رواية حياة مطلقة الجزء الثاني بقلم سارة رجب حلمي الفصل الثاني عشر
نهلة: ياعينى على حظك يا حياة، هاتفضلى لإمتى بيحصلك كده ؟، انا مش مصدقة ولا مستوعبة، ان حتى استاذ شريف اللى بينك وبينه حب الناس كلها تحلف بيه يعمل فيكى كده، والله مامصدقة، حظك من الحياة ظلم ليه وقسوة بالشكل ده. قطع كلامها خبط الباب. نهلة: ثوانى هروح أشوف مين. حياة: اتفضلى.
نهلة قامت تشوف مين وفتحت الباب. نهلة: أستاذ شريف. شريف: هى عندك يا نهلة صح ؟ نهلة: أيوا، بس بلاش مواجهة دلوقتى، ياريت يعنى. شريف: عايز أتكلم معاها. نهلة: لو كانت ناوية تسمع لحضرتك كانت سمعتلك فى الشركة او فى البيت، ياريت تسيبها لحد ما اعصابها تهدا خالص، عشان كمان الولاد مايسمعوش حاجة وياخدوا بالهم.
شريف: ولاد حياة أذكيا وأكيد فهموا ان فى حاجة خلتهم يسيبوا بيتى. نهلة وطت راسها فى الارض: بلاش نخليهم يعرفوا كمان ايه هى الحاجة دى. اتحرج شريف من كلامها. شريف: هى عاملة ايه دلوقتى ؟ نهلة: أكيد مش كويسة.
شريف: ارجوكى يانهلة، فهميها انى مخونتهاش، ولا كنت اقصد اللى حصل ده خالص، والله ماكنت اقصده، ولا ليا علاقة بمادلين دى قبل كده، واللى حصل ده أول مرة يحصل وغصب عنى، والله مانا مصدق ولا عارف حتى حصل ازاى.
انتى مش شغالة معانا فى الشركة، اكيد سمعتى الموظفين كلهم وهما بيتكلموا على معاملتى لمادلين ازاى، بمجرد ماحسيت ان اسلوبها معايا غير مع الناس. نهلة: أااه سمعت وكله بيتكلم، بس اللى اتقال وحضرتك متعرفوش ان حضرتك احتمال كبير تكون بتعمل كده قدامهم بس عشان تغطى على علاقتك بيها. بصلها شريف بدهشة وفتح عينه لأخرها.
نهلة: انا بقول لحضرتك الحقيقة وكل اللى بيتقال. شريف: ازاى يقولوا عنى انا كده !، هما مش عارفين اخلاقى من يوم مامسكت الشركة ! نهلة: انا برضو استغربت، بس زى مايكون حد متعمد، انه ينشر الكلام ده عن حضرتك، تقريبآ الغرض من كده ان ان الكلام ده يوصل لحياة، بس حضرتك أكدت كل الإشاعات باللى حصل النهاردة.
وطى شريف راسه ومابقاش عارف يتكلم، لانها عندها حق فى كلامها، هو أكد الاشاعات على نفسه، وماخلاش اى فرصة انه يثبت انه ماكانش ليه علاقة بمادلين قبل النهاردة، ولا هيكونله حتى بعد النهاردة وده لإنه بيحب حياة، بس خلاص دليل العين اقوى من اى كلام. رجع فاق من أفكاره وبص لنهلة.
شريف: أنا آسف سرحت شوية، خلاص يا نهلة ادخلى، وهبقى اجى وقت ماتقوليلى تعالى وتطمنينى انها هديت وهتتقبل منى الكلام، بس متخلنيش منتظر كتير. نهلة: حاضر يا استاذ شريف، ان شاء الله. شريف كان خلاص هيمشي بس سما طلعت وشافته. سما: بابا شريف. شريف: سما حبيبتى، تعالى.
راحتله سما وشالها بين ايديه وباسها من خدها. سما: وحشتنى. شريف: انتى اكتر يا حبيبتى. سما: ماكنتش بشوفك من زمان. شريف: أنا آسف يا سما، كنت مشغول بالشغل شوية. سما: هو احنا مش هنروح معاك ؟ نهلة بصتلهم بحزن وسكتت. شريف: انا نفسي تروحوا معايا، بس ماما مش هترضى. سما: ليه ؟
شريف: مش عارف يا سما، مش عارف، بس اوعدك انى هاجى تانى وهتروحوا معايا، مش هسيبكم ابدآ. نزلها على الارض وباسها من راسها. شريف: انا همشي دلوقتى، بس هاجى تانى واخدكم معايا. سما: ماشي يا بابا، باى باى. قفلت نهلة الباب، ومسكت ايد سما عشان يدخلوا وهى مستغربة ازاى حياة مطلعتش تشوف مين اللى جه او حتى تنادى عليها.
ولما دخلت الاوضة لاقتها نامت على الكرسي اللى قاعدة عليه، وافتكرت لما اتقابلوا الصبح قالتلها انها مانامتش من امبارح، صعبت عليها اوى، واتمنت لو ماكانتش راحت الشركة فى التوقيت ده ولا شافت حاجة، نهلة متأكدة ان دى مجرد غلطة غصب عن شريف وكان لما هيفوق منها هيندم وعمره ماهيقررها تانى أبدآ، بس حظهم هما الاتنين سيئ، لإن حياة جت فى الوقت ده وشافت كل حاجة بعينها.
باب ايهاب خبط وقام يفتح، ولما فتح لقى شريف واقف قدامه وعلى وشه حزن كبير، طافى ملامحه. إيهاب: إوعى تقول متخانق مع حياة ؟ شريف: اللى حصل أكبر من كده بكتير، حياة خالص راحت منى، انا متأكد انها راحت منى. وبدأت دموعه تنزل. ايهاب: يا ساتر يارب، تعالى ادخل واحكيلى حصل ايه.
دخلوا وقعدوا وبدأ شريف يحكي لإيهاب، اللى كان فى قمة صدمته من الكلام اللى بيسمعه، مش قادر يستوعب ان ده حصل من شريف، وان يوم مايحصل منه كده، مراته تشوفه ! ايهاب: هو معقول بجد فى صدفة تدمر كده ؟
شريف: أنا مش هسيب غلطتى واقعد الوم على الصدفة، كان المفروض مراتى تيجى تلاقينى بهزق الكلبة مادلين وبطردها، مش بجاريها فاللى بتعمله. ايهاب: انا اصلا مش مستوعب انك تتصرف كده ياشريف. شريف: والله ولا انا، كإنى كنت مغيب، لقتها بتعمل كده فسيبتها تعمل، بس والله ماكنت بشاركها حاجة، انا متأكد ان من غير ماحياة تيجى وتشوف اكيد كنت هاخد معاها موقف شديد على تصرفها ده.
ايهاب: وحياة دلوقتى فين، وموقفها ايه ؟ شريف: حياة سابت البيت وراحت عند نهلة، بيتنا اتدمر خلاص وانا ال دمرته بغبائى. ايهاب: ان شاء الله تسامحك وتتفهم الموقف وترجع البيت تانى. شريف: حياة قالت جملة مش ناسيها، قالتلى على حاجات كتييير استحملتها من طارق، وبتقولى ماسيبتوش غير لما شوفته بيخونى، مع انى ماكنتش بحبه وخيانته متوجعنيش، معقول هسامحك انت بعد الحب اللى بيننا.
ايهاب: بس حتى لو مبتحبوش، خيانته كانت زى القشة اللى قسمت ظهر البعير. شريف: واكيد خيانتى قسمت ضهرها بعد اللى حصل بينى وبينها امبارح. ايهاب: هو انتو اصلا كان بينكم مشكلة من امبارح ؟ شريف: ايوا، وكان كلامى صعب معاها، وده اللى مخلينى مستغرب انها جاتلى الشركة ونفسي اعرف كانت جاية ليه.
ايهاب: من خلال معرفتى بحياة اربع سنين جامعة واللى شوفته منها فى تحملها لكل اللى بيحصلها، اعتقد ان قلبها كبير وكانت جيالك تصالحك. شريف: معقول !، كانت جاية تصالحنى أقوم اجرحها كده ! ايهاب: خلاص ياشريف، اللى حصل حصل، مفيش منه فايدة خلاص، المهم تصلح اللى حصل باى شكل. شريف: روحتلها عند نهلة وحاولت، بس نهلة قالت بلاش تكلمها دلوقتى وخليها يوم تانى تكون هديت فيه.
ايهاب: بيعجبنى عقلها اوى، حاسس انها فاهمة فى الدنيا وكلامها كله موزون. لحد هنا وموبايل ايهاب رن، بص شاف رقم فؤاد، فاستأذن من شريف انه يرد ايهاب: ايوا يافؤاد ازيك ؟ فؤاد: هتروح للدكتور ؟
ايهاب: مش عايزك تشغل بالك بموضوع الدكتور ده، انا مقدر جدا الشغل والضغوطات اللى عندك، وعمرى ماهزعل لو مسألتش او مجيتش معايا، وانت كتر خيرك انك عرفتنى طريق الدكتور ده، سيبنى انا بقى اتعامل ومش هزعل والله. فؤاد: انا بسأل ومهتم مش عشان انت متزعلش، انا بعمل كده لانى فعلآ مهتم، وكمان المرة دى بالذات انا بتلكك عشان عايز اقابلك. ايهاب: اذا كان كده ماشي.
قفل ايهاب مع فؤاد وبص لشريف اللى كان سرحان وفى دنيا تانية. ايهاب: انا آسف ياشريف والله بس مضطر انزل اروح للدكتور، ميعاد الجلسة كمان نص ساعة، يادوب ألحق. شريف: انزل انت، انا مش همشى وهبات عندك، مش هقدر ارجع الفيلا وهى مش فيها، هفضل افتكرها فى كل مكان وهتعب. ايهاب: خلاص ياحبيبى خليك تنورنى، انا نازل وعندك كل حاجة فى التلاجة، قوم طلع وكل.
شريف: مش جعان، روح انت ومتشيلش همى. ايهاب سابه ونزل راح قابل فؤاد اللى بقى متعود يحضر معاه الجلسة كل مرة. عند الدكتور. الدكتور: هاااايل، فى تطور كويس جدآ، ودى حاجة مبشرة اننا قربنا.
ايهاب: انا فعلآ حاسس بتحسن، بس لسه مش قادر استغنى عن العكاز، والتحسن مش بيبقى ملحوظ بسبب استمرارى فى استعماله. الدكتور: انت مستعجل اوى، لسه انت قدامك وقت على ماتقدر تستغنى عنه فعلآ، بس دى بقت خطوة اكيد جاية ان شاء الله. فؤاد بسعادة: ايوا كده يادكتور قوله، لإن البنى ادم اللى قدامك ده كان رافض تمامآ انه يتعالج او حتى يحس بأمل إنه هيخف وكان خانقنى.
ايهاب: انا عملت جلسات علاج طبيعى قبل كده فترة وهى اللى ساعدت فة تحسنى بس كرهتها واكتئبت وبصراحة العامل على الدكتور نفسه، انا بشكر حضرتك يادكتور لانك ادتنى امل كبير، وساعدتنى نفسيآ قبل اى حاجة تانية. الدكتور: ده واجبى، وفرحتى يوم ماشوفك قادر تتحرك لوحدك بأريحية. ايهاب بابتسامة: ان شاء الله.
خرج ايهاب وفؤاد من عند الدكتور. ايهاب: هاا، كنت قايلى فى التليفون انك عايز تشوفنى مش عشان الدكتور بس، ها قولى امال عشان ايه تانى ؟ فؤاد: انا سيبت مايا، ولغيت معاها عقود الانتاج ليها. ايهاب: ليه حصل ايه لكل ده ؟ فؤاد: خانتنى.
ايهاب: نعم !، هو ايه حكاية الخيانة النهاردة ! فؤاد: ايه ردك الغريب ده ؟، مش فاهمك. ايهاب: واحد صاحبى برضو واقع فى مشكلة بسبب الخيانة. فؤاد: يعنى مش مايا لوحدها. ايهاب: لا ده هو اللى خانها، وشافته بعينيها.
فؤاد: طب وخانها ليه ؟، انت بتقول واقع فى مشكلة وده معناه انه بيحبها، لومبيحبهاش ماكانتش هتبقى مشكلة بالنسباله، صح ولا ايه ؟ ايهاب: صح جدآ، بيموت فيها ومن ايام الجامعة، يعنى سنين السنين. فؤاد: يبقى ايه سبل الخيانة ؟
ايهاب: واحدة شيطانة من يوم مادخلت شركته والكل واخد باله انها بتحاول توقعه، وكان متماسك جدا قدامها، ده كمان كان بيهزقها ومبيهموش انه يخسر شغله معاها، معرفش ليه المرة ال مراته رايحاله فيها ضعف بالشكل ده. فؤاد: مايمكن ضعيف من زمان وبيضحك عليكم.
ايهاب: انا شغال معاه فى شركته، وكل اللى حصل من يوم مالست دى جت الشركة كان قدام عينى انا، وانا اكتر واحد عارف هى حاولت معاه ازاى وهو كان عنيف معاها، ولو حصل حاجة وانا مش موجود كان بيجى يحكيلى وهو متضايق. فؤاد: هى الست دى بقى لاقيته بيرفضها كده، مسكت فيه اكتر. ايهاب: خرابة بيوت، عارفة انه متجوز ووقعته فى الغلط برضو.
قؤاد: لولا ان مراتى الله يرحمها كانت ست كويسة، وامى كمان ست كويسة، كنت هفتكر ان الستات كلهم وحشيين. ايهاب: مش كلهم زى بعض، زى مافى ستات تخلى قلبك يقفل ويكره العيشة، زى مافى اللى تغير تفكيرك وتخليك ترجع تشوف الحياة حلوة وملونة وتستاهل منك انك تحاول تعيشها سعيد. فؤاد: حاسس انك بتتكلم على نفسك ! ايهاب بيدارى على الكلام: وانا حاسس ان ولا فارق معاك خيانة مايا !
فؤاد: ماقدرش اقول انى اتجرحت لما اكتشفت خيانتها، وماقدرش اقول إن ده كان عادى بالنسبالى، أنا زى ما والدتى قالت كتير قبل كده، أنا مبحبهاش، ولا عمرى كنت هحبها، وهى فعلآ ماتليقش بيا، مش عشان مصدوم من اللى حصل بقول كده، هى فعلآ ماتليقش بيا وكنت عارف كده من الأول، ودلوقتى وبعد اللى حصل اكتشفت انى مش عارف كنت رابط نفسي بعلاقة بيها ليه !، بس برضو الخيانة صعبة وبتوجع..
الخيانة شئ لا يحتمل، وغير مقبول حتى لو من شخص ماتربطكش بيه أى مشاعر، الخاينين لو يموتوا، حياتنا هتبقى احسن بكتير، بس الخاينين موجودين، عشان يعرفونا حلاوة الإخلاص، وإننا أشخاص نادرين فى الدنيا، ولازم نعتز بنفسنا أوى. ايهاب: معاك حق، بس شريف دلوقتى واخد لقب خاين وهو بجد مظلوم، شريف مش خاين ولا عمره كان كده، حرام لما مراته تشوفه فالصورة دى. فؤاد: ربنا ليه حكمة من كل حاجة بيعملهلنا، ماتشيلش همه، اكيد الحقيقة هتبان.
ايهاب: يارب ان شاء الله. فى بيت هانى وسهر. سهر: مبسوط !، اهو بيته اتخرب ياهانى، حرام عليكم بجد، ليه عملتوا كده ؟ هانى: والنبى اطلعى انتى منها. سهر: انت مابقيتش طبيعى، الغل والحقد مالى قلبك من ناحيته، كل ده عشان هو غنى !، بتحاسبه على نعمة ربنا اللى مديهاله !
هانى: لأ مش بحاسبه على نعمة ربنا مديهاله، انا بحاسبه على تعالى وغرور وفشخرة كدابة، بحاسبه على انى طول عمرى كنت بحاول اصاحبه وابقى افضل صاحب عنده، وهو طول عمره مفضل ايهاب، انا بحاول ظايما اخليه يحبنى بكل الطرق، وهو بيحب ايهاب ومقرب منه من غير ما ايهاب يعمل اى حاجة. سهر: وانت بتحاسبه ليه اصلا !، وبعدين الحب ده حاجة محدش ليه يد فيها، سيبه فى حاله ياهانى، سيبه فى حاله عشان ربنا يكرمنا حتى.
هانى: هيكرمنا ازاى ؟، انتى ناسية انى اترفدت من الداخلية !، قوليلى انتى ظابط مرفود ممكن يشتغل ايه ؟، الفلوس اللى هنقبضها مقابل ال بنعمله هتخليكى تعملى العملية وتخلينى افتح مشروع. سهر: بالحلال، عايز تجيب طفل وتفتح مشروع بالحرام إزاى يعنى ! هانى: يعنى عايزانى اخسر كل حاجة ؟
سهر: تعالى قول لشريف الحقيقة وانك مرفود من الداخلية من سنة، وهو اكيد مش هيسيبك ويشغلك معاه. هانى: انتى اتجننتى !، عايزة تخليه فالاخر ولى نعمتى !، وحتى لو وافقتك، انتى فاكراهم هيسكتوا، هما كده كده ناويين يكشفوا ورقهم، وشريف عاجلآ او آجلآ هيعرف انى كنت ناويله على الشر.
سهر: اكيد هيسامحك لما يعرف انك رجعت فى كلامك ومارضيتش تإذيه وهيقدر انك محتاج لفلوس وعشان كده وافقت فالأول. هانى: انتى بتقولى كلام ناس مبتفهمش، وانا زهقت منك ومن تفكيرك اللى هيضيع كل حاجة. سهر: انت حر يا هانى، بس انا مش هساعدك فى انى اعيش بالحرام فى كل حاجة فى حياتى. هانى نزل من البيت وهو مخنوق من تفكير سهر، ومش عارف ياخد قرار، وقرر يروحله يشوف رأيه إيه.
ركب تاكسى، ووصل المكان اللى قاله انه موجود فيه دلوقتى، طلع فى الاسانسير، وقف قدام الشقة، ورن الجرس، وبعد شوية فتحله الباب وسمحله بالدخول. دخل هانى وقعد وهو مخنوق ومتضايق، مش عارف رد فعله هيكون ايه لما يقول اللى حصل بينه وبين مراته. هانى: حمدالله على سلامتك، جيت مصر ليه ؟
هيثم: وافضل مستخبى اكتر من كده إيه ؟، هو استاذ شريف هيمنعنى انى اعيش هنا تانى ولا ايه ؟ هانى: انت ناسي اهل نادين اللى قتلتها ؟، اكيد متضايقين جدآ إن القضية إتطبخت، واتلمت لصالحك، ومستنيين يعرفوا انك هنا عشان ياخدوا حق بنتهم. هيثم: سيبك، محدش يعرف انى جيت الا قليل أوى. هانى: اللى ليه تار بيبقى مترصد ومستنى يعرف اى خبر.
هيثم: تار ايه بس، اهلها اصلا كانوا اتبروا منها فى الاواخر، اكيد عارفين انها اتقتلت نتيجة لتصرفاتها. هانى: بس ماتبقاش واثق اوى، هما اكيد كانوا بيقسوا عليها لمصلحتها وعمرهم مايجى فى دماغهم انها هتتقتل. هيثم: ماتسيبك من السيرة الهباب دى، عملت ايه ؟ فين الورق ؟ هانى: لسه مش عارفين نوصله. هيثم: يعنى فى وقت ما أمور شريف منيلة بستين نيلة كده ومابيروحش الشركة كتير ومش عارفين تجيبوه، امال هتجيبوه امتى ؟، لما يرجع ينتظم فى نزول الشركة تانى !
هانى: معلش ياهيثم... قاطعه هيثم بعصبية: انا كلمتك من الاول واختارتك للمهمة دى، لانى عارف انت كنت بتحقد على شريف قد ايه، وعرفت ان اختيارى فى محله لما لاقيت ظروفك المادية وحشة واترفدت من شغلك، ماتخذلنيش فيك بقى. هانى: بصراحة سهر مش عايزة تكمل فى الموضوع ده.
هيثم: نعم !، مش عايزة تكمل فى ايه ؟، انت ناسي انتوا لهفتوا منى قد ايه ؟، طب لما هى عندها ضمير كده كان فين لما اتفقتوا معايا وقبضتوا ؟ هانى: سهر نفسها تخلف، وعارفة ان الحلم تحقيقه برا مصر، وده محتاج فلوس، طمعت فى انها هتاخدهم منك وتسافر تتعالج، بس مش قادرة تسحت ضميرها. هيثم: سكتهولها، وهاتلى الورق، اخر فرصة ليكم يومين من دلوقتى مفيش غيرهم، والورق يكون عندى، انا مش هستنا اكتر من كده.
سكت هانى وهو مش عارف يتصرف ازاى، لانه خلاص اتورط معاه ومابقاش يقدر يقول لشريف ويكسبه فى صفه، كان المفروض من الاول يعمل كده، دلوقتى مش قدامه غير ان سهر تجيب الورق. ايهاب اتصل بنهلة. ايهاب: تسمحيلى آجى اتكلم مع حياة شوية ؟ نهلة: للأسف هى مش هتسمع لأى حد.
ايهاب: انا اقرب واحد لشريف ومعايا كل أسراره وهى اكيد هتصدقنى. نهلة: خلاص تعالى، وربنا يقدرك وتصلح مابينهم، عشان زهقت من الكلام معاها، اللى مابتهتمش بيه خالص. حياة دخلت وسمعتها: بتكلمى مين يا نهلة ؟ نهلة بإرتباك:داا ده ايهاب. حياة: سلميلى عليه. نهلة: انتى لابسة ليه، انتى رايحة فى حتة ؟ حياة: ايوا هنزل، لما آجى هقولك. نهلة: ماشي حبييتى، ترجعى بالسلامة.
رواية حياة مطلقة الجزء الثاني بقلم سارة رجب حلمي الفصل الثالث عشر
حياة دخلت وسمعتها: بتكلمى مين يا نهلة ؟ نهلة بإرتباك:داا ده ايهاب. حياة: سلميلى عليه. نهلة: انتى لابسة ليه، انتى رايحة فى حتة ؟ حياة: ايوا هنزل، لما آجى هقولك. نهلة: ماشي حبييتى، ترجعى بالسلامة. رجعت نهلة للمكالمة تانى.
نهلة: معلش بقى يا ايهاب، زى مانت شايف، نزلت. ايهاب فضل يضحك: قصدك زى مانت سامع، انا ماشوفتش حاجة، ولاااا أعتبر عيونك هى عيونى ؟ نهلة كانت مبسوطة بكلامه وبتبتسم بس محبتش تديله فرصة لأى كلام بالشكل ده معاها. نهلة بحدة: نعم !، يعنى إيه اللى بتقوله ده ! ايهاب ببرود: انتى فاهمة معناه كويس يا نهلة.
نهلة: على فكرة ماتقولش نهلة، فى بيننا ألقاب. ايهاب: طب مانتى من دقيقة بس قايلالى يا ايهاب وانا ماتكلمتش. حست نهلة بالخجل ومالقيتش رد غير انها تقفل السكة فى وشه. اول ماقفلت ايهاب فضل يضحك بهيستريا عليها واتصل بيها تانى، وماكانتش بترد فالاول، وبعد مرتين اتصال ردت. ايهاب: ايه يابنتى حركات الاطفال دى ؟
نهلة: انت عمال تحرج فيا وزهقتنى. ايهاب: ههههههههه تقومى قافلة المكالمة فى وشي ! نهلة: تستاهل، خلينا فى موضوعنا بقى. ايهتب بيستهبل: بجد !، انا موافق نخلينا فى موضوعنا والله، ها تحبى نبدأ منين ؟ نهلة فهمت كلامه وتلميحه: تقصد ايه بكلامك ده. ايهاب: لا خلاص ماقصدش وخلينا نتكلم بجد شوية، عليكى صاحبتك فى مشكلة مع جوزها وانتى عمالة تهزرى !
نهلة ماقدرتش تمسك ضحكتها: ههههه، ماخلاص بقى، كفاية بجد، بدأت أشك انك مش متصل عشان تصالح حياة وشريف، انت متصل ترخم عليا انا. ايهاب: لا خلاص مفيش رخامة تانى، بجد انا عايز اقابلها ضرورى، انتى متعرفيش حالة شريف صعبة قد ايه، واديكى بتشوفى بعينك، مابيجيش الشركة الا للشديد القوى، ومدوخنا وراه بالورق اللى عايز يتمضى ونص الشغل متعطل وبجد الدنيا خربت من يومها. نهلة: ده انت عايز تصالحهم عشان الشغل بقى !
ايهاب: لا طبعا، هما الاتنين صعبانين عليا اوى، نهلة انا اكتر واحد عارف هما بيحبوا بعض قد ايه، انا اللى حضرت بداية حبهم لحد 5 سنين، اللى هو لحد التوقيت اللى بعدوا فيه عن بعض، بس شريف استمر فى حبه ليها حتى وهو مش معاها، وانا متأكد ان حياة كده برضو، كان لما بيبصوا لبعض بس عينيهم بتلمع بحب كبير وحنية لبعض، كان ناس كتير يشوفوهم يقولوا ايه الافورة دى ودى مراهقة شباب، بس انا كنت ببقى حاسس بحبهم وانه بجد وانه خارج من القلب عشان كده باين عليهم بالطريقة دى.
نهلة: انت على كده بتفهم فى الحب ؟ ايهاب: طول عمرى بفهم فيه وبعرفه، وبعرف افرق مابين اللى بيحب من اللى بيتسلى، من اللى مش فارقة معاه خالص. ايهاب بدأ يلمح عليها: أعرف واحدة كانت مش مهتمة ولا حتى واخدة بالها، بس بدأت تهتم. حست نهلة ان وشها بيطلع نار من كلامه الاخير اللى فهمت انه بيقصده بيها. نهلة: وانت وانت لما بتفهم فى الحب كده ماتجوزتش ليه ؟
ايهاب: طب مانا ممكن اتجوز من غير ماحب، مش شرط. نهلة: ايوا فاهمة، طب ليه ماتجوزتش عموما ؟ ايهاب: يهمك تعرفى ؟ نهلة: وبعدين معاك بقى !، احنا بندردش على فكرة. ايهاب: ههههههه خلاص خلاص، خلينا نكمل دردشة، الاجابة باختصار عشان انا والدتى متوفية ووحيد فى الدنيا من سنيييين.
نهلة: مش فاهمة، المفروض ده السبب اللى يخليك تتجوز عشان تلاقى حد معاك تتونس بيه فى وحدتك دى، مش يخليك تقرر ماتتجوزش ! ايهاب: لا ماهو انا لو امى موجودة كانت هتفضل تزن عليا انى اتجوز وكنت هضطر اتجوز عشان اريحها، مش عشان انا عايز، فعدم وجودها معايا هى او اى حد، ريحنى من مسألة اتجوز دى اللى بتقولها الأم كل خمس دقايق لابنها.
نهلة: هههههههههه، دماغك غريبة فعلا، ربنا يرحم مامتك ومامتى وامهات المسلمين جميعآ. ايهاب: يارب، تعرفى برغم انى بهزر الا ان قلبى وجعنى اوى. نهلة: ليه من إيه ؟
ايهاب: لما افتكرت والدتى، ياريتها كانت موجودة وتزن فى موضوع الجواز وفى اى حاجة تانية زى ماهى عايزة، ياريتها مفارقتنيش وسابتنى لوحدى اضيع كده، انا عارف انى لسه مكبرتش اوى، بس انا فعلآ ضايع ومحتاجها اوى، عارفة يوم الحادثة، كنت فاكر انى مت، وفرحت انى هشوفها هى وابويا، فرحت اوى، لما فوقت وعرفت انى لسه موجود، مت بجد من الألم والإحتياج ليها، عارفة لما تكونى محتاجة لحد أوى..،
تبقى هتتجننى وتوصليله عشان يبقى معاكى بس مابتقدريش ومستحيل تقدرى، وانتى عارفة ومتأكدة انك مهما حاولتى محاولاتك فاشلة ؟، انا كنت حاسس بالإحساس ده، وكنت كل مافكر فى احتياجى ليها اكتر، كل مالنار اللى جوايا تقيد اكتر، والحزن يتعمق فى قلبى اكتر، كنت بتمنى الموووت، ومفيش فى ايدى اى وسيلة ليه، انا عملت حادثة وكنت قريب جدآ من الموت، بس سبحان الله ماموتش وليا نصيب اعيش، مش عارف بقى عشان أتألم، ولا عشان هعيش مبسوط. نهلة عينيها دمعت من تأثرها بكلام ايهاب اللى هى كمان بتحسه كتير بسبب فراق اهلها.
نهلة: ان شاء الله هتعيش مبسوط، إتفائل خير، انا زيك وبتألم زيك لما افتكرهم وافتكر انى عمرى ماهشوفهم تانى، بس عارف وجود ابنى فى حياتى، بيطمنى ويصبرنى وبرجع احس ان عندى هدف عايشة عشانه، انت كمان لازم يبقالك هدف تعيش عشانه، واول هدف لازم تركز فيه هو علاجك، ياريت ماتهملش فى علاجك وتخلى اليأس يتملك منك.
ايهاب: لا انا الحمدلله انجزت خطوات كتير فى طريق علاجى ومستحيل اتراجع تانى. نهلة: كويس جدآ، ربنا يتم شفاك على خير. ايهاب بحب: يارب يانهلة، مسموحلى أقول نهلة ولا لازم ألقاب ؟ نهلة بابتسامة: مسموحلك. ايهاب: انتى بقى مش مسموحلك، عيب كده، انا مديرك فى الشغل ايه يا ايهاب اللى قولتيها دى ! نهلة: ههههههههه انت فظيع.
ايهاب باستغراب: فظيع !، فظيع دى حاجة وحشة ولا حلوة ؟ نهلة: ههههه، مش عارفة، بس انت فظيع وخلاص. ايهاب: ماشي يافظيعة، انا هقوم بقى عشان ألحق أطبخ، جوزى جاى، اااااا قصدى شريف زمانه جاى. نهلة: هههههههههههه، أستاذ شريف جاى يتغدا معاك ؟ ايهاب: شريف عايش معايا من يوم اللى حصل، مش قادر يرجع البيت ومايلاقيش حياة. نهلة: بيحبها أوى فعلا، ربنا يحلها من عنده يارب. ايهاب: يارب، وبتعاونك معايا، هنحلها ان شاء الله.
نهلة: انت مش عارف حياة فى موقف زى ده بتتغير ازاى، وبيبقى صعب توصل معاها لحل. ايهاب: هنحاول، مش هنتفرج على بيتهم وهو بيتخرب. نهلة: اكيد مش هنسكت ان شاء الله، يلا قوم اطبخ قبل ماجوزك يجى، قصدى أستاذ شريف. ايهاب: ههههه، ماشى يلا وزى ماقولتلك لما ينفع اجى كلمينى. نهلة: حاضر، ان شاء الله.
نهلة وايهاب قفلوا مع بعض وكل واحد فيهم قلبه طاير من السعادة، انه اخيرآ لقى نصه التانى، اللى هيعيش عشانه وعشان يبقى سعيد معاه ويسعده. حياة نزلت من بيت نهلة، عشان تمشي فى نفس الطريق اللى مشيته لما جتلها قبل كده ايام طارق، وهو انها بتدور على شغل، اى شغل، مش هيفرق معاها هو ايه فى محل ولا فى شركة، المهم تلاقى شغل تعتمد عليه من جديد، وتوقف على رجلها وتعوض نفسها عن الخساير االلى كل مرة بتتعرضلها لما جوزها بيغدر بيها، عرفت بجد اهمية الفلوس وان مفيش راجل ليه أمان، لا اللى اتجوزها تقليدى ولا اللى اتجوزها عن الحب، فى المرتين كان مصيرها الشارع، بجيوب فاضية، مش معاها تصرف على نفسها وولادها، وسايبة غيرها يصرف عليهم.
كل ماكان بيجى فكرة من دول فى دماغها كل ما كانت بتصمم على انها تلاقى شغل اكتر وتشتغل وتنسى الحياتين اللى عاشتهم بفرض من الزوجين عليها. الحياة القاسية اللى مافيهاش اى رفاهية ودى بفرض من طارق. وبعدها الحياة الناعمة المرفهة بفرض من شريف. بس هى قررت انها تخلق لنفسها حياة جديدة، بعيدة عن اى راجل، وتعيش هى وولادها على قد اللى هتكسبه من شغلها.
فضلت تلف على كل المحلات والمطاعم، ومالقتش وظايف، وزعلت انها هترجع من غير مايبقى فى ايدها شغلانة تصرف منها لحد ماتتقبل فى وظيفة احسن فى اى شركة. كانت خلاص مروحة لما شافت محل ملابس كبير، فى اخر الشارع كان مقفول وفى واحد لسه فاتحه حالآ. راحت وكلها أمل إن ربنا يجعلها نصيب فى شغل فى المكان ده.
وصلت للمحل وبدأت تكلم صاحب المحل وهو فهمى راجل فى أواخر الخمسينات. حياة: السلام عليكم. فهمى: وعليكم السلام، اتفضلى يابنتى أؤمرى. حياة بخجل: الأمر لله، كنت عايزة اسأل حضرتك لو عندك وظيفة ليا أكون شاكرة ليك. فهمى: انا كنت محتاج حد يمسكلى حسابات المحل، انتى بتفهمى فى الحساب ؟ حياة: ايوا انا شاطرة فيه جدآ.
فهمى بهزار: انتى اللى شاطرة ولا الألة الحاسبة ؟ حياة ابتسمت: لا والله انا بجد شاطرة فيه بس ده ميمنعش من بعض المساعدات بالألة. فهمى: اللى كان ماسك الحسابات هنا، كان بيستخدم الألة وبرضو كان خاربلى الدنيا. حياة: لو حضرتك وافقت عليا ان شاء الله هكون عند حسن ظن حضرتك. فهمى: شكلك بنت ناس، وانا ارتاحتلك اوى وحاسس ان شغلك هيعجبنى فعلا، هااا، ماقولتليش اسمك ايه ؟ حياة: انا اسمى حياة.
فهمى: اسمك جميل يا حياة، يناسبك امتى بقى تبدئى الشغل ؟ حياة: اى وقت ان شالله النهاردة. فهمى: لا يابنتى وده معقول، الليل دخل، وانتى هيبقالك مواعيد مش هتشتغلى فى اى وقت كده، والافضل ان مواعيدك تبقى بالنهار، ها قولتى ايه ؟ حياة: طبعا موافقة، كلام حضرتك صح.
فهمى: خلاص يبقى تبدئى من بكرة الساعة 10 الصبح لحد 6 المغرب، كويس ولا هيبقى كتير عليكى ؟ حياة: كويس جدآ طبعآ، بس بستأذن حضرتك، انى هبقى امشي ساعة كل يوم اجيب ولادى مالمدرسة واروحهم وارجع تانى، فخليها من 10 ل 7 عشان اعوض الساعة دى. فهمى: ماشاء الله انتى معاكى اطفال وفى المدرسة ياحياة ؟
حياة: اه الحمدلله، أولى وتانية ابتدائى. فهمى: ربنا يفرحك بيهم يابنتى، خلينا من 10 ل 6 زى ماحنا عشان ماتتأخريش على ولادك. رجعت حياة للبيت وهى مبسوطة اوى انها بدأت أول خطوة فى طريق كفاحها بنفسها على تربية ولادها بعيد عن طارق وعن شريف وعن أى راجل مهما كان. نهلة كانت فى انتظارها وليها رأى تانى... نهلة: حمدالله على سلامتك. حياة: الله يسلمك. نهلة: 5 ساعات ياحياة من وقت ماخرجتى !، كنت فين كل ده. حياة: كنت بدور على شغل.
نهلة: تانى يا حياة !، طب المرة اللى فاتت وقولت عشان كنتى متعرفنيش كويس، وخايفة تتقلى عليا واحنا أغراب عن بعض، لكن المرة دى ليه يعنى ؟، وبعدين مانتى عارفة ان شريف ادانى مبلغ كبير جدآ، يعنى متخافيش مش هصرف من جيبى، ولا هشحت أخر الشهر عشان فلوسي خلصت. حياة: وانتى فاكرة انى هفرح لما تقوليلى كده ؟، انا مش عايزة من فلوسه جنيه، سواء اللى ادهالك او اللى بتقبضيها من شركته. نهلة بزعل: طب ليه كده يا حياة وبعدين هو انا بقبض منه بيمن عليا بالقبض ؟، ده انا بشتغل وبتعب وباخد من وقت ولادى.
حياة: انتى بتتكلمى بحساسية كده ليه ؟، محسسانى انى بقولك انتى بتقبضى من فلوس جوزى حبيبى، شريف مابقاش يعنينى يا نهلة خلاص، انتهى بالنسبالى، ياريتنى ماكنت قابلته تانى، ياريته كان فضل ذكرى حلوة فى عينيا. نهلة: وهو يعنى ايه اللى حصل ! حياة بصتلها بغضب وكانت عاجزة عن الرد.
نهلة: بتبصيلى ليه كده ؟، ايوا ايه اللى كان حصل !، واحدة حاولت معاه بكل الطرق وكل مرة كان بيهزقها وقدام الكل ومش بيهمه شغله يضيع او لأ، بس هى استمرت فالمحاولات وراحتله ف اكتر وقت متدمر فيه نفسيآ اغرته بكل الطرق، وعملت كده وهو كان تفكيره واقف معرفش يتصرف. حياة: كل اللى بتقوليه ده مقزز بالنسبالى، ومش مقبول أبدآ، وكلامك معايا او اى حد غيرك، مش هيغير فى قرارى حاجة، كفاية توجعوا فى قلبكم وتفكرونى كل شوية.
نهلة: ليه بتقسي عليه كده ؟ حياة: هههههه بقسى عليه ؟، عشان برد على قسوته واهماله وخيانته بإنى عايزة استعمل حقى فى انى ابعد عنه، ابقى بقسى عليه ؟، انا قاسية فعلآ، بس قاسية على نفسي عشان بحملها فوق طاقتها وبستحمل ناس وحشة متستاهلش، بس من النهاردة هبطل القسوة دى. نهلة: يعنى ايه ؟
حياة: يعنى لازم نطلق، انا مش رجعاله تانى خلاص. نهلة: لا لا لا، اكيد انتى مش حياة، فين عقلك ؟ اقولك تعالى نأجل الكلام، عسان انتى لسه مهدتيش. حياة: أجليه إن شالله سنة، برضو مش هتلاقى منى غير الرد ده. نهلة: وفين حبك ليه ؟ حياة: ماتسأليه هو الأول، فين حبه ليا ؟
نهلة: ماقولتلك غلطة غصب عنه وهو ندمان. حياة: وانا مش مضطرة أقتنع، او استحمل واحد اى واحدة هتشاورله هيروحلها بمنتهى البساطة. نهلة: ماتتخليش عنه ياحياة، انتى عارفة انه مالوش غيرك انتى وولادك. حياة: ولادى !، ولادى اللى قالى عليهم ولاد طارق وانى بهتم بيهم اكتر من ابنه، وانا من غبائى اقتنعت بكلامك وكنت رايحة اصالحه. نهلة: ياريتك ماقتنعتى ولا روحتى.
حياة: ليه ؟، عشان معرفش الحقيقة يعنى ؟ نهلة: حقيقة ايه يا حياة، بلاش تظلميه بقى قولتلك انها استغلت تشتته وماكنتش اول مرة تحاول معاه. حياة: ماكانتش اول مرة تحاول معاه !، جمله غريبة بسمعها منك من وقت ماعرفتى، ولما مش اول مرة تحاول معاه، ماكانش بيقولى ليه ؟، مارفضش الصفقة ليه زى ماكان بيمثل عليا انه ممكن يعمل كده بصدر رحب لو انا هبقى متضايقة ؟ كل حاجة طلعت تمثيل وكدب فى كدب.
نهلة: مش هينفع كده بجد، كل ماهقولك حاجة تهديكى هتستخدميها فى زعلك أكتر. حياة: انا مش بتلكك يا نهلة، انا واحدة فاض بيها خلاااص، مليت طعم المر، وتعبت من العذاب اللى محاوطنى. نهلة: اكيد زمانه فهم الدرس اللى حصله، وعمره ماهيكرر حاجة تغضبك أبدآ. حياة: انا زهقت، كفاية بقى، انا هبدأ شغل من بكرة، ولو فتحتى الموضوع ده معايا تانى مش هستنى لحد لما اقبض اخر الشهر وهطلب سلفة عشان انقل فى شقة تانية.
نهلة: بقى كده يا حياة ؟ حياة: ماتزعليش منى يا نهلة، بس كفاية ضغط عليا لو سمحتى. نهلة: اللى تشوفيه يا حياة.
إيهاب: ياشريف مانا قولتلك رافضة تتكلم فى حاجة دلوقتى، وده معناه ان اى كلام فى الموضوع هتقابله بالعصبية ومش هتسمح لحد يقنعها بحاجة عكس تفكيرها. شريف: انا مش هصبر اكتر من كده، انا عايز مراتى ترجع بيتها يا ايهاب، روح اتكلم معاها ولو فشلت تقنعها بأى حاجة يبقى عالاقل عرفها انها ترجع بيتها وتبقى تزعل زى ماهى عايزة وتاخد جنب منى وماحدش هيقولها حاجة خالص.
ايهاب: حاضر ياشريف، زى ماتحب. شريف: هاجى معاك واستناك فى العربية. ايهاب: ماشي يلا. كانت حياة لسه بتتكلم مع نهلة لما سمعوا الباب بيخبط. حياة: خليكى هفتح انا. راحت حياة وفتحت الباب، واتفاجئت بإيهاب. حياة: ازيك يا ايهاب، اتفضل.
رواية حياة مطلقة الجزء الثاني بقلم سارة رجب حلمي الفصل الرابع عشر
حس شريف بتأخير ايهاب، وقرر يطلع، لان لازم يتكلم مع حياة بنفسه. وكمان لإنها وحشته ومحتاج يشوفها حتى لو كلامها مش هيعجبه. طلع وشاف الباب مفتوح وحياة واقفة بتتكلم مع نهلة وايهاب، فضل واقف مكانه وعينيه مركزة عليها هى وبس. لما خدوا بالهم منه، بطلوا يتكلموا وكلهم بصوله ماعدا حياة اللى سابتهم ودخلت جوة.
اتصدم شريف من رد فعلها ومابقاش مصدق ان بقى فى حاجز كبير للدرجة دى بينه وبينها، وبقى متأكد إن ولا نهلة ولا ايهاب قدروا يأثروا عليها بكلامهم. ايهاب: يلا ياشريف. شريف: يلا إيه ! ايهاب: يلا ياشريف نمشي وهنبقى نيجى مرة تانية. شريف: وانا مش همشي قبل ماتكلم معاها.
ايهاب: مالوش لزوم الكلام معاها دلوقتى، مش فارق معاها كلام حد. شريف: بس انا مش اى حد، واكيد كلامى هيبقى ليه أثر معاها. ايهاب: طب يلا بس دلوقتى ونيجى مرة تانية. شريف بعصبية: هو فى ايه ؟!، مش عايزنى اتكلم معاها ليه ؟ ايهاب بص لنهلة، وماكانوش عارفين يتكلموا ولا يردوا عليه. شريف: ما حد فيكم يتكلم بتبصوا لبعض ليه. ايهاب: حياة طالبة الطلاق ياشريف.
شريف اتصدم وبدأ يتصرف من غير إدراك، و بعد إيهاب عن طريقه، ودخل الاوضة اللى دخلتها حياة، من غير ما يركز انه فى بيت واحدة ست غريبة عنه ومش المفروض يتحرك فى بيتها بالشكل ده، بس الصدمة كانت اكبر من اى حسابات. فتح باب الاوضة وكانت حياة قاعدة مع الولاد. بصتله بإرهاق وطلعت كلماتها من اعماق قلبها وحقيقية.
حياة: أنا معنديش اى استعداد انى اخوض اى مناقشات، وبقالى ساعة بحاول افهمهم كده برا، ده غير ان فى اطفال موجودين قدامك. شريف: نهلة، تعالى خدى الولاد. حياة وقفت: لأ مفيش حد فيهم هيطلع من هنا. جت نهلة وخدتهم برغم انها سمعت اللى حياة قالته، وقفلت الباب وراها.
شريف: ايه يا حياة ؟، خايفة تقعدى معايا لوحدك ؟، انتى ناسية انك مراتى وحبيبتى من سنين السنين ؟ حياة: ياريتنى انسى عشان اقدر اتقبل اللى حصل، واللى مش هسمحلك انك تتكلم فيه، لإن فعلا طاقتى خلصت. شريف: مش هتكلم فى حاجة ياحياة، غير حاجة واحدة بس، وهى الحب اللى بيننا واللى ماينفعش انك تنسيه. حياة: وليه إنت نسيته ؟
شريف: عمرى مانسيته، والدليل إنى عشت سنين حياتى من بعدك وحيد ورافض حد يحل محلك، إلا غلطة نادين فى الكام شهر اللى قبل ماشوفك فيهم. حياة: غلطة نادين بس !، ومادلين مش غلطة ؟ شريف: اكبر غلطة ومعترف بيها. حياة: كنت على علاقة بيها ليه ؟، بتتغير معايا وتتهمنى فى موت ابنى، كل ده عشان على علاقة بواحدة تانية ! شريف: والله ماكان فى علاقة بينى وبينها، ولا أى كلام ربطنى بيها لحظة، اللى انتى شوفتيه كان غلطة وفى ساعتها ماكانش ليها سوابق.
حياة: كداب، هى اللى قالتلى بنفسها، إن علاقتكم هى كانت عارفة إنها هتتكشف لإنها بقالها كتير فالسر ومفيش حاجة بتفضل فى السر كتير، وده طبعآ حسب كلامها هى. شريف: السافلة دى عايزة توقع بينى وبينك عشان هى عايزة يحصل اللى بيحصل بيننا دلوقتى ده، انا مش عايزك تديها فرصة، ارجوكى ياحياة، بلاش تدى فرصة لأى حد إن بيتنا يتخرب.
حياة: بس بيتنا فعلآ إتخرب ياشريف خلاص، ومابقاش فى بيت يربطنا من النهاردة. شريف: ليه بتقسي عليا كده ؟، انا مظلوم بجد، ان ماكنتيش انتى اللى تصدقينى وتسامحينى، مين هيعمل كده ؟ حياة: ست مادلين موجودة، ربنا يخليهالك. شريف: ماتقوليش كلام ينرفزنى.
حياة: ماتتكلمش عن القسوة عشان انت أصلآ ماتعرفش عنها أى حاجة، شريف بيه الراجل ابو شنبات ذو السلطة والمركز الجبار، اللى ليه نفوذ فى كل حتة تخيل إنه مشافش اللى حياة الضعيفة الغلبانة الفقيرة شافته، مشافش حتى نص اللى شافته، حياة اللى شربت القسوة فى كؤوس عذاب، جاى انت دلوقتى تقولها ماتقسيش، تعرف عن القسوة ايه غير اللى سمعته فى حكايتى يا شريف ؟
ده انت يا اخى عرفتنى وانا عايشة فى ذل وقسوة من خالتى وجوزها، ورجعتلى بعد 13 سنة لقتنى عايشة فى نفس الذل والقسوة بس على يد اللى المفروض اسمه جوزى وابو عيالى، اتجوزتك وانا مفكرة انى خلاص الدنيا ضحكتلى وبخطى برجلى فى طريق السعادة الابدية، بس حتى انت اخترت إنك تكمللى حياتى فى ذل وقسوة، حتى لو انت ماخونتنيش، برضو كفاية عليا كده، دوقت من العذاب اللى انت نفسك ماتقدرش تتحمله، ارحمونى بقى، انا لولا معايا اطفال هيضيعوا فى الدنيا من غيرى، لكنت اتمنيت الموت ونفذته كمان.
شريف كان كل ده بيسمعها وهو مصدوم من كم القهر اللى شايلاه فى قلبها، مارضيش يضغط عليها اكتر، وسابها ومشي من غير مايرد على كلامها، ايهاب كان قاعد مع نهلة واتفاجئوا بيه وهو ماشي على برا الشقة على طول، فاستأذن ايهاب من نهلة ونزل وراه. ايهاب: حصل ايه ؟ شريف: ماتسألنيش عن اى حاجة، اركب عشان اروحك وارجع الفيلا.
ايهاب: كمان هترجع الفيلا !، ليه ؟ شريف بعصبية: قولتلك ماتسألنيش عن حاجة. ايهاب فهم ان مفيش حاجة اتحلت مع حياة زى ما شريف كان فاكر، واختمال تكون الحكاية زادت. هيثم راح لبيت هانى. هانى: ايه اللى جابك هنا ؟، انت مش خايف شريف يعرف باى طريقة ؟ هيثم: لا مش خايف، هو فايق يهرش حتى، وانتو على كده مش مخلصين الموضوع، وانا بدأت ازعل. هانى حس بتهديد فى كلامه: يعنى ايه
هيثم: يعنى انا جاى اتكلم مع مراتك ولازم يا تقتنع وتوعدنى انها تجيب الورق، يا تعرفونى رفضكم وتدونى المبلغ اللى اخدتوه منى عربون. هانى: بس انا مش بحب مراتى تتدخل فى الكلام ده، الكلام يبقى معايا انا وانا هتكلم معاها. هيثم: لو كنت تقدر تقنعها كان زمانك عملت كده. قام هيثم من مكانه ومشي فى الشقة. هيثم: هى فين. وقف قصاده هانى بعصبية. هانى: انت اتجننت ؟
هيثم بابتسامة باردة: مالك ياهانى فى ايه !، التأخر اللى البلد دى فيه هو اللى مضيعها ومخليها بلد متخلفة. مسكه هانى من ياقة قميصه وفضل يهز فيه بعصبية: هو التقدم انك تدخل لمراتى الاوضة ! هيثم ببرود: هو لازم الاوضة، مايمكن المطبخ او الحمام. هانى بصوت عالى: حمام، إنت اتجننت فى عقلك.
وبدأ يضرب فى هيثم ضربات ورا بعضها وبعنف لحد ما خلا مناخيره جابت دم، وجرجره رماه على باب الشقة. هانى: إياك أشوف وشك النجس ده تانى قدامى فى اى مكان والا هقتلك. ورزع باب الشقة فى وشه، وهو حاسس ان هيجراله حاجة من التوتر، خرجت سهر وبصتله من غير كلام.
هانى: كان عندك حق، الواطى ده افتكر انى عشان وافقت على حاجة حرام زى دى، وخليتك تشتركى فيها، يبقى خلاص انا مش راجل، وهسمحله يتعدا حدوده على بيتى وعليكى. سهر: تستاهل. هانى: نعم !
سهر: تستاهل عشان سيبت صحبة واحد محترم زى شريف، واخترت تصاحب واحد عرفت عنه انه كان على علاقة بمرات شريف الاولنية وحاول كمان يغتصب مراته التانية، لولا اللى حصل، متوقع انت بقى لما هو يقولك كلام زى ده وانت تساعده فى أذية شريف للمرة التالتة هيفتكر ايه غير انك سامحله ياخد راحته مع مراتك انت كمان !
هانى بأسف: انتى صح، لما اعرف انه كان هيغتصب مرات صاحبى واتعاون معاه، وادخله بيتى يبقى اكيد هيفهم انى مش هتكلم لو تجاوز حدوده مع مراتى، انا حاسس بأشد الندم، ازاى سمحتله بكل ده ! سهر: مش مهم، اللى حصل حصل، المهم نصلح وبسرعة. بصلها هانى وهو فاهم قصدها ايه كويس وهز راسه بالموافقة.
شريف اتصل بمادلين وطلب منها يتقابلوا ضرورى وهى وافقت واتفقوا على ميعاد ومكان. مادلين: خير حبيبى قلقتنى عليك. شريف: حبيبك !، ازاى حبيبك ومن امتى ؟، من يوم المكتب اللى استدرجتينى فيه !. مادلين: شو بك شريف ! شريف: انا مش فاهم جايبة كل الثقة اللى بتنادينى بيها دى منين مرة حبيبى ومرة شريف !.
مادلين: مابيهمنى شو بتحس، يهمنى انه انت عن جد حبيبى. شريف: وده سبب كافى يخليكى تقولى لمراتى اننا على علاقة من زمان وكانت لازم تتكشف عشان مفيش حاجة بتفضل فى السر ؟ مادلين بصتله بارتباك. شريف: ايه ؟، اتفاجئتى كده ليه انى عرفت، امال كنتى فاكرة ان كدبتك هتستخبى لإمتى ؟ مادلين: ما عملت هيك الا منشان الحب اللي بقلبي إلك، وبدياك تقدر هيدا الشي.
شريف: أقدر إيه ؟، انتى مجنونة، اسيبك تخربى حياتى مع مراتى واقدرك انتى !، تسوى ايه انتى بالنسبة لواحدة بحبها من ايام ماكنت عيل صغير !، مراتى حبها فى قلبى من ايام ماكنت طفل، وقلب الطفل بيكبر وبينمو عشان يناسب راجل كبير، وقلبى وهو بيكبر كبر معاه حبى لحياة، والحب ده دخل فى كل حتة فيه، عشان تنزعيه منى لازم تنزعى قلبى معاه.
مادلين: بحئد عليها انها بتمتلك كل هيدا الحب وعم بتفرط فيه بكل سهولة. شريف: انتى مالكيش دعوة اذا كانت تفرط فيه او تتمسك بيه، انا ومراتى احرار فى حياتنا، وانا متأكد ان انتى اللى نشرتى اشاعات فى الشركة إننا على علاقة ببعض، صح ؟ مادلين: لا مابعرف شى عن هيدى القصة.
شريف: كدابة وكدبك باين، وانا الشغل اللى يجمعنى بيكى مش عايزه. قام وسابها وهو مخنوق منها ومش عايز منها اى محاولات تانية، ومش عارف يتخلص منها ازاى بعد مامضى العقد.
هانى قرر انه يسبق هيثم فى اى خطوة خيانة ضده او حتى ضد شريف، وراح لشريف فى بيته. شريف: ازيك يا هانى اتفضل اقعد. هانى قعد من غير مايرد. شريف: الله !، مالك ؟ هانى: كنت عايزك فى موضوع مهم جدآ. شريف: طب اتفضل اتكلم، انا سامعك. هانى: اوعدنى هتسامحنى. شريف: اسامحك على ايه ؟
هانى: انا ماجتلكش اول مرة عشان مراتى عايزة تشتغل ولا حاجة. شريف: مانا عارف جيت عشان كنت واحشك، وعايز تشوفنى وبعدها تقول عالشغل عادى. هانى: ولا عشان كده. شريف: اتكلم على طول، امال ليه ؟ هانى: جيت عشان أنصبلك الفخ، وشغل مراتى معاك فالشركة من ضمن الخطة، او اساسها، لإنها المفروض تسرق منك اهم اوراقك وعقودك. شريف بصله بصدمة: طب وليه تعمل فيا كده ! هانى: هيثم. شريف: هيثم مين؟
هانى: هيثم صاحبنا ايام ثانوى وصاحبك فالكلية، اللى قتل مراتك الاولنية. شريف: ده اكيد واخد اعدام فى قتلها وزمانه اتعدم او لسه الحكم هيتنفذ. هانى: هو لا اتعدم ولا هيتعدم، ولا عليه احكام اصلا. شريف بدهشة: إزااااااى؟
هانى: هيثم معاه ال**ية الأمريكية، والسفارة لما عرفت بااللى حصل بعتتله محاميين على أعلى مستوى، قدروا يحولوا القضية من قتل عمد لقتل دفاع عن النفس. شريف مصدوم: انا هتجنن، ايه اللى بسمعه ده ؟، انت فاضى وجاى تتسلى ؟ هانى: هى دى الحقيقة اللى كان لازم تعرفها، وطالع مالسجن مش حاطط فى دماغه غيرك وانه يبوظلك حياتك، واستغل حاجتى للفلوس، وعرض عليا مبلغ محلمش بيه فى حياتى كلها، لو نفذت اللى يطلبه منى.
شريف: وازاى وافقت، كنت عارف هو عمل ايه وحاول يعمل ايه ووافقت ؟، وليه اصلا جاى دلوقتى تعترف ؟، ايه اللى اتغير ؟ هانى: اللى اتغير ان سهر رافضة تجيب اى حاجة من ورقك، او تساعد بأى شكل فى حاجة زى كده، وكانت طول الوقت بتقنعنى انى ماعملش زى هيثم مابيطلب، وانا كنت بميل لكلامها بس برجع افتكر انى خدت منه مبلغ مقدم وصرفته، واللى هاخده بعد ماننفذله هيحقق حلمى انى يبقالى طفل، فبرجع فى احساسي وبفضل مكمل، بس النهاردة اثبتلى انى لازم هو اللى يتداس بالجزم وانه واطى ومايستاهلش ينتصر عليك ابدآ.
وبدأ هانى يحكيله اللى حصل. شريف وقف: خلصت كلامك ؟ هانى: ايوا. شريف: طب خد بعضك وامشي، عشان لو فضلت قدامى انا ممكن اقتلك. قدر هانى شعور شريف فى الوقت ده وقام يمشي، وهو لسه ماكملش باقى الحقيقة...؟