أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية الثلاثة يحبونها

حبهم لها كان بمثابة لعنة أصابتها، فأحدهم يحبها بصمت، تارة يدللها وتارة يقسو عليها والآخر أقسم أن تكون له حتى وإن أساء لس ..



05-03-2022 07:47 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [13]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية الثلاثة يحبونها
رواية الثلاثة يحبونها للكاتبة شاهندة الفصل الرابع عشر

تأمل يحيى ملامح رحمة الشاحبة بقلق، ورغم أن الطبيب طمأنه عليها إلا أن إرتعاشة جسدها وشحوب وجهها غمروا قلبه بالخوف عليها، يتساءل ماذا حل بها؟وماالذى أوصلها لتلك الحالة، فعندما سأل الحاج صالح عن المكان الذي ذهبوا إليه وجعلها بتلك الحالة، أطرق الحاج صالح رأسه بحزن قائلا له أنه سر بينه وبين رحمة والحاجة آمال وأنه وعدها بعدم البوح بسرهم،.

أي هراء هذا؟هو من بين الناس جميعا من يحق له معرفة كل الخبايا بحياة رحمة، فمن حقه أن يعلم كل صغيرة وكبيرة عنها، فهو زوجها، بل حبيبها، نعم، حبيبها، لقد أيقن منذ اليوم الأول والذي رآها فيه من جديد، أن الحب هو ما في قلبه لها، الحب فقط ولا شئ غيره، خاصة في تلك اللحظة التي شعر فيها بأنه من الممكن أن يفقدها، إحساسه وقتها بالروح تسحب منه كلية، وبأنه لن يستطيع الحياة إن هي تركته، كل هذا جعله يدرك أنها هي حياته، أنفاسه التي يعيش بها، إلى جانب أنه أصبح يشك كثيرا بماضيها مع أخيه، يعلم بوجود خطأ ما، وسيعمل على كشفه وتصحيحه، نعم، سيفعل.

أفاق من أفكاره على صوتها الضعيف ينادى بإسمه، وجدها تنظر إليه بضعف، فمال عليها يزيل خصلات شعرها المتعرقة عن جبينها بحنان يمرر يده على وجنتها قائلا بهمس:
عيون يحيى.
همست بدورها برجاء:
خدنى في حضنك، ضمنى، أنا خايفة، خايفة أوي.

أسرع يتمدد إلى جوارها دون تردد، يسحبها إلى صدره لتستكين داخل حضنه، يحكم ذراعه حولها، يضمها إليه بقوة يغلف قوته شوقا وحنانا، لتستمع رحمة إلى دقات قلبه وتهدئ إرتعاشاتها تدريجيا ويحيي يمرر يده في خصلات شعرها الحريرية بحنان، حتى سكنت تماما، وإنتظمت أنفاسها ليدرك يحيى أنها إستسلمت لنوم عميق، رق قلبه عشقا ليشرد في حياتهما مجددا، وفيما حدث مؤخرا، يدرك أن هناك أحد يريد بحبيبته السوء، لتقسو عينيه وهو يشك بإحداهن، فقلبها الأسود هو فقط من يستطيع ان يفعل شئ مشين كهذا، وإن تأكدت ظنونه فلن يرحمها حتى وإن كانت إبنة عمته، لحمه ودمه، وزوجة أخيه.

قال مراد في غضب:
إنتى السبب في كل اللى حصل النهاردة، انتى اللى بلغتى الحاج صالح بالكلام الفارغ ده.
قالت بشرى في إرتباك:
إنت أكيد جرالك حاجة عشان تتهمنى بإتهام زي ده من غير دليل.
إقترب منها يمسك ذراعها بقوة قائلا بحدة:.

دليلى كان كلام محدش يعرفه غيرى انا وإخواتى وجدى هاشم وراوية ورحمة وإنتى يابشرى، دليلى كانت إبتسامتك اللى ظهرت تشفى في بنت خالك يا بنت عمتى وفرحك باللى بيجرالها، دليلى كان في نظرة من عمى صالح ليكى قالتلى أد إيه سقطتى من نظره بعد ما رحمة خليته متأكد إن كلامك كله كدب.
نفضت بشرى يدها بقوة قائلة بحدة:.

ضحكت عليه، أكيد ضحكت عليه، بس إزاي خليته يصدقها وإحنا كلنا زي ما قلت كنا شاهدين على اللى حصل زمان، مش ده يأكدلك إنها حرباية قدرت تعمل تمثيلية دخلت على الكل، وقدرت تتلون بلون الضعيفة وتكسب عطف العيلة بعد ما كانت منبوذة منهم، مش ده يأكد كلامى وفكرتى عنها.
زفر مراد ضجرا وهو يقول:.

الحاج صالح مش صغير ولا راجل أي كلام عشان يتأثر بتمثيلية او كدبة، دليل برائتها كان قوى وإلا مكنش الحاج صالح هيسيبها وكان النهاردة هيبقى يوم بطعم الدم، كان هيروح فيه زينة شباب عيلة الشناوي وكل ده بسبب حقدك وغيرتك منها، كنتى هتفرحى لو جرالى حاجة، كنت هتنبسطى لو يحيى أو حد من ولاد الحاج صالح جراله حاجة؟

أطرقت برأسها تتخيل لو هذا بالفعل حدث وقتل يحيى، كانت ستجن بالتأكيد، لترفع إليه عينان ظهر بهما الخوف والألم وشحب وجهها ليظن بالخطأ أن لها قلبا رغم كل شئ يخشى عليه، ليزفر مجددا قائلا:
اللى انتى عملتيه، رحمة لحقته ووقفت بحر الدم، بس اللى باين أدامى دلوقت إن إحنا لازم نسيب البيت، إنتى ورحمة مش ممكن تعيشوا في بيت واحد.
رفعت إليه وجهها تقول بإستنكار:
وليه إحنا اللى نمشى؟ما تمشى هي.

نظر إلى عيونها مباشرة وهو يقول بصرامة:
لإن البيت ده بيت عيلة الشناوي، يعنى بيت كبيرهم، وكبير عيلة الشناوي هو يحيى يا بشرى، ولا إنتى مش آخدة بالك؟
ظهر الغضب في عيونها ليتجاهله وهو يقول:
أنا هروح أشوف شقتى اللى في المعادى ناقصها حاجة ولا لأ، وهرجع آخدك عشان نعيش هناك، ياريت على ما أرجع تكونى جهزتى شنطنا.

ثم تركها مغادرا الحجرة، لتغلى هي من الغضب، تدرك أن خطتها قد إنقلبت عليها فبعد ان ظنت أنها بمكيدتها ستصبح هي سيدة المنزل وسيدة قلب يحيى، أصبحت خارجهما إلى جانب أنها أصبحت منبوذة من عائلتها، فقد رأت نظرات الحاج صالح والسيدة آمال إليها قبل ذهابهما، ليشتعل قلبها حقدا، تتساءل ما هذا الدليل الذي أنقذ رحمة من براثن الموت الأكيد، والذي كان يحاصرها من كل جانب، أتعبها التفكير، لتزفر بقوة وهي تقول بهمس حقود:.

حتى لو بعدت، هفكرلك في مصيبة وأرجعلك من تانى يارحمة عشان أخلص منك، وآخد مكانك وأبقى أنا ست البيت، ما هو ياأنا ياإنتى يابنت بهيرة.

دلف مراد إلى شقته فوجدها هادئة على غير العادة، فدائما ما تكون شروق جالسة في الردهة تتابع مسلسلاتها التركية، فيجدها إما باكية أو هائمة مع حلقاتها، ليظل يمزح حول هوسها بتلك الحلقات الخيالية والتي تجعل البطل فارسا رومانسيا من الدرجة الأولى يتنفس فقط من أجل إسعاد حبيبته، حقا ستتسبب تلك المسلسلات في طلاق نصف النساء وعنوسة النصف الآخر، فالفتيات ساذجات وسيضعن أبطالها معيارا للمتقدمين لخطبتهم، فيفشل العريس وتفشل الزيجة بكل تأكيد، زفر في حنق، فالمسئولون يجب أن يمنعوا عرض تلك المسلسلات على الفضائيات وإلا سيندمون.

إتجه إلى حجرة النوم وفتحها ليجد شروق نائمة، عقد حاجبيها لنومها في تلك الساعة المبكرة، ليتوجس قلبه خيفة أن تكون مريضة، أسرع إليها ليجلس بجوارها على السرير يهزها برفق قائلا بلهفة:
شروق، ياشروق.
إنفلجت عيناها الجميلتين ببطئ لتراه أمامها يطالعها في قلق، لتفيق كلية وتتسع عيناها من المفاجأة مع ملامحها التي أشرقت لرؤياه، لتقول بسعادة:
مراد، إيه المفاجأة الحلوة دى؟
زفر مراد قائلا:.

خضتينى يا شروق، أنا إفتكرتك تعبانة، ما هي غريبة إنى ألاقيكى نايمة في الوقت ده.
إضطربت ملامحها وهي تقول بإرتباك:
لأ، ما هو أنا كنت فعلا تعبانة شوية وطلبت نهاد تجيلى ولسة نازلة من شوية.
عقد حاجبيه قائلا في قلق:
تعبانة مالك؟فيكى إيه؟
قالت بإرتباك:
ها، لا، أبدا، شوية دوخة كدة وراحوا لحالهم خلاص.
نظر إليها بعتاب قائلا:
حتى لو كانوا شوية دوخة يا شروق، تقومى تتصلى بنهاد، طب أنا روحت فين، متصلتيش بية ليه؟

أطرقت برأسها قائلة في حزن:
أنا عارفة إنك مشغول ومحبتش أعطلك أو أشغلك أكتر.
مد يده يرفع ذقنها لتتقابل عينيه البنيتين بعشبيتيها، وهو يقول بعتاب:
إنتى مراتى ياهبلة، وتشغلينى في أي وقت، ده حقك.
نظرت إلى عيونه، يصرخ قلبها، هل أنا حقا لدي حقوق؟إن كنت كذلك فهل أستطيع أن أحتفظ بطفلى منك؟طال تأملها لملامحه ليبتسم قائلا:
بتبصيلى كدة ليه، وحشتك؟
تنهدت قائلة:
بتوحشنى وإنت قصاد عينى يامراد.

إتسعت إبتسامته وهو يمد يده يمررها على وجنتها الناعمة قائلا:
ياجمال كلامك ياشروق.
إبتسمت شروق قائلة:
ده مش كلامى، ده كلام الست.
ضحك ثم نهض قائلا:
عظمة على عظمة ياست.
إختفت إبتسامتها وهي تقول:
إنت رايح فين؟
جعد أنفه قائلا:.

للأسف مضطر أمشى، أنا كنت بس جاي أطمن عليكى، لإنى مش هقدر أجيلك اليومين الجايين دول، فيه مشاكل في البيت، ومضطر أسيبه أنا وبشرى ونقعد في شقة المعادى، وطبعا مش هينفع أسيبها الفترة الجاية لوحدها في مكان غريب، وأول ما تتأقلم هرجعلك تانى.

شعرت شروق بالإحباط والألم، تتساءل هل سيتركها الآن وهي في أمس الحاجة لوجوده بجوارها؟و لماذا يترك منزل عائلة الشناوي؟هل بسبب وجود مشاكل حقا بالمنزل كما قال، أم بسبب عدم إحتماله لرؤية رحمة كزوجة لأخيه؟لترجح بحزن هذا الإحتمال الأخير، أفاقت من شرودها على صوته وهو يقول بحنان:
محتاجة حاجة يا شروق أجيبهالك قبل ما أمشى.

هزت رأسها نفيا دون ان تنطق بكلمة، ليمد يده بجيبه ويخرج رزمة من المال وضعها على الكومود بجانبها قبل أن يميل مقبلا وجنتها لتغمض عينيها ثم تفتحهما مجددا عندما إعتدل قائلا:
أشوف وشك بخير.
إبتسمت إبتسامة لم تصل لعينيها، ليغادر الحجرة تتبعه عيناها ثم ما لبثت أن إستمعت إلى باب الشقة يغلق، لتترك دموعها الحبيسة تهبط بصمت، بألم، بقلب يملؤه الحزن.

إستيقظت رحمة لتجد نفسها بين احضان حبيبها لتتذكر طلبها منه أن يضمها، علت وجهها حمرة الخجل، فترى، ماذا سيظن بها الآن؟

رفعت رأسها قليلا تتأمل ملامح وجهه وهو نائم بعمق، لتتردد لثوان ثم تمد يدها تمررها على وجهه برقة، تترك لنفسها حرية التنقل على ملامح إشتاقت إليها، إبتداء من شعره الأسود الكثيف مرورا بجبهته ونزولا إلى وجنته الخشنة قليلا، لتستقر يدها على شفتيه الرائعتين، كم إشتاقت لقبلتهما التي كانت تحملها إلى أعالى السحاب، ليفتح عينيه فجأة وتستقر نظراته على عينيها التي إتسعت في صدمة، سحبت أصابعها في خجل وكادت أن تبتعد ليمد يده بسرعة يحكمها على كتفيها يعيدها إليه، نظرت إلى عسليتيه بمشاعر مضطربة نتيجة قربه منها ونظر إلى شفتيها بنظرة غائمة ليقترب منهما يلامسهما في تردد، فشعرت بقلبها ينتفض مع لمسته إياهم، ولكنها لم تقاوم بل إستسلمت كلية لقبلاته، بدا في البداية مترددا وكأنه يختبر مذاقهم، يقارن بين حاضر وماض، ليتعمق في قبلاته وقد شعرت بخفقات قلبه تدوى تحت يدها لتبادله قبلاته، تشعر بقلبها بدوره ينتفض، ليمرر يده على جسدها يضمها إليه ويقلبها ليشرف هو عليها، يتأملها لثوان بعشق قبل أن يعود فيقبلها مجددا ويجتاحها بعشقه وهي مرحبة بذلك الإجتياح، لا يهمها عواقبه وكأن إتحادهما هو، قدرهما.

، إنتفضت، تفتح عينيها بقوة لتجد نفسها بالفعل في حضن يحيى، يقبع رأسها على صدره، وتحيطه بإحدى ذراعيها، بينما يحيطها بذراعه بدوره بإحكام، رفعت رأسها ونظرت إليه، تتأمل مجددا ملامحه وهو نائم، أدركت أنها كانت تحلم، وأن ما حدث بينهم كان حلما رائعا إستيقظت منه، مدت يدها تود لو تمررها على ملامحه الحبيبة مجددا، ترغب في إشباع رغبتها وشوقها للمسه، ولكن خوفها من تحقيق حلمها وإتحادهما وقف حائلا دون تحقيق رغبتها، لتتوقف يدها بالهواء ثم تسقط إلى جوارها لتهمس بحزن قائلة:.

آسفة.

لتنهض متجهة إلى الحمام، ولكنها توقفت لتلتفت وتنظر إليه بقلب إشتاقت إليه خفقاته، كادت أن تعود إليه تلقى بمخاوفها بعيدا، تبغى عشقه وليذهب كل شئ للجحيم ولكنها إن عادت إليه، إن عرف الحقيقة، ستنكث بوعدها لأختها وتضرب به عرض الحائط، لتتنهد وتكمل طريقها إلى الحمام، تعاتب أختها في سرها، يصرخ قلبها، مالذى فعلتيه ياراوية؟، لقد ألقيتينى في جحيم مستعر، فإما ان أنكث بوعدى لك وأعترف له وأريح قلبى وإما ان اظل هكذا، في نظره خائنة، لا أستطيع الإقتراب منه،.

وفى كلا الحالتين، أعيش في جهنم، لتغلق الباب خلفها بهدوء، ويفتح يحيى عيونه ينظر إلى الباب المغلق بحيرة، يتساءل، ماذا قصدت رحمة بكلمتها، آسفة، هل تعتذر له على خيانتها بالماضى؟أم تعتذر عما تخفيه عنه؟أو ربما تعتذر عن عدم مبادلته مشاعره؟أوجعه ذلك الإحتمال الأخير، ليغمض عينيه على دموع غشيتهم، قبل أن يفتحهما مجددا، وقد توقفت تلك الدموع وظلت حبيسة مقلتيه، لينفض الغطاء عنه وهو يتجه إلى الدولاب يسحب ملابسه ويأخذها معه إلى خارج الغرفة هربا من آلامه، ومنها.

05-03-2022 07:47 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [14]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية الثلاثة يحبونها
رواية الثلاثة يحبونها للكاتبة شاهندة الفصل الخامس عشر

رن هاتفها وهي تضع لمساتها الأخيرة على زينتها، لتجيبه قائلة:
أيوة يامجدى.
قال مجدى بعتاب:
إتأخرتى علية أوي يا بشرى، إنتى مش قلتى مراد نزل من ساعتين وإنك هتلبسى وتيجى علطول.
إبتسمت قائلة:
ما أنا فعلا عملت كدة، يادوب لبست وجاية أهو، مسافة السكة ياحبيبى.
زفر مجدى قائلا:
طيب بسرعة يا بشرى، وحشتيني، هتجنن عليكى، بقالى شهر مشفتكيش، هنت عليكى، تبعدى عنى الوقت ده كله؟

إتسعت إبتسامتها الخبيثة وهي تنظر إلى وجهها بالمرآه تلف خصلة شعرها على سبابتها قائلة في دلال:
أعمل إيه بس، ما إنت عارف اللى حصلى ومرواحى للعيلة وبعدين رجوعى واللخبطة اللى حصلت، وكله كوم وقعاد مراد معايا هنا في البيت كوم تانى خالص، خنقنى، لأ والباشا كان عايزنى أدخل المطبخ وأحضرله أكل، أنا بشرى الدرملى، أقشر بصل واغسل اطباق وكوبايات وأعمل حاجات غريبة كدة، يرضيك يامجدى؟
قال مجدى بجزع:.

ده أكيد إتجنن، بقى إيديكى الحلوين دول يمسكوا بصل ويغسلوا أطباق، أمال راحوا فين الخدامين؟
مطت بشرى شفتيها وهي تقول:
ما أنا طبعا مسكتلوش، وقلتله كدة، وهيجيبلى واحدة من بكرة.
إبتسم مجدى قائلا:
قلتلك سيبك منه، إتطلقى وتعاليلى وأنا احطك جوة عيونى وأقفلهم عليكى.

ظهر الحنق على ملامحها من إلحاحه عليها في هذا الموضوع تلك الفترة الأخيرة، حتى انها فكرت بقطع علاقتها معه ولكنها أدركت انها ربما تحتاجه، لتقول بمداهنة:
مش قبل ما آخد فلوس عيلة الشناوي يا مجدى، الفلوس دى حقى، واهو بالفلوس دى أدخل معاك في مشروع القرية السياحية، ونكبره ونعيش بقى.
تنهد مجدى قائلا:.

ماشى يابشرى، هستنى، بس إعملى حسابك مش هستنى كتير، أنا بغير عليكى أوي، بموت لما بفكر إنك مراته هو، ولولا إنى متأكد إن إنتى مبتحبيهوش، وهو ما بيحبكيش، كنت إتجننت.
زفرت بشرى في ملل ثم قالت بحب زائف:
وأنا كمان بحبك يامجدى، ومستنية اليوم اللى هكون فيه ليك لوحدك، يلا بقى شغل دماغك دى شوية خلينا نخلص من رحمة ونكوش ع الفلوس وأبقى ملكك.
إبتسم قائلا:
عيونى ياحبيبتى، هشغل، بس يلا بقى تعالى، خلاص مبقتش قادر.

إبتسمت قائلة:
أنا جاية حالا.

ثم اغلقت الهاتف، وهي تنظر إلى نفسها في المرآه، تلقى نظرة أخيرة على نفسها وهي تبتسم بثقة، تدرك تأثيرها على مجدى وحبه لها، تتمنى لو أحبها يحيى مثله، فمجدى كالخاتم بإصبعها، هي لا تريد يحيى أن يكون مثله خاتما بإصبعها او دمية تحركه كيفما تشاء، ولكنها تريده عاشقا مدلها في حبها تريده كما هو تماما، بقسوته، بحنانه، بكيانه هذا الذي يمنحه لتلك البلهاء رحمة، وستحصل عليه، نعم، يوما ما ستحصل عليه، وهذا اليوم تشعر به قريبا، قريبا جدا.

دلفت رحمة إلى حجرة الصبي فوجدت يحيى يميل مقبلا جبهة إبنه النائم بحنان، تجمدت في مكانها للحظة ثم إلتفتت لتغادر المكان ليوقفها صوته وهو يناديها قائلا:
رحمة.
تجمدت في مكانها لثوان، ثم إلتفتت إليه تطالعه، ليقول بهدوء:
أنا عايز أتكلم معاكى شوية.
إبتسمت بسخرية قائلة:.

دلوقتى جالك مزاج تتكلم معايا، وال ٣ أيام اللى فاتو دول واللى حضرتك نمت فيهم في أوضة الضيوف، و إتجنبتنى فيهم وكأنى مريضة وهعديك، حتى السلام مكنتش بترده، وكل ده من غير ما أعرف أنا ذنبى إيه، عملت إيه عشان تعاملنى بالشكل ده، أنساهم عادى كدة؟طب نسيت كلامك اللى قلتهولى في أول يوم عن إن محدش يعرف عنا حاجة؟أنساه هو كمان، زي ما نسيته انت؟
زفر يحيى قائلا:.

كنت زعلان من إنك طلبتى من الحاج صالح ان مشواركم يفضل سر بينكم،
نظرت إليه قائلة في توتر:
اظن من حقى يكون لى أسرارى.
قال لها في عتاب:
أنا جوزك يارحمة، حتى لو كان جواز ع الورق. مينفعش يكون فيه أسرار ما بينا، ده غير إنى كنت محتاج أفكر بعيد عن اللخبطة اللى بتحصلى وأنا معاكى، كنت برجع نفسى.
نظرت إليه قائلة بدورها في عتاب:
ورجعتها يا يحيى؟
قال يحيى وهو ينظر إلى عمق عينيها قائلا بإقرار:.

إكتشفت إن نفسى خدتها منى واحدة بعيون في لون الدخان، وشعر إسود زي الليل، ورغم إنها غيرت لونه بس لسة بيسحر قلبى كل ما نسمة هوا تعدى وتطيره، إكتشفت إن نفسى بقت ملكها من يوم ما شفتها، ومش ممكن هترجعلى إلا لو هي بنفسها رجعتهالى.

إبتلعت رحمة ريقها بصعوبة ودقات قلبها تدوى في أذنيها من جراء كلماته، التي هي عبارة عن إعتراف ضمني بأنه يعشقها، بل إعتراف بأنه لطالما عشقها، لتكاد أن تلقى بنفسها في حضنه، تعترف له بكل شئ، ولكن تخليه عنها بالماضي وقف حائلا دون تصديقها لكلماته، لتنظر إليه ببرود قائلة:.

البنت اللى خدت نفسك منك مش موجودة هنا، نفسك اللى مليانة شكوك وتردد ولخبطة بعدتها، ياريت تشوف البنت دى راحت فين عشان ترجعهالك، لإنها أكيد مش أنا.
لتلتفت مغادرة بهدوء، تتابعها عيناه لينظر في إثرها بشرود قائلا:.

إتغيرتى يارحمة وبقيتى بتعرفى تجرحى، انا قدمتلك قلبى على طبق من دهب، مديتلك إيدى وسيبتيها من تانى، الظاهر إنى حبيت سراب، أو إن رحمة اللى أنا حبيتها موجودة جوة منك وفيه سر مخليكى دفناها جواكى، لو موجودة بجد، يبقى لازم تظهر من جديد وأنا هخليها تظهر، ولو مش موجودة وانا كنت مخدوع يبقى هبعد المرة دى للأبد، وده وعد منى ليكى.
لتظهر في عيونه نظرة تصميم، إمتزجت بالعشق.

دلف مراد إلى شقته ليصاب بالجزع على الفور وعيناه تقع على شروق الملقاة أرضا، ليسرع إليها ويحملها ممدا إياها على الأريكة ثم يضع يده على وريد عنقها ليزفر وهو يشعر بدقات قلبها، ليدرك أنها فقط مغشيا عليها، أسرع إلى حجرتهما وأحضر عطرا، ثم جلس إلى جوارها ووضع بعضا منه على يده ثم مرره على أنفها لتستنشقه شروق وتفيق ببطئ، تنفلج عيناها لتتطلع إليه بضعف أوجع قلبه، فشروق تحمل بقلبه مكانة كبيرة حتى وإن لم يكن عشقا ما يحمله قلبه لها، وإنما مودة وإحتراما، يكفيه أنها تعشقه، إلى جانب أنه قد إكتشف أنها إمرأة عظيمة بالفعل حين قارن زواجه بها بزواجه من بشرى وذلك البيت الذي حولته شروق بلمساتها وحنانها وعشقها إلى واحة يشعر فيها بالراحة على عكس هذا الخراب الذي يعيش فيه الآن مع زوجته بشرى، فرغم فخامة شقتهما إلا أنها باردة فارغة، لا حياة فيها ولا دفئ كهذا الذي يشعر به بين جنبات تلك الشقة البسيطة، مع شروق.

لمس مراد وجنتها بحنان قائلا:
إزيك دلوقتى، أحسن.
أومأت برأسها بهدوء، ليستطرد هو قائلا:
يعنى تقدرى تنزلى معايا نروح للدكتور، ولا أجيبهولك هنا؟
إتسعت عيناها قائلة في إضطراب:
دكتور لأ، قصدى يعنى دكتور ليه؟أنا بقيت كويسة.
نظر مراد إلى ملامحها المضطربة متوجسا، يدرك ان هناك شئ ما خاطئا في الصورة، ليقول بهدوء:.

لأ مش كويسة ياشروق، إنتى بقالك فترة مش تمام، وشك شاحب وبتنامى كتير وأكلتك تقريبا بقت معدومة، ده غير إغمائتك دلوقتى، فيه حاجة مش طبيعية وأنا حابب أطمن عليكى، إفرضى مكنتش جيت دلوقتى؟كان هيحصل إيه؟
لينظر إلى عمق عينيها قائلا بحزم:
قومى ياشروق، هنروح للدكتور يعنى هنروح للدكتور.
أدركت شروق أن النهاية آتية لا محالة، وأنه سيعرف اليوم بالخبر الذي حاولت أن تؤجله كثيرا لتقول بيأس:.

مفيش داعى للدكتور، أنا عارفة فية إيه؟
إنتفض قلبه من القلق، تجزعه كلماتها ونبراتها الحزينة ليقول بتوتر:
فيكى إيه ياشروق؟
رفعت إليه عينان حزينتان وهي تقول:
أنا حامل يامراد.
إتسعت عينا مراد في صدمة ونهض مرددا:
حامل.
أطرقت برأسها وهي تعتدل قائلة:
أيوة، حامل.
قال ومازالت الصدمة تغزو كيانه:
حامل إزاي؟إنتى مش بتاخدى الوسيلة؟
ليعقد حاجبيه قائلا في غضب:
ولا كنتى بتضحكى علية ياشروق؟
نظرت إليه بسرعة قائلة:.

والله العظيم ما حصل، انا كنت باخدها علطول ومفوتش يوم واحد وربى شاهد.
إزداد إنعقاد حاجبيه وهو يرمقها قائلا:
أمال الحمل ده حصل إزاي فهمينى؟
هزت كتفيها في قلة حيلة قائلة:
مش عارفة، إرادة ربنا بقى.
نظر إليها لثوان قبل أن يقول بجمود:
الحمل ده مش لازم يكمل.
نظرت إليه بجزع قائلة:
قصدك إيه؟
قال بثبات:
قصدى ينزل، البيبى ده لازم ينزل ياشروق.

وضعت شروق يدها على بطنها بسرعة وكأنها تحميه من كلمات والده التي حطمت قلبها ومزقته تمزيقا فقد كان لديها أمل في أن يخيب مراد ظنونها ولكنه تعدى أسوأ تلك الظنون بطلبه ذلك، فلم تتوقع حقا أن يسعده خبر حملها ولكنها لم تتخيل مطلقا أن يطلب منها هذا الطلب البغيض، لتقول بألم:
أنا مستحيل أعمل حاجة زي دى.
نظر إليها مراد قائلا في برود:
بصى ياشروق، إنتى أدام إختيارين، مفيش ليهم تالت، ياأنا، ياالجنين اللى في بطنك.

إتسعت عيناها في صدمة وهي تقول:
يعنى إيه الكلام ده؟
مال عليها قائلا:
يعنى أدامك يومين تفكرى فيهم كويس وياتتصلى بية تقوليلى أحدد ميعاد مع الدكتور اللى هيعملك عملية إجهاض، ياتتصلى تطلبى ورقة طلاقك، وده آخر كلام عندى، مفهوم؟
ليعتدل مجدد وهو ينظر إلى ملامحها المصدومة لثوان، قبل أن يلتفت مغادرا الشقة وتاركا إياها وسط ذهولها، لتندفع الدموع فجأة إلى مقلتيها وهي تقول بهمس مرير:.

بالسهولة دى بتخيرنى ما بين إنى اقتل طفلى أو أقتل قلبى وأنسى حبى وأنساك يا مراد، بالسهولة دى بتبيعنى، يااااه، أد كدة انا رخيصة عندك،
لتنزل دموعها وهي تستطرد قائلة بحزن:.

بس العيب مش عليك، العيب علية أنا، أنا اللى رخصت نفسى وخليتك تبيع وتشترى فية، أنا اللى إديتك كل حاجة ومبقتش جوايا حاجة فخليتك متأكد إنك بسهولة تقدر تسعدنى وبسهولة برده تقدر تذلنى وتكسرنى، لأ يامراد، مش انا اللى تغضب ربها وتموت طفلها عشان تحتفظ بحبيبها، حبيبها اللى باعها في أول موقف مر عليهم، حبيبها اللى سقط في الإمتحان، وسقط من نظرها كمان.

ليظهر بعيونها التصميم وهي تنهض ببطئ وتتجه إلى غرفتها لتلملم أشيائها فلم يعد لها مكان في تلك الشقة التي ستحمل لها دائما ذكريات هذا العشق المميت، وهذا الرجل، الخائن.

إلتفت مجدى إلى بشرى قائلا:
كل ده يحصل من ورا اللى إسمها رحمة دى؟
نفثت بشرى دخان سيجارتها قائلة في غل:
آه يامجدى، مطلعتش سهلة ابدا بنت بهيرة، قلبت الدنيا علية ووقعت انا في المصيدة اللى عملتهالها، وبعد ما كنت هخلص منها، خلصت هي منى وبقى البيت ليها لوحدها تؤمر وتتأمر فيه براحتها.

أخذ مجدى من بين اصابعها تلك السيجارة ليأخذ منها نفسا طويلا أطلقه بهدوء، ثم وضعها بين شفاهها الجميلتين المصبوغتين باللون الأحمر القاني، قائلا بهدوء:
واللى يقولك دلوقتى على فكرة هتبعدها عن سكتك خالص، تكافئيه بإيه؟
إلتمعت عيناها بقوة وهي تبعد السيجارة عن شفتيها تطفئها في منفضة السجائر وهي تقول بلهفة:
هديك كل اللى إنت عايزه يامجدى.

إبتسم متأملا جسدها الذي تظهر قسماته الفاتنة في هذا الرداء الشفاف، قائلا بعشق إمتزج بالرغبة:
تقضى معايا الليلة دى، عايز أشبع منك ياحبيبتى، الساعتين اللى بتقضيهم معايا كل فترة، بيشوقونى ليكى أكتر، نفسى أصحى في يوم ألاقيكى جنبى، في حضنى.
نظرت إليه وهي تفكر لثوان، من اجل الخلاص من رحمة هي مستعدة لفعل أي شئ، ستتصل بمراد وتخبره ان صديقتها علا مريضة وأنها ستبيت معها، نعم، هذا ما ستفعله، لتبتسم قائلة:.

وأنا موافقة.
ظهرت السعادة جلية على وجه مجدى ليقول بإبتسامة منتصرة:
وأنا هقولك إزاي تخلصى منها وبسهولة كمان، ومستحيل حد هيشك ولو للحظة إن إنتى اللى عملتى العملة دى.
عقدت حاجبيها قائلة في حيرة:
عملة إيه، فهمنى؟
فتح مجدى علبة سجائره واخذ منها سيجارة اخرى، أشعلها واخذ منها نفسا طويلا قائلا:
إنتى مش بتقولى إن مراد قالك على حفلة عشا في فيلا الشناوي بكرة هيمضوا فيها عقود عمل جديدة مع شركة كبيرة.

عقدت بشرى حاجبيها قائلة:
أيوة، وأنا رفضت أحضرها، رفضت أشوف الهانم وهي نجمة الحفلة والكل مهتم بيها.
قال مجدى:
بس إنتى هتحضريها، ومش هتحضريها.
إزداد إنعقاد حاجبي بشرى وهي تقول:
إزاي يعنى؟
إبتسم مجدى قائلا:
هتحضرى على أساس إنك خدامة م اللى بيجيبوها في حفلة زي دى وهتبقى لابسة نقاب، هتحطى سم ليها في كوباية العصير بتاعتها وتخلعى، بسيطة، إيه رأيك؟
قالت بشرى في غيظ:.

هي دى خطتك، عايز تودينى في داهية، ما هم أكيد هيفتشونى ويعرفوا إن أنا اللى لابسة النقاب يافالح.
إبتسم مجدى قائلا:
دى بقى عليكى، انتى عارفة حراس الفيلا كويس وعارفة مين فيهم ممكن تبقى نفسه ضعيفة ونقدر نشتريه بالفلوس عشان يظبطنا.

لتتذكر بشرى هذا الحارس الذي كان يتابعها بعينيه جيئة وذهابا إعجابا بجمالها، كما أنها في مرة سمعته يخبر مراد انه يحتاج إلى أجازة لأن زوجته مريضة وبالمستشفى، ربما يحتاج إلى المال فعلا لعلاجها، لتلمع عيناها وهي تقول:
فيه واحد، هنجرب معاه، وخصوصا إنه معجب بية وممكن أأثر عليه بسهولة.
ظهرت الغيرة على ملامح مجدى وهو يقول بحنق:
يبقى تنسيه خالص، انا مش هستحمل حد يبصلك بصة، مش كفاية مراد.

إقتربت منه تمرر يدها على وجهه بدلال قائلة:
كله في سبيل إن إحنا نخلص من رحمة بسرعة ونكون مع بعض ياحبيبى.
لتميل على شفتيه تقبله بنعومة، لينسى كل شئ تحت تأثير فتنتها، ويرفع يده يمررها على جسدها وقد بلغ شوقه وإثارته الذروة يبادلها قبلاتها الناعمة بقبلات ملتهبة أشعلت غرائزها لينغمسا سويا في بحر من اللذة المحرمة، والذي يغرقون دائما في مشاعره المخزية، لتكون جهنم بالنهاية، مصيرهم.

05-03-2022 07:48 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [15]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية الثلاثة يحبونها
رواية الثلاثة يحبونها للكاتبة شاهندة الفصل السادس عشر

مررت رحمة يدها على عنق تلك الفرسة الجميلة قائلة بحنان:
تعرفى انا نفسى في إيه دلوقتى؟
إلتفتت إليها الفرسة لتمنحها رحمة قطعة من السكر تناولتها الفرسة بنهم لتبتسم رحمة قائلة:
شكلك بتحبى السكر ومش عايزة تعرفى، بس أنا غلسة وهقولك برده.
لتشرد وهي تقول بعيون تلمع:.

نفسى أركبك وأطير بيكى، أسابق الريح زي ما كنت بعمل زمان، نفسى أفرد دراعاتى والنسمة تضرب وشى تحسسنى إنى لسة عايشة، إنى سعيدة وفرحانة، مبسوطة بحياتى وراضية، بس مع الأسف مش هقدر.
لتصمت وقد كسى صوتها الحزن في كلماتها الأخيرة، لتنتفض على صوته وهو يقول:
وإيه اللى مانعك؟

إلتفتت إليه لتجده واقفا على باب الإسطبل، يستند بظهره إلى بابه يتأملها بدوره، نظرت إلى عيونه المنتظرة إجابتها لتقول بصوت حاولت أن تجعله هادئا:
يمكن عشان مركبتش خيل من زمان، بقيت بخاف، ويمكن لإن خوفى مش بس من الركوب، لأ، خوفى إنى مش هحس بنفس الإحساس اللى كنت بحسه زمان لما كنت بركب على حصانى وأطير، خوفى من إكتشافى إن الإحساس ده راح منى للأبد ومش ممكن احس بيه من جديد.

إعتدل وهو ينظر إلى عينيها مباشرة وهو يقول:
الظاهر إنك نسيتى أنا قلتلك إيه قبل كدة، مش قلتلك متحكميش على حاجة قبل ما تجربيها ومتسبقيش الأحداث، مش قلتلك إنك لو خفتى يبقى مش هتجربى وإنك لازم تآمنى بإنك تقدرى تحققى المستحيل، الظاهر إنك نسيتى كل اللى علمتهولك زمان.
نظرت إلى عينيه قائلة بمرارة ظهرت في نبراتها رغما عنها وهي تقول:.

أنا منستش حاجة، بس اللى إتعلمته من يوم ما خرجت من البيت ده خلانى حسيت إن اي حاجة إتعلمتها جواه ملهاش أي معنى.
نظر إلى ملامحها في حيرة، يتساءل عن مقصدها، وبالفعل وجد نفسه يسألها قائلا:
وإتعلمتى إيه يارحمة برة بيتنا؟

نظرت إليه يقول قلبها، تعلمت أن الإخلاص في الحب خرافة، وأن سنده وهم وأنك مهما كنت طيب القلب محب وتهتم فقط بشئونك فمن السهل أن يظلمك أحبائك ويلقونك خارج حياتهم كما يلقون بقمامتهم، تعلمت أن من يمسح دمعتى هو كفى ومن يطبطب على جرحى هو إستغفارى وأن من يريح قلب ذاق الكثير هي سجدة أسجدها لخالقى أسكب فيها مدامعي وأناجيه، فأنهض منها مرتاحة القلب وكأن احزانى لم تكن، تعلمت الكثير والكثير ومازلت أتعلم على أيديكم ياآل الشناوي،.

غشيت عيونها الدموع، لتطرق برأسها بسرعة ولكن ليس قبل أن يلمحهم يحيى، ليتوجع قلبه وهي تقول:
ياريت نقفل على الموضوع ده ونركز على حفلة النهاردة لإن الوقت بيجرى، من فضلك بس تقولى إيه المطلوب منى؟
قال لها بهدوء:
يعنى مش ناوية تسمعى كلامى النهاردة وتجربى تركبى الخيل؟
نظرت إلى ساعتها ثم رفعت رأسها تنظر إليه ليجد عيونها خالية من الدموع وكأنها لم تكن، ليظن أنه توهم تلك الدموع، وهي تقول بهدوء:.

مش هلحق، عايزة أقعد مع هشام شوية قبل ما، آااااه.
تأوهت رحمة من الألم وهي تجد يحيى قاطعا المسافة بينهم في خطوتين قابضا على ذراعيها بقوة وهو ينظر إلى وجهها قائلا بغضب شعرت به في كل ذرة من كيانه:
إبنى إسمه هاشم مش هشام يارحمة، مفهوم؟
قالت رحمة بألم:
أكيد عارفة إن إسمه هاشم، يمكن بس عشان إفتكرت هشام دلوقتى لخبطت أو يمكن عشان...
هدر بها وهو يضغط أكثر على ذراعيها ليزداد ألمها قائلا:.

وكمان بتقولى أدامى إنك إفتكرتيه، إفتكرتى جوزك الأولانى، عشيقك اللى خنتينى معاه زمان، إفتكرتيه وأنا واقف قصادك قلبى بيوجعنى على حزنك اللى حسيته قى صوتك، تصدقى إنى أنا اللى أستاهل كل اللى بيجرالى، وأنا اللى جبت ده كله لنفسى.
غشيت الدموع عيونها وهي تقول بصوت يقطر مرارة:.

حرام عليك بقى كفاية ظلم، أنا مخنتكش ومكرهتش في حياتى أد هشام وإنت عارف، لو كنت بس فكرت بعقلك شوية، لو كنت دورت جوة قلبك، كنت هتعرف الحقيقة، بس إنت زيهم كلهم، كنت دايما تقولى ميهمكيش منهم، إنتى غير مامتك، بس ساعة الجد، شفتنى زيها، أنا صدمتى الكبيرة فيك هي اللى خلتنى سكت وسيبتكم تظلمونى كمان وكمان، لكن لحد كدة وكفاية أنا تعبت، حقيقى تعبت،.

خفف قبضته حول ذراعيها ليتركها تماما وهو يعقد حاجبيه في حيرة قائلا:
قصدك إيه؟، انا مش فاهم حاجة.
إبتسمت في مرارة قائلة:
ولا عمرك هتفهم، تعرف ليه؟لإنى لما حبيتك، كنت فاكراك مختلف عنهم، بس إنت في الآخر طلعت زيهم يايحيى، طلعت زيهم.

لتتركه وسط حيرته وتسرع بخطواتها مهرولة من أمامه بإتجاه المنزل، تنهمر دموعها بألم، بينما يتابعها يحيى بعينيه، تزداد شكوكه حول ما حدث بالماضى، ليصمم على سبر أغواره، والوصول للحقيقة مهما كان الثمن.

كان مراد يعدل من رباط عنقه لينظر إلى نفسه في المرآه، تأمل وجهه للحظات، إنها فعلا ملامحه ولكنه بات لا يعرفها فهذا الذي يراه أمامه لا يمت بصلة لمراد الذي يعرفه، بل إن هذا الذي أمامه هو مسخ تجرد من كل المشاعر الإنسانية، كيف إستطاع أن يفعل ما فعل؟، أن يخير شروق بكل برود بين وجوده في حياتها ووجود طفلهما؟، بل كيف أمرها بكل قسوة أن تقتل الطفل، هذا الطفل الذي حلم به طويلا، وأدرك أنه لن ينجبه من بشرى فلم يحزن، فهو لا يريد أطفالا منها، لقد أراده فقط من رحمة ورحمة أصبحت الآن بالنسبة إليه ماض، أم أنه ولصدمته مازال يأمل بأن تكون له يوما وأن تحمل هي طفله، هي فقط ولا احد غيرها، ولاحتى تلك المسكينة شروق والتي تعشقه بكل كيانها، ياالله هل جن؟لقد تحول حقا لمسخ، وهذا لا يعجبه على الإطلاق، ليقرر اليوم وبعد أن يحضر تلك الحفل أن يجلس مع نفسه طويلا يعيد حساباته جميعها، يجب أن يحسم قراراته ويعيد ترتيب حياته، تلك الحياة الفوضوية والتي لا تعجبه على الإطلاق وأول قرار سيتراجع عنه هو قرار إجهاض الطفل، فمن المستحيل أن يجبر شروق على تلك الفعلة الشنعاء، فلا ضميره يقر ذلك ولا، قلبه.

خرجت رحمة من الحمام لتتفاجأ بفستان أسود رائع دون أكمام، موضوع على سريرها وإلى جانبه جاكت أبيض قصير يتناسب معه، وعلى الكومود بجوار السرير وضع حذاء وحقيبة يتناسبان معه، إتجهت رحمة إلى الفستان وامسكته بين يديها تتأمله بسعادة، تعلم أنه إختيار يحيى وهديته إليها، لا تدرى إن كان إعتذارا منه عن تلك الكلمات القاسية التي قالها لها هذا الصباح، أم هو مجرد فستان أحضره لها لتليق به كزوجة ليحيي الشناوي، في كلا الحالتين، هذا الفستان من إختياره، إختاره خصيصا من أجلها، هذا الفستان ذوقه، ولطالما أعجبها ذوقه في الإختيار لتخلع منشفتها وتلبس الفستان وداخلها لا يوجد سوى السعادة، السعادة الخالصة.

نظرت رحمة إلى نفسها في المرآه تتأمل جمالها به، حقا لقد عرف يحيى مقاسها بالضبط وعلم ما قد يليق بها، ليبدو هذا الفستان وكأنه قد صنع خصيصا من أجلها، لتنظر إلى ذراعيها واللذان ظهرت عليهما علامات يد يحيى ككدمات ذرقاء كادت أن تقلل من جمال فستانها ولكنها حمدت ربها أن هذا الفستان له جاكت أبيض قصير بأكمام سيوارى تلك الكدمات بسهولة، لتقول بهمس:
شكله كان عارف إنها هتعلم بالشكل ده.

إنتفضت على صوته وهو يقول:
إيه دى اللى هتعلم؟
ضمت نفسها بيديها تخفى آثار أصابعه، لينظر إلى فعلتها ويفسرها على أنها خجل منه، ليقترب من السرير قائلا:
على فكرة أنا شفتك قبل كدة بفستان من غير أكمام، يعنى مفيش داعى تتكثفى منى، لكن مش معنى إنى شفتك يبقى غيرى يشوفك كمان، أنا راجل شرقى جدا، وعشان كدة جبت الجاكت ده تلبسيه عليه.

إلتقط الجاكت من على السرير وإتجه إليها ينوى إلباسه لها بنفسه، ليجدها مازالت تضم نفسها بيديها ليزيل إحدى يديها وهو يقول بعتاب:
قلتلك إنى...
ليصمت وهو يحدق بجزع في علامات أصابعه على ذراعها ويدرك أنه السبب فيها، ويدرك أيضا سر وضعها يدها على ذراعها ليسقط الجاكت من يده وهو يقول بألم:
أنا السبب، صح؟

نظرت إلى ألم عينيه لتدرك أن لم يكن بوعيه حين ضغط على ذراعها ولم يتوقع أن تترك أصابعه ذلك الأثر البشع المظهر عليها، لتشفق عليه قائلة:
دى حاجة بسيطة، أنا بشرتى بس اللى حساسة وبتظهر كدماتها بسرعة، أنا كنت بتعالج لشهور من علامات...
لتقطع كلامها فجأة وقد كادت ان تكشف الماضى أمامه وتعرى روحها، لتطرق برأسها قائلة:
دى حاجة بسيطة يايحيى وهتروح بسرعة، متقلقش.

لم تمر كلماتها بسلام، أدركت هذا وهي تستمع إلى صوت يحيى وهو يقول بحيرة:
كنتى بتتعالجى من إيه يارحمة؟
رفعت رحمة إليه عيون مضطربة وهي تقول بإرتباك:
لما كنت يعنى بقع من على السلم أو أتخبط في حاجة، كنت بضطر أتعالج من كدماتهم اللى كانت بتسيب أثر جامد على بشرتى.

لم يقتنع يحيى بكلماتها، يدرك أن هناك ما هو أكثر من ذلك، يراها الآن ترتدى الجاكت وتعدل مظهرها بأيد مرتعشة من التوتر، لذا لا يجب أن يزيد من توترها وهي مقبلة على حفل هام كهذا الحفل، سيتركها في الوقت الحالى، لينوى بعد إنتهاء الحفل أن يسعى إلى الحقيقة، سيدفعها لقولها، دفعا.

تأملت نهاد بأسى صديقتها شروق التي تجلس شاردة في الشرفة تنظر إلى الأفق البعيد، تنهمر دموعها بصمت، لتقترب منها قائلة:
مش تروقى كدة ياشوشو، وتمسحى دموعك، عشان خاطر البيبى اللى جواكى ده على الأقل.
مدت شروق يدها تمسح دموعها وهي تنظر لنهاد قائلة في حزن:.

غصب عنى يانهاد، مش قادرة اصدق إن مراد اللى حبيته وإديتله قلبى وعمرى وكل حاجة جوايا، جاي يخيرنى دلوقتى مابينه وبين إبنه، مش قادرة أصدق إنه باعنى بالرخيص أوي كدة.
قالت نهاد وهي تربت على يدها:.

يمكن الصدمة كانت جامدة عليه شوية ياشروق، أنا مش بديله عذر على كلام فارغ قاله في ساعة صدمة او غضب، انا بديله فرصة يفوق ويفكر صح، ووعد منى إن مجاش وصلح غلطته وإعتذر عن اللى قاله، لأنا بنفسى اللى هقفله وأجيبلك كل حقوقك منه.
قالت شروق بحزن:
أنا مش عايزة منه حاجة.
قالت نهاد بحزم:
لو متنازلة عن حقك فمتتنازليش عن حق إبنك في فلوس أبوه.
تنهدت شروق قائلة:.

أنا كان نفسى لإبنى في حب أبوه وعطفه وحنانه، مش فلوسه يانهاد.
قالت نهاد بشفقة:
إذا مقدرتيش تجيبيله حقه في دول فعلى الأقل هاتيله حقه في أملاك أبوه، عشان يستقوى بيها على الزمن اللى إحنا فيه، واللى بينداس على أمثالنا فيه لمجرد إن مش معانا فلوس ياشروق.
نظرت لها شروق قائلة بإستنكار:
إنتى اللى بتقولى الكلام ده يانهاد؟، إنتى أكتر واحدة عارفة إن الفلوس مبتجيبش قوة ولا سعادة، وان الحب بس هو اللى بيحققهم.

أطرقت نهاد برأسها، لا تستطيع دحض كلمات صديقتها فهي تعلم علم اليقين أن معها كل الحق، لتتنهد قائلة:
طيب، أنا هقوم أعمل كوبايتين لمون، يروقوا دمنا وبعدين نقعد نشوف هنعمل إيه، ونحل مشكلتك دى إزاي ياشروق؟
لتنهض تتابعها عينا شروق التي نظرت إلى الأفق البعيد مجددا، وقد اغروقت عيناها بالدموع، تقول بهمس مرير:
مشكلتى ملهاش حل يانهاد، مع الأسف، مش شايفالها أي حل.

أجابت بشرى هاتفها قائلة:
أيوة يامراد.
قال مراد بهدوء:
إنتى فين يابشرى؟
قالت بشرى:
لسة عند علا، وإنت؟
قال مراد وهو يشغل سيارته:
رايح خلاص الحفلة،
قالت بشرى:
طيب يامراد، بالتوفيق.
كادت ان تغلق الهاتف لتتوقف يدها عن إنهاء المكالمة وهي تستمع إلى صوته يناديها لتعقد حاجبيها قائلة:
فيه حاجة يامراد؟
زفر مراد قائلا:
لأ مفيش، بس متتأخريش يابشرى.
مطت بشرى شفتيها قائلة:
ماشى يامراد، مش هتأخر، سلام.

إستمعت إلى صوته وهو يقول بهدوء:
سلام.
ثم أغلق الهاتف، لتغلقه بدورها وهي تشرد قليلا لتفيق على صوت مجدى يقول بحيرة:
مالك يابشرى؟
نظرت إليه وكأنها تنتبه لوجوده للمرة الأولى لتقول بحيرة:
مراد.
ظهر الضيق على وجه مجدى وهو يقول:
ماله سي زفت؟
هزت بشرى كتفيها قائلة:
أول مرة يتصل بية ويسألنى عن مكانى وأول مرة يقوللى متتأخريش،
نظر إليها مجدى قائلا بإستنكار:
وده بقى مفرحك ولا محيرك؟

نظرت إليه لتنتبه إلى غيرته وتقول بإبتسامة:
وانا بس هفرح ليه يامجدى؟من حبى فيه مثلا؟
قال مجدى بسخرية:
مثلا؟
إتسعت إبتسامتها وهي تقول:
متبقاش عبيط يابيبى، مراد ولا في دماغى أصلا، بس تحس من صوته كدة إنه مخنوق وكأن فيه حاجة مش ظابطة معاه، أو حاجة حصلت، مش عارفة بس الموضوع ميريحش.
قال مجدى بحنق وهو يربت على كتفها بقوة:.

بقولك إيه يابشرى، سيبك من سي مراد بتاعك ده وركزى في اللى إنتى رايحة تعمليه عشان متوديناش في داهية، ماشى.
نظرت إليه قائلة في حنق:
بالراحة طيب، وعموما لو إتكشفت أنا بس اللى هروح في داهية ياسي مجدى.
قرصها مجدى في وجنتها بخفة قائلا:
وأنا وإنتى إيه ياروحى؟
تجاهلته قائلة:.

طيب مش إحنا خلاص ظبطنا مع فتحى، وكله تمام، مش فاضل بس غير إنى أدخل البيت زي ما إتفقنا، ورايحة متأخر أهو زي ما قلتلى، على بداية الحفلة تمام عشان الكل يبقى مشغول و محدش يقفشنى، وساعتها هحط السم في كوباية عصيرها وهتأكد إنها بتشرب منه وهمشى بسرعة، هلاقيك برة بعربيتك هتاخدنى ونهرب قبل ما حد يكشفنى، كدة تمام يامجدى؟
أنزل مجدى نقابها لتظهر فقط عيونها الجميلة من خلاله ليتأملها قائلا بعشق:.

كدة تمام ياقلب مجدى، خدى بالك بقى من نفسك.
ظهرت إبتسامتها في عيونها وهي تومئ برأسها، ليتجها سويا إلى الخارج لتنفيذ خطتهما الشريرة والتي تتناسب مع قلوبهم السوداء، تماما.



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7010 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4086 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3120 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2985 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3425 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، الثلاثة ، يحبونها ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 06:09 صباحا