أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية عروسي المشوهة

وقفت امام المرأة تتطلع الى تفاصيل وجهها المشوه بالكامل، كانت تشعر بالنفور والازدراء اتجاه ملامحها المخيفة، أدمعت عيناها ..



30-01-2022 01:02 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [4]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عروسي المشوهة
رواية عروسي المشوهة للكاتبة سارة علي الفصل الخامس

مر شهر كامل على تلك الاحداث اعتادت سالي به العيش في منزل مازن بالرغم من شعورها بالغربة في بعض الأحيان حيث كان تقضي اغلب أوقاتها في غرفتها وحيدة لا تراهم سوى في أوقات الطعام والتي تمنت في داخلها ان تأتيها الى غرفتها بدلا من الهبوط الى غرفة الطعام وتناولها وسطهم...
علاقتها بمازن كانت باردة للغاية فهي لم تكن تراه من الأساس الا وقت النوم فهو يقضي جميع وقته في عمله في شركته...

اما والدته فلم تكن تراها الا وقت وجبات الطعام ولم تكن تتحدث معها نهائيا فقط تكتفي بنظراتها المبهمة التي لا تدل على شيء...
ريم الوحيدة التي اصبحت قريبة منها بل صديقة لها ايضا حيث اقتربت منها منذ اول يوم وسرعان ما توطدت علاقتهما سويا بعد ان رأت مدى طيبتها وعفويتها بالرغم من صغر سنها...

دلفت الى داخل الشركة وهي ترتدي ملابسها البسيطه التقليدية المكونة من بنطال جينز ممزق في مناطق معينة وفوقه قميص اسود اللون وشعرها الطويل يتراقص خلفها، ترتدي نظارات شمسية سوداء تغطي عينيها الزرقاوتين بينما تتبعها انظار جميع الموظفين ما بين إعجاب وبغض، إعجاب من جهة الموظفين الذين يدركون جمالها المثير والذي فشلت الملابس الرياضية في إخفائه وبغض من جهة الموظفات اللواتي يتضايقن من اسلوبها الجاف معهن...

دلفت الى داخل المصعد لتخلع نظارتها وتضغط على زر الطابق الخامس، خرجت من المصعد ما ان وصلت الى الطابق المنشود فهمت بالاتجاه الى غرفتة مكتبها الا انها توقفت للحظات في مكانها، ابتسمت بخبث وهي تتطلع الى غرفة مكتب وسام فقررت التوجه نحوه ومناغشته قليلا، اتجهت بخطواتها الراكضة وهي تشعر بالحماس الشديد وفتحت باب غرفة مكتبة بسرعة الا انها تسمرت في مكانها من المنظر الماثل امامها...

كان وسام يحتضن سكرتيرته ويقبلها بشغف بينما يديه تتجول على انحاء جسدها، كان المنظر مقرف بالنسبة لها و سبب لها شعور غريب بالغثيان، انتفض وسام من مكانه وابعد سكرتيرته عنه ما ان اقتحمت رزان غرفة مكتبه، تطلع اليه بنظرات مصدومة وشحبت ملامح وجهه بينما ركضت هي متجهه الى مكتبها وهي لا ترى امامها من دموعها التي تغطي وجهها...

دلفت الى داخل حمام مكتبها بسرعه وفتحت صنبور المياه وبدأت تغسل وجهها علها توقف دموعها فهي لا تحب ان تبكي ابدا او تظهر ضعفها، توقفت عن البكاء اخيرا بعد معاناة، تطلعت الى ملامح وجهها الحمراء من اثر البكاء بضيق وأخذت المنشفه وبدأت تجفف وجهها بقوة لتعيده الى طبيعته حينما سمعت صوت وسام ينادي عليها، تأكدت من عودة وجهها الى لونه الطبيعي وخرجت اليه لترميه بنظرات باردة وتتقدم ناحية مكتبها وتجلس عليه...

تنحنح وسام بتوتر ثم قال بحرج واضح:
رزان، اللي شفتيه ده حصل...
قاطعته بنبرة جافة:
اللي شفته ده انا مليش علاقة بيه، انت حر تعمل اللي انت عاوزه...
رماها بنظرات ساخرة أربكتها كثيرا بينما وجدته يتقدم ناحيتها بخطواته الهادئة، ما ان وصل اليها حتى احاط جسدها بذراعيه ليقول بتهكم وهو يتفرس في ملامح وجهها:
عاوزة تفهميني انك متأثرتيش خالص باللي شوفتيه، ولا ساب اي اثر فيكي...

جاهدت لتظهر صلدة متماسكة امامه فرفعت ذقنها عاليا وهي تقول بثقة:
وهيأثر بيا ليه، هو انت تعنيلي حاجة اصلا عشان تصرفاتك تأثر فيا...
غامت ملامحه بنظرة عدوانية اخافتها بينما اهتز صدغيه من شدة الغضب الذي حل به، اطبق على شفتيه بقوة ثم ابتعد عنها خارجا من غرفة مكتبها وهو يغلي غضبا من كلامها الذي جرحه بقسوة تاركا اياها تتابعه بنظرات متأسفة...

طرقت ريم على باب غرفة مازن لتفتح لها سالي الباب، ابتسمت سالي لها بسعادة وهي تقول بترحيب:
ريم، اتفضلي...
قاطعتها ريم بجديه:
لا اتفضل فين، انتِ اللي هتغيري هدومك وتتفضلي معايا...
عقدت سالي حاجبيها لتقول بتعجب:
اتفضل معاكِ على فين...
اجابتها ريم موضحة مقصدها:
نروح المول نعمل شوبنك...
هزت سالي رأسها نفيا وهي تقول بسرعة وخوف جلي:
لا لا مش هروح...
سألتها ريم باستغراب:
ليه...؟!

اجابتها سالي بتوتر ظهر في ملامحها:
معلش انا مبحبش اخرج...
مبتحبيش ولا مش متعودة تخرجي...؟
تعجبت سالي من ذكاء ريم وادراكها لسبب خوفها الحقيقي من الخروج، كانت سالي لا تحب الاختلاط باحد بسبب تشوه وجهها كما انها لا تخرج نهائيا من اافيلا التي كانت تمكث بها...
توترت سالي اكثر من سؤالها فلاحظت ريم هذا على الفور، ابتسمت ريم وقالت بنبرتها اللطيفة:.

يا سالي انتي مخرجتيش بقالك كتير، مينفعش تفضلي محبوسة فالبيت على طول...
بس انا مرتاحة كده...
قالتها سالي بجدية فاردفت ريم بشفقة:
وفيها ايه لما تخرجي تغيري جو وتشوفي الناس اللي بره...
بس انا مش متعودة اخرج من البيت...
انقبض قلب ريم لما قالته وشعرت برغبة قوية في البكاء على حالها الا انها تماسكت وهي تقول بصرامة مصطنعة:
مليش دعوة انا في الكلام ده، انتي هتخرجي يعني هتخرجي...
يا ريم ارجوكي افهميني...

كانت سالي تتوسلها بنطراتها الا انها ريم عقدت ذراعيها امام صدرها وظلت واقفة امام الباب وملامحها تنطق بالاصرار الشديد...
طب انتِ مش هتتكفسي وانا معاك بشكلي ده...
قالتها سالي بخجل لتشهق ريم بقوة وهي تقول بصدمة:
اتكسف من ايه بس، انا بجد هزعل منك...
سارعت سالي للاعتذار:
خلاص اسفة والله...
خلاص يعني وافقت وهتخرجي معايا...
بس ممكن نروح مكان تاني غير اامول...
سألتها ريم بتعجب:
ليه...؟
فاجابتها سالي بتردد:.

عشان مزدحم اوي وانا نفسي اروح مكان هادي...
ابتسمت ليها ريم بحنان ثم قالت:
خلاص يبقى نروح نتغدى فمطعم قريب من هنا...

في المطعم
جلست الفتاتان على احدى الطاولات ليتقدم منهما النادل ويأخذ طلباتهما، كانت سالي تشعر بالخوف والرهبة في ان واحد وهي تخفض رأسها الى الأسفل حتى لا يراها احد ويشاهد ملامح وجهها او يلمحها حتى...
أنهى النادل اخذ طلباتهما لتبتسم لها ريم وهي تسألها:
عجبك المكان...؟
اجابتها بخفوت:.

اه جميل...
تناولت ريم كوب الماء الذي امامها وتناولته ثم وجهت حديثها الى سالي مرة اخرى وهي تقول:
قوليلي بقىً، انت فعلا مش متعودة تخرجي من البيت...؟
انا مش بخرج نهائي اصلا...
ليه...؟
سألتها ريم بملامح مصدومة لتجيبها سالي بنبرة حزينة:
من ساعة متشوهت وانا مخرجتش من البيت ومش بشوف حد غير دادة علياء ورزان والخدم اللي بيشتغلوا في الفيلا...
طب ليه...؟
اجابتها سالي بضعف:
كدة احسن...

زمت ريم شفتيها بعبوس ثم عادت وسألتها بتردد فهي تود معرفة اشياء اخرى عنها وتفهم سبب تشوها وإذا يمكن علاجه ام لا:
انتِ حصل فوشك كده ازاي...؟! اقصد يعني حادثة ولا ايه...؟
اجابتها سالي باقتضاب وملامح واجمة:
حادثة عربية...
فضلت ريم عدم الحديث اكثر عندما شعرت بانزعاج سالي الواضح على ملامحها، وقررت ان تغير الحديث لموضوع اخر فبدأت تتحدث في عدة مواضيع اخرى ولحسن حظها اندمجت سالي معها في احاديثها...

في المساء دلف مازن الى الفيلا ليجد والدته في انتظاره والتي نادت عليه ليتقدم ناحيتها وهي يقول بتعجب:
ماما، انتي صاحية لحد دلوقتي...؟!
اجابته بهدوء:
ايوه عاوزه اتكلم معاك شوية...
جلس على الكنبة المقابلة لها وهو يسألها:
خير، عاوزة تسألي عن ايه...؟
عن وضعك انت ومراتك...
ماله...؟
انت ناسي انوا بينك وبين جدها اتفاق ولازم تنفذه...
زفر مازن انفاسه بضيق ثم قال بوجوم:
وهي دي حاجة تتنسي...
طب مستني ايه...؟

سألته والدته باستغراب ليجيبها مازن بقلة حيلة:
مش عارف...
مازن حبيبي، انا عارفة كويس انوا تشوهها ده مخلي الموضوع صعب، بس انت لازم تتقبلها، مضطر تعمل كده، متنساش انوا لسه الاملاك مش باسمك، لسه كل حاجة باسم حامد الشناوي...
كان مازن يدرك ان الحق مع والدته في جميع ما تقوله وقد شعرت والدته بهذا فاردفت بجدية:
يبقى انت لازم تخلي جوازكم حقيقي وتخليها تحمل منك بأسرع وقت عشان كل حاجة ترجع باسمك...

صمت مازن ولم يتكلم لتسترسل والدته في حديثها قائلة:
ايه رأيك تاخدها وتسافر...؟!
اسافر، اسافر فين..؟
سألها مازن بتعجب لتجيبه:
سافروا لأي حته تغير فيها جو وتتمم جوازك منها هناك...
تطلع مازن اليها بتفكير وقد شعر بالفعل انه بحاجة الى الراحة وتغيير الجو فقال بعد فترة من الصمت:
موافق..

في صباح اليوم التالي
استيقظت سالي من نومتها لتجد مازن جالس على الكنبة يتطلع اليها بنظرات ثاقبة اربكتها كثيرا...
كانت هذه المره الاولى التي تراه بها عندما تستيقظ فدائما كان يذهب الى شركته قبل استيقاظها...
صباح الخير...
قالتها بارتباك شديد ليجيبها بهدوء:
صباح النور...
نهضت من مكانها بخجل شديد واتجهت ناحية الحمام لتغسل وجههاوتفرش اسنانها...

خرجت بعد لحظات لتجده ما زال جالسا في نفس مكانها، رماها بنظراتها الهادئة ثم أشار لها قائلا:
تعالي اقعدي عشان عاوز اتكلم معاكي شوية...
تقدمت ناحيته بخطوات متوترة ثم جلست على الكنبة ليستطرد هو في حديثه قائلا:
احنا هنسافر بعد يومين...
نسافر، فين...؟!
سألته بدهشة ليجيبها موضحا:
هنسافر شرم الشيخ، نغير جو شوية ونفك عن نفسنا، جهزي نفسك بقى...

استغربت سالي بشدة مما يقوله فهي لم تتوقع منه كلام كهذا كما شعرت برعب حقيقي فهي لم تخرج ولا مرة من منزلها فكيف ستسافر هذه المرة الى بلدة اخرى ومع رجل غريب لا تعرفه...!

اما مازن فخرج وهو يفكر في كلام صديقه هاني وما قاله لها، تذكر حديثه معه وهو يقول بجدية:
يا مازن عاملها كويس وأكسبها، فالاخر هي مراتك وانت مضطر لكده، اعمل كده لغاية ما تحمل وبعدين سيبها، ومتنساش انك لو معاملتهاش كويس وقربت منها ممكن تعاند معاك اكتر وكده اتفاقك كله يخرب، فكر كويس فكلامي وأعقله...

قرر مازن ان ينفذ كلام هاني ويتقرب منها لفترة محددة حتى تحمل منه وينفذ اتفاقه مع حامد وبعدها يفعل ما يشاء...

جلس فادي امام مكتب جده بعد ان طلبه وهو يسأله بضجر:
خير يا جدي، عاوزني ليه...؟
اجابه حامد بجدية:
عاوزك فموضوع مهم اووي يا فادي...
موضوع ايه...؟
سأله فادي بحاجبين معقودين وملامح مستغربه ليجيبه جده:
قبل ما تعرف الموضوع لازم تفهم انك اقرب أحفادي ليا، ايوه متستغربش، انت الوحيد اللي خدت حاجات من طباعي، عيبك الوحيد انك مهمل وسايب كل حاجة تجري من تحت ايديك...
تطلع اليه فادي بضيق ليردف جده:.

المهم، مش هطول عليك، من الاخر كده انا عاوزك تتجوز...
قفز فادي من مكانه صائحا:
ايه...؟!
بينما اكمل حامد بلا مبالاة:
والجوازة دي لازم تتم بإرادتك او غضبا عنك...

30-01-2022 01:03 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [5]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عروسي المشوهة
رواية عروسي المشوهة للكاتبة سارة علي الفصل السادس

بس انا مش موافق...
ابتسامة ساخرة ارتسمت على ثغره وهو يقول بتهكم واضح ونبرة ذات مغزى:
مفيش مانع، بس يبقى من النهاردة ملكش حاجة عندي...
تقصد ايه...
سأله فادي بملامح مكفهرة ليعود الجد بجسده الى الخلف مسترخيا في جلوسه وهو يرد عليه ببساطة:
يعني هسحب منك كل حاجة، رصيدك في البنك وعربيتك، وهحرمك من الميراث كمان...
انتفض من مكانه هاتفا بعصبية:
معناه ايه الكلام ده، انت بتلوي دراعي...!

اعتبره زي ما تعتبره، كلامي واضح، يا اما توافق عالجوازة دي، يا اما تاخد هدومك وتخرج من الفيلا وملكش حاجة عندي، وعرفني ساعتها هتعمل ايه وهتعيش منين...؟!

دفع باب مكتب وسام بقوة ودلف الى الداخل قائلا بغضب شديد:
هقتله، ميبقاش اسمي فادي لو مقتلتوش...
انتفض وسام من مكانه بسبب اندفاع فادي الغريب وهجومه على مكتبه بهذه الطريقه، سأله بقلق واضح:
مالك يا فادي...؟ فيك ايه...؟ وتقتل مين...؟!
اجابه وهو يحرك يديه في الهواء:
جدك...
ليه...؟! هو عمل ايه...؟!
سأله باستغراب شديد ليجيبه فادي بملامح كارهة:
قول معملش ايه...

أردف قائلا بنبرة اقل علوا وهو يجلس على الكرسي المقابل له:
حامد باشا عاوز يجوزني...
بجد مين...؟!
سأله وسام بتعجب لينهره فادي بعصبيه:
هو ده اللي هامك...!
حك وسام ذقنه بأنامله ثم نهض من مكانه وجلس على الكرسي المقابل لكرسيه قائلا بنبرة جديه:
طب اهدى وبلاش عصبية...
اهدى ازاي، بقولك عاوز يجوزني بالعافية ولو رفضت هيحرمني من الميراث...
مط وسام شفتيه باستياء ثم قال بضجر:
هو الراجل ده مش هيبطل اذية بخلق ربنا بقى...

انا مش عارف اعمل ايه يا وسام، مش عارف بجد...
كان نفسي اساعدك يا فادي، بس انت عارف محدش يقدر يوقف فوشه...
زفر فادي انفاسه حنقا ثم قال بنبرة جديه:
مينفعش يفضّل يتحكم فينا كده يا وسام وكل شويه يهددنا بالميراث، دي مش هتبقى عيشة...
طب ونعمل ايه...؟
سأله وسام بجديه ليجيبه فادي بنبرة غامضة:
هقولك...

كان الجميع جالسا يتناول طعام العشاء حينما رن جرس الباب فدهبت احدى الخادمات وفتحته، دلفت شابة شقراء جميلة الى الداخل واتجهت نحوهم وهي تقول بسعادة:
مساء الخير...
التفتت ناحية مازن قائلة بابتسامة مصطنعة:
مبرووك على الجواز يا مازن...
اردفت بسخرية:
بس مش غريبة شوية انك تتجوز واحده مشوهة كده، خلصوا الستات العدلة فالبلد عشان تتجوز دي...

أدمعت عيناها بقوة وهي تستمع الى سخريتها من شكلها، همت ان تتحرك من مكانها متجهة الى غرفتها الا انها تجمدت في مكانها قبل ان تتحرك وهي تسمعه يقول بنبرة حادة:
الزمي حدودك يا رنا، انا مسمحش لأي حد انوا يهين مراتي او يسخر منها، اعتذري ليها فورا، والا ساعتها هتشوفي وشي التاني...
تفاجئت سالي من ردة فعله فاخر ما توقعته ان يدافع مازن عنها بينما تطلعت اليه رنا بصدمة مما قاله...

اما ريم فابتسمت بسعادة لردة فعل مازن ووالدته التزمت الصمت ولم يبدو عليها اي ردة فعل اتجاه الموضوع...
ابتلعت رنا ريقها بتوتر وهي تلاحظ نظرات مازن الحازمه ونبرته القاطعة لتقول باعتذار:
آسفة، مكانش قصدي...

ما ان دلفت سالي الى الغرفة وأغلقت الباب خلفها حتى انسابت دموعها على وجنتيها بغزارة، وضعت يدها على صدرها تحاول تخفيف الالم الذي احتل قلبها وثنايا روحها، ازدادت دموعها اكثر وأكثر وعلت شهقاتها حتى وصل صوتها الى مسامعه، كان يهم ان يدلف الى الداخل لكنه توقف ما ان سمع صوت بكائها، اعتصر قبضة يده بقوة وتمنى لو انه ضرب رنا على فمها وأخرسها، لا يعرف لماذا شعر بالأسى من اجلها ما ان سمع بكائها...؟ هل هو يشعر بالشفقة عليها...؟

طرق على الباب مرتين لتنهض من مكانها بسرعة وتدخل الى الحمام، تغسل وجهها بالماء وتغسل معه دموعها اللاذعة، اخذت المنشفة وبدأت تجفف وجهها، أبعدت المنشفة عن وجهها لتتأمل ملامحها والتي قضى التشوه عليها، ضغطت على شفتيها بقوة وهي تحاول ان لا تبكي مرة اخرى، تحركت باناملها على وجهها وهي تشعر بتلك التشوهات شظايا تحرق قلبها وروحها...

ابتعدت فورا من امام المرأة وخرجت من الحمام لتجده واقفا امامها واضعه يديه في جيوب بنطاله يطالعها بنظرات هادئة عادية...
سالي...
كانت تلك المرة الاولى التي ينطق بها باسمها...
تحدث بصوت متحشرج وقد بدا الحرج واضحا عليه:
بعتذر ليكي مرة ثانيه، ريم للاسف طبعها كده، بتحب تحرج اللي قدامها وتقلل منه، هي بتعمل كده مع الكل مش بس معاكي...
صمتت ولم تتحدث فقط اكتفت بايماءه من رأسها بينما تحرك هو مبتعدا عنها...

هم بالخروج الا انه توقف على صوتها وهي تناديه:
مازن...
استدار ناحيتها بنظرات متسائلة لتقول بامتنان حقيقي وابتسامة بريئة خفيفة تركت اثرها في قلبه:
شكرا...

في مطار القاهرة الدولي
كانت تسير بجانبه وهي تشعر بالتوتر والرهبة الكبيرين فهي غير معتادة على الذهاب في أماكن مزدحمة كهذه...
كانت تخفض رأسها نحو الأسفل طوال الوقت عينيها معلقة بأرضية المطار، شعرت به يتوقف فتوقفت هي الاخرى بينما أعطى هو جواز السفر خاصته الى الموظفة وتبعه بالجواز خاصتها...
اكمل المهام التقليدية اخيرا واتجه بها الى الكافيتريا الخاصة بالمطار...

جلسوا على احدى الطاولات الموجوده هناك، كانت هي مطرقة برأسها نحو الأسفل كالعاده بينما كان يتأملها بملامح هادئة...
تنحنح قائلا بنبرة هادئة:
سالي، ممكن ترفعي راسك شويه...
رفعت وجهها ناحيته بعد تردد شديد، كانت تفرك يديها الاثنتين بتوتر بينما تشعر ببرودة خفيفة تحتل جسدها وأطرافها...
انتِ عارفة انوا بقالنا اكتر من شهر متجوزين ومنعرفش حاجة عن بعض...!

هزت رأسها موافقة عن كلامه دون ان ترد عليها بينما أردف هو قائلا بجدية:
الرحلة دي عشان نقرب من بعض ونتعرف على بعض اكتر...
ثم قال بنبرة ذات مغزى:
وعشان جوازنا ميفضلش كده...
لم تفهم معنى جملته الاخيرة ولم تتجرأ ان تسأله بل اكتفت بهزة خفيفة من رأسها موافقة على كلامه...
شعر بالارتياح قليلا وهو يراها موافقة على كلامه فهي تبدو في نظره هادئة ومطيعة للغاية...

حان موعد رحلتهم فنهضا متجهين الى الطائرة، انبهرت سالي بمنظر الطائرة حالما رأتها وشعرت بخوف شديد بل بالرعب ايضا فكانت تلك المرة الاولى التي ترى بها الطائرة في حياتها، شعر مازن بخوفها فقبض على كف يدها وارتقى بها درجات السلم الخاص بالطائرة...

جلسا في الأماكن المخصصه لهم وبدأت الطائرة في الارتفاع، دب الرعب في اوصالها ما ان شعرت باهتزازات الطائرة القوية وبدأ جسدها يرتجف بشدة، قبض مازن على كف يدها معتصرا اياه بين يديه ثم اقترب منها هامسا بجانب اذنها:
متخافيش...

فتح مازن باب الشاليه ودلف الى الداخل تتبعه سالي...
اغلق باب الشاليه وتقدم الى الداخل سائلا اياها:
عجبك المكان...؟!
التفتت ناحيته مجيبة اياها بنبرة صادقة:
عجبني اووي...
كانت سالي تشعر بالراحة كونه اختار شاليه معزول قليلا بدلا من المكوث في منتجع سياحي مليء بالناس...
اتجهت ناحية النافذة تتطلع من خلالها الى البحر بلهفة شديدة، سألته بملامح متوسله وصوت متردد:
ممكن اروح شوية جمب البحر...؟
اكيد...

أردف متسائلا:
شكلك بتحبي البحر اووي...؟
التفتت ناحيته مجيبه اياه بملامح حزينه:
اصل دي اول مره اشوف فيها البحر...
أنصدم بسرعة لما قالته وحاول ان يستوعبه مرارا...
معقول، انتي مروحتيش البحر قبل كده...؟
هزت رأسه نفيا واجابته ببراءة:
انا اصلا مكنتش بخرج من البيت...
اردفت قائلة وهي تشير بكف يدها ناحية الباب:
انا هروح للبحر...
هز رأسه متفهما بينما ركضت بسرعة وفتحت الباب متجهة ناحية البحر...

وقفت امام البحر لتلفحها نسمات الهوا الباردة ويتطاير شعرها الى الخلف...
كانت تبتسم بسعادة بالغة لاول مرة تشعر بها، بدأت تدور امام البحر ليتطاير فستانها الزهرى حولها...
كان قلبها يدق بعنف وروحها تتراقص من السعادة...
اما هو فكان يراقبها من بعيد بتركيز شديد ولا يعلم لماذا شعر بسعادة غريبة تطفو داخل قلبه وهو يراها بهذا الشكل الطفولي بينما ارتسمت ابتسامة خفيفة على ثغره...

مساءا
كان واقفا امام النافذة يتابع امواج البحر العاليه بينما عقله غارقا في التفكير، كان يفكر في هذه الليلة وكيف ستمر عليه...؟ هو ما زال مترددا فيما ينوي فعله...
لكنه مجبر على إتمام هذه الزيجة، فلا داعي للمماطلة اكثر من هذا، شعر بها تدلف الى داخل الغرفة فاستدار ناحيتها وجدها ترتدي بيجامة طفولية حمراء ذات رسوم كارتونية كما اعتادت ان ترتدي طوال الوقت...

اتجهت ناحية السرير بنية النوم حينما اوقفها متسائلا:
هتنامي...؟
اجابته وهي تهز رأسها:
اه هنام، فيه حاجة..؟
تقدم ناحيتها ووقف امامها، تحدث قائلا بجديه:
سالي، احنا هنفضل كده لحد امتى...؟
سألته بعدم فهم:
هنفضل كده يعني ايه...؟
أظن جه الوقت اللي جوازنا ييبقى حقيقي...
اضطربت ملامحها بالكامل وهي تستمع لجوابه، تحدثت قائلة بصوت متردد:
بس...
بس ايه، احنا بقالنا شهر متجوزين...
معاك حق...

قالتها بشرود بينما اقترب هو منها مقبلا وجنتها بخفة، ارتجف جسدها بالكامل بينما شعرت بشفتيه تتخذ طريقها نحو شفتيها، هم بتقبيلها حينما أبعدت وجهها عنه بسرعة وهي تقول بنفور:
ارجوك بلاش دلوقتي..

30-01-2022 01:04 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [6]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عروسي المشوهة
رواية عروسي المشوهة للكاتبة سارة علي الفصل السابع

ابتعد عنها فورا ما ان شعر بنفورها ناحية ما يقوم به و خرج من الغرفة باكملها تحت أنظارها المتوترة...
جلست على السرير محتضنة جسدها بذراعيها ودموع الخوف تنهمر على وجنتيها بغزارة...

كانت تشعر بموجة من الأحاسيس المختلفة بين الخوف والأسف والخجل، هي صحيح عروس ومتزوجة منذ اكثر من شهر الا انها ما زالت تجهل اشياء كثيرة عن مفهوم العلاقة الجسدية التي يطلبها مازن منها وتشعر بالخوف الشديد والخجل في ان واحد، هي ليست مستعدة ابدا لها، وما يزيد توترها وقلقها أضعافا هو تلك التشوهات الموجوده على وجهها وفِي جسدها، ترى ماذا سيكون رد فعله اذا علم ان جسدها مشوه ايضا!

ازدادت عبراتها انهمارا ومعها شهقاتها، لقد خرج وهو غاضبا، انه غاضب منها بالتأكيد، لقد كانت سعيدة للغاية بالتغيير البسيط الذي حدث بينهما، وتشعر باللهفة للتعرف عليه والاقتراب منه اكثر ومعرفته عن قرب، لكن خجلها يمنعها من هذا...
توقفت عن البكاء وهي تفكر فيما يفكر به الان وماذا يظن سبب رفضها له، هل يظن انها تنفر منه...؟!

انه لا يفهم، هي تخجل بشدة، وتخاف من موقفه بعد رؤية تشوهاتها، تخاف ان ينفر منها، هي ما زالت تتذكر نظرة النفور الواضحة في عينيه عندما رأها لاول مرة، وبالرغم من ان نظرة النفور تلك اختفت الا انها ما زالت تخشى ان تراها مرة اخرى في عينيه، هو بالذات لن تتحملها منه ابدا، لا تعرف لما هو بالذات، لكنها تخاف وبشدة...

في صباح اليوم التالي
دلف الى داخل الشاليه بعد سهرة طويلة قضاها في احد البارات الليلية، اغلق الباب خلفه ودخل بخطوات مترنحة الى غرفة النوم، كانت سالي نائمة على السرير وهي ترتدي بيجامتها الحمراء ومتدثرة بغطاء ثخين يغطي جسدها بالكامل، خلع قميصه ورماه ارضا ثم رمى بجسده على السرير جانبها وغط في نوم عميق...

استيقظت سالي بعد عدة ساعات لتتفاجئ به نائم بجانبها، ارتبكت بشدة من وجوده بجانبها والتصاقه بها، قفزت من فوق السرير بسرعة وظلت متجمدة في مكانها وهي تتطلع الى جسده النصف عاري من الاعلى، كسا الاحمرار وجنتيها فخرجت بسرعة من غرفة النوم متجهة الى المطبخ...

اما هو استيقظ بعد فترة قصيرة ليتفاجأ بالفراش خالي جانبه، تثائب واضعا كف يده على فمه ثم نهض من الفراش وسار متقدما خارج الغرفة، بحث بعينيه عنها في صالة الجلوس الا انه لم يجدها، دلف الى المطبخ ليجدها هناك ويبدو انها تجهز الطعام، شعرت بوجوده فالتفتت نحوه لتسارع بأشاحة وجهها بعيد عنه بعدما رأته بهذا الشكل دون ان يرتدي قميصه...
صباح الخير...

قالها ببرود وهو يتجه ناحية الثلاجة ويفتحها ليتناول منها القليل من الماء، اغلق الثلاجة وخرج من المطبخ دون ان ينتبه لإجابتها الخافتة...
أنهت سالي تحضير الطعام اخيرا، حملت الطعام وتوجهت به الى صالة الجلوس واضعة اياه على الطاولة، ما ان جهزت الطاولة حتى تقدمت ناحية مازن الذي يجلس امام التلفاز لتهتف به:
الغدا جاهز...

نهض من مكانه واتجه ناحية الطاولة، بدئا يتناولان طعامهما وقد شعر مازن بالتعجب الشديد كون سالي تتقن الطبخ جاهلا انها تعلمت إعداد العديد من الأطعمة منذ ان كانت صغيره بمساعدة مربيتها علياء...
أنهى مازن تناول طعامه ونهض من على الطاولة دون ان ينبس بكلمة واحدة حتى تاركا سالي تراقبه بعينين مدمعتين وقد تأكدت بانه انزعج من تصرفها معه...

في المساء...
تقدمت سالي ناحية مازن بخطوات خجولة مترددة، وقفت امامه لتهتف به:
مازن، ممكن نتكلم شويه...
سألها دون ان يتطلع اليها:
خير، عاوزة ايه...؟
اجابته بخجل ازداد أضعافا بسبب لهجته معها:
اللي حصل امبارح...
قاطعا على الفور ناهرا اياها بعصبيه:
من فضلك متفكرنيش باللي حصل امبارح ومتفتحيش الموضوع ده معايا ابدا...
انا أسفه...

قالتها ثم انخرطت بنوبة بكاء مريرة وشهقات متتالية، كانت الدموع تنهمر على وجنتيها بغزارة، رق قلبه ناحيتها فنهض من مكانه واتجه نحوها، احتضن جسدها بذراعيه وهو يسألها برقة:
طب بتعيطي ليه دلوقتي...؟
اجابته من بين شهقاتها ودموعها بصوت متقطع:
عشان انت زعلت مني وانا مش عارفة أخليك تسامحيني ازاي...
زفر نفسا عميقا ثم قال بنبرة لطيفة للغاية وهو يمسح دموعها بأنامله ويهدهدها كطفل صغير:
انا سامحتك، متعيطيش بقى...

ابتسمت من بين دموعها قائلة بنبرة طفولية بحته:
بجد...!
هز رأسه مؤكدا حديثه وقال بجدية:
بجد، وعشان أاكدلك كلامي، انا عازمك النهاردة برة، نتعشى بره...
ابتسمت بخجل لتظهر غمازاتها الاثنتين بوضوح...
انت عندك غمازة...
قالها وهو يشير ناحية خديها لتبتسم بخجل وهي تضع يده على مكانها بينما أردف هو بنبرة عابثة غامزا لها بعينه:
بحبها اووي...
هي ايه...؟
سألته بغباء ليجيبها بابتسامة حقيقية:
الغمازة...

شعرت بخجل شديد فهربت ناحية غرفة النوم على الفور تاركة اياه يضحك بصخب على تصرفاتها الطفولية وخجلها المفرط...

بعد حوالي ساعتين..
كان واقفا ينتظرها لتنتهي من ارتداء ملابسها كي يخرجا سويا ناحية السهرة التي جهزها لها...
تجمد في مكانه وهو يراها تتقدم ناحيته بهذه الطلّة المذهلة، كانت ترتدي فستان احمر طويل يصل حتى كاحلها عاري الاكتاف يظهر جمال قدها النحيل، وشعرها البني منسدل الى الخلف بشكل رائع، وعيناها الزرقاوتان الكحيلتان تبرقان بلمعة مميزة كالعادة...

وقفت في مكانها على بعد مسافة قليلة منه مخفضة رأسها نحو الأسفل كالعاده، كانت تشعر بالخجل الشديد منه خصوصا بما ترتديه امامه فهي لم ترتد في حياتها فستان سهرة كونها لا تحضر السهرات من الاساس...
تقدم ناحيتها وما ان وصل اليها حتى رفع ذقنها بانامله لتقع عيناه اولا على عينيها ليغرق بهما كالمعتاد، هبط بانظاره ناحية شفتيها ليتطلع إليهما بنظرات راغبة أربكتها كثيرا...

استغرب نفسه كثيرا فهو لم يشعر بالنفور من شكلها كالعاده، بات يتصرف وكأنه معتاد على تشوهها هذا، مما فاجئه كثيرا...
تحدث اخيرا بصوت متحشرج:
فستانك...
سألته باستغراب:
ماله...؟
اجابها دون ان يبعد أنظاره عن شفتيها:
جميل اوي...
أردف قائلا بنبرة تفيض بالمشاعر:
وعينيكِ تجنن...
توترت بشده من كلامه وغزله الصريح بها بينما ابتسم هو في داخله بخبث ليخفض فمه ناحية فمها ويلتقط قبلته الاولى من شفتيها...

تسارعت انفاسهما سويا وكست العاطفة جسديهما، في بادئ الامر كانت سالي لا تبادله قبلته خجلا واضطرابا، الا انه كان يعاندها وهو يعمق من قبلتها ويكتسح فمها اكثر وأكثر مما جعلها تخضع له في نهاية الامر وتبادله قبلته بشوق ولهفة لم تدركها الا حينما شعرت بها...

ابتعد عنها بعد فترة محاولا ان يأخذ انفاسه، شعور غريب احتل كيانه وهو يقبلها، شعور لا يجد له تفسير، كل ما يعلمه انه يتمنى لو يكرر تلك القبلة مرارا وتكرارا دون ان يمل او يتعب...

اما هي فكان تشعر بمزيج من المشاعر المختلفه ما بين خجل وسعادة، من كان يصدق انها ستجرب شيء كهذا في يوم ما، لطالما كانت منفرة للجميع ولا يحبذ احد على ان يقترب منها، هذا التقارب وهذه المشاعر التي تجربها الان كانت محرمة عليها، ولم تتأمل ان تحصل عليها في يوم ما...
افاقت من افكارها تلك على يد مازن وهو يمسك كف يدها ويتقدم بها خارج الغرفة...

خرجا من الشاليه واتجها الى احد المطاعم الراقيه على البحر، حمدت سالي ربها ان المكان قليل الإضاءة وسوف تأخذ راحتها نوعا ما...
جلسا على احدى الطاولات المطلة على البحر، تقدم النادل منهم وسجل طلباتهم...

كان مازن يتطلع الى سالي التي تراقب البحر بسعادة واضحة على ملامحها، كان يتأملها بصمت وكثير من الأفكار تدور داخل رأسه، وأهمها لما لم يشعر بالنفور ناحيتها ابدا حتى وهو يقبلها...؟ كان يسأل نفسه هذا السؤال مرارا وتكرارا دون ان يجد اجابه مناسبة له...؟
نادى عليها قائلا بصوته الرجولي:
سالي...
التفتت ناحيته قائلة:
نعم...!
ريحانة فايه...؟!
سألها بابتسامة خفيفة لتجيبه بخفوت:
سرحانة فالبحر..

هو انتِ مش بتملي منه ابدا...؟!
هزت رأسها نفيا وهي تقول بجدية:
ابدا...
جلب النادل لهما الطعام فبدئا يتناولاه بهدوء تام قطعه مازن وهو يسألها:
قوليلي يا سالي، انتِ عندك اخ واحد واخت واحدة صح...؟!
اجابته وهي تهز رأسها:
صح، رزان وفادي، بس فادي من ام تانية...
بجد..!
ايوه بابا كان متجوزها قبل امي وماتت...
هو ابوك مات ازاي...؟
عمل حادثة ومات، كان عندي سبع سنين وقتها...
ربنا يرحمه...

أردف متسائلا بفضول لمعرفة المزيد عنها:
طب ووالدتك...
اجابته باقتضاب:
ماتت...
هز رأسه بتفهم وأكمل تناول طعامه دون ان يسألها أسئلة اخرى.

مرت الايام جيده للغاية عليهما، التقارب بينهما يزداد اكثر وأكثر، مشاعر سالي تحركت ناحية مازن وباتت تشعر بانها بالفعل تحبه...
كانت سالي تشعر بسعادة غريبة طوال مكوثها معه، وكانت تحاول ان تكسبه بكل الطرق، الا شيء واحد كان ينغض عليها سعادتها وقد قررت ان تضع حدا له...

في تلك الليلة خرجت سالي من الحمام وهي ترتدي قميص اسود اللون يظهر بياض بشرتها الناصع، كانت تضع كحل على عينيها واحمر شفاه فاتح اللون على شفتيها، شعرها البني منسدل على كتفيها...
تفاجأ مازن بما ترتديه وقد ادرك غايتها على الفور خصوصا مع وجهها الاحمر وعينيها المركزة على ارضية الغرفة...

ابتسم بخبث وهو يقترب منها دون ان تحيد عيناه عنها، رفع ذقنها بأنامله وتأمل عينيها بشوق ولهفة، طبع قبلة خفيفة على شفتيها، تبعها بقبلة اخرى اكثر عمقا بادلته اياها بلهفة خجولة وهي تحاول قدر المستطاع الا تشعره باي نقص من ناحيتها، تحاول ان تجعله يشعر بانها انثى كاملة لا ينقصها اي شيء، انثى قادرة على ارضاء غريزته الرجولية...
شعرت بأنفاسه الساخنه تلفح جانب وجهها فارتبكت بشدة وارتجف جسدها بالكامل...

شعر بارتجاف جسدها بين يديه فسألها:
مالك..؟! خايفة بردوا...؟!
هزت رأسها نفيا وهي مغمضه عينيها...
افتحي عينيكي...
فتحت عينيها الزرقاوتين ليحملق بهما بلهفة شديد، في بحور عينيها فقط يجد ضالته، مرساه، وهواه...
هناك حيث ينتهي كل شيء وتختفي جميع الموانع ولا يتبقى سواه وسواها...
وكأنها خلقت له وحده وخلق لها وحدها...
لما بشوف عينيكي بنسى اي حاجة تانية غيرهم، عينيكي نقطة ضعفي اللي بتقويني...

بتنسى كل حاجة...! حتى وشي المشوه...
سألته بنبرة جادة وملامح متلهفة متعطشة لكلام الغزل والهيام فاجابها وهو لا يحيد أنظاره عن عينيها:
بنسى الدنيا وما فيها...
مال على جانب فمها وقبله برقة، فشعرت بانفاسها تزداد بشدة وصدرها يعلو ويهبط من فرط المشاعر التي اجتاحتها...
مازن ارجوك...
دفعته بعيد عنها وهي تتوسّله بعينيها ان يبتعد...
سألها بتعجب:
مالك...؟
لتجيبه بنبرة معتذرة ونفس مقطوع:
مش هقدر...

ابتعد عنها وقد لاحظ دموعها التي بدأت تنهمر على وجنتيها...
طب اهدي، هبعد خلاص...
تحدثت من بين دموعها:
مازن، اسمعني...
اجلسها على السرير وجلس مقابلا لها، تحدث بصوت حنون وقد شعر بالشفقة من اجلها:
انا بسمعك أهو، بس اهدي...
انا، انا مشوهة يا مازن...
كاد ان يخبرها بانه يعلم ذلك لكنه فضل الصمت بينما أردفت هي قائلة بصوت متحشرج:
جسمي مشوه...
ايه...

قالها بصدمة جعلتها تخفض رأسها نحو الأسفل محتضنة إياه بين كتفيها، اقترب منها ورفع رأسها بيده متسائلا بنبرة مبهمة:
عشان كدة كنتِ خايفة اقرب منك...
هزت رأسه بضعف بينما اقترب هو منها متسائلا:
ليه مقولتيش من الاول...؟
اجابته بصدق:
كنت خايفة...

تفهم موقفها و لم ينزعج منها فكل الحق معها، اقترب منها مرة اخرى محاولا ان يثبت لها بانه لا يهتم لهذه التشوهات، قبل وجنتيها بخفة ثم بدأ يقبل شفتيها برقة إذابتها وانستها جميع ما حولها...

امتدت يده ناحية قميص نومها، خلع الروب عنها تبعه بقميص نومها ليظهر جسدها العاري امامه ببطنها و صدرها المشوهن، لم يشعر مازن بالنفور من منظرهم وإنما تقدم بانامله وأخذ يتحرك بهما على مكان التشوه متمعنا به بتركيز شديد، انهمرت دموع سالي بغزارة من وجنتيها وابتعدت عنه بسرعة مغطية جسدها بالغطاء وهي تهتف به بشهقات متتالية:
ارجوك...
اقترب منها وأحاط وجهها بكفيه قائلا بتوسل:
سالي أرجوكِ...
طفي النور...
بس...

قاطعته بإصرار شديد:
طفي النور ارجوك...
أغلق مازن الضوء ثم تقدم ناحيتها مرة اخرى مقبلا إياها برقة إذابتها سويا وأخذتهما الى عالم اخر يدركانه لأول مرة...



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 6994 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4052 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3100 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2971 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3416 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، عروسي ، المشوهة ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 05:03 صباحا