في منزل إسراء الطبيب بأبتسامة: انتي في بيتك، مبروك يا مدام انتي حامل! اتسعت عيناها بصدمة اثر سماعها لتلك الجملة وشعرت كأنها في كابوس تريد ان تستيقظ منه سريعاً واخذت تفكر ماذا سيكون رد فعل ابيها العصبي الرجل الشرقي عندما يعلم ان ابنته الغير متزوجة اصبحت حامل! انها كارثة بالمعني الحرفي.. اخذت اسراء تفكر هكذا لدقيقتان وحاولت ان تبدو طبيعية وهتفت بثبات.. طب آآ ممكن يا دكتور ماتقولش لأهلي حاجة.
عقد الطبيب حاجبيه في تعجب قبل ان يرد ب: نعم! لية كدة يعني؟ ارتبكت إسراء من سؤال وفكرت سريعاً ثم تابعت: آآ اصل انا يعني عايزة افاجئهم هما وزوجي فيومأ الطبيب رأسه متفهماً ويرد بأبتسامة: تمام، انا هأقول انه شوية ارهاق بس فتتنهد إسراء بأرتياح و.. شكرا جداً يا دكتور وينهض الطبيب من على السرير ويلملم اشيائه ويضعهم في الحقيبة الخاصة به ثم يحملها ويخرج من الغرفة ينهض محمود بسرعة فور خروج الطبيب ويهتف بتساؤل..
خير يا دكتور طمني؟ فيرد الطبيب بجدية: مافيش حاجة هي شوية إرهاق بس وتاخد الأدوية دي وهاتبقي كويسة جداً فينظر له والد ووالدة اسراء بأمتنان ويرد محمود بأرتياح: شكراً يا دكتور الطبيب بأبتسامة مجاملة: العفوا لا شكر على واجب ويسير والد إسراء معه حتى يوصله إلي باب المنزل ويذهب الطبيب بينما دلفت والدة إسراء لأبنتها بلهفة وجدتها شاردة وجهها دابل يبدو عليه الحزن ربتت على كتف ابنتها برفق وتحدثت بهدوء..
عاملة اية يا حبيبتي؟ نظرت لها إسراء نظرات لم تفهمها والدتها قط قبل ان تجيب بحزن: كويسة يا ماما انا اسف حقك عليا يا بنتي هذا ما قاله والد إسراء قبل ان يدلف إلي الغرفة ويجلس بجانب ابنته ويحتضنها بحب وهو يقول مردداً: ماتزعليش مني، انا عصبي وانتي عرفاني، لكن اوعدك هحاول ابطل عصبية فتنظر لهم إسراء بحزن وترد بندم.. ولا يهمك يا بابا.
في منزل حسام الدمنهورى حسام نائم في غرفته والعرق يتصبب من جبينه ويتنفس بصعوبة وهو يتحرك ويحلم.. ندى تجلس في مكان ما ويقترب منها حسام حتى اصبح يقف في مقابلها تماماً وتحدث بصوت هادئ: ندى.
رفعت ندى رأسها ونظرت له وانتفض حسام من منظرها والدماء التي تسيل من فمها وانفها وشعرها يكاد غير موجود اساساً وجسدها معظمه مشوه وعيناها ذابلة ومُجهدة وترد بصوت رقيق على عكس شكلها تماماً قائلة: ايوة ندى إلي انت نسيتها يا حسام دمعت عيون حسام حزناً على أخته وماحدث لها وابتلع ريقه بصعوبة فحقاً كان شكلها مُرعب وهتف بصوت أجش: انا عمرى ما نسيتك يا حبيبتي نظرت له نظرة طويلة وتابعت بهدوء.. خد دول يا حسام.
نظر حسام ليدها الممدودة فوجد ( مقص، سجائر، قطعة قماش، خاتم ) عقد حسام حاجبيه بتعجب قبل ان يرد ب: دول اية دول! مش فاهم ابتسمت ندى ابتسامة رقيقة وملست على شعره بحنان قائلة: ركز وانت هتفهم يا حسام، سلام ثم اختفت في لمح البصر وتركت حسام مذهبل للحظات لا يفقه شيئاً حتى استفاق من الحلم بفزع مردداً: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، اكيد دا كابوس من الشيطان بس اوعدك يا ندى هأجبلك حقك قريب اووى.
ورفع الغطاء عن جسده ونهض من على الفراش ببطئ ثم اخذ المنشفة على كتفه ودخل إلي الحمام.
في منزل اسراء كانت تجلس اسراء على فراشها شاردة حزينة باكية والاهم نادمة اخذت تحدث نفسها بلووم..
انا غبية انا إلي عملت ف نفسي كدة، سلمت له نفسي من غير اى مقاومة وكل دا عشان هأ عشان بحبه، لو كان بيحبني كان اتجوزني، فكرت اني هألاقي الحنان برة بيتي بس كنت غلطانة وغبية لما فكرت كدة، عمرى ما حد هيخاف عليا ولا يحبني اد اهلي، بس ياارب ساعدني ياااارب انا ندمت وتوبت واعمل اية بس ف إلي ف بطني دا ذنبه اييية، ذنبه ان ابوه واحد وسخ!
ثم قررت قرار سريعاً في شتات نفسها ثم نهضت من على الفراش واخذت نفساً عميق واتجهت للدولاب الخاص بها واخرجت ملابس وشرعت في تبديل ملابسها وهي تنظر للفراغ بتحدى او بالأحرى ل حمدى!
في منزل حسام الدمنهورى خرج حسام من الحمام ثم اتجه للدولاب واخرج بنطال من اللون البني وتيشرت اخضر وارتدى ملابسه ووقف امام المرآة ووضع البرفان الخاص به وسرح شعره واخذ موبايله واغلق الانوار ورن هاتفه معلناً عن اتصال فرد حسام بلهفة بمجرد ان رأى اسم المتصل و.. حسام: الوو يا جمال في جديد؟ جمال: ايوة يا باشا انا كلمتك اهوو اول ما مشيوا زى ما قولتلي حسام بسرعة: طيب طيب انا هأجي حالاً.
واغلق الهاتف بسرعة ثم وضعه في جيبه واغلق الاضاءة وخرج وغلق الباب خلفه.
في قسم شرطة الجيزة في مكتب خالد كان يجلس يفكر في حبيبته ندى بحزن وهذه المافيا التي تقتل اى شخص برئ دون اى رحمة والاطفال الذين يأخذون اعضاهم واحياناً يجعلوهم يتامة والنساء يجعلوهم ارامل والمخدرات للشباب المدنين وكل هذا الخراب فقط من اجل المال والسلطة!
ثم زفر بضيق وتذكر حسام فقام على الفور وخرج من مكتبه متجهاً لمكتب حسام ووصل حسام القسم في تلك اللحظة ايضاً واتجه إلي مكتبه على الفور ورد خالد التحية على العسكرى الذي يقف امام المكتب وبادر الحديث بتساؤل: حسام بيه جه يابني؟ العسكرى بجدية: لسة يا خالد باشا اومأ خالد برأسه متفهماً وكاد ان يستدير ويمشي حتى وجد حسام قد وصل نظر له حسام بلهفة وهو يلهث اثر سرعته وهتف.. خالد تعالي عاوزك ضرورى.
ويلتفت ويفتح باب المكتب ويدلف ويلحقه خالد مردداً بغرابة: مالك يا حسام، وعاوزني في اية؟ اخذ حسام نفس عميق ثم تابع بجدية.. بص يا خالد انا هأروح ل... ويقص حسام ما يريد فعله على مسامع خالد الذي خاف قليلاً وهو يحدق به في حين تابع حسام بصوت اجش: بس كدة يلا انا هأمشي عشان ما اتأخرش، سلام فيمسكه خالد من ذراعه وهو يهتف.. بس دا خطر يا حسام هز حسام رأسه نافياً بأصرار قائلاً: مش هأسيب نفس إلي حصل يتكرر تاني.
ابتلع خالد ريقه بخوف وتابع: ماشي يا حسام إلي تشوفه، خلي بالك من نفسك يا صاحبى فيبتسم حسام ويرد ب: خليها على الله، سلام ويستدير حسام ويذهب تارك خالد في خوفه وقلقه على رفيق عمره الوحيد.
في مكان ما مهجور بالمقطم رنا تنام في غرفة مغلقة تملؤها الاتربة على الارض ووجهها ذابل والسواد ظهر تحت عيونها وعيناها البنية اصبحت حمراء من كثرة البكاء وافتتح الباب فجأة ودلف رجل مُلثم يرتدى ملابس سوداء وعضلاته بارزة وهو ينظر على رنا وسقطت اشعة الشمس على رنا التي اعطت لها مظهراً جذاباً ولعيونها البنية وشعرها الكستاني الجميل و نهضت على الفور بفزع مرددة بخوف: اية في ايييية.
نظر لها ذاك الرجل نظرات مريبة اخافتها كثيراً واخذ يتفحص جسدها من الاعلي إلي الاسفل بشهوة ثم مد يده وهو يحسس على جميع انحاء جسدها فصرخت رنا صرخة مدوية على أمل ان ينجدها احد ولكن نهض الرجل واغلق الباب وخافت رنا اكثر وابتلعت ريقها بصعوبة ثم نظر له واقترب منها مرة اخرى ورنا تدعي في سرها ان يجدها حسام بسرعة وينجدها من ذاك الوحش الكاسر.
وجلس الرجل على مقربة منها كثيراً وامسك فكها بيده وضغط عليه بقوة قائلاً بحدة: بقولك اية اخرسي احسنلك وبعدين هنا مافيش حد ينجدك مني اصلا يا حلووة ثم اقترب اكثر وهو يقبلها غصب عنها وحاول الاعتداء عليها وهي تصرخ على امل ان ينجدها اى شخص.
بعد مايقرب من النصف ساعة وصل حسام نفس المكان الذي تتواجد به رنا وهو يجرى بلهفة وطلع إلي الطابق الاعلي وهو يبحث عن رنا بخوف ووصل امام الغرفة التي تتواجد بها رنا ودفع الباب مرات متتالية حتى اتفتح الباب وصُدم حسام حينما وجد...!
صُدم حسام حينما فتح الباب ووجد رنا مُلقاه على الارض ملابسها ممزقة والرجل يرتدى التيشرت ببرود، غلت الدماء في عروقه وجرى بسرعة بأتجاه هذا الرجل واخذ يسدد له عدت لكمات متتالية حتى فقد الوعي تماماً ثم اتكأ قليلاً حتى اصبح في مساوتها ونظر لها بحزن وحملها برفق واتجه للخارج حتى وصل لسيارته ووضعها في الكرسي الامامي وانحني ليعدل من وضعية رأسها وربط لها حزام الامان واغلق الباب ثم استدار وركب السيارة وانطلق بأتجاه المستشفي وبعد ربع ساعة تقريباً استيقظت رنا بفزع مرددة بخوف..
لاااا ابعد عني نظر لها حسام بحنان ثم هتف بحب: ماتخافيش يا رنا انا معاكي اخذت رنا تبكي وتنحب ويعلو صوت شهقاتها وهي تتذكر ماحدث منذ قليل فأوقف حسام السيارة بسرعة ووضع يده حولها فأنتفضت رنا اثر لمسته حزن حسام بشدة على حال حبيبته ثم تابع بحزن.. روني حبيبتي انتي خايفة مني؟ هزت رنا رأسها نافية وهي مازالت تبكي بشدة ضمها حسام بشدة واخذ يربت على شعرها بحنان قائلاً..
انا اسف يا حبيبتي عشان اتأخرت بس خلاص ماتخافيش انتي بقيتي معايا وماحدش يقدر يعملك حاجة اومأت رنا برأسها موافقة وهي مطمئنة ولكن سرعان ما عادت للبكاء مرة اخرى حينما تذكرت وهتفت ببكاء يشوبه الصراخ: انا ضعت يا حسااام انا خلاص مابقاش ينفع اكون حبيبتك او مراتك اعتصر الألم قلب حسام واغلق عينه ثم فتحها وتحدث بصعوبة.. اوعي تقولي كدة انتي ماحصلكيش حاجة.
ابتعدت رنا عنه قليلاً ثم تابعت بصراخ: ماحصليش حاجة ازاى، دا دا، دا اغتصبني ثم انهارت في البكاء مرة اخرى، سقطت من حسام دمعة حارة خانته حزناً على حبيبته ثم تنهد تنهيدة قوية تحمل الكثير قائلاً بحنان.. انا حاسس انك محصلكيش حاجة ثم صمت لبرهه وتابع: وحتى لو حصلك انا هأفضل احبك وهاتبقي مراتي ظلت رنا منهارة حتى فقدت الوعي تماماً، ملس حسام جبينها بحب ثم انطلق إلي المستشفي.
في منزل إسراء ارتدت إسراء ملابسها ثم اخذت حقيبتها وموبايلها واغلقت النور ثم فتحت الباب وخرجت بخطوات حذرة ووجدت والدها ووالدتها يجلسان معاً يشاهدان التلفاز فهتفت بجدية.. بابا انا هأروح عند ساندى شوية ضيق محمود عيناه ثم نظر لها بتساؤل قائلاً: لية خير في حاجة؟ ابتلعت إسراء ريقها ثم تابعت بهدوء مزيف.. لا ابداً يا بابا بس عايزة اقعد معاها شوية اومأ محمود برأسه متفهماً ثم هتف بصرامة..
بس لو اتأخرتي عن الساعة 10 بليل هتبقي ليلتك سودة نظرت له اسراء بلامبالاة قائلة: ماشي يا بابا حاضر استدرات إسراء بأتجاه باب الشقة ثم فتحت الباب وخرجت واستقلت تاكسي وركبت بسرعة وهي تنظر حولها ثم نظرت للسائق وهتفت بلهفة.. مصر القديمة لو سمحت.
في مكان ما مهجور جاء رجلاً اخر داخل الغرفة التي كانت رنا مخطوفة بها ووجد زميله ملقي على الارض فاقد وعيه قلق كثيراً واستدار وخرج من الغرفة ليجلب مياة واتي وجلس على الارض بجانبه ورش عليه بعض قطرات الماء فنهض الرجل بفزع فنظر له الرجل الاخر بحدة قبل ان يهتف قائلاً..
اية إلي عمل فيك كدة وفين البت؟ وفي واحد قابلني وقالي انه سامع صريخ هنا وكان عايز يدخل وانا اقنعته بالعافية ان مفيش حد هنا، فهمني اية إلي حصل ابتلع الرجل ريقه بخوف ورد ب: آآ جه آآ احم جه واحد و، و اخد البت وضربني وآآ نهض الرجل الاخر بصدمة وامسكه من لياقة قميصه قبل ان يتابع بصراخ.. ازاااى انت مجنوووون، دا لو الراجل عرررف كلنا هنرووح فيهاااااا، واصلا مييين إلي فتح للبت هاااا رد ميييين.
نظر الرجل للفراغ قائلاً بخوف: انا آآ الشيطان غواني و، وآآ حاولت اعتدى عليها اتسعت عين الرجل بصدمة ثم صفعه وهتف بحدة.. يا نهار ابوك اسود، والله الراجل لو عرف ليكون قاتلك فيها انت مجنووون ولا كنت شارب حاجة نهض الرجل الاول وزمجر بغضب قائلاً.. يووووه ايوة كنت متنيل شارب، وبعدين هي هتفرق اية مع الراجل الكبير، ما هو خلانا عملنا كدة ف اخت الظابط!
زفر الرجل بغضب وضيق ثم استدار وخرج من الغرفة وهو يضرب الباب بيده قائلاً.. حماااار.
امام مستشفي خاص وصل حسام بسيارته امام المستشفي ونزل بسرعة وغلق الباب خلفه ثم استدار وفتح الباب ناحية رنا وفك حزام الامان ووضع يده اسفل ركبيتها والايد الاخرى اسفل رأسها وحملها بحذر ثم اغلق الباب برجله ودلف إلي المستشفي ثم هتف بصوت عالي.. عايز دكتور بسرعة نظرت له موظفة الاستقبال قائلة بجدية: لازم تدفع الرسوم الاول يا فندم وهيتم نقل المريضة فوراً حدق بها حسام بغضب ثم تابع بصرامة..
دي مغم عليها، هأدفع الخرا بس تدخل الاول جاءت الممرضة بالترولي وحملوا رنا ووضعوها عليه وذهبوا بها إلي غرفة عادية للكشف وذهب حسام للأستقبال ودفع الرسوم واكمل كل الاجراءات وذهب للغرفة التي تتواجد بها رنا ووجد الطبيب يخرج من غرفتها فأتجه له على الفور وهتف بخوف قائلاً: خير يا دكتور طمني؟ خلع الطبيب النظارة ثم تحدث بهدوء قائلاً..
هي جسدياً معندهاش اى حاجة، لكن نفسياً هي تعبانة شوية وخايفة جداً ف ياريت تحاول تطمنها وتتكلم معاها وانا اديتها حقنة وزمانها فاقت تقدر تدخل لها.
تنحنح حسام بحرج ثم تابع بخوف.. طب يا دكتور يعني آآ هي كانت بتقول ان آآ ان في واحد احم يعني اعتدى عليها، انا بس كنت آآ قاطعه الطبيب مطمئناً اياه بأبتسامة: ماتقلقش هي مافيهاش اى حاجة، صاغ سليم، زى ما قولت لك من شوية هي تعبانة نفسياً بس تنهد حسام بأرتياح ثم هتف بأمتنان.. شكراً جداً يا دكتور.
ثم فتح باب الغرفة ودلف بلهفة وجد رنا تتسطح على الفراش وتنظر للجهه الاخرى شاردة تماماً كأنها في عالم اخر، اقترب منها حسام وجلس بجانبها على الفراش ثم تنحنح قائلاً: احم احم، الجميل سرحان ف اية؟ التفتت له رنا ثم نظرت له نظرة طويلة لم يفهمها حسام ثم هتفت بألم.. في مستقبلي إلي ضاع ملس حسام على شعره بضيق ثم تنهد ورد بجدية ب: انتي ماحصلكيش حاجة يا رنا، انا لسة جاى من عند الدكتور وقالي انك نفسيتك وحشة بس.
تهللت اسارير رنا ثم تابعت بفرح.. بجد يا حسام؟ تحدث حسام بأبتسامة: بجد يا روح قلب حسام نظرت رنا للأسفل وتلون وجهها باللون الاحمر ثم هتفت بخجل.. الحمدلله يااارب الحمدلله مد حسام يده ورفع رأسها ونظر لها بحب قائلاً: بموت فيكي لما تبقي شبه الطمطماية كدة ابتسمت رنا ابتسامة خجل ثم تابعت بصراخ.. حسااام، نور وبابا فزع حسام ثم نظر لها بنبره اشبه للغضب: اييية يا رنا يا حبيبتي، في حد يخض حد كدة، فصلتيني فعلاً.
وصلت إسراء امام العمارة التي يسكن بها حمدى على حد علمها ونزلت من السيارة وهي تنظر للعمارة بأمل ثم اخرجت نقود من حقيبتها واعطتها للسائق ثم اتجهت إلي العمارة ودلفت ببطئ ولم تجد البواب فحمدت ربها كثيراً واسرعت خطواتها وطلعت إلي الشقة التي يقيم بها حمدى ثم دقت الباب ووقفت منتظرة ان يفتح لها اى شخض وبالفعل بعد اربع دقائق فتح حمدى الباب لها وكان يرتدى قميص والزرار مفتوح وصُدم عندما رأها وارتبك قليلاً ولكنه حاول ان يبدو طبيعياً وهتف بصدمة قائلاً..
اية دا إسراء، انتي جيتي هنا ازاى عقدت إسراء حاجبيها بتعجب ثم ردت ب: هي دي اتفضلي بتاعتك! التفت حمدى ونظر حوله ثم تابع بثبات.. اتفضلي ادخلي دلفت إسراء وهي تتفقد انحاء الشقة ببصرها ثم جلست على الاريكة قائلة بجدية: جتلك قبل كدة والبواب قالي انك سيبت الشقة دي تنهد حمدى ثم هتف قائلاً: ايوة سيبتها ورجعت نهضت إسراء ووقفت امامه تماماً وتابعت بتوتر.. حمدى آآ انا كنت عايزة أقولك حاجة مط حمدى شفتيه ثم هتف بملل..
اممم قولي حمدى انا حامل هتفت إسراء بتلك الكلمات وهي محدقة به لترى رد فعله لتجدة ابتسم بسخرية وتابع.. وانا مالي يا حلووة، روحي شوفي مين ابووه ياختي...!
رواية حلم ولكن للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي والعشرون
سيطرت الصدمة على إسراء بالكامل والجمت الصدمة لسانها وشعرت انها شُلت تماماً، ابتلعت ريقها بصعوبة واخرجت الكلمات بصعوبة ايضاً قائلة.. يعني اية! دا ابنك انت ابتسم حمدى بسخرية ثم جلس ووضع رجل على وتابع ببرود: هأ لا يا حلوة مش ابني، انا ماضمنش إلي تسلم نفسها لحد غير جوزها بسهولة يبقي ممكن تكون عملت كدة مع حد تاني.
حدقت به إسراء بصدمة اخرى ثم صاحت بغضب: يعني ايييييه يعني انت كنت بتضحك عليا!، يعني اخدت إلي انت عاوزه وسيبتني كدة! طب هأعمل ايه انا رفع حمدى حاجبيه بسخرية بالغة وهتف بسخرية يشوبها بعض الجدية قائلاً.. نزليه، انا مش هأتحمل اطفال وقرف ثم انك ازاى هاتقولي للناس انك حامل وانتي مش متجوزة؟ ربعت إسراء يدها ثم تابعت بجدية: احنا متجوزين عُرفي ضحك حمدى بشدة ثم هتف قائلاً..
بليها واشربي ميتها الورقة دي يا، يا مدام تجمدت الدموع في عيون إسراء ولكنها رفصت النزول امام هذا الرجل القاسي المتعجرف الخاين! هتفت إسراء بحزن: طب لييية؟! انا عملتلك اية عشان تعمل فيا كدة حمدى بخبث: الحقيقة مش عارف بس إلي اعرفه اني اتطلب مني كدة نظرت له إسراء ثم تابعت بهدوء: من مين؟ تنهد حمدى ثم نهض من على الاريكة وهو يلوح بيده ويتجه لغرفة النوم قائلاً.. مأقدرش اقول اكتر من كدة، باى باى يا زوجتي العزيزة.
ثم اكمل وهو مشيراً ناحية الباب.. الباب اهوو ادامك، تشاووو اغمضت إسراء عيونها بألم وتركت لدموعها العنان واخذت تبكي بكاء حاد حتى سمعت صوت فتاة تضحك بدلع شعرت انها تريد ان تتقيئ ركضت على الفور بأتجاه الباب وفتحته ونزلت بسرعة وخرجت من العمارة وهي منهاارة تماماً ثم استقلت تاكسي وحاولت ان تهدأ نفسها حتى تتمكن من محادثة السائق وتحدثت بصعوبة قائلة.. الجيزة لو سمحت.
في المكان المهجور نفسه اتصل الرجل الاخر ب ( البوس ) وهو في غاية توتره فرد عليه البوس بهدوء.. خمس دقايق وهكون عندك آآ طب يا باشا انا كنت عايز اقولك يعني ان آآ انت هتفضل تتهته في الكلام، بقولك خمس دقايق وجايلك يابني ادم حاضر يا باشا سلام اغلق البوس الخط بوجهه فزفر الرجل بضيق محدثاً نفسه: اقفل ف وشي السكة براحتك ما انت هتندم ندم عمرك انك ماسمعتنيش قبل ما تيجي.
ثم جلس بجانب صديقه وهو منتظر قدره كما يقولوا بعد ما يقرب من ربع ساعة وصل ( البوس ) في سيارة فخمة موديل حديث ونزل منها بغرور ثم هتف بصوت أجش.. انتوا حاطين البت فين؟ ارتبك الرجل مرة اخرى ثم تنحنح قائلاً: بصراحة يا باشا يعني انا سيبت عوض نص ساعة وقولتله هشترى اكل وهأجي بسرعة وآآ وجيت لاقيته حاول آآ حاول يعتدى على البت اتسعت عين الرجل ثم تابع بغضب.. انا مش قولتلكوا محدش يعملها حاجة يا بقررر؟
والله يا باشا الشيطان غواني والحشيش إلي كنت شاربه هتف الرجل الاخر بتلك الكلمات ثم طأطأ رأسه ونظر في الارض بخوف في حين زمجر البوس بغضب قائلاً.. اقسم بالله هفرجكووا شغلكوا كويس بس مش دلوقتي لأني مش فاضي، وانت خدوووه ووضبووه عشان يعرف ازاى يخالف اوامرى ثم يصفع الرجل الاخر قائلاً بحدة: ودا عشان يفكرك انك مش لازم تغور عشان تطفح كنت خليتك مع البهيم دا.
اومأ الرجل برأسه متفهماً وهو يكتم غضبه واتجه الرجل إلي سيارته وركب وهو غاضب ثم ذهب.
في المستشفي الخاص جلب حسام الهاتف الخاص به من الچاكيت واتصل ب نور صديقة رنا اولاً ووضع الهاتف على اذنه وهو ينظر ل رنا بأبتسامة وما هي إلا ثواني حتى سمع صوت نور بهدوء.. الووو مين انا حسام يا نور، رنا اكيد حكيتلك عني ايوة ايوة خير يا حسام احم بصي يعني انا لاقيت رنا بجد لاقيتها ايوة والله الحمدلله يارب الحمدلله، طب انتو فين احنا في مستشفي، تعالي رنا عاوزاكي معاها حاضر حاضر مسافة السكة سلام مع السلامة.
اغلق حسام الهاتف ثم نظر ل رنا التي كانت تتابعه بنظراتها مع ابتسامة لازمتها طيلة وجود حسام ثم هتف بمرح قائلاً.. دلوقتي دور عبدالله باشا ثم اتصل بعبدالله واتاه الرد بعد ثواني بصوت اجش قائلاً.. ايوة مين؟ انا حسام يا استاذ عبدالله ازيك يا حسام يابني عامل اية؟ بخيير الحمدلله، انا كنت عايز اقول لحضرتك حاجة خير اتفضل؟ آآ احم يعني انا لاقيت رنا، انا قولت ابلغ حضرتك عشان ماتفضلش قلقان بجد، الحمدلله.
احنا ف مستشفي، لو حضرتك حبيت تيجي هحاول يا حسام عشان مشغول والله طيب مع السلامة سلام اغلق الاتصال ثم نظر ل رنا بحب وهتف قائلاً: بقولك اية يا رنوش، ماتيجي نفاتح ابوكي اول ما يجي في موضوعنا رنا بخبث: موضوع أية؟ لوى حسام فمه ثم تابع وهو يقترب منها.. موضوع اننا نتجوز يا حبيبتي ارتبكت رنا ثم هتفت بصوت عالي إلي حدا ما: طب آآ ابعد انت مقرب كدة لية حسام بمرح: اصلي بحب اشوفك وانتي شبه الطمطماية كده.
رنا بتوتر وهي تنظر للجهه الاخرى: حسام بجد ابعد بقا فرفع حسام حاجبه وتابع.. ولو مابعدتش هاتعملي اية؟ هعمل كدة هتفت رنا بتلك قبل ان تدفع حسام ليبتعد عنها قليلاً حسام بغضب مزيف: انتي بتزقيني انا، طب اما وريتك يا رنا واخذوا يمزحون هكذا حتى اتت نور ولكن هل ستدوم تلك السعادة!
وصلت نور إلي المستشفي بخطوان ثابتة واتجهت لموظفة الاستقبال قائلة بصوت رقيق.. لو سمحتي فين غرفة رنا عبدالله البهنساوى؟ الموظفة بجدية: الدور التاني ايدك الشمال رقم 201 نور بأبتسامة: متشكرة جداً الموظفة: اهلا وسهلا استدارت نور واتجهت لغرفة رنا حتى وصلت ولكن لم تدق الباب بل فتحت بحركة مفاجأة قائلة بصوت جمهورى: انا جييييت.
فزعت رنا وصرخت من تلك الحركة وكادت تبكي واندهشت نور فهي مجرد مزحة بالنسبة لها ولكن ل رنا ف هيهات، لم تنس قط ما حدث معها، اصبحت تخاف من اى شيئ وتتذكر ثم تنهار بالبطيئ اقتربت منها نور وملست على شعرها بحنان قائلة.. مالك يا حبيبتي؟ سقطت دمعة من اعين رنا وهي تتذكر اعتداء ذلك الرجل عليها ودخل حسام في تلك اللحظة الغرفة لانه كان يتحدث في الهاتف في ( البلكون ) واتي على صرخة رنا ثم هتف بخوف: مالك يا روني؟
تمالكت رنا نفسها ثم نظرت لهم قائلة بهدوء: مافيش، انا بس اتخضيت حزن حسام بشدة وود لو يستطيع ان يقترب منها ويضمها بشدة حتى يمطئنها تنهد بضيق ثم تابع بحنان.. ماتخافيش يا حبيبتي، انا معاكي وعمرى ماهسيبك واكمل بهدوء ب: طب انا هأسيبكوا تدردشوا مع بعض وهأروح ادفع الحساب اومأت رنا برأسها متفهمة واستدار حسام ثم خرج بخطوات بطيئة من الغرفة.
جلس حسام على كرسي امام الغرفة ثم اخذ نفساً عميق واخذ يحدث نفسه بلوم.. لحد دلوقتي لسة بتخاف من إلي حصل، انا حاسس اني السبب في دا، انا اسف يا حبيبتي بس والله غصب عني وماقدرتش اعمل حاجة، وعمرى ما هقدر اسامح نفسي يا رنا طول ما انتي خايفة كدة وهافضل الووم نفسي في اليوم الف مرة يا حبيبتي وتذكر ما حدث معه ذلك اليووم.
فلاش باااااك بمجرد ان علم بخطفها ركض سريعاً بأتجاه قصر عبدالله البهنساوى كالمجنون دون ان يأبه بأى شخص حوله، نعم انها حبيبته وعشقه الاول والاخير واستقل سيارته وقاد بسرعة جنونية حتى وصل في خلال ربع ساعة إلي القصر و صاح بغضب قائلاً: رناااااا، افتحووا يلي هنا، رنااااااا.
ولكنه لا يطيق الصبر اكثر فينط من على السور بحذر ويدخل ويجد كل المنزل مُدمر تماماً، يخفق قلبه بهلع على معشوقته ويبحث في كل ارجاء القصر ليسمع صوت صريخ رنا فيجرى بأتجاه الصوت ويجد رنا تجرى بسرعة ويجرى رجل مُلثم خلفها ويكاد يمسكها فيجرى حسام بأتجاه ويمد يده يضربه وتجرى رنا سريعا محاولة الهرب وحسام يجد من يعيطه ( حقنة ) في ظهره فتتشوش الرؤية امامه ويلف ليرى من فعل ذلك ليكن في صدمة عندما يرى ذاك الشخص ويقع مغم عليه بعد ذلك.
باااااااك.
نعم لقد تذكر وتجمدت ملامحه وهو يتذكر ذاك الشخص انه...!