رواية حياة مطلقة الجزء الأول للكاتبة سارة رجب حلمي الفصل الثالث
صحى شريف من النوم، شاف نادين قاعدة قدام المراية وبتظبط الميك اب بتاعها.
شريف: صباح الخير.
نادين: صباح النور.
شريف: فطرتى ولا هتفطرى معايا؟
نادين: لا فطرت، انزل فطارك تحت على ترابيزة المطبخ.
شريف: طب هاتيه وتعالى كلى معايا اللى تقدرى عليه عشان تشجعينى.
نادين: أشجعك !، هى بطولة! ماتنزل تفطر عادى زى مانا فطرت.
شريف بنرفزة: انا مش هاكل فى مطابخ.
نادين: مفيش شغالين لسه يطلعوا الفطار، مانت عارف.
شريف: شغالين إيه ؟، انتى مستكبرة تنزلى تجيبى لجوزك الفطار!
نادين: هيلب يور سيلف، مابعرفش أشيل صينية واتحرك بيها كده، واطلع سلم الفيلا، صعب.
شريف بتعجب: هو إيييييه ده اللى صعب!، طب إيه رأيك مفيش شغالين هيدخلوا البيت ده لحد مابقى راضى عن خدمتك ليا ولشغل البيت، وساعتها يبقوا يجوا.
نادين:انا اغسل اطباق واحضر أكل وارتب أوض واغسل هدوم!
شريف: ايه المشكلة يعنى ؟
نادين: ده شغل الخدامين.
شريف: وإيه المشكلة لما تبقى خدامة لبيتك وجوزك زى اى ست.
نادين: بس انا مش اى ست، انا ست الستات، والحاجات دى ماتليقش بيا.
شريف: على فكرة ست الستات دى مش من دماغك كده، تبقى ست الستات لما أبقى راضى عنك وعن تصرفاتك وانا اللى أقولهالك مش إنتى اللى تقوليها على نفسك.
نادين: شريف، انا مش هعمل الحاجات دى، لما تيجى الشغالة تبقى تعمل.
شريف: وده مش بيت الشغالة ولا انا جوزها، ده بيتك وانا جوزك انتى،، وعمومآ انا مش عايز منك حاجة أصلا انا كنت بشوف تفكيرك بس، وتقدرى تجيبى الشغاليين بتوعك وقت ماتحبى.
سابها شريف وخرج من الاوضة وهو فى قمة غضبه، ومش مصدق انها للدرجة دى متعالية ومستكبرة تجيبله الفطار بتاعه حتى.
نزل قعد فى الجنينة وهو بيفكر ازاى هيكمل مع المتكبرة دى.
جت نادين ووقفت قدامه.
نادين: انا عايزة اروح أقضى شهر العسل ولازم يكون برا مصر.
شريف: ههههههه هو فين شهر العسل ده !
نادين: انت مش عامل حسابك ولا إيه !، إنت عايز منظرى يبقى فى الارض قدام اصحابى وكل الناس وابقى اقل منهم.
شريف: هو ده كل اللى يهمك ! اصحابك والناس!
نادين: اظن انا ماضحكتش عليك، وقولتلك امبارح ان مظهرى وبرستيجى اهم عندى من اى حاجة.
شريف: وانتى فاكرانى هفرح بيكى لما تقولى كده؟
نادين: طب أولى بيك تزعل من نفسك.
شريف: تقصدى إيه ؟
نادين: أقصد انك انت كمان يهمك مظهرك وبرستيجك، واتجوزتنى واختارتنى انا بالذات عشان كده وبس.
شريف: ولما انتى عارفة كده اتجوزتينى ليه ؟
نادين: مانا كده كده هتجوز،ولما إتقدمتلى لاقيتك من نفس مستوايا الإجتماعى وسنك كويس واكيد هنسافر ونلف الدنيا مع بعض ونعيش حياة لذيذة، ماكنتش اعرف انك هتقفلنى كده من اول لحظة.
شريف: اااااااااااه، انتى متجوزانى عشان تحققى احلامك بقى، معتبرانى صفقة ولازم تكسبيها، تصدقى مهما كنت فكرت فى سبب جوازك منى، ماكنتش هوصل لإنك اتجوزتينى عشان كده !
إدالها شريف ضهره وكان هيمشي بس وقف وباصلها تانى.
شريف: اه نسيت اقولك، انا محدش بياخد منى غير اللى انا عايز اديهوله، صفقتك خسرانة.
وخرج بعصبية واتصل بإيهاب.
إيهاب: تانى يابنى !، وانا اللى فاكرك بتقضى وقت لطيف وعمال احسد فيك.
شريف: بلا وقت لطيف بلا زفت، انا شكلى فعلآ ورطت نفسي بجوازة زى دى.
ايهاب: ليه بس حصل ايه ؟
شريف: حصل انها طلعت فعلا مش مناسبة ليا بالمرة، بدل ماتنسينى حبى لحياة، بغبائها بتفكرنى بيها اكتر، وبتفكرنى قد ايه ماكانتش عايزة حاجة من الدنيا غير حبى وبس.
ايهاب: اهدى بس ياشريف، واضح ان لسه مفيش بينكم تفاهم.
شريف: هو ازاى واحدة تكون فقيرة، وعاشت حياتها كلها فالفقر والذل على اللقمة اللى تاكلها واللبس اللى تلبسه، ولما تحب تبقى مش عايزة من حبيبها حاجة غير وجوده جنبها، وانه يفضل يحبها وبس، وواحدة تانية تكون عاشت حياتها كلها مابتحلمش بحاجة لإن اصلا كل حاجة موجودة وتحت أمرها، بتلبس عالموضة وبتاكل احسن أكل وفى انضف المطاعم فالبلد وسافرت اجمل الاماكن وتطلع فالاخر مادية بالشكل ده ومش عايزة من جوزها غير يصرف عليها ويسفرها ويمتعها باللف والخروجات ! غريبة اوى الدنيا دى.
إيهاب: وليه ماتقولش إن حياة كانت بتمثل عليك عشان تحبها اكتر، ومستنية تتجوزك وبعدين تعمل كل اللى اتحرمت منه، بس نادين صريحة عشان كده اتفاجئت من كلامك معاها النهاردة.
شريف: دى مش صراحة دى وقاحة، وبعدين ماتنساش انى كنت خاطبها حوالى 6 شهور ماجابتش فيهم سيرة الكلام ده، وبالنسبة لحياة فانا عاشرتها 5 سنين وحصل مواقف كتير احتاجت مساعدة فيها وكانت دايمآ ترفض مساعدتى وتقولى لما ابقى مراتك وملزومة منك ماشي لكن دلوقتى لأ، ماظنش هتمثل كمان فى وقت زى ده.
إيهاب: على فكرة حتى لو نادين ملاك بجناحات برضو مش هتحبها، لإن حياة قدام عينيك طول الوقت.
شريف: كلامك صح، بس برضو فى حاجات متعارف عليها فالحياة بتتعمل، ونادين دى معملتش اى حاجة متعارف عليها بالنسبة لعروسة فى اول يوم جوازها والمفروض تشد جوزها ليها مش تخليه نافر منها.
إيهاب: وإيه الحل ؟!
شريف: مش هوجع دماغى بواحدة مفكرة الجواز صفقة ولازم تكسب فيها، وتطلع منى باللى تقدر عليه، كل اللى هعمله انى من بكرة هنزل الشغل.
إيهاب: حرام عليك والله ياشريف ليه كده بتظلمها.
شريف: بظلمها ! هههههههه، ده لو عرفت كل اللى هيفرق معاها منظرها قدام الناس بس، يلا هطلع اخد شاور وكفاية كده برهق فى نفسي عالفاضى.
طارق قاعد فى السوبر ماركت بتاعه وبيكلم نفسه: دى خلاص مابقاش نافع معاها الضرب، بقت تاخد العلقة وتكمل حياتها بعدها عادى خالص، وكمان على طول منضفة الشقة ومش سايبة حاجة احاول اخليها تتعب فى انها تعملها، دى لازم تتمرمط وتدفع تمن اللى حصل فيا امبارح فى وسط الشارع، والناس كلها اتفرجت عليا واتهزقت، وحتى مافكرتش تدافع عنى وتزعق فاللى بيضربونى،اى ست مكانها كانت هتعمل كده، انا بقى ههد حيلها واربيها من غير ماضربها. طلع طارق موبايله واتصل بوالدته.
كانت حياة واقفة بتغسل الأطباق ودخل عليها طارق.
طارق: امى عايزاكى تروحيلها.
حياة: ليه خير ؟
طارق: عشان من النهاردة فرض عليكى خدمتها.
حياة: طب ليه فجأة كده .
طارق: ده اللى كان المفروض يحصل من اول يوم جواز.
حياة: طب والبيت هنا والعيال.
طارق: ولا بيت ولا عيال انتى تصرفى نفسك، ومن اول ماتصحى تبقى عندها.
حياة: ازاى انا بصحى فى ميعاد مدرسة حمزة بوديه وبرجع اجهز سما وأوديها وباجى اشوف اللى ورايا هنا لحد ميعاد خروجهم وبروح اجيبهم ونقعد نذاكر.
طارق: ابقى وديهم وروحى.
حياة: أوديهم وأروح وارجع أجيبهم واروح تانى! وبيتها اصلآ بعيد.
طارق: اه ده اللى عندى.
حياة عارفة ان الفلوس نقطة ضعفه فقالتله: طيب خلاص ابقى ادينى بقى مبلغ كل يوم عشان المواصلات دى كلها اللى هركبها رايحة جاية 4 مرات والعيال هتبقى معايا فى مرتين منهم.
طارق: هه، خلاص ابقى روحى لما يرجعوا من المدرسة، وابقى خدى فلوس مواصلاتكم من أمى، انتى هتخدميها واجب عليها تدفع مواصلاتك.
سابها ومشي وكانت بتبصله بصة احتقار وبدأت تكلم نفسها
يااااارب انا امتى هرتاح بس، جيت الدنيا لاقيت ابويا مات قبل ماتولد بشهر، وفضلت أمى تحارب وتعافر عشان تربينى بالحلال، ولما كان عندى10 سنين ماتت وسابتنى لخالتى وجوزها يبهدلونى ويمرمطونى،ويشغلونى بلقمتى،دوقت الذل والمهانة منهم عشان يوافقوا أكمل تعليمى، وبيذلونى بكل جنيه بيصرفوه عليا، مع انهم بيصرفوا أضعافه على عيالهم من غير مايعملوا كده...
اتعرفت على شريف وحبيته 5سنين بحالهم واتفائلت انى هطلع من بيت خالتى على بيت واحد حنين يحبنى ويحافظ عليا ويسعدنى، لاقيته فجأة سابنى واختفى، وكإن الدنيا استخسرته فيا واستكترته عليا، وجالى الزفت ده إفتكرته أملى الأخير فالدنيا، طلع هيبقى الشخص اللى هكمل باقى عذابى واهانتى وبهدلتى على إيده وبستحمل عشان ولادى اللى ماليش غيرهم، هما الناس الوحيدة اللى بيبصولى بإحترام وحب، ودلوقتى جاى يقولى تخدمى امى، انا حاسة انهم متفقين عليا وفى نيتهم حاجة من ناحيتى، يااااارب استرها عليا علشان خاطر عيالى،انا لوحدى فالدنيا ااه بس انت معايا ومش هتسيبنى ليهم يعذبوا فيا.
خرجت نادين تانى يوم جواز وراحت النادى، وهى بتتمشى قابلت صاحبتها مي.
مي: إيه ده، مش معقوووووول نادييين !
نادين: مش عايزة اى كلام يضايق لو سمحتى، سيبينى باللى انا فيه.
مي: ياخبر، مالك بس ؟،تعالى اقعدى واحكيلى.
قعدت معاها نادين وحكتلها كل اللى حصل.
مي: انتى غلطانة طبعآ، ازاى متسمعيش كلامه ؟
نادين: عشان مش انتى اللى فالموقف بقى هتغلطينى، يعنى لو ده جوزك وقالك تشتغلى شغل الخدامين هتوافقى ؟
مي: نوو وااااى طبعآ إنى أعمل الحاجات دى، انا ماقصدش توافقى على كده، انتى من الاول لو كنتى جبتيله الفطار ماكانش حصل كل ده،بس انتى اللى كبرتى الموضوع وهو حب يعند فيكى.
نادين: لا يا مي، ده فاكرنى خدامة عنده، مش عارف هو جايبنى من بيت مين ده ولا ايه !.
مي: مانتى غبية، حسستيه برضو انك مادية وبصاله من ناحية الفلوس بس، هيعرف هو جايبك منين ازاى بقى بعد ماحسستيه ان هو اللى هيحقق احلامك فالسفر والخروج.
نادين: فعلآ بابى مضيقها عليا فالسفر، بس عشان بيخاف عليا مش عشان فقرا يعنى، فانا اختارته عشان غنى ويقدر يستحمل اقعد فى دول اجنبية بالشهر والاتنين، وعشان شاب ودماغه هتبقى مطرقعة زيي،بس طلع غبى.
مي: برضو ماكانش ينفع تقولى اللى قولتيه، ولا كان ينفع تيجى هنا النهاردة.
نادين: مانتى مش عارفة هو فين.
مي: فين ؟
نادين: فى الشركة بتاعته.
مي: ياخبر عالفضايح، طب بصى انتى تروحى تلبسي اشيك فستان وتحجزى ترابيزة فى احسن مكان رومانسي ولما يجى خديه وروحوا اتعشوا وقوليلوا كلام حلو يمسح العك بتاعك ده، وساعتها هيوديكى أحلى هونى مون فالدنيا، ونزوله شغله ده الناس هتعتبر انه كان وراه حاجة مهمة وراح يخلصها بدليل انه ماراحش تانى، بس شطارتك انك ماتخليهوش يروح تانى فعلآ.
نادين: صح، برافو عليكى، همشي بقى الحق اجهز نفسي.
مي: ههههه سلام ياضايعة.
بعد ماحياة جابت حمزة وسما من المدرسة، لبستهم وراحت عند حماتها.
ام طارق: أخيرآ ياختى فكرتى تيجى، وحتى مش جاية من نفسك، ده انا اللى بعتالك.
حياة: معلش الدنيا مشاغل وانتى عارفة مسئولية الولاد، بس أدينى اول ماطلبتينى جيت.
ام طارق: وهو انتى تقدرى ترفضى ولا إيه ؟
حياة بصت لولادها اللى إتضايقوا عشانها: لا طبعآ ماقدرش، ده انتى على عينى وراسي.
ام طارق: غصب عنك ياختى، يلا قومى ماتقعديش ترغى، وراكى حاجات كتير، ولا انتى فاكرة نفسك جاية تتضايفى.
حياة: لا طبعآ ياست الكل، جاية اخدمك برموش عينيا.
ام طارق: ال 3 شقق عايزين يتكنسوا ويتمسحوا ويتروقوا والسجاد كله عايز يتغسل، وفى هدوم كتير تتغسل وانا غسالتى عادية وبحب الذمة فى نضافة الهدوم.
حياة: انا سمعت انك جبتى اوتوماتيك.
ام طارق: اه عندى بس معنديش مسحوقها، وهتغسلى زى ماعرفتك.
حياة: طب ليه 3 شقق.
ام طارق: احنا بنقعد هنا طول اليوم وبنطلع فوق على النوم والشقة التالتة دى بقى، فيها الارانب والبط والوز والفراخ وخروف صغير كده، تطلعى تنضفيلهم وتحطيلهم اكل.
حياة: بس انا عمرى ماتعاملت مع الحاجات دى.
ام طارق: تتعلمى.
حياة: طيب حاضر، بس الشغل ده كتير على النهاردة، هقسم جزء النهاردة وجزء بكرة.
ام طارق: تقسمى ده إيه، اتقسم وسطك، انتى هتعملى كده كل يوم.
حمزةبعصبية: ماتقوليش على ماما كده، ومش من حقك تخليها تعمل كل ده.
حياة: حمزة، أسكت.
أم طارق: دى تربيتك، وده اللى ربنا قدرك تقولهوله !
حياة: معلش انا اسفة.
حمزة: ماما كفاية بقى متتأسفيش.
ام طارق: كده ياحمزة، مش انا تيتة حبيبتك.
حمزة: انا معرفكيش عشان احبك، انتى عمرك ماسألتى علينا ولا جيتى عندنا، جاية دلوقتى تقولى بحبك عشان تخلى ماما تنضف بيتك اللى انتى وسختيه.
ام طارق: هى دى تربيتك فى عيال ابنى يا ناقصة، ده كلام عيل عنده 6 سنين، مطلعاه رداح وقليل الادب.
حمزة: متشتميش ماما، مش هسمحلك.
حياة: اسكت بقى كفاية حرام عليك، امشي من هنا ماتدخلش فى كلام الكبار تانى، عيب كده.
ام طارق: العيب على ابنى اللى اتجوز واحدة زيك تطلع عيال قليلة الادب وتربى فى قلبهم العداوة لأهل أبوهم.
حمزة كان هيرد بس لحقته حياة: إوووعى تتكلم تانى إمشي روح العب مع اختك، اديك جبتلى الكلام زيادة.
ام طارق: يلا اتنيلى اطلعى اشتغلى وخلصي عند الطيور، وادخلى الشقة اللى فوق وضبيها.
حياة: طب أبدأ هنا الأول.
ام طارق: لا شاطرة يابت، عايزة تبدئى هنا الاول عشان شوية وتقولى تعبت ومتكمليش واهو تبقى عملتى وش البيت.
حياة: يمكن حضرتك اللى عايزانى ابدأ من فوق عشان اتورط واضطر اكمل لحد ماوصل لهنا، لكن انا مافكرتش كده خالص.
ام طارق: تتورطى ده إيه ! ده انتى هتعملى ورجلك فوق رقبتك.
بصت حياة لولادها بنظرة حزن وانكسار، وطلعت تشتغل من غير كلام تانى، لإنها مهما حاولت تراضيها مش بتاخد منها غير رد وحش وبتتهزق قدام ولادها اكتر، وطبيعى واحد زى طارق، تكون دى أمه.