أيا قلب لِمَ الآلآم؟! أيا هوس لما الجنون!
أهناك عشق حطمه الزمان أم هناك عشق للروح؟
عشق ممتد من الأمد ربما لعدة عقود ربما عشق الطفولة الخفي وربما وضع القدر الظروف.
ليجمع خيط الطفولة المفقود ولكن ماذا لو هناك آنين صدح بالقلب المشروخ؟
تعريف شخصيات الرواية
مالك نعمان: الأبن الأكبر لأحمد نعمان والبطل الرئيسي للراوية وكمان مغزى عنوان الراوية عايد عليه لان هو عاشق
الروح عنده أخت واحدة بس منار.
يزيد نعمان: البطل الثانى وبنفس مستوى دور مالك الإثنين وجهين لعملة واحدة هو إبن عم مالك وشريكه فى كل حاجة عنده أخ وأخت طارق وشاهندة
سيف: إبن خالة يزيد والصديق لمالك ويزيد حتى فى الشغل معاهم.
شريف: أخو سيف وصديقهم برضو..
فصول
رواية معشوق الروح
رواية
معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الأول
حُطم قلبها وتناثر لشروخ من الآوجاع، كيف تحتمل الآنين من حطمها ظنت أنه محبوبها؟! كيف ستتمكن من العيش وهو من ظنت أنه حماها وآمانها؟!
القلب خرج عن الطواف وتهشم بصوت إستمعت له جيداً لتكون العقوبة قاسية حتى لا تنخدع وتسقط بالهواجس مجدداً...
أغمضت عيناها كثيراً فى محاولة باتت بالفشل لتقبل حقيقة ما ترأه، لا ليست بحلمٍ سيئ ولكنها بواقع مرير، واقع دعسها به بخيط الخيانة القاسى، يا الله لم تحتمل رؤيته وتلك المرأة بين يديه هوت دمعاتها على وجهها المتصلب فرفعت يديها على فمها تكبت شهقاتها...
لم يكن بأوسع مخيلاته أنها ستصعد لغرفته، فأقترب منها بصدمة بعدما أرتدى قميصه هرولت تلك اللعينة للخارج من أباحت جسدها للمحرمات مقابل مبلغ بخس حقير إعتادت على مثل تلك المواقف، تراجعت للخلف وبداخلها آنين وآلآم..
لم تقوى على رؤيته أمامها بعدما رأته منذ قليل فركضت سريعاً والدموع تكسو وجهها بشدة فكلما كان يشتد كانت تسرع بالركض لعلها تختفى عن حدود مملكته الوضيعة التى باتت كالجحيم بالنسبة لها، جذبت أخر رابط بينهما من بين أصبعها ثم ألقت به أرضاً بكل قوة لم تعبأ به وهو يركض خلفها ويصيح بأسمها حتى تقف ويخدعها من جديد..
ركضت بقوة كأنها تقترب من مصيرها المجهول فربما بداية لرحلة متعلقة للروح، أفاقت منها على آلم بأنحاء جسدها حينما دعستها تلك السيارة بقوة فسقطت أرضاً فاقدة لمذاق الحياة من يرأها يظن أنها لقت حتفها الأخير، بدأت الرؤيا تتلاشي شيئاً فشيء فأخر ما رأته من يهرول إليها سريعاً بزعر ورعب شديد من رفعت يديها بمحاولة بائسة ان يخرجها مما هى به ولكنها هوت أرضاً حينما فقدت الوعى...
حملها ذاك الشاب ذو العين السوداء كالليل الكحيل بين ذراعيه فصرخ بقوة وخوف: ، ليااااان...
ليااان
أغمضت عيناها معلنة عن إنهيارها بين أحضانه..
حاول أفاقتها كثيراً وقلبه يكاد يتوقف فأقترب منه هذا الخائن بذعر وهو ينحنى لها فصاح به بكتلة من جحيم وصوتٍ بدا كهلاك موته: قرب من هنا وهتشوف ردة فعلي بنفسك
رفع رأسه قائلا بخوف من أن تكون أخبرته بخيانته: أنت بتكلمنى كدا أزاي؟! نسيت نفسك.
نظراته كانت كافيلة ببث الرعب الذي بدا على وجهه فتراجع للخلف برعبٍ شديد لعلمه ماذا سيتمكن هذا الشاب ذو الجسد الرياضى الممشوق، حملها بين ذراعيه وتوجه سريعاً لسيارته وضعها بالمقعد الخلف فجلست أحدى رفيقتها من كانت بالحفل الذي أقامه هذا المعتوه للأحتفال بميلاده فلم يكن بأوسع مخيلاته حضورها، توجه ليجلس بمقعده ملقياً عليه نظرة مميتة ختمها بصوت الأشد من طلقات الموت: ليان لو جرالها حاجة ورحمة أبويا ما هيكفينى فيك رقبتك.
وصعد لسيارته يقودها بجنون وهو يتطلع لشقيقته برعبٍ شديد، لم يتمالك أعصابه من التفكير بما فعله هذا الأحمق نعم أخبرها من قبل بأنه مخادع ولكنها كانت متشبسة به وعارضت أخاها لأتمام هذا الزواج فأتى هذا اللعين ليحطمها ولكن مهلا فربما لا يعلم ما يخبئه المجهول من عشق وُحد بخيط رفيع من القدر ليربط روح بروح أخرى تبعد عنها أميال وتجمعهم صدفة متخفية بدقائق لتجمع عشق بين قلبين لم يرى بعضهم البعض!.
لكم مقبض السيارة بقوة وغضبٍ جامح فصف سيارته بأهمال وحملها للمشفى وهو يركض بقوة كبيرة حتى أتت الممرضات لتزف هذة الفتاة لغرفة العمليات..
جلس على المقعد المقابل للغرفة بأهمال وقلبه يكاد يتوقف من الخوف على شقيقته فهى الوحيدة التى تعنيه بتلك العائلة المتعجرفة حتى والدتها لم ترى حبه الكبير لها كل ما ترأه أنه مجرد إبن زوجها!
ما هى الا ثوانى معدودة حتى أنقلبت المشفى بعائلة مسعد الحمزاوى فهرولت تلك السيدة ذات العقد الرابع من عمرها إليه قائلة بصراخ قوى: عملت فى بنتى أيه؟
رفع عيناه لها بصمتٍ قاتل فرفعت يدها تحركه بقوة كبيرة فأبعد يدها عنه ونظرات الغضب تتمكن منه ولكنه لمح من تقف على بعد ليس بكبير ونظراتها تذكره بما زرعته به من أخلاق لا تصرح له بذاك التصرف فغادر إليها بصمت..
رفعت عيناها بدموع: أيه الا حصل يابنى؟
قبل أن يجيبها كانت تلك المرأة من اقتربت إليها قائلة بغضب وغيرة واضحة للغاية غير عابئة بابنتها التى تصارع للحياة: أنت أيه الا جابك هنا أنا مش قولتلك أخرجى من حياتنا أنت وإبنك أنتوا أيه؟!
كاد الحديث بجمرة عيناه المخيفة فتمسكت بيده قائلة بهدوء: خالى مشاكلنا على جانب يا حنان مش وقته عايزين نطمن على ليان.
أنصاعت لها وتوجهت للمقعد ودمعها يغزو وجهها فبداخلها جزء يحمل شيئاً من الأمومة يصعب وصفه رغم إهمالها بأبنتها التى تفضل زوجة أبيها عن والدتها!.
جلست فاتن والدة محمود على المقعد والدموع تشق طريقها على ليان فأخذت تدعو الله أن ينجيها...
وما هى الا ثوانى معدودة حتى خرجت الممرضة تهرول بفزع فأقترب منها محمود قائلا برعب: فى أيه؟!
أخبرته وهى تهرول لزميلتها: المريضة خسرت دم كتير وللأسف فصيلتها نادرة جداً ومش متوفر فى المستشفى غير كيس دم بس وأحنا هنحتاج أكتر من كدا
جذبتها حنان بغضب شديد: يعنى أيه مفيش غير كيس واحد، ثم أستدارت لمحمود قائلة بتشفى وحقد دافين: هى دي مستشفى الا أنتِ جايب بنتى فيها أنا هخرجها من هنا فوراً لأيطاليا.
أقترب منها محمود قائلا بهدوء مريب: هتخرجيها أذي وهى بالعملياات أنا هتصرف متقلقيش ليان مش هيجرالها حاجة
وقبل أن تجيبه كان قد أختفى من أمامها فأسرع لسيارته بسرعة كبيرة لأنقاذ حياة شقيقته..
خرجت الممرضات واحدة تلو الأخرى بخوفٍ شديد وحزن على خسارة تلك الفتاة إن لم يتوفر لها نفس الفصيلة فربما عشق
الروح بمكان قريب منها وربما حائل الطفولة الغامض على بعد مسافات!.
توجه للخروج وصدى خطاه تتردد بالممر الخاص بالخروج، وسامته كانت ملفت للأهتمام فكان محور النظرات بالمشفى نعم أعتاد عليها فأخرج نظراته بملل ليحجب عنه النظرات فعيناه فشل الكثيرون بمعرفة لونها فكان سبب جدال النظرات من حوله...
أبطئ خطواته حينما إستمع لحديث الممرضات عن تلك الفتاة التى تصرع الموت لحاجتها لفصيلة تجري بعروقه، أقترب منها قائلا بصوته الرجولى الثابت: أنا فصيلتى متطابقة.
أستدارت الممرضة بلهفة لصاحب الصوت فوجدته شاباً فى أواخر العقد الثانى من عمره، يقف أمامها بثقة لا يمتلكها سوى مدرب كمال أجسام أو لاعب محترف يعلم جيداً أنه سيفوز بمبارة وسط عمالقة الأوزان طويل وخصلات شعره السوداء مصففة بحرافية ولكن مع تمرد بعض الخصلات لتهبط على نظارته السوداء الذي يخفى عيناه الساحرة خلفها...
فرغت فاهها وهى تتأمله إلي أن تدخلت زميلتها قائلة على وجه السرعة وهى تشير له على مكان غرفة العمليات فلم يكن هناك وقتٍ كافى ليدلف لغرفة منفصلة: حضرتك بتعانى من أي مرض ضغط أنميا أي حاجة معينة
أتابعها بثقة للغرفة قائلا بنبرة ثابته: لا.
حمدت الله كثيراً ووضعت ستاراً عازل بينها وبينه، خلع جاكيت الأزرق ثم كشف عن ذراعيه بعدما جذب قميصه الأبيض المرسوم على جسده كأنه صنع له ليتمدد على الفراش يمنحها حياة قد قدمتها له من قبل بالماضى أو بحلقة مجهولة ربما لم يتم العثور عليها فيعلم أن من وهبته الحياة منذ خمس أعوام هى من يعزلها عنه ستار كحاجب العهد...
جذب هاتفه ليجد إسمه لأمع على هاتفه فبعث برسالة نصية لعدم قدرته على الحديث من داخل غرفة العمليات أكيد عملت حاجة؟
أجابه الأخر، مش أنا طارق عمل كارثة ويزيد مش هيرحمه المرادي لازم ترجع القصر حالا
كارثة أيه دي
=، لما تراجع هقولك مش هينفع الكلام على الفون .
، أنا مش راجع القصر غير متأخر لأنى عندي meeting خلى حد من الأستقبال يبعتلى معلومات الصفقة الا الحيوان شريف بوظها عشان أعرف أحل الموضوع قبل ما يزيد يعرف
=، أوك بس عشان خاطري حاول ترجع بدري أنا مش هعرف أخبي عن يزيد أكتر من كدا وأنت عارف أنه هيعرفنى على طول
أوك يا سيف سلام
=سلام يا إمبراطور مملكة نعمان.
التسبيل دا يبقا طارق عمل كارثة وحضرتك حابب تتشفع له عشان عارف أنى هعرف بس أفتكر حاجة واحدة أنا أصعب من يزيد ميت ألف مرة أظن رسالتى وضحت.
أغلق سيف هاتفه وهو فى حالة من اليأس الشديد لعدم قدرته على تخليص هذا اللعين، نعم ما فعله يستحق القتل ولكن لم يرد لأخ أن يقتل أخيه وربما بمكانة يزيد نعمان فالأمر يحتاج للتفكير...
أستند برأسه على الفراش إلى أن أنهت الممرضة عملها فجذب جاكيته على يديه بأهمال ثم توجه للخروج، رفع يديه على مقبض الباب ليخرج من الغرفة ولكنه شعر بغصة تحتل قلبه يشعر بها بعد سنوات عديدة بعدما فقدها، رفع يديه يتحسس قلبه بزهول من كونه مازال على قيد الحياة بعد أن فقدها؟!
يعلم جيداً أنه إن إزداد بالتفكير فربما سيفقد ثباته المتزن، رفع نظراته على عيناه وتوجه للخروج...
بالخارج..
ولج إليهم مسرعاً قائلا للممرضة بلهفة: أتفضلى
قالت بهدوء: لا خلاص مفيش داعي
أنقبض قلبه فأسرعت والدته بالحديث: فى واحد إبن حلال أتبرعلها يا حبيبي أنا شكرته بنفسي على الأ عمله.
بادلها بسؤالا أخر: طب وليان عامله أيه دلوقتى؟
فاتن بهدوء: الحمد لله الممرضة طمنتنا عليها ونقلتها أوضتها تفوق وهندخل نشوفها أن شاء الله
جلس على المقعد قائلا بفرحة: الحمد لله.
رفعت يدها على كتفيه بأبتسامة هادئة فهى تعلم مكانة ليان جيداً.
بمكاناً منعزل عن الجميع وبداخل قصراً مثير للجدل بتصميمه المختلف كثيراً عن باقى القصور فهو على الطراز الحديث للغاية ومزيج من الكلاسيكى..
كان يقف بغرفته بصدمة ورعب حقيقي حينما أخبره رفيقه بأنها رفعت قضية تطالب بشرفها المنهوك على يد قذر مهين للبشرية، كان يتوقع أنها ستفعل مثلما يفعل الكثير وهو التكتم خوفاً من الفضيحة التى ستلحق بأهلها محدود الدخل ولكن هيهات ربما لا يعلم بأنها الجمرة النارية التى ستحرقه هو وصاحب النفوذ الداعم القوى له يزيد نعمان ...
أرتجف بقوة خوفاً من أخيه وإبن عمه فهو يكاد يكون هلاكه بعد أخر تحذير له من الوقوع بالأخطاء ولكن ما أرتكبه لا يغتفر فظن أنه بعد أن مرء شهرين من أغتصابها بأنها ساكنت ولجئت للصمت ولكن ما إستمعه من رفيق السوء جعله يرتجف من الخوف لمجرد التفكير بما سيفعله إبن عمه مسؤال تلك العائلة أو أخيه!.
على طاولة ضخمة للغاية تضم عدد كبير من أكبر رجال أعمال الشرق الأوسط، يتطلعون لمن يجلس على مقدمة الطاولة بأهتمام كبير فرفع يديه لتركض السكرتيرة بقلم ليوقع بأسمه الطابع للقلوب يزيد نعمان ثم ألقى الأوراق على الطاولة فحملها هذا الرجل بسعادة فأنعقاد صفقة مع يزيد نعمان تستحق السعادة..
فوقف كبيرهم رافعاً يديه بفرحة لينال شرف الأقتراب من يزيد نعمان، رفع عيناه الغامضة وهو يتطلع له بصمتٍ مريب، بيده القلم يلهو به وعيناه تتأمل الرجل تارة ويده الممدوة تارة أخرى..
كان الجميع يتراقب ما يحدث بأهتمام شديد فوضع القلم على الطاولة ثم وقف بهيبته الطاغية ليظهر جسده الممشق بحرافية تاركاً القاعة بأكمله ليتواجه لمكتبه...
لم يجد الرجل كلمات لموقفه فجذب الأوراق وغادر بهدوء..
بقاعة الأجتماعات الأخرى الخاصة بشركات نعمان كانوا يجتمعون جميعاً بأنتظار المسؤال الرئيسي عن الشركات فزفروا بضيق لتأخره الملحوظ...
حاول سيف التدخل فالأمر زاد عن الحد قائلا بأسف، (الحوار مترجم): أعتذر منك سيد ريان فلابد من وجود شيئاً ما.
زفر هذا الرجل قائلا بضيق: لم أنتظر أحداً من قبل فتلك الأهانة لن تبتلع
رفع سيف عيناها بغضب شديد قائلا بصوت خاافت: أتاخر كدا ليه؟
وقف الرجل الأخر قائلا ببعض الهدوء المخادع: أهدأ سيدى فالسيد مالك معروف للجميع بمواعيده الدقيقة فربما هناك خطبٍ ما
: وربما تعمد ذلك
قالها هذا الشاب الوسيم الذي خطى للداخل بخطى ثابت للغاية ليجلس على رأس تلك الطاولة الضخمة واضعاً ساقٍ فوق الأخري بثقة وعيناه تتحدى من يقف أمامه بكبرياء..
تعجب البعض من وجود هذا الشاب الصغير بداخل مكتب مالك نعمان المسؤال الأول عن تلك الأمبراطورية فظن البعض أنه إبنه لم يكن بمخيلاتهم أن من أدار تلك الأمبراطورية هو شابٍ لم يتحدى الثلاثون من عمره!
خرج صوت ريان بغضبٍ جامح لسيف: أترحب بالاهانة لنا بمكتبك حتى من يعمل هنا لا يعرف كيف التحدث إلى سيده.
تلونت عيناه الممزوجة بين اللون الرمادى والأزرق الفاتح فعيناه مثيرة للجدل فلم يتمكن أحداً من معرفة لون محدد لها..
خرج صوته قائلا بصوت كالرعد: أنت هنا بمملكتى ريان إذاً دع الحديث عن الأسياد ببلدك ولكن هنا تعلم كيف الحديث لي
تطلع الجميع لبعضهم البعض بذهول فقال من يقف جوارهم: كيف لك بذلك المكان ملك للسيد يزيد نعمان ووالده مالك نعمان .
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية: أعتذر ولكن والد السيد يزيد توفاه الله منذ أكثر من عشرة أعوام
صدم الرجل قائلا بزهول: إذاً من هو مالك نعمان؟!
رفع عيناه قائلا بصوت يحمل الكبرياء بطايته والسخرية بمحوره: من يجرؤ على الجلوس بمقعده سواه.
صدمة أخرى للجميع أن من أمامهم هو مالك نعمان المؤسس القوى لمجموعات نعمان لم تكن بأوسع أحلامهم أن من أسس تلك الأمبراطورية هو شابٍ صغير للغاية لا الواقع مرير، فربما لم يروا الوجه الأخر للعملة المعدنية يزيد نعمان ...
لم تعرف الكلمات مخرجها فأبتسم قائلا بهدوء: أخبرني يزيد بأمر الصفقة التى تمت بينك وبين المقر الرئيسي المسؤال عن الصلب.
أجابه بعد عدد من المحاولات لتفادي الصدمة من كونه مالك نعمان: ولكن لم تتم إلى الآن
ضيق عيناه قائلا بسخرية: كيف لها بدون توقيع خاص بي!
لقد أوقفت العمل عليها حتى تأتى إلي هنا لنتعاقد فيما بيننا فالحديث بين المندوب ليس من مقام شركات نعمان والآن دعنى أدرس الملف بأتقان ثم أبعث لك بقراري
تطلع له البعض بغضب والبعض بذهول والأخرون بأبتسامة متخفية كرفيقه سيف..
خرجوا جميعاً وتبقى سيف قائلا بأعجاب: أيه دا؟! دانت عملت معاهم الصح
توجه لمكتبه الرئيسي قائلا بنبرة كالسيف: وأي حد هيفكر يقلل من المكانة الا وصلنلها أنا ويزيد هيكون نفس المعامله واكتر أنا كدا ربيتهم بطريقتى
تطلع له بأبتسامة إعجاب: أنتوا بقيتوا فى السوق أنت وإبن عمك ذي الغول بالظبط مستحيل حد يرمى نفسه تحت إيديكم
جذب الملف قائلا بثبات: كنت بتقول طارق عمل أيه؟
صمت قليلا فرفع مالك رأسه ليرى رفيقه يكبت غضبه بشدة فخرج صوته أخيراً: ما تقول يابنى فى أيه؟
كاد أن يجيبه ولكن قاطعهم من ولج للغرفة بعدما طرق الباب يحث سيف على التوجه لمكتب يزيد.
تطلع له فرفع يديه على كتفيه قائلا بثبات: روح وأنا هخلص الملفات الا معايا ونتكلم
أشار له برأسه وتوجه لمكتب الغول كم يلقب..
بينما جلس مالك يتابع عمله فوقعت عيناه على تلك اللاصقة الصغيرة على يديه تذكره بنبضات قلبه المتسارع حينما كان يتجه للخروج من غرفة العمليات، عاصفة الماضى طوفته بقوة لتجذبه بلا رحمة لماضى ينهش بقلبه المتحجر فيجعله بلا روح قلب ممزق بآنين الفراق والبعد والهوان..
فلاش باك
قاد السيارة بجنون قائلا بأبتسامة ساحرة وهو يتأمل من تجلس جواره: لا بجد مش مصدق أنتِ يا ليان أنتِ؟!
أجابته بغرور أيوا أنا مش زوجة مالك نعمان لازم أحط الحد الكويس
تعالت ضحكاته قائلا بعشق: أنتِ قلب مالك ونبضه وكل ما يملك هههه بس برضو مكنش ينفع تعملى فيها كدا
صمتت قليلا ثم قالت بتفكير: ما هي الا قلت معايا أدبها وبعدين أنت الا علمتنى الحركتين دول أدتهملها صح.
ترك مقبض السيارة وأستدار بوجهه قائلا بعشق: بعد جوازنا هعلمك أكتر من حركة مش حركتين بس
تطلعت له بفرحة كبيرة: بجد يا مالك؟
لمح سحر عيناها الرومادي قائلا بهيام: بجد يا روح قلب مالك
تطلعت أمامها بخجل فقالت بأرتباك: قولتلك ألف مرة هدى السرعة شوية
إبتسم قائلا بعشق: لا موعدكيش عايز ألحق أقعد معاكِ شوية قبل ما أروحك
شعرت بخوف شديد فقالت برعب: يا مالك حرام أنا بخاف من السواقة بتاعتك دي هدى شوية.
كاد أن يجيبها ولكن صوت صرخاتها حينما أنقلبت السيارة بقوة كبيرة لتجثو أرضاً وتتحطم لآلآف من القطع كأنها تنهى إنتهاء حياة قلب إعتاد النبض للمعشوق، أخر ما إستمع إليه صوتها وهو يهمس بأسمه قبل أن يغيب عن الواقع...
أخرجه من شروده صوت الهاتف فرفعه بعد محاولات باتت بالنجاح لرسم التعبيرات الهادئة على وجهه..
: وحشتنى أووووي
إبتسم لتتلون الوسامة بعيناه: مش عارف لحد أمته هتفضلى تبكشي عليا!
تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية: أنا! على طول ظلمنى كدا؟!
أستند برأسه على المقعد قائلا بأبتسامة هادئة: عايزة أيه من الأخر كدا
إبتسمت قائلة بغرور: تعجبنى وأنت فاهمنى كدا
رفع يديه يتأمل ساعته بضيق: طب أنجزى عشان مش فاضيلك
تأففت بضيق: فى حد يكلم أخته الصغيورة كدا؟!
مالك بنفاذ صبر: أقفلى يا منار وأما أرجع نشوف الا عايزاه مأنت وشاهنده عملين عصابة إجتماعية.
تعالت ضحكاتها قائلة بسعادة: ربنا يخليك ليناا ياررب يا ناصر الغلابة فى قصر الغول
إبتسم قائلا بمكر: أيه دا يزيد؟
أغلقت الهاتف سريعاً فعاد للعمل وإبتساماته تنير هذا الوجه الوسيم..
بغرفة المكتب الخاصة بالغول كما يلقبه البعض
دلف للداخل بقدم مرتعشة فكيف سيخبره بما أرتكبه أخيه تلك المرة؟
هل يحمل بقلبه ذرة شجاعة ليتجرأ على الوقوف أمام يزيد نعمان ويخبره بأن أخيه فتك بشرف فتاة بريئة، نعم هو الرفيق المقرب له بل يشبه الرفقة للروح ولكنه لم يجرأ قط على تخطى الخطوط الحمراء لقاموس يزيد نعمان...
رفع هذا الشاب ذو العين الخضراء عيناه ليجد القلق مصاحب لوجهه فأشاح بنظراته على الحاسوب قائلا بهدوء مميت: هعرف بالنهاية فياريت تقصر وقتك وتنجز
إبتلع سيف ريقه بخوفٍ شديد ثم قال بصوتٍ يكاد يكون مسموع: يزيد أنا بقول نتكلم لما نرجع القصر أحسن
رفع عيناه التى كادت أن تقتل رفيقه ثم تخل عن مقعده ليقترب منه قائلا بصوت كالرعد: فى أيه يا سيف؟
فشل فى السيطرة على شجاعته المصطنعه قائلا بصوت مرتجف: طارق أأ..
ضيق عيناه بعدما ترك مقعده ليحتل مكانة المصارع المحترف بجسده الممشق قائلا بصوتٍ تخل عن هدوئه: ماله سي زفت؟
سيف بعصبية لعلمه بالوقوع بطريقٍ خاطئ: أخوك عمل كارثة والمرادي لا أنت ولا مالك هتقدروا تخلصوه منها.
بدت ملامحه تتبدل شيئاً فشيء فعلم سيف أنه على وشك خسارة حياته على يد إبن خالته فأسرع بالحديث لعلمه سبب الغضب المزلزل: طارق أغتصب بنت بريئة يا يزيد معرفش يوقعها غير بالطريقة الواسخة دي والبنت من عيلة فقيرة جدا بس الشرف عندهم أغلى ما يكون
لم يحتمل النظر لذلك الوحش المفترس أمامه فأقترب منه قائلا بخوف شديد: أتكلم معاه براحة يا يزيد أنا عارفك كويس.
لم يجيبه وخرج من المقر المحفور بأسمه الخاص يزيد نعمان صنعه بالكد هو ومالك بالعمل ليرفعوا مقامه معاً بين الجميع ولكن بوجود شقيق مثل هذا الأحمق يجعله يفقد أتزانه الخاص ربما لا يعلم بأن الفاتورة لتخليص عذابها ستكون غالية للغاية وربما سيكون جزء منها
وربما ستكون جمرة النار الذي ستشعل إمبراطوريته العريقة.
زفر سيف بغضب شديد وهو يشدد على شعره الطويل فأخرج هاتفه يحاول التواصل لمالك ولكنه تفاجئ به مغلق فتذكر بأنه أخبره بأمر إجتماعه مع مسؤالين البحرين فرفع الهاتف محدثٍ العمود الأخر بالصداقة لم يجيبه فصاح بغضب: رد يا شررريف
أتاه صوته بعد قليل قائلا بنوم: صباح فل
سيف بغضب جامح: صباح الزفت على دماااغك فووق واسمعنى يزيد جاي القصر والمرادي الا طارق عمله محدش هيقدر يحميه.
إبتلع شريف ريقه بخوف قائلا برعب: أه وأنت بقا مسلطنى فى وش الموت وعايزنى أنقذ طارق من أمنا الغول الا هو يزيد
سيف بغضب جااامح: شرريف 5دقايق وتكون بقصر يزيد قبل ما أنا الا أطلع بروحك
وأغلق بوجهه الهاتف، تطلع شريف للهاتف قائلا بفزع وهو يهرول لثيابه: ربنا يخدكم على الصبح أنا ناقص رايح للموت براجلي هو يزيد معاه هزار منك لله يا طارررق منك لله ياتري المرادي هببت أيه!..
بقصر مالك نعمان
دلف للداخل سريعاً فصطدم بها لتصرخ قائلة بغضب: مش تفتح يا حيوان أنت
شريف بغضب شديد: بت أنتِ غوري من وشي الساعة دي
شاهندة بغضب أشد: أنت بتكلمنى أنااااا!
شريف بصراخ غير عابئ بها: طارررق أنت يا زفت
جذبته من ثيابه قائلة بغضب جامح: خاليك معايا وسبك من طارق.
شريف ببسمة متسعه: طب اسمعى بقا يا قلبي إبن خالتى الا هو أخوكِ جاي على هنا مش عارف الحيوان الا فوق دا عمل ايه بالظبط بس الا فهمته من سيف ان حياته وحياتنا جميعاً بخطر وانتِ أكتر واحدة عارفه أخوكِ يزيد هتحلى عنى وتخلينى أحل الموقف ولا كعادتك هتقفى تعالي صوتك العسل الا أول ما يزيد يشرف هيتبلع.
ابتلعت ريقها بخوف شديد ثم هرولت لغرفتها وأغلقتها سريعاً، أما شريف فهرول للاعلى سريعاً يبحث عنه بغضب شديد إلى أن وقعت عيناه عليه بغرفته يجلس والرعب بادى على وجهه..
شريف بغضب شديد: أنت مش سامعنى بنادي عليك يا زفت!
زفر بغضب: بقولك أيه يا شريف أخرج من دماغى لحسن أنا على أخرى
جلس جواره قائلا بسخرية: تصدق أنك بجح وعديم الذوق بقا أنا سايب الا ورايا وجاي أنقذك من الغول وفى الأخر تكلمنى بالأسلوب دا؟
أنقبضت أنفاسه فقال برعب: يزيد؟ هو عرف؟!
أقترب منه قائلا بشك: عرف أيه بالظبط؟!
إبتلع ريقه بخوف شديد ثم صاع بقلق: أنا هخرج من القصر قبل ما يرجع
وتوجه للخروج ففتح باب غرفته لتتخشب قدماه بمحلها حينما يرأه يقف أمامه بطالته القابضة للأرواح تراجع للخلف بزعر شديد حتى شريف شعر بأن تلك المرة هناك أمراً مريب..
نظراته هى من تتحدث بديل عنه، كجحيم ملون لمن يتجرء على الوقوف أمامه فكيف له من فعلته الأنتساب لتلك العائلة؟
حاول شريف التدخل قائلا بهدوء: يزيد ممكن تهدأ ونتكلم
مازالت نظراته على أخيه قائلا بهدوء قاتل: سبنا لوحدنا
تطلع له طارق برجاء شديد فقال بصوت مرتبك لعلمه قواتين الغول: يزيد أ..
قاطع باقى كلمته نظرات يزيد التى تحاولت من ذاك اللعين لتتسلط عليه فتوجه مسرعاً للخارج...
تراجع طارق للخلف برعب حقيقي فخرج صوته أخيراً: الكلام الا سمعته دا صح ولا غلط
رفع يديه قائلا بخوف: يزيد ممكن تسمعنى
قاطعه بحدة وصوت كفحيح الموتى: صح ولا غلط
تعبيرات وجهه كانت كفيلة بالأجابة على جميع الاسئلة المطروحة أمامه فرفع يديه يكيل له اللكمات المتتالية بغضبٍ جامح قائلا بصوت يتهلل له الجحيم: ليييه؟!
ليه تعمل فى بنات الناس كداا دا أخرت توجهيى وتعليمى ليك.
طارق بخوف شديد ؛ أسمعنى يا يزيد البنت دى كدابة أنا معملتش فيها حاجة
جذبه أمام لهيب عيناه قائلا بغضب شديد: وكمان بتكدب
لم يتمكن من الحديث فخارت قواه أمام هذا الوحش الكاسر..
بالخارج
بكت بخوف شديد وهى تستمع لصرخات أخاها فتشبست بيده قائلة برجاء: أعمل حاجة يا شريف
ألقى بهاتفه بغضب شديد: سيف مش بيرد وأنتِ أكتر واحدة عارفه مين بيقدر ليزيد
أجابت بخفوت: أبيه مالك كلمه بسرعة.
وركضت للهاتف وناولته له فتطلع لها قليلا ثم قال بأرتباك: يا شاهندة أحنا منعرفش طارق عمل أيه فلو دخلنا مالك فى الموضوع هيحله بس عقاب طارق هيكون أضعاف وأنتِ عارفه مالك كويس مفيش معاه تهاون على عكس يزيد بيخرج غضبه وبعدين بيهدأ
صاحت به بقوة وبكاء مش وقته أتصل بيه بسرعة هو الا هيقدر يتدخل بينهم.
وبالفعل أخرج شريف هاتفه يحاول الوصول لمالك ولكن تفاجئ بصوت هاتفه يأتى من خلفه فأستدار ليجده يقف أمامه بطالته الطاغية..
أقتربت منه بلهفة قائلا ببكاء: أبيه مالك يزيد هيموت طارق أرجوك ألحقه عشان خاااطري
رفع يديه يزيح دموعها قائلا بثباته المعتاد: متقلقيش يا شاهندة بس روحى أوضتك وأنا هشوف فى أيه؟
أبت التحرك وعيناها على باب الغرفة المغلق بأحكام فتطلع مالك لشريف قائلا بحذم: خدها على أوضتها.
أشار له بتفهم ثم جذبها كما أخبره مالك..
أما هو فتوجه للغرفة والغضب ينعش بقلبه بعدما علم ماذا فعل هذا اللعين بعد أن ضغط على سيف فقص له هو الأخر..
دلف للداخل بخطاه الثابت ليجد رفيق دربه بحالة من الجنون يكيل له الضربات بغضبٍ جامح...
أقترب منه قائلا بهدوء: يزيد سيبه
لم يستمع له فكل ما يرأه أمامه جرايم كثيرة يرتكبها هذا الأحمق الذي يود الفتك به..
جذبه مالك قائلا بغضب شديد: مش قولتلك سيبه.
تطلع له يزيد وهو يلتقط أنفاسه بفعل مجهوده المفرط على ذاك اللعين الذي أحتضن دماء وجهه برعبٍ شديد من نظرات مالك المريبة..
يزيد بصوت جمهوري: بتبعدنى عنه ليه يا مالك الحيوان دا مش هيسكت غير لما يخرب كل الا بنبنيه
مالك بهدوء مخيف لطارق: ممكن تهدأ شوية
تطلع له يزيد بسخرية: أهدأ؟!بقولك الحيوان دا أغتصب بنت بريئة وتقولى أهدا أنا لو مطلعتش بروحه النهاردة مبقاش يزيد نعمان.
تعال صوت مالك قليلا: أتحكم بأعصابك يا يزيد مش هعيد كلامى تانى قولتلك ألف مرة قبل ما تتصرف أي تصرف حكم عقلك بدل قوتك
بادله بسخرية: عقل!هو الا عمله محتاج عقل؟! البنت حامل ورافعة قضيه وتقولي عقل؟!
مالك بهدوء: أخرج بره يا يزيد
: نعم؟!
قالها بغضب شديد فأقترب منه مالك قائلا بنبرة لا تحتمل نقاش: أنت عارف أنى مش هتهون معاه على الا عمله وهخليك تشوف بنفسك الا هعمله بس من هنا لوقتها تسبنى أنا الا أتصرف.
تطلع له يزيد بنظرات محتقنه ليقرأ عيناه بحرافية نشأت منذ الطفولة فرمق أخيه بنظرة نارية ثم خرج من الغرفة صافقاً الباب بقوة كبيرة كادت أن تحطمه كأنه من زجاج..
وقف هذا الطوفان الهادئ بنظراته فرفع طارق عيناه المتورمة من أثر اللكمات قائلا بصوت منخفض: مالك أنا..
قاطعه بسخرية: أنت أيه؟! ليك عين تتكلم أنت أقل ما يقال عنك حقير ووسخ عايش حياتك بالطول وبالعرض ميهمكش أي حاجة غير رغباتك الرخيصة الا هتدمرك دنيا وأخرة.
بس الحق مش عليك الحق علينا أحنا الا تعبنا ليل ونهار عشان نعمل القصر الا حضرتك فيه دا، ثم أقترب ليكون على مقربة منه أنا وأخوك تعبنا ليل نهار عشان تكونوا مرتاحين فى حياتكم ومتحتاجوش لحد عملنا نفوذ وسلطة وإمبراطورية كاملة رغم أن سننا متعداش التلاتين حرمنا نفسنا من أبسط حقوقنا عشانكم، تلونت عيناه بجحيم مريب قائلا بصوت محتقن: أتغضيت كتير عن أخطاءك لكن المرادي لا يا طارق الا عملته صعب أوى والا جاي هيكون أصعب بس عليك أنت.
خرج صوته أخيراً: أرجوك يا مالك أسمعنى
رفع يديه بوجهه محذراً إياه من التحدث فتحلى بالصمت حينما تحدث هو قائلا بعصبية شديدة: أنا الا هتكلم وأنت الا هتسمعنى البيت دا الا تعبنا فيه أنا ويزيد مش هسمح أنه يتدمر عشان كدا من النهاردة مالكش مكان فيه شاهندة ومنار خط أحمر مفيش رابط بيجمعك بيهم ولا بعيلة نعمان أنا مأمنش لحد فيهم معاك
صدمات كبيرة يتلقاها بقوة وخاصة من ذكر أسماء شقيقاته!
أقترب منه مالك بتحدى قائلا بصوت مريب: أنا مش ذي يزيد هستخدم قوتى وفى الأخر ترجع لنفس الشيء أفتكر أخر تحذيري ليك ودلوقتى جيه وقت التنفيذ
رفع يديه قائلا بصوت كالرعد: مفاتيح عربيتك وكل حاجه تخصنا.
تطلع له بصدمة فجذب منه المفاتيح والمال ثم دفشه قائلا بصوتٍ كعداد موته: لو شوفتك هنا تانى ولو صدفة ورحمة أبويا وأبوك لأكون مسافرك ليهم موضوع البنت دي أنا هحله بس مش خوف على سياتك بالعكس دا خوف على التعب الا فضلنا أنا وأخوك نعافر عشان نوصله فى وقت كنا فيه بالشارع..
وقف يتأمله بصدمة فأشار بيديه للحرس الذين أتوا على الفور لينفذوا أمر مالك بكل سرور...
أخرجوه خارج القصر وهو يتأمله بعيناه الغامضة بعدما بعث برسالة لسيف الواقف على بعد ليس ببعيد عن القصر..
توجه مالك لغرفة المكتب الخاصة بيزيد فولج للداخل ليجده يجبس بهدوء مميت وعلامات الغضب تحرف وجهه فقرأ عتاب عيناه له فرفقة السنوات جعلتهم كالكتاب المفتوح لبعضهم البعض..
جلس على المقعد المقابل له يتأمله بأنتظار لينفجر بالحديث كالمعتاد وبالفعل ماهى الا ثوانى معدودة وصاح بغضبٍ جامح: مسبتنيش ليه أخلص عليييه؟!
تطلع له قليلا ثم قال بهدوء مريب: وتفتكر دا الحل؟
شدد على شعره الطويل للغاية قائلا بنفاذ صبر: أنا زهقت يا مالك بجد خلاص جبت أخرى مع الولد داا مش عارف طالع لمين؟
بادله الحديث بنبرة مستكينة: الا عمله المرادي صعب.
تأمله بعين تحمل الزهول ثم صاح بغضب: أنا نفسي أفهمك يا أخى! بجد بحس أنك مش فاهم نفسك أساساً
إبتسم بسخرية: هنسيب المشكلة ونحلل فيا
تحدث بجدية: طب والحل
رفع يديه يتفحص الوقت فدلف سيف مسرعاً قائلا وهو يتلقط أنفاسه بصعوبة: جبتلك كل المعلومات الا طالبتها يا مالك وقبل الوقت
تطلع ليزيد قائلا بعد مدة من الصمت: مفيش غير حل واحد بس يا يزيد هو الا هيخرجنا من المشكلة دي.
تطلع له بأهتمام فأكمل مالك بهدوء: لازم حد فينا يتجوز البنت دي
: أنت مجنوووون.
قالها يزيد بغضب شديد للغاية فأكمل مالك بنفس نبرة هدوئه المتزن: دا العقل مش الجنون البنت مش هتتنازل عن القضية ولا هتقبل أنها تتجوز الشخص الا عمل فيها كدا من قبل ما سيف يجيبلي تقرير عنها وأنا واصلى كل حاجة بالنص كمان نقطة مهمة البنت حامل يعنى الا فى بطنها من صلب عيلة نعمان مهما كانت الطريقة بس النتيجة واحدة يا يزيد وقولتلك ألف مرة لما تفكر أحسبها بالعقل بلاش التسرع.
جلس مجدداً وهو يشدد على خصلات شعره البنى الغزير بضيق فتاك فتدخل سيف قائلا بهدوء: متنساش يا يزيد الكل نفسهم أنك انت ومالك تقعوا وللأسف طارق بتصرفته بيوقعكم بدون ما يحس
صمت مالك قليلا وهو يفكر بأعدائهم ثم قال بصوتٍ يعافر للحديث: أنا هتجوزها
تطلع له يزيد بصدمة ثم صاح بغضب أنت بتضحك على نفسك ولا عليااا أنت فاكر أنى أهبل عشان أحطمك بالطريقة دي مستحيل
سيف بخبث: يعنى الغول الا هيشيل الليلة.
رمقه بنظرة جعلته يبتلع ريفه بخوفٍ شديد فهرول للخارج بلهفة بالنجأة..
جلس يزيد على المقعد قائلا بعد تفكير: موافق بس أكتر من أمضتى على العقد متحلمش بأكتر من كدا ولا هشوفها ولا تشوفنى ولا حتى عايز أعرف أسمها
مالك بجدية: وهو دا الا عايزينه
يزيد بستغراب: وعيلتها هتوافق؟
زفر بغضب قائلا بصوتٍ محتقن: أنا لو مكانهم لكنت ولعت فيه بس أطمن سبيلى الحكاية دي أنا هحلها والحيوان أخوك وربي الكعبة لأخليها يكره اليوم الا أتولد فيه الا الشرطة هتعمله أهون مليون ألف مرة من الا أنا بفكر فيه
أستند برأسه على المقعد قائلا بآلم: أعمل الا يريحك
أقترب منه قائلا بأبتسامة صغيرة: الغول ضعف ولا أيه
رفع عيناه بحزن: نفسي أجرب أحساس الضعف يا مالك بجد محتاج أحس أنى ضعيف بس للأسف مينفعش.
إبتسم بسخرية هو الأخر قائلا بتأييد: الكل بيستانا اللحظة دي يا يزيد عشان يتشافى فينا بس متخافش مستحيل أخلى الماضى يرجع من جديد مستحيل
قالها بعين ترى ما حدث من سنوات أمام عيناه فتجعلهم كالجمرتان النارية..
توجه للخروج فأصطدمت به، رفع عيناه ليجدها أمامه فقالت بأبتسامة رقيقة: سيف أزيك.
تأملها بصمت وذكرياتها تجعله خزين للجراح فقال بهدوء وثبات مريب: الله يسلمك أهلا يا منار أخبارك
شعرت بتغير لهجته فقالت بحزن: الحمد لله لسه واصله من السفر من يومين
قال بلا مبالة: طب كويس نورتى مصر
: بنورك
قالتها بحزن وهى ترى نبرته المتبدلة معها فتركها وتوجه للخروج قائلا بهدوء: عن أذنك.
تراقبته وهو يتواجه للخروج فقالت بصوتٍ خافت: أتفضل.
بالمشفى
بدءت بأستعادة وعيها ولكن لم تتقبل ما رأته فصرخت بقوة وقهر ليأتى الطبيب بلهفة يحاول التحكم بها ففشل حينما بدءت بنوبة البكاء الحارق الذي مزق روح المجهول روح تحلق بخفيان لتجمع بهم الأقدار وتزف قصة من نوع فريد يربطها قديم الأزمان قصة تحت مسمى
معشوق الروح.
ظن أنه ما أن سيمنحها إسمه على ورقة الزواج بأنه أنهى الأمر ولكن ربما هى بداية لعاصفة رملية ستحطم جذور تلك العائلة فربما بسحر خاص وربما بشيئاً مجهول ولكن هل سيتمكن الغول من توالى زمام الأمور؟!
علاقة روحية جمعت روحين فى ثلاث لقاءات جمعهم الصدفة وربما القدر وربما مشيئة ألهية لتكمن قصة من أغرب ما يكون متعلقة بفناء حياة أحداهما فيأيتى الأخر ليكون سبب لحياة الأخر فماذا لو جمعهم القدر؟
ماذا لو دلفت تلك المتعجرفة حياة محمود؟!
ما السر الخفى بعلاقة سيف ومنار؟
ماذا لو كشف المجهول؟
من العدو اللدود لمالك ويزيد؟
صندوق من الماضى يحوى أسرار وحقائق ربما ستكون عاصفة وربما ملحمة من نوع أخر..
تااااابع اسفل
▼▼▼