أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية احتلال قلب

اقتباس من الروايةوهو على نفس حاله بل ازداد سواد عينيه اشتعالًا لاسـع شعر بحرقته فعليًا....سـارع الخطى برفق نحو غرفتها لي ..



28-12-2021 03:27 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [10]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية احتلال قلب
رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي عشر

قد تُضمد الجروح، وتُغلق السفوح، ولكن ليس دائمًا ما تخضع الروح !
إنتفض قلبه هلعًا وهو يسمع الطبيب يكمل بصوت أجش متأسف:
-كان نفسي ابلغك أخبار احسن من كدة، لكن مع الاسف السم أثر على بعض الاجهزة الداخلية للمدام واتسبب انها تتصاب بالعمى!
شعر في تلك اللحظة أنه سقط مصعوقًا بقوة، سقط حتى أحس بإنتفاضة هلع داخله، ولكنه سقط على ارتياح مزودج كونها ستصبح معه...!

في البداية لم يكن استوعبها كاملة فقال بصوت متقطع:
-ط آآ و، المفروض يحصل أية؟ يعني دائم ولا مؤقت!
هز رأسه نافيًا بهدوء وهو يخبره:
-مقدرش أحدد دلوقتي، احنا عملنا كل جهدنا عشان نخرج السم من جسمها عشان لا قدر الله مايأثرش على اجهزة تانية، لكن كونه مؤقت ولا دائم دي بأيد ربنا
صمت برهه ثم تابع بجدية مفكرًا:
-وممكن أبعتلك دكتور عيون متخصص شاطر اوي يتفق مع حضرتك
ثم ربت على كتفه مغمغمًا:.

-حمدالله على سلامتها، عن اذنكوا
أ يفرح ام يحزن؟
يهدئ ام يثور...! يهلل ام ينوح؟!
إنتقاضات ملحومة بسكون قلب هُلك من طرقات الصدمة...!
جلس على المقعد امام الغرفة يمسك برأسه بقوة..
أي حظ لعين ذاك اوقعه في تلك المصائب!؟
وجد يد تربت على كتفه متمتمة:
-كويس إن ربنا نجاها، قُل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا
رفع عيناه ليجد نيرمين مبتسمة له بهدوء...
نيرمين لم تكن يومًا حقودة كما تتصرف تلك الأيام، ولكن الغيرة...

الغيرة تجعل من النطفة البيضاء كتلة من الجنون والغضب المغطى بالسواد!
اومأ موافقًا بتنهيدة عميقة صدرت منه وهو يهمس لنفسه:
-الحمدلله، الحمدلله انها لسة معايا، أنت كريم جووي يارب.

مرت ساعات اخرى وقد حان وقت المواجهة، وقت إفراز الشحنات المنغلقة داخل كلاً منهما!
أخذ نفسًا عميقًا ثم زفره على مهل وهو يمد قدمه داخل الغرفة التي تقطن بها، يحاول تهيئة نفسه اولًا حتى يستطع مساندتها...
دلف ليجدها مُمدة على الفراش ورأسها مرفوع للأعلى بصمت تام..
صمت طابق مقولة هدوء ما قبل العاصفة ...
تنحنح بصوت عالي يعلن وجوده ليجدها رفعت رأسها وهي تهمس بأسمه:
-صقررر.

بلحظة كان أمامها يضمها له بقوة، يُعيد للروح مكنوناتها التي اوشكت على سحب الحياة منها...!
أنفه غُمست بتلقائية عند خصلاتها يُعبئ رئتيه من عبقها المسكر..
إلى أن ابعدته وهي تسأله وكأنها تحاول إقناع نفسه بما ليس صحيحًا:
-آآ، ال النور؟ النور مطفي صح!؟
أغمض عيناه بقوة مدة دقيقة قبل أن يهتف بصوت هادئ:.

-حبيبتي، أهم حاجة إنك معايا، مش مهم أي حاجة تانية، كل حاجة ممكن تتصلح الا الموت! واللي حصل مش سهل وانا عارف إنك مؤمنة بقضاء ربنا وآآ...
قاطعته وهي تصرخ بصوت ينقصه دفعة ليصل قمة الانهيار:
-أنت قصدك أية؟ قولها على طول بدون مقدمات، أنت عايز تقول إني اتعميت!؟ أنا بقيت عاميه!
أقترب منها يمسك وجهها الشاحب بين يداه برفق، وبصوت عذب قال:
-ترنيم أهدي، أنا عارف انه مش سهل لكن برضه وقت وهيمر صدجيني.

نفضت يداه عنها بضعف وهي تزمجر بلا وعي:
-هو أية اللي هيمر؟ أنت مش عارف حاجة، أنت بتواسي وخلاص زي ما أي حد هيعمل، اللي جوه النار مش زي اللي بيتعجب من لهبها من بره، أنت عمرك ما هتحس بأحساسي دلوقتي
بدأت تذرف الدموع التي حرقت عيناها التي اصبحت بلا قيمة في وجهة نظرها، ثم اصبحت تردد بضياع:
-أنا بقيت عاجزة، مش هقدر أعمل اي حاجة بنفسي، مش هقدر اعيش حياه طبيعية، مش هقدر...

ثم أختنق صوتها اكثر وهي تحاول رفع يدها لتتلمس وجهه:
-مش هقدر اشوفك...!
وكم شعر بألم من كلمتها تلك، تأوه بعنف وهو يمسك يدها هامسًا بصوت أجش متألم:
-ترنيييم...
ولكنها لم تتوقف بل ظلت تستطرد وكأنها تفرض على العقل ما يرفضه:
-لو قومت في يوم مش هقدر أشرب لوحدي، لو زهقانة مش هقدر أسلي نفسي وأنت مش موجود، لو حبيت اعملك مفاجأة برضه مش هقدر..
ثم اصبحت تصرخ بهيسترية وهي تضرب نفسها بعنف:.

-مش هقدررر مش هقدرر، مش هقدر اعمل اي حاجة
ثم رفعت يدها عاليًا وهي تصرخ بصوت عالي:
-يااارب، يارب أنت كنت مديني نعمه كبيرة اوي مكنتش حاسه بقيمتها، بس حسيت والله حسيت!
جذبها مسرعًا لأحضانه يمنع هبوط دموعه بصعوبة...
أصعب ما قد يمر عليه أن يراها في تلك الحالة!
ولكنها أبعدته مسرعة وهي تكمل صراخها:
-كل ده بسببك أنت، انت السبب لو كنت صدقتني مكنش ده حصل، كل ده بسببك وفي الاخر جاي بكل بساطه تقولي وقت وهيمر...

ثم هزت رأسها بإيماءة خفيقة وهي تتشدق ب:
-هو فعلا هيمر، بس وهو بيسحب روحي معاه كل يوم عن اللي قبله
وضع يداه على شفتاها يُسكتها، لن يتحمل اكثر
لن يتحمل تلك الاعاصير التي ترميه بينها، لن يستطع...!
يا ليته يستطع سحب الجحيم من بين جوارحها..
يا ليته من كان مكانها، لم كان شعوره بالذنب يقتله على الاقل!
نطق اخيرًا بنبرة مذبذبة مبحوحة:.

-صدجيني هتخفي، هنسافر بره وهتعملي عملية وهترجعي تاني زي ما كنتي وأحسن، خلي عندك ثقة في ربنا بس!
تابعت بتلقائية ساخرة أوجعته في الصميم:
-أنا عندي ثقة في ربنا، لكن معنديش ثقة فيك أنت!
عقدت ما بين حاجبيها تسأله مستنكرة:
-كل ده بأيد ربنا، لكن أنت هتعمل أية؟ هتقدر تقف في وش مامتك وتحاسبها على اللي عملته؟! هتقدر تجيبلي حقي وتطفي ناري!؟ والاهم هتقدر ترجع ثقتي فيك؟
هزت رأسها نافية وهي تجيب على نفسها:.

-لا طبعًا..
ابتلعت ريقها وهي تطلب منه بهدوء:
-إتصلي بماما وجسار عشان يجوا ياخدوني
هز رأسه نافيًا بقوة وهو يمسكها من ذراعيها:
-لأ، أنتِ مش هتبعدي عني، مش هسيبك لحظة، فاهمة؟ أنتِ هتفضلي في بيتك، وايوة هجدر، هجدر والايام هتثبت لك يا ترنيم
أقترب من وجهه منها يهمس بصوت حار إنكوى ألف مرة بنيران العذاب:
-أنتِ روحي، هو في حد بيجدر يبعد عن روحه...!
صرخت فيه بحدة:.

-أنت كداب، أنت مابتحبش الا نفسك ومصالحك، أنت انسان مريض بيدعي العشق بس كل تصرفاتك بتنكر العشق ده، أنت عملتلي أية يثبت انك بتحبني؟!
لوت شفتاها متهكمة ثم اردفت:
-ضربتني، موت ابننا بنفسك، ماوثقتش فيا وكنت السبب اني اتعميت
اصبحت تهز رأسها نافية بصوت مختنق:
-كفاية بقا، كفاية انا اكتفيت منك مابقتش قادرة استحمل
جز على أسنانه بقوة يسألها مستنكرًا:
-يعني أية؟!
هدرت بعنف:
-يعني تط...

-قسمًا بالله لو نطجتي حرف ال (ل) لاكون ضاربك تاني ومش هيهمني اي حاجة
قالها وهو يُطالعها بحدة عدائية لما تقوله بشدة...
ثم سرعان ما كان يحتضنها برفق ويداه تحيط خصرها بتملك واضح، بينما حروفه تخرج تلقائيًا لتطرب اذنيها:
-قولتلك مليون مرة إنتِ ملكي، إنتِ منطقة الخطر مش مسموح لغيري يتخطاها، جايز ماكنتش عاشق مثالي، لكن أنا متأكد إني بعشقك
وجدت نفسها تحتضنه وتدفن رأسها عن عنقه وهي تردد بشرود ضائع:.

-انا محتاجة حد ياخدني في حضنه اوي، يضمني وهو بيقولي أنه عمره ما هيسبني، عمره ما هيبعد عني مهما تعبته!
وبالفعل امتثل لكلامها فضمها بقوة مصافحًا دقاتها الساكنة ليلهبها بدقاته الثائرة، وبصوت رقيق يهمس لها:
-مش هسيبك، عمري ما هسيبك!

شهقة عميقة صدرت عن فجر التي سألتها مستنكرة بشدة ؛
-أية؟ إنتِ أية يا حبيبتي؟!
زادت دلالها أكثر وهي تخبرها بغنج:
-مرااااته، مرااااته يا أنسه أية مش سامعه؟!
أبتسمت فجر بغموض ثم أشارت لها أن تدلف مرددة:
-امممم، طب خشي يا مراته، يا الف مرحب اتفضلي..
وبمجرد أن دلفت همست لها فجر برقة:
-دقيقة هروح أجيبلك مايه تاخدي نفسك
اومأت سوزي متعجبة من تلك الرقة التي ستودي بها حتمًا لمرمى مجهول!

دلفت فجر مسرعة لتجد ليث على وشك الخروج...
سحبته من ذراعه مسرعة وعيناها تُنذر بحقول الحقد التي أشعلتها تلك المعتوهه، فقالت بحدة:
-عمال تحب فيا هنا وأنت متجوز السحلية اللي بره دي؟! وتقولي ابو نفيسه ودرية، ده أنا هخليهالك ام نفيسه نفسها
رسمت ابتسامة مخيفة على ثغرها وهي تردف:
-استنى هنا دقيقة يا بيبي وبعدين اخرج
كان ليث يحدق بها مذهولاً...

مشدوهًا من مجيئ سوزي وقدرتها على ٱشعال نبتة الغيرة التي تحاول فجر قتلها!
بينما خرجت فجر وهي تحمل بيدها كوبًا كبيرًا من المياة...
نظرت ل سوزي مرددة بهدوء:
-اتفضلي المايه
كادت سوزي تمد يدها بابتسامة ولكن فجأة سكبت فجر كوب المياه بأكملها في وجه سوزي التي شهقت بعنف متفاجئة، لتسيل مساحيق التجميل على وجهها بطريقة مخيفة من كثرتها...
فصدح صوت فجر قائلة بعلو:.

-ليييييث، تعالى يا بيبي شوف شعبان اللي أنت متجوزه بليز!
كانت تقولها مقلدة سوزي التي احمر وجهها من الغضب..
وبمجرد أن رآها ليث إنفجر ضاحكًا على هيئتها السيئة جدًا!
لتصيح فيه سوزي بحدة:
-بقا كدة يا ليث؟ سايب مراتك تتهزق من البتاعه دي!
هزت فجر رأسها نافية بشدة وكأنها تستنكر حديثها:
-تؤ تؤ، اخص عليه، هو مقالكيش إنه اتجوز البتاعه دي؟ لا ملوش حق إخص عليه.

ورغمًا عن سوء الموقف إلا أن ليث كان مبتسم، قدمت له سوزي خدمة خفية، نجحت في جعل رواسب الغيرة أن تشهق خارج مياه العقل الثقيلة...!
بينما أكملت فجر وهي تمسكها من الخلف -كالمخبرين- مرددة:
-تصدقي أنك بنت ح، لا اكيد بنت كلب، المهم يعني قصدي يا مدام أننا ياريتنا جيبنا في سيرة مليون جنية، احنا لسه حالا جايبين في سيرتك وعاملين نتكلم على نفيسه ودرية!

لمحت فجر طبق الحلوى موضوع على المنضدو فاتجهت له ببطئ وهي تتشدق بخبث:
-تصدقي الطبق ده يستاهل وشك يا سوكا
وبلحظة كانت تلقي ما فيه بوجه سوزي التي ظلت تصرخ...
بينما ليث يشاهدهم ضاحكًا وكأنه يشاهد عرض مسرحي، سيدفع غرامته حتمًا بعد قليل!
ركضت سوزي وهي تزمجر بهيسترية:
-ماااشي يا ليث ماشي بس والله ما هسكت!
وقفت فجر عن الباب تصيح ببرود متلاعبة بحاجبيها:
-وإنتِ من اهل الخير، ماتطوليش الزياة علينا بقا يا حبيبتي.

ثم أغلقت الباب بحدة لتنظر ل ليث الذي تخشبت ضحكته بمجرد أن رآها تُطالعه بعبوس...
ليردف مسرعًا لها:
-بصي قبل ما تنفجري زي البلاعه الباكابورت، انا قاطع علاقتي بيها من بدري والله بس نسيت اقطع الورقه العرفي!..
نظرت له بغل لو خرج سيُطيح كوحش كاسر بكل ما يقابله...
ثم قالت ببرود ظاهري وهي تتجه لغرفتها:
-دي حياتك وأنت حر، كدة كدة احنا ما بينا اتفاق، بمجرد ما الشهرين يخلصوا هنطلق وبراحتك.

سحبها من ذراعها بعنف فجأة لتصطدم بصدره...
ولكنها لم تسمح بالتوتر أن يحول بينهما، عقدت ملامحها بقسوة وهي تخبره بحدة طلتها بالنفور:
-أبعد عني حالا ومتحاولش تقرب مني تاني!
هز رأسه نافيًا وهو يخبرها بصرامة لاذعة:
-أنسي أني اسيبك عشان تتجوزي كلب البحر ده..!
مطت شفتاها مستطردة بحقد ساخر:
-أحسن من الانسانه براس كلب اللي أنت متجوزها دي، لا محصله بني ادمه ولا محصله انسانة!

ابعدته عنها بقوة ثم اتجهت لغرفتها بخطى مسرعة لتسمعه يقول بلهفة:
-بس انا بحبك إنتِ
-وانا بكرهك
ردت بتلقائية نمت من غروب شمس لم تأخذ ثواني لتشرق، وصدوح قمر مظلم مُخيف عاد موضعه بجبروت!
فسقط لبه صريعًا بين ذلك وذاك...!

بعد ساعات...
كانت فجر قد ارتدت ملابسها بعدما نوت زيارة والدها، حتى وإن تنازل ليث عن القضية مقابل ان يبتعد عنهم، لكنه يظل والدها الذي رباها!
هكذا قالت لنفسها وهي تفتح باب المنزل لتهبط بخطى مرتعشة..
وما إن خطت اول خطوة في الشارع الساكن كالليل الذي يبتلعه حتى وجدت من يكممها من الخلف ويمنع ٱصدار صرختها، وفجأة شعرت بمادة تنساب بين خلاياها لتُخدرها فتسقط بين ذراعي المجهول...!

ابعدته نور عنها بقوة، قُربه يشعرها بأسوء لون من الخيانة السوداء!
بتأنيب ضمير قاسي يعتصرها بقسوة، رفعت يدها تنوي صفعه ولكنه امسك بيدها مسرعًا يهتف بلوم:
-اوعي، أنا مش عايز اتعصب عليكِ أنتِ بالذات، قسوتي وحشة اوي
صرخت فيه بحدة عالية:
-يبقى كفاية حُرمانية عشان ربنا يرضا عننا، انا اه عدتي خلصت لكن لسة مابقتش مراتك..!
ابتسامة ناعمة شقت عبوس وجهه وهو يخبرها بتمني حار ؛
-قريب اووي، قريب اوي يا نوري.

رفعت إصبعها في وجهه ف بدت وكأنها طفلة صغيرة تصطنع الشجاعة لتحذره بقسوة لم يكن لها حيز في حياتها يومًا:
-ياريت ماتعشمش نفسك بأكتر من اللازم، احنا هنتجوز فترة مؤقتة وهنقول لمامتك إن الجنين نزل وهنطلق وخلاص!
تجاهلها وهو يملس على وجنتها بأصبعه برقة مرددًا:
-لية؟ لية ماقولتيليش! لية سبتي نار الغيرة بتكويني كل يوم وكل ليلة وأنا بتخيلك في حضن راجل غيري!

إتسعت حدقتاها متعجبة من صراحته الفجة، لتجده يومئ مكملاً:
-ايوة ماتستغربيش، الغيرة ملهاش دين، لا تعرف اخ ولا عدو، الاتنين واحد طالما فيها غيرة!
حاولت تخطيه وهي تهمس بغيظ:
-امممم، على فكرة مش المفروض تتكلم كدة كأنك عاشق ولهان، ايش حال لسه شايفاك مع ال، الكائن اللي اسمها شاهيناز دي؟!
تأفف جسار بضيق وهو يقول:.

-قولتلك وهرجع اقولك، انا لاقيتها فجأة بتقعد على المكتب وبتقرب مني، استغربت بس قبل ما اخد رد فعل كنتي انتِ قدامنا، اشك اصلا انها شافتك فتعمدت تعمل كدة
زمجرة فيه بحدة شرسة:
-وهي تعرفني اصلا؟
زفر بعمق يجيش قليلاً بما يدور في خلده، ليرد ب:
-في الليلة اياها وانا سكران تقريبا حكيت ليها كل حاجة!
هزت رأسها نافية عدة مرات بضيق:
-هقولك أية!؟ الله يهديك.

تركته واوشكت على الخروج ولكنه اقترب منها ليسير جوارها مشابكًا يده في يدها بقوة..
لتزجره هي بغيظ:
-اوعى ايدك
ولكنه هز رأسه نافيًا ببرود:
-تؤ تؤ، مش هوعى
تنفست بصوت عالي ينم عن الغيظ الذي يعتمل داخلها...
كانوا امام غرفة الصالون مباشرة فانتفضت نور مبتعدة عن جسار فور أن رأت زوج شقيقتها والذي بمثابة شقيقها بعد وفاة والديهما...
كان اجتماعهم وسكونهم غريب مُخيف، وخاصة انهم لم يخبروها بقدومهم!

وكان الاخر عيناه تُنذر بلهيب مستعر ازداد اشتعالاً بعدما رآهم سويًا فما كان منه إلا انه نهض ليقترب منها ومن تردد كان يصفعها بكل قوته لتشهق هي بعنف و...!

وفي مكان اخر...
كان رجل يجلس على الكرسي يضع قدم فوق الاخر ويدخن بشراهه، ليتقدم رجل اخر منه متمتمًا بجدية:
-المعلومات اللي طلبتها حضرتك يا باشا
امسك الاخر بالصور التي جلبها له، لتظهر صورة والدة صقر فقال الاخر بخشونة:
-دي والدته زي ما حضرتك عارف
امسك الاخر بصورة نيرمين فأكمل:
-ودي مراته الاولى اسمها نيرمين
فأمسك اخيرًا بصورة ترنيم ليصدح صوت الاخر بخبث:.

-دي بقا حاجة تاني، هي دي اللي قلب المحافظة على الدكاترة عشانها لما شربت السم اللي حطيناه له
اتسعت ابتسامة الرجل الكبير وهو يحملق بجمال ترنيم..
فهتف بخبث:
-ليه حق، دي فرسه! يا بخته...
صمت برهه والشيطان يملي عليه ما يجب ان يفعله فيحكم خيوطه الخبيثة من حوله...!
زفر بقوة وهو يرمي السيجار قائلاً:
-انا عايز البت دي، هو عايز يدمرني بشغلي، انا بقا هدمره بحياته كلها!
اومأ الاخر موافقًا بابتسامة توازي خبثه:.

-تحت امرك يا باشا
تشدق الاخر بصرامة:
-قريب الاقي البت دي عندي،
ثم لمعت عيناه برغبة مُقززة وهو يكمل ب:
-هتمتع بيها شوية، وابقي ضربت عصفورين بحجر، حرقت قلبه واستمتعت بالموزة!

وبعد حوالي ما يقرب من الاسبوعان...
خرجت ترنيم من المستشفى واخيرًا بعدما تحسنت نوعًا ما مع -المحاليل والادوية المنتظمة و، الخ -
وصقر لم يتركها لحظة فكان ك ظلها طوال تلك الفترة، وبالطبع آتى كلاً من جسار ووالدتها ليرونها...
وصلا إلى منزل صغير خاص بصقر قرر المكوث مع زوجته مؤقتًا حتى يعلم من تسبب بذلك..
لم يحتك بوالدته طيلة تلك الفترة، كان يحتاج الى جمع بعض المعلومات ليستطع المواجهة..

فتلك الضربة قد جاءته في منتصف قلبه!
وفي يوم من الأيام...

كانت ترنيم في المطبخ تُعاني في محاولة إعداد طعام بسيط ولكنها فشلت بجدارة...
كانت مستندة على -الرخامة- تكاد تبكي وهي تستشف عجزها الفعلي
وفجأة وجدت من يُحيطها من الخلف برفق ليلثم عنقها الظاهر بحب متمتمًا:
-بتعملي أية لوحدك يا حبيبتي؟
هزت رأسها نافية بحسرة وهي تحاول الابتعاد عنه:
-وهو انا عارفه اعمل حاجة اصلًا لوحدي!؟
داعب أنفها بأنفه، ثم همس امام شفتاها بحرارة ماكرة:.

-طب ما تيجي اقولك حاجة وسيبك من الاكل ده انا طلبت اكل جاهز اصلا
إنتفضت مبتعدة عنه بسرعة حتى كادت تسقط للخلف فأسرع هو يحيط خصرها برفق، لتستطرد هي بحروف مرتعشة:
-آآ لأ شكرا، انسى انك تقربلي
ابتسامة خبيثة ظهرت على ثغره، توجست هي من صمته الغريب، وقبل أن تنطق وجدته يلتهم شفتاها في قبلة شغوفة، حارة مشتعلة ومشتاقة!

حاولت التملص من بين ذراعاه، حاولت الابتعاد عنه، ولكنه كان يقيد خصرها بقوة مانعًا اياها من الهروب
فهتفت بعجز وهي تبتعد عنه:
-صقر ابعد عني
أبتعد عن شفتاها التي كادت تتورم من قبلاته الملتهبة، ثم همس بصوت لاهث:
-لأ، كفاية بُعد، أنتِ وحشتيني اوووي، بقالي كتير ماخدتكيش في حضني، مش كفاية بتنامي في اوضة تانية!
لم ترد عليه ولكنه لاحظ تأثرها بكلامه، فمهما صار تظل هي حبيسة عشقه!..

كان يبعد التيشرت الخفيف الذي ترتديه دون اكمام عن كتفيها..
فشهقت هي بعنف هامسة:
-لأ، مش هينفع سيبني!
شعرت به يُقبل كتفها العاري برقة، ويداه تسير ببطئ على ظهرها فتسلبها إرادتها الهشة...
بينما شفتاه تلامس كل جزء من وجهها وهو يهمس لها بحرارة مُتلهفة:
-وحشتيني، وحشني حضنك، وحشني همسك بأسمي وإنتِ في حضني، وحشني لمستك البريئة في بحر شوقي المجنون، كل حاجة وحشتني.

يعرف كيف يُفقدها عقلها بكلماته فيشعل احساسها المتيم به...
يُتقن العزف على اوتارها الضعيفة حتى تخضع له...!
انتبهت له وهو يدفعها بجسده ببطئ نحو الرخامة، فشهقت بصوت مرتجف وهي تتمسك بطرف قميصه:
-صقرررر، احنا مش في اوضتنا
ظهرت ابتسامة خبيثة على ثغره وهو يرد:
-واحنا محتاجين الاوضة في اية لما ربنا موسعها علينا؟!
ولم يترك لها الفرصة فكانت يداه تستبيح ملامسة جسدها الذي اشتاقه ايضًا حد الجنون...!

فاكتسحها بكل ما للكلمة معنى، سحبها في عالم لا يوجد به سواهم!

بعد مرور ايام اخرى...
كانت ترنيم قد ارتدت الفستان الذي أنتقاه لها صقر وارسل به مع احد الخادمات الموثوق بهم يوصيها بالاهتمام بترنيم وجلبها الى المطعم الذي أعلمها مقره...

إنتهت ترنيم وهي تبتسم عندما سمعت زوبيدة تهتف بانبهار:
-ماشاء الله عليكِ يا ست هانم، وكأنك هتتجوزي من اول وجديد!
ابتسمت ترنيم بهدوء ليسيرا معًا مغادرين المنزل...
وصلا بعد فترة عند باب المطعم فدلفت ترنيم ببطئ لتعلن زوبيدة انساحبها وهي تنظر لها بابتسامة هادئة...
كانت ترنيم تسير ببطئ وفجأة اصطدمت بصدر صلب عريض، اعتقدته صقر لان زوبيدة اخبرتها ان المطعم خالي من الزبائن الا هم!

ابتسمت وهي ترفع يدها تريد تحسس وجهه، وهو الاخر احاط خصرها برفق، ولكن فجأة انتفضت مبتعدة عنه عندما سمعت صوت صقر الذي دوى كرعد مرعب من خلفها:
-ترنييييييييم!

28-12-2021 03:28 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [11]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية احتلال قلب
رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني عشر

وإن سألوك عن الروح، قُل هي أسيرة، هي مُحتلة، هي وطن أحتله قلبها المُتيم
الغيرة مرض في العشق الفناء، داء لا يرضى الشفاء، ودواء يُنعشك بلا اكتفاء !
لا يدري كيف وصل لها في لحظات لا تُعد ليقبض على ذراعها بعنف غيظًا من ذلك الكائن الذي فر راكضًا قبل أن يصله له...
وكأن جحيم العشق أنتهز الفرصة فأشعل حقولًا كغنيمة لحرقته...!
فتأوهت هي متألمة وهي تهمس له:
-سيب دراعي يا صقر
سألها مباشرةً بحدة عدائية واضحة:.

-مين ده؟!
زفرت بقوة وهي تخبره بصوت حانق:
-وانا أيش عرفني؟ أنا اللي مفروض اسألك، وبعدين مش المفروض المطعم مفيهوش غيرنا!؟
تنهد عدة مرات بعمق...
دائمًا ما تدور وتدور لتخرج هي المنتصرة وينحسر هو بين دوائر التوهان...!
اومأ موافقًا وهو يجذبها معه برفق:
-طب تعالي هجعدك واروح اشوف مين اللي دخل ابن ال*** ده.

وبالطبع لم تعترض، سارت معه موافقة على مضض حتى أجلسها على منضدة لجوار النيل، ليُقبل جبينها بعمق متمتمًا بصوت هامس:
-مش هتأخر عليكِ
اومأت موافقة بصمت تتخيل جمال المنظر بجوارها...
ولكن بالطبع كعادتها طيلة الايام السابقة الألم يتغلب على أي شعور اخر داخلها كوحش كاسر...
كمُشتاق رأى جمال الحور، فلم يعد يطيق إنسحابهم من امامه مرة اخرى!

بينما على الطرف الاخر كان صقر يصرخ ب مدير المكان مزمجرًا بنبرة تُطابق زئير الاسد المفترس:
-ازاي يعني يدخل عادي كدة؟ هو انا مش حاجز المكان كله!
نكس الرجل رأسه ارضًا ومن ثم حاول النطق معتذرًا:
-انا عارف إن حضرتك معاك حج يا صقر بيه، وصدجني كل شخص غلط بشغله هيتحاسب و...
ولكن صقر قاطعًه بحدة قاسية:.

-افرض كنت اتأخرت؟ كان الحيوان ده لجى واحدة ادامه قال يلا اخدها وخلاص! ساعتها اقسم بالله ما كنت هرحمكوا وهجفلكوا المطعم ده...
لم يرد الرجل سوى ب:
-حجك علينا يا صقر بيه
نظر له بحنق ثم استدار ليغادر وهو يخبره بجدية:
-جهز اللعبة اللي جولتلك عليها خلال نص ساعة بالكتير بعد الرجصة
اومأ الرجل موافقًا بطاعة:
-تحت أمرك
وما إن غادر صقر حتى تنهد بقوة مغمغمًا بغيظ:.

-اوووف كان يوم اسود يوم ما جيت، بس يلا هعمل اية، انا حيالله عبد المعبود!

على الطرف الاخر كان صقر يسحب ترنيم برقة لساحة الرقص، بينما هي تهز رأسها نافية والضيق اختلط بملامحها المُبهجة بفطرتها:
-لأ يا صقر سيبني لو سمحت، أنا مش عايزة أرقص
طوق خصرها بيداه كخيط رقيق ينساب حولها، ظلت تحاول الابتعاد ولكنه على العكس كان يقربها منه بشدة وأنفاسه تخترق مسامها، وهمسه يُلحن صمت القلوب:
-هششش، الليلة إنتِ بتاعتي، هنعمل اللي انا محدده وبس، انسي اي حاجة عملتها!

تنهدت بالقوة ورغمًا عنها بدأت تسترخي بين أحضانه...
ظلا يتراقصا قليلاً إلى أن رفع وجهها الذي نكسته ارضًا وقال بحرارة:
-بحبك، بحبك ومفيش غيرك احتل قلبي يا ترنيمة قلبي
ابتسامة ضعيفة شقت عبوس لا يليق بملامح خُلقت للابتسام، فصبغها هو بالحمرة عندما اقترب منها ببطئ ليلتقط شفتاها في قبلة سريعة متهورة ومشتاقة، فكادت تبتعد هي مرددة بحرج:
-قليل الادب، افرض حد شافنا؟

وفجأة شعرت بها يحملها بين ذراعيه وهو يضحك بمكر صارخًا بصوت عالي وهو يدور بها:
-وفيها أية؟ ده انا هخلي كل الموجودين يشوفوا...
ومن ثم بصراخ مجنون اكمل:
-بحبببببببببببببببك!
تعالت ضحكاتها رغمًا عنها وهي تتعلق بعنقه، يُعجبها تهوره..
فهي كأي انثى وكل انثى تلك الافعال تُرضي غرورها وتُشبع غزيرتها المتلهفة للأهتمام...!
أنزلها ارضًا بعد دقائق، ليحيط خصرها بتملك هامسًا:
-يلا امشي معايا.

وبالفعل إنصاعت له ليسيرا ببطء وهي لا تدري وجهتها...
ولكنه كان يحل محل عيناها، يُنير القلب، ويقتل الظلام ايضًا!
وصل بها إلى -استاندا- كبيرة مُلونة زجاجية، فوقف عليها وترنيم معه، وقف امامها ليهتف بابتسامة متسلية:
-بصي يا ترنيمتي، دي لعبه، الاستاندا دي منورة، انا دلوجتي هشيلك والمفروض أني اربط عيني وامشي على الامكان المنوره بس، ولو دوست على جزء مطفي بالغلط الاستاندا هتتجلب وهنجع في حمام السباحة ده.

جهر قلبها بقلق من فكرة الرمي داخل المياه، فظلت تهز رأسها نافية:
-لالالالا، انا اصلا بخاف من المايه وانا شايفه اللي حواليا، ما بالك وأنا مش شايفه؟ لا لا مش هينفع خالص
اقترب منها بهدوء يُداعب أنفها بأنفه مرددًا برومانسية:
-امال انا بعمل أية يا ترنيمة قلبي؟ متخافيش أنا معاكِ
قالها ولم يعطها الفرصة فحملها فجأة بعدما ربط عيناه، لتسمع هي صوت بدأ اللعبة، فتعلقت بعنقه مسرعة تردد بنبرة طفولية اضحكته:.

-يارب مانقعش يارب خليه يعرف كويس يارب، انا عارفه اني مش طيقاه بس هدعيله المرة دي بس يارب يارب
بدأ يسير بالفعل...
دقيقة، اثنان، ثالثة كان الحظ يحالفه والرابعة عاداه منسحبًا فأخطأ صقر ليضغط بقدمه على جزء غير مضاء وبالفعل بدأ الزجاج الذي يقفوا عليه يميل رويدًا رويدًا وترنيم تصرخ، ليسقطا سويًا في المياه...
تعالت ضحكات صقر في المياه وهو يراها تحاول العوم وهي تتابع بصوت عالي ونبرة مضحكة:.

-اني اغررررق تحت الماء، الحقني الله يحرقك يا صقر يابن ام صقر
اقترب منها كثيرًا حتى رفعها وهي تُلاصق صدره العاري بعد أن خلع عنه القميص، لتحيط عنقه بتلقائية...
فاقترب هو منها ببطئ هامسًا بصوت ماكر:
-ياااه بحب المايه دي جوي، الواحد بياخد راحته فيها كدة وبيعمل اللي نفسه فيه!
عضت على شفتها السفلية بخجل وهي تتخيل نظراته لها الان...
مؤكد عيناه امتلأت بشغف واضح يُعانق لمعان عاطفته الان..

وعند تذكر أنها لن تستطيع رؤيتها شعرت بمرارة العجز تلفح داخلها بقوة...!
ثانية وقبل أن تُكشر مرة اخرى كانت تشعر بشفتاه تلتهم شفتاها بنهم بطيئ افقدها توازنها، كان ظهرها مستند عند طرف الحوض وهو امامها يكتسحها بلمساته الغير بريئة ابدًا...!

بدأت فجر تستعيد وعيها مرة اخرى، لتجد ظلام دامس كقلوب من اختطفها يصفع عيناها...!
حاولت التململ او الحركة ولكنها كانت مقيدة، فظلت تهمس بخوف:
-ياارب يارب حد يلحقني، ليث!
مرت دقائق وهي تمنع دموعها بصعوبة من الهطول، وفجأة وجدت من يفتح الباب ويدلف ببرود
تجمدت وعيناها تلتقط من لن تخطئ ابدًا في رؤيته!
لقد كان عمرو ...
حبيب الروح المُلغاه وسط اقتحام عاشق ك ليث.

وربما لم يكن حبيب يومًا ولكن الاهتمام يصنع المعجزات!
ظلت تعود للخلف متساءلة وهي تراه يقترب منها ببطئ:
-أنت عايز أية يا عمرو وجايبني هنا لية؟
ابتسامة شيطانية خبيثة حلقت على ثغره وهو يهمس لها امام وجهها مباشرةً:
-وحشتيني، أية مش من حقي اشوف خطيبتي وحبيبتي ولا أية؟!
هزت رأسها نافية بخوف حاولت زج الشجاعة به:
-لأ، أنا واحدة متجوزة، ومن يوم ما حاولت تعتدي عليا وانا خرجتك من حياتي نهائي.

فجأة وجدته يهتاج كمريض نفسي يجذبها من خصلاتها بعنف صارخًا:
-متجوزة اه، عشان كدة سبتيه يلمسك!؟
إتسعت حدقتاها بفزع...
من أين له أن يدري بمعلومة لا يعلمها سواها وليث ووالدته و، والدها!
مؤكد هو من اخبره لينتقم..!
أفاقت من شرودها على يداه التي أمسكت كفها بعنف يضعه على وجهه الشبه مشوه ويردد:.

-عشان كدة لما حاولت اقربلك، تاني يوم بعتيلي حبيب القلب يضربني بالعنف ده ويشوهني؟! عشان منستش ضربه ابدا صح؟ وانا فعلا مانستش
ثم بدأ يلتصق بها اكثر مكملاً:
-ومش هخليكِ أنت كمان تنسي الليلة دي
ضربت إنذارات العقل داخلها كطبول تعلن بدء الحرب...
فانكمشت بخوف وهي تهمس له راجية:
-لا، اوعى يا عمرو هكرهك بجد
مط شفتاه بلامبالاة مجيبًا:
-ما تكرهيني..
وعاصفة شيطانية أقتحمت عيناه السوداء وهو يتابع صارخًا:.

-خلتيه يلمسك لية؟ اخد حاجة مش من حقه
ثم فجأة هجم عليها يحتضنها بالقوة وشفتاه تبحث عن مرمى شفتاها التي تُجاهد لابعادها عنه، وصرخاته الغاضبة تتعالى موازية صرخاتها:
-ازاااي سمحتيله يلمسك وأنا حتى مكنتيش بتخليني امسك ايدك؟ بس لأ، الليلة كلك هتبقي ليا، جسمك وعقلك، ومش بمزاجك غصب عنك!
اصبحت تصرخ بهيسترية ليبتعد عنها:
-لااااا ابعد عني لاااااا
بينما هو يحاول إزاحة ملابسها عنها وهو يستطرد بجنون:.

-لأ مش هبعد، حرام عليا وحلال عليه؟ هادوق اللي هو داقه قبلي!

منذ وصول نور منزل شقيقتها وهي حبيسة غرفتها منهارة في بكاء حار احتضنها مرحبًا بذلك الانهيار...
كانت تضم ركبتاها الى صدرها تشهق بعنف حتى باتت الشهقات تكاد تسحب روحها معها، ثم ظلت تتذكر ما حدث..

فلاش باك###
ما إن تلقت الصفعة حتى اهتاج جسار يقترب منه صارخًا بحدة مُفزعة:
-أنت بتعمل أية انت مجنون؟! ازاي تمد ايدك عليها وقدام الكل!
نظر له بغيظ حقيقي لو كان انسان لصارعه في التو..
ثم قال بصوت أجش:
-لما الاقي اختي الصغيرة بتعمل حاجة غلط لازم اضربها عشان تفوق
ثم نظر لنور مكملاً زمجرته:
-لما تخلي اللي يسوى واللي مايسواش يقولي إنها مقضياها مع اخو جوزها بعد ما جوزها مات يبقى لازم اضربها.

رآن الصمت بينهم...
كلماته كانت ثقيلة على القلوب، خاصةً تلك المسكينة التي ظلت تهز رأسها نافية وهي تبكي:
-لا والله مش صح، انا عمري ما هعمل كدة، انا بقضي عدتي في بيت جوزي مش اكتر!
اومأ هو بسخرية مريرة:
-منا عارف، وعشان كدة سبتك لحد ما عدتك تخلص، لاكن كله الا الكرامة يا نور، دي مش هسمحلك تمسيها ابدا
عندها صرخ فيها جسار بعصبية متمتمًا:
-مين اللي قالك الكلام الفارغ ده؟
رفع حاجبه الايسر مستنكرًا:.

-والمفروض اني اقولك؟! اللي قالي قالي يا استاذ جسار، نور هتقضي باقي عدتها في بيت اخوها، وبعدها عريسها عندي
أحتراق، او لهب...
شعور داخلي قاسي مزق ما تبقى من تماسكه فكاد يهجم عليه ولكنه توقف عند تدخل نور الجاد:
-بس! مصطفى انا راضية باللي تقوله، دقيقة هجهز شنطتي وجايه حالا
وبالفعل انسحبت لتعد حوائجها، بينما قالت والدة جسار بهدوء:
-بس الامور مابتتاخدش كدة يابني، نور بنتي برضه
تنهد وهو يتشدق بجدية ب:.

-اسف يا ام حسام، بس انا مش هاقدر اغامر بشيء زي ده واستنى اشوف هل فعلا في حاجة ولا لا؟ انا شوفتهم خارجين من الاوضة مع بعض فاعذريني!
وبالطبع لم تستطع الرد فصمتت، ليتأكل الغيظ داخل جسار تجاه ذلك الشخص اكثر!
باك###.

وهكذا وصل بها الحال الى تلك الغرفة المظلمة تأن بداخلها بصوت مكتوم، وفجأة سمعت صوت يأتي من البلكون فنهضت بخوف لترى، ومن ثم همست متساءلة بقلق:
-مين؟ في أية!
فجأة وجدت جسار يفتح البلكون ويدلف، فشهقت بعنف مشدوهه من تواجده:
-جسار!
أخرج بعض الاوراق من جيبه وهو يهمس لها بخشونة:
-امضي هنا
سألته متوجسة ؛
-اية ده؟

-ده ورق جواز رسمي لسه جايبه من عند المأذون، واعملي حسابك لو مامضيتيش حالا يا نور قسما بالله لاعملك فيضحة وساعتها هتجوزك عشان استر عليكِ
ظلت تهز رأسها نافية بحدة:
-أنت مجنون؟ عايزني اتجوز من وره اهلي، لا ابدا
تأفف وهو يزجرها بغيظ:
-لا مش كدة، هيبقى كتب كتاب بس لحد ما العدة الوهمية تخلص، بس هضمن ان جوز اختك المجنون ده مش حيقدر يجوزك.

ابتلعت ريقها بقلق، هي تعلم حد اليقين أن جسار متهور، ولربما يفعل ما يقوله!؟
نظرت له لتجده بدأ يقترب منها بالفعل راميًا بنظراته الخوف في قبضتا قلبها الصغير، لتهتف مسرعة:
-خلاص ابعد همضي
امسكت بالقلم بأصابع مرتعشة لتخط اسمها سريعًا، عندها اشرقت شمس السعادة على وجه ذاك العاشق، فهمس وهو يقترب منها بخبث:
-كدة بقيتي على اسمي، ناقص بس نجيب العيال ونبقي اسعد اسرة!
اتسعت حدقتاها غير مصدقة، فأردفت بغضب خجول:.

-احترم نفسك وامشي من هنا
ظل يهز رأسه نافيًا وهو يقترب منها ببطء شديد دب القلق الحقيقي في قلبها و...

كانت والدة صقر في حديقة منزلها منتظرة شخصا ما تنظر هنا وهناك بقلق...
دقيقة ووجدته يدلف فاقتربت منه مسرعة تسأله:
-هااا؟ عرفت حاجة يا واد!؟
اومأ مؤكدًا ثم بدأ يخبرها بأنفاس لاهثة:
-ايوة، عرفت
سألته بغضب صارخة:
-انطج جالولك أية؟
اجابها بجدية:
-جالولي أنهم عنديهم عرض مميز، غيروا مخططهم وطالبين منك حاچة في مجابل حياة ولدك
سألته بعدم فهم مرة اخرى:
-حاچة أية دي؟
نظف حنجرته بقلق ثم رد بصوت أجش:.

-عاوزينك تتصرفي وتخلي صقر بيه يطرد مرته الجديدة بأي طريقه، والباجي ملكيش دعوة بيه..
صمت برهه ثم اكمل مفكرًا:
-اعتجد عايزينها عشان يخلوا صقر بيه يبعد عنهم من خلالها
اومأت مسرعة بلهفة:
-وجالولك اية تاني؟
-جالوا لو مانفذتيش يبجى تجهزي جبر لولدك في اقرب وقت وإنتِ عارفه انهم ما بيهزروش!
أحمرت عيناه بغضب جم يوازي لون احتراق جهنم، ليسارع هو متابعًا:.

-وجالوا انهم ماكنوش هيدخلوكِ في الموضوع ده بس لاجوا صقر بيه مشدد الحراسة على مرته جوي
اومأت موافقة ثم اشارت له بأصبعها ان يغادر فامتثل لاوامرها...
تنهدت وهي تحدق بالفراغ:
-اسفة يا ترنيم، مضطرين نضحي بيكِ مجابل حياة ولدي!

بعد مرور أسبوعان...
كانت ترنيم تنتظر دورها في -عيادة طبيب نساء- بعدما شكت في تلك الايام كونها حامل!
وبالطبع اصطحبت معها زوبيدة وحراس صقر ينتظروهم في الاسفل...
لا تدري ما هي ردة فعلها اذا اكتشفت انها حامل!
ولكن صقر لم يقربها سوى تلك المرة منذ الحادثة المشؤومة!..
أ من الممكن أن يعاندها القدر لهذه الدرجة؟!
للحظة شيطانية لامت نفسها لانها لم تتخذ احتياطها..

فجأة انتبهت عندما وجدت هاتفها يرن فإلتقطه ببطء ترد:
-الووو
اتاها صوته الغاضب:
-إنتِ فين؟
ولم تدري لم اختارت الطريق المظلم من الكذب فردت:
-بزور ماما وجسار
ولم تسمع رده فأغلق الهاتف، حدقت بالهاتف متعجبة!
ثم انتبهت للتو انه من المؤكد أن رجاله اخبروه اين تكون...!؟
ضربت جبينها وهي تلعن ذاك الغباء، فسمعت السكرتارية تنادي:
-مدام ترنيم
-ايوة انا جايه اهو.

نهضت وزوبيدة تعاونها برفق، دلفت الى غرفة الطبيب وبدأ الكشف عليها...

بعد حوالي ربع ساعة كان قد انتهى فجلس على مكتبه بهدوء، ومن ثم ابتسم بجدية مرددًا:
-مبروووك يا مدام حضرتك حامل
صمتت دقيقة تقريبًا وخواطر شتى تموج داخلها...
واهمها وسوسة الشيطان وهو يردد داخلها بجبروت اسود حالك
إنها لا تثق به بعدما فعل، فكيف ستنجب منه لتعيد نفس الخطأ ؟!
إنتهى تفكيرها القليل بردها الجامد:
-أنا مش عايزاه، عايزة انزله يا دكتور.

أخطأت تصويب وقت كلماتها المتهورة، ف في تلك اللحظة تحديدًا كان صقر على وشك فتح الباب فاخترقت جملتها القاسية اذنيه و...!

28-12-2021 03:31 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [12]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية احتلال قلب
رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث عشر

شعر بصخرة ثقيلة، حادة وعنيفة تستقر فوق دقاته المتلهفة فتكتم بريقها المقطون...!
ألهذه الدرجة إنعدمت ثقتها به؟!
حتى وإن إنعدمت الثقة الواهية، ألم يكن أبنها ايضًا؟!
كيف ستقتله، كيف تود محو نطفة لا تُذكر لمجرد ذبذبات بثها شيطان العقل؟..
بلحظة كان داخل الغرفة لتشهق هي مصدومة وألف فكرة وفكرة تدور برأسها فتحجمه بالخوف...!
رد السلام كعادته بصوت أجش:
-السلام عليكم
-وعليكم السلام مين حضرتك؟!

سأله الطبيب مستفهمًا فأجاب وهو يسحب ترنيم من ذراعها بقسوة ألمتها:
-أنا صقر الحلاوي، جوز المدام
لم يعط أيًا منهم فرصة الأعتراض فكممها في نفس اللحظة وهو يخرج ساحبًا ترنيم التي حاولت التملص من بين قبضتاه الحديدية!
ولكن كل محاولاتها إنصهرت بين براكين غضبه الجم الان...
هبطا من -المبنى- ليجعلها تركب سيارته بالقوة دون حرف ربما سيزيد من قساوة العقاب...!
ثم أشار لحراسه مرددًا بجدية حادة:
-ورانا.

ركب هو الاخر سيارته وإنطلق بسرعة مخيفة...
يشعر بروحه تهرول مختبئة بين ظلال عشق أعتقده غزير فكان كالخرير ينساب دون إنتظار!
بينما نطقت هي بقلق:
-صقر، ص...
وقبل أن تكمل باقي حروفها كان يدب بكل قوته على المقود صارخًا بصوت عالي أرهق حباله الصوتية موازيًا لإرهاق النفس:
-اخررررسي، مش عايز اسمع صوتك ابدا اخرررسي خاااالص احسنلك
وبالطبع صمتت، صوته أعادها لمقرها الحقيقي كقطة وديعة مرتعدة بين براثن غضبه!

بينما هو، هو كان متلاطمًا كشوكة بين مياه مموجة لا يستطيع الاستقرار بجانب منها!
وشيئ داخله يصرخ بالفارق الحقيقي بينها وبين نيرمين..!
نيرمين التي لم تجرؤ على رفع صوتها امامه حتى طيلة تلك السنوات التي عاشوها معًا...
كان لا ينظر لها وهو يردد بجنون تلبسه بقسوة:
-عايزة تموتي أبني يا ترنيم؟! عايزة تحرميني من الطفل اللي بتمناه من الدنيا!
ثم نظر لها وهو يكمل زمجرته الحادة المرعبة:.

-عايزاني افضل حاسس بالنقص طول عمرررري!
هزت رأسها نافية عدة مرات وبدت تُصارع لأخراج حروفها الضئيلة وسط جمهرة جنونه:
-لا والله بس آآ، أنا خ خايفه!
بلحظة وجدته يُوقف السيارة ليجذبها من شعرها بقسوة متابعًا:
-أنا بقا هاوريكِ الخوف اللي على حق ربنا، حتى لو أنا قاتلك قتيل ده مايديكيش الحق تموتي حته منك
دفعها على الكرسي بعنف وكأنه مشمئز منها وهو يستطرد:
-إنتِ أية معندكيش قلب للدرجة؟ مابتحسيش!

جز على أسنانه بغل حقيقي وهو يستمع لشهقاتها الخافتة، فنظر لها مرة اخرى وهو يمسك ذراعها بقوة يضغط عليه ويقول:
-طالما هو مش فارق معاكِ لدرجة أنك كنتي عايزة تموتيه أنا هاريحك منه، بس عمري ما هموته حتى لو كان ابن حرام! لانه جزء مني، انا هاخده يا ترنيم بمجرد ما يتولد ومش هخليكِ تشوفي وشه ونيرمين هي اللي هتربيه
ولم تلحق الاعتراض اذ إنطلق بسيارته مرة اخرى التي بدت وكأنها تُسابق الرياح...!

فشرد يتذكر ما حدث قبل أن يتصل بها...
فلاش باك###
كان في عمله عندما دلف الموظف يهتف بتهذيب:
-صقر بيه الظرف ده جه لحضرتك دلوقتي
سأله مستفسرًا:
-من مين؟
-مجهول ماكتبش اسمه
مد يده له مرددًا بجدية فضولية:
-طب هاته وروح انت شكرا يا عبدالمعز
اومأ الاخر موافقًا بابتسامة خفيفة ثم إنصرف بعدما اعطاه اياه...
ليفتحه صقر فوجد ورقة مطوية مُدون عليها جملة
خد بالك من مراتك الجديدة بتعمل حاجات من وراك...
فاعل خير...!

أخرج هاتفه ينوي قتل الذرة الواحدة التي خُلقت من الشك ليتصل بحراسه يسألهم عن مكان ترنيم...
ثم أتصل بترنيم ليختبر صدقها، وبالطبع باقي ما حدث مُعلن بخزي!
باك###.

عاد لواقعه على صوت شهقاتها التي لم تتوقف ليضغط على المقود أكثر بغيظ ولا يعيرها اهتمام...!

حجر صغير كان هو مُنقذ فجر...
أمسكت بالحجر المرمي جوارها وهي تُعافر لأبعاد ذاك اللعين عمرو عنها لتضربه على رأسه به فأبتعد متأوهًا يصرخ وهو ممسك برأسه:
-ااااه يابنت ال*** انا هاوريكِ
في تلك اللحظات أطلقت الحرية لقدماها اللاتي ركضتا بكل القوة والسرعة التي لم تركض بمثلها يومًا...
هبطت اخيرًا من ذلك المبنى وهو يلاحقها ولكنها تركض بكل قوتها لتصل للطريق الخارجي...

وفجأة وجدت رجل مسن بسيارته فركبت مسرعة وهي تصرخ به:
-والنبي اطلع بسررررعه
وبالفعل حرك الرجل المقود لينطلق مسرعًا، فزمجر عمرو بجنون غاضب:
-مش هاسيبك يا فجرررر والله ما هاسيبك
عاد مسرعًا للمبنى ليلحق بسيارته عله يستطع امساكها...
بينما فجر بمجرد ان ابتعدوا عن تلك المنطقة حتى نظرت للرجل تهمس بصوت باكي:
-انا اسفة اوي بس ملاقتش غيرك قدامي ومتشكرة ليك اووي يا عمو، اول ما نوصل البيت هديك فلوسك الضعف.

ابتسم الرجل بحنان وهو يرد:
-إنتِ زي بنتي الله يرحمها، مفيش داعي للشكر
وصلا بعد قليل لعنوان المنزل الذي أملته فجر عليه، وقبل أن تهبط من السيارة كان يمسك بچاكيت مرددًا بحزم:
-امسكي ده يابنتي، هدومك اتقطعت واكيد مينفعش حد يشوفك كدة
ابتسمت له مجيبة بامتنان حقيقي:
-شكرا اوووي لحضرتك
ارتدته على عجالة ثم ركضت لداخل مبنى المنزل، صعدت للشقة التي يقيمون بها فطرقت الباب بسرعة.

ثانية ووجدت ليث يفتح الباب فرمت نفسها بأحضانه وهي على وشك الانخراط في البكاء...
ولكن قبل أن تنال مرادها في تفريغ شحنات الكهرباء المختزنة داخلها وجدته يبعدها عنه بقوة ويصفعها بنفس العنف لتشهق هي مصدومة و...

ما إن ظل جسار يقترب من نور حتى وجدها فجأة تنتشل تلك الورقة منه لتقطعها لقطع صغيرة لا تعني شيىء، فاتسعت حدقتاه وهو يزجرها بغيظ:
-أنتِ عملتي أية يا مجنونة؟ قطعتي الورقة لية!
تنهدت بقوة ومن ثم أجابت بجدية حازمة:
-اسفة، مش هاقدر اكسر اهلي بالطريقة دي، من غير جواز انا اقدر اضمن انه اكيد مش هيجوزني غصب عني!
للحظة كاد يبتسم وهو يرى الرابطة القوية التي تجمعها بعائلتها فتنفض أي ضبابية تتكون عليها...!

ولكنه شعر بالغضب ايضًا لكونه سيظل منتظرًا على حافة الهاوية..!
اقترب منها كثيرًا حتى بات على وشك الالتصاق بها فهتفت بصوت يكاد يسمع:
-جسار ابعد عني
همس امام وجهها مباشرةً:
-أنا قولتلك وإنتِ ما صدقتينيش
وضعت يدها على صدره لتخلق فاصل بينهما، ثم دفعته بقوة وكاد صوتها يرتفع رغمًا عنها:
-قولتلك ابعد، امشي من هنا دلوقتي حالًا!
أمسك وجهها بين يداه دون إرادتها ليهمس بصلابة مُحذرة:.

-اسمعيني يا نور، انا همشي دلوقتي، لكن قسمًا عظمًا لو ** راجل قربلك لاقتله وادخل فيه السجن
أغمضت عيناها بارتياح كونه سيغادر ثم اومأت عدة مرات دون رد...
لتجده يُقبل وجنتها التي اشتعلت بنيران الخجل من فعلته، فتحسس وجنتها المشتعلة وهو يهمس لها بحرارة تناسب خلفية الموقف ؛
-هتوحشيني
ثم ابتسم وهو ينظر لعيناها التي تغلقها بقوة وانفاسها المضطربة...
تلك الاشارات تُرضي غروره وتُكمل سطو تأثيره عليها..!

تركها في ثانية ليغادر بخفة كما اتى تمامًا، لتضع هي يدها على صدرها الذي يعلو ويهبط مرددة ببلاهه:
-انا شكلي هحبه ولا اية؟!

في يوم اخر مساءا...
كانت شاهيناز أمام الملهى الليلي الذي تذهب له معظم الاوقات لتُسلي وقتها..
بالطبع لم تنسى فكرة الانتقام من نور فكانت هي كالبوصلة تقودها وسط ظلام حياتها الحالكة...!
كانت تُدخن بشراهه وهي على وشك الدلوف ولكنها توقفها مشهد لن تنساه بحياتها...

رأت نور تسير مع رجلًا ما وهو سَكر وترتدي ملابس فاضحة تُنافي ما كانت ترتديه دومًا وتضحك بطريقة مُناسبة لانحراف فتيات الليل عن الاستقامة تمامًا!..

بعدما أوصل ترنيم الى المنزل الذي خصصه لها إنطلق نحو المنزل الذي كان يعيش فيه مع نيرمين ووالدته...
دلف بهدوء الى المنزل فوجد والدته التي كانت تجلس ما إن رأته حتى نهضت تهلل بفرح:
-صقررر أنت رچعت يا ولدي
ولكنه لم يُعيرها اهتمام فأكمل طريقه نحو الغرفة المقصودة غرفة نيرمين!
حتى بعدما أكتشف أن والدته لم تضع السم في الطعام تلك الليلة...

لا يستطع تقبلها، كجزء كان محتفظ بلمعانه ولكن فجأة انطفت تلك اللمعة ليحل محلها سواد لا يزول...!
وصل غرفة نيرمين ليجدها نائمة!
دلف ثم اغلق الباب بهدوء وهو يقترب منها، خلع قميصه عندما شعر بالاختناق، وجلس على حافة الفراش...
وداخله صوتًا يُحدثه.

نيرمين دايما بتتمنى تشيل عيل منك، وحتى انها وافقت على جوازك عشان ماتحرمكش من الطفل اللي نفسك فيه، لكن ترنيم كانت عايزة تموت ابنك اللي اخيرًا هيجي، نيرمين عمرها ما اتجرأت ترفع صوتها عليك، لكن ترنيم عملتها وفالاخر طلعت أنت الغلطان، ترنيم كرهاك لكن نيرمين رغم معاملتك الجافة ليها بتتمنالك الرضا ترضى، نيرمين لما لاقتك بتحب ترنيم اووي أنقذت حياتها وخرجت السم منها مع انها كان ممكن تدعي الجهل وتسيبها تموت !

وافكاره المتلاطمة من يمين ليسار كمتاهات لا تنتهي...
استقرت عن نقطة مهمة لم ينتبه لها الا في التو
نيرمين تحبه فعليًا، ولم تكن سيئة يومًا !
مد يده المتوترة ليتحسس خصلاتها بشرود، استيقظت هي على لمستها فأشرقت ابتسامة قتلها الاهمال وهي تهمس بأسمه:
-صقر، وحشتني جوي!
ابتسم هو بشرود دون رد، لتمد يدها تتحسس ذقنه النامية التي اشتاقتها حد الجنون...

إنزلقت يدها ببطئ لصدره العاري تعبث به باشتياق حقيقي ولفحة الحرمان من حياة طبيعية كأي زوجة تصفع روحها الملكومة...!
لم يُمانع هو ككل مرة بل اقترب منها ببطء ليُقبلها برفق وهو مغمض العينين يقنع ذاك الجزء الثائر داخله انها زوجته وانه حقها الطبيعي...!

صباح اليوم التالي...
استيقظت ترنيم التي كانت تنام في الصالون منتظرة قدوم صقر لتفسر له اسبابها الملطخة بدماء الضمير...!
سمعت طرقات على الباب فنهضت بلهفة تفتح الباب لتجده هو ولكن ملامحه جامدة قاسية بعكس عادته معها...
فهمست بصوت مبحوح:
-صقر أنت آآ
ولكنه قاطعها عندما أشار لنيرمين بهدوء ان تدلف:
-تعالي يا نيرمين
دلفت نيرمين بثبات ليحيط صقر خصرها متمتمًا ببرود لترنيم:
-نيرمين هتعيش هنا معانا..

ثم اكمل محذرًا بحدة قاسية:
-ويا ويلك يا سواد ليلك لو ضايقتيها بأي حاجة!



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7304 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4313 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3355 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 3231 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3785 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، احتلال ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 07:41 مساء