أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية تعويذة عشق

عصرًا.. في القاهـرة...كـان يسيـر بخطى هادئـة حتى أصبح امام باب منزلهـم، بحث بعينيه عن مكان المفتاح الذي أخبرتـه به إبنـة ..



19-01-2022 05:43 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [4]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية تعويذة عشق
رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس

كانت حنين تجلس كالقرفضاء على الأرضية تبكي بعنف..
تخرج الشهقات منها كسلاسل تُطبق على روحه، نعم روحه هو التي عُلقت في ثناياها رافضة البُعد...!
تتساءل بعنف
إن كان يمر بفترة سيئة، فما ذنبي أنا!
سؤال تكرر بخلدها، وأجابته ايضًا مرتكزة في القاع، ولكن تأبى الخروج، تأبى الظهور خشية الرفض..!

سمعت صوت المفتاح في الباب، فركضت على الباب سريعًا، لتجده فُتح، فتحته مسرعًا وكادت تخرج، ولكنه وجدته يقف امامها بثبات يقول:
-حنين أنا عارف إنك يمكن زهقتي من معاملتي وقرفتي مني انا شخصيا، لكن أنا بمر بفترة زبالة جدا، معلش مضطرة تستحمليني!
نظرت له بطرف عينيها، نظرة بريئة تمامًا نقية كالأطفال لم تلوث بضباب الغابات، لتهمس بحزن:.

-بس أنت بتقسى عليا أوي يا حمزة! أنا ماتعودتش منك على كدة، أنت عمرك ما زقتني بالطريقة دي ولا زعقتلي قبل كدة، أنا مش عارفة إية اللي حصل بالظبط، لكن فعلاً انا مضطرة استحمل تقلباتك دي لفترة
ابتسامة مُموجة سُطحت على أطراف ثغره الأسمر، ليتنهد متابعًا بخفوت:
-ماشي يا حنين، المهم إنتِ ماتشيليش ف قلبك من ناحيتي! أنا مقدرش على زعلك.

ابتسمت بحنان وهي تنظر له، لتقترب منه بحركة تلقائية تقيد رقبته بذراعها وهي تهمس مشاكسة:
-هو في حد بيشيل من خالو حبيبه، حمزة أنت ابويا اللي اتحرمت منه، واخويا اللي ماشوفتوش!
سخرية مريرة فاحت من عقله، السبب يتكرر كل ثانية..
تتساءل ما سبب رفضك للأعتراف لها!؟
ببساطة هو خالها، اخيها، والدها، ولكن لم يخطر على الأذهان يومًا احتمالية كونه حبيبها او زوجها!
ابتعدت بعدها تهندم ملابسها بحزم حانق:.

-أنا لازم الحق اروح، شريف زمانه هيولع فيا عشان التأخير!
أمسك يدها فجأة قبل أن تذهب، لتنظر له متساءلة، فوجدته يهمس بصوت لم تلحظ رنة الالم به:
-خلي بالك من نفسك؟
اومأت مبتسمة ببلاهه:
-وأنت كمان
اسرع يمسك بها مرة اخرى قبل ان تغادر، ليحاول الهدوء وهو يقول:
-حنين شوفيه في اي حته تاني، لكن ماتروحيش له البيت!

نظرت له تحاول فهم ذاك المبدأ، عُرفه الملغم الذي ينص عليها دومًا الموافقة على قراراته الغريبة احيانًا...!
اومأت موافقة باستسلام:
-حاضر يا حمزة، طالما أنت شايف إنه مايصحش يبقى خلاص مايصحش
فجأة وجدته يترنج مكانه، يمسك برأسه والدوار يلفح به كأقوى عاصفة متمردة على امور تتم سوية!
اسرعت تمسك به وهي تسأله مسرعة:
-حمزة مالك!؟
هز رأسه نافيًا وهو يشير لها بصمت، إلى أن قال بوهن:
-مافيش تلاقي ضغطي وطي فجأة بس.

هزت رأسها نافية وهي تمسك به مقتربة منه، لتردد في حزم:
-طب يلا تعالى اسندك تطلع
هز رأسه نافيًا، يحاول الثبات، إلى أن سمع صوت ذاك يقول في عصبية موجهًا حديثه ل حنين:
-يعني أنا مستنيكِ كل ده وفي الاخر إنتِ واقفة هنا!
إنتبهت له حنين على الفور، لتقترب منه معتذرة بأسف:
-معلش يا شريف بس آآ
قاطعها وهو يشير لها بحدة مزمجرًا:
-أنا ماشي يا حنين، شكرًا على الوداع اللطيف اوي ده!

اقتربت منه تحاول الأمساك به إلا انه دفعها بقوة إلى حدًا ما يزيحها من طريقه مرددًا:
-خليكِ زي ما كنتي، كدة كدة ميعاد طيارتي جه
قاطعه حمزة بخشونة يهتف:
-طب رد السلام لله، أنا زي ابن عمك يعني، وبعدين هي ما اجرمتش، اتأخرت شوية بس!
غمغم بضيق وهو ينظر للجهة الاخرى:
-معلش يا حمزة كنت مضايق ماخدتش بالي
وبالفعل كان شعوره بالذنب صكًا نفسيًا دائمًا يكبت حريته الطبيعية..

وخاصةً امام حمزة فلم يعد يدري ما الذي يصيبه فيتملكه الجنون والحدة!
ربما هو ضغط نفسي، نعم ضغط نفسي ثقيل جدًا!
-عن اذنكم أنا كدة هتأخر على الطيارة، مع السلامة
قالها وهو يستدير مغادرًا دون تردد!
لتحدق حنين بمكانه متعجبة من اللون المختلف لعصبيته التي تراها لأول مرة منذ أن قابلته...!؟
رأت سيارته تغادر من امام البناية، فتنهدت بكل قوتها على تلك الجاذبيات المعاكسة في حياتها!

إلتفتت لحمزة الذي كاد يغادر هو الاخر بضيق، لتمسك بيداه متساءلة:
-أنت رايح فين يا حمزة أنت تعبان!؟
-أنا كويس، سيبيني
قالها محاولاً الابتعاد عنها، لتمسك هي بيده مرددة في حزم تتظاهر به بدلاً عن البكاء المرير الذي كاد يتأكلها:
-تعالى اقعد اهدى واشرب مياه بسكر كدة بعدين روح مطرح ما أنت عايز
استسلم يسير معها، مقتربًا منها، يتمتع بدفء اقترابها، يُخالف قانون طبيعي اخيرًا في قربها..

دلف حمزة مغلقًا الباب خلف حنين التي ما إن دلفت حتى إنزلقت قدماها في مياة على الأرض لتصرخ متمسكة بأطراف قميص حمزة الذي سقط معها، بل فوقها على ارضية المنزل!
تأوهت متألمة وهي وهي تمسك برأسها، بينما كان هو مصدومًا لما حدث في لحظات معدودة!
يطل عليها بهيئته الرجولية وهو متلاصق لها تمامًا..
كاد ينهض ببطئ ولكنه السلسلة الحديدية التي ترتديها حنين التي تشابكت به جعلته يسقط مرة اخرى بتلقائية بالأضافة لترنجه!

التصق وجهه بوجهها أنفاسه التي التهبت من ذاك القرب تلفح قسماتها التي اختزنت بالحمرة الخجولة من تلك الوضعية..
حركت حنين وجهها في محاولة للسماح للمسافة باختراق ذاك القرب ولكن على العكس اصطدمت اكثر بوجهه..
وفجأة شعرت بما جمدها مكانها، شعرت بشفتاه تلتقي بشفتاها في قبلة عميقة، نعومة قاتلة ورغبة كاسحة..
شعرت بسخونة شفتاه التي تلتهم شفتاها بنهم..

وكأنه جوعًا يقرصه دومًا فكان يأكل شفتاها بشوق، بينما كانت هي متجمدة أسفله!
وكأنها دخلت في حالة اللاوعي من تلك الصدمة..!
تجولت شفتاه على ثغرها، يعتصر شفتاها في قبلات متلاحقة دامية، بغضب لمسته هي ولكن الصاعقة التي اصابتها اوقفت عقلها تمامًا عن العمل...
وفجأة دفعته بكل قوتها صارخة، ليبتعد عنها جالسًا يلهث بعنف!
لا يدري لمَ يضعف هكذا امامها!
لمَ يموت شوقًا دائما لأكل شفتاها، نهضت هي مسرعة تحدق فيه بصدمة..

لتهمس بصوت مصعوق:
-أنت، ازاي! أنت، انت مجنون
نهض يحاول الثبات دون ان ينظر لها لتدفعه ضاربة على صدره وهي تكمل بهيسترية مصدومة:
-انت مجنون، مريض! أنت استحالة تكون حمزة لا، أنت واحد شهواني مريض انا اول مرة اشوفه!، طب ازاي اصلا فكرت ف كدة! ازاي قدرت تعمل كدة؟!

كان صامت يحدق في الارضية بخزي حقيقي، لاول مرة يشعر انه حقير بالفعل!
حمدالله ألف مرة انه لم يعترف لها بحبه سابقا!
كاد يقترب منها يحاول التفوه:
-أنا..
ولكنها قاطعته تشير له نحو الخارج مزمجرة بحدة غاضبة جامدة:
-برررة، مش عايزاك تقرب مني تاني ابدا طول ما ماما او جوزي مش معانا، مش عايزة اشوفك اصلا! انا مش عارفة ماما هيحصل لها اية لو عرفت، هيحصل لها حاجة والله!

وبالفعل ابتلع ريقه متجهًا للأعلى بخطى سريعة، وكأنه اصبح يخشى لقاء نظرات عينيها تلك التي تقتله...!
وإن كان لديه دافعًا يزجه نحو الاعتراف، فالان خُلق الاف الممنوعات تحذره من ذاك الاعتراف!؟

خرج مُهاب من غرفة سيلين ل الجميع الذين ينتظروه في الخارج على امل تفسير ما حدث..
تنهد بقوة وهو يراهم يقتربوا منه متساءلين في قلق:
-إية اللي حصل يا مُهاب؟ لاقيتها فين وحصل اية!؟
هز رأسه نافيًا بهدوء:
-مفيش هي اتهورت بس شوية وخرجت من غير ما تقول لحد، وبعد اذنكم انا محتاج اتكلم معاها لوحدنا لما تصحى
تدخل عمها يهتف في غيظ غاضب:
-سبني اخش اربيها بنت الكلب دي!
هز مُهاب رأسه نافيًا بصلابة يخبره:.

-لأ، محدش هيتكلم معاها في اللي حصل، أنا بس اللي من حقي اتكلم معاها، ارجوووكم!؟
اومأت والدتها بخزي تنظر للأرضية، كذلك الحال بالنسبة لعمها الذي انسحب بغضب، ليعود هو للداخل مرة اخرى..
نظر لها متسطحة على الفراش يسرقها النوم في رحلة راحة قليلة...
رغبة في صفعها الاف المرات على تهورها ذاك، تضاهيها قفزات متتالية من الالم داخل روحه ترجوه ألا يفعل معها مثلما فُعل معه!

بدأت هي تستعيد وعيها ببكاء، تتحسس وجهها وهي تشهق متألمة ببكاء..
كان قد خلع التيشرت الخاص به لتصببه بالعرق الغزير، ليجدها هلع وجهها وهي تحدق به لتعود للخلف صارخة بهيسترية:
-أنت هتعمل إية ابعد عني لا
اقترب منها يجلس لجوارها يربت على شعرها هامسًا بحنو:
-هششش، اهدي يا سيلين أنا قلعت التيشرت عادي، أنا اسف، اسف والله ما هقربلك
إنتفض جسدها وهي تحاول الابتعاد عنه مغمغمة بصوت مبحوح:
-ابعد عني بقا والنبي كفاية.

كان داخله يصرخ فعليًا، يصرخ على تلك الطفلة التي دُمغت حياتها بطلاء السواد وبسببه هو!
هي مجرد طفلة، طفلة لا تنتمي لماضيه وعقدته بشيئ!
احتضنها يحاول تثبيتها داخل احضانه، لتضع هي يدها على صدره تنظر له بضعف هامسة بضعف اسر قلبه:
-سبني في حالي بقا طلقني بالله عليك، أنا تعبت اوي والله، انا اسفة لو نرفزتك انا غبية، بس كفاية بقا!

مسك وجهها بين يديه ليقترب بوجهه منها مسندًا جبينه على جبينها، ليصدح صوته كجرس إنتباه لمسار اخر:
-انا مش وحش يا سيلين، مش سلبي زي ما إنتِ متخيلة، بس أنا عانيت كتير اوي، عانيت حتى وانا اصغر منك! بقى عندي عقدة نفسية من الضعف، بتكهرب لما احس اني في موضع ضعف
انتبهت له بلؤلؤتيها تحدق به، ليجدها تقول بصوت طفولي:
-طب انا ذنبي اية، انا تعبانة والله.

قربها منه اكثر يلتصق بها بجسده كله ليتابع همسه الذي خرج من نوابع روحه بحرارة:
-وانا تعبان والله، مش بمزاجي!
نظرت ليداه العريضة التي تطوق خصرها، لتمسك يده وهي تستطرد بوداعة:
-مالك؟ حصل لك إية؟
هز رأسه نافيًا ليجعلها تتسطح وهو يتسطح لجوارها، ينام بين احضانها ورأسه عند صدرها يطوق خصرها بذراعيه قبل أن يخرج صوته مبحوح بضعف غريب زُج وسط بنايات نبرته:.

-مش دلوقتي، مش عايز افتكر، خديني في حضنك بس، خليكِ جمبي بس!
وبالفعل احتضنته، تضمه له بحنان وجسده العريض يكاد يغطيها..
بينما هو ينظر لوجهها الساطع ببراءته وسط سوءات ماضي مٌشوه!
وبداخله رغبة كبيرة في تقبيلها، بل في امتلاكها بالكامل...!

جلست لارا لجوار فراش والدتها في المستشفى، تنظر لوالدتها المتسطحة تنام بسكون قد يكون طويل...
تمسك يداها وتبكي بقهر، تبكي حظها في تلك الدنيا التي باتت تعاديها كأقوى عدو!
أصبحت لا تطيق حتى الهواء الذي يخترق رئتيها...
ازدادت شهقاتها في العلو وهي تهتف بحروف متقطعة:
-أنا مكنتش هوافق عليه يا امي، بس كنت مضطرة، كنت مجبورة عشانك
ابتسمت بحرقة من بين دموعها وهي تكمل:.

-هو مفكر إن انا عندي اللي اديهوله! مايعرفش إن انا ماعنديش حاجة اخاف عليها غيرك خلاص
تمسكت بيد والدتها اكثر وكأنها تحتمي بها وهي تصرخ بصوت مكتوم:
-مايعرفش إن انا سبب اللي حصلك يا امي، مايعرفش إن أنا اصلاً خسرت اللي هو عاوز ياخده
ظل جسدها ينتفض وهي تهز رأسها بهيسترية:
-بس هو مش هيسكت لما يعرف، مش هيصدقني اصلا، مش هيسبني في حالي!
ازداد نحيبها في التعمق حد الغرق وسط الآهات وهي تردف:.

-هيعاقبني على حاجة انا اتعاقبت عليها بموت فرحتي للابد! على حاجة مش بمزاجي، ااااه يا امي، انا تعبت، ياريتني ما جيت الدنيا دي!
سمعت طرقات على الباب، فنهضت مسرعة تمسح دموعها، لتجد الممرضة تخبرها بجدية:
-خلاص يا انسة لارا الزيارة خلصت، من فضلك اتفضلي
اومأت موافقة لتلقي نظرة وداع على والدتها المستكينة، ثم تغادر بأقدام واهية...

وصلت الى قرب البناية التي تقيم فيها، وما إن كادت تستدير لتدلف الى البناية حتى وجدت من يسحبها بقوة لشارع مجاور...
شهقت برعب وهي تتيقن من طلته الباردة أنه ذاك الرجل، خالد
المريض الذي دمر حياتها بأكملها!
أنتفضت تحاول الابتعاد عنه لتجده يهمس بصوت اشبه لفحيح الافعى:
-كنتي مفكراني مش هعرف اجيبك يا لارا، هتغفليني وتقوليلي هشتغل معاكم وترقصي ليلة وتهجي إنتِ وامك؟!
ظلت تهز رأسها نافية بهيسترية:.

-لا لا سبني والنبي يا خالد
تقوس فاهه بابتسامة سمجة وهو يقول بتهكم مرير:
-اسيبك؟! ده انا من ساعة ما هربتي من الواحات وانا بدور عليكِ، منا عارف إنك استحالة تيجي غير القاهرة، دورت عليكي في الاقسام والمستشفيات، لحد ما قدرك عطرني عليكِ
خرج صوتها مختلط ببكاء حاد وهي ترجوه:
-سبني في حالي بقا أنت مش خدت اللي أنت عايزه!
اقترب منها اكثر يشم رائحتها الفواحة وكأنها تُخدر روحه المريضة ليكمل:.

-بس ماشبعتش منك، محدش يقدر يكتفي منك اصلاً
ازداد جسدها في الأنتفاض وصرخاتها في تلك الليلة المشؤومة ترن بأذنيها كرنين انذار الموت..
الموت الذي حُكم به على حياتها للأبد!
وفجأة صدح صوت هاتفه، فنظر له يتفحصه ليرد، وبعدما سمع هتف مسرعا:
-خلاص خلاص يلا انا جاي
ابتعد عنها مسرعًا يشير لها بتوعد:
-حظك فلتي المرة دي، لكن هاجيبك يا لارا ومش هتعرفي تهربي مني تاني.

ثم ركض مسرعًا يغادر، لتركض هي الاخرى نحو المنزل وتصعد للشقة، اغلقت الباب عليها..
لم تمر دقيقتان حتى وجدت اسر يدلف، ينظر لها باهتزاز...
اقترب منها يسألها بخشونة:
-مالك؟ وكنتي فين؟
عضت على شفتاها بخوف قبل أن تهمس:
-م مكنتش في حته، عادي!
سحبها من يديها معه للداخل، وصوته يصدح معلنًا بداية النهاية:
-طب اية بقا؟ أنا صبرت عليكِ كتير، أعتقد عداني العيب وأزح!
لم تستطع الاعتراض اذ اكتسح شفتاها يقبلها بشراسة..

يلتهمها في هجوم مُخيف لكلاهما!
ويداه تزيح عنها تلك الملابس بسرعة مُرعبة لأقتراب تلك المتاهة...
وهذه المرة لم تستطع منعه، ابدًا!

مر الوقت، انتهى كل شيئ، إنتهى ببساطة كما بدأ..
انتهى بسرعة البرق كما اقحمها ايضًا بنفس السرعة..
في عُرفه الان ربما هي ميتة، او حتى مجرد ضبابية احتلت ركنًا متسخًا من حياته، وبالنسبة لها لم يضيف نقاط جديدة لحياتها...
او ربما هكذا هي تظن!
بعد فترة إنتفض مبتعدًا عنها كالملسوع، يحدق بها مصدومًا وهو يرتدي بنطاله على عجالة، بينما هي منكمشة في نفسها تنتظر مصيرها الحتمي...!

صدح صوت كاميليا تنادي على حنين من غرفتها بصوت عالٍ تخبرها:
-حنييين اطلعي نادي حمزة بسرعة قوليله ينزل ياكل معانا!
ابتلعت حنين ريقها بصعوبة، كيف؟!
كيف بعد الذي حدث تواجهه، بل وتخط هي اولى خطوات سلخ البُعد!
ظلت تهز رأسها نافية..
ولكن ماذا ستخبر والدتها؟
لن اصعد لانه لم يعد طبيعيًا كما كان!؟
استسلمت وهي تسمع والدتها تكمل بنبرة اعلى:
-يلا يا حنيم الاكل هيبرد انجزي اطلعي نادي خالك
اومأت في حنق تقول:.

-حاضر يا ماما حاضر
وبالفعل صعدت بخطوات مترددة، لا بل مترددة كثيرا، تكاد تخضع للعقل وتستدير تعود لمنزلها...
ولكن اشباحًا بيضاء من الماضي تحاول لين الفجوة بينهما، تخبرها بإلحاح...
هو يُعاني من شيئ ما، حمزة لم ولن يكن يوما سيئ هكذا!
طرقت الباب بخفوت، مرت دقيقة لتجده يفتح لها الباب، عاري الصدر ينظر لها بتساءل جاد!

ولكنه لم يكن امر طبيعي، اذ اخترق عقلها صورة فتاة اخرى تكمن خلفه، ولم تكن اي فتاة، بل كانت شذى بذاتها!

19-01-2022 05:43 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [5]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية تعويذة عشق
رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس

ماتت الحروف صريعة الرؤية، وتهالك الشعور مريض الصدمة!
إبتلعت ريقها بازدراء وهي تُيقن أن حمزة تقريبا، إنتهى!
نظرت لتلك التي تقف ببرود خلفه، لتقول وهي تنظر ارضًا:
-ماما بتقولك تعالى كُل معانا
وسرعان ما أكملت بنبرة مزدردة:
-بس خلاص هقولها مش فاضي
ألقت نظرة ساخرة عليهم شملتهم في مغطس الخطأ الجاذر!
لتكمل بتهكم:
-روح كمل اللي كنت بتعمله، يا خالو!
جذبها من ذراعها بقوا يزمجر فيها:.

-حنين اتعدلي وإنتِ بتكلميني، إنتِ فهمتي إية!
نظرت في عيناه بقوة غريبة، لأول مرة يلحظ قطرات التحدي التي إرتكزت بين امطار نظراتها وخاصةً وهي تخبره:
-واحد قالع التيشرت ومع واحدة لوحدهم في بيته، هكون فهمت اية، بتلعبوا استغماية اكيد!
كاد يبرر مسرعًا، ولكن لا، يكفيه ضعفًا إلى الان، لن يبرر، لن يسقط ويترك كرامته تتساقط في الوحل اكثر!
إن خسرها هي، فلن يخسر قوته كرجل، وسيُعيدها له بأرادتها!

تنهد بقوة قبل أن يخبرها بجمود:
-حنين، اعرفي لكلامك، إنتِ بلغتيني خلاص روحي وانا نازل
اومأت موافقة لتغادر دون كلمة اخرى، بينما اغلق حمزة الباب..
وقفت حنين تنظر للباب لدقيقة، تكاد تشعر أنها بين رحاب حُلم سيئ، سيئ للغاية!
أن حمزة شيئ ما بدله لكائن اخر لم تعتاده، وإن كانت هي هذا الشيئ ولا تعلم...
سمعت صوته يصدح مزمجرًا:.

-إنتِ غبية، ما إنتِ مرزوعة في الصالون من ساعة ما جيتي، جاية تخرجي دلوقتي؟ لامتى هتحاولي تشوهي صورتي!
اكتفت بتبرير القدر، فهبطت مسرعة والابتسامة الصغيرة على وجهها، على الأقل لم يُندس بالخطيئة!
دلفت تعد الغذاء مع والدتها، ومرت دقائق معدودة ووجدت حمزة يدلف مرتديًا حلته الرسمية...
وشذى خلفه ولكن كانت متجهة للأسفل، وفجأة سمعت صوت والدتها تقول ل شذى:
-إية ده إنتِ رايحة فين يا شذى؟

نظرت لها الاخرى بصمت لدقيقة، وسرعان ما كانت تستغل الموقف وهي تخبرها:
-هستنى حمزة تحت لحد ما يخلص غداه يا مدام كاميليا
هزت رأسها نافية بحزم:
-وده يصح بردو؟ طالما إنتِ هنا يبقى تعالي كُلي معانا بالمرة
نظرت لحمزة الذي كان يكز على اسنانه غيظًا، وتصنعت التفكير وهي تغمغم:
-آآ مهو...
قاطعتها كاميليا:
-يلا الاكل هيبرد ماهواش!

دلفوا جميعهم يجلسوا امام مائدة الطعام، وحنين ترمي شذى بنظرات مغتاظة ما بين اللحظة والثانية...
إنتبهت لطعامها لدقائق، وفجأة شعرت بقدم شذى تُحرك اسفل المنضدة..
نظرت بطرف عينيها لتجد شذى تضع قدمها على قدم حمزة تتحسسها ببطئ!
شعرت بالتقزز من تلك التي تُسمى بالخطأ فتاة..
فنهضت متأففة تهتف في حنق:
-الحمدلله، شبعت
رفع حمزة عينيه يسألها متعجبًا:
-إنتِ لحقتي يا حنين؟ اقعدي كُلي زي الناس احسن تقعي مننا.

هزت رأسها نافية ببرود:
-لأ شكرا، كلوا انتوا بس
اعترضت والدتها بحزم جاد:
-حنين، اقعدي كملي اكلك بلاش دلع
هزت رأسها نافية وهي تغادر نحو المطبخ، تقف لتُعد لها القهوة وهي تشرد في تغيرات حمزة رغمًا عنها..
مرت الدقائق فوجدت حمزة يقف لجوارها، تجاهلته وهي تنظر للجهة المقابلة...
لتجده يديرها له بكلتا يداه، كادت تعلي صوتها وهي تخبره بحدة:
-شيل ايدك من عليا! وإلا والله هطلع اقول لماما حالاً
-بجد؟

سألها باستهانة ساخرة، وكأنه يخشاها؟!
هو يحب كاميليا يعزها ويحترمها، ولكنه لا يخشى سوى فراق تلك المعشوقة!
اقترب منها اكثر ليجدها تعود للخلف، فاقترب لأذنيها يهمس بما صلبها مكانها:
-عادي يلا اطلعي قوليلها حالا، وأنا هعتذرلها كتير وابوس ايدها واقولها انا اسف ممكن اصلح غلطتي واتجوزها انا!
شهقت حنين وهي تعود للخلف مصدومة!
لتجده يراقبها ببرود وابتسامة خبيثة تتراقص على حبال ثغره..
بينما همست هي ببلاهه:.

-أنت اتجننت يا حمزة؟ أنا حنين، شكلك شارب حاجة!
هز رأسه نافيًا ببساطة، ليقترب اكثر هذه المرة حتى بات على بُعد خطوة واحدة منها، ليميل بوجهه منها ف دنت وجهها بعيدًا، لتجده يقترب اكثر..
حتى بات تنفسها المضطرب يصله بوضوح، وفجأة سحب التفاحة من خلفها، قبل أن يلامس وجهه بوجهها عن قصد وهو يخبرها هامسًا:
-أنا مش خالك، إنتِ تجوزيلي، وتجوزي لي اوي كمان! أنا ف مقام خالك بس..

ثم استدار يغادر ببرود لتقف هي مصدومة في مكانها...!
وما إن خرج من المطبخ حتى اشار لنفسه يهمس بصوت يكاد يسمع:
-اول خطوة، أنا مش خالك!

كان أسر يحدق في لارا مصعوقًا، هو تقريبًا كان في قائمة احتمالاته أنه لم يكن الاول في حياتها..
ولكن لمَ توقع الافضل منها؟!
توقع أن تحافظ الراقصة على نفسها لزوجها فقط!
يا للسخرية، نطلب المبادئ ممن هم صُك ختم الدناءة على جبينهم...!
نظر لها بحدة مخيفة وهو يسألها:
-مين؟
ابتلعت ريقها بخوف حقيقي وهي تحاول تغطية جسدها بغطاء الفراش، لتهمس بصوت واهن:
-اسر اسمعني، مش بمزاجي والله!
صفعها بقوة يزمجر بحنق:.

-لية كان مشربك حاجة اصفرة ولا اية؟ إنتِ هتستعبطيني يا روح امك
لم يعطيها الفرصة لتبرر فهجم عليها يجذبها من خصلاتها صارخًا بشراسة:
-وأنا كنت متوقع إية من رقاصه، طبيعي تكون حياتها كلها شمال، حياتها كلها وساخة عشان إنتِ * اصلاً!
بدأت دموعها تهطل بغزارة وهي تتأوه من قبضتها، ليهزها بقوة وهو يصيح فيها:
-وماتجوزكيش لية بعد ما اخد اللي هو عاوزه؟ ولا انتوا ملكوش غير ف الحرام!

هزت رأسها نفيًا بقهر حقيقي وهي تحاول اخباره:
-لانه حيوان، أنا بكرهه وبلعن اليوم اللي شوفته فيه!
صفعها مرة اخرى ولكن هذه المرة اقوى، وصوته يصدح ساخرًا:
-وإنتِ اية؟ ما إنت حيوانة، ده الحيوان عنده شرف اكتر منك!
واخيرًا استطاعت الصراخ فيه بحدة حارقة:
-اسكت بقا أنت ماتعرفش حاجة، ماتعرفش اي حاجة!
لم يشعر بيداه وهي تهبط على كل جزء منها تضربانها بعنف، بقوة صدرت لها صرخات لارا المذبوحة!

ربما من قهرته كونه خُدع في من تدعي البراءة وهي هكذا..
ترتدي الحجاب لتُداري من دنسته وانتهى الامر!
وكأن جسدها تخدر من كثرة ضرباته فلم تعد تدري بشيئ...
تتكرر المعاناة وتبقى هي الضحية، المذبوحة، المظلومة دائمًا وابدًا!

بعد مرور أسبوع...
اسبوع لم يعترض فيه حمزة طريق حنين اطلاقًا، وكأنه يترك لها الفرصة لتُفتت صدمتها مما اخبرها به رغم انها تعلم، ولكن وكأن العقل لا يقبل تلك الحقيقة!
اسبوع كان يطمئن عليها من كاميليا دون ان تدري...
كان في منزله يدور ذهابًا وايابًا بشرود..
لا يدري هل الطريق الذي يسير فيه هو الصواب ام هو سراب مُتنكر!؟
وعلى أي حال..
هو سار وانتهى الامر..!

انتفض بهلع على طرقات قوية وسريعا على باب المنزل، اتجه مسرعا يفتح الباب، وما إن فتحه حتى صُدم بحنين ترتمي بين احضانه بملابس المنزل وشعرها المشعث، يشكلان لوحة ذابلة بوجهها الشاحب!
لتهمس بين احضانه بضياع:
-حمزة الحقني!
قبل أن تفقد الوعي بين ذراعيه، ليصرخ مناديًا بأسمها في ارتعاد حقيقي...!

19-01-2022 05:44 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [6]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية تعويذة عشق
رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع

إنتفض القلب صريع الصدمة، والاف الأفكار السوداء وٌشمت بطابع خلده في تلك اللحظات!
ظل يضرب خديها برفق مناديًا فيها بهلع:
-حنين، حنين مالك!؟
ضمها لأحضانه سريعًا، قبل أن يمد يده أسفل قدمها ويحملها برفق، دقاته فقط هي من تعلو بين شفقات سكون مقتول الاف المرات من تلك الحروف التي افزعته حرفيًا...!
وضعها على فراشه اخيرًا ليركض جالبًا زجاجة مياة، جلس لجوارها مرة اخرى وبدأ برش قطرات الماء رويدًا رويدًا...

دقيقتان ووجدها تفتح عيونها ببطئ، وهي ما بين حالة الوعي واللاوعي متمرغة تنادي بأسمه:
-حمزة، حمزززة!
تحسس وجنتاها الناعمة بحنو يهمس:
-عيون حمزة، فوقي يا حنين مالك؟
اخيرًا ادركت الواقع الهارب من ملاحقات سعادة راغبة..
ليجدها تشهق باكية بعنف وهي تغمغم من بين شهقاتها:
-حمزة، ماما يا حمزة، ماما وقعت فجأة ومابتردش عليا يا حمزة!
إنتفض مسرعًا يركض نحو الاسفل ملهوف هو من فقدان جديد على أعتاب حياتهم..

وجد الباب مفتوحًا فركض مسرعًا يدلف ليجد كاميليا واقعة ارضًا..
هبط مسرعًا لمستواهم يتحسس نبضها ليُصدم بصفعة جديدة للحياة..
مرارة اخرى تُضاف لملوحة العذاب، وصدمة اخرى تُنحل لها روحه!
ماتت...!
ماتت من دون مقدمات او وداع، من دون وصية او كلام!
سلبها الموت فجأة دون تشكيلاً لأطار سلبي ملطخ بأحمرار القسوة...
اخرج هاتفه من جيبه مسرعًا ليتصل ب أسر الذي ما إن اجابه حتى صرخ فيه:.

-هات اسعاف وتعالى بسرعة يا أسر على البيت
-مسافة السكة، سلام
أغلق حمزة الهاتف ليجد حنين تقف خلفه مترنجة تحدق فيه بصمت قاتل أغلق صيحات كادت تهتز لها الجدران...
نهض بسرعة يجلب غطاء ليغطي جسد كاميليا به..
فاقتربت حنين تصرخ فيه وهي تقترب من والدتها:
-أنت مجنون أنت بتعمل إية، أوعى سيبها اطلع بررررة ملكش دعوة بينا
-اهدي يا حنين.

قالها وهو يحاول الإمساك بها يكبلها ولكنها كانت تحاول البُعد عنه صارخة بهيسترية جنون...
ومر الوقت وهو يحاول تهدأتها حتى أتت سيارة الاسعاف ينقلونها واسر معهم..
هبط الجميع وهو يحاول تثبيت تلك التي كادت تركض منهارة خلفهم بملابسها تلك وشعرها..
ليمسكها من كتفها يملس على شعرها بحنان محاولاً احتوائها:
-اهدي يا حنين، اهدي يا حبيبتي ماينفعش كدة اهدي.

امسكته من لياقة قميصه تصرخ وهي تحتضنه بقهر حقيقي وصوت مبحوح يكاد يسمع:
-ماماااا سابتني يا حمزة، ماما سابتني لوحدي وراحت لبابا
-أنا معاكِ، أنا عمري ما هسيبك لوحدك ولا هبعد عنك!
قالها وهو يتمسك بها اكثر...!
كان قلبه يتقطع عليها حرفيًا، شعوره بالتشتت القاتل يحتضن آهاتها العلنية والتي تعلن الحداد على تلك الحياة!
تعلقت برقبته قبل أن ترتخي رويدًا رويدًا حتى سقطت فاقدة الوعي مرة اخرى...

ليقبل هو جبينها هامسًا بوهن مقتول:
-ربنا يصبرك ويصبرني يا حنيني!

أستيقظ مُهاب يفرد جسده متأوهًا بصوت مكتوم، تحسس الفراش لجواره ليجد أن سيلين قد غادرت الغرفة..!
نهض يجلس ببطئ، يتذكر استسلامه وسط احضانها، احتوائها الصغير الذي يتناسب طفلة تمتاز في رسم خطوط حياة بدايتها هادئة طبيعية!
ورغمًا عنه تذكر كلمات والده التي كانت كمثابة دفعة صغيرة لحافة الاتزان النفسي نحو سيلين...
فلاش باك ###.

كان متجهًا بسيارته مع سيلين بعدما احضرها، كان يتطاير بين قمم غضبه السوداء في أفق جبالاً حالكة..
حتى رن هاتفه فأخرجه يزفر بضيق، وجد والده فرد بخشونة:
-ايوة يا بابا؟
-مهاب لقيت البنت؟
-ايوة اتنيلت لاقيتها يا بابا وجايين في الطريق
-عملت لها حاجة يا مُهاب؟ مديت ايدك عليها صح؟
لم يرد مهاب وإنما تنهد عدة مرات بقوة، نعم فعلها وانتهى!
فعلها رغم كل مبادئه في الحياة..
مبادئه التي محتها بتصرفها التهوري!

بفعلتها التي جعلته يعود للماضي، وهو بين ظلال الماضي مجرد جماد يُدافع عن موضع الضعف الذي يخشاه اكثر من اي شيئ...!
سمع والده يكمل بحسم:.

-مهاب، ماينفعش تطلع خوفك من الضعف في سيلين، حتى لو ف مرة كنت ف موضع ضعف فكرك بالماضي ده مايخليكش تعامل البنت، فين حنيتك يا مهاب؟ أنت مش وحش يا مهاب، ومش ضعيف، بس مفيش حد بيعيش حياته قوي، أي حد في الدنيا لازم يتحط ف مواقف يبقى فيها ضعيف، لانها طبيعة اي بشر، حتى لو ماتجوزتش سيلين فعلا يا مهاب، افتكر إن كما تدين تدان، وزي ما أنت بتعذبها عشان ماضيك اللي اتعذبت فيه، هتلاقي اللي يعيد لك نفس مُعاناتك تاني!

والعقل كان يُعيد كرة التفكير...
تردد قُتل، وإنسان اُنعش، وقرارات خُطت في عُرفه القديم...!
ليتخذ اول خطوة في طريق الرشاد، يسير في مفترق الطرق باختيار الصواب ولو مرة...
هبط ليجد المنزل هادئ، وسكون غريب ينتشر فيه، خمن أن والدة سيلين لم تكن بالمنزل فسار بحريته يبحث عن سيلين..
حتى سمع صوت همهمات تأتي من الحديقة...
سار بخطى اسرع نحو الحديقة ليجد سيلين تقف مع شخصًا ما يبدو أنه بقرب مرحلتها العمرية!

بفعل واحد اعادته لمنحدر الصفر مرة اخرى!؟
سار نحوهم بخطوات شبه راكضة، وما إن انتبهت له سيلين حتى اشارت لذاك تقول بسرعة متوجسة:
-روح أنت يا عصام، امشي يلا انجز!
وبالفعل غادر ذاك مسرعًا ليأتي مهاب ممسكًا بيدها بقوة جعلتها تتأوه بصوت عالي وهي تهتف فيه بحنق:
-ايدي حرام عليك هتكسرها!
جذبها له بعنف يصرخ فيها:
-ده أنا عايز اكسر دماغك مش دراعك بس، مين ده يا سيلين؟

رفعت حاجبها الأيسر تتحداه كنمر يظهر في شرنقة الغيظ:
-ملكش دعوة، حاجة تخصني ومش من حقك تسأل اصلاً!
أمسكها من ذراعها يلويه بقوة مزمجرًا فيها:
-نعم ياختي؟
حدقت فيه بتوتر متألم، لتجده يقربها منه وهو يهتف مشددًا على كل حرف:
-اسمعي بقا، إنتِ كل فيكِ وليكِ تخصني، إنتِ كلك تخصيني!
عضت على شفتاها السفلية تكتم تأوهاتها، رغم كل شيئ لن تستسلم امامه..!

ولكن قبضته ألمتها لأقصى حد فصُدم من دموعها الساخنة التي اتخذت مجراها على وجنتاها..
ليسألها بخشونة:
-بتعيطي لية دلوقتي!؟ تعملي العملة وترجعي تعيطي!
همست باختناق ملكوم:
-ايدي وجعاني اوي، هتكسرها يا مهاب
كانت تلك المرة الاولى التي تلقبه فيها بأسمه الحقيقي..
المرة الاولى التي تتمتع اذنيه بلحن الصدق الموسيقي!

ابتعد مسرعًا يترك يدها ليجدها تحاول تحريكها وهي تبكي، حاول ان يمسكها ولكنها انتفضت تبتعد عنه راكضة للاعلى وهي تبكي بعنف..
اغلقت باب غرفتها عليها ليدق على الباب بقوة مناديًا:
-افتحي الباب يا سيلين
سمع صوتها الباكي يأتيه بصلابة مغتاظة:
-لا مش هفتح واللي عندك اعمله!
دفعة واحدة قوية منه جعلت الباب يفتح صادعًا تلك المسافة...
وجدها تعود للخلف مسرعة وهي تمسك يدها ودموعها لم تجف!

ظل يقترب منها ببطئ وهي تعود للخلف، ليسألها بحدة عالية:
-لأخر مرة هسألك مين ده وازاي يجيلك البيت يا سيلين؟
لم تجد مفر من الإجابة فصرخت تجيبه بهيسترية:
-ده واحد زميلي معايا في المدرسة بيجيبلي الملازم اللي اخدوها ف المدرسة اللي انا قعدت منها لما قرروا يجوزوني حضرتك، اللي انت حتى ماقولتليش إنتِ عملتي فيها اية؟! عشان انت اصلا مش مهتم غير بمصلحتك، أنت اناني، اناني اوي يا مهاب!

كان يحدق فيها مبهوتًا، حصرته في زاوية تخلو منها المبررات، وتمسح فيها الحجج!
ليبقى هو متعريًا من دفاعات واهية!
إلتصقت بالحائط خلفها وهي تراه يقترب منها مرة اخرى، وصل لها فأصبح ملتصقًا بها...
اغمضت عيناها بتوتر من الصفعة التي ستأتيها حتمًا على الفور، ولكن على العكس تمامًا شعرت بشفتاه على جبينها يقبلها في حنو وهو يهمس:
-أسف!
إتسعت عيناها على وسعهما وفغرت فاهها من اسفه بهذه البساطة!؟

لتجده ينتقل بشفتاه لوجنتاها مكملاً:
-اسف
ابتلعت ريقها بتوتر مصعوق خاصة وهي تشعر به ينتقل لشفتاها يهمس امامه قبل أن يلتهمها:
-اسف
أخذ يشبعها تقبيلاً، يلتهم شفتاها في قبلة تحولت لقبلات جائعة...
ويداه تقيد خصرها، بينما هي ملخومة مصدومة من ذاك القرب، لم يمهلها الفرصة فكان يهبط بشفتاه لرقبتها يقبلها بنعومة ويداه تُعري قدماها حتى فخذيها يتحسسها ببطئ!

شعور غريب عصف بها في تلك اللحظات، شعور جديد لم يسبق أن طرق باب جوارحها!
لم يسبق أن لفها في دوامة من المتاهات الساخنة...!
كادت لمساته تزداد تطورًا، ولكن فجأة ابتعد عنها يلهث بقوة وكانه صُدم من نفسه، ليدفعها بقوة وهو يهز رأسه نافيًا:
-لا ماينفعش، ماينفعش يحصل حاجة!

ثم خرج مسرعًا دون أن يعطيها فرصة للأعتراض، تمامًا كما اكتسحها!

بعد مرور أسبوعان...
في منزل أسر الذي تُقيم فيه لارا، كانت تتمدد هي على ذاك الفراش، ينتفض جسدها بعنف من شعورها بالبرد القارص وجسدها سخن حد الرعب، و رغم رطوبة الجو فقط!
ولكن لمن تشكو اساسًا وإن كان مجرد مرض فطري!.
الوحدة تحطيها من كل جانب، تكاد تجعل حياتها مجرد رماد على هامش التنفس!
لم يسأل عنها منذ ان غادر...
لم يكلف نفسه بالسؤال إن كان هناك طعام يكفيها حتى او لا؟!

بالتأكيد هناك ذنب قهري ارتكبته في حياتها حتى تُعاقب بهذه الطريقة...!
سمعت صوت الباب يفتح فانكمشت في نفسها اكثر على شعور السطوة المريرة!
كادت تهبط دموعها بتلقائية..
فتح الباب ليجدها تتكور على الفراش، اقترب منها يزجرها بعنف وهو يقول:
-قومي، مفيش زفت نووم قومي اتنفضي!
عضت على شفتاها، ثم حاولت النطق وإن خرجت حروفها واهنة تكاد تسمع:
-مش قادرة، تعبانة اوي!

اقترب منها يزيح عنها الغطاء، كاد يجذبها من ذراعها ولكن صُعق من سخونة ذراعها التي تُقلق..
فهتف مسرعًا:
-إية اللي حصل!؟ إنتِ سخنة كدة لية؟
هزت رأسها نافية ببطئ:
-معرر، معرفش، انا اخر مرة استحميت بس طولت شوية ف الحمام!
امسكها ببطئ يجعلها تعتدل في جلستها، لتصرخ هي فيه بخوف:
-لا والنبي يا اسر مش قادرة والله جسمي كله مش حاسه بيه بالله عليك!

للحظة كاد يلين وتنال شفقته، ولكن كلما تذكر أنه ربط اسمه بمجرد عاهرة وأن كان في الخفى...
ثار من نفسه قلبه ففرغ غضبه فيها!
حملها بقوة بين ذراعيها لتحاول ابعاده بضعف وهي تهمس:
-لا سبني، سبني النهاردة بس اخف والله وانا هجيلك، بالله عليك يا اسر لا
-هششش، اسكتي! انا مش طايق اقربلك اصلا
قالها وهو يشدد من قبضة ذراعيه عليها لتتأوه بصمت..

دلف الى المرحاض يفتح الباب بقدمه، ليثبتها على ذراعه ثم يقف تحت المياة مباشرةً...
وبأقل من دقيقة كان يفتح الصنبور لتندفع المياة الباردة على كلاهما..
شهقت هي بقوة من برودة المياة لتتمسك بأطراف قميصه اكثر:
-اسر!
امتلئ البانيو لجوارهم فوضعها فيه ببطئ، ليمد يده ينزع عنها ملابسها بصمت..
امسكت بيده التي كانت تخلع عنها ملابسها لتهمس مترجية:
-لالا سبني يا اسر ارجوك بلاش سبني رجعني السرير.

جلس على ركبتيه لجوارها لينزع بقية ملابسها حتى بقيت معراه تحت المياة الباردة..
ليمسح على خصلاتها المبتلة هامسًا بهمس حنون اختلطت به الشفقة رغمًا عنه:
-هششش، لازم تاخدي دش بارد عشان السخونية تنزل
تركها ببطئ وكاد ينهض ولكنها امسكت بيده العريضة تتشبث به متابعة وهي تغمض عينيها:
-ماتسبنيش!
تنهد بقوة وهو يراها تستكين في المياة، ليراقبها بصمت شارد!

-أنا عايزها يا حسن، أنا عايزها اوي! لارا دي هدفي من ساعة ما عيني وقعت عليها!
قالها خالد وهو ينظر لصديقه حسن الذي هاتفه يومها يخبره أن يعود مسرعًا لأن بعض الاشخاص كادوا يروه وهو يقحم لارا في حصاره!
نظر له صديقه متنهدًا بقوة، ليقول ساخرًا رغمًا عنه:
-يا عمي اسكت بقا، ده انت طلعت عين البت، وقال اية اغتصاب ومش اغتصاب!
أطرق خالد رأسه خزيًا، يشعر بوخز بين جنبات قلبه كلما تذكر ضعفه!
ليهمس بأصرار غريب:.

-هرجعها ليا، وهتعالج عشانها يا حسن، هعمل اي حاجة عشان تبقى ملكي!
-ده انت مُصر بقا
قالها حسن مستنكرًا حديثه، ليومئ هو مؤكدًا يعض على شفتاه وهو يعود بذاكرته لتلك الليلة:
-اوي اوي، بس أنا هتعالج الاول وبعدين ارجعها ليا، عشان هتبقى ملكي في نفس الليلة ومش هديها فرصة!

أسبوعان لم تخرج حنين فيهم من غرفتها، ممتقعة داخل اسر الظلام..
بل اصبحت راغبة فيه لا تود نورًا باهتًا دون وجود اساس الحياة فيه!
دون دفعة قوية تستيقظ عليها يومًا وتنام بين احضانها ليلاً...
وحمزة لم يتركها ولو للحظة، منذ ذاك الوقت تقيم في غرفته، حمدالله انها لم تصر على البقاء في الاسفل فيصل انهيارها حد الجنون!

كانت مسطحة على الفراش كعادتها في الأيام السابقة، وحمزة يجلس لجوارها متمسكًا بيدها يتحسس وجنتاها بحنان..
كانت وكأنها في ملكوت اخر!
ملكوت يسحبها حتى باتت على قيد الحياة بالاسم فقط...
سمع حمزة صوت جرس الباب فنهض ببطئ يسرع نحو الباب، فتح الباب ليتفاجئ ب شريف امامه!
ابعده شريف مسرعا وهو يهتف بغضب:
-فين حنين، ازاي تقعد عندك كدة؟
صرخ فيه حمزة بالمقابل بحدة:.

-عايزني اسيبها تقعد تحت لوحدها عشان تعمل ف نفسها حاجة يابني ادم!
كان شريف قد علم بوفاة والدة حنين من الناس في الشارع..
فنظر لحمزة يهتف بغيظ خرج خطئًا بدلاً عن شعوره بالذنب:
-كان حد رد عليا وانا كنت نزلت واتجوزنا وفضلت معاها ف بيتنا!
كز حمزة على أسنانه بغيظ ليندفع وهو يقول بخشونة:
-ده ف احلامك، حنين مش هتروح ف حته وانسى الجواز ده!

تجاهله شريف بغضب ليندفع نحو الغرفة التي تقيم فيها حنين، وجدها كما هي تنظر للاعلى بسكون تام...
ليقترب منها ممسكًا بيدها يود القيام بها وهو يقول:
-قومي يا حنين، قومي تعالي معايا انا هاخدك عندي مش هسيبك هنا!
لم ترد عليه وانما كان طابع الصمت اقوى، فأسندها بقوة الى حدا ما يجعلها تجلس، وهو يشدد على حروفه التي خرجت حادة رغمًا عنه:
-قومي معايا يا حنين ماتفضليش كدة، يلا انا هاخدك.

وبالفعل سحبها معه لتنهض هي بضياع، وصل بها امام باب المنزل وحمزة متجمد مكانه..
وما إن لمحته حنين حتى كانت وإن طرفًا للحياة دُفن بين اعماقها فتركت يد شريف ببطئ لتعود ببطئ نحو حمزة!
حدق فيها شريف بقوة مغتاظة:
-تعالي هنا يا حنين
تقدم حمزة منها مسرعًا ليجد تستند عليه بضعف هامسة:
-انا هفضل مع حمزة، انا مش هبعد!
تفاقم غضب شريف ليصيح بجنون:
-ماشي يا حنين ماااااشي، لينا كلام تاني!

تراخت قدما حنين ببطئ ليسندها حمزة مسرعًا في احضانه يحتويها بحنان كما فعل طيلة الفترة الماضية...
لتستند على صدره بسكون صار يقلق حمزة منه، ليحيط حمزة خصرها ببطئ حنون وهو يهمس لجوار اذنها بحسم صلب مترجي:
-انا عايزك يا حنين، هطلقك منه وهتجوزك، مش هخلي حد يبعدك عني، إنتِ ملكي ومعايا من ساعة ما اتولدتي!



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7304 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4313 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3355 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 3231 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3785 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، تعويذة ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 07:52 مساء