هى فى نفسها:
فات الأوان، واللى قلبى دقله مبقاش نصيبى بس قلبى هيعيش ليك وبس يامهيب
لتقول بصوت هادئ وهى تغير الموضوع:
متنساش اجتماع انهاردة الساعة ٥، لازم تكون موجود، مستر ايهاب طالبك بالاسم
اومأ برأسه موافقا فابتسمت بهدوء واتجهت لتغادر الحجرة ليناديها مهيب قائلا:
مش هتفطرى؟
التفتت اليه قائلة:
ورايا شغل كتير، مرة تانية، سلام.

وغادرت ليتنهد مهيب قائلا:
من انهاردة يامهيب لا هتشوف راحة ولا سلام.

تناهى الى مسامع أدهم صوت ضحكات تأتى من الحديقة، ليتجه الى النافذة وينظر من خلالها ليرى كارمن تمشى مغمضة العينين بعصابة عليهما، تنادى على الطفلين بصوت ضاحك بينما طفليه يتنقلان حولها تتعالى ضحكات جودى وهى تناديها أما جود فيحاول ان لا يظهر حماسه للعب بينما تعكس عينيه سعادته، خرج ادهم الى الحديقة واقترب منهم بهدوء وهو يشير لطفليه بالصمت لتعقد كارمن حاجبيها قائلة فى حيرة:.

روحتوا فين ياولاد؟، جود، جودى.

تعثرت فى مشيتها وكادت ان تقع لولا ان امتد اليها ساعدين قويين أمسكا بها بقوة فمنعا سقوطها، لتشعر كارمن بجسدها ينتفض على الفور ورائحة ذكورية قويه تعرفها جيدا تتسلل الى أنفها، فنزعت العصابة عن عينيها بسرعة لتتقابل عينيها مع عينين بنيتين تغيمان بنظرة لم تستطع تفسيرها، تنحنحت وهى تعتدل فى وقفتها وتبتعد عن محيط ذراعيه قائلة فى توتر:
شش، شكرا
ابتلع أدهم ريقه بتوتر قائلا:
ولا يهمك.

حاول أن يخرج من تلك الحالة الغريبة التى مر بها منذ ثوان، انها حالة من الغرق، الغرق فى ملامحها الجميلة، عيونها اللامعة ورموشها الطويلة وشفتيها المنفرجتين والتى تدعوه لتقبيلهما، وصدرها الذى يعلو ويهبط بسرعة نتيجة لتسارع أنفاسها، نبض قلبها والذى يظهر فى ذلك العرق النابض فى رقبتها، يود لو يقبله حتى يهدئ تماما، نظر لطفليه قائلا بتوتر:.

كفاية لعب بقى وذاكروا شوية، عمكم أيهم جاى بكرة والدنيا هتتقلب ومش هتعرفوا تذاكروا الفترة الجاية دى
أومأ الأطفال برءوسهم وهما يتجهان الى قاعة الدرس، كاد أدهم ان يغادر هو الآخر هربا من مشاعره، ليوقفه صوت كارمن الرقيق قائلا:
لو سمحت ياأستاذ أدهم
التفت اليها قائلا:
أفندم
قالت بتردد:
هو أنا ممكن آخد أجازة بكرة؟
عقد حاجبيه قائلا:
ممكن أعرف السبب؟
قالت بارتباك:.

بكرة الأستاذ أيهم هيوصل وهتبقى فيه حفلة ووجودى مش هيبقى ليه لزوم
قال أدهم:
بالعكس، أولا فى الحفلة وجودك ضرورى عشان الأولاد، ثانيا، دى فرصة كويسة تتعرفى فيها على بقية العيلة
قالت بهدوء:
تمام، هأجل الأجازة بس انا فعلا محتاجاها عشان عايزة أزور حد عزيز علية وبقالى فترة مشوفتوش
قال أدهم فى جمود:
ممكن أسأل مين ده؟
ابتسمت فى حنان دون أن تنتبه الى غيرته التى ظهرت فى صوته ونظراته لتقول:.

طفل فى الملجأ، الحقيقة انا متعودتش أقعد الفترة دى كلها مشوفوش
تنهد أدهم داخليا بارتياح واكتشف انه كان يحبس أنفاسه بانتظار اجابتها، ليتعجب من شعوره القوى هذا، ليفيق من افكاره على صوت كارمن يقول بقلق:
ممكن؟

اومأ برأسه لتهب بعض الرياح المحملة بالأتربة وتدخل فى عينى كارمن لتصرخ واضعة يدها على عينيها ليسرع أدهم ويزيل يدها وهو يفرد منديله بسرعة ويضعه على عينيها وينفخ فيهما بقوة ثم يزيل منديله بعد قليل، لتفتح كارمن عينيها ببطئ وتلتقى بعينيه فى نظرة طويلة أثارت مشاعرهم ليفيقا سويا على صوت جهورى يقول بصرامة:
أدهم.

التفتا سويا ليجدا والد أدهم، يحدجه بنظرة صارمة، وهو ينقل بصره بينه وبين كارمن، التى أصابها الخجل ليقترب أدهم من والده مرحبا وهو يقول:
حمد الله ع السلامة يابابا
قال والده فى حزم وهو يشير الى كارمن:
مين دى؟
قال ادهم:
دى تبقى مس كارمن، مربية الأولاد
نظر أدهم الى كارمن قائلا:
قربى ياآنسة كارمن
اقتربت كارمن منهما قائلة فى خجل:
حمد الله على السلامة ياراجى بيه
أومأ برأسه بإيجاز دون أن ينطق بكلمة ليقول لأدهم:.

عايزك فى المكتب
أومأ أدهم برأسه ليغادر راجى المكان دون كلمة أخرى لينظر أدهم الى كارمن قائلا:
متزعليش من بابا، هو يبان قاسى وعصبى بس قلبه مفيش أطيب منه
أومأت برأسها ليقول:
روحى انتى للاولاد وخلى بالك منهم
أومأت برأسها مجددا وهى تتعجب من اهتمامه بمشاعرها واعتذاره لها عن تصرف أبيه، ابتعدت تتبعها عيناه وهو لا يعلم حتى الآن سر اهتمامه بها وبمشاعرها، هى فقط دون غيرها.



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7010 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4086 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3120 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2985 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3425 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، لعنة ، العشق ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 12:35 صباحا