كانت ترتعـش وهي جالسة بين النسـوة.. ترتدي فستـان زفاف... لا لا هو لا يمت لفستان الزفاف بأي صلة !!
هو كـفن...
كــفن من اللون الأسود يلف جسدهـا لتُزج به وسط ظلمات حياتها الجديدة التي ستصبح قبرًا يضم جسدها كاتمًا عنه ملذات الحياة..!
نظرت بعيناها البنية اللامعة بدموع متصلبة، للاسود الذي ترتديه بناءًا على اوامر زوجها المصـون..
واضح كعين الشمس أن حياتها ستصبح مثل لونه تمامًا.. ولمَ لا... فهي مجرد "فصلية" !
اداة للصلح بين عائلتان تسرب التــار بينهما فكانت هي الحل الأمـثـل لوقف سيل الدماء...
ولكن لم تنتهي المشكلة على هذا بل ازدات تعقيدًا وكأن القدر يُقسم لها ان حياتها للاسف.... حالكة !
نظرت للنسوة من حولها.. الجميع هادئ يجلس ببرود..
فهذه العادة مُرسخة منذ القدم في "العراق"....
ويبدو انها لن تزول في بلدتهم الريفية الصغيرة..
وفجأة صمت الجميـع عندما ظهر زوجها المصون.. عاصيهـا وعاصي قلبهـا....
" عاصي الشهـاوي " ...
وقد كان اسمًا على مُسمى....
تقديم الرواية
لطالما كانت الضحية كارهه لجلادها، ولكن ماذا إن كانت عاشقة مُتيمة لجلادها الذي كان يقتنص إنتقامه منها ويسعى لنزيف روحها ليشفي داء الكره الذي أظلم حياته.... !!
فصول
رواية حورية بين يدي شيطان
رواية
حورية بين يدي
شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل الأول
في سكون الليل الحالك، كانت تركض ممسكة بيد شقيقها، تركض وتركض وكأنها في سباق، سباق النجاح فيه سيكون نصر العمر، والهزيمة مرارة لاذعة سترافق ذلك العمر!
كادت تسقط اكثر من مرة متعثرة ولكن شقيقها علي شد على يداها بقوة محذرًا بحدة:
-ارجوكِ اسرعي يا حور، كل دقيقة تمر ستؤثر في حياتك، وإن امسكوا بنا سنصبح حديث الصحف في الصباح!
-لا استطيع، قلبي سيتوقف.
كانت تلهث بصوت مسموع وهي تتحدث بسرعة، هي تعرف، لا بل متيقنة أنهم يبحثون عنهم الان في كل مكان!
وفجأة سمعوا صوت الطلق الناري قريب منهم جدًا، لدرجة أن جسد حور بدأ يرتعش بعنف مُثير للشفقة وهي تتمسك بيد شقيقها جيدًا...
وصدح صوت احدهم كالرعد وسط سكون الليل:
-توقفوا، إن لم تتوقفوا سأطلق النار
رغمًا عنها سقطت ارضًا، كل شيء يُعاكسها حتى اقدامها، لم تعد قادرة على الركض اكثر؟!
توقف علي هو الاخر يحاول جعلها تنهض ولكنها كانت كالطفلة تبكي وهي تمسك بقدمها التي استوطنتها العجز كما حياتها كلها...
ليُخرج علي سلاحه بتلقائية وهو ينظر للآخر الذي أصبح امامهم..
فزمجر فيه مسرعًا وكأنه يحذره من مصير أسود:
-لا تتدخل يا حسين واتركنا نذهب، أنت تعلم جيدًا أنني لن اترك شقيقتي تدفع اخطاء اخيها وادعك تأخذها فصلية ذليلة!
ابتسم المدعو حسين بسماجة وهو يهز رأسه نافيًا:.
-وانت تعلم جيدًا أنه أمر العشيرتان بعد الاجتماع، وتعلم جيدًا جدًا ماذا يحدث لمَن يخالف امر عشيرته!
وفجأة رفع الاثنان سلاحهما بوجه الاخر، وحور، حور سقطت في حفرة عميقة، قاسية وموجعة لتلك الروح التي تناجي الرحمة في قلوب مغشية!
رفعت رأسها فجأة تصرخ من وسط بكاءها:
-يكفي، اتوسل اليكم يكفي!
أشار لها حسين برأسه بحدة آمرًا:
-انهضي اذًا وتعالي معي بكل هدوء.
نظرت لشقيقها الذي احتدت عيناه السوداء لترمي شرارات من الغضب كالفتيل الذي على وشك التهام المحصول كله...
اقترب منهم حسين فجأة وتحرك علي في نفس اللحظات يسحب حور، فأطلق حسين الرصاص بعشوائية ومع حركة علي وتفاديه لها لم يصبه شيء، ولكن ازدادت صرخات حور التي شعرت وكأنها اصحبت في معركة دامية، معركة لن تنتهي الا بانتهاء احد الطرفين!
صرخ حسين وهو يحاول سحب حور:
-هيا تعالي ودعكِ من ذلك المتهور الأبله.
ولكن ذلك المتهور فعليًا، دفعه بعنف بعيدًا عن حور لدرجة أن حسين فقد توازنه ليسقط على الارض خلفه ولكن لسوء حظه كانت توجد حديدة قاسية بارزة غُرزت بمنتصف قلبه!
ليهرب علي بعد إلحاح حور الطويل...!
أفاقت حور من شرودها على صوت رفيقة دربها ريم وهي تهزها برفق متمتمة:
-حور، يا حوووور ما بك؟!
هزت رأسها ببطء ليخرج صوتها مبحوحًا لينًا كخشبة رقيقة لا تستطع أن تغرق وسط المياه ولا حتى أن تنفذ من موجاتها!..
شردت قليلاً في تلك الليلة المأساوية التي حولت حياتي للعبة طاولة يتحكمون بها الكبار !
عضت ريم على شفتاها بأس، لو سألوها ماذا يفعل الظلم في ذلك العالم لردت صراحة، انه تجمع كله ليصبح سوطا يجلد تلك الفتاة بلا رحمة!
ثم سرعان ما إنتبهت لحور وهي تستكمل ضاحكة بسخرية:
-ستقولين عني مجنونة إن اخبرتك أن جزء داخلي صغير جدًا سعيد بزواجي من عاصي..!
هزت رأسها نافية بابتسامة خالية من المرح:
-لا لن اقول يا عزيزتي لانني عاصرت ذلك الحب المخفي طوال سنوات.
نظرت حور للنافذة مرة اخرى وهي تهمس متابعة ببلاهه طفلة لا تدري ماذا تُحيك الحروف بفاهها:
-أ تعلمين يا ريم؟ آآ...
وكادت تكمل ولكن قاطعتها ريم بمرح المعتاد لتضيف مرحًا خاصًا على الاجواء المعكرة:
-وكيف سأعلم إن لم تخبريني يا حبيبة ريم!
ابتسمت حور ابتسامة صغيرة ثم استطردت بنبرة ليست هنا بل شاردة تصف تلك الضجة التي تسيطر على داخلها:.
-أشعر بقلبي يهتز بعنف، يهتز رعبًا من القادم، وكأنه يتمنى لو تزوجت شقيقه حسين رحمه الله، فيكون اكثر رحمةً بي، ولكنه ينهار، يرتجف كلما تذكر أن غضب ونار انتقام عاصي كالشياطين يمكن ان تحرق حتى روحه من كثرة غليانها!
ثم تهدج صوتها اكثر قائلة:
-وكلما نظرت في المرآة لأرى وجنتاي التي كانت تتوق للمسة منه، أرتجف عندما اتذكر أنها ستحمل علامات صفعاته بالتأكيد!
ثم مدت يدها تتحسس شفتاها الوردية الصغيرة:.
-وشفتاي، لن يُفتتن بها ولن تهمس بحبه كما توقعت، بل ستهمس بالتوسل والرجاء له فقط!
ثم اصبحت تضحك بهيسترية فجأة وهي تنظر لريم التي كادت تبكي تأثرًا بحال صديقتها الميؤس منه:
-بل احيانًا اُحدث نفسي انه صار وقتل اخي علي اخوه الثاني حسين لأتزوجه هو فيُستجاب دعائي الدائم بأن يصبح زوجي!
ثم اردفت باستنكار بعد ان تركت الضحك:
-ولكن إن كنت مبروكة لهذه الدرجة لمَ لم يُستجاب الجزء الثاني من دعائي يا ريم؟!
عقدت ريم ما بين حاجباها هامسة ببحة متأثرة:
-أي جزء؟!
لتجيب بقلب متمني متوجع بقدر تمنيه:
-أن يُصبح أب لأولادي يا ريم، أن يناديه اطفالي ب أبي!
رفعت ريم كتفاها بسرعة تحاول التخفيف عنها:
-وما ادراكِ بالغد يا عزيزتي؟! سيصبح أب لأولادك إن شاء الله
ابتسمت حور متهكمة بقوة:.
-على مَن تضحكين يا ريم؟ هل تتخيلين أن عاصي سيُنجب من أخت قاتل أخيه، ألا يكفي انه سيتزوجها فقط لينتقم منهم فيّ وليس خضوعًا لحكم العشيرة، خاصةً بعد قتل اخيه الثاني على يد نفس العائلة!
ثم ارتمت بأحضانها فجأة تشهق ببكاء عنيف، بكاء كانت تسده بصعوبة، بجدار واهي من التماسك، ولكن ذاك الجدار لم يعدر قادر على استيعاب قدرًا اكثر من البكاء الحاد...!
لتربت ريم على خصلاتها البنية برقة مغمغمة:.
-ابكي يا عزيزتي، ابكي يا رفيقة عمري ف غدًا ينتظر منكِ الصمود لأستيعاب ما سيحدث به!
اليوم التالي...
كانت ترتعش وهي جالسة بين النسوة، ترتدي فستان زفاف، لا لا هو لا يمت لفستان الزفاف بأي صلة!
هو كفن...
كفن من اللون الأسود يلف جسدها لتُزج به وسط ظلمات حياتها الجديدة التي ستصبح قبرًا يضم جسدها كاتمًا عنه ملذات الحياة..!
نظرت بعيناها البنية اللامعة بدموع متصلبة، للاسود الذي ترتديه بناءًا على اوامر زوجها المصون..
واضح كعين الشمس أن حياتها ستصبح مثل لونه تمامًا، ولمَ لا، فهي مجرد فصلية !
اداة للصلح بين عائلتان تسرب التار بينهما فكانت هي الحل الأمثل لوقف سيل الدماء...
ولكن لم تنتهي المشكلة على هذا بل ازدات تعقيدًا وكأن القدر يُقسم لها ان حياتها للاسف، حالكة!
نظرت للنسوة من حولها، الجميع هادئ يجلس ببرود..
فهذه العادة مُرسخة منذ القدم في العراق...
ويبدو انها لن تزول في بلدتهم الريفية الصغيرة..
وفجأة صمت الجميع عندما ظهر زوجها المصون، عاصيها وعاصي قلبها...
عاصي الشهاوي ...
وقد كان اسمًا على مُسمى...
سحبها من ذراعها دون أي كلمة وهو يحيي الجميع ببرود، اتجه بها نحو غرفتهم..
بدأ قلبها يرتعد بين ضلوعها، هي تعشقه حتى اُدمي قلبها بعشقه، وهو يكرهها!
معادلة غير متوازنة اطلاقًا...
لهذا فهي ترفض هذه الزيجة تمامًا، ولكن ما باليد حيلة!
ظلت تتراجع بالخلف بذعر ونبضاتها تكاد تتوقق عندما رمقها بنظرة مستذئبة وهو يردد بخشونة تليق بعيناه الزيتونية الحادة:
-مبارك يا...
ثم ضحك بسخرية وهو يُملي عيناه من فستانها الأسود شامتًا:
-يا عروس!
وقد أحمرت عيناه بغضب أسود كالمرجل أرعبها وهو يكمل:
-مبارك جحيمك، مبارك بداية عذابك يا حور
كان تنفسها مسموع، يثقل شيءً فشيء وهي تراه يخلع بدلته ببطء مُدمر لأعصاب تالفة من الاساس...!
بدأ يفتح ازرار قميصه وهو يحدق عيناها التي احتضنها فتيل من الذعر، خاصةً وهي تسأله بحروف متقطعة:
-م، ماذا تفعل؟
ظل يقترب منها ببطء، حتى اصبح امامها مباشرةً عيناه تشع كرهًا أصاب أعماق روحها المخبئة..
ثم رفع يده يسير بإصبعه على طول ذراعها وهو يُزيل فستانها رويدًا رويدًا ولم تخفى عنه تلك الرجفة العنيفة التي هزتها بعمق، ليكمل هامسًا بنبرة أجشة:.
-اليوم، دخلتنا إن لم تتذكري، وتعلمين جيدًا ان اهلي ينتظرون دليل طهارتك، وبالطبع إنتِ لا يرضيكِ أن يُقال عن عاصي الشهاوي أنه ليس برجل!
حاولت التمسك بفستانها كالطفلة، مهلاً ولمَ كما؟!
فهي بالفعل تُعد طفلة في بداية عامها العشرين..
وخرج صوتها مبحوحًا وهي ترجوه:
-ارجوك اتركني
ثم نظرت لعيناه متوسلة:
-لا تفعل هذا بي يا عاصي
تلوى ثغره بابتسامة ساخرة ثم سرعان ما اختفت ليعود لقسوته المقيتة وهو يخبرها:.
-ولمَ لم يرحموا اخواني هم يا حور؟ الاول قتله اخاكِ الاكبر بغير عمد كما يدعون والثاني قتله اخاكِ الاوسط عندما كاد أخي أن يأخذك فصيلة ظنًا منه انه يخلصك من العذاب ولكنه لم يعلم انه يرميكِ في العذاب بجهل!
عضت شفتاها بخوف ولم تنطق، لتشهق والخوف يكبر داخلها منتشرًا بكل خلية حية بجسدها عندما مزق فستانها بحركة مباغتة!
هي تعلم انه لن يكن متهاون حتى وهو يأخذ منها اعز ما تملك...
يأخذ الشيء الذي لو تغير الوقت والظروف لقدمته له وهي اسعد مخلوقة على وجه الارض...!
ثم بدأ يُقبل رقبتها بعنف متعمد، وهو يكبل خصرها بينما هي تتلوى بين ذراعاه بقوة...
لتصرخ فيه مستنجدة قلبه الحنون الذي تعلم انه يكمن داخله في احد الاركان التي اُظلمت بالكره:
-ارجووووك يا عاصي، ارجوك اتركني! ماذا تريد لتتركني وشأني!
لم يتردد وهو يجيب بجمود مُخيف:.
-اريد كل شيء، كل شيء حلو في حياتك، قلبك لأدميه وروحك لأقتلها بالحياة، وجسدك ليذكرك بعار ونجاسة عائلتك!
ولم يعطها الفرصة لنطق المزيد بل كان يكتم اعتراضها بشفتاه القاسية..
رفع لاعلى يداها التي تحاول دفعه ليمسكها بيد، ثم تقابلت شفتاه بشفتاها التي كانت ترتعش، والنار تشتعل بداخله اكثر، نار الانتقام الضارية، ونار اخرى تحرقه بقسوة لانه رغب في امتلاكها...
بينما يداه الاخرى تستبيح جسدها، و هي تتلوى بين يداه محاولة الفرار من بين مخالب معشوقها الوحيد...!
لتدفعه بعنف وهي تبكي بصوت عالي والفزع يفرض زمامه على روحها، ولكنه ظل يقترب منها...
كانت أسيل الشهاوي شقيقة عاصي الوحيدة تجلس على الفراش في احدى الغرف في فندق صغير نوعًا ما، تضم قدماها لصدرها وهي تحدق بالأرضية بشرود!
عيناها تحوي فراغ صادم للضجة التي تستوحش صدرها...!
رفعت عيناها بسرعة عندما سمعت صوت باب المرحاض لتجد علي الجبوري شقيق حور يطل ببروده المعتاد الذي استوطن روحه منذ أن التقى بها!..
عاري الصدر يسير ببرود حتى وصل أمامها فبدأ يتحدث بصوت ساخر:.
-ما بكِ يا امرأة، مَن يراكِ لا يظن أننا تزوجنا منذ ايام معدودة لا تكاد تتخطى العشر حتى!
ثم صدرت عنه ضحكة خشنة مغموسة بالحقد وهو يُذكرها بما تود نسيانه وبقوة:
-اووه، حقًا اعتذر نسيت أني لم اكن سوى مُحلل حتى تستطيعين العودة لزوجك الذي طلقك ثلاث مرات! وأن ذلك تم بدون علم اهلك الذين يعتقدون انكِ تعيشين هانئة مع زوجك في بغداد!
حينها فقط رفعت عيناها التي كانت بحر، بحر أزرق هائج وبجنون يرمي حروفها على هيئة شرارات:
-لا اكره في حياتي سواك وعائلتك يا قتلة! وخاصةً أنت، القاتل الذي لا يشعر بذرة ندم حتى على قتله! لذا قدم لي معروف واحرمني من سماع صوتك الرائع...
وبالرغم من ان داخله كان يتلوى وكأنه يود الانقضاض عليها، الا انه قال بنبرة قاسية تحمل نمطًا واضحًا من الشماتة:.
-لا ألومك على كرهك لي ولعائلتي، ولكن ما اتعجب منه وبشدة هو حبك المرضي لذلك الرجل الذي لا يكف عن ضربك وسبك كاليتيمة!
جزت على أسنانها الصغيرة بصمت ولم تُعلق، هي لا تجرؤ أن تنطق بشيء من الاساس...!
ألم يكن هو مَن خلصها من يد زوجها عندما كان يضربها وهو يسحبها قصرًا معه يريدها ان تترك ذلك الفندق الذي جاءت اليه مع اخر يوم في عدتها لانها تعلم انه سيبحث عنها في منزلهم الذي تركه اثناء فترة العدة ليبحث عن مُحلل...!
هو هكذا وسيظل هكذا، قاسي، متسرع وغيور بدرجة لا تُطاق، بمجرد ان يفقد اعصابه يُطلقها لدرجة انه هشم روحها بكلماته، ولكنها تعشقه؟!
قد يكون عشق مرضي كما قال علي ولكنه تسرب لأوردتها وانتهى الامر...!
انتبهت ل علي الذي كاد يتجه للدولاب وهو يتذكر ذلك الوقت، يتذكر عندما علم وسط الكلام من زوجها انه يبحث عن محلل سيعطيه المال مقابل ذلك، وبمحض الصدفة علم انها تكون شقيقة عاصي الشهاوي ليس سواها، فلم يتردد وهو يعرض نفسه ك مُحلل على زوجها الأبله!
وعندما وجد منه التردد الكبير خاصةً عندما علم ان علي هو قاتل شقيق زوجته، هدده انه سيخبر اهل اسيل عما تتلقاه ابنتهم من زوجها المصون وسيخبر على وجه الخصوص عاصي الشهاوي الذي ربما يقتل زوجها في التو!..
ولكن بالطبع أوضح له بل وأقنعه انه يفعل ذلك لحاجته للأموال بسبب هروبه دون اخذ الاموال الكافية بالرغم من ان علي اخذ كل رصيده في البنك!..
ولكنه كان يتصرف بدافع واحد فقط، بدافع الأنتقام!
الأنتقام من عاصي الذي هو متيقن انه يُذيق شقيقته المسكينة حور اسوء انواع العذاب النفسي والجسدي...!
استفاق من شروده على نظرات أسيل الشاردة، فلم يترك الفرصة لأهانتها وهو يستطرد:
-اعتذر عن خروجي عاري الصدر فأنا لم اعتاد على كوني متزوج، اعتدت ان دائمًا لا يكون مكانك سوى احدى العاهرات فقط!
وايضًا ابتلعت غصة مؤلم كانت كالأشواك تمزق حلقها وهي تبتلعها بصمت...
لتشهق فجأة بعنف وهي تراه يميل عليها فجأة لتعود للخلف بحركة تلقائية حتى اصبحت متمددة على الفراش وهو فوقها ولكن دون ان يلمسها، انفاسه الساخنة تلفح وجهها الذي اصبح شاحب والتوتر يستولي على قسماته...
فهمست بصوت مبحوح ظهر التوتر به جليًا:
-ماذا ت، ماذا تريد يا علي، ابتعد!
رفع حاجبه الأيسر يتهكم بقوة:
-أليس من المفترض أن يكون زواجنا مكتمل حتى تصبح عودتك لزوجك صحيحة وحلال شرعًا!؟
هزت رأسها نافية بسرعة:.
-لا، أنت لن تمس شعرة مني الا على جثتي!
مد يده يتحسس جانب وجهها، ثم وببطء شديد ثغرها الوردي رغم شحوبه، ثم رفع حاجباه بتعجب مصطنع:
-على حد علمي ديننا يقول هذا، ام انكم تدعون لدينًا جديدًا؟!
-ليس لك دخل، يكفي ان تبتعد عني
صرخت بها وهي تمسك ملابسها وكأنها تحتمي بها من ذلك ال علي !..
ولكن مع لمعة عيناه الشرسة، وعقله الذي يضاهيها لمعة الخبث التي زجها الشيطان بين ثناياه، كان وبحركة مباغتة يمزق فستانها الرقيق لتشهق هي بعنف مزمجرة فيه بهيسترية:
-ابتعد عني، اتركني ماذا تفعل
ولكنه لم يأبه بها، ظل يمزقه بغل واضح عندما مزق الفستان تمامًا، كان ينظر لجسدها المُعرى لاويًا شفتاه بسخرية لاذعة وهو يقول:
-لا تقلقي، لن أقترب منكِ لان ليس أنا من يأخذ بقايا غيره!
وألقى نظره اخيرة عليها بازدراد واضح قبل ان يخبرها:
-ثم انك لا تثيرين فيّ ما تثيره طفلة حتى! سأذهب لأبدل ثيابي و يُستحسن أن تبدلي تلك الثياب ايضًا، لربما يشك طليقك بكِ فتتلقين ضربًا مبرحًا كالعادة!
شدد على كلمة طليقك وكأنه يدفنها بعقلها لانه وببساطة القلب خارج حساباته...!
وبالرغم من طبيعة علي وشراسته الحالية لينتقم، الا انه متملك وغيور على اي شيء يمتلكه حتى لو كان يمقته!..
وبمجرد ان دلف للمرحاض مرة اخرى بدأت هي تبكي بصوت مكتوم وهي تدفن وجهها بين قدماها، لا تدري ما القادم ولكنها تشعر انه سيء، سيء جدًا!..
تاااابع اسفل