أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية عروسي المشوهة

وقفت امام المرأة تتطلع الى تفاصيل وجهها المشوه بالكامل، كانت تشعر بالنفور والازدراء اتجاه ملامحها المخيفة، أدمعت عيناها ..



30-01-2022 12:57 صباحا
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 

t22042_9247

وقفت امام المرأة تتطلع الى تفاصيل وجهها المشوه بالكامل، كانت تشعر بالنفور والازدراء اتجاه ملامحها المخيفة، أدمعت عيناها بقوة وهي تشعر باليأس يحطم قلبها وروحها اليانعة، مسكت احدى المزهريات الموجودة على الطاولة ثم رمتها ناحية المرأة لتتهشم في الحال...

صرخت بصوت باكي ودموع لاذعة:
هتفضلي طول عمرك كده، منبوذة من الكل، دميمة، مشوهة، الكل بينفر منك، حتى الرجل الوحيد اللي حبيتيه في حياتك، بردوا بيكرهك وبيقرف من شكلك..
اقتباس من أحداث الرواية

ابعد كفيها عن وجهها وهو يهدر بها غاضبا:
مخبية وشك ليه؟ فاكرة انوا كدة هتخبي حقيقتك؟
هطلت دموعها الحارقة بغزارة على وجنتيها الحمراوتين ولكنها لم تؤثر به بتاتا وهو يسحبها من ذراعها ويوقفها امام المرأة قائلا بنبرته الساخرة:
بصي على نفسك في المرايا وشوفي شكلك عامل ازاي؟ بلاش تهربي من حقيقتك، انتي مشوهه، وهتفضلي طول عمرك كدة.
أدارها ناحيته ليردف بها بنبرة نافرة وملامح مشمئزة:
مش انا اللي هقضي باقي عمري مع وحدة زيك، مش انا اللي هستحمل اعيش مع وشك ده...
فصول رواية عروسي المشوهة
رواية عروسي المشوهة للكاتبة سارة علي الفصل الأول

فيلا راقية تقع في قرية صغيرة تبعد عن المدينة بمسافة كبيرة نوعا ما، اسوارها عالية بعض الشيء وتحوي حديقة واسعة مزينة بافضل انواع الورود وأزكاها، كان هناك فتاة تمشي لوحدها في الحديقة تبدو في العشرينات من عمرها، كانت ترتدي جينز ازرق وفوقه بلوزة خضراء وشعرها البني الطويل منسدل على ظهرها من الخلف...






وفِي نفس الوقت كان هناك طفل صغير في العاشرة من عمره يلعب في الكرة بالقرب من تلك الفيلا، رمى الكرة بعيدا لتسقط داخل حديقة الفيلا، زفر بضيق وتقدم اتجاه الفيلا ودلف من الباب الذي كان مفتوح، بحث عن الكرة بعينيه فلم يجدها ولكنه وجد تلك الفتاة الوحيدة تقف امام احدى الزهور الموجوده هناك ويبدو انها تشمها، كانت مولية ظهرها له فتقدم ناحيته وهو يقول باعتذار:.

انا أسف اني دخلت هنا من غير إذن بس الكرة بتاعتي وقعت عندكم...
ما ان استدارت الفتاة حتى شهق الطفل برعب من وجهها المشوه! اطلق صرخة فزع ثم ما لبث ان ركض باقصى سرعته هاربا منها وصورة وجهها المخيف تطارده...

تكونت الدموع داخل عينيها وملأ الالم قلبها من هذا الموقف الذي وضعت به، سارت متجهه الى داخل الفيلا والدموع تغطي وجهها، ارتقت درجات السلم متجهه الى غرفتها والتي ما ان ولجت اليها حتى ارتمت على سريرها تبكي بمرارة...
اما في الخارج وتحديدا في مطبخ الفيلا، تقدمت احدى الخادمات الى داخل المطبخ وهي تقول بقلق:
مدام علياء، الست سالي مش عارفة مالها، سمعت صوتها وهي بتعيط في اوضتها...

استدارت لها علياء وهي تقول بدهشة:
ايه! بتعيط ليه...؟!
هزت الخادمة رأسها نفيا وهي تقول بجدية:
معرفش والله، انا سمعتها بالصدفة وانا بمشي جمب اوضتها...
تركت علياء ما بيدها وصعدت بسرعة الى سالي، طرقت باب الغرفة ثم ولجت الى الداخل لتجدها جالسة على سريرها تحتضن جسدها بيديها، رأسها منخفض نحو الأسفل وتبكي بقوة...
سالي حبيبتي، مالك...؟ بتعيطي ليه...؟
رفعت سالي وجهها ثم اجابتها بنبرة باكية:.

اترعب مني اول مشافني، هرب على طول قبل حتى ما اتكلم او اقول اي حاجة...
هو مين..؟
سألتها علياء بعدم فهم لتجيبها سالي بصوت متحشرج:
طفل صغير، رمى الكرة فالغلط عندنا، وجه عشان ياخدها ولما شافني خاف وهرب على طول من غير حتى ياخدها...
شعرت علياء بالشفقة على سالي ولم تعرف ماذا تقول الا انها ربتت على كف يدها بحنان وقالت:
حبيبتي متعمليش بنفسك كده، ده طفل صغير واكيد مش قصده...
قاطعتها سالي:.

انا مش زعلانة منه، انا زعلانه على نفسي، ليه بيحصل معايا كده، اشمعنا انا اللي اتشوهت وبقيت أخوف الناس بالشكل ده...
متقوليش كده يا سالي، ده قضاء ربنا ولا اعتراض عليه، استغفري ربك يا حبيبتي...
كفكفت سالي دموعها باناملها ثم قالت:
استغفر الله العظيم...
نهضت علياء من مكانها وهي تقول بابتسامة مصطنعة:
يلا قومي معايا وساعديني فالطبيخ، النهاردة هعمل ليكي كيك الشوكولاتة اللي بتحبيه...

ابتسمت سالي بضعف ثم قالت بخفوت:
بجد...
ايوه بجد يلا قومي بقى...
نهضت سالي من فوق سريرها وخرجت مع علياء من غرفتها متجهة الى المطبخ لتساعدها في الطبخ...

سالي الشناوي ( في الخامسة والعشرين من عمرها، متوسطة الطول نحيفة، تمتلك شعر بني طويل يصل الى منتصف ظهرها، عيناها زرقاوتان بلون البحر، وجهها مشوه بالكامل بسبب حادث تعرضت له منذ ان كانت طفلة صغيرة، تعيش لوحدها في هذه الفيلا مع علياء مربيتها والخدم، منعزلة عن المحيط الخارجي ولا تفضل الاختلاط بأي احد ).

دلفت الى داخل غرفته بعد ان طرقت الباب لتجده واقفا امام المرأة يعدل ربطة عنقه، تقدمت ناحيته بخطواتها الأنثوية الأنيقة وهي تقول:
صباح الخير...
استدار ناحيتها ما ان اكمل ما يفعله واجابها قائلا:
صباح النور...
سألته بتردد:
هتروحله النهاردة...
اجابها بجدية:
ايوه...
استطردت في حديثها قائلة بتحذير:
خد بالك منه، ده شخص مش سهل وعصبي جدا...
زفر بضيق ثم قال بحنق:
عارف، سمعت عنه حاجات كتير كلها لا تبشر بالخير...

احنا مضطرين نستحمله، عشان خاطر فلوسنا وأملاكنا...
تتوقعي هيتساهل معايا...
سألها باضطراب لتجيبه بأمل:
طالما وافق يقابلك يبقى ممكن يتساهل معاك ويساعدك...
تنهد بصمت بينما أردفت هي بنبرة جادة:
حاول تقنعه يا مازن، دي فرصتنا الوحيدة، لو ضيعناها من ايدنا هنعلن افلاسنا، وانا مش مستعدة بعد العمر ده كله اتفضح وسط اهلي وصحابي...
ربت على كتفيها بكفي يده وهو يقول بثقة مصطنعة:.

متقلقيش، كل حاجة هتبقى كويسة باذن الله، وانا هعمل المستحيل عشان ارجع فلوسنا واملاكنا منه...

مازن الدمنهوري ( في الثلاثين من عمره، طويل وسيم ذو شعر اسود قاتم وعيون سوداء واسعة، والده كان من أغنى أغنياء البلد الا انه خسر جميع امواله في احدى صفقاته التجارية وتوفي بعدها بسبب صدمة خسارته، والدته اسمها نهى وهي مثلها مثل جميع سيدات المجتمع الراقي اللواتي يعشقن المظاهر، لديه اخت واحدة في السابعه عشر من عمرها اسمها ريم، ).

انتفض مازن من مكانه بعصبية ما ان سمع اقتراح الرجل الماثل امامه ليهدر به قائلا انت اتجننت، ازاي تعرض عليا حاجة زي كدة...
اهدى واقعد، بلاش تتسرع فكلامك لأحسن تندم بعدين...
قالها الرجل ببساطة جعلت مازن يشب غضبا اكثر وأكثر، جلس مرة اخرى امامه على مضغ فهو يعلم ان لا حل امامه سوى الاستماع له ففي النهاية هذا الرجل بيده ان يعيد اليهم ثروتهم كاملة او العكس...
تحدث الرجل بجديه وهو يجلس على كرسيه بأريحية:.

ملهاش لزمة العصبية دي كلها يا مازن، انا بقدملك عرض، وانت من حقك تقبله او ترفضه...
رمقه مازن بنظرات مزدرئة ثم قال بتهكم:
انت عارف كويس اووي انوا صعب عليا ارفض العرض ده...
يعني انت موافق...
انا مقررتش لسه...
قالها مازن بحزم جعل الاخر يعود بظهره الى الوراء ثم سأله بعد فترة قصيرة من الصمت:
ممكن اعرف يا مازن انت لي رافض عرضي ده...؟
اجابه مازن بجدية:.

عشان عرض حضرتك غير منطقي، انت بتطلب مني اتجوز حفيدتك وأخلف منها مقابل اني ارجع ثروتي من عندك...
وفيها ايه لما تتجوز حفيدتي...
كز مازن على اسنانه بغيظ من استفزاز الرجل الماثل امامه ثم قال بنبرة حاول ان يجعلها هادئة:
يا حامد باشا ده جواز مش لعب عيال، يعني ايه اتجوز حفيدتك وأخلف منها مقابل ثروتي، انت ازاي ترضى على حفيدتك بحاجة زي كده...

والله انا حر، ارضى او مرضاش براحتي، المهم انت، فكر كويس وردلي جوابك بسرعة...
نهض مازن من مكانه واتجه خارجا من المكتب تحت انظار حامد الماكرة وابتسامته الخبيثة...

عاد مازن الى منزله ليجد والدته في استقباله والتي سألته بسرعة:
ها، عملت ايه...؟
جلس مازن على الكنبة الموضوع في صالة الجلوس وهو يجيبها بسخريه:
ولا حاجة، طلب مني اتجوز حفيدته وأخلف منها...
ايه...! انت بتقول ايه!
قالتها نهى بصدمة شديدة جعلت مازن يكرر ما قاله مرة اخرى:
بقولك طلب مني اتجوز حفيدته وأخلف منها...

جلست نهى على الكرسي المقابل له وهي تحاول استيعاب ما يقوله مازن، تحدثت اخيرا بعد فترة من الصمت متسائلة:
وانت قلتله ايه...؟! وافقت...؟!
لسه مردتش عليه...
اجابها مازن بجدية جعلتها تسأله بغموض:
وانت رأيك ايه فعرضه...؟
تنهد مازن بصوت مسموع ثم قال بحيرة:
مش عارف، محتار جدا ومش عارف أقرر حاجة...
بس مش غريبة انوا يطلب منك طلب زي ده...

هي غريبة بس، دي غريبة جدا، انا لحد دلوقتي مش مصدق انوا بيعرض عليا حاجة زي دي...
صمت مازن لوهلة ثم سألها:
تتوقعي ايه اللي يخلي يعرض عليا حاجة زي كده...؟!
هزت نهى رأسها نفيا وهي تجيبه:
مش عارفة، بس احتمال تكون حفيدته فيها عيب معين ولا حاجة...
عيب!
ايوه عيب، امال ليه عاوز يجوزها بالطريقة دي...
زفر مازن انفاسه وقال بضيق:
يعني حفيدته فيها عيب وعاوز يلبسهولي...
أردف بعدها بجدية:.

انا مش عارف اعمل ايه، انا محتار فعلا...
وافق يا مازن، معندناش حل تاني...
قالتها والدته بجدية جعلت مازن يقول بعدم تصديق:
انت عاوزاني أوافق بالسهولة دي، ده انتي بنفسك قلتي انوا البنّت اكيد فيها عيب، ازاي عاوزاني أوافق بقى...؟
اجابته والدته وهي تحاول إقناعه برأيها:
عشان معندناش حل تاني غير ده، فكر بفلوسنا واملاكنا، هنعمل ايه لو حامد الشناوي خدها مننا وطردنا، هنروح فين وناكل ونصرف منين...

شعر مازن بصدق كلام والدته وان معها الحق في جميع ما قالته، نهض من مكانه واتجه ناحية غرفته ليفكر جيدا في هذا العرض ويحدد جوابه النهائي...

في صباح اليوم التالي
في فيلا حامد الشناوي
كان كلا من حامد وحفيديه رزان وفادي جالسين على مائدة الطعام يتناولون فطورهم بهدوء تام...
تقدمت الخادمة منهم ووضعت الجرائد على المائدة بجانب الجد والذي اخذها بدوره وبدأ يقلب بها...
تجهم وجهه بالكامل وهو يقرأ احد الأخبار الموجودة في الجريدة ثم رمى الجريدة على الطاولة وقال بعصبية جامحة:
ايه حكاية رشا ممدوح دي، هي مش هتبطل تهاجمنا بقى..

تنحنح فادي وقال بتردد فجده يبدو عصبي للغاية:
هي كتبت ايه تاني...؟!
بتقول انوا منتوجاتنا كلها مغشوشة وقريب هتجيب الدلائل على الكلام ده...
مش يمكن كلامها صح...
قالتها رزان بسخرية مبطنة جعلت الجد ينهرها قائلا:
يا تقولي كلمة عدلة يا اما تسكتي افضل...
كلامي دايقك، باين انوا جه عالجرح..
ضرب الجد على الطاولة بعصبيه وهو يحذرها:
الزمي حدودك يا رزان احسنلك...
ثم أردف بعدها:.

انا اصلا اللي مقعدني معاكم، انا الغلطان اني قاعد مع أشكال تسد النفس زيكم...
قال كلماته تلك ثم نهض من على طاولة الطعام متجها الى غرفة مكتبه...
رمق فادي رزان بنظرات مستاءه جعلتها تسأله بنزق:
خير، مالك..؟ بتبصلي كده ليه...؟
اجابها فادي بازدراء:
كان ضروري تقولي كلامك السخيف ده وتزعجيه...
رفعت احد حاجبيها ثم قالت بتهكم:
وانت مزعوج عشانه كده ليه...؟
انا مش مزعوج، انا بس شايف انوا كلامك ده ملوش داعي...

وانا شايفة انوا تدخلك ده بردوا ملوش داعي...
انا الغلطان اني بتكلم معاكي اصلا...
قالها فادي بضجر وهو يعود بتركيزه ناحية طعامه حينما صاح الجد بهم بصوت عالي:
اتصلوا بالزفت وسام خلوه يجي حالا...
رزان الشناوي ( في الثالثة والعشرين من عمرها، متوسطة الطول نحيفة ذات بشرة بيضاء ناصعة و شعر بني مائل للأحمر، عيناها واسعه بنية، شخصيتها قوية للغاية ومتحكمة، تعمل في الشركة الخاصة بعائلتها وتساهم في أدارتها، ).

فادي الشناوي ( في السابعة والعشرين من عمره، طويل وسيم ذو شعر بني فاتح وعيون زرقاء، شاب عابث مستهتر ومهمل لاقصى درجه، ذو علاقات نسائية متعددة، وهو يكون الاخ الأكبر لسالي ورزان، ).

انتفض من نومته على صوت رنين هاتفه الذي يصدح في ارجاء الشقة، اخذه من فوق الطاولة وهو يفرك عينيه بأنامله حينما وجد اسم فادي ابن عمه يضيء الشاشة...
ضغط على زر الاجابه ليأتيه صوت فادي قائلا بمرح:
ايه يا عم الوحش، ساعة عشان ترد...
سأله وسام بضيق:
خير، بتتصل عليا من الصبح كده ليه...
اجابه فادي بجدية:
جدي عاوزك تجيله حالا...
تأفف وسام بضجر ثم سأله:
عاوز مني ايه...؟!
معرفش، هو قال انوا عاوزك حالا...

تمام، هاجي بعد شويه...
اغلق هاتفه وتنهد بضيق، التفت الى جانبه ليجد فتاة شقراء عارية نائمة بجانبه، عقد حاجبيه بتفكير ثم سرعان ما تذكر ليلة البارحة التي قضاها معها في احد البارات والتي انتهت بها الامر في سريره...
نهض من فراشه وارتدى ملابسه على عجل فهو يعرف انه جده يكره التأخير، خرج من شقته تاركا الفتاة نائمة لوحدها في الشقة، ركب سيارته واتجه الى منزل الجد...
بعد حوالي ثلث ساعة.

هبط من سيارته ودلف الى داخل القصر لتفتح له الخادمة الباب فورا، ولج الى داخل الفيلا واتجه الى غرفة مكتب جده، طرق الباب فاتاه صوت جده سامحا له بالدخول، ألقى تحية الصباح على جده ثم جلس على الكرسي المقابل له وبدئا يتحدثان سويا في أمور الشركة...
تحدث الجد بجدية قائلا:
رشا ممدوح دي لازم تتصرف معاها، دي تخطت كل حدودها معانا...
اعملها ايه يعني...
معرفش، اعمل اي حاجة وسكتها، ان شاءالله تقتلها حتى...

اضمحلت عينا وسام بصدمة مما قاله جده وابتسم بداخله بسخرية من هذا الجد عديم القلب الذي مستعد لفعل اي شيء من اجل الا تتضرر مصلحته...
نهض من مكانه واتجه خارج المكتب بعد ان وعد جده بانه سيتصرف مع تلك المدعوة رشا، ما ان خرج من مكتبه حتى وجد رزان تهبط درجات السلم وهي ترتدي جينز طويل فوقه بلوزه سوداء ومعهما حذاء رياضي اسود اللون، حياها بهدوء:
صباح الخير...

رمقته بنظرات مزدرءة ثم تركته وابتعدت عنه متجهة الى خارج الفيلا تحت أنظاره المندهشه من اسلوبها الوقح في التعامل معه...
وسام الشناوي ( في الحادية والثلاثين من عمره، طويل عريض المنكبين ذو شعر اشقر وعيون زرقاء، ذو علاقات نسائية متعددة، شخصيته مرحة وحازمة في نفس الوقت، يدير شركة عائلته الى جانب رزان ابنة عمه، ).

كان جالسا على مكتبه ينظر الى هاتفه بتردد شديد، لا يعرف اذا كان ما سيفعله خطأ ام صحيح، مسك الهاتف وبدأ يبحث عن رقمه، تطلع الى الرقم بتوتر شديد، ابتلع ريقه ثم ضغط على زر الاتصال، لحظات قليلة وجاءه صوته ليخبره له بصوت مضطرب:
حامد بيه، انا موافق على عرضك...
تاااابع اسفل
 
 



30-01-2022 12:57 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [1]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عروسي المشوهة
رواية عروسي المشوهة للكاتبة سارة علي الفصل الثاني

كانت جالسة على طاولة الطعام تتناول غدائها مع علياء، كانت علياء تتابعها طوال الوقت وقد لاحظت شرودها فسألتها بحنان:
مالك يا سالي...؟ مش بتاكلي ليه...؟!
ابدا مفيش حاجة...
هتخبي عليا انا...
قالتها علياء بتأنيب فاخفضت سالي رأسها خجلا، سألتها علياء مرة اخرى لتجيبها سالي بنبرة حزينة:
مخنوقة اووي، نفسي اخرج من البيت ده، اتخنقت من قعدتي بين اربع حيطان لا بشوف حد ولا حد بيشوفني...

صمتت علياء ولم تقل شيئا فهي تعرف ان سالي معها كل الحق فهي محبوسة طوال الوقت داخل جدران هذه الفيلا لا تخرج منها ابدا ولا ترى اي حد عداها هي والخدم...
معلش حبيبتي، ايه رأيك بعد الغدا نخرج بره في الجنينة نزرع ورد...
أشاحت سالي بوجهها ناحية النافذه ثم قالت بعيون دامعة:
هو كل يوم الجنينة، مفيش مكان تاني اروحله، انا مليت منها، ومليت من كل حاجة في الفيلا دي...
طب تروحي فين بس...؟

مش عاوزة اروح اي مكان، انا عارفة انوا مكتوب عليا افضل محبوسة هنا طالما جدو عاوز كده...
تنهدت علياء بصوت مسموع بينما كفكفت سالي دموعها التي بدأت بالهطول حينما سمعا أصوات سيارة تأتي من الخارج، قفزت سالي من مكانها وهي تقول بلهفة:
دي اكيد رزان جت...
ركضت ناحية الباب الخارجية وفتحتها وخرجت لتجدها تهبط من سيارتها...

هبطت رزان من سيارتها وتقدمت ناحية سالي وعلى شفتيها ابتسامة سعيدة، سارت اتجاهها بخطوات سريعة ثم ضمتها بقوة ما ان وصلت اليها...
ابتعدا الفتاتان عن بعضهما بعد لحظات لتقول رزان بنبرة اشتياق:
وحشتيني...
ردت سالي عليها بابتسامة:
وانت وحشتيني اكتر...
اردفت بانزعاج مصطنع:
كده متجيش عندي اسبوعين كاملين...
رزان باعتذار:
آسفة والله، كان عندي شغل كتير في الشركة...
خلاص سماح المرة دي...
بصي جبتلك ايه...

قالتها رزان وهي تتجه ناحية سيارتها لتخرج منها كيس كبير يحتوي على انواع مختلفة من الملابس وتقدمت به ناحية سالي والتي أخذته منها بلهفة كبيرة و بدأت تقلب في الملابس بسعادة بالغة...

خرج مازن من غرفته وهو يرتدي ملابس الخروج، هبط درجات السلم متجها الى الباب الخارجية للفيلا حينما لمح والدته تجلس في صالة الجلوس تتابع التلفاز والتي صاحته ما ان رأته قائلة:
مازن، انت خارج و رايح فين...؟
تقدم مازن ناحيتها وهو يجيبها بجدية:
رايح أقابل حامد الشناوي...
عقدت حاجبيها بتعجب وسألته باستغراب:
هتقابله ليه...
اجابها باختناق:
عشان نحدد معاد الفرح...
ابتسمت والدته لا إراديا وقالت بسعادة واضحة:.

انت وافقت...؟
ايوه وافقت...
قالها مازن بحنق واضح جعل والدته تخفي ابتسامتها بسرعة وتنهض متجهة نحوه قائلة بنبرة جذلة:
معلش يا مازن، انا عارفة انوا صعب عليك تاخد قرار زي ده، بس معندناش حل تاني...
حاسس اني ببيع نفسي ليه...
قالها مازن بقهر واضح فنهرته والدته بسرعة:
متقولش كده، انت بترجع فلوسك و بتحافظ على اسمك...
في نفس اللحظة فتح الباب و دخلت اخته ريم الى المنزل...
مساء الخير...

ألقت التحية عليهم فردوا عليها بينما تحدث مازن قائلا:
انا لازم اروح دلوقتي...
رايح فين...؟
تسائلت ريم بتعجب لتجيبها والدتها نيابة عنه:
رايح يحدد معاد فرحه...
ايه ده يا مازن، هو انت خطبت دينا...
رشقتها والدتها بنظرات محتقنه جعلتها تهز رأسها باستغراب بينما قالت والدتها:
لا مخطبش دينا يا ريم، مازن هيخطب حفيدة حامد الشناوي...
معقول، طب ودينا...؟!
زفر مازن انفاسه غضبا ثم قال بازدراء:.

انا رايح أقابل الرجل قبل ما انفجر هنا...
سار مبتعدا عنهم خارج الفيلا متجها الى فيلا حامد الشناوي بينما تسائلت ريم بسرعة:
انا مش فاهمة اي حاجة يا مامي، احكيلي كل حاجة بلييز...
اقعدي واحكيلك...
جلست ريم بجانب والدتها التي بدأت تسرد على مسامعها جميع ما حدث وما يخص زواج مازن من حفيدة حامد...

جلس مازن امام مكتب حامد على الكرسي المقابل له، تقدمت الخادمة منهما ووضعت فنجان القهوة امامه وفنجان اخر امام حامد...
ما ان خرجت الخادمة من المكتب حتى تحدث حامد بابتسامة قائلا:
كنت متأكد انك هتوافق يا مازن...
لم يجبه مازن الذي كانت ملامحه يغلب عليها البرود بينما اكمل حامد بدوره قائلا بجديه:.

نخش في التفاصيل على طول، انا مش طالب منك اي حاجة، وانا زي ما قلتلك، المهم عندي تتجوزها وتخلف منها وبعدها اعمل اللي انت عاوزه...
سأله مازن بوجوم:
والطفل...؟
ماله...؟
اجابه مازن بجدية:
اضمن منين انك مش هتاخده مني...
لا اطمن خالص، انا مستعد اكتبلك ورقة تنازل عنه لو عاوز...
تطلع اليه مازن باستغراب حقيقي ثم سأله بجدية:
لما انت حتى الطفل مستعد تتنازل عنه، مصمم عالجوازة دي ليه...؟
اجابه حامد بغموض:.

ده شيء يخصني، انت ملكش فيه...
أردف مازن متسائلا مرة اخرى:
طب وحفيدتك موافقة...؟
اجابه حامد بثقة:
متقدرش ترفض ليا اي كلمة، سالي مطيعة ومستحيل تعاند او تمانع حاجة انا بقولها بس خد بالك هي مش عارفة عن الاتفاق اللي بينا...
ليه مقولتلهاش...؟ كده احنا بنخدعها...؟
قلتلك من الاول الكلام ده ملكش فيه، انت ليه مصر تدخل نفسك في حاجات متخصكش، انت المهم عندك فلوس ابوك وأملاكه، ودي هتاخدها كاملة...

زم مازن شفتيه بضيق بينما أردف حامد قائلا:
المهم، خلينا نحدد معاد الفرح، وخد بالك انا مش عاوز فرح كبير وهيصة، عاوز بس المقربين من العيلتين يجوا، سالي مبتحبش الدوشة والحفلات الضخمة...
حاضر، حاضر يا حامد بيه، عاوز معاد الفرح يبقى امتى...؟!
حامد بجدية:
الخميس اللي جاي...
اللي هو بعد بكره...
قالها مازن بدهشة ليقول حامد:
خير البر عاجله، ولا انت مش عاوز تطمن على فلوسك وثروتك...

انتفضت دينا من مكانها وهي تقول بصدمة شديدة:
تتجوز! انت بتقول ايه...؟ انت اكيد بتهزر...؟
تنهد مازن وقال بجدية:
اقعدي يا دينا وخلّينا نتفاهم...
ردت دينا بعصبية:
نتفاهم ايه بس، انت خليت فيها تفاهم، بقى انا جايه ليك عشان واحشني الاقيك بتتجوز...
نهض مازن من مكانه واقترب منها قائلا بنبرة هادئة:
دينا ممكن تسمعيني، انتِ عارفة اني بحبك، وعارفة انوا ده غصب عني...
زفرت دينا انفاسها ضيقا ثم قالت بقهر:.

بس مش لدرجة تتجوز يا مازن، استحمل ازاي حاجة زي كده...؟!
حبيبتي، ده جواز مصلحة، سنة بالكتير وينتهي، المهم ارجع فلوس من البني ادم ده، انتِ عارفة انوا ده الحل الوحيد عشان ارجع ثروتي، مقداميش حل تاني...
دينا بعدم اقتناع:
مش عارفة أقولك ايه...
مازن برجاء:
قوليلي انك هتوقفي جمبي وتساعديني لحد ما أتخطى المرحلة دي...
أردف بعدها بجدية:
لو بتحبيني هتستحملي عشاني...

انت عارف اني بحبك يا مازن، بلاش تختبر حبي ليك فالطريقة دي...
صمت مازن ولم يتحدث وقد سيطر الوجوم على ملامحه، شعرت دينا بانزعاجه فقالت بابتسامة مصطنعة:
خلاص يا مازن، انا هفضل جمبك ومش هسيبك، وهستحمل جوازتك دي، بس اوعدني، سنة واحدة بس مش اكتر...
قبض مازن على خصرها مقربا اياها منه وهو يهتف بها:
وأقل منها لو اقدر، صدقيني سنة واحدة وهرجعلك وابقى ليكي لوحدك...

انتفضت من مكانها برعب وهي ترى جدها يدخل الى غرفتها، اخر مرة رأته فيها منذ عامين، لم تره طوال عامين كاملين الا انها تحفظ بالتأكيد ملامحه المخيفة وكلامه المؤذي الذي يلقيه في وجهها...
تقدم ناحيتها قليلا ثم قال بصوته الغليظ الذي يبث الرهبة داخلها:
جهزي نفسك، بعد بكرة فرحك...
ايه...!
صرخت بعدم تصديق ثم قالت باندهاش شديد وهي تشير الى نفسها باصبعها:
فرحي انا...

ايوه فرحك، عارف انها صدمة كبيرة ليكي، مهو مش معقول وحدة زيك تتجوز، دي مبتحصلش حتى في الاحلام...
ابتلعت غصتها داخل حلقها وسألته بجدية:
ومين ده اللي هيرضى يتجوزني...؟
مازن الدمنهوري، اكيد متعرفيهوش...
هزت رأسها نفيا بينما اكمل بدوره قائلا بجدية:
المهم بكرة هتكوني عندي بالفيلا، هتلاقي كل حاجة جاهزة للفرح، قبلها هتعمليلي توكيل عشان اكتب الكتاب نيابة عنك، فاهمه...؟

هزت رأسها موافقة على كلامه بينما خرج هو من الغرفة تاركا اياها لوحدها ترتجف من رأسها حتى اخمص قدميها محاولة استيعاب ما سمعته منه...

دلفت رزان الى غرفة مكتبه وهي تسأله بصوت عالي بعض الشيء:
الكلام اللي سمعته صحيح...؟
اجابها حامد بسخرية:
هي الأخبار وصلتك بالسرعة دي...!
انت ازاي تعمل حاجة زي كدة، ازاي...!
كانت تصيح بصوت عالي جعله يصرخ عليها بصوت حازم:
وطي صوتك احسنلك، ولآخر مرة بقولها الزمي حدودك معايا..
أردف قائلا بنبرة متسلطة غليظة:
انا أقرر واعمل اللي انا عاوزه ومحدش يقدر يرفض، الكل لازم يكون مطيع ليا وانتِ أولهم...

لو فاكر اني هسكتلك وأوافق على قرارك ده تبقى غلطان، الجوازة دي مش هتم، انا مش هسمح ليها انها تتم، هتشوف رزان هتعمل ايه...
خرجت صافقة الباب خلفها بينما أمسك الجد هاتفه بسرعة واتصل على وسام، ما ان جاءه صوت وسام حتى سأله بسرعة:
انت اللي قولت لرزان على موضوع الجوازة..؟
ايوه انا...
عاوزك تخفيها باي طريقة لحد ما الفرح يخلص، شكلها ناوية تعملي مشاكل...
أخفيها ازاي...؟
سأله وسام بعدم فهم ليقول جده بعصبية:.

أتصرف يا وسام، اعمل اي حاجة، المهم متبوظش الفرح...
حاضر، حاضر...
قالها وسام واغلق هاتفه ليفكر بطريقة مناسبة يخفي من خلالها رزان...

30-01-2022 12:58 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [2]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عروسي المشوهة
رواية عروسي المشوهة للكاتبة سارة علي الفصل الثالث

بعد مرور يومين.

وقفت امام المرأة تتطلع بانبهار الى ذلك الفستان الأبيض الضخم الذي يغطي جسدها النحيل، لم تتصور في أبعد أحلامها انها سترتدي في يوم ما فستان كهذا، شعرت بغصة قوية وهي تتطلع الى وجهها المشوه وتمنت لو بامكانها ان تمحي ذلك التشوه من على وجهها، ذهبت بتفكيرها نحو عريسها وتذكرت وسامته ورجولته الطاغيه بعد ان بحثت عن صوره في الانترنت وانبهرت به، لم تصدق ان هذا الشاب المليء بالوسامة والرجولة سيتزوج بها هي، ما زالت تجهل سبب موافقته على الارتباط به وهي بهذه الهيئة، استبعدت ان يكون سبب زواجه بها من اجل المال فهو من عائلة غنية مشهورة، اذا لماذا سيتزوج بها...؟

تقدمت علياء منها وقالت بعينين مدمعتين ونبرة حنون:
ماشاء الله يا سالي، تجنني...
اجنن ايه بس يا دادة، احنا هنضحك على بعض ولا ايه...
قالتها سالي بسخريه جعلت علياء تربت على ذراعها وهي تقول بحنان بالغ أدمعت عينا سالي على اثره:
في نظري انتي تجنني، كفاية انك بنتي اللي ربَّتها وعشت معاها سنين عمري...
ضمتها سالي بقوة وهي تقول بنبرة صادقة:
وانتِ امي اللي مجابتنيش وربنا عالم بمعزتك عندي...

خرجت من بين أحضانها بعد ذلك وهي تقول بحزن:
هي رزان مش هتجي ولا ايه...؟
اجابتها علياء بارتباك:
مانتي سمعتي جدك قال ايه، قال انها مسافرة فشغل مهم تبع الشركة...
مش معقول متحضرش معايا وتوقف جمبي فيوم زي ده...

صمتت علياء ولم تتحدث الا انها من الداخل كانت تعرف بان ثمة شيء ما غريب يحدث فالجد يبدو انه يخطط لشيء سيء، سالي بنفسها تعرف ان هناك لغز وراء هذه الزيجة الا ان لهفتها وعدم تصديقها لما تمر به جعلتها تتغاضى عن كل هذا...

اوقف مازن سيارته امام فيلا حامد الشناوي حينما هتفت والدته بغيظ:
انا مش عارفة ايه معناه اننا مش هنعمل فرح ولا اي حاجة...
مازن بتهكم:
انتِ صدقتي ولا ايه انها جوازة بجد...
حتى لو، دي اول جوازة ليك، مش معقول تعدي كده...
تحدثت ريم بضجر:
كفاية بقىً، احنا مش هننزل ولا ايه...
أردف هاني وهو صديق مازن المقرب:
خلونا ننزل يا جماعة وبعدين نتناقش في الموضوع ده...
بلغتي بيت عمي...؟

سألها مازن بجديه فاجابته والدته بضيق:
لا طبعا، لما يرجعوا من السفر هبقى أبلغهم...
هبط الجميع من السيارة وتقدموا الى داخل فيلا فوجدوا كلا من حامد ووسام وعدد قليل من أقاربهم في انتظارهم اما فادي فلم يأتِ الى الزفاف فالامر لا يعنيه...
رحب حامد بهم وجلسوا في الصالة ليأتي المأذون بعد دقائق، تم عقد القران وأطلق الخدم الزغاريد احتفالا بهذه المناسبة...

نهض مازن من مكانه وصافح حامد الذي بارك هذه الزيجة وطلب من الخدمة ان يطلبوا من سالي النزول...

بعد لحظات هبطت سالي درجات السلم وهي تخفض رأسها نحو الأسفل، كانت تشعر بالخجل الشديد والرهبة من التجمع الذي تراه امامها فهي لم تعتد الظهور امام هذا التجمع الكبير من الناس، تقدمت ناحية مازن الذي رفع وجهه ناحيتها لينصدم بقوة ممايراه امامه ولم تكن صدمة والدته والحظور باقل منه، بينما ابتسم الجد بخبث وهو يشاهد الصدمة والنفور الواضح على وجه الضيوف واولهم العريس الذي ما زال غير مستوعب لما يراه امامه...

كانت جالسه على السرير بفستانها الأبيض الواسع لوحدها في تلك الغرفة الواسعة، تفرك يديها الاثنتين بتوتر شديد وعيناها تتطلع الى المكان برهبة شديدة، كانت الغرفة كبيرة للغاية أثاثها انيق يليق بعروس جديدة، الاثاث باللون الكريمي الراقي، والورود منتشرة في اغلب المكان...

ابتسمت داخلها بسخرية من تلك الترتيبات التي لا تزيدها سوى الما ووجعا، لقد كانوا يظنون انهم بانتظار عروس مميزة تدخل منزلهم، جهزوا أنفسهم على هذا الأساس، الا انهم انصدموا بحقيقتها...

ما زالت تتذكر تفاصيل تلك اللحظة التي لن تمحى من عقلها وروحها طالما حييت، نظراتهم المصدومة والنفور والاشمئزاز الذي احتل ملامحهم بعد ان افاقو من صدمتهم، وما أذاها اكثر هو نظرات الخوف من بعض الضيوف الذين تراجعوا للخلف، لم يحييها احد، لم يستقبلها احد ولم يبتسم بوجهها احد، في تلك اللحظة شعرت بانها وحيدة اكثر من اي وقت اخر...

لقد خدعها جدها وخدع الجميع معها، ما زالت تجهل سبب ما فعله، لكنها تعرف جدها جيدا، فهو بطبيعته خبيث للغاية ويحب ان يؤذي الجميع، ويسبب الآلام لهم...

شعرت بالباب يفتح ووقع اقدام اقتربت منها، اخفضت رأسها نحو الأسفل وهي تتمنى ان تنشق الارض وتبتلعها، رمقها بنظرات تهكمية ساخرة، خلع سترته ورماها ارضا ثم تبعه برباطه، بدأ يدور داخل الغرفة ذهابا وإيابا وهو يضع يديه في جيوبه، ما زال غير مستوعب لما يحدث معه، كيف لذلك العجوز ان يخدعه بهذا الشكل...؟! ان يورطه هكذا...؟!

كان يعلم انه هناك عيب معين في حفيدته والا ما كان ليعرضها عليه بهذا الشكل المخزي لكنه لم يتوقع ان تكون هكذا...
كيف سيتعامل معها...؟! كيف سيتقبلها...؟! اي ورطة تلك التي وضع بها...؟! رباه ما هذه المصيبة التي أوقع نفسه بها...؟!
توقف بالقرب منها ثم قال بنبرة تهكمية:
ارفعي راسك، منزلاه ليه...

رفعت رأسها بتردد لتتقابل عيناه بعينيها الزرقاوتين، للحظة تجمد في مكانه من جمال عينيها وسحرها الأزرق، غاص عميقا في بحور عينيها ولم يستطع ان يحيد بصره عنها، لكنها لحظات قصيرة لم تدم وعاد اليه وعيه ليتطلع الى ملامح وجهها بنظرات ساخره جعلت الدموع تتجمع داخل عينيها...
تحدث اخيرا بصوت حاقد:
برافو، جدك و انتِ لعبتوها صح...
انا مش فاهمة انت بتتكلم عن ايه...
سألته بعدم فهم ليردف بسخرية:.

عشان كدة حضرتك مكنتيش عايزة فرح كبير
لم تكن تفهم لي شيء مما يقوله، انه يتهمها بانها اتفقت مع جدها ضده، انه يظن انها وراء كل هذه اللعبة القذرة...
بلاش تحكم عليا من غير متسمعني...
قالتها بملامح متوسله جعلته يصدقها للحظات وهو يرى الدموع التي ملأت عينيها الا انه عاد بسرعة الى غضبه ما ان تذكر خداع جدها له ليقول بغضب:
اسمع ايه، لو فاكرة انك هتضحكي عليا بكلمتين تبقي غلطانة...

انا والله مليش دعوة، انا مظلومة في الحكاية دي...
مظلومة...!
رددها بسخريه جليه ثم قال باستهزاء:
تصدقي صعبتي عليا...
اخفضت رأسها الى الأسفل مرة اخرى فشعر بالغضب يتزايد في داخله، صاح بها بصوت جهوري اجفها:
انت موطية راسك ليه...؟! بصيلي وانا بكلمك...
رفعت وجهها ناحيته وبدأت دموعها تتساقط من مقلتيها بغزارة، ضرب على الطاولة التي بجانبه بقبضة يده وهو يقول بعصبية بالغة:.

بتعيطي ليه دلوقتي، فاكرة اني كده هعطف عليكي واغفرلك عملتك...
استمرت في بكاءها وزادت شهقاتها ارتفاعا فقبض على ذراعيها وهو يقول:
عياطك ده مش هيفيدك فحاجة، انتِ لسه مشفتيش حاجة مني، انا مش هرحمك...
دفعها بعيد عنه لتسقط على السرير وهي مستمرة في بكاءها المرير...
ازداد غضبه أضعافا بسبب بكاءها العالي فصرخ بها:
كفاية عياط بقي...
وضعت كفي يدها على وجهها واستمرت في بكائها ونحيبها وقد فشلت في ايقافه...

تقدم ناحيتها بغضب ناري...
ابعد كفيها عن وجهها وهو يهدر بها غاضبا:
مخبية وشك لي، فاكرة انوا كدة هتخبي حقيقتك...
هطلت دموعها الحارقة بغزارة على وجنتيها الحمراوتين ولكنها لم تؤثر به بتاتا وهو يسحبها من ذراعها ويوقفها امام المرأة قائلا بنبرته الساخرة:
بصي على نفسك في المرايا وشوفي شكلك عامل ازاي، بلاش تهربي من حقيقتك، انتي مشوهه، دميمة، وهتفضلي طول عمرك كدة...

أدارها ناحيته ليردف بها بنبرة نافرة وملامح مشمئزة:
مش انا اللي هقضي باقي عمري مع وحدة زيك، مش انا اللي هستحمل اعيش مع وشك ده...
خرج بعد ان اكمل كلماته صافقا الباب خلفه تاركا اياها لوحدها تنتحب بمرارة وألم قاسي...

خدي يا ماما الدوا ده يمكن يهديكي...
قالت ريم هذه الكلمات موجهة حديثها لوالدتها التي تجلس على الكنبة في صالة الجلوس واضعة رأسها بين كفي يدها...
رفعت وجهها ناحية ابنتها وأخذت الدواء منها وتناولته بصمت، جلست ريم بجانبها وهي تقول:
اهدي يا ماما وبلاش تعملي بنفسك كده...
اهدى! اهدى ازاي، انتِ مشفتيش المصيبة اللي احنا فيها...
زمت ريم شفتيها بعبوس ثم قالت برفق:
يا ماما اللي حصل حصل، واحنا مضطرين نقبله...

انتفضت والدتها بعصبية مما قالته ثم قالت بنفور:
اقبل دي، انتِ مشفتهاش، مشفتيش وشها، اقبلها ازاي...
حرام تحكمي عليها من وشها يا ماما...
قالتها ريم بجدية جعلت والدتها تزفر غضبا وهي تقول بضجر:
مش ناقصة مثالياتك دلوقتي يا آنسة ريم...
استرسلت ريم في حديثها قائلة بتعقل:.

يا ماما اللي عاوزة أقوله، انوا اللي حصل حصل، وهي اولا واخيرا جوازة مصلحة، وانتوا كنتوا عارفين انوا العروسة فيها عيب، يبقى تتقبلوها زي ماهي وخلاص...
ايوه كنت عارفة انوا فيها عيب بس مش كده، ابني انا يتجوز دي، يعيش معاها ازاي...؟! يخلف منها ازاي...؟! يخرج بيها قدام الناس ازاي...؟!
يا ماما حرام اللي بتقوليه، يعني هي عشان مشوهه يبقى مش من حقها تعيش، كلنا معرضين لحاجة زي دي، مش ذنبها انها كده...

نهرتها والدتها بعصبية:
قلتلك بلاش مثالياتك دي يا ريم...
براحتك، انا هروح أوضتي انام عشان تعبانة جدا، اتمنى انك تفكري فكلامي كويس وتراعي ربنا فالبنت دي، مش هنبقى احنا والزمن عليها...

ضغطت على جرس الباب عدة مرات متتالية بعصبية شديدة حتى فتحت الخادمة لها الباب، اندفعت متقدمة الى داخل الفيلا وهي تصرخ بعصبية:
هو فين، يا حامد باشا، انزلي...
هبط حامد درجات السلم بهدوء شديد وهو يقول بصوت هادئ استفزها بشدة:
وطي صوتك عشان الخدم نايمين...
تقدمت ناحيته بملامح تشع غضبا وازدراء قائلة:
ارتحت دلوقتي، عملت اللي انت عاوزه...
صمت ولم يجبها مكتفيا بابتسامة ساخره مرتسمة على شفتيه لتصرخ به:.

مترد يا حامد باشا، ولا لسه الدور جاي عليا انا كمان...
برافو، مانتِ طلعتي واعية اهو...
حرام عليك، مش كفاية اللي عملته فيها لحد دلوقتي، عاوز ايه منها متسيبها فحالها بقىً...

اردفت بتحدي مشددة على كلماتها:
فعينك، انا بالذات مش هتقدر تقرب مني، عارف لي...
ليه...؟!
سألها باستهزاء لتجيبه بثقة:
لأني هموتك قبلها، هموتك قبل ما تفكر تعملها...
قهقه عاليا وهو يبتعد عنها بينما صرخت هي بصوت عالي جهوري سمعه جميع الخدم:
هقتلك يا حامد الشناوي، هاخد حقي وحق اختي منك، هعرفك رزان ممكن تعمل ايه...

كان نائما على سريره بعمق حينما شعر بدلو من الماء البارد يسقط فوق رأسه، انتفض من مكانه بصدمة شديده ليجدها واقفه امامه واضعه كفيها حول خصرها تنظر اليها بملامح غاضبة...
انتِ تجننتي، ازاي تعملي حاجة زي كده...!
انقضت عليه ما ان اكمل كلامه وهي تقول بعصبية:
انا اللي اتجننت بردوا، يا حقير يا متخلف، ازاي تمسحله يعمل كده، هانت عليك اختك يا واطي...
دفعها بعيد وهو يقول بازدراء:.

انتِ بجد مجنونة، وانا مليش دعوة فالموضوع ده...
دي اختك يا عديم الاحساس...
نهض من مكانه وهو يقول بسخرية:
اختي مره واحدة، انت صدقتي نفسك يا رزان، احنا مش هنضحك على بعض، احنا عمرنا مكنا اخوات ولا هنكون، فبلاش نستعبط ونمثل العكس، انا فحالي وانتوا فحالكم، لا ليا علاقة بيكم ولا ليكم علاقة بيا...
اقتربت ناحية عدة خطوات حتى اصبحت على مسافة قريبة منه، تحدثت بصوت كاره وملامح نافرة:.

عارف، زمان كنت بحس اني ظلماك، كان ضميري بيأنبي لاني بعيدة عنك، كنت اقول يمكن لو اجرب اقرب منك هلاقي ردة فعل كويسه منك، بس يا خسارة، انا اتاكدت انوا عمري مظلمتك، انت اناني وحقود ومش بتفكر غير فنفسك، هتفضل كده ومش هتتغير، وانا متأسفة بجد لاني اديتك قيمة وجيت اكلمك...
خرجت بعد ان اكملت كلماتها تاركة اياه يتابعها بملامح ساخرة وابتسامة متهكمة ولم تؤثر كلماتها به للبتة.

مشوهة...!
قالتها بصدمة شديدة ثم اردفت باستنكار:
انت بتهزر يا مازن صح...؟
هو ده وقت هزار يا دينا...
قهقهت عاليا وهي تهز رأسها بعدم تصديق بينما أشاح هو وجهه بعيد عنها بضجر شديد من تصرفها...
تحدث قائلا بصوت منزعج:
هتفضلي تضحكي كتير...
كتمت ضحكاتها بصعوبة ثم قالت بصوت حاولت ان تجعله جدي:
لا خلاص هسكت، بس بجد موقف صعب ربنا يعينك...
زفر مازن انفاسه ثم قال بغضب شديد ظهر على ملامح وجهه:
بس انا مش هسكت...

تحدثت دينا بعد تفكير ولحظات من الصمت:
حبيبي متدايقش نفسك، اللي حصل حصل، ارضى فالامر الواقع واسكت، المهم انك تخلف منها بأسرع وقت وتخلص منها...
ياه بالسهولة دي، فاكرة الموضوع سهل كده...
زمت دينا شفتيها بعبوس بينما سألها مازن:
انا ليه حاسس انك مبسوطه يا دينا انها طلعت مشوهة...؟
تنحنحت دينا بارتباك ثم قالت بتردد:.

هكدب عليك لو قلت لا، انا مبسوطة جدا كمان، مهو بصراحة انا كنت خايفة من جوازتك دي، خايفة لتاخدك مني، بس خلاص طالما طلعت كده انا اطمنت...
رمقها مازن بنظرات ساخرة ثم نهض من مكانه تاركا اياها تصرخ وراءه وهي تقول بتوسل:
مازن استنى ارجوك، انا مقصدتش حاجة...
الا انه لم يأبه لترجيها حيث ترك المكان باكمله بينما ظلت هي تتبعه بنظرات نادمة تلعن نفسها على ما قالته.

فتح وسام الباب ليتفاجئ بلكمة قوية أطاحت به، ارتد الى الخلف وكاد ان يقع ارضا لولا انه توازن في اللحظة الاخير، مسح انفه بيده وهو يتطلع الى رزان التي تتطلع فيه بنظرات متوعدة...
اهدي وخلّينا نتفاهم...
قالها بجديه محاولا ان يهدئها فهو يعرف انها عندما تغضب لا ترى امامها...
بقى انت يا واطي تبعتلي رجالتك عشان يخطفوني ويحبسوني...
والله دي أوامر جدي...

قالها بتوسل جعلها تلعنه وتشتمه بكلمات بذيئه اتسعت عيناه بسببها...
عيب يا رزان اللي بتقولي ده، عيب يا متربية يا بنت الناس الكويسين...
شوفوا مين بيتكلم، اللي معرفش معنى التربية فحياته...
ميرسي يا رزان انك بتغلطي فاهلي وهما ميتين...
قالها بنبرة حزينة مصطنعه جعلتها تقول بصدمة:
انا غلطت فأهلك امتى يا عم انت، انت هتلبسني تهمة...
اردفت قائلة بجدية وهي تشير باصبعها ناحيته:.

ان كنت فاكر اني هفوتلك عملتك دي فانت غلطان، هحاسبك يعني هحاسبك، بس فالوقت المناسب...

30-01-2022 01:02 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [3]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عروسي المشوهة
رواية عروسي المشوهة للكاتبة سارة علي الفصل الرابع

في صباح اليوم التالي
هبطت درجات السلم متجهة الى الطابق السفلي من الفيلا، سارت ناحية غرفة الطعام لتجد والدتها هناك تتناول فطورها لوحدها، اقتربت منها وقبلتها من وجنتيها وهي تقول بابتسامة:
صباح الخير...
اجابتها والدتها بهدوء:
صباح النور...
جلست ريم على الطاولة وسألتها:
عاملة ايه دلوقتي...؟ احسن...؟
اجابتها بابتسامة خفيفة:
احسن، الحمد لله...
عادت وسألتها بقلق:
هو مازن لسه مرجعش...؟!

اجابتها والدتها بقلق هي الاخرى:
لا، من ساعة مخرج امبارح بالليل وهو مرجعكش...
هجرب اتصل بيه...
قالتها ريم وهي تخرج هاتفها من جيبها لتهتف والدتها بها بسرعة:
جربت وأتصلت بيه قبلك طلعلي انوا مغلق...
زفرت ريم انفاسها وهي تقول بضجر:
هيكون راح فين يعني...
اردفت بعدها متسائلة:
فكرتي فكلام ي بتاع امبارح...
تطلعت والدتها اليها بضيق لتقول ريم بجديه:
تخيلي لو انا حصل معايا كده...
قاطعتها والدتها بسرعة:
بعد الشر عنك...

يا ماما كلنا معرضين لده، عشان كده لازم نراعي ظروف البت، حرام نأذي مشاعرها...
انا نفسي افهم انتِ مهتمه كده ليه بيها...؟!
اجابتها ريم بهدوء:
انا متعاطفة معاها، ونفسي انت كمان تتعاطفي معاها، انا من ساعة موقف أمبارح واللي حصل معاها وانا مدايقة عشانها، نفسي نحس بيها ونعاملها كويس، كفاية انوا جدها باعها بالطريقة دي...
شعرت نهى بان ابنتها معها الحق فيما تقوله، فلا ذنب لسالي بتشوه وجهها، فقالت بجدية:.

طيب يا ريم هحاول أتقبلها واعاملها كويس...
بجد يا ماما...؟
سألتها ريم بسعادة لتهتف والدتها بابتسامة:
بجد يا حبيبة ماما...
في هذه الأثناء فتح الباب ودلف مازن الى الداخل، كان يبدو متعبا للغاية فهو لم يذق طعم النوم طوال الليل، تقدم ناحيتهم بخطوات رتيبه مجهدة لتنتفض والدته من مكانها وكذلك ريم ناحيته...
تحدثت والدته بلهفة:
مازن حبيبي، واخيرا جيت...
صباح الخير...
قالها مازن بهدوء فاجابته ريم:.

صباح النور، كنت فين يا مازن...؟! قلقتنا عليك...
معلش انا مجهد وعاوز انام، نبقى نتكلم بعدين...
هم بالذهاب الى غرفته الا انه توقف على صوت ريم وهي تناديه:
مازن استني لحظه...
استدار ناحيته فوجدها تتقدم اتجاهه، وصلت اليه لتقول بجدية:
ممكن نتكلم شوية...
ضروري دلوقتي...
خمس دقايق مش اكتر...
ذهب مازن مع ريم الى غرفتها، دلف الى الداخل وريم تتبعه، استدار ناحيتها وسألها بتعب جلي:.

قولي يا ريم اللي عندك لاني تعبان بجد...
تطلعت ريم اليه بشفقه فهو بالفعل يبدو مجهدا للغاية وهذا واضح في وجهه، تحدثت قائلة:
بص يا مازن، انا بس عاوزة اقولك انوا البت ملهاش ذنب، حرام تأذيها، مش ذنبها انها كده، كلنا معرضين للي هي فيه ده، فبلاش تتسرع وتعاملها بأسلوب وحش...

تطلع مازن اليها باستغراب شديد من اهتمامها بسالي على هذا النحو وما فاجأه اكثر العقلانيه التي يتميز بها حديثها فمن يصدق ان حديث كهذا يخرج من ريم ابنة السبعة عشر عاما...
اخذ نفسا عميقا وزفره ببطأ ثم قال بجديه:
عاوزة تقولي حاجة تانيه ولا امشي...
اجابته وهي تهز رأسها نفيا:
لا خلصت بس فكر بكلامي كويس...
هز رأسه دون ان يجيبها وخرج من غرفتها متجها الى غرفته...

دلف الى داخل غرفته بعد تردد شديد ليجدها جالسه على السرير بفستان زفافها تحتضن جسدها بيديها وتبكي بصمت، اندهش مما رأه فهي ما زالت على وضعها منذ ان تركها ويبدو انها لم تذق طعم النوم طوال الليل...
احم، احم...
اصدر صوتا دلالة على وجوده لترفع وجهها ناحيته لينصدم مره اخر من سحر عينيها الفيروزيتين، ونفس الشعور الغريب عاد اليه، تنحنح امامها ثم قال بجديه:.

انا تعبان وعاوز انام، هنامً عالجمب ده، انتي تقدري تنامي عالجمب التاني...
قاطعته بسرعة وقد شعرت هي الاخرى برغبة شديدة في النوم بعد ان فقدت جميع قواها:
لا انا هنامً عالكنبة...
براحتك...

قالها بلا مبالاة وهو يتجه ناحية الخزانة ويأخذ ملابسه البيتيه ثم اتجه ناحية الحمام ليغير ملابسه، نهضت هي من السرير وتقدمت ناحية حقيبة ملابسها، فتحتها وأخرجت منها بيجامه وردية ناعمة تحتوي على رسومات كرتونية تحبها للغايه فهي كانت هدية من رزان ودائما لهدايا رزان معزة خاصة لديها، حاولت ان تفتح سحاب الفستان الا انها فشلت في هذا، ظلت تحاول عدة مرات دون فائدة...

شعرت به يخرج من الحمام ويتجه ناحية فراشه ويرمي بجسده عليه لينام، شعرت باليأس بعد عدة محاولات فجلست على الكنبة تبكي بصمت فيبدو انه غير مقدر لها ان تنام الليلة...
اما هو كان يحاول النوم لكن بدون فائدة، شعر بفضول قوي ليلقي نظرة عليها ليتفاجأ بها جالسه على الكنبة وتبكي بصمت...
نهض من نومته وهو يطالعها بتعجب شديد، سألها بحاجبين معقودين وملامح مستغربة:
انتي بتعيطي ليه دلوقتي...؟!
اجابته بدموع:.

سحاب الفستان مش راضي يتفتح...
مط شفتيه بضجر ثم نهض مكانه متجها ناحية فتطلعت اليه باستغراب شديد...
قومي...
امرها بجدية فنهضت من مكانها بسرعة، ادار ظهرها ناحيته وبدأ يفك سحاب فستانها ليجد بشرتها الحريرية الناعمة تظهر امامه، توتر لا إراديا وابتعد عنها متجها الى سريره ولم يقل توترها هي عنه، حملت بيجامتها وتقدمت ناحية الحمام لتغير ملابسها...

نهضت ريم من مكانها وهي تسمع طرقات قوية على الباب الخارجي للفيلا، تقدمت ناحية الباب وفتحته لتتفاجئ بفتاة تقتحم الفيلا وهي تهتف بصوت مرتفع:
اختي فين...؟
تراجعت الى الخلف بخوف حقيقي منها بينما اقتربت رزان ناحيتها وهي تكرر سؤالها بصوت اقل علوا:
ردي عليا، اختي فين...؟
اختك مين...؟
قالتها ريم بنبرة متقطعة لتجيبها رزان:
سالي اختي، مرات الباشا اخوكِ...
هو انتِ اخت سالي...؟!

سألتها ريم بعدم تصديق لتجيبها رزان بضيق:
ايوه انا اختها، هي فين بقىً...؟ عاوزه اشوفها...
هروح أندهها حالا...
قالتها بسرعة وهي تتجه الى الطابق العلوي تاركة رزان لوحدها تتطلع الى الفيلا بضيق شديد...
طرقت ريم باب غرفة مازن عدة مرات ليفتح مازن لها الباب وهو يفرك عينيه سائلا اياه بانزعاج:
خير يا ريم، عاوزة ايه..؟
اخت سالي جت وعاوزه تشوفها...
سالي مين...؟
سألها باستغراب لتجيبه بدهشة:
سالي مراتك يا مازن...

ايوه افتكرت...
أردف بتعجب:
اختها جاية دلوقتي عشان تشوفها...
ايوه...
في هذه اللحظة سمعت سالي كلامهما والتي استيقظت لتوها من نومها على أصوات طرق الباب فانتفضت من مكانها وهي تقول بلهفة:
رزان اختي جت...
ايوه جوه...
اجابتها ريم لتندفع سالي منطلقة الى الطابق السفلي تحت انظار مازن وريم المندهشه...

كانت الفتاتان تعانقان بعضهما بلهفة شديدة وشوق جارف، ابتعدا عن بعضهما بعد لحظات لتهتف رزان باعتذار:
سامحيني يا سالي، مقدرتش اوقف جمبك وألغي الجوازة دي، ارجوكِ سامحيني...
ابتسمت سالي وقالت بلطف:
متعتذريش يا رزان، انا عارفة انوا جدي محدش يقدر يوقف قصاده...
قالت رزان بنبرة غامضة:
بس انا هوقف قصاده، وهاخد حقنا منه وقريبا...
اردفت قائلة بسرعة:
المهم، عاوزة اشوف جوزك، هو فين...؟

ابتلعت سالي ريقها بتوتر من سؤالها ولم تعرف بماذا تجبها الا ان مجيء ريم يتبعها مازن أنقذ الموقف...
صباح الخير...
قالها مازن بهدوء شديد لتنهض رزان من مكانها وهي تمد يدها الى مازن قائلة بابتسامة مصطنعه:
صباح النور، انا رزان اخت سالي، انت مازن جوزها صح...!
صح...
قالها وهو يلتقط يدها في يده، كانت رزان مضطره ان تتعامل مع مازن بهذه الطريقة فهي بالرغم من كرهها له الا انها مضطرة الى مسايرته من اجل اختها...

تنحنحت بارتباك ثم قالت بجدية:
معلش يا مازن، ممكن اتكلم معاك على انفراد...؟!
استغرب مازن من طلبها الا انه وافق بالطبع فذهب الاثنان الى غرفة مكتبه تحت انظار سالي المندهشه والمتعصبة مما يحدث...

جلست رزان امام مكتب مازن والذي هتف بها متسائلا:
اتفضلي يا آنسة رزان...؟ قولي عاوزة ايه...؟
اخذت رزان نفسا عميقا ثم تحدثت بجديه قائلة:
انا عاوزة اتكلم معاك بخصوص سالي...
سالي.! مالها...؟
اجابته بجدية:
سالي ملهاش ذنب فكل اللي حصل، هي متعرفش اي حاجة عن اسباب الجوازة دي، جدي بلغها انها هتتجوز فاليوم الفلاني، وهي طبعا انصاعت ليه...
وانتَِ جاية تقوليلي الكلام ده ليه...؟
سألها بتعجب لتجيبه موضحه:.

سالي اختي الوحيدة، اتظلمت كتير، عاشت حياتها كلها وحيدة محرومة من ابسط حقوقها، مش عاوزاها تتظلم اكترر، اتمنى انك تعاملها كويس وتراعي ربنا فيها، لانها طيبة، وبالنسبة لتشوهها فانت بكل الاحوال هتطلقها بعد سنة حسب اتفاقك مع جدي...
وانتِ عرفتي منين الكلام ده...؟
وسام قالي...
اردفت قائلة بترجي:.

ارجوك تعاملها كويس، وانا اضمنلك انها مش هتعمل اي حاجة تضرك، راعي انها يتيمة ملهاش اب ولا ام، وانت شفت فنفسك جدها وتصرفاته معاها...
توتر مازن من حديثها وشعر بانه ظلم سالي باتهامه بانها خططت للزيجة هذه مع جدها، استحقر نفسه اكثر حينما تذكر معاملته لها وكلامه الجارح الذي قاله في وجهها...
تنهد بصوت مسموع ثم قال بصدق:
متقلقيش يا آنسة رزان، تأكدي اني مش هأذيها ابدا...

غادرت رزان الفيلا وقد شعرت بالاطمئنان ناحية سالي فيبدو ان مازن اهلا للثقة وسوف يراعي سالي ولن يؤذيها، شعرت بالراحة فهي ستخطط الان للانتقام من جدها دون ان تخاف على سالي منه...
ذهبت الى الشركة لتجد وسام قد سبقها في المجيء...
ما ان رأها تدلف الى مكتبه حتى قال بجديه:
متأخرة ساعة عن معادك، كنتِ فين..؟
كنت عند سالي...
اجابته دون ان تتطلع اليه فسألها بسرعة:
بجد وهي عامله ايه...؟
خايف عليها اوي انت...

قالتها بسخريه جعلته يتأفف بضجر بينما اخذت هي احد الملفات وبدأ تقرأه بتركيز شديد حينما سمعت صوته يقول بعصبية شديدة:
رشا ممدوح دي زودتها اووي، هي معندهاش حد فالبلد غيرنا تتكلم عنه...
ابتسمت رزان بخبث وهي تقول في داخلها:
ولسه، ده اللي جاي احلى، هتشوفوا هعمل ايه فيكم كمان...



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 6994 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4052 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3100 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2971 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3416 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، عروسي ، المشوهة ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 05:02 صباحا