أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية احتلال قلب

اقتباس من الروايةوهو على نفس حاله بل ازداد سواد عينيه اشتعالًا لاسـع شعر بحرقته فعليًا....سـارع الخطى برفق نحو غرفتها لي ..



28-12-2021 03:40 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [28]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية احتلال قلب
رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والعشرون

مرت ساعات عديدة وهو جالس امام فراشها يتنهد بقوة عدة مرات...
بدأت تستيقظ لتفتح عيناها بوهن متمتمة:
-ليث!..
أسرع يقترب وهو يتمتم بنبرة قلقة:
-اية يا قلب ليث، إنتِ كويسة؟
هزت رأسها نافية وبنبرة طفولية على وشك البكاء ردت:
-لأ انا موجوعة اوووي مش قادرة اتحرك
وقلبه أصبح يأن متألمًا لألمها، الف آآه صرخت بها ثناياه التي حاربها الارتياح والسكون ليعم ضجيج الروح..!

احتضنها بحنان يحيط رقبتها برفق، ويربت على شعرها بحنان...
دلفت احدى الممرضات لتلقي التحية على ليث الذي لفت انتباهها واثار حواسها تجاهه...
فقالت وعيناها تنطح بالأعجاب:
-ممكن تمسك معايا لو سمحت عاوزاك تساعدني
رفعت فجر حاجباها بغيظ دفين، رغم كل الالم المنتشر بين جوانبها عامت الغيرة على سطحها...
ليومئ ليث مؤكدًا:
-اه طبعًا.

امسك ببعض الاشياء التي تود تلك الممرضة إعطائهم لفجر فكانت الممرضة تنظمهم وتضع بعض الادوية فتلامس يدها يد ليث بعمد او عن غير عمد!..
عندها صاحت فجر متأوهه بألم مصطنع:
-ااااه مش قادرة يا ليث
ترك ما بيده بسرعة حتى كاد يسقط وإلتفت لها يسألها بقلق واضح:
-مالك يا حبيبتي؟
كادت تنطق ولكن تدخلت الممرضة قائلة بسخافة:
-حاسه بوجع ازاي؟ أنا مدياكِ مسكن قوي جدًا!

لم تعيرها فجر انتباه، فأكملت موجهة حديثها لليث تهمس بغنج:
-بوسني!..
إتسعت حدقتا عيناه من وقاحتها المفاجأة، كانت تقترب منه بدرجة كبيرة، أرنبة أنفها تُلامس أرنبة أنفه وشفتاها عرض مُغري لا يمكن رفضه!..
فنظر لها بنصف عين هامسًا:
-انا عايزك وقحة واحنا ف بيتنا مش ادام الناس كدة هيمسكونا اداب يا حبيبتي!
أمسكته من ياقة قميصه بعنف ثم وبصوت أجش أردفت:.

-أنت مش مزعلني ومخليني منهارة؟ يلا دي طريقتي الوحيدة للصلح، بوسني!
كانت الممرضة تراقبهم بعدم تصديق...
أ مجنونة تلك ام زوجها الوسيم أكل عقلها؟!..
اقترب ليث ببطء فأسرعت هي تخرج لتصفع الباب خلفها بقوة، عندها دفعته فجر بعيدًا عنها بوهن تردد بصوت حانق:
-ابعد خلاص، دايمًا قليل الادب جاي تخش موسوعة الاحترام دلوقتي! ولا مش قادر تجرح شعورها؟

إتسعت حدقتاه وهو يحدق بها مصدومًا من الاتجاه الذي رمى إليه تفكيرها...
ثم سرعان ما كان يبتسم بخبث وهو يقترب اكثر حتى لامست شفتاه شفتاها الناعمة التي شحبت نوعًا ما...
فقال داخل شفتاها حرفيًا:
-تؤ تؤ أصل شفايفك أكتر حاجة ممكن تثيرني وتغريني يا مدامتي
وبالفعل في اللحظة التالية كانت شفتاها بين قبضتا شفتاه يلتهمها ببطء متأني، متلهف ومشتاق...

يكتم شوقه الجارف نحوها بتلك القبل التي كانت كفراشات تسرق أنفاسها ويحاول إشباع عطشه لها!..

كان احدهم يجلس على احدى الكراسي يضع قدم فوق الاخرى ويغمغم والدخان يغادر فمه بفعل السيجار التي يدخنها بشراهة:
-هدي اللعب شوية، صقر الحلاوي مش سهل برضه، وبعدين احنا غرضنا نشغله عننا شوية مش اكتر!
سأله الاخر بقلق:
-انا مش مطمن
رد بسماجة:
-لا اتطمن انا عارف انا بعمل ايه كويس
عاد يسأله متنهدًا بعمق:
-طب هنعمل إيه دلوقتي يا باشا؟
رفع كتفاه بلامبالاة:.

-ولا حاجة. هنركز في الصفقة بس، دي صفقة العمر ولو في اي غدر نفذوا على طول!..

استيقظت نور من نومتها القصيرة لتشعر بيداها مقيدتان...
ابتلعت ريقها بتوتر وعيناها تُفتح رويدًا رويدًا ليصدمها الضوء المسلط على عيناها...
تأوهت بألم من الشيء الذي يقبض على يداها وقدماها!
إنقبض قلبها بقسوة عندما إتضحت لها الرؤية فكانت على فراش حسام في غرفته مُقيدة من كل الجوانب بحبال ثقيلة وشديدة ووالدة جسار تقف أمامها بقلق وجوارها سيدة ما
فخرج صوت نور مرتعش بخوف:
-انتوا مين وعملتوا فيا إيه؟

أجابتها السيدة بهدوء غامض ومخيف:
-احنا لسه ماعملناش حاجة، هنعمل اهو!

كان صقر امام الاستقبال في المستشفى يسأل عن الطبيب الذي سيقوم بالعملية، في تلك الاثناء كانت ترنيم تنتظره بهدوء تقف في احدى الجوانب..
دلف الاناس بكثرة فجأة مع حادث فازدحم المكان ووجدت نفسها تُدفع من قبل الناس المارة فتحركت دون وعي تبتعد عنهم فابتعدت رغمًا عنها عن مقر صقر كثيرًا...
مرت عدة دقائق تقف فيهم متوترة مرتعدة كفأر لاول مرة يخرج من جحره...
وفجأة وجدت من يسحبها من ذراعها بهدوء دون كلام...

توقعت أن يكون صقر من رائحة عطره، فهو منذ رفضها الحديث معه لم يحادثها الا عند الضرورة..
فسارت معه على مضض حتى دلفوا غرفة ما وسمعت صوت الباب يغلق...
تنهدت وهي تسأله بصوت مبحوح:
-انا روحنا فين والدكتور فين؟
سمعت الصوت الذي جعلها ترتجف بقلق من القادم ؛
-دكتور أيه بس؟ مستعجله على ايه يا حبيبتي مش تسلمي على صديقك الاول؟!
وقبل أن تعي أن ذاك لم يكن سوى حازم شعرت بجسده يلتصق بها فما زاد فيها الا نفورًا...

حاولت التملص وصرختها لم تكد تخرج من بين شفتاها للنور لتجده يكتمها بيداه ويداه الاخرى تحيطها بعنف محاولًا تقبيلها و...

قبل أن يلتحم بها حرفيًا كان الباب يُدفع بعنف وصقر كالثور الهائج يدلف راكضًا ليجذبه من قميصه بعنف ويلقيه ارضًا ثم اصبح يلكمه عدة مرات بجنون...
وترنيم أصبحت تصرخ بارتعاد وهي تسمع اصوات العراك ليس الا!..
قلبها ينبض بخوف رهيب، خوف كالحشائش التي اشتعلت بها نيران لا تُطفىء!.
اصبح يضربه بجنون..
الشياطين تلبسته بمجرد ان رآه شبه ملتصق بها!.
كيف لشخصًا غيره أن يمسه؟!

أن يستمتع بقربها ويختلي بها هكذا دون أي قيود...!
لم يتركه الا عندما بدأ رجال الامن يفصلوه عنه بصعوبة شديدة وحازم ملقي ارضًا خامد القوى ينزف من كل اتجاه..!
كان يلهث وهو يحدق به فاقد الوعي ووجهه مغطى بالدماء ليسير تجاه ترنيم التي ما إن وضع يده عليها إنكمشت على نفسها بخوف شديد..
فاحتضنها بحنان وهو يهمس لها:
-هشششش اهدي يا حبيبتي اهدي يا ترنيمتي انا معاكِ.

لفت يداها من حوله وازداد بكاءها، لم تكن تتخيل شعورها إن رآها في ذلك الوضع، والان يهدئها بكل بساطة؟!
رفعت رأسها له لتسأله بتوتر:
-أنت آآ، ع عرفت منين اني هنا؟
تنهد بقوة تنهيدة تحمل الكثير والكثير في طياتها، ثم تشدق ب:
-المرة اللي فاتت لما اشتكيت قالولي عديها، المرة دي شوفته وهو بيسحبك فروحت جبت صاحب المستشفى وجيت على طول عشان مش هسكت الا اما يطرد من هنا!
وبالفعل كان الرجل جواره يتنحنح متمتمًا بصوت حرج:.

-نعتذر لك يا سيد عما حدث، وأعدك أن يحذف اسمه من نقابة الاطباء لسوء استغلاله لمرضاه، وتعويضًا منا على ما حدث ستدفع المستشفى نصف ثمن العملية التي ستُجرى بعد قليل لزوجتك!
رد صقر بجدية:
-انا لم اكن يومًا طامع بالأموال، لدي منها ما يكفيني، ويكفي ان لا يصبح طبيبًا بعد ذلك وقد نال قدرًا كاف من التهذيب البدني
عندها سمعوا صوت جسار الذي أتى لتوه من الفندق يتدخل قائلاً بخشونة:
-في ايه يا صقر؟

هز صقر رأسه نافيًا ليتابع مدير المستشفى بابتسامة هادئة:
-حسنًا، اتمنى لزوجتك الشفاء والنجاح بالعملية، عمت مساءً!
ثم غادر هو وباقي الطاقم ومعهم حازم الفاقد للوعي...!
ليزفر صقر عدة مرات..
تنفك وعكات حياته ام يُهيء له ذلك؟!..
لم يبقى سوى تلك العصابة التي تسعى خلفه، وحينها تصبح حياتهم صفحة ناصعة البياض!..
نظر لجسار ثم تمتم بهدوء:.

-متقلقش مشكلة بسيطة وحليتها، المهم انت جيت لية؟ انا كنت هتصل بيك اول ما تخرج من العمليات ان شاء الله
كان جسار متلهف حد الجنون وهو يخبره بسرعة:
-انا مضطر انزل مصر على اول طيارة، في حاجة مش طبيعية بتحصل في مصر ولازم اروح..
انتبه لترنيم التي غزى صوتها القلق الحقيقي وهي تسأله مستفسرة:
-حصل ايه يا جسار طمني؟ نور كويسة
هز رأسه بقلة حيلة:.

-معرفش بعتتلي نص رسالة كتبالي جسار إلحقني وتليفونها مقفول دلوقتي، كلمت جارتنا قالتلي بخبط محدش بيفتح! لازم انزل مصر
ثم سارع يحتضن ترنيم وهو يتمتم وقد ارتعشت نبرته كمن على خط الموت:
-اسف يا حبيبتي، انا سايبك هنا ف إيد امينة، لكن نور ملهاش حد هناك الا اختها واكيد ماحكتلهاش حاجة
اومأت ترنيم مسرعة ببسمة ناعمة:
-ربنا يعينك يا حبيبي لما توصل كلمني
اومأ مؤكدًا ثم القى التحية على صقر ليغادر على الفور...

وفجأة شهقت ترنيم وهي تشعر بصقر يجذبها من خصرها له بعنف مغمغمًا:
-هششش اوعي تنطقيها تاني
سألته بقلق:
-هي ايه؟!
كان إصبعه يتحسس شفتاها المرتجفة كالعادة حينما تتوتر، كسمفونية تغريه للعزف عليها بشفتاه!..
ليهمس بشرود:
-كلمة حبيبي ماتطلعش غير ليا، ليا انا وبس
ثم لثم عنقها بعمق جعل اعصابها ترتخي ليستطرد همساته الحارة:
-انتي كلك ليا، بتاعتي انا حبيبتي انا، ومحدش ليه الحق يسمعها غيري.

ثم ضغط على خصرها بعنف لتفتح شفتاها متأوهه بألم وهو يكمل:
-فاهمة؟
اومأت بسرعة، فلم يترك هو تلك الفرصة بالطبع، إنقض على شفتاها بلهفة ذئب جائع لفريسته...
يأكل شفتاها ما بين السفلية والعلوية والنهم في لمساته يتزايد...
وهي تحاوط رقبته وتبادله شغفه بجنون اشد، شكل إعصار من اللهب حولهم!..
قطع تلك اللحظة احدى الممرضات التي دلفت لتبتسم باحراج ما إن رأتهم:.

-اعتذر عن قطع لحظتكم السعيدة، غرفة العمليات جاهزة والطبيب ينتظركم!
ثم غادرت ليسبها صقر بصوت عالي، فضربته ترنيم على صدره بخجل:
-عيب احترم نفسك
عض شحمة اذنها وهو يقول بعبث:
-وهو انتِ لسه شوفتي العيب؟ دا انا هوريكِ كل مراحله اما نرجع الفندق بس!..

28-12-2021 03:41 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [29]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية احتلال قلب
رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثلاثون والأخير

بعد مرور ساعات...
وصل جسار منزله ركضًا، لم يتخيل ماذا عساه أن يفعل إن اصاب تلك المعشوقة مكروه؟!..
لمن سيخرج ذلك النفس الذي يغادر صدره، ولمن سترقص تلك الدقات التي تؤرق قلبه!..
طرق الباب بقوة وهو ينادي على نور:
-نووووور، نوووور افتحي
مرت دقائق قليلة مرت عليه كساعات في الجحيم ليجد الباب يُفتح ووالدته تهتف مستنكرة رؤيته الان:
-جسار! أنت جيت امتى يا حبيبي؟

دفعه بهدوء من امامه ليدلف مسرعًا وعيناه كجندي لا يبحث في ساحة الحرب الا عن حياته!..
وجد غرفة حسام مفتوحة فركض مسرعًا ودلف لها ليرى ما هو الوضع عليه..
نور في نفس موضعها على الفراش تبكي بقوة وتلك السيدة امامها تجلس بهدوء غريب...
ركض نحو نور ليجعلها تنهض وهو يأخذها بأحضانه متمتمًا بصوت به بحة الصدمة:
-هششش اهدي انا معاكِ خلاص محدش هيأذيكِ اهدي
ولكن بكاؤها ازداد بمجرد أن اخترق عطره أنفها وتنبهت لوجوده...

وجوده أنار تلك الربطة العصيبة التي كادت تخنقها بظلامها!..
فظلت تردد اسمه دون توقف وهي تحتضنه باكية..
نهض معها ليغادروا تلك الغرفة، ثم دلفا معًا الى غرفة جسار ليجلس نور هامسًا بحنان:
-استنيني دقيقة واحدة راجعلك تاني
وبالفعل غادر متجهًا للخارج..
وبمجرد أن رأى تلك السيدة إنفجر كالأعصار الذي اصبح يهدد سير الرياح الطبيعية:
-اطلعي برا يا ست إنتِ، برا إياكِ تعتبي عتبة البيت دا تاني عشان ماطلبش لك البوليس!

مطت السيدة شفتاها مرددة بامتعاض:
-والدتك هي اللي طلبتني يا استاذ، وعلى العموم مش هاجي هنا حتى لو بتموتوا!..
ثم أسرعت تغادر بغيظ، حينها إلتفت جسار نحو والدته التي كان التوتر يتآكلها كمن ينحت في جماد صلابته واهية!..
هتف بخشونة قاسية:
-هي دي الأمانة اللي سبتهالك!؟ هو دا الشيخ اللي وصيتك تجيبيه، جيبالها دجالة وربطاها زي البقرة ف السرير!؟
حاولت التبرير بسرعة:.

-دا عشان لو حصل حاجة ماتحاولش تضربنا او تهرب بس!
عندها تحررت كل شياطينه...
وإنتفخت اوداجه كمن على وشك القتل في التو واللحظة وهو يزمجر بعصبية مفرطة:
-انتوا اللي مجانين مش هي، انتوا اللي محتاجين تتعالجوا، على الاقل هي في واحد ربنا يرحمه هو اللي عملها النيلة السحر دا، إنما انتِ ايه؟ مش المفروض إنك مؤمنة وعارفة إن القرآن والدين أنسب علاج من التخاريف دي!..
بدأت تذرف الدموع...

ربما تكون اخطأت، ربما تكون لم تصب هدفها...
ربما أضلت الطريق المرسوم بحديد راسخ...
ولكن تلك الاخطاء لم تُخلق الا من درع خوفها على ولدها الوحيد!.
إنتبهت لقول جسار الذي أكمل بحدة عدائية واضحة:
-ملكيش دعوة بيا او ب نور بعد كدة، اكيد مش هتبرى منك بس مش هنسالك إنك ماوقفتيش جمبي ف وقت انا محتاجك فيه!..
ثم غادر ليعود لتلك المسكينة بالداخل...
وجدها منكمشة على نفسها تبكي بقهرة جعلت من قلب جسار أشلاء صغيرة...

ليحتضنها بسرعة متمنيًا لو استطاع ادخالها داخله ليحميها دومًا...!

بعد مرور ثلاث اسابيع...
كانت فجر تنظف المنزل وصوت الأغنية المصرية الشهرية يا بتاع النعناع يصدح من هاتفها في الأرجاء...
كانت متكأة تمسح الارضية وتتمايل بخفة مرددة بابتهاج:
-يا بتاع السكر يا مسكررررر، كل يوم ف حبيبي بفكر!
وفجأة وجدت من يحيطها من الخلف مغمغمًا بصوت أجش:
-بتفكري فيه لية وهو جمبك اهو؟!
شهقت هي بعنف وهي تنتصب في وقفتها مغمغمة بفزع:
-الله يخربيتك قطعت الخلف، حسبي الله.

ضحك ليث بخشونة وهو يراقبها...
كانت ترتدي جلباب قصير يصل حد الركبتين وضيق جدًا يرسم مفاتنها وشعرها مفرود بعشوائية على ظهرها وحبات خفيفة من العرق تتساقط منها...
مد يده بحنان يمسح وجهها وهو يهمس بصوت هادئ:
-ربنا يعينك يا حبيبي
عضت هي شفتاها وهمست بتلقائية رغمًا عنها ساخرة:
-تراني اتأثرت، لا لا انا مش واخدة على الحنية دي!
اتسعت ابتسامته المرحة ثم اتكأ بجذعه ليحملها فجأة مرددًا بصوت أجش:.

-فعلًا، الست اصلًا عايزة عربجي عايش معاها، وترجعوا تشتكوا من ارتفاع نسبة الطلاق
ظلت تضربه على ظهره وتتشدق وسط ضحكاتها التي لونت لوحة جديدة مشرقة لينبوع جديد من حياتهم:
-طب نزلني عايزة اكمل تنضيف قبل ما مامتك تيجي
هز رأسه نافيًا وراح يستطرد بخبث عابث:
-وانا في حاجات كتير عايز أكملها قبل ما مامتي تيجي وحياتك!
دلف الى الغرفة ليضعها على الفراش بهدوء، أبعد تلك الخصلة عن عيناها وهو يسألها مشاكسًا:.

-عارفة مين جاي النهاردة؟
سألته بسرعة:
-مين؟
اقترب منها برفق يلثم رقبتها بعمق جعل قشعريرة باردة تسير على طول عمودها، ثم همس:
-هقولك بعدين، الموضوع دا اهم
حاولت ابعاده عنها وهي تعاود سؤاله بأصرار:
-لا قولي دلوقتي ميييين!؟
أمسك يداها معًا يكبلهم بيد واليد الاخرى تفرد شعرها واصابعه تتغلغل بين خصلاتها...
يغرق في رائحة شعرها التي تجعله كالثمل لا يعي الدنيا وما فيها..

شفتاه تبحث بتلقائية عن مرمى شفتاها التي كانت كبئر يرتوي العطش منه، عفوًا بل يرتوي هو وحده منه...
أصبح يلتهم شفتاها بجنون ما إن لمسها، دائما ما يفقد سيطرته تحت تأثيرها...
يحترق شوقًا لها وهي تشعله بلهيبها اكثر!..
ابعدته عنها اخيرًا ليرد هو بسرعة:
-باباكِ واختك جم من السفر عرفت إنهم كانوا مسافرين لان باباكِ كان ف شغل بس خلص ورجعوا ورحت عزمتهم على فرح جسار اللي حكتلك عنه عشان نشوفهم ونخرج معاهم بالمرة.

ثم لم يعطها الفرصة فعادت قبلاته الساخنة تُلهب وجهها كله، ثم انتشرت اكثر ليقبل كل ما تطوله شفتاه...
بينما يداه تعرف عملها جيدًا فتزيح ذاك الثوب الذي يعيق ما يريده...!

كانت ترنيم في غرفتهما في صعيد مصر...
عادت لتعيش مع صقر ولكن في منزل منعزل عن منزل والده، لم تتصافى مع والدته كليًا ولكن كشكر لله عن إعادته لبصرها قررت العفوا عن كل من اخطأوا بحقها...!
كانت تهندم نفسها مرتدية قميص نوم حارق ومغري بجنون متيقنة من انه سيزيد جنون صقر بها..
نظرت في المرآة لرسمة الحنة التي نقشتها اليوم وهي تبتسم بسعادة..
وبعد دقائق سمعت طرقاته على الباب فهمست بهدوء:
-ادخل يا حبيبي.

دلف بالفعل ليقع قلبه صريع تلك اللحظة، خطفته وسلبت أنفاسه ككل مرة تفاجئه بطلتها المغيبة للعقول...!
كان يقترب منها ببطء مرددًا بعبث:
-صلاة النبي احسن، هو النهاردة ليلة العيد ولا ايه؟!
اصبحت امامه فطوقت عنقه وهي تشاكس أنفه بأنفها مجيبة بنعومة:
-لا النهاردة ليلتنا يا ابو العيال
ثم عادت لجديتها تسأله مضيقة عيناها:
-بس الاول قولي اتأخرت كدة لية معلش؟

تنهد وهو يرد بصوت أجش غير منتبهًا لحديثه بل كل انتباهه فيما ترتديه:
-النهاردة كنت بمسح اخر نقطة وساخة ف حياتنا، الناس اللي هددوني عشان ابعد عنك كانوا عايزين يلهوني عشان الشغل القذر بتاعهم بس، النهاردة البوليس عرف مكانهم واتقبض عليهم، انا كنت على علم بكل خطوة بس كنت بجاريهم مش اكتر، وزمانهم بيدعوا لي في السجن!
ومع اخر حرف له كانت شفتاه تعزف سيمفونية من نوع آخر...

يأكل شفتاها وكأنه سيجن إن لم يفعل، يلتهمها بنهم لا يقل ولا ينقص!..
ابتعدت بعد دقائق لتقول من بين انفاسها اللاهثة:
-طب استنى شوف دي، عملتها عشان فرح جسار ونور
قالتها وهي تستدير لتريه تلك الرسمة على كتفها، فلم يكن منه الا ان قبل تلك الرسمة ببطء شديد أتلف اعصابها!..
ليهمس بصوت خشن من فرط رغبته:
-تحفه، لذيذ، جميل، عايز يتاكل أكل
ضربته على كتفه وهي تبتسم بخبث:
-هي ايه دي يا حبيبي اللي عايزة تتاكل؟ الحنة!؟

-لا صاحبة الحنة
قالها وهو يحملها بين ذراعيه وشفتاه تعانق شفتاها في قبلة شرسة نهمة متطلبة ومشتاقة بجنون...
لينتهي بها المطاف ككل ليلة أنينها يطرب أذنيه وتدون ليلة جديدة من لياليهم الملتهبة...!

خاتمة
بعد اسبوعان...
نهضت نور من مقعدها متأوهة بألم، تتنهد كل ثانية عل ما يجيش بصدرها من أنفاس وجوارح ثقيلة يخف..
إنكمش وجهها بامتعاض وهي تتذكر الجلسات التي كان يُحضر فيها جسار الشيخ ويجبرها على حضورها..
حسنًا هي تعرضت لضغط نفسي جعلها روحها كالكرة المُختزنة، ينقصها وغزة رفيعة من القدر لتنفجر منهارة!..
نظرت لجسار الذي اقترب منها يجلس جوارها، ثم هتف متنهدًا بثقل:.

-خلاص فات الكتير ما باقي الا القليل، فاضلك جلسة واحدة وتبقي عال العال
ومن وسط شرودها، تكورها حول شظايا الحقد التي كانت كالشوك تحيط بجوفها، إنتشلت نفسها بصعوبة لتستطع الهدوء وهي تسأله:
-انا في حاجة واحدة مش قادرة افهمها
همهم بتركيز:
-حاجة ايه يا نوري؟
عضت على شفتاها بقوة تُحارب أعاصير الإنهيار من احتلال منطقة العقل داخلها، ثم بدأت تردف مستنكرة:.

-لية حسام يعمل كدة؟ لية يعملي سحر عشان يربطني بيه وهو عارف اني هعاني بسبب الجنان ده!
هو نفسه لا يدري اصلًا...
جزء ضخم داخله يستنكر فعلة شقيقه، ولكن ظلام الحب داخله يمليه بتبريرات مظلمة مثله!..
عاد ينظر لها مرة اخرى وهو يقول بصوت أجش لم تمت رعشة التأثر به:
-ولية ماتقوليش إنه حاول يوقف السحر ده وعشان كدة اتقلب السحر على الساحر ومات؟!

ظلت تهز رأسها نافية عدة مرات وهي تلقي بنفسها في أحضانه، في الجنة خاصتها تحتمي هناك تحت ظلال عشقه، فهمست ببحة هادئة:
-مش عارفة. نفسي أحط له اعذار بس مش قادرة، سحر! لية هو حسام ماكنش إيمانه قوي لدرجة انه يفكر ف السحر؟
بدأ يربت على شعرها بحنان...
ثم بدأ يُفكر مغمغمًا بعبث لينتشلها من بين دائرة التساؤلات التي لا تنتهي:.

-سيبك أنتِ، الشيخ قال فاضل جلسه بس والحمدلله انتِ بقيتي كويسة يعني ممكن نعملها بعد ما نتجوز
ثم صفق بحماس مرددًا والسعادة تتقافز من بين حروفه:
-وفرحنااااا بقا
ابتسمت وهي تشاكسه ببرود:
-وايه يعني فرحنا!
غمز لها بطرف عيناه هامسًا:
-الفرح، وما بعد الفرح ودي اهم مرحلة بالنسبالي
ضربته على صدره وهي تقول بحرج:
-سافل وقليل الادب ودايمل نيتك شمال عشان كدة ربنا عمره ما هيباركلنا
ضحك وهو يجيب بسرعة:.

-لا اذا كان كدة خلاص بعد الفرح هاجيبك وألبسك اسدال ونقعد نختم المصحف!
تعالت ضحكاتها وهي تحدق به لتظهر والدته من العدم ببطء..
حينها نهضت نور مسرعة وهي تقول موجهة حديثها لجسار:
-طب هاروح اعملك شاي
ولكن قبل ان تغادر وجدت والدته تمسك يدها مغمغمة بصوت مبحوح لم تختفي رنة الرجاء منه:
-استني يا نور انا عايزاكي انتِ
هتفت دون ان تنظر لها:
-اتفضلي؟
عضت على شفتاها، رآن الصمت بينهم كملازم لنسمات الهواء!.

فاستطردت هي دون ان تنظر في أعين كلاهما:
-انا مش عارفة اقول ايه، انا مُحرجة منكم، مُحرجة ابص في عيونكم، انا اسفه، اسفه اوووي يا نور انا كنت انانية وفكرت بعاطفة الامومة بس ف مصلحة ابني، خوفي عليه اللي خلاني اعمل كدة لكن اقسملك بالله اني ماكنش عندي اي نية أذيكي نهائي، سامحوني ولو عاوزيني اخرج من حياتكم هخرج بس اشوف ابني كل فترة واطمن عليه!
تنهدت نور بقوة وهي تخبرها بهدوء:.

-وانا ماطلبتش من حضرتك انك تبعدي عنه اصلا، ده مهما حصل ابنك، بس ياريت حضرتك تحاولي تتجاهليني بس
اومأت الاخرى بسرعة وقد بدأت عيناها تدمع وهي تهمس:
-متقلقيش مش هضايقك خالص
حينها ابتسمت نور برسمية وهي تغادر، هي مضطرة، مجبرة على تمرير تلك الصخرة بين أمواج حياتهم..!
دقيقة ووجدت جسار خلفها يحتضنها بحنان وهو يردد بفخر ؛
-وهو انا بحبك من شويه!

ليلة الزفاف...
كان مبهور بطلتها، عيناه تكاد تقفز محتضنة جمال مظهرها الذي اوقع قلبه لسابع ارض، وسرق انتباهه!
احتضنها ما إن اصبحت امامه، يود ان يُدخلها بين ضلوعه فلا تستطع الهرب منه مدى الدهر...!
دفن وجهه عند رقبتها يهمس بصوت اثار جوارحها المشعثة:
-بحبك، اخيرًا بقيتي ملكي وادام كل الناس دي!
ابتسمت هي بتوتر دون رد...
ليقطع لحظتهم السعيدة صوت ليث وهو يقول بمرح:.

-اسفين لقطع تلك اللحظة، عاوزين ناخد تذكار بس!
اومأ جسار بحماس مرحبًا بتلك الفكرة...
ليُقبل الجميع...
صقر وترنيم التي كانت تسير ويدها على بطنها، فأحاطها صقر برقة لتعترض مزمجرة:
-بطل تكلبشني كأني ههرب منك كدة؟!
غمزها بطرف عيناه ولم يستطع دفن الخبث من نظراته وهو يهمس عند اذنها:
-انتِ لسة هتشوفي الكلبشه اللي على حق ف البيت يا ام العيال
وعلى الجهة الاخرى احتضن العروسان بعضهما...

وجوارهم ليث وفجر التي ازداد نور وجهها لرؤية والدها وشقيقتها اللذان عادا من سفرهما...
لتُلتقط لهم اجمل صورة جماعية..
صورة كانت قصة، قصة بدايتها بضعة حروف كان البغض مُدققها، بينما النهاية اعتزلتها!
تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7303 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4312 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3354 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 3230 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3784 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، احتلال ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 07:35 مساء