أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية احتلال قلب

اقتباس من الروايةوهو على نفس حاله بل ازداد سواد عينيه اشتعالًا لاسـع شعر بحرقته فعليًا....سـارع الخطى برفق نحو غرفتها لي ..



28-12-2021 03:22 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [4]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية احتلال قلب
رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس

دلف بها صقر إلى غرفتها، كان جسدها ينتفض، وروحها متقلصة ملكومة بشظايا قسوته معها!
بمجرد أن تركها ظلت تعود للخلف وهي تهز رأسها نافية بسرعة:
-لأ، والله العظيم أنا كنت بحاول أمسكها قبل ما تقع، أنا مازقيتهاش والله!
حُصرت عند الحائط، فرفع يده عاليًا ينوي صفعها، ولكن غصة من ذلك القلب اللعين أوقظته وهو يراها تخفي وجهها بيداها بخوف..
فظل يضرب الحائط بعنف صارخًا:
-ليييية! هي عملتلك أية؟! أنتِ حتى ماتعرفيهاش.

تلكأ الرد بين جدران خلدها فكانت النتيجة قتله، لم تعد تستطع التحمل!
كل شيئ يُكممها، يكتم رواسب الحياة داخلها فتبتلعها أرض الجمود...!
ظلت تبكي بصوت عالي ولم يتغير وضعها فاحتضنها بقوة بدلاً من أن يصفعها..
ازداد نشيجها المختلط بموجات متألمة منكسرة حُصرت بجحيم الدنيا من كل جانب...!
بينما احاطها هو كليًا، فلم تفعل سوى أن لفت يداها حول خصره كطفل صغير وهي تهمس بلا توقف:.

-والله ما عملتها، مامتك ماعملتليش حاجة، بالعكس دي دافعت عني
كز على أسنانه بغيظ حقيقي تملكه، وبلحظه أمسك خصلاتها بعنف بين اصابعه يقبض عليها بشدة مزمجرًا:
-ده يدل على أنك واحدة زبالة..
صرخت متأوهه وقد اتخذت دموعها مجراها على وجنتاها...
واسفًا شيئ داخلي اهتز داخله بقوة، اصبح لا يتحمل دموعها التي تجلده بسياط من نار!
وكل ذلك بناءًا على اعتقاداته الوهمية...!

رفع وجهها له بقوة من خصلاتها ليزداد بكاؤها، لاحظ ارتعاشة شفتاها التي تثير جنونه فلم يكن منه الا أن اقترب فجأة يلتهم شفتاها بنهم، تمهل خُلط بالغيظ وبعض العنف والقسوة!
شفتاه تتناغم مع شفتاها الصغيرة بطريقة تثيره اكثر...
اصبح يكره ضعفه امامها، يكرهه للغاية!
بينما هي ذُهلت..
للحظة أعتقدته مصاب بأنفصام في الشخصية!
أبتعد اخيرًا وهو يلهث هامسًا:
-جولتلك اتحكمي في رعشة شفايفك!

كانت عيناه مخزونًا من العاطفة الملتهبة داخل بؤبؤي عيناه...
انتبه لصوت نيرمين تصيح بصوت عالي للخادمة:
-لما صقر بيه ينزل جوليله اني خرچت وابجي طُلي على الهانم الكبيرة لما تصحى من النوم
ابتسامة خبيثة كادت تحلق محتضنة ثغره، وكأن القدر يخبره ببساطة شبيك لبيك الفرصة بين ايديك !
كان يعطيها ظهره، شعر بأصابعها تربت على كتفه وهي تهمس بصوت مبحوح:
-ص صقر!

إلتفت لها فجأةً فلاحظ شحوب وجهها، لم يسمع منها سوى همسها الذي خرج بصعوبة قبل أن تفقد وعيها:
-ط طلقني...
إلتقطها مسرعًا بقلق حقيقي، وضعها على الفراش برفق ليجلب عطر ويضع قطرات بسيطة عند أنفها وهو يهزها متوجسًا:
-ترنيم! ترنيم قومي مالك؟
بدأت تستعيد وعيها، ولكن صور ما بين الأسود والأبيض تهاجم ذاكرتها...
وصوت بعيد يهمس لها بشيئ، لترد هي بلا وعي في الواقع:
-ماتسبنيش...!

تجمدت يداه التي كانت تربت على وجنتها، قلبه ارتجف بعنف من همسها الذي داعب الكتمان داخله!
فأحاط وجهها بيداه مكملاً بحزم:
-مستحييييل، مستحيل اطلقك تبقي بتحلمي! قسما بالله هوريكِ النجوم في عز الضهر لو أنتِ اللي زجتيها فعلا.

بعد دقائق عديدة...
بدأت تفتح عيناها، ليهاجمها الضوء بقوة فأسرعت لأغلاق عينيها، فوجدته يمسك فكها بعنف قائلاً:
-اسمعيني يابت أنتِ، أنتِ اخدتي اكبر من حجمك الطبيعي، اتجرأتي على اسيادك، كله بحاول اتجاهله، لكن الا امي! دي ممكن اقتلك عشانها
حاولت أبعاد يدها عنه وهي تهتف فيه بشراسة ؛
-أنت بني ادم همجي ومتخلف، أنا مليش اسياد لا أنت ولا امك اللي بتتكلم عنها، أنا اتولدت حره وهفضل طول عمري كدة.

لم يشعر بنفسه سوى وهو يصفعها بقوة مغلولة لتصدر عنها شهقة متألمة، يليها صراخها الهيستيري:
-انا بكرررررهك، بكررهك!
زجها بعيدًا عنه متأففًا بلامبالاة ظاهرية:
-مايهمنيش
نهض ببرود ليقول قبل أن يغادر الغرفة:
-قال يعني أنا ميت ف دباديبك!
تركها ورحل ببرود لتبتلع هي تلك الغصة المريرة بحلقها، تمنع نفسها بصعوبة من الأنخراط في البكاء...
نهضت بخفة لتتجه نحو المرآة تحدق فيها بشرود...

تتذكر عملية التجميل التي أجرتها منذ فترة...
لتظهر ابتسامة شاحبة وهي تهمس:
-جايز شكلي اتغير، انما طبعي زي ماهو يا صقر!..
وبالطبع، استعادت ذاكرتها بلا مقدمات!

الصدمة لجمت نور، جمدتها مكانها ونحتتها كتمثال رُسم بتيارات زمن تثلجت القلوب فيه كما الجدران...!
دقيقة حتى استوعبت فسألتها بحدة متقززة:
-وأنتِ مبسوطة اوي وبتقوليها كدة عادي؟!
زفرت شاهيناز بضيق حاولت نفضه عن مكنونات حروفها، فقالت ببرود:
-والله دي حاجة خاصة يا استاذة نور، سبنالك أنتِ الاحترام والخجل
ثم أحتدت نبرتها معلنة معدنها الحقيقي وهي تخبرها:.

-كل المطلوب منك دلوقتي أنك تعرفي جسار، وتقوليله أني مش هنزل الطفل ده!
قالت اخر كلماتها ثم استدارت لترحل ببرود وصلابة عجيبة...
بينما ظلت نور متيبسة مكانها، ماذا سيحدث الان؟!
عاصفة من الاسئلة لفحت سطحية عقلها، لتدلف نحو غرفتها بخطى سريعة، امشكت بهاتفها لتتصل بجسار الذي أجابها بعد دقيقة متعجبًا من اتصالها ؛
-نور! أنتِ كويسة؟ ماما كويسة!؟
لم تجب سوى بكلمة واحدة حادة ؛.

-تعالى على البيت دلوقتي، لازم تيجي يا جسار
-تمام مسافة الس...
ولكنها أغلقت الخط بوجهه، تشعر بنفور ولد القسوة داخلها تجاهه!
كما باتت تشعر أن خط حياتهم سويًا لا يمكن أن يستقيم...!

وبالفعل خلال نصف ساعة كانت تقف امام حوض السباحة عندما دلف من البوابة يسألها متعجبًا:
-في أية يا نور مالك؟!
عندها إنفجرت فيه كبركان مشتعل مندمج بتيارات مفعمة بالحدة وهي تزمجر فيه:
-وبتسأل، بتسأل كمان! أنت انسان حقير شهواني ندل
ذُهل من كم السباب الذي تلقيه بوجهه دون سبب واضح...
فأمسك بيدها عله يهدئها قليلًا، وهمس مشدوهًا:
-في أية يا نور اهدي وفهميني أنا عملت أية؟!

مطت شفتاها ساخرة، وبنوع من الاحتقار الذي تلاحم مع كلماتها استطردت:
-صاحبتك، شاهيناز بتقولك مبروك هتبقى أب يا جسار بيه!
شعر أن الالغام المخزونة داخله تفجرت للتو!
اصبح كالمصعوق بكهرباء يصعب علاجها، فصار يهمس بلا وعي:
-أنتِ بتقولي أية! حامل، حامل ازاي؟!
بينما الاخرى لفتها حالة من الجنون فصارت تضربه على صدره بقبضتاها صارخة ؛
-حامل عشان حضرتك واحد زبالة و زاني وربنا عمره ما هيرضى عنك.

عندها إنفعل فدفع يداها ببعض العنف مغمغمًا:
-نوووور، اهدي شوية
ولكنها كانت على حافة الحوض ومع دفعته سقطت للخلف شاهقة بعنف لتصبح اسفل المياة الباردة...
انتفض هو مفزوعًا خلفها ليخلع التيشرت سريعا ويقفز خلفها، أخرجها بلهفة لتسعل هي عدة مرات، قربها لنهاية الحوض وهو يحيط بها، فابتلعت ريقها عندما استشعرت خطورة الوضع...!
وضعت يدها على صدره العاري بتلقائية لتهمس بصوت لاهث:
-طلعني، أنا م مابعرفش أعوم.

ابتسامة مشاكسة صغيرة جدا ظهرت على ثغره، ليحيط بخصرها برقة خبيثة فشهقت هي تعنفه:
-بس احترم نفسك وابعد ايدك عني، أنا من غير حاجة مش طيقاك
ظل يقترب منها ببطئ حتى إلتصق بصدرها الذي يعلو ويهبط من فرط التوتر، ليهمس بصوت مبحوح:
-أنا بحبك أنتِ، أنا ماقدرش ألمس واحدة غيرك، ** حواء اتحرم عليا من يوم ما حبيتك!
ظلت تضربه وهي تصيح بانفعال:
-كداااااب، كدااااب امال هي حامل ازاي هه؟!

أغمض عيناه بأسف يتذكر تلك الليلة المُخزية، فتابع بصوت حانق ؛
-كنت سكران، ماحستش بنفسي و...
اقترب منها اكثر حتى لفحت أنفاسه وجنتاها الملتهبة من الخجل، ليردف بحرارة ؛
-للحظة اتخيلتها أنتِ
ظلت تهز رأسها نافية فسقطت قطرات مياه على عنقها البارز، وكم اثارته تلك الحركة!
ظل يقترب ببطئ شديد ينوي أخذ قبلة واحدة فقط علها تطفئ اللهب داخله، ولكنها وضعت يدها على صدره تدفعه مرددة بحدة:
-أبعد عني، اوعى عايزة اطلع.

جزت على أسنانها بغيظ حقيقي، ثم أكملت:
-وحط في بالك مستحيل اتجوز واحد زيك، كفاية عليك البنت دي والطفل اللي ملهوش ذنب في حاجة اللي جاي ده!
دفعته بقوة وحاولت الصعود فنجحت بعد مُعاناة...
خرجت تحاول نفض تلك الملابس الملتصقة بجسدها من المياه، وفجأة وجدت جسار يحملها بين ذراعيه فشهقت مصدومة بعد أن تعلقت برقبته تتابع بتوجس ؛
-جسار نزلني، نزلني بلاش جنان.

ولكنه لم يجيبها حتى دلف بها غرفتها فأغلق الباب خلفه، ظلت هي تعود للخلف بقلق وتداري معالم جسدها التي كادت تكون شبه مرسومة...
فسألته بقلق:
-أنت عايز أية! أطلع بره
ولكنه هز رأسه نافيًا، فظل يقترب منها وهو يردد بخبث وتهديد ظاهري:
-اسمعيني كويس، عدتك فاضل عليها قليل جدا، يا إما توافقي ونتجوز اول ما عدتك تخلص
وبلحظة خاطفة جذبها له يُقبل وجنتها بحرارة مكملاً وقد أتقن دور التهديد الشيطاني:.

-يا إما هاخد اللي انا عايزه وهتتجوزيني غصب عنك...!

بعد مرور يومان...
في مستشفى الامراض العقلية ...
كان رئيس المستشفى يوبخ الطبيب المشرف على حالة ليث بحدة مفرطة:
-من امتى واحنا بنجبر ناس طبيعية أنها تبقى في المستشفى يا دكتور؟! من امتى بنشتغل لحساب ناس!
ثم وقف امامه يكمل زمجرته:
-هو ده اليمين اللي أنت حلفته للمهنة دي؟!
حاول الاخر الاعتراض:
-يا دكتور آآ...
ولكنه قاطعها وهو يتابع بخشونة:.

-أنت عارف ان الشخص ده مش مريض، ده يمكن أعقل مني ومنك، يمكن عنده بعض المشاكل يروح لدكتور نفسي او لا دي بتاعته، لكن أحنا مابنشتغلش حسب ما امه عايزة تأدبه، احنا لينا قواعد والتزامات ويمين حلفناه!
نكس الاخر رأسه ارضًا، ليكمل هو بسخرية ؛
-بالاضافة ل صقر الحلاوي اللي منتظر مقابلتي بره هو والبنت اللي معاه! هو احنا ناقصين بلبلة؟!
ظل يحاول تنظيم أنفاسه المضطربة بقلق، ليأمره بعدها:.

-هروح اقابل صقر بيه واحاول اهديه وافهمه انه خطأ مش حيتكرر، عقبال ما أنت تخرج استاذ ليث معزز مكرم بس يارب مايرتكبش فيك جناية وساعتها مش حقدر امنعه
اومأ الاخر موافقًا على مضض:
-حاضر يا دكتور.

بينما بالخارج كانت فجر تقف امام صقر تهتف بأحراج من طلبها المساعدة منه:
-انا اسفة أني تعبت حضرتك، لكني معرفش أي حد من اصدقاءه غيرك ممكن يساعدنا
ابتسم صقر بحبور، وبصوت رجولي عميق قال لها ؛
-أنا صحيح مش جريب من ليث اوي واللي بينا كان مجرد شغل، لكني ارتاحتله وحبيته من غير سبب
همست فجر بامتنان:
-شكرا اوي.

وبالفعل خلال دقائق كان ليث يخرج من الغرفة التي يقفوا امامها، فأسرعت فجر تركض له لتحتضنه بقوة متعلقة بعنقه وهي تهمس بأسمه:
-ليث...
شعر وكأنه استرد روحه من جديد، وكأن تلك النيران المشتعلة بداخله انطفت نوعًا ما...
أن الارض -البور- التي جلدت بداخله لفحت بها مياه الحياة فأفرزت ما بحوزتها من بقاء وردي!
اُنير الظلام، وتهادت الاحلام، وبقي فقط الانتقام!..

ضمها له بكل قوته يغمس رأسه عند رقبتها ليقتحمه عطرها الذي يُسكره، مغمض العينين يهدئ ثورة قلبه...
ومن ثم ابتعد عنها بعد دقائق عندما لاحظ وجود صقر الذي ابتسم له، فبادله ليث الابتسامة شاكرًا:
-انا عمري ما هنسالك الجميل ده لحد ما اموت
ربت صقر على كتفه هاتفًا بهدوء لطيف:
-متجولش كدة، انا مليش عندك جمايل، ربك هو اللي بيرتب كل حاجة!
أخرج من جيبه بعض الاموال وهاتف صغير ومفتاح...
ليمد يده له قائلاً:.

-ده مفتاح شقتي جريبة من هنا، ودول فلوس وقبل ماتعترض اول ما ترچع لشغلك رجعهملي، والتليفون ده عشان اكيد هتحتاجه، انا عارف انك مش حترجع بيتك علطول يعني بما انه، آآ
وعجز عن إكمال الباقي فتنهد ليث بقوة مضطرًا:
-معاك وصلات امانة اكيد؟! هات اكتب واحد
هز صقر رأسه نافيًا بصدق ؛
-اقسم بالله ما معايا، بعدين ارتاح مش حتجدر تهرب مني، هاخدهم منك متجلجش!
ابتسم ليث بأحراج موافقًا على مضض..

وبالفعل وصل هو وفجر التي تحمل حقيبة صغيرة جلبت بها بعض الملابس لها ولزوجها...
وبمجرد أن دلفوا إلتفتت له تسأله متوجسة:
-ليث أنت كويس؟! هما عملوا لك حاجة ولا أية!؟
اجابها بانفعال:
-انا كويس اهه ادامك شيفاني بشد في شعري ولا أية!؟
هزت رأسها نافية وابتلعت ريقها بتوتر رهيب، ودمعة يتيمة كادت تفر من عيناها اللؤلؤية!
فتأفف هو بضيق ليسرع نحو المرحاض ليتحمم...

يحاول تنقية الشوائب التي علقت بروحه وليس جسده فقط!
وبمجرد ان ارتدى ملابسه وخرج امسك بالهاتف ودون رقم سوزي وقد عاونته ذاكرته في ذلك...
لتجيبه بعد دقيقة برقة:
-الووو مين؟!
-انا ليث، أنتِ فين؟!
-ف بيتي يا بيبي..
-جهزي السهره، وخمرة!
اطلقت ضحكة خليعة لتوافق مهللة بسعادة ؛
-عيوني يا باشا
أغلق الهاتف وهو ينظر لفجر التي دلفت ومؤكد سمعت حديثه..
ولكنه لا يهتم، لا يهتم لأي شيئ على الاقل حاليًا!

كل ما يهم أنه يريد الخمر، يريد ان يشرب حتى يعجز عن تذكر من هو!..
كاد ينحرف ليخرج ولكنها وقفت امامه تهمس بشجاعة:
-أنت مش هتروح لها
جز على أسنانه بغيظ يهتف محذرًا اياها:
-فجر، انا مش في وضع يسمح لي بالنقاش معاكِ دلوقتي ومش عايز افقد عقلي معاكي انتِ
هزت رأسها نافية بعناد:
-لأ، افقد عقلك مش فارقه، المهم أنك هتفضل هنا معايا
تخطته تسير نحو المرحاض، لتدلف وهي تخبره ببرود:.

-وعلى فكرة قفلت الباب بالمفتاح ومش حقولك مكانه
كادت تغلق باب المرحاض خلفها، ولكنه بلحظة كان معها يغلق الباب عليهما!
اصبح صدرها يعلو ويهبط بقلق وقد خلعت القميص لتظل بتيشرت دون اكمام قصير وضيق يظهر معالم جسدها...
اشارت له نحو الباب هامسة:
-ل ليث اطلع بره
كانت عيناه تغيم بعاصفة سوداء غريبة، ولكنها مشتعلة!
يبدو أنه فقد عقله كما اخبرها، فود النسيان بأي طريقة حتى لو كان قربها الخطر!..

وبلحظة جذبها من ذراعها لتصطدم بصدره، فظلت تهز رأسها نافية:
-لأ ابعد عني، مستحيل اللي بتفكر فيه
ثم نفضته عنها بقوة صارخة بشراسة:
-أنت مش هتلمسني...!
عندها اوقظت الوحش المتربص داخله، جنون الانتقام الراغبة في حرق اي شيئ، اي شيئ!
وعندما كادت تصرخ وجدته يغلق فمها بشفتاه الغليظة، يبتلع حروفها القلقة داخل جوفه، ويداه تكبل خصرها عنوة!
حاولت التملص، حاولت الابتعاد بالقوة، وحاولت الصراخ ايضًا...

ولكنه لم يعد بوعيه معها، كان يقبلها بلا توقف غير مباليًا بدموعها التي بدأت تهبط...
انتقلت شفتاه لرقبتها البيضاء يُقبلها بلهفة جائعة ومشتاقة حد الجنون...
بينما هي تهمس بضعف:
-لا يا ليث، لا بلاش ابعد عني!
أغمضت عيناها بقوة وهي تستشعر شفتاه تجوب رقبتها وبدايات صدرها فأثارت القشعريرة داخلها...
شعرت بشفتاه تنتقل لكتفها، تعزف سيمفونية من نوع خاص، وببطئ شديد أزاحت يداه -حمالة- التيشرت الخفيف ليسقط عنها...

يتبعه بعدها ملابسه، وعندما عجز عن ازاحته تماما شقه بجنون ليحملها ولم يترك شفتاها لحظة فأشبعها تقبيلاً...
اصطدم ظهرها من حائط لاخر وهو يسير بها الى الفراش...
حتى القاها عليه لترتمي باقي ملابسه مع ملابسها الممزقة، متجاهلاً انينها الملكوم وهو ينهل من عسلها بلا وعي...!
وقد كان ما كان!

كانت والدة ليث تصيح في والد فجر منفعلة:
-يعني أية البت مش عندك! بنتك راحت فين؟!
هز كتفيه بلامبالاة:
-معرفش راحت مطرح ما راحت اكيد هترجع
ظلت تهز رأسها نافية بخوف:
-فجر لو راحت مع ليث هتبقى مصيبة!
سألها ببرود:
-وفيها أية!؟ دي مراته...
عندها صرخت فيه بهيسترية دون وعي:
-لااااا، اخته، اخته مينفعش تبقى مراته عشان هي اخته!

بعد اربعة ايام...
جاء صقر من عمله مُرهق، جسده يؤلمه من كل جانب، يعمل مدة يومين تقريبا ولا يهتم بأرهاقه!
كل ما يهمه ان يبتعد عنها قدر المستطاع، هم بالدخول لغرفته، ولكن صوتها الذي اخترق اذنيه كلحن طال غيابه على روحٍ مُرهقة تشتاق لرنين يطربها...
-صقرررر
إلتفت لها دون ان ينظر لها مجيبًا بتساؤل:
-نعم؟! عايزة حاجة!

خلقت شجاعة من طينة نفاذ الصبر القاسي داخلها، فاقتربت منه تمسك كفه برقة لتسحبه نحو غرفتها...
وما إن دلفوا اُغلق الباب تلقائيًا، فقالت هي بهمس ناعم:
-وحشتني، أنت مابقتش معايا زي الاول لية! أنت لسة مش مصدقني يا صقر؟!
أغمض عيناه بقوة يحاول غمس ذلك الحنين بطيات جلد العقل...
فأردف بصوت أجش جامد:
-ماتشوفيش وحش، عايز افكرك بحاجة بس أنتِ هنا اداة للخلفة مش اكتر، فبلاش تعيشي دور الزوجة المصرية الاصيلة كتير!

اقتربت منه، اقتربت كثيرًا حتى كانت شبه ملتصقة به، فهمست بابتسامة ماكرة تنم عن طبيعتها التي استرجعتها مؤخرًا...!:
-بجد؟!
حرارة جسدها الذي لمسه اصابته برعشة قوية أحيت ما حاول دفنه...
فأمسك بوجهها بين يداه وفي الثانية التالية كانت شفتاه مطبقة على شفتاها بقوة...
لحظات قليلة جدا حتى استوعبت هي ما فعله عندما شعرت بشفتاه تتحرك على شفتاها تُلحن اعزوفة من نوع خاص...

مغمض العينين يقتنص حقه الذي اشتاق له، اشتاق له حد الجنون...!
فبدأت شفتاه تتحرك على كل جزء يظهر منها بداية من عيناها حتى رقبتها...!
يضمها له بقوة ويأكل شفتاها بجوع قارص...
ومع طبول قلبها العالية كانت آنات خفيضة تصدر منها وهي تحيط به..
ثم بعدها قالت هامسة بتوجس:
-صقر، ممكن حد يجي، صقر!
ولكنه لم يكن معها، كان يلتهمها بنهم مشتاق بلا توقف...
الى أن طرق الباب بعنف لتدلف نيرمين...

هنا ابعد شفتاه عنها بصعوبة وهو يهمس بغيظ:
-هادمة اللذات!
صدح صوت نيرمين تهتف بضجر ؛
-هو حد جالك أنك بجيتي ست البيت خلاص بتستجبليه وتاخديه على اوضتك المعفنه دي!؟
تنهدت ترنيم بقوة، ثم وبصوت تفنن في رسم الاستسلام لاهث بعض الشيئ قالت وهي تنظر له:
-أسفة، عارفه ان مش من حقي، أنا كنت بس عاوزة اقوله اني، حامل!
سقطت الجملة على اذنيهم كالرعد، وخصوصا نيرمين التي اكل الحقد قلبها فبدأت تفكر...

من الان تبدأ سيطرتها عليه، فماذا إن انجبت له الطفل من صلبه الذي حلم به ايضًا؟!
كانت ترنيم تقف امام شرفة منخفضة نوعا ما، فنظرت نيرمين ناحيتها مفكرة بخبث، هذه القفزة لن تقتلها، ولكن بالطبع ستقتل ذلك الجنيم الذي ينمو بين احشاؤها!؟

كانت تقترب ببطئ شديد وهي تهمس:
-ب بجد طب كويس آآ
وفجأة من دون مقدمات دفعت ترنيم بعنف حتى مالت الاخرى للخلف بقوة لتنقلب من الشرفة صارخة وهي تسقط لأسفل...
يليها صرخة صقر المذبوحة:
-ترنييييييييم!

28-12-2021 03:23 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [5]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية احتلال قلب
رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس

كان ذلك ما هو إلا خيال نسجته خيوط عقلها الخبيث الذي يتهافى للصقها بالواقع عمدًا، ولكنها لا تستطع!
لا تستطع أن تفعلها بشكل مباشر وامام صقر..
حينها ستصبح كمن يصك خرائط موته!
كعروس تُزف للموت بكامل رغبتها...
نظرت لهم وعيناه تدفن غيظًا عظيمًا جبارًا لو اختلط بالواقع لأصبح نارًا..!
رسمت ابتسامة سمجة وهي تقبض يدها بعنف متخفي ؛
-مبرووك يا صقر، يتربى في عزك إن شاء الله
صقر...

صقر كان يسبح في بحرًا من نوع اخر، بحر لونه زرقة هادئة، ولكن في باطنه رواسب جبارة!
بينما أكملت نيرمين بنبرة ذات مغزى:
-كويس إن الحمل حصل عشان مانستناش أكتر
ثم نظرت ل ترنيم الهادئة لتتشدق ب:
-وهتفارجينا إجباري يا ترنيمة
ابتسمت ترنيم بكل برود وعنجهية أنثى تليق بما أدارت لفائف اللعبة بعقلها ثم قالت بخبث:
-قولي يارب، الواحد مايعرفش أية اللي هيحصل بكره!، يا نيرمينة!

جزت نيرمين على أسنانها بغيظ ثم استدارت لتغادر بغضب جم...

بينما إلتفتت ترنيم لصقر الذي لم يتحرك من مكانه لتقترب منه ممسكة بكفه الذي تأثر نوعا ما، وهتفت:
-صقر، مالك؟!
أنتفض مبتعدًا عنها، فضيقت هي ما بين عيناها مشدوهة، ليهمس هو بشرود:
-كويس، كويس جدا
للحظة تجمدت مكانها، شعرت أن قيود الدنٌا من أسفلها تُكبل قدماها فتعجز عن الحركة تمامًا!
فسألته بصوت مبحوح:
-صقر أنت زعلان؟ بجد زعلان عشان أنا حامل؟ ولا زعلان عشان الطفل ده هيجي مني أنا!

وضع إصبعه على شفتاها مسرعًا، ليتنهد متابعًا بصوت شابه اميالًا من العواطف الغريبة:
-هشششش، الحسنه الوحيدة اللي هتبقى للطفل ده، أنه هيبقى منك!
عضت على شفتاها بقوة، يغدقها بكلماته التلقائية فيُحيي شغب الماضي داخلها!..
مد أصبعه لشفتاها التي تضغط عليها ليهمس بصوت خشن:
-بس، ماتعضيش على شفايفك، مش من حقك!
ابتلعت ريقها بتوتر، وعندما أنحنى ينوي تقبيلها هزت رأسها نافية بسرعة:
-لأ، م مش هينفع.

عقد ما بين حاجبيه بعدم فهم، لتستدير مبتسمة وهي تستطرد بخبث:
-أنت اتجوزتني عشان الطفل ده، يبقى مفيش داعي تقرب لي تاني!
شعرت بنظراته تحرقها من الخلف، ابتلعت ريقها بتوجس ولكن فتات خبث الانثى داخلها هو من يُلملم المتبقي من كرامتها...
سابقا كانت غريبة، وحيدة، شريدة وتائهة مُلقاه خارج اللعبة!
ولكن الان هي ادركت من تكون، وادركت كونها هي المتحكمة في تلك اللعبة الان...!؟

فجأة وجدته يجذبها من ذراعها بعنف مزمجرًا:
-أنا مفيش واحدة تقولي لأ سامعه؟
هزت رأسها نافية ببراءة لا تليق بها وقالت:
-اسفة يا بيبي بس أنت اللي كنت بتفكرني كل شوية عشان منساش أني اداة للخلفة مش اكتر
فجأة وجدته على بُعد خطوة منها، وفي اللحظة التالية كان يُقبلها بشراسة، وكأنه يزج بعقلها فكرة أنه مباح له كل شيئ ببساطة !

بالرغم من قسوة شفتاه الا انهما كالعادة كادا يسلبانها سطوتها على رعشة جسدها تحت لمساته، أبعدته عنها بصعوبة
ليبتعد هو الاخر لاهثًا، ولكن وصلها صوته الاجش القاسي وهو يخبرها:
-أنا هسيبك دلوقتي بمزاجي عشان مليش مزاج فيكِ اوي، لكن في أي وقت أطلبك الاقيكِ في اوضتي!
استدار ليغادر وهو يتنفس بعنف، يود لو يختلع تلك المشاعر التي تهيج داخله الان...

بينما اتسعت ابتسامتها هي رغم قساوة كلماته التي لم تستطع ابتلاع ملوحتها، فهمست بألم اختلط به الخبث:
-ولسة، ده احنا هنلعب على وتر شوق ولا تدوق يا استاذ صقر!

بالأسفل كانت نيرمين تقف أمام خادمتها المقربة زوبيدة تنظر هنا وهناك كل لحظة، ثم عاودت النظر لها وهي تسألها متوجسة: -
-أنتِ متأكدة أن محدش شافك وأنتِ بتشتري البتاع ده يا زوبيدة؟!
اومأت مؤكدة بثقة: -
-ايوة طبعًا يا ست هانم، ده حتى الدكتور اللي عطاهوني معرفشي أني شغاله عند صقر بيه
اومأت نيرمين بابتسامة خبيثة متحمسة لخط السواد الذي اوشكت على رسمه:.

-تمام جدا، اسمعيني بقا يا زوبيدة، أنتِ حتحطي منه نقطتين كل يوم في الشاي اللي بتقدميه للزفته دي
اومأت زوبيدة بطاعة:
-من عيني ياست هانم
حذرتها نيرمين بحدة:
-اياك حد يعرف، حيكون فيها موتك قبل طردي من هنا!
اومأت زوبيدة مؤكدة بخوف ؛
-لا لا مستحيل حد يعرف، اطمني يا نيرمين هانم
امأت نيرمين موافقة بغرور ؛
-كويس، روحي أنتِ شوفي شغلك.

وبالفعل غادرت زوبيدة، لتمسك نيرمين ذلك الدواء الذي سيُخلصها من الجنين الذي تكرهه حتى قبل تنشقه هواء الدنيا!؟
فهمست بخبث شيطاني وهي تحتضنه متنهدة:
-هييييح، الله يرحمك يا نونو كان نفسهم فيك اوي!

جلست فجر على الفراش متكورة تضم ركبتها لصدرها تكتم تلك الشهقات التي تخرج من بين ثناياها مسحوبة بألم رهيب...
لم تشعر يومًا أنها تكره جسدها كما الان!
لا تنكر..
جنون ذلك ما عاشوه سويًا، لهب أحمر من نوع خاص احاط بهم، لم تكن مجرد رغبة عادية!
ولكن ذلك الجنون جعلها تكره نفسها حد التفكير في الانتحار...!
كيف ستواجه عمرو، ماذا ستخبره؟!
كيف ستلقي ما حدث بوجه ابيها...

اسئلة كلها تشكلت في وضع النيران المُعذبة داخل روحها..
بعد قليل بدأ ليث يستيقظ، لم ينم جيدًا منذ ان ادخلوه المصحة فلم يشعر بنفسه عندما انتهى من جنونه معها...
هب منتصبًا عندما وجد صدره عاري ليجدها تجلس على الارضية ووضعها مُخزي، انتفض كالملسوع نحوها يحاول الاقتراب منها وهو يسألها:
-فجر؟ فجر حبيبتي أنتِ كويسة!؟
ولكنها أصبحت كالأعصار الذي انفجر بوجهه لتصرخ ؛
-ملكش دعوة بيا أبعد عني.

حاول امساك يدها وهو يسألها متوجسًا:
-أنا اذيتك طيب؟! صدقيني انا، آآ
ظلت تهز رأسها وهي تصرخ فيه بهيسترية:
-ابعد عنيييي، رجعني البيت
ثم اصبحت تضربه على صدره متابعة زمجرتها بلا توقف:
-منك لله، أنا بكرررررهك، بكرهك يا ليث مكرهتش ولا هكره في حياتي قدك!
كلماتها طعنته في الصميم...
أصابته بنزيف يصعب توقفه، وكأن سيلاً من الجروح فٌتح ولن يتوقف!
نهض بعد دقيقة ليهتف بصوت خرج بصعوبة ؛.

-انا هروح اشوف تاكسي عقبال ما تجهزي نفسك
ثم استدار ليغادر مغلقًا الباب خلفه، سمع نشيجها الحار وهي تصرخ بانهيار فشعر بروابط القلب تنهار معها...
ولكن ما حدث لم يكن بيده، لم يشعر بنفسه!
كما لو ان كتمان تلك السنوات انفجر فجأةً؟!
كم تمنى أن يستيقظ على بسمتها اللطيفة الخجولة، وليس انهيارها المحتوم!

على الطرف الاخر حدق والد فجر فيها مذهولاً يسألها:
-مين اللي قالك التخاريف دي؟!
رمت بجسدها على الاريكة وهي تخبره بصوت منتحب اختلط بالبكاء:
-ليث مش ابني، ليث ابن سميرة مراتك
لم تتغير ملامحه، فهو كان يعلم أن سميرة كانت متزوجة قبلاً!؟
تنهدت وهي تكمل بشرود في تلك السنوات:.

-لما اتجوزت ابو ليث مكنتش بخلف، فهو عشان مايجرحش شعوري اتجوز سميرة عشان يقدر يخلف بس ماقاليش، وانا كنت حاسه انه بيحبها، بس عزيز كان انسان كويس اوي فمقدرتش اقوله أنت بتعمل اية واحرمه من حقه، وكمان سميرة كانت صحبتي جدا، اتأقلمت مع الوضع وجابوا ليث، ساعتها كنت عرفت ف سميرة من احساسها بالذنب اصرت على الطلاق وفعلا اطلقوا واهلها اجبروها تتجوزك، ساعتها هي وافقت ان ابنها يتكتب بأسمي اقل حاجة عشان توافق تتجوزك، وفعلا اتكتب باسمي عشان لما يفهم مايحسش ان ابوه وامه بيكرهوا بعض او كدة. عشان تبعده عن كل المشاكل دي بمعنى اصح.

تنهد هو قبل ان يستطرد:
-وفجر مش بنت سميرة، فجر بنت اتبنناها من ملجأ ايتام!

عندها سمعوا طرقات على الباب فأسرعت هي تفتح لتدلف فجر باكية نحو غرفتها دون كلمة...
ركض والدها نحوها ليغلق باب الغرفة خلفهما وهو يسألها متوجسًا:
-في اية يابت حصل اية مالك؟!
لم تشعر بنفسها وهي تصرخ فيه بانهيار:
-حصل كل حاجة، كل حاجة ممكن تتخيلها حصلت!
اتسعت حدقتاه وهو يسألها بفزع:
-يعني اية! سلمتيله نفسك؟ ادتيه كل حاجة بكل بساطة قبل ما يحصل اشهار وتتجوزوا زي الناس! طب افرضي سابك؟

ضحكت فجر بسخرية فبدت وكأنها تحدث نفسها هامسة:
-هتفضح، هيحصل اية يعني!
لم يشعر بنفسه سوى وهو يركض نحو المطبخ ليجلب سكين ويعود بها لفجر التي ارتعدت من هيئته...
ليزمجر هو بجنون:
-مش هستناكِ اما تفضحيني انا هخلص منك ومن عارك
دفع بالسكين ينوي قتلها ولكن فجأة وجد ليث امامه فتلقى هو الطعنة بدلا عنها...
ليشهق ليث بعنف وهو ينظر للسكين التي انغرزت داخله...!،.

توجهت نور نحو الشركة التي يعمل بها جسار ...
كانت ترغب في الحديث معه بمفردهما بعيدا عن المنزل، وايضا تخرج عن اطار العزلة الذي اختنقت منه!
لم تجد السكرتارية عند المكتب فتنهدت وهي تتجه للمكتب..
طرقة بسيطة يليها فتحها للباب بهدوء تحاول اصطناع الابتسامة...
ولكن قُتلت تلك الابتسامة على شفتيها في التو واللحظة وهي ترى شاهيناز تجلس على المكتب امام جسار ومقتربة من وجهه كثيرا تكاد تكون، تقبله!

عند تلك الجملة جزت على اسنانها بغيظ وهي تنظر لهم بازدراء
ثم اسرعت تغادر تلك الغرفة التي زادت من اختناقها وليس العكس...!
ولا تدري لمَ شعرت بتلك الصورة تكتم انفاسها حتى شعرت انها على حافة الانهيار!؟
بينما انصدم كلاهما وخاصةً جسار الذي تجمد مكانه مذهولاً من دخولها هكذا فجأةً و...!..

بعد مرور ثلاث ايام...
وصل جسار منزل صقر في الصعيد، يود تهدئة الجو النفسي المشحون في حياته وخاصة بعد ما حدث بينه وبين نور...!

دلف الى صالة المنزل بعد ان رحبت به الخادمة، ولكن قبل أن يجلس وجدها تظهر امامه من دون مقدمات..
ودون ان تنظر له كانت تسأل الخادمة:
-مين جه يا هبة انا سمعت صوت و...
تجمدت باقي حروفها وهي تنظر لجسار الذي لم تقل صدمته عنها..
نهض امامها يحاول الاستيعاب وهو يهمس:
-ت ترنيم!
نظرت في عيناه مباشرةً، عالمها الذي اشتاقت له يكمن هناك، بين زوابع الاضطراب تلك!

وفجأة ركض كلاهما نحو الاخر لتتعلق بأحضانه وهي تهمس بأسمه بلوع...
غمس رأسها عند خصلات شعرها وهو مغمض عيناه يهمس بذهول ؛
-يااااه، وحشتيني اوي يا ترنيم، حاسس كأن روحي رجعتلي من تاني!
لم تنطق هي بحرف وانما ظلت متعلقة بأحضانه بصمت، حتى وجدت من ينتشلها بعنف من بين احضانه بقوة، لتبتعد مُجبرة عنه...
نظر جسار لصقر وظل يهمس بلا توقف:
-ترنيم يا صقر؟! ترنيم عايشة ما ماتتش!؟

تجمد صقر مكانه، كلمات جسار كانت كتعويذة مفعولها قوي لا يمكن انكاره فأماتت الشعور بالدنيا داخله...
ظل يحدق بهما بصمت وفجأة كان يسحب ترنيم من ذراعها بكل قوته حتى صرخت من الألم...
اسرع بها نحو غرفته هو هذه المرة رغم سقوطها اكثر من مرة خلفه...
وجسار يركض خلفهم صارخًا فيه ؛
-صقر أنت بتعمل اية سيبها
ولكنه لم يكن يستمع له، اغلق الباب عليهما غير مباليًا بنداء جسار.

لينظر لتلك التي ظلت تعود للخلف بقلق من عيناه التي كانت لا تنذر بالخير ابدا، فظل يقترب منها ببطئ اسد متربص لفريسته و...!

28-12-2021 03:23 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [6]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية احتلال قلب
رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع

كانت تعود للخلف بقلق حقيقي، شيئ ما داخلها ينتفض بقلق والاخر هادئ ركيز الثقة...
وبين ذلك وذاك وجدته يسحبها من ذراعها بقوة لتصطدم بصدره العريض بلا مقدمات، صدره الذي يعلو ويهبط بعنف بعث بها لعالم اخر...!
ادركت كم المشاعر التي تشعلها داخله بدون مقدمات، بدون رحمة، بدون سوابق فاتشتعل معه بجنون!
وضعت يدها التي تهتز نوعا ما لتهمس بصوت يكاد يخرج:
-ص صقر.

وهمسها الان كان خطأ، بل كان اكبر خطأ، همسها أحيى رماد الماضي الذي لم تنفضه ذاكرته الحارقة...!
سحقها بين احضانه، ضمها له بكل قوته حتى شعرت أن عظامها ستنكسر بين يداه، احتضنها لدرجة أنه لم يترك حيز الفراغ لنسمات هواء ان تقتحم دواخلهم، مشاعرهم كانت كراهب في معبده يرفض احتلال الظلال محله...!
سمعت همسه الحاد الخشن وهو يقبض على خصرها:
-لية؟ لية ماقولتليش رغم أنك شيفاني قدامك شاكك وهتجنن مش عارف اتأكد!

رفعت كتفها ببطئ وبصوت هادئ ولكنه لم يخلو من خيوط التوتر العريضة:
-معرفش، كنت حاسه أني لازم استنى، لازم اقبل التحدي اللي الحظ حطني فيه، كان لازم تحبني من تاني بنفس الشخصية اللي أنت شبعتها إهانة
ضغط على خصرها بقوة أكبر، ضغط حتى تركت أصابعه اثرًا على خصرها كجنود إنتصرت وقد رسمت نصرها المتفجر بين ثنايا تلك الارض...!

حتى تأوهت وهي تحاول الابتعاد عنه ولكنه اكمل وهو يغمس وجهه عند رقبتها وكأنها موطنه الذي كان ذلك القلب يغرد له باشتياق ولوع بلا توقف...!
-أنتِ غبية، غبية أوي، عمري ما كنت هحب غيرك، أنا ماحبتش ولا هحب غيرك، أنا كنت منجذب لها لانها شبههك أنتِ، شبههك أنتِ في حاجات كتير
نظرت في عيناه مباشرةً، شحوب الروح يوازي ألم الجروح داخلها، كانت عواصف رعدية مغموسة بلهبًا حارق تتهافى داخل عيناه...

فرفعت يدها ببطئ تتحسس وجنته الخشنة فأغمض عيناه يتنفس بعمق، يحاول النجاة من بين امواج الغرق التي كادت تبتلعه...
سمعت نداء جسار الحاد فهمست بصوت مبحوح:
-جسار أنا كويسة متقلقش
سمعت صوته بوضوح:
-ماشي يا حبيبتي
عادت تنظر لذلك الذي كاد يزئر كأسد حاد، فوقفت على طرف أصابعه لتكن في طوله وهي تحيط رقبته برفق متملك وتشدقت ب:.

-حسيت بنفس أحساسي لما سبتني عشانها، سبتني عشان تتجوز البني ادمه الحقودة دي اللي مفيهاش أي مميزات عني!؟
صمتت برهه ثم عادت تكمل بانفعال:
-لأ ومعرفتنيش، مقدرتش تعرفني، بس هقول اية! ما أنت كنت سايبني سنة كاملة متعرفش عني حاجة ولا حتى بتسمع صوتي، لازم ماتعرفنييش!
لم تسمع رد، فحاولت الابتعاد عنه وهي تصرخ منفعلة:.

-أنا بجد مش متخيلاك، بتتكلم كأنك عاشق ولهان وأنت عايش حياتك عادي، يمكن كمان ارتحت لما فكرتني موت...
ولكن قبل أن تكمل جملتها كانت شفتاه صاحبة الحق تكتم تلك الحروف التي حطمت قرارات العقل داخله..
كان يكاد يأكل شفتاهت بجنون، جنون هي من اشعلته بخيوط الغرام التي تسربت منها!
انتقل بلهفة لعيناها، وقلبه يجهر منفعلًا بتساؤل مُشقق للثبات منبع للحيرة
كيف لم اعرف تلك العيوت التي أرقت ليالي !؟

هبط لرقبتها يلثمها بعمق، يُقبل كل جزء فيها بلا توقف...
إلى أن ابتعد لحظة يلهث وهو يحاول النطق:
-مكنتش عايش، كنت ميت، كل ما أقربلها كنت بحاول اتخيلك إنتِ عشان أقدر أأدي واجباتي الزوجية مش أكتر، كنت بلعن اليوم اللي سبتك فيه الف مرة!
ثم عاد يضمها له بقوة وشفتاه تسير ببطئ على كتفها الذي عرته اصابعه:
-أنتِ وحشتيني اوي، وحشتيني أكتر من كل حاجة وأي حاجة، وحشتيني بجنووووون.

قال كلمته الاخيرة بحرارة لفحة صفحة وجهها التي كنفتها الحروف الجبارة، فلم تشعر بنفسها وهي ترفع يداها ببطئ تفتح ازرار قميصه، ليرميه هو بلهفة على الارضية...
وشفتاها تهمس باستسلام أرضى اشتعال الجمر داخله الان:
-وأنت وحشتني اوووي
خرج جنونه عن طور الصبر الخانق، بلحظة شهقت مع التيشرت الخاص بها الذي مُزق للتو!
ليحملها هو بلهفة وشفتاه تحتضن شفتاها من جديد، يبثها أنين روح ثائرة لا تخضع الا في وجودها..!

يلتهم تلك الشفاه بنهم ملحوظ وسرعة جائعة مشتاقة تطالب بالمزيد...
بمجرد أن وضعها على الفراش وهو فوقها يهمس امام شفتاها بحرارة مُذيبة للجليد:
-حلفت يمين من يوم مابعدت عنك إن مفيش ست هتنام على السرير ده غيرك، مفيش واحدة هتنام في حضني هنا الا إنتِ
انحنى عليها اكثر ليُقبل كل جزء يظهر منها بلوع وهو يهمس من وسط قبلاته المحمومة:.

-أنتِ بس اللي لازم اول ليلة ليكِ وانتِ حبيبتي تبقى هنا، لا مش اول ليلة! كل ليلة، كل يوووووم!
ومع انتهاء اخر حرف كانت هي من تحيط رقبته مغمضة العينين تبادله همسه الذي عانق النيران في حرارته:
-بحبك...
-بعشقك، بمووووت فيكِ وبموت من غيرك!
كان اخر ما نطق به قبل أن ينغمس معها في رحلة ملتهبة سحق فيها كل فرصة للتباعد بينهما!..

تعالت صرخات فجر المصدومة بفجع وهي تراقب سقوط ليث البطيىء على الارضية...
بينما سارعت والدته تطلب الاسعاف وسط انهيارها وهي تراه يغلق عيناه ببطئ، سقطت فجر جواره وهي ترجوه بصوت منتحب:
-لا يا ليث، لا والنبي قوووووم ماتغمض عينك أنت مش هيحصلك حاجة قوم!
ابتسامة هالكة لمحتها على ثغرها قبل أن يفقد وعيه..
كانت السكين مازالت داخله فمدت فجر يدها بأصابع مرتعشة تحاول سحبها بجمود...

مرت حوالي ربع ساعة وجاءت الاسعاف ليتم نقل ليث على اقرب مستشفى..
كانت فجر منهارة حرفيًا تنادي بأسمه فقط!
لا يهم اي شيئ فقط تريده ان ينهض وليحدث ما يريده...!
هي لا تستطيع البقاء في هذه الدنيا بدونه...
اعترفت!
تخنقها رواسب الجمود فيها دون وجوده...!
واخيرا بعد فترة خرج الطبيب لتسارع والدة ليث بسؤاله:
-طمني يا دكتور الله يباركلك؟!
تنهد الطبيب بهدوء ليخبرها:.

-الحمدلله الطعنة ماعملتش اي اصابات داخلية او دمرت حاجة، كانت سطحية لحسن الحظ، بس لازم محضر يتعمل
اومأت والدته بصمت مرتاح لتسأله فجر بلهفة:
-هو انا ممكن اشوفه؟
هز رأسه نافيًا بجدية:
-حاليًا لا، لكن هيفوق بعد شوية وتقدروا تشوفوه
اومأت فجر موافقة ودموعها تسارعت على وجنتاها...

بعد مرور اربعة ايام...
خرج ليث من المستشفى اخيرًا، كان ليلاً في منزله وقد خرجت والدته لتشتري له بعض الاشياء ولا يعلم اين فجر!..
منذ اصابته ومنذ خروجه من المستشفى وهي مبتعدة عنه بشكل ملحوظ..
ولكن ابتسامة ساحرة ارتسمت على ثغره وهو يتذكرها عندما استعاد وعيه لتحتضنه دون مقدمات متعلقة بعنقه وكأنه طوق النجاة الوحيد...!؟
طُرق الباب عدة مرات بسرعة فزفر بضيق وهو يحاول النهض ممسكًا بموضع اصابته..

تأوه بصوت عالي عندما تحرك ولكن اجبر نفسه على النهوض بصعوبة...
فتح الباب اخيرًا ليصعقه مظهر فجر التي كانت تبكي بانهيار وتحاول إخفاء جسدها من ملابسها الممزقة...!
فسقط قلبه ارضًا وهو يسحبها لتدف متساءلاً بذهول:
-فجر مالك؟ مالك يا حبيبتي!
ولكنها لم تجيب، بمجرد ان دلفت حتى سقطت مغشية عليها ليسارع هو بألتقاطها بين ذراعيه رغم الالم المتناهي الذي شعر به...
يحاول افاقتها وهو يهمس بجنون:.

-فجرررر فجر قوومي مين عمل فيكِ كدة!؟

بعد عدة ايام...
كانت ترنيم تجلس مع جسار في حديقة المنزل لجواره على الارجوحة يقص عليها كل ما جرى...
شعرت بألم عميق لموت شقيقها حسام وكأن تيارت قاتلة اجتاحتها..
ولكن في نفس الوقت ارتياح جم ضاههاه وهي ترى توأمها بخير كثيرا هو ووالدتها الحبيبة...!
فتنهدت وهي تخبره:.

-بص يا جسار انا هقولك اللي اعرفه بصراحة، نور من قبل ما تتجوز حسام كانت معجبة بيك، كنت شاكه انها ابتدت تحبك، وخاصة لما جت في مرة سألتني اعمل اية عشان ألفت انتباهه! لكن اعتقد لما خطبناها لحسام ساعتها رضيت بالامر الواقع ونسيتك غصب عنها بكل الطرق..
لمعت عيناه ببريق امل لم يستطع قتله وهو يسألها بلهفة:
-بجد يا ترنيم؟!
اومأت مؤكدة وهي تسرد له ما حدث:.

-نور ماكنتش بتحب حسام، نور كانت بتحترمه كزوج يستاهل الاحترام، لكن حب معتقدش، ودلوقتي حسام ربنا يرحمه، فرصتك بقا ربنا عطاهالك
اومأ جسار مؤكدًا وبداخله عزم حقيقي، لتسأله ترنيم مشاكسة:
-بس عرفتني ازاي بعد ما عملوا لي عملية التجميل؟ ده انا شكلي اتغير خالص
احتضنها بحنان ليجيبها مبتسم:
-ده إنتِ تؤامي يابت، وبعدين ماتنسيش دي! وكمان صوتك، بس صقر له حق ماسمعش صوتك ولا شافك لمدة سنة.

قالها وهو يمسك يدها المصابة بحرق خفيف تسبب هو به يوما ما دون قصد..!
لتبتسم ترنيم متنهدة بعمق وهي تدس رأسها عند صدره...
وفجأة وجدت صقر امامها يهتف بصوت نزق:
-جومي من جنبه
رفعت حاجبها الايسر متعجبة، لتجده يسحبها بهدوء بعيدًا عن جسار، وأعاصير الغيرة واضحة على ملامحه المكفهره:
-ايوة ما تجعديش في حضنه كدة
جذبها له فجأة ليحيط خصرها هامسًا بلطف متملك ؛
-حضنك ده ليا انا وبس!
ابتسم جسار مشاكسًا اياه:.

-ما براحة ياعم هو انا هاكلها، دي توأمي واختي يا عبيط
مط شفتاه بلامبالاة:
-حتى لو نصك التاني اللي اتقسم منك بالغلط!
ابتسم جسار بحنان، يرى مياه العشق التي تفرقت يومًا تعود لمجاريها، يرى ذبول زهرات العشق بعينا صقر اصبحت تتضرج بحمرة الجنون الملتهب باجتماعهم من جديد...!

وفي يوم عاد جسار سريعا دون مقدمات عندما اخبرته والدته ان نور مريضة وانها اخذتها لطبيب واليوم هو اليون الثاني للكشف عنده...
وصل في الوقت المناسب الذي كان الطبيب يعيد الكشف فيه على نور للمرة الثانية بعد ان اجرى لها بعض التحاليل امس...
تنهد وهو يقترب من والدته مرددًا:
-متقلقوش هي بخير الانيميا كانت عالية عندها بس
سألته بلهفة واضحة:
-طب والجنين آآ...
ولكن جسار قاطع الطبيب قبل ان يرد ويفضح امرهم جدية:.

-خلاص يا امي قال كل حاجة بخير...
فأشار له جسار بعيناه ليصمت مضطرًا، دقائق مرت ووالدته اصرت على أن تشتري لها بعض العصائر...
فدلف هو للغرفة التي تقطن بها نور بخطى مرتعشة..
اشتاق لها، اشتاق لها كالعادة عندما يبتعد عنها!
وكأن سيول العشق المُتيمة لا تهبط الا في ارضها هي...
بمجرد ان رآها وجدها تبكي فسارع يقترب منها وهو يهمس:
-مالك يا نور؟ في اية!
قالت من بين شهقاتها:
-قالكم صح، ق قالكم!

تمهل جسار يحاول فهم تفرقة حروفها، ليجدها تكمل بصوت مبحوح:
-الموضوع ده سببلي مشاكل كتير، واولها موت ح، حسام، انا مكنش ق قصدي ايوة مليش آآ
قاطعها جسار بحدة متساءلاً وقلبه ينبض بتوجس:
-اهدي وفهميني؟ مال حسام بالموضوع ده
حاولت كتم شهاقتها المحفورة بقسوة داخل روحها، لتخبره بحروف عانت لتكون ملتصقة:
-اتخانقنا بسبب الموضوع ده ف في اليوم اللي عمل ف فيه الحادثة آآ لما زعق وسابني و، وخرج!

اتسعت حدقتا عيناه وقد بدأ يدرك مقصدها، مقصد واحد وصل له فرماه في جحيم الصدمة!
ليسألها ببلاهه:
-يعني حسام مات بسببك!
ظلت تهز رأسها مؤيدة ولكن سرعان ما كانت تستنكر حديثه:
-انا م معرفش اآآ انه هيسوق وآآ...
قاطعها عندما جذبها من خصلاتها صارخًا يزمجر بجنون:
-متعرفيييش؟! أنتِ اللي اتخانقتي معاه انتِ السبب في موته، أنتِ السبب في حرقة قلب امي والكسرة اللي احنا فينا.

كادت تنطق ولكنه اكمل بوعيد قاسي وهو يضغط على خصلاتها اكثر حتى صرخت من الالم:
-وديني يا نور لاعرفك ان الله حق، وانا معنديش يامه ارحميني!

كان صقر يخرج من غرفته يزرر ازرار قميصه العلوية عندما وجد والدته بوجهه فجأة تهتف بصوت أجش ؛
-أنت مش ملاحظ انك ظالم يا ولدي؟
ردد صقر مستنكرًا:
-ظالم!
اومأت مؤكدة وهي تخبره:
-ايوة، أنت مابتعدلشي بين الاتنين، من يوم ما عرفت ان البت دي هي ترنيم بت عمك وانت مابتباتش في اوضة مرتك ابدا
تنهد بقوة، هو يعلم انها على حق، ولكن ماذا إن كان ذاك الحق تلون بوجهه الظلام الذي يجعلك تنفر منه؟!

تنحنح بهدوء عندما لمح نيرمين تقف بالاسفل منتظرة اجابته:
-معاكِ حج...
ابتسمت والدته وهي تخبره بحزم:
-يبجي الليلة ليلة نيرمين، نيرمين يا صقر!؟
هنا ظهرت ترنيم التي تابعت بشراسة:
-هي نيرمين ماكفاهاش كل السنين اللي اخدته مني فيها؟ مش كفاية اني ماطلبتش يطلقها!
نهرها صقر بحدة خفيفة:
-ترنييييييم...
ولكنها استطردت بحنق:
-ارجوكِ ماتدخليش في حياتنا اكتر، ارجوكِ
تجاهلها صقر وهو يردد بنبرة جادة:.

-بلغي نيرمين ان الليلة عندها يا امي
اتسعت ابتسامة والدته المنتصرة، اخيرًا استطاعت تحريك شظايا العقل داخل ولدها الحبيب!
ونيرمين كذلك التي هللت وهي ترى ان ترنيم لم تؤثر على صقر كليًا...
ولكن ترنيم لم تصمت وهي تمسكه من ذراعه مرددة بنبرة اشبه للصراخ:
-انت بتقول اية؟ أنت هتفضل معايا، بطل الجنان ده شوية!

وفجأة ومن دون مقدمات كان يصفعها، ولكن لم تتخذ الصدمة لتلك الصفعة موضعا كبيرا اذ ترنجت ترنيم لتبتلعها السلالم من خلفها فتسقط متدحرجة حتى الاسفل من دفعته غير المقصودة و...



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7304 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4313 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3355 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 3231 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3785 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، احتلال ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 07:40 مساء