يدُق الباب فتعتقد رنا انها نور فتضيق عيناها في تعجب و... ما تدخلي على طول يا نور فيدخل حسام وهو يحمل باقة ورد حمراء في يده ويرد بأبتسامة: ولو مش نور، ينفع أدخل؟ فتنظر له رنا وهي فارغةً شفتيها في صدمة و... هو أنت! فيقترب حسام منها وهو ينظر لها بحب ويمد يده لها بالورد و.. طب خدى دا الأول.
ولوهله كانت رنا ستمد يدها وتأخذه ولكنها تذكرت عندما رأيته في مكتبه مع تلك الفتاة التي تسمى راندا فبعدت يدها على الفور ونظرت في الجهه الاخرى فيفهم حسام وينظر لها ويهتف بضيق.. للدرجة دي مش طيقاني رنا والدموع بعيونها: مين قالك اني هنا؟ فيقترب حسام من السرير الخاص بها ويجلس بجانبها ويمد يده ليدير وجهها ناحيته ويجعلها تنظر له فينظر في عيونها بحب ويتابع قائلاً.. طب ممكن تبصيلي وانتى بتتكلمي.
رنا بتوتر من نظره عيونه: عايز اية يا حسام؟!، ومين قالك اني هنا؟ في تلك اللحظة تفتح نور الباب وتدخل بتوتر وكأنها المُنقذ لحسام و... نور وهي تمثل الصدمة: اية دا حسام رنا وهي ترفع حاجبها: لا والله، دا على اساس ان حد غيرك قاله نور: دايما ظلمانى كدة يا روني رنا بحدة: قولتيله لية يا نور، محدش غيرك يعرف اني هنا، لية روحتي كلمتيه؟ وتأخذ نفس عميق وتكمل بنفس الحدة ب انا مش عاوزاه هنا فتقترب نور وتمسك يدها وترد ب.
روني يا حبيبتي، انتى لازم تسمعيه الاول، يمكن هو فعلاً ماخانكيش صاحت رنا بغضب: اسمع ازاى وانا شوفته بعيني حسام بحزن: مش كل إلي بنشوفه بيكون الحقيقة يا رنا نور: احم طب انا هروح اشوف الدكتور عشان كان عاوزني رنا بأعتراض: آآ لا آآ فتفتح الباب نور وتخرج على الفور فيتابع حسام حديثه.. عندك استعداد تسمعيني يا رنا ولا هتعملي زى المرة إلي فاتت رنا بتنهيدة: قول يا حسام، نعم؟ نظر لها حسام ثم تنهد قائلاً..
انا فعلا ما أعرفهاش يا رنا، انا كنت قاعد عادى ولاقيتها دخلت و، يقص حسام ما حدث ذاك اليوم على مسامع رنا ثم يتابع بجدية.. حسام: بس، والله يا رنا اول مرة تقول لما قالت ادامك انها خطيبتي وبحاول اعرف كل حاجة عنها واية قصتها وعايزة اية مني فتشعر رنا من كلامه انه صادق بالفعل ولكن عقلها لا يصدق هذا و.. رنا بثبات: انا لازم اتأكد يا حسام و.. فيقاطعها حسام ب: يعني انتي مش مصدقاني يا رنا.
رنا بأرتباك: آآ لا بس يعني أقصد آآ هتف حسام بحنية: خلاص يا رنا، حاولي تصدقيني، انا عمرى ما حبيت غيرك ولا اقدر اخونك، واول ما أعرف كل حاجة عنها اوعدك انها هي كمان إلي هتيجي تقولك الحقيقة فتهز رنا رأسها بأبتسامة رضا فيتنهد حسام ويمسك يدها.
في احدى الاحياء الشعبية بمصر ( شقة إيجار ) تستيقظ إسراء لتجد نفسها تنام على سرير بجانب حمدى وتنظر له بصدمة ثم تنظر على الارض فتجد ملابسها مُلقاة على الارض بجانب السرير فتنظر لنفسها وتبدأ بالبكاء والنحيب ويتستيقظ حمدى على صوتها و... حمدى وهو يفتح عينه: في اية يا عروستي مالك؟! إسراء بأنهيار: مالي، لا خالص مليش، صحيت لاقيت نفسي ف حضن واحد حمدى بخبث: واحد اية يا حبيبتي انا جوزك، انتى نسيتي ولا اية.
ويعتدل في جلسته ويتابع ب ثم انا ما غصبتكيش على حاجة، كله كان بمزاجك يا حبيبتي فتزداد إسراء في البكاء ويتأفف حمدى ويبعد الغطاء عنه ويقوم يدخل الحمام ويخرج يرتدى ملابسه واسراء مازالت تبكي و... حمدى: ما خلاص يا اسراء، في اية ل دا كله، قولتلك احنا ما عملناش حاجة غلط إسراء: انا خايفة اوى يا حمدى فيقترب منها حمدى وينظر لها بحنية زائفة و.. ماتخافيش يا حبيبتي وماتقلقيش باباكي مش هيعرف حاجة.
ثم يقوم ويذهب للمرأه ويسرح شعره وهو ينظر لها بالمرأة ويتابع: يلا بقا قومي خدى دش وغيرى هدومك وظبطي نفسك وروحى عشان باباكي كدة هيشك إسراء: هو احنا فين طب؟ حمدى بأبتسامة: احنا ف شقة واحد صحبي، يلا انا لازم امشي ضرورى وانتى اكيد هتعرفي تروحي إسراء بشهقات: ربنا يستر ويذهب حمدى ويفتح باب الغرفة ويخرج وتسمع اسراء صوت باب الشقة وهو يُغلق فتتأكد من ذهاب حمدى فتنهض من على السرير وتدخل الحمام.
في المستشفي الخاص يجلس حسام ورنا في الغرفة كما كانوا وحسام ممسك بيدها ويتحدثوا في شتي الامور حتى هتف حسام بجدية قائلاً.. رنا هروح بقا عشان اشوف آآ موضوع الدفن وكدة فتدمع عيون رنا وتنظر للجهه الاخرى لتدارى دموعها و.. حسام: رنا، بصيلي فتدير رنا وجهها وتنظر له فيمد حسام يده ويمسح دموعها برقة ويتابع بحب: مش عايزين دموع تاني، ادعيلها وانا ما بأحبش اشوفك بتعيطي ابدا، يلا اضحكي.
فتتنهد رنا بحزن وتحاول ان ترسم الابتسامة على وجهها ولكن تفشل و.. ازاى يا حسام، انا كل ما أفتكر بحس اني هموت وراها فيقاطعها حسام: بعيد الشر، اوعي تقولي كدة، انا عارف انها صعبة، بس دي ارادة ربنا.
رنا بحزن: ونعم بالله، بس عارف يعني اية أمك تموت، يعني احن واحدة عليك ماتت، محدش هيحبني ولا هيخاف عليا ادها، انا نص ضهرى اتقطم لما بابا مات، دلوقتي انا اتكسرت تماما بعد موت ماما، انا لسة مش متخيلة انى مش هأشوفها تانى ابدا انا بقيت يتيمة يا حسام وتنهار مرة اخرى في البكاء فيحزن حسام ويفرد يده ويحيطها بدراعه ويضمها بحنان بالغ فتستكين رنا في حضنه وتعلو شهقاتها و.. حسام: اهدى يا رنا بقا عشان خاطرى.
وبعد دقائق محدودة تهدأ رنا قليلاً وتبتعد عن حسام وتنظر له بأعين دامعة و.. انا عايزة اخرج انا هأجي معاك حسام بأعتراض: لا يا حبيبتي، انتى تعبانة، انا هروح اشوف الاجراءات اللازمة ونظبط الدفن وكدة، صحيح هي والدتك هتدفن فين؟ رنا: جمب بابا في (، ). حسام: ماشي يا حبيبتي، حاولي تنامي انتي وانا هشوف الدكتور هيقول اية وساعة كدة ولا ساعتين وهأجيلك تاني رنا بأبتسامة صفراء: ماشي.
رجل ذو شارب ابيض وعيونه سوداء واسعة وشعره ابيض إلي حدا ما ويبدو على شكله الصرامة ومن يراه يعطيه خمسون او ستون سنة ويرتدى بدلة سوداء وطاقية كبيرة إلي حدا ما ويشرب سيجارة ويزفر الهواء بغضب يجلس على كرسي ويحركه وامامه اريكة استوديوم وعلى الجانب مكتبه وخارج الغرفة صالة واسعة و يوجد بها انترية وتلفاز وصورة كبيرة على الحائط لأمرأة تبدو في الاربعينات من عمرها ذات ملامح جميلة ووجه بشوش.
في داخل الغرفة مازال يحرك ذاك الرجل الكرسي بغضب وتوتر ويقف امامه صديق فهمي وينطق بصعوبة ب.. اهدى يا باشا وكل حاجة هتتحل اهدى ازاااى وهتتحل ازاى بردو يا فليسوف زمانك، قولتلك نخلص من الواد دا وانت إلي فضلت تقنعني آآ واستفادنا منه ساعتها يا باشا اتصرررررف انا لازم اخلص من الواد بسررررعة، دا بيدعبس ورانا كتير ولو رجلي جت ف الموضوع همحيكوا من ع وش الدنيا ساااامع سامع يا باشا سامع.
في احدى الاحياء الشعبية تخرج إسراء من الحمام وتنشف شعرها بالمنشفة وهي تنظر في المرأة بحزن لنفسها وتجلس على الكرسي وتمسك المشط وتبدأ بتمشيط شعرها وهي تتذكر ما حدث منذ ساعات.
فلاش باك يحتضن حمدى إسراء بعد ان وقعت على اوراق الزواج العرفي ويصب كأس ويشربه و... حمدى: يلا يا إسراء بقا إسراء بتوتر: يلا فين؟ فيشدها حمدى وتأخذ شنطتها ويرد ب يلا بس وهتعرفي اما نوصل يا سوو فتسير إسراء معه في توتر ويخرجوا من ذلك الملهي و... حمدى: ثوانى وراجعلك.
ويذهب بأتجاه احدى السيارات التي يركبها شاب ويتحدث معه ثم يبتسم ويأخذ منه المفاتيح ويرجع لأسراء بأبتسامة غريبة ولم تعلم إسراء سر تلك الأبتسامة وينزل ذاك الشاب من السيارة ويركب حمدى وإسراء بالسيارة وينطلق حمدى إلي مكان ما و... إسراء وهي تفرك اصابعها في توتر.. احنا رايحين فين يا حمدى حمدى بملل: يوه يا إسراء اصبرى شوية وهتعرفي فتوافق إسراء على مضض وتصمت.
بعد دقائق يصلوا إلي احدى العمارات الكبيرة وتستغرب إسراء ويبتسم حمدى ويأخذها ويطلعوا إلي شقة ويدخلوا ويغلق حمدى الباب بالمفتاح ويهتف قائلا.. يلا ادخلي بقا مالك واقفة كدة لية إسراء: آآ انت قفلت الباب بالمفتاح لية؟ حمدى بمكر: عادى ويذهب للمطبخ ويخرج كوبين ويضع شيئا ما بالكوب ثم يخرج ويعطيه لأسراء لتشربه و... حمدى: يلا يا سوو اشربي إسراء: لا انا مش بأشرب خمرة حمدى بخبث: دي مش خمرة دا عصير عنب بس، يلا اشربي.
فتمسك إسراء الكوب في توتر وتشربه ويشرب حمدى الخمر وهو ينظر لها ويترك الكوب ويقترب منها ببطئ ويحتضنها وإسراء صامتة ويفك الطرحة لها ويقبلها ثم يحملها ويدخلوا إلي غرفة النوم ويغلق الباب بااااك.
تفيق إسراء من شرودها وتذهب للمطبخ على الفور وتبحث في كل ركن فيه ولكن دون جدوى وتستدير لتخرج فتلمح دواء مرمى في سلة القمامة فتستغرب وتمد يدها لتأخذه وتمسكه وتقرأ اسمه وتنصدم وهي تتذكر ماحدث.
تفيق إسراء من شرودها وتذهب للمطبخ على الفور وتبحث في كل ركن فيه ولكن دون جدوى وتلف لتخرج فتلمح دواء مرمى في سلة القمامة فتستغرب وتمد يدها لتأخذه وتمسكه وتقرأ اسمه وتنصدم وهي تتذكر ماحدث بعدما شربت من عصير العنب كما قال حمدى.
وبحكم ان إسراء خريجة كلية صيدلة وصيدلية علمت ذلك الدواء وهو يجعل الشخص يرى كل شيئ وواعي ولكن غير قادر على اى نوع من المقاومة وتغضب وفي نفس الوقت تدمع عيناها فهي أحببته بشدة ذاك الأحمق ولم تفهم لماذا فعل هذا وتتذكر انها لا تملك نسخة من ورقة الزواج العرفي فتخاف وتجرى إلي الغرفة على الفور وتبدل ملابسها في عجلة وترتدى حجابها وتأخذ شنطتها وتخرج من الغرفة وهي تنظر على الشقة بأكملها ثم تخرج من الشقة نفسها وترزع الباب خلفها.
في المستشفي الخاص ينهي حسام إجراءات الدفن الخاصة بوالدة رنا وسبب الوفاة ويأخذ تصريح الدفن ويجرى اتصالاته ويستعدوا لدفن هنا ويذهب لغرفة رنا ويطرق الباب فلا ترد ويطرق مرة اخرى ولكن دون جدوى فيقلق ويفتح الباب ليجد رنا تغط في نوم عميق فيتنهد براحة ويقترب منها ويتأمل ملامحها ويهتف بهدوء.. الله، عاملة شبه الملاك وهي نايمة.
وتطير خصله من شعرها البني على عيناها فيمد حسام يده ويزيح تلك الخصله عنها ويتحسس وجنتها بحب ويلتفت ليخرج فيخبط الزهرية التي كانت على ( الكمدينو ) بجانب السرير من دون قصد فتقع تنكسر وتفيق رنا بخضة على صوت الكسر و... رنا بخضة: في ايية؟ حسام: انا اسف خبطها غصب عني رنا: ولا يهمك، خلصت تصريح الدفن حسام: اها وكنت جايلك لاقيتك نمتي مكنتش عاوز اصحيكي رنا بأعتراض: لا انا هأجي طبعا، والدكتور قالك اية ممكن اخرج؟
فينظر لها حسام ويبتسم ويخرج ويغلق الباب خلفه وتنهض رنا وتفتح الحقيبة التي جلبتها لها نور من منزلها وتغير ملابسها.
في مصر القديمة ( منزل خالد ) تطرق والدة خالد باب غرفته فيأذن خالد بالدخول فتدخل والدته وتبتسم عندما تراه يرتدى ملابس عمله و... والدته بسعادة: اية دا اخيرا هترجع شغلك خالد بأبتسامة صفراء: اه يا ماما والدته بتساؤل: اية سر التغيير دا، دا محدش قدر يقنعك حتى حسام نفسه خالد بسعادة داخلية: حلمت بندى والدته: بجد، مجرد حلم يعمل كدة خالد: لا دا مش مجرد حلم انا حلمت ان.
خالد في مكان مظلم جدا ويجلس بنفس الحالة المرزية وحزين ووجهه دابل وتحت عيونه اسود وجسمه هزيل من قلة الطعام فتأتي ندى من بعيد وبمجرد ما يراها خالد يبتسم وتبادله ندى الابتسامة وتقترب منه حتى تصبح مقابلة له تماما و... ازيك يا خالد خالد: مش كويس، من ساعة ما روحتي وانا مش بتمني غير الموت ندى: لا، انا عمرى ما عرفت ان خالد ضعيف ولا بالشكل دا، انت لازم ترجع لشغلك.
خالد: بس انا نفسي انتي إلي ترجعي وتدمع عيناه بحزن فتقترب منه ندى اكثر وتمسح دموعه وتبتسم وترد ب لو عاوزني ارجع يبقي لااازم ترجع لشغلك ولحياتك وف اسرع وقت خالد وهو عاقد حاجبيه: مش فاهم ندى: اررجع شغلك وهتفهم، سلام وتختفي في الظلام ويستيقظ خالد وعلى وجهه ابتسامة ف حتى لو لم يراها فعلياً فلقد رأها في حلمه.
والدته: طب الحمدلله يابني فيأتي خالد بأتجاهها ويقبل يدها بحب و... ادعيلي ياست الكل والدته وهي تحتضنه: بدعيلك والله يا حبيبي فيبتسم خالد ويخرج ويرتدى حذائه ويسير بأتجاه القسم.
في المستشفي الخاص.
تأتي نور من منزلها بعدما بدلت ملابسها وتنهي رنا تبديل ملابسها ايضا ويذهب كلا منهم ويأخذوا تصريح الدفن ويستلموا جثة السيدة هنا وتنهاار رنا مرة اخرى كلما تذكرت موت والدتها ويصلوا إلي الترب التي يدُفن فيها والد رنا واثناء دفن هنا لم تكف رنا عن البكاء الحاد ونور بجانبها وتبكي ايضا وتحاول ان تهدأ نور وحسام يقف مع الرجال ويتم دفن هنا ويبدأ الناس بتعزية رنا وحسام ويذهب الجميع وتبقي رنا ونور وحسام وتجلس رنا بجانب التربة وتبدأ بالبكاء والنحيب و...
لية يا أمي سبتيني، مش قولتي انك ندمانة وانك مش هتسبيني تاني، اهو سبتيني وبقيت لوحدى، محدش هيحبني ادك يا حبيبتي محدش هيقولي خدى بالك من نفسك وماتعمليش كدة، انتى إلي كنتى مصبراني على فراق بابا ومالك لكن دلوقتي انا بقيت يتيمة الأب والأم، ربنا يرحمك يا امي ربنا يرحمك يا حبيبتي ويجعل مثواكى الجنة يارب ويقف حسام ونور يتابعوها في حزن ثم يقترب منها حسام ويتكأ يجلس على ركبتيه في مقابلها و...
خلاص يا حبيبتي اهدى ويلا نمشي عشان ترتاحي رنا وكأنها تذكرت شيئاً: عمو عبده، ما كلمناش عمو عبده حسام بأستغراب: مين عبده؟! رنا: جوز ماما، كلمه يا حسام كلمه يلا وتخرج موبايلها من الشنطة وتعطيه موبايلها فيمسك الموبايل ويبحث عن رقم عبده ويتصل به وينتظر الرد ولا يرد عبده فيتصل حسام مرة اخرى وبعد قليل يرد عبده بصوت حزين.. الوو ايوة يا رنا.
انا مش رنا، انا حسام، آآ احم يعني احنا دفنا الحاجة زينب الله يرحمها ونسينا نتصل بحضرتك بعتذر بجد ماشي يابني كتر خيرك، سلام سلام ويغلق الهاتف ويعيطيه ل رنا وتقوم رنا معه وتستند على نور ويصلوا إلي منزل عبدالله البهنساوى ويطرقوا الباب وتفتح لهم الخادمة ويدخلوا دون كلمة ليجدوا عبدالله يجلس على الانترية ويتابع عمله على الحاسوب الخاص به فيندهش كلا من نور وحسام ويتذكر حسام كلام رنا.
فلاش باك يوم سفر حسام من ألمانيا تجلس رنا على السرير بجانب حسام وتتابع بحزن ب هأ، بابا، هو رباني اه واداني فلوس لكن عمره ما ادانى ولا هيديني حنية اب او ام، دا انا لو اتأخرت مش هيلاحظ، لو مُت ممكن يكتشف بالصدفة بس، بابا مهتم بيا عن طريق الفلوس بس مش عن طريق المعاملة يا حسام باااااك.
يفيق حسام من شروده على صوت عبدالله الذي انتبه لوجودهم وينهض ويترك الحاسوب وهو ينظر لهم و.. جيتي يا رنا، البقاء لله، معلش ماعرفتش اجيلك يا حبيبتي كنت مشغول جدااا فتبتسم رنا بسخرية وتطلع إلي غرفتها دون ان تنطق وتتبعها نور و.. حسام وهو يتنحنح في حرج: طب عن اذنك، انا هأمشي بقا سلام عبدالله: مع السلامة.
ويخرج حسام من المنزل وهو في حالة استغراب تماما وتأكد من كلام رنا تجاه والدها ويركب سيارته وينطلق بطريقه الى قسم شرطة الجيزة.
في قسم شرطة الجيزة يسير خالد في القسم وعلى وجهه ابتسامة ويذهب بأتجاه مكتب حسام ليراه بعد فترة طويلة إلي حدا ما ويوقف طريقه صوت رأفت باشا العالي الذي سمعه وهو يعبر امام مكتبه فيقف خالد ليعرف ما يحدث وماهو سبب هذا الصوت العالي ويمد يده ليطرُق الباب ولكن يتوقف بصدمة وهو يحاول استيعاب ما سمعه للتو.
يسير خالد في القسم وعلى وجهه ابتسامة ويذهب بأتجاه مكتب حسام ليراه بعد فترة طويلة إلي حدا ما ويوقف طريقه صوت رأفت باشا العالي الذي سمعه وهو يعبر امام مكتبه فيقف خالد ليعرف ما يحدث وماهو سبب هذا الصوت العالي ويمد يده ليطرُق الباب ولكن يتوقف بصدمة وهو يحاول استيعاب ما سمعه للتو ويغمض عيناه ويفتحها مرة اخرى اثر الصدمة ويذهب سريعا من المكتب ويتجه لمكتبه وهو ما زال مصدوم ويجلس على كرسي مكتبه ويضع يده بجانب رأسه وهو يتذكر ما قاله رئيس القسم رأفت العيسوى.
رأفت بغضب: لاااازم نخلص من الواد حسام، دا قررررفني جدا وهيطلع عينكوا، انا حذررررررتك وانت حر، سلام ثم يحدث نفسه في حيرة.. طب لية رأفت عايز يخلص من حسام، واية إلي بينه وبين حسام ما يمكن مش قصده ع حسام صاحبك انت ايش عرفك لا بس انا حاسس انه قصده حسام صاحبي لا يمكن انت بس عشان بتحب صاحبك وقلقان عليه لا ازاى انا هأقوول لحسام احسن حل انت كدة هتقلقه وتشككه ع الفاضي يوووووه بقا انا مش عارف.
ويتنهد بضيق ثم يمد يده ويفتح الدرج الخاص بمكتبه ويخرج منه ورقة وقلم رصاص ويضعهم امامه ويبدأ بالتفكير وهو ( بيشخبط ) على الورق.
في احدى الاحياء الشعبية تصل إسراء امام العمارة التي يسكنوا بها وهي في قمة توترها وحزنها على حب عمرها وتأخذ نفس عميق ثم تدخل العمارة وتكون الساعة 11 مساءاً وفي ذلك الوقت تكون سيدة ما تقف في الشباك وتراها وتمط شفتيها في عدم رضا وهي تقول.. يا حسررة، بنات اخر زمن.
وتصل إسراء امام منزلهم وتمد يدها لتطرق الباب وترجعها مرة اخرى من خوفها من والدها فهي تعرف والدها جيدا لا يحب التأخير خارج المنزل وصارم وتطرق الباب اخيرا وبعد ثواني يفتح لها والدها بوجه غاضب و... ادخلي يا هانم فتدخل إسراء وهي تبتلع ريقها بخوف فيغلق والدها الباب ويستدير ويقف مقابلها ويضع يداه الاثنين خلف ظهره و... كنتى فين لحد دلوقتي؟ إسراء بأرتباك: كنت آآ ك كنت عند صحبتي ساندى يا بابا.
الاب: واتأخرتي لحد دلوقتي لييية؟ إسراء: الكلام اخدنا وماحسناش بيه الاب: اول واخر مرة، بعد كدة اقسم بالله ماهتخرجي م البيت يا إسراء إسراء: حاضر يا بابا حاضر وتنصرف إسراء بسرعة وتدخل غرفتها وتغلق الباب وتجلس على السرير وتبدأ ف البكاء الحاد وهي تحاول كتم شهقاتها.
في احدى البارات يجلس حمدى امام منضدة هو وشخصاً ما وامامهم كاسات خمر وحمدى يبتسم بشر وهو ينظر لذلك الشخص و... حمدى: اية رائيك يا باشا؟! الشخص: تمام يا حمدى حمدى بأبتسامة غرور: طبعا يا باشا دا انا حمدى مش اى حد الشخص: هأ ماشي يا حمدى فين الشريط بقا؟! فيمد حمدى يده ويمسك الكوب ويشرب وهو يقول بمكر: اه الشريط، موجود يا باشا بس قبلها عايز باقي الفلوس بتاعتي الشخص: هتأخدهم بس اتأكد انه هو الشريط.
حمدى: اممم ماشي الشريط اهو يا باشا ويمد يده في جيبه ويخرج شريط فيديو ويضعه على المنضدة امام ذاك الشخص فيمسكه الشخص ويضعه في اللاب توب الخاص به فيفتح الفيديو وتكون إسراء وحمدى في اوضاع مُخلة فيبتسم بشر ويخرج الاموال من جيبه ويضعها امام حمدى فيأخذها حمدى بسرعة و... العين وحشة يا باشا، انا بخاف ع فلووسي، اه اومال اية ويضعهم في جيبه وينهض من على كرسيه وهو يهتف بسخرية.. سلام يا باشا، إلي اللقاء هأ.
في منزل عبدالله البهنساوى تجلس رنا في غرفتها على السرير الخاص بها وهي حزينة وشاردة تماما وتتذكر والدتها ومواقفها معها وهي صغيرة وتحزن بشدة وتفر دمعة من عيونها فتمسحها وتتنهد بحزن ويُطرق باب غرفتها ويدخل عبدالله فتبتسم رنا ابتسامة سخرية بمجرد ان تراه وتقول لنفسها.. عبدالله بيه بنفسه مشرفني في اوضتي، يا سعدى يا هنايا يقترب عبدالله من رنا ويجلس على السرير بجانبها ويهتف قائلا ً.. عاملة اية يا روني؟
رنا بسخرية: كويسة جدا، ما تشغلش بال حضرتك بيا عبدالله: طب يا حبيبتي، انا كنت جاى اقولك اننا هنقعد في مصر ع طول، مش راجعين ألمانيا تاني عشان في شغل وثفقات وانا مابقتش احب الغربة رنا بلامبالاة: ماشي كويس عبدالله: طب اسيبك انا بقا يا حبيبتي عشان ورايا شغل مهم رنا بصوت منخفض: كالعادة فينهض عبدالله ويخرج من الغرفة ويغلق الباب خلفه.
في قسم شرطة الجيزة في مكتب خالد يجلس في مكتبه وهو على نفس حالته ويفكر فيما سمعه من رأفت ويحسم القرار في عقله فينهض من كرسيه ويضع الورق والقلم في الدرج ويغلقه ويفتح الباب ويسير بأتجاه مكتب رئيس القسم / رأفت العيسوى يطرق خالد باب مكتب رأفت ويأخذ نفس عميق ويفتح الباب ليجد رأفت جالس على كرسيه بسرحان و.. خالد: احم آآ رأفت باشا رأفت: ايوة يا خالد نعم؟ خالد: كنت عايز اسأل حضرتك على حاجة.
رأفت بملل: اتفضل يا خالد خالد بثبات: الصبح انا ومعدى بالصدفة من ادام مكتب حضرتك وكان صوت حضرتك عالي آآ يعني فيتذكر رأفت ذاك الصباح عندما كان صوته عالي ويقلب وشه ألوان ويرتبك على الفور و... ايوة وآآ في اية يعني؟ خالد: هيييح وسمعت حضرتك بتقول نخلص من حسام ضرورى دا قرفنى فيزداد ارتباك رأفت ويمسك منديله ويمسح عرقه وهو يرد بتوتر.. هههه انا كنت بتكلم مع ظابط وحسام دا مجرم بس.
فيفكر خالد وهو يحاول ان يقنع نفسه ان كلامه صحيح وهو ظابط مخلص ولا يمكنه فعل هذا خالد: اها تمام عن اذنك يا باشا ويفتح الباب وينصرف ليترك رأفت يفكر.
في منزل عبدالله البهنساوى.
تنام رنا على سريرها كعادتها منذ عودتها ولا تفعل شيئا اخر سوى التفكير بوالدتها التي توفيت فجأة وتتذكر طفولتها وخوف والدتها عليها واخاها الاصغر مالك ويقطع شرودها صوت عالي ينادى بأسم رنا فتستغرب رنا وتنهض بسرعة وتبعد الستائر عن الشبابيك وهي محتارة وتخرج وتنظر للأسفل لترى حسام يقف تحت وفي يده باقة ورد احمر وابيض كبيرة ويقف في دائرة مكونة من بالوون احمر ومكتوب بحبك ويافته مُعلقة امام غرفتها تماما ومكتوب عليها بخط عريض ( تتجوزيني يا رنا ) فتنصدم رنا من المفاجأة.
فيقطع الصمت حسام وهو يصيح قائلاً.. هااا ماقولتيش رأيك، تتجوزيني؟ فتنظر له رنا والدموع في عيونها من الفرحة ويُلجم لسانها ولا ترد وتشعر كأنها تتخيل فيعيد حسام نفس تلك الجملة على مسامعها مرة اخرى ليأكد عليها.