رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الحادي عشر
جلست على المقعد بدموع إلى أن إستمعت لصوته، رفعت عيناها لتجده أمامها فهرولت لأحضانه ببكاء مزق قلبه بضعف.. أخرجها يزيد من أحضان مالك قائلا بخوف: أيه الا حصل وشاهندة فين؟ تعالت شهقات بكائها قائلة بصوت مرتجف: فى اربع شباب كانوا بيلاحقونا و لم تستطيع التحدث فتعال صوت بكائها ليصل لهم مفهوم ما تريد قوله، تلونت عين مالك بغضب ليس له مثيل حتى يزيد غضبه الساحق كفيل ببث الرعب فى النفوس..
خرج الطبيب من الغرفة فأسرع مالك إليه قائلا بخوف: طمني يا دكتور. رفع الطبيب يديه على كتفيه قائلا بهدوء: اطمن هى كويسة أصابات خفيفة بس فى رجليها وطبعاً من الواضح ليا أنها أتعرضت لمحاولة أغتصاب ولازم أستدعى الشرطة وتركه وغادر ومالك بحالة من السكون المميت، أقترب يزيد من منار قائلا بملامح متصلبة: أنتوا كويسين؟ أجابته ببكاء: الحمد لله فى شاب هو الا أنقذنا منهم وجابنا هنا مالك بستغراب ؛ مين دا وهو فين؟
أستدارت بوجهها تبحث عنه فقالت بخفوت: كان هنا دلوقتى لمحت الممرضة فأسرعت إليها قائلة بتوتر: لو سمحتى مشفتيش الشاب الا كان معانا هنا؟ أجابتها بتأكيد: خرج من شوية أقترب مالك من منار وجذبها وتوجه للخارج ليلحق به أما يزيد فدلف لغرفة شاهندة سريعاً.. بالخارج أشارت منار لمالك على الشاب الذي يجلس بسيارته قائلا بدموع لتذكر ما حدث: هو دا يا مالك.
أقترب مالك من السيارة وهى معه ليراهم فراس فهبط ليقف أمام عين مالك المزهولة من رؤيته مجدداً، فشل فراس بكبت خوفه الشديد على شاهندة فقال بثبات لم يخسره بعد: أختك بقيت كويسة؟ أشارت منار برأسها وعلى وجهها إبتسامة خفيفة فأقترب منه مالك ورفع يديه قائلا بجدية: مش عارف أشكرك أزاي على الا عملته مع البنات إبتسم بهدوء: متشكرنيش أنا معملتش غير الا حسيت أنه صح.
ثم أكمل بأبتسامة هادئة: ولو تفتكر أخر مرة قولتلك هنتقابل تانى إبتسم مالك بتذكر فرمقه بنظرة متفحصه قائلا بسخرية: صدقت لما اطلقت على نفسك مجنون تطلع فراس لصدره العاري بأبتسامة عالت بصوته الجذاب: لا أنا محدش يتوقعنى شاركه مالك البسمة وبداخله إستغراب لشعوره بأنه يعرفه لسنوات ماضت... صعد فراس لسيارته قائلا بغمزة ساحرة: هشوفك تانى إبتسم مالك قائلا بهدوء: أكيد.
وغادر فراس بسيارته وعين مالك تلاحقه بغموض..
بغرفة شاهندة رأتهم يقتربوا منها وهى تحاول الهرب بلا محالة، تعرق وجهها بقوة والخوف يفترس ملامحها، صرخت بقوة وهى تصيح، لا بكاء حارق جز قلبه فحاول أفاقتها قائلا بحزن شديد ووعيد أشد لمن فعلوا بشقيقته كذلك: شاهندة فووقى أنهمرت دموعها بكثرة ففتحت عيناها على صوت يزيد لتجده بالغرفة فنغمست بأحضانه وعيناها تتفحص الغرفة بخوفٍ شديد، شدد من أحتضانها قائلا بهدوء: بس خلاص مفيش حد هيأذيكِ.
دلف مالك سريعاً ليجدها تشدد من أحتضان أخيها برعب لأول مرة يرأها به، رفع يزيد عيناه الحمراء من غضبه المميت فقرأ مالك ما يريده ولأول مرة يتخلى عن عقله ويأيد الغول... توجه للخارج ثم رفع هاتفه ليتحدث بنبرة تهلع لها النفوس =خدها وأختفى من عندك قبل ما الشرطة توصل حاضر يا مالك بيه وأغلق مالك الهاتف وعيناه تلمع بشرارة ستنهى إمبراطورية تلك الحمقاء...
بالمشفى أستندت منار على المقعد المجاور ليزيد فغطت بنوم عميق بعد مشقة يومٍ كاد أن يفتك بها فأبعاد يزيد شاهندة عن أحضانه ثم وضع رأسها على الوسادة بحرصٍ شديد... حمل منار للفراش المجاور لها وداثرها جيداً، دلف سيف وشريف للداخل فأقترب منه سيف قائلا بقلق: فى أيه يا يزيد وأيه الا حصل دا؟! شريف بخوف وهو يتفحص منار وشاهندة: شاهندة ومنار مالهم.
سكون الغول كان مريب للجميع فدلف مالك ليستمع لأسئلتهم فأقترب منهم قائلا بثبات ؛ متقلقش يا سيف هما كويسين صاح بسخرية: مقلقش أزاي؟! وبعدين مين الا مستغنى عن عمره عشان يعمل كدا! خرج يزيد من الغرفة فعلم مالك إلى أين سيذهب فلحق به سريعاً ليحاول إيقافه، أسرع سيف خلفهم بعد أن أخبر شريف بعدم ترك شاهندة ومنار لحين عودتهم.. فتح يزيد باب سيارته فجذبه مالك بغضب: الا بتعمله دا غلط يا يزيد حقنا هيرجع بس بالعقل.
رفع عيناه عليه قائلا بسخرية وهو يهم بالجلوس بالسيارة: خليلك العقل دا وبالفعل أغلق باب السيارة وأنطلق بسرعة كالرعد، زفر مالك بغضب شديد فصعد بسيارة سيف على الفور ليلحق به...
بالقصر.. وبالأخص بغرفة طارق كان يبكى بقوة على سجادة الصلاة، يبكى بخشوع وهى يشكو لله وجع قلبه، يتحدث بصدق فكيف له بالكدب على الملك المطلع على القلوب...
بكى وهو يخبر ربه بأنه لم يتعمد أن يفعل ذلك، بكى كثيراً وهو يخبره بأنه كان يتمنى فرصة واحدة ليصحح بها أخطائه معها، نعم يعلم بأنها ستكرهه كثيراً فكيف لفتاة أن تمنح فرصة لحب مغتصبها ولكنه كان سيبذل قصار جهده ليعلمها ببرائته وأنه لم يتعمد أن يفعل لها ذلك.. ربما لا يعلم بأن فرصته على بعد أميال منه، تبكى بحرقة هى الأخرى وهى بأنتظار مصيرها المجهول...
وقفت بعد معانأة وتوجهت لباب الغرفة المظلمة كالقبر تطرقه بقوة وضعف ولكن هيهات لم يستمع لها أحداً.. جلست أرضاً تبكى بقوة وهى تحتضن جنينها بخوف بعدما علمت بخطتهم ببقائها على قيد الحياة حتى تنجب لهم وريث عائلة نعمان كما أستمعت منهم، رفعت بسملة عيناها للسماء قائلة بدموع العجز: يارررررررب.
تعالت شهقات بكائها وهى ترجو الله بأن يشعر بها احداً ويحررها من هنا بداخلها آنين مدعوس بلا رحمة، لم يبالى احداً بها كأنها خلقت للعذاب والجراح من الجميع ربما لو إستمعت لدعاء من فعل ذاك لعلمت بأن هناك أمل بحياتها الدعوسة.
بمكتب القصر الخاص بنوال صاحت بغضب: يعنى أيه أتقتلوا! أجابها الحارس الذي تفقد المكان: زي ما بقول لحضرتك والغريبة أن البنات كويسين مش حصلهم حاجة أجتازت الصدمة أواصرها فخرج صوتها بزهول: يعنى أيه؟! مالك ويزيد هينتصروا علياا!
أتاها الرد الساحق حينما إستمعت لصوتٍ قوى للغاية فخرجت للشرفة لتفزع بشدة حينما رأت يزيد يعبر الطريق بسيارته غير عابئ بالباب الخارجى الذي تحطم أمامه كأنه ورقٍ هاش، هبط من سيارته وهو كالبركان من يقف أمامه مصيره المدمر يحفر بيد الغول، وقفت سيارة سيف بالخارج فهبط مالك لينضم له سريعاً ليشكل حلف قوى... لكم مالك الحارس بقوة قائلا لمن يقف جواره: مفيش فايدة فيك.
صدد يزيد اللكمات قائلا بسخرية دون النظر إليه: دا سؤال ولا إجابة أطاح مالك بمن تعمد أن يأذي رفيقه بسلاحٍ حاد قائلا بغضب وعيناه على المعركة كالصقر: أعتبره الأتنين لما أشوف أخرة عصبيتك دى أيه؟ أنضم لهم سيف بأن توالى مهمة الحرس فدلفوا للقصر الداخلى.. ولجت نوال لغرفتها فجذبت السلاح وبداخلها عزم لأنهاء حياتهم..
فتحت باب الغرفة وتوجهت للهبوط فتفاجئت بأحداً ما يجذب السلاح منها رفعه يزيد أمام عيناها ثم قبض قبضته بقوة أفتكت بالسلاح لتحطمه كالزجاج المتهشم، نعم أنقبض قلبها فهى تعلم قوة يزيد على عكس مالك المتحكم بأستخدام قواه أن ارد.. تراجعت للخلف بخوف شديد وهو يقترب منها بملامح تشبه درجات الجحيم..
جلس مالك على الأريكة وضعاً قدماً فوق الأخرى، وضعاً سماعات الهاتف بآذنيه يدندن مع الموسيقى حينما ينهى الغول مهمته، أقترب منها يزيد ليخرج صوته أخيراً قائلا بصوت ليس له مثيل: 24ساعة لم تفهم ما يقوله الا حينما أكمل حديثه بتحذير دي مدتك هنا فى مصر ساعة زيادة وأوعدك أنك هتقضى الا فاضل من عمرك فى الحبس.
إبتلعت ريقها بخوفٍ شديد ونظراتها تتعبئ بالحقد الدفين لهم، رفع يزيد يديه أمام عيناها قائلا بتوعد: لو فاكرة أن الا عملتيه النهاردة دا هيكون تهديد ليا أو لمالك تبقى متعرفيش مين يزيد نعمان المدة الا معاكِ أعتبريها فرصة لنجأتك من الموت الأختيار ليكِ وتركها ورحل فأنتبه له مالك ليخرج سمعته من آذنيه ويلحق به فأستدار قائلا لها بأبتسامة لا تليق سوى به: أه نسيت ياريت لم تغيرى نوعية الحرس بتوعك خرعين أوى.
ورفع يديه بدرامية: سلام يا عمتى قالها بسخرية وغادر لتعلم الآن بقوة عدوها..
تلقى يزيد رسالة نصية من الحرس الخاص به بمعرفة مكان بسمة، فأبدل مسار سيارته للمكان المحدد بهاتفه أما سيف ومالك فعادوا للمشفى مجدداً...
، أمام الموج الهائج كانت تجلس تلك الفتاة، تجلس بحزن ليس له مثيل، دموعها تنسدل بقوة وحرارة ملتهبة. تجلس منذ ساعات طالت بتفكير إلى أين الذهاب؟، لتجد أن جميع الأجابات لسؤالها بعيداً عن المنزل المخيف الذي قتل به أحلامها وعائلتها، أنقضى الوقت ليتطرق تفكيرها به لتشعر بدقات قلبها المنغمسة بدون تحكم منها بعشق الغول المخيف...
أخفضت عيناها بقوة تبتلع غصات مريبة ودمعات قاسية، فتحتهما بصدمة حينما أستمعت لصوت من يجلس جوارها وعيناه على المياه بتحدى مخيف قائلا بهدوء لا يتناسب معه: شايفه دا الحل؟ رسمت بسمة من وسط دمعاتها لتخالف ظنونها بالأستياء لوجوده، لم يزيح عيناه من على أمواج البحر الهائج كمحاولة للتحكم بأعصابه.. رددت بهمسٍ قاتل له، يزيد.. أغمض عيناه ليتحكم بخفق القلب على نغمات إسمه المتردد من عسل شفتاها..
أكمل حديثه بثبات: سبتى القصر ليه؟ وضعت عيناها أرضاً بدموع ^ لانه مش مكانى ولا هقدر أكون فيه وأشوف الا دمر أختى قدام عيونى أزاحت دموعها قائلة ببسمة سخرية: كنت فاكرة أنى هنتقم من الكل بس تفكيرى كان غلط مش فاضل غير حاجة واحدة بس عشان أبعد عنك وعن عيلتك للأبد مازالت عيناه تتحاشي النظر إليه وتتفحص حركة المياه ليخرج صوته بهدوء: حاجة أيه؟ جاهدت لرسم اللامبالة على وجهها قائلة بتصنع أنك تطلقنى.
أجابها ببرود قاتل: لما ترجعى القصر معايا هحضر أوراق الطلاق وتركها وصعد لسيارته تاركاً باب السيارة على مصراعيه بأنتظارها، صعقت وظلت محلها تتأمله بعين تكاد تتسع من صدماتها، لم تجد يوماً ضعيفة كم هى اليوم، أزاحت دموعها بكبرياء ولحقت به بخطى ثابت للسيارة... ما أن صعدت حتى أنطلقت السيارة كسرعة البرق للقصر...
بالمشفى.. دلفت تقى مع والدتها فتخشبت محلها حينما رأت سيف يجلس جوار منار ويقدم لها المياه. عادت الغيرة لتخترق قلبها من جديد، حزنت منار من رؤية نظراتها فهى تعلم السبيل بها... ما هى الا ثوانى معدودة حتى دلف محمود ومعه ليان ووالدته حينما علموا بما حدث...
توقف قلبه عن النبض فشعر بها وبوجودها بالغرفة أستدار سريعاً ليجدها تقف أمامه بفستانها الوردي لتخطف ما تبقى من ريعان القلب فيصبح مهوس بها، خجلت من نظراته فحاولت التهرب منه حينما جلست على أقرب أريكة.. أقترب محمود من الفراش قائلا بلهفة وخوف أتضح للجميع: فى أيه يا مالك أيه الا حصل؟ ومنار كويسة؟ وضعت عيناها أرضاً بخجل فأجاب سيف بأبتسامة ساحرة: زي مأنت شايف هى بس بتدلع قبل الخطوبة حقها ياعم.
تطلعت تقى لهم بعدم فهم فشاركهم مالك المرح: ايوا بالظبط كدا يا حودة هى والبت شاهندة أتفقوا يعملوا المقلب دا أعتدلت شاهندة بجلستها قائلة بتعب: أيه دا هو أنت العريس! تعالت ضحكات الجميع فأجابها محمود بسخرية: والله على حسب شريف: على حسب أنك متزوج ولا مطلق؟! فهتشيل الليلة تعالت الضحكات فأقتربت ليان من منار قائلة بهدوء ورقة: ألف سلامه عليكِ يا منار إبتسمت بسعادة وهى تحتضنها: الله يسلمك يا ليو.
سماح بعدم فهم: هو فى حد هيتجوز! تطلع مالك لليان ومحمود لمنار وسيف لتقى فأنفجر الجميع ضاحكين. أشار مالك على ليان قائلا بهيام: دى ليان أعتبريها خطبتى لحد ما نعقد القران الأسبوع الجاى سعدت سماح وأقتربت منها بفرحة: ما شاء الله أيه الجمال دا رفع مالك يديه على كتف سماح قائلا بهيام: دا كان حالى أول ما شوفتها محمود بغضب مصطنع: أرجوز أنا صح شريف بتأييد: لسه واخد بالك.
تعالت ضحكات فاتن وسماح فأقترب سيف من تقى قائلا بنظرة لم تتيقن من فهم شفراتها ؛ أنا من رايي نعمل الفرح على طول وفى يوم واحد تطلع محمود لمنار بتأييد ؛ وأنا معاك سيف بثبات: طب والغول تأفف محمود قائلا بغضب: أفتكرلنا سيرة عدلة تعالت ضحكات الجميع فأخبرهن مالك بالعودة للقصر بعد الأطمئنان على شاهندة..
بالقصر دلفت لغرفة مكتبه بقلبٍ مرتجف فجلس على مقعده يخرج من الخزانة عقداً ثم قدمه على المكتب الخاص به بأنتظارها أن ترى ما به.. جلست على المقعد أمام عيناه بأرتباك وحيرة مما تريده ويريده ذاك القلب.. قدم لها الورقة فسحبتها بأصبع مرتجفه وعين تلمع بالدمع وهى تتفحص ما بها.. تحاشي النظر إليها فقالت بسخرية مكبوتة بالبكاء: كنت مجهز العقود.
رفع عيناه عليها فتعلق الصمت به آلى أن قطعه قائلا بثبات ؛ حبيت أريحك من اللعبة الا بترسميها علمت الآن لما عاصفة عيناه الجامحة، جذبت الورقة ووقعتها سريعاً ثم توجهت للخروج ولكنها توقفت ولم تستدير قائلة بصوت منكسر: مكنتش لعبة يا يزيد أنا حبيتك بجد وقبل ان يستوعب كلماتها رحلت من أمام عيناه، تركت قلبها يعانى وتوجهت للخروج.. إبتسم يزيد بفرحة ومزق الورقة لتصبح فتيل من الوريقات... بالخارج.
رفعت يدها لتفتح الباب الداخلى للقصر فربما لم يعد أمامها سوى أخر لتجد يداً ممدوده على يدها فأستدارت لتجد عيناه مقربة منها.. إبتلعت ريقها بأرتباك من قربه المهلك لها، تطلع لها بصمت تاركاً نظرات عيناه تفترس ملامحها، حملها بين ذراعيه وهى تتأمله بصدمة وهو يتوجه لغرفته... حاولت الحديث ولكن تخلت عنها الكلمات، هبطت سريعاً وهى ترمقه بضيق: لسه عايز أيه؟!
إبتسم وهو يقترب منها هامساً جوار أذنيها بصوته الرجولى العميق: عايزك أنتِ يا بسمة تطلعت له بصمت قطع بدموعها: بس خلاص أحنا أتطلقنا وأنا وقعت العقد رفع يديه يلامس وجهها فأغمضت عيناها بقوة كأنها تقاوم طوفان العشق الذى يجذبها بقوة بعالم خيالي معبئ بعشقه، ليخرج صوته بثبات مريب: بس أنا موقعتش.
مرر عيناه على قسمات وجهها ليلتمس عشقه المكنون بين جفون العينان، لم يحتمل رؤية دموعها حتى وأن كان سببها عاصفة الأشتياق فقربها لصدره لعلها تستمع لنبضات القلب المتمرد على عاصمة الغول، رفعت يدها وهى كالمغيبة تشدد من أحتضانه بقوة أنتهت بعودتها للواقع فتراجعت للخلف بخجل شديد، جذبها بقوة لتتقابل مع عيناه قائلا بخبث: كان أبسط حلمى نتخطب نطلع متجوزين تلون وجهها بلون يصبح وصفه فقالت بأرتباك: يزيد.
أقترب منها أكثر فحاولت الهرب ليحاصرها بين ذراعيه قائلا بعشق وهو يهمس جوار أذنيها بصوتٍ منخفض: بعشق أسمى لما بتنادينى بيه أغمضت عيناها كمحاولة فاشلة لكبح خجلها ولكنه تضاعف رويداً رويداً.. إبتعد عنها بنظرات تحاولت لغضب مفاجئ لها ليجذبها من معصمها بقوة ألمتها قائلا بصوتٍ غاضب: لو حاولتى تبعدى عنى تانى تصرفي مش هيعجبك يا بسمة أنتِ متعرفيش عملتى فيا أيه.
أنهمرت الدموع من عيناها قائلة بحزن: كان غصب عنى يا يزيد مش قادرة أنسى الا حصلها.. رفع يديه يجفف دموعها قائلا بتفهم: مش هطلب منك تسامحيه أو هبررلك الا عمله تانى بس الا أقدر أوعدك بيه أن حقك هيرجعلك وفى أقرب وقت يا بسمة ومتنسيش أنك زوجة يزيد نعمان.
جذبها لأحضانه مجدداً لتنعم بالآمان بين أنفاسه فسكنت لتشعر بأن الراحة تسللت لقلبها، حملها يزيد للفراش وتمدد جوارها ليحتضنها بقوة وسعادة بأنها صارت زوجته، أنغمس تفكيره بنوال ووعيده لها بالهلاك يتضاعف..
حمل مالك شاهندة لسيارته ثم أستدار بجسده ليراها تتوجه لسيارة محمود مع فاتن، خطف نظراته لها كأنه يودعها للقاء الغد القريب لتصبح ملكه هو... صعدت تقى بسيارة سيف وسماح مع مالك ومنار لتذهب معهم للقصر.. ألتزمت تقى الصمت طوال الطريق حتى أن شريف أستدار بوجهه قائلا بمزح: وحدوووه فى أيه ياخونا طالعين ميتم!
رمقه سيف بحدة وأكمل طريقه قبل أن يقتلع رقبته فرسم الخوف قائلا بسخرية: عليك بوز ياساتر مش عارف البت دي هتتجوزك أزاي؟ لم تتجادل معه كالمعتاد، الصمت مخيم عليها مما أثار قلق سيف.. وصلت السيارة أمام العمارة بعد أن أخبرت والدتها بأنها ستظل الليلة هنا.. صعدت للأعلى ومازال الصمت رفيقها حتى أسرع خلفها سيف قائلا بصوت متقطع من الركض: تقى أستدارت لتجده يقف أمامها فتطلعت له بأهتمام ليكمل هو حديثه: مالك؟!
تهربت من نظرته لتخفى دموعها فجذب مفاتيح شقتها وجذبها للداخل قائلا بلهفة: مالك يا تقى فى أيه؟ لم تجيبه وتساقطت دموعها بغزارة فسترسل حديثه بتفكير: شريف زعلك فى حاجة؟ أشارت برأسها بمعنى لا فأكمل بلهفة: طب قوليلي مالك! رفعت عيناها تتأمله بصمت كير من آنين كلماتها: لسه بتحب منار يا سيف؟ تخشبت نظراته عليها فكيف تعلم بذاك الأمر، ظل الصمت هو السائد عليه لتعلم الآن بأن قلبها ليست له السكينه..
أقترب منها سيف ونظراته تتأملها ليقطع حديثه بثقة: لا يا تقى رفعت رأسها بدهشة ليكمل هو بهدوء: منكرش أنى كنت بحبها بس دلوقتى مينفعش : ليه؟! قالتها وهى تقترب منه فأكمل بهدوء وتفهم لحالتها: لأن مينفعش يا تقى هى بتعتبرنى أخوها وأنا لازم أشوفها كدا ثم أكمل بضيق: وياريت بلاش تتكلمى فى الموضوع دا لأنه أنتهى من زمان وتركها وغادر لشقته... بالأسفل.
صعد شريف وهو يحمل الحقائب الخاصة بسيف بضيق شديد متمتم بغضب: أركن العربية وهات الشنط يا شريف شغال عند أبوكم أنا ثم زفر بضيق: منك لله يا سيف حاطط أيه فى الشنط دي حديد! دانا حتى مش شايف السلم.
جاهد شريف للصعود أولى الدرجات المودية للمصعد فحمد الله حينما وصل بعد مشقة مزرية من وجهة نظره، فتح باب المصعد ثم ألقى الحقائب والكرتون بشكل عشوائي كمن يحنل قنبلة موقودة ويلقيها بعيداً عنه ليستمع لصراخ يأتى من الداخل، ولج للداخل بصدمة وهو يزيح الكرتون والحقائب ليرى من تنظر له بغضب ليس له مثيل صاحت بعصبية شديدة: أنتِ أعمى ولا غبي؟ رفع يديه بتفكير: وأيه الفرق بين الأتنين فى الأخير شتيمة صح.
زفرت بغضب: لا شكلك مجنون أغلق شريف باب المصعد قائلا بأبتسامة واسعه: الله يحفظك نظراتها كفيلة بنقل غضبها الشديد له فوقف بالداخل يتأملها بصمت لتصيح بسخرية ؛ هو هيطلع لوحده ولا منتظر شحنة بنزين! أجابها بعدم فهم: هو مين؟! رفعت يدها على وجهها كمحاولة لكبت غضبها ثم ألقت الحقائب والكرتون وتوجهت للأئحة تحركه فقال بأبتسامة واسعه: لا زكية والله.
حمدت الله بأن المصعد وصل للطابق المطلوب ثم حملت الحقيبة الخاطئة وتوجهت للخروج قائلة بغضب شديد: Stupid، ( غبي) إبتسم شريف بسعادة: الله يحفظك ياررب دى بين البت وقعت يالا أنضمى لضحايا شريف النمس وأغلق باب المصعد بأبتسامة تسع ملايين الوجوه أما هى فرفعت يدها تدق الجرس بجنون كالمعتاد لها.. فتح الباب ليجدها تقف أمامه فردد بصدمة: جاسمين؟! أرتمت بأحضانه بصراخ: فرراااس وحشتنى أووى.
أبعدها عنه قائلا ببسمة هادئة لا تليق بسواه: أيه المفاجأة دي؟ دلفت للداخل قائلة بغرور: هات الشنط وجلست على الاريكة تزيح حذائها الضيق فوجدته يستند بجسده العمالق على باب الشفة ويديه على صدره بعين جعلتها تهرول للخارج فجذبت الحقائب للداخل... أغلق باب الشقة وجلس أمامها قائلا بستغراب: مقولتليش ليه أنك نازلة مصر؟ إبتسمت بسعادة: قولت أعمالهالك مفاجأة بس الحيوان الا قبلته دا شقلب المود خالص.
ضيق عيناه الساحرة بستغراب: حيوان مين؟ قالت بأنفعال: معرفش واحد غبي فى نفسه كدا أرتفع صوت ضحكاته قائلا بسخرية: ميعرفش أن ملكة المغرب هنا بنفسها كان المفروض أظهرلها أحترام اكبر رمقته بنظرة مميته ثم ارتدت حذائها قائلة بغضب: تصدق أنى غلطانه أنى سبت أخويا وقولت فراس حنين عليا منه ومش هيأخدنى تريقة زيه لكن كنت غلط أنت وهو واحد وهتفضلوا كدا لحد ما تتكلوا على الله ونرتاح منكم أنتوا الأتنين.
جذبها من تالباب فستانها بغضب: مين دا الا يتكل يا بت! قالت برعب: مراد مش أنت وبعدين مش عيب تمسك أختك الصغيرة المسكة دى تطلع لها بتفكير ثم تركها قائلا بتحذير: طب بصى يا حبيبتى أنا هستحملك هنا لحد ما مراد ينزل مصر ويرجع يشغل شركاته والفيلا من جديد بس لو عقلك دا وزك شمال ولا لمين أنك تعملى كوارث زي ما كنتى بترتكبيها فى المغرب هوريكِ أيام مشفتهاش مع أخوكِ نفسه فهمتى.
إبتلعت ريقها بخوف وهى تشير له بالتأكيد فجذبها من تالباب الفستان مجدداً: ولا تقوليلي هتجوز ملك المغرب ولا رئيس مصر فهمتى يا حلوة أجابت بصوتٍ خافت: ورحمة أبوك وأبويا فهمت دانا حتى وأنا جاية مفكرتش أتكلم مغربي بتكلم مصري وبقول بدل ما يتنصب عليا ولا حاجة دانا حتى جايبالك معايا الأكل المغربي الا بتحبه وكمان جبتلك... رفع يديه على شعره ليتحكم بصداع رأسه ليصيح بهدوء مخادع: شايفة الأوضة الا ادامك دي.
إبتلعت باقى كلماتها: أه شايفها مالها؟! صاح بصوتٍ كالرعد: تخدى شنطك وأكلك ومشفش خلقتك غير تانى يوم زي دلوقتى ما ان أنهى كلماته حتى هرولت للداخل سريعاً وأغلقت الباب بسرعة اكبر.
بالقصر وضعها بحرصٍ شديد على الفراش فجلست منار جوارها... أتى يزيد ليراها بعدما تركها غافلة على فراشه قائلا بقلق: ها يا شاهندة أخبارك دلوقتى حركت قدماها ببعض التعب: الحمد لله يا يزيد مالك بأبتسامة هادئة: بقيت كويسه يا يزيد أطمن وبعدين أنت كنت فين؟ جلس جوار شقيقته: بعدين يا مالك أشار برأسه بتفهم وهبط للأسفل تاركه مع شقيقته.. . بقصر نوال صاحت بغضب وجنون: ماشي يا يزيد فاكرانى بتهدد.
وأخرجت هاتفها برقم طارق وبسمة الأنتقام مازالت تتسع ربما لا تعلم بأن النهاية قريبة للغاية وعلى يد أقرب شخص لها.
بغرفة طارق صعق من الرسالة الذي تلقها فهرول لسيارته بسرعة جنونية ليلقى مصير مجهول ربما بداية بقلب مجري حياته أو عاصفة ستدمره.
بحديقة القصر.. هبط يزيد وعيناه تبحث عن مالك صعق حينما رأه يتمدد على المياه والأمطار الغزيرة تهبط بحرية على جسده العارى، الهاتف بيديه يستمع لصوتها بعشق مالك بعين مغلقة: سمعتك بتنادينى لم تشعر بنيران وجهها فكيف تخبره بأنها ترى ظله أمامها ليخرج صوتها بأرتباك: هناديك أزاى؟ وفين؟! فتح عيناه ليرى القمر أمامه: أحساسى يا ليان ومش ممكن يكون مش صح.
تمنت الأرض تبتلعها، صوته يحجرها بعاصفة من نيران وعشقه موقدها آبتسم قائلا بصوتٍ يكاد يكون مسموع: نفسي أشوفك دلوقتى خجلك وصلى حتى على الفون مش لأن الروح واحدة والقلب واحد لأن العشق مرتبط بأسمك وأسمى يا ليان لم تعد تحتمل كلماته حتى مشاعرها كشفتها أمامه أغلقت الهاتف سريعاً فأحتضنه وأغلق عيناه ليراها أمامه أفاق على صوت يزيد الواقف على الدرج قائلا بسخرية: مجنون والله مجنون مش حاسس بالبرد دا.
وقف على الحاجز المعبئ بالمياه قائلا بصوت مرتفع: هحس أزاى؟! بس تصدق صح الجنان حل برضو ضيق الغول الوسيم عيناه بعدم فهم ليرى مالك يستسلم للهواء بأن ألقى نفسه من أرتفاع شاسع ليقع باعماق المسبح فصرخ به: بتعمل أيه يا مجنووووون حارب المياه وصعد على وجهها قائلا ببسمة هادئة: بثبتلك انى أتجننت رسمى ولازم تتصرف وتجوزنى بكرا قبل بعده.
أقترب منه ليجلس على المقعد المجاور له قائلا بتفكير: والله بعد الا شوفته دا هجوزك وأمرى لله بس بعد أما أخلص موضوع نوال دي خرج من المياه مرتدياً المنشفة على خصره: هو بعد الا حضرتك عملته لسه موضوعها مخلصش وضع قدماً فوق الأخرى مستنداً بظهره على المقعد: بالعكس دا أبتدى عمتك صعبه ومش هتسكت والا كانت ناوية تعمله مع منار وشاهندة قرب نهايتها خلاص مفيش صبر عليها بعد كدا.
تذكر مالك شيئاً هام فصعد للاعلى مسرعاً ليثير شك يزيد: رايح فين؟ اجابه بثبات زائف: حسيت بالبرد هغير هدومى صاح بسخرية: هو أنت لابس عشان تغير! وتركه وصعد للاعلى هو الأخر ليجد حوريته تغط بنوماً عميق.. جلس جوارها يتأملها بعشق ليقرر هو الأخر بأنه سيعمل على حفل زفاف ضخم ليعلن للجميع من هى زوجة يزيد نعمان.
بمنزل فراس تعجب فراس من دقات الباب فالوقت صار متأخر للغاية.. أرتدى قميصه وخرج والنوم مسيطر على وجهه ففتح الباب ليتخشب محله حينما رأى مالك أمامه ونظراته الغامضة تفترس وجهه.
بغرفة مظلمة للغاية كان مقيد وعيناه مغلقة بوشاح أسود اللون، هى أمامه مباشرة، نعم من فتك بها وتمنى ان يفعل المحال لينال العفو أمامه، من حطماها وكسر أمالها أمامه، ترأه بعيناها فتختذل البكاء بآنين مكبوت ببكاء فهى مقيدة ومكممة فتركت لها نوال حق الرؤيا لترى من خرب حياتها أمامها...
أقتربت منه نوال وأزاحت الوشاح من على عيناه ليرأها أمامه نعم هى من تمنى من الله أن تكون على فيد الحياة ولو دقائق معدودة يعتذر بها عما بدر منه ويوضح لها عن برأته وما حدث له فربما الآن سيواجه الموت معها وربما هناك لائحة أخرى مجهولة ليحميها من الموت.
رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثاني عشر
شوق ولقاء جذبت الوشاح الأسود من على عيناه، فأغمض طارق عيناه بسرعة كمحاولة بالأعتياد على ضوء الغرفة ولكن تحاولت نظراته لصدمة كبيرة للغاية حينما رأها أمامه نعم هى الفتاة الذى أنهى حياتها دون شفقة أو رحمة منه، هاوت دمعة هاربة من عيناه وهو يتأمل بطنها المنتفخة ونظراتها الغريبة بعض الشيء...
أستدار بوجهه أخير تجاه صوتٍ لا طالما أبغضه كثيراً، ليجدها تجلس على المقعد بمنتصف الغرفة المظلمة بعض الشيء ولجوارها رجال لعناء كحالها... رفعت قدمها فوق الأخرى وهى تتأملهم بنظرة صعب وصفها ليخرج صوتها بابتسامة واسعة: مش قولتلك مفاجأتى هتعجبك، أنا أتراجعت فى قراري بقتلها على أخر لحظة لما عرفت أنها حامل لا وكمان فى الشهر السابع يعنى البيبي موهل للولادة ودا فى حد ذاته ضربة حظ ليا.
إبتلعت بسملة ريقها بخوف شديد على عكس طارق نظراته كانت بعدم فهم لتسترسل نوال حديثها بهيام: تخيل كدا لما أخلص عليكم كلكم واحد واحد وميبقاش حد فى عيلة نعمان غير الطفل دا وأنا معاه يعنى الثروة والأملاك دى هتكون تحت إيدى خرج صوته أخيراً قائلا بغضب مميت: أنتِ مش معقول تكونى بنى أدمه تعال صوت ضحكاتها قائلة بتأييد: بالظبط كدا.
ثم أقتربت من بسملة وأنحنت لتكون على مستوى قريب منها فرفعت يدها على بطنها المنتفخة: متقلقيش وأنتِ جوا فى العمليات هخلى الدكتور يخلص عليكى مش هتحسى بحاجة حاولت الزحف للخلف للنجاة بجنينها ولكنها لم تستطيع، أشارت نوال لرجالها قائلة بأبتسامة تسلية: أطلبوا الدكتور دا حالا العملية هتم هنا.
وبالفعل خرج الرجال ليجلبوا الطبيب كما أخبرتهم وتبقت هى تنظر لها نظرة غامضة ليخرج صوت طارق الغاضب: عارفه لو جيتى جامبها وقسمن بربي لأنسى أنك عمتى وأدفنك هنا.
تعالت ضحكاتها لتقترب منه وتجذب اللاصق فوضعته على فمه ليكف عن الحديث ثم أقتربت منها مجدداً وحررت معصمها ثم ناولتها سلاح بيدها وعاونتها على الوقوف قائلة بعين تشبه الحية: أنتِ كدا كدا هتموتى مفيش أختيارات تانية بس أنا عندى أختيارات أنك تموتى بقهر على الا أغتصبك ووصلك لهنا ولا تموتى وأنتِ أخدتى حقك منه..
لمعت عيناها بستسلام من تلك الحياة فتركتها نوال وخرجت من الغرفة وهى على ثقة كاملة بأنها ستنهى حياته...
وقفت وهى تنظر للفراغ تارة وللسلاح بيدها تارة أخرى، دموع طارق على تلك الفتاة التى تعانى بقوة فوق طاقتها جعلتها تنظر له بنظرة غامضة، رفعت السلاح والدموع تشق وجهها لا تعلم ما هو المصير المحتوم عليها، هل ستسمح لهم بقتلها بتلك الطريقة البشعة، مصير مرعب لها بعد دقائق، رفعت السلاح على رأسها ودموعها تهوى بلا توقف..
حاول طارق التحرر من القيود التى تحكم يديه ولكن لم يستطيع فرفع يده بعد عناء يزيح ما يكمم فمه ليخرج صوته الصريخ: لا أوعى تعملى كدا لم تستمع له فنظراتها كفيلة بتحويله لرماد، خرج صوته الحزين قائلا بنبرة جعلتها تستمع له: طب السلاح فى أيدك خلصى عليا أنا لو تحبي بس بلاش تعملى كدا إبتسمت بسخرية ليستمع لصوتعا لأول مرة: هيفيد بأيه مأنا كدا كدا هموت يبقا أموت بالطريقة الأسهل بالنسبالى.
قاطعها بغضب: مش هيحصل صدقينى تطلعت له بصمت نقل له كمية الكره التى تكنه له ليسترسل حديثه: مش هبرر الا حصل ولا هقول أنى مظلوم بس أرجوكِ أدينى فرصة أحميكِ وأخرجك من هنا إبتسمت والدمع معاكس لها: وأيه الا يخلينى أثق فى إنسان زيك وضع عيناه أرضاً بحزن ثم رفعها بأستسلام ؛ للأسف الا عملته ميدكيش الثقة فيا بس زي ما قولتى كدا كدا هنموت هنا يعنى مش هتفرق حاجه لو حررتينى.
وضعت السلاح على الطاولة بتعب بدا بتسلل عليها فأقتربت منه بخطى بطيئة للغاية لتقف أمام عيناه بتفكير لما ستقم به ولكن لم تجد ذاتها سوى وهى تحرر قيده، دموعها تنهمر بقوة فلم تعد ترى الصواب بما تفعله تمزق قلبه وهو يرى الحالة التى هى بها ولكن بداخله سعادة كبيرة لرؤيتها على قيد الحياة حتى أنه قسم بأنه سيتخطى المحال لأخراجها من هنا.. إستمع لصوت خطوات قدم تقترب منهم فتلون وجهها بخوف ليس له مثيل..
أسرع طارق للسلاح على الطاولة يتفحصه بعناية فتفاجئ بالخزانة الفارغة فليس بها سوى طلقة واحدة، طارق السلاح بجيب سراوله البنى ثم أسرع لباب الغرفة ووضع خلفه مقعدان وطاولة لتمنحه فرصة لكشف محتويات الغرفة..
كانت بسملة تتطلع له بصمت لترى ماذا سيفعل فأستمعت لصوت الرجال بالخارج يطالب من يحرس الغرفة بأن يفتحها لأن الطبيب قد حضر وبأنتظارها ليخرج الجنين، أرتجف جسدها تحت نظرات طارق المتفحصه فأقترب منها وهى كالمتصنمة محلها وهو بحالة لا يرثي لها بين التقدم والتراجع فمازال هو الشيطان اللعين بالنسبة لها، حاول الرجل الدلوف للغرفة ولكن شيئاً ما كان عائق له، فحاول مرراً بمساعدة زميله ليصدر الباب صوتٍ قوى أعاد طارق لوعيه فأسرع يبحث عن مخرج من الغرفة ليتفاجئ بباب جانبي صغير الحجم، حاول فتحه ولكنه لم يستطيع...
كانت تقف على مقربة من الباب الواشك على الأنهيار فجذبها طارق بقوة وأسرع للباب الجانبي فرفع قدميه بقوة حطمت الباب بعد عدد من محاولته التى باتت بالنجاح.. جذبها طارق للداخل سريعاً ثم أغلق الباب وهو يبحث بعيناه بأى مكان هو.. جذبها برفق وتوجه للدرج ثم تركها بمنتصفه وهبط سريعاً يتفحص بعيناه الطابق السفلى فوجد عدد من الرجال، صعد سريعاً وجذبها للأعلى ليبتعد عن المكان سريعاً قبل أن يراه أحداً..
بمنزل فراس جلس مالك والصمت يخيم على ملامح وجهه بأحتراف، فجلس فراس يتأمله بستغراب لوجوده بوقتٍ هكذا.. أخرج من جيبه كاميرا صغيرة الحجم ثم وضعها على الطاولة فجذبها فراس قائلا بستغراب: دي أيه؟ وضع مالك قدماً فوق الأخرى قائلا بثبات لم يغادره بعد: دي الكاميرا الا كان المفروض هتسجل الا هيحصل أعتدل بجلسته قائلا بثبات هو الأخر: غريبة أنها مش فى أيد الشرطة!
إبتسم مالك بسمته الغامضه ليعلم فراس بأن نفوذ مالك ليس لها حد، رفع مالك الكاميرا يتأملها بنظرة خاطفة للأنفاس وهو يتأملها: الا فى الفيديو بطل خارق بينقذ بنتين من أربع رجالة أوساخ دا فى المطلق العام لنظرة أي شخص إبتسم فراس لتأكده بأن مالك ليس كما وصفته نوال بل فاق تجاوزت العقل، خرج صوت فراس أخيراً: ومن نظرتك انت!
رفع عيناه الغامضة يدرس تعبيرات وجهه لينهيها قائلا بصوت مصاحب لثقة كبيرة: شخص ضميره رجعله ومحبش يخسر مبادئه حتى لو هيتمرد على الرجالة بتاعته إبتسم فراس: توقعى بذكائك فاق الحد مع تعديل بسيط أنهم مش رجالتى عموماً مش هتفرق كتير لأن عدونا واحد ضيق مالك عيناه لتفكير ليكمل فراس بعين تحمل الوعيد: نوال تجاوزت حدودها والا عملته من تسعه وعشرين سنة كبير مالك بهدوء: ليه التاريخ دا بالذات.
إبتسم بآلم وهو يقص عليه قصته الغريبة..
صعد طارق وهى معه للطابق الأعلى فدلف لأحد الغرفة وهو يشير لها بالصمت بعدما جذب مفتاح الغرفة.. ردد بصوتٍ هامس: خاليكِ هنا ومتعمليش أي صوت أنا هقفل عليكِ من برة بالمفتاح ملامح الخوف أحتلت وجهها فأخبرها بثبات: متقلقيش محدش هيأذيكِ.
وتركها طارق بعدما أغلق الباب من الخارج وشرع فى هجماته عليهم واحداً تلو الأخر إلى أن جذب أحداهما لأحد الغرف وأخرج من جيبه الهاتف الخاص به ثم ادخل رقم يزيد بسرعة كبيرة...
بالقصر.. كان يجلس على مقعده بشرود بالخطة المحكمة التى وضعها فأخرجه من شروده صوت هاتفه برقم غريب أثار فضوله فرقمه خاص لا يعلمه سوى القريب منه كعائلته.. رفع الهاتف لينصدم مما أستمع إليه فتخل عن مقعده مردداً بصدمة: أيه؟ طب قولى أنت فيييين؟ يعنى أيه متعرفش؟ خلاص أسمعنى أختفى من أدمهم وأنا مش هتأخر عليك متقلقش يا طارق مش هسيبك.
وأغلق يزيد الهاتف وعيناه كالجمرات النارية ليخرج من خزانته سلاحه وقد أقسم على إنهاء هذا الشر المتخفى خلف ذاك الوجه.. صعد بسيارته وهو يقودها كالطوفان فأخرج هاتفه برقم مالك ليأتيه الرد بعد دقائق..
بمنزل فراس صاح بغضب: أيه الا ودا طارق هناااك؟! يا يزيد نوال مش هبلة عشان تكون لسه فى فيلتها أكيد فى مكان تانى طب أهدأ وأنا هتصرف أسمعنى مرة واحدة فى حياتك وأتخلى عن عصبيتك خمس دقايق بالظبط وهجبلك مكانهم بالظبط وأغلق مالك الهاتف وعيناه على فراس فأقترب منه قائلا بهدوء: متقلقش أنا عارف المكان الا هى فيه بس زي ما قولتلك عايزاها عايشة لحد ما أعرف أنا مين؟
أشار براسه فجذب فراس مفاتيح سيارته ثم توجه معه لمكان يزيد ليجتمعوا عمالقة القوة ليكون هلاك نوال لا محالة له... وصلت سيارة فراس للمكان الموجود به يزيد فخرج من سيارته وهو يتأمل هذا الشخص مع مالك قائلا بستغراب: مين دا؟ فراس بأبتسامة هادئة: بعدين هنتعرف لكن دلوقتى لازم ننقذ أخوك والبنت مالك بستغراب: بنت مين؟
رفع فراس خصلات شعره المتمردة بفعل الهواء الليلي الشديد: مش وقته هتعرفوا كل حاجه المهم دلوقتى أنى هساعدكم تدخلوا لحد المكان الا فيه نوال وأنتم متخفين عشان تقدروا تنقذوا البنت هى وطارق لكن لو دخلتوا بعربيتكم نوال هيكون معاها وقت على ما معركة الحرس تخلص ودا فى صالحها هى يزيد بتأييد: كلامه صح بس هندخل ازاي؟
إبتسم فراس لمالك لعلمه قوة غضب يزيد مما سيتفوه به، أقترب مالك من يزبد وهو يخفى بسمته فرفع فراس باب السيارة الخلفى قائلا بأبتسامة متخفية: أعتقد دا المكان المناسب تلون وجه يزيد فوضع سلاحه بجيب سرواله وصعد بالخلف وأتابعه مالك... تحركت سيارة فراس تجاه ذاك المكان المنعزل فما أن رأه الحرس حتى فُتحت الأبواب سريعاً ليسهل الآن العمل ليزيد ومالك..
تعجب مالك من أستخدام يزيد لهاتفه ولكن ربما لا يعلم بأنه يضح حدود لنهاية كانت بدايتها عند تلك الحمقاء ونهايتها هو من سيضعها مثلما وعدها من قبل.
دلف طارق للغرفة وأغلق الباب جيداً ليجدها تتخفى بالداخل بخوف شديد، لفظت أنفاسها حينما رأت من يقف أمامها فكانت تظن بأنها ستلقى حتفها الأخير.. أقترب منها قائلا بصوتٍ هامس: متقلقيش يزيد ومالك مش هيسبونا هنا كتير أكتفت بأشارة بسيطة وعيناها على باب الغرفة حينما أستمعت خطوات تقترب منه..
تسلل طارق جوار الباب ليستمع حديث كبيرهم وهو يصرخ عليهم بتفتيش المكان جيداً للعثور عليهم، وبالفعل أسرع الرجال من أمامه برحلة البحث عنهم ومازال يقف أمام الغرفة فلفت إنتباهه الضوء الشارد منها.. أقترب من باب الغرفة ليفتحها فتفاجئ بأنها مغلقة بالمفاتيح ليتسرب له الشك بأنهم بالداخل.. بالأسفل... صاحت نوال بغضب: يعنى أيه مش لقينهم! أقلبوا المكان كله لحد ما يظهروا.
أنصاع لها الرجال وصعدوا جميعاً للبحث عنهم.. بالخارج.. توقفت سيارة فراس، فهبط يزيد ومالك بحذر شديد ليتسلل مالك للأعلى للبحث عن طارق ويزيد بمهمته الممته بالقضاء على الحرس بمهارته الجسدية التى نالت إعجاب فراس الذي ظن أن يزيد بحاجة للمساعدة..
أخرج الرجل سلاحه ثم أطلق على الباب الذي أنهار بسرعة البرق ليجد الغرفة فارغة.. تقدم ليبحث بعيناه لعله يجدهم ولكن الغرفة كانت بالفعل فارغة.. بالخارج عاونها مالك على الهبوط حتى طارق تمسك بها جيداً ليهبطوا معاً للأسفل بعدما عثر عليهم مالك ليكون الحما لهم من تخطيط نوال اللعين. بعد دقائق معدودة تمكن يزيد وفراس ومالك وطارق من أنهاء تلك المعركة ليقع جميع الحرس جثث هامدة... الداخل..
زفرت بملل فأخرجت هاتفها لترى ماذا هناك؟ لتجد الهواتف تلقى أمام عيناها لتحل الصدمة ملامح وجهها حينما رأت يزيد نعمان يقف أمام عيناها حتى مالك هو الأخر... يزيد بسخرية: الرقم الا بتحاولى تطلبيه خارج نطاق الدنيا شاركه مالك حينما قال بمكر وهو يقترب منها: مش قولتلك يا عمتى تغيرى الحرس الخرعين دول! صاحت بغضب: أنتوا دخلتوا هنا أزاي!
تعالت ضحكات يزيد قائلا بلا مبالة: مش مهم المهم أن نهايتك خلاص بقيت محدودة لم تفهم كلماته الا حينما أخرج سلاحه ووضعه أمام وجهها... ترتجعت للخلف بخوف شديد فلم تظن بأنهم سيتمكنوا من العثور عليها بذاك المكان المنعزل عن الجميع... ولج فراس للداخل فتنفست بحرية وتوجهت سريعاً له قائلة برعب: ألحقنى يا فراس خلص عليهم الأتنين عشان نخلص.
ظل صامداً أمامها، يتأمل زعرها بتلذذ أنهاه حينما أخرج سلاحه هو الأخر فأبتسمت بخبث لأن المعركة ليست عادلة فربما سينهى كلا منهم حياة الأخر كما كانت تتمنى.. جذب فراس السلاح من علي يزيد ومالك ووجهه على من تقف جواره قائلا بشفقة: بجد تغكيرك بشفق عليه أوى كنتِ فاكرة ان حقيقتك الواسخة دي هتفضل مخفية كتير صعقت مما يفعله فقالت بصدمة: أيه الا بتقوله داا؟!
أقترب منها أكثر قائلا بغضب: لا أنا مش بقول أنا بعرفك حقيقتك المزيفة دى بس الا أنا مش فاهمه لحد دلوقتى هتستفادى أيه لما تجيبي ولد من اي مكان وتقولى لجوزك أنه إبن مرأته الأولنيه؟! دا أكيد قمة الغباء.. أخفض يزيد سلاحه وتركه كما وعده ليعلم منها حقيقته، وقف جوار مالك يستمع لهم ونظراته تتطوف الركن الغامض خلف الستار..
دلف طارق وبسملة للداخل ليروا نوال ترتجف من الخوف، فرحة يزيد بأن تلك الفتاة مازالت على قيد الحياة كانت أكبر من إنقاذ حياة أخيه.. تراجعت نوال للخلف إلى أن أصطدمت بالطاولة فلم يعد لها منفذ للهرب، لمع عقلها بفكرة شيطانية فجذبت السكين الموضوع خلفها ثم جذبت بسملة لتضع السكين على رقبتها والغضب يعتلى وجهها..
حاول طارق الأقتراب فصاحت به: الا هيقرب هفصل رقبتها عن جسمها، لو عايزنها عايشة أرموا المسدسات الا معاكم دي صرخت بسملة بقوة حينما شددت من قبضتها على رقبتها فألقى بزيد سلاحه مسرعاً أما فراس فلم يبالى بحديثها وشرع بالأقتراب ولكن نظرات مالك له جعلته يلقى سلاحه بتذمر.. دفشت نوال بسملة ليحيل طارق بينها وبين الأرض سريعاً فجذبت نوال السلاح المقابل لها ثم وجهته عليهم جميعاً بسعادة ليس لها مثيل...
تعالت صوت ضحكاتها قائلة بغرور: أمنياتكم الأخيرة أيه؟ حاول فراس التقدم منها فخرجت الرصاصات بالقرب منه قائلة بتحذير: أتحرك تانى والطلقة هتكون فى دماغك متستعجلش على موتك دانا من حبي فيك كنت ناوية أريحك جامب أخوك وكانت تتحدث ونظراتها على مالك المنصدم فأستدار فراس بصدمة له ثم نظر لها بعدم فهم..
تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية: صحيح انا طلعت غبية لما خطة إغتصاب منار وشاهندة فشلت مشكتش فيك أزاي معرفش كان قمة غبائي بس معلش ملحوقة النهاردة عشان أنا كريمة هخلص عليك انت وأخوك مع بعض أنا بسمع أن التؤام لما بيعشوا مع بعض بيموتوا مع بعض وأنا هحقق الكلام دا لما أقتلك مع مالك. صعق الجميع حتى يزيد وطارق فخرج صوت مالك بصدمة: أنتِ بتقولى أيه؟!
جلست على المقعد وضعة قدماً فوق الأخرى تلهو بالسلاح على وجهها بتقكير أمممم أوك انتوا كدا كدا هتموتوا فعشان كدا هحن عليكم وأقولكم سر ال29 سنة السر الا كنت ناوية أسيطر بيه على مملكة نعمان أمل لما ولدت طفلين تؤام حسيت أنى ممكن أستفاد من موت الطفل التانى لو فضل عايش وتحت سيطرتي عشان كدا أول ما ولدت مالك ومروان أو فراس الا أخد الأسم المغربي بعد ما هربته للمغرب وحطيت طفل مولود بنفس حجمه بس بعد ما خنقته بأيدى عشان الكل يعرف بموته.
كان الجميع بصدمة ليس لها مثيل وخاصة مالك فكان يتطلع لفراس بصدمة ودمع يعلم الطريق لعيناه لاطالما كان يشعر بأن ذاك الرجل مريب بالنسبة له فعلم الآن بأنه شقيقه التوم.
أكملت بحقداً دافين لسنوات: كنت عايزة أحرق قلبهم وأتفرج عليهم كدا وأنا عارفه ان ليهم ولد عايش بعيد عنهم وهما ميعرفوش عنه حاجة صبرت سنين والحكاية اتكشفت والرجل الا اتجوزته أخد منى كل حاجه الفلوس والسلطة قبل ما أخلص عليه أتفاجئت أنه نقل أملاكه لطلقيته وجزء منها للأيتام نزلت مصر فى الوقت دا وكان فراس عنده حوالى 18 سنه نزلت وروحت لأخواتى الا عمري ما حبتهم لأنهم لمجرد أنهم صبيان أخدوا التركه بتاعت أبويا وأنا أيه الربع وكل واحد فيهم النص وكلمة بما يرضي الله كانت ملزمة لسانهم، فضلت معاهم كام شهر بحاول أوقع بينهم عشان يخلصوا على بعض وأخد الأملاك دى حتى لو أثبت أن فراس إبنهم بالتحليل الDna بس للأسف كان صعب أووى أوقعهم لحد ما قررت أنهى حياتهم بأيدى ودا الا حصل خلصت عليهم ويعنى أمك يا يزيد كالعادة مكنتش بتسيب أبوك حتى فى الموت سبقته.
تلون عين يزيد بلون قاتم حتى طارق صار يمقت تلك المرآة بشدة لتكمل هى بغرور: أخدت كل الأوراق من الخزنة وخاليتهم يولعوا فى البيت كله على أمل أن الكل يموت وهربت وطويت صفحتكم للأبد معرفتش أن أمل نجت بحياتها وحياتكم غير متأخر لما فات أكتر من 8سنين وبدأت أخسر قوتى وهبتى فى السوق وأتفاجئ بأن الشركة الا واقفه قصادى هى نفسها لمالك ويزيد حاولت ادمركم فشلت لحد ما وقعت فى دماغى خطة بأنى أدمر طارق خالص، جبت الشلة بتاعته وأديتهم فلوس كتير عشان يحاولوا معاه يخليه يشرب مخدرات بس معرفوش عشان كدا خاليتهم يحطوله حباية تغيبه عن الوعى 12 ساعة وجابله البنت دي وكان شرطى تكون عذراء ومن حى بسيط عشان متسكتش على حقها الخطة كانت ماشية زي ما رسمتها لحد ما مالك أتدخل وخرب كل حاجة، تطلعت بسملة لطارق بشفقة لا تعلم ما سببها ألأن تلك المرآة المجرد قلبها من الرحمة من عائلته أم لأنه أجبر على شيء لم يكن فى أوسع أحلامه أو تشفق على حالها المسكين.
أسترسلت نوال حديثها وهى توجه مسدسها على يزيد: الا عمالته كتير أووى ميمنعنيش أنى أخلص عليكم حالا وأنهى المهزلة دي.. تعالت ضحكات يزيد لتكون محور إستغراب الجميع فأنهى ضحكاته قائلا بصوت كفحيح الجحيم: أنتِ متعرفيش وعد يزيد نعمان لم تفهم كلماته فأقترب منها قائلا بعين تتأملها كالصقر: سيف ما أن لفظ الأسم حتى خرج سيف من الداخل ومعه قوة كبيرة من رتبات الشرطة وتسجيلات لها من أعترافات..
لم تشعر بصدمة تفوقها أضعاف كما هى بها نعم وعدها يزيد بأن نهايتها أوشكت وها هو يوفى بوعدها، رُفعت جميع الأسلحة عليها لتكون كالجمرات النارية لها فربما بعد تلك الجرائم البشعة سيكون مصيرها الأعدام لا محالة.. أقترب منها الشرطى بعدما ألقت سلاحها ليضع بيدها الأسوار الحديدية التى ستزفها لجحيم مريب، فتطلعت لعين كلامنهم بغموض ورحلت لتزيح من حياتهم للأبد لتزف لحبل مشنقة صنعته لنفسها...
إبتسم سيف ليزيد قائلا بغرور: كله تمام يا غول بادله البسمة بكبرياء يصعب تحطيمه بسهولة وأستدار لمالك وفراس المصعق منا إستمع له أيعقل ذلك؟ إذن تلك الفتاة التى أنقذها كانت شقيقته! ذاك الذي يقف أمامه شقيقه! أقترب منه مالك فتطلع لهم الجميع بأهتمام وقف أمام عين فراس اللامعة بدمع خفيف..
طال الصمت ومالك يتأمله بأبتسامة خفيفة فكانت أمنيته أن يكون له شقيق من دمه نعم يزيد كان وسيزال الرفيق والشقيق المقرب له ولكن من أمامه قطعه من روحه.. رفع فراس عينه بدمع خاطف فقال مالك بسخرية: عرفت أيه سبب الجنان المشترك هز رأسه كثيراً بأبتسامة واسعه مصحوبة بدمع مرتجف ليلقى نفسه بأحضان أخيه المرحب به بقوة...
ظلوا هكذا لفترة فأقترب منهم الغول ليرفع ذراعيه على كتفي فراس قائلا بسعادة: أهلا بيك بعيلة نعمان إبتسم فراس قائلا بسخرية ؛ لا بلاش الغول كدا مش هيكون ترحيب هيكون مراسم موت تعالت ضحكاتهم الرجولية فأقترب منه سيف بسعادة وغرور مصطنع: كدا أنا إبن خالتك ولازم تحبنى ودا موضوع يطول شرحه تعالت ضحكات مالك ويزيد فأكد فراس حينما قال: من غير ما تكون ابن الخالة فأنت انقذتنا من الموت ولازم تتحب.
تعالت ضحكاتهم مجدداً لترى نوال عاصفة التواحد التى زعزتها ببئر الجحيم لتصعد معهم بسيارات الشرطة وتواجه مصيرهاا.. أقترب يزيد من بسملة قائلا بحزن: مش عارف أقولك ايه بجد بس الحمد لله أنك سمعتى منها وعرفتى أنك أنتِ وطارق ضحايا للعداء الا بينا وبينها مش بقولك طارق حلو ولا بمجد فيه هو بالنهاية أخويا بس بقولك أديله فرصة عشان الا فى بطنك وعشان كمان بسمة.
رفعت عيناها بأهتمام وخوف وهى تردد بدموع وبكاء: ارجوك متأذيش أختى بسمة طيبه والله هى مصت العقد وعملت كل دا من خوفها وزعلها عليا صدقينى هى طيبه جدا و : وملكت قلب الغول القاسي بطيبتها الشريرة قاطعها بحديثه حينما إبتسم قائلا بصوت منخفض استمع له الجميع لتعلو بسمتهم.. تركوا المكان وصعدوا بسيارة فراس وسيف ليتوجهوا للقصر ليلتقى فراس بوالدته التى حرم منها وحرمت منه..
بغرفة شاهندة كانت تتمدد على الفراش بتعبٍ شديد ولجوارها منار وأمل فأبوا تركها حتى الأطمئنان عليها... تقدمت أمل بمقعدها منها قائلة بقلق: حاسه بأية يا حبيبتي؟ حاولت جذب قدميها المكسورة ولكن لم تستطيع فقالت ببعض التعب: الحمد لله يا مولة متقلقيش بنتك قوية منار بسخرية وهى تتقلب على الأريكة بضيق: لا مهو واضح ياختى من أول قلم أترميتى على الأرض.
تعالت ضحكاتهم ليقاطعهم صوت طرقات الباب، ففتحت منار لتجد الخادمة بالخارج تخبرها بأن مالك بالأسفل يريدها هى ووالدته بالهبوط للأسفل.. منار بستغراب: فى الوقت دا؟ طب مطلعش له؟! الخادمة وعيناها أرضاً: معرفش يا هانم أمل بتعجب: خير يارب، ثم أشارت لأبنتها وهى ترتدي حجابها: خدينى يا منار تحت نشوف أخوكى عايز أيه؟ ارتدت حجابها هى الأخري قائلة وهى تدفشها بلطف: شوية وطالعينلك يا شاهندة.
صاحت بغضب خدونى معاكم بلا شوية وطالعين منار بغضب: مينفعش تتحركى عشان رجليكِ وبعدين احنا نازلين نتفسح؟! و أغلقت الباب سريعاً قبل أن تدلف معها بمعركة يومية..
بالأسفل.. كان يجلس بأرتباك وعيناه على الدرج والمصعد من أمامه فرفع مالك يديه على يد فراس قائلا بأبتسامة هادئة: أهدأ زمنها نازلة كاد أن يجيبه ولكن المصعد توقف ليرفرف قلب فراس فعلى وهبط كأنه بحرب ليست منصفة له.. خرجت منار ومعاها أمل الجالسة على المقعد فقالت بقلق حينما رات مالك ويزيد وسيف وطارق وتلك الفتاة الغريبة: خير يا مالك فى أيه يابنى؟
تقدم منها يزيد وأنحنى ليكون على مقربة منها قائلا بأبتسامة هادئة حتى يبث لها الراحة: كنتِ نايمة يا أمي ولا أيه؟ رفعت يدها على وجه يزيد بحب: لا يا حبيبي صحيت عشان اصلى الفجر إبتسم يزيد مقبلا يدها: دعواتك لينا أعظم من أي شيء عشان كدا أنا ومالك جايبنك هدية هتعجبك علت ضحكاتها قائلة بسخرية: هدية بالوقت دا! على بعد ليس ببعيد عنها كان يقف فراس وأمامه مالك فربما لم ترأه أمل بعد..
أشار لها يزيد قائلا بثباته الفتاك: أخد هدية التاسعة وعشرين سنة وأمشي؟ ضيقت عيناها بعدم فهم قائلة بصوت هامس: 29 سنة! أشار بوجهه بتأكيد فقالت بعدم فهم: مش فاهمه حاجة يا بنى انت بتتكلم عن أيه؟ أشار يزيد لمالك فتنحى جانباً ليظهر فراس لها، تأملته أمل بزهول وعدم فهم، لمعة عيناه كانت كفيلة بجعل كلمات يزيد تتردد بعقلها بين ال29 عاماً وبين حنين الأم ومن ترأه أمامها يحمل بعضٍ من ملامح مالك..
ربما إحساس الأم قوى للغاية لا يحتاج لدليل ولا برهان لتكشف فلذة كبدها... تقدمت منه بالمقعد ثم تطلعت له عن فرب لتهوى دموعها بغزارة مرددة بصوتٍ باكي لتحل الصدمة للجميع: مروان...
صُدم الجميع بتعرفها السريع عليه حتى فراس كان بصدمة كبيرة ولكنه لم يقوى على الوقوف وسقط بين ذراعيها يبكى كالأطفال وهى تنظر لمالك بعدم تصديق كأنها تترجأه بنظراتها ليخبرها بأنها لا تحلم أو أنها على خطأ ولكن اكد لها أحساسها وأن من بين يديها هو إبنها التى فقدته منذ تسعة وعشرون عاماً لترفع يدها عليه وتشاركه الفرحة والبكاء..
لمعت عين سيف بدموع الفراق والحنين لوالدته المتوفاة حتى طارق ولكن رفع يزيد يديه على كتفيه ليذكره بأنه كان له على الدوام السند والوالدة والأب والأخ فليس له الحق بالحزن.. أقترب يزيد من بسملة قائلا بهدوء: مش عايزة تشوفى بسمة؟ أشارت له بتأكيد ودموع تفزو وجهها فصعد الدرج لتلحق به بخطى بطيئة لتعبها حتى أنها رفعت يدها على ظهرها تحاول التمسك فأسرع طارق لها قائلا بحذر لعلمه بأنه منبوذ منها: أنتِ كويسة.
أكتفت بالأشارة له ثم لحقت بيزيد للأعلى.. أما فراس فجبس جوارها يتأملها بسعادة بعدما قص مالك لهم ما فعلته نوال ليخرج صوتها الباكئ: حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل أقترب مالك منها قائلا بحزن: ربنا أخد لينا حقنا كلنا مش عايز اشوف الدموع دي عشان خاطري أزاحت دموعها وهى تمسد على شعره قائلة بفرحة: ربنا يخليك ليا أنت ويزيد وأخواتك كلهم يا حبيبي.
اقتربت منار من مالك وهى تجذبه من قميصه مرراً وتكرراً حتى صاح بغضب: أييييه؟ تطلعت لفراس ثم انحنت لتهمس لمالك بصوت مسموع للجميع: يعنى المز دا اخويا؟! مالك بسخرية: أيوا ياختى المز دا يبقى شقيقك حاجة تانية؟! منار بفرحة: يعنى لو حضنت مش هشيل وز صح مهو اخويا يا جدع تعالت ضحكات سيف وفراس فجذبها مالك من تالبيب بجامتها قائلا بغضب: جدع مين يابت واقفين على الناصية؟
طارق بسخرية: أه والله البنت دى محتاجة إعادة تأهيل أقترب منه فراس وحال بينه وبينها قائلا بمكر: بعد ما شوفتك ماسكها المسكة دي أتاكدت أنك أخويا رسمى لم يفهم مالك كلماته فكان يقصد تشابهه بالمسكة العالمية... أستدارت له منار بفرحة لتحريرها قائلة بسعادة وهى تحتضن فراس: بقا عندى أخين يا بشررررر سيف بصدمة ؛ لا حولة ولا قوة الا بالله، ثم وجه حديثه لأمل: طب يا مولة أستأذن أنا قبل ما أتعدى من الجنان دا.
تعالت ضحكات أمل: لا هتفضل معانا هنا يا حبيبي والصبح أرجع برحتك تطلع سيف لطارق ثم قال بنوم: خلاص هنام مع طارق طارق: الأوضة تزيد نور يا سيفو رفع يديه على كتفيه قائلا بأبتسامة جعلته للوسامة عنوان: حبيبي يا طاروقة وبالفعل صعد سيف معه للأعلى وتبقت العائلة المجتمع شملها بسعادة وفرحة يتبادلون الحديث.
بغرفة يزيد دلف للداخل وهى بالخارج تقف بخوف قطعته حينما فتح الباب على مصرعيه لتجد شقيقتها تفترش الفراش وعيناها متورمة من أثر البكاء على فقدانها، دلفت للداخل ببكاء فأشار لها يزيد بالجلوس على المقعد الى أن يخبرها هذا الخير المحمس.. أنصاعت له وجلست على المقعد فأقترب يزيد منها قائلا بهمس: بسمة تململت بنومتها لتفق على صوته قائلة بهدوء: هى الساعه كام؟
أخبرها بأبتسامة عشق نقلت لبسملة كم يعشقها: الساعة 5 زمجرت وجهها بتعب: بقالى كذا يوم منمتش بتصحينى ليه؟ رفع يده على يديها قائلا بحزن بقالك كام يوم مش بتنامى بسبب حزنك على أختك وأنا ققررت أقطع الحزن دا.
لم تفهم ما يقصده الا حينما اشار بعينله على المقعد فنقلت بصرها على ما يتأمله لتنصدم مما ترأه فربما لم تكن صدمة كانت فرحة مخيفه خشيت من كونها مجرد حلم سخيف سيجعلها تبكى مرراً ولكن دمع بسملة وفرحتها برؤيتها نقلت لها صورة الواقع فتركت الفراش وتقدمت منها بصدمة قطعت باقى طريقها بالركض لأحضانها قائلة بسعادة ليس لها مثيل: بسملة.
احتضنتها هى الأخرى قائلة بدموع: كنت خايفه مشفكيش تانى يا بسمة بس ربنا حقق دعواتى بأنى أخرج من البيت داا وأشوفك شددت من أحتضانها ببكاء: الحمد لله الحمد لله مش مصدقة أنى شايفاكى أنا كنت هموت لما سمعت أنك أتقتلتى خرجت من أحضانها وهى تجفف دمعاتها بسخرية: كنت هموت ياختى ويشقوا بطنى لولا الأستاذ دا الله يكرمه نسيت أسمه! تعالت ضحكات يزيد قائلا بشيء من الضحكات: مالك وأنا يزيد مع الوقت هتحفظى الأسماء.
ثم نهض عن الفراش وتوجه للخروج مستديراً لهم: خدوا راحتكم أنا فى أوضة شاهندة وترك لهم مساحة من الوقت بأن أغلق باب الغرفة لتقص كلنا منهم رحلة الشقاء التى واجهتها..
بمنزل ليان.. لم تعد تحتمل ما تشعر به، جاهدت كثيراً للأسترخاء ولكن لم تستطيع فرفعت هاتفها تطالبه بتوتر وبعد عدد من المحاولات أقتربت لأكثر من عشرون محاولة.. بغرفة مالك دلف لغرفته وفراس معه بعد ان قرر أنه سيكون معه بغرفته من الآن فتمدد على الفراش وجواره تمدد فراس وهو يتأمل الغرفة بأعجاب فلمس مالك نظراته قائلا بغرور: كل حاجة هنا زوقى إبتسم فراس قائلا بسخرية: مغرور بس زوقك حلو.
تعالت ضحكاته قائلا بتأييد: مش مغرور أوى شاركه فراس الضحك وأغمض عيناه بستسلام للنوم حتى مالك أهلك اليوم فغط بنوماً طويل ليفق على صوت هاتفه.. رفع الهاتف بنوم: ألو صمت خيم عليها فخرج صوته مجدداً: ألو صوتها أطار النوم من خلايا عقله ليجعله بحالة ليس لها مثيل حينما أستمع لصوتها صاح بلهفة: ليان! قالت بتوتر وإرتباك: أنا، أصل، كنت. يعنى قولت أطمن عليك لأنى حاسه أنك..
إبتلعت باقى كلماتها حينما شعرت بحمقاتها فصوته يدل على أنه كان غافلا فكيف للخطر التسلل بغرفة نومه! إبتسم قائلا بعشق: أنا فعلا كنت فى خطر وزي ما قولتلك أنك عشق الروح فحسيتى بيا يعنى مش غبية زي ما بتتهمى نفسك جحظت عيناها بفزع: كنت فى خطر ازاي وأيه الا حصل؟!
إبتسم بعشق لسماع الخوف بصوتها: أول ما النهار يطلع هجى ومعايا المأذون لازم نعقد القرآن لأنى هتجنن ولا أقولك أجى بكرا نجهز للفرح ونخلي بعد بكرا عقد القران مع الفرح خجلت للغاية فقالت بغضب مصطنع: على فكرة أنت مجنون أجابها بتأييد: على فكرة المجنون دا بيموت فيكِ إبتسمت بخجل وأغلقت الهاتف بسرعة كبيرة قبل أن تفقد زمام امورها بتحكم القلب..
وضع مالك الهاتف جواره ثم وضع ذراعيه أسفل رأسه بهيام فأبتسم من يغلق عيناه قائلا بسخرية: معاها حق أنك مجنون أستدار له مالك بغضب: شكلنا هنخسر بعض من قبل ما نلقيها فتح فراس عيناه قائلا بأبتسامة جعلت الجمال مرتبط به: هنخسر بعض ليه يا عم انا الا هعملكم الفرح تعالت ضحكات مالك قائلا بسعادة كدا أحبك أنفجر ضاحكاً ثم قال بسخرية: أخ مصلحجى مالك بتأييد: جداً.
قاطعهم صوت هاتف فراس فأخرجه قائلا بستغراب: أيه النمرة دي؟ مالك بسخرية: أه تلاقيك مدورها والحته بتطمن أفتح أفتح يأبو الفوارس زمجر بوجهه وهو يرفع هاتفه ليتفاجئ بصوت رفيق الدرب: مش عيب تسيب شقتك وتجري ورا نزواتك الا عمرها ما كانت موجودة؟! رسمت البسمة على وجهه مردداً بسعادة: مراد.
أجابه بثبات: معاك 15 دقيقة 10 عشان تصرف البنت الا عندك و5 عشان تلبس هدومك وتكون قدامى هنا دقيقة زيادة وهطلب شرطة الأداب وأبقى ورينى مين هيطلعك بقا وأغلق الهاتف بوجهه ووجهه مالك محتبس بالضحك ليخرج صوته اخيراً: مين الأستاذ دا؟ توجه فراس لمفاتيح سيارته قائلا بلهفة وهو يلملم متعلقاته: الشخص دا أجن منك ومنى يعنى توقع كلامه دا يتنفذ حرفياً، على ما اعتقد أنه بينكم شغل مالك بتعجب: أسمه أيه؟
اعدل فراس ملابسه قائلا بهدوء: مراد الجندى مالك بتذكر: دا صديق ليزيد لكن أنا مقبلتوش قبل كدا وبعدين مدام صاحبك مجنون كدا بتصاحبه ليه؟ غمز له بعيناه قائلا بمكر: الجنان واحد يا برنس ضيق عيناه بغضب: متأكد أنك كنت عايش فى المغرب يالا تعالت ضحكات فراس: اما أرجع هحكيلك قصة حياتى أنا ساكن فى نفس عمارة سيف على فكرة مالك بشك: مقصود صح؟ إبتسم بتأييد: دماغك دي سم لما أرجع هحيلك سلام.
إبتسم مالك قائلا بثبات: مع السلامة.. وغادر فراس لرفيقه قبل أن ينفذ ما قاله..
بمكان ما.. كانت تجلس أمام شرفتها بحزن دافين كحال هذا القلب المجروح من معشوق قاسي ربطها به زواج مقيد فلم يعبئ بها ولا بمشاعر الحب تجاهه فكانت له كصففة وضعية لما يعلم ما هو الحب أو كيف هو؟ ما يعلمه هو عمله حتى وأن كانت أساسيات الزفاف من كمال أموره فأضطرت للفرار من عرينه المريض ولكن بداخلها تهواه وتعشق تفاصيله حتى وأن كان بداخلها جزءاً منه...
دلفت الخادمة قائلة وبيدها الهاتف: والدة حضرتك يا مرفت هانم.
تناولت منها الهاتف فرحلت لتضع تلك الفتاة صاحبة العينان القرمزية على أذنيها لتتصنم محلها حينما تستمع لصوت والدتها تخبره برسالتها. مراد فى مصر يا مرفت لو وصل لك مش هيرحمك رسالة جعلت قلبها يرتجف من الخوف فهى فعلت المحال حينما تركت مراد الجندى ليعلمها الآن من هو؟! ولكن ماذا لو فقدت جنينها على يده هو ليقتلع قلبه لقتله فلذة كبده فربما سيكون تغيراً له وربما بداية لعواصف وخيمة.
رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثالث عشر
دلف فراس لشقته وهو يبحث عن رفيقه بلهفة وإشتياق لأحتضانه، فوقعت عيناه عليه وهو يجلس بالشرفة الخارجية بثباته الذي أبى أن يتركه قط.. ألقى جاكيته على الأريكة ثم ولج إليه سريعاً قائلا بأبتسامته الهادئة: منور يا جندي أستدار مراد برأسه ليرمقه بسخرية: لا مهو كفايا نور شقتك يا خفيف تعالت ضحكاته قائلا بهدوء: يابنى الشقة دى تمويه وبعدين أنت مزهقتش من جو القصور دا؟!
رفع عيناه أمامه قائلا بتأكيد: دا روتين حياتى ومستحيل يتغير فراس بملل: عارف وهيجرالي حاجة بسبب دماغك الناشفة دي! وبعدين أنت مش قولت هتنزل مصر بعد أسبوعين؟! لم يجيبه وظل كما هو يتطلع للفراغ بصمت أنهى حينما صدح هاتفه برقم أحد رجاله ليعلمه بمكان زوجته... مراد بملامح ثابته: أبعتلى الموقع وخاليك تحت البيت متتحركش لحد ما أجيلك.
اجابه الرجل بتأكيد فأغلق الهاتف سريعاً ثم توجه للخروج فجذبه فراس بستغراب: فى أيه يا مراد؟ جذب يديه وعيناه لا تنذر بالخير: جيه الوقت عشان تعرف هى متجوزة مين؟ ضيق فراس عيناه قائلا بتحذير ناوي على أيه؟ جذب مفاتيح سيارته وتوجه للخروج بعين أعتاد عليهم فراس فأتبعه على الفور...
بقصر نعمان... وبالأخص بغرفة طارق.. أستيقط سيف على صوت هاتفه فجذبه قائلا بنوم: ألو أتاه صوت شريف الغاضب: أنت فين؟ نهض عن الفراش بضيق: خير على الصبح؟! =كدا يا سيفو قلقان عليك يا جدع قلقان عليا!، ولا مش لقى حد يعملك الأكل؟
=يااه دايما قفشنى كدا دا حتى البت تقى دخلت تعمل الأكل وياريتها ما دخلت خالت المطبخ عبارة عن لوحة فنية من الفحم الأسود الطبيعى يعنى شوية والشرطة هتيجى تقولك أكتشاف ثروة طبيعة مصرية بشقة سيف ال... قاطعه بغضب حينما أغلق الهاتف: حيوان.. وألقى الهاتف على الفراش ثم توجه لحمام الغرفة حتى يغتسل...
بغرفة شاهندة صاحت بصدمة: يعنى أيه؟ تعالت ضحكات منار بسخرية ؛ يعنى زي ما سمعتى كدا الشاب الا أنقذك من الناس دول هو نفسه أخويا وإبن عمك صدمة أجتزت أواصرها ولكن بداخلها سعادة مجهولة المصدر هل شعورها الغامض له كان لسبب القرابة؟! لم تعلم ما يشغل أفكارها سوى السرور والراحة... بغرفة يزيد.
ظلت الشقيقتان يتبادلان الأحاديث لتقص لها بسملة ما إستمعت له من تلك المرآة اللعينة فصاحت بسمة بغضب: مش معقول لسه فى ناس بالحقد دا! شاركتها اللهجة قائلة بضيق هى الأخرى: لا فى أنا فعلا كنت هموت على أيد الحيوانة دي ولو كنت سمعت كلامها وخلصت عليه كان زمانى ميتة دلوقتى لأنه هو الا أنقذنى.
قالت كلمتها الأخيرة بأرتباك ولسان متثاقل فرفعت بسمة يدها على معصمها قائلة بهدوء: وبعد أما عرفتى أن الا حصل دا كان غصب عنه؟ زفرت بآلم لآنين الذكريات فخرج صوتها بعد مدة طالت بالصمت: بصي يا بسمة مش هقدر أقولك أنى ممكن أسامحه ولا أنى فرحت لما عرفت أنه برئ لأن النتيجة واحدة فى النهاية مستحيل الست تشوف مغتصبها ملاك حتى لو كان برئ.
أشارت برأسها بتفهم، فأكملت بسملة حديثها بأبتسامة هادئة: سيبك منى وقوليلي أيه حكايتك مع يزيد من الوضح بكلامه وأفعاله أنه بيحبك فعلا. أخفت شبح بسمة كادت بالظهور على وجهها ولكن عشق عيناها فضح أمرها، فجلست بسملة جوارها قائلة بفرحة: أحكيلى كل حاحة ماليش فيه إبتسمت بسمة وشرعت بقص حكايتهم الغريبة بعض الشيء فالجنون هو سيد الموقف..
بغرفة مالك.. أرتدى سروال من اللون الأسود وتيشرت ضيق من اللون الأبيض، مصففاً شعره بحرافية ليكون بأبهى طالته لرؤية عشق القلب والروح... دلف يزيد للداخل قائلا بأعجاب: أيه الشياكة دى كلها! إبتسم مالك قائلا بغرور: طول عمرى شيك على فكرة جلس الغول على الفراش قائلا بثباته المعتاد: مغرور تعالت ضحكاته الرجولية قائلا بتأييد: بالظبط كدا وبعدين أنت إبن حلال دانا كنت جايلك من شوية.
ضيق عيناه الساحرة بستغراب: ليه؟ جلس مالك جواره قائلا بتصميم: عايز أتجوز بكرا ومتقوليش خطوبة والكلام الفاضى دا عقد قرآن وجواز ومفيش غير النهاردة ترتبلى الدنيا يزيد بسخرية: مش بقولك مجنون هجهزلك جناح وفرح فى يوم طب بلاش دى هتدخل على الناس تقولهم بكرا جوازى أنا وبنتكم!
إبتسم بغرور: مأنا عملتها خلاص ومحمود زمانه على وصول هو وكل العيلة وأنت الا هتتكلم معاهم وبعدين مأنت هتعلن فرحك معانا وكمان تشوف موضوع طارق بالمرة قاطعهم سيف بعدما دلف للداخل: وأنا معاكم هتجوز البت تقى بكرا دلف طارق هو الأخر قائلا بأرتباك: بس هى هترضا تتجوزنى؟! تطلع لهم يزيد بصدمة ثم ترك الغرفة بصمت قبل أن ينهى حياتهم جميعاً.
جمعت متعلقاتها بخوف شديد ثم جذبت حقيبتها بعدما أرتدت حجابها وهبطت الدرج لتعاونها الخادمة على تنزيل الحقائب فأسرعت مرفت لباب الشقة لتنفد بحياتها كما ظنت ولكن صدمتها جعلت منها كالمتصنم أمام من ترأه يقف أمامها وعيناه تكاد تفتك بها فأسرعت لغلق باب الشقة ولكن قدماه كانت حاجز قوى لها فركضت للأعلى برعب حقيقي ثم دلفت لغرفتها بعدما تسلقت الدرج بسرعة ليس لها مثيل.
أغلقت مرفت باب الغرفة وهى تستند بظهرها على الباب بضعف ويدها على بطنها بتعب... صوت خطوات قدميه تقترب من الغرفة فتسلب ما تبقى فى قلبها فشرعت بالبكاء لعلمها مصيرها الذي سينهى بحياتها على يديه..
إلى الأن مازال متحكم بهدوئه، فرفع قدميه ليحطم بتب الغرفة فوقعت على أثر ركلته على طرف الفراش لتصرخ بآلم، أقترب مراد منها بسخرية ليجذبها بقوة من حجابها لتقابل لهيب عيناه قائلا بصوت كالرعد: بتصرخى على أيه؟! هو أنا لسه عملت حاجة؟ حاولت تحرير نفسها من بين يديه فصرخت بقوة ودموع: سبنى يا مراد شدد من قبضته بقوة أكبر ليصيح بغضبٍ يقبض الأرواح: أسيبك؟ بالسهولة دي!
أنا لازم أنهى حياتك بأيدى مفيش حد يجرأ يعمل الا عملتيه. صرخت بوجع: اااه سبنى بقولك أنا طلبت منك الطلاق بالذوق أنا مستحيل أعيش مع بنى أدم زيك ولو فاكر أنى خايفه منك أو من نفوذك تبقى غلطان.
رفع يديه ليهوى على وجهها بصفعات متتالية لتسقط أرضاً بآلم شديد ودموع تكتسح وجهها، أقترب منها بعينٍ جعلتها تتراجع للخلف بزعر حتى تخطت الغرفة وهو يقترب منها ليخرج صوت البطئ: الغلط دا كان ليا من البداية لما دخلت بنى أدمة زبالة زيك حياتى..
صعقت مما أستمعت إليه فتمسكت بالمقعد المجاور لها حتى تقف أمام عيناه قائلة بسخرية ووجهها ينزف بشدة: حياتك الا بتتكلم عنها بكبرياء دي زي الجحيم بالظبط أو أسوء بكتير لأنك مش بنى أدم أنت عبارة عن آلة عايش للشغل وبس كل حاجة فى حياتك عندك روتين فيها حتى الجواز كان من ضمن الكمليات وللازم تتمها زى حاجات كتيرة بتعملها واجب فى حياتك نسيت الكلبة الا فى حياتك وأنها بنى أدمة لحم ودم مش عروسة متحركة زي حياتك المملة مراد الجندي الا معروف من ناس المغرب كلهم بسمعته الا من دهب فى حقيقته أوسخ من كدا بكتير.
أنكمشت ملامح وجهه بغضبٍ قاتل فرفع يديه بقوة ليس لها مثيل ليهوى على وجهها قائلا بغضب: أخرسي صفعته القوية كانت كفيلة لتهوى من على الدرج بقوة وألم إبتلعها كالأعصار ليفتك لها بلا رحمة حتى صرخت صرخة مداوية ببكاء حارق وهى تحتضن جنينها الذي أصبح سيل من الدماء المتناثرة على الدرج بأهمال... رفعت جسدها قائلة بدموع وهى تحتضن بطنها واليد الأخرى تلامس قطرات الدماء: لاااااا إبنى.
قالت كلماتها الأخيرة بخفوت وهى تفقد وعيها تدريجياً والدموع تحتل وجهها الحزين، بأعلى الدرج كان متخشب محله على أثر الصدمة الكبيرة أمام عيناه لم يرد لها ذلك، يا الله ماذا يحدث بخفقان قلبه المريب! أين قوة جسده العمالقة التى تمنعه من الحركة على أثر رؤيتها هكذا؟! بالخارج.
بعد عدد من المحاولات لمعرفة المكان الذي تقطن له التى باتت بالنجاح أستطاع فراس الدلوف للداخل بعدما أسرعت الخادمة بفتح الباب له لينصدم حينما رأى مرفت تفترش الأرض بدمائها ومراد يقف على أولى درجات الدرج بصدمة وعدم إستيعاب... أسرع فراس إليها ثم رفع هاتفه يطالب الأسعاف التى أتت بعد دقائق معدودة لتنقلها للمشفى.
بالقصر أخبر محمود يزيد بأنه سيأتى بالمساء هو وعائلته لطلب يد منار فرحب بها يزيد وأخبره بطلب مالك بتعجيل الزفاف ليخبره بالمناقشة الأمر مساءاً.. بغرفة مالك.. كان على تواصل مع فراس وأخبره بأن يأتى بالمساء ليكون مع شقيقته بمناسبتها فأخبره بأنه سيكون لجوارهما بعد الأطمئنان على رفيقه..
أغلق فراس هاتفه ثم أسرع للطبيب الذي خرج بعد ساعات ليخبرهم بأنها خسرت طفلها بعد حمل دام لأربع شهور حتى أن حالتها الآن متدهورة للغاية.. لم يقوى مراد على الوقوف بعدما إستمع من الطبيب بأنها كانت تحمل بجنينه! لا الامر معقد للغاية هل قتل ولده؟! الآلآم تلك المرة تفوقه أضعافٍ فترك المشفى سريعاً بسيارته ليبعد عن الجميع بمكان منعزل ليجلس بمفرده ويتذكر حياته التى تشبه الجحيم كما أخبرته زوجته.
ولج يزيد للداخل حينما إستمع لأذن الدلوف ليجد علامات الحزن تشكل على وجه بسمة فأقترب منها سريعاً قائلا بخوف واضح: فى أيه يا حبيبتي؟ رفعت بسمة عيناها بأبتسامة مصطنعه: مفيش أسرعت بسملة بالحديث هى الأخري: هى بسمة كدا بتحب تقلب الجو دراما لم يفهم يزيد ما تقصده الا حينما توجهت بسملة للخروج قائلة بأبتسامة هادئة: هستأذن أنا بقا يزيد بستغراب: راحة فين؟ إبتسمت قائلة بسخرية: هتعمل زيها هرجع بيتى.
أقترب منها يزيد قائلا بحذر: بسملة أنا عارف أن الا مرتى بيه كان صعب بس دا يخليكى تفكري فى إبنك تطلعت له بعدم فهم فأكمل بهدوء لازم تتجوزى طارق بأردتك مش ضغط عليكِ كادت أن تتحدث والغضب يحتل عيناها وملامح وجهها فقاطعها قائلا بثباته الفتاك: كرامتك هترجعلك وهتشوفى بنفسك ودا وعدي ليكِ وأختك موجودة الا طالبه منك توقفى تتجوزي طارق وتخليكِ هنا لحد بكرا وبعدها أعملى الا يريحك محدش هيجبرك أنك تكونى هنا.
تطلعت له بحيرة من أمرها فأقتربت منها بسمة قائلة بهدوء: خاليكِ يا بسملة أنتِ عارفة معاملة الناس ليكِ أيه؟ أسمعى كلام يزيد أشارت برأسها بالموافقة فأبتسم يزيد براحة لتدلف منار للداخل ومعها الملابس التى طلبها منها يزيد فقدمت لكلا منهم فستان رائع بالتصميم وحجاباً مطرز بحرافية.. بسمة بستغراب: دول ليه يا منار؟ وضعت عيناها أرضاً بخجل: النهارده محمود هيجى يطلبنى من مالك وأبيه يزيد عايزكم تحضروا معايا.
إبتسمت بسمة قائلة بفرحة: مبروك يا حبيبتي بسملة برقة: ألف مبروك تلون وجهها بحمرة الخجل قائلة بأبتسامة صغيرة ؛ الله يبارك فيكم يارب ثم صاحت بغضب يوووه نسيت ماما عايزاكم دي بعتانى من ساعتها الله يرحمنى بقا كنت عسل موووت تعالت ضحكات الفتيات ولحقت بها لغرفة أمل.
بالمشفى... ظل فراس جوارها حتى أستعادت وعيها بتعب شديد ودموع غزيرة تغزو وجهها، بعثت بالغرفة عنه فوجدتها خالية لا يوجد بها سواها هى وجاسمين وفراس رفعت جاسمين يدها على معصمها بدموع: ألف سلامة عليكِ يا حبيبتي لم تجيبها فقط الصمت المتعلق على وجهها، فتطلعت جاسمين لفراس وبدأت نوبة البكاء ليرفع يديه على رأسها قائلا بهدوء: بلاس بكى يا جاسمين هى هتبقى كويسة أن شاء الله.
تركت مقعدها ووقفت أمامه قائلة بدموع: أنا حبيتها وكنت بعتبرها أختى يا فراس كنت بشوفها على طول حزينة وهو السبب هو ميستهلهاش وحملت حقيبتها ثم غادرت بدموع غزيرة ليلحق بها فراس بعدما إمتلأت المشفى بعائلتها فعلم أنها ستكون بخير معهم... تمسك بها فراس قائلا بغضب: رايحة فين؟ وزعت نظراتها بحزن: هتثدقنى او قولتلك مش عارفه؟! ممكن أي مكان بعيد عن مراد لأنه دلوقتى هيكون عامل زي الوحش وممكن يطلع برقبتى.
إبتسم قائلا بغرور: مأنا عارف عشان كدا هخدك معايا عند أهلى وسبيه كدا لحد ما يرجع لعقله صاحت بحماس: أيوا صح مراد قالى أنك ليك عيلة تانية وأيه أغنياء جداً. إبتسم بثبات: مفيش حاجة بتستخبي بينك وبين أخوكِ أبداً عموماً أطلعى على الشقة غيرى هدومك لفستان حلو كدا وأنا ساعة وهرجع أخدك عشان أعرفك عليهم بادلته الحديث بسعادة: أوووك وصعدت لسيارتها ثم تخفت عن أنظاره بسرعة البرق...
بشقة تقى.. أرتدت فستان من اللون الأسود المرصع بالذهبي وحجاباً من نفس اللون فكانت كالأميرات.. جلست بأنتظار سيف بعد أن أخبرها بأنه سيبدل ثيابه ثم سيتوجهوا للقصر لحضور خطبة منار... بشقة سيف. تألق بحلى سوداء اللون جعلته بقمة الوسامة والجمال ثم صفف شعره بحرفية وتوجه للخروج ليجد شريف أمام عيناه يتأمله بضيق فأقترب منه قائلا بستغراب: بتبص لي كدا ليه؟
صاح بغضب: أنا بصيتلك ياخويا مأنت مقضيها بيات بره ودلوقتى لابس ومتأمع والله أعلم على فين؟! تطلع له سيف بصدمة: الله يخربيتك على فين أيه؟هتلبسنى مصيبة! جلس على المقعد يتناول الطعام بلا مبالة به: أنت الا هتلبس نفسك مصايب لو البت تقى قفشتك تلونت عيناه بألوان الطيف حتى أقترب لينال منه ولكن صوت الباب كان الحائل بينهم..
فتح سيف الباب ليجد أمامه فتاة فى بداية العقد الثانى من عمرها، ملامحها هادئة للغاية بحجابها الرقيق، تحمل بيده حقيبة ليست مجهولة بالنسبة له.. تأملته جاسمين بزهول ثم قالت بأستغراب: يبقا البواب غلط فى وصفه العنوان جايز تكون الشقة التانية؟ أنكمشت ملامح سيف بعدم فهم: أفندم أقدر أساعدك؟
أستدارت له قائلة بأبتسامة واسعه: أيوا الله يكرمك من كام يوم شنطتى أتبدلت مع واحد شكله غبي كداا هو لا طويل ولا قصير وجسمه عريض من فوق شوية وتحسه كدا غبي أو مجنون يعنى مش عارف أحدد بالظبط.. كبت سيف ضحكاته ثم فتح الباب على مصرعيه ليتبين لها من يجلس على الطاولة، يتناول طعامه بنهم. رددت بهمس: أيواا هو دا إبتسم سيف قائلا بتأكيد: هو دا الغبي الوحيد الا فى العمارة ثوانى هنديهولك.
أشارة له بهيام بملامح ذاك الوسيم فأستدار قائلا بصوتٍ ساخر: شررريف فى ناس عايزينك بره أنا هسبقك هناك متتأخرش.. حمل الطعام وتوجه للباب قائلا بستغراب: ناس مين دول؟! أخرج الطعام من فمه ثم أعدل من ملابسه قائلا بأبتسامة واسعة: أنتِ! أكيد الهوى الا رماكِ صح زمجرت بوجهها قائلة بغضب فتاك: لا وأنت الصادق حظى المهبب شريف بنظرة متفحصه: ليه بس كدا! دا حتى حماتك بتحبك وجايبكِ مع الكريب والحوواشي.
صاحت بعصبية: كريب ايه بقولك شنطتى أتبدلت مع حضرتك وأنا عندى معاد مهم لو سمحت أدينى شنطتى خالينى أمشي شريف بصدمة: شنطة أيه؟ رمقته بنظرة مميته ثم رفعت يدها على وجهها كمحاولة للتحكم بما تبقى من أعصابها.. أما على الجانب الأخر.. أنتظرها سيف إلى أن طلت أمامه بطالتها الساحرة لتخطف نبض القلب وهوسه فربما الآن صارت تحتل قلبه بعد محاولتها المتعددة أقترب منها بنظرات هائمة: أيه الجمال دا!
خجلت للغاية فربما تلك المرة الأولى التى يغازلها بها سيف، إبتسم وهو يتأمل حمرة وجهها قائلا بعشق: شكلى وقعت وأنتِ السبب رفعت عيناها بفرحة كبيرة ليجذبها داخل المصعد، قائلا بتذكر: أتاخرنا تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية: هموت وأفهمك يا سيف أستدار لها بجدية: وأيه الا مش فاهماه؟ رفعت عيناها القرمزية بخجل: شخصيتك غريبة أوى بين الضحك والجدية أقترب منها قائلا بثبات جعلها بقمة الأرتباك: ودا حلو ولا وحش.
تراجعت للخلف بأبتسامة خفيفة: أنت عاجبنى بأصغر تفاصيلك تأمل عيناها اللامعة بعشقٍ صادق بنظراته الدافئة ليرفع يديه ويقربها من وجهها فيقطعه صوت المصعد أو ربما محاولة لأعادته على وقع أنها ليست زوجته بعد.. رفع يديه يزيح خصلات شعره قائلا بغمزة من عيناه: بكرا عندى كلام كتير لم تتفهم حديثه وإتبعته للخارج فربما بعد ذهابها معه للقصر أولى خطوات إكتشاف زواجها غداً... بالأعلى...
صاحت به بغضب جامح: يا أستاذ خلصنى هتحكيلى قصة حياتك أدينى حاجاتى خالينى أغور من هنا تأملها بغضب: بتعلى صوتك ليه أنا من أصم على فكرة وبعدين بقالى ساعة بقولك أوصفيلى شنطة حضرتك أو أدخلى ميزها من بين شنط الزفت سيف منه لله.. رمقته بنظرة مميته: أنت عايزنى أدخل معاك الشقة جوا! أجابها بلا مبالة: أه أمال هشيلك الأوضة برة؟! : تصدق أنك حيوان ومش محترم.
قالتها بعدما لكمته بقوة أفتكت به أرضاً ليتطلع لها بصدمة وزهول ويديه على عيناها المتورمة بعدم إستيعاب لما يحدث! أسرع فراس بصدمة بعد أن رأى ما فعلته تلك العنيدة بعدما عمل هو ومراد على تدريبها على الملاكمة ليعاون شريف على الوقوف قائلا بغضب مكبوت بالهدوء المخادع: أيه الا بتعمليه دااا؟! صاحت بغضب: كويس أنك جيت الأفندى دا عايزنى أدخل معاه جوا فى الأوضة أختار من الشنط براحتى.
فراس بستغراب: شنط أيه؟وأوضة أيه؟! حاول شريف فتح عيناه ليستعلم عن من حوله ولكن لم يستطيع ففتح العين الأخرى بخوف من أن تلكمه فيصبح كفيف العينان.. قالت بهدوء: فاكر لما حكيتلك عن الغبي الا شوفته فى الأسانسير أكتشفت أن شنطتى أتبدلت مع سعاته فنزلت بكلمه بكل أدب وأحترام لقيته بيتكلم عن اوض وأيه عايزنى أدخل معاه جوا فسكت هعمل أيه؟!قولت ليا اخوات يجيبولى حقى المنتهك ردد فراس بغضب: أه مهو واضح.
خرج صوت شريف أخيراً: على فكرة أختك دي مفترية وبتتبلى على خلق الله كادت أن تجيبه ليحجيبها فراس بغضب ثم أستدار لشريف بأبتسامة هادئة: انت أخو سيف صح؟ تراجع للخلف قائلا بتفكير: على حسب هو عمل أيه؟ تعالت ضحكات فراس قائلا بصعوبة بالحديث: معملش بس هو إبن خالتى ومدام أنت أخوه يبقى أنت كمان إبن خالتى.
جحظ عيناه قائلا بصدمة: هى الفراخ الا كانت فى الكريب عندها سلل حراري ولا أنا الا جالى أرتجاج معوى هى الأكلة منشوشة عين ثم أستدار لفراس قائلا بغضب: بص يا عم أنت واختك شكلكم نصابين وبتشتغلونى فأدخل أنت وهى شوفوا شنطتكم وأنا هستانكم هنا أضمن تعالت ضحكات فراس قائلا بتأييد: أوك بس شاور على الأوضة الا فيها الشنطة وأنا هدخل أجيبها إبتسم سيف بسخرية: هى شنطة واحدة قلبك أبيض فراس بعدم فهم: بتقول ايه؟!
أجابه بغضب: ولا حاجة شوفت الأوضة الا فى وش حضرتك دي فراس بهدوء: أيوا إبتسم قائلا بغرور: دي أوضتى لو حابب تتفرج عليها زفرت جاسمين بغضب: مش قولتلك دا غبي! رمقها بغضب ثم أشار لهم على الغرفة المغلقة فتقدم منها فراس وهى معه ليتخشلوا معاً أمام تلك الغرفة العمالقة الممتلأة بمئات من الحقائب أستدارت برأسه لفراس قائلة بسخرية: دا كدا ممكن نحضر خطوبة أختك بعد سنة من دلوقتى.
شاركها الصدمة هو الأخر: أنا بقول نخدك على أي مول تختاري فستان وتنهى الليلة دي أشارت بستسلام وغادرت بصمت وهى ترمقه بنظرة قاتلة.. كاد شريف أن يغلق الباب سريعاً ولكن أسرع فراس بالحديث قائلا بزهول: الفضول قاتل أسمحيلي أسالك الشنط دي فيها أيه. تأفف شريف بغضب ليه تيجى على الجرح؟ كبت فراس ضحكاته بصعوبة قائلا بملامح ثابته: جرح أيه؟ إبتسم شريف قائلا بفرحة: أحكيلك يا سيدى.
بادله ذاك الوسيم البسمة الرجولية الفتاكة: أحكى شريف ببعض الغضب: الصفقات الا بتعملها شركات نعمان مالك بيحفظ معلومات عنها باللاب بتاعه على عكس سيف ذكى حبيتين بيحتفظ بالاوراق الخاصة بالصفقة فى الشنط الا حضرتك شوفتها دي ويحوشهم لحد ما يبقا معاه تلات أربع شنط فبيجبهم وهو راجع والعبد لله يطلعهم فى الأوضة الا جوا دي عايز أقولك أن الواد دا مفترى أوووى وتفكيره مقفل حبتين.
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية: لا مهو واضح عموما أشوفك بعدين ضيق عيناه بعدم فهم: بعدين فين يا عم مجنون عشان أطلع فى طريق أختك المخبولة دي أتكل على الله ويستحسن تغيروا أم العمارة دي معتش بتفائل بيها ولا بسكانها خرج فراس ولم يعد يمتلك زمام أموره فصعد للأعلى ليبدل ثيابه ويتوجه للقصر...
بقصر نعمان.. هبط مالك بعدم تصديق وهو يراها تحلس أمام عيناه فتقدم منهم بأبتسامة ساحرة ليجذب إنتباه الجميع بنظراته لليان.. رفع الغول عيناه قائلا بثبات: شرفتونا يا محمود إبتسم محمود بتأكيد: مدام أنا الا جيت يبقا الشرف معايا تعالت ضحكات الجميع لينضم لهم سيف قائلا بسخرية: لا مغرور يا حودة وقف محمود وتبادل معه السلام قائلا بفرحة لرؤيته: سيفو.
أمل بفرحة: أخيراً يا تقى معبرتيش خالتك خاالص كان لازم يحصل مناسبة عشان تيجى جلست جوارها قائلة بأبتسامة هادئة: حقك عليا يا مولة انتِ عارفه الظروف الا كنت فيها أشارت لها بتفهم ثم رفعت يدها على ليان: دى بقا يا ستى ليان أ قاطعتها تقى بسعادة وهى تحتضن ليان: أتعرفت عليها قبل كدا يا خالتو انتِ نسيتِ! تعالت الضحكات فقالت أمل بسخرية: خلاص بقا يابت كبرنا وخرافنا.
فاتن بضيق: بعد الشر عليكِ حبيبتى انتِ لسه شباب وقمر إبتسمت بحب لها: الله يكرمك يا حبيبتي ويجبر بخاطرك يارب كانت بعالم أخر غيرهم عالم يطوفها بنظرته الغامضة فيجعلها كأجيج من النيران، حاولت التهرب من نظراته ولكنه جالس أمام عيناها، تاركاً للشباب من حوله الحديث وهو بعالم صنعه خصيصاً لها، عيناه بلونها الساحر فتاكة لها، كأنها تختطفها بقوة وتظلل عليها بريحان من العطر تاركة أمواج الطوفان يزفها له...
هبطت منار لتخطف قلب محمود بطالتها المتناسقة بين الأبيض والوردي، عيناها كانت تختطف نظرات منه فتشتعل بجمران عسل حبه اللامنتهى... إبتسم يزيد قائلا بهدوء تعالى يا منار أقتربت منهم ثم جلست بقرب يزيد بخجل من نظرات محمود لها... ما هى الا دقائق حتى أنضم فراس وجاسمين لهم... تنبادلوا الحديث الشبابي المرح بجلسة الشباب ولجوارهم اندمجت جاسمين معهم لابجلسة فلأول مرة تشعر بالجو الأسري للتى تشعر به.
كان طارق بعالم أخر ممتلأ بالحزن على حاله فكم يود الأعتذار لها ولكن نظرة الكره بعيناها من تجبره على الأبتعاد عنه. هبطت تلك الحوريات لتنزع جو الحفل بأنقباض قلوب من يرأهم، كانت تستند على ذراع بسمة بفستانها الأحمر وحجابها الأبيض لتجذب إنتباه فراس لها تلك الفتاة المشابهة لطفلة صغيرة حركت قلبه المتمرد ليتابعها بنظراته الا أن هبطت للأسفل..
لجوارها كانت تعاونها بسمة وهى بأبهى طالتها حتى كاد يزيد أن يحتضنها بقوة ليخبأها بين ذراعه فربما سيغار عليها من لفحة الهواء التى تحرك فستانها الفضفاض بسحراً خاص يجعل لها منبع خاص...
عاونت شاهندة على الجلوس ثم جلست أمام ليان وجاسمين بستغراب فربما لا تشعر بأن ليان ستكون بيوماً ما أقرب رفيقة إليها، كانت تهبط خلفهم بخطى بطيئة حتى أنتهت الدرج فأشارت لها أمل بالجلوس جوارها لحبها الشديد لها رغم معرفتها بها منذ ساعات، تقدمت بسملة لتجلس جوار أمل ونظرات طارق المزهولة من جمالها الرقيق تتابعها بل تسابقها بأقدام...
بدأ يزيد بالتحدث بصوت مرتفع ليسمعه جميع من بالغرفة: بكرا إن شاء الله هنعقد القران والفرح فى نفس اليوم بعد أصرار الشباب تطلعت الفتيات لبعضهم البعض بصدمة فأسرع مالك بالحديث: مفيش نقاش الموضوع منهى تعالت ضحكات فاتن وأمل عليه، فأكمل سيف بفرحة: يعنى بكرا هيكون دمار شامل فرح مالك ويزيد وطارق وأنا طبعاً محمود بغضب: وأنا يا حيوان.
مالك بأبتسامة سخرية: مش قولنا أنت خطوبة دلوقتى عشان دراسة منار أركن على جانب فراس بستغراب: هتلحقوا تجهزوا القصر والدعوات فى ساعات! مالك بهدوء: الدعوات مفيش أسهل منها اعلان صريح على القنوات والقصر هنكثف عدد العمال الموضوع مش صعب.. كان جواً مرح ولكن نظرات طارق عليها وعلى الحزن المخيم على وجهها كان يبث السعادة بقلب يزيد لخطوته القادمة حيث أعلن عنها قائلا بهدوء: مش هنعمل الفرح هنا.
تعجب الجميع من قرار يزيد فتأملوه بأهتمام وإستغراب، فأقترب منها مالك بتعجب: نعم أمال هنأجر قاعة؟! إبتسم يزيد وعيناه على بسملة وبسمة: الفرح هيتعمل بكرا فى المنطقة الا عايشة فيها بسملة عشان الكل يعرفوا هى نسبت مين؟ ومين عيلة نعمان؟ سعد طارق وامل ومالك حتى بسمة وبسملة سعادتهم لا توصف فقرار يزيد به إسترجاع كرامتهم المهدورة...
سيف بأعجاب: فكرة دمار شامل ولا حد عملها قبل كدا هنعمل خيام كبيرة وتعطية تلفيزيونيه ونشرف عليهم بنفسنا فراس: دا محتاج وقت على فكرة أرتدي يزيد نظارته قائلا بثقة: الشغل إبتدى من حوالى أربع ساعات والعمال عددهم أكتر من 100 عامل يعنى على بكرا الصبح هيكون كل شيء تمام مطلوب منكم دلوقتى كل واحد يأخد الحتة بتاعته وينزل يجيبلها الفستان.
وتقدم يزيد من بسمة وسط نظرتهم المتعجبة من شخصيته الذكية للغاية فأبتسموا جميعاً وودوا لو احتضنوه على تلك الفرصة المذهبة الذي منحها لكلا منهم ليظل مع معشوقته ساعات قبل الزفاف.. كانت الفتيات بموقف لا تحسد عليه ولكنهم أنصاعوا لكلمات فاتن وأمل وغادرت كلا منهم مع معشوقها حتى بسملة بعد رجاء أمل هبطت مع طارق بسيارته وتبقت منار ومحمود بالحديقة يجلسان بعشق وبالداخل فاتن وجاسمين وأمل ونظرات فراس وشاهندة.
لنبدأ الآن كمالة العشق المتوج بعقبات لكلا منهم ونذهب للعنة عشق القاسي.. بشقة فراس.. دلف مراد للداخل بصمت دون البحث عن شقيقته ولا عن رفيقه، تمدد على الأريكة بأهمال وبدأ بحل أزرار قميصه بملل تحول لأندهاش حينما دق الباب بعنف فتوجه ليرى من هناك ليتفاجئ بشقيقة زوجته.. دلفت للداخل بعدما دفشته لتتمكن من الدلوف لتقف أمام عيناه فصرخ بها بصوته القاسي: أيه الجنان وقلة الذوق دي؟!
تعالت ضحكاتها المعبأة بالسخرية: جنان!الجنان دا لما أختى وفقت تدخل حياتك بأدرتها هى عشان حبيتك أنت وأتحديتنا كلنا عشان تتجوزك تطلع لها بصدمة لتكمل هى بغضب ودموع: بابا مكنش حابب يجوزها ليك وهى صممت يعنى متفكرش أنه كان مرحب بمراد الجندي زي مانت فاكر.
ملامحه متخشبة منا أستمع إليه فأقتربت منه قائلة بسخرية: على حد علمى أنك ذكي كان فين ذكائك بعدم وجود بابا فى حياتكم دى مش صدف دا غضب منه عليها أتحملته عشاانك وعشان حبك الا للأسف رخيص أووى عندك! خرج صوته الغاضب: ألزمى حدودك فى الكلام معايا أفضلك.
صرخت بغضب: أنت الا هتلتزم الصمت وهتسمعنى أختى بتضيع أدام عينى بسببك وبسبب غرورك وكبريائك المزيف دا فوووق من الا أنت فيه وشوف اد أيه هى بتحبك حاولت أبعدها عنك بس أنت بالنسبلها لعنة حاربت عشان تسبها معرفتش غير لما عرفت بحملها فهربت عشان معتش عندها مقدرة للذل بتاعك داا وجيت أنت بكل برود وقسوة وقتلت، قتلت إبنك يا مرااااد إبنك وواقف أدامى بمنتهى البرود والكبرياء.
كاد أن يتحدث فقاطعته حينما رفعت يدها: هخرج من هنا بس قبل ما أخرج هديك دا وأخرجت من حقيبتها دفتر غامض له وضعته آلاء على الأريكة ثم قالت بدموع: كنت أتمنى الموت على انى أخون اختى وأكشفها ادمك مع كل سطر كتبته ونقلت أحساسها على ورق بس للأسف يمكن مع كل سطر تقرأه تفوق على وقع اسود من الخيال أنك حطمت عشق عمرك ما هتقبله فى حياتك..
قالت كلماتها الأخيرة وغادرت تاركة قلبه يتحطم مع كلماتها. أقترب من الأريكة بخطى مضطرب وتراجع ألف خطوة بكبرياء وخوف مغلف لينتصر الفضول بالأخير وتصبح الصدمة أشد تعبيرات وجهه وأقسى عذاب بمعركة قادها الكبرياء والغرور...