أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية زهرة ولكن دميمة

هو قاسي نجم، يمتلك كل شئ الوسامة والغنى وجسد رياضي تتمناه الفتيات وبالرغم من مميزاته فهو يمتلك قلب قاسي بارد كبرودة ثلج ..



01-03-2022 12:16 مساء
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 

t22080_5733

هو قاسي نجم، يمتلك كل شئ الوسامة والغنى وجسد رياضي تتمناه الفتيات وبالرغم من مميزاته فهو يمتلك قلب قاسي بارد كبرودة ثلج سيبريا، اسوء انواع الحظ ان يكون شخص ما عدوه فهو يكون كابوسهم المرعب، اعدائه يعتبروه الوجه الآخر للشر، هو لا يبتسم ابدا، لا يطلب شئ يريده، لكن يأخذه مباشرة، لا يعتذر على خطأ ارتكابه، بمجرد رفعه أصبع يديه تنحني له الرؤس خوفا.

هي زهرة فؤاد، إسم على غير مسمى، فهي دميمة المظهر، أضحوكة الجميع وموضع سخريتهم.

تعالوا نرى ماذا سوف يحدث عندما يلاحظ قاسي نجم البطة القبيحة محل سخرية الجميع...
فصول رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الأول
رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الاول للكاتبة سلمى محمد الفصل الأول

شعرت بالإختناق وهي ترتدي ملابس العمل، أصبح الوضع لا يطاق، فمنذ مجيء بسام وهو لا يتوقف عن السخرية منها والحط من قيمتها، تنهدت بعجز ثم جالت بعينيها في المكان، هنا شعرت بالراحة والأمان ولكن الآن أصبح أمانها مهدد بسببه، هذا المقهى أصبح منزلها الثاني فمقهى الزنبقة السوداء يمتاز بالطابع الأسري والبساطة.

مميز بتقديم أجود أنواع القهوة وواجبات الإفطار المميزة ومن خلال الشبابيك يستطيع الزبائن رؤية البحر ومياه الصافية الممتدة إلي ما لا نهاية، منظر يدعو الي السلام والهدوء الداخلي، نظرة زهرة إلى الخارج تتأمل البحر وامواجه المتلاطمة التي تنبئ السكان بأن النوة في ذروتها، حاولت استعادة هدوئها، أخذت نفس عميق تحاول قدر المستطاع استنشاق رائحة البحر المميزة هذه الرائحة الشافية الآتيه عبر نسمات الهواء ثم نظرت إلى ساعتها وجدتها الساعة الثامنة، فقد حان موعد فتح المقهى، نظرت حولها فلم ترى كابوسها بسام وسماح فقد تأخرا كالمعتاد.

زهرة... يازهرة... نادت عليها شهيرة مالكة المكان فهي سيدة عجوز أرملة طيبة القلب تعامل زهرة جيدا، هي الوحيدة التي جعلتها تعمل لديها بعد شهور من عذاب البحث عن وظيفة، لم تطلب منها مؤهل عالي كباقي الوظائف فهي لا تملك سوى شهادة الثانوية العامة.
ردت زهرة:
-نعم يامدام شهيرة
-الكافية متحطتش عليه يافطة مفتوح لحد دلوقتي ليه.
أجابتها بتردد:
-أصل بسام ودعاء لسه مجوش يامدام
ردت عليها بحدة:
-لما يجي بسام ودعاء خليهم يدخلولي المكتب علطول، الكافية هنا ليه مواعيد ثابته مش تكيه سايبه ملهاش حاكم.

ظلت واقفة في مكانها صامته، لا تعرف ماذا تقول أو تفعل وعندما رأت بدايه احمرار وجهها أردفت مهدئة بلاش أنفعال عشان صحتك، أنا هروح دلوقتي أحط اليافطة بنفسي.
تكلمت شهيرة بغضب:
-أومال أنا مشغلاه ليه، أنا مش عارفة مستحملاه ليه لحد دلوقتي وهو والزفتة اللي ما تتسمى.
ردت عليها بهدوء بهدوء:
-عشان قلبك الطيب
ما هو قلبي الطيب ده هيضيع مني الكافية الديون اتركمت عليه والقرض إللي قدمت عليه اترفض.

أن شاء الله هتتحل من عنده.
وضعت شهيرة يديها على رأسها مرة واحدة ثم أخرجت أنين متألم
سألتها زهرة بقلق:
-مالك يامادام.
ردت عليها وهي تحرك رأسها:
-الصداع جالي تاني
قالت زهرة مترجية:
-متسكتيش على نفسك أكتر من كده وروحي أكشفي، الصداع بقا بيجيلك باستمرار.

هبقا اروح أكشف
ما هو كل مرة تقوليلي كده وتطنشي ومش بتروحي
شهيرة بحدة بسيطة: خلاص يازهرة بقولك بعدين
لم ترد الألحاح عليها فقالت بهدوء:
-خلاص إللي يريحك، روحي على مكتبك استريحي شوية وأنا هجبلك كوبايه مية وحاجة للصداع
قبل أن تتركها قالت:
-متزعليش مني يازهرة لو انفعلت عليكي
إبتسمت لها زهرة إبتسامة حقيقية نابعة من القلب: وأنا عمري ماهزعل منك مداك.

بمجرد ذهاب شهيرة، أتجهت لكي تضع يافطة مفتوح على باب المقهى، ثم ذهبت بعدها مباشرة لكي تعد كوب من القهوة للسيدة شهيرة، عندما خرجت من مكتبها سمعت صوت إغلاق باب المقهى مصاحبًا لدخول كلا من بسام وسماح مسرعين.
سماح سألت وهي تتنفس بحدة:
-إيه الأخبار؟

أجابتها مترددة:
-المدام سألت عليكم أنتم الأتنين
بسام سألها بغلظة:
-وردك كان إيه يابومة
بلهجة يشوبها الغضب:
-أسمي زهرة لو سمحت وقولت ليها على فكرة إنكم لسه مجتوش وعايزكم عندها في المكتب
ضحك بسخرية ونظر لها بقرف:
-البومة طلعلها صوت وفين الزهرة دي أنا مش شايف قصادي أيتوها زهرة، كل إللي شايفه بومه بشعر أسود أكرت.
شاركته سماح الضحك:
-خلاص بقا يابسام مش كل يوم كده هتسمعها نفس الكلمتين، المرة الجاية غير موشح التريقة.

أجابها بضحكة عالية:
-خلاص هقولها من يوم ورايح يازمل.
لمعت عيناها بالدموع:
-حرام عليكم بلاش تريقة
قال بسام بسخرية:
-الأخ طلع بيحس ياسماح وأنا إللي كنت بحسبه جبلة معندهوش دم
في محاولة بائسة منها للمقاومة وبلهجة تحاول جعلها ثابتة:
-أنا اسمي زهرة
بسام قال باستهزاء:
-نعم يأخ زهرة
سماح بسخرية:
-كفاية يابسام النهاردة ورانا شغل ويدوب نلحق نغير هدومنا قبل مالمدام تسأل علينا تاني
رد عليها بسام بابتسامة:
-أعمل إيه بس ياسوسو ما هو شكلها إللي بيستفزني.

ردت عليه سماح بدلع:
-هنتأخر كده على الشغل وكفاية لحد كده تأخير بدل مالمدام تخصم لينا من المرتب
بسام بابتسامة:
-عندك حق ياسوسو يلا بينا
أنصرف كلاهما تاركين زهرة في بؤسها تحاول كبت دموعها والسيطرة على تماسك اعصابها
وبعد ارتداء كل من بسام وسماح الزي الخاص بالمقهى، توجه كلاهما إلى مكتب السيدة شهيرة
فتح باب المقهى نبئ بقدوم زبائن جدد، هندمت زهرة ملابسها وثبتت نظارتها ومررت أصابع يديها على شعرها في محاولة يائسة لإرجاع الخصل الشاردة لمكانها الطبيعي ثم تنفست بعمق وأخرجت الزفير ببطء وهي تقوم بالعد واحد... اثنين... ثلاثة.

مدت أصابع يديها فوق الطاولة لالتقاط قائمة المقهى وخرجت من مكانها متوجهة للخارج لتخدم الزبائن، تسمرت في مكانها تتأمل القادم،فهي لم تعتاد على رؤية هذا النوع من البشر، هذا النوع الذي تراه على أغلفة مجلات الموضة أو أغلفة أحد الروايات الرومانسية يكون البطل فيها شديد الوسامة لدرجة إنك تكلم نفسك قائلا هل هو شخص من لحم ودم موجود في الحقيقة، هل سيأتي اليوم وترى هذا النوع من البشر، لم تصدق زهرة عينيها فقامت بمسح زجاج نظارتها ونظرت لهم مرة أخرى تتأمل كل تفصيلة، مظهرهم يدل على انتمائهم لوسط الاغنياء من طريقة مشيتهم الارستقراطية، من ملابسهم فهما يرتديان بدل سوداء شكلها يدل على إنها من أجود وأغلى الأنواع، أحد الرجلين يرتدي نظارة شمسية، يبدو أصغر من الراجل الآخر ببعض سنوات.

الراجل الأصغر قال بضيق:
-الواحد كده هيتأخر، ودي هتكون أول مرة أتأخر على ميعاد صفقة طول حياتى، وضرب بكف يده على الطاولة بعنف
الراجل الأخر قال بنبرة هادئة:
-اتحكم في غضبك ياأكنان، إحنا في مكان عام، والتأخير شئ غصب عنك وعني، الجو والعاصفة إللي في الشارع أجبرونا على التأخير، الهوا كان هو إللي بيحرك العربية، غير الشجرة إللي وقعت في نص الطريق وسدت الشارع.
رد عليه بغضب:
-مش أنا إللي حاجة تقف قصادي وتعطلني عن حاجة عايزه.
أجابه بهدوء:
-إلا الطبيعة دي الحاجة الوحيدة إللي بعيد عن سيطرة أي بنأدم.

لم يرد عليه والتزم الصمت، لايريد الجدال معاه، فهو صديقه المقرب وحارسه الشخصي، وبمثابة الأخ الأكبر الذي لم يحظى بيه، زاهر بالنسبة له الحامي والأب الحنون بالرغم من عدم وجود فارق سني كبير بينهم، لم يعرف سواه صديق منذ طفولته، أسرة زاهر كنت تعمل لدى عائلة نجم، فهو شب على وجود زاهر بجواره دائما والدفاع عنه في كل الأوقات، مر بطفولة قاسية، كان طفل هذيل الجسد يتعرض للتنمر من عائلته، من زملائه، كان الأغنى بين جميع الأطفال في المدرسة وكان هذا أحد اسباب تنمرهم بالإضافة إلى بنيته الضعيفة، زاهر لم يتركه وعلمه فنون الدفاع عن النفس وممارسة الرياضة منذ أن كان طفل حتى أمتلك بنيه جسدية ضخمة يحسدها عليه العديد من الرجال، حتى أصبح اليوم الملقب بالقاسي في وسط رجال الأعمال، لا يعرف الرحمة أبدًا مع منافسه.

سأل زاهر مقاطعا صمت أكنان:
-هتطلب فطار وقهوة ولا قهوة بس.
نظر أكنان بقرف للمكان هامسا بغضب مكتوم:
-أنا قاسي جاه الوقت واقعد في مكان بيئة زي ده.
أرتسمت على وجهه شبح ابتسامة:
-بالعكس المكان بسيط وشيك.
قال أكنان بضيق:
-مش عايز حاجة ثم أمسك هاتفه وقام بالإتصال بسكرتيرته الخاصة.

أقتربت منهم زهرة قائلة بهدوء:
-طلبات حضراتكم، ثم أعطت زاهر قائمة المقهى، أكملت بلهجة عملية، في عندنا القهوة بجميع أنواعها، وكمان أشهى وأطيب أصناف الفطار.
زاهر وضع القائمة على الطاولة دون النظر فيها:
-عايز أتنين أسبريسو
ردت زهرة بابتسامة:
-حاضر يافندم، دقايق والطلب يكون جاهز عندك، الكافيه هنا بيقدم أحسن قهوة أسبريسو، هنا بنعمل البن طازة
أكتفى زاهر بابتسامة مع هزة رأس، لتنصرف بعدها مباشرة متجهة ناحية ماكينة أعداد البن، لتقوم بطحن حبوب البن تحت أنظار زاهر متتبع طريقة أعدادها مشروبهم الخاص.

أنتهت من أعداد القهوة ووضعتهم في الفناجين المخصصة للزبائن المميزين، ثم أتجهت الى الطاولة
قالت بابتسامة: الاسبريسو أنا متأكده أنه هينول رضاكم، لو في أي ملاحظة بخصوص الاسبريسو، أتمنى من حضرتك تقول عشان نتلافها في المستقبل.
كان أكنان منمدج في المكالمة لم يبالي بالرد تاركًا إيه على زاهر.
أجابها زاهر باختصار:
-تمام.

لتنصرف زهرة محدثة نفسها، أيه كمية التلج دي، كل اللى هان عليه يقولي تمام مش عارف يقول جملة مفيدة، والتاني مهنش يرفع راسه، هما الناس الأغنية باين عليهم بخله حتى في الكلام.

غزت رائحة مميزة مركز الشم لديه، رائحة أدمانه، نعم أدمانه، القهوة الاسبريسو كالإدمان بالنسبة له، بدون فنجان قهوته يكون خارج السيطرة وشديد الانفعال، أنهى مكالمته بدون مقدمات، ليري فنجان قهوة أمامه مباشره وأيضا فنجان آخر أمام زاهر، الذي تجاهل نظراته الغاضبة له لعدم تنفيذه أوامره، يعرف أكنان جيدآ فهو يبغض من يتجاهل كلامه يجعل أيامه جحيم مع الجميع إلا هو، أرتشف زاهر عدة رشفات من قهوته قائلا بتلذذ:مش هتندم لو شربت من القهوة، جرب وعلى ضمانتي.

قال بضيق:
-ماشي يازاهر، لولا غلاوتك عندي مكنتش عديت الموقف ده أبدا.
رد زاهر عليه بابتسامة:
-عارف جرب القهوة مش هتندم.
أمسك أكنان الفنجان فرائحته الذكيه اجتذبت حواسه، ارتشف رشفة واحدة وأخذ يحركها داخل فمه ببطء شديد، ليعلن مركز التذوق داخل فمه احساسه بالمتعة.

زاهر سألها بفضول:
-ايه رأيك عاجبك صح
رد بلامبلاة:
-مش بطال، هو يتكلم نظر إلى الخارج، ليقول مباشرة يلا بينا الجو شكله اتحسن.
غادر كلاهما بعد ترك فلوس الفاتورة وبقشيش خيالي.

بعد خروجهم اقتربت زهرة من الطاولة ووجدت عليها الف جنيه، نظرت إلى المبلغ بصدمة، ألف جنيه مرة واحدة، هذا المبلغ كفيل بتغطية مصاريف البيت لأكثر من اسبوع، أخذت البقشيش ووضعته داخل جيبها، فهي ترتدي دائما ملابس واسعة تسهل عليها التحرك براحة وسرعة، ولابد من احتوائها على جيوب واسعة لتضع فيها اشيائها الخاصة، لأنها تكره حمل الشنط، بسبب تجربة مريرة مرت بيها إصابتها بعقدة نفسية من حملها، فاستبدلت الشنطة بالجيوب الموجودة في ملابسها.

بعد الانتهاء من ترتيب الطاولة وأخذ الفناجين الفارغة، نظرت حولها للبحث عن سماح لم تراها، فالمفروض أنها تقوم بمساعدتها، فهناك طاولة أخرى عليها زبائن لم يتم أخذ طلباتهم حتى الآن، ذهبت إليهم زهرة وهي تشعر بالضيق من إهمال سماح لوظيفتها وتحمليها أعباء الخدمة بمفردها وبعد أخذها الطلبات وإحضار ما تم طلبه، ذهبت للبحث عنها، لم تجدها في أي مكان ولكن عندما مرت بغرفة تغيير الملابس، سمعت تأوهات خافتة تصدر من الداخل، وضعت أذنها على الباب في محاولة منها لفهم مايحدث، تسرب الشك إلى قلبها... فقامت بفتح الباب مرة واحدة، لترى سماح بين أحضان بسام يرتكبان فعل من المحرمات وضعت زهرة كف يديها على فمها ناظرة لهم برعب، ألتفتا إليها الإثنين بصدمة، سماح لم تستطع، تصرف بسام سريعا، هندم ملابسه ثم أغلق الباب عليهم، قائلا بأنفاس مضطربة: -البسي هدومك بسرعة.

أقترب من زهرة ناظرا له بتهديد:
-بؤك ده لو اتفتح باللي شوفتيه عينيكي مش هتشوف النور فاهمة ولا مش فاهمة، عندما ظلت صامته أمسك كلتا كتفيها وهزها بعنف شديد لدرجة أن رأسها اصطدم بالباب.
ردد قائلا بلهجة تحمل تهديد فعلي:
-بؤك ميتفتحش ولو كلمة اتقالت هنا ولا هنا باللي شوفتيه، هخلص عليكي.
ردت بصوت متقطع من شدة الألم والخوف:
-مفهوم مفهوم سبني أخرج.
فتح الباب متحدثا بغلظة:
-أخرجي.

هرولت مسرعة بعيدا عنه، ذهبت إلى ركنها الخاص وتركت العنان لدموعها، محدثة نفسها إنتي السبب أيه إللي دخلك... أهو فضولك وقعك مع إللي ميرحمش... طب أعمل أيه دلوقتي... الشغل ومقدرش اسيبه مليش غير المكان هنا وكفاية عليا معاملة الست شهيرة أنا مقدرش اسيبها لوحدها، ومقدرش اقول للمدام على إللي شوفته، بعدين للمصيبة اللي وقعتي فيها نفسك، مفيش غير حل واحد أنك تسكتي وتنسي إللي حصل وكأنك مشوفتيش حاجة.

وفي داخل الشركة الفرعية لمجموعة شركاته، بمجرد وضع أول قدم ليه في مدخل الشركة جميع الموظفين وقفو له ترحيبًا حتى وصل إلى الطرقة المؤدية لمكتبه الرئيسي، ليقف أيضا الجميع وكل واحد فيهم قام بإلقاء السلام، وهو أكتفي بهزة خفيفة من رأسه، وقبل دخوله المكتب لفت انتباهه موظفة جديدة ترتدي جيب قصيره وبلوزة تلتصق بجسدها وبمجرد رؤيتها له إبتسمت له بإغراء.

سأل أكنان:
-مين دي وأشار بأبهامه تجاهها.
قالت الفتاة بابتسامة:
-أااانا.
إنتي تخرسي حدثها أكنان بقسوة.
زاهر رد بهدوء وهو ينظر للفتاة:
-مساعدة السكرتيرة الجديدة
تحدث ببرود:
-تترفد مش عايز أشوف وشها هنا ثم دلف داخل مكتبه، مرددًا بضيق هو الواحد مش هيرتاح بقا من الأشكال دي.

الفتاة بصدمة:
-ليه هو أنا عملت إيه.
زاهر بلامبلاة:
-سمعتي أكنان بيه قال أيه لمي حاجتك ومع السلامة.
قالت له بتوسل:
-انا معملتش حاجة، مش عايزه اترفد.
تحدث بحدة:
-قدمي استقالتك في شئون العاملين ووشك ميتشفش هنا تاني، دخل هو الأخر إلى مكتب أكنان دون أن يبالى بدموعها وتوسلاتها
بمجرد رؤيته لزاهر قال له بغضب:
-مين شغل البت إللي برا.

رد زاهر:
-أنا وقبل ماتقول الكلام إللي أنا عارف هتقوله، البنت لما عملت معاها المقابلة مكنتش كده خالص، دي اتحولت لما عرفت إنها هتشتغل مساعدة السكرتيرة الخاصة عندك، كمل كلامه مبتسما، ليك تأثير مدمر.
زجره أكنان بحدة:
-وكمان بتضحك، إللي حصل النهاردة ميتكررش تاني، وياريت تاخد بالك اكتر المرة جاية.
زاهر بابتسامة:
-تمام وهبقا أبلغ كمان ممنوع اللبس الملفت وغمز بعينيه، وكمان ممنوع النظرات الخاصة.

زفر بضيق:
-احسن كده وياريت تتحط بنود ضمن العقد، رن هاتفه الخاص أخرجه من جيبه ثم قام بالرد، واحشتيني إنتي كمان يابيسان، مرت على وجه زاهر شتى الإنفعالات وهو يسمع ضحكات أكنان ونطق إسمها بدفء.
زاهر خرج صوته حاد:
-هخرج ياأكنان في كام حاجة مهمة هعملها.
أشار له بيديه بمعنى نعم وهو مازال يتكلم على الهاتف.

خرج زاهر وهو يشعر بألم بشع داخل قلبه بمجرد سماعه إسمها، خبط بكلتا يديها على الحائط بعنف شديد لدرجة أدمت أصابع يديه.
نهضت صافي من مكانها مفزوعة وهي ترى مايفعله زاهر.
سألتها بقلق:
-زاهر بيه مالك؟
تحدث إليها بغضب:
-حاجة متخصكيش ويخليكي في شغلك.
قالت بأحراج:
-أسفة زاهر بيه، أكملت كلامها بصوت خافت في داهية
خرج زاهر من المكان وهو يكاد لايرى أمامه.






مر اليوم على زهرة كالكابوس، طوال الوقت بسام ينظر لها بوعيد ويحرك يديه باتجاه رقبته ذهابا وايابا كعلامة للذبح، غير نظرات سماح المهددة، عندما نادت عليها شهيرة وأخبرتها أنه حان وقت الإنصراف شعرت بالحرية أخيراً سوف تتخلص من تهدديهم لها، بمجرد خروجها من باب المقهى تنفست بعمق ومشيت باتجاه منزلها، سمعت صوت خافت بالقرب منها أحنت رأسها للأسفل فرأت قطة صغيرة شديدة البياض كسرت حدت سواد الليل، تمشي بالقرب منها، قالت لها بعطف: شكلك حلو أوي ياخسارة عيشتك في الشارع.

ثم ربتت على رأسها بحنيه، فقامت القطة بتحريك رأسها مستمدة قليل من الأمان من هذه الحركة النادرة التي تلاقيها من بني البشر، قالت بخفوت بلاش كده هتصعبي عليا أكتر، خلي بالك من نفسك تكلمت معاها كأنها شخص مسكين، سلام ياقطة وتحركت، لكن القطة الصغيرة استمرت بالمشي قربها ولم تفارقها، قامت زهره بتجاهلها وأكملت طريقها دون النظر لها،حتى اقتربت من باب منزلها.
قالت زهرة لها:
-وبعدين معاكي، جايه معايا ليه لحد البيت روحي للمكان إللي كنتي عايشه فيه
أخرجت القطة مواء خافت ونظرت لها بتوسل.

شعرت زهرة بالشفقة تجاه القطة ثم قامت بحملها: وبعدين معاكي وبلاش البصة دي، أنا مقدرش أخدك معايا، يدوب بصرف على نفسي وماما بالعافية ومرتبي من الكافيه يدوب بيقضي مصاريفنا ده غير علاج ماما ورعايتي ليها، متجيش انتي وتبصلي كده بلاش تحسسيني بالذنب مقدرش أخدك معايا بلاش مسئولية فوق المسئولية، حركة أصابع يديها بحنيه على فراء القطة، نظرت لها بصدمة، معقولة بس انتي صغيرة أوي ياقطة، يستمر الانبعاج بالتحرك بلطف تحت اصابعها، نظرت لها القطة بعيونها الزرقاء شاهدت زهرة داخل عينيها نظرات خاصة، نظرة رجاء، نظرة توسل، قائلة لها بأكثر لهجات الحيوان تعبيرًا أنا دلوقتي مليش غيرك.

لمعت عينيها بالدموع:
-تعرفي ياقطة بعد البصة دي أنا مقدرش أسيبك وانتي في الوضع ده، خلاص بطلي نونوه أنا هخدك تعيشي معايا، بس أدعي معايا ماما متطردكيش.
فتحت باب الشقة ومشيت على أطراف أصابعها حتى لا تعرف أمها إنها جاءت، دخلت إلى غرفتها وتنفست بسعادة، متقفشتش الحمد لله، بصي ياقطة أنا هسميكي ماشا ماهو مش معقولة هنبقا جيران مع بعض في نفس الاوضة وأقولك ياقطة، من يوم ورايح إنتي إسمك ماشا، هجبلك حاجة تاكليها ومش عايزه أسمع صوتك خالص عشان نبقا حابيب وأصحاب، مفهوم ياماشا هو أنا هقول لماما بس بعدين لما أمهد ليها الأول.

أنتهت زهرة من وضع الطعام لماشا، ثم ذهبت إلى المطبخ وأعدت طعام العشاء لأمها ووضعته على صينية وبجانبه العلاج وكوب من الماء ثم دلفت إلى غرفة غرفتها.
قالت بابتسامة:
-مساء الورد والياسمين.
ردت هدى بابتسامة:
-مساء الورد، أنا سمعاكي جاية من فترة أيه إللي أخرك عليا.
أجابت بلجلجة:
-أبدًا متأخرتش ولا حاجة يدوب غيرت هدومي ودخلت الحمام، يمكن بقا طولت شوية.

سألت سؤالها اليومي:
-عملتي ايه النهاردة في الشغل ومدام شهيرة صحتها أخبارها ايه.
اقتربت زهرة من فراش أمها وهي تجيبها، الحمد لله ياماما، سحبت الطاولة ووضعت عليها صينيه الطعام، صحتها مش عاجبني ومصممة مش تروح تكشف.
هدى:هي بتخاف أوي من المستشفيات والدكاترة من وقت ماجوزها مات، وهو بيعمل عملية تغيير صمام
تنهدت زهرة بكأبة:الله يرحمه وهي من وقتها وعندها فوبيا من المستشفيات، قومي شوية ياماما.

قامت بإسناد أمها لتجلس فوق الفراش ووضعت الطاولة أمامها، رن جرس الباب، أنا هروح أفتح الباب تلاقيها البت ضحى من صوت الجرس إللي مش عايزه تشيل صبعها من عليه، تلاقيهازهقانة وعايزه تقعد معايا شوية، لو احتاجتي حاجة ياماما تبقي تنادي عليا.
هدى بابتسامة:
-سلميلي عليها.
ردت بضحك:
-أنا هجبها لحد هنا ليكي.

قالت بسرعة:
-لااااا متدخلهاش مش بتفصل وأنا عندي صداع لوحدي، خلي السلام من بعيد لبعيد أحسن.
زهرة بهدوء:
-حاضر ياست الكل، خرجت مسرعة من غرفة والداتها فضحى لم تنزع أصبعها عن جرس الباب حتى الأن.
فتحت باب الشقة قائلة بلوم:
-الجرس يابت يتحرق.
دلفت ضحى إلى الداخل مسرعة بدون استئذان
أغلقت الباب، لترى ضحى أخذت اكثر وضع مريح في الجلوس
تنهدت زهرة:
-خلاص قعدتي واستربعتي واشارت بإصبعها بتحذير فى وجه ضحى، صبعك ميتحطتش على جرس الباب تاني بعد كده تخبطي.

مدت ضحى يديها وتناولت خياريه من على الطبق الموضوع بجانبها، تكلمت وفمها ممتلئ حاااضر
زهرة وهي تتنهد بصوت مسموع:
-ماهو كل مرة تقولي حاضر وبردو تهببي نفس العاملة.
ردت بابتسامة:
-حاضر يازهرة مانتي عارفة إني بنسى، خلينا في المهم، تعالي اقعدي جنبي عشان عايزه أتكلم معاكي في موضوع مهم.

قطبت زهرة بين حواجبها:
-موضوع ومهم ثم قالت بهزار، اوعي تقولي جيبالك عريس.
شرقت ضحى، وأشارت لها وهى تسعل لتضربها خلف ظهرها وعندما إنتهى السعال، قالت ضاحكة:عريس مين هيجيلك وانتي عاملة زي الواد بليه.
زهرة بغضب:
-بت إنتي لمي نفسك بدل مااطردك برا.

حاولت ضحى تلطيف الأجواء عندما شاهدت احمرار وجهها فعرفت انها تمادت واهانتها، فشكلها ومظهرها خط أحمر، مكنتش اقصد عدي كلامي هما كلمتين بايخين وطلعو مني كده وهاتي راسك ابوسها. أبعدت رأسها فهي تشعر بالغضب منها
قالت ضحى بتوسل:
-مكنتش أقصد يازهرة بهزر معاكي، خلاص سماح المرة دي.
زهرة تكلمت بحدة:
-خلاص ياضحى مش زعلانه، قوليلي بقا كنت عايزاني في أيه عشان بجد تعبانة وعايزه أنام.

ردت ضحى:
-هقولك أهو أحمد اتصل باخويا وقالو يكلمني.
بمجرد ذكر إسم احمد شعرت بغصة في قلبها، سألت بصوت مرتعش:
-وبعدين
أجابتها ضحى:
-كان عايز نمرة تليفونك.
شعور بالصدمة تملكها، بعد مرور عدة سنوات، كلف نفسه عناء محاولة الاتصال بها:وردك كان إيه.
أجابت ضحى: طبعا رفضت، قولت هقولك الأول لو وافقتي هديله الرقم أديله الرقم ولا لأ.

ردت بصوت مرتعش:
-لا مش عايزه ياخد رقمي مش عايزه أي اتصال بيه.
ضحى بتردد:
-بس يازهرة هو عايز يكلمك إنتو كنتو.
قاطعتها بغضب:
-إحنا مكناش حاجة.
قالت ضحى مهدئة:
-بس هو باين عليه ندمان وعايز
كفايه ياضحى مش عايزه أسمع سيرته وبقولك أهو لو اديتله نمرة تليفوني مش هكلمك طول عمري.

خلاص يازهرة إللي يريحك أنا كنت عايزه مصلحتك عايزاكي ترجعي زهرة بتاعت زمان زهرة الطفلة، إنتي مكبرة نفسك وإنتي لسه عندك عشرين سنة
ردت زهرة بانفعال:
-زهرة الطفلة ماتت بسببه، هو السبب أني أبقا كده زهرة البشعة من برا وجوا، خلاني انسانة شبه ميته ولا طولت الدنيا ولا طولت الموت بسببه.
تاااابع اسفل
 
 



01-03-2022 12:27 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [1]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية زهرة ولكن دميمة
رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الاول للكاتبة سلمى محمد الفصل الثاني

ردت زهرة بإنفعال:
-زهرة الطفلة ماتت بسببه، هو السبب أني أبقا كده زهرة البشعة من برا وجوا، خلاني انسانة شبه ميته ولا طولت الدنيا ولا طولت الموت بسببه.
قالت بحزن:
-خلاص يازهرة مش هجيب سيرته تاني، بس أنتي من حقك تعيشي سنك، تعيشي حياتك هتفضلي لحد أمتى عازلة نفسك عن الدنيا.

همست بألم نابع من داخل قلب مشوه:
-عشان اللي زيي مش حقهم يعيشو زي بقيت الخلق، بصي حوالينك كويس شايفة الشقوق إللي في الحيطان، إنتي عارفة أن الشقوق دي مظهرتش إلا لما سندي وضهري مات، أنا مختلفش كتير عنها عشان إحنا الاتنين واحد مفيش فرق بينا وجاه أحمد وكمل عليا وبقيت بقايا إنسانة ومبقاش من حقي أعيش حياتي من المسؤوليات إللي اترمت فوق كتافي وقلقي المرعب إني في يوم أتعب ومقدرش أشتغل وملقيش فلوس علاج أمي وملقيش فلوس أصرف.

نظرت ضحى بحزن لها وقبل أن تتحدث
قالت زهرة مقاطعه:
-ملهوش لزمة الكلام أنا تعبانة وجسمي مهدود من الشغل وعايزه أنام.
 عندك حق يازهرة، قبل مامشي عايزاكي متزعليش مني وتصبحي على خير.
ردت عليها بحزن:
-وانتي من أهل الخير.

وقبل أن تخرج ضحى نادت عليها زهرة قائلة وأنا عمري ماهزعل منك أبدًا إحنا أكتر من اخوات.
إبتسمت ضحى وأعطت لها قبلة على كف يدها عن طريق الهواء ثم خرجت، وأغلقت باب الشقة خلفها.

رسمت زهرة على وجهها الابتسامة ودخلت على غرفة أمها لكي تطمئن عليها وعندما أنتهت دلفت إلى غرفتها، وذهبت إلى مكتبها الصغير أخرجت منه كتاب قديم وفتحته متأمله الزهرة الجافة المندسة بين طيات صفحاته الصفراء، قربتها من انفها في محاولة عقيمة لاستنشاق رائحة ذكريات أول وأخر حب.

الدموع لمعت في عينيها وحدثت نفسها بهمس: حياتي وأنت بعيد عني مكنتش حياة، كان نفسي أنساك زي مانستني بس مقدرتش، أيه اللي فكرك بيا بعد السينين دي، فاكرني أول ماتشاور وتقول انا أهو هرمي نفسي في حضنك زي الأول، مستحيل إللي انكسر يتصلح حبيبي، سقطت دموعها على صفحات الكتاب تاركة علامات معاناتها، كان نفسي أرمي نفسي حضنك عشان أرتاح، بس مهنش عليك تريحني وسبتني في القهر والحزن بعاني لوحدي
شردت زهرة مع ماضيها، تحديدًا منذ أربع سنوات عندنا كانت فى السادسة عشر من عمرها.

نظرت زهرة إلى والدها بتوسل وهي تقوم بتقبيله بين التارة والأخرى، قائلة بإلحاح:
-عشان خاطر زهرتك حبيبتك وافق، هو أنا من أمتى بخرج مع حد من صحابتي وتقوم بتقبيله، إحنا إتفقنا كلنا مع بعض، بعد مانخلص أخر إمتحان في امتحانات أخر السنة هنخرج مع بعض ونروح المنتزة.
فؤاد برفض:
-وأنا قولتلك لأ عايزه تروحي المنتزه يابت فؤاد.

زهرة قالت متوسلة:
-أول وآخر مرة هقولك أخرج تاني وأنا مش هخرج لوحدي، هنكون كلنا بنات مع بعض وافق عشان نفسي تتفتح على ورقة الإجابة واجاوب كويس، أنت مش عايزني أطلع دكتورة ولا إيه.
رد بسرعة:
-طبعا عايزك تطلعي دكتورة، دي أمنية حياتي، الناس تناديني بأبو الدكتورة.

يبقا بلاش تزعلني، أصل الزعل ممكن يبقا وحش عليا ويطلع في ورقة الإجابة، وافق بقا ياسيد الكل
قال فؤاد:كله اللي زعل اللي هيتنقل لورقة الإجابة، خلاص انا موافق.
قفزت زهرة من السعادة وتعلقت برقبة والدها وأنهمرت عليه بالقبلات:
:ربنا يخليك ليا يأحسن وأطيب أب في الدنيا دي كلها.
قال بابتسامة:
-متتأخريش.
ردت بسرعة:
-حاااضر.

ثم خرجت مسرعة وأغلقت الباب خلفها.
بعد الإنتهاء من الإمتحان، اجتمعت جميع زميلاتها خارج المدرسة.
قالت رشا:
-إحنا كنا متفقين هنروح المنتزه مع بعض، مين هتروح ومين مش تروح ومين بالأصح أهلها وافقو على رحلة المنتزه.
ردت زهرة:
-أنا هروح طبعا.
رشا تحدثت بعدم تصديق:
-أنتي يازهرة، ده إنتي كنتي أول واحدة قولت أهلك هيرفضو.
رشا قالت للجميع:
-يلا يابنات ناخد تاكسي عشان نلحق اليوم من أوله وكل واحدة ترجع بيتها قبل مالدنيا تضلم.

وداخل حدائق المنتزه، أنزوت زهرة بعيدًا عن الشلة تتأمل بإنبهار المكان حولها النباتات وأحواض الزهور النادرة والبحر الذي يوجد على مرمى البصر، سرحت مع الجمال الذي تراه لأول مرة.
فاقت من شرودها مصدومة على صوت يهمس أسمها، فهذا الصوت ليس غريب على قلبها فقد سمعته العديد من المرات، ألتفتت خلفها لتتأكد، هتفت بذهول:أحمد.

رد بابتسامة:
-ده إنتي عارفة أسمي.
أحمرت خدودها خجلا، قالت بلجلجة:
 أااه لا
نظر لها وابتسم:
-أه عارفة إسمي وأنا كمان عارف إسمك، تعالي نقعد على الكرسي اللي هناك.
قالت زهرة بخجل:
-مينفعش وإحنا أصلا منعرفش بعض.

نظر لها بحب:
-إحنا نعرف بعض كويس ومن زمان، تعالي نقعد عشان في كلام كتير عايز اقولهولك.
سألت وهي تشعر بالخجل والتوتر:
-بس مينفعش.

إحنا هنقعد قصاد الكل وبصراحة أنا مصدقت اشوفك واقفة لوحدك، بصراحة وجودي هنا مش صدفة، أنا استنيت اليوم ده من زمان، اليوم إللي تخلصي فيه آخر سنة عشان أقابلك واتكلم معاكي وأقولك حقيقة مشاعري ناحيتك.
نظرت له غير مصدقة نفسها، مردده بهمس خجول: أناااا اناا
أجابها بابتسامة:
-أنا بحبك.

هزت رأسها عدة مرات غير مستوعبة حظها السعيد:
-أنت بتتكلم بجد ولا بتضحك عليا.
نظر له بتأنيب:
-انا مش بتاع الهزار، أنا بتكلم جد الجد، بحبك يازهرة واستنيت اللحظة دي كتير
شعرت زهرة بارتخاء في مفاصل قدميها، اهتزت في مكانها وكادت تقع، لولا ضمه له وإسنادها، تحرك بيها عدة خطوات واجلسها على اقرب كرسي.
سأل بلهجة يشوبها القلق:
-أنتي كويسة.

همست بخفوت:
-انا كويسة.
نظر لها مبتسما:
-طب كويس عشان في كلام كتير عايز اقولهولك.
سألت بهمس:
-كلام إيه.
نظر لها بحب:
-عايز أقولك كلام كتير نبتدي بأول مرة شوفتك فيها لما كنتي في سنة اولى ثانوي، طبعا إنتي عارفة إنا شوفتك إزاي.
هزت رأسها بالايجاب قائلة:
-شباك أوضة نومك قصاد شباك فصلي.

كمل حديثه:
-ومن حسن حظي إنك قاعدة جنب الشباك علطول، أول مرة شوفتك شدتي انتباهي ومن يومها وانا كل يوم لزم اشوفك، أول مرة أه من أول مرة ثم ضحك بصوت عالي.
سألت بفضول:
-ايه اللي ضحكك بخصوص اول مرة شوفتيني فيه، هو أنت شوفت أيه بالظبط.
قال ضاحكا:
-أصلك كنتي ماسكة بنت في الفصل وقاعدة فوقيها ومشغلة فيها الضرب.

استغرقت عدة ثواني حتى تذكرت وضعت كف يدها بخجل على فهما: يانهار ده أنا كان منظري، بس البت تستاهل إللي حصل معاها على فكرة.
نظر لها مبتسما:
-ما أنا عارف اصل شوفت كل حاجة لما حاولت توقعك وانتي داخلة من باب الفصل، أصل الرؤية من اوضتي واضحة أوي وبشوف كل حاجة بتحصل فيه، ومش أنا اللي كنت متابع، إنتي كمان عينيكي مكنتش بتتشال من على شباك اوضتي.

همست بخجل:
-أه ومش عارفة ليه.
رد قائلا:
-ولا أنا بردو في الأول، لحد ما تأكدت من حقيقة مشاعري وأنتي يازهرة مشاعرك إيه من ناحيتي.
لم ترد عليه وظلت صامته والاحمرار يغزو وجهها
أراد احمد مرواغتها لتخرج من صمتها:
-أفهم من كده انك مش بتحبيني.

قالت بلهجة سريعة:
-لا طبعا شعرت بالخجل من ردها السريع.
احمد بإلحاح أكثر:
-عايزه أسمعها منك.
تحت إصراره همست بخجل:
-وأنا كمان بحبك.
هتف بسعادة:
-اخيرًا، بصي بقا يازهرة أول مانتيجة إمتحانك تطلع هجي أتقدملك علطول.

انعقد لسانها عن النطق فما يحدث الآن كان أقصى أحلامها، إن يأتي اليوم وتفوز بحبه، هزت رأسها غير مصدقة حظها السعيد، فمعظم زميلاتها في الفصل كانا يتمنيا نظرة واحدة منه فهو حلم معظم الفتيات كما كان حلمها.
تحدث بجدية:
-قولتي أيه؟
ردت بخفوت:
-موافقة.

نهض أحمد من مجلسه واقترب من شجرة توجد بالقرب منهم ونحت عليها أسمائهم، سألت نفسها ماذا يفعل، وعندما إنتهى نادى عليها، زهرة تعالى.
امتلكها الفضول لرؤية ماذا كتب وعندما رأت مانحتت يداه عيناها لمعت بدموع السعادة.
عقد بين حاجبيه بعبوس:
-أنتي زعلانة عشان كتبت أسمي وأسمك على الشجرة.

هزت رأسها بالنفي قائلة بتأثر:
-لا أبدًا أنا فرحانة وفرحانة أوي.
أرتسمت على وجهه ابتسامة:
-ممكن اطلب منك حاجة وبلاش تقولي لأ.
همست بخجل:حاجة إيه.
قال بهدوء:عايز اتمشى معاكي على البحر.
ردت بخفوت:ماشي.

ليمشي كلاهما بالقرب من بعض دون كلام مستمتعين بمشاهدة مياة البحر الصافية.
لفت انتباه زهرة مبنى مضئ بالألوان، رأى احمد نظراتها المتسائلة فقال:
-ده كازينو السلاملك من معالم المنتزة المميزة.
تحدثت زهرة بفضول:
-وده شكله من جوا عامل ازاي
اوعدك يازهرة لو جبتي مجموع كبير، هخليكي تدخليها من جوا.

هيام عندما رأتهم قالت بذهول:
-انا مش مصدقة اللي أنا شايفه.
رشا بفضول:
-مش مصدقة ايه.
أشارت هيام إلى احمد وزهرة، بصي هناك.
تحدثت رشا بغيرة:
-هو ده بجد واقف معاها وكمان بيضحك وشكلهم مبسوط.
هيام بتفكير:
-باين في حاجة بينهم.
تفي من بؤك بقا المعفنة دي يبصلها واد مز زي أحمد
هي الغيرة اشتغلت ولا أيه
ردت عليها رشا نافية:
-وهغير من أيه؟

أجابتها وهي تغمز بأحد حاجبيها:
-عليا بردو الكلام ده، ده انتي عيونك عليه من زمان ياروشا.
رحلة المنتزه إنتهت ولم تخبر زهرة أي من زميلاتها باتفاق احمد أنه سيأتي لخطبتها بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة.
عندما أنتهى أكنان من مكالمته مع بيسان، أبلغ السكرتيرة أنه يريد زاهر الآن في مكتبه في أمر هام
بعد عدة دقائق دلف زاهر إلى المكتب.

تحدث زاهر متسائلا:
-أيه الموضوع المهم إللي خلاك تجبني هنا المكتب بسرعة.
رد عليه أكنان بهدوء:
-هنروح المطار دلوقتي.
زاهر باستفسار:
هتسافر؟ وليه؟
رد أكنان:
-مش هتسافر، هستقبل بيسان في المطار.
صدم الخبر زاهر وهز مشاعره بعنف:
-أزاي وهي في أمريكا.
رد أكنان:
-قالت تعمله مفاجأة لينا، يلا بينا عشان نلحق الطيارة إللي على وصول.

في المطار
مسك زاهر أنفاسه عندما رآها تقترب، أراد في هذه اللحظة أخذها في حضنه وأخفائها داخل ثنايا قلبه لتبقى هناك إلى الأبد، فقد أشتاق لها تحول الاشتياق إلى غضب عارم عندما رأه خلفها، قبض كف يده بعنف حتى أبيضت سلاميات أصابعه.

بمجرد وصولها قربهم، رمت نفسها في حضن أكنان قائلة بابتسامة:
-واحشتني أوي وقامت بتجاهل زاهر ولم تلتفت له.
رد عليها بلهجة دافئة:
-وأنتي كمان واحشتيني أوي، بس أيه المفاجأة الحلوة، هتقعدي المرة دي أد أيه.
بيسان بابتسامة:
-هقعد علطول مش هرجع تاني.

قال كريم متصنع الزعل:
-هو انا مليش نصيب من الترحيب.
أكنان: لا طبعا، عامل أيه ياكريم وعمي والعيلة عاملة أيه.
كريم:
-كله تمام ثم تحدث إلى زاهر وهو يبتسم أزيك يازاهر.
رد عليه زاهر بلهجة فاترة:
-كويس.
قالت بيسان بابتسامة:
-كريم صمم يوصلني وهيقعد معانا يومين.
تحدث كريم بحب:
-لزم أوصلك وأطمن. عليكي أنتي غالية عندي اوي.

أكنان متصنع الغضب:
-الكلام ده قصادي ومش خايف
اتسعت ابتسامة كريم:
-ماأنت عارف إللي فيها يأخ.
مسكت بيسان يده مبتسمة في وجهه: وأنت كمان ياكريم مش عارفة لولاك كنت هعدي فترة دراستي وأخد الدكتواره من غير مساعدتك أزاي، ربنا يخليك ليا.
كريم بابتسامة:
-ويخليكي ليا.

كاد زاهر أن يفقد أعصابه ويلكم كريم على وجهه، فلو استمرو بالكلام اكثر من هذا الموقف سوف يصبح خارج نطاق سيطرته، فخرج صوته حادا:
-يلا بينا عشان نجم بيه منتظر.
قاد زاهرالسيارة بسرعة حتى وصل أمام بوابة القصر
وفي الداخل أستقبلت بيسان بالترحيب من جميع العاملين وكان في أستقبالهم نجم بيه (النسخة الكبيرة في السن من أكنان)
هرولت بيسان مسرعة باتجاه والدها وقامت بتقبيله: -واحشتني.

نجم بابتسامة:
-وأنتي كمان واحشتيني كتير بس أيه المفاجأة الحلوة كريم جي معاكي.
غمزت بعينيها ثم قالت:
-مفاجأة بردو، أومال لو مش الاخبار بتوصل اول بأول.
كريم بابتسامة:
-عديها يابيبي نخليها مفاجأة المرة دي، إزيك ياعمي.
حدث زاهر نفسه بغضب، بيبي وهي ولا معابرني حتى بكلمة، فين أيام زمان لما كنتي عاملة زي اللزقة معايا.
نجم بابتسامة رصينة:
-الحمد لله والصفقة الجديدة أخبارها أيه.

كريم:
-أهو شغالين فيها أنا وبابا.
قطبت بيسان جبينها بعبوس:
-علطول كده شغل مفيش راحة، باين الواقفة هتتحول لقعدة بيزنسس طيب تمام أسيبكم وهطلع لجدتي أسلم عليها عشان واحشتني أوي سلام.
تحدث نجم بجدية:
-يلا بينا ياكريم على مكتبي.
أكنان:
-همشي انا وأسيبكم تتكلمو براحتكم.

دلف نجم وكريم إلى داخل المكتب ومشى أكنان باتجاه الخارج ولكن لم يرى زاهر بجواره كالمعتاد وعندما التفت وجده واقف مكانه لا يتحرك عينيه مسمرة على درجات السلم.
عبس أكنان للحظات ثم نادى عليه:
-زاهر
فاق زاهر من شروده على صوت أكنان: نعم وفي خلال ثواني كان بالقرب منه.
سأل أكنان:
-أيه إللي واخد عقلك.

رد زاهر مدعيا اللامبالاة:
-مفيش حاجة بس كنت بطمن أنه كله تمام.
غمز أكنان وقال بخبث:
-ماتيجي نسهر برا.
رد زاهر بلهجة فاترة:
-نفس المكان.
أكنان قال بحماس:
-أه.

-مفيش غيره ماتنوع شوية.
-يلا بينا احنا حننبسط هناك ولا خايف اكسبك واكل الجو زي كل مرة.
-مكسبك كل مرة حظ مش أكتر.
أكنان بلهجة مغيظة:
-دي حجة الخسران.
قطب زاهر جبينه بغيظ:
-يلا بينا وهوريك مين فينا هيكسب.
قرر الذهاب معه، حتى ينسى مؤقتا ألم قلبه.

أستيقظت زهرة مصابة بصداع شديد، فهي ظلت معظم الليل مستيقظة مع ذكرياته، نهضت من فوق الفراش بصعوبة، فهي تريد وضع رأسها مرة أخرى على الوسادة لتكمل نومها، لكن النوم الأن رفاهية غير مسموحة لها، يجب عليها النهوض حتى لا تتأخر على ميعاد العمل.
أنتهت من ارتداء ملابسها في وقت قياسي وقامت بأعداد الافطار لولدتها وأعطتها الدواء.

وقبل خروجها من باب الشقة، تذكرت مماش نسيتها تمام لم تسمع صوتها مطلقا عندما أستيقظت دب القلق في داخل قلبها فهرولت إلى داخل غرفتها مسرعة تبحث عنها وجدتها في ركن منزوي لا تتحرك، شعرت بالرعب من منظرها هذا أقتربت منها، هزتها برفق لم تتحرك ولكن اخرجت صوت خافت متألم.
نظرت لها زهرة برعب:
-مالك فيكي أي، رأت في عيينها لمعة الدموع، كأنها تشتكي لها، حملتها زهرة على ذراعيها وخرجت بيها مسرعة.

داخل المستشفى البيطري الحكومية وفي داخل حجرة الشكف.
قالت الطبيبة:
-القطة حالتها صعبة وأحتمال كبير أنها تموت، أحنا ممكن نعمل ليها موت رحيم.
تألمت زهرة من أجلها ماشا، ردت عليها برفض:
-لا
تحدثت الطبيبة بعملية:
-ده الارحم ليها ولو عاشت الفترة دي، هتموت وهي بتولد عشان جسمها الضعيف وسنها الصغير مش هيتحمل الولادة، أنا عملت ليها سونار وهي حامل في قطين مع أن نادر ان القطة تحمل في اتنين وبالرغم من حملها في اتنين بس ده مش هيساعدها.

زهرة لمعت عيناها بالدموع من أجلها فقالت برجاء:
-أرجوكي يادكتورة مفيش حل تاني غير الموت الرحيم، أنا مستعدة اعمل أي حاجة.
شعرت الطبيبة بالعطف:
-خلاص أنا هكتبلك شوية فتيامات ليها واهتمي بتغذيته كويس وقبل ماتمشي هتاخد شوية تطعيمات.
ردت زهرة:
-شكراا واتجهت للخارج
نادت عليها الطبيبة:
-ثواني.

التفتت لها زهرة:
-نعم.
قالت الطبيبة بابتسامة:
-خدي الكارت ده فيه نمرة تليفوني، لو احتاجتيني بخصوص ماشا أتصلي بيا.
زهرة بامتنان:
-شكرًا ليكي أوي يادكتورة.

وخرجت زهرة وهي تحمل ماشا برقة. ...همست لها بخفوت:
-أنتي سارقتي قلبي ومش هتموتي وهتعيشي وتشوفي ولادك، عندما نظرت الى ساعتها وجدتها الثامنة والنصف، هتفت بذعر: ياااه أنا أتاخرت على الشغل ومش هلحق أروحك البيت، مفيش أني أخدك معايا الكافية، بس يارب مادام شهيرة متتعصبش عليا.
سهر أكنان وزاهر حتى منتصف الليل وقضي ليلتهم في الفندق، أستيقظ أكنان مصاب بالصداع.

عقد جبينه من شدة الالم:
-الصداع هيفرتك دماغي.
رد عليه زاهر بلوم:
أنا نصحتك وقولتلك كفايه سهر، بس أنت صممت تعوض خسارتك، ليقول مبتسما واخيرًا بعد طول إنتظار كسبتك في البلياردو.
تحدث أكنان بغضب:
-بؤك ده ميتفتحش باللي حصل.
زاهر بابتسامة ماكرة:
-سرك في بير عميق،أنت عارف محتاج أيه دلوقتي
قال أكنان بعبوس:
-محتاج ايه؟

زاهربابتسامة:
-محتاج فنجان قهوة، هو اللي هيظبطلك دماغك، أنت مش بتيجي غير بكده
وعند ذكره لكوب القهوة المعتاد تناوله بمجرد أستيقاظه، مر على خاطره ذكرى فنجان القهوة الذي أستمتع بشربه في هذا الكافيه المتواضع،فقال باشتهاء يلا بينا.
سأل بفضول:
يلا بينا فين؟
رد أكنان:
-الكافيه اللي كنا فيه امبارح، هشرب قهوتي هناك.

إغاظة قائلا:
-مانت قولت مش بطال، دلوقتي بقا حلو.
أكنان بضيق:
-بلاش تضايقني أنا قولت يلا بينا يبقا يلا بينا
زاهر:
-خلاص متتعصبش عليا، أنا تحت أمرك.
داخل المقهى وعند أول رشفة من فنجان القهوة عبس أكنان بغضب:مش نفس الطعم
رد أكنان بهدوء:
-طبعا مش نفس الطعم، عشان مش نفس البنت، بنت تانية هي اللي عملت القهوة.

ظهرت ملامح الغضب على وجهه:
-ومادام مش هي، ليه متكلمتش.
أجابه بلامبلاة:
-قولت اكيد هيبقا نفس طعم عشان في نفس المكان.

شعر بالغضب بسبب ردائة ماتذوقه عكس ماكان ييتوق: لآ مش نفس الطعم، الفرق بين السما والأرض، روح قول للمدير أنا عايز نفس البنت بتاعت إمبارح.
ذهب زاهر كما طلب منه
نهض آكنان من مجلسه مصابًا بالإحباط، أخذ يتجول في المكان.
وصلت زهرة متأخرة أكثر من ساعة على الموعد المحدد، هرولت إلى الداخل مسرعة حاملة ماشا، غير منتبهة للشخص الواقف في طريقها لتصدم بيه، كادت تقع لولا اسناده لها.

نظرًا لطول قامته اضطرت لرفع رأسها لتعتذر له، لتتفاجئ إنه الوسيم ذو البدلة السوداء وبدل أن تعتذر له وجدت نفسها تقول بعفوية:
-أنت عامل كده ليه؟
لابس نظارة شمس ليه جو الكافيه، على فكرة شكلها مش حلو.
نظر له بدهشة متفاجئ من كلامها الغير مترابط:
-أنتي عبيطة.

أستوعبت زهرة ماقالت، فشعرت بإحراج شديد وعندما سمعت رده واصفًا إيها بالعبط شعرت بالإهانة، وبعصوبة بالغة تحكمت في أعصابها لكي لا تتصرف بغضب وتندم بعد ذلك، تحدثت بثبات: أنا أسفة لحضرتك ثم مشيت وهي تكاد تجري من أمامه، أخذت ترغي وتلعنه بخفوت.
لأول مرة منذ مدة طويلة تمر شبح ابتسامة على وجهه وعندما رأى زاهر قادمًا تجاهه بادر بسؤاله:
-فين البنت؟

-هي مكنتش لسه جيت.. بس وصلت دلوقتي
-وهي فين؟
رد زاهر:
-البنت إللي دخلت جري دلوقتي تبقا هي البنت بتاعت قهوة إمبارح، حصل ايه خلاها تدخل جري.
تحدث بلامبلاة:
-محصلش حاجة.
زاهر بعدم تصديق:
-مش باين بس براحتك لو عايز تقول هتقول.
بمجرد دخول زهرة وجدت شهيرة أمامها
وقبل أن تفتح فمها بالكلام، شهيرة قالت بسرعة:
-هنتكلم بعدين عايزه واحد قهوة أسبريسو بسرعة.

زهرة وهي تتنفس بسرعة:
-حاضر، وضعت ماشا على الأرض، فنظرت لها شهيرة بذهول غير مصدقة وجود قطة داخل المقهى ولكنها لم تتكلم ستنتظر انتهائها من أعداد القهوة أولا.
بمجرد وضعها ماشا في الركن غسلت يديها وارتدت ملابسها بسرعة قياسية، وقامت بتحضير القهوة وأخذت منها سماح كوب القهوة ووضعتها على صينية وذهبت لتقديمها.

انتظرت شهيرة حتى إنتهت من إعداد القهوة فقالت بلوم:
-جايه متأخرة وكمان جايبة معاكي قطة.
زهرة باعتذار:
-أنا أسفة مدام والله غصب عني، ماشا كانت تعبانة ورحت كشفت عليها وتأخرت.
ومن أمتى وأنتي عندك قطة؟
-دي قطة لقيتها وتعبانة اوي وحامل قولت أكسب فيها ثواب واكشف عليها بدل ماتموت.

شعرت شهيرة بالعطف لكنها ردت قائلة:
-أخر مرة تتأخري فيها يازهرة وكمان وأخر مرة تجيبي القطة دي هنا تاني.
زفرت زهرة بارتياح:
-أنا مش عارفة اقولك أيه غير ربنا يبارك فيكي.
شهيرة قالت بحزم:إللي حصل ميتكررش تاني.
هزت رأسها:
-حاضر مدام.

عند طاولتهم كان الصمت سيد الموقف، أكنان شارد مع فكرة سيطرة على أفكاره وزاهر شارد في ظهور بيسان المفاجئ وقرارها بالبقاء، فهو في كل مرة كانت تأتي إلى مصر يبتعد نهائيًا حتى تعود، أما الأن ماذا سيفعل مع بقائها الدائم واللقاء بينهم محتوم في أي وقت.

تناول أكنان قهوته في صمت وعندما إنتهى، قرر تنفيذ مايريد، فقال بتصميم:
-أنا عايز البنت دي.
زاهر لم يستوعب كلامه:
-بنت مين؟
تحدث بتصميم أكثر:
أنا عايز البنت بتاعت القهوة.
زاهر فاغر الفاه مصدوم:
-ها أنت بتقول أيه؟

01-03-2022 12:29 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [2]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية زهرة ولكن دميمة
رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الاول للكاتبة سلمى محمد الفصل الثالث

( صغير يا هذا القلب وكبرت من الألم)
تحدث بسام بصوت جهوري:
-ماهي كوسة هنا في الكافيه.
جعلها تنتفض مذعورة تاركة ماتفعله.
التفتت له متسائلة بضيق:
-خير يابسام، حدثت نفسها متمتمة، هو اليوم باين من أوله، الهمني الصبر يارب.

رد عليها بتهكم:
-كل خير طبعا.
ردت عليه بحدة:
-خلاص مادام كل خير، أمشي من هنا عشان أشوف شغلي.
بسام بسخريه:
-ده أحنا طلع لينا صوت وبقينا نتكلم بثقة، أوعىي تكوني فاكرة إللي شوفتيه هيخليكي تلوي دراعي.
أصابها التعب مما يحدث معاها فقالت ببرود:
-أنا مش هتكلم وأقول حاجة، إللي بيحصل بينكم شئ ميخصنيش وانتو إللي هتشيلو ذنبه مش أنا، أنا علطول ماشية جنب الحيط ومش بتاعت، مشاكل فخليك متأكد إني عمري ما هتكلم خالص ولا أقول لحد من أهلها.

بسام نظر لها بقسوة:
-وإنتي تعرفي أهلها منين؟
ردت زهرة بترددة:
-اخواتها شوفتهم كام مرة هنا في الكافيه، مش هتكلم خالص صدقني و شيلني من دماغك بقا.
بسام ضحك بسخرية:
-ماأنا متأكد إنك مش هتفتحي بؤك خالص بعد اللي هقوله ليكي.
عقدت بين حاجبيها بعبوس:
-تقصد إيه بكلامك؟
أجابها بنبرة غليظة:
-قصدي أنا إللي بقيت لوي دراعك، لو مسمعتيش كلامي هفضحك.

زهرة تشنج جسدها بانفعال، عندما سمعت كلامه، سألته بقلق:
-أيه الكلام اللي بتقوله ده؟ وفضيحة أيه إللي بتتكلم عليه؟
أخرج بسام من جيبه عدة أوراق ووضعها أمام عينيها ضاحكًا بسخرية:
-بصي كويس عارفة دول يبقوا أيه.
سألت بعدم فهم:
-عارفة طبعًا، ودول أيه علاقتهم بالكلام إللي بتقوله.

ابتسم بسام بشماته:
-ما الكام ورقة دول إللي هلوي بيهم دراعك.
تنهدت بارتياح لوهلة، أعتقدت أن سرها انكشف ثم تملكها القلق مرة أخرى قائلة له:
-جيب من الأخر يابسام تقصد أيه بكلامك؟
بسام بابتسامة خبيثة:
-دول فواتير إنتي مضيتي عليهم.
سألت زهرة بحيرة:
-وهما بيعلمو معاك أيه أصل، مش المفروض يكونو في مكتب مدام شهيرة.

تحدث بسام ببطء شديد:
-اه ما أنا هحطهم بس بعدين.
زهرة بضيق من تلاعبه معها:
-هات من الآخر.
رد عليها بهدوء:
-بص ياأخ زهرة الفواتير دي مضروبة.
زهرة بصدمة:
-فواتير أيه اللي مضروبة، أمسكت الفواتير من يده ونظرت فيها بتمعن قائلة الفواتير سليمة.

رد عليها بابتسامة صفراء:
-مضروبة عشان أًصل الأسعار معايا، عندك البن اليمنى العشرين كيلو مكتوب عندك في الفاتورة تلات تلاف وفي الأصل من المصنع بألفين ونص بس وعندك كل الأنواع متزود عليها في الفلوس من خمساية ل ألف والفواتير بأمضتك.
زهرة نظرت له بصدمة:
-إزاي؟
-أزاي دي سر المهنة، يعني بؤك ده هيتقفل نهائي.
زهرة بانفعال:
-دي سرقة بأسمي، أنا هقول لمدام شهيرة ثم تحركت ناحية الخارج،

وقبل خروجها أمسكها بسام بعنف ..قائلا ببرود:
-وإنتي متوقعة إنها هتصدقك، لما تكتشف أن السرقة دي بقالها شهور أول ما أديت لكي الأمان وخلتك المسئولة عن إستلام أي طلبية بخصوص الكافية وأقل حاجة تعملها إنها تبلغ عنك.
نظرت له مذهولة هل السيدة شهيرة من الممكن تصديق هذا وتقوم بالتبليغ عنها، لما لا فالفواتير بإمضائها، سألته وهي تشعر بالإنهيار، أنت ليه بتعمل معايا كده، أنا عملتلك إيه عشان تعمل فيا كده.

رد عليهابحقد:
-هو حظك إللي خلاكي تشتغلي هنا في الكافيه، بعد ماكنت الكل في الكل جيت واحدة زيك ولا تسوى تشد البساط من تحت رجلي.
قالت وعيناها لمعت بدموع الظلم:
-بس ده مش ذنبي.
رد عليها ببرود:
-ذنبك عشان اخدتي مكاني.
-ليه دلوقتي جاي تقولي والسرقة بقالها شهور بأسمي.

هو أنا مكنتش ناوي أقول وقلت إنتي ونصيبك تكتشف المدام السرقة وتتحاسبي و يبقا أنا خسرت الواجهة إللي بسرق بأسمها أو تفضل على عماها... بس إللي خلاني أقولك إللي حصل امبارح واتأكد أن بؤك ده مش هيتفتح تاني، سلااااام يا أخ وقبل خروجه، اه نسيت أقولك نصيبك هيبقا محفوظ في الطلبية الجايه.

بمجرد خروجه انهارت جالسة على الأرض، تخفي وجهها بكلتا يديها متمتمه ببكاء: يالهوي أروح أقولها ولا مش أروح، أعمل أيه في المصيبة دي، أهدي كده يا زهرة وفكري بالعقل، لو رحتي تقولي لمدام شهيرة على إللي بيحصل ممكن مش تصدقك وممكن تصدقك، بس مفيش مجال إنها تتهمك عشان إنتي مش لوحدك إللي هتروح في الرجلان، نهضت من على الأرض وعينيها لمعت بالعزيمة فهي ستحاول إيجاد حل لتخرج نفسها من هذه الورطة.

تقصد أيه بأنك عايزها، دي مش من نوعك خالص، فرق السما والأرض بين البنات اللي تعرفهم.
قطب بين عينيه قائلا بهدوء:
-مش ده إللي أقصده.
رده أثار فضوله:
-اومال أيه إللي أنت عايزه منها.
 هكون عايز أيه من واحدة زي دي يازكي.
ماهو أنا لو عارف مكنتش سألت.
نظر أكنان إلى فنجان القهوة ومرر ابهامه على حوافه بهدوء مستفز.
هتف زاهر مستوعبًا:
-عايزها تعملك القهوة صح الكلام.

نظر إليه قائلا بلهجة حازمة:
-صح الكلام أنا عايز البنت دي تعملي قهوتي أول ما اصحى من نومي وكمان في الشركة.
 بس أنت عندك طقم طباخين على أعلى مستوى وبشهادات خبرة على مستوى عالمي، ليه البنت دي بالذات.
رد عليه أكنان بحدة:
-قهوتها عاجبتني، روح يلا كلمها وأعرض عليها أضعاف أضعاف إللي بتاخده هنا، أنت لسه قاعد، يلا يا زاهر روح اتفق معاها دلوقتي.

قام زاهر من مجلسه وتوجه إلى حيث توجد زهرة.
زاهر مناديا اياها عندما لم ترد عليه من أول مرة
-يا أنسة.
زهرة ردت بشرود:
-نعم حضرتك.
تحدث زاهر بلهجة عملية:
-عايزك في شغل.
زهرة بعبوس:
-شغل أيه إللي عايزني فيه؟
رد عليها بلهجة عملية:
-هو عرض شغل مغري عند أكنان بيه.
زهرة باستفسار:
-عرض ايه ؟

تحدث زاهر:
-هتسيبي المكان هنا وهتشتغلي عند أكنان بيه هتعملى ليه القهوة بتاعته ثم قال لها رقم مرتب خيالي لم تكن تحلم بيه.
عينيها لمعت عندما قال المرتب، حدثت نفسها بأن هذا المرتب سيغير حياتها للأحسن ولن تقلق بعد اليوم عن كيفية سد احتياجات المنزل كل شهر لكنها لا تستطيع القبول بهذا العرض وترك المقهى وهي عرضة في أي وقت للحبس بسبب التلاعب في الحسابات.

عليها أن تظل في الكافيه حتى تستطيع إثبات برأتها، فهي قررت إقناع بسام إنها تريد المشاركة معاه في سرقة المحل حتى تستطيع إثبات تورطه.
تحدث زاهر بثقة:
-موافقة طبعا، ثم أخرج من جيبه كارت، الكارت ده فيه عنوان الشركة إللي هتيجي فيها بكرا الصبح عشان تمضي العقد.
تفاجأت زهرة بالكارت موضوع في يديها، رفعت رأسها و نظرت له بضيق من ثقة أمثاله:
-أنا مش موافقه.

ردد كلامها مذهول:
-مش موافقة إزاي مفيش حد يرفض عرض زي ده.
أجابته زهرة ببرود:
-ليه بقى هو الناس اللي زينا مش من حقهم يرفضو.
ليرد عليها زاهر بنبرة أشد برودة:
-على فكرة إنتي الخسرانة برفضك العرض إللي عمره ما يتعوض طول حياتك، في زيك بآلاف يتمنو الشغل عنده، ثم تحرك ناحية الباب.
زهرة مناديه:
-نسيت الكارت بتاعك.

رد بلامبالاة:
-خليهولك.
وصل زاهر عند الطاولة ثم جلس في مقابلة أكنان
سأله أكنان:
-البنت قولتلها تيجي أمتى.
تردد زاهر في الرد عليه:
-البنت مش هتيجي، رافضة الشغل.
أكنان بانفعال:
-رفضت أزاي أزاي ترفض من الأساس.

في محاولة لتلطيف الجو قال:
-عادي دي بنت اصلا متلقش تيجي تشتغل عندك .
تحدث أكنان بغضب:
-هي تطول، هي متعرفش هتشتغل عند مين.
رد زاهر بهدوء:
-وهعترف إزاي، هي أخر معلوماتها أكيد المكان إللي عايشة فيه.

ضرب أكنان بقبضة يده على الطاولة بغضب:
-أزاي تتجرأ وترفض عرض من عروض القاسي، آلاف يتمنو يشتغلو عندي أي حاجة، متجيش حتت بنت ولا تسوى تقول لا.
زاهر بلهجة مهدئة:
-زي مابتقول في منها كتير يتمنو يكونو مكانها.
أكنان بقسوة:
-وانا بقى مش عايز غير البنت دي.
قال زاهر:
-سيبك منها في غيرها كتير.
رد أكنان بغضب:
-لأ وهتيجي تشتغل عندي وكمان تطلب الشغل وهي مذلولة.

أمتلك زاهر أحساس بالعطف تجاه الفتاة، فأكنان لا يعرف كلمة لا في قاموس ومن يحاول الوقوف أمامه يدمره تماما، قال له: البنت غلبانة سيبها في حالها.
أغتاظ منه أكنان فقال بغضب:
-أخرج برا الموضوع يازاهر وملكش فيه.
زاهر حرك يديه في الهواء بيأس ثم قال:
-أنت حر أعمل اللي يريحك، أنا خارج أستناك فى العربية.

تحدثت بضيق:
-بردو صممت على إللي في دماغك وقولتلها على موضوع الفواتير والسرقه اللي بتحصل بإسمها، البت دي مش سهلة وممكن تقول لمدام شهيرة.
بسام رد بلامبالاة:
-هتقولها أنا بسرقك بس مش أنا إللي بسرقك، مستحيل طبعا هتصدقها، وتودى نفسها في داهيه كل حاجة بإسمها، والراجل مندوب المصنع لما اتفقت معاه كنت بداري وشي كل مرة بقابله ومفهمه أن كل إللي بيحصل هي إللي مخططه ليه ومفهمه أنها عايزه كل ما يقابلها يتعامل معاها عادي والكلام في الفلوس معايا انا ومستحيل تثبت أن ليا علاقة بالسرقة.

سألته بحيرة:
-أيه بس إللي خلاك تتكلم دلوقتى.
رد بسام:
-بسبب موضوع أمبارح وكمان الراجل مندوب الشركة شكله طمع في فلوس أكتر وباين عليه هيعمل شوشرة، فأنا قررت أضرب عصفورين بحجر واحد وأبلغ عنهم وعن السرقة إللي بتحصل والشاطر فيهم يقدر يثبت إني متورط وهقول برئ يابيه.
تحدثت بخوف:
-ما هي هتتكلم وتفضحني لو اتحبست واخواتي هيدبحوني.

رد بابتسامة مطمئنة:
-متخافيش يا سوسو، لما أعمل كده هنكون اتجوزنا.
سماح بفرحة:
-بجد خلاص ناوي تيجي تتقدم ليا.
بسام بابتسامة صفراء:
-طبعا ياسوسو ده إنتي روحي.

بعد فترة كان زاهر يقود السيارة في طريقه إلى الشركة ومن خلال المرأة كان يرى شتى الإنفعالات على وجه أكنان ما بين الغضب والعبوس، ألتزم زاهر الصمت وظل الصمت سيد الموقف حتى وصولهم أمام باب الشركة.
وفي داخل مكتب أكنان
قال زاهر:
-أنا هخرج أشوف أحوال الأمن في الشركة.
ملامح أكنان مبهمة عندما تحدث:
-أستنى يازاهر.
-نعم يا أكنان
-عايزك تشتري الكافيه.

نظر زاهر له بدهشة:
-عايز تشتري كافيه الزنبقة السوداء.
هز أكنان رأسه قائلا بلهجة قاسية:
-أيوه يازاهر، أشتريه بأي طريقة وبأي ثمن.
تحدث زاهر بلهجة عملية:
-أعتبر نفسك من النهاردة صاحب الكافيه.
قال أكنان بهدوء:
-هو ده الكلام النهاردة يكون الكافية بأسمي.
هز زاهر رأسه بالإيجاب.
نظر لها أكنان قائلا:
-أشوفك بالليل على خبر أني بقيت صاحب الكافيه.

ثم أشار له بلإنصراف وبمجرد خروج زاهر، قام بالاتصال بدينا، فهو التقاها في آخر سهرة له وشعر بانجذاب تجاهها، إزيك يا ددين
دينا بلهجة سعيدة:
-كويسة، أخيرًا أتصلت أنا كنت بحسبك نسيتنى.
-لا طبعا إنتي على بالي من أول مرة أتقابلنا فيها.
-لو كنت على بالك كنت رديت على مكالمتي ليا.
تحدث أكنان بحدة خفيفة:
-كنت مشغول.

عندما لحظت حدة رده قالت بدلع:
-بس أنت وحشتني اوي.
قال أكنان: أنا عندي عشاء عمل النهاردة، عايزك معايا النهاردة فاضية.
ردت عليه بضحكة خفيفة:
-لو مش فاضية أفضى ليك مخصوص.
أخذ ينقر بخفة فوق طاولة مكتبه:
-هبعت ليكى السواق على تسعة بالليل تكوني جاهزة في الميعاد.
ردت دينا بدلع:
-وقبل الميعاد كمان.
أكنان بصوت عميق أجش:
-سلام.

دينا بضحكة خفيفة:
-باي باي ثم وضعت الهاتف على الطاولة وانفرجت أساريرها عن ضحكة خفيفة.
روجينا بفضول:
-شكلك كأنك وقعتي على كنز.
دنيا بابتسامة:
-ده أنا الدنيا ضحكت ليا ...مش وقعت على كنز انا وقعت على اللي اكبر من الكنز.
روجينا بحب استطلاع:
-شوقتيني أعرف أيه إللي فرحك كده وكنتي بتكلمي مين؟
ردت بابتسامة:
-كنت بكلم أكنان.
روجينا بصدمة:
-أكنان تقصدي أكنان بتاع مجموعة شركات القاسي.

هزت دينا رأسها:
-أيوه هو.
روجينا سألتها بلهجة حاسدة:
-واتقابلتو إزاي، وامتى، مقولتليش يعنى ياسوسة إنك قابلتيه قبل كده.
ردت دينا بابتسامة:
-اتقابلنا في حفلة خاصة كنت بغني فيها، وطول السهرة كنا مع بعض.
تحدثت روجينا بغيرة:
-يابختك، بقولك ديدي عايزه منك خدمة صغيرة أوي.
دينا بسؤال:
-خدمة إيه إللي عايزها، إنتي عارفني مش بعمل حاجة ببلاش.

روجينا قالت:
-عارفة وخدمتك مردودالك.
دينا باستفهام:
-قوليلي بقا عايزه أيه؟
روجينا برجاء:
-عايزاكي تعرفيني على المز اللي مع أكنان علطول.
 تقصدي زاهر
ايوه هو مفيش غيره بصراحة انا معجبة بيه من زمان بشوف صوره علطول مع أكنان، سرحت روجينا في هيئته وهمست حالمة ده احلى من نجوم هوليود وبوليود، إنتي تعرفي أن اللي لون عينيهم عسلي قلبهم طيب اوي وهو طيب بس مش مبين.

دينا بفضول:
-ما دام ليكي في ألوان العيون لون عينين أكنان الاسود بيحكي بيقول إيه.
عدت روجينا على اصابعها وهي تقول:
-عصبي، غير صبور ثم ضحكت وكمان بيتميزو بقوة العاطفة.
دينا ببتسامة:
-خلاص انا هتصرف وهخليكي تقابليه، المقابلة عليا والباقي عليكي وانتي وشطارتك وحقك محفوظ deal.
روجينا بابتسامة ماكرة:
deal-

ذهب زاهر إلى مكتبه وقام باتصالاته، وعرف أن المقهي معرض أن يحجز عليه البنك في أي وقت وأنه عليه ديون كثيرة، أرتسمت على وجهه ابتسامة ظافرة، فعمليه الشراء نتيجة هذه المعلومات لن تستغرق عدة ساعات، فقرر الذهاب الآن إلى السيدة شهيرة وأن يعرض عليها شراء الكافيه في مقابل تسديد ديونها وأيضا حصولها على شيك بالملايين، وهو في طريقه للخروج من بوابة الشركة، وجدها أمامها تتبختر في مشيتها بأناقة، مرتدية بدلة كريمية اللون مبرزة جمالها أكثر، تسمر في مكانه للحظات شاردا متأملا أيها باشتياق، وفجأة يتحول وجهه لنيران مشتعلة عند ظهور كريم وقيامه بإمساك يدها والضغط عليها.

تحدثت بيسان بدلع:
-يلا بينا يا كيمو.
غضب بلا حدود سيطر عليه عند سماعه نطقها لفظ التحبب خارج من شفتيها.
بيسان نظرت إلى زاهر الذي مازال واقف مكانه تحدثت ببرود:
-وسع الطريق عشان نعرف نعدي.
زاهر جز على اسنانه بغضب:
-اتفضلي يا هانم.
ثم خرج من بوابة الشركة هو يدق على الأرض بغضب.

نظر كريم خلفه وعند تأكده من تمام رحيله، ضحك بنبرة عالية:
-ههههه شوفتي منظره الغيرة كانت هتنط من عينيه، ده كان عامل زي القنبلة الموقوتة لما شافني ماسك ايدك.
سألت بأمل:
-بجد ياكريم هو شكله غيران عليا.
اجابها كريم بجدية:
-ايوه يا بنتي دي نظرة دنجوان قديم.
ضحكت بيسان على رده:
-طيب ياحضرة الدنجوان بالنسبة لنظرة حضرتك الخبرة، ممكن تجاوبني على سؤالي هو منظره دلوقتي بيقولك إيه؟

تصنع كريم نظرة التفكير العميقة:
-بالنسبة لنظرة خبير زي متمرس في أمور الحب اقدر اتكلم واقولك.
نغزته بيسان بحدة في صدره قائلة بغيظ:
-هات من الاخر يا بارد.
كريم بزعل مصطنع:
-اااه ياقلبي، القلب اللي كله حيوية وحب يتقال عليه بارد.
كلامه أثار سخطها:
-هات من الاخر بيحبني ولا لأ.
الهزل اختفى ليتكلم بجدية:
-بيحبك.
بجد ياكريم بيحبني.
ايوه بجد وانا متأكد من كلامي هندرد برسنت.

تمتمت بيسان بحزن:
-بس هو قالي زمان إنه بيحبني زي أخته وعمره ماهيفكر فيا كحبيبه وهو اصلا السبب في سفري واني اكمل دراستي برا.
تكلم كريم بحب:
-كل ده عارفة انتي قولتيه ليا، بصراحة يابسبوسة انا مش جيت مخصوص عن الصفقة الجديدة كان ممكن اي حد غيري يجي مكاني.
سألت بيسان:
-أمال جيت ليه؟

نظر لها بحنو:
-عشانك إنتي يا بيسان، عشان طول السنين اللي كنتي عايشة فيهم معانا نظرة الحزن مكنتش بتفارق وشك، فأنا قررت أشوف البني أدم السبب المسئول عن حزنك، عشان اخلص عليه وانتقم منه.
قالت بذعر:
-لا مش عايزاك تخلص عليه.
نظر لها بابتسامة ماكرة:
-مادام مش عايزني أخلص عليه، يبقا تخليني افكر إزاي أخليه يعترف بحبه ليكي.
تمتمت بيسان:
-أنت بتقول أيه ياكريم.

رد كريم:
-اللي سمعته، بس انتي تسمعي كلامي في إللي هقوله ليكي، هخليه يطلب منك العفو والسماح على اللي عمله معاكي زمان، وانتي بقا وقتها تعملي إللي تحبيه.
قالت بعدم تصديق:
-بجد ممكن زاهر يقولي بحبك، ممكن يقولي عايز اتجوزك.
رد كريم بثقة:
-متأكد أوي، إنتي إزاي مأخدتيش بالك من نظراته ليكي، سهل أوي تخليه يرفع الرايا البيضا ويعترف ليكي، زمان كنتي صغيرة دلوقتي لا وتقدري تخليه يقولك تتجوزيني مش يقولك بحبك، بس إنتي اسمعي كلامي.

قطبت بين حاجبيها بتركيز عميق ثم قالت:
-وانا معاك في اي حاجة، خلينا ورا الفشار لحد باب الدار.
كريم بابتسامة:
-ألفاظ بيئة بيئة.

انتظرت زهرة ميعاد انصرافهم وتحدثت مع بسام بخصوص نسبتها.
قالت زهرة بإصرار:
-نسبة الاتنين في الميه قليل اوي،أنا عايزه خمسة في الميه، بصراحة كلامك معايا جاه في وقته وبعد ما فكرت كويس لقيت المثل والمبادئ مش بتأكل عيش ولا هضمن اجيب بيهم علاج أمي.
رد عليها بسام:
-تمام وأنا موافق، الطلبيه الجديدة هتكون ليكي نسبة العشرة في المية.
نظرت له ببرود:
-تمام ثم أنصرفت بعدها مباشرة، حاملة ماشا بين ذراعيه، عائده لمنزلها.

وبعد مرور عدة أيام، عملت بيسان في الشركة تحت إلحاح منها، حتى يكون زاهر أمام عينيها لتستطيع تنفيذ خطتها وأكنان أستمر بالخروج مع دينا بصفة يومية.
تفاجأة زهرة بطلب مادام شهيرة لها وأنها تريد الكلام معاها في أمر هام.
تحدثت شهيرة بأعصاب ثابته:
-بصي يا زهرة أنا المفروض كنت قولتلك الكلام ده من كام يوم، بس مكنتش فاضية بصفي وببيع كل إللي ورايا عشان خلاص ناوية اسافر أعيش مع إختي في إيطاليا.

نظرت لها مصدومة:
-مسافرة طب والكافيه.
ردت شهيرة بهدوء:
-بعته من كام يوم، الكافيه كان عليه ديون كتير وبصراحة جالي في عرض مغري فما صدقت ووافقت على البيع.
زهرة تأثرت بشدة بخبر البيع:
-طب وأنا.
أجابتها شهيرة بتوتر:
-بصراحة يا زهرة الكافية المالك الجديد قرر يقفله وبيقول هيفتح حاجة تانية، وعشان كده كل اللي شغالين في الكافيه معايا، كل واحد هياخد شهر مكافأة، ثم أخرجت من درج مكتبها مبلغ مالي، خدي يازهرة ده شهر مكافأة ومع مرتب الشهر ده كمان.

نظرت زهرة للمبلغ الموضوع على سطح المكتب بكأبه وقالت:
خلاص يا مدام الكافية هيتقفل.
ايوه يازهرة خلاص كل الحسابات اتصفت والمالك ناوي يقفله.
 والمفروض هتمشي أمتى.

من بكرا يا زهرة، الكافيه هيتقفل من بكرا.
ردت زهرة مذهولة:
-بكرا بكرا، حدثت نفسها بهمس، أعمل إيه دلوقتي مع بسام والفواتير يا مصيبتك يازهرة.
سألت شهيرة:
بتقولي حاجة يازهرة؟
زهرة بغم:
-مش بقول حاجة يامدام.
تحدثت شهيرة قائلة:
-أنا عارفة اللي حصل صدمك، بس العرض كان مغري وكل حاجة جيت مرة واحدة وكنت مشغولة، متزعليش مني يا زهرة عشان لسه قايلة ليكي دلوقتي، كله جاه ورا بعض مرة واحد ة معرفتش اخد نفسي.

زهرة تنفست بعمق في محاولة لتقبل كلامها بهدوء، السيدة شهيرة من حقها التصرف في المقهى كما تريد دون أخبارها بشيء، ردت عليها بهدوء:
-مش زعلانة، أنا عايزه ليكي كل خير، بعد إذن حضرتك هروح افضي مكان شغلي مادام الكافية صاحبه هيقفله.
قالت شهيرة بنبرة شجيه:
-مع السلامة يازهرة.
ردت زهرة بحزن:
-مع السلامة يامدام.

خرجت من المكتب تكاد لا ترى أمامها فعقلها لم يتوقف عن التفكير حتى لمعت صدمة المعرفة بأن البيع أتى في صالحها، توقفت مرة واحدة لتصطدم بآخر شخص تتوقع رؤيته وقبل أن تقع قام بلف إحدى ذراعيه بقسوة على خصرها الغض وضغط اكثر حتى أخرجت تأوه خافتا.. أااه
رمقته بنظرة مرعوبة فبادلها أخرى تنذر بغضبه ولكن سرعان ما تحولت إلى نظرة إنتصار تبعتها إبتسامة ماكرة ثم قال بصوت ثلجي مميت:
-أنا محدش يقولي لأ.

01-03-2022 12:29 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [3]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية زهرة ولكن دميمة
رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الاول للكاتبة سلمى محمد الفصل الرابع

خرجت من المكتب تكاد لا ترى امامها من شدة بؤسها...لتصطدم بآخر شخص تتوقع رؤيته...وقبل أن تقع قام بلف إحدى ذراعيه بقسوة على خصرها الغض وضغط اكثر حتى أخرجت تأوه خافتا.. أااه
رمقته بنظره رعب فبادلها بأخرى تنذر بغضبه ولكن سرعان ما تحولت إلى نظرة انتصار تبعتها ابتسامة ماكرة ثم قال بثبات: أنا محدش يقولي لأ... مفيش حد يقدر يقولي لأ.

الذعر سيطر عليها عندما احكم قبضته على خصرها بعنف وهو يقربها منه...شعرت انها ستصاب بنوبة من نوبات ذعرها من لمسه لها...كنت تحسب نفسها قد شفيت ولكن ماحدث الأن أخبرها عكس ذلك...فهي تشعر بالاختناق وقلبها اخذ ينبض بعنف والوخز في قدميها ويديها أخذ في التزايد...لجئت إلى تمرين التنفس فهو المتاح في الوقت الحالي... فدوائها الخاص ليس معاها الأن ... تمتمت بخفوت واحد... اثنان... ثلاثة وهي تتنفس بعمق.

اختفت ابتسامته الخبيثة لتحل محلها نظرة مندهشة:أنتي بتعملي إيه
أبعدت نفسها عن قبضة يديه وخطت عدة خطوات للخلف ثم قالت بهدوء عكس ماتشعر بيه من رعب بداخلها:ملكش فيه...ولو محدش قالك لأ قبل كده... أنا سعيدة أني اول واحدة أقولك لأ... وبقولك تاني والمرة دي في وشك لأ أنا مش هشتغل عندك...

تفاجأ من ردها فقال بقسوة:وأنا هخليكي تندمي على ردك معايا بألاسلوب ده
زهرة بانفعال:ليه بقا أنت فاكر نفسك أيه عشان تهددني ولا عشان معاك شوية فلوس فاكر نفسك هتشتري الناس بيها وكل اللي تطلبه يتنفذ.... لا تعلم لماذا تحدثت معاه بعدوانية.. لماذا حتى قالت له لا... فالمالك الجديد سيقوم بإغلاق المقهى والفواتير أصبحت بلا قيمة بمجرد امتلاك المقهى شخص آخر.. بيع الكافيه أتى في صالحها وأصبح تهديد بسام لها في طي النسيان...سبب رفضها للعمل عنده أصبح في خبر كان وهي الآن أصبحت بلا عمل وفي أشد الحاجة لوظيفة جديدة...هزت رأسها بعنف محدثة نفسها... لماذا قولتي لا مرة أخرى يازهرة...

تحدث أكنان بغضب وأشار لها مهددا: هتدفعي تمن كلامك ده وبالغالي أوي
وجدت نفسها بدون أرادة منها ترد بسخرية:المفروض بقا أنا أخاف منك واقولك معلش سامحني... ثم صفقت بيديها وهي تضحك...عايز تسمعني بتوسل ليك...رسمت على وجهها ملامح نادمة وشبكت أصابع يديها ووضعتها أمام وجهها... أنا بقولك اهو انا ندمانه وبعتذر ليك.... ثم ضحكت باستهزاء... أكيد.

استريحت وبقيت مبسوط لما اتأسفت... معلش كان نفسي نتكلم مع بعض اكتر من كده بس مضطرة أسيبك وامشي ... ثم تركته واقف مكانها وهو ينظر لها غير مصدق ما رأه...فلأول مرة في حياته يصاب بالحيرة غير قادر على تفسير مايحدث أمامه.. قال مرددا:مجنونة... أكيد مجنونه
التفتت له قائلة متصنعة الإهانة:سمعتك على فكرة ومش هقول غير ربنا يسامحك... ثم تحركت مبتعدة.

وقف مكانه منذهل وهو يشاهد ابتعادها قائلا:أول مرة في حياتي اشوف كده.. لتظهر شبح ابتسامه على وجهه محدثا نفسه بأنه سيشعر بالمتعة عندما تتذلل له لمسامحتها...ودلف بعدها مباشرة إلي مكتب شهيرة.

ذهبت زهرة مسرعة إلى الدولاب الخاص بيها أخرجت حقيبتها وبأصابع ترتجف بحثت بداخلها عن الدواء الخاص بيها...تناولت الكبسولة مباشرة دون ماء... أخذت تتنفس بصوت مسموع لعدة دقائق... حتى شعرت بالراحة ثم دلفت إلى حمام لكي تغسل وجهها وعندما انتهت نظرت للمرأة الماثلة أمامها ... أيه اللي عملتيه ده فين هدوئك؟

... ليه اترعبتي جامد اول ما لمسك... ليه جسمك اتشنج... ليه ليه يازهرة... ليه اتصرفتي معاه بعدوانية وجنون... كان كفاية تمشي وتسيببه
وبعد مرور وقت قصير... جاءت مادام شهيرة
تحدثت قائلة:مالك الكافيه عايز يشوفك
ردت زهرة بتساؤل: أنا.

هو سأل عن الشغالين في الكافيه وبعدين طلب يشوفك
 ليه عايز يقابلني مادام هيقفل الكافيه... رجعت زهرة فلاش باك من وقت خروجها من مكتب شهيرة واصطدمها بيه... اتسعت عينيها هامسة بخفوت... مستحيل.. ثم سألتها بخشية: هو جاه امتى
أجابتها شهيرة:معرفش هو عايزك ليه انتي بالذات انا استغربت زي زيك بالظبط لما طلبك بالاسم ... وجاه بعد ماخرجتي من عندي علطول
هتفت غير مصدقة: هو اللي بيحصل ده بجد.

اندهشت شهيرة من كلام زهرة:في ايه يازهرة... هو في حاجة حصلت وانا معرفهاش
أجابتها نافية:لا طبعا مفيش حاجة
طب متعرفيش ليه عايز يشوفني يامدام
هزت شهيرة رأسها بالنفي:علمي علمك يازهرة.... أنا هتابع الكافيه.. لحد ما تخرجي من عنده
دلفت زهرة إلى المكتب والعديد من المشاعر المختلفة تتحكم فيها مابين فضول وقلق
تحدثت بثبات:حضرتك طلبتني.

أكنان بلهجة قاسية:طبعا عرفتي اني بقيت مالك الكافيه
ردت زهرة:عرفت بس اللي مش قادرة استوعبه...انت ليه اشتريت الكافيه
نهض آكنان من مكانه فهو يحب السيطرة عندما يتحدث... اقترب منها بثبات قائلا:اه طبعا مستغربة عشان ذكائك محدود وأشار بتجاه رأسها... ماهو لو في عقل هنا كان زمانك عرفتي انا ليه اشتريت الكافيه.

هزت زهرة رأسها برفض:لا مش معقولة...تكون اشتريته عشان قولتلك لأ مش عايزه اشتغل عندك
نظر لها بانتصار: ايوه
قالت بذهول:اشتريت كافيه بالملايين عشان قولت لا
تحدث ببرود: انا محدش يقولي لأ واسكت... محدش يقف قصادي ويغلط ... الكافيه واشتريته... نظر لها بشماته قائلا.... أااه نسيت اقولك انتي مطرودة.
نظرت له غير مصدقة مايحدث:أااانت أشتريت كافيه عشان تطردني منه... كافيه هتقفله بعدين.

وعقابي ليكي مش هيقف لحد طردك وقفل الكافيه... عقابي ليكي هيستمر لحد مايجي اليوم وتبوسي جزمتي تطلبي الصفح والسماح
في هذه اللحظة تمنت الرجوع بالزمن وسحب جميع اهاناتها له....فهي لن تتحمل عداوة هذا الوحش فهو قادر على تدميرها... لذلك فضلت الصمت
صاح أكنان في وجهها: يلا اطلعي برا.

في داخلها بركان ثائر يريد التمرد ورد الإهانة بالإهانة..وبصعوبة بالغة تحكمت في نفسها فهي في رقبتها مسئولية أسرة سوف تضيع بدونها... نظرت له بعيون فارغة قائلة بثبات:حاضر .... ثم خرجت مباشرة دون النظر خلفها
انتظر أكنان توسلها.. لكنها خرجت دن ان تبالي بالاعتذار له...فشعر بغضبه يتزايد فتوعد لها بالانتقام

داخل شركة القاسي... كان زاهر في جولته المعتاده في أنحاء الشركة للاطمئنان على سير العمل دون مشاكل...وهو في طريقه إلى مكتب زاهر... رأى بيسان تقترب تجاهه
تحدثت بيسان بلهجة ناعمة:أنا عايزاك تاخدني في جولة في الشركة عايزه اعرف كل مكان فيها والشغل بيدور إزاي
رد زاهر بحدة:عندك اي حد من الموظفين ممكن يقوم بالمهمة دي.

عضت بيسان على شفتيها الوردية اللون قائلة: وانا مش عايزه اي موظف... عايزه اكتر واحد بيفهم هنا وعارف كل خبايا الشغل...وبعد تفكير كتير وقع اختياري عليك
اثارته حركتها البسيطة...حاول التكلم بصوت هادئ:حاضر يابيسان... تعالي معايا عشان اوريكي مكاتب الموظفين والشغل ماشي أزاي
-دلوقتي مينفعش
 هو مين اللي طلب الأول.

انا طلبت بس مش دلوقتي بعدين.. أصل هستني كريم الأول.. أصل وعدتها إنه هياخد جوله معايا في الشركة
جز على أسنانه بغضب:نعم
نظرة له بمكر:اللي سمعته يازيهو... اول ما كريم يجي هتاخدنا احنا الاتنين في جولة
زاهر بغضب مكتوم:مين زيهو
 أنت طبعا حلو اسم الدلع
 بلاش يابيسان تختبري صبري.

يبقا مش عاجبك الدلع ايه رأيك في زهوزه
زاهر زفر بغضب:أسمى زاهر.. زاهر وبس
زمت شفتيها بضيق:خلاص براحتك... كفايه عليا ادلع كيمو حبيبي
تشنجت عضلات وجهه بشدة.. شعرت بيسان بالخوف فوجهه ينذر بالعنف
بيسان بقلق:انا هروح على مكتبي واول ماكريم يوصل هبلغك... لم تنتظر اجابته وولت هاربة من أمامه.

عندما دلفت إلى مكتبه وجدت كريم جالسا وهو يضع قدم فوق الاخرى... سألها بفضول: عملتي اللي قولتلك عليه
ضحكت بيسان بخفة:كان ناقص يضربني...انا مصدقت مشيت من وشه...اتصل بيه دلوقتى
رد كريم: خليه مستني شوية عقبال لما تحكيلي كل اللي حصل بينكم بالكلمة
جلست بيسان على الكرسي وارتسمت على شفتيها ابتسامة...

ذهب زاهر إلى مكتبه وأغلق الباب خلفه بعنف واتجه ناحية كرة الملاكمة الموجودة في الركن وبدون ارتداء القفازات اخذ في توجيه العديد من اللكمات لها بدون توقف حتى افرغ غضبه وعندما انتهى تنفس بحدة ولم يبالى بتطهير أصابع يده النازفة ...جلس على الكرسي واضعا رأسه على المكتب مسترجع ذكرياته الخاصة مع بيسان فهي كبرت أمام عينيه من طفلة جميلة لمراهقة أشد جمالا...محركة فيه غرائز محرمه عليه مجرد التفكير فيها.

شفتيه ابتسمت عندما تذكر اول محاولة لها في إعداد وجبه افطار وآخر مرة رأها.. فهي تراهنت معاه لو اعدت وجبه افطار له ونالت إعجابه سوف تقود سيارته
نظرت له ببرائة:أنت وعدتني تخليني اجرب اسوق عرببتك
بادلها بنظرة مبتسمة:وعدتك لما تكملي السن القانوني اللي يسمحلك تسوقي عربية
زمت شفتيها بغضب طفولي:بس انت علمتني كويس... بليز خليني اسوق عربيتك بدل ماسوق عربية تانية.

عبس بقلق: مش هتعملي كده خالص
حركت يديها في الهواء بيأس:طبعا مش هعمل كده خالص وازعلك مني... طب ايه رايك لو عملت ليك فطار وعاجبك تخليني اركب عربيتك
رد زاهر بالموافقة فهو واثق من فشلها في إعداد مجرد بيضة مقليه:وانا موافق
قفزت في مكانها من شدة سعادتها:وعد
رد زاهر:وعد.

هرولت من أمامه مسرعة وفي خلال نص ساعة كانت قادمة في الجنينه وهى تحمل الصينيه وتعلو وجهها ابتسامة منتصرة وقامت بوضعها على الطاولة الموجودة امامه
بيسان بثقة:الفطار جاهز
عندما تذوق مااعدته نظر لها بذهول: أنتي اللي عاملة الفطار ده
هزت رأسها وهي تنظر له بسعادة:ايوه إنا
سأل زاهر:من أمتى وأنتي بتعرفي تطبخي
اخدت دورات في الطبخ عن طريق النت... عاجبك الفطار
هو ده محتاج سؤال طبعا عاجبني
 يبقا هسوق عربيتك
هز رأسه بابتسامة:طبعا وعد الحر دين.

بمجرد سماع موافقته... رقصت مع نفسها بسعادة متناسية ما حولها واندمجت في الرقص.. أخذت تقفز وتدور حول نفسها وشعرها الأسود الحريري يتطاير في الهواء ويلتف حول وجهها بين التارة والاخرى... نظرته المبتسمة اختفت بالتدريج وحلت محلها نظرة أخرى.. نظرة راغبة... اقتربت منه بيسان وحضنته غير واعية بتغير مشاعره...رفعت نفسها على أطراف أصابع قدميها وقامت بتقبيله من وجنتيه... لم يتحرك وظل ثابت في مكانه من حدة مشاعره...وبيسان أيضا تاهت هي الاخرى فهي أخفت حبها له كثيرا... ففقدت سيطرتها وقامت بلمس وجهه بحب وعندما ظل ساكن تشجعت على اتخاذ فعل جريء ورفعت رأسها لتقبله... فاق زاهر في اللحظة الحاسمة.. وصفعها بالقلم هاتفا:ليه عملتي كده.

وضعت يديها على مكان الصفعة مذهولة:عشااان اناا بحبك
تحدث زاهر بغضب:وأنا مش بحبك... واللي حصل دلوقتي ميتكررش تاني..
بيسان بدموع:بس كل تصرفاتك وافعالك معايا بتقول عكس كده
زاهر رد بانفعال:معاملة اخ لاخته مش اكتر... مش حب
بيسان برجاء:بس انا.

زاهر بغضب:كفاية يابيسان... أمشي دلوقتي وشيلي الكلام الفارغ ده من دماغك... عشان انا طول عمري بفكر فيكي زي اخت وبس
وهذه كانت آخر مرة يرى فيها بيسان فقد سافرت بعدها إلى أمريكا
فاق زاهر من شروده على صوت رنين مكتبه... رد قائلا ببرود:ثوانى وهكون عندك
وفي خلال دقائق كانت بيسان بجواره وبجوارها كريم
اخذ يدور بيهم في الشركة متحدثا بثبات عن كل قسم.

.. وفجأة ادعت بيسان الوقوع... وعندما حاول زاهر أمساكها... غمزت لكريم فقام هو بأسنادها... شعر زاهر بالغضب عندما لجئت لكريم وقامت بتجاهله
بيسان:معلش يازاهر مش هقدر اكمل معاك رجلي واجعتني... خلي بقيت الجولة بعدين.. ثم وجهت حديثها لكريم... يلا بينا ياكيمو
جز على أسنانه بغضب: اللي تشوفيه وانا تحت الخدمة... همشي انا بقا مادام وجودي بقا زي قلته بينكم أسيبكم تاخدو راحتكم... وانصرف متمتا بانفعال... ماشي.

نظر لها كريم مبتسما:الراجل هيجراله حاجة من الغيرة
احسن يستاهل ده أنا شوفت إيام حزن بسببه ويقولي انتي زي اختي... مش هستريح الا لما اخد حقي منه
وانا معاكي يابسبوسة...

زهرة قامت بجمع أغراضها وقبل خروجها قامت بتوديع مدام شهيرة وبعد انصرافها أخبرت جميع العاملين بأن المقهى تم بيعه
نظر بسام إلى سماح بدهشة هامسا بخفوت: ياخسارة... الكنز اللي بنغرف منه بح خلاص
شهيرة:كل واحد فيكم ليه شهر مكافأة.. واي متعلقات خاصة ياريت تاخدوها معاكم وانتو ماشين... ثم انصرفت تاركة الكل مصدوم
سماح بسؤال:واحنا هنعمل ايه دلوقتي.

بسام بلامبلاة:قصدك انتي هتعملي أيه
تقصد ايه بكلامك
اقصد اللي فهمتيه... يعني كل واحد فينا من سكة
أنت بتتخلى عني يابسام... والوعود اللي وعدتها ليا
بليها واشربي ميتها
نظرة له بغضب:ماشي يابسام اما ورتك
رد بسخرية:أعلى مافي خليك اعمليه.

تحدثت بانفعال: أنا هوريك هعمل إيه... أما خلتك تقول حقي برقبتي مبقاش أنا
بسام بسخرية: ده لو شوفتي وشي تاني... أنا خلاص هسافر وهسيب البلد هنا... سلااااام ياسوسو

شاهدت أنصرافه بغضب فتوعدت له بالانتقام بأي وسيلة...طول الطريق إلى منزلها توصلت إلى فكرة جهنمية...قبل أن تدخل إلى الشارع المؤدي لمنزلها... أنزوت في ركن بعيد عن الأعين وقامت بتقطيع ملابسها واحداث العديد من الكدمات في جسدها عن طريق ضرب جسدها في الجدار و عندما انتهت.. خرجت ومشيت حتى وصلت بالقرب من منزلها والعيون تراقبها بفضول وهمساتهم الخافتة تتصاعد...صعدت الي شقتها وعندما فتحت امها الباب تصنعت الإغماء وخرت ساقطة تحت قدميها.

شهقت حسنية بصدمة:يالهوووي...
خرج اخوها على صريخ امه
حسان عند رؤيتها لأخته مغمى عليها ووضعها على الاريكة الموجودة في استراحة الشقة
حسان بصوت غليظ:هاتي ياما كوباية مية
أحضرت حسنية كوب الماء مسرعة
اخذ الكوب وصب محتوياته على وجهها
شهقت سماح بحدة وتصنعت البكاء
سأل حسان:ايه اللي حوصل.

ردت بصوت متقطع وهي تبكي:بسام استغل الكافيه فاضي واتهجم على شرف اختك
صاحت حسنية بصوت عالي:يا مصيبتك السودة ياحسنية
تشنج وجه حسان: اكتمي ياما دلوجتي... بلاش فضايح
لطمت حسنية على صدرها: ماخلاص اتفضحنا
حسان بغضب: أنتي هتسافري ويها دلوجتي الصعيد عند أعمامي
وانتي هتعمل ايه ياولدي مع الكلب اللي هتك عرض خيتك.

هنتجم لشرفي ياما... ثم خرج من المنزل وقام بالعديد من الاتصالات واتفق مع أصدقائه للاجتماع
في الميكروباص الخاص بيه..وبعد حضور الجميع واخباره بما حدث وماينوي على فعله... انطلق بالميكروباص وأنتظر أسفل منزله منتظرين خروجه وتحرك الميكروباص خلفه مترقبين خلو الشارع من المارة.. وعند حدوث هذه اللحظة هتف حسان:هاتوه دلوجتي.. نزل اربع رجال ملثمين... وقامو بشل حركته
بسام صارخا: انتو مين.

أجد الرجال بغلظة:هتعرف بعدين... وقامو بضربه على رأسه ليفقد وعيه مباشرة
أستيقظ بسام بعد فترة مفزوع من الماء الملقي فوق رأسه...
سأل بسام بخوف:هو حصل ايه
رد حسان بشر:حوصل إنك هتكت عرض خيتي سماح بالغصب
أناا معملتش حاجة
هي اللي جالت بنفسها بعد ماجيت خلجتها متقطعة... أنت عارف عوقبت ده في سلو بلدنا يبقا إيه.

نظر له بسام برعب:انا معملتش حاجة انا برئ
صاح حسان بغضب:قلعوه هدومه التحتنيه يارجاله
نظراته تجولت بينهم بفزع:أنت هتعمل إيه
رد حسان بغضب:هنفذ فيك سلو بلدنا اللي بيتفذ في الأشكال اللي زيك...

بسام بتوسل:أبوس رجلك ياحسان بلاش... أنا مستعد اتجوزها دلوقتي
صرخ فيه حسان: دلوجتي بتترجني كيف الحريم مرحمتش ليه خيتي وهي بتتوسل ليك
هتف بسام بدموع:متهجمتش عليها
رأى بسام حسام يخرج السكين من جيبه ونظراته المصممة على فعل مايريد فقرر قول الحقيقة فهتف بيأس:كان برضها هي عملت كده عشان تنتقم مني عشان قولتلها مفيش جواز.

صفعه بالقلم قائلا:أخرس كمان بتتبلى عليها
بسام بدموع: روح اكشف عليها وهتعرف اني مش بكذب واللي حصل برضاها... أنا متهجمتش عليها
حسان بصياح:كتفوه... أنا هخليك متنفعش بعد النهاردة..
صرخ بسام: لااااا لااااا لتنقطع صرخاته ساقطا الوعي والدماء تتساقط بغزارة أسفله
قام بقطع أثمن ما يمتلكه رجل.. مما جعله لا يصلح لأي فتاة بعد اليوم وكان الأمر عقاباً لهتك عرض شقيقته.




الكلمات الدلالية
رواية ، زهرة ، ولكن ، دميمة ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 05:33 صباحا