أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية الثلاثة يحبونها

حبهم لها كان بمثابة لعنة أصابتها، فأحدهم يحبها بصمت، تارة يدللها وتارة يقسو عليها والآخر أقسم أن تكون له حتى وإن أساء لس ..



05-03-2022 07:14 مساء
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 






hqdefault

حبهم لها كان بمثابة لعنة أصابتها، فأحدهم يحبها بصمت، تارة يدللها وتارة يقسو عليها والآخر أقسم أن تكون له حتى وإن أساء لسمعتها أما الثالث والذي أحبها وعشقته بجنون، تخلى عنها واصما إياها بعار لاذنب لها فيه، فهل تقاوم تلك اللعنة أم تستسلم وتصبح في النهاية ضحيتها؟
شخصيات الرواية

يحيي:
عدت رحمتي وعادت معكي إلى قلبي النبضات.
ورغم ألم الغدر وضباب الخطيئة.. وقسوة الذكريات.
مازلت راهب في محرابك.. أسيرك ياساحرة الضحكات.
ألقيتي تعويذتك علي بالماضي.. وزدتي الخفقات.
وأبيتي أن تطلقي سراحي، وتبعدي الطلاسم والتعويذات.
فأصبح إسمك أغنيتي، وعشقك أجمل التهويدات.

عدت فزلزلتي كياني وخضعت لعشقك في لحظات.
أريد فكاكا من أسرك، يمنعني سحرك و النغمات.
فهمسك أنغام تسحرني، وترسم على ثغري البسمات.
لأشعر بالعشق يكملنى.. لتهرب من عقلي الكلمات.
يكويني عشقك.. يسعدني.. يجعلني في كل الحالات.

رحمة:
في طريق عشقك تناثرت ذرات كياني.
بعثرها برودك ..فراقك.. وأضاع أحلامي وأماني.
ورغما عني أخطو في طريقك كالمسحورة..أصم آذاني.
وأغمض عيني... وكأني لا أرى نكرانك وخذلاني.
أبغي وصالا لهاجرا ....هجرانه أتعبني وآذاني.
لا ألقي بالا لصخور القسوة ..أمشي فتجرحني وأعاني.

فأنا عاشقة عمياء.. يفجر هجرك حزني و بركاني.
يخنقني بعدك.. يبهتني..يقتلني الدمع وأحزاني.
أبغي هربا ..أو فرصة لألملم باقي وجداني.
كالمسحورة أعود لدربك..وكأن طريقك عنواني.
أدرك أني لعنت بعشقك..فأصبحت هلاكي.. وإيماني.
فصول رواية الثلاثة يحبونها

رواية الثلاثة يحبونها للكاتبة شاهندة الفصل الأول

كان يحيى مغمض العينان غارقا في سبات عميق، ولكنه إستيقظ على الفور حين أحس بيدها تمر على ظهره بنعومة، و تثير كيانه الذي يعشقها بكل ذرة فيه، إنفلجت عيناه ببطئ وإرتسمت على ثغره إبتسامة، لتتسع إبتسامته وهو يشعر بتلك اليد تمتد لتصل إلى صدره تداعبه في رقة ليمد يده يمسك يدها على الفور، يسحبها بسرعة ثم يعتدل هو لتصبح هي ممددة أسفله وهو مشرف عليها، تطالعه بعينين رماديتين رائعتين، متسعتين من المفاجأة بينما يتابع هو ملامحها بشغف، بعشق سرق النوم من عينيه، تتسارع أنفاسه لمرأى شفتيها المرتعشتين، مد يده ومررها على بشرة وجهها السمراء الناعمة بقلب تصدعت جنباته شوقا إليها ليقول بصوت هامس متهدج:.

وحشتيني أوي.
تأملته بعيون عاشقة وقد أذابتها همساته ولمساته قائلة:
إنت كمان، وحشتني أوي يا يحيى.
مال يقبل وجنتها اليسرى قائلا في نعومة:
روح يحيى.
ثم قبل وجنتها اليمنى قائلا:
وعمر يحيى.
لينظر إلى شفتيها قائلا بعشق:
ونبض قلبه كله.

ليتوقف عن الحديث وهو يميل مقبلا شفتيها في رقة لم تلبث أن تحولت إلى إجتياح، يشعر بقلبه على وشك التوقف من شدة الإنفعال وهي بين يديه ينهل من شهدها حد الإكتفاء، ولكن كيف يكتفي من حبيبته التي يعشقها من كل قلبه، كيف يكتفي من روح سكنت روحه وتغلغلت فيها، كيف؟
فجأة...

تلاشت من بين يديه وكأنها لم تكن في أحضانه منذ ثوان، إنتفض يبحث عنها بعينيه وعندما لم يجدها صرخ بإسمها في لوعة، ليحيره صوت يأتيه من بعيد، هل هو صوتها؟لا إنه ليس بصوتها أبدا، ولكنه وعلى الرغم من ذلك صوت يعرفه جيدا، إنه صوت راوية والتي كانت تقول بقلق:
يحيى، فوق يايحيى.

فتح يحيى عيناه ببطئ ليجد عينا راوية في مواجهته وهي تنظر إليه في حزن إمتزج بالقلق، لقد بات يعرف تلك النظرة جيدا، فقد باتت تتكرر مؤخرا بشكل أشعره بالذنب ليشيح بعينيه عنها وهو ينأى بجانبه مانحا إياها ظهره ليتمالك نفسه التي ضاعت في عشق أخرى، مسببا الألم لكليهما، فقد أدرك في الآونة الأخيرة أن راوية تعلم بأن قلبه مشغول بسواها، ربما لا تعلم من هي ولكنها متأكدة من وجودها في قلب زوجها، قلب يحيى الذي يأبى أن ينساها رغم مرور كل تلك السنوات على فراقهما، ورغم انه لم يرها خلالهم ولو لمرة واحدة ولكنه لم يستطع إخراج صورتها من خياله ولا عشقها من قلبه رغم محاولاته المستميتة لفعل ذلك.

أفاق مجددا من أفكاره على لمسة راوية لكتفه وهي تقول:
يحيى، إنت كويس؟
تجمد جسد يحيى تحت يدها لثوان قبل أن يلين قائلا:
أنا كويس يا راوية متقلقيش، ده مجرد كابوس وفقت منه خلاص.
ليلتفت إليها ثم يمسك وجهها بين يديه طابعا قبلة خفيفة على جبهتها قائلا:
إرجعى نامى إنتى وأنا هقوم آخد شاور وألبس عشان إتأخرت على الشغل.
ثم تركها ناهضا ومتجها إلى الحمام ليتوقف في جمود على صوت راوية وهي تقول بتردد:.

كلمتها يايحيى، كلمت رحمة؟
أجابها دون أن يلتفت إليها قائلا بجمود:
إنتى لسة مصممة ياراوية إنها تيجى هنا من تانى؟
قالت راوية بحزم:
أيوة يايحيى، أنا مصممة؟قلتهالك كتير، ليه مش قادر تفهمنى؟
مال بجانب وجهه يقول بصوت خال من المشاعر:
إنتى عارفة إنى مش حابب وجودها هنا في البيت معانا وعارفة السبب.
قالت راوية برجاء وهي تتجه بضعف إلى يحيى وتقف قبالته:.

إسمعنى بس يايحيى، رحمة ملهاش ذنب في موت هشام ولازم كلكم تفهموا ده، رحمة مش ممكن تكون السبب في موته، انتوا كلكم ظالمينها.
نظر يحيى إلى عيون راوية قائلا في برود:
رحمة انتهت بالنسبة لنا كلنا من زمان ياراوية، من قبل حادثة هشام، ولا نسيتى؟
أطرقت راوية برأسها في حزن ليزفر يحيى وهو يمد يده إلى ذقنها يرفعها لتتقابل عينيها الدامعتين مع عينيه ليقول هو بحنان:.

لو مصممة بجد، فأنا هبعتلها حد يبلغها رغبتك في إنك تشوفيها ياراوية، أنا أهم حاجة عندى إنى مش عايز أشوفك زعلانة تانى ولا عايز أشوف في عنيكى دموع، مفهوم؟
أومأت راوية برأسها ليربت على وجنتها بحنان ثم يتركها متجها إلى الحمام ليستوقفه صوتها مجددا وهي تنادى بإسمه قائلة:
يحيى.
نظر إليها متسائلا، لتقول بألم ظهر في نبرات صوتها وعيونها التي غشيتها الدموع:
ياريت بسرعة مبقاش فيه وقت.

مزقت قلبه دموعها وكلماتها ليسرع إليها قاطعا المسافة بينهما في خطوتين ليأخذها بين أحضانه يضمها إليه بقوة لتترك لدموعها العنان تفرغها داخل صدره، ليتركها هو حتى أفرغت دموعها بالكامل، ثم أبعدها عنه قائلا بحنان وهو يمسح دموع وجهها بيديه:
قلتلك مبحبش أشوف دموعك دى ياراوية، بتوجعنى، عشان خاطرى تنسى الحزن وتبعديه عن قلبك، انتى أقوى منه، وأنا كمان جنبك، ولا إيه؟

أومأت برأسها ليبتسم إبتسامة حانية وهو يقبلها على وجنتها ثم يلتفت متجها إلى الحمام ومغلقا بابه خلفه، لتنظر راوية في إثره، وتقول بحزن:.

كان نفسى أفضل جنبك طول العمر بس إرادة ربنا بقى، أو يمكن عقابه لية عشان كنت عارفة الحقيقة وخبيت عنك، كنت أنانية، ومفكرتش غير في حبى ليك، مع إنى متأكدة إن عمرك ما حبيتنى، إنت حبيتها هي وبس، وهي كمان، هي كمان محبتش غيرك، غلطة أنا غلطها زمان، وكلنا دفعنا تمنها، يشهد ربى إنى كنت بتعذب كل يوم بسبب الغلطة دى، بس خلاص لازم أصلحها ويارب أقدر أصلحها قبل فوات الأوان، يااارب.

قال مراد بنبرة حاول أن يجعلها طبيعية قدر الإمكان:
هتخليها تيجى بجد يايحيى؟
نهض يحيى وإلتف حول مكتبه ليقف أمام النافذة يتطلع إلى الخارج قائلا في جمود:
مكنش أدامى حل تانى، أنا أكتر واحد مش حابب إنى أشوفها أدامى من جديد، بس راوية طلبت منى إنها تشوفها كتير وأنا ماطلت أكتر، ومبقاش فيه وقت زي ما قالت، وأنا خايف.
اقترب منه مراد قائلا في حيرة:
خايف من إيه بس؟

ابتلع يحيى ريقه بصعوبة وهو يلتفت مواجها عينا أخيه ومستطرد في ألم:
خايف يامراد، خايف أندم بعد كدة إنى حرمتها من إنها تشوف أختها، يمكن للمرة الأخيرة.
مزقت نبرات يحيى الحزينة نياط قلب مراد، ليربت على كتفه قائلا بعطف:
شايل كتير ياأخويا جوة قلبك، ومضطر تشيل أكتر، وللأسف مش بإيدى حاجة أقدر أخفف بيها عنك.
تمالك يحيى نفسه وهو يرى نظرة الشفقة في عيون أخيه، ليربت على يده الرابضة على كتفه قائلا بهدوء:.

أنا كويس يامراد، متقلقش علية.
ثم إبتعد متجها إلى مقعده خلف مكتبه ليجلس عليه قائلا:
المشكلة دلوقتى في وجودها هنا معانا تحت سقف بيت واحد والمشاكل اللى هتيجى من وراها.
عقد مراد حاجبيه قائلا:
قصدك إيه؟
تراجع يحيى في مقعده وهو ينظر إليه نظرة ذات مغزى قائلا:
يعنى مش عارف يامراد أقصد إيه؟
ظهر التوتر على محيا مراد ليقول بإرتباك:.

لو قصدك، يعنى، الموضوع القديم ده، يبقى إنسى، ومتقلقش خالص، أنا نسيت رحمة من زمان ومبقتش في دماغى أساسا.
رفع يحيى إحدى حاجبيه قائلا:
متأكد يامراد؟
ظهر التوتر أكثر على ملامح مراد ليقول بعصبية:
طبعا متأكد، من يوم ما بقت رحمة مرات هشام والموضوع ده إتقفل بالنسبة لى يا يحيى.

تنازعت يحيى مشاعر ثائرة هزت كيانه، مابين غيرة وألم وندم وشعور يستقر في أعماقه، إنه شعور عميق بالخيانة تجاه إخوته، ولكنه قال بهدوء لا يعكس تلك المشاعر:
بس هشام مات يامراد، و...
قاطعه مراد قائلا بحزم:.

بالنسبة لى هيفضل عايش العمر كله، هشام مش بس كان أخويا الأصغر منى، لأ ده أخويا اللى ربيته على إيدى و مستحيل أخون ذكراه مهما حصل وأقرب لمراته، ده غير إنى متجوز، وياريت منفتحش الموضوع ده تانى يايحيى، متندمنيش إنى قلتلك على مشاعرى في لحظة ضعف، رحمة بالنسبة لى دلوقتى مش أكتر من أرملة أخويا الله يرحمه وبس، مفهوم؟
هز يحيى رأسه بإرتياح ثم قال:
طب وبشرى، تعرف حاجة عن الموضوع ده؟
قال مراد نافيا:.

لأ طبعا، مكنش ينفع تعرف، بشرى طول عمرها مبطيقش رحمة لله في لله، مابالك بقى لو عرفت حاجة زي دى، الموضوع ده لازم يفضل سر بينا وبس.
اومأ يحيى برأسه موافقا، ليقترب مراد ويجلس على المقعد المواجه ليحيي قائلا:
تفتكر هتيجى؟
ظهرت البرودة على ملامح يحيى وهو يقول:.

مش عارف، أنا عملت اللى علية وبعتلها تقارير أختها الصحية، وهي حرة، لو كنا بنتكلم عن رحمة اللى كنا فاكرين إننا عارفينها زمان كنت قلت أكيد هتيجى، بس إنت عارف كويس إن دى مش رحمة بنت عمنا اللى إتربينا معاها، وإنت شفت بنفسك هي عملت إيه، دى واحدة احنا بجد منعرفهاش، وبعد اللى عملته زمان، ممكن نتوقع منها أي حاجة، إنت ناسى كمان لما أخوك مات وكنت أنا برة مصر، وخبيتوا علية وسافرت إنت عشان تجيب جثة أخوك تدفنها في مقابرنا هنا في القاهرة، و لما طلبت منها تيجى معاك رفضت، فيه زوجة في الدنيا ترفض تحضر مراسم دفن جوزها الأخيرة، مهما كان بينا وبينها من مشاكل؟

أومأ مراد برأسه قائلا في حزن:
معاك حق، رحمة صحيح كانت منتهية بالنسبة لى كحبيبة من يوم ما إتجوزت أخوك بس في اليوم ده انتهت بالنسبة لى كبنت عمى كمان وبقت بالنسبة لى واحدة غريبة زيها زي أي حد معرفوش، دى حتى مهنش عليها تسألنا عن مكان قبره، أو تحضر الذكرى السنوية بتاعته.
أغمض يحيى عينه في ألم ثم فتحهما وقد ذهب الألم وحل محله برودة قاسية وهو يقول:.

رحمة بالنسبة لنا بقت واحدة غريبة فعلا، مش أكتر من أخت لراوية اللى أمنيتها الأخيرة تشوفها قبل ما تموت، لو جت يبقى هتيجى وتمشى من غير أي مشاكل وأنا بنفسى اللى هتأكد من كدة، ولو شفت منها أي حاجة معجبتنيش، يبقى هي اللى جابته لنفسها وهيكون عليها تواجهنى أنا، وساعتها والله ماهرحمها.

توجس قلب مراد خيفة من نبرات يحيى الصارمة يدرك أنه من الأفضل لرحمة أن لا تثير غضب يحيى، فيحيي عندما يغضب يجب ان يبتعد عنه الجميع، فغضبه قد يحرق الاخضر واليابس، وكل من يقع في طريقه هو هالك لا محالة، ليتمنى في قرارة نفسه أن لا تلبى رحمة دعوة أختها وأن تظل بعيدة تماما عنهم، فهذا هو الأفضل للجميع.

بينما كانت هناك أذن قد سمعت حوارهما وعينان قد ظهر بهما حقد شديد، تتوعد صاحبتهما تلك الرحمة والتي تنوى اقتحام حياتهم من جديد بإنتقام يليق بها، وستتأكد تلك المرة من أنها ستغادرهم بلا رجعة، خاصة بعد اعتراف زوجها الصريح بأنه كان يحمل لها مشاعرا بداخله، حتى وإن زالت تلك المشاعر فلن يزول حقدها الأبدي تجاه فتاة أحبها أفضل ثلاثة رجال في عائلة الشناوي، لقد كانوا شركاء في الدم والعشق، بينما هي لم يحبها أحد منهم، وعانت الكثير لتتزوج أحدهم حتى تصبح قريبة من هدفها الذي شعرت بقربها من تحقيقه في تلك الأيام، لتحضر تلك الأفعى وتحاول أن تفسد لها كل ما خططت له لسنوات ولكنها لن تسمح بذلك أبدا، ستتفنن في خلق المشاكل والعقبات والتي ستؤدى برحمة إلى الإقصاء من حياتهم مجددا، ستبذل قصارى جهدها لتنحيتها من طريقها تلك المرة، للأبد.

كانت رحمة تضع أشياءها وملابسها الخاصة داخل حقيبتها، تستعد للسفر إلى القاهرة حيث توجد أختها هناك تصارع مرضا ميئوسا منه كما قالت تقاريرها، حاولت عرض تلك التقارير على بعض الأطباء المشهورين في دبي ولكن مع الأسف كانت النتيجة واحدة، أجمع الكل على أن صاحبة تلك التقارير تنتظر الموت مابين لحظة وأخرى، أدمعت عيونها في تلك اللحظة وهي تترك ما بيدها وتجلس ساكنة تحاول ان تستجمع شجاعتها، تلملم جراح قلبها المتألم حزنا على أخت كان أمامها سنوات عديدة لتحياها في كنف زوجها وطفلها ذو العامين ولكن القدر أبى أن يمحنها تلك السنوات، أغمضت عيونها تسمح لدموعها بالسقوط على وجهها تتذكر ذلك الزوج، تتقطع نياط قلبها عندما تمثلت أمامها صورته، عينيه العسليتين، حواجبه المعقوفة، غمازتيه، ضحكته التي تبرزهما وتحملها إلى عالم آخر، فتحت عينيها تنفض مسار أفكارها، كيف تفكر فيه مجددا؟، كيف سمحت لنفسها أن تتذكره؟أو لم تعد نفسها مرارا وتكرارا أن تنساه؟أو لم تقسم أن تمحى ذكراه من حياتها إلى الأبد، ليس فقط من أجل أختها، بل أيضا من أجل كرامتها المذبوحة على أعتاب قدميه، قلبها المكسور الممزقة مشاعره، هل جنت؟بالتأكيد نعم، لتتساءل في ألم، كيف تتذكره وهي لم تنساه للحظة، صورته تلك و التي تخشى تذكرها الآن لم تفارق خيالها يوما، لذا فضلت الإبتعاد عنه وعدم رؤيته طوال تلك السنوات، فهي تدرك أنها مازالت تعشقه رغم كل شئ، وهو لم يعد لها رغم كل شئ أيضا.

، نهضت من مكانها، وإقتربت من دولابها تبحث عن ألبوم الصور المخبأ تحت طيات ملابسها لتلتمع عيناها وهي تجده وتمسكه بين يديها وكأنه كنز ثمين لتذهب إلى السرير وتجلس عليه تفتحه بلهفة، تجرى عيناها على صوره والتي تعيد إليها الذكريات بقوة، ترى تلك الصور لعائلة الشناوي واحدة تلو الآخرى، حتى وصلت لصورة يحيى لتطالعها عينيه الجميلتين وإبتسامته الرائعة، رفعت يدها ولمست وجهه برقة تدرك أنها تفتقده بشدة من أنفاس تسارعت و قلب إزدادت خفقاته تعلن عن وجيب إشتياقها له، أبعدت أصابعها عن الصورة بسرعة وقد أحست بنيران الشوق تلفحها، لتنظر إلى تلك الصورة المقابلة لصورة يحيى، إنها آخر صورة لعائلة الشناوي مجتمعين، قبل أن تفترق عنهم، تأملت تلك الصورة جيدا، ترى لأول مرة ما عجزت عن رؤيته طوال سنوات حياتها معهم، فها هي رحمة تضع يدها في ذراع يحيى بأريحية تعودت عليها منذ صغرها فقد كان دائما لها كظلها، صديقها، حبيبها وحاميها، تبدو السعادة على وجه كليهما جلية، بينما يتطلع لهما هشام بعيون امتلأت حقدا، أما راوية، تلك الرزينة العاقلة، تنظر بدورها إلى يحيى بنظرة عشق تعرفت عليها رحمة على الفور، بينما تلتصق بشرى بمراد ناظرين لرحمة ولكن نظرة بشرى يتخلل أعماقها كره شديد يتسلل منها ليصل إلى قلب رحمة الآن على الفور وتفهمها بوضوح، تدرك ان تلك الأفعى لم تحبها يوما، كما لم تكن تدعى يوما، فلطالما سخرت منها ومن إلتصاقها بيحيي كظله وأرجعت رحمة تلك السخرية لغيرة طفولية لأن يحيى لا يعيرها إهتماما بينما ينصب كل إهتمامه على رحمة والقليل منه على راوية، ولكن يبدو أن الموضوع أكبر من ذلك، وغيرة بشرى الطفولية شبت معها حتى صار ما صار.

نفضت رحمة أفكارها وهي تنظر إلى صورة الجد الذي يتوسط الجميع، إنه هاشم الشناوي، كبير العائلة وسندها، كم يشبه يحيى في الشكل والطباع، لتقول بحزن:.

ظلمتنى أوي ياجدى، بس هفضل لآخر نفس فية أحبك، مش هنسالك لحظة حنية حسيتها مرة وأنا صغيرة لما سخنت وكنت هموت، وأول ما فوقت ضمتنى لصدرك وقلتلى حمد الله على السلامة يابنتى، وبعد ما بابا مات في الحادثة ضمتنا تحت جناحك أنا وأختى راوية، وان كنت مقدرتش تشوف انى كنت مظلومة وقتها وقسيت علية زيهم، إذا كنت شفتنى ساعتها بهيرة أمى، فأنا هعذرك، إذا كان هو صدق انى ممكن أعمل كدة، يبقى إنت مش هتصدق، مكنش فيه حد في الدنيا دى ممكن يصدق إنى مظلومة غيره هو، هو أكتر واحد عارفنى، ده مربينى على إيديه ومع ذلك صدقهم، حكم علية وظلمنى معاكم، يبقى إزاي هلوم عليك إنت، كان كل أمنيتى إنى أشوفك وأشوف اختى قبل فوات الأوان وان كنت مقدرتش أشوفك فالظاهر ربنا هيحققلى أمنيتى التانية بإنى أشوف أختى وأضمها لحضنى، ورغم إنى مش قادرة أتخيل رجوعى هناك من تانى بس هرجع، هرجع بس عشانها هي، راوية،.

لتلمس وجه أختها بالصورة قائلة بحنان:
إستنينى لإنى خلاص ناوية أواجه، هواجه اللى دبحونى لأول وآخر مرة عشانك انتى، وده وعد منى.
ليظهر التصميم على وجهها وهي ترفع سماعة هاتفها تتصل برقم لتقول لمحدثها:
أنا بتصل أأكد الحجز، أيوة، طيارة القاهرة، بكرة الصبح.
تااابع اسفل


05-03-2022 07:15 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [1]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية الثلاثة يحبونها
رواية الثلاثة يحبونها للكاتبة شاهندة الفصل الثاني

وقفت رحمة تتطلع إلى هذا المنزل الكبير، ورغما عنها عندما تقابلت جروحها القديمة مع حاضرها لأول مرة حدث انفجارا لسد أحزانها وسقط على خديها شلال من مياه مالحة مرة المذاق، تعبر عن مرارة شعورها بعودتها مجددا إلى هذا المنزل، منزل عائلة الشناوي.

نظرت رحمة إلى ذلك البيت الذي غادرته مجبورة منذ خمس سنوات مضت، لقد خرجت منه مكسورة الفؤاد، ذليلة، دامعة العينان غاضبة من قاطنيه، واليوم عادت إليه، مضطرة مجبورة أيضا، مازالت مكسورة الفؤاد دامعة العينان، ولكنها أبدا ليست بذليلة فقد تخطت ماحدث وأصبحت أقوى مما كانت عليه بالماضى ومستعدة للمواجهة بكل حزم، ولم تعد أيضا غاضبة من قاطنيه، فقط هم لا شئ بالنسبة إليها، وربما تشفق علي بعضهم، لكنها تقسم في نفسها أن من سيلتزم منهم جانبه ستدعه وشأنه أما من سيحاول أن يضايقها فستتصدى له بكل قوة حتى وإن كان يحيى بنفسه من يفعل ذلك، نعم، ستكون له بالمرصاد ولن تدع له أي فرصة ليحطمها من جديد.

ذكرتها دموعها بضعفها القديم، لتنتفض ماسحة إياهم بعصبية قبل أن تتجه بخطوات رشيقة بإتجاه الباب تأخذ نفسا عميقا قبل أن تمد يدها و تدق جرس الباب بحزم، غافلة عن عينان تابعتها منذ اللحظة الأولى لدلوفها من باب الحديقة، عينان اشتعلت فيهما نيران الشوق والنفور، العشق والكره، الشفقة والغضب، نيران امتدت إلى قلب صاحبها تشعله بدورها بكل تلك المشاعر المتناقضة وتمزق نبضاته ليدرك أنه أخطأ بشدة حين لبى طلب زوجته وإستدعاها إلى هنا، ولكن بماذا يفيد الندم الآن، وقد فات الأوان؟

فتحت الخادمة روحية الباب لتفاجئ برحمة تقف أمامها لتظهر السعادة جلية على ملامحها وهي تقول:
ست رحمة، حمد الله ع السلامة.
إبتسمت رحمة قائلة:
الله يسلمك ياروحية.
أفسحت لها الخادمة لتدلف إلى المنزل قائلة:
اتفضلى ياستى، بيتك ومطرحك، نورتينا، ووحشتينا والله.
دلفت رحمة إلى المنزل قائلة:
تسلمى.
لتتبعها روحية التي مالبثت أن سبقتها قائلة بحبور:
ثوانى بس أبلغ كل اللى في البيت إنك رجعتى.
إستوقفتها رحمة قائلة:.

إستنى ياروحية.
توقفت روحية تنظر إلى رحمة بتساؤل لتقول رحمة بهدوء:
من فضلك بلغى بس راوية إنى جيت و عايزة أشوفها.
نظرت إليها روحية في حيرة قائلة:
بس ياستى، يحيى بيه...
قاطعها صوت تعرفه رحمة جيدا يقول بصرامة:
نفذى كلام الهانم ياروحية.

أغمضت رحمة عينيها عند سماع نبرات صوته التي زادت من دقات قلبها، قاومت رغبة هائلة في أن تلتفت إليه تشبع شوقها إلى رؤيته، تملأ عيونها بملامحه، لتفتحهما مجددا على صوت الخادمة وهي تقول بإحترام:
أمرك يايحيى بيه، عن إذنكم.

لم تلتفت إليه رحمة بعد إنصراف الخادمة، بل ظلت واقفة مكانها في جمود تدرك أنه يقترب منها من خلال صوت خطواته، لتشعر أنه أصبح خلفها تماما تصل إليها رائحة عطره المميز والتي لطالما أسكرتها، لتغمض عينيها مجددا وتأخذ نفسا عميقا ثم تفتحهما على إتساعهما عندما سمعته يقول ببرود:
حمد الله ع السلامة ياهانم.

لاحظت تجنبه نطقه لإسمها، لتلتفت إليه ببطئ تتلاقى به وجها لوجه لأول مرة منذ خمس سنوات، رغما عنها رقت عيناها لثوان وهي تلتقى بعينيه الخاليتين من المشاعر، تتشرب بلهفة من ملامحه التي شعرت بها قد زادتها السنون وسامة ولكن في نفس الوقت جعلته يبدو أكبر من سنه، تبا، لقد إشتاقت إليه حقا، ولكن برودة ملامحه رغم تأمله لوجهها بدوره أعادتها من رحلة شوق بائسة وجدت نفسها فيها، لتتذكر حاضرها المرير وأن هذا الرجل الذي أمامها الآن لم يعد حبيبها الذي دق القلب لأول مرة على يديه، بل إنه جارحها وهو أيضا زوج أختها الآن لذا لابد وأن تتعامل معه بما يناسبه حقا، لتظهر على وجهها بدورها برودة قاسية وهي تقول:.

الله يسلمك.
أحست رحمة بلمحة من الإعجاب ظهرت في عمق عسليتيه لا تدرى سببا لها، ثم مالبثت ان اختفت وكأنها لم تكن أبدا، آه من عسليتاه، و اللتان تطالعانها الآن ببرود، تشعر بقلبها يذوب فيهما، فهي تعشق عيناه، فلطالما كانتا نافذتها إلى روحه، ولكن تلك النافذة مغلقة الآن أمامها، لتشيح بوجهها بعيدا عنه، ثم تعود إليه بنظراتها مجددا عندما قال في برود:.

ياريت ما تتعبيش راوية في الكلام، الدكتور قايل متتكلمش كتير، وحاولى متزعليهاش او تضايقيها بأي شكل من الأشكال، أنا على فكرة، مكنتش موافق على زيارتك دى بس مع الأسف مرضيتش أزعلها لما طلبت تشوفك.
رغم قسوة كلماته التي غرست سكين بارد في قلبها فقد عبر بكلمات واضحة ومباشرة عن عدم رغبته في رؤيتها، ولكنها تجاهلت ذلك الألم بقلبها تماما وهي تقول بقلق:
هي أخبارها إيه دلوقتى؟وهو إحنا ممكن نسفرها تتعالج برة؟

تأمل يحيى قلقها بريبة يتساءل هل حقا لديها مشاعر تجاه أختها أم أن قلقها هذا مجرد تمثيل؟، لم يتوقف كثيرا عند تلك النقطة بل تخطاها وهو يقول ببرود رغما عنه أمتزج بالألم:
مريضة سرطان وبتموت، هتكون حالتها عاملة إزاي يعنى؟أكيد تعبانة وبتتألم، ولو ع السفر برة فأكيد مكنتش هستنى اقتراحك عشان أنفذه، انا عرضتها على أكبر الدكاترة برة وجوة، ومع الأسف، الكل أجمع على إن الحالة ميئوس منها.

أحست رحمة بالتحطم لدى سماعها كلمات يحيى، لقد كانت تعلم أن حالة أختها ميئوس منها ولكن كان لديها أمل في عرضها على بعض الأطباء بالخارج، لكن يحيى أزال هذا الأمل بكل قسوة، شعرت بالدوار وأن المكان من حولها يلف بشدة، كادت أن تسقط ولكنها شعرت بيد قوية تسندها، نظرت إلى صاحبها تلاحظ القلق في عينيه، إرتعشت أطرافها من نظراته ولمسته لها، أعادها قربه هذا لذكريات مضت، حين كانت تذوب بين يديه، رمشت بعينيها وتسارعت أنفاسها، وإرتعش جسدها تأثرا، لتفيق من حالتها تلك على برودة اجتاحت ملامحه بقسوة، تذكرها مجددا بحاضرها المرير، لتعتدل بسرعة، مبتعدة عنه تشيح بوجهها، تلتقط أنفاسها بصعوبة، وتحاول أن تهدئ نبضات خافقها، بينما تأملها هو بوجه بارد لا يعكس ذلك الإشتعال الذي أحرق كيانه بالكامل حين لامسها وطالعته بتلك العيون الرمادية البريئة التي لطالما سحرته، لقد زادتها السنون جمالا بالفعل، ربما غيرت لون شعرها من الأسود إلى الكستنائي ولكن تظل رحمة كما هي، الوحيدة التي إستطاعت أن تجعل خافقه يدق بتلك الطريقة، يطالبه بإمتلاكها، ولكن كيف؟، كيف وبينهما كل الحواجز والسدود والخطوط الحمراء؟، فلو تغاضى عن خيانتها له قديما فكيف يتغاضى عن أنه الآن زوج أختها، أشاح بوجهه عنها بدوره ليخفى ذلك الألم الظاهر بعينيه، يدرك أن رحمة جاءت إلى منزله وجلبت معها كل شعور قد تناساه، وأهمهم الآن هو هذا الشقاء، الذي يشعر به بين أركان فؤاده، مجددا.

أفاقا سويا من مشاعرهما على صوت الخادمة تقول بإحترام:
راوية هانم مستنياكى في أوضتها ياست رحمة.
ألقت رحمة نظرة أخيرة على يحيى قبل أن تومئ برأسها وتتبع روحية، تتجه إلى حجرة أختها، لينظر يحيى بإثرها تاركا مشاعره الحقيقية تظهر على وجهه بعد أن أخفاها كثيرا، قبل ان يتهدل كتفاه ويتجه بدوره إلى حجرة المكتب،.

لتتراجع بشرى بحذر، تتجه إلى حجرتها بعد أن شاهدت هذا اللقاء من مكان خفي، كادت ان تشعر بالسعادة ف بداية هذا اللقاء وهي تستشعر البرودة والجمود في لقاءهما ولكن ظهور مشاعرهما رغما عنهما أشعل الحقد في قلب بشرى من جديد، لتعقد النية على فعل أي شئ لكي تغادر تلك الرحمة المنزل بأسرع وقت، تلك التي حصلت على قلوب رجال الشناوي بينما لم تحصل هي على شئ، حتى الآن.

دلفت شروق إلى الحجرة تحمل في يدها صينية عليها كوبين من العصير، لترى مراد يلبس قميصه ويبدوا مستعدا للمغادرة، لتضع الصينية على تلك الطاولة الصغيرة الجانبية وتتجه إليه قائلة في حيرة امتزجت بالحزن:
إنت ماشى بسرعة كدة؟
إلتفت إليها ليرى ملامحها الجميلة تمتزج بهم الحيرة بالحزن، ليرفع يده ويقرص بها أنفها بخفة قائلا:.

معلش مضطر أمشى، بنت عمى ومرات أخويا الله يرحمه جاية من السفر النهاردة ولازم أكون في البيت دلوقتى، عموما متزعليش، هحاول أجيلك بكرة.

أومأت برأسها موافقة دون أن تنطق بحرف، ليقبلها في رأسها بحنان قبل أن يتجه لمغادرة الحجرة ليوقفه صوتها المتهدج حزنا وهي تنادى بإسمه، إلتفت إليها يدرك أنها حزينة على فراقه من ملامحها الشفافة، فهو يعلم أنها تعشقه بجنون وتود لو ظل بجوارها إلى الأبد، يؤلمها إبتعاده الحتمي وذهابه إلى زوجته بشرى، يشعر قلبه بألمها وغيرتها، مشاعرها الحزينة و التي تخفيها عنه بصعوبة ولكنه يدركها، ويحزن من أجلها، ولكن يسعده أيضا ان هناك من تجعله ملكا على قلبها وتاجا فوق رأسها، بينما يؤلمه أنه لا يستطيع أن يبادلها كل ذلك الحب، فقلبه قد مات منذ زمن، فقده منذ أحب فتاة جعلته عاشقا لأول مرة وجعلت خافقه يدق بشدة وحين كاد ان يصارحها بعشقه، اكتشف أنها على علاقة غير شرعية مع أخيه ليزوجهم الجد خوفا من الفضيحة ثم يبتعدا عن عائلة الشناوي لسنوات، سنوات شعر فيها بموت القلب والمشاعر، حاول فيها أن ينسى هذا العشق الذي أضناه، يكاد يقسم أنه قد نجح في ذلك، لولا أن رآها مجددا عند موت أخيه ليدرك أنه لم ينساها يوما، بعد ذلك حاول أن يؤكد لنفسه أنها ربما تكون السبب في موت أخيه، حتى يغضب منها ويتناساها، خاصة عندما رفضت الرجوع معه لتحضر مراسم دفن زوجها، ليغضب منها بشدة، ليعتقد بأنه صار يبغضها ولكنه ليس متأكدا من ذلك الآن، خاصة بعد سماع صوتها في الصباح تخبره بأنها قادمة، وقلبه الذي ازدادت دقاته وقتها، ربما يخشى هذا اللقاء، أو يخشى حقا تجدد مشاعره؟، هو حقا لا يدرى.

، تأمل شروق الماثلة أمامه، تلك الفتاة الجميلة والتي تزوجها لأنها تشبه رحمة في شقاوتها وطيبتها القديمتين، تشبه حبيبته التي لم تعد حبيبته، نسخة منها تختلف فقط في الملامح، أو ربما تزوجها لأنها على نقيض زوجته بشرى المتعالية، خالية المشاعر، والتي يملأ قلبها حقد تجاه الجميع، حقد اكتشفه بعد زواجها منه، شعر بأنه تسرع في ذلك الزواج ولكنه لم يستطع أن ينفصل عنها، فهي إبنة عمه اليتيمة والتي لا أحد لها سواه، ليكمل معها حياة بائسة لا يهونها سوى لحظاته مع شروق، رآها تتجه نحوه، تمسك كوب العصير من على الطاولة وتناوله إياه قائلة:.

طيب، إشرب عصير المانجة قبل ما تنزل، إنت بتحبه وأنا عاملاهولك مخصوص.

إبتسم وهو يأخذ الكوب منها يرتشف منه بينما أخذت هي كوبها وإرتشفت منه بدورها، نظر إلى تلك القطرة من العصير والتي إستقرت على شفتيها الكرزيتين لتغيم عينيه وهو يتطلع إليها، مد يده ومسحها بنعومة وهو يلامس شفتيها برغبة جعلتها تتمسح بيده كقطة صغيرة ليميل آخذا شفتيها في قبلة خطفت أنفاسها، لتقع أكواب العصير من أيديهما ولكن أحد منهم لم يهتم، ليحملها مراد بين يديه دون ان يفارق شفتيها ينهل من شهدهما، يمددها على السرير وهو يفك أزرار قميصه بسرعة يتأمل عيونها الخضراء الناعسة والتي تدعوه بكل نعومة للعودة إليها، ليرتوى من فيض عشقها، حد الإرتواء.

أمسكت بشرى هاتفها لتتصل برقم ما وما إن رد عليها محدثها حتى قالت بعصبية:
إنت فين، بقالى ساعة بكلمك وتليفونك خارج التغطية؟
إستمعت إلى محدثها لتقول بعدها:
طيب إستنانى في الشقة أنا جاية حالا.
لتغلق الهاتف وهي تتجه إلى دولابها تختار منه فستانا كي ترتديه للخروج، تفرغ مشاعرها الغاضبة قبل ان تنفجر غيظا لتعود لتلك الفتاة بخطة جديدة تخرجها من حياتهم للأبد، نعم، للأبد.

كاد مراد أن يقود سيارته متجها إلى المنزل عندما إستمع إلى رنين هاتفه ليمسك الهاتف ويرى رقم أخيه، وضع السماعة في أذنه وهو يجيب قائلا:
آلو.
أجابه يحيى قائلا بإختصار:
رحمة جت.
أخذ مراد نفسا عميقا وهو يقود السيارة قائلا:
عارف.
عقد يحيى حاجبيه قائلا:
وعرفت منين؟
قال مراد:
كلمتنى الصبح قبل ما تركب الطيارة.

شعر يحيى بغيرة حارقة تكوي شرايينه وهو يدرك أنها تحادث أخاه الذي يدرك أيضا مشاعره تجاهها، ليقول بهدوء لا يشعر به البتة:
تمام، إنت فين دلوقتى؟
قال مراد:
أنا في الطريق.
قال يحيى بجمود:
طيب، مستنيك.
ثم أغلق الهاتف ليزيد مراد من سرعته متجها إلى المنزل وقلبه يرتجف قلقا، يشعر من لهجة يحيى، إلى جانب قلبه الذي ازدادت دقاته وهو يشعر بقرب لقاءه بها مجددا، أن حياتهم جميعا على وشك التغير، تماما.

05-03-2022 07:27 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [2]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية الثلاثة يحبونها
رواية الثلاثة يحبونها للكاتبة شاهندة الفصل الثالث

دلفت رحمة إلى تلك الحجرة التي ما تخيلت يوما أن تدخلها إلا كزوجة ليحيي، لتدلف إليها اليوم كغريبة تماما، لا تمت إليه بصلة ولا حتى صلة القرابة التي جمعتهما منذ البداية، فلم يعد يعدها كإبنة عمه ولم تعد تعتبره كذلك أيضا،.

ما إن وقعت عيناها على وجه أختها الشاحب حتى أسرعت إليها تجلس بجوارها على السرير ثم تضمها بشوق دون أن تنطق بكلمة، لتضمها راوية بدورها تنعم بدفئها الذي حرمت منه لسنوات، هذا الدفئ الذي لطالما أحاطتها به رحمة، وجعلتها تشعر بأنها هي الأخت الصغرى والتي تحتاج إلى الرعاية والحنان وليس العكس،.

لقد عادت رحمة وعاد معها هذا الشعور الذي جلب الدموع إلى عينينها على الفور إشتياقا، لترتعش بين أحضان أختها الصغرى التي أحست بدموعها لتبتعد عنها تضم وجه راوية بين يديها قائلة في جزع:
وجعتك؟
رفعت راوية يديها تربت على يدي رحمة الرابضتين على وجنتيها قائلة بإبتسامة حزينة:
وجعى كان في بعدك عنى يارحمة، ودلوقتى وجعى راح لما شفتك من تانى.

أدمعت عينا رحمة وهي تتأمل ملامح أختها الشاحبة التي غيرها المرض كثيرا فبدت أكبر من سنوات عمرها الثلاثين، لتقول بصوت متهدج من المشاعر:
أنا كمان يا راوية كنت حاسة بروحى ضايعة منى ولقيتها بس في حضنك.
قالت راوية بلهفة:
بجد يارحمة، يعنى مش زعلانة منى؟
عقدت رحمة حاجبيها في حيرة قائلة:
وهزعل منك ليه بس ياراوية؟
قالت راوية بحزن:
عشان موقفتش جنبك وقت اللى حصل، لما، لما...
أخفضت رحمة يديها بجوارها وهي تقول:.

الكلام ده كان من زمان يا رواية، وخلاص مبقتش تفرق كتير، صحيح إنتى أختى وكان لازم تعرفى إنى مش ممكن أعمل كدة، بس إنتى اكيد إتخدعتى زيهم وأنا خلاص مش زعلانة، كل واحد بياخد نصيبه، وانا أخدت نصيبى وراضية بيه.
أطرقت راوية برأسها في حزن قائلة:
بس أنا متخدعتش، أنا كنت عارفة الحقيقة.
إتسعت عينا رحمة دهشة وهي تقول:
كنتى عارفة؟
رفعت راوية وجهها تواجه عينا أختها الحائرتين وهي تقول مدمعة العينان:.

أيوة كنت عارفة إنك مظلومة وإنك مكنتيش مع هشام ليلتها زي ما حاول يبين لينا كلنا، كنت عارفة إن كل اللى حصل ده كانت تمثيلية عشان يتجوزك غصب عنك.
عقدت رحمة حاجبيها قائلة:
وعرفتى منين يا راوية؟
صمتت راوية ليزداد إنعقاد حاجبي رحمة وهي تقول:
طب ليه متكلمتيش ساعتها؟
نزلت دموع راوية في تلك اللحظة قائلة في حزن:
هحكيلك يا رحمة، هحكيلك كل حاجة، أنا سكت كتير بس خلاص مبقاش ينفع أسكت أكتر من كدة.

لتتحدث راوية ومع كلماتها كانت رحمة تذبح مجددا، من الصدمة.

جلس يحيى في هذا الركن المظلم من الحجرة، يحاول ان يهدئ أعصابه، يشعر أنه على حافة الإنهيار ألما، ما هذا الذي يحدث له؟الغضب منها يشعله والشوق إليها يحرقه، تبا، ما الذي أقحمها في حياته مجددا؟

مرض زوجته، نعم، لولاه ما رآها قط مجددا، فهذا كان قراره منذ تلك الليلة التي فقد فيها إيمانه بالعشق، وفقد فيها روحه التي غابت بغيابها، فالخيانة ضربته في مقتل ليتمنى لو لم يعشقها يوما، لا يستطيع نسيان هذه الليلة أبدا، فإلى جانب إكتشافه لخيانتها له في هذا اليوم، فقد تزوجت فيها أخاه أيضا، ليشعر بكيانه يتمزق حرفيا، ورغم إدراكه انها أصبحت لأخاه من قبلها إلا أن رؤيتها وأخاه يعقد عليها ثم يأخذها بعيدا أدمت قلبه ثم أماتت مشاعره للأبد فظن أنه لم يعد يعشقها وأنه بات فقط يكرهها حتى بدأت تغزو أحلامه، توقظ فيه كل المشاعر، وتثير فيه جنون الإشتياق، لتتجسد أمامه منذ لحظات ليدرك أنها تقبع تحت جلده، يسرى عشقها في شرايينه مسرى الدم، يعلم أنها اخت زوجته، و خائنة، ومع ذلك يخفق قلبه فقط لمرآها، وقد زادتها تلك السنوات جمالا وجاذبية وقوة، لتستيقظ مشاعره الكامنة داخل أعماقه حين لمسها، وكأن ماضيه معها كأن لم يكن، وقيوده التي يفرضها حاضره عليهما كأنها سراب ولا وجود لها من الأساس، زفر بقوة وهو ينظر إلى السماء، تصرخ أعماقه بصرخة هزت وجدانه(ياإلهى ماذا أفعل؟)..

ليفيق من صراعه على دلوف أخيه إلى المكتب وإنارته ضوء الحجرة ليجد يحيى قابعا في هذا الركن البعيد تبدو ملامحه المكفهرة دليلا واضحا على مقابلته لرحمة، ليقترب منه بقلق قائلا في تقرير:
ضايقتك، صح.
هز يحيى رأسه نفيا قائلا بهدوء:
ملحقتش، وبتمنى متفضلش كتير عشان تحاول، ياريت تشوف أختها وتمشى علطول، مجرد وجودها في البيت خانقنى.
ظهرت الحيرة على ملامح مراد وهو يتأمل يحيى قبل أن يقول:.

إنت ليه بتكرهها بالشكل ده يايحيى؟
قال يحيى بصرامة:
يعنى مش عارف يامراد ليه بكرهها؟
جلس مراد على الكرسي المجاور ليحيي قائلا:.

لأ مش عارف، صحيح هي غلطت زمان غلطة كبيرة في حق نفسها وفى حقنا، وصحيح إن إحنا شاكين إن ممكن تكون السبب في موت أخونا لإنها كانت معاه وقت الحادثة، وصاحبه صلاح قال إنهم إتخانقوا مع بعض في الحفلة قبل ما تركب العربية معاه عشان يروحوا، بس برده إحنا مش متأكدين من الكلام ده، غير إن علاقتكم ببعض كانت حلوة أوي قبل جوازها من هشام، إنت كنت أقرب واحد ليها، وكان واضح للكل إنها بتعتبرك زي أخوها.

إبتسم يحيى بسخرية مريرة يردد كلمات أخيه داخل نفسه بمرارة، تعتبره مثل أخاها، كم كان مراد ساذجا، لايدرى أنها كانت توهمه بأنه عشقها الأول، وهو صدقها لأنها كانت بدورها عشقه الأول والأخير، وأنه في ليلة إكتشافهم لها مع أخيه هشام في حجرة نومه، كان قد وعدها قبلها مباشرة بأنه سيخبر جده في اليوم التالى برغبته في الزواج منها وتحقيق حلم لطالما تمنى ان يناله، ولكن ماحدث ليلتها دمر كل ما حلم به طوال عمره، لتتزوج أخاه ويرحلا بعيدا عن المنزل ثم يوافق هو على الزواج من أختها عندما عرض عليه الجد ذلك الأمر، ربما نكاية بها، أو هو فقدان الأمل في أن يقع مجددا بالحب، او ربما هو فقدانه الإيمان بالحب ذاته، حقا كم تظلمنا الحياة وتسخر منا، تحركنا كالدمى في يديها ولا نستطيع أن نفعل شيئا سوى ان نخضع لها، ونسايرها.

افاق من أفكاره على صوت أخيه يقول في حيرة:
يحيى، روحت فين؟
زفر يحيى وهو يستند برأسه إلى الكرسي خلفه يغمض عينيه قائلا:
روحت لنفس المكان بس في زمن غير الزمن، زمن كنت فيه واحد تانى مبقتش دلوقتى عارفه ولا قادر أميزه جوايا.
ليفتح عينيه ويعتدل قائلا في حزم:
المهم دلوقتى، أنا عايزك تفهم بشرى متعملش مشاكل معاها وتعدى اليومين اللى رحمة قاعدة فيهم هنا على خير، مفهوم يامراد؟، أنا فية اللى مكفينى ومش ناقص جنانها.

ربت مراد على ساق اخيه مطمئنا وقد رأى حقا ذلك الإرهاق البادي على أخيه قائلا:
متقلقش يا يحيى أنا هنبه عليها بنفسى وأوعدك متعملش مشاكل، وزي ما إنت قلت هما يومين وهتمشى، بس هي راحت فين؟
عقد يحيى حاجبيه قائلا:
تقصد مين؟
قال مراد:
بشرى، رجعت البيت ملقيتهاش.
قال يحيى بنظرة ذات مغزى:
وإنت بتسألنى أنا عن مراتك يامراد؟
شعر مراد بالتأنيب المختفى داخل طيات كلمات أخيه ليقول بإرتباك:.

أصل هي كلمتنى والفون كان مقفول، ولما فتحته وكلمتها، تليفونها كان خارج التغطية فقلت يمكن قالتلك حاجة.
قال يحيى بملامح جامدة:
لأ مقالتليش، ومشوفتهاش النهاردة خالص، إنت عارف إنى كنت مشغول برجوع رحمة.
أومأ مراد برأسه متفهما وهو يقول:
ورحمة فين دلوقت؟
تنهد يحيى قائلا:
عند راوية.
قال مراد:
بقالها كتير؟
قال يحيى:
تقريبا ساعة.
اومأ مراد برأسه ثم نهض قائلا:
شكلهم هيطولوا، طيب، أنا هروح أوضتى آخد شاور وأرجعلكم تانى.

أومأ يحيى برأسه، ليذهب مراد بإتجاه الباب ليتوقف عند سماع أخيه يقول بحزم:
ياريت يامراد تخف من سهرك برة شوية وتاخد بالك من مراتك وبيتك.

إلتفت إليه مراد ينظر إلى ملامح أخيه الجامدة ليدرك أنه يلمح إلى شئ ما، كاد أن يستوضح عن مقصده بذلك التنبيه ولكنه الآن مرهق، ويحتاج لأخذ حماما سريعا يزيل به كل ماعلق بأفكاره المتعبة أكثر من جسده المنهك، وليؤجل هذا الحديث إلى وقت لاحق، ليغادر يتابعه يحيى بعينيه يقول بصوت خافت:
لولا عارف طبيعة بشرى، مكنتش عذرتك أبدا في اللى بتعمله يامراد.

ليتنهد في حزن ثم يشرد مجددا في عذابه الخاص، يتألم كالعادة، وحده تماما.

نهضت رحمة قائلة بصدمة:
إنتى إزاي تعملى كدة، إزاي هنت عليكى بالشكل ده ياراوية؟ده أنا أختك من لحمك ومن دمك.
إنهمرت دموع راوية على وجنتيها وهي تقول بإنهيار:.

مش عارفة يا رحمة إزاي طاوعتهم وعملت اللى عملته، يمكن عشان حسيت بحبه ليكى ويمكن عشان كنت أنانية وفضلت مشاعرى على مشاعرك، أو يمكن عشان شيطانى قاللى إن ده حل كويس لينا كلنا، مش عارفة، صدقينى مش عارفة، بس كل اللى شايفاه دلوقتى هو إحساسى من يومها، كنت عارفة إنى غلط وإنى أذنبت في حقك، والإحساس بالذنب مكنش بينيمنى، كنت متأكدة إنى مجرمة وأستاهل العقاب، بس العقاب قاسى أوي يارحمة، مرض بياكل في جسمى وبيموتنى بالبطئ، بيبعدنى عن كل اللى إتمنيته وعملت عشانه كل ده، أنا آسفة يارحمة، وعارفة إن أسفى مش كفاية بس كان نفسى أعترفلك وأطلب منك السماح، أنا خلاص مبقاش أدامى كتير وخايفة أموت وأنا شايلة ذنبك جوايا.

شعرت رحمة بالشفقة على أختها وإنفطر قلبها وهي تشعر بأن كل ماحدث لها يهون أمام ذلك الموت الذي يهدد أختها المسكينة ويحرمها من زوج ضحت من أجله بأقرب الناس إليها و طفل لن تعيش لتراه يكبر أمامها يوما بعد يوم، لتسرع بنفض مشاعرها الغاضبة بعيدا، وإحلال السماح في قلبها محل الغضب، لتجلس مجددا في السرير آخذة أختها في حضنها لتفرغ راوية دموعها على صدر رحمة، تشعر بالخزي من أختها صاحبة القلب الطيب والتي سامحتها رغم ذنبها الكبير، لتقول بألم:.

أنا آسفة يارحمة، والله آسفة وندمانة، ندمانة بجد عن كل اللى عملته زمان، ربنا يسامحهم بقى، هما اللى فضلوا يزنوا على دماغى، والزن على الودان أمر من السحر.
ربتت رحمة على شعرها قائلة بحنان:
خلاص ياراوية إهدى وإنسى كل اللى حصل، متتعبيش نفسك، اللى فات مات وإحنا ولاد النهاردة.
قالت راوية بحزن من وسط دموعها:.

إزاي بس أنسى إنك إتعذبتى السنين اللى فاتت دى كلها من تحت راسى، إزاي بس أنسى إنى فرقت بينك وبينه عشان يكون لية أنا، عشان أنانية وفكرت في نفسى وبس؟
قالت رحمة بحزن وعيونها تترقرق بالدموع:.

الذنب مش ذنبك لوحدك، هما مشتركين معاكى في اللى حصل، هم الأبالسة الحقيقيين، اللى فضلوا وراكى لغاية ما سلمتينى ليهم، وهو كمان مذنب زيهم، صدقهم، صدق إنى خنته وخنت وعودنا، صدق إنى كنت بغشه وبخونه مع أخوه، صدق إنى وحشة زي أمى ووقف يتفرج علية وأنا بتجوز هشام ياراوية.
خرجت راوية من محيط ذراعيها قائلة:.

لأ يارحمة متظلميهوش، التمثيلية كانت محبوكة أوي، وأي واحد غيره لو شاف اللى إحنا شفناه كان هيصدق، وهيتصدم في حبيبته زي ما هو إتصدم، بس أنا لوحدى اللى عارفة أد إيه هو إتعذب من اللى حصل، وأد إيه إتعذب في بعدك.
زفرت رحمة قائلة:
مبقاش يفيد الكلام ده دلوقتى ياراوية، كل واحد فينا خد نصيبه، حكايتنا إنتهت من زمان ومبقاش ينفع الندم ع اللى راح، ولا ينفع كمان نعيد اللى فات.
قالت راوية بسرعة:.

لأ ينفع، ينفع يارحمة، انا عايزاكى بس تسامحينى ياحبيبتى، لأنى غلط في حقك بس، وانا الله هعوضك عن غلطى ده وهرجع كل حاجة لأصلها.
عقدت رحمة حاجبيها وهي تقول بحيرة:
قصدك إيه ياراوية؟
قالت راوية بأمل:
قصدى تتجوزى يحيى يارحمة؟
نهضت رحمة تقول بصدمة:
إنتى بتقولى إيه؟إنتى اكيد إتجننتى، أتجوزه إزاي وهو جوزك؟
قالت راوية بحزن:
أنا خلاص يارحمة، أوانى قرب ويحيي بعد شوية هيرجع حر، وساعتها تتجوزيه وكل حاجة تتصلح.

تمزق قلب رحمة من كلمات أختها اليائسة لتعود وتجلس إلى جوارها تمسك يدها قائلة:
متقوليش كدة، دى مجرد أزمة في حياتك، إنتى كويسة، وهتقاومى مرضك وهتبقى بخير عشان خاطر جوزك وإبنك هاشم، وأنا هفضل جنبك لغاية ماتعدى الأزمة دى.
اغروقت عينا راوية بالدموع وهي تقول بنبرات متهدجة:.

متضحكيش على نفسك، إنتى عارفة كويس إنى بموت وإن كلها أيام وأروح عند اللى خالقنى، أنا مش خايفة من الموت، بس عايزة أروح لربنا وإنتى مسامحانى، عايزة أروحله وأنا مطمنة عليكى وعلى يحيى وهاشم، عايزة أكون متأكدة إنى صلحت غلطتى وإن يحيى وإبنى في حضنك إنتى وبس يارحمة.
قالت رحمة بعيون أغروقت بالدموع:
مش هينفع ياراوية، والله ما هينفع، قلتلك أنا ويحيي إنتهينا من زمان، ومش هينفع نرجع تانى لبعض.

قالت راوية في تصميم:
لأ، هينفع، دى وصيتى الأخيرة ليكى وليه.
إتسعت عينا رحمة قائلة:
إنتى قلتى ليحيي الكلام اللى انتى قلتهولى ده؟
هزت راوية رأسها نفيا قائلة:
لأ مقلتلوش، بس كنت مستنياكى ترجعى وتوافقى عشان أقوله.
نهضت رحمة قائلة في حزم:
إوعى تقوليله اي كلمة من اللى إنتى قولتيهالى دلوقتى، لإنى مستحيل هوافق، سامعانى؟
قالت راوية بخيبة أمل:
يبقى هتضطرينى أقوله عن اللى عملته زمان يا رحمة.
إتسعت عينا رحمة قائلة:.

إنتى إتجننتى ياراوية؟، هيكرهك وهيمحيكى من حياة إبنه، مش هيجيب سيرتك حتى أدامه، إنتى متعرفيش يحيى ولا نسيتيه؟
قالت راوية بسخرية مريرة:
أنساه إزاي وأنا عايشة معاه السنين اللى فاتت دى كلها؟إذا كان إنتى واللى كانت روحه فيكى، محى إسمك من حياتنا كلها السنين اللى فاتت دى بسبب اللى حصل، ولولا انه عارف إنى بموت مكنش رجعك هنا من تانى، أمال أنا هيعمل فية إيه، بس لو مقبلتيش فأنا مضطرة أحكيله.

قالت رحمة بقلب تمزق من كلماتها:
ياراوية إفهمينى بس، اللى إنتى طالباه منى فوق طاقتى، مش هقدر أعمله.
قالت راوية في تعب:
بصى يارحمة، ياتوعدينى إنك تتجوزى يحيى بعد ما أموت وتكونى أم لهاشم إبنى وتحافظى على سرى عشان خاطره، وعشان أفضل جوة حياته ويحيي ميمحنيش منها، يا هقوم بنفسى دلوقتى أكشف السر ده ليحيي ويحصل اللى يحصل.
قالت رحمة في ألم:
إنتى بتطلبى منى المستحيل، إزاي بس أوعدك بوعد زي ده؟

قالت راوية بحزم وهي تنهض من سريرها:
يبقى إنتى مخلتيش أدامى حل تانى، وإفتكرى يارحمة إن إنتى اللى إخترتى.
لتبتعد بإتجاه الباب بضعف، تتابعها رحمة المتمزقة حيرة وألما ولكن ما لبثت ان إتسعت عينيها بصدمة حين سقطت راوية فجأة أرضا أمامها لتصرخ رحمة بإسمها في لوعة.

05-03-2022 07:27 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [3]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية الثلاثة يحبونها
رواية الثلاثة يحبونها للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

إنتفض يحيى على صوت صراخ رحمة بإسم راوية لينخلع قلبه من صدره وهو يسرع إلى جناحه، يشعر بوجود خطب كبير بينما كان مراد بدوره في حجرته يرتدى ملابسه ويستعد للنزول حين إستمع إلى صرخاتها الآتية من جناح أخيه ليسرع في إرتدائه بنطاله ثم يخرج مسرعا، متجها الى هناك ينتابه القلق الشديد،.

كان يحيى هو أول من دلف إلى الحجرة ليجد راوية أمامه مسجاة على الأرض بينما رحمة بجوارها ترفع رأسها بين يديها تحتضنها وتبكى بحرقة، لينفض جزعه جانبا وهو يتجه إلى راوية شاحبة الوجه، يأخذها من بين يدي رحمة ويحملها ممددا إياها على السرير ليمد يده يتفحص نبض وريدها وسط حالة من الصدمة سيطرت على رحمة وجعلتها عاجزة عن النطق بحرف، تتابع ما يفعله بذهول جزع، تخشى ان تكون أختها قد فارقت الحياة، بينما دلف مراد في تلك اللحظة لينظر إلى هذا المشهد متوجسا بدوره، توقف بجوار رحمة القابعة أرضا لينحنى ويمد يديه، يمسكها من يدها لتنظر إلى يده ثم ترفع عينيها إليه وهي مازالت في حالة من الصدمة وينظر هو إلى ملامحها الشاحبة وذهولها في شفقة، ليغمض عينيه ثم يفتحهما مطمئنا إياها، لتفيق هي من تلك الحالة و تتمسك بيده لتنهض ببطئ وتقف إلى جواره، ثم تترك يده بينما تنزل دموعها وهي تتضرع إلى الله من كل قلبها أن تكون أختها بخير.

رغما عنه أحس مراد بقلبه يدق لها، يشفق على أحزانها، يود لو يضمها إلى صدره الآن ويطمئنها على أختها، ولكنه قبض على يديه بقوة كي لا يفعل، بينما كانت رحمة تنظر إلى يحيى الذي أمسك بزجاجة عطر ونثر على يده بضع قطرات منها ثم قربها من أنف راوية، لتبدأ راوية في إظهار بعض ملامح الحياة على وجهها، وهي تعقد حاجبيها بألم ثم تفتح عينيها ببطئ، زفر يحيى بإرتياح ثم لاحظ تلك الدموع العالقة برموشها ليدرك ماحدث بينهما في غيابه، لابد وأن رحمة أحزنت راوية لسبب ما، وتلك الدموع دليلا على ذلك، ليلتفت إلى رحمة بغضب ويتجه إليها بخطوات سريعة، تبدو على ملامحه كل إمارات الشر، لتشعر رحمة لأول مرة بالخوف منه وتلجأ إلى صدر مراد الذي شعر بالإرتباك للحظات قبل أن يمد ذراعه ويحيطها بها ليتوقف يحيى بصدمة وهو يراها تلجأ إلى صدر أخيه خوفا منه، يشعر بالإحتراق وهي في حضن أخيه، يشعر حرفيا بروحه تسحب منه والدموع تترقرق بعينيه ليعقد مراد حاجبيه بحيرة من نظرة الضعف الممتزجة بالحزن القابعة بعيني أخيه والمتلألأة بدموع لم يرها أبدا في تلك العيون العسلية، ليطرق يحيى برأسه للحظات ثم يرفع وجهه مجددا ليرى مراد برودة إجتاحت ملامح أخيه وصقيع في تلك العيون وكأنهما عينان خاليتان من الحياة تماما، وهو يقول بنبرة صارمة:.

إيه اللى حصل بينكم يارحمة؟
قالت رحمة بإضطراب:
محصلش حاجة.
هدر قائلا:
لأ حصل ودموع أختك دليل، هو انا مش قايلك إن راوية تعبانة ومنبه عليكى ما تضايقيهاش؟
خرجت رحمة من محيط ذراع مراد تنظر إلى ملامح يحيى الباردة قائلة بنبرات حزينة:
غصب عنى، هي طلبت منى حاجة مش هقدر أعملها ولما رفضت زعلت بس والله ما قصدت أضايقها، أنا بس مش هقدر أنفذ طلبها.
عقد يحيى حاجبيه قائلا:
وإيه هو الطلب ده؟
أطرقت برأسها أرضا قائلة:.

دى حاجة تخصنى أنا وهي وياريت متدخلش فيها.
قال يحيى بعصبية:
مادام تخص راوية تبقى تخصنى، راوية مراتى ولا نسيتى؟
قال مراد:
اهدى بس يايحيى، الأمور متتاخدش بالشكل ده.
إلتفت إليه يحيى قائلا بغضب:
أومال تتاخد إزاي يامراد؟، بالأحضان؟ولا بالحنية والطبطبة زي ما بتعمل إنت، شكلك نسيت إن اللى أدامك دى رحمة، رحمة اللى داست على شرفنا ومرمغته في الوحل ومش بعيد تكون هي السبب في موت هشام...
قاطعته رحمة قائلة بحدة:.

من فضلك، لغاية كدة وكفاية، أنا مسمحلكش.
إقترب منها يحيى يقول بصوت كالفحيح:
بتقولى إيه؟تسمحيلى؟طب لعلمك بقى، تسمحيلى أو متسمحليش فأنا حر، أقول اللى أنا عايزه في بيتى يا،
ليصمت لثانية ثم يستطرد بسخرية قائلا:
يارحمة هانم.
رفعت رحمة رأسها قائلة بإباء:
ومادام ده بيتك كان المفروض تكرم ضيفك فيه، بس الظاهر إنك متعرفش حاجة عن الأصول ياإبن الأصول وأنا ميشرفنيش نكون مع بعض تحت سقف واحد، أنا ماشية من بيتك يا...

لتستطرد بسخرية قائلة:
يايحيى بيه.
كادت أن تغادر عندما إستوقفها صوت راوية الضعيف وهي تقول:
رحمة، إستنى متمشيش.
إلتفتت إليها رحمة تنظر إلى ملامحها الشاحبة بشدة لتتغير ملامحها الباردة ويظهر القلق على وجهها وهي تقترب من أختها متجاهلة تلك النظرات الغاضبة الثاقبة المنصبة عليها من قبل يحيى، بينما يقف مراد يتابع مايحدث بصمت، لتقول راوية بضعف:
أنا عايزة قرارك الأخير يارحمة، موافقة على طلبى ولا لأ؟

توقفت رحمة وهي تسترق النظر إلى يحيى الذي يتابع حديثهم عاقدا حاجبيه بشدة، لتبتلع ريقها قائلة بصعوبة:
مش وقته يا راوية الكلام ده، هنأجله لوقت تانى، إتفقنا؟
قالت راوية بإصرار:
لأ وقته، أنا عايزة أعرف حالا، موافقة تتجوزى يحيى بعد ماأموت وتربوا هاشم في حضنكم ولا لسة رافضة؟
إتسعت عينا رحمة بصدمة، وألقت نظرة مرتاعة على الرجلين الواقفين خلفها في حالة من الذهول قبل أن يفيق يحيى من صدمته ويقول بغضب:.

إنتى بتقولى إيه ياراوية؟ إنتى اكيد إتجننتى.
نظرت راوية إليه قائلة في حزن:
بالعكس أنا عقلت، مواجهتى للموت خلتنى أفكر بعقلى، مش هلاقى أم لإبنى أحسن من رحمة، ومش هلاقى حد ياخد باله منك أحسن منها برده، دى رغبتى الأخيرة وياريت تحققوهالى.

في تلك اللحظة إندفع مراد خارجا من الحجرة تتابعه العيون، يدرك يحيى في غيرة وغضب سبب رحيله المفاجئ بينما إنتابت كل من رحمة وراوية دهشة لذلك الرحيل غريب القسمات، ليفيقا من دهشتهما على صوت يحيى يقول بحدة موجها حديثه لراوية:
ممكن تنسى الكلام اللى انتى بتقوليه ده خالص، وتركزى في مرضك وتحاولى تقاوميه بكل قوتك، ومتستسلميش بالشكل ده، لو مش هتقاومى عشان نفسك فقاومى عشان خاطرى وخاطر هاشم.

أدمعت عينا راوية قائلة:
أنا حاسة بالموت قريب منى أوي، مبقاش فيه وقت خلاص، واللى بعملوا ده عشان خاطرك وخاطر هاشم، ولازم تعرفوا إن دى رغبتى الأخيرة ومش هسمح لحد فيكوا يرفضها، مفهوم؟
إندفعت رحمة تجلس بجوار أختها تضمها بحزن ودموعها تنطلق بدورها قائلة:
متقوليش كدة، قلتلك إنتى هتعيشى، مش هنسمحلك تمشى بالسهولة دى.
خرجت راوية من محيط ذراعي رحمة وهي تمسك يد رحمة بقوة تغالب بها ضعفها قائلة بحزن:.

مش بإيدك ولا بإيدى ولا حتى بإيد يحيى، ده قدر، المهم دلوقتى إنى لازم أسمع موافقتكم.
قال يحيى بحدة:
مستحيل أوافق على الكلام ده طبعا.
رغما عنها أحست رحمة بحزن مزق فؤادها من لهجته الحادة النافرة منها لتطرق هي بحزن قائلة:
أنا كمان، مستحيل هوافق.
زفرت راوية في يأس قائلة:
إنتوا مخليتوش أدامى حل تانى غير إنى أقولك يايحيى...
قاطعتها رحمة قائلة في صدمة:
إستنى يا راوية.
نظرت إليها راوية قائلة في هدوء:.

أستنى إيه يارحمة؟
قالت رحمة في يأس:
أنا، أنا موافقة.
نظر إليها يحيى بصدمة يدرك أنها وافقت على الزواج منه بعد رفضها القاطع منذ قليل والذي مزق قلبه ولكن الغضب الكامن في نفسه أخبره انه لا يريد ايضا أن يقترن بها، أم أنه وفى أعماق قلبه كان غاضبا من نفسه لأنه أراد ذلك وبشدة، ولكن رغما عنه انتابته الحيرة لقبولها المفاجئ ذاك، لينفض افكاره على تنهيدة إرتياح خرجت من شفاه راوية وهي تلتفت إليه قائلة:.

وإنت يايحيى؟لسة رافض؟
قال يحيى بغضب:
إنتوا اكيد إتجننتوا، وأنا مش مستعد أقف ثانية واحدة وأسمع جنانكم ده، أنا مش موافق وبقولها أدامكم أهو، مش موااافق.
ثم إندفع مغادرا تتابعه عيونهم لتلتفت راوية إلى رحمة التي أغروقت عيناها بالدموع قائلة:
هيوافق، أهم حاجة كانت إنك إنتى توافقى يارحمة، أما يحيى فسيبيه علية أنا هعرف إزاي أقنعه.
نهضت رحمة وهي تقول بصوت متهدج:.

أنا مش هقدر اسامحك أبدا على إنك أجبرتينى على إنى أوافق ياراواية، إنتى بترتكبى اكبر غلطة في حقنا كلنا وبكرة أفكرك.
ثم غادرت الحجرة بخطوات بطيئة حزينة تتابعها راوية بعينيها قبل أن تقول بهمس:
مبقاش فيه بكرة يا رحمة، أنا بصلح الغلط اللى عملته زمان، قبل فوات الأوان، وصدقينى، بكرة إنتى هتسامحينى وهتعرفى إنى كنت صح، وساعتها...
نظرت إلى السماء قائلة:.

ياريت تفتكرينى بدعوة تخفف عنى ذنوبى اللى شلتها من يوم ما قبلت أكسر قلبك وقلبه يارحمة.
لتغمض عينيها تشعر لأول مرة منذ أمد بعيد، بأنها تفعل الصواب.

مررت بشرى أظافرها الطويلة المطلية باللون الأحمر القانى على طول صدر مجدى العارى والمتمدد بجوارها على السرير لتأخذ بأصابعها تلك السيجارة المتعلقة بشفتيه وتضعها بين شفتيها تأخذ منها نفسا عميقا ثم تطلقه، لتضعها مجددا بين شفتيه ثم تنهض من السرير ترتدى ثيابها ليتأمل مجدى جسدها بعيون إمتلأت بالرغبة مجددا ليقول بلهجة ثقيلة ممطوطة:
إنتى ماشية بسرعة كدة؟

توقفت بشرى عن عقد أزرار بلوزتها القطنية وهي تنظر إليه قائلة:
هو أنا مش قايلالك إن رحمة جت، ولازم أكون في البيت.
نهض من السرير يقترب منها وهو يقول:
قلتيلى، بس الساعة لسة ٨، مستعجلة ليه بس على حرق الدم؟
ليرفع يده يحل أزرار بلوزتها مجددا وهو يقول بنعومة:
بصراحة انا لسة مشبعتش منك.
أبعدت بيديها يديه قائلة وهي تعاود عقد تلك الأزرار:.

والله إنت فايق ورايق يامجدى، وأنا مش رايقالك خالص، إبعد بقى خلينى ألبس وأمشى، أنا روحى بقت في مناخيرى.
أمسك مجدى بيديها آخذا إياها إلى السرير يجلسها قائلا:
إهدى بس ياحبيبتى، أنا مش قلتلك متتعصبيش.
نظرت إليه بشرى قائلة بحنق:
متعصبش إزاي بس، إنت نسيت انا قلتلك إيه؟، جوزى طلع بيحب رحمة هو كمان، ورحمة رجعت وشكلها هتكوش على كل حاجة من تانى، رجالة وفلوس عيلة الشناوي، وأنا هطلع من المولد بلا حمص.

أشار إلى عقلها قائلا:
وده راح فين؟زي مادبرتيلها بيه مصيبة قبل كدة، تدبريلها مصيبة من تانى.
زفرت قائلة:
مبقاش فية عقل يامجدى يفكر، من ساعة ماعرفت إنها راجعة وسمعت إن مراد بيحبها وأنا هتجنن.
عقد مجدى حاجبيه قائلا:
اللى يسمعك دلوقتى يفتكر إنك بتحبى مراد وغيرانة عليه مش آخداه سلمة توصلى بيها للى إنتى عايزاه، وبعدين انتى قلتى إنك سمعتيه بيقول إنه كان بيحبها، كان، يعنى مفيش خوف منها دلوقتى.

نظرت بشرى إليه قائلة في حقد:
مراد فعلا سلمة لفلوس عيلة الشناوي، بس مجرد ما عرفت إنه كان بيحبها خفت، إنت متعرفش رحمة وتأثيرها، هالة البراءة اللى حواليها واللى بتشدك ليها زي السحر، مش كفاية يحيى بيحبها عشان تاخد مركزها وقوتها جوة العيلة؟، دلوقتى مراد كمان.
صعد مجدى إلى السرير وجلس خلفها يمسد لها كتفيها قائلا بنعومة:.

يحيى مبقاش يحبها بعد اللى حصل زمان، ولو لسة فيه رماد فاضل من حبهم إحنا هنزيحه خالص ونمحيه، أما مراد فإشغليه، خليه ميشوفش غيرك، هو انا برده اللى هقولك تعملى إيه عشان تكسبيه، بس متزوديش العيار عشان بغير،
ليصمت لثانية يهدئ مشاعر الغيرة بداخله ثم يستطرد قائلا:
صدقينى يابشرى عمر ما رحمة هتكون أد ذكاءك وجمالك، لو آمنتى بده، بسهولة هتغلبيها.

أحست بشرى بالإسترخاء بين يديه تدعم حركاته كلماته المشجعة لتهمهم موافقة، إبتسم مجدى وهو يقبل عنقها يتمرغ فيه بقبلاته نزولا إلى كتفها، ثم يمددها على السرير ويعتليها يغرقها بقبلاته فبادلته إياها بشغف، بإثارة، ليمد يده ويخلع عنها بلوزتها التي نجح في حل أزرارها دون ان تعترض مجددا ليقبلها مجددا وينهل منها ما يشاء وهي مستسلمة لتلك المشاعر الثائرة والتي تشعر بها فقط في أحضان، الرزيلة.



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7010 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4086 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3120 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2985 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3425 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، الثلاثة ، يحبونها ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 07:45 صباحا