أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية حورية بين يدي شيطان

كانت ترتعـش وهي جالسة بين النسـوة.. ترتدي فستـان زفاف... لا لا هو لا يمت لفستان الزفاف بأي صلة !!هو كـفن...كــفن من اللو ..



09-01-2022 12:02 صباحا
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 

t22004_7124

كانت ترتعـش وهي جالسة بين النسـوة.. ترتدي فستـان زفاف... لا لا هو لا يمت لفستان الزفاف بأي صلة !!
هو كـفن...
كــفن من اللون الأسود يلف جسدهـا لتُزج به وسط ظلمات حياتها الجديدة التي ستصبح قبرًا يضم جسدها كاتمًا عنه ملذات الحياة..!
نظرت بعيناها البنية اللامعة بدموع متصلبة، للاسود الذي ترتديه بناءًا على اوامر زوجها المصـون..
واضح كعين الشمس أن حياتها ستصبح مثل لونه تمامًا.. ولمَ لا... فهي مجرد "فصلية" !
اداة للصلح بين عائلتان تسرب التــار بينهما فكانت هي الحل الأمـثـل لوقف سيل الدماء...
ولكن لم تنتهي المشكلة على هذا بل ازدات تعقيدًا وكأن القدر يُقسم لها ان حياتها للاسف.... حالكة !
نظرت للنسوة من حولها.. الجميع هادئ يجلس ببرود..
فهذه العادة مُرسخة منذ القدم في "العراق"....
ويبدو انها لن تزول في بلدتهم الريفية الصغيرة..
وفجأة صمت الجميـع عندما ظهر زوجها المصون.. عاصيهـا وعاصي قلبهـا....
" عاصي الشهـاوي " ...
وقد كان اسمًا على مُسمى....
تقديم الرواية

لطالما كانت الضحية كارهه لجلادها، ولكن ماذا إن كانت عاشقة مُتيمة لجلادها الذي كان يقتنص إنتقامه منها ويسعى لنزيف روحها ليشفي داء الكره الذي أظلم حياته.... !!

فصول رواية حورية بين يدي شيطان

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل الأول

في سكون الليل الحالك، كانت تركض ممسكة بيد شقيقها، تركض وتركض وكأنها في سباق، سباق النجاح فيه سيكون نصر العمر، والهزيمة مرارة لاذعة سترافق ذلك العمر!
كادت تسقط اكثر من مرة متعثرة ولكن شقيقها علي شد على يداها بقوة محذرًا بحدة:
-ارجوكِ اسرعي يا حور، كل دقيقة تمر ستؤثر في حياتك، وإن امسكوا بنا سنصبح حديث الصحف في الصباح!
-لا استطيع، قلبي سيتوقف.

كانت تلهث بصوت مسموع وهي تتحدث بسرعة، هي تعرف، لا بل متيقنة أنهم يبحثون عنهم الان في كل مكان!
وفجأة سمعوا صوت الطلق الناري قريب منهم جدًا، لدرجة أن جسد حور بدأ يرتعش بعنف مُثير للشفقة وهي تتمسك بيد شقيقها جيدًا...
وصدح صوت احدهم كالرعد وسط سكون الليل:
-توقفوا، إن لم تتوقفوا سأطلق النار
رغمًا عنها سقطت ارضًا، كل شيء يُعاكسها حتى اقدامها، لم تعد قادرة على الركض اكثر؟!

توقف علي هو الاخر يحاول جعلها تنهض ولكنها كانت كالطفلة تبكي وهي تمسك بقدمها التي استوطنتها العجز كما حياتها كلها...
ليُخرج علي سلاحه بتلقائية وهو ينظر للآخر الذي أصبح امامهم..
فزمجر فيه مسرعًا وكأنه يحذره من مصير أسود:
-لا تتدخل يا حسين واتركنا نذهب، أنت تعلم جيدًا أنني لن اترك شقيقتي تدفع اخطاء اخيها وادعك تأخذها فصلية ذليلة!
ابتسم المدعو حسين بسماجة وهو يهز رأسه نافيًا:.

-وانت تعلم جيدًا أنه أمر العشيرتان بعد الاجتماع، وتعلم جيدًا جدًا ماذا يحدث لمَن يخالف امر عشيرته!
وفجأة رفع الاثنان سلاحهما بوجه الاخر، وحور، حور سقطت في حفرة عميقة، قاسية وموجعة لتلك الروح التي تناجي الرحمة في قلوب مغشية!
رفعت رأسها فجأة تصرخ من وسط بكاءها:
-يكفي، اتوسل اليكم يكفي!
أشار لها حسين برأسه بحدة آمرًا:
-انهضي اذًا وتعالي معي بكل هدوء.

نظرت لشقيقها الذي احتدت عيناه السوداء لترمي شرارات من الغضب كالفتيل الذي على وشك التهام المحصول كله...
اقترب منهم حسين فجأة وتحرك علي في نفس اللحظات يسحب حور، فأطلق حسين الرصاص بعشوائية ومع حركة علي وتفاديه لها لم يصبه شيء، ولكن ازدادت صرخات حور التي شعرت وكأنها اصحبت في معركة دامية، معركة لن تنتهي الا بانتهاء احد الطرفين!
صرخ حسين وهو يحاول سحب حور:
-هيا تعالي ودعكِ من ذلك المتهور الأبله.

ولكن ذلك المتهور فعليًا، دفعه بعنف بعيدًا عن حور لدرجة أن حسين فقد توازنه ليسقط على الارض خلفه ولكن لسوء حظه كانت توجد حديدة قاسية بارزة غُرزت بمنتصف قلبه!
ليهرب علي بعد إلحاح حور الطويل...!

أفاقت حور من شرودها على صوت رفيقة دربها ريم وهي تهزها برفق متمتمة:
-حور، يا حوووور ما بك؟!
هزت رأسها ببطء ليخرج صوتها مبحوحًا لينًا كخشبة رقيقة لا تستطع أن تغرق وسط المياه ولا حتى أن تنفذ من موجاتها!..
شردت قليلاً في تلك الليلة المأساوية التي حولت حياتي للعبة طاولة يتحكمون بها الكبار !

عضت ريم على شفتاها بأس، لو سألوها ماذا يفعل الظلم في ذلك العالم لردت صراحة، انه تجمع كله ليصبح سوطا يجلد تلك الفتاة بلا رحمة!
ثم سرعان ما إنتبهت لحور وهي تستكمل ضاحكة بسخرية:
-ستقولين عني مجنونة إن اخبرتك أن جزء داخلي صغير جدًا سعيد بزواجي من عاصي..!
هزت رأسها نافية بابتسامة خالية من المرح:
-لا لن اقول يا عزيزتي لانني عاصرت ذلك الحب المخفي طوال سنوات.

نظرت حور للنافذة مرة اخرى وهي تهمس متابعة ببلاهه طفلة لا تدري ماذا تُحيك الحروف بفاهها:
-أ تعلمين يا ريم؟ آآ...
وكادت تكمل ولكن قاطعتها ريم بمرح المعتاد لتضيف مرحًا خاصًا على الاجواء المعكرة:
-وكيف سأعلم إن لم تخبريني يا حبيبة ريم!
ابتسمت حور ابتسامة صغيرة ثم استطردت بنبرة ليست هنا بل شاردة تصف تلك الضجة التي تسيطر على داخلها:.

-أشعر بقلبي يهتز بعنف، يهتز رعبًا من القادم، وكأنه يتمنى لو تزوجت شقيقه حسين رحمه الله، فيكون اكثر رحمةً بي، ولكنه ينهار، يرتجف كلما تذكر أن غضب ونار انتقام عاصي كالشياطين يمكن ان تحرق حتى روحه من كثرة غليانها!
ثم تهدج صوتها اكثر قائلة:
-وكلما نظرت في المرآة لأرى وجنتاي التي كانت تتوق للمسة منه، أرتجف عندما اتذكر أنها ستحمل علامات صفعاته بالتأكيد!
ثم مدت يدها تتحسس شفتاها الوردية الصغيرة:.

-وشفتاي، لن يُفتتن بها ولن تهمس بحبه كما توقعت، بل ستهمس بالتوسل والرجاء له فقط!
ثم اصبحت تضحك بهيسترية فجأة وهي تنظر لريم التي كادت تبكي تأثرًا بحال صديقتها الميؤس منه:
-بل احيانًا اُحدث نفسي انه صار وقتل اخي علي اخوه الثاني حسين لأتزوجه هو فيُستجاب دعائي الدائم بأن يصبح زوجي!
ثم اردفت باستنكار بعد ان تركت الضحك:
-ولكن إن كنت مبروكة لهذه الدرجة لمَ لم يُستجاب الجزء الثاني من دعائي يا ريم؟!

عقدت ريم ما بين حاجباها هامسة ببحة متأثرة:
-أي جزء؟!
لتجيب بقلب متمني متوجع بقدر تمنيه:
-أن يُصبح أب لأولادي يا ريم، أن يناديه اطفالي ب أبي!
رفعت ريم كتفاها بسرعة تحاول التخفيف عنها:
-وما ادراكِ بالغد يا عزيزتي؟! سيصبح أب لأولادك إن شاء الله
ابتسمت حور متهكمة بقوة:.

-على مَن تضحكين يا ريم؟ هل تتخيلين أن عاصي سيُنجب من أخت قاتل أخيه، ألا يكفي انه سيتزوجها فقط لينتقم منهم فيّ وليس خضوعًا لحكم العشيرة، خاصةً بعد قتل اخيه الثاني على يد نفس العائلة!
ثم ارتمت بأحضانها فجأة تشهق ببكاء عنيف، بكاء كانت تسده بصعوبة، بجدار واهي من التماسك، ولكن ذاك الجدار لم يعدر قادر على استيعاب قدرًا اكثر من البكاء الحاد...!
لتربت ريم على خصلاتها البنية برقة مغمغمة:.

-ابكي يا عزيزتي، ابكي يا رفيقة عمري ف غدًا ينتظر منكِ الصمود لأستيعاب ما سيحدث به!

اليوم التالي...
كانت ترتعش وهي جالسة بين النسوة، ترتدي فستان زفاف، لا لا هو لا يمت لفستان الزفاف بأي صلة!
هو كفن...
كفن من اللون الأسود يلف جسدها لتُزج به وسط ظلمات حياتها الجديدة التي ستصبح قبرًا يضم جسدها كاتمًا عنه ملذات الحياة..!
نظرت بعيناها البنية اللامعة بدموع متصلبة، للاسود الذي ترتديه بناءًا على اوامر زوجها المصون..

واضح كعين الشمس أن حياتها ستصبح مثل لونه تمامًا، ولمَ لا، فهي مجرد فصلية !
اداة للصلح بين عائلتان تسرب التار بينهما فكانت هي الحل الأمثل لوقف سيل الدماء...
ولكن لم تنتهي المشكلة على هذا بل ازدات تعقيدًا وكأن القدر يُقسم لها ان حياتها للاسف، حالكة!
نظرت للنسوة من حولها، الجميع هادئ يجلس ببرود..
فهذه العادة مُرسخة منذ القدم في العراق...
ويبدو انها لن تزول في بلدتهم الريفية الصغيرة..

وفجأة صمت الجميع عندما ظهر زوجها المصون، عاصيها وعاصي قلبها...
عاصي الشهاوي ...
وقد كان اسمًا على مُسمى...
سحبها من ذراعها دون أي كلمة وهو يحيي الجميع ببرود، اتجه بها نحو غرفتهم..
بدأ قلبها يرتعد بين ضلوعها، هي تعشقه حتى اُدمي قلبها بعشقه، وهو يكرهها!
معادلة غير متوازنة اطلاقًا...
لهذا فهي ترفض هذه الزيجة تمامًا، ولكن ما باليد حيلة!

ظلت تتراجع بالخلف بذعر ونبضاتها تكاد تتوقق عندما رمقها بنظرة مستذئبة وهو يردد بخشونة تليق بعيناه الزيتونية الحادة:
-مبارك يا...
ثم ضحك بسخرية وهو يُملي عيناه من فستانها الأسود شامتًا:
-يا عروس!
وقد أحمرت عيناه بغضب أسود كالمرجل أرعبها وهو يكمل:
-مبارك جحيمك، مبارك بداية عذابك يا حور
كان تنفسها مسموع، يثقل شيءً فشيء وهي تراه يخلع بدلته ببطء مُدمر لأعصاب تالفة من الاساس...!

بدأ يفتح ازرار قميصه وهو يحدق عيناها التي احتضنها فتيل من الذعر، خاصةً وهي تسأله بحروف متقطعة:
-م، ماذا تفعل؟
ظل يقترب منها ببطء، حتى اصبح امامها مباشرةً عيناه تشع كرهًا أصاب أعماق روحها المخبئة..
ثم رفع يده يسير بإصبعه على طول ذراعها وهو يُزيل فستانها رويدًا رويدًا ولم تخفى عنه تلك الرجفة العنيفة التي هزتها بعمق، ليكمل هامسًا بنبرة أجشة:.

-اليوم، دخلتنا إن لم تتذكري، وتعلمين جيدًا ان اهلي ينتظرون دليل طهارتك، وبالطبع إنتِ لا يرضيكِ أن يُقال عن عاصي الشهاوي أنه ليس برجل!
حاولت التمسك بفستانها كالطفلة، مهلاً ولمَ كما؟!
فهي بالفعل تُعد طفلة في بداية عامها العشرين..
وخرج صوتها مبحوحًا وهي ترجوه:
-ارجوك اتركني
ثم نظرت لعيناه متوسلة:
-لا تفعل هذا بي يا عاصي
تلوى ثغره بابتسامة ساخرة ثم سرعان ما اختفت ليعود لقسوته المقيتة وهو يخبرها:.

-ولمَ لم يرحموا اخواني هم يا حور؟ الاول قتله اخاكِ الاكبر بغير عمد كما يدعون والثاني قتله اخاكِ الاوسط عندما كاد أخي أن يأخذك فصيلة ظنًا منه انه يخلصك من العذاب ولكنه لم يعلم انه يرميكِ في العذاب بجهل!
عضت شفتاها بخوف ولم تنطق، لتشهق والخوف يكبر داخلها منتشرًا بكل خلية حية بجسدها عندما مزق فستانها بحركة مباغتة!
هي تعلم انه لن يكن متهاون حتى وهو يأخذ منها اعز ما تملك...

يأخذ الشيء الذي لو تغير الوقت والظروف لقدمته له وهي اسعد مخلوقة على وجه الارض...!
ثم بدأ يُقبل رقبتها بعنف متعمد، وهو يكبل خصرها بينما هي تتلوى بين ذراعاه بقوة...
لتصرخ فيه مستنجدة قلبه الحنون الذي تعلم انه يكمن داخله في احد الاركان التي اُظلمت بالكره:
-ارجووووك يا عاصي، ارجوك اتركني! ماذا تريد لتتركني وشأني!
لم يتردد وهو يجيب بجمود مُخيف:.

-اريد كل شيء، كل شيء حلو في حياتك، قلبك لأدميه وروحك لأقتلها بالحياة، وجسدك ليذكرك بعار ونجاسة عائلتك!
ولم يعطها الفرصة لنطق المزيد بل كان يكتم اعتراضها بشفتاه القاسية..
رفع لاعلى يداها التي تحاول دفعه ليمسكها بيد، ثم تقابلت شفتاه بشفتاها التي كانت ترتعش، والنار تشتعل بداخله اكثر، نار الانتقام الضارية، ونار اخرى تحرقه بقسوة لانه رغب في امتلاكها...

بينما يداه الاخرى تستبيح جسدها، و هي تتلوى بين يداه محاولة الفرار من بين مخالب معشوقها الوحيد...!
لتدفعه بعنف وهي تبكي بصوت عالي والفزع يفرض زمامه على روحها، ولكنه ظل يقترب منها...

كانت أسيل الشهاوي شقيقة عاصي الوحيدة تجلس على الفراش في احدى الغرف في فندق صغير نوعًا ما، تضم قدماها لصدرها وهي تحدق بالأرضية بشرود!
عيناها تحوي فراغ صادم للضجة التي تستوحش صدرها...!
رفعت عيناها بسرعة عندما سمعت صوت باب المرحاض لتجد علي الجبوري شقيق حور يطل ببروده المعتاد الذي استوطن روحه منذ أن التقى بها!..
عاري الصدر يسير ببرود حتى وصل أمامها فبدأ يتحدث بصوت ساخر:.

-ما بكِ يا امرأة، مَن يراكِ لا يظن أننا تزوجنا منذ ايام معدودة لا تكاد تتخطى العشر حتى!
ثم صدرت عنه ضحكة خشنة مغموسة بالحقد وهو يُذكرها بما تود نسيانه وبقوة:
-اووه، حقًا اعتذر نسيت أني لم اكن سوى مُحلل حتى تستطيعين العودة لزوجك الذي طلقك ثلاث مرات! وأن ذلك تم بدون علم اهلك الذين يعتقدون انكِ تعيشين هانئة مع زوجك في بغداد!

حينها فقط رفعت عيناها التي كانت بحر، بحر أزرق هائج وبجنون يرمي حروفها على هيئة شرارات:
-لا اكره في حياتي سواك وعائلتك يا قتلة! وخاصةً أنت، القاتل الذي لا يشعر بذرة ندم حتى على قتله! لذا قدم لي معروف واحرمني من سماع صوتك الرائع...
وبالرغم من ان داخله كان يتلوى وكأنه يود الانقضاض عليها، الا انه قال بنبرة قاسية تحمل نمطًا واضحًا من الشماتة:.

-لا ألومك على كرهك لي ولعائلتي، ولكن ما اتعجب منه وبشدة هو حبك المرضي لذلك الرجل الذي لا يكف عن ضربك وسبك كاليتيمة!





جزت على أسنانها الصغيرة بصمت ولم تُعلق، هي لا تجرؤ أن تنطق بشيء من الاساس...!

ألم يكن هو مَن خلصها من يد زوجها عندما كان يضربها وهو يسحبها قصرًا معه يريدها ان تترك ذلك الفندق الذي جاءت اليه مع اخر يوم في عدتها لانها تعلم انه سيبحث عنها في منزلهم الذي تركه اثناء فترة العدة ليبحث عن مُحلل...!
هو هكذا وسيظل هكذا، قاسي، متسرع وغيور بدرجة لا تُطاق، بمجرد ان يفقد اعصابه يُطلقها لدرجة انه هشم روحها بكلماته، ولكنها تعشقه؟!

قد يكون عشق مرضي كما قال علي ولكنه تسرب لأوردتها وانتهى الامر...!
انتبهت ل علي الذي كاد يتجه للدولاب وهو يتذكر ذلك الوقت، يتذكر عندما علم وسط الكلام من زوجها انه يبحث عن محلل سيعطيه المال مقابل ذلك، وبمحض الصدفة علم انها تكون شقيقة عاصي الشهاوي ليس سواها، فلم يتردد وهو يعرض نفسه ك مُحلل على زوجها الأبله!

وعندما وجد منه التردد الكبير خاصةً عندما علم ان علي هو قاتل شقيق زوجته، هدده انه سيخبر اهل اسيل عما تتلقاه ابنتهم من زوجها المصون وسيخبر على وجه الخصوص عاصي الشهاوي الذي ربما يقتل زوجها في التو!..
ولكن بالطبع أوضح له بل وأقنعه انه يفعل ذلك لحاجته للأموال بسبب هروبه دون اخذ الاموال الكافية بالرغم من ان علي اخذ كل رصيده في البنك!..
ولكنه كان يتصرف بدافع واحد فقط، بدافع الأنتقام!

الأنتقام من عاصي الذي هو متيقن انه يُذيق شقيقته المسكينة حور اسوء انواع العذاب النفسي والجسدي...!
استفاق من شروده على نظرات أسيل الشاردة، فلم يترك الفرصة لأهانتها وهو يستطرد:
-اعتذر عن خروجي عاري الصدر فأنا لم اعتاد على كوني متزوج، اعتدت ان دائمًا لا يكون مكانك سوى احدى العاهرات فقط!
وايضًا ابتلعت غصة مؤلم كانت كالأشواك تمزق حلقها وهي تبتلعها بصمت...

لتشهق فجأة بعنف وهي تراه يميل عليها فجأة لتعود للخلف بحركة تلقائية حتى اصبحت متمددة على الفراش وهو فوقها ولكن دون ان يلمسها، انفاسه الساخنة تلفح وجهها الذي اصبح شاحب والتوتر يستولي على قسماته...
فهمست بصوت مبحوح ظهر التوتر به جليًا:
-ماذا ت، ماذا تريد يا علي، ابتعد!
رفع حاجبه الأيسر يتهكم بقوة:
-أليس من المفترض أن يكون زواجنا مكتمل حتى تصبح عودتك لزوجك صحيحة وحلال شرعًا!؟
هزت رأسها نافية بسرعة:.

-لا، أنت لن تمس شعرة مني الا على جثتي!
مد يده يتحسس جانب وجهها، ثم وببطء شديد ثغرها الوردي رغم شحوبه، ثم رفع حاجباه بتعجب مصطنع:
-على حد علمي ديننا يقول هذا، ام انكم تدعون لدينًا جديدًا؟!
-ليس لك دخل، يكفي ان تبتعد عني
صرخت بها وهي تمسك ملابسها وكأنها تحتمي بها من ذلك ال علي !..

ولكن مع لمعة عيناه الشرسة، وعقله الذي يضاهيها لمعة الخبث التي زجها الشيطان بين ثناياه، كان وبحركة مباغتة يمزق فستانها الرقيق لتشهق هي بعنف مزمجرة فيه بهيسترية:
-ابتعد عني، اتركني ماذا تفعل
ولكنه لم يأبه بها، ظل يمزقه بغل واضح عندما مزق الفستان تمامًا، كان ينظر لجسدها المُعرى لاويًا شفتاه بسخرية لاذعة وهو يقول:
-لا تقلقي، لن أقترب منكِ لان ليس أنا من يأخذ بقايا غيره!

وألقى نظره اخيرة عليها بازدراد واضح قبل ان يخبرها:
-ثم انك لا تثيرين فيّ ما تثيره طفلة حتى! سأذهب لأبدل ثيابي و يُستحسن أن تبدلي تلك الثياب ايضًا، لربما يشك طليقك بكِ فتتلقين ضربًا مبرحًا كالعادة!
شدد على كلمة طليقك وكأنه يدفنها بعقلها لانه وببساطة القلب خارج حساباته...!
وبالرغم من طبيعة علي وشراسته الحالية لينتقم، الا انه متملك وغيور على اي شيء يمتلكه حتى لو كان يمقته!..

وبمجرد ان دلف للمرحاض مرة اخرى بدأت هي تبكي بصوت مكتوم وهي تدفن وجهها بين قدماها، لا تدري ما القادم ولكنها تشعر انه سيء، سيء جدًا!..

تاااابع اسفل
 
 



09-01-2022 12:02 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [1]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية حورية بين يدي شيطان
رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني

في ظلمة الليل...
كانت أسيل متسطحة على الفراش كالجنين، نامت من كثرة الأرهاق والبكاء رغمًا عنها، خصلاتها البنية ترتمي على الوسادة جوراها ويداها تشتد على الغطاء الذي يُغطيها بأهمال...!
دلف علي إلى الغرفة بهدوء تام دون ان يُصدر اي صوت، وقف على عتبة الفراش يحدق بظهرها الملتوي وخصلاتها الشاردة، ليمد يده ببطء متردد يتحسس خصلاتها برقة، ولكن فجأة وجدها تستيقظ لتنتصب جالسة تصرخ فيه بقلق:.

-ألم اخبرك ان تبتعد عني؟! اتركني وشأني..
عادت ملامحه من سفرة واجمة شاردة لملامح خشنة وحادة وهو يُلقي بكلمات كالسوط على مسامعها:
-سأتركك لا تقلقي، ولكن بعد ان يتم ما اتيت لاجله...
سألته بخوف:
-وماهو؟
بدأ يفتح ازرار قميصه ببرود قاصدًا إرعابها، ببطء مُقلق وهو يهمس لها ؛
-أتيت لأتمم زواجنا، لان طليقك المصون طلب مني ان ينتهي ذلك الزواج بأسرع وقت، فهل انتِ مستعدة يا عروس؟!..

وبعد أيام معدودة...
ليلة خطبة ريم صديقة حور وعقد قرانها...
كانت تجلس شاردة، شاردة في صديقتها التي لم تستطع التواصل معها منذ ان تزوجت!..
اصبح تشعر بالوحدة تقتلها ببطء، والفراغ يستوحش حياتها شيءً فشيء...!
نظرت حولها لتنتبه للشيخ الذي قال بهدوء:
-بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في الخير.

لتصدح الزغاريد لتعبأ المكان، بينما هي تتنهد بصوت مكتوم وهي تحدق ب ظافر ابن خالها الذي وافقته على اقتراحه المتهور من اجل ان يحصل على حضانة طفله عمار من طليقته...
لا تدري ما الذي جعلها توافق على الزواج الصوري المؤقت ذاك، ولكن لربما لانها لا تريد لعمار ان يحيا بلا أب كما عاشت هي خاصةً مع ام مثل زوجة ظافر السابقة!..

بدأ الجميع يتحدث في شتى الامور، حينها بدأ ظافر يقترب منها ببطء، لا يصدق أن طفلته الحبيبة اصبحت زوجته، ملك له، تحمل اسمه ولا غيرها!
نعم طفلته، طفلته التي تربت على يداه منذ كانت عشر سنوات حينما توفى والدها، ولم تنفصل عنه حتى بعد زواج والدتها من والد حور الا حينما اصبح عمرها عشرون عامًا فأصرّت والدتها على أخذها لتعيش معها في بيت زوجها الجديد والد حور ...

اصبح جوارها تمامًا، فهمس عند اذنها متعمد لمسها بشفتاه:
-مبارك يا زوجتي، مبارك أنتِ لي!
حاولت رسم ابتسامة سمجة حتى لا تلفت انظار الجميع لها، ثم همست بحدة:
-ابتعد عني يا ظافر، أنا لستُ امك او ابيك او امي او زوج امي حتى تقنعني انك رأيتني زوجة مناسبة هكذا فجأة فأتيت لخطبتي! كلانا يعرف انه زواج مؤقت حتى يعود عمار لك فقط...!

اومأ ظافر برأسه دون ان يجد ما يستطع قوله، بينما داخله يحترق، يحترق بقسوة عندما يتذكر انه مجرد زواج صوري مؤقت!
بعد فترة بدأ الجميع يغادر، ليقترب زوج والدتها والد حور منهم مغمغمًا بجدية:
-نحن سنصعد لأعلى، ونتركك تجلس مع زوجتك قليلاً بمفردكما يا ظافر، بالمناسبة والدتك ووالدك ايضًا سيبيتون هنا الليلة بعد اصرار زوجتي، وبالطبع انت ستغادر!

هكذا كان ابراهيم الجبوري، فظ خشن، يلقي ما بصدره في وجه مَن امامه دون تردد!
اومأ ظافر موافقًا بهدوء:
-بالتأكيد يا عمي، لا تقلق انا اعرف الأصول جيدًا
اقتربت منه والدته لتهمس لهما بابتسامة صادقة:
-اسعدكما الله يا اولادي..
ثم غادرت مع البقية لتصبح القطة في عرين الاسد رسميًا...!
حينها إلتفت ل ريم التي تنفست بصوت مسموع وهي تردد بحنق:
-واخيرًا انتهت تلك المسرحية!
ثم التوت شفتاها بابتسامة صغيرة متهكمة وهي تردد:.

-كدت اصدق اننا متزوجان فعلاً، تمثيلك رائع يا ظافر! احسنت
ثم نظرت له مكملة بلا توقف:
-ولكن أ تعلم، اشعر ان والدتي لم تقتنع بفكرة زواجنا ولكنها خضعت لرأي عمي ابراهيم كالعادة، أيًا يكن، ما حدث حدث وانتهى
تثرثر وتثرثر بلا توقف، بينما هو شارد بدنيا اخرى غير التي تحوينا، عيناه تراقب حركة شفتاها التي تستفزه ليُقبلها...!
وبالفعل لم يُحرك عيناه عن شفتاها وهو يهمس:
-ريم، هل يمكنني فعل شيء؟!

لا تعرف ان كان سؤال او مجرد اخبار ولكنها اومأت ببلاهه:
-نعم ولكن...
ولا يوجد لكن في قاموس ظافر المتلهف الذي بلحظة كان يُثبت وجهها بيداه ليلتقط شفتاها في قبلة شغوفة ليُحقق اول حلم تمنى تحقيقه عندما تصبح ملكه...!
وهي كالصنم بين يداه تحاول استيعاب ما يحدث واسكات تلك الفراشات التي تطير بمعدتها...

قطع قبلتهم اللاهبة صوت هاتفه وهو يرن، ليلعن ظافر بصوت مسموع وهو يترك شفتاها قصرًا، ثم همس قبل ان يبتعد تمامًا بأنفاس متقطعة:
-اعتذر يا طفلتي لم استطع الصمود
اخرج هاتفه لينهض وهو يجيب ببضع كلمات مختصرة اخرها رده السريع قبل ان يُغلق:
-حسنًا حسنًا انا قادم الان يا لينا...

ثم نظر لريم التي كانت مبهوتة مكانها تحدق باللاشيء، ليهمس ببضع كلمات هي حتى لم تنتبه لمحتواهم جيدًا ولكن يبدو انه كان يخبرها بمغادرته وبالفعل غادر هكذا!
تركها كالمنبوذة ليلة كتب كتابهم ليرى احدى عشيقاته!..

بعد فترة كبيرة تحديدًا في منتصف الليل...
سمعت ريم طرقات بطيئة على الباب فنهضت بهدوء لتترك الرواية التي كانت تقرأها ثم ارتدت اسدال بعشوائية و اتجهت للباب لتفتحه...
وما إن فتحته حتى شهقت بعنف وهي ترى ظافر امامها، تراجعت على الفور عندما رأت مظهره الذي تعلمه جيدًا وتعلم انه ثمل حينها...!
فهمست بتوتر خشية ان يستيقظ اي شخص:.

-ماذا تفعل هنا الان يا ظافر؟! ألم يخبرك عمي ابراهيم انك لن تبيت هنا! هيا عود لمنزلك
لم يرد عليها ظافر بكلمة واحدة وإنما سحبها من يداها الصغيرة للداخل وهو يغلق الباب بصمت...
صعد بها حتى غرفتها فأدخلها اولاً ثم دخل خلفها ليُغلق الباب ببطء بينما هي تبتلع ريقها بتوتر..!
بدأ يقترب منها فتذكرت على الفور ما حدث في الصباح ليتلعثم لسانها اكثر وهي تقول:
-لماذا آآ، تقترب هكذا؟! وما الذي ف، فعلته في الصباح!

اخذت نفسًا عميقًا عندما وجدت نفسه ملتصقة بالحائط ولا يوجد مفر من يداه التي احاطتها، ليرفع عيناه ببطء ثقيل يهمس لها:
-ماذا فعلت؟! أ تقصدين أني قبلتك؟ نعم..
ثم رفع حاجباه بسخرية يتابع:
-كنت ثمل لم اكن واعي لمَ فعلته...
ثم اقترب مرة اخرى جدًا حتى بدأت انفاسه الساخنة تضرب وجهها الشاحب بقوة، ليردف:
-والان ايضًا انا ثمل، لذا توقعي مني اي شيء! مثلاً أن اقبلك مرة اخرى.

ومن دون مقدمات وجدها تدفعه بعنف بعيدًا عنها وهي تزمجر فيه بعصبية واضحة:
-ابتعد عني، لا أطيق رائحة الخمر والنساء التي تفوح منك!
ثم تقوس فاهها بتهكم قوي:
-يبدو ان احدى عشيقاتك لم تتحمل فكرة أنك ستتزوج فدعتك على الفور لتُعيد امجاد الماضي معها ربما تعود لعقلك...!
بدأت تفرك جبينها بتوتر عندما لاحظت نظراته المشتعلة التي استوطنها الغضب محاطًا بالجنون خاصةً عندما استطردت:.

-لا ادري ما الذي اصابني لأتزوج من زير نساء، بل وكان متزوج سابقًا وانجب ايضًا! وفارق السن بيننا ماشاء الله عشر سنوات..! أي جنون ذاك الذي اوقعت نفسي به، اتمنى ان اغمض عيني وافتحها لأجد ان ذلك الكابوس انتهى!
ثم تركته لتركض خارجة من الغرفة قبل ان يفتك بها كما تخبرها ملامحه..
وبمجرد ان خرجت ضرب هو المزهرية الصغيرة الموضوعة لتسقط متهشمة ارضًا يليها همسه الحاد كالذبيح:.

-بسببك، بسببك فقط تزوجت لأبتعد عنكِ وبسبك ايضًا اصبحت زير نساء، فقط لأنساكِ وابتعد عنكِ كما امرت والدتك، ويا ليتني استطيع، ليتني استطيع ان ابيت بأحضان النساء مرتاح البال لا احترق شوقًا لكِ!

بدأت حور تتململ في الفراش بكسل، فتحت عيناها السوداء الكحيلة ببطء ليهاجمها ضوء الشمس الذي اخترق غرفتها...!
نهضت تجلس وهي تضم ركبتاها لصدرها، عيناها مسلطة على اللاشيء!
لا تدري كم يوم مر على زواجها اللعين ذاك، ولكنها باتت تشعر أن الايام لا تسير، القافلة لا تسير ومَن بالقافلة متحطم تمامًا...!
بالرغم من استسلامها له في تلك الليلة، إلا انها كانت كفاجعة احتلت منتصف حياتها..

نظرت للباب المُغلق عليها، فهو هكذا في كل مرة يخرج ثم يُغلق الباب عليها!..
وفجأة وجدته يفتح الباب ويدلف دون ان ينظر لها، كادت تنهض وهي تنطق بصوت مبحوح:
-هل يمكنني الخروج للحديقة قليلاً، اصبحت اشعر بالاختناق من تلك الغرفة
قالت اخر حروفها وهي تسرع في خطواتها لتصل للباب، ولكنه بات حلم مقتول في مهده عندما قبض على يداها بقوة وهو يقول:
-لا، ليس اليوم!
سألته بحروف مرتجفة نوعًا ما:
-لماذا؟!

حينها جذبها ببطء يُقربها منه، حتى تقابلت عيناه مع حلكة عيناها وهو يخبرها:
-صراحةً استسلامك تلك الليلة جعل من الامر شيء عادي بين اي زوجين، وهذا لم يعجبني اطلاقًا!
اهتز فكها بعنف وهي تحدق بالحقد الذي يُغلغل الشفقة بقلبه، ثم همست بصوت شارد وكأنها تحدث نفسها:
-أ تعلم لمَ استسلمت لك يا عاصي؟!
رماها بنظرة مستفهمة، لتكمل هي:
-لاني لا اكرهك، لا اكره لمستك، لا اشمئز منك كما يجب!

تجاهل كلامها الذي يُزيد من طرب الشياطين داخله بغباء منها ودون ان تشعر لتشعره انه لم يؤلمها كما اراد...!
ليتابع وهو يقترب منها جدًا مغمغمًا بنبرة فاح منها الحقد:
-لذلك افكر في اعادة تلك الليلة ولكن بالطريقة الصحيحة التي تُشعرك انكِ تكرهيني فعليًا...!

لحظات مرت كانت بعثة من الزمن تُسرق فيها العقول والشعور، لتظل القلوب صريعة النسور!..
طرقات عالية على الباب كانت مُنقذة لها، جعلت عاصي يبتعد قليلاً ليجيب بصوت اجش:
-مَن؟!
ردت الخادمة باحترام:
-انا فاطمة يا باشا، الهانم أمرتني ان اخبرك ان الغداء صار جاهزًا!
اومأ عاصي ببرود وكأنه يراها:
-حسنًا قادم...

عاد ببصره ل حور، حور التي كانت باردة، شاحبة وكأنه سلب منها روحها بكلماته السابقة، كلماته أماتت شيء داخلها، شيء كان يختبئ ولكنه غرز له سكين قاسي بروده سَن قسوته اكثر...!
ليفك يداها ببرود هامسًا:
-هذه المرة أنقذك الحظ من بين يداي، ولكن في المرة القادمة لا أعدك بذلك..

وعندما كان يفك قيدها كانت أنفاسه تصفع صفحة وجهها الشاحب، وكأنها تُحيه بلهبها، وبمجرد أن فك قيدها وجدها تدفعه بسرعة لتنسحب من اسفله وهي تنهض متمتمة بصوت يكاد يسمع:
-شكرًا يا عاصي، اعدك ان ابدأ في كرهك، ومن التو واللحظة!
ثم استدارت لتركض للمرحاض، تحبس نفسها داخله، لا تتخيل ما كان سيحدث...!
يا الله، لو تبدل المستقبل بالحاضر، لتبدل قلبها ب قطعة بالية فقدت اتصالها بالعالم الطبيعي...!

بعد دقائق معدودة سمعت طرقات على الباب وصوته الخشن يردد:
-لن انتظر سموك اليوم بأكمله!
فتحت الباب ببطء لتجده يحدق فيها بترقب، يراقب حركات وجهها الصغير الذي شحب وبقوة، حتى عيناها الحمراء بلون الدماء...!
فخرج السؤال تلقائي منه:
-هل انتِ بخير؟
ابتسمت بسخرية واضحة وهي تخبره:
-يبدو أنني لن اكون بخير الا اذا ابتعدت عنك
لا يدري ما الذي جعله ينطق دون ان يفكر بتلاعب تلك الحروف بفاهه:
-كاذبة!

كادت تتوتر، تتراجع عن خطوة دفاعها لاول مره، ولكنها استعادت ثباتها بسرعة وهي تتهكم:
-ومَن ادراك انني كاذبة؟! اصبحت لا اطيق المكان الذي تتواجد به أنت..
وبلحظة حدث كل شيء، كان يجذبها من يدها دون مقدمات حتى اصطدمت بصدره، وافكاره في تلك اللحظات ترميه من بئر لآخر اشد انحطاطًا منه...!
وهي حاولت إبعاده في البداية، ولكن كالعادة بدأت ترتجف بخفة بين ذراعيه، وكأنها تثبت له انها بالفعل كاذبة!..

بعد لحظات من الصمت المشحون ابتعد ليتركها تلتقط انفاسها المتبعثرة بينما يقول هو بمكر قاسي على كرامتها التي كانت تحاول احياءها:
-هذا ما ادراني، يا مدام، ارتجافتك وكأنك ترتمين بأحضان حبيبك، او كأنني اموت شوقًا لكِ فترتجفين تأثرًا بهجومي!
لم تجد ما تقوله، وايضًا تلك المرة انقذتها الطرقات الهادئة على الباب، ليفتح عاصي الباب وهو يزمجر بحدة:
-ألم أقل أنني قادم؟
أحنت الخادمة وجهها بحرج وهي تهمس:.

-اعتذر سيد عاصي، الهانم هي من أمرتني
تخطاها عاصي وهو يتجه للأسفل بخطى سريعة لتتبعه حور وهي تتأكد من حجابها الصغير، وصلا الى طاولة الطعام لتتحدث والدة عاصي بهدوء:
-كل هذا الوقت لتأتي يا عاصي؟!
حاول رسم ابتسامة هادئة وهو يقول:
-اعتذر يا امي..
ثم اشار لحور ان تقترب، اقتربت بسرعة تنوي تقبيل يدها ولكنها ابعدت يدها بعنف وهي تصرخ:
-ابتعدي لا تحاولي لمسي حتى! وتأتين لتقبلي يدي بكل وقاحة...

تراجعت دون ان تنطق بحرف، عيناها ثابتة على الارض وكأنها هي فقط مَن لا تهدر كرامتها وكيانها بعنف...
لتسمعها تكمل بحدة عالية:
-من أتى بتلك الفتاة الى هنا يا عاصي؟
رد بهدوء تام يليق به كالفهد:
-أنا مَن أتيت بها
حينها أنفجرت وهي تسأله بانفعال لم يجعل لمحة من ملامحه الجامدة تهتز ولو للحظة:
-لماذا؟! لماذا يا عاصي وأنت تعلم أنني لن اجلس معها على طاولة واحدة ابدًا
اومأ مؤكدًا ثم اردف بجدية:.

-اعلم يا أمي، وانا لم اجلبها لتشاركنا الطعام بل...
حينها إلتقت عيناه العاصفة بعينا حور التي بدأت تهتز بعنف في مدارها وكأنه يُسقط حمم بركانية عليها...!
ثم تابع ببرود قاسي:
-بل احضرتها لخدمتك، لأنني اعطيت جميع الخدم اجازة، وحان دور فاطمة فقط، ستخبر حور كل شيء عن المطبخ والخدمة وستغادر هي ايضًا!
حينها بدأت نشوة الانتصار تغزو كافة ثنايا والدته وهي تهمس:
-يعني احضرتها هنا حتى تصبح خادمة لدينا؟!

اومأ عاصي مؤكدًا دون ان يحيد ببصره عن تلك التي إلتمتها الصدمة بين بقاعها فلم تعد قادرة على تحرير الحروف من بين شفتاها حتى...
جلس عاصي بكل هدوء على طاولة الطعام ثم بدأ يتناوله وهو يشير لوالدته:
-هيا تفضلي بالجلوس يا امي..
ودون ان ينظر لحور مرة اخرى كان يردد لها بجمود:
-وأنتِ انصرفي الى المطبخ حتى ننهي طعامنا ثم تعالي لنرى ما نريد وما سنأمركِ به!

لم تملك سوى أن تومئ دون ان تنطق بحرف ثم استدارت تتجه للمطبخ...
لاول مرة تشعر بهذا الشعور، تشعر بالذل، بالمهانة والحقارة، مرارتهم لاذعة وبشدة لدرجة انها لا تستطيع ابتلاعها وكتمانها!..
مرت دقائق لتسمعهم ينادونها كالخادمة تمامًا، وما إن اقتربت منهم حتى وجدت والدته تأمرها بترفع:
-احملي تلك الاطباق وحضري لنا القهوة، يا ويلك إن كانت باردة او ليست مضبوطة حينها سأسكبها بوجهك المقزز هذا!

لم تفعل سوى ان حملت الاطباق، ولكن يداها كانت ترتعش، ترتعش بألم مُخزي وهي تمتثل لاوامرها التي لا تسحبها سوى لوادي واحد الذل ...
سقط الطبق من يدها دون ان تشعر ليتهشم ارضًا، حينها تعالى صراخهم القاسي خاصةً عاصي الذي دفعها بعنف من امامه وهو يزمجر فيها بعصبية:
-حتى حمل الاطباق لا تفلحين فيه! اتمنى ان اجد لكِ شيء جيد تفلحين به، لم تستطيعي الوصول لمستوى الخدم حتى!

سقطت ارضًا تتأوه بألم واضح عندما انغرزت زجاجة صغيرة من الطبق بيدها، كانت تحاول كتمان دموعها قدر الإمكان، لن تسمح لهم أن يروا دموعها مهما كان الثمن!..
ولكن الامر فاق احتمالها عندما نهض عاصي ليسير مغادرًا وفي طريقه كان يدفعها بقدماه، حتى كادت تسقط ممسكة بقدمه، كالعبدة تمامًا عند اقدام سيدها...!

09-01-2022 12:03 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [2]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية حورية بين يدي شيطان
رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث

كان علي في الخارج في عمله ك حداد، غادر بهدوء يتوجه للفندق والذكريات تتماوج بين ثنايا عقله الصلب...

فلاش باك###
اتسعت ابتسامته بسخرية لأسيل التي اعتقدته سيتمم زواجهم الان، ليقول بجمود:
-أنا اخلع ثيابي لأنام يا أسيل، ليس لي رغبةً بكِ اطلاقًا، على الاقل الان!
ثم تركها ببرود ليتمدد على الفراش جوارها دون ان يعير صدمتها اي اهتمام...!
باك###.

وعندما وصل غرفة أسيل في الفندق، وجد باب الغرفة مفتوح فأسرع في خطواته ليدلف دون سابق انذار...
ولكن المشهد الذي رآه جمد الدم بعروقه، لحظات فقط قبل ان يركض بأتجاه أسيل التي كانت تستقر بأحضان طليقها بضعف، ليصرخ بصوت هز كيان تامر طليقها:
-ابتعد عنها حالاً...
وبالفعل تركها ثامر ولكنه قال بغضب واضح وكأن علي ينتشل منه حقه في قربها:
-وما دخلك أنت؟ هل نسيت اتفاقنا يا علي؟
هز رأسه نافيًا ببساطة:.

-لا لم انسى، ولكن يبدو انك الذي نسيت انني رجل شرقي ولستُ حتى اتركك تحتضن مَن تحمل أسمي، حاليًا!
ومع اخر كلماته كان يسحب أسيل من ذراعها بعنف لتصبح خلفه، فيما نظر لها ثامر وهو يهمس بتردد:
-سأذهب الان، ايام قليلة ولن يُفرقنا أي شخص يا عزيزتي!
ولم يلحظ كلاهما ابتسامة علي الملتوية بشراسة ساخرة، ابتسامة كانت بمثابة وعد لنفس ذاقت مرارة الفراق منذ سنوات، فأقسمت أن تذيقه إياها...

خرج ثامر بالفعل حينها اقترب علي من الباب بهدوء يُغلقه قبل ان يعود ل أسيل التي كانت صامتة تمامًا بخوف تحاول فهم ما يدور برأسه، ليُفاجئها عندما جذبها بعنف من ذراعها وهو يصرخ فيها بجنون:
-كيف تسمحين لنفسك؟ كيف تلقين بنفسك بين ذراعي رجل غير زوجك! ولكن الحق عليّ أنا، لم يكن عليّ أن اترك الباب دون اغلاقه بالمفتاح
هزت رأسها نافية وهي تعض على شفتاها، ولكنه اكمل صراخه الذي أرعبها فعليًا:.

-ام انكِ اشتقتي لوجود رجل في حياتك! رجل يأخذ منكِ حقوقه كالحيوان ويرميكِ، يبدو أنكِ تعاني من حرمان عاطفي وجسدي!
إتسعت عيناها بذهول وهي تحدق بعيناه التي تفيض غلاً وشراسة، وغيرة!
تحاول نفض غبار العجز عن روحها وهي ترفع رأسها بشموخ:
-لستُ أنا مَن تركض وراء رغباتها يا علي
ولكنه بدا وكأنه لم يستمع لها وهو يدفعها بجسده نحو الحائط يحشرها بينه وبين جسده، ليقترب بوجهه منها جدًا حتى انها توقعت أن يُقبلها!

ولكنه لم يفعل بل بدأ يقترب اكثر وهو يردد بصوت كان كالسياط تجلدها:
-إن كنتي لا تستطيعين التحكم برغبة جسدك، يمكنني اشباع تلك الرغبات!
ظلت تهز رأسها نافية تحاول إبعاده عنها بشتى الطرق، حتى اختنق صوتها بالبكاء وهي تهمس:
-لا، اتركني
ولكن علي كان بوادي اخر، وادي لا يشعر فيه سوى بالغيرة تنهش به كوحش مؤلمة وقاسية مخالبه حد الجنون...

وفجأة وجدها تدفعه بقوة لم تدري من أين اتت ثم ركضت نحو المرحاض تفرغ ما بمعدتها، كان صوت تأوهاتها عالي وهي تمسك ببطنها، ظل مشدوهًا هو للحظات قبل ان يركض نحو المرحاض خلفها، فكادت هي تغلق الباب ولكنه دفعه ببطء وهو يدلف ليجدها تجثو ارضًا، شعرها الذهبي يغطي وجهها وهي تتقيء بألم، لم يشعر بالاشمئزاز منها ولم ينفر من مظهرها بل جلس في مستواها يرفع خصلاتها برفق عن وجهها وهو يهمس لها بهدوء ظهر به بعض الحنو رغمًا عنه:.

-هششش، اهدئي، اهدئي يا أسيل وخذي نفسًا عميقًا، انا جوارك!
استندت على ذراعه رغمًا عنها، لتخونه يداه وهي تحيط بها ليحتضنها ببطء، يضمها بذراعاه بينما بينما يد اخرى تربت على شعرها بخفة، وهي كانت مستسلمة تشعر بتخدر في كامل حواسها..
وفجأة كان يمسك وجهها يرفعه له وهو يسألها دون تعبير واضح:
-هل أنتِ، حامل؟
صمتت لبرهه، وكأنها تحاول استيعاب ذلك السؤال ثم همست ببلاهه:
-ربما...

وفجأة صرخت بعنف عندما قبض على خصلاتها يجذبها لأسفل صارخًا:
-ستجهضين ذلك الطفل إن كنتي حامل، لن ادعه دقيقة واحدة!
صرخت به هي بالمقابل:
-وما دخلك انت! اتركني، لماذا تفعل هذا؟
حينها زمجر بخشونة دون وعي بما يتلون خلف كلماته المفاجئة:
-لانني لن اتركك تحملين بطفل من صلب رجل آخر...!
كانت فارغةً فاهها ببلاهه تحاول إستيعاب ما يلقيه على مسامعها كالتعويذة...

عيناها الدامعة تحوي خلفها فراغ قاتل خلقه كلامه الذي صدمها وبقوة...!
ثم أعقبها بصدمة اخرى عندما اكمل بقسوة مُخيفة وهو ينظر لمئزرها المفتوح الذي يظهر اجزاء من صدرها:
-وإن كنتي لا تريدين اجهاضه تحت اشراف الطبيب، سأحرص أنا بنفسي أن يموت ذلك الجنين في بطنك في الوقت الذي سألبي به رغباتك...!

اتسعت عيناها بذهول يأبى سحب اشباحه عنها وقد وجدته يحملها فجأة بين ذراعيه ويتوجه بها نحو الفراش الذي كان بمثابة اسوء كوابيسها الان...!

كان ظافر متمدد على فراشه، ينظر للاشيء ويُدخن بشراهة بينما جواره تكمن فتاة شقراء ترتدي قميص نوم يظهر اكثر مما يخفي...
تحدق بتقاسيمه التي استوطنها الغضب وهي تقول:
-هل سنظل هكذا يا ظافر؟ بدأت اشعر بالملل.

قالت اخر حروفها وهي تتحسس صدره العاري، والإغواء ينضح من عيناها، حركاتها الانثوية مُغرية، ولكن بالنسبة لعاشق لم يتمنى سوى صغيرته كانت مجرد تعاويذ لأشعال جنونه وغضبه الذي جعله ينفض يدها عنه وهو يزمجر فيها:
-هيا كما اتيتي غادري...
شعرت بالنيران تلتهم ما تبقى من ثباتها وصبرها، لتسأله بحدة:
-ماذا بك؟ ألم اعد اكفيك واشبع احتياجاتك يا ظافر؟!

كادت الاجابة تنفلت من بين لسانه، لا، لن يكفيه سوى طفلته التي تجعله يجن بمجرد تخيل انه سيُجبر على تركها وحينها مؤكد ستصبح ملك لآخر...!
في ذلك الحين، توجهت ريم نحو منزل ظافر الذي يقطن به بمفرده حاليًا ووالده بالخارج...!
نظرت للكيس الكبير الذي تحمله وبه طعام لظافر كما اوصتها زوجة خالها لانها ستتأخر، ومنه ايضًا لترى ظافر الذي لم تراه منذ عقد قرأنهم سوى مرة او مرتان من بعيد...

لا تدري لمَ ذلك الجفاء الذي اصبح يحول بينهما، وكأن ظافر يبعدها عنه بقدر كافي...!
كادت تطرق الباب ولكن وجدت جارها الشاب والذي كان بمثابة صديق الطفولة له، يقترب منها وهو يردد بصوت اجش:
-كيف حالك يا ريم؟!
اومأت بابتسامة ناعمة وهي تهمس:
-بخير، وأنت؟
اومأ هو الاخر بخفة مبتسمًا، كاد يستأذن منها ليغادر ولكن فجأة وجدوا باب منزل ظافر يُفتح ببطء، لم ينتظر هو بل هبط بهدوء...

في حين تصنمت ريم مكانها تحاول استيعاب مظهر تلك الفتاة التي تخرج من عند ظافر !..
لم تتردد ريم وهي تدلف لتُصعق من مظهر ظافر العاري الصدر، حينها همست بأسمه بوهن:
-ظافر!
حينها رفعت الاخرى حاجباها وهي تهمس لظافر بدلال متعمد:
-اراك لاحقًا حبيبي...
بينما ظافر متصنم مكانه، لم يتخيل ان يراها الان!
وفي ذلك الوقت والوضع!؟..
بدأ يشعر ان القدر يُعجل الخطى النارية في مسألة انفصالهما...

اقتربت منه ببطء، لم تشعر بالغيرة او ما شابه ذلك، ولكنها شعرت بكرامتها كأنثى تُسحق اسفل اقدام تلك الشمطاء...
فلم يكن منها الا ان صرخت فيه بكل ذرة تهدر بالانتقام لكرامتها داخلها:.

-صدق مَن قال، ذيل الكلب لن يعتدل ابدًا، ستظل انت كما انت، ظافر زير النساء الحقير الذي لا يحسب حساب تلك التي ورطها معه دون ان يخجل ويحافظ على كرامتها قليلاً، يبدو ان رغباتك هي التي تسيطر على عقلك! انت مجرد حيوان شهواني يا ظافر أتعلم ذلك؟ ولكن اتساءل قليلاً لمَ لا افعل مثلك واسير في حياتي العاطفية مع رجل يقدرني حقًا...

وهو، لم يكن لديه رد خاصةً بعد جملتها الاخيرة سوى صرخة عنيفة وهو يقترب منها ليهدر بانفعال قاسي:
-لم يتبقى سوى طفلة تأتي لتصرخ عليّ وتعطيني تعاليم للادب!..

كانت حور كالعادة في المطبخ تعد الطعام، فأصبح هو شغلها الشاغل، لمَ لا فهي اصبحت خادمة ذلك القصر الوحيدة...!
لم يقربها عاصي ابدًا تلك الفترة القصيرة، فحمدت الله أنه لم يفعل والا لكانت انهارت تمامًا...!
كانت عيناها ذابلة، تُهيمن عليها سيطرة خاصة من شياطين ذلك المنزل الذي بدا وكأنه امتص نعومتها وانوثتها...!

سمعت خطى تقترب منها فلم تتعب نفسها حتى بأن تغطي شعرها الطويل بل تركته منسدل خلفها، ابتلعت ريقها بتوتر وشيء ما داخلها يُنذرها بسواد ما هو قادم على حياتها البائسة...
وبالفعل صدق حدسها عندما وجدت حماتها امامها تهتف بنزق:
-لم تنهي الطعام بعد؟ الى متى ستظلين فاشلة!
حاولت عقد لسانها الذي كان يتصارع داخل جوفها ليصدر سبابًا لاذعًا لتلك السيدة التي لم تكف عن اهانتها دائمًا، ولكنها لم تستطع فقالت بحدة خفيفة:.

-الى أن يشاء الله غير ذلك!
جذبتها فجأة من ذراعها وهي تردف بخشونة:
-لم أتي هنا بنفسي لاتحدث معك، أتيت لاجعلك تشربين هذا
قالت اخر حروفها وهي تمد لها يدها بكوب ماء وشريط دواء صغير، في البداية لم تنجح حور في استبطان ما هو لذلك قالت ببلاهة:
-ولكن ما هذا؟!
اجابتها الاخرى ببرود قاتل:
-هذا منع للحمل، بالطبع لا تتوقعين مني أن اتمنى ان يأتي حفيدي منكِ أنتِ!

كانت حور صامتة، صارخة بداخلها بكتمان، عازفة عن كونها انسانة بروح تنوح داخلها...
لترد بهدوء مماثل:
-ولكني لن آخذه!
حينها ومن دون تردد كانت حماتها تمسكها من خصلاتها بعنف وهي تهزها مرددة بجبروت مُخيف:
-ماذا! وتجرؤين على الرد عليّ والرفض ايضًا؟!
صرخت حور وهي تمسك بألم، تحاول فك قبضتها عن خصلاتها وهي تصرخ:
-اتركيني، اتركي شعري آآه...
ولكن تلك السيدة لم تكن تمتلك القدر الكافي من الرحمة في قلبها وهي تستكمل:.

-لن ادع ابني ينجب من عاهرة مثلك أ تسمعين، وقريبًا جدًا سأزوجه بأمرآة تكون سيدة لكِ يا قذرة يا
بدأت حور تذرف دموعها بكثرة، لم تعد تحتمل التماسك يا الله ستنهار حتمًا!..
وبحركة مباغتة كانت تدفعها بعيدًا عنها وهي تزمجر بها بهيسترية:
-ابتعدي عني ايتها العجوز
وفي تلك اللحظة تحديدًا التي اندفعت بها حماتها للخلف متأوهة، دلف عاصي وانظاره تنتقل بينهما بجنون، خاصةً عندما بدأت والدته تبكي وهي تسرع له:.

-أ رأيت يا عاصي؟ رأيت العاهرة ابنة قتلة شقيقاك وهي تضرب امك ايضًا، تضرب امك بهذا العمر!
وكلمات والدته كانت كفيلة لان تجعل عينا عاصي بركتا من حمم شيطانية مستعدة لاحراق كل مَن امامه...
ودون ان ينطق بحرف كان يجذب حور بعنف يتجه بها نحو غرفتهما، يجرها خلفه كالبهيمة حتى كادت تسقط اكثر من مره، وما إن دلف بها الغرفة اغلق الباب وهو يشمر عن ساعداه السمراوان ويقول بنبرة جعلت الرجفة تسري بأعماق تلك المسكينة:.

-انا سأريكِ كيف تضربين امي يا...
ثم بدأ يقترب منها ببطء مجنون وهي كالقطة المذعورة تتراجع للخلف و...

09-01-2022 12:03 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [3]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية حورية بين يدي شيطان
رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع

دقات قلبها في تلك اللحظات خرجت عن طور الثبات، فكانت في حالة هرج ومرج تحاول الخفقان...!
كانت عيناها تهتز بسرعة رهيبة وهي تحدق به وكأنها تتوسله روحانيًا، ولكنه بدا ك شيطان يلقي بتوسلاتها في منتصف بئر عقله الذي يكرهها بجنون!..
حُشرت بينه وبين الحائط من خلفها، برودة الحائط لم تؤثر بجسدها الذي كان باردًا، شاحبًا، فرت الدماء هاربة منه ليتبقى الجسد بلا روح!

إنكمشت ملامحه والغضب يرسمها كأحدى طرق الجحيم وهو يسألها مستنكرًا:
-كيف تجرؤين؟! كيف تجرؤين؟
ولسانها الذي رماها بين احضان نيران غضبه، اختفى بلحظة فر ادراج الرياح لتتبقى هي كاليتيمة في حرب بلا درع حماية...
ليضرب الحائط من خلفها صارخًا بصوت زاد من رعبها:
-اجيبي، اين لسانك الذي كان يسب امي؟
لم تستطع سوى ان تهمس بصوت ظهرت بحته بصعوبة شديدة:.

-ارجوك اسمعني يا عاصي، هي التي أتت لي تريد إجباري على شيء لا أريده، وهي التي جذبتني بعنف من خصلات شعري، هل تتوقع من أي بشرية بغض البصر عن كون مَن هي، أن تصمت وتترك لها شعرها؟! رد فعلي فطري يا عاصي وليس من سوء شخصيتي...
بالرغم من أن كلامها استولى على حيز من الاقناع في عقله، إلا انه ردد مستنكرًا:
-وهل يعني ذلك أن تضربيها كما فعلتي؟! ألا يمكنك انتظار مجيئي؟

حينها لم تتردد وهي تنظر لشراسة نظرته الرمادية، متابعة بصوت متبلد:
-وهل كنت ستحاسبها عما فعلت؟ ستأخذ لي حقي وترد لي كرامتي!
أغمض عاصي عيناه بعنف، لا يجب أن تؤثر على عقله بأي طريقة، لا يجب أن يُفسح لها طريق اقناعه ومنه السبيل لعقله الحجري؟!..
فتح عيناه مرة اخرى لتعاودها نظرة الصلابة بعد اللين، ليقبض على ذراعها بعنف آلمها ثم بدأ يهزها بقوة مزمجرًا كالليث:.

-مهما فعلت أمي لا تجرؤي حتى على رفع عيناكِ فيها، ألا يكفي ان تسببتم انتم في اعمق جرحان في حياتها؟! انتِ مجرد فصلية ذليلة في هذا البيت فلا تنسي هذا
حاولت السيطرة على رعشة غصة قلبها الذي بدا وكأنه عاد ينزف من اسواط كلماتهم مرة اخرى، لتهز رأسها نافية بسخرية:
-لم انسى، وهل اعطيتوني انتم فرصة للنسيان اساسًا؟!
جذبها من يدها بعنف نحو الفراش وهو يردف بقسوة مُخيفة:
-سأعاقبك بطريقتي...

انتشرت حالة من الدوران المُهلك بين ثنايا عقلها وهي تفكر، كيف ستنفذ من ذلك العقاب؟!
فلم تجد سوى تمثيلها الطفولي الذي تستخدمه في الازمات كالأطفال، لتتجمد مكانها لحظة قبل ان تدعي الاغماء...!
ألقت بنفسها ارضًا دون مقدمات ليهبط هو لمستواها يسألها بهلع:
-حور، حور ما الذي حدث؟!

ولكن دقيقة كانت المهلة لانتهاء تلك المسرحية التي احاكها عقلها الطفولي، لمح اهدابها رموشها وهي تهتز بسرعة وجفناها متوتران تحاول إغلاقهما وكأنها فقدت الوعي...
ليبتسم رغمًا عنه لاول مرة في وجودها على فعلها الطفولي الذي يدل على خوفها من عقابه...

أطالت عيناه النظر لتقاسيم وجهها الطفولية، بدايةً من بشرتها البيضاء، ورموشها السوداء الكثيفة التي تغطي عيناها الحالكة الكحيلة دومًا، حتى شفتاها المكتنزة الوردية ليقترب منها ببطء شديد مسلطًا انظاره على شفتاها، وقد وجد الطريقة التي سيجعلها تهب منتصبة من خلالها..!

بينما هي قلبها يدق كأقوى مضخة وهي تنتظر رد الفعل، وعندما شعرت بشفتاه تلمس شفتاها برقة شديدة كادت تُذيبها، لم تستطع السيطرة على تلك الشهقة التي ابتلعها هو في جوفه...!

بدأت تحرك جسدها كمحاولة منها ليتركها ولكنه لف يداه حول خصرها يضمها لها حتى ألصقها به، لا يدري لم هي خصيصا يشعر بذلك الشعور الغريب تجاهها، يشعر انه يريد امتلاكها، هو عاصي ، عاصي الذي كان اسمًا على مُسمى، فكانت لا توجد مَن تثير عواطفه بتلك السهولة، بل لا توجد اساساً...!

واخيرًا ابتعد على مضض عندما شعرت بأنفاسها بدأت تقل، بدأ يشعر انها تؤثر به بطريقة ما، وهذا ما لا يريده اطلاقًا، يجب ان يعود لخشونته وحدته!
وبالفعل نفذ ما امره به عقله لينهض فجأة ينفضها عنه وكأن وباءها اصابه للحظات...
حاولت هي الاخرى استعادت انفاسها اللاهثة من هجومه المفاجئ، المُحبب لقلبها!
وعندما نهضت وجدته يصيح فيها بحدة:
-غادري.

كانت تود الاعتراض، تود قول انها تريد استخدام المرحاض وستغادر على الفور، ولكن لم تستطع اذ صرخ فيها مره اخرى بانفعال واضح لا تعرف سببه:
-هياااا الى الخارج
بدأت شفتاها ترتعش بخوف وهي تشعر بقدماها تشبثت في الارض، وعند تلك الحركة تحديدًا خانته انظاره لتحدق بشفتاها مرة اخرى، وكأنها تطالبه بأعادة التهام شفتاها، وجوعه يزداد مطالبًا بها، كادت تغادر ولكنه اوقفها عندما جذبها من ذراعها هامسًا:
-انتظري..

نظرت لأنفاسه التي بدأت تعلو بسرعة وبخشونة، وفجأة انفجرت في بكاء حاد طفولي، لتتسع عيناه دهشةً وهو يسألها مستنكرًا:
-لماذا تبكي؟
أشارت بيدها كالأطفال تمامًا وهي تخبره:
-لانك لا تريد أن تستقر على رأي، مرة غادري ومرة اخرى انتظري، هل اغادر ام انتظر؟!
عندها لم يستطع تمالك نفسه، بل وفي لحظة شدها له وشفتاه تقابل شفتاها بشراسة مغموسة باللهفة!..

يريد الابتعاد ولكنه لا يستطع، بدأ يشعر أن شوقه لها لم ولن ينتهي كما لم يفعل مع اي امرأة سابقًا ابدًا...!
رفعها عن الارض بخفة حتى لم تعد قدماها تلامس الارض فتعلقت برقبته بتلقائية، انفاسها مسلوبة وهي تستسلم لمشاعرها الجارفة، هي لا تشعر سوى انها بين يداه الان...!
بينما هو داخله شيء يخبره انه عندما يعود لرشده سيندم اشد الندم على استسلامه لشوقه لقربها...

لم يكن عنيفًا معها بالطبع، كان رقيقًا، هادئًا، ولكنه ايضًا لم يكن عاشق يهمس لها بكلمات عشقه وشوقه الدفين...!

بعد مرور وقت...
صدرت طرقات هادئة على الباب، ليبتعد عاصي منتفضًا عن حور التي انكمشت بقلق، مرت دقيقتان والطرق مستمر، بينما هو يحاول تنظيم انفاسه وصوته الاجش، ليرد بصوت رجولي ولكنه مبحوح:
-نعم؟!
سمعها تقول بجدية من خلف الباب:
-خذ هذه الاقراص المانعة للحمل يا عاصي واعطيها لتلك الفصلية!
حينها حرك عيناه ببطء يحدق في حور التي كانت ساكنة بقلق اسفله ووجهها استوطنه الاحمرار الخجول، ثم اردف بهدوء تام:.

-لن تأخذ تلك الاقراص يا امي، يمكنك المغادرة وسألحق بكِ
وبالفعل سمع اثر خطواتها التي توضح انها غاضبة، بينما حور متسعة العينين تحاول استيعاب ما سمعته، معقول، هل يريد عاصي طفل منها هي؟!
وكأنه ادرك بما تفكر فنهض بسرعة وكأنه يحاول استعادة نفسه...
ولكن قبل ان يغادر نظر لها من طرف عيناه فتشدق ب:.

-اياكِ ان تعتقدي انني منعتها لحبي في الانجاب منكِ، ولكني فعلت ذلك حتى يصبح الالم اقوى عندما احرمك منه يا حور، مهما اذيتك الان لن تشعري بالألم بقدر ما ستشعرين به عندما تُحرمين من طفلك وتجدينه يكرهك!
ثم توجه للمرحاض تاركًا اياها تعاني صدمة قساوة كلماته...!

بعد أيام...
لم تتواصل ريم مع ظافر اطلاقًا منذ اخر مرة تركته فيها وركضت باكية قبل ان يلحق بها...
تشعر بالنيران تلتهم كبرياءها وانوثتها بقسوة تكاد تمزقها، حتى الان لا تتخيل ان ظافر فعلها وصفعها!
بل وكان في احضان اخرى...؟!
تأففت وهي تنهض بهدوء متوجهة للمرحاض علها تستطع اطفاء ذلك اللهب الذي يكمن في احشاءها يحثها على الانتقام منه...

خلعت -الروب- الخفيف الذي ترتديه ودلفت للمرحاض، في ذلك الوقت كان ظافر اسفل منزلها، ينظر يمينًا ويسارًا حتى لا يراه اي شخص وهو يتسلل لبلكون غرفتها بالطريقة التي لا يعرفها سواه...
دفع باب البلكون بقوة ليدلف للغرفة بالفعل ثم اغلقه مرة اخرى، وزع انظاره في انحاء الغرفة ليسمع صوت المياه من المرحاض..
فجلس على الفراش ينظر للورد الذي يحمله وبمنتصفه الشيكولاه التي تهواها ريم..

مرت دقائق حتى وجد ريم تخرج بهدوء تلف المنشفة على جسدها وتجفف خصلات شعرها برقة، وفجأة انتفضت صارخة بصوت مكتوم وهي تهمس بفزع:
-ظافر! ماذا تفعل في غرفتي؟!
ولكن ظافر كان في عالم اخر، عالم سلبت صورتها وهي هكذا عقله، بدت له ك قطعة السكر الذائبة التي تدعوه لتذوقها...

نهض ببطء وعيناه عصفت بها عاطفة لم يستطع اخفاؤها، بينما هي ابتلعت ريقها بتوتر وقلبها يكاد يخرج من مكانه، اغمضت عيناها تُذكر نفسها بما فعله، لتفتحها مرة اخرى بنظرة امطرها عقلها بالصلابة والحدة وهي تدفعه بعيدًا عنها مرددة:
-ابتعد عني، انا لستُ احدى عاهراتك او تلك العاهرة التي كانت بمنزلك
عندها هز رأسه نافيًا ببساطة:
-لم ألمسها اقسم لك، لم أقرب اي امرأة منذ اكثر من شهران! لم استطع.

بدت كلماته كاللغز، وهي فاشلة كل الفشل في حل الالغاز!..
كانت شاردة تحاول الوصول لمغزى كلماته، في اللحظات الذي اقترب هو اكثر منها وقد وصلها صوت انفاسه العالية التي تنم عن اقترابه لفقدان سيطرته، خاصةً وهو يتحسس بأبهامه النبض السريع عند رقبتها ولكن يداها اسرعت تمسك يداه وهي تحذره بصوت مرتعش:
-ظافر! نحن لسنا متزوجان..

حينها اغمض عيناه وهو يسيطر على جنونه بها، فاقترب منها يحتضنها بحنان، يشم رائحة شعرها التي يعشقها وهي يتأوه هامسًا:
-ااااه يا طفلتي، لو تعلمين بالشوق الذي يحرق ظافر...
ثانية واحدة مرت قبل ان تدفعه وهي تجز على أسنانها بعنف مستطردة:
-ما الذي كانت تفعله في منزلك وانت عاري الصدر؟! على الاقل اهتم بمظهري كأنثى
امسك وجهها بين يداه، يركز بعيناه على عيناها التي يتوه بينها، ليقول بهدوء:.

-انا كنت بمفردي اجلس عاري الصدر، واذ فجأةً اجدها عندي، فلم اركض لأغطي نفسي بالطبع يا ريم!
صمتت برهه قبل ان تحك جبينها بأرهاق متمتمة:
-حسنا، هذا ليس من شأني اساسًا، أنت مجرد اخ كبير لي ليس اكثر
حينها كاد يفقد اعصابه التالفة من قربها، ليهزها بعنف صارخًا بصوت شبه عالي:
-كم مرة اخبرتكِ انني لستُ اخاكِ، انتِ زوجتي، زوجتي يا ريم!
شهقت بخوف وهي تضع يدها على شفتاه مردفة:
-ستفضحنا ارجوك، غادر بسرعة.

وفجأة سمعت طرقات هادئة على الباب فاتسعت عيناها وهي تهمس له بلهفة:
-ارجووووك يا ظافر ارجوك!
زفر بعمق وهو يومئ موافقًا لها ثم استدار بالفعل يدلف للبلكون، ثم ارتدت ريم الروب بسرعة وهي تفتح الباب متنهدة تحاول تنظيم شتات انفاسها، لتتسع عيناها بصدمة حقيقية وهي ترى اخر واحدة توقعت رؤيتها الان...
ولم تلاحظ ظافر الذي تخفى في البلكون يود رؤية القادم ولم يغادر كما اخبرته ريم، لتتحدث هي موجهة حديثها لريم بخبث:.

-جئت لأهنئك يا صديقتي العزيزة ريم، لم اتوقع انكِ ستنجحين بتلك السرعة والسهولة في الايقاع ب ظافر! حقًا يجب ان ارفع لكِ القبعة انتِ تفوقتي عليّ ونفذتي في اسرع وقت!
وكانت الصدمة الاخرى لظافر الذي تجمد مكانه وكأن الوقت توقف عند تلك النقطة السوداء، فهو يرى طليقته وام طفله، بل ويعلم ولاول مره انها صديقة ريم!

حينها لم يتردد وهو يخرج من الغرفة بانفعال كالثور الهائج لتشهق ريم بخوف حقيقي وهي تراه يتوجه نحوها، و...

كانت أسيل ممسكة بذلك الهاتف الصغير بيدها تحدق بتلك الرسالة التي اُرسلت لها بذهول، فقد كان مكتوب بها
الرجل الذي تعشقينه يقضي وقت ممتع مع احدى عاهراته، وفي نفس الفندق الذي تُقيمين به في الغرفة رقم 102 الطابق الثاني، فاعل خير
هي كانت تعلم، تعلم انه منذ بداية زواجهم يخونها، يسهر مع العاهرات، ولكن شعور اللطمة ونيرانها في الواقع، يختلف جدًا عن مجرد العلم بها!

ركضت من دون تردد نحو تلك الغرفة، طرقت الباب عدة مرات بعنف، وبالفعل فتح لها طليقها ثامر وهو عاري الصدر فرمت نظرها خلفه لترى فتاة شقراء عارية في فراشه...!
بُهت هو الاخر من الذهول وهو يهمس:
-أسيل!
وهي لاول مره في حياتها ترفع يدها لتصفعه بكل الغل الذي يقلب حياتها رأسًا على عقب...
هي تعاني، تتألم، ينقبض صدرها عندما تتذكر انها تزوجت آخر بسبب تسرعه وانانيته، بينما هو يقضي اوقات ممتعة حتى بعد كل الذي صار!

ركضت عائدة نحو غرفتها وهي تبكي بصوت عالي، تشعر بقلبها يئن وجعًا، وجعًا من كثرته سيطر على فة حواسها فلم تعد تشعر سوى به، ولا يقودها سواه!
بمجرد ان دلفت للغرفة ورأت علي الذي كان يبدو انه يبحث عنها...
حتى اقتربت منه ببطء، وبملامح جامدة وقلب أثلجه الالم قالت:
-انا مستعدة لأتمام زواجي بك يا علي، انا اريد ان اصبح زوجتك قولاً وفعلاً...!

وبالنسبة لعاشق متيم دفن عشقه عندما رفضته معشوقته في الماضي لتتزوج بأخر، كان جزء داخله يرقص شوقًا وفرحًا، لهفةً في صكها بعلاماته التملكية...!
ولكن شخصية علي الجديدة التي تود الانتقام، خاصةً وهو يلاحظ الحالة التي يراها عليها لاول مره، جعلته يدفعها بعنف وهي تبدأ بخلع ثيابها بجمود، حتى سقطت على الفراش متأوهة ليزمجر هو فيها بجنون:.

-مَن الذي اخبركِ انني شهواني يا أسيل، انا اساسًا اشعر بالاشمئزاز منكِ، واخبرتكِ مرارًا وتكرارًا انكِ لا تثيريني ولو بشعرة!
ثم استدار ليغادر ولكن قبل ان يغادر لوى شفتاه متهكمًا بقسوة اوجعتها لاول مره:.

-وبالمناسبة، انا ذاهب لأحدى الفتيات في الغرفة المجاورة، احدى الفتيات التي تمتلك انوثة حقيقية فتجعلني انسى الهم هذا، وعذرا إن وصلتك اصواتنا ولكن اعتقد انكِ اعتدتي عليها اثناء فترة زواجك من ذلك الحقير...!
ثم استدار ليغادر صافعًا الباب خلفه دون كلمة اخرى، بل واخذ هاتفها واغلق الباب بالمفتاح دون ان يهتم بتلك المسكينة التي تتمزق من كل جانب...!

بينما عاصي يتجاهل حور تمامًا منذ ما حدث بينهما، وهي لم تكن تحتاج لمفسر يخبرها انه تغير بسبب ضعفه امامها، ضعفه وهو الذي لم يضعف ويخضع لرغبته امام اي امرأة حتى لو كانت فاتنة!..
عادت لعملها كخادمة وكانت تعد المشروبات لضيوفهم المهمين جدًا بالرغم من انها لا تعرف مَن هم، ولكن حماتها كانت مهتمة جدًا بما يخص عزيمتهم الليلة...

حركت رقبتها بألم وهي تحمل الصينية لتتوجه بها لهم، تنفست بعمق اكثر من مره، تحاول كتمان صوت صراخ كرامتها التي يزداد شرخها اكثر فأكثر كلما تلقت إهانات من والدة عاصي، كلما امرتها بالتنظيف او تحضير الطعام او او او...
تقدمت من الضيوف دون ان ترفع عيناها عن الصينية، ليتناول كل شخص المشروب منها وكلاً منهم يعتقد انها مجرد خادمة...!

حتى وصلت لعاصي، بالرغم من عدم رؤيتها له، ولكن رائحته الرجولية المميزة اخترقت انفها، فكادت تصدر آآه متوجعة رغمًا عنها منها، كم تخيلت لو انها تجلس جوار عاصي والجميع يعلم انها زوجته، يداها بيداه تحاور ضيوفه كسيدة منزل راقية...!
ولكنها اصبحت مجرد صفر على اليسار، مجرد خادمة!

انتهت ثم عادت للمطبخ تسير ببطء علها تسمعهم فتعلم مَن هم ولمَ تلك الزيارة، ولكن سمعت ما لا يرضيها عندما بدأت والدة عاصي تتحدث موجهة حديثها لاكبرهم:
-يا سيد هاشم، انا وبصراحة يُشرفني ان اطلب يد ابنتك الانسه ريهام لابني عاصي...
ثم نظرت لظافر بسرعة وهي تبتسم متساءلة:
-أليس كذلك يا عاصي؟ لن نجد لك زوجة افضل منها.....
حينها كانت الطلقة المُميتة بالنسبة لحور عندما اومأ عاصي مؤكدًا بهدوء تام:.

-نعم، انا اتمنى ريهام زوجة لي وام لاولادي!
فلم تستطع الصمود اذ ترنحت ببطء لتسقط مغشية عليها اسيرة تلك الصدمة...



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
بالصور: أجمل 10 موديلات فساتين زفاف بقصة حورية البحر Dora
0 1144 Dora
آرييل – قصة حياة الأميرة آرييل حورية البحر من ديزني دودى
0 1895 دودى
أول ظهور لحورية البحر بالغردقة 60 دقيقة تحت الماء Moha
0 430 Moha
حورية محمد - Horeya Mohamed Moha
0 595 Moha
حورية البحر..بين الحقيقة والخيال Moha
0 374 Moha

الكلمات الدلالية
رواية ، حورية ، شيطان ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 07:43 مساء