أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية الثلاثة يحبونها

حبهم لها كان بمثابة لعنة أصابتها، فأحدهم يحبها بصمت، تارة يدللها وتارة يقسو عليها والآخر أقسم أن تكون له حتى وإن أساء لس ..



05-03-2022 07:48 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [16]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية الثلاثة يحبونها
رواية الثلاثة يحبونها للكاتبة شاهندة الفصل السابع عشر

كانت رحمة تتهادى كالفراشة بين جنبات المنزل، تبتسم بدبلوماسية في وجوه الحاضرين، تتابعها عينا يحيى بشغف، بغيرة من تلك العيون المسلطة عليها، حتى إستقرت بين مجموعة من الحاضرين، تتحدث معهم بأريحية ليتعرف فيهم على نهى، تلك الصديقة القديمة لرحمة وزوجة عيسى أحد شركاءه في تلك الصفقة الجديدة، ليقترب من رحمة ويضع يده على ظهرها لتلتفت إليه تمنحه إحدى إبتساماتها الدبلوماسية، لييبتسم بداخله، هي تخبره بإبتسامتها أنه بالنسبة إليها مثلهم ولكن إرتعاشة جسدها تحت يديه وفركها لتنورة فستانها يخبرانه العكس تماما.

ليمنحها هو إبتسامة خلابة سحرت لبها وجعلتها أسيرة عينيه، ليظهر للجميع أنهما عاشقين، فيبتسموا بدورهم، بينما أشاح مراد بوجهه عنهما وهو يأخذ كوبا من العصير ليتجرعه مرة واحدة، كما إعتاد تجرع ألمه، فها هو زوج لإثنين ويحب ثالثة، ومازالت السعادة غائبة عن حياته، والأدهى أن من يحبها هي زوجة أخيه كما كانت دائما، في البداية هشام والآن يحيى، ليتوقف فجأة عن التفكير وهو يلاحظ شيئا غريبا، ألم قلبه الغريب هذا ليس ناتجا عن الغيرة كما كان بالماضى، بل هو نتاج شئ آخر، أم أنه يهيأ له؟فقد رآها تبتسم للجميع ورأى الجميع عيونهم مسلطة عليها، ولم يتألم قلبه غيرة.

تألم قلبه غيرة فقط حين رأى سعادة وعشق تنبعث من عيونهما تجاه بعضهما البعض، كأنه يود لو حظي بمثل هذا الحب، لو غرق فيه حتى الثمالة، أتراه لم يعد يحب رحمة؟أتراه كان وهما تزول آثاره من قلبه ببطئ، ترى ما السبب الذي جعله يرى رحمة الآن كإمرأة عادية تعشق زوجها وزوجها يعشقها، لا يتأملها كإمرأة، لا يتأمل ملامحها، قوامها، فقط يتأمل عيونها العاشقة، نظرتها، لقد قالها سابقا، لقد أصابه مس من الجنون ومن الأفضل أن يغادر الآن أن يذهب بعيدا إلى واحة راحته، إلى شروق، لعله يجد عندها جوابا لأسئلته، او على الأقل، راحته.

كانت بشرى في نفس الوقت تتابع هذا النادل الذي سلمته العصير ونفحته مبلغا من المال ليسلمه لرحمة، رحمة فقط، لتبتسم بإنتصار حين أمسكت رحمة كوبها وبدأت تشرب منه، لتلقى عليها نظرة أخيرة شامتة قبل أن تبتعد مغادرة بسرعة لتجد مجدى بالفعل ينتظرها بالخارج في سيارته، لتسرع بالركوب في حين قال لها:
عملتى إيه؟
خلعت نقابها وهي تقول:
كله تمام، يلا بينا من هنا.
إبتسم وهو ينطلق بسيارته، يسابق الريح.

إرتطم أحد الحاضرين برحمة وهو يتراجع محدثا أحدهم ليسقط كوب العصير من يدها منكسرا، بينما كادت هي ان تسقط لولا تلك اليد القوية التي جذبتها لتستقر في حضن صاحبها الصلب، والتي عرفته على الفور فلطالما كان ملجأها، لتسمع صوته القوي وهو يقول:
إنتى كويسة؟
أومأت برأسها بهدوء، دون أن تبتعد عن حضنه، تنعم بدفئه، ليعتذر الذي صدمها قائلا:
أنا آسف والله مكنش قصدى يايحيى، آنا آسف يامدام رحمة، أنا بس...

قاطعه يحيى قائلا:
خلاص يافوزى محصلش حاجة.
ليعتذر فوزى مجددا بإحراج وقد لاحظ نبرات يحيى نافذة الصبر، ثم إبتعد بسرعة بينما إعتذر يحيى من الحاضرين ثم إتجه بها إلى المنزل، وهي مستسلمة له وهو يقودها، تشعر ببعض الضعف يزحف إلى جسدها، ليأخذها يحيى إلى حجرتهما وهو يلاحظ شحوب وجهها ليقول بقلق ما إن دلفا إلى الحجرة:
رحمة، إنتى بجد كويسة؟
نظرت إليه وقد بدأ بعض الألم يظهر على وجهها وهي تمسك معدتها قائلة بضعف:.

الخبطة كانت بسيطة بس مش عارفة، فيه وجع في بطنى، والوجع بيزيد يايحيى.
نظر يحيى إلى معدتها التي تمسكها بقلق ليقول بسرعة:
أنا هكلم الدكتور رءوف ييجى يطمنا عليكى و...

لم يكمل كلماته وهو يراها تجرى على الحمام ليتبعها بقلق ليراها تفرغ محتويات معدتها، تكاد أن تسقط ليسندها بسرعة وهو يحضر تلك المنشفة الصغيرة ويبللها قليلا يمسح به فمها و وجهها المتعرق، ثم يحملها ويتجه بها إلى السرير، يمددها عليه، ليتمدد بجوارها وهو يضمها إلى صدره، يمسك هاتفه محادثا الطبيب بسرعة قائلا:
دكتور رءوف تعالى دلوقتى ع الفيلا، بسرعة.

ليغلق الهاتف وهو يضمها إلى صدره بقوة، يشعر قلبه ولأول مرة، بالخوف.

كان يحيى يجلس أمام حجرة العمليات في هذا المستشفى الخاص بصديقه الطبيب رءوف بوجه شاحب، عيونه معلقة بتلك اللمبة الحمراء المضاءة، وقلبه ينتفض بين ضلوعه رعبا على تلك القابعة بالداخل بين الحياة والموت.
(حالة تسمم ويجب ان تنقل فورا إلى المشفى).

، كلمات قليلة قالها له رءوف ولكنها كانت كنصل حاد إخترق قلبه، جعله يعانى نزيفا من الألم، يموت ببطئ وهو يشعر أنه ما بين اللحظة والأخرى قد يفقدها، مجددا، ولكن تلك المرة، للأبد.
لماذا يقسو عليه القدر هكذا، لماذا يحرمه منها دائما، لماذا كلما إقترب وشعر أنه قاب قوسين أو أدنى من الوصول إليها يبعدها القدر عنه بقسوة، لماذا، لماذا؟

ضرب بقبضته الكرسي الحديدى بجواره ضربات متتالية أدمت يده وهو يصرخ في لوعة قائلا:
ليه بس، ليه؟
إقترب منه مراد في ثوان وأمسك قبضته الدامية قائلا في جزع:
إهدى بس يايحيى، جرالك إيه؟
نظر إليه يحيى بعيون غشيتها الدموع ليشعر مراد بقلبه ينفطر حزنا على أخيه، ليتمزق تماما وأخيه يقول بمرارة:.

رحمة بتموت يامراد، رحمة بتروح منى تانى، المرة اللى فاتت قلبى مات في بعدها، بس عشت لإنها كانت عايشة وبتتنفس، المرة دى مش هستحمل، هموت وراها يامراد.
إحتضنه مراد قائلا في أسى:
متقولش كدة يايحيى، إستهدى بالله، رحمة هتعيش وهترجعلك، وهتعيشوا زي أي إتنين بيحبوا بعض.
خرج يحيى من حضن أخيه قائلا في ألم:.

أنا مش بس بحبها أنا بعشقها، من أول يوم شفتها فيه وقلبى مبقاش ملكى، خطفتنى بعينيها، بسحرها، بحبها اللى كانت محاوطانى بيه، وباين في كل تصرفاتها، صارحتها ولقيتها هي كمان بتصارحنى، مكنش حب مزيف زي ما حاولت أوهم نفسى عشان أبرر خيانتها لية، دلوقتى لازم أعترف إن حبها كان حقيقى، كنت بحسه في نظرتها، لمستها، رعشتها وهي في حضنى، كل حاجة بتعملها كانت بتصرخ، بحبك، لما شفتها مع أخويا، كان لازم أتأكد قبل ما أظلمها، أيوة ظلمتها، قلبى حاسس دلوقتى إنى ظلمتها وإن فيه حاجة مش طبيعية حصلت زمان ودفعت أنا وهي تمنها غالى من عمرنا ومشاعرنا، خايف يجرالها حاجة دلوقتى وملحقش أقولها إنى بحبها وإنى فعلا طلعت زيكم زي ما قالت وظلمتها، خدتها بذنب مش ذنبها، وإنى آسف، آسف على كل القسوة اللى شافتها منى، وإنى مش عايز دلوقتى غير إنى أشوفها بخير وبس وإن سعادتها لو هتبقى في إنها تكون بعيد عنى، فأنا...

ليهز رأسه نفيا وهو يقول في مرارة:
لأ مش هقدر، مش هقدر أسيبها تبعد عنى يامراد، الموت عندى أهون،
لتغشى عيونه الدموع مجددا وهو يردد بهمس مرير:
الموت عندى أهون.

ربت مراد على كتف أخيه وهو يشعر بالشفقة عليه، يدرك مشاعره، يتفاجئ بها وبماضيها القوي، لتتردد كلمات أخيه داخل صدره، لتتمثل أمامه إحداهن، ظن في البداية أنها رحمة بهذا الشعر الكستنائي لتلتفت إليه فجأة ويرى عيونها العشبية تتطلع إليه بعشق، ترتسم على شفتيها إبتسامتها العذبة والتي تريح قلبه من كل الهموم، شروق، تأملها للحظة قبل ان تختفى صورتها، ليغمض عينيه وقد ضربته الحقيقة بقوة، لقد جذبته بسحرها وحيويتها، وخفة ظلها، بجمالها ورقتها، منحته عشقا ظهر في كل أفعالها، أحاطته بكل ما يجعله رغما عنه يقع بغرامها، ولكن قلبه كان يغشاه وهم عشقه لرحمة والذي لم يدع له مجالا للتفكير بغيرها، وحين أيقن أن رحمة تحب أخاه وأخاه يحبها، بدأ ضباب ذلك الوهم ينقشع تدريجيا، حتى اليوم، فاليوم أدرك وبكل يقين أن حبه لرحمة إنتهى منذ زمن وأنه لم يكن سوى وهما، فالحب من طرف واحد، هو عذاب يودى بصاحبه إلى الهلاك إن لم يدعه لحال سبيله، وقد ودعه هو منذ زمن ودون أن يشعر، ليعشق قلبه فاتنته شروق دون أن يدرى، وها هو الآن يدرك أنه أحبها هي، وحدها دون غيرها، فهي من إستطاعت أن تجعله أسيرا لها بعشقها وكينونتها الطيبة، ليشعر بسعادة داخلية لهذا الإكتشاف فهي حبيبته الآن وأم طفله، ليشعر بالجزع لخوفه من أن تكون قد أجهضت الجنين، وقتها ستنهار علاقتهما وبلا رجعة، ليقرر فور الإطمئنان على رحمة أن يسرع إليها يطلب منها غفرانا لا يستحقه ولكنه يعلم أن قلبها الطيب سيمنحه ذلك الغفران فور طلبه إياه.

أفاق من أفكاره على صوت فتح غرفة العمليات وخروج رءوف منها، ليتجها إليه على الفور ويقول يحيى بلهفة:
رحمة كويسة يارءوف؟
إبتسم رءوف بهدوء قائلا:
إطمن يايحيى، مدام رحمة بقت كويسة الحمد لله، السم كان شديد والحمد لله إن اللى وصل معدتها منه كمية قليلة أوي، وإنها كمان تقيأت، وده قلل من تأثيره، وخلانا قدرنا ننقذها في الوقت المناسب.
ظهر الإرتياح على ملامح كل من يحيى ومراد، ليقول يحيى:
الحمد لله.

قال الطبيب في حزم:
بس الموضوع فيه شبهة جنائية، فيه حد كان قاصد يموتها، وأنا لازم أبلغ يايحيى؟
عقد يحيى حاجبيه وهو يقول بصرامة:
لأ يارءوف، مفيش داعى لتدخل البوليس، اللى عمل العملة السودا دى أنا هوصله بنفسى، وهيكون عقابه عندى أنا، وصدقنى مش هرحمه، ده تارى يارءوف ويحيي الشناوي مبيسيبش تاره أبدا.
تنهد رءوف بقلة حيلة وهو يدرك صلابة وعناد يحيى، ليقول بهدوء:.

تمام، إحنا هننقل مدام رحمة دلوقتى لأوضتها، وياريت تبقى في راحة تامة وبعيد عن التوتر، وحمد الله على سلامتها.
أومأ يحيى برأسه في هدوء ليغادر رءوف بينما قال مراد بقلق:
هتعمل إيه يايحيى؟
قال يحيى وعيونه تملؤها القسوة:
هطمن على رحمة الأول وبعدين هوصل للى عملها، وهخليه يتمنى لو كان في آخر الدنيا عشان مطولوش، وبرده هجيبه ولو كان في سابع أرض، وساعتها، صدقنى مش هرحمه.

تأمل يحيى ملامح رحمة الساكنة، يتخيل حياته من دونها ليجدها مستحيلة التخيل، فلا حياة له وهي خارجها، يسرح في كل ما مر بهما، من بداية تعارفهما وحتى تلك اللحظة، لتتردد في آذانه كلماتها الأخيرة(حرام عليك كفاية ظلم، لو كنت دورت جوة قلبك كنت هتعرف الحقيقة، إنت زيهم كلهم)لينتفض واقفا وهو يقول:.

لأ يارحمة، أنا مش زيهم، أنا بحبك أوي، محدش في الدنيا حبك أدى، ولو كنت ظلمتك زيهم فعشان غيرتى عميتنى وخليتنى مشفش اللى شايفه أدامى دلوقتى، لما رجعت بالأحداث لورا، شفت صدمة في عينك أول ما شفتينا، مش صدمة حد بينكشف، لأ، صدمة انا فين وبعمل إيه هنا، وإنتوا واقفين بتبصولى كدة ليه، وصدمة لما سمعتى كلام جدى وهشام اللى إعترف إنكوا على علاقة من زمان وإنه مستعد يصلح غلطته دلوقتى، شفت قهرة في عيونك وإنتى بتبصيلى وأنا ساكت مبقلش حاجة، واقف جامد ببصلك وأنا مش عارف أشرب من دمك ولا أسيبك تتجوزى هشام وتغورى من وشى، دلوقتى بس شفت ده كله، دلوقت حسيت فعلا بكل ده، بس إزاي متكلمتيش إزاي مدافعتيش عن نفسك؟، أكيد هشام خدرك وأخدك أوضته، أكيد عمل حاجة عشان نقع كلنا في الفخ ونجوزهولك، وده اللى حصل، أد إيه كنت ساذج وقتها، أد إيه كنت غبى.

ليقترب منها يميل على وجهها يزيح خصلاتها المتعرقة على جبينها بحنان قائلا في تصميم:
بس وعد منى هعرف إيه اللى حصل زمان ومين السبب في اللى جرالك النهاردة ومش هرحمه، ولازم أرجعلك حقك من كل اللى ظلموكى حتى لو كنت أنا بينهم، بس أهم حاجة دلوقتى، تفوقى وترجعيلى يارحمة، أنا بحبك أوي.
توقف قلبه عن النبض ثم عاد لينبض مجددا وهي تقول بهمس:
يحيى.

تأمل ملامحها، وعيونها المغلقة، ليدرك أنها تناديه وهي مازالت تحت تأثير البنج ليذوب قلبه وهو يهمس بدوره قائلا:
قلب يحيى.
رددت إسمه مجددا بهمس لتشتعل دقات قلبه ويميل على وجنتها يقبلها قبلة بطيئة تحمل مشاعر قلبه كلها وهو يهمس بجانب أذنها قائلا:
عمره كله.

ثم نثر قبلاته على باقى وجهها يهمس بعشقه لها ما بين القبلة والقبلة وبينما يقبل شفاهها قبلة خفيفة أغمض بها عيونه ليشعر بشفتيها تنفرج قليلا وكأنها تبادله قبلته ليفتح عينيه ويبتعد عن وجهها ليراها تطالعه بعينين ناعستين، تستفيق من تأثير المخدر لتبتسم بضعف هامسة بإسمه:
يحيى.
ليميل مقبلا شفتيها بخفة مجددا لتتسع عينيها بدهشة، ثم يرفع رأسه قائلا بعيون ظهر بهما عشقه خالصا لتنظر إلى عيونه بحيرة قائلة بضعف:.

يحيى أنا، إنت،
وضع يحيى إصبعه على شفتيها قائلا بعشق:
أنا بحبك، بحبك أوي يارحمة.
نظرت إليه رحمة في صدمة لإعترافه الصريح هذا بعشقها، لتتسع عينا رحمة في دهشة و، سعادة.

دلف مراد إلى المنزل يبحث عن شروق فلم يجدها، دلف إلى حجرته ليجد ورقة بيضاء مطوية وضعت على الكومود بإسمه، فتح الورقة بسرعة وجرت عيناه على محتوياتها،
(مراد...

أنا مش مستعدة أتخلى عن طفلى حتى لو خيرتنى بينك وبينه، أنا بختاره هو، تعرف ليه؟لإنى مستحيل هختار واحد باعنى بالرخيص وفى أول موقف مر علينا، وكأنى مهمكش يامراد ولا يهمك مصيرى، سواء أموت، أو، أعيش، مش هتفرق معاك، أنا كنت موجودة في حياتك ليه؟، عشان أكون مجرد بديل، مرة أكون بديل لمراتك اللى مبتحبهاش، ومرة بديل لحبييتك، حبيبتك اللى مقدرتش توصلها، مش كدة؟، للدرجة دى يامراد كنت بالنسبة لك ولا حاجة، للدرجة دى محسيتش بية وبقلبى اللى كان بيتعذب كل يوم وأنا عندى أمل واحد في المليون إنك تحس بحبى وتحبنى ولو شوية، الأمل ده النهاردة إنت قتلته زي ما كنت عايز تقتل إبنك، ضناك، وتقتلنى معاه، لكن انا هعيش، هعيش عشان خاطر إبننا، متحاولش تدور علية عشان مش هتلاقينى، ومتقلقش مش هتشوفنى تانى ولا هتشوف طفلك، إنسانا يا مراد وأظن إن ده سهل عليك، أوي، شروق).

جلس مراد فلم تعد قدماه قادرتان على حمله، يشعر بالإنهيار بداخله، تمزقه كلماتها تمزيقا، يدرك فيم تفكر الآن وبما تشعر، لقد كانت تعلم، تعلم بحبه لأخرى ولم تلومه ولم تعاتبه، فقط تحملت ألمها بداخلها ووارته، لترسم إبتسامتها على شفتيه وتسعده، كم كان غبيا حين أعماه عشقه المزيف عن رؤية كل مشاعره تجاهها، عن منحها ما تستحق، فقط السعادة والحب، فهي تستحقهما،.

ليظهر التصميم على وجهه، سيجدها، وسيفعل المستحيل لتسامحه، وسيعلنها زوجة له أمام الجميع حتى وإن واجه بذلك أعاصير بشرى، ورفض عائلته، سيربى طفله بينهما وسيمنحهما كل ما حرمهما منه، نعم هذا ما سوف يفعله، لينهض سريعا ويركب سيارته يقودها بأقصى سرعة متجها إلى حيث يمكن أن يجد شروق، ولن يهدأ له بال حتى، يجدها.

05-03-2022 07:50 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [17]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية الثلاثة يحبونها
رواية الثلاثة يحبونها للكاتبة شاهندة الفصل الثامن عشر

دلفت رحمة إلى الحجرة تتأملها بلهفة، فلقد قضت بالمستشفى يومين كاملين، وحقا إشتاقت إلى تلك الحجرة وإشتاقت إلى المنزل بأكمله، بمن فيه، خاصة ذلك الصغير هاشم والتي ما إن دلفت إلى المنزل حتى إتجهت إلى حجرته على الفور لتشبع شوقها إليه، تغمره بالقبلات يقابلها بضحكات مرحبة بها ونداءه الذي تعشقه(را را)، لتقول مابين القبلة والقبلة(قلب رارا وعمرها كله)ليدلف يحيى إلى الحجرة ويبتسم لهذا المشهد، ثم يأخذ منها هاشم، يخبرها أنه سيخلده إلى النوم بينما تأخذ هي حماما تريح به جسدها المتعب، لتوافق على الفور فهي تحتاج فعلا إلى هذا الحمام.

إبتسمت بحنان وهي تتذكر معاملة يحيى لها منذ أن إستيقظت في تلك المستشفى وألقى إعترافه بحبها أمامها، لقد عاد يحيى كما كان بالماضي، هذا المحب المندفع، الشغوف الحنون، يعاملها مجددا كأميرته الصغيرة المدللة، لم يعد يعبس في وجهها أبدا، بل تشمل ملامحه دائما نظرة العشق التي كانت تراها بالماضى، وهاهي دقات قلبها تعلوا عندما تتذكر تلك النظرات التي يرمقها بها، لتضع يدها على خافقها تهدئه قليلا قائلة بهمس:.

إهدى ياقلبى، كل ده من نظرة، أمال لو...
لتنفض رأسها قائلة:
لأ طبعا، إنتى أكيد إتجننتى، نسيتى وعدك لأختك؟، طيب لو كنتى نسيتى وعدك، فنسيتى كمان إنه إتخلى عنك زمان، مش يمكن يتخلى عنك تانى، ويجرح قلبك من جديد، قلبك اللى دلوقتى هيطير من نظرة عشق أو كلمة بحبك اللى قالها، ما هو كمان قالها زمان، وفى أول إختبار لحبكم نساها، وفشل فيه، خليكى عاقلة يارحمة وإوعى تضعفى، عشان في الآخر متندميش.

لتتنهد بضعف وهي تتجه إلى الحمام لتأخذ حماما، ربما يريح جسدها المتعب ولكن روحها المنهكة، ماذا يريحها؟

قالت بشرى بغيظ ما إن دلفت لشقة مجدى:
نفدت منها بنت الأبالسة، إزاي، أنا هتجنن؟
عقد مجدى حاجبيه قائلا:
مين دى؟ونفدت من إيه؟
نظرت إليه بشرى قائلة بحنق:
بقولك إيه يامجدى متجننيش معاك إنت كمان، هيكون مين غيرها؟، ست رحمة طبعا.
إتسعت عينا مجدى بصدمة قائلا:
إنتى عايزة تفهمينى إن رحمة نجت من جرعة السم اللى إديتيهالها؟، مستحيل طبعا.
نظرت إليه قائلة بغيظ يأكل قلبها:.

حظ أبالسة، تقول إيه، من حظها إن واحد وقع الكاس من إيدها فمكملتش كوباية العصير وكمان رجعت شوية، فاللى فضل في معدتها حاجة بسيطة متموتهاش، وأهي راجعة الفيلا النهاردة وكأننا معملناش أي حاجة.
قال مجدى بدهشة:
وعرفتى منين؟
قالت بحقد:
من فتحى.
قال مجدى:
حظ أبالسة فعلا، ليها عمر صحيح.
قالت بشرى بغضب:
لازم أشوفلها حاجة تانية تغورها في ستين داهية، أنا خلاص مش قادرة أستحمل العيشة في الشقة دى وعايزة أرجع بيتى يامجدى.

أمسك مجدى بكتفيها يمسدهم قائلا:
طب إهدى بس، روقى أعصابك وتعالى نشرب كاسين، نظبط بيهم دماغنا ونفكرلها في حاجة تانية.
إبتعدت بشرى عنه وهي تقول بضجر:
مش هينفع أقعد وأشرب، مراد اليومين دول حالته حالة ومتعصب على الآخر، مش عارفة ماله بس، بيتلككلى ع الفاضية والمليانة، أنا عايزة ألحق أرجع البيت قبل ما يرجع.
عقد مجدى حاجبيه وهو يقول بضيق:
والباشا بيرجع إمتى؟
هزت كتفيها قائلة:
ملوش مواعيد، اهو بيطب في أي وقت.

ليرن هاتفها وتشير إليه بالصمت ليدرك مجدى في ضيق أنه مراد، وبشرى تجيب بهدوء:
أيوة يامراد.
إستمعت إليه لثوان قبل أن تقول:
طيب تمام، متقلقش، سلام.
أغلقت الهاتف لينظر إليها مجدى بإستفهام لتعقد حاجبيها قائلة:
ده مراد، بيقولى إن وراه شغل متأخر، وإحتمال يبات في الشركة.
إلتمعت عينا مجدى وهو يجذبها من يدها متجها إلى حجرة النوم قائلا:
وإحنا مستنيين إيه بس؟، تعالى معايا.
قالت بشرى:
إستنى بس يامجدى...

أدخلها مجدى حجرته وأغلق الباب وهو يتطلع إليها بعشق، ليقترب منها يلتصق بها ممررا يده على جسدها ثم يضمها بقوة إليه تلفحها أنفاسه وهو يقول:
مش قادر أستنى، أنا بحبك، بعشقك يابشرى، إسقينى من شهدك بسرعة.
فتحت فمها لتنطق فإذا به يلتقط كلماتها داخل فمه، ينهل من شهدها الذي يسكره، والذي أصبح له إدمانا، لا يريد منه شفاءا، أبدا.

دلف يحيى إلى الحجرة ليتوقف فجأة متجمدا وهو يطالع فاتنته الواقفة أمام الدولاب تقف على أطراف أصابعها تحضر شيئا ما من أعلى الدولاب، بينما تمسك فستانا بيدها الأخرى، تلف جسدها بمنشفة ليظهر كتفيها المرمريتين وساقيها الجميلتين أمامه مجددا، في المرة السابقة إستطاع كبح جماح نفسه عنها أما تلك المرة فوجد نفسه مرغما على الإقتراب ليغلق الباب بهدوء خلفه ويلف المفتاح فيه ليسكره تماما، وسط نظرات رحمة التي تجمدت مكانها يدق قلبها بعنف تلعن غبائها الذي يجعلها تنسى إغلاق الباب جيدا كلما أخذت حماما، كلما تقدم يحيى بإتجاهها بعيونه الغائمة تلك، كلما أدركت رحمة أنها هالكة لا محالة، لتزدرد لعابها قائلة بإضطراب:.

خير يايحيى؟
توقف يحيى أمامها تماما ليمد يده ويأخذ ذلك الفستان من يدها يعلقه بالدولاب، وسط حيرتها ثم يمسك يديها بين يديه ليدق قلبها ويتعالى صوت أنفاسها وهو يقول:
خير ياقلب يحيى،
إزدردت لعابها مجددا وهو يترك يديها، يمرر يديه على طول ذراعيها العاريتين قائلا بصوت تهدج شوقا:
مش آن الأوان يارحمة ننسى اللى فات ونكون لبعض.
كان قد وصل لكتفيها يمسدهم برقة لتشعر رحمة بالذوبان المطلق، لتقول بضعف:
يحيى أنا، وإنت...

قاطعها قائلا بعشق:
أنا وإنتى بنحب بعض، دى حقيقة إحنا الإتنين عارفينها، ومتأكدين منها،
ليمسك بكتفيها يقربها منه حتى لفحتها أنفاسه وهو يقول:
إحنا لازم ننسى كل حاجة تانية ومنفتكرش غير حاجة واحدة وبس، إنتى بتحبينى، وأنا بحبك، صح يارحمة، قولى إنك بتحبينى أد ما أنا بحبك، قوليها.

شعرت رحمة بأنها تفقد كل ذرة مقاومة تمتلكها وهو قريب منها هكذا، يهمس أمام شفتيها بكلمات تدركها وتؤمن بها، تشعر بها في أعماقها، تكاد تستسلم ولكن وعدها لأختها وقف حائلا دون إستسلامها لتطرق بحزن قائلة:
مش هينفع يا يحيى، صدقنى مش هينفع.
ليرفع ذقنها بيده يهمس أمام شفتيها قائلا:.

لأ هينفع، متنكريش إنك بتحبينى، عيونك بتقولها، رعشة جسمك بين إيدية بتقولها، حتى شفايفك بتقولها، شفايفك بتنادينى وأنا مستحيل ملبيش نداها.

لتفتح رحمة شفتيها تعترض على كلماته، ليختطف كلماتها في قبلة أودع بها عشقه يضم جسدها إليه وهو يرفع يده يتخلل خصلات شعرها يضمها إليه أكثر يتعمق بقبلته، لتعلن إستسلامها وتبادله قبلاته، ليحملها دون ان تتفارق الشفاه ويمددها على سريرهما، يبتعد عن شفاهها مرغما لثانية يرغب إعترافا يريح قلبه ليهمس أمام شفتيها قائلا برجاء:
قوليها يارحمة، قوليها وريحى قلبى، نفسى أسمعها من بين شفايفك زي زمان.

لتلبى رجاءه على الفور قائلة بعشق:
بحبك يايحيى، بحبك.
لتلتمع عيناه ويدق قلبه طربا لسماعه كلمات الحب من بين شفتيها ليعود إلى شفتيها يقبلها ويقبلها، يشبع شوقه إليها والذي أضناه سنوات طويلة، طويلة جدا.

دلف مراد إلى تلك الحجرة التي لطالما جمعتهما سويا، هو وشروق، تلك الحجرة التي شهدت لحظات عشقهما، تلك الحجرة التي كان يشعر فيها براحة وسعادة ظللوا حياته لسنوات، والآن إختفوا بإختفائها، توقف أمام المرآه ومرر يده على أدوات زينتها، أمسك زجاجة عطرها ونثر بعضا منه أمامه ثم إقترب يستنشقه بشغف، يغمض عينيه ويتخيلها، تتمثل بالفعل أمامه، يمد يديه ليحتضنها ولكنه يجد فراغا، ليفتح عينيه في ألم ويمرر يده في شعره بعصبية، يلوم نفسه على ضياعها منه، على إكتشافه مشاعره، ولكن بعد فوات الأوان، فقد ضاعت منه ربما للأبد، فلا يعرف لها مكانا آخر ولا عائلة لها فقد كان هو كل عائلتها وخذلها رغم علمه بذلك، هجرته وحتى هاتفها أغلقته بدوره فلا يستطيع حتى محادثتها والتوسل إليها كي تعود إليه، تبا، كم هو مؤلم غياب من نحب.

فتح الدولاب وأحضر منه أحد قمصانها المفضلة لديه، إحتضنه وكأنه يضمها هي، ثم أخذه معه إلى السرير، ليتمدد وهو مازال يضمه إلى صدره، يدرك الآن من هذا الشعور القاتل بالألم في قلبه نتيجة بعد شروق عنه، أنه ربما أحب رحمة يوما ولكنه لم يحبها بقوة كما يعشق تلك الرقيقة التي تزوجها، والتي وبمجرد أن يتخيل الآن بأنها قد تختفى من حياته للأبد، يشعر بأنه يموت، تسحب أنفاسه منه، حرفيا.

نهض يحيى بسرعة وقد إتسعت عيناه بصدمة وهو ينظر إلى بقعة الدماء تلك على الملاءة، ثم يعود بنظراته إلى رحمة التي جذبت الغطاء توارى به جسدها العارى، وهي تطرق برأسها في خجل إمتزج بالحزن، فلقد إستسلمت لعشقها، وهاهي الآن مضطرة أن تنكث بوعدها لراوية، مضطرة لكشف الحقيقة كاملة، لتنتفض على صوت يحيى الذي قال:.

إزاي، فهمينى، أنا هتجنن، إنتى كنتى، طيب واللى حصل وجوازك من هشام، يارحمة فهمينى أبوس إيدك، أنا هتجنن.
نظرت إلى عيونه لثوان تبغى هروبا ولكن ما من مهرب، لتقرر أن تعترف بكل ماحدث بالماضى لتقول بألم:.

الحكاية بدأت من زمان، من اليوم اللى حبيتك فيه وإنت حبيتنى، كنت دايما أقولك هشام بيضايقنى، وكنت دايما باعده عنى، بس جه اليوم اللى طلبت فيه منى الجواز وأنا وافقت، كان هو للأسف سامعنا، وقرر يوقف الجواز ده بأي تمن، حتى لو بفضيحة، خطته كانت إنه يخدرنى بمنوم في عصير ويجيبنى أوضته ويتظاهر بإنى معاه أدامكم بعد ما حد معين يجمعكم، وطبعا خطته نجحت قدر يخدرنى ويجيبنى لحد أوضته ولما فقت، لقيتكم كلكم بتتهمونى بالخطيئة معاه، إنصدمت حاولت أشرح إنى بريئة وإنى مش زي أمى بهيرة اللى خانت أبويا بعد سنة من الجواز وهربت مع السواق، بس بصة واحدة لعنيك خليتنى أسكت، شفت فيهم إنك شايفنى هي، وده صدمنى، خلانى عرفت إنى لوحدى، وعرفت إنى بالنسبة لك ولا حاجة، بالنسبة لكوا كلكم ولا حاجة، أنا بس بنت بهيرة وهفضل طول عمرى بنت بهيرة.

ترقرقت الدموع بعيونها ليجلس يحيى فلم تعد قدماه قادرتان على حمله، لقد كان يشك بأن هذا بالفعل ماحدث ولكن تأكيدها شكه أصابه بطعنة في قلبه، فقط لو كان وثق بها وبحبه لها لأنقذها في هذا اليوم وأنقذ نفسه من كل هذا العذاب الذي مرا به، ليلوم نفسه على ضعفه ويدرك أنه حقا لا يستحقها، ليعقد حاجبيه وهو يدرك أنها تزوجت هشام بعد تلك الليلة البغيضة ومع ذلك هي كانت ماتزال عذراء حتى اليوم، كيف؟

وكأنها قرأت ملامح وجهه وأدركت ما يحيره، لتقول بهمس مرير:
هشام كان مريض يايحيى، كان عاجز **يا.
إتسعت عينا يحيى بصدمة لتستطرد قائلة بألم هدج صوتها:
مع الأسف دى الحقيقة، هشام حبنى، بس كان عارف إنه مريض ومرضه ملوش علاج، حبه كان مرضي، مقدرش يشوفنى غير مراته، مقدرش يتخلينى لحد غيره، وخصوصا أخوه، وفضل يعمل ده كله في سبيل إنى أكون ليه لوحده، حتى لو هكون في حياته زوجة بالإسم، المهم مكونش لغيره وبس.

تأمل ملامحها المتألمة بحزن هز كيانه، يعلم أنها ضحية، ضحية لأمها ولجدها ولهشام وله، ضحية للجميع، كم تمنى لو حماها من أن تكون ضحيتهم ولكن ليس كل يتمناه المرء يدركه، تجعد وجهها ألما ليدرك أن القادم أسوأ وهي تقول:.

بكى ليلة فرحنا، إعترفلى، وإعتذرلى، طلب منى أسامحه ووعدنى إنه هيسعدنى، هيحققلى أحلامى، قاللى إن الجواز مش سرير وبس، ولإنى متخيلتش حد غيرك ممكن يلمسنى، رضيت أكمل معاه وأنا مع الأسف، فرحانة من جوايا بعجزه، مش قادرة أتخيل لو مكنش عاجز وقربلى أنا كان ممكن أعمل في نفسى إيه؟مش بعيد كنت إنتحرت، بس هو كان حاسس، كان عارف إنى بحبك وإنك رغم تخليك عنى إلا إن قلبى مقدرش يكرهك، غصب عنى كنت بحلم بيك كل ليلة وفى بعض الأحلام كنت بصحى على عنفه، على قسوة كانت بتظهر فجأة لما بيسمعنى بنادى بإسمك في أحلامى، كنت بعيط، بطلب منه يرحمنى، وإن أحلامى مش بإرادتى، دى حاجة غصب عنى بس كان بيرفض يسمعنى وينتهى بية الأمر في المستشفى بين الحيا والموت، أقعد بالشهور أتعالج، ورغم ألمى بس كنت ببقى مرتاحة منه، كان بيزورنى وفى زياراته كنت بفضل ساكتة لغاية مايمشى وأخلص منه.

كاد يحيى أن يمزق يديه القابض عليهما بقوة غضبا، أين كان وحبيبته تتعرض لكل هذا العذاب على يد أخيه؟أين كان وهي تمر بكل هذا، قسوة وعنف وألم ووجود بالمستشفى مابين الحياة والموت، لقد عانت بما يكفى ولم يكن كعادته بجوارها، ليلعن نفسه الخائنة التي تركتها بلا سند، ويلعن قلبه الذي ظن بها السوء، إستطردت رحمة بحزن:.

كتير فكرت أهرب منه وأرجع على مصر، بس أرجع لمين؟لعيلتى اللى إتخلت عنى وصدقت فية أسوأ شئ ممكن تصدقه في بنتها، العيلة اللى طردتنى ومحدش فيهم سأل علية مرة واحدة، كان حل مستحيل طبعا، فكرت أخلص من حياتى، وأخدت حبوب فعلا، بس حتى دى مسبنيش أعملها ومقدرتش أكملها للآخر، لحقنى وأنقذنى، عشان يعذب فية من تانى، ويضربنى من تانى كل ما يسمعنى بنادى إسمك في أحلامى،.

لتنهار بالبكاء فيسرع يحيى يضمها إلى صدره لتضربه على صدره ترفض ضمته إياها، ضربات متتالية، يدرى أنه يستحق كل ضربة منهم على مافعله بها بالماضى، على سوء ظنه وتخليه عنها، على عدم وجودها بجوارها وهي تعانى كل هذا، فقط لأنها أحبته، ضعفت ضرباتها لتخفت تماما وهي تستكين بين ذراعيه تخفت شهقاتها تدريجيا حتى خفتت بدورها، لتقول بصوت ضعيف:.

فضلت أتعذب لغاية يوم الحادثة، كنا في حفلة، وكنا واقفين بنتكلم مع صحابنا، واحدة فيهم قالتلى إن لون شعرى الجديد مش لايق علية وان الأسود كان أحلى، مش عارفة قالت كدة ليه، غيرة أو يمكن فعلا دى الحقيقة، حقيقى مش عارفة، المهم ان جوزها قال ساعتها إنى مهما كبرت أو غيرت في شكلى هيفضل فية سحر بيجذب الكل لية.

لو كان هذا الرجل أمامه الآن لفتك به، كيف يقول لها تلك الكلمات؟وأمام زوجها، ليجزع وهو يتخيل رد فعل هشام، يتمنى أن تخيب ظنونه، ليضمها بقوة دون أن يشعر وهي تقول:.

شدنى من إيدى أدامهم كلهم، وجرجرنى، إتكعبلت في فستانى ووقعت، راح شاددنى من شعرى موقفنى، حاولوا يخلصونى منه بس هو زعقلهم وقالهم مراتى وأنا حر فيها، فبعدوا عننا، ركبنى العربية وأنا بعيط من ألم رجلى اللى إتلوت لما وقعت وألم كرامتى اللى داس عليها أدام الكل، صرخ فية وطلب منى معيطش، مقدرتش أسكت من الألم، قاللى كلام بشع، عن إنى ساقطة وبشجع الرجالة عشان تقولى كلام حلو وإنه مش مالى عينى ومش قادر يسعدنى وعشان كدة بدور على حد يسعدنى غيره، إستفزنى كلامه وجاب آخرى، طلبت منه الطلاق عشان أخلص من عذابى معاه، قاللى ان الحل الوحيد عشان أخلص منه هو الموت، فتحت باب العربية وكنت هرمى نفسى فعلا بس هو لحقنى وقفل الباب بالقفل الالكترونى، وعينيه لمعت بجنون وقاللى ياهنعيش سوا ياهنموت سوا، لقيته بيزود السرعة ع الآخر، رغم عنى خفت، حاولت أرجعه عن اللى بيعمله بس هو ساعتها أخد القرار، فقد السيطرة على العربية وإتقلبت، وفجأة لقيتنى بطير من إزازها، وبقع على الأرض، وهو جوة العربية، مش قادر يطلع، حاولت أقوم، أحاول أخرجه مقدرتش، لإن رجلى إنكسرت، بصلى بصة أخيرة حسيتها إعتذار منه ورغم كل اللى عمله هزيت راسى إنى مسامحاه، وفجأة العربية إنفجرت أدامى ومحسيتش بحاجة بعدها، ولما فقت كنت في المستشفى وأخوك بيطلب منى أرجع معاه مصر عشان يدفن جثة هشام اللى إتحرقت في الحادثة، طبعا كان مستحيل أرجع في الوقت ده، ساعتها إنت وراوية كنتوا متجوزين وكانت راوية حامل، كنت هعمل إيه وسطكم، مكنتش هقدر أتحمل أعيش بينكم، كان مستحيل أشوفك وياها وقلبى متقيدش فيه النار من غيرتى عليك يايحيى، أنا كنت بتقطع كل يوم وأنا بتخيلك معاها، كنت بموت يايحيى، بموووت.

ضمها يحيى بقوة إلى صدره أكثر، يقول بحنان:
أنا كمان ياقلب يحيى، كنت بموت وأنا بتخيلك معاه، بس الحمد لله ربنا حفظك لية وخلاكى ترجعيلى من تانى.
خرجت رحمة من بين ذراعيه وهي تنظر إليه قائلة بعتاب:
بس أنا مش أول واحدة في حياتك يايحيى، زي ما كنت انت اول واحد فيها.
قال يحيى بعشق وهو يرفع يده يمررها على طول وجنتها الناعمة الرقيقة:
هتصدقينى لو قلتلك إنك أول واحدة وآخر واحدة في حياتى يارحمة.
قالت رحمة في سخرية:.

وراوية دى كانت إيه يايحيى، مجرد زوجة بالإسم، مش هصدقك طبعا، والدليل، هاشم.
قرص وجنتها بخفة قائلا بمزاح:
حبيبتى الغيورة.
أبعدت يده عنها وقد عادت إليها مشاعر الغضب من مزاحه وإستخفافه بغيرتها ليعتدل قائلا بجدية:.

أنا إتجوزت راوية صحيح، بس ده كان عشان خاطر جدى هاشم طلب منى أتجوزها، إنتى عارفة إن راوية اختك كانت اكتر حفيدة بيحبها جدك، يمكن عشان كانت بتشبه جدتك عايدة، أو يمكن لإنها بنت سعاد مرات إبنه الأولانية واللى كان بيحبها جدا، وقهرتها من والدك لما إتجوز والدتك عليها موتتها،
أومأت رحمة برأسها في حزن فهي تعرف كل ذلك ليستطرد يحيى قائلا:.

جدك كان عارف إنها بتحبنى وكان فاكر إن حبها لية ممكن ينسينى حبك، بس كان غلطان، فضلت أحبك حتى بعد ماإتجوزتها، فضل بينى وبينها سد، حاجز، بينى وبينها إنتى، رحمة أختها، كانت حاسة إنى بحب واحدة غيرها وساكتة، إستحملت ومتكلمتش، كان إحساسها إنى جنبها وإسمها على إسمى مكفيها، لحد ما في يوم جدى قاللى إنك في المستشفى عشان وقعتى والبيبى اللى إنتى كنتى حامل فيه نزل، هشام لما كلمه قاله كدة، أكيد كان بيحاول يوصل لينا إن حياتكم طبيعية، أو يوصل لية أنا بالذات الكلام ده، وفعلا، الخبر ده جننى، فكرت، أنا بتعذب في بعدك عنى، وإنتى عايشة حياتك ولا همك، شربت، شربت عشان أنسى بس مقدرتش أنسى، فضلت أشرب وأشرب لغاية مبقتش شايف أدامى ولما رجعت لقيتها مستنيانى، غصب عنى شفتها إنتى، قربتلها على إنها إنتى، فضلت أهمس بإسمك جوايا، وأنا بقولك على كل مشاعرى، لغاية ما حصل اللى حصل وفقت تانى يوم لقيتها جنبى، كانت بتعيط، بتقول كلام غريب على إنها غلطت، وإنى مش هقدر أنسى وإنها لازم تصلح غلطها، حاولت أفهم منها حاجة مقدرتش، سيبتها وسافرت، إحساسى بالذنب ناحيتها كان أكبر من إنى أتحمله، ورجعت لما جدى بلغنى إنها حامل، وعشت معاها بس زي ما كنا قبل الليلة دى، زوجين بالإسم وبس، هي عارفة إنى بحب ومش هقدر أكون لغير حبيبتى، مكتفية بوجودى في حياتها ووجود هاشم، لغاية ما تعبت وبعتتلك، عشان تدخلى حياتى من تانى يارحمة.

أطرقت برأسها قائلة بحزن:
بعتتلى عشان تصلح غلطتها، لإن هشام أقنعها تدينى كوباية العصير بكلام فارغ عن إنى بحبه وإن إنت بتحبها بس عشان أنا وانت قصاد بعض مفكرين ان تعود الطفولة ده حب، لكن لو كل واحد فينا بعد عن التانى هنشوف إن ده مش صح، وهنعرف احنا بنحب مين بجد.
قال يحيى بهدوء:
من كلامك حسيت بكدة، هشام كانت نفسيته مريضة وراوية كانت ساذجة وعرف يضحك عليها ربنا يرحمهم ويغفر لهم.

نظرت رحمة إليه قائلة بإرتياح:
يعنى انت مش زعلان منها يا يحيى؟
تأمل يحيى ملامح رحمة بحنان وهو يدرك أنها تخشى أن يغضب من أختها فيحرم هاشم من ذكراها ليهز رأسه نافيا وعلى شفتيه إرتسمت إبتسامة وهو يقول:
لأ مش زعلان، كفاية إنها عرفت غلطتها وصلحتها قبل ما تموت.
إبتسمت رحمة بسعادة، ثم ما لبثت أن تدراكت كلماته لتتأمل عيناه في فرحة خالصة تغشى عيناها دموع الفرح وهي تقول بنبرات ملهوفة:.

يعنى إنت فضلت لية أنا وبس يايحيى.
إبتسم وهو يمرر يده على وجنتها قائلا بحنان:
زي ما فضلتى لية أنا وبس.
ثم أمسك وجهها بين يديه مستطردا برجاء:
أنا بين إيديكى دلوقتى يارحمة بتمنى تسامحينى ع اللى فات ونبدأ مع بعض صفحة جديدة، بوعدك فيها إن عمرى ما هتخلى عنك تانى وإنى هفضل أحبك لآخر يوم في عمرى وإنى أعوضك عن كل العذاب اللى عشتيه في بعدى، هتقدرى يارحمة، هتقدرى تسامحينى؟

تأملت عيونه بنظرة ظهرت فيها مشاعرها واضحة جلية وهي تقول بعشق:
أنا سامحتك من يوم ما عينك جت في عينى في أول يوم شفتك فيه من تانى يايحيى.
ليبتسم هو في سعادة وهو يتأمل ملامحها قبل أن ينحنى يلثم كل إنش من وجهها وهو يسمعها أحلى كلمات الغزل لتلتقى شفاههم بالنهاية وتكمل معه مقطوعة عشق، آن لها أن تظهر للنور.

05-03-2022 07:53 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [18]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية الثلاثة يحبونها
رواية الثلاثة يحبونها للكاتبة شاهندة الفصل التاسع عشر

كانت رحمة تقف في الشرفة تتأمل الفضاء أمامها، لا تصدق ما آلت إليه قصتها مع يحيى، لقد أصبحت له أخيرا وأصبح لها، ورغم نكوثها بوعدها إلى أختها إلا أن يحيى لم يغضب من راوية بل سامحها لإنها بالنهاية جمعت بينهما من جديد، تنهدت وهي تتذكر أحداث الليلة الماضية بكل مشاعرها ورقتها، بيحياها الذي حملها معه إلى الجنة، لتتسلل بسمة إلى شفتيها حين أحاطت يد من يشغل بالها وقلبها بخصرها ثم قبل عنقها بقبلة أذابتها لتغمض عينيها تستشعر لذتها، لتفتحهما مجددا وهو يتكئ بذقنه على كتفها قائلا:.

صباح الخير.
قالت بإبتسامة:
صباح النور.
تنهد يحيى قائلا:
يرضيكى برده في صباحيتى مصحاش ألاقى عروستى جنبى قاعدة تبصلى وتتأمل ملامحى وأنا أبتسملها وأكسفها وبعدين أبوسها وأبوسها وأبوسها، وهنا تسكت شهرزاد عن الكلام المباح،
تعالت ضحكات رحمة ليبتسم يحيى وهي تلتفت تواجهه بعينيها الرائعتين الضاحكتين قائلة:
ده كلام روايات يايحيى، إنت بقيت بتقرا روايات؟
تأمل ملامحها الجميلة وهو يقول:.

إنتى ناسية عشقك للروايات يارحمة؟، من بعد ماسيبتينى بقيت أدور عليكى فيهم، أشوفك وأشوف نفسى في أبطالهم، وأفرح بالنهاية السعيدة لحكاياتهم، للاسف دى كانت الحاجة الوحيدة اللى بتصبرنى على بعدك،
تأملته بعشق وهي ترفع يدها تمررها على وجنته ليذوب من لمستها وهي تقول:
لما إنت بتحبنى أوي كدة يا يحيى، ليه إتخليت عنى، ليه ضيعت من عمرنا كل السنين دى؟

مال يقبل يدها وهو يغمض عينيه يخفى ألمه من فعلته التي أثرت بمحبوبته بهذا الشكل ليفتحهما مجددا وهو ينظر إلى عمق عينيها قائلا:.

غلطة كبيرة هفضل عمرى كله أندم عليها، و أعوضك عنها، بس لازم تعرفى انه كان غصب عنى، المشهد اللى شوفته وحبكته تخدع أي إنسان وخصوصا لو إنسان بيحب وبيغير على حبيبته، الغيرة شئ بشع يارحمة، بتخليكى عامية ومش شايفة أدامك، وأنا ساعتها مشفتش غير جرحى من الغدر، كان لازم أكون متأكد من مشاعرك أيوة، بس عذرى إن إحنا كنا لسة معترفين لبعض بالمشاعر دى، ومكنتش ساعتها متأكد من حاجة غير مشاعرى من ناحيتك وبس.

إقتربت منه حتى لفحته أنفاسها وهي تقول:
ودلوقت؟
تأملها بشوق، بعشق ملك عليه كيانه، ليهمس أمام شفتيها قائلا:
دلوقتى أنا متأكد إن يحيى بيعشق رحمة ورحمة بتعشق يحيى، وإن لقاهم نصيب وعشقهم قدر وفراقهم...
إبتسمت وهي تقاطعه قائلة بهمس:
مستحيل، فراقهم مستحيل يايحيى.
غامت عينا يحيى وهو يقول بعشق:
قلب يحيى وعمره كله.

ليميل ويقبلها قبلة ناعمة رقيقة وكأنه يتذوقها، يرشف من شهدها، يذيبها بقبلته تلك، لترفع يدها إلى عنقه تتخلل شعره بأصابعها تضمه لها مبادلة إياه قبلته الرائعة ليتعمق بقبلته وقد انتفض قلبه من لمساتها ليتركها فقط كي يتنفسا وهو يضع جبهته على جبهتها، مغمض العينين يقول بهمس:
بعشقك يارحمة.

ثم وفى ثوان كان يحملها بين يديه يدلف بها إلى الحجرة ليكمل لها تلك المعزوفة والتي يعزف فيها بلمساته وقبلاته على أوتار مشاعرها، تلك المعزوفة الرائعة التي لها بداية ولكنها بالتأكيد، بلا نهاية.

قال مراد بلهفة:
بجد ياعزت، عرفت عنوان صاحبتها؟، متأكد إنها هناك؟
ليصمث لثوان مستمعا إلى صديقه ليقول بعدها بسرعة:
طيب إدينى العنوان، أيوة، أيوة إبعتهولى في ماسيدج.

ليغلق الهاتف وهو يشغل سيارته ليصل إلى مسامعه صوت يدل على وصول تلك الرسالة إليه ليفتحها على عجلة وتلتمع عيناه، فالمكان الذي توجد به شروق ليس بعيدا عن هنا، كيف لم يخطر على باله هذا المكان من قبل وقد عاشت فيه لفترة قصيرة قبل أن يتزوجها، لابد وأن هناك خطب ما في رأسه أو أن غيابها لم يترك له عقل بالتأكيد ليفكر به، ليبتسم في إنتصار وهو ينطلق بسيارته بسرعة يسابق الريح كي يصل إليها، يزيد من سرعة السيارة فهو في شوق لرؤية محبوبته والإطمئنان على طفله، فلم ينتبه لتلك السيارة التي جاءت من الطريق المعاكس، حاول تفاديها بكل قوته ومهارته في القيادة وبالفعل تفاداها لكنه وجد نفسه متجها إلى شجرة حاول كبح فرامل سيارته ولكن وللأسف الشديد، كانت محاولة متأخرة، ليصطدم بالشجرة بعنف وترتطم رأسه بالمقود وهو يشعر بالألم الشديد قبل أن يغرق في ذلك الظلام الذي أحاط به.

رن هاتف بشرى لتمد يدها إليه قائلة في نعاس:
ألو.
إنتتفضت فجأة وإحتلت ملامحها السعادة وهي تقول:
يحيى،
ثم تلاشت إبتسامتها وعقدت حاجبيها قائلة:
إمتى الكلام ده حصل؟
لتنفض الغطاء عنها بسرعة وهي تقول:
طيب أنا جاية حالا، مسافة السكة.
ليستيقظ مجدى على صوتها ويفرك عينيه وهو يراها تحدث أحدهم في الهاتف ليقول بنعاس:
مين ده اللى بيتصل بيكى في نص الليل يابشرى؟
كانت بشرى ترتدى تنورتها وهي تقول بسرعة:.

ده يحيى، مراد عمل حادثة ولازم أروحله المستشفى حالا.
نهض بدوره قائلا:
طيب، أوصلك؟
قالت بشرى بإستنكار:
توصلنى فين بس؟، انت عايز يحيى يشوفك وتبقى مصيبة، المستشفى قريبة من هنا، مش بعيدة، مسافة السكة.
أومأ مجدى برأسه متفهما وهو يقول:
طيب أول ما توصلى طمنينى عليكى يابشرى.
أومأت بشرى برأسها وهي تقول بسرعة:
هطمنك، سلام دلوقتى.

وتركته لتغادر الحجرة يتبعها بعينيه في قلق، يتمنى أن تصل إلى المستشفى دون أن يصيبها، أي مكروه.

دلفت بشرى إلى المستشفى وإتجهت مباشرة إلى الحجرة التي أخبرها يحيى بوجودهم بها لتتجمد مكانها وهي تجد يحيى يقف أمامها يضم رحمة إلى جانبه و تميل هي على صدره تبكى بدموع التماسيح، لتستدر عطفه بينما ينظران من خلال تلك النافذة الزجاجية للقابع بالداخل على سريره ملتفا ببعض الأربطة التي تحيط برأسه ويده، إشتعل الحقد بداخلها خاصة وهي تستمع إلى نبرات يحيى الحانية وهو يقول:.

إهدى يارحمة، الحمد لله إنها جت على أد كدة، بإذن الله بكرة يفوق ويبقى زي الفل.
لتقول هي بهمس باكى:
يارب يايحيى، يارب.
ليزيد من ضمته إياها وتدفن هي رأسها بداخل صدره لتشتعل النار بصدرها، وهي ترى رحمة تستكين بين ذراعي يحيى وهي التي لطالما حلمت بوجودها في حضنه بدلا من تلك الساحرة الشريرة رحمة، لتتقدم بخطوات غاضبة بإتجاههما وهي تقول بنبرات خرجت رغما عنها محتدة وهي تقول:
أخبار مراد إيه يايحيى؟

إلتفتا لها سويا لتحاول رحمة الخروج من بين ذراعي يحيى بينما تمسك يحيى بها رافضا ما تفعله، ليقول هو بهدوء وهو يواجه بشرى قائلا:
الحمد لله يابشرى، نجا بأعجوبة، مجرد كسر بسيط في الدراع، وجرح بسيط في الراس، مفيش نزيف داخلى الحمد لله، بس الغريبة إنه دخل في غيبوبة، الدكاترة بيقولوا ملهاش سبب عضوى وان غالبا السبب نفسى، ولما هيكون مستعد هيخرج منها بنفسه.

ألقت بشرى نظرة عابرة على مراد ثم عادت بعينيها إلى يحيى ورحمة التي مازال يضمها إلى جانبه تطرق برأسها في حزن تتساقط دموعها، لتقول بشرى بحنق:
طيب، أظن إنك عارف يايحيى إن دى مستشفى محترمة والعمايل اللى بتعملها مراتك دى متليقش بالمكان، فياريت تروحها أو تبعدها عن هنا، لو مش هتقدر تمسك نفسها.

نظرت رحمة إليها في صدمة، تتساءل عن تلك القوة التي تتحدث بها وزوجها هناك على سرير المرض يعانى من آثار حادث كاد أن يودى بحياته، بينما لا يظهر بعينيها حتى أي أثر لألم او أي شعور، لتفيق من صدمتها على صوت يحيى الصارم وهو يقول:.

مراتى تعمل اللى هي عايزاه في أي مكان يابشرى وإذا كان الإحساس بالنسبة لك أو لغيرك عمايل متليقش بمكان محترم فاللى مش عاجبه يخرج من المكان، لإنه أكيد المكان المحترم اللى بتتكلمى عنه ده بتاعى صاحبى أنا، يعنى بتاعى، وأنا اللى مش هقبل يكون فيه ناس معندهمش أي إحساس، ومش هقبل مراتى فيه تتمس ولو بكلمة واحدة من ناس زي دول.
أدركت بشرى أنه يقصدها بكلامه لتتراجع عن حديتها وكلماتها قائلة بمداهنة:.

أنا مقصدتش كدة بس...
قاطعها قائلا بضجر:
بشرى، أنا أخويا في أوضة في مستشفى جوة غيبوبة مش عارف هيفوق منها إمتى، ودماغى فيها كتير ومش ناقص وجع دماغ، فياريت تشوفى مكان وتقعدى فيه أحسن.

نظرت إليه بشرى في حنق لمعاملته الجافة لها، لتبتعد بخطوات غاضبة بإتجاه هذا المقعد المواجه للحجرة وتجلس، تطالعهما يعودان إلى مكانهما أمام النافذة بعيون ظهر بهم حقدا شديدا، تفكر في طريقة للتخلص من تلك التي إستطاعت أن تروض هذا الليث وتجعله كالحمل الوديع بين يديها، تماما.

إقتربت نهاد من شروق الجالسة بالشرفة تشرب فنجال من الشاي وتتطلع إلى الأفق في شرود، لتقول في تردد:
شروق.
إلتفتت إليها شروق قائلة بهدوء:
أيوة يانهاد.
قالت نهاد بإضطراب:
أنا، الحقيقة، يعنى...
عقدت شروق حاجبيها وهي تلاحظ التوتر على ملامح صديقتها لتقول بحيرة:
مالك يانهاد؟فيه إيه؟
قالت نهاد وهي تحسم رأيها فيجب أن تعرف شروق الحقيقة لتقول بحزم:
مراد عمل حادثة.

وقع كوب الشاي من يد شروق لينكسر بصوت مدوي وهي تنظر إليها بعيون متسعة من الصدمة وقلب يرتجف رعبا وهي تقول بألم:
مراد جوزى؟
أومأت نهاد برأسها وهي تنظر إلى ملامحها الشاحبة في شفقة قائلة بسرعة:
هما بيقولوا إنه الحمد لله نجا منها بس دخل في غيبوبة.
تتلقى شروق صدمة تلو الأخرى بألم لتقول بهذيان:
غيبوبة، مراد، جوزى أنا؟، عرفتى منين يانهاد؟

اقتربت منها نهاد متجنبة ذلك الزجاج المكسور وهي تأخذ بيدها تبعدها عنه وتدخلها إلى الحجرة لتكون بأمان قائلة بحنان:
إنتى ناسية إنى ممرضة في المستشفى بتاعة الدكتور رءوف صاحب يحيى و مراد؟، أنا لسة جاية من هناك حالا، أنا بس عايزاكى تمسكى نفسك وتتمالكى أعصابك عشان تشوفى هتعملى إيه ياشروق؟
نظرت إليها شروق وقد أغروقت عيناها بالدموع قائلة:
هروحله طبعا، أنا لازم أشوفه يانهاد.
قالت نهاد:.

طيب إهدى، هتشوفيه ياشروق، بس هنظبطها إزاي ومراته أنا شايفاها بنفسى هناك.
تساقطت دموع شروق وهي تقول:
معرفش، بس عشان خاطرى يانهاد، إتصرفى أنا عايزة أشوفه.
فكرت نهاد قليلا ثم قالت:
أخوه يحيى، مفيش غيره ممكن يحل المشكلة دى.
إتسعت عينا بشرى قائلة بإستنكار:
لأ طبعا، يحيى لأ.
قالت نهاد:
إنتى مش قلتى إن يحيى عارف بجوازكم، يبقى ليه لأ؟
قالت شروق بحزن:.

يحيى عرف بجوازنا بالصدفة لما دور ورا أخوه ولاقاه بييجى كتير الشقة عندى، ولما جالى وبهدلنى عشان كان مفكرنى واحدة من إياهم، اضطريت أوريله قسيمة جوازنا، بس حلفته ميقولش لمراد، لإن مراد حابب جوازنا يفضل سر، وفعلا حافظ على وعده.
قالت نهاد:
يعنى راجل كويس، وهيقدر رغبتك في إنك تشوفى جوزك وتتطمنى عليه، وهو الوحيد اللى هيقدر يهيألك الفرصة، إيه المشكلة بس؟
هزت شروق كتفيها في قلة حيلة وهي تقول:.

مش عارفة بس خايفة أكلمه، وبعدين هجيب بس رقمه منين، رقمه مش معايا أصلا؟
قالت نهاد:
دى سهلة، سيبيها علية، هجيبها منه هو شخصيا، بس يلا جهزى نفسك، وأنا دقايق وأكون عندك.
إبتلعت شروق ريقها بصعوبة وهي تخشى إجراء تلك المكالمة ولكن من أجل مراد هي مستعدة لأن تفعل، أي شئ.

رأت رحمة يحيى عائدا بعد أن إبتعد عنهم قليلا وهو يجيب على مكالمة لإحداهن، تدعى شروق، لتقول بغيرة يشوبها الحيرة:
مين شروق دى يايحيى؟
أشار لها يحيى بالصمت وهو يتنحى بها بعيدا عن بشرى قائلا:
تعالى بس هنا وأنا اقولك.
عقدت حاجبيها قائلة بحنق:
مين دى يايحيى، السكرتيرة بتاعتك ولا عميلة عندك؟
رفع يحيى حاجبيه قائلا بإستمتاع:
حبيبتى غيورة أوي على فكرة؟
نظرت إليه بغيظ ليبتسم قائلا:.

طب خلاص خلاص، دى ياستى لا سكرتيرة ولا حتى عميلة، دى مرات أخويا.
نظرت إليه بدهشة قائلة:
أخوك مين؟
رفع حاجبه قائلا:
هيكون مين؟، مراد طبعا.
شهقت لتكتم شهقتها بسرعة وهي تنظر إلى بشرى لتزفر في راحة حين رأتها تتحدث بالهاتف ولا تعيرهما إهتماما، لتعود بعينيها إلى يحيى الذي كان يتابعها بتسلية وهي تقول بحيرة:
هو مراد متجوز واحدة تانية غير بشرى؟
رفع حاجبيه قائلا:
أيوة، شروق.
عقدت حاجبيها قائلة:
طب إزاي وليه؟

قال بهدوء:
لأ، دى قصة طويلة أوي هبقى أحكيهالك بعدين، المهم دلوقتى إنها جاية في الطريق وعايزة تشوف مراد، وأنا عايز أشوف حل للمصيبة دى اللى إسمها بشرى عشان أبعدها عن المكان قبل ما تيجى وتبقى كارثة، عندك حل يا حبيبتى؟
ظهر التفكير على وجهها لثوان ليعشقها يحيى أكثر وأكثر يتمنى لو ضمها إلى صدره الآن وأسكنها بين ضلوعه للأبد فيبتسم وتظهر غمازتيه الرائعتين حين لمعت عيناها وقالت بإنتصار:
لقيتها.

سردت على مسامعه خطتها الصغيرة الذكية ليدرك أن فاتنته هي فتاة مليئة بالمفاجآت وأن عشقه لها ليس من فراغ، ليس من فراغ أبدا.



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7010 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4086 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3120 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2985 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3425 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، الثلاثة ، يحبونها ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 06:14 صباحا