إنتفض القلب صريع الصدمة، والاف الأفكار السوداء وٌشمت بطابع خلده في تلك اللحظات! ظل يضرب خديها برفق مناديًا فيها بهلع: -حنين، حنين مالك!؟ ضمها لأحضانه سريعًا، قبل أن يمد يده أسفل قدمها ويحملها برفق، دقاته فقط هي من تعلو بين شفقات سكون مقتول الاف المرات من تلك الحروف التي افزعته حرفيًا...! وضعها على فراشه اخيرًا ليركض جالبًا زجاجة مياة، جلس لجوارها مرة اخرى وبدأ برش قطرات الماء رويدًا رويدًا...
دقيقتان ووجدها تفتح عيونها ببطئ، وهي ما بين حالة الوعي واللاوعي متمرغة تنادي بأسمه: -حمزة، حمزززة! تحسس وجنتاها الناعمة بحنو يهمس: -عيون حمزة، فوقي يا حنين مالك؟ اخيرًا ادركت الواقع الهارب من ملاحقات سعادة راغبة.. ليجدها تشهق باكية بعنف وهي تغمغم من بين شهقاتها: -حمزة، ماما يا حمزة، ماما وقعت فجأة ومابتردش عليا يا حمزة! إنتفض مسرعًا يركض نحو الاسفل ملهوف هو من فقدان جديد على أعتاب حياتهم..
وجد الباب مفتوحًا فركض مسرعًا يدلف ليجد كاميليا واقعة ارضًا.. هبط مسرعًا لمستواهم يتحسس نبضها ليُصدم بصفعة جديدة للحياة.. مرارة اخرى تُضاف لملوحة العذاب، وصدمة اخرى تُنحل لها روحه! ماتت...! ماتت من دون مقدمات او وداع، من دون وصية او كلام! سلبها الموت فجأة دون تشكيلاً لأطار سلبي ملطخ بأحمرار القسوة...
اخرج هاتفه من جيبه مسرعًا ليتصل ب أسر الذي ما إن اجابه حتى صرخ فيه: -هات اسعاف وتعالى بسرعة يا أسر على البيت -مسافة السكة، سلام أغلق حمزة الهاتف ليجد حنين تقف خلفه مترنجة تحدق فيه بصمت قاتل أغلق صيحات كادت تهتز لها الجدران... نهض بسرعة يجلب غطاء ليغطي جسد كاميليا به.. فاقتربت حنين تصرخ فيه وهي تقترب من والدتها: -أنت مجنون أنت بتعمل إية، أوعى سيبها اطلع بررررة ملكش دعوة بينا -اهدي يا حنين.
قالها وهو يحاول الإمساك بها يكبلها ولكنها كانت تحاول البُعد عنه صارخة بهيسترية جنون... ومر الوقت وهو يحاول تهدأتها حتى أتت سيارة الاسعاف ينقلونها واسر معهم.. هبط الجميع وهو يحاول تثبيت تلك التي كادت تركض منهارة خلفهم بملابسها تلك وشعرها.. ليمسكها من كتفها يملس على شعرها بحنان محاولاً احتوائها: -اهدي يا حنين، اهدي يا حبيبتي ماينفعش كدة اهدي.
امسكته من لياقة قميصه تصرخ وهي تحتضنه بقهر حقيقي وصوت مبحوح يكاد يسمع: -ماماااا سابتني يا حمزة، ماما سابتني لوحدي وراحت لبابا -أنا معاكِ، أنا عمري ما هسيبك لوحدك ولا هبعد عنك! قالها وهو يتمسك بها اكثر...! كان قلبه يتقطع عليها حرفيًا، شعوره بالتشتت القاتل يحتضن آهاتها العلنية والتي تعلن الحداد على تلك الحياة! تعلقت برقبته قبل أن ترتخي رويدًا رويدًا حتى سقطت فاقدة الوعي مرة اخرى...
ليقبل هو جبينها هامسًا بوهن مقتول: -ربنا يصبرك ويصبرني يا حنيني!
أستيقظ مُهاب يفرد جسده متأوهًا بصوت مكتوم، تحسس الفراش لجواره ليجد أن سيلين قد غادرت الغرفة..! نهض يجلس ببطئ، يتذكر استسلامه وسط احضانها، احتوائها الصغير الذي يتناسب طفلة تمتاز في رسم خطوط حياة بدايتها هادئة طبيعية! ورغمًا عنه تذكر كلمات والده التي كانت كمثابة دفعة صغيرة لحافة الاتزان النفسي نحو سيلين... فلاش باك ###.
كان متجهًا بسيارته مع سيلين بعدما احضرها، كان يتطاير بين قمم غضبه السوداء في أفق جبالاً حالكة.. حتى رن هاتفه فأخرجه يزفر بضيق، وجد والده فرد بخشونة: -ايوة يا بابا؟ -مهاب لقيت البنت؟ -ايوة اتنيلت لاقيتها يا بابا وجايين في الطريق -عملت لها حاجة يا مُهاب؟ مديت ايدك عليها صح؟ لم يرد مهاب وإنما تنهد عدة مرات بقوة، نعم فعلها وانتهى! فعلها رغم كل مبادئه في الحياة.. مبادئه التي محتها بتصرفها التهوري!
بفعلتها التي جعلته يعود للماضي، وهو بين ظلال الماضي مجرد جماد يُدافع عن موضع الضعف الذي يخشاه اكثر من اي شيئ...!
سمع والده يكمل بحسم: -مهاب، ماينفعش تطلع خوفك من الضعف في سيلين، حتى لو ف مرة كنت ف موضع ضعف فكرك بالماضي ده مايخليكش تعامل البنت، فين حنيتك يا مهاب؟ أنت مش وحش يا مهاب، ومش ضعيف، بس مفيش حد بيعيش حياته قوي، أي حد في الدنيا لازم يتحط ف مواقف يبقى فيها ضعيف، لانها طبيعة اي بشر، حتى لو ماتجوزتش سيلين فعلا يا مهاب، افتكر إن كما تدين تدان، وزي ما أنت بتعذبها عشان ماضيك اللي اتعذبت فيه، هتلاقي اللي يعيد لك نفس مُعاناتك تاني!
والعقل كان يُعيد كرة التفكير... تردد قُتل، وإنسان اُنعش، وقرارات خُطت في عُرفه القديم...! ليتخذ اول خطوة في طريق الرشاد، يسير في مفترق الطرق باختيار الصواب ولو مرة... هبط ليجد المنزل هادئ، وسكون غريب ينتشر فيه، خمن أن والدة سيلين لم تكن بالمنزل فسار بحريته يبحث عن سيلين.. حتى سمع صوت همهمات تأتي من الحديقة... سار بخطى اسرع نحو الحديقة ليجد سيلين تقف مع شخصًا ما يبدو أنه بقرب مرحلتها العمرية!
بفعل واحد اعادته لمنحدر الصفر مرة اخرى!؟ سار نحوهم بخطوات شبه راكضة، وما إن انتبهت له سيلين حتى اشارت لذاك تقول بسرعة متوجسة: -روح أنت يا عصام، امشي يلا انجز! وبالفعل غادر ذاك مسرعًا ليأتي مهاب ممسكًا بيدها بقوة جعلتها تتأوه بصوت عالي وهي تهتف فيه بحنق: -ايدي حرام عليك هتكسرها! جذبها له بعنف يصرخ فيها: -ده أنا عايز اكسر دماغك مش دراعك بس، مين ده يا سيلين؟
رفعت حاجبها الأيسر تتحداه كنمر يظهر في شرنقة الغيظ: -ملكش دعوة، حاجة تخصني ومش من حقك تسأل اصلاً! أمسكها من ذراعها يلويه بقوة مزمجرًا فيها: -نعم ياختي؟ حدقت فيه بتوتر متألم، لتجده يقربها منه وهو يهتف مشددًا على كل حرف: -اسمعي بقا، إنتِ كل فيكِ وليكِ تخصني، إنتِ كلك تخصيني! عضت على شفتاها السفلية تكتم تأوهاتها، رغم كل شيئ لن تستسلم امامه..!
ولكن قبضته ألمتها لأقصى حد فصُدم من دموعها الساخنة التي اتخذت مجراها على وجنتاها.. ليسألها بخشونة: -بتعيطي لية دلوقتي!؟ تعملي العملة وترجعي تعيطي! همست باختناق ملكوم: -ايدي وجعاني اوي، هتكسرها يا مهاب كانت تلك المرة الاولى التي تلقبه فيها بأسمه الحقيقي.. المرة الاولى التي تتمتع اذنيه بلحن الصدق الموسيقي!
ابتعد مسرعًا يترك يدها ليجدها تحاول تحريكها وهي تبكي، حاول ان يمسكها ولكنها انتفضت تبتعد عنه راكضة للاعلى وهي تبكي بعنف.. اغلقت باب غرفتها عليها ليدق على الباب بقوة مناديًا: -افتحي الباب يا سيلين سمع صوتها الباكي يأتيه بصلابة مغتاظة: -لا مش هفتح واللي عندك اعمله! دفعة واحدة قوية منه جعلت الباب يفتح صادعًا تلك المسافة... وجدها تعود للخلف مسرعة وهي تمسك يدها ودموعها لم تجف!
ظل يقترب منها ببطئ وهي تعود للخلف، ليسألها بحدة عالية: -لأخر مرة هسألك مين ده وازاي يجيلك البيت يا سيلين؟ لم تجد مفر من الإجابة فصرخت تجيبه بهيسترية: -ده واحد زميلي معايا في المدرسة بيجيبلي الملازم اللي اخدوها ف المدرسة اللي انا قعدت منها لما قرروا يجوزوني حضرتك، اللي انت حتى ماقولتليش إنتِ عملتي فيها اية؟! عشان انت اصلا مش مهتم غير بمصلحتك، أنت اناني، اناني اوي يا مهاب!
كان يحدق فيها مبهوتًا، حصرته في زاوية تخلو منها المبررات، وتمسح فيها الحجج! ليبقى هو متعريًا من دفاعات واهية! إلتصقت بالحائط خلفها وهي تراه يقترب منها مرة اخرى، وصل لها فأصبح ملتصقًا بها... اغمضت عيناها بتوتر من الصفعة التي ستأتيها حتمًا على الفور، ولكن على العكس تمامًا شعرت بشفتاه على جبينها يقبلها في حنو وهو يهمس: -أسف! إتسعت عيناها على وسعهما وفغرت فاهها من اسفه بهذه البساطة!؟
لتجده ينتقل بشفتاه لوجنتاها مكملاً: -اسف ابتلعت ريقها بتوتر مصعوق خاصة وهي تشعر به ينتقل لشفتاها يهمس امامه قبل أن يلتهمها: -اسف أخذ يشبعها تقبيلاً، يلتهم شفتاها في قبلة تحولت لقبلات جائعة... ويداه تقيد خصرها، بينما هي ملخومة مصدومة من ذاك القرب، لم يمهلها الفرصة فكان يهبط بشفتاه لرقبتها يقبلها بنعومة ويداه تُعري قدماها حتى فخذيها يتحسسها ببطئ!
شعور غريب عصف بها في تلك اللحظات، شعور جديد لم يسبق أن طرق باب جوارحها! لم يسبق أن لفها في دوامة من المتاهات الساخنة...! كادت لمساته تزداد تطورًا، ولكن فجأة ابتعد عنها يلهث بقوة وكانه صُدم من نفسه، ليدفعها بقوة وهو يهز رأسه نافيًا: -لا ماينفعش، ماينفعش يحصل حاجة! ثم خرج مسرعًا دون أن يعطيها فرصة للأعتراض، تمامًا كما اكتسحها!
بعد مرور أسبوعان... في منزل أسر الذي تُقيم فيه لارا، كانت تتمدد هي على ذاك الفراش، ينتفض جسدها بعنف من شعورها بالبرد القارص وجسدها سخن حد الرعب، و رغم رطوبة الجو فقط! ولكن لمن تشكو اساسًا وإن كان مجرد مرض فطري!. الوحدة تحطيها من كل جانب، تكاد تجعل حياتها مجرد رماد على هامش التنفس! لم يسأل عنها منذ ان غادر... لم يكلف نفسه بالسؤال إن كان هناك طعام يكفيها حتى او لا؟!
بالتأكيد هناك ذنب قهري ارتكبته في حياتها حتى تُعاقب بهذه الطريقة...! سمعت صوت الباب يفتح فانكمشت في نفسها اكثر على شعور السطوة المريرة! كادت تهبط دموعها بتلقائية.. فتح الباب ليجدها تتكور على الفراش، اقترب منها يزجرها بعنف وهو يقول: -قومي، مفيش زفت نووم قومي اتنفضي! عضت على شفتاها، ثم حاولت النطق وإن خرجت حروفها واهنة تكاد تسمع: -مش قادرة، تعبانة اوي!
اقترب منها يزيح عنها الغطاء، كاد يجذبها من ذراعها ولكن صُعق من سخونة ذراعها التي تُقلق.. فهتف مسرعًا: -إية اللي حصل!؟ إنتِ سخنة كدة لية؟ هزت رأسها نافية ببطئ: -معرر، معرفش، انا اخر مرة استحميت بس طولت شوية ف الحمام! امسكها ببطئ يجعلها تعتدل في جلستها، لتصرخ هي فيه بخوف: -لا والنبي يا اسر مش قادرة والله جسمي كله مش حاسه بيه بالله عليك!
للحظة كاد يلين وتنال شفقته، ولكن كلما تذكر أنه ربط اسمه بمجرد عاهرة وأن كان في الخفى... ثار من نفسه قلبه ففرغ غضبه فيها! حملها بقوة بين ذراعيها لتحاول ابعاده بضعف وهي تهمس: -لا سبني، سبني النهاردة بس اخف والله وانا هجيلك، بالله عليك يا اسر لا -هششش، اسكتي! انا مش طايق اقربلك اصلا قالها وهو يشدد من قبضة ذراعيه عليها لتتأوه بصمت..
دلف الى المرحاض يفتح الباب بقدمه، ليثبتها على ذراعه ثم يقف تحت المياة مباشرةً... وبأقل من دقيقة كان يفتح الصنبور لتندفع المياة الباردة على كلاهما.. شهقت هي بقوة من برودة المياة لتتمسك بأطراف قميصه اكثر: -اسر! امتلئ البانيو لجوارهم فوضعها فيه ببطئ، ليمد يده ينزع عنها ملابسها بصمت.. امسكت بيده التي كانت تخلع عنها ملابسها لتهمس مترجية: -لالا سبني يا اسر ارجوك بلاش سبني رجعني السرير.
جلس على ركبتيه لجوارها لينزع بقية ملابسها حتى بقيت معراه تحت المياة الباردة.. ليمسح على خصلاتها المبتلة هامسًا بهمس حنون اختلطت به الشفقة رغمًا عنه: -هششش، لازم تاخدي دش بارد عشان السخونية تنزل تركها ببطئ وكاد ينهض ولكنها امسكت بيده العريضة تتشبث به متابعة وهي تغمض عينيها: -ماتسبنيش! تنهد بقوة وهو يراها تستكين في المياة، ليراقبها بصمت شارد!
-أنا عايزها يا حسن، أنا عايزها اوي! لارا دي هدفي من ساعة ما عيني وقعت عليها! قالها خالد وهو ينظر لصديقه حسن الذي هاتفه يومها يخبره أن يعود مسرعًا لأن بعض الاشخاص كادوا يروه وهو يقحم لارا في حصاره! نظر له صديقه متنهدًا بقوة، ليقول ساخرًا رغمًا عنه: -يا عمي اسكت بقا، ده انت طلعت عين البت، وقال اية اغتصاب ومش اغتصاب! أطرق خالد رأسه خزيًا، يشعر بوخز بين جنبات قلبه كلما تذكر ضعفه!
ليهمس بأصرار غريب: -هرجعها ليا، وهتعالج عشانها يا حسن، هعمل اي حاجة عشان تبقى ملكي! -ده انت مُصر بقا قالها حسن مستنكرًا حديثه، ليومئ هو مؤكدًا يعض على شفتاه وهو يعود بذاكرته لتلك الليلة: -اوي اوي، بس أنا هتعالج الاول وبعدين ارجعها ليا، عشان هتبقى ملكي في نفس الليلة ومش هديها فرصة!
أسبوعان لم تخرج حنين فيهم من غرفتها، ممتقعة داخل اسر الظلام.. بل اصبحت راغبة فيه لا تود نورًا باهتًا دون وجود اساس الحياة فيه! دون دفعة قوية تستيقظ عليها يومًا وتنام بين احضانها ليلاً... وحمزة لم يتركها ولو للحظة، منذ ذاك الوقت تقيم في غرفته، حمدالله انها لم تصر على البقاء في الاسفل فيصل انهيارها حد الجنون!
كانت مسطحة على الفراش كعادتها في الأيام السابقة، وحمزة يجلس لجوارها متمسكًا بيدها يتحسس وجنتاها بحنان.. كانت وكأنها في ملكوت اخر! ملكوت يسحبها حتى باتت على قيد الحياة بالاسم فقط... سمع حمزة صوت جرس الباب فنهض ببطئ يسرع نحو الباب، فتح الباب ليتفاجئ ب شريف امامه! ابعده شريف مسرعا وهو يهتف بغضب: -فين حنين، ازاي تقعد عندك كدة؟
صرخ فيه حمزة بالمقابل بحدة: -عايزني اسيبها تقعد تحت لوحدها عشان تعمل ف نفسها حاجة يابني ادم! كان شريف قد علم بوفاة والدة حنين من الناس في الشارع.. فنظر لحمزة يهتف بغيظ خرج خطئًا بدلاً عن شعوره بالذنب: -كان حد رد عليا وانا كنت نزلت واتجوزنا وفضلت معاها ف بيتنا! كز حمزة على أسنانه بغيظ ليندفع وهو يقول بخشونة: -ده ف احلامك، حنين مش هتروح ف حته وانسى الجواز ده!
تجاهله شريف بغضب ليندفع نحو الغرفة التي تقيم فيها حنين، وجدها كما هي تنظر للاعلى بسكون تام... ليقترب منها ممسكًا بيدها يود القيام بها وهو يقول: -قومي يا حنين، قومي تعالي معايا انا هاخدك عندي مش هسيبك هنا! لم ترد عليه وانما كان طابع الصمت اقوى، فأسندها بقوة الى حدا ما يجعلها تجلس، وهو يشدد على حروفه التي خرجت حادة رغمًا عنه: -قومي معايا يا حنين ماتفضليش كدة، يلا انا هاخدك.
وبالفعل سحبها معه لتنهض هي بضياع، وصل بها امام باب المنزل وحمزة متجمد مكانه.. وما إن لمحته حنين حتى كانت وإن طرفًا للحياة دُفن بين اعماقها فتركت يد شريف ببطئ لتعود ببطئ نحو حمزة! حدق فيها شريف بقوة مغتاظة: -تعالي هنا يا حنين تقدم حمزة منها مسرعًا ليجد تستند عليه بضعف هامسة: -انا هفضل مع حمزة، انا مش هبعد! تفاقم غضب شريف ليصيح بجنون: -ماشي يا حنين ماااااشي، لينا كلام تاني!
تراخت قدما حنين ببطئ ليسندها حمزة مسرعًا في احضانه يحتويها بحنان كما فعل طيلة الفترة الماضية... لتستند على صدره بسكون صار يقلق حمزة منه، ليحيط حمزة خصرها ببطئ حنون وهو يهمس لجوار اذنها بحسم صلب مترجي: -انا عايزك يا حنين، هطلقك منه وهتجوزك، مش هخلي حد يبعدك عني، إنتِ ملكي ومعايا من ساعة ما اتولدتي!
همسته كانت صادقة، شغوفة وحانية، وربما مؤثرة ايضًا، خرجت من الأعماق لتحتضن قلب مُغلف ومنكمش دومًا...! ولكنها كانت قد نامت، او هربت من الواقع بمعنى اصح! رفع رأسها ببطئ يتحسس تلك القسمات التي حُفرت بين جنبات قلبه، ليتابع همسه بحرارة: -مش عارف أمتى هتكوني معايا، بين ايديا وف حضني، ملكي وام ولادي، ولاهيفضل مجرد حلم! رفع وجهها يطبع قبلة طويلة وعميقة على جبينها..
ثم مد يده يرفعها ببطئ متجهًا بها نحو الغرفة التي تقيم بها دومًا...! وضعها على الفراش بحنان ثم فرد الغطاء عليها ليخرج تاركًا إياها تغط في نومٍ عميق.
بعد مرور أسبوعان... منتصف الليل هب حمزة منتصبًا من فراشه على صوت صراخ يأتي من غرفة حنين، ركض مسرعًا ولم يلحظ أنه عاري الصدر.. دلف مسرعًا ليجدها على فراشها تجلس لاهثة بأنفاس مضطربة نُقشت وسط دوامة البكاء التي عصفت بها! أسرع يجلس لجوارها بسرعة وهو يهمس بحنو: -هششش، اهدي يا حنيني، مالك بس حلمتي ب إية تاني؟ أصبحت تتشنج كمن كان على عتبة الموت، تشهق بعنف من أعماقها المغلولة حتى باتت الشهقة مكتومة!
لتقترب منه وكأنها تحتمي به، ولسانها يردد بحروف متقطعة ومتفرقة الطرق ففهمها بصعوبة: -ماما، هي، أنا آآ، أنا الكابوس، حلمت، حلمت بكابوس، وماما، ماما كانت فيه! ضمها بحنان وقلبه يتأوه على حالها بعمق! لا يدري أي مصيبة تلك ألقاها القدر على سفينة حياتها فأعاقت سيرها بتلك الطريقة..! ربما هي عقبة لطريق يعتقده هو الرشاد، ولكن تُنير طريقًا اخر فُتحت حواجزه! استندت برأسها على صدره العاري واضعة يدها عليه..
فهمس بعمق وهو يمسك بيدها الموضوعة على صدره: -كل ما تفتكريها، ادعيلها، استغفري بنية إنه ليها، إتعاهدي أنك هتبقي احسن عشانها حتى! ربنا سبحانه وتعالى قال قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ادعي ربنا وحاولي تقربي، هو قادر يداويكِ، والنسيان اتخلق عشاننا احنا، من رحمة ربنا بينا عشان لو مفيش نسيان كنا هنموت ورا اللي بنحبهم! وكانت في حالة اللاوعي، تتكلم، وتنظر، وتحس، ولكنها في عالم معزول!
عالم يتلقى فقط، ولا يعرف معنى للأستجابة! شعر هو بلمسة اصابعها على صدره فصُدم، ولكن ارتجافتها جعلته يضمها له اكثر يمدها بحنان افتقدته مؤخرًا... واخيرًا بدأت تستكين، ودقاته مع استكانتها في علاقة عكسية، هي تهدأ ودقاته تزداد إنفعالاً من ذاك القرب، وبتلك الطريقة! تمددت على الفراش ببطئ ولكن رأسها لم تبتعد قط عن صدره، وكأنه مأواها الفطري، ويدها مُثبته عليه..
كاد يبتعد رويدًا رويدًا ولكنها تشبثت به أكثر تضم نفسها له، وهو يحترق، يحترق شوقًا للأقتراب ولكنه على مرآى بنذير العواقب! لم يجد مفرًا فضمها له يحيطها بذراعه، ليتمدد لجوارها رويدًا رويدًا، لتضع هي رأسها على صدره بأريحية، حتى شعر هو بنعومة وجنتاها على صدره! فلم يفعل سوى أن تأوه بصمت وهو يزيد من قبضته على خصرها يكاد يعتصرها، ثم همس بحرارة: -ربنا يصبرني يا حنيني، ربنا يصبرني عشان خلاص مش قادر!
ليلة زفاف مُهاب و سيلين ... كان مُهاب متوتر وكأنها الليلة الحاسمة في حياته.. لا بل هي كذلك بالفعل، هي نقطة فاصلة وواضحة في منتصف حياته... كل شيئ قائم رأسًا على قدم، وكذلك أعصابه مشدودة حد الجنون الهيستيري! يخشى تكرار ذاك الموقف.. وأسر لجواره يربت على كتفه هامسًا بخبث: -اجمد كدة يا راجل امال العروسة تعمل إية؟
أشار له بأصبعه مغمغمًا بصوت مغتاظ: -أخرس خالص يا أسر، أنا عايز حمزة هو العاقل، انا مالي بيك أنت ياض! ضحك أسر قبل أن يغمز له متابعًا بصوت مُلحن كانه يصف نفسه: -حمزة مش فاضيلك، حمزة بيهتم بناس تانية دلوقتي سيبه ربنا معاه! وماتقلقش ياخويا زمانه ف الطريق اومأ مهاب بابتسامة هادئة... مر الوقت وكانت سيلين تهبط متأبطة ذراع عمها..
يتراقص الغضب معلنًا نفسه على قسماتها الطفولية، وعيناها تروي قصة قُتلت أحلام بطلتها الواهنة! وصلت أمام مهاب، فأشار له كامل مرددًا بصوت أجش: -من اللحظة دي هي أمانة ف رقبتك! وبالفعل هي أمانة، أمانة يشعر بتسلسلها النفسي من الان! حاول اصطناع تلك الابتسامة التي أبت البعث، ليقول بهدوء: -وأنا أكيد هصون الامانة يا عمي! بدأت الزغاريد تعلو من خلفهم، لينطلقا في القاعة المزينة بأفضل الطرق!
بينما في الخارج، كانت حنين تهبط مع حمزة متأبطة ذراعه، مترنجة وكأنها مجبورة! ولمَ كأنها؟! فهي لم تأتي سور بعد محايلات حمزة التي دامت طيلة الأسبوع الماضي! ابتلعت ريقها بشرود وهي تتوقف عن السير: -بلاش يا حمزة عشان خاطري! ملس على خديها بحنان حقيقي خدر وجنتاها، ليهمس بنعومة ود سلوكها بين أعماق الإنقلاب داخلها: -مالك يا حبيبة حمزة، مش هنطول صدقيني، بس يرضيكِ ماحضرش فرح صاحبي؟
هزت رأسها نافية تتمتم: -أكيد لأ! -طب يلا بقااا قالها قبل ان يبتسم وهو يعود يسير معها، وفي الحقيقة هو لا يريد سوى حنينه، أن تعود لدنيانا بدلاً من الإنعزال ذاك! أن تُرد لها مقاييس الحياة ولو ببطئ..! دلفوا سويًا، ليسيروا مباشرةً نحو مهاب وسيلين... كانت حنين كزهرة يظهر رونقها وإن كان إختفاء الذبول مؤقت! ترتدي فستانها الطويل حتى كاحليها، ويلفها بأحمرار كزهرة وسط البستان...
لم يناقشها حمزة في امر قدومها بشعرها دون حجاب، مؤقتا فقط بسبب حالتها! مد حمزة يده يخبط على كتف مُهاب وهو يهتف بفرح له: -مبروووك يا ميهوو، اخيرا عشت وشوفتك عتريس ابتسم مُهاب بشرود: -الله يبارك فيك يا حمزة عقبالك..! نظر بتلقائية نحو حنين التي كانت تنظر لهم بشرود، ولكن يعد افضل حالاً من الضياع! كانت عينا حمزة تنبض بالعشق في تلك اللحظات وقلبه يردد خلفه في تمني قريبا، قريبا سأفعلها !
واخيرًا خرجت حنين من صمتها تمد يدها ل سيلين هامسة: -مبروك يا... ونظرت لحمزة تستنجد بأسمها، لترد سيلين بابتسامة عفوية: -سيلين، الله يبارك فيكِ سارت مع حمزة نحو منضدة ببطئ، لتهمس له شاردة في عمر تلك الصغيرة: -حمزة، دي صغيرة اوي أنت متأكد أنها العروسة؟
ضحك حمزة ضحكته الرجولية التي تلفت الأنظار تلقائيًا له، وبالطبع تنطبق القاعدة على حنين التي شردت بضحكته لوهله، ليردف هو بعدها: -اه هي دي العروسة أنا متأكد يا حنيني، بس هي صغيرة شوية -صغيرة اية دي قاصر! هو لسة الجواز ده موجود، مش حرام بيضيعوا شباب البنت؟ زمجرت فيه حنين بتذمر، لتجده يسارع بأسكاتها مغمغمًا بضحك: -هششش اسكتي هيطردونا من الفرح يخربيتك! عَلت الموسيقى تعلن بدأ رقصة السلوو.
فسحبها حمزة من يدها برفق ليجدها ترفض بهدوء: -لا يا حمزة مش هرقص، مش عايزة ارقص سبني بقا ولكنه كان يهز رأسه نافيًا بأصرار: -تؤ تؤ، هنرقص يعني هنرقص، هما احسن مننا ف إية؟! وبالفعل وقفوا في - ساحة الرقص - ليعلو صوت الأغنية ملائمًا لحالة حمزة الذي أستغل الفرصة ليلتصق بها، واضعًا رأسه عند رقبتها ببطئ وهو يحتضنها! فحاولت الابتعاد قليلاً وهي تهمس بخجل من ذاك القرب: -حمزة، ابعد شوية.
هز رأسه نافيًا وهو يقربها من خصرها له اكثر، ليبادلها الهمس وانفاسه تلفح رقبتها: -هششش، اندمجي مع الاغنية واسكتي! بهرب في حضن عنيكي، تايه ونفسي ألاقيكِ، عايش في بُعدك عني مشتاق للمس ايديكي، نفسي بشوقي تحسي، تمحي بأيدك جرحي واللي ده فات ننساه وابدأ معاكي فرحي! زي الملايكة في دنيتها ولا حد فكر يعارضها كل اللي تطلبه يتحقق دي حاجة خارجة عن ارادتها..!
بيكِ الحياة بتحلالي، ياللي شغلتيلي بالي، عشت عشانك بكرة لأجل ما تبقي حلالي...!
مر الوقت سريعاً... وصل كلاً من مُهاب وسيلين إلى منزلهم المستقبلي... كانت سيلين في أشد حالات قلقها، ووالدتها ترافقهم حتى يصلوا... مُهاب يقف امام المنزل مع حمزة الذي كان يتهامس مع حنين.. يلقي بعبارات الغزل على طرب اذنيها علها تخرج من سجن الشرود قليلاً.. وكأن صافرة الأنطلاق اُطلقت فخرجت والدة سيلين من المنزل... لتهمس ل مهاب بحنان امومي: -ربنا يوفقكم يابني، خد بالك من سيلين أنا مليش غيرها!
اومأ موافقًا بابتسامة فاترة: -أكيد يا حماتي، في عنيا! وإنطلقت الزغاريد خلفه وهو يدلف مودعًا الجميع... كان يعض على شفتاه وهو يفكر في الأزمة النفسية التي تزحف نحوه! فتح باب الغرفة ليجد سيلين تنكمش على نفسها وقوقعة من الخوف الرهيب تُغلق عليها... رفعت ناظريها له من أن لاحظت دلوفه، ابتلعت ريقها وهي تنظر للقميص القصير الذي ترتديه.. عفواً بل القصير جدًا بالكاد يصل لفخذيها، ويظهر مفاتنها بوضوح!
اقترب منها مُهاب ببطئ، ليهمس لها بصوته الأجش: -قومي قالها وهو يمسك بيدها لتنهض برفق، وقفت هي امامه بخجل حقيقي... لينظر هو لذاك القميص متمعنًا بغموض كاد ينقلب ببطئ لشيئ اقوى، اسود ومظلم من خطايا ماضي اقتحمت عقله! فلاش باك ### طفلاً لم يتجاوز السادسة مربوط في كرسي خشبي والبكاء العالي خلفية لذاك المنظر... يحاول الفكاك ولكن لم يأبهوا له، يزداد صراخه المتعجب..
بينما يعلو امامه صوت ضحكات، ضحكات خليعة تصدخ مختلطة بصوت بكاؤوه الطفولي! باك ## وضع يداه على اذناه وكأن ذلك البكاء يعاود هجومه لأذنيه مرة اخرى! فتح عينيه ليمد يده يتحسس مفاتنها ببطئ شديد، بطئ جعلها تغمض عينيها في محاولة لفرض سيطرة على تلك الإرتعاشة اللعينة التي تغدق شعورها... وفجأة شعرت بقبضته على كتفها قوية لجوار صوته الذي صدح بخشونة: -إية اللي إنتِ لابساه ده؟!
تلعثمت الحروف مختنقة في حنجرتها وهي تتساءل بين تخبطها ألم يكن ذاك من كان يسعي لاقترابها؟! وجدته يهزها بقوة صارخًا بعصبية غريبة: -مين قالك تلبسي التخلف ده! إنتِ مفكراني بالطريقة دي هقربلك؟! هزت رأسها نافية تتمتم بوهن: -لأ، دي آآ ماما ه هي! هزها بقوة اكبر حتى كادت تسقط وهو يكمل مزمجرًا: -طفلة زيك هتغريني! لا فوقي، أنا اديتك وش زيادة..!
واخيرًا إستطاعت مد قدم الدفاع عن موضع الصدمة الذي إحتل كيانها لتصرخ في المقابل: -أنا مش عايزاك تقربلي ولا نيلة أنا بكرهك مش طايقاك اصلاً! لم يشعر بنفسه سوى وهو يقترب منها قابضًا على خصلاتها الثائرة بعنف يهمس بصوت أشبه للفحيح: -قسمًا بالله تلات دقايق لو ملاقيتك غيرتي الزفت اللي إنتِ لابساه ده هعمل حاجة تندمك طول عمرك!
هتفت متأوهه بتحدٍ صلب رغم الألم: -هتعمل اية! أنت ماتقدرش تعمل حاجة اصلاً، أنت جبان اخرك الكلام بس، تفضل تنفخ عضلاتك بالكلام وأنت ولا حاجة اساساً! وكلامها كان خطأ، رميه خطأ وبالوقت الخطأ ايضًا...!
كلامها كان رداءًا يزداد تخبطه على عناق روحه بالأختناق فخرجت النتيجة عشوائية ثائرة وهو يدفعها للفراش صارخًا فيها وهو يضربها بعشوائية جعلتها تتألم: -أوريكي قادر ولا مش قادر، أنا مش ضعيف سامعة، أنا قادر، وقادر جدًا كمان! عضت على شفتاها تأن بألم حقيقي من قبضته على خصلاتها..
لتجده ينهض لاهثًا يلقي نظرة اخيرة عليها قبل أن يهتف محذرًا: -مش عايز اشوف خلقتك لحد ما اهلك يجوا الصبح، لأني مش ضامن رد فعلي ساعتها! ثم إنطلق مغادرا يصفع الباب خلفه، لتشهق هي في البكاء الذي كانت تحتجزه بين ثناياها... تبكي بعنف على ذاك الحظ الأسود بحياتها!
وصل أسر مترنجًا امام باب المنزل الذي تقطن به لارا لا يدري ما الذي دفعه للخمر في زفاف مُهاب فلم يعد يُميز ماذا يفعل! كانت لجواره فتاة ما ترتدي ملابس قصيرة جدًا تظهر معظم جسدها... تسير لجواره مستنده عليه، وبالطبع أتى بها من الملهى الليلي! فتح الباب ودلف ببطئ، ليجد لارا امامه بملابس المنزل العادية - بچامة - كادت لارا تهتف مندفعة: -أنت...
ولكن فجأة رأت تلك التي تدلف خلفه ببطئ، فماتت الحروف على شفتي لارا وهي تدرك ماذا ينوي ذاك الاسر...! ولكن قالت بجدية حادة موجهة حديثها لتلك: -إنتِ بتعملي إية هنا!؟ وجدت أسر يرد عليها بحروف واهنة تقدمتها الإهانة التي جعلت كرامتها تنزف ببطئ: -بتعمل نفس اللي إنتِ مفروض بتعمليه هنا..! اقتربت منه ببطئ تحاول النطق بتوتر: -أسر اا... قاطعها وهو يدفعها بعنف بعيدًا عنه، حتى ترنجت وكادت تسقط إبعدي عني غوري!
تدخلت الفتاة تهمس بتشفي: -احسن، هو حد قالك تتدخلي في اللي ملكيش فيه! نهضت تنكس رأسها ارضًا، وشعورًا مُميتًا من الكسرة يمس منبع جوارحها! تخطاها اسر وهو يحيط خصر تلك دالفًا للداخل... بينما هي متجمدة مكانها بمرور الدقائق، حتى سمعت صوت ضحكات تلك العالي وكأنه يقصدها! ركضت لغرفتها تغلق الباب شاهقة للبكاء، تلك الحياة لم تكن ما تمنتها، ولا ذاك الزوج كان من احتمالاتها...!
مرت دقائق وفجأة وجدته يندفع الى الغرفة ويغلق الباب خلفه.. ابتلعت ريقها بخوف من القادم، من تكرار المعاناة عندما يستعيد وعيه! من كرة خاسرة ستُعيد ممارستها على روحها قبل جسدها... زحفت للخلف تحتمي بالفراش وهي تسأله بصوت مبحوح: -أنت عايز إية؟ جاي لية! اقترب منها حتى اصبح امامها تماماً فسحبها له بقوة يهمس بحرارة: -عايزك! هزت رأسها نافية وهي تحاول التملص من بين قبضته: -لا يا أسر، سبني، أنت سكران!
رمى ثقل جسده عليها فتمددت رغمًا عنها على الفراش وهو فوقها، يهجم عليها بقبلاته التي قطعها صوته الذي صدح يستطرد بخشونة حادة: -إنتِ ملكيش إنك تعترضي اصلاً! لم يعطيها فرصة الرد فسحق شفتيها في قبلة عنيفة كادت شفتاها تدمي لها، ويداه تعبث بمنحنيات جسدها بشهوة استشفتها من تلك اللمسات... لم يتكلف دقائق حتى كان يمزق ملابسها وهو يقبل كل جزء يظهر منها بقوة وعنف واضح!
لترتخي اعصابها ببطئ، ستمر، ستمر وإن كانت تستهلك أكثر من قدراتها النفسية على التحمل!
وصل كلاً من حنين وحمزة إلى المنزل، اخيرًا صدحت ضحكات لحنين وإن كانت مجرد ضحكات قصيرة على النكات التي يلقيها حمزة عليها.. أمسك حمزة بيدها يتخلل أصابعها، فسحبتها حنين ببطئ حرج! تجاهل حمزة الامر ليقول مشاكسًا اياها: -كان في ناس مش عايزة تروح، شايف إن الفرح جه على هواها يعني! ابتسمت بشحوب، لتتنهد هامسة: -فعلاً، فرق معايا جدًا -وانا مش عايز غير كدة.
قالها بابتسامة عاشقة لم تلحظها حنين بسبب الشرود الذي سلبها منه.. فسحبها من يدها مسرعًا هذه المرة ليخبرها وسط ركضه للأعلى: -تعالي هلاعبك لعبة لذيذة اوي! اومأت موافقة بهدوء، وبالفعل دلفوا إلى شقته فدلف هو اولاً ثم انار الاضواء ليشير لها هاتفًا بشيئ من الحنان: -يلا يا حنيني تعالي دلفت معه، لتجده يجلس على الأرضية عاقدًا قدميه، نظرت له بتعجب لتجده يقول مسرعًا وسط ضحكاته: -يلا تعالي.
اومأت موافقة بابتسامة وبالفعل جلست امامه بنفس الطريقة، ليمسك أصابعها مرددًا بحزم: -بصي بقا، كل واحد هيسأل التاني سؤال، اي سؤال، والمطلوب إنك تردي على طول من غير تفكير، ولو فكرتي واتأخرتي هتخسري، وانا كذلك، تمام؟ اومأت موافقة بحماس: -اشطااا بدأ حمزة سؤاله: -نفسك تسافري فين؟ -باريس، مين اقرب صاحب ليك؟ -مُهاب، بتحبي اكلة اية؟ -فراخ مشوية، نفسك ف إية او عايز اية دلوقتي؟! -عايزك!
كادت تندفع لتكمل الكرة ولكن ألجمتها تلك الكلمة، لم تكن عادية قط، بل كانت مشحونة بعاطفة غامت فوقها افق حروفها! حرارة مغموسة برغبة إتضحت قليلاً! فنهضت مسرعة تهتف بتوتر: -طب انا هنزل بيتنا هز رأسه نافيًا بسرعة: -لا طبعا، حنين أنا آآ قاطعته وهي تخرج مسرعة وهي تهز رأسها: -اصلاً ماكنش ينفع أقعد هنا واحنا لوحدنا.
لم تعطيه الفرصة فركضت للأسفل وهي تغلق الباب فضرب هو الحائط بيده مرددًا بغيظ من نفسه: -غبي غبي، مش قادر تمسك لسانك!
صباحًا.. استيقظ حمزة على صوت نقاش عالي الى حدًا ما يأتي من منزل حنين، فنهض مسرعا يرتدي التيشرت وهو يتجه للخارج، فتح الباب وهبط مسرعًا ليجد الباب مفتوح.. دلف ببطئ ليجد شريف يقف امام حنين ويناقشها بهدوء وكأن صوته ينخفض تدريجيًا!
ولكن فجأة تجمد مكانه وهو يراه يقترب منها اكثر ممسكًا وجهها بيداه، ويهمس بصوت وصله بحرارته الهادئة: -حنين انا عايزك، انا سبتك الفترة دي عشان ماتضغطش عليكِ اكتر، انا مستعد نعمل الفرح بعد اسبوع! وكانت هي مستسلمة، مستكينة، هادئة وكأنها تفكر؟! دلف مسرعًا يعلن وجوده وهو يهتف بعصبية: -انت جيت امتى يا شريف؟ وازاي تدخل هنا! انا مش موافق على اي جواز اصلاً!
كاد شريف ينطق بغيظ، ولكن قاطعته حنين وهي تهتف باتزان موجهة حديثها ل حمزة: -حمزة لو سمحت، أنا مش صغيرة عشان تدخل فجأة وتقرر حياتي، أنا موافقة ومقتنعة باللي شريف بيقوله! أتسعت عيناه بصدمة واضحة، ليمسك شريف برأسها مغمغمًا بفرح هادئ: -ماشي يا حبيبتي، هاجي تاني نحدد كل حاجة؟ خلي بالك من نفسك نظر لحمزة نظرة غامضة ثم تخطاه بهدوء تام...
بينما هو كان يغلي، لا بل كاد يموت من الغيظ، اشارت له حنين وكادت تنطق ولكنه هجم عليها فجأة يمسكها من ذراعيها وهو يهزها بقوة صارخًا بصعبية مفرطة: -مش هتتجوزيه، مش هتتجوزيه يا حنين على جثتي إنك تتجوزي!
-بيحبك! نطقتها شيرين تصوب السهم المتواري خلف شباك عقل الواقع، لحنين التي كانت محدقة فيها بصدمة وكأنها الان فقط ادركت تلك الحقيقة...! وغزة في القلب أسكتها العقل وهي تخبرها ساخرة: -إنتِ مجنونة يابنتي! أنا وحمزة، أنا وخالي؟! مستحيل طبعاً، ثم إنك لية فسرتيه على أنه حب، أنا اخدت بالي من تصرفاته وكلامه وملاحظة إنها متغيرة كتير، لكن لية ماقولتيش إنه عطف، حنان فطري فيه، شفقة عشان موت ماما!؟
عقدت شيرين حاجبيها صارخة بغيظ: -حنين إنتِ بتفسري على مزاجك لية!؟ هو بيحبك بس مش عايز يصدمك زي دلوقتي، لكن لما لقى إنه على اي حال هيخسرك قال يبقى يخسرك بس على الاقل تكوني عارفه احساسه ناحيتك! أشارت لها حنين نحو الخارج وهي تتأفف منزعجة: -اطلعي بره يابت بطلي عبط ضحكت شيرين بخفوت لتسألها بجدية: -طب خلاص بجد بجد هسألك، فعلاً هتتجوزي شريف؟
صمتت حنين قليلاً، تجري حسابتها التي تلعثمت مؤخرًا، لترد بعد دقائق بصوت حسم خط سيرها: -أنا وشريف إنتهينا، كون إن والدتي توفت وحتى لو كنت مابردش على إتصالاته كان مفروض ينزل يسأل عليا او حتى يكلم حمزة، إنما ده استنى ف اجازته ونزل عادي وحتى ماسألش عليا غير صدفة! ازاي هأمن على حياتي معاه بعد كدة؟! فغرت شيرين فاهها بعدم فهم، لاحظت مؤخراً أن حياة حنين أصبح كالغز تضيع اجزاؤوه متناثرة هنا وهناك!
فسألتها متعجبة: -امال قولتيله لية أنا مقتنعة، ولا هو عِند ف حمزة؟ هزت رأسها نافية تجيب: -لا ابدًا مش عِند ولا حاجة، بس حمزة كان لازم يعرف إن لو في 1؟ بيقول اه على اللي ف دماغه، ف في 99؟ بيقول ماينفعش! رفعت كتفيه تهمس: -امرك عجيب يا حنين..! ابتسمت حنين بشرود، بالفعل كل ما يدور بحياتها غريب، معلقم، يجذب المشكلات ويثير التفكير كالمغناطيس!
أستيقظت لارا متأوهه تُعاني من الألم الذي أنتشر في جميع أنحاء جسدها، كما هو تمامًا بين جميع الأطراف المؤدية لقلبها الضعيف! لم تجد أسر لجوارها بالطبع، فحاولت النهوض ببطئ، أخذت نفسًا عميقًا ثم إتجهت للمرحاض... فتحت الباب وكادت تدلف ولكن شهقت فجأة وهي ترى أسر يقف في اخر المرحاض ويلف جسده بمنشفة.. عادت للخلف سريعًا وكادت تخرج راكضة ولكن وجدته يسحبها من يدها في سرعة البرق لتصطدم بصدره العاري...
أمسكها من ذراعها، يسألها بصوت صلب خالي من أي توتر يُزعزع الثقة: -إية في إية مالك شوفتي عفريت ولا إية؟! هزت رأسها نافية، بينما يداها تقبض على البلوزة التي تصل لفخذيها والتي لا ترتدي سواها... وكأن نظراته احرقتها ما إن هبطت بعيناه ليدها التي تحاول تغطية جسدها.. جذب يدها فجأة بقوة ليقول بتهكم صريح: -إية اللي يشوفك يقول أول مرة تقعدي ادام واحد كدة، ولا اول مرة تشوفي واحد كدة؟!
كُتمت الحروف ما بين التردد والإندفاع، دائمًا ما يُلقيها بأهانات تصيب محور الروح! اخيرًا نطقت وهي تستند على ذراعه التي تحيطها بأرهاق: -أسر، أرجوك، أسمعني وبعدين اتصرف زي ما أنت عايز لكن أنا تعبت، تعبت بجد من إهاناتك النفسية، والجسدية لما بتقربلي، أنا حاسه إني شوية وهيجرالي حاجة والله! شرود، توهان، وكلمات أصابت النفس القديم، النفس التي كادت تُزهق من إغراءات الحياة!
النفس الحانية تلك التي تنعش شظايا الأرواح الهادرة لا العكس... تنهد بقوة وهو ينظر لها، لتعتبرها هي أشارة بيضاء.. فتنهدت مثله قبل أن تبدأ تهتف بصوت واهن: -بابا مات من وأنا صغيرة، كنت عايشة أنا وماما في الواحات، كنت مهتمية بنفسي أوي، لحد ما في مرة في فرح من الأفراح شوفته، خالد! شعرت بقبضته تشتد على ذراعها بقوة، لتتأوه بصمت ملكوم، فيما قال هو بخشونة: -أنا مش عايز أعرف قصة حبكم الوة!
ابتلعت ريقها بتوتر، وتشعر بمبرراتها تندفع للعكس، لتيار الصمت التي يعكس تأثيره على اسر فتهب عاصفة مميتة! ولكنها تغلبت قليلاً وهي تهمس نافية: -مش قصة حب ابدا، بس تقدر تقول قصة عذاب، ضياع، موت! عقد ما بين حاجبيه، لتكمل هي: -أنا كنت عارفه إنه واحد مش كويس وبيشغل بنات بترقص هناك ف الافراح بس بهدوم محترمة الى حدا ما، جه عرض نفسه عليا بكل برود وقالي إنه عايزني وبيحبني، ولما رفضت...!
إختنق صوتها عند تلك النقطة، لا بل كاد يختفي اصلاً، تكورت حنجرتها حتى كادت تصاب بالبكم! وشعور قوي بالعجز يعاود لطم قلبها بعنف...! حاولت التماسك وهي تتذكر.. فلاش باك### كانت تسير بهدوء حتى وجدت من يسحبها فجأة ويكممها حتى ركب بها احدى السيارات... وصلوا لمكانٍ ما مهجور فهبط مسرعاً وهو يمسك بها، وهي صوتها مكتوم، محروم من حق الصراخ او إصدار آهات واهنة تتسرب من حرب الشعور بالألم!
وفجأة رأته، فظلت تعود للخلف بخوف وهي تهمس متساءلة: -أنت عايز مني إية يا خالد، جبتني هنا لية؟ -عايزك يا لارا! قالها بوضوح، مباشرة كصوت فحيح الأفعى الذي يُرعبك فجأة... لتهز هي رأسها نافية وهي تتوسله بصوت مرتعد: -لا يا خالد، حرام عليك أنت اكيد مش هتعمل كدة، أكيد مش هتدمر حياتي، أنت بتقول إنك بتحبني!
اقترب منها اكثر، وبلحظة كان يهجم عليها، يُطرب العقل بتفسيراته المعاكسة وهو يخبرها: -مهو أنا عشان بحبك عايزك، إنتِ مش هتبقي ملكي غير بالطريقة دي! حاولت الركض وهي تصرخ، تتوسل وتنادي، ولكنه كان الاقوى، والأعنف! الاقوى في غابة، يمتلك زمامها الاقوى، وهي، ضعيفة! واهنة كقشة قسمها هو بكل برود...! باك###.
-وفضل يشغلني معاهم بالإجبار، وماما لما عرفت جالها القلب وحالتها زي ما أنت شايف، لحد ماعرفت اخيرا اهرب منه واجي القاهرة بمساعدة واحدة صحبتي! كانت دموعها تهطل بغزارة، ورأسها تميل للأسفل بإنتكاسة حقيقية لم تصب جسدها فقط بل كانت ضربة قاضية للحياة بأكملها! وكان هو ينظر لها بغموض، لأول مرة يشعر بالتخبط في حيرته من امر شخص كالأن! وفجأة كادت تترنج مكانها، فأسرع هو يحيط خصرها بيداه وهو يسألها بخشونة: -مالك!؟
رفعت رأسها، وخصلاتها تغطي اكثر من منتصف وجهها، لتسأله بضعف: -أنت مصدقني؟! صمت برهه، ليخبرها بجمود: -لارا أنا هطلقك! صُعقت هي من قراره المفاجئ الذي عاكس توقعاتها! وبمجرد تذكرها خالد اصبح تهز رأسها نافية بسرعة وهي تلتصق به صارخة بهيسترية: -لا لا يا اسر بالله عليك، وحياة اغلى حد عندك ماتسبنيش! رفع وجهها ببطئ يدقق في دموعها المنهمرة بتعجب حقيقي... ليتحسس وجنتاها وثغرها هامسًا بسؤال شارد: -لية!
لم ترد وإنما نظرت حولها بتوتر، ماذا ستخبره؟! أخشى خالد عندما تبتعد عني؟! ام وجودك يشعرني بالأمان..! ام بوضوح احتاج وجودك ! اقترب منها اكثر وهو يزيح شعرها عن وجهها، ليسير بشفتاه ببطئ على ثغرها مكملاً تساؤله: -لية؟ وإندفعت هي بتهور ترتمي بين احضانه مغمغمة بصوت مكتوم: -عشان بحبك، بحبك مش عايزاك تبعد عني! وجدته يدفعها عنه بعنف حتى اصطدمت بالحائط خلفها ويقترب منها ببطئ وعيناه تنذر بشرارات حارقة و...
في وقت متأخر... عاد مُهاب إلى منزله كالأعصار الذي يهب فجأة، غاضب هو بل ثائر بجنون! لا يتخيل كيف أخبرت سيلين والدتها ما حدث هكذا؟! أي فتاة تلك تخبر والدتها بأسرارها الزوجية وإن كانت لا ترضاها..! ولكن نقطة هامة لم تنل نظرة مُهاب، وهي انها لم تكن فتاة راشدة وواعية... بل كانت مجرد طفلة زجوها في زواج ورابطة لا تدركها من الاساس! دلف إلى غرفتها ليجدها تجلس على الفراش وتفرك يدها بتوتر...
ما إن وصل لها حتى قبض على ذراعها يسألها بحدة: -فهميني ازاي تحكي لمامتك وعمك يكلمني بكل بجاحة!؟ أنا يقولي لو في عيب فيكِ او مرض قولي! ارتعشت شفتاها بقلق حقيقي من مظهره، لتجده يجذبها من خصلاتها صارخًا فيها: -لية مش قادرة تفهمي إني مش عايزك، مش إنتِ اللي تجذبني عشان أقربلها! إنتِ طفلة، وطفلة متخلفة كمان... حاولت دفعه وهي تزمجر بغضب متألم: -اوعى سبني بقاا أنت إية!
وفجأة وجدته يمزق - البيچامة - التي ترتديها بعنف وهو يهدر بسخرية مريرة: -فين الإغراااء فيكِ اساساً؟! لو العيب فيا زي ما عمك بيقول يبقى انا مش لاقي ست تجذبني اصلاً! حاولت لملمة الملابس التي اظهرت بعض الاجزاء من جسدها، وهذه المرة لم تقوي الصمود فأصبحت تشهق بعنف.. اصبحت تكره حياتها بمن فيها كاملة! لا تدري تصرفاتها صحيحة ام خاطئة، ولكن ليس خطأها إن كانت ضبابية عمرها الصغير تُعيق نمو عقلها...!
أمسكها من فكها يهزها بقوة مرددًا في جمود قاسي: -بس أنا بقا هثبتلهم إني مش معيوب، وراجل، وراجل اوي كمان! إتسعت عيناها بذعر مرتعد، خوف حقيقي إكتسح مقدمة جوارحها قبل حروفها وهي تسأله: -أنت قصدك اية!؟ دفعها على الفراش بقوة حتى سقطت متأوهه، لتسمعه يقول بسخرية صلبة: -بس أكيد مش إنتِ، لإني قرفان اقرب لك، بس هثبت لهم بطريقتي، هتجوز يا سيلين! صرخت مصدومة: -نعمممم!
اومأ مؤكدًا ببساطة وهو ينظر لها بازدراء: -هتشوفي يا سيلين، هتجوز انثى بجد، وهجيبها تعيش معاكِ هنا، عشان تعرفي إن الله حق!
خرجت حنين من غرفتها على صوت طرقات عالية على الباب، فتحت الباب لتجد حمزة يدلف مندفعاً و يغلق الباب خلفه.. ابتلعت ريقها بتوتر وهي تنظر له متفحصة، لتجده يقترب منها ببطئ، فصرخت بقلق: -إية يا حمزة عايز اية؟ اقترب منها أكثر، وبدى لها وكأنه فقد عقله مؤخرًا، ليهمس وهو يحدق بها: -تفتكري جايلك دلوقتي لية؟! أكيد عايزك، عايزك يا حنيني أشارت لها بيدها ان يعود للخلف، وسألته متوجسة: -أنت سكران تاني يا حمزة؟
هز رأسه نافيًا ببرود: -لا خالص، بس إنتِ رافضة كلامي، ودلوقتي أنا وإنتِ لوحدنا، والشيطان تالتنا و... وجذبها له فجأة يحيط خصرها بيداه، فوضعت يدها على صدره بتلقائية..! ابتلعت ريقها بتوتر: -سبني يا حمزة لو سمحت جذبها له اكثر، ليهمس بولع: -وأنا بحبك! فغرت فاهها مصدومة من اعترافه المفاجئ الذي سقط عليها كتعويذة جمدتها مكانها!
وكانت نظراته مصوبة على شفتاها، فلم يتردد وهو يقترب متكسحًا رحيق شفتيها في قبلة عاصفة... وهي تحاول التملص من بين يديه، فابتعد بعد ثواني يؤكد بحرارة: -ايوة بحبك، لا بعشقك، ومش هسكت ولا هخبي تاني، مش هسيبك تكوني لغيري جذبها له مرة اخرى يأكل شفتاها بنهم مشتاق حد الجنون.. ليبعد بعدها مكملاً: -ولو مش بمزاجك هيبقى غصب عنك يا حنين!