أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية صوتها الوردي

مازن ذاك الذي تعود على الأخذ دوما و لا يعطى ..رحاب تلك التي تعودت دوما على العطاء و لم تجني إلا الآلام و الخيبات المتتال ..



11-01-2022 12:43 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [7]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية صوتها الوردي
نوفيلا صوتها الوردي للكاتبة رضوى جاويش الفصل الثامن

جلست بين صديقاتها، لعلها تأنس بهن فتنسى
مازن مختار، وكل ما يتعلق به، حتى ولو
لدقائق، فقلبها وعقلها، بحاجة للهدنة، ولو
قليلا، بعيدا عن الصراع المحتدم بينهما، بسببه
، قليل من السلام، رجاءا، هتفت في يأس..
وهي تراه يتقدم الى طاولتها، ونظرات عينيه
المخادعة، تنبأها بانه كان خلفها، يتعقبها..
ألقى التحية في أدب جم، مما دفع صديقاتها لتبادل
النظرات المستفسرة، مما دفعها لتهتف في حنق: -.

هذا السيد مازن مختار، أحد المتطوعين بالجمعية التي اعمل بها..
-حقا،!؟، هتفت احدى الصديقات، وهي تقيم مازن، من رأسه حتى أخمص قدميه، بينما سارعت الاخرى، تمد يدها في سعادة مرحبة..
واُخرى، منحته اروع ابتساماتها ترحيبا...

-أسف للمقاطعة، كنت مارا، فأردت إلقاء التحية لا أكثر، فرصة سعيدة، إلى اللقاء، قال كلماته مودعا، وهو يختص رحاب بنظرات متمهلة، أثارت حنقها، وما ان ابتعد عن طاولتهما، حتى بدأت الأسئلة الفضولية، تقذفها الصديقات من هنا
وهناك، عن ماهية هذا الرجل..!؟.
-من هذا رحاب..!؟.
-يا له من رجل رائع..
-كيف عثرتى عليه،!؟.
-يا لك من ماكرة، أين خبّأته عنا..!؟.

صرخت رحاب في غيظ، : - ما بالكن، انه مجرد متطوع في الجمعية التي اعمل بها، ليس هناك ما يدعو، للأعتقاد في اكثر من هذا..!؟.
-لكن نظراته إليكِ، لا تقول ذلك ابدا، هتفت احدى الصديقات، بخبث..
نهضت رحاب وقد بلغ غضبها ذروته، وهي تهتف
حانقة: - أنتن مثيرات للشفقة، وقد اخطأت بالقدوم
لكن اليوم، وداعا..
-انتظرى رحاب، كنّا نمزح معكِ، هتفت الصديقات
لكنها لم تنتظر، فهذا يكفى ويزيد..

جاءت لتلتقط انفاسها بعيد عن ذكره، وكل ما يتعلق به، لتجد ان المجلس لم يخلو من كل هذا، بل ان مجلس أصدقاءها، كان كله، يدور حوله، يا آلهى أين يمكنها الهروب منه، أين..!؟.
كانت في سبيلها للنهوض بالفعل، هاربة من فضول صديقاتها، و..
لم تنتبه لتلك الفاتنة التي تقدمت من طاولتهن..
تقف في تحدى، في الجانب المقابل لها، وقد أثار
وقوفها بتلك الطريقة، الصديقات..
، لتهتف إحداهن: - هل من خدمة..!؟!

-هل هذا أنتِ حقا..!؟، قالت كلماتها تصب نظراتها النارية على رحاب وهي تقهقه بشكل شيطانى، مستطردة، لا أصدق أن مازن ينحدر مستواه لهذا الدرك..
-ماذا هناك، يا آنسة..!؟، ومن تقصدين..!؟، هتفت احدى صديقات رحاب في غضب..
ورحاب تقف في صدمة عقدت لسانها، بشكل تام
-انها صديقتكن البريئة، الآنسة رحاب، والتى استطاعت بكل براعة، أن تختطف خطيبى، مازن
أتعرفيه..!؟، سألت سهى ساخرة..

هنا ارتجفت رحاب، فاغرة فاها، غير مصدقة ما تدعيه، لكن، ها هو الان يأتى من حيث كان، يختبئ منذ قليل، يتقدم في ثبات يحسد عليه، يهتف ضاغطا على اسنانه: - سهى، ماذا تفعلين..!؟، لقد انتهى ما بيننا..
-لا لم ينته، صرخاتها بدأت تجذب أنظار المحيطين، انا تتركنى من اجل هذه، هذه يا مازن...!؟
-كفى، وأرحلى الان، هياا، كانت نبرة صوته الهادرة، كافية لتصمت للحظات، وهي تبادله النظرات المتحدية..

بينما حول مازن نظراته المعتذرة صوب رحاب، التي انكمشت على نفسها..
وقد شعرت بالضآلة، والدونية، فهى لم تستطع الدفاع عن نفسها بحرف واحد، امام كل تلك الاهانات التي تلقتها من تلك الحقيرة، وكل ما استطاعت إتيانه كرد فعل، هو الانتفاض من مكانها
في ثورة، هاربة، من تلك النظرات التي تصلها
الان، كالخناجر المسمومة..

كانت تندفع في حنق بالغ، وقد بدأت اخيرا، في البكاء، بشكل هستيرى، كرد فعل متأخر، عن كل ما تلقته هناك من إهانات..
والآن، وفي خضم تلك المشاعر المتضاربة، لم تكن راغبة، حتى سماع صوته، وها هو...
يناديها، ويلحق بها..
فاندفعت، تهرول، بشكل اكبر، وكل همها، ان تهرب حيث لا يمكنه اللحاق بها، او العثور عليها.

والآن ها هي تلهث، وقد خرجت بالفعل من المركز التجارى، تبحث كالمجنونة، عن سيارة أجرة تقلها بعيدا، كانت تندفع، لا ترى الطريق أمامها..
وإهانات تلك الحمقاء، تهدر داخلها، تصم آذانها
، وفجأة، سمعت صوته يصرخ هاتفاً..
لا تعرف ما يحدث.!؟، ولا سبب هذا الصراخ.!؟
كل ما تدركه الان، انها هربت، منه، اليه..
وانها الان، بين ذراعيه، حيث اخر مكان على وجه الارض، كانت تتمنى التواجد فيه..
لكن ماذا حدث،!؟، نظرت حولها..

كل ما تذكره، انها سمعت آلة تنبيه احدى السيارات
تتكرر بصوت صم أذنيها، وفي اللحظة الثانية، كان هو يمسك بكفها، جاذبا إياها، لأحضانه..
، منتشلا جسدها انتشالا، من أمام تلك السيارة..
هي لم تكن تسمع، الا صوت عقلها، الذي كان يستحثها على الهرب، الهرب فقط، ليجذبها هو، من الموت المحقق، لتستقر بين ذراعيه..
يا آلهى، لما لا يبتعد،!؟، همست في نفسها مبتهلة..

وكأن الله قد استجاب ابتهالاتها، ليبعدها عنه، بطول ذراعيه، ونظراته تنذر بثورة لا يمكن قمعها، وبالتأكيد، لم ترها من قبل، أخذ يهزها بقوة، وهو يصرخ ثائرا: - ماذا دهاكِ..!؟، كدت تقتلين نفسكِ، ايتها الحمقاء، ازداد هزه لكتفيها، وهو يقول ضاغطا على اسنانه، كيف يمكننى العيش من دونكِ، انا احبكِ يا حمقاء، أحبكِ..
صدمات متوالية، تقرع كالمطارق، على جدران القلب، ، كيف يمكنها مجابهة كل هذا..!؟

نظراتها الان، مصدومة مشدوهة، لا تقوى على
انتزاعها من على وجهه، ، وملامحها، تنطق بعدم التصديق، والذهول.
، ترك اخيرا كتفيها، لاهثا، وفجأة..
رِن شئ ما، ساقطا أرضا، جذب انتباهه على الفور، كان يظنه، احد دبابيس الشعر، قد انفلتت.

من عقال جدائلها، تحت حجاب رأسها، الذي اندفع قليلا للخلف، اثناء جذبه إياها من امام السيارة، انحنى يلتقط هذا الشئ بين أصابعه، ليقف مشدوهاً، يتبادل النظرات بينها، وبين ذاك الجهاز القابع، على كفه..
اما هي، فكانت يدها الان، تكتم شهقاتها، حتى لا ترتفع، معربة عن بركان من المشاعر المتضاربة التي يموج بها، صدرها..
حسنا، ها قد اكتشف كل شئ، ما عاد هناك، من.

سر، لتحتفظ به، وما عاد هناك، من داع، لتدفعه بعيدا عنها، منذ اللحظة، انتهى كل شئ، فما اكتشفه للتو
وقابع على راحة كفه الان، كاف تماما ليبتعد..
بلا عودة..
مدت كفها، لتلتقط سماعة الإذن خاصتها، في هدوء، من على كفه المفرودة امام وجهها، وتثبتها تحت حجابها، في مهارة اعتادتها، رغم كفيها المرتعشتين، حاول التحدث، لكنها رفعت
كفها امام وجهه تستوقفه في حزم..
لتوليه ظهرها، راحلة..

دون ان، ترفع عينيها، لتطالع عينيه، فلا حاجة بها..
لرؤية الحسرة، والشفقة، في نظراته، فهى
لن تحتملها ابدا، ابدا..
اندفعت من باب شقتها، لتصل لغرفتها مغلقة بابها
خلفها بأحكام، لتفيض اخيرا، دموعها، تحمل
ألماً، وقهراً، وعذاباً، وندماً..
لم اقتربت منه، لما أحبته،!؟.
الحب ليس لامثالها، في مجتمع، يراها البعض فيه، امرأة غير كاملة، امرأة غير جديرة بالحب
، لا تصلح لتكون زوجة، او أم، مثل باقى النساء..

لقد وطدت نفسها على ذلك منذ أمد بعيد..
فقدت تعلق قلبها وأخلص ذات يوم، لكن حبيبها أذعن لضغوط عائلته، وتركها، وحيدة تجتر مرارت ذنب لم تقترفه، وتعيش بجرح لا يندمل..
والآن ظهر هو في حياتها، ليقلب كل الموازين...
ويحيل حياتها القاتمة، والتى كانت تسير على وتيرة واحدة، إلى حياة صاخبة، مرحة، متجددة
، ظهر، ليعود قلب الأنثى ينبض من جديد بين جنباتها، وتعود روحها، لعهد السعادة، التي افتقدتها منذ زمن..

حمدت ربها، ان اباها، ليس بالبيت، في مثل هذا الوقت من اليوم، فهى لم تكن بمزاج يسمح لها بالتبرير، ولا اطلاعه على الامر، مؤقتاً، حتى تستطيع استعادة هدوءها، وثباتها النفسى..
لكن هل من السهل حدوث ذلك...!؟، هل حقا من السهل استعادة ذاك الثبات، والهدوء النفسى المذعوم، فالألم هذة المرة أعظم، والجرح بحق، أعمق..
لا تعرف كيف مرت عليها، الثلاث ليال، الماضية
كل ما تدركه، انهم مروا، حاملين الكثير من.

المعاناة، والالم، حتى، رسائله التي كان يمطرها
بها، كانت، كمن يضيف الملح على جرح حى..
فهى لم ترها مطلقاً، كرسائل حب، بل كانت رسائل شفقة، او عطف، او اى مسمى، لكنها لا تندرج
من وجهة نظرها، تحت مسمى رسائل حب..
ولليوم الثالث على التوالى، تحبس نفسها في حجرتها، لا تريد الخروج، او مقابلة اى من كان
رغبتها في العزلة، اثرت عليها تماما، لتقبع بين جدران حجرتها لا تغادرها الا لماما..

عيناها، معلقة بالسقف، عند نقطة مجهولة، وذاكرتها، كألة زمنية، أعادتها للماضى، بكل تفاصيله المريرة...
، كل ما حدث بالسابق، وجاهدت حتى لا يتكرر
رغم حرصها، يتكرر من جديد، بنفس الالم، ونفس القسوة، بل ربما بشكل اصعب..
لما لا يتركوها لحالها، هي لم تطلب شئ، ولا تريد شئ من هذا العالم..
كل ما كانت تصبو اليه، هو ان يدعوها تحيا بسلام
دون مزيد من الالم، او المعاناة..
دون مزيد من احساس بالنقص، او الدونية..

لأمر، ابدا ما كان بيدها أختياره، فهو أمر الله..
وهي راضية، لكن حتى رضاها، لم يتركوها تهنأ به، في سلام..
رِن هاتفها، فقررت تجاهله، فصديقاتها يحاصرونها، منذ تركتهن في المركز التجارى غاضبة، وحدث بعدها ما حدث، وكل واحدة منهن
تحاول استرضاءها، لكن لا رغبة لها في الحديث مع احد، أستمر الرنين، لا ينقطع، نظرت لشاشة الهاتف، لتعرف من هذا اللحوح، انها نمرة غريبة عنها، لكن لما كل هذا الالحاح، ربما نمرة خاطئة.

كالعادة، ستخبر المتصل بذلك، حتى يتوقف عن ازعاجها، ردت بهدوء: - نعم..!؟.
-رااائعة أنتِ، توافقين على اقتراحاتى، قبل حتى معرفتها..
هتف مازن في مرحه المعتاد، مما جعل قلبها يقفز من بين ضلوعها، ولم تدرى الا وهي تغلق الهاتف، دون وعى منها، وتلقى به بجوارها، على الفراش وكأنه قطعة من الجمر..
رِن الهاتف من جديد، واستمر في الرنين، حتى استجمعت شجاعتها، لتتناول الهاتف، وترد في حزم، : - ماذا هناك..!؟

-هناك كل السعادة بانتظارنا، يا صاحبة الصوت الوردي، و....
قاطعته بإصرار، لن تسمح له بالاسترسال في سرد ألوانه التي تعرفها، جيدا، هاتفة: - سيد مازن، رجاءً، انا لا أحب مثل هذا النوع من العبث، ولا اعتقد..
قاطعها في هدوء واثق: - هل والدكِ بالبيت..!؟.
-ماذا..!؟، والدى،!؟، لماذا..!؟.
-أجيبى رجاءً...
-نعم، هو بالبيت..
-حسنا، انا أسفل بيتكم، قولى نعم، وسأصعد حالاً، لخطبتك..
-ماذا.! لاااا، هتفت في ذهول، وصدمة..

-حسنا، انا صاعد الان، ومعى والدتى، هتف في سعادة، وكأنه لم يع مطلقاً، معنى كلمة لا التي صرخت بها، ولا مرت على مسامعه، من الاساس، فالرفض، ليس في قاموسه..
-سيد مازن، انتظر، انا..
لكنها وجدت، انها تكلم نفسها، مع خط مغلق..
فلقد انهى الحوار على الهاتف، وها هو صاعد الى هنا..
انتفضت كالمذعورة، انه هنا، لا، لا تصدق.

نظرت لصورتها في المرأة، وجهها مرهق، بسبب ليالى بلا نوم، وعيون منتفخة، بسبب البكاء الذي أعطت له حقه، بالكامل، منذ حادثة المركز التجارى، وحتى دقائق مضت..
هذا الرجل مجنون بحق، ما الذي أتى به لهنا..!
وبصحبة أمه.!، هذا ما كان ينقصها...
نهضت مسرعة، تعدل من مظهرها، وترتدى ما وصل له كفها، على عجل، وهي تهتف في نفسها، حسنا سيد مخادع. ، فلنكتفى بهذا القدر..

انتفضت من جديد وهي تسمع الان، رنين جرس الباب، وها هو والدها يطرق باب حجرتها، ليخبرها بقدوم ضيوف لاجلها...
التقطت انفاسها في صعوبة، وحاولت على قدر استطاعتها، استعادة رباطة جأشها، وهي تتبع والدها، الى غرفة الصالون..

دخلت، لتستقبلها امه، في البداية، و التي ألقت عليها التحية، ومدت كفها لتسلم ببرود عجيب، ثم جاء دوره، لتتجاهل هي يده الممدودة في لهفة، ليبتسم وهو يسحبها جواره من جديد، فهى تعاقبه، بطريقتها، هو يعلم ذلك..
صمت الجميع لحظات، حتى تنحنح مازن، قائلا وهو يوجه الحديث لوالدها، وعينيه، تتناوب النظرات بينها، وبين ابيها: - يشرفنى كثيرا، التقدم لخطبة الانسة رحاب، سيدى..

-رحاب، أين تحية الضيوف..!؟، هتف الوالد في مرح، وقد أنقذ ابنته من ذاك الحرج الذي اعتراها..
وحمرة الخجل التي كللت محياها، لتنهض منتفضة
وقد جاءت النجدة في الوقت المناسب، لتهرب من
المكان، وتترك الامر في يد ابيها، وخاصة، ان أمه كانت تجلس بلا مبالاة، تطوف نظراتها أرجاء المكان بلا استحسان، تضع قدم فوق الاخرى..

باستعلاء، لم تفتح فمها بكلمة واحدة، كانت فاتنة بحق، لا يمكن ابدا، ان تصدق ان مازن يكون حقاً، ولدها، شعرها بلون الشمس الساطعة، وزينتها كاملة، وملابسها راقية جداا، لكنها، متبرجة بشكل صارخ، وما ان همت رحاب بالاندفاع خارجة، حتى هتفت امه اخيرا، وبصوت عالى جدا، يفوق المعتاد، : - رجاءً، اى مشروب، بدون سكر..
خرجت رحاب من الحجرة، مسرعة، ولم تفوتها..

ما أقدمت عليه امه، والغرض من رفع صوتها بهذا الشكل، كأنها تخبرها بشكل غير مباشر انها على علم، بنقصها، طعنة اخرى، تعيد نكأ جراح الماضى، والتى ظنت يوما ما، انها
شفيت تماما، من اثارها، لكن هيهات، حتى ابيها
انتبه لتلك الاهانة المتعمدة من ام مازن، فامتعض في صمت، ولم يعقب..

، وما ان تأكد والدها من ابتعادها، حتى قال في هدوء موجها حديثه لمازن: - فلنضع النقاط على الحروف يا ولدى، ومنذ البداية، فهذا زواج، و انا أرى انك تريد الارتباط بابنتي، لا بأس، لكن ليس قبل ان اتأكد انك الشخص المناسب لها، و الذي سيقدرها حق قدرها، فرحاب مرت بظروف صعبة، بعد خطبتها الاولى..
قاطعه مازن مندهشا: - خطبتها الاولى..!؟.

-نعم، خطبتها الاولى، وكان سامحه الله، يعلم كل شئ عنها، هي أخبرته بنفسها، وهو تقبل الامر، لكن ضغوط الأهل، جعلته ينسى، او يتناسى، وعوده لها، وتأكيده، ان ما تعانيه، لا يعد سبباً، ليهجرها، لكنه للاسف، لم يفى بوعده
وانا لن اعرض ابنتى لمحنة كهذه من جديد..
لذلك، فأنا لن أوافق على رغبتك في الارتباط بابنتي.

حتى تثبت لى، انها رغبة قوية، وحقيقية، لن تتبدل، بأى تأثير، من اى نوع، وقال كلماته الاخيرة، وهو يحول نظراته، الى السيدة جميلة..
ام مازن، التي انقلبت ملامح وجهها بامتعاض، مدركة انه يقصدها بكلامه الاخير، ثم عاد بنظراته مرة اخرى
ليركزها على مازن مستطردا، اثبت لى رغبتك الحقيقة في الارتباط بابنتي، حينها، ستحصل على مباركتى للارتباط بها دون قيد او شرط، لكن، قبل هذا، فأنا اسف، لابلاغك برفضى لطلبك..

تغيرت ملامح وجه مازن ليكسوها الإصرار، وهتف معترضاً: - لكن انا يا سيدى...
قاطعه ابوها، : -انت شاب جيد، ولن تعدم طريقة تثبت بها استحقاقك لابنتى...
-لكنى حقا، احبها، ولا تهمنى أية امور أخرى..
ابتسم الاب في سعادة وهو يقول: - يسعدنى سماع ذلك، لكنه لا يكفى..

شعر مازن بالاحباط الشديد، ونظر لامه والتى كانت نظراتها مفعمة بالفرحة، ليزداد امتعاضا، وحاول مجدداً، ان يستميل والدها، لكن والدها قاطعة في حزم، ناهضاً: - شرفت يا ولدى..
ما ان سمعت رحاب صوت إغلاق الباب، حتى خرجت من مخبأها، ليتلقفها ابوها فاتحاً ذراعيه بابتسامة واسعة، اندفعت لتلقى بنفسها في احضانه
شاعرة بالراحة والامان، اخذ يربت على ظهرها..

واخيرا، ابعدها قليلا ينظر لعينيها، قائلا. : - نفذت ما اتفقنا عليه سابقا، لن تكونِ له، حتى يكون جديراً بكِ، دعيه، وراقبى من بعيد. كيفية تصرفه منذ الغد، وعلى ضوء هذا، يمكن ان نحدد، ان كان حقا يريدكِ، ام انه فقط، لم يتعود ان يُرفض له طلب، بن السيدة جميلة..
ضحكت رحاب ملء فيها، على تعليق ابيها الاخير..
وشردت وهو يأخذها مرة أخرى لأحضانه، هل حقا
لن يعدم طريقة يثبت بها، انه حقا، يحبها..!؟..

وماذا عن تلك الهووسة، التي اهانتها بسببه في المركز التجارى، فيبدو انها تحبه، ولن تترك الامر
يمضى بسلام ابدا..

11-01-2022 12:44 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [8]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية صوتها الوردي
نوفيلا صوتها الوردي للكاتبة رضوى جاويش الفصل التاسع

خرج مازن، وهو، يجر أذيال الخيبة، فهو بحق
يحبها، ولا رغبة لديه، في الابتعاد عنها، ان كل ما يتمناه هوالبقاء بقربها، فقربها يعنى ان يشعر من جديد، انه قد عاد إنسانا، أدمى المشاعر، له قلب يشعر ويحب، انه يحبها بشكل مختلف، يحبها ليعود لنفسه التي فارقته منذ زمن بعيد، والتى لا يعرفها، الا بقربها..

انها له، ولن تكون لغيره، مهما حدث، انها تنتمى اليه، لا لأى مخلوق أخر، انها حواءه الوحيدة، ولن تكون لأدم غيره، مهما يكن..
كان اكثر ما يشغله الان، هو، إمكانية اثباته لأبيها
انه يستحقها بجدارة، وانه حقا يريدها برغم اى شئ..
انه لا يلوم ابيها على قراره، فهو يتفهم تماما..
رغبته في إسعاد ابنته، وتجنيبها، معاناة جديدة.

بعد هذا الاحمق، الذي تركها، اه لو يستطيع التوصل له، لاشبعه ضربا، لانه جرحها، ثم بعد ذلك، يمطره شكرًا، انه تركها، لتكون له هو..
وهو فقط...
لكن السؤال الان، كيف سيتحقق له ذلك..!؟.
كيف سيثبت، انه جدير بها..!؟.
لقد قال إبوها أنه لن يعدم طريقة، حسنا، سأحاول، لكن كيف سيكون أسلوبى في التعامل معها، داخل الدار،!؟.
وهذا سؤال أخر يلح على رأسه، طلباً لأجابة لا يملكها..

لما لا يفهمون، انه لا يشعر بكماله، الا بقربها..
وما اروع الشعور بالكمال.!.
، وما أطيب القرب منها...!
ان شعور الضيق الذي يعتريه لا يُوصف، وخاصة
وهو يرى امه، في المقعد المجاور له بسيارته، وتلك الملامح الباردة التي تعلو وجهها، انها تكاد تنفجر قهراً، هو يعلم ذلك..
لكن هي ايضا لا تفهم، وأبدا، لن تفهم..
انه وجد الحياة، وعثر على ذاته، عندما وجدها..

خطت السيدة جميلة، داخل شقتها الشاسعة، التي تمتلىء، في كل ركن من أركانها بالتحف الثمينة..
والتى تنم عن ذوق سيدة، لا تعترف الا بكل ما يبرق، مهما كان ثمنه، لتدفع بحقيبة يدها الغالية
على اقرب مقعد لها، في غضب واضح..
ولم تمهل ابنها، مازن، حتى من أغلاق باب الشقة، لتصرخ بثورة: - هل هذه من أجبرتني، لأترك كل شؤونى، من أجل الذهاب لخطبتها..!؟.
-ما بها..!؟، سأل مازن في هدوء عجيب..

-ما بها..!؟، انت تسأل..!؟، احقا لا تدرى ما بها..!؟، صرخت غاضبة..
لم يعقب مازن على صراخ أمه، فاستطردت هي في غضب هادر: - لقد توقعت ان تكون فينوس تمشى على الارض، من لهفتك، واصرارك للذهاب لخطبتها، لثلاث ايام، بإلحاح. لا ينقطع، انها عادية، عادية في كل شئ، بل هي اقل من العادية، لو أردت الصدق، خاصة بعاهتها تلك..
-أمى..!؟، صرخ مازن في ثورة، لا تقل عن ثورتها، وخاصة، عند تطرقها، لتلك النقطة..

واستطرد غاضبا، وهو يضغط على اسنانه رغبة في السيطرة على غضبه المشتعل: - كفاكِ، أنا أريدها، بكل ما ترينه فيها من عيوب، من وجهة نظرك طبعا، لكنى، أريدها..
-، أنت تريدها، لانك لم تتعود الا الحصول على كل ما تشتهيه، وهذا خطأى للاسف..
-أمى، أنا أحبها، قالها مازن بنبرة تحمل صدق العالم، لكن هذا لم يردع أمه، لتهتف حانقة: - بل
أنت تشفق عليها، لا أكثر..

-بل أحبها، صرخ مازن من أعماق روحه، أحبها كما لم أحب من قبل، أحبها لانها أعادت إلى ذاتى.
منذ اللحظة التي أمسكت فيها ذراعى، ظناً منها أننى ضرير، وقد كانت على حق بالمناسبة، فقد كنت ضريرا، لا أهتدى لنفسى، ولا اجد ذاتى..
وكان أمساكها كفى، هو أول طريق الهداية..
انها هدايتى بعد ضلالى، ونفسى التي وجدتها بعد
تيه، وروحى التي فارقتنى منذ رحل أبى بلا عودة، ولم استردها الا عند لقياها..

أبى يا أمى، أتذكريه..!، ألا يزل حبك الاول، كما كنتِ تتشدقى أمامى، لكنه للاسف، لم يكن الأخير...
نظرات أمه المصدومة، وهي تتلقى كلماته كطعنات
كانت كفيلة بان يصمت للحظات، قبل ان يستطرد في هدوء: - انها لى، ولن تترك كفى يدها مهما حدث، انها لى، مهما كان، ومهما سيكون..
فأنا لست بأحمق، حتى اترك سبب هدايتى، من أجل ما ترينه انتِ نقص او عيب، ، وهو أمر، لا ذنب لها فيه، ولا أراه، انا كذلك..

-لكن أبيها، رفضك بشكل صريح، قالت في غضب، ويراك غير جديرا بأبنته جميلة الجميلات، اكملت في سخرية..
-لا، هو لم يرفضنى، هو على حق، وانا لا ألومه، وسأحاول أن اثبت له، أننى استحقها، وعن جدارة..

-أنت تفقدنى صوابى، هل انت مازن ابنى حقا..!؟، هل انت مازن مختار، الذي كانت تخطب وده، كريمات اعرق الأسر، وهو لا يبالى..!؟، مازن الذي يأخذ كل ما تطاله يديه، ولا يعطى، الا وهناك الف شئ بالمقابل، تأتى فتاة كهذه، لتستغل مركزه وماله، وهو سعيد ولا يُبالى الا بسعادتها، انا لا اصدق، هتفت أمه بخيبة أمل واضحة..

-نعم، انه انا، وقد استفقت اخيرا، من غفلتى، وتعلمت، ان هناك أشياء في هذه الدنيا، تعطيها وانت في قمة رضاك، وتقبلك، أشياء لا تُشترى بالمال، أشياء بلا مقابل، الحب أحداها، أمى..
-حسنا، اجابت أمه بيأس، أفعل ما يحلو لك، أنا لن أعارضك، لم أفعل طوال حياتى، ولن أفعلها اليوم..
-ليتك عارضتنى أمى، ليتك فعلتى، فربما، ما كنت اليوم، أقف أمامك الأن، وكل منا على طرفى نقيض..

ليتك فعلتى، وعلمتنى ما هو الصواب وما هو الخطأ، ما يجب، وما لا يجب ان يكون، ما هو الحلال، وكيف أجتنب الحرام، ليتك فعلتى
، امى، ليتك فعلتى..

مر يومان، لم يحضر فيهما الى الدار، مما جعل الشك يدب في قلبها، لقد رحل بلا عودة..
كان وجوده هنا، لغرض ما، وعندما علم انه لا أمل، رحل، انه حتى لم يحاول، مجرد محاولة..
ان يأتى، ليشعرها انه يبحث بحق عن طريقة ترضى أباها، فيجمعهما..
ها هو اليوم الثالث، بعد زيارته منزلهم، يكاد ينتصف، ولا أمل في عودته، لقد أمسكت نفسها متلبسة عدة مرات، وعيناها معلقة على باب القاعة
أملا في سماع صوته، او رؤية محياه..

انها تتشبث بأمل يخبو، يوم بعد يوم، وتشعر بخواء يداهمها كالطوفان، منذ رحيله..
دمعت عيناها رغما عنها، وهي تقاوم سيل المشاعر المتضاربة التي تمور في نفسها، توهن عزيمتها، وتثبط فؤادها، وتفت في روحها..
غامت عيناها بالدموع، فطأطات رأسها، أملا في مداراتها عن اطفالها الملاصقين لها...
-هل اشتقتِ إلى، حتى ولوقليلا..!؟، سمعت صوته يهمس بتلك الكلمات، قربها، يا آلهى..
هتفت في نفسها، هذا كثير، انها تسمع صوته..

يتردد على مسامعها، انها تهزى..
لكن، صرخات الاطفال، وقفزاتهم المرحة..
جعلتها ترفع رأسها منتفضة، ليطالعها محياه، فترفرف روحها بين جنباتها، كعصفور..
وتعود الانفاس للأمل المحتضر، من جديد..
كانت لابتسامته المحببة، على قلبها..
، والتى اشتاقت اليها كثيرا...
، فعل المطر على ارض عطشى..
كانت ابتسامته تملاء وجهه، وهو يحتضن الاطفال
المهللين، فرحاً بعودته، عيناه لا تفارقها، متعلقة بها، كطفل متعلق بذراع أمه..

أمسكت نفسها، كى لا تجهش بالبكاء، فرحا، وحبوراً، وعلى الرغم، من ان الشوق قاتلها، لترفع عينيها، لتطالع عيناه الآسرتين، الا انها
لم تفعل، خوفا من ان تفضحها عيناها، وتخبره
بما فعل مغيبه، بقلبها، وعقلها، وروحها..
جلس في هدوء، يمارس اريحيته المحببة اليها..
واخذ يقص على الاطفال، قصصه المبهرة، التي تعشقها، مثلما تعشق، كل ما يمت له بصلة..
او يتعلق، بمازن مختار..

رنت منها نظرة سريعة، سرقتها وهو منهمك في تفاصيل حكايته، لتتطلع الى ملامح وجهه التي اعتراها، الإرهاق، والتعب..
لماذا..!؟، سألت نفسها، لكن لا اجابة شافية..
ترضى فضولها..
هتف أحد الاطفال، في حماسة لمازن: - كيف هي الجنة، سيد مازن،!؟..
-الجنة،!؟، كرر مازن في شرود، وهي تعلم من ارتجافة جسدها، انه يتطلع اليها، متوقعاً ان ترفع عينيها اليه لتزجزه..
فلا يأتى على ذكرها، بأى وصف، كما ذكرها..

بالالوان سابقا، لكنه لم يفعل، لم يصفها، وكم تمنت لو فعل...
-الجنة، انها، تردد مازن..
ولسان حاله ينطق صارخا، انها هي الجنة..
وانا ذنوبى قد بلغت عنان السماء، ولا سبيل اليها، الا برحمة ربى، انا على الصراط، ما بين بين..
لا الجحيم ينتزعنى، فاستحق مصيرى، ولا جنتها
تتقبلنى، حتى أهنأ في رحابها..
-الجنة، هي الانسة رحاب، هتف احد الاطفال مشاغبا، لينفجر الجميع ضاحكين، واولهم مازن.

الذي غرق في قهقهاته، وهو يراها تنتفض في خجل، ووجها يصبغه اللون الاحمرالقانى حياءاً، ليستطرد الصبى مازحا: - هكذا سيكون رد السيد مازن، كما كان دائما..
ليستمر الاطفال في نوبة ضحكهم البرئ، الكل ينتشى ضاحكا، الا هما، توقفا عن الضحك..
وكل منهما، يأثر بعينيه، قلب الاخر، وروحه..
وحديث طويل، من النظرات، يحمل الف، الف
أهه عشق، ودقات قلب، وخفقات روح..

ودموع وجد، وزفرات حنين، و، الف معنى، لكلمة واحدة، أحبك، اتمناكِ، وأرغبكِ، وأريدكِ، أتوق لقربكِ، اشتاق لوصلكِ..
رفع كفه رغما عنه، وبلا إرادة، سوى إرادة ذاك القلب الخافق، بين جنباته، يوصل لها إشارة..
بثلاثة أصابع، وبنصر ووسطى تحتضنهما باطن كفه، أحبك..

11-01-2022 12:44 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [9]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية صوتها الوردي
نوفيلا صوتها الوردي للكاتبة رضوى جاويش الفصل العاشر والأخير

هتفت السيدة جميلة في غضب: - أخبرتك ان معرفتك بتلك الفتاة عواقبها وخيمة، ولم تصدق
حدسى..
-امى، لا علاقة لرحاب بالأمر، قال مازن في هدوء وثقة..
-وبسبب من اذن، دفعت سهى، والدها، والذى يمتلك اكبر اسهم في توكيلات الأجهزة الطبية الكبرى، ليقف لك متحديا، عند عقد صفقاتك..!؟.
هيا أخبرنى، ألم يكن بسببها..!؟.
-حتى ولو كان كلامك يحمل جزء من الحقيقة، ما دخل رحاب بأمر كهذا، ولما تحملينها تبعاته..!؟.

-لانها السبب، صرخت جميلة، منذ عرفتها، وانت تتصرف بطيش، وتنفق نقودك، مبعثرا إياها..
لصالح الدار التي تعمل بها، فقط لتنل رضاها..
حقا، لقد اصابك الجنون..
-انت محقة أمى، وما أروعه من جنون!، قالها مبتسما، في وداعة، لا يشغل باله، تلك الصفقات التي يخسرها واحدة تلو الاخرى، بسبب سهى وأبيها ونفوذه الممتد شرقا وغربا في مجال عمله..

ان زواجه من سهى، كان هو الصفقة الرابحة التي كانت تنتظرها أمه، والذى كان هو شخصيا يخطط لها، فأبوها قادر على نقل شركته الصغيرة
لتصبح في غضون أشهر قليلة، في مصاف الشركات الكبرى في مجالها..
لكن، للقلب رأى أخر، وتصاريف القدر، هي التي
تُسيِّر خطواتنا، لنكون، حيث يجب ان نكون..
وَيَا له من قدر!؟، يوم ألتقاها..
يوم فتحت له، أفاق رحبة من البراءة والطهر..
ودلته، على طريق، الطمأنينة، والسلام النفسى..

وكشفت له الحجب، عن روح نقية، وقلب طاهر..
فأسرت عقله، وملكت قلبه، وسبت روحه..
-أنت تستفزني، مازن، أليس كذلك..!؟، قالت جميلة، وهي تشتعل غضبا..
-أمى، رجاءً، فلننحى رحاب جانباً، في نقاشاتنا..
-لا، انا لن افعل، لانها سبب البلاء، انت تضيع نفسك، وشقاء سنوات تعبتها، لتصبح شركتك جديرة بالمنافسة، من أجل فتاة صماء، لا تليق بك.

-أمى، هدر غاضباً، أنا لن اسمح باستعمال مرضها، للتقليل منها، او انتقاصها، مهما كانت الأسباب، أرجوكِ..
تجاهلت رجاءه، وهي تستطرد في حنق، : - انا لم أعارضك يوماً، واعتقدت انى لن افعل، لكن هاقد جاءت اللحظة، التي أعارضك فيها وبقوة..
أعارضك، خوفا عليك، ورغبة في الخير، من أجلك، فهل يمكنك، ان تخبرنى، من أين ستستطيع، تعويض تلك الخسائر..!؟.
-الرزق بيد الله أمى، ليس بيد سهى أو أبيها..

-تغيرت كثيرا مازن، أكاد لا أعرفك، هتفت امه مشدوهة، من هذا الورع الذي يتكلم..!
-تغيرت للأفضل، بالتأكيد.، لا تقلقى أمى، فكل شئ سيكون على ما يرام..
-لا أعتقد، قالت امه في يأس، فهذا الرجل، والد سهى، انا اعرفه جيدا، لن يتورع عّن فعل اى شئ، من اجل أرضاء وحيدته المدللة..

ابتسم مازن، وهو يقول لامه في هدوء: - الان تعترفين انها، مدللة،!؟، حقا، انا لا أعلم أين كان عقلى، عندما فكرت، مجرد تفكير في الارتباط بها، وان اختارها، لتكون أماً لأطفالى!؟.
-وهل تلك التي، لن تسمع حتى صوت بكاء أطفالك
يناديها، هي من ترتضيها لتكون أماً لهم..!؟.
انتفض في غضب مزلزل، لأتيانها على ذكر ما تعانيه رحاب، وأخذ يأتى ويجى بطول الغرفة وعرضها، محاولا تهدئة غضبه، وأخيرا توقف.

امام أمه قائلا في محاولة أخيرة للتعقل، حتى لا ينفلت غضبه من عقاله، : -نعم، أرتضيها، أرتضيها وبشدة، لتكون أماً لأولادى، وليتها هي تقبل، ببائس مثلى، ليكون أباً لأبنائها، أرتضيها..
واتمنى رؤية اليوم، الذي أراها فيه، وهي تنشأ أطفالنا، على معانى الرحمة والمحبة، وتغمرهم
بحنانها، وتدثرهم بتفهمها..
نعم أرتضيها، أمى، ولكن، ليتها هي ترضى..

خرجت من الدار، هو يراها الان، تأخذ طريقها المعتاد، كان في سيارته، ينتظر خروجها، ليتابعها، كما كان يفعل في الايام الماضية، والتى لم يكن قادرًا فيها على دخول الدار ولقاءها، وخاصة بعد اكتشافه موضوع ضعف سمعها، هو لا ينكر انه فؤجى بالموضوع، لكن عندما سأل نفسه، هل سيشكل، هذا اى فارق في مشاعره تجاهها ورغبته في الاقتران بها، كان الرد.

المباشر والصريح، لا، ولم ولن يؤثر، انه بحق يحبها، وكان رده الوحيد، ليثبت لها ذلك، هو الاندفاع لبيتها، طالبا يدها، وبعد رفض ابيها، او لنقل، تعليقه البت في الموضوع، حتى يثبت جدارته، ورغبته الحقيقية في الارتباط بها، عاد، يتابعها بسيارته، في ميعاد خروجها، دون ان تدرك هي ذلك، واليوم ليس استثناءا، خرج قبلها.

بعد ساعات قضاها مع الاطفال بالدار، وانتظر بسيارته في مكان لا يسهل عليها ملاحظته فيه، وها هو يتبعها، حتى يطمئن انها
وصلت بأمان الله، لبيتها، فيعود ادراجه..
انه لم يستطع اليوم ان يقاوم تلك الرغبة في الدخول للدار، ورؤيتها، كان يموت شوقا للقاء عينيها.

، انه بحق يعشقها، وقد انقطع الثلاثة ايام الماضية، فقط، ليحدد ويفكر، كيف يمكنه، ان يثبت، لأبيها انه جدريا بها كزوج، وانه سيصونها ويحميها، لانها جوهرته الغالية، التي اخيراً، عثر عليها، بعد عناء وانتظار..
ها هي تخرج الان، من الدار، لتنحرف يميناً..
فبدأ بالتحرك خلفها، وفجأة..

من هذا..!؟، تساءل في دهشة، ونظرات يعتريها الغضب، تجاه الغريب الذي اعترض طريقها، صف سيارته على عجالة، وترجل مسرعاً، مندفعا اليها، والى ذاك الاحمق الذي بدأ يحاصرها..
وصل لعندهما، فهتف في صوت أجش، حانق..
-هل هناك مشكلة أنسة رحاب،!؟، سأل وهو ينظر لذاك الغريب، شذراً..

-لا، ليس هناك من مشكلة، فأنا خطيبها، هتف ذاك الغريب الاحمق، وهو لا يعرف مع من يتحدث، وما سمع مازن، كلماته، حتى هتف في غضب هادر، : - انت ماذا..!؟، ولم يكتفى مازن بالغضب، بل ان يديه استطالت لتقبض على سترة الرجل في وحشية، وهو يهتف من بين اسنانه: - انا اعرف امثالك، واليوم، هو يوم شؤمك لتسقط بين يدىّ..
صرخ الرجل في رعب: - رحاب، أخبريه من اكون!..

كانت تقف مشدوهة، لا تستطيع ان تنبس بكلمة واحدة، وهي ترى مازن يتحول بهذا الشكل، من ذاك الذي يقابلها بابتسامة لا تفارقه، الى هذا الوحش الذي يهدر غضبا..
-لا تناديها باسمها مجردا، أفهمت،!؟، صرخ مازن وهو يرج الرجل رجاً، يكاد يخنقه، وهو يمسك بتلابيه، وهنا تدخلت رحاب، حينما استعادت صوتها أخيرا..
وهو تهتف: - اتركه سيد مازن، انه مدحت خطيبى، أقصد، خطيبى السابق..
تراخت قبضة مازن قليلا، عن عنق الرجل..

وهو ينظر لرحاب حانقا، لنطقها اسم الرجل، بلا ايه ألقاب، وباريحية، جعلته يضغط بغيظ على اسنانه، ثم يعاود النظر، لمدحت، وهو يقول ساخرا: - اذن، فهو انت.!؟، ، مرحبا بك، كنت أتمنى لقاءك بالفعل..
انزل مازن يديه، بعيدا عن عنق الرجل، وتراجع خطوة للخلف، وهو يقول متحفزاً: - أى خدمة سيد مدحت..!؟.

-كلامى ليس معك، انا كلامى موجه ل، وقطع كلامه خوفا، عندما نظر له مازن نظرات حارقة، محذراً، قبل ان ينطق اسمها مجردا، فأكمل، كلامى مع الانسة رحاب..
ووجه نظره اليها، وهو يهتف في سرعة، يقذف كلمات حفظها، : - انا لازلت أحبك، ومازلت أريدك
اندفع مازن ليسحقه، لكن رحاب للمرة الاولى تتدخل
في قوة باشارة من يدها وهي تقول في ثبات: - لكن، على حد علمى، انت متزوج بالفعل..

-لا، لقد انفصلنا منذ عدة أشهر، قالها مدحت في رثاء للنفس، لعله يستدر عطفها، واستدرك..
انا ايقنت انى لم احب احد بعدك، ولازلت أحبك..
-هذا كثييير، صرخ مازن حانقا، وهو يمسك بتلابيب الرجل مرة أخرى رغم اعتراض، رحاب
-انا خطيبها أيها الاحمق، خطيبها، ثم دفع به بعيدا، وهو يصرخ، وإياك، ان تظهر في طريقها من جديد..

جذب مازن، رحاب من يدها، والتى شهقت، عندما وجدت كفها قابعاً في احضان كفه، يتمسك به في قوة، ألمتها، مندفعا لسيارته على الجانب الاخر من الطريق، وفتح بابها أمراً: - أركبى..
-لا، قالت في تحدى، لن اركب معك، هذا لا يجوز..
-وما الذي يجوز..!؟، تكلم من بين اسنانه، ان يتعرض لك ذاك الاحمق، ان كنتِ راغبة في ارتكابى جريمة ما، فلا تركبى، ودعيه يتعرض لكِ من جديد..
-لكن، اعترضت في وهن..

-ليس هناك لكن، سأوصلك، على الاقل، بالقرب من بيتك، حتى أطمئن انك وصلتى هناك بسلام..
أزعنت أخيرا، لأوامره، وفرحة عجيبة، تشملها
لا تعرف لها سبباً، لكنها، تمس أعماقها، فتنشر
هناك مهرجانات من البهجة، التي لا تستطع الإفصاح عنها، لكنها تعرب عن نفسها، عنوة..
على شكل ابتسامات لا أرادية، تقفز على شفتيها..

ركبت السيارة، وعندما ركب هو بدوره، ملء محياه الفراغ الضيق، أمام المقود، ليشملها حضوره الطاغى، ورائحة عطره الرجولية، تنتشر فتفقدها توازنها..
فانكمشت على نفسها، لا تأتى بأى حركة..
اما هو، فكان لايزل على غضبه، لولا وجودها..
لكان فتك بذلك الاحمق، كما كان يتمنى من قبل..
لكن وجودها حال دون ذلك، فليحاول ان يتعرض
لها من جديد، وسيكون ذلك اليوم بالتأكيد، يوم
شؤم عليه، سيمحو ذكراها من مخيلته..

ولن يجرؤ على تذكر اسمها، والذى لفظه مجرداً
في صفاقه، أثارت جنونه، انه هو، حتى الان..
لم ينطق باسمها مجرداً، الا بينه، وبين نفسه..
وتذكر، كيف كان ينطقه عندما ترتسم صورتها بمخيلته، عندما يكون وحيداً، فينغم
اسمها، كمعزوفة موسيقية، ويعيده على مسامعه
مراراً، وتكراراً، في لذة، ولم يع الا وهو ينطقه
في نبرة تحمل كل الشوق والحنين اليها، : - رحاب
-نعم، أنتفضت من شرودها مجيبة، وقد لاحظت.

كيف نطق اسمها، وكيف جرده من أية ألقاب تسبقه، نطقه مجرداً، محبباً، حميمياً..
مما أثار بقلبها، كرنفالاً من الفرحة..
فأبتسم في حبور، وهو يقول متيماً: - لا شئ، فقط أناديكِ، لأطرب لسماع صوتك الوردي..
أطرقت رأسها خجلاً، ولم تستطع الرد بحرف واحد، على كلماته التي تأخذ بمجامع قلبها وعقلها.

، على الرغم من ثورته على ذاك الاحمق، خطيبها السابق، لكنه، على أية حال، مدين له، لجلوسها الان بجواره، وكم كان هذا، مصدر سعادة لا توصف، مد يده يفتح مشغل الاغانى، في حبور تام يناقض تماما، حالته التي كان عليها منذ بضع دقائق، لتصدح احدى الاغانى..
منتشرة بنعومة، بين تلك الشرارت، التي تملاء
السيارة، سعادة، وفرحاً..
. أحبينى بلا عقد، وضيعى في خطوط يدى..
. أحبيني بطهري أو بأخطائى.

وغطيني ايا سقفا من الأزهار، يا غابات حنائى
أنا رجلا بلا قدرا، فكوني أنتي لي قدري
أحبيني أحبيني..
أحبيني ولا تتساءلي، كيف
ولا تتلعثمي خجلا
ولا تتساقطي خوفا
كوني البحر والميناء، كوني الأرض والمنفى
كوني الصحوة والإعصار، كوني اللين و العنف
تململت في جلستها، وهي تستمع لهذه الاغنية..
وتجده، يردد بعض ابياتها، في فرح..
وهو يغمرها بفيض نظراته..
وابتسامته، عادت، ليشرق بها وجهه، من جديد.

ان قلبها الان مخطوف حرفيا، تشعر انه ما عاد
ينبض في صدرها، بل ان قلبها لديه، هانئ
لا يريد العودة، لجنباتها من جديد..
أخذت تتطلع من نافذتها، تحاول ان تنتشل نفسها
من أتون مشاعرها، تجاه ذاك القابع بمقربه منها
، واخيرا وصلا، فتوقف
لتنزل مسرعة، تتلفت حولها، ثم تندفع لدخول شارعها، حتى انها، لم تلق عليه التحية مودعة
، ظل منتظرا، حتى رأها تعبر مدخل بيتهم..
ولكن، ما ان هم بالرحيل..

، مهلا، ان هذا الاحمق، المدعو مدحت، يلحق بها، انه يراه، ويميزه الان، يدخل بيتها خلفها، حسنا، انت أردت ذلك..!؟، هتف في غضب..
وهو يستدير بسيارته عائداً..
دخلت رحاب البيت، وكأنها تطير على سحاب..
لم يكن باستطاعتها مداراة تلك الفرحة التي تثب
من عينيها، وترتسم على ملامحها..
وقد ألتقط ابيها، هذه الإشارات، ليسأل في ترقب
مرح. : - يبدو ان، بن جميلة، ظهر في الصورة من جديد..

لم تجب، ولكن ابتسامتها التي انارت محياها، كانت اجابة كافية، بالنسبة له، ليهتف في فرحة
-ذاك المتيم، لم يستطع الابتعاد اكثر من ٣ ايام..
هنيئاً له، قلب صغيرتى الرائع..
وما كاد يطوقها بذراعيه، حتى سمعوا، طرقاً على باب شقتهم، فاندفعت للداخل، بينما ذهب والدها..
ليفتح الباب، ويقف للحظات مشدوهاً، امام هذا الضيف، الغير متوقع..
اسرع مازن الخطى، صاعداً درج بيت رحاب.

في عجلة، وهو يطرق على الباب في ثورة، فتح السيد شاكر والد رحاب، ليدخل مازن، كالثور الهائج، ليصل لمدحت، الجالس في غرفة الصالون، وما ان طالع محياه: - حتى اندفع اليه صارخا في عنف: - ما الذي أتى بك الى هنا..!؟، الم أحذرك الا تدعنى أرى وجهك، مرة أخرى!؟.
-عمى شاكر، خلصنى من يد هذا الهمجي، صرخ مدحت، وهو يكاد يموت اختناقا تحت يدى مازن القابضتين على مقدمة سترته..

-أهدأ يا مازن، يا ولدى، ربت شاكر على كتف مازن في ود، جعله يترك مدحت من فوره..
جلس ثلاثتهم..
ليتابع شاكر حديثه الذي قطعه مع مدحت، بقدوم مازن قائلا في هدوء: - لقد اخبرتنى انك طلقت زوجتك، واكتشفت انك لاتزل تحب رحاب ابنتى وتريد الزواج منها..
هنا قفز مازن صارخا: - على جثتى، لن اتركها لهذا العابث، لن تعود اليه..
ليبتسم شاكر في استمتاع: - القرار ليس بيدى..

ان هذا من شأن رحاب، هي من تقرر، رحاب، هتف ابوها مناديا إياها..
لتظهر على عتبة باب الصالون في ثوان: - نعم أبى، لقد سمعت كل ما يدور..
-وما رأيك..!؟، ، سأل أبوها، وهو يعرف الإجابة مسبقا..
-رأيي، ان الله أراد أن يرد لى حق قلبى، وكرامتى، وكبريائى، ليجعل من تركنى، لأجل أمر لا حيلة لى فيه، برغبة أهله، يأتى من جديد..
لنفس الطلب، لأقول له، وأنا في قمة سعادتى..
أسفة، فلم يعد قلبى ملكى، لأمنحه لك، أو لغيرك..

هنا وقف مدحت صارخاً في غطرسة، شاعرا بإهانة ما كان يتوقعها، كان معتقدا انهم سيقابلوه بالورود محمولا على الأعناق من فرط سعادتهم، : - فليهنأ ذاك الاحمق، بكِ وبقلبك، فما انت الا إمرأة
لا ترقى، على أية حال، لتكون امرأة كاملة..
هنا، اندفع مازن، ليسدد لوجهه قبضة تحمل كل الغضب والثورة، ، و الذي سقط على أثرها متأوها..
وكان مازن في سبيله لإعادة الكرة من جديد..
الا ان مدحت اندفع خارج البيت مذعوراً.

، ومازن في أعقابه، يحاول اللحاق به..
لكنه، لم يستطع، فعاد أدراجه للداخل..
، ليجد رحاب تبكى في احضان ابيها، وما ان رأته، حتى اندفعت تجرى خارج الغرفة، الا انه وقف معترضا طريقها في ثبات، وهو يتطلع لأبيها قائلا بثقة: - سأذهب لأحضار المأذون، لنكتب كتابنا الليلة عمى، فهل من أعتراض..!؟.

انفرجت أسارير الاب: - بالطبع لا، ولو لم تعلن رغبتك هذه الان، لكنت أعلنتها أنا، وقهقه ضاحكا نظر مازن لرحاب التي لا يبعدها عنه، سوى سنتيمترات قليلة، وهي مطأطأة الرأس، لا تقوى على رفع رأسها، لتقابل عينيه..
رغبته قاتلة، ليجذبها اليه، ليحميها بين ذراعيه، ويبعد عنها ذاك الحزن الذي يغلفها تلك اللحظة..
همس لها: - بعد قليل، ستكونين لى، وستعلمين ساعتها، كم أحبك، يا وردية الصوت..

واندفع خارجا، باحثا عن مأذون، يجمعه بها للأبد
دخلت هي حجرتها لا تصدق ما يجرى، تشعر انها تهزى، لا، لابد انه حلم لم تستفيق منه بعد..
احقا، كان مدحت هنا، رأته بعد كل تلك السنوات
، تعجبت كيف كانت في يوم ما تحب ذاك الرجل..
وكانت في سبيلها للأقتران به، ..

ان ما رأته منه اليوم، جعلها تحمد الله ألف، الف مرة، انه استمع لنصيحه اهله، ولم يتزوجها، يا لها من محظوظة، حقا محظوظة، وخاصة بعد ان قابلت مازن، لا تعلم كيف تسلل اليها، وأذاب جدران حصون قلبها الجليدية، ليقبع هناك، على عرش فؤادها، ويحتل بهواه روحها..
انها تحبه، بل تعشقه، ولم تهوى سواه، انه حبيبها، وسيصبح بعد قليل، زوجها، ارتعشت عندما تذكرت تلك الحقيقة..
ماذا قال لها هامسا قبل ان يرحل، ستكونين لى..

وستعلمين ساعتها، كم أحبك، يا وردية الصوت.
أه، انها ترتجف الان من رأسها حتى أخمص قدميها، وهي تتذكر كلماته، وتهمس في وله..
، بل انت من سيدرك، كم أهواك..

انتهت مراسم كتب الكتاب، ورحل الجميع، وعاد للبيت هدؤه المعتاد من جديد، وهي لا تصدق، انها اصبحت بالفعل زوجته، وان عرسهما، في خلال اسبوع من الأن، أسبوع واحد فقط..
يا آلهى، ان قلبها يكاد يقفز خارج صدرها، في سعادة، لم تتذوقها من قبل، وفجأة، سمعت طرقات على الباب..

-أدخل، انه أبوها بالتأكيد، ابتسمت مرحبة، لتختفى الابتسامة، عندما طالعها مازن، عند الباب، متكئ في كسل، على مدخله، وعيونه تحمل قدر لا يستهان به، من المشاكسة..
-مرحبا زوجتى الحبيبة، لا تعتادى منى على طرق الباب، فقط لانها المرة الاولى، خلاف ذلك، فأنا احتل المكان كالإعصار، ودون استئذان..
-أرجوك، همست بصوت غير مسموع، وهي تشعر بدوار يغلفها، وهي تراه يتقدم، مغلقا الباب خلفه..

-أرجوك ماذا،!؟، سأل وقد أصبح قبالتها الان..
وهي تطأطأ رأسها، تدارى نظراتها الخجلى، حتى لا تصطدم بنظراته، التي لا قبل لها بها..
مد كفه، محتضنا ذقنها، رافعا رأسها، لتقابل نظراته، عيونها المذعورة، المرتبكة..
-أحبك، ولم أعرف ماذا يعنى الحب، حتى قابلتك..
أنت متفردة، انت استثنائية، أنت هداية..
وأنا، أخيرا، عرفت كم كان الله رحيما بى
، حين أرسلك ذات يوم، لتدلينى على ذاتى..
وتغيرى قدرى، وبوصلة حياتى..

بدأت دموعها في الهطول، كأمطار شتوية، كانت تأسرها السحب، وأطلقت سراحها أخيرا، لتنهمر على خديها محملة بحرارة عشق، وشوق، لا حد له..
لثم نهرى الدموع، على خديها، وهو يتابع بشغف، ونبرات صوته، تغزو قلبها، وتحتل عقلها، وتتردد أصداءه، بجنبات روحها..
أنا أحبك، ولا يعنينى، أى شئ، الا ان تكونى بقربى، بين ذراعىّ، قريبة لنبضى، مزروعة بأحضانى، لا تفارقينى، ولو لحظات، انتِ
، ألا تدرين، من أنتِ!؟.

اه، لو تدركين قدركِ بقلبى..!؟، يا ملاكى
روحى ترتاح لقربكِ، وتهنأ لسعادتك..
اشعر ان وجودكِ بحياتى، هبة ربانية، كم كنت
محظوظا، ان الله، اصطفانى بها..
صمت أخيرا، لتهمس و هي مشدوهة: - أنا كل هذا
، كل هذا، لأجلى..

-نعم، لأجلك وحدك، ابتسم بسعادة عاشق، وهو يخرج علبة من المخمل، يفتحها، ليخرج منها خاتم، قمة في الروعة، ليمسك كفها المرتعش بين يديه، ويضعه في بنصرها، وهو يهمس بصوت متحشرج، يغلبه التأثر، : - مبارك، تبادلت النظرات بين الخاتم، وبين عينيه..
وبدأت دموعها، تهطل من جديد..
مد كفه، يجفف دمعها، معاتبا. : - لما الدموع
دموعك تلك، تراتيل دعاء، أقدس من مئات الابتهالات، دموع قلب، هو الاقرب لله..

ابتسمت، فأشرق وجهها من جديد..
مد كفه، ليحل رباط حجابها، لتشهق في خجل..
وهو يخلل كفه، بين خصلات شعرها..
وانتفضت، بارتعاشة ذعر، مبتعدة خطوة للخلف، عندما اصطدمت كفه..
بسماعتها الطبية، وهو يزيح احدى الخصلات..
بعيدا عن وجهها، فأبتسم في تفهم..
وجذبها لصدره من جديد، وهو ينحنى مقبلا، تلك الإذن، التي تحمل السماعة، لتعود لتستكين مرة.

أخرى، بين ذراعيه، ليهمس في شقاوة، مشاغباً: -ألا يحق لى، قليلا من الأخضر، وبعض من الاحمر..
-ماذا تقصد..!؟، سألت بصوت متحشرج..
همس في اذنيها، وهو يغمرها برفق بين ذراعيه، هذا هو اللون الأخضر، ذاك اللون الذي أرقنى لليالى طويلة، وانا أحلم ببعض منه، لى وحدى، بعض من حنانه، ودفئه..
كان يبتسم في استمتاع، وهو يسمع شهقاتها المكتومة بين ذراعيه، كانت تنتفض كعصفور..
وكان هو منتشى، وكأنه يضم الدنيا كلها، بين.

جنبات روحه..
قبل قمة رأسها، التي تستكين الان، تحت ذقنه
وأخفض رأسه، ليقابل مسامعها، هامسا: - أما بالنسبة للون الأحمر، رفع رأسها، وهو يكمل
فانه، تلك الشفاه الجورية، التي خلبت لبى، وهي
تتباطئ في نطق حرف النُّون للأطفال، وأنا أذوب خلف نظاراتى، متمنيا فاكهة محرمة، ممنوع قطافها، او حتى الدنو منها، لكن الان..
، أخذ يقترب، ويقترب..
وفجأة، هتف والدها من خلف الباب: -، العشاء جاهز، يا مازن..

هتف في حنق، فجر ضحكاتها، وهو يبعدها عنه قليلا: - ابوك يغار، ويود لو يقذف بى خارجاً..
حسنا، انا لست جائعا بالمناسبة، وكيف اشعر بالجوع، وبين يدىّ، كل ما اشتهيه..!؟.
نظراته العابثة، المليئة بالفرحة، والشوق، جعلتها تخفض نظراتها خجلا، فأمسك كفها، خارجا من الغرفة متذمراً، وهو يهمس لها عابثا: - صبراً، هي سبعة أيام، وسأختبر ألوان الطيف كلها، بلا مقاطعة..

لتنفجر هي غارقة في ضحكاتها، يكلل الخجل محياها، وهو يحتضن كفها بتملك، معلناً..
انها اصبحت، زوجته، وحبيبته..
فرحته التي تمناها، وسعادته التي طال انتظارها
وهدايته بعد ليال طويلة من التيه، والضلال..
هو لا يحتضن كفها، الان..
بل يحتضن قلبها، الذي وهبته إياه، وهي راضية
مطمئنة، انه بين يد أمينة..
ابتسم لها، وهو جالس قبالتها على المائدة..
وما ان نهض والدها، متذكرًا شئ ما، حتى انتهز.

الفرصة، ليرفع كفه، بعلامته المحببة..
ويهمس في شوق: - أحبكِ..
، لتقرأ هي شفتيه، فتطأطأ رأسها خجلاً، لثوان، ثم تعاود رفعها..
لتهمس بها: - أحبك، بدورها، وتبادله، إشارة الحب، بكف يرتعش..
انها المرة الاولى التي تعترف بها له، اعترفت بها مئات المرات، بينها، وبين نفسها الجريحة..
اما الان، فلا تستطع ان لا تبادله إياها..
، تصنع الإغماء، صدمة، لسماعها منها للمرة الاولى، لتنفجر تقهقه من جديد..

وكاد ان يندفع اليها، ليحتفل باعترافها، على طريقته الخاصة، لكن حضورابيها، لجمه..
ليلتصق بكرسيه، وهو يبادلها وعداً، قرأته
حرفاً، حرفاً، بعينيه..
أحبكِ، أنتظركِ، وأذوب عشقاً وشوقاً إليكِ..
لكن أعلمى، ما أن تأسرك احضانى، فذاك سيكون الأسر الأبدى، ولن تكون، سوى البداية.


الخاتمة
تململت بين ذراعيه، في وداعة، وهو يحاول ان يسحب ذراعه من تحت رأسها، فذلك الصوت الحاد
الذي يصل لمسامعه من الحجرة المجاورة، يحثه على الإسراع، وأخيرا، حرر ذراعه، دون ان يوقظها، ليتسلل في هدوء، خارج الغرفة.
. حيث، النداء الصارخ، والذى لم يصل لأذانها، لانها تخلع سماعتها عند النوم، هكذا نصحها الطبيب، كما انه، يتعمد أطفاء جهاز الاهتزازات
الذي تضعه تحت وسادتها، كل ليلة..

وصل، لمهد ابنته الصغيرة، منة، هذه الملاك
والتى تمثل نسخة مصغرة من أمها، والتى تتململ في ضيق، وتضرب بذراعيها، مهللة عندما، اصبح في مجال رؤيتها..
يا لروعتها، كم هو محظوظ بها، انها يشتاق لها كثيرا، وخاصة هذه الايام، بعد ان من الله عليه بافتتاح فرع شركته الثانى، وهو لا يجد الوقت الكافى، ليهنأ بالقرب منها، والاستمتاع برؤيتها وهي تكبر لحظة بلحظة، الا في تلك الأوقات، التي توقظه فيها ليلا.

ليندفع اليها، في لهفة، وها هي تنظر اليه
بتلك النظرات البريئة، لتستحثه على حملها..
ليستجيب في ثوان، ضاما إياها بين ذراعيه في
محبة، وحنان، يمسد على ظهرها، وهي تستكين فوق كتفه، ويبدأ في الغناء بهمس لها..
لتبدأ جفونها في التثاقل، وتستجيب للنعاس من جديد، وهو يتمايل بها، يميناً، ويسارا...
وأخيرا، يضعها في مهدها، ليجد رحاب على باب غرفة الصغيرة، تنظر اليه في عشق..
أقتربت منه في محبة، هامسة: - لما لم توقظنى.!؟

، وتتعمد، كل ليلة، أطفاء جهاز الاهتزازات الذي ينبهنى لبكاءها..
-لم أرغب في إيقاظكِ، وخاصة، وانت تهمهمين بين أحضانى، بكل هذا الاغراء، كتمت ضحكاتها، وهو يجذبها لأحضانه..
ويهمس في وله: - أحبكِ..
تصنعت الصمم، وهي تسأله في تخابث: - هاا، ماذا تقول..!؟.
انتبه انها تضع سماعتها، وتتخابث عليه، فقهقه
وهو يدفعها خارج غرفة الصغيرة حتى لا يوقظاها.

-الأن تتصنعين عدم سماعى يا مخادعة، ولكن، حسنا، رفع صوته بتهور، أحبكِ، وأحبكِ
وسأظل أحبكِ ما حييت..
-صوتك ليس عالياً كفاية، أنا لا أسمعك، قهقهت
وهي تتهرب من ذراعيه، لكنه لحق بها، ليعيدها
لأسر أحضانه مرة أخرى، ويهمس في نبرة تحمل الكثير من المشاكسة: - تعااااالى، فهناك لون جديد، أرغب في تجربته بشدة..
انفجرت ضاحكة: - لقد جربت كل الألوان التي خلقها الله، هل تم اختراع ألوان جديدة،!؟.

-طبعاااا، همس بجدية، واستطرد بعشق، انه اللون السرمدي، الم تسمعى به..!؟.
-مطلقاً، اجابت من بين شهقات ضحكاتها..
ليستطرد هو في هيام: -
-انه لون الابدية..
، لون الحياة..
بين ذراعيكِ
، يا وردية الصوت.
تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7007 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4069 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3103 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 2977 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3424 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، صوتها ، الوردي ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 07:31 صباحا