أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية معشوق الروح

أيا قلب لِمَ الآلآم؟! أيا هوس لما الجنون!أهناك عشق حطمه الزمان أم هناك عشق للروح؟عشق ممتد من الأمد ربما لعدة عقود ربما ع ..



01-11-2021 01:54 صباحا
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 






t21903_8041

أيا قلب لِمَ الآلآم؟! أيا هوس لما الجنون!
أهناك عشق حطمه الزمان أم هناك عشق للروح؟
عشق ممتد من الأمد ربما لعدة عقود ربما عشق الطفولة الخفي وربما وضع القدر الظروف.
ليجمع خيط الطفولة المفقود ولكن ماذا لو هناك آنين صدح بالقلب المشروخ؟
تعريف شخصيات الرواية

مالك نعمان: الأبن الأكبر لأحمد نعمان والبطل الرئيسي للراوية وكمان مغزى عنوان الراوية عايد عليه لان هو عاشق الروح عنده أخت واحدة بس منار.
يزيد نعمان: البطل الثانى وبنفس مستوى دور مالك الإثنين وجهين لعملة واحدة هو إبن عم مالك وشريكه فى كل حاجة عنده أخ وأخت طارق وشاهندة
سيف: إبن خالة يزيد والصديق لمالك ويزيد حتى فى الشغل معاهم.
شريف: أخو سيف وصديقهم برضو..
فصول رواية معشوق الروح
رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الأول

حُطم قلبها وتناثر لشروخ من الآوجاع، كيف تحتمل الآنين من حطمها ظنت أنه محبوبها؟! كيف ستتمكن من العيش وهو من ظنت أنه حماها وآمانها؟!
القلب خرج عن الطواف وتهشم بصوت إستمعت له جيداً لتكون العقوبة قاسية حتى لا تنخدع وتسقط بالهواجس مجدداً...

أغمضت عيناها كثيراً فى محاولة باتت بالفشل لتقبل حقيقة ما ترأه، لا ليست بحلمٍ سيئ ولكنها بواقع مرير، واقع دعسها به بخيط الخيانة القاسى، يا الله لم تحتمل رؤيته وتلك المرأة بين يديه هوت دمعاتها على وجهها المتصلب فرفعت يديها على فمها تكبت شهقاتها...

لم يكن بأوسع مخيلاته أنها ستصعد لغرفته، فأقترب منها بصدمة بعدما أرتدى قميصه هرولت تلك اللعينة للخارج من أباحت جسدها للمحرمات مقابل مبلغ بخس حقير إعتادت على مثل تلك المواقف، تراجعت للخلف وبداخلها آنين وآلآم..

لم تقوى على رؤيته أمامها بعدما رأته منذ قليل فركضت سريعاً والدموع تكسو وجهها بشدة فكلما كان يشتد كانت تسرع بالركض لعلها تختفى عن حدود مملكته الوضيعة التى باتت كالجحيم بالنسبة لها، جذبت أخر رابط بينهما من بين أصبعها ثم ألقت به أرضاً بكل قوة لم تعبأ به وهو يركض خلفها ويصيح بأسمها حتى تقف ويخدعها من جديد..

ركضت بقوة كأنها تقترب من مصيرها المجهول فربما بداية لرحلة متعلقة للروح، أفاقت منها على آلم بأنحاء جسدها حينما دعستها تلك السيارة بقوة فسقطت أرضاً فاقدة لمذاق الحياة من يرأها يظن أنها لقت حتفها الأخير، بدأت الرؤيا تتلاشي شيئاً فشيء فأخر ما رأته من يهرول إليها سريعاً بزعر ورعب شديد من رفعت يديها بمحاولة بائسة ان يخرجها مما هى به ولكنها هوت أرضاً حينما فقدت الوعى...

حملها ذاك الشاب ذو العين السوداء كالليل الكحيل بين ذراعيه فصرخ بقوة وخوف: ، ليااااان...
ليااان
أغمضت عيناها معلنة عن إنهيارها بين أحضانه..
حاول أفاقتها كثيراً وقلبه يكاد يتوقف فأقترب منه هذا الخائن بذعر وهو ينحنى لها فصاح به بكتلة من جحيم وصوتٍ بدا كهلاك موته: قرب من هنا وهتشوف ردة فعلي بنفسك
رفع رأسه قائلا بخوف من أن تكون أخبرته بخيانته: أنت بتكلمنى كدا أزاي؟! نسيت نفسك.

نظراته كانت كافيلة ببث الرعب الذي بدا على وجهه فتراجع للخلف برعبٍ شديد لعلمه ماذا سيتمكن هذا الشاب ذو الجسد الرياضى الممشوق، حملها بين ذراعيه وتوجه سريعاً لسيارته وضعها بالمقعد الخلف فجلست أحدى رفيقتها من كانت بالحفل الذي أقامه هذا المعتوه للأحتفال بميلاده فلم يكن بأوسع مخيلاته حضورها، توجه ليجلس بمقعده ملقياً عليه نظرة مميتة ختمها بصوت الأشد من طلقات الموت: ليان لو جرالها حاجة ورحمة أبويا ما هيكفينى فيك رقبتك.

وصعد لسيارته يقودها بجنون وهو يتطلع لشقيقته برعبٍ شديد، لم يتمالك أعصابه من التفكير بما فعله هذا الأحمق نعم أخبرها من قبل بأنه مخادع ولكنها كانت متشبسة به وعارضت أخاها لأتمام هذا الزواج فأتى هذا اللعين ليحطمها ولكن مهلا فربما لا يعلم ما يخبئه المجهول من عشق وُحد بخيط رفيع من القدر ليربط روح بروح أخرى تبعد عنها أميال وتجمعهم صدفة متخفية بدقائق لتجمع عشق بين قلبين لم يرى بعضهم البعض!.

لكم مقبض السيارة بقوة وغضبٍ جامح فصف سيارته بأهمال وحملها للمشفى وهو يركض بقوة كبيرة حتى أتت الممرضات لتزف هذة الفتاة لغرفة العمليات..
جلس على المقعد المقابل للغرفة بأهمال وقلبه يكاد يتوقف من الخوف على شقيقته فهى الوحيدة التى تعنيه بتلك العائلة المتعجرفة حتى والدتها لم ترى حبه الكبير لها كل ما ترأه أنه مجرد إبن زوجها!

ما هى الا ثوانى معدودة حتى أنقلبت المشفى بعائلة مسعد الحمزاوى فهرولت تلك السيدة ذات العقد الرابع من عمرها إليه قائلة بصراخ قوى: عملت فى بنتى أيه؟
رفع عيناه لها بصمتٍ قاتل فرفعت يدها تحركه بقوة كبيرة فأبعد يدها عنه ونظرات الغضب تتمكن منه ولكنه لمح من تقف على بعد ليس بكبير ونظراتها تذكره بما زرعته به من أخلاق لا تصرح له بذاك التصرف فغادر إليها بصمت..
رفعت عيناها بدموع: أيه الا حصل يابنى؟

قبل أن يجيبها كانت تلك المرأة من اقتربت إليها قائلة بغضب وغيرة واضحة للغاية غير عابئة بابنتها التى تصارع للحياة: أنت أيه الا جابك هنا أنا مش قولتلك أخرجى من حياتنا أنت وإبنك أنتوا أيه؟!
كاد الحديث بجمرة عيناه المخيفة فتمسكت بيده قائلة بهدوء: خالى مشاكلنا على جانب يا حنان مش وقته عايزين نطمن على ليان.

أنصاعت لها وتوجهت للمقعد ودمعها يغزو وجهها فبداخلها جزء يحمل شيئاً من الأمومة يصعب وصفه رغم إهمالها بأبنتها التى تفضل زوجة أبيها عن والدتها!.
جلست فاتن والدة محمود على المقعد والدموع تشق طريقها على ليان فأخذت تدعو الله أن ينجيها...
وما هى الا ثوانى معدودة حتى خرجت الممرضة تهرول بفزع فأقترب منها محمود قائلا برعب: فى أيه؟!

أخبرته وهى تهرول لزميلتها: المريضة خسرت دم كتير وللأسف فصيلتها نادرة جداً ومش متوفر فى المستشفى غير كيس دم بس وأحنا هنحتاج أكتر من كدا
جذبتها حنان بغضب شديد: يعنى أيه مفيش غير كيس واحد، ثم أستدارت لمحمود قائلة بتشفى وحقد دافين: هى دي مستشفى الا أنتِ جايب بنتى فيها أنا هخرجها من هنا فوراً لأيطاليا.

أقترب منها محمود قائلا بهدوء مريب: هتخرجيها أذي وهى بالعملياات أنا هتصرف متقلقيش ليان مش هيجرالها حاجة
وقبل أن تجيبه كان قد أختفى من أمامها فأسرع لسيارته بسرعة كبيرة لأنقاذ حياة شقيقته..
خرجت الممرضات واحدة تلو الأخرى بخوفٍ شديد وحزن على خسارة تلك الفتاة إن لم يتوفر لها نفس الفصيلة فربما عشق الروح بمكان قريب منها وربما حائل الطفولة الغامض على بعد مسافات!.

توجه للخروج وصدى خطاه تتردد بالممر الخاص بالخروج، وسامته كانت ملفت للأهتمام فكان محور النظرات بالمشفى نعم أعتاد عليها فأخرج نظراته بملل ليحجب عنه النظرات فعيناه فشل الكثيرون بمعرفة لونها فكان سبب جدال النظرات من حوله...
أبطئ خطواته حينما إستمع لحديث الممرضات عن تلك الفتاة التى تصرع الموت لحاجتها لفصيلة تجري بعروقه، أقترب منها قائلا بصوته الرجولى الثابت: أنا فصيلتى متطابقة.

أستدارت الممرضة بلهفة لصاحب الصوت فوجدته شاباً فى أواخر العقد الثانى من عمره، يقف أمامها بثقة لا يمتلكها سوى مدرب كمال أجسام أو لاعب محترف يعلم جيداً أنه سيفوز بمبارة وسط عمالقة الأوزان طويل وخصلات شعره السوداء مصففة بحرافية ولكن مع تمرد بعض الخصلات لتهبط على نظارته السوداء الذي يخفى عيناه الساحرة خلفها...

فرغت فاهها وهى تتأمله إلي أن تدخلت زميلتها قائلة على وجه السرعة وهى تشير له على مكان غرفة العمليات فلم يكن هناك وقتٍ كافى ليدلف لغرفة منفصلة: حضرتك بتعانى من أي مرض ضغط أنميا أي حاجة معينة
أتابعها بثقة للغرفة قائلا بنبرة ثابته: لا.

حمدت الله كثيراً ووضعت ستاراً عازل بينها وبينه، خلع جاكيت الأزرق ثم كشف عن ذراعيه بعدما جذب قميصه الأبيض المرسوم على جسده كأنه صنع له ليتمدد على الفراش يمنحها حياة قد قدمتها له من قبل بالماضى أو بحلقة مجهولة ربما لم يتم العثور عليها فيعلم أن من وهبته الحياة منذ خمس أعوام هى من يعزلها عنه ستار كحاجب العهد...

جذب هاتفه ليجد إسمه لأمع على هاتفه فبعث برسالة نصية لعدم قدرته على الحديث من داخل غرفة العمليات أكيد عملت حاجة؟
أجابه الأخر، مش أنا طارق عمل كارثة ويزيد مش هيرحمه المرادي لازم ترجع القصر حالا
كارثة أيه دي
=، لما تراجع هقولك مش هينفع الكلام على الفون .

، أنا مش راجع القصر غير متأخر لأنى عندي meeting خلى حد من الأستقبال يبعتلى معلومات الصفقة الا الحيوان شريف بوظها عشان أعرف أحل الموضوع قبل ما يزيد يعرف
=، أوك بس عشان خاطري حاول ترجع بدري أنا مش هعرف أخبي عن يزيد أكتر من كدا وأنت عارف أنه هيعرفنى على طول
أوك يا سيف سلام
=سلام يا إمبراطور مملكة نعمان.

التسبيل دا يبقا طارق عمل كارثة وحضرتك حابب تتشفع له عشان عارف أنى هعرف بس أفتكر حاجة واحدة أنا أصعب من يزيد ميت ألف مرة أظن رسالتى وضحت.
أغلق سيف هاتفه وهو فى حالة من اليأس الشديد لعدم قدرته على تخليص هذا اللعين، نعم ما فعله يستحق القتل ولكن لم يرد لأخ أن يقتل أخيه وربما بمكانة يزيد نعمان فالأمر يحتاج للتفكير...

أستند برأسه على الفراش إلى أن أنهت الممرضة عملها فجذب جاكيته على يديه بأهمال ثم توجه للخروج، رفع يديه على مقبض الباب ليخرج من الغرفة ولكنه شعر بغصة تحتل قلبه يشعر بها بعد سنوات عديدة بعدما فقدها، رفع يديه يتحسس قلبه بزهول من كونه مازال على قيد الحياة بعد أن فقدها؟!
يعلم جيداً أنه إن إزداد بالتفكير فربما سيفقد ثباته المتزن، رفع نظراته على عيناه وتوجه للخروج...

بالخارج..
ولج إليهم مسرعاً قائلا للممرضة بلهفة: أتفضلى
قالت بهدوء: لا خلاص مفيش داعي
أنقبض قلبه فأسرعت والدته بالحديث: فى واحد إبن حلال أتبرعلها يا حبيبي أنا شكرته بنفسي على الأ عمله.
بادلها بسؤالا أخر: طب وليان عامله أيه دلوقتى؟
فاتن بهدوء: الحمد لله الممرضة طمنتنا عليها ونقلتها أوضتها تفوق وهندخل نشوفها أن شاء الله
جلس على المقعد قائلا بفرحة: الحمد لله.

رفعت يدها على كتفيه بأبتسامة هادئة فهى تعلم مكانة ليان جيداً.

بمكاناً منعزل عن الجميع وبداخل قصراً مثير للجدل بتصميمه المختلف كثيراً عن باقى القصور فهو على الطراز الحديث للغاية ومزيج من الكلاسيكى..

كان يقف بغرفته بصدمة ورعب حقيقي حينما أخبره رفيقه بأنها رفعت قضية تطالب بشرفها المنهوك على يد قذر مهين للبشرية، كان يتوقع أنها ستفعل مثلما يفعل الكثير وهو التكتم خوفاً من الفضيحة التى ستلحق بأهلها محدود الدخل ولكن هيهات ربما لا يعلم بأنها الجمرة النارية التى ستحرقه هو وصاحب النفوذ الداعم القوى له يزيد نعمان ...

أرتجف بقوة خوفاً من أخيه وإبن عمه فهو يكاد يكون هلاكه بعد أخر تحذير له من الوقوع بالأخطاء ولكن ما أرتكبه لا يغتفر فظن أنه بعد أن مرء شهرين من أغتصابها بأنها ساكنت ولجئت للصمت ولكن ما إستمعه من رفيق السوء جعله يرتجف من الخوف لمجرد التفكير بما سيفعله إبن عمه مسؤال تلك العائلة أو أخيه!.

على طاولة ضخمة للغاية تضم عدد كبير من أكبر رجال أعمال الشرق الأوسط، يتطلعون لمن يجلس على مقدمة الطاولة بأهتمام كبير فرفع يديه لتركض السكرتيرة بقلم ليوقع بأسمه الطابع للقلوب يزيد نعمان ثم ألقى الأوراق على الطاولة فحملها هذا الرجل بسعادة فأنعقاد صفقة مع يزيد نعمان تستحق السعادة..

فوقف كبيرهم رافعاً يديه بفرحة لينال شرف الأقتراب من يزيد نعمان، رفع عيناه الغامضة وهو يتطلع له بصمتٍ مريب، بيده القلم يلهو به وعيناه تتأمل الرجل تارة ويده الممدوة تارة أخرى..
كان الجميع يتراقب ما يحدث بأهتمام شديد فوضع القلم على الطاولة ثم وقف بهيبته الطاغية ليظهر جسده الممشق بحرافية تاركاً القاعة بأكمله ليتواجه لمكتبه...
لم يجد الرجل كلمات لموقفه فجذب الأوراق وغادر بهدوء..

بقاعة الأجتماعات الأخرى الخاصة بشركات نعمان كانوا يجتمعون جميعاً بأنتظار المسؤال الرئيسي عن الشركات فزفروا بضيق لتأخره الملحوظ...
حاول سيف التدخل فالأمر زاد عن الحد قائلا بأسف، (الحوار مترجم): أعتذر منك سيد ريان فلابد من وجود شيئاً ما.
زفر هذا الرجل قائلا بضيق: لم أنتظر أحداً من قبل فتلك الأهانة لن تبتلع
رفع سيف عيناها بغضب شديد قائلا بصوت خاافت: أتاخر كدا ليه؟

وقف الرجل الأخر قائلا ببعض الهدوء المخادع: أهدأ سيدى فالسيد مالك معروف للجميع بمواعيده الدقيقة فربما هناك خطبٍ ما
: وربما تعمد ذلك
قالها هذا الشاب الوسيم الذي خطى للداخل بخطى ثابت للغاية ليجلس على رأس تلك الطاولة الضخمة واضعاً ساقٍ فوق الأخري بثقة وعيناه تتحدى من يقف أمامه بكبرياء..

تعجب البعض من وجود هذا الشاب الصغير بداخل مكتب مالك نعمان المسؤال الأول عن تلك الأمبراطورية فظن البعض أنه إبنه لم يكن بمخيلاتهم أن من أدار تلك الأمبراطورية هو شابٍ لم يتحدى الثلاثون من عمره!
خرج صوت ريان بغضبٍ جامح لسيف: أترحب بالاهانة لنا بمكتبك حتى من يعمل هنا لا يعرف كيف التحدث إلى سيده.

تلونت عيناه الممزوجة بين اللون الرمادى والأزرق الفاتح فعيناه مثيرة للجدل فلم يتمكن أحداً من معرفة لون محدد لها..
خرج صوته قائلا بصوت كالرعد: أنت هنا بمملكتى ريان إذاً دع الحديث عن الأسياد ببلدك ولكن هنا تعلم كيف الحديث لي
تطلع الجميع لبعضهم البعض بذهول فقال من يقف جوارهم: كيف لك بذلك المكان ملك للسيد يزيد نعمان ووالده مالك نعمان .

تعالت ضحكاته قائلا بسخرية: أعتذر ولكن والد السيد يزيد توفاه الله منذ أكثر من عشرة أعوام
صدم الرجل قائلا بزهول: إذاً من هو مالك نعمان؟!
رفع عيناه قائلا بصوت يحمل الكبرياء بطايته والسخرية بمحوره: من يجرؤ على الجلوس بمقعده سواه.

صدمة أخرى للجميع أن من أمامهم هو مالك نعمان المؤسس القوى لمجموعات نعمان لم تكن بأوسع أحلامهم أن من أسس تلك الأمبراطورية هو شابٍ صغير للغاية لا الواقع مرير، فربما لم يروا الوجه الأخر للعملة المعدنية يزيد نعمان ...
لم تعرف الكلمات مخرجها فأبتسم قائلا بهدوء: أخبرني يزيد بأمر الصفقة التى تمت بينك وبين المقر الرئيسي المسؤال عن الصلب.

أجابه بعد عدد من المحاولات لتفادي الصدمة من كونه مالك نعمان: ولكن لم تتم إلى الآن
ضيق عيناه قائلا بسخرية: كيف لها بدون توقيع خاص بي!
لقد أوقفت العمل عليها حتى تأتى إلي هنا لنتعاقد فيما بيننا فالحديث بين المندوب ليس من مقام شركات نعمان والآن دعنى أدرس الملف بأتقان ثم أبعث لك بقراري
تطلع له البعض بغضب والبعض بذهول والأخرون بأبتسامة متخفية كرفيقه سيف..

خرجوا جميعاً وتبقى سيف قائلا بأعجاب: أيه دا؟! دانت عملت معاهم الصح
توجه لمكتبه الرئيسي قائلا بنبرة كالسيف: وأي حد هيفكر يقلل من المكانة الا وصلنلها أنا ويزيد هيكون نفس المعامله واكتر أنا كدا ربيتهم بطريقتى
تطلع له بأبتسامة إعجاب: أنتوا بقيتوا فى السوق أنت وإبن عمك ذي الغول بالظبط مستحيل حد يرمى نفسه تحت إيديكم
جذب الملف قائلا بثبات: كنت بتقول طارق عمل أيه؟

صمت قليلا فرفع مالك رأسه ليرى رفيقه يكبت غضبه بشدة فخرج صوته أخيراً: ما تقول يابنى فى أيه؟
كاد أن يجيبه ولكن قاطعهم من ولج للغرفة بعدما طرق الباب يحث سيف على التوجه لمكتب يزيد.
تطلع له فرفع يديه على كتفيه قائلا بثبات: روح وأنا هخلص الملفات الا معايا ونتكلم
أشار له برأسه وتوجه لمكتب الغول كم يلقب..

بينما جلس مالك يتابع عمله فوقعت عيناه على تلك اللاصقة الصغيرة على يديه تذكره بنبضات قلبه المتسارع حينما كان يتجه للخروج من غرفة العمليات، عاصفة الماضى طوفته بقوة لتجذبه بلا رحمة لماضى ينهش بقلبه المتحجر فيجعله بلا روح قلب ممزق بآنين الفراق والبعد والهوان..

فلاش باك
قاد السيارة بجنون قائلا بأبتسامة ساحرة وهو يتأمل من تجلس جواره: لا بجد مش مصدق أنتِ يا ليان أنتِ؟!
أجابته بغرور أيوا أنا مش زوجة مالك نعمان لازم أحط الحد الكويس
تعالت ضحكاته قائلا بعشق: أنتِ قلب مالك ونبضه وكل ما يملك هههه بس برضو مكنش ينفع تعملى فيها كدا
صمتت قليلا ثم قالت بتفكير: ما هي الا قلت معايا أدبها وبعدين أنت الا علمتنى الحركتين دول أدتهملها صح.

ترك مقبض السيارة وأستدار بوجهه قائلا بعشق: بعد جوازنا هعلمك أكتر من حركة مش حركتين بس
تطلعت له بفرحة كبيرة: بجد يا مالك؟
لمح سحر عيناها الرومادي قائلا بهيام: بجد يا روح قلب مالك
تطلعت أمامها بخجل فقالت بأرتباك: قولتلك ألف مرة هدى السرعة شوية
إبتسم قائلا بعشق: لا موعدكيش عايز ألحق أقعد معاكِ شوية قبل ما أروحك
شعرت بخوف شديد فقالت برعب: يا مالك حرام أنا بخاف من السواقة بتاعتك دي هدى شوية.

كاد أن يجيبها ولكن صوت صرخاتها حينما أنقلبت السيارة بقوة كبيرة لتجثو أرضاً وتتحطم لآلآف من القطع كأنها تنهى إنتهاء حياة قلب إعتاد النبض للمعشوق، أخر ما إستمع إليه صوتها وهو يهمس بأسمه قبل أن يغيب عن الواقع...
أخرجه من شروده صوت الهاتف فرفعه بعد محاولات باتت بالنجاح لرسم التعبيرات الهادئة على وجهه..
: وحشتنى أووووي
إبتسم لتتلون الوسامة بعيناه: مش عارف لحد أمته هتفضلى تبكشي عليا!

تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية: أنا! على طول ظلمنى كدا؟!
أستند برأسه على المقعد قائلا بأبتسامة هادئة: عايزة أيه من الأخر كدا
إبتسمت قائلة بغرور: تعجبنى وأنت فاهمنى كدا
رفع يديه يتأمل ساعته بضيق: طب أنجزى عشان مش فاضيلك
تأففت بضيق: فى حد يكلم أخته الصغيورة كدا؟!
مالك بنفاذ صبر: أقفلى يا منار وأما أرجع نشوف الا عايزاه مأنت وشاهنده عملين عصابة إجتماعية.

تعالت ضحكاتها قائلة بسعادة: ربنا يخليك ليناا ياررب يا ناصر الغلابة فى قصر الغول
إبتسم قائلا بمكر: أيه دا يزيد؟
أغلقت الهاتف سريعاً فعاد للعمل وإبتساماته تنير هذا الوجه الوسيم..

بغرفة المكتب الخاصة بالغول كما يلقبه البعض
دلف للداخل بقدم مرتعشة فكيف سيخبره بما أرتكبه أخيه تلك المرة؟
هل يحمل بقلبه ذرة شجاعة ليتجرأ على الوقوف أمام يزيد نعمان ويخبره بأن أخيه فتك بشرف فتاة بريئة، نعم هو الرفيق المقرب له بل يشبه الرفقة للروح ولكنه لم يجرأ قط على تخطى الخطوط الحمراء لقاموس يزيد نعمان...

رفع هذا الشاب ذو العين الخضراء عيناه ليجد القلق مصاحب لوجهه فأشاح بنظراته على الحاسوب قائلا بهدوء مميت: هعرف بالنهاية فياريت تقصر وقتك وتنجز
إبتلع سيف ريقه بخوفٍ شديد ثم قال بصوتٍ يكاد يكون مسموع: يزيد أنا بقول نتكلم لما نرجع القصر أحسن
رفع عيناه التى كادت أن تقتل رفيقه ثم تخل عن مقعده ليقترب منه قائلا بصوت كالرعد: فى أيه يا سيف؟
فشل فى السيطرة على شجاعته المصطنعه قائلا بصوت مرتجف: طارق أأ..

ضيق عيناه بعدما ترك مقعده ليحتل مكانة المصارع المحترف بجسده الممشق قائلا بصوتٍ تخل عن هدوئه: ماله سي زفت؟
سيف بعصبية لعلمه بالوقوع بطريقٍ خاطئ: أخوك عمل كارثة والمرادي لا أنت ولا مالك هتقدروا تخلصوه منها.

بدت ملامحه تتبدل شيئاً فشيء فعلم سيف أنه على وشك خسارة حياته على يد إبن خالته فأسرع بالحديث لعلمه سبب الغضب المزلزل: طارق أغتصب بنت بريئة يا يزيد معرفش يوقعها غير بالطريقة الواسخة دي والبنت من عيلة فقيرة جدا بس الشرف عندهم أغلى ما يكون
لم يحتمل النظر لذلك الوحش المفترس أمامه فأقترب منه قائلا بخوف شديد: أتكلم معاه براحة يا يزيد أنا عارفك كويس.

لم يجيبه وخرج من المقر المحفور بأسمه الخاص يزيد نعمان صنعه بالكد هو ومالك بالعمل ليرفعوا مقامه معاً بين الجميع ولكن بوجود شقيق مثل هذا الأحمق يجعله يفقد أتزانه الخاص ربما لا يعلم بأن الفاتورة لتخليص عذابها ستكون غالية للغاية وربما سيكون جزء منها
وربما ستكون جمرة النار الذي ستشعل إمبراطوريته العريقة.

زفر سيف بغضب شديد وهو يشدد على شعره الطويل فأخرج هاتفه يحاول التواصل لمالك ولكنه تفاجئ به مغلق فتذكر بأنه أخبره بأمر إجتماعه مع مسؤالين البحرين فرفع الهاتف محدثٍ العمود الأخر بالصداقة لم يجيبه فصاح بغضب: رد يا شررريف
أتاه صوته بعد قليل قائلا بنوم: صباح فل
سيف بغضب جامح: صباح الزفت على دماااغك فووق واسمعنى يزيد جاي القصر والمرادي الا طارق عمله محدش هيقدر يحميه.

إبتلع شريف ريقه بخوف قائلا برعب: أه وأنت بقا مسلطنى فى وش الموت وعايزنى أنقذ طارق من أمنا الغول الا هو يزيد
سيف بغضب جااامح: شرريف 5دقايق وتكون بقصر يزيد قبل ما أنا الا أطلع بروحك
وأغلق بوجهه الهاتف، تطلع شريف للهاتف قائلا بفزع وهو يهرول لثيابه: ربنا يخدكم على الصبح أنا ناقص رايح للموت براجلي هو يزيد معاه هزار منك لله يا طارررق منك لله ياتري المرادي هببت أيه!..

بقصر مالك نعمان
دلف للداخل سريعاً فصطدم بها لتصرخ قائلة بغضب: مش تفتح يا حيوان أنت
شريف بغضب شديد: بت أنتِ غوري من وشي الساعة دي
شاهندة بغضب أشد: أنت بتكلمنى أنااااا!
شريف بصراخ غير عابئ بها: طارررق أنت يا زفت
جذبته من ثيابه قائلة بغضب جامح: خاليك معايا وسبك من طارق.

شريف ببسمة متسعه: طب اسمعى بقا يا قلبي إبن خالتى الا هو أخوكِ جاي على هنا مش عارف الحيوان الا فوق دا عمل ايه بالظبط بس الا فهمته من سيف ان حياته وحياتنا جميعاً بخطر وانتِ أكتر واحدة عارفه أخوكِ يزيد هتحلى عنى وتخلينى أحل الموقف ولا كعادتك هتقفى تعالي صوتك العسل الا أول ما يزيد يشرف هيتبلع.

ابتلعت ريقها بخوف شديد ثم هرولت لغرفتها وأغلقتها سريعاً، أما شريف فهرول للاعلى سريعاً يبحث عنه بغضب شديد إلى أن وقعت عيناه عليه بغرفته يجلس والرعب بادى على وجهه..
شريف بغضب شديد: أنت مش سامعنى بنادي عليك يا زفت!
زفر بغضب: بقولك أيه يا شريف أخرج من دماغى لحسن أنا على أخرى
جلس جواره قائلا بسخرية: تصدق أنك بجح وعديم الذوق بقا أنا سايب الا ورايا وجاي أنقذك من الغول وفى الأخر تكلمنى بالأسلوب دا؟

أنقبضت أنفاسه فقال برعب: يزيد؟ هو عرف؟!
أقترب منه قائلا بشك: عرف أيه بالظبط؟!
إبتلع ريقه بخوف شديد ثم صاع بقلق: أنا هخرج من القصر قبل ما يرجع
وتوجه للخروج ففتح باب غرفته لتتخشب قدماه بمحلها حينما يرأه يقف أمامه بطالته القابضة للأرواح تراجع للخلف بزعر شديد حتى شريف شعر بأن تلك المرة هناك أمراً مريب..

نظراته هى من تتحدث بديل عنه، كجحيم ملون لمن يتجرء على الوقوف أمامه فكيف له من فعلته الأنتساب لتلك العائلة؟
حاول شريف التدخل قائلا بهدوء: يزيد ممكن تهدأ ونتكلم
مازالت نظراته على أخيه قائلا بهدوء قاتل: سبنا لوحدنا
تطلع له طارق برجاء شديد فقال بصوت مرتبك لعلمه قواتين الغول: يزيد أ..
قاطع باقى كلمته نظرات يزيد التى تحاولت من ذاك اللعين لتتسلط عليه فتوجه مسرعاً للخارج...

تراجع طارق للخلف برعب حقيقي فخرج صوته أخيراً: الكلام الا سمعته دا صح ولا غلط
رفع يديه قائلا بخوف: يزيد ممكن تسمعنى
قاطعه بحدة وصوت كفحيح الموتى: صح ولا غلط
تعبيرات وجهه كانت كفيلة بالأجابة على جميع الاسئلة المطروحة أمامه فرفع يديه يكيل له اللكمات المتتالية بغضبٍ جامح قائلا بصوت يتهلل له الجحيم: ليييه؟!
ليه تعمل فى بنات الناس كداا دا أخرت توجهيى وتعليمى ليك.

طارق بخوف شديد ؛ أسمعنى يا يزيد البنت دى كدابة أنا معملتش فيها حاجة
جذبه أمام لهيب عيناه قائلا بغضب شديد: وكمان بتكدب
لم يتمكن من الحديث فخارت قواه أمام هذا الوحش الكاسر..
بالخارج
بكت بخوف شديد وهى تستمع لصرخات أخاها فتشبست بيده قائلة برجاء: أعمل حاجة يا شريف
ألقى بهاتفه بغضب شديد: سيف مش بيرد وأنتِ أكتر واحدة عارفه مين بيقدر ليزيد
أجابت بخفوت: أبيه مالك كلمه بسرعة.

وركضت للهاتف وناولته له فتطلع لها قليلا ثم قال بأرتباك: يا شاهندة أحنا منعرفش طارق عمل أيه فلو دخلنا مالك فى الموضوع هيحله بس عقاب طارق هيكون أضعاف وأنتِ عارفه مالك كويس مفيش معاه تهاون على عكس يزيد بيخرج غضبه وبعدين بيهدأ
صاحت به بقوة وبكاء مش وقته أتصل بيه بسرعة هو الا هيقدر يتدخل بينهم.

وبالفعل أخرج شريف هاتفه يحاول الوصول لمالك ولكن تفاجئ بصوت هاتفه يأتى من خلفه فأستدار ليجده يقف أمامه بطالته الطاغية..
أقتربت منه بلهفة قائلا ببكاء: أبيه مالك يزيد هيموت طارق أرجوك ألحقه عشان خاااطري
رفع يديه يزيح دموعها قائلا بثباته المعتاد: متقلقيش يا شاهندة بس روحى أوضتك وأنا هشوف فى أيه؟
أبت التحرك وعيناها على باب الغرفة المغلق بأحكام فتطلع مالك لشريف قائلا بحذم: خدها على أوضتها.

أشار له بتفهم ثم جذبها كما أخبره مالك..
أما هو فتوجه للغرفة والغضب ينعش بقلبه بعدما علم ماذا فعل هذا اللعين بعد أن ضغط على سيف فقص له هو الأخر..
دلف للداخل بخطاه الثابت ليجد رفيق دربه بحالة من الجنون يكيل له الضربات بغضبٍ جامح...
أقترب منه قائلا بهدوء: يزيد سيبه
لم يستمع له فكل ما يرأه أمامه جرايم كثيرة يرتكبها هذا الأحمق الذي يود الفتك به..
جذبه مالك قائلا بغضب شديد: مش قولتلك سيبه.

تطلع له يزيد وهو يلتقط أنفاسه بفعل مجهوده المفرط على ذاك اللعين الذي أحتضن دماء وجهه برعبٍ شديد من نظرات مالك المريبة..
يزيد بصوت جمهوري: بتبعدنى عنه ليه يا مالك الحيوان دا مش هيسكت غير لما يخرب كل الا بنبنيه
مالك بهدوء مخيف لطارق: ممكن تهدأ شوية
تطلع له يزيد بسخرية: أهدأ؟!بقولك الحيوان دا أغتصب بنت بريئة وتقولى أهدا أنا لو مطلعتش بروحه النهاردة مبقاش يزيد نعمان.

تعال صوت مالك قليلا: أتحكم بأعصابك يا يزيد مش هعيد كلامى تانى قولتلك ألف مرة قبل ما تتصرف أي تصرف حكم عقلك بدل قوتك
بادله بسخرية: عقل!هو الا عمله محتاج عقل؟! البنت حامل ورافعة قضيه وتقولي عقل؟!
مالك بهدوء: أخرج بره يا يزيد
: نعم؟!
قالها بغضب شديد فأقترب منه مالك قائلا بنبرة لا تحتمل نقاش: أنت عارف أنى مش هتهون معاه على الا عمله وهخليك تشوف بنفسك الا هعمله بس من هنا لوقتها تسبنى أنا الا أتصرف.

تطلع له يزيد بنظرات محتقنه ليقرأ عيناه بحرافية نشأت منذ الطفولة فرمق أخيه بنظرة نارية ثم خرج من الغرفة صافقاً الباب بقوة كبيرة كادت أن تحطمه كأنه من زجاج..
وقف هذا الطوفان الهادئ بنظراته فرفع طارق عيناه المتورمة من أثر اللكمات قائلا بصوت منخفض: مالك أنا..

قاطعه بسخرية: أنت أيه؟! ليك عين تتكلم أنت أقل ما يقال عنك حقير ووسخ عايش حياتك بالطول وبالعرض ميهمكش أي حاجة غير رغباتك الرخيصة الا هتدمرك دنيا وأخرة.

بس الحق مش عليك الحق علينا أحنا الا تعبنا ليل ونهار عشان نعمل القصر الا حضرتك فيه دا، ثم أقترب ليكون على مقربة منه أنا وأخوك تعبنا ليل نهار عشان تكونوا مرتاحين فى حياتكم ومتحتاجوش لحد عملنا نفوذ وسلطة وإمبراطورية كاملة رغم أن سننا متعداش التلاتين حرمنا نفسنا من أبسط حقوقنا عشانكم، تلونت عيناه بجحيم مريب قائلا بصوت محتقن: أتغضيت كتير عن أخطاءك لكن المرادي لا يا طارق الا عملته صعب أوى والا جاي هيكون أصعب بس عليك أنت.

خرج صوته أخيراً: أرجوك يا مالك أسمعنى
رفع يديه بوجهه محذراً إياه من التحدث فتحلى بالصمت حينما تحدث هو قائلا بعصبية شديدة: أنا الا هتكلم وأنت الا هتسمعنى البيت دا الا تعبنا فيه أنا ويزيد مش هسمح أنه يتدمر عشان كدا من النهاردة مالكش مكان فيه شاهندة ومنار خط أحمر مفيش رابط بيجمعك بيهم ولا بعيلة نعمان أنا مأمنش لحد فيهم معاك
صدمات كبيرة يتلقاها بقوة وخاصة من ذكر أسماء شقيقاته!

أقترب منه مالك بتحدى قائلا بصوت مريب: أنا مش ذي يزيد هستخدم قوتى وفى الأخر ترجع لنفس الشيء أفتكر أخر تحذيري ليك ودلوقتى جيه وقت التنفيذ
رفع يديه قائلا بصوت كالرعد: مفاتيح عربيتك وكل حاجه تخصنا.

تطلع له بصدمة فجذب منه المفاتيح والمال ثم دفشه قائلا بصوتٍ كعداد موته: لو شوفتك هنا تانى ولو صدفة ورحمة أبويا وأبوك لأكون مسافرك ليهم موضوع البنت دي أنا هحله بس مش خوف على سياتك بالعكس دا خوف على التعب الا فضلنا أنا وأخوك نعافر عشان نوصله فى وقت كنا فيه بالشارع..
وقف يتأمله بصدمة فأشار بيديه للحرس الذين أتوا على الفور لينفذوا أمر مالك بكل سرور...

أخرجوه خارج القصر وهو يتأمله بعيناه الغامضة بعدما بعث برسالة لسيف الواقف على بعد ليس ببعيد عن القصر..
توجه مالك لغرفة المكتب الخاصة بيزيد فولج للداخل ليجده يجبس بهدوء مميت وعلامات الغضب تحرف وجهه فقرأ عتاب عيناه له فرفقة السنوات جعلتهم كالكتاب المفتوح لبعضهم البعض..

جلس على المقعد المقابل له يتأمله بأنتظار لينفجر بالحديث كالمعتاد وبالفعل ماهى الا ثوانى معدودة وصاح بغضبٍ جامح: مسبتنيش ليه أخلص عليييه؟!
تطلع له قليلا ثم قال بهدوء مريب: وتفتكر دا الحل؟
شدد على شعره الطويل للغاية قائلا بنفاذ صبر: أنا زهقت يا مالك بجد خلاص جبت أخرى مع الولد داا مش عارف طالع لمين؟
بادله الحديث بنبرة مستكينة: الا عمله المرادي صعب.

تأمله بعين تحمل الزهول ثم صاح بغضب: أنا نفسي أفهمك يا أخى! بجد بحس أنك مش فاهم نفسك أساساً
إبتسم بسخرية: هنسيب المشكلة ونحلل فيا
تحدث بجدية: طب والحل
رفع يديه يتفحص الوقت فدلف سيف مسرعاً قائلا وهو يتلقط أنفاسه بصعوبة: جبتلك كل المعلومات الا طالبتها يا مالك وقبل الوقت
تطلع ليزيد قائلا بعد مدة من الصمت: مفيش غير حل واحد بس يا يزيد هو الا هيخرجنا من المشكلة دي.

تطلع له بأهتمام فأكمل مالك بهدوء: لازم حد فينا يتجوز البنت دي
: أنت مجنوووون.

قالها يزيد بغضب شديد للغاية فأكمل مالك بنفس نبرة هدوئه المتزن: دا العقل مش الجنون البنت مش هتتنازل عن القضية ولا هتقبل أنها تتجوز الشخص الا عمل فيها كدا من قبل ما سيف يجيبلي تقرير عنها وأنا واصلى كل حاجة بالنص كمان نقطة مهمة البنت حامل يعنى الا فى بطنها من صلب عيلة نعمان مهما كانت الطريقة بس النتيجة واحدة يا يزيد وقولتلك ألف مرة لما تفكر أحسبها بالعقل بلاش التسرع.

جلس مجدداً وهو يشدد على خصلات شعره البنى الغزير بضيق فتاك فتدخل سيف قائلا بهدوء: متنساش يا يزيد الكل نفسهم أنك انت ومالك تقعوا وللأسف طارق بتصرفته بيوقعكم بدون ما يحس
صمت مالك قليلا وهو يفكر بأعدائهم ثم قال بصوتٍ يعافر للحديث: أنا هتجوزها
تطلع له يزيد بصدمة ثم صاح بغضب أنت بتضحك على نفسك ولا عليااا أنت فاكر أنى أهبل عشان أحطمك بالطريقة دي مستحيل
سيف بخبث: يعنى الغول الا هيشيل الليلة.

رمقه بنظرة جعلته يبتلع ريفه بخوفٍ شديد فهرول للخارج بلهفة بالنجأة..
جلس يزيد على المقعد قائلا بعد تفكير: موافق بس أكتر من أمضتى على العقد متحلمش بأكتر من كدا ولا هشوفها ولا تشوفنى ولا حتى عايز أعرف أسمها
مالك بجدية: وهو دا الا عايزينه
يزيد بستغراب: وعيلتها هتوافق؟

زفر بغضب قائلا بصوتٍ محتقن: أنا لو مكانهم لكنت ولعت فيه بس أطمن سبيلى الحكاية دي أنا هحلها والحيوان أخوك وربي الكعبة لأخليها يكره اليوم الا أتولد فيه الا الشرطة هتعمله أهون مليون ألف مرة من الا أنا بفكر فيه
أستند برأسه على المقعد قائلا بآلم: أعمل الا يريحك
أقترب منه قائلا بأبتسامة صغيرة: الغول ضعف ولا أيه
رفع عيناه بحزن: نفسي أجرب أحساس الضعف يا مالك بجد محتاج أحس أنى ضعيف بس للأسف مينفعش.

إبتسم بسخرية هو الأخر قائلا بتأييد: الكل بيستانا اللحظة دي يا يزيد عشان يتشافى فينا بس متخافش مستحيل أخلى الماضى يرجع من جديد مستحيل
قالها بعين ترى ما حدث من سنوات أمام عيناه فتجعلهم كالجمرتان النارية..

توجه للخروج فأصطدمت به، رفع عيناه ليجدها أمامه فقالت بأبتسامة رقيقة: سيف أزيك.
تأملها بصمت وذكرياتها تجعله خزين للجراح فقال بهدوء وثبات مريب: الله يسلمك أهلا يا منار أخبارك
شعرت بتغير لهجته فقالت بحزن: الحمد لله لسه واصله من السفر من يومين
قال بلا مبالة: طب كويس نورتى مصر
: بنورك
قالتها بحزن وهى ترى نبرته المتبدلة معها فتركها وتوجه للخروج قائلا بهدوء: عن أذنك.

تراقبته وهو يتواجه للخروج فقالت بصوتٍ خافت: أتفضل.

بالمشفى
بدءت بأستعادة وعيها ولكن لم تتقبل ما رأته فصرخت بقوة وقهر ليأتى الطبيب بلهفة يحاول التحكم بها ففشل حينما بدءت بنوبة البكاء الحارق الذي مزق روح المجهول روح تحلق بخفيان لتجمع بهم الأقدار وتزف قصة من نوع فريد يربطها قديم الأزمان قصة تحت مسمى معشوق الروح.

ظن أنه ما أن سيمنحها إسمه على ورقة الزواج بأنه أنهى الأمر ولكن ربما هى بداية لعاصفة رملية ستحطم جذور تلك العائلة فربما بسحر خاص وربما بشيئاً مجهول ولكن هل سيتمكن الغول من توالى زمام الأمور؟!
علاقة روحية جمعت روحين فى ثلاث لقاءات جمعهم الصدفة وربما القدر وربما مشيئة ألهية لتكمن قصة من أغرب ما يكون متعلقة بفناء حياة أحداهما فيأيتى الأخر ليكون سبب لحياة الأخر فماذا لو جمعهم القدر؟

ماذا لو دلفت تلك المتعجرفة حياة محمود؟!
ما السر الخفى بعلاقة سيف ومنار؟
ماذا لو كشف المجهول؟
من العدو اللدود لمالك ويزيد؟
صندوق من الماضى يحوى أسرار وحقائق ربما ستكون عاصفة وربما ملحمة من نوع أخر..
تااااابع اسفل
 
 



01-11-2021 01:55 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [1]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية معشوق الروح
رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثاني

غادر سيف القصر وبداخله نيران تشتعل لا يقوى على تحمل النظر إلى من ولجت لقلبه ثم طلبت الرحيل...
صف سيارته ثم صعد لشقته بالدور السادس بتلك العمارة الفاخرة ليزفر بضيق حينما تسللت رائحة حريق الطعام المعتادة فمه توجه للمطبخ وهو يتمتم: الرحمة يارررب.

لم يقوى على تحمل الرائحة فكاد أن يختنق فركض سريعاً للنافذة لتزيل تلك الرائحة الكريهة، بدءت الرؤيا تتضح شيئاً فشيء ليجدها تكاد تختنق هى الأخري فجذبها للخارج...
تطلع لها بصمت وهى ترتشف المياه تارة وتسعل تارة أخرى فشدد على شعره الطويل بغضبٍ ليتحكم مما تبقى بأعصابه قائلا بهدوء زائف: مفيش فايدة فيكِ يا تقى؟!
فتحت عيناها القرمزتان بضيق وهى تعدل من حجابها قائلة بغضب: ليه بس عملت أيه؟!

تطلع خلفها بزهول ثم قال بصدمة: كل دا وعملتى أيه؟ يا حبيبتي أنتِ مش بتعرفي تطبخى خلاص أرضى بنصيبك منعاً لسلامتك وسلامتنا معاكِ
تطلعت له بغضب شديد ثم صاحت بضيق: بقا كدا يا أستاذ سيف طيب أوك أنا بقا جعانه
توجه للهاتف على الطاولة فتعالت شرارة اللهيب بعيناها قائلة بخبث لا أنا زهقت من الأكل الا كل يوم حضرتك بتطلبه من بره.

وضع الهاتف من يده قائلا بسخرية: أه وحضرتك بقا متصورة أنى هرجع كل يوم من الشركة وهقف أعملك الأكل
جلست على المقعد ثم وضعت قدماً فوق الأخرى بتعالى: بالظبط كدا
زفر بضيق فأعاد خصلات شعره المتمردة على عسلية عيناه قائلا بنفاذ صبر: لو متخيلة أنى هقف فى المطبخ الا كله دخان دا أعملك أكل تبقى بتحلمى.

وقفت بأبتسامة واسعه: لا دانت إبن خالتى وأخو جوزي الله يرحمه ومرضاش أبداً أعرضك للموقف دا عشان كداا عشان كدا هسمحلك تعملى الأكل فى مطبخى
تطلع لها بضيق: وحضرتك بتجربي نفسك هنا ليه مدام أفتكرتى دلوقتى شقتك!
أخرجت مفتاح شقتها المقابلة لشقة سيف وشريف قائلة بغضب: أنت عايزنى أبوظ شقتى!
لم تجد الكلمات مخرج فجذبها بغضب شديد: أدامى عشان أخلص من الليلة السودة دي.

وبالفعل توجه معها للداخل يعد لها الغداء مثلما يفعل كل يوم، وقفت تتأمله بصمتٍ شديد وحزن ينبع من الأواصر كيف تخبره بأنها تعشقه منذ الطفولة؟!
لم يكن أخيه هو أختيارها بل ضغط من الجميع بأنه أنسب شابٍ إليها لم يروا عشق السيف النابض بقلبها..
أنهى سيف أعداد الطعام ثم وضعه أمامها على الطاولة قائلا بضيق: متخديش على كدا
شرعت بتناول طعامها قائلة بسخرية: هو أنا لسه مأخدتش.

رمقها بنظرات محتقنة ثم جذب المقعد أمامها يبقا تروحى أسبوعين عند خالتى تتعلمى الأكل وترجعي
رفعت عيناها المحتقنه من كثرة ضحكاتها قائلة بصعوبة: طردتني
تطلع لها بصدمة ثم صاح بسخرية: الله يرحمك يا سامي ياخويا عرفت ليه عمرك قصير؟!
رمقته بنظرة مشتعلة فتوجه لشقته سريعاً قبل أن يدلف مع تلك الفتاة بالمعركة اليومية..

ولج لغرفته فخلع قميصه ثم تمدد على الفراش بتعب شديد حاول غلق عيناه ولكن صورتها لم تتركه بمفرده فحاذت بذكريات الماضى المشتعل..

بالقصر..
كانت تبكى بغرفتها بعدما رأت أخيها يترك القصر فحاولت منار إخراجها مما هى به ولكن لما تستطع فبعثت برسالة نصية لأخيها الذي أتى على الفور...
ولج مالك للداخل وهو يتأملها بحزن نابع من القلب فشاهندة هى مثل منار تماماً..
جذب المقعد ثم جلس أمامها قائلا ببسمته الهادئة: أيه يا شاهى منزلتيش تتغدي معانا ليه؟
رفعت عيناها المحتقنه بالدموع: ماليش نفس يا أبيه.

منار بحزن ؛حاولت معاها يا مالك مفيش فايدة
أستدار لشقيقته قائلا بصوتٍ ثابت: روحى أعملى ليزيد القهوة وأنا هفضل معاها شوية
: حاضر
قالتها ببسمة رضا لعلمها لحاجتها لمطيبة الخاطر وهذا ما سيفعله أخيها فتوجهت للمطبخ التى تدلفه لعمل القهوة فقط لبراعتها بها حتى أن يزيد لم يتناولها الا من يديها هى...

رفعت عيناها المترقرقة بالدمع تشكو له ما بها فقالت بصوت متقطع من العتاب: أنا عارفه أن الا طارق عمله صعب بس متوقعتش منك كدا يا أبيه
لم تنكمش ملامح الهدوء على وجهه فمالك محترف بألتزام الصمت على عكس يزيد فخرج صوته قائلا بهدوء: تعرفي أيه عن أبوكى وأبويا يا شاهندة؟
تعجبت من سؤاله بذاك الوقت بالتحديد فخرج صوتها المندهش: أعرف أن بابا وعمي الله يرحمهم كانوا أيد واحدة ذيك أنت ويزيد بالظبط.

إبتسم قائلا بسخرية: كانوا
أنكمشت ملامح وجهها بعدم فهم فأكمل بهدوء: جدنا الله يرحمه ساب ثروة كبيرة جداً وقسمها طبعاً بما يرضى الله بين بابا وعمى وعمتك
رفعت عيناها بصدمة حينما علمت بوجود عمة لها؟! فهى لما تكن بعلم لوجودها..
أسترسل مالك حديثه بهدوء: متستغربيش لينا عمة وموجوده لحد النهاردة بس مع أختلاف بسيط لازم تعرفيه وهو أنها بتعاملنا كعدو ليها بتحاول تحطمنا كلنا حتى لو وصلت للقتل مش هتردد.

لم تكن تعبيراتها توحى بالصدمة بل بالزهول والأستغراب..
أكمل هو: زمان أخدت حصتها من التركة وسافرت بره مصر حاول بابا وعمى يوصلها بس مكنش فى أي خبر يوصلهم لها أشتغلوا وكبروا فلوسهم وبقوا ملوك السوق بأتحادهم بعد سنين رجعت عمتك بس كانت على الحديدة ذي ما بيقولوا السؤال كان هنا الفلوس دي راحت فين؟!
بس مش دا كان سؤال أبوكى ولا أبويا بالعكس قدملوها الراحة ورحبوا بيها فى عيلتنا من غير ما يسألوها السؤال دا.

صمت قليلا بأنتظاره يكمل فأكملت تلك العجوز التى دلفت للغرفة بعدما علمت من منار ما حدث: دمرتنا ووقعت بينا كلنا حتى أنا كرهت أمك وأحنا أصلا أخوات خالت الأخين يكرهوا بعض ويفضوا كل حاجه بينهم لحد ما كل حاجة أتدمرت يا بنتي
وقف مالك وتوجه إلى والدته سريعاً يعاونها على الدلوف بمقعدها المتحرك..
أنحنى يقبل يدها قائلا بلهفة: أيه الا خالكى تسيبى أوضتك يا حبيبتي.

إبتسمت لفلذة كبدها الذي يرتعب لأجل صحتها الثمينة قائلة ببعض التعب: عرفت الا طارق عمله فجيت أشوف شاهندة لأنى عارفه أنها متعلقة به..

أستدارت بوجهها لشاهندة قائلة بحزن: عمتك دمرتنا يابنتى فرحت لما علاقة أبوكى وعمك أتفككت بس أنا كنت إبتديت أفوق من الفتن الا كانت بتحصل فى البيت ليه المشاكل كترت مع دخولها؟ ليه كان بيحصل مشاكل بينى وبين أمك الله يرحمها وأحنا أكتر من سلايف مكنش في حل غير دخولها عيلتنا الا للأسف دمرتنا كلنا من قبل ما نفوق.

تأملتها بستغراب لكلمتها الأخيرة فأكملت بدموع كأنها ترى المشهد يعاد أمامها: كنت فى شقتى لما سمعت صوت زعيق جامد فنزلت أشوف فى أيه لقيتها واقفة بتتخانق مع أبوكى وعمك وفجأة أتفاجئت بعدد كبير من الرجالة المقناعين ضربوا أبوكى ووالدتك بالنار و.

لم تستطيع ان تنطق تلك الكلمة فجاهدت للحديث بصعوبة: وعمك أنا صدمتى كانت كبيرة وأنا شايفة جوزي على الأرض غرقان فى دمه بس مكنش ادامى وقت للتفكير أستغليت إنشغالها لما دخلت أوضة المكتب وجريت على شقتى أخدت مالك ومنار وجيت عشان أهرب أفتكرتكم طلبت من مالك يهرب بمنار لبيت جدته وأنا طلعت تانى والحمد لله الا كان باب الشقة بتاعكم مفتوح الظاهر أن مامتك كانت نزلت على صوت الخناق دخلت وأخدتك أنتِ ويزيد وطارق وهربنا من البيت دا هربت وسبت جوزي وأنا مش عارفه إذا كان عايش ولا خلاص مات..

كانت الدموع تشق وجهها بقوة فقالت بصوت متقطع: مبلغتيش لييه الشرطة
تطلعت له بآلم: حاولت بس مكنش فى أدلة لأنها لبست الجريمة لناس مأعرفهاش والقضيه أتقفلت على كدا
: وبعدين
قالتها بكسرة وحزن.

فأجابت أمنية بدموع: عمتك أستولت على كل الأملاك معرفش أذي بس أنا وانتم بقينا فى الشارع مفيش غير بيت والدتى الا حمانا نزلت أشتغلت عشان أصرف عليكم وأنا بعاملكم كلكم على أنكم أولادى مفرقتش بينك وبين منار بالعكس أنتِ كنتِ أكتر من بنتى مالك ويزيد كانوا على علم بكل دا لأنهم مكنوش صغيرين.

أكمل مالك بشرود: أشتغلت أنا ويزيد لحد ما عملنا أسم كبرنا ورجعنا جزء من حقنا بس طبعاً مش كله بدأنا نضربها فى شغلها لحد ما كانت مفاجأتها أننا أولاد نعمان
أنا بقولك كل دا ليه يا شاهندة عشان أعرفك أد أيه كلنا عانينا لحد ما وصلنا هنا طارق بيهدم العيلة دي بتصرفاته وأنا مكنش أدامى أي أختيارات لأنى مش هسمح للماضى أنه يتكرر والعيلة دي تنهدم لأى سبب من الأسباب.

كانت مفاجأة كبيرة لها ولكنها ألتزمت الصمت تحاول إستيعاب ما يحدث، مجرد سماع ما حدث جعلها لا تقوى على التفكير بشيئاً أخر...

بالأسفل..
طرقت باب المكتب عدة طرقات فأستمعت لصوته بالدلوف..
ولجت لتجده يجلس على مكتبه وعيناه مغلقة بأحكام كأنه بمحاولة لنسيان شيئاً ما..
وضعت القهوة على المكتب ثم قالت بهدوء: القهوة يا أبيه
فتح عيناه الخضراء ببطئ شديد ليجدها تقف أمامه بنظراتها الحزينة فأستقام بجلسته قائلا بستغراب: عرفتى منين أنى محتاج قهوة؟
إبتسمت قائلة بسخرية: أكيد مش أنا مالك الا طلب منى أعملك.

بادلها البسمة باعجاب على رفيق دربه الذي يعى كل صغيرة متعلقة به..
أرتشف القهوة بتلذذ قائلا دون النظر لها: شاهندة عامله أيه دلوقتى؟
جلست على المقعد المجاور له قائلة بهدوء: ماما ومالك معاها بيحاولوا يخرجوها من الا هى فيه
رفع عيناه قائلا بغضب شديد: أنا مش عارف هى زعلانه ليه كداا هو عامل مشكلة دي مصيبة هتحل فوق دماغنا.

ثم زفر بغضب وهو يحاول التحكم بأعصابه: بسببه أتنازلت عن أخلاقى بس عشان الولد البرئ دا مالوش ذنب فى الا بيحصل لما يجى على الدنيا ويلاقى كل دا بيحصل
خرج صوتها أخيراً: بس يا أبيه حرام تنسب ولد ليك وهو مش إبنك
رفع يديه على رأسه يحاول التحكم فى هدوئه الغير معهود: أنا مش عارف أفكر فى حاجه يا منار كل الا فى دماغى أحل المشكلة دي قبل ماحد يعرف بيها
شعرت به من نبرة صوته فقالت بحزن: ربنا يصبر البنت دي بجد.

وتركته ورحلت لتصدح كلماتها عقله الهائج..

فتحت عيناها ببطئ شديد فوجدتها جوارها حتى محمود كان يجلس بجانبها..
أقترب منها قائلا بأبتسامة واسعة: حمدلله على سلامتك
فاتن ببكاء: كدا تخضينا عليكِ
إبتسمت قائلة بصوت متقطع من التعب: كنت عايزة أشوف معزتى عندكم
إحتضنتها قائلة بعتاب: أخس عليكِ يا ليان دانتِ بنتى الا مخلفتهاش يابت
لمعت الدموع بعيناها قائلة بتأييد: وعمري ما شوفتك غير كدا
رسم الغضب قائلا بحزن: كدا طب وأنا!

تعالت ضحكات ليان قائلة بصوت يكتد يكون مسموع: أنت الخير والبركة
إبتسم محمود ثم أحتضانها قائلا بسعادة: الحمد لله أنا كنت هموت لو جرالك حاجة
بكت وهى تشدد من أحتضان أخيها قائلة بدموع: يارتنى سمعت كلامك يا محمود لما قولت أن دا حيوان ميستهلنيش بس أنا سمعت كلام ماما ووفقت أرتبط بيه
أخرجها من بؤرة دموعها تلك الكلمة ماما فقالت بصدمة وهى تتأمل الغرفة بتفحص: هى فين ماما؟!

إرتبكت فاتن فبدا بحديثها: جالها تلفون مهم ومشت يا حبيبتي حتى مكنتش عايزة تمشي بس أنا صممت عليها تروح تشوف ليكون فى حاجه مهمه ومردتش تمشي غير لما أطمنت عليكِ
إبتسمت بسخرية: مفيش داعى تكدبي عشانها أنا عارفه كويس أنى أخر أهتماماتها
أحتضنها محمود قائلا بعتاب: مش قولنا منفكرش بالطريقه دي تانى يا ليان
بكت بأحضانه قائلة بتعب شديد: دي الحقيقة ولازم تلحقنى أنا عمري ما شوفت بعيناها حنان ليااا.

فاتن بخوف شديد عليها: طب أرتاحى شوية يا حبيبتي وسيبك من أي حاجه عشان خاطري متزعليش نفسك أنتِ لسه تعبانه
أنصتت لها وأغلقت عيناها بمحاولة للتهرب من حقيقة مزرية تلحق بها فرأت هذا الظل يقف أمامها كلما كانت بحاجة إليه يظهر لها ظهرت البسمة على وجهها تحت نظرات إستغراب محمود الجالس جوارها، لا يعلم أنه عشق الروح...

رأت هذا الظل يقف أمامها أعتادت على وجوده بحياتها منذ خمسة أعوام كانت ببدء الأمر تتعجب من وجوده ولكن أعتادت عليه، رأته يقف أمامها ولكن تلك المرة بدت ملامحه تتضح ولكن ليس كثيراً فربما يتبقى القليل لترى ملامح وجهه وربما إجابه لها عن سؤالا يتردد لمسمعها منذ 5أعوام..
غاصت بنوم عميق بعد أن بدأت الأدوية بالعمل..
&&
بشقة سيف..

ولج شريف للداخل فبحث عن أخيه بغضبٍ جامح إلى أن وقعت عيناه عليه وهو يتمدد بغرفته فأقترب منه قائلا بغضب شديد: طبعاً نايم ولا على بالك حاجة
فتح عيناه بستغراب ليجد شريف أمامه والغضب معكوس على وجهه فأعتدل بجلسته قائلا بزهول: فى أيه؟!
أقترب منه شريف قائلا بسخرية: مكنتش متخيل منك كدا بقا مخلينى أدافع عن الوسخ دا أنا لو كنت أعرف الا عمله والله لكنت مخلص عليه.

زفر بملل وهو يفرك رأسه: أنا عملت كدا خوف على يزيد مش أكتر لكن الحيوان دا أخر أهتماماتى
جلس جواره بصمت ثم تطلع لصدره العالي بضيق: أنت قاعد كدليه؟
حاول كبت ضحكاته فأخيه الأصغر يغار من عضلات جسده حتى أنه حاول كثيراً ممارسة التمارين الرياضيه الشاقة ليصبح مثله ولكنه لم يتمكن من ذلك..
توجه لخزانته قائلا بهدوء: واحد وقاعد فى بيته هيقعد أذي
رفع قدماً فوق الأخرى قائلا بغرور: مش بيتك لوحدك يا حضرت.

حطم هذا الأحمق حائط الصمت الذي يلتزمه سيف فأستدار له بعيناه التى أصبحت متوجه بفعل الشرار: بره
شريف بصدمة: أيه؟!
اقترب منه بنظرات كالسيف: أخرج بره أوضتى قولت
ألتقط التفاح من جواره قائلا بعدم مبالة: ولو مخرجتش هتعمل أيه يعنى؟
كانت دعوة صريحة لسيف بأن يقتص منه..
ولج مالك ويزيد للداخل بأستخدام المفتاح الخاص بهم ليجتمعوا بالمساء كالعادة، فتصنموا محلهم حينما وجدوا الأمر كالتالي.

سيف عارى الصدر و منقد على شريف المنبطح على الفراش ووجهه متورم من اللكمات حتى قميصه منفتح على مصراعيه..
مالك بسخرية: أحنا جينا فى وقت غلط ولا أيه؟!
نظرات يزيد الساكنة كانت دافع قوى لشرود سيف فأستغل شريف الفرصة ودفشه بعيداً عنه ثم لملم قميصه قائلا بصوت مثل الفتيات: يافضحتى لاا متفهموش غلط الحيوان دا هو الا غرغر بيا وأنتوا عارفين شرف البنت ذي عود الكبريت طشه واحدة.

رمقه يزيد بنظرة تشبه هلاك موته ثم خرج للقاعه أما مالك فلوى فمه بتقزز قائلا بسخرية: بيئة ذي أخوك
وتركه وتوجه للخارج خلف الغول. أستدار شريف بأبتسامة واسعه إنتهت حينما تلقى لكمة قوية من سيف الغاضب ليلقى حتفه ويتمدد على الارض كالجثة الهامدة..
جذب سيف قميصه ثم أرتداه مسرعاً ونظرات الغضب عليه: غبي
قالها وخرج للقاعة فوجد يزيد يجلس بثباته المعتاد ومالك يجلس لجواره.

سيف بثبات: غريبه أنكم جيتوا النهارده بدري عن معادكم
مالك بسخرية: هو معاد حكومى!
إبتسم قائلا ببعض الخوف: لا بيتك ومكانك تشرف فى أي وقت والله أنا كنت هخرج بس قولت لا مستحيل تفوتنى القعدة الحلوة دي
خرج صوت الغول أخيراً قائلا بثبات: قبل أي قاعدة والكلام دا عملتوا أيه فى موضوع البنت دي.

سيف بهدوء: لسه يا يزيد هو على طول كدا مالك وصل لأبو البنت وتقريباً كدا عرف يقنعه لكن الرد لسه مجاش ومتنساش الموضوع مش سهل؟!
دلف شريف وهو يجاهد للوقوف قائلا بضحكة واسعه: ها يا شباب هتطلبوا أكل أيه النهاردة
تأفف مالك قائلا بسخرية: أنت مبتفكرش غير بالاكل؟!
سيف: هو مش عايش غير عشانه أصلا هو وتقى
إبتسم يزيد قائلا بثبات: تقى هى عامله أيه؟

سيف بجدية: الحمد لله يا يزيد أهو كلنا بنحاول ننسى الا حصل عشان نقدر نكمل..
رفع يديه على كتفيه بجدية: ربنا يصبركم يارب سامي مكنش إبن خالتى بس كان ذيك وذي مالك وربنا الا يعلم
إبتسم سيف قائلا بتأكيد: عارف يا يزيد ربنا يباركلنا فيك يا صاحبي
إبتسم مالك بفخر وهو يتأمل عمود الصداقة يترعرع أمام عيناه ليصبح أمتن وأقوى من سابق..

وضع شريف التسالي أمامهم وبدأ كعادتهم يتبادلون الحديث فى الأمور الشخصية والبعض المتعلق بالعمل...

بمكان أخر
كانت دموعها كشلالات لا توقف نذير النيران بقلبها تكاد تحرق ما تبقى بجسدها، حطام ذكريات تلك الليلة كفيلة بجعلها ترى الموت ألف مرة، صوت تواسلها يعلو بذهنها حينما كانت تتوسل لوحش جرد قلبه من الرحمة والأنسانية..

وما زاد آلمها شعورها بأنها ضعيفة وعاجزة أمام جبروت عائلة هذا اللعين فلم يعن لهم الأمر شيئاً حتى ولو كانت بوضع توقيعها لجوار الأسم الملون بالورقة التى بيدها يزيد نعمان تفكير عميق يطوف بها، القرار بيدها هى هل سترضخ عائلتها بتلك الأهانة أم ستجعلها فريسة لعائلة نفوذها هكذا؟!

كفكفت دموعها بقسوة كأنها تمنح القلب وعداً بأنها من ستأثر لنفسها، وضعت إسمها جوار هذا الأسم لتكون له زوجة ولكن بداخلها تقسم وتتوعد له بأنها من ستحول حياته لجحيم فربما لا يعلم الرجل بقوة إمرأة جرحت بأعز ما تملك لتتحول من قطة صغيرة لنسر جارح ذات مخالب حادة للغاية.

بشقة سيف
تعالت ضحكات شريف قائلا بتأكيد: أه والله بعد الكلمتين الا قولتلهم الدكتور بتاع الجامعه قالي برة وقفت وبصيت كدا وروحت قولتله بره بره أنت هتطردنى من الجنه راح قالي كدا طب أعتبر نفسك شايل المادة
مالك بأهتمام: ردك كان أيه بعد الجمله دي
شريف بسخرية: ولا حاجة ضربت النظارة وقولته أنا شيلتها من زمان ومعنديش مانع أشيلها مرة وأتنين لأن العشق أقوى من حب المادة نفسها.

تعالت ضحكات مالك فغارت منه الوسامة بغمزاته البادية على وجهه الرجولى على عكس يزيد الذي رمقه بنظرة جعلته يقول بصوت متقطع: قولتلك ماليش فى التعليم صممت تدخلنى هندسة طب أزاي وأنا بفك الخط بالعافية
رفع يديه على شعره الغزير فأرتعب شريف ولكنه ظن أنه نجا فكاد أن يكمل حديثه ولكنه صرخ حينما جذبه يزيد بقوة كبيرة ليواجه غضب الغول كما يلقب: عارف لو سقط السنادي هعمل فيك أيه؟

كاد الحديث ولكنه يشعر بالأختناق فقال بصوت متقطع: ^ألحقنى يا مااااالك
تعالت صوت ضحكاته بقوة قائلا وهو يتجه للكوماد: ولا أعرفك
ثم حمل مفاتيح سيارته متجهاً للخروج فأستدار بعدما فتح الباب قائلا بغمزة من عيناه: بعد الا هيحصل دا مش محتاج مذاكرة للنجاح..
وأغلق الباب ثم توجه للمصير الذي سطر حياته منذ خمسة أعوام فجعلها هشة وبلا هدف..

صرخ شريف بسيف حينما تخل عنه مالك: أبوس أيدك تعتبرنى النهاردة أخوك وتلحقنى
جذب الهاتف قائلا بفرحة: كدا راحتك يا يزيد
خرج صوته أخيراً قائلا بغضب جامح: أيه الا ناقصك عشان تكون ذي الخلق
شريف بصوت متقطع: العقل الا نقصنى دانا لما بروح أشترى حاجة بحسب الفلوس بالعافية تقوم تدخلنى هندسة يقولك أحسب مقاسات دور كامل منين مكتش العين بكيت.

ألقاه يزيد بقوة فسقط على المقعد ثم أقترب منه فأبتلع ريقه بخوفٍ شديد، أنحنى ليكون مقابلا له قائلا بصوته الجمهوري: أنا هسيبك النهاردة بمزاجى بس لما النتيجة تظهر ورحمة أمى مأنا رحمك
ووقف بطالته القابضة للأروح ثم غادر هو الأخر..

وما أن غادر يزيد حتى هرول شريف لغرفته جاذباً كل الكتب أمامه حتى كتب العام القادم فهو مهدد بالقتل من يزيد نعمان شخصياً، دلف سيف للداخل وبيده الشطائر يتناولها بتلذذ وهو يتأمل لون وجه أخيه فصاح بسخرية: ناس مبتجيش غير بسك يزيد نعمان
لم يستمع له فلأول مرة يشعر بحاجته للعلم بعدما تلقى جزاته من الغول شخصياً..

شرا الورود الحمراء مثل كل عام ثم أنحنى ليجلس أرضاً وعيناه تتأمل تلك المقبرة بعين تفيض بالدمع والآنين ينقل لها أوجاعه من خلال عبارات العين، وضع باقة الزهول قائلا بصوت متقطع من البكاء: كل سنة وأنتِ طيبه يا قلبي لزورده عاصفة من البكاء جاهدها بالحديث: أنا جبتلك الورد الأحمر الا بتحبيه.

وضعه أرضاً ثم أستند برأسه على الحائط الملون بأسمها ليان عامر ليسرح بذاكرته لماضى آليم حينما بدأ يستعيد وعيه بعد ساعات طويلة ليجد رفيقه جواره وعلامات الزعر تلون وجهه حتى والدته كانت مازالت بصحتها تقف أمامه قائلة بدموع: حمدلله على السلامة يا حبيبي.

بحث بعيناه عنها بالغرفة فلم يجدها فحاول الحركة ولكنه صرخ ألماً فتداخل يزيد على الفور وبفعل قوته الجسمانية نجح بشل حركاته حتى هرع الطبيب ليحقنه مجدداً فجذب رفيقه ليستمع لصوته الخافت: ليان فين؟
رفع يزيد يده على كتفيه قائلا بثبات: كويسه يا مالك أطمن
غاب عن الوعى بفعل المهدئ فتحطم قلب رفيقه لعلمه بأن حياة من يعشقها بجنون على حافة الموت كيف سيخبره بذلك؟

تمسك والدته بذراعيه قائلة بدموع: خاليك جانبه يا يزيد
أحتضنها بقوة فهى بمثابة أمٍ له قائلا بهدوء: مش هسيبه متقلقيش..
وبعد عدة ساعات
دلفت الممرضة للداخل وعلامات الحزن على وجهها: البنت الا كانت مع مالك بيه للأسف توفت
تخشب يزيد محله لشعوره بكم هائل من الآلآم فكيف سيكون شعور رفيقه إن علم؟!
بكت بقوة وهى تردد بصوت خافت: يا حبيبي يابنى ربنا يصبرك ويرحمها يارب.

فتح عيناه على تلك الجملة التى ود أن يكون قتيلا أفضل مما أستمع إليه، صدمة يزيد كانت كبيرة حينما وجده يجلس على الفراش ويزيح الأجهزة من يديه بقوة كبيرة وصراخ قوى بأسمها لياااااااان حاول يزيد التحكم به ولكن تلك المرة فشل فى التحكم بوحش ثائر لا يرى أمامه سوى معشوقته تغادر للأبد..

دلف لغرفتها المجاورة له ليتوقف نبضات قلبه حينما وجد الغطاء الأبيض يخفى وجهها، أقترب منها بقدماً مرتجف للغاية وقلبٍ يذبح ببطئ مع كل خطوة يخطوها للأمام إلى أن جلس جوارها على الفراش فجذب الغطاء ببطئ ليجدها كحال الموتى فربما رؤيتها أكدت له ما إستمع له..
لأول مرة تسلل الدمعات وجه مالك نعمان لأول مرة يبكى بقوة وهو يحركها بقوة ويحثها على الأستيقاظ قائلا بصوت متقطع حزين: ليااان حبيبتى فوقى عشان خاطري.

أنا عارف أنك مش بتحبينى أسوق بسرعة وأنا بوعدك مش هكررها تانى بس متسبنيش يا حبيبتي أنا مقدرش أعيش من غيرك صدقينى.
لم يستمع لرد كالمعتاد جثة، جثة هامدة بين يديه معلنة عن إنتهاء رحلتها على الدنيا...
صرخ بقوة بعدما أحتضنها بين ذراعيه ودمعاته تهوى بلا توقف لتتنقل لرفيق دربه كم الآلآم التى يشعر بها رفيقه ليجد دمعته هو الأخر تلمع ليعتليه الزهول..

مر على هذا الحادث الآليم خمس سنوات ومازال يذكرها لم يقدر على نسيانها فكيف سينسى من دعت لقلبه الحياة، من سكنت نبضات القلب والهوى، من هزت مملكة مالك نعمان لتجثو بقلبه...
أفاق من ذكرياته على صوت هاتفه المعلن عن رفيق الآلم والدرب
ليجد صوته الثابت: روحت برضو يا مالك؟
إبتسم قائلا بآلم: مقدرش مجيش هنا فى اليوم دا يا يزيد دا يوم عيد ميلاد ليان وهو برضو نفس اليوم الا خسرتها.

زفر قائلا بآلم: طب هترجع القصر أمته منار بتسأل عليك وأنا قولتلها أنك فى شغل بس مش مقتنعه الوقت أتاخر
أغمض عيناه قائلا بثبات مخادع: مش هطول متقلقش.

وأغلق مالك الهاتف وعيناه على المقابر يتطلع لهم بحزن ثم توجه للمغادرة بعدما قرأ الفاتحه وبعض الصور القصيرة كما أنه دع لها بالرحمة وله بالمغفرة لما فعله فهو لم يحتمل عدم أخبرها بانه مازال على ذاكرها، ربما هناك خيط مجهول لعشقه المتيم وربما رابط للعشق ولكنه تحت مسمى عاشق الروح علاقة مريبة ستهز أبدان البشرية بقصة مختلفه من نوعها..

تخفى الليل خشية من نور الشمس المضئ لتعلن يوم جديد وبداية لأحداث منخفية بالظهور...

هبط من سيارته مرتدياً البذلة السوداء ونظارته التى لا تفارقه فكان متوج لعرش الأناقة والوسامة معاً، فتوجه للمصعد الخاص به ليسرع العامل بفتح المصعد ليتفاجئ بفتاة بالمصعد الخاص به، صدم العامل وعلم بأنها نهايته بالمقر أما يزيد فتثدم منها بصدمة لعدم مبالاتها لما أرتكبت، فربما لا يعى أنه سيكون مأسورها لتدلف تلك المشاكسة حياته ربما صدفة، ربما قدر، ربما علاقة خفية ستحطم حينما تعلم بماضى زواج مجهول، ولكن بعد معانأة ستكون بين يزيد نعمان وتلك الفتاة، لنرى كيف ستهز مملكته؟

ما الرابط الخفة بين وفأة ليان ومالك وليان؟!
من تلك المتعجرفه التى ستغير مسار حياة محمود؟
هل سيظل حب تقى خفى؟وماذا لو كشف بأنها من تسببت بمقتل أخيه؟!
ورقة رابحة بالنسبة لأعداء يزيد نعمان ومالك نعمان من هى؟ وهل ستكون نقطة ضعف أم جهة أخري؟

01-11-2021 01:55 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [2]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية معشوق الروح
رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثالث

كانت صدمة للعامل ويزيد فلأول مرة يجرء أحد على إعتلاء المصعد الخاص به وبمالك...
تطلع للعامل بنظرة جعلته يهرول للداخل سريعاً قائلا بشيء من الحدة: أنتِ دخلتى هنا أزاي؟!
رفعت عيناها قائلة بستغراب ؛ ودا يخص حضرتك فى أيه؟!
زهل العامل ثم قال مسرعاً: طب ممكن تخرجى من هنا عندك الأسانسير التانى الخاص بموظفين الشركة لكن دا خاص بيزيد بيه ومالك بيه.

رفعت عيناها له قائلة بسخرية: ليه هو الأسانسير كمان بقا ملكية خاصة
العامل بغضب: من فضلك يا أنسة أخرجى من هنا أنتِ بتضيعى وقت يزيد بيه
رفعت عيناها على من يدير لها ظهره ثم قالت بسخرية: هو أنت المندوب عنه بالكلام ولا هو مش بيتكلم؟

جحظ العامل عيناه وهو يتأملها بصدمة من حديثها، أما يزيد فأستدار بعين غاضبة للغاية مشيراً للعامل بالخروج من المصعد وبالفعل أنصاع له فولج للداخل ونظراته تشبه الهلاك لمن جرأت على الحديث هكذا...
أستدارت بعيناها على الشاب الواقف جوارها فتفاجئت بصمته المريب متجاهلا إياها..
وقف المصعد بالدور المحدد لمكتب يزيد فتوجه للخروج ولكنه أستدار برأسه قائلا بنبرة ثابته للغاية: خمس دقايق وتكون أستقالتك على مكتبي.

وتركها وغادر وهى بصدمة من أمرها...
خرجت من المصعد وهى تفكر بحديثه فلم تشعر بقدماها الا وهى تلحق به لمكتبه..

بقصر نعمان
وبالأخص بغرفة مالك
دلفت شاهندة بضيق للداخل ثم أقتربت من الفراش وهى تبحث عنها بعيناها إلى أن عثرت عليها بين أحضان مالك فحركت رأسها بيدها قائلة بصوت منخفض غاضب: أنتِ يا هانم
حركت رأسها بنوم شديد فجن جنون شاهندة، فتح عيناه بتثاقل قائلا بنوم: صباح الخير يا شاهى
أجابته بأبتسامة هادئة: صباح النور يا أبيه.

جلس على الفراش ومازالت شقيقته متعلقة بأحضانه فجذب الساعة من على الكوماد قائلا بغضب: أيه داا أذي فضلت نايم لحد دلوقتى!
شاهندة بمرح: أكيد كنتوا مقضينها كلام أنت ومنار
تطلع لشقيقته بضيق ثم صاح بغضب قولت مية مرة معتش تنام هنا بس مفيش فايدة
ونهض عن الفراش سريعاً تاركها بمحاولة مستميته كالعادة..
بعد قليل.

خرج من حمام الغرفة بعدما أرتدى سروال أسود اللون وتيشرت أبيض ضيق للغاية على جاكيت رمادى اللون ثم أرتدي حذاء أبيض اللون فكان أنيقاً للغاية فمالك لا يتقيد بالحلى بالعمل..
وقف أمام المرآة يصفف شعره بعناية وهو يخطف النظرات لشاهندة التى تحاول إيقاظها فأقترب منها قائلا بأبتسامة واسعه: دي مش بتصحى كدا يا حبيبتى.

رفعت عيناها بدون فهم إلى أن حملها مالك لحمام الغرفة فتعالت ضحكاتها حينما دفشها أسفل المياه لتصرخ بفزع..
توجه للخروج فأوقفته شاهندة قائلة بأبتسامة واسعه: شكراااً على مجهودك معانا
رفع يديه على جاكيته بغرور: ولا مجهود ولا حاجة المهم أنها تبقى كويسة أو أنا أدعيلي أن إنتقامها من الا عملته فيها يكون خفيف ولطيف
تعالت ضحكاتها قائلة بتأيد: هدعيلك متقلقش..
وتركها مالك وتوجه للأسفل ليجد الأمر كالتالي..

شريف بدموع ذائفة: يعنى يرضيكِ كدا يا موولة
أجابته بحزن: لا يا حبيبي ميرضنيش
عاد للنحيب طب هنجح أزاى وأنا ماليش فى الهندسة حتى إبنك بقوله ألحقنى جرى وسابنى هى دي الشهامة والرجولة والنخوة
تعالت ضحكات أمل قائلة بهدوء: معلش يا شريف هما خايفين على مستقبلك يا حبيبي
صاح بغضب: مستقبل أيه يا موله الأعمال بالنيات وأنا نيتى سليمة وعسل وإبن حلال وطيب.

فزع بشدة حينما وجد قابض الأرواح يقف أمامه فتراجع للخلف برعب حقيقي.
جلس على المائدة يتناول فطوره قائلا بلا مبالة: متخافش يا شيفو تعال أفطر يا حبيبي
تطلع شريف لأمل بصدمة فأشارت له بالأقتراب فأقترب بحذر شديد ليجلس جواره ولكن مع حفاظ مسافة بينهم يتأمله بتركيز..

رفع عيناه قائلا بهدوء: بص يا عم أدام السيدة الوالدة أهو لو نجحت السنادى هسلمك شغل فى الشركة أعلى من سيف نفسه ومش كدا وبس لااا دانت هتكون المدير الرسمى للشركة
غاصت الأحلام بعقله وغاص الحلم فرى صورة سيف أمامه وهو ينفذ ما يقال من تعليمات وهو يجلس على المكتب وضعاً قدماً فوق الأخرى
نجحت أمل فى كبت ضحكاتها فهرول شريف مسرعاً: أعتبرني نجحت
تعالت ضحكات أمل فشاركها مالك بأبتسامته الهادئة..

هبطت منار مع شاهندة والغضب يلمع بعيناه فأخفى مالك إبتساماته قائلا بحذم مصطنع: أنا أتأخرت جداً عن أذنكم
وقبل يد والدته فرفعت يدها على رأسه قائلة بأبتسامة رضا: ربنا يوافقك أنت ويزيد يا حبيبي
رفع عيناه قائلا بحزن فشل بأخفاءه: أدعيلى أن ربنا يريح قلبي
دعت له كثيراً فغادر مسرعاً قبل أن يفشى الجميع حزنه الخفى..

جلست منار على المائدة ونظراتها كالجمر لشاهندة فقالت بأبتسامة مرحة وأنا مالى هو أنا الا غرقتك مية دا أخوكِ
لوت فمه بضيق شديد فأسرعت شاهندة بالحديث: أنا وأنتِ وماما بنصوم كل أتنين وخميس فعشان كدا بستغل اليوم دا جداً لأنك بتكونى هادية وبتعدى أي حاجة
تعالت ضحكات أمل مرددة بصوت خافت: الله يجزاكِ يا شاهى
منار بغضب: طب يالا ياختى على الجامعه بدل ما أخرج عن شعوري
تعالت ضحكاتها ثم لحقت بها للخارج..

بعد عدد من المحاولات لرؤيته باتت أخر محاولة بالنجاح فدلفت لمكتبه بأنبهار فهى تعمل هنا منذ فترة ولما تسنح لها الفرصة بأن تدلف لمكتبه..
أنهت فضولها لتجده يجلس على مكتبه غير عابئ بها، يلهو بحاسوبه...
جلست أمامه فرفع عيناه أخيراً قائلا بنبرة مخيفة: سمحتلك أنك تقعدي!
وقفت سريعاً وهى ترمقه بغضب شديد...

أكمل ما يفعله على الحاسوب فوقفت تنتظره كثيراً فصاحب بلهجة مضطربة: لو حضرتك مشغول أجى ممكن أساعدك عشان تفضى ليا ولو دقيقة مع العلم ان وقت حضرتك من دهب
كانت دعوة محفزة بالسخرية فأغلق حاسوبه بضيق رافعاً نظراته لها: أنا الا عايز أفهم سبب وجودك هنا كان ممكن تسلمى الاستقاله للسكرتيرة وهى كانت هتوصلهالي مفيش داعى لوجودك.

أقتربت منه بأبتسامة ساحرة ثم جلست على المقعد قائلة بمرح: الحمد لله طلعت بتتكلم وكدا هنفهم بعض بسرعة
صدم يزيد من تلك الفتاة فكاد الحديث ولكنها قالت بسرعة كبيرة حينما أخرجت من حقيبتها قائلة بأبتسامة واسعه: ممكن حضرتك تقرأ الورقة دي
رمقها بستغراب فألقى نظره على الورقة ولكنها هرولت لتصبح جواره مشيرة على بند من العقد ينص أن المعاد المحدد لها بالحضور بتمام التاسعة صباحاً فتطلع لها بعدم فهم..

فجلست مكانها قائلة بأبتسامة واسعه: حضرتك المعاد المحدد ليا هنا الساعه9 وأنا حريصة جداً على المعاد دا فالساعة بقيت تسعه الا دقيقه واحدة الأسانسير كلهم كانوا زحمة جدا حتى السلم لو طلعت مش هوصل بالمعاد فحضرتك مكنش فى أدامى حل تانى غير إستخدام الأسانسير بتاع حضرتك لأن فى العقد مش مذكور عدم إستخدام المصعد الخاص بمدير المقر مكتوب تنبيه هام بالحضور فى المعاد المحدد ودا الا أنا عملته لأن..

قاطعها قائلا بدهشة وصدمة معاً: خلااااااص حقك عليا أتفضلى على شغلك
حملت حقيبتها بسعادة ثم توجهت للخروج ولكنه ركضت للداخل مجدداً تحت نظرات إستغرابه قائلة بأبتسامة كبيرة: الورقة يا فندم لو سمحت
لم يفهم حديثها الا حينما جذبت العقد من بين يديه وهرولت للخارج مرة أخرى..

ظل مكانه بصدمة والبسمة مازالت مرسومة على وجهه، زاره التعجب كثيراً فلأول مرة يتراجع بقرار أتخذه بغضب، راوده سؤالا واحد كيف حافظ على هدوئه هكذا فهو والهدوء متضادتان ولم يجمعهم محطة واحدة!

بالجامعة..
وصلت منار لجامعتها وكذلك شاهندة توجهت لجامعتها الخاصة فتوجهت لرفيقاتها قائلة بسعادة: صباح الخير يا قمرات
أجابوها بسعادة على عكس رفيقة الدراسة كانت تبكى بقوة فتوجهت إليها منار بلهفة: فى أيه يا نورا؟
أجابتها من تجلس جوارها: أنتِ مكنتيش هنا الأسبوع الا فات كله اكيد متعرفيش الا حصل؟
أجابت بلهفة: أيوا أنا كنت تعبانه جداً ومقدرتش أجى الجامعه قوليلي فى أيه؟

رفعت نورا عيناها الباكية قائلة بصوت متقطع: أنا مش هعدى السنادي يا منار
أجابتها بستغراب: ليه بتقولي كدا؟!
كفكفت دموعها وأخبرتها ما حدث بينها وبين الدكتور الأسبوع الماضى فتعجبت عندما علمت بأنه توالى الدارسة محل الدكتورة
طالت فترة الصمت فكسرتها منار بهدوء: بس أنتِ غلطانه يا نورا كان المفروض متتكلميش ولا تعلى صوتك عليه أنتِ عملتِ غلط لما رديتى على الفون فى المحاضرة.

أجابتها بدموع: بقولك ماما كانت تعبانه ولما لقيتها بترن عليا مترددتش ثانيه أنى أرد
: كان ممكن تستأذنى منه وتشرحيله الموقف للأسف البنات الشمال هى الا خالت الكل يأخد فكرة سلبيه عن الفون أي واحده دلوقتى ماسكة موبيل وبتتكلم يبقى بت شمال متعرفيش المجتمع دا بيفكر أزاى؟!
قالتها منار بحزن ثم وقفت قائلة لأحدى الفتيات: تعالى شاوريلى عن مكتب الدكتور دا وأنا هحاول أشرحله الا حصل يمكن يسمع منى.

نورا بفرحة: مش عارفه أقولك أيه يا منار؟
حملت حقيبتها قائلة بسخرية: مش لما أرجع وأشوف هعمل أيه أبقي قولي براحتك وأدعولي ربنا يسترها عليا..
وتوجهت منار للمكتب بعدما أشارت لها رفيقتها فطرقت باب المكتب برعب إلى أن إستمعت أذن الدخول..
دلفت بخطوات مرتبكة فرفع رأسه لتزيد صدماتها شاب صغير للغاية أو أن ملامحه توحى بذاك وسيم للغاية بعيناه السوداء وبشرته الخمرية أشاحت نظراها عنه سريعاً وهى تستغفر ربها..

رفع محمود عيناه ليجدها يقف أمامه فقال بعملية: أقدر أساعدك؟!
حل الأرتباك على وجهها فقالت بتوتر: فى الحقيقة أنا كنت جايه لحضرتك بخصوص البنت الا حضرتك أخدت منها الفون
تلونت عيناه بطفيف من الغضب لتذكرها فأشار بيديه على المقعد: أتفضلى
وبالفعل أنصاعت له وجلست فخلع نظارته لتبدو وسامته على مرفع عالى قائلا بهدوء: وحضرتك أختها؟!
أجابته بتلعثم ؛ لا أنا زميلتها
أجابها بستغراب: بس أنا مشفتكيش فى المدرج خالص.

: لأنى محضرتش الأسبوع الا فات
قالتها بخحل ثم أسترسلت حديثها وعيناها أرضاً: نورا والدتها مريصة بالقلب فأول ما التلفون بتاعها بيرن بتخاف جداً تكون فى ضرر على صحتها أنا مش ببرر الا عملته بالعكس هى غلطت وأنا عرفتها غلطها وهى مستعدة تعتذر لحضرتك
أجابها بحزن بعدما علم الأمر: لا مفيش داعى أنا الا نرفزنى طريقتها بالكلام.

أجابته بلهفة: والله ما طبعها كدا هى بس من خوفها على والدتها أنا بعتذر لحضرتك بالنيابة عنها بس أرجوك متفصلهاش من الجامعه
تطلع لها بصدمة ثم قال بستغراب: أفصلها؟!
أجابته بتأكيد: هى والله متقصد
إبتسم محمود قائلا بسخرية: مين فهمكم أن دكتور الجامعه سفاح كدا!

تطلعت له بزهول فأكمل هو بعدما أخرج الهاتف من المكتب: أنا مقبلش أدمر مستقبل حد مهما عمل انا أخدت الفون منها لحد ما تعرف غلطها بس خلاص أنا عزرتها عشان والدتها ربنا يشفهالها يارب.
كانت منار بصدمة حقيقة فجذبت الهاتف ثم قالت بخجل وأرتباك من نظراتها المتفحصة له: عن أذن حضرتك
أشار لها بهدوء وأكمل عمله بعدما طلب والدته بالهاتف ليطمئن عن ليان فأخبرته بأنها تحسنت كثيراً...

دلف لمكتبه
فجلس على المقعد بأهمال وهو يتطلع للملفات من أمامه بضيق فالعمل لا ينتهى على الدوام..
أخرج هاتفه ثم طلب رفيقه الذي أجابه على الفور قائلا بثبات: صباح الخير يا مالك
زفر قائلا بملل: صباح النور أنت بمكتبك؟!
اجابه سيف بتأكيد: أيوا ليه؟!
أجابه الأخر على مضض: سيب الا فى أيدك وتعال.

سيف بغضب: أسيب مين يا حبيبي عندى أجتماع بعد نص ساعة لو هتروح مكانى أقعد معاك للصبح وأهو تعفينى من المزز الا بشوفها وانا بحاول أمسك نفسي وأغض البصر بس هما الا بيعاكسوا
مالك بتأفف: عشر دقايق وتكون على مكتبي يا سيف
وأغلق بوجهه فتطلع سيف للهاتف مردد بصدمة: قفل فى وشي!
أتاه صوت هلاكه من خلفه: لا مهو لازم يستأذن معاليك الأول.

تطلع سيف جواره بصدمة حينما وجد يزيد نعمان يجلس على المقعد المقابل له والغضب يتلون على وجهه..
وقبل أن يتحدث كان بين يديه..
يزيد بغضب شديد: بقا أنت سايب شغلك وبتتكلم عن المزز والكلام الفاضى دا
سيف برعب: محصلش يا غول والله دانت عارفنى بخاف ربنا وبتقى الله
تركه وجلس على المقعد وضعاً قدماً فوق الأخرى قائلا بسخرية: أمال لو مكنتش سمعك بنفسي.

جلس مقابل له قائلا بغرور: بتفشخر ياخويا مأنت بتدخل الأجتماع أنت وهو بتتعاكسوا معكاسات نار ومش من أي حد من صواريخ جوية لو واحده من دي بصيتلى هيغمى عليا وأنتوا لبسين الوش الخشب
رمقه بنظرة جعلته يهرول من أمامه سريعاً فجذب يزيد الملف من على مكتب سيف وغادر هو الأخر قبل أن يقتلع رقبته..
بمكتب مالك
ولج سيف سريعاً والرعب يحفل على وجهه فوقف مالك قائلا بسخرية: شبح؟

ألتقط أنفاسه قائلا بنفى: لا أوسخ الغول بنفسه سمعنى وأنا بحكيلك على الموزز الا بتعكسنى
تعالت ضحكات مالك قائلا بسخرية: أكدب الكدبة وصدقها
سيف بغضب: تصدق أنى غلطان أنا هرجع مكتبي أحسن
رفع يديه على كتفيه قائلا بأبتسامة واسعه: ليه بس يا سيفو دانا كنت عايزك فى موضوع مهم جداً.
جلس أمامه على المقعد قائلا بجدية: موضوع أيه دا؟!
رسم الجدية هو الأخر: عايز كل المعلومات عن أخر صفقات عملتها نوال نعمان.

أعتدل بجلسته قائلا بتفهم: أوك هحاول بس أنت عارف أنها حريصة جداً من ساعة ظهورك فى أخر حركة
جلس على مقعده الرئيسي بأبتسامة خبيثة: وليه متقولش أنى أنا الا قاصد أظهرلها
تأمله بصدمة ثم قال بصوتٍ يكاد يكون مسموع: بجد معتش قادر لا أفهمك ولا أفهمه
إبتسم قائلا بمكر: ولا عمرك هتفهم حاجه المهم شوفلى الموضوع دا فى أسرع وقت..
أشار برأسه ثم تركه وتوجه للرحيل قائلا بلهفة ؛ أوك عن أذنك بقا عشان الأجتماع.

أشار له برأسه فغادر على الفور..
هبط يزيد للأسفل ثم توجه لسيارته فأعتليها وتوجه للمنزل ولكنه توقف حينما وجد تجمع بجوار المقر فأشار بيديه للحارس قائلا بزهول: الناس دي واقفة كدا ليه؟
أقترب منه الحارس قائلا بأحترام كبير: دى واحدة العربية خبطتها يا يزيد بيه
أقترب الأخر: بيقولوا أنها بتشتغل بالمقر.

هبط يزيد من السيارة ثم أقترب من التجمع بضيق من عدم مساعدتها لأحد مما يتطلعون إليها فوجدها فاقدة الوعى أرضاً دقق النظر بها جيداً فصدم حينما تذكرها..
حملها يزيد لسيارته ففتح الحارس السيارة سريعاً ليضعها بالمقعد الأخير وتوجه للمشفى..
شعرت بأن قدماها منفصله عن جسدها، بدءت تستعيد وعيها شيئاً فشيء لتتضح الرؤيا أمامها لتجده أمامها..
جلست على المقعد وهى تمتم بآلم: آه أيه الا حصل؟

أستدار لها يزيد قائلا بهدوء: أنتِ كويسة؟
أعتدلت بجلستها وهى تتحسس قدماها المخدوشة بقوة: الحمد لله..
ثم جذبت حقيبتها قائلة برعب: من فضلك نزلنى هنا
أستدار بوجهه قائلا بصدمه: أنزلك أزاي أنتِ لازم تروحى المستشفى فوراً
صرخت به قائلة برعب: لاااا ياماماااااا مستشفى ودكاترة وعملياااات لااااااا
أوقف يزيد السيارة بزهول ثم أستدار برأسه قائلا بستغراب: أنتِ هبلة صح؟
رمقته بأبتسامة واسعة: لا أسمى بسمة.

رفع يديه على رأسه يقاوم صداع رأسه فكم ود بتلك اللحظة أن يخرجها من السيارة ويتأسف لها عن المساعدة التى كان يود تقديمها له..
قالت برجاء: وحياة عيالك يا شيخ ما تودينا المستشفى دا الدكاترة كلهم ما بيصدقوا حد يوقع تحت رجليهم ييكتبلوا على عمليات على طول لو عندك أخوات بنات ترضا حد يسرق أعضائهم
جحظت عيناه قائلا بصدمة وهو يشدد على شعره الطويل: يارررربي مش معقول
أجابته بتصميم: لا معقول والله أسمع منى.

قاطعها قائلا بجدية: خلاص تعالى معايا البيت وشا..
قاطعته قائلة بصراخ: بيت أيه؟ اااه يبقا أنت الا بشوفهم بالراويات يخبط البطلة ويقولها تعالى معايا البيت ويكون عايش فى قصر جميل ويغتصابها وبعدين يرجع يتأسف لما يعرف غلطته وتكون حام..

قاطعها بصدمة: أنزلى من العربية وخلصينى أيه الأفلام الأبيض وأسود الا أنتِ عايشة فيها دي ثم أنى مخبطكيش أنا مستلمك من على الطريق وغلطان أنى قدمتلك مساعدة عشان من الموظفين أنزلى
صاحت بضيق: هو أنا قادرة أقف على رجلى عشان أنزل؟!
شدد على شعره بغضب فكاد التمرد على هدوئه ليرى تلك الحمقاء لما يلقب بالغول فربما تلتزم الصمت وتنجو بحياتها.
زفرت قائلة بعد تفكير طب بيتكم دا آمان
أجابها بغضب: نعم؟!

أسرعت بالحديث فربما ستخسر عملها بسبب لسانها: أقصد يعنى فيه الوالد والوالدة وكدا
لم يجيبها وتوجه للقصر...
رفعت قدماها لترى إصابتها قائلة بصوتٍ خافت: حسبي الله ونعم الوكيل فيكم عالم ظالمة بيدوسوا خلق الله..
رفع عيناه بالمرآة ليرى ملامح تلك الفتاة التى تعاكس طبعها تماماً فملامحها هادئة للغاية..

تحجر قلبها حينما دلف قصراً كبيراً للغاية فأبتلعت ريقها بخوفٍ شديد تحت نظراته وبسمته الشبه بادية فتلك الفتاة ما أن رأها منذ الصباح وفعلت العجاب بجعل البسمة تزور وجه الغول اكثر من مرة..
هبط يزيد من السيارة ففتح الباب الخلفى قائلا بنبرته المعتادة: أنزلي
: هااا
قالتها بسمة بشرود وخوف فأخفى بسمته بصعوبة قائلا بحذم: هاا أيه بقولك أنزلى..

إستمعت له وهبطت بعد صعوبة فقدماها متأذية بشدة إصابتها خفيفة ولكن تشعر بنيران تجتاز قدماها..
دلفت معه للداخل فوقفت على باب القصر تتأمله بصدمة وزهول أشد فكان فخمٍ بكل ما تحمله معانى الكلمات.
شلح جاكيته ووضعه على الأريكة فأنقبض قلبها لتتحول نظراتها لصدمة وغضب..

لم يتمالك زمام أموره فبدت البسمة فى الظهور لتظنها أنها البسمة الخبيثه كما تعتقد فأستدارت لتهرول سريعاً كما تفعل بطلات الراويات من وجهة نظرها ولكنه صاح بصوته الساحر: وتفتكري لو حابب أعمل حاجة من الا فى دماغك دي هجيبك هنا فى بيت عيلتى لا وفى عز النهار.
أرتخت ملامحها بأسترخاء قائلة بسخرية: ولاد الحرام مش بيهمهم لا ليل ولا نهار.

تعالت ضحكاته لتتصنم أمل محلها حينما رأت يزيد يضحك لأول مرة منذ سنوات عديدة، أما هو فهمس من وسط ضحكاته الوسيمة: مش معقول
أقتربت أمل بأستخدام متحكم المقعد المتحرك لتقف أمامه تتأمله بدموع سعادة ثم أستدارت لتجد فتاة فى منتصف العقد الثانى من عمرها عيناها رومادية اللون وبشرتها بيضاء ولكن ما يجذبها هو بسمتها المرسومة على وجهها..

أقتربت منها بسمة قائلة بسعادة: أه والله طلعت صادق وفى هنا نااس ومش أي ناس دول مزز
رفعت يدها بأبتسامة واسعه: أهلا يا طنط أنا بسمة بشتغل فى شركات نعمان للاستيراد والتصدير من حوالى 6شهور تقريباً والأستاذ أ.
أستدارت قائلة بمحاولة بائسة للتذكر: هو حضرتك أسمك أيه؟
رمقها بنظرة كالسيف مصطنعه حتى لا يفقد هيبته بالقصر..
إبتسمت أمل قائلة بفرحة: يزيد يا حبيبتي.

اجابتها بتذكار: أه أفتكرت متأخذنيش أنا شغالة فى القسم الخاص بأستاذ مالك وأحياناً عند مستر سيف لكن محصليش الشرف الحقيقة ودا من حسن حظى الا بيوقع بمكان الغول دا نهايته بتسجل الناس فى الشركه مرعوبة والله انا الصبح لما عملت شكله ودخلت على الحامى كنت هموت من الرعب لما عرفت أنه يزيد نعمان و
صاح بغضب شديد: طب أعتبري نفسك من بكره سكرتيرتى الخاصة.

أرتعبت محلها فأنفجرت أمل ضاحكة قائلة بصوت منخفض: أنتِ الا جبتيه لنفسك
توجهت للخروج سريعاً فصاح بها: راحه فين؟
أجابته بصدمة: دا سؤال هروح اراجع المناهج كلها عشان أكون مناسبه للوظيفه
لم يتمالك أعصابه فتوجه للأعلى بعد أن تطلع لشاهندة ومنار بعدما دلفوا من الخارج قائلا بنفاذ صبر: شاهندة شوفى رجليها عشان عملت حادث وتركها وصعد لغرفته
تطلعت لهم بأبتسامة واسعه وبدات بتبادل الحديث معهم بسعادة..

بالمشفى.

كانت شاردة للغاية حينما دلف محمود، أقترب منها ثم وضع جوارها باقة الورد الأحمر قائلا بأبتسامة جميلة: أيه الجمال دا
تطلعت له بتعب شديد ثم قالت بصوت متقطع: هتفضل ذي مأنت على فكرة
تعالت ضحكاته قائلا بغضب مصطنع: مالى يابت مأنا عسل أهو
تطلعت له قليلا ثم قالت بجدية والدموع تترقرق من عيناها: محمود ممكن أطلب منك طلب
أستقام بجلسته قائلا بجدية: أنتِ تطلبي روحى يا ليان.

أسترسلت حديثها ببكاء: روحنى البيت أنا حاسه أنى مخنوقة هنا أرجوك
أجابها بحذم: لا طبعاً أنتِ لسه تعبانه من الحادثة
تمسكت بيديه قائلة برجاء: عشان خاطري
نقلت له آنين القلب فقال بستسلام: حاضر بس بكرا الصبح غير كدا لا
أستسلمت لقراره فبالنهاية ستغادر هذا المكان ربما لا تعلم بأن الغد هو المفاجأة الكبري لها لترى الظل الخفى..

غادرت بسمة القصر وبداخلها فرحة مريبة بأنها ستظل لجوار يزيد نعمان لا تعلم لما يهاجمها ذام الشعور المريب!..
أما بداخل الصالة الرياضيه الخاصة بيزيد ومالك كان يركض بسرعة كبيرة على الجهاز المتحرك غير عابئ بالسرعة العالية، بسمته مرسومة على وجهه كلما تذكر حديثها..

دلف مالك للداخل فوجده يركض بسرعة كبيرة تفوق الجهاز الكهربي فأبتسم لعلمه بأنهم حلق قوى وفريق أقوى فمالك بعقله يوزن ألاف الدول ويزيد بقوته قادر على محاربة جيشٍ كامل..
أقترب منه وهو بحالة من الزهول لرؤية إبتساماته البادية على وجهه...
مالك بزهول: أنت كويس يا يزيد؟
أستدار بوجهه قائلا بستغراب: خلصت الmeeting؟!

أجابه بغرور: أيوا طبعاً وجبت معلومات عن أخر صفقة عملتها عمتك يعنى أعتبر الضربة الجاية تحت إشرافي
إبتسم يزيد بأعجاب: مخك دا دهب
إبتسم بغرور مصطنع: أمال أيه يابنى أحنا قليلين
زفر يزيد كمحاولة للتحكم بأعصابة محاولا التصنع بالامبالة: مفيش أخبار عن طارق
تطلع له بصمتٍ قاتل ثم قال بهدوء: عند صاحبه قاعد معاه متقلقش أنا حاطه تحت عينى لازم يتغير يا يزيد وأنا بساعده.

أشار برأسه ونهض يجفف عرق جسده فأقترب منه مالك قائلا بأرتباك: فى خبر كمان لازم تعرفه
أستدار له قائلا بأهتمام: أيه؟
أجابه الأخر: البنت مضت عقد الجواز يعنى بقت مرأتك رسمى
ألقى المنشفة أرضاً وعلامات الغضب بدت على ملامح وجهه فتدخل مالك قائلا بسخرية: هو أنت كنت متوقع أنى هدخل فى موضوع وهطلع خسران فيه.

كاد أن يلكمه بقوة ولكن تفادى مالك اللكمه قائلا بأبتسامة عالية: أيه يا زيزو هنرجع لأيام الشقاوة تانى ولا أيه قولتلك ألف مرة أتحكم فى أعصابك مش كدا
رفع يديه الأخري ولكمه بقوة ولكنه أنبطح ليتلقى الأخر اللكمة فصرخ بقوة
سيف بغضب وهو يتآلم من الضربة: يا غبي اااااه.

تلونت عين يزيد بلون قاتم يوحى بالهلاك فتطلع مالك لسيف بسعادة: ألبس يا معلم انا كنت عارف ان الخبر الا قولتهوله عايز كبش فدا يطلع غضبه فيه وأديك جيت برجليك
تراجع سيف للخلف قائلا بصوت منخفض: دانا نسيت طلبات البيت ومرأتى ممكن تزعل منى
مالك بستغراب: هو أنت متجوز؟!
سيف بمحاولة جيدة للتذكار مش عارف بس أهو ألقى حد يزعل عليا.

كف عن الحديث حينما جذبه يزيد قائلا بصوت كالرعد: أخرج بره يا سيف بدل ما أعلقك هنا
قال بسعادة كبيرة: كل دا عشان أخرج من هنا دانا هختفى لمدة شهر كامل
وغادر سيف من القصر بأكمله..

بشقة سيف
ولج للداخل وهو يتأمل الهدوء المريب بتعجب الا أنا وقعت عيناه عليه يجلس على الطاولة ولجواره خمس زجاجات من القهوة..
سيف بسخرية: أيه كل دا؟ أنت طالع رحلة؟!
لم يجيبه وجذب الكتاب لعيناه فجذبه سيف بغضب: أنا مش بكلمك يالا.

وقف متصنع الغضب وهو يصيح بصوت مرتفع: فااااااهمنى مشكلتك معايااااا ولا مع المادة نفسها لو مع المادة ممكن أغيرها وأجيب غيرها عادى لو معايا فأحب أقولك أن دي خلقة ربنا يعنى نفرررر نفررر تغير
صدم سيف من صوته المرتفع فأسرع إلي الكتاب الملقى أرضاً ثم قدمه له قائلا بندم: حقك عليا كمل كمل ربنا يهديك
وغادر الغرفة سريعاً فخلع شريف نظارته قائلا بفرحة: هو خاف مني ولا أيه؟!

دلف سيف لغرفته وهو يسب ويلعن حظه العسير على وقوعه مع أحمق مثل أخيه فتمدد على الفراش بتعبٍ شديد ليفق على صوت رسالة الهاتف من خالته تسأله عن إبنتها تقى فدقت هاتف المنزل ولم يأتيها الرد..
أخبرها سيف بأنه عاد من الشركة منذ قليل فلم يجدها هنا ثم أنهى رسالته بأنه سيراها وسيخبرها...
توجه سيف لشقتها فدق الباب اكثر من مرة ولكن لم يأتيه الرد فتوجه لغرفة أخيه قائلا بجدية: مشفتش تقى يا شريف.

أجابه الأخر بجدية: لا مشفتهاش النهاردة أخر مره شفتها كانت إمبارح بتسأل ليه؟
تعجب للغاية فزاوره شعور القلق فأسرع لنسخة المفتاح بغرفته ثم أسرع لشقتها فتتابعه شريف بستغراب..
دلف سيف للداخل يبحث عنها إلى أن وقعت عيناه عليها وهى تفترش الأرض بأهمال...
ركض إليها مسرعاً يحاول إفاقتها ولكن لم تستجيب له، حتى شريف أعطاه المياه فناثرها على وجهها ولكن هيهات لا جدوى فصاح سيف بلهفة: أطلب الأسعااف فوراً.

انصااع له شريف ليتم نقل تقى بنفس المشفى المتواجد بها ليان ربما صدفة وربما مشيئة الله.
أما الغول هل سيرضخ لتلك المشاكسة أما سترضخ هى لقانونه؟
وماذا لو كشف المجهول لتحسم معركة هائلة تحت مسمى؟

01-11-2021 01:56 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [3]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية معشوق الروح
رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الرابع

حملها سيف لأقرب مشفى بعدما تولى شريف أمر القيادة، هبط بها للداخل فحملها منه الممرضات ومن ثم توجهت لغرفة الكشف ليتضح للجميع بأن سبب إغمائها هو هبوط حاد بالدورة الدموية...
وبعد مدة طالت بأنتظار سيف وشريف بالخارج أخبرهم الطبيب بأنها على ما يرام ولكن عليهم تركها للغد حتى تصبح بخير..
فأخبر سيف والدتها التى أتت على الفور فظلت جوارها وغادر شريف ليستكمل دراسته كما طلب منه سيف ليتبقى هو بالخارج...

تخفى ضوا القمر الخافت لتظهر الأشعه الذهبية لتطل على القصر فتجعله فتاك للأنظار..
بغرفة يزيد..
أرتدى بذلته السوداء ثم صفف شعره بأنتظام، نثر البرفنيوم الخاص به وأستدار ليغادر فتفاجئ بمالك يقف أمامه..
أقترب منه قائلا بأبتسامة هادئة: أيه الجمال دا يا غول
إبتسم يزيد إبتسامته الثابته قائلا بجدية: من بعض ما عندكم
تعالت ضحكات مالك فأقترب من المرآة يصفف شعره بعدما ترك غرفته ليلحق بيزيد..

ضيق عيناه قائلا بستغراب: بس مش عادتك تروح المقر بدري كدا!
أستدار له قائلا بثبات: أنا قولت ألحقك عشان نروح المستشفى قبل الشركة
: مستشفى!، ليه؟
قالها يزيد بستغراب فسترسل مالك حديثه: سيف مع تقى فى المستشفى من إمبارح
قال بهلع: تقى بنت خالتى؟!
أجابه بتأكيد: أيوا عندها هبوط متقلقش
زفر بأرتياح: طب كويس أنك قولت قبل ما أنزل
غمز له بعيناه الساحرة قائلة بأبتسامة هادئة: لا متخافش مش بنسى حاجة.

إبتسم هو الأخر لفهمه ما يقصد رفيقه.
توجه للباب قائلا بوجه خالى من التعبيرات ؛ كمل لبس وأنا هستناك تحت
أكتفى بأشارة بسيطة من رأسه فهبط يزيد للأسفل...
بالأسفل..
كانت تجلس أمل على رأس الطاولة ولجوارها منار وشاهندة، هبط هذا الوسيم قائلا بأبتسامة جذابة: صباح الخير
أمل ببسمة رقيقة: صباح النور يا حبيبي
جلس على الطاولة مشيراً بعيناه الخضراء لها فتفهمت إشارته وأسرعت للمطبخ تعد قهوته المتميزة...

بعد قليل هبط مالك لينضم لهم قائلا بأبتسامه لا تليق سوى به: صباحكم بيضحك
تعالت ضحكات شاهندة قائلة بمرح: صباح الجمال والأناقة يا أبيه..
رفع رأسه بغرور مصطنع بعدما أنحنى ليزيد: شوفت الناس الا بتفهم
رمقه بنظرة متلونة بغضب فتاك فستقام بجلسته مشيراً لوالدته فبتسمت لتفهمها ما يريد...
تناول يزيد قهوته ثم خرج للسيارة قائلا بغضب: أتاخرنا أنجز..

أنهى ما بيده وهى يلحق به قائلا بصدمة وهو يتأمل ساعة يديه: يا خبر!
أعتلى سيارته وتوجه للمشفى التى أخبره بها مالك فصف السيارة ثم دلف للداخل...

بغرفة تقى..

فتحت عيناها بتثاقل فوجدت والدتها جوارها وسيف يجلس على الاريكة المقابلة لها مستند برأسه على الطاولة من أمامه ويغط بنوم عميق، منحت لنفسها فرصة التطلع فربما حرمت من ذلك، هبطت دمعاتها بضعفٍ شديد فكم يصرخ قلبها حينما أحبت شخص وتزوجت أخر، يعاتبها البعض من عدم نسيانه فكيف تخبرهم بأنها عاجزة عن ذلك وهو أمام عيناها!

أبعدت نظراتها عنه حينما وجدت نظرات والدتها لا تنذر بالخير فهى على علم بما يطوف قلبها حتى أنها فعلت المحال لتجعلها تستقر معهم ولكن مع إصرار تقى بالبقاء بشقتها لم تتمكن من تنفيذ قرارها..
طرقات باب الغرفة أعلنت عن يزيد فدلف للداخل حينما إستمع أذن الدلوف قائلا بأبتسامته الهادئة: صباح الخير
إبتسمت تقى لرؤيتها يزيد فهى ترى به أخيها الذي لم يولد حتى هو يتعامل معها بذاك النمط..

سماح بفرحة: أيه النور الا طل علينا دا
إتسعت بسمته قائلا ومازالت ملحقه: النور بوجودك يا خالتو، ثم أكمل بستغراب: هو سيف مش هنا؟!
أشارت تقى بعيناها على الأريكة فأقترب منه يزيد بحاول إفاقته بهدوء..
فتح سيف عيناه بنوم شديد ثم صرخ بفزع: الغول! معملتش حاجة
جذبه يزيد بنبرة صوت منخفضة: غول أيه؟ هتفضحنا الله يكسفك.

بدأ بالأفاقة فتطلع خلفه ليجد خالته وإبنتها يتطلعون لهم بستغراب فرسم بسمة سريعة: لا دانا حلمت حلم مش لطيف
سماح بلهفة: أستعيذ بالله يا بنى ربنا يصرف عنكم كل شر
تطلع ليزيد مردد بتأكيد: ياررررب
تلونت عيناه بغضب يعلمه سيف جيداً فتوجه سريعاً للخارج لتوقفه كلماتها المتلهفة: رايح فين يا سيف؟
أجابها على عجلة من أمره: هروح أجيب فطار وقهوة للغول أقصد يزيد.

بادلته بأبتسامة رقيقة تابعها يزيد بحزن دافين لعلمه ما بداخلها من مشاعر تجاهه..
تطلعت سماح ليزيد ثم قالت بأستغراب: هو فين مالك يا يزيد هو قالى فى الفون انه جاي معاك!
جلس على المقعد المجاور لها: بيركن عربيته وطالع
جذبت حقيبتها قائلة بتعب: طب هشوفه تحت يوصلنى البيت أغير هدومي وأرتاح شوية
قاطعها قائلا بجدية: أوصل حضرتك لو تحبي
أجابته بأبتسامة واسعه: لا يا حبيبي خاليك مع تقى وأنا هنزل أشوف مالك.

أشار لها بهدوء فغادرت تبحث عنه...

بغرفة ليان
أرتدت ملابسها بمساعدة الممرضة ثم أستندت على ذراعيه، فهبط بها الدرج بحذر
محمود: براحة يا حبيبتي لو حابه ممكن أشيلك
إبتسمت قائلة ببعض التعب: لا أنا كويسة
ثم أكملت بستغراب: هو طنط مجتش معاك ليه؟
صاح بسخرية: هى عرفت أنى نازل أجيبك ونامت فى المطبخ من الصبح بتقول لازم أعملها أكله حلوة ترم عضمها.

تلون وجهها بفيض من البسمات حتى أنهت الدرج وصارت بالأسفل، عاونها محمود على الجلوس ثم أستدار للطبيب الذي أشار له..
محمود بتفكير: خليكِ هنا هروح أشوف الدكتور وراجع.
أشارت له برأسها فأكمل حديثه بقلق: هتبقى كويسة لو سبتك
ليان بهدوء ؛ متقلقش
أشار لها ودلف لغرفة الطبيب أما هى فظلت تنتظره لحين عودته..
أستغل أختفاء محمود من جوارها فأقترب منها قائلا بصوت متلهف لرؤيتها: ليان.

أستدارت بوجهها لتجده يقف أمامها، نعم هو من أفتك بها للهلاك، هو من تعمد تحطيمها لآلآف من الآنين بدون شفقة منه أو رأفة بحال قلبها الضعيف!
رددت بهمسٍ خافت: أنت!
جلس جوارها بحزن مصطنع: أنا عارف أنك زعلانه منى بس أنتِ فهمتى غلط محصلش حاجة بينى وبينها صدقينى.

تطلعت له بعين تحمل السخرية ثم قالت بصوت متقطع فمازالت لم تشفى بعد: لو فاكر أنى لسه هبلة وهرجع أصدقك تبقى بتحلم أنا خلاص فوقت من الأحلام الا أنت وماما بتسيطروا عليا بيهاا.
أجابها حسام بغضب: احلام أيه؟ أيه الكلام الفارغ دا أنا عارف مين الا محفظك الكلام داا وأنتِ أكتر واحده عارفه أن أخوكِ بيكرهنى ومش بعيد يكون هو الا زق عليا البت دي يوم الحفلة عشان يوقع بينا.

رفعت يدها على أذنيها وهى تصرخ بقوة حتى يكف عن الحديث قائلة بصراخ قوى: كفايااا بقا حرام عليك أنت أيه؟!
وتركته وأستندت على الحائط بضعف شديد لتبتعد عنه لم يعبئ بها وغادر مسرعاً قبل أن يرأه محمود فيفتك به..

تحملت على نفسها وهى تشعر بأنتهاء العالم من حولها، مشهد خيانته لها يعاد أمامها، أتى ليذكرها بآنين حاولت دفنه بذكريات دعستها ولكن لم تستطع، دموعها تهبط بغزارة وقسوة لتشعل نيران وجهها، تمنت أن يكون والدها على قيد الحياة فهى بأمس الحاجة له، حاولت الخطى مسرعاً من أمامه لأعتقادها بأنه مازال يلحق بها، لم ترى الشاب الذي يقترب من طريقها وعيناه على هاتفه، لم ترى ظلها الروحى الملحق بجسدها ونبضات القلب، لم ترى تقرب الخطوات بينهم فهى بعالم الآنين وهو بعالم أخر منه ولكن بالنهاية المطاف موحد بالعذاب لكليهما...

أصطدم بها فكادت أن تتسطح أرضاً فرفع يديه مسرعاً يتمسك بها ولكن سرعان ما إبتعد عنها ليشتعل فتيل القلوب..
إبتعد عنها مسرعاً بعدما تلامست الأيدى ببعضها البعض ليشعر بأن زبذبة أشعرت جسده ليصبح كالجمر، رفع عيناه لها بستغراب ومازال يتأمل يديه بصدمة..
كانت بحالة لا تحسد عليها من يراودها بأحلامها يقف أمامها، الظل الذي ظل لسنوات ملامحه معتمة صار حقيقة أمام عيناها..

مرءت الثوانى ومازالت النظرات تستمد حقيقة الواقع من الأخري إلى أن قاطعها مالك بعد محاولة مستميتة للعودة على أرض الواقع قائلا بهدوء: أنا أسف مقصدش
أشارت برأسها بتفهم فأكمل طريقه ليدعها هى الأخرى تكمل طريقها، كانت بحالة من الأضطراب ما بين ما فعله هذا الخائن والظل التى رأت من يشبهه بشابٍ ما، ربما ليست على ما يلرم..

رفعت ليان يدها على رأسها بضعفٍ شديد لم تستطيع تحمله لتهوى أرضاً بلا هدف ويأس طاف بها ليجعلها كالرمال المستكينه بالصحراء..
خطى مالك بضع خطوات وقلبه يصرخ بوجع مريب تعجب من كنيته فأفاق على صوت أصطدام جعلها يهبط من مركبة الآنين ليرى تلك الفتاة متمددة أرضاً..
هرع إليها وهو يحاول أفاقتها بالحديث، فقال بلهجة مرتفعه: يا آنسة.

لم تستجيب له فرفع عيناه يبحث عن أحداً من الممرضات ولكن لم يتمكن من العثور على أحداهما فقرب يديه منها ليحملها بين ذراعيه فتخشبت قدميه قبل أن تتخشب نظرات عيناه حينما صدح قلبه بصوتٍ مرتفع كأنه يعلن تمرده عليه ويخبره أن من بين ذراعيه هى معشوقة الروح، هى رابط مريب بين القلب والروح علاقة مخلدة لا يقوى على معرفة ألغازها أحداً..

بقى متخشب وعيناه تتأملها بصمت، نبضات قلبه تزداد بالتمرد لتجعله بصدمة لا يقوى عقله على تميزها...
ركضت إليه قائلة بزعر: فى أيه يا مالك؟ ومين دي؟
صوت سماح أعاده لأرض الواقع فقال بصوتٍ يكاد يكون مسموع: أنا لقيتها مغمى عليها..
لحظت الطبيبة ما يحدث فقالت بستغراب للممرضة التى أتت هى الأخري: مين خرجها من أوضتها؟
ثم صاحت بغضب حينما تفحصتها وهى على ذراعيه: أنتوا بتستهبلوا.

أجابتها الممرضة بخوف: أنا أخر مرة شوفتها كانت مع أخوها
رمقتها الطبيبة بنظرة كالسيف ثم تطلعت لمالك قائلة برجاء: معلش تدخلها الأوضة دي.
أشار برأسه وأتابعها وهى تفترش ذراعيه بأهمال، لاحقت به سماح وهى بمعركة مريبة لتذكر تلك الفتاة، تشعر بأنها رأتها من قبل ولكن لم تتمكن من تذكرها..

دلف مالك للداخل ثم وضعها على الفراش ببطئ شديد ونظراته متعلقة بها، أستقام بوقفته وهب للأبتعاد عنها ولكنه توقف حينما إشتبكت به قلادتها..
تدخلت الممرضة بمحاولة للفصل بين القميص الذي يرتديه مالك وبين قلادتها فبعد معأناة تمكنت من ذلك
إبتعد قليلا وعيناه تتأملها بستغراب من تلك الفتاة التى جعلته هائم كذلك؟!
لما يشعر بنفس الشعور الذي رواده حينما تركته حبيبته؟!
لم يتسارع قلبه بالهبوط حينما كان قريب منها؟!

لما كف عن النبض والخفقان حينما إزداد فى الأبتعاد!
لم يحتمل معركته الغير متوازنة فخرج من الغرفة سريعاً ليجد سماح مازالت تقف أمام باب الغرفة بمحاولة مكثفة للتذكر..
مالك بصوت منخفض للغاية: أنا مركنتش العربية ذي ما حضرتك قولتيلي فى الفون
لم تجيبه ولكن لمعت عيناها بلمع غامض لمالك فقالت بصوت خافت: أفتكرت البنت دي
: بنت مين؟!

قالها مالك بستغراب فأكملت سماح بتذكر: أنا شوفتها من خمس سنين تقريباً فى المستشفى يوم الحادثة الا حصلت معاك
إنكمشت ملامح وجهه بعدم فهم فأكملت بهدوء: لما عملت الحادثة البنت دي أتبرعتلك بالدم وأنا وأمك شكرنها لأنها بجد تستهل الشكر
صُدم مالك فأحساسه بأن هناك رابط خفى بينها وبينه يتحقق امام عيناه! فماذا لو علم بأنها نفس الفتاة التى تبرع لها منذ أيام قليلة؟!

ماذا لو علم بأن القدر يلعب معهم بأحكام ليجمع روحاً بروح أخرى فتجسد قصة عشق مخلدة على مر العصور...
كاد الحديث ولكنه تخشب مرة أخرى حينما صدح إسم ليان بالروق..
كان صوت محمود الذي علم بما حدث لشقيقته فهرول للغرفة بخوف شديد وصوته يعلو بأسمها، لياااان...

إسم أيقظ ذكريات الأنين بقلب مالك ليجعل عقله الذي كان على الدوام ألماس بالفكر وذكاء خارق يتوقف عن التفكير هل ظهورها بذاك الوقت وتشابه أسمها مع معشوقته مجرد صدفة!
أم أن هناك شيئاً ما!
دلفت سماح للغرفة تطمئن عليها فهى من أنقذت حياة مالك من قبل فواجبها يحتم ذاك..
أما مالك فجلس بالخارج يستوعب ما يحدث حوله!

بغرفة تقى..
طال الصمت وهى تتأمل باب الغرفة بلهفة لعودته، تطلع لها يزيد بحزن ثم قال بصوتٍ يعكس هدوئه المخادع: وبعدين يا تقى مش هنفوق بقا!
تطلعت له بعين لمعت بدمع غزير يوشك على السقوط..
خرج صوته الثابت قائلا بحزن: يا تقى أنا بعتبرك زي شاهندة ومنار والا مقبلهوش عليهم مش هقبله عليكِ سيف مش حاسس بحبك وحتى لو عرف مش هيدى فرصه لنفسه بدا لأنك.

أكملت بكسرة: مرأت أخوه عارفة يا يزيد والله عارفة بس بحبه ومش شايفه غيره
تحطم قلبه حينما بدأت بالبكاء الحارق فخرج صوته بحزن: مش عارف أقولك أيه؟
رفعت عيناها له بآلم: متقولش يا يزيد الوجع خلاص بقا إعتيادي فى حياتى أنا عايشة عشانه لما بشوفه بحس أنى مش عايزة حاجه من الدنيا غير أنى أشوفه أدامى
تطلع لها بثباته المعتاد قائلا بعد تفكير: أنتِ مش كنتِ حابه تشتغلى
أجابته بلهفة: جداً والله.

أجابها بنفس نبرة الصوت: خلاص أول ما تخفى أعتبري نفسك إشتغلتى فى المقر
رددت بسعادة: بجد يا يزيد؟!
إرتسمت بسمة هادئة على وجهه قائلا بسخرية: معنديش غيره
تعالت ضحكاتها قائلة بفرحة: ربنا يخليك لينا ياررب ودايما كدا تكون سند لينا
قطع الحديث دلوف منار وشاهندة بعدما علموا ما حدث فصاحت شاهندة بأرتجافة: فى أيه يا تقى أيه الا حصل؟ أنتِ مش كنتِ بتتكلمى معايا إمبارح وبنضحك أيه الا حصلك!

أجابتها بأبتسامة هادئة: والله خلصت صلاة ومحستش بنفسي غير وأنا هنا..
منار بحزن: ألف سلامة عليكِ يا تقى.
قالت بنبرة جافة: الحمد لله على كل حال.
دلف سيف حاملا أكياس متعددة وضعها على الأريكة والابتسامة المحفوة بالوسامة تختل وجهه قائلا بنبرة مرحة: الفطار وقهوة الغول وبعض المشاريب وتوقفت الكلمات على لسانه حينما رأها تقف بالغرفة، مازال جمر العشق مشتعل بعيناه فحطم قلب تقى حينما قرأت لغة عيناه..

تهربت منار من نظراته وعيناها تتبع تقى بحزن فهى كانت رفيقتها المقربه أكثر من شاهندة فتعلم جيداً أنها تعشق سيف منذ الطفولة ولكن ما ذنبها إن كان يحبها هى؟! عاقبتها تقى بأن إبتعدت عنها حينما أكتشفت حب سيف لمنار...
قالت مسرعة للهروب: أنا كنت حابه أطمن عليكِ قبل الجامعة وللأسف أتاخرت ولازم أمشي
وتوجهت لباب الغرفة قائلة بأبتسامة هادئة: أشوفك بعدين يا تقى سلام.

أكتفت بأشارة رأسها فبداخلها نار تتأجج لرؤية العشق الملون بعين سيف...
نهض يزيد هو الأخر قائلا بأسف: أنا كمان مضطر أنزل يالا أشوفكم بعدين
وغادر يزيد هو الأخر بعدما تعلقت نظراته بسيف بغموض ثم خرج هو الأخر..
كانت تتوجه للخارج والدموع على وجهها فمازالت تعاملها رفيقتها بجفاء..
لما تعاقب على شيء ليس لها دخل به؟!
تتابعها يزيد ليجد البكاء حليفها فحاولت جاهدة إخفاء دمعاتها ولكن لم تستطيع.

أقترب منها قائلا بثبات: كنت عارف أن دا هيحصل عشان كدا طلعت وراكِ
أستدارت بوجهها له والدموع تزداد بقوة قائلة بشهقة قاسيه ؛ أنا ماليش ذنب فى الا بيحصل يا آبيه ليه مصممة تعاملنى كدا؟!
رفع يديه على كتفيها قائلا بتفهم: معلش يا منار حطى نفسك مكانها وبعدين أنتِ أكتر واحدة فاهمه تقى الغضب بيعميها عن حاجات كتير.

تأملته بدموع تزداد مع كلماته فقالت بستغراب: بس أنا رفضت سيف أعمل أيه تانى عشان أثبتلها أنى مش بحبه؟!
آحتضنها بحزن على تلك الطائفة التى أخذت بطيتها ثلاث قلوب جرحت لسبب مزعوم، بكت منار وهى تشدد من أحتضان أخيها نعم فهو أخ بكل ما تحمله معانى الكلمات، يعلم عنها ما لا يعلمه شقيقها الحقيقي..
لم ترى من رأها وهو يحمل شقيقته بين يديه ويتوجه للسيارة بعدما أصرت عدم بقائها بالمشفى..

وضعها محمود بالسيارة بحرص شديد ثم قال بغضب: هو أنتِ مش هتسمعى الكلام أبداً يا ليان الدكتورة قالت تفضلى يومين تلاته
ليان ببعض التعب: مش حابه أفضل هنا صدقنى يا محمود لو رجعت البيت هكون احسن
أنصاع لها وتوجه ليصعد هو الأخر فألقى نظرة على من تحتضن شابٍ مجهول بالنسبة له وصعد السيارة متوجهاً للمنزل...

بسيارة مالك
أوصل سعاد لمنزلها بعدما أطمئنت على ليان من الطبيبة ثم توجه للمقر وعقله يكاد يتوقف من التفكير...
وسؤالا وجيه يتردد على مسمعه ما المغزى من وجود تلك الفتاة بذاك الوقت بالتحديد؟!
هل هى إشارة من الله سبحانه وتعالى بأنها نصفه الأخر! أما أن هناك أمراً مجهول؟!

بمكان أخر منعزل
جلست على المكتب بغضب شديد حينما علمت بأن الصفقة الأخيرة لم تكتمل بعدما فسخ الطرف الأخر التعاقد ليتم التعاقد مع شركات نعمان..
طرقت المكتب قائلة بغضب: يعنى أيه؟
أجابها من يجلس أمامها بخوف: يعنى الشركة فضت التعاقد ودفعت الشرط الجزائي
: بدون سبب، كداا
قالتها نوال بغضبٍ شديد ليجيبها العامل بأرتباك: أتعملوا مع شركة تانية
أحتذ الغضب على وجهها قائلة بصوت كالرعد: شركات نعمان صح.

أكتفى بأشارة رعب بدت على وجهه فألقت بالمزهرية أرضاً وهى تصيح بغضب جامح: لا كدا كتيير
ثم تطلعت له قائلة بعصبية فشلت بأخفاءها: غور من وشي
وبالفعل هرول العامل للخارج فأخرجت هاتفها تبعث برسالة، تعال مكتبي حالا ...
وبالفعل ما هى الا دقائق معدودة ودلف شابٍ بنهاية العقد الثانى من عمرة يقارب عمر يزيد ومالك. عيناه تشع بالخبث بجانب لونها الساحر، ربما يكون حلف وربما طالة لوجه جديد..

جلس على المقعد وضعاً قدماه على الطاولة وعيناه تتطلع لها ببرود. فصاحت به قائلة بغضب: يزيد ومالك لازم ينفصلوا عن بعض الاتنين بيكملوا بعض وطول ما هما أيدهم واحدة مستحيل هقدر أهزمهم
خرج صوته أخيراً قائلا ببرود: وعايزانى أساعدك؟
أجابته بغضب: أنا على أخرى ومش مستحمله حزء من برودك دا.

رفع فراس عيناه قائلا بصوتٍ ثابت: وأنا مش مجبر أساعدك حجزت على أول طيارة نزلة المغرب مش حابب العيشة هنا لمجرد أنك تحققى أنتقاماتك..
تطلعت له بغضب شديد ثم قالت بصدمة: أنت نسيت نفسك يا ولد أزاي تكلم أمك بالطريقة دي؟!
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية: أمى؟!
طالت الضحكة فأعتدل بجلسته قائلا بأعين معبأة بسموم تعرفها جيداً: طب بصى يا ماما.

قالها بسخرية وأسترسل حديثه بجدية: فراس الألفى مش بيعمل حاجه ببلاش أنا مستعد أدمرك العيلة دي كلها مقابل أنك تتنزلى عن شركة أبويا الا بالمغرب وأرجع بلدى وتعيشي حياتك ومتنسيش أنها كانت ملكى من الأول بس أنتِ الا مضتيه على تنازل ليكِ بعد موت أمى الله يرحمها
حل الحزن ملامح نوال فأكمل بأبتسامة مكر: دي حقيقة مقدرش أنكرها أنك زوجة والدي الله يرحمه سواء أعتبرتينى إبنك أو لا دي الحقيقة.

صمتت قليلا تفكر بعرضه فلم تجد مخرج أخر سوى الموافقة لعلمها بدهاء فراس وذكائه..
خرج صوتها بعد مدة التفكير: موافقة ورينى بقا هتقدر تعمل كدا أزاي
إبتسم بثقة وهو يتفحص الملف أمامه وضعاً عيناه على صورتها فخرج صوته قائلا بثقة لا يملكها سواه: هتشوفى هعمل أيه؟

ووضع الملف أمامها فتطلعت لصورتها بأبتسامة لامعة فهى تعلم أنه يمتلك سحراً خاص لأيقاع أى فتاة يريد فربما أختياره سيجعله هو بمطاف ليس له مخرج الا تحت ختم ثابت يخترق القلب فيجعله حطام من جزيئات اللعنة التى تستكين تحت نبرات العشق المسطر.

بالمقر الرئيسي لشركات نعمان
وصل يزيد للمقر فتوجه للمصعد ليتفاجئ بها تجلس على مقعد موضوع أمام المصعد وما أن رأته حتى هرولت إليه قائلة بأبتسامة واسعه: متقلقش يا فندم الوضع تحت السيطرة
خلع نظارته السوداء قائلا بعدم فهم: وضع أيه؟!
إبتسمت قائلة بغرور: مخلتش دبانه تدخل الأسانسير الا لما حضرتك تيجى بنفسك حتى مالك بيه بنفسه قولتله لا والله ميصحش أبداً فركب بتاع الشعب.

لم يتمالك يزيد زمام أموره فأبتسم قائلا بنفاذ صبر: هو أنتِ مجنونه!
أرتدت نظارتها الطبية قائلة بغرور: لا أنا بسمة بس
إبتسم قائلا بهدوء: طب يا بسمة بس ممكن تقوليلي عملتى أيه فى المكتب؟! غير حراسه الأسانسير
إبتسمت بغرور: لما نطلع هتعرف
توجه للمصعد وهى خلفه فأغلقه وهى بالخارج فقالت بصدمة: يا فندم
فتح الباب مشيراً بعيناه على الجهة الأخري بسخرية: أركبي بتاع الشعب
زفرت بغضب ثم توجهت للمصاعد الأخري...

وصل يزيد للأعلى فتوجه لغرفة مكتبه ولكن كانت الصدمة كفيلة بجعله يتصنم محله، مكتب السكرتيرة الخاصة به مزدحم للغاية بعدد مهول من الكتب فمن يخترق الطريق للدلوف لمكتب يزيد نعمان يستحق شهادة تقدير من المقر..
أستدار بوجهه على صوتها ؛ أيه رأيك
قالتها بسمة بسعادة وفرحة غامرة فقال بصدمة: أيه كل دا؟!
أقتربت لتقف أمامه قائلة بسعادة وغرور ; دي حاجات هتفدنى جداً بالشغل.

لم يجد كلمات يتحدث بها فأشار للعامل الذي أتى على الفور قائلا بنبرة مخيفة: شيل الحاجات دي من هنا فوراً.
وما أن أنهى كلمته حتى شرع العامل بحمل الكتب بعيداً عن باب المكتب ليدلف بعدما رمقها بنظرة مخيفة..
جلس على مكتبه وتعبيرات وجهه تحمل السخرية على تلك الفتاة..

بمكتب مالك
لم يتمكن من العمل فصورتها لم تترك مخيلاته، نبضات قلبه تسارع بالخفقان كلما تذكرها...
إسم ليان يصدح بعقله فيجعله بعاصفة مريبة..
أخرج من خزانته صور معشوقته وعيناه تلمع بشرارة غامضة، طائفة من الحنين أجتزت أواصره لتلمع بطوفان العشق الذي ظن أنه أنتهى فربما مجهول أخير سيحطم تمرده.

بمنزل محمود
فرحت للغاية حينما رأتها أمام عيناها فأحتضنتها بفرحة: حمد لله على سلامتك يا حبيبتي
أجابتها ليان بتعبٍ بدا بملامحها: الله يسلمك
أستند على يدها لتدلف للغرفة التى أعتادت البقاء بها، فعاونتها فاتن على تبديل ثيابها والتمدد على الفراش قليلا
فاتن بسعادة: أيوا كدا نورتى البيت برجوعك هروح أجهز الغدا بقا
تمسكت بذراعيها قائلة بصوت منخفض من التعب: لا مليش نفس.

تطلعت لها فاتن بغضب: لا فى المستشفى مردتش أغصب عليكِ لكن هنا لا
إبتسم محمود قائلا بتسلية: هنا القانون قانون
ضربته بخفة على ذراعيه: أسكت أنت
تعالت ضحكاته قائلا بحزن مصطنع ؛ ماشي يا فوفا هسيبلك البيت خالص بس لما أرجع هزعل براحتى
وكالعادة نجح برسم البسمة على وجه ليان فقال بسعادة لحقت به ؛ أيوا كداا وحشنى أشوف الضحكة العسل دي دانتى عليكِ بوظ يا ساتر.

رمقته بنظرة محتقنه فهرول للخارج سريعاً قائلا بمرح: أه لو حد من الطلاب شافك وأنت بتجرى كدا يا محمود هيبتك هتبقى بأحضان الأرض
تعالت ضحكاتها فلم تتمكن من التماسك لتقول من بين سيل الضحكات: هتعتزل بكرامتك
إبتسمت فاتن وهى تتأملهم ققالت بخفوت: مفيش فايدة فيكم هتفضلوا زي مأنتم.

بالشركة
دلفت بسمة للمكتب حامله فنجان من القهوة فرفع يزيد عيناه قائلا بستغراب: أيه دا؟!
أجابته بأبتسامة واسعه: قهوة
ألقى بنظرته بغضب: هو حد قالك أنى أعمى! أنا طلبت عصير
جلست على المقعد المجاور له قائلة بأبتسامة واسعه: إسمع منى القهوة أحسن بتساعد على التركيز
لم يتمالك زمام أموره فطرق المكتب بقوة: أنتِ هتهزري معايا!
فزعت بشدة ووقفت سريعاً وهى تحمل الفنجان وتخرج سريعاً..

دلف مالك ليجد من تلج للخارج كمن رأت شبحٍ وما زاد حيرته إستمعه لها.
بسمة بغضب: عندهم حق يقولوا عليه غول دا الغول أرحم والله دا المفروض يكون أسمه أمنا الغولة أو ريتشارد لا والله هنظلم الراجل
وأرتشفت القهوة قائلة بغضب: والله خسارة فيك دا بن أبو حسن
وأستدارت لتجلس على مكتبها فصعقت من من يقف خلفها..
كاد أن يصل فمها للارض فأبتسم بمكر وهو يقترب منها لتتراجع للخلف..

إبتلعت ريقها بخوف شديد فقال بصوت منخفض: من الأفضل لكِ أنى مسمعتش حاجة والا أمنا الغولة الا جوا هشيل رقبتك الحلوة دي عن جسمك
وضعت يدها بطريقة عشوائية فأبتسم تاركاً إياها بصدمة كبيرة..
رفع يزيد وجهه ليجد رفيق دربه يجلس أمامه بهدوء مريب يرأه لأول مرة فترك ما بيده وتوجه ليجلس أمام عيناه قائلا بشك: أنت كويس يا مالك؟
رفع عيناه قائلا بستسلام: لا.

ضيق يزيد عيناه بستغراب فزفر مالك قائلا بلا هواية: مش عارف فى أيه؟!
يزيد بسخرية: الا هو أزاي دا؟!
مالك بهدوء: النهاردة الصبح شوفت بنت وا
قاطعه بصدمة: ووقعت
أجابه بغضب: هو أنت على طول متسرع كداا!
رمقه بنظرة شك فأكمل مالك: مش عارف ايه الا جرالي حاسس أنى متلغبط أنا لما شيلتها حسيت أحساس عمري ما حسيته لا وأتفاجئ أنها أتبرعتلي بالدم حاسس أنى تايه ومش عارف أفكر لأول مرة.

يزيد بثبات وهدوء لما هو به ؛ طب أهدا كدا وفاهمنى دم أيه وشيلتها أزاي؟!
شرع مالك بقص ما حدث بالتفاصيل الدقيقة على مسمع يزيد المزهول هو الأخر فقال بدهشة: دي مش صدف يا مالك
تطلع له بعدم فهم ليكمل يزيد: ليه البنت دى تظهرلك فى الوقت الا ليان توفت فيه؟!
وليه تظهرلك بالوقت دا؟!
مالك بعدم فهم: تقصد أيه؟!
بادله الاخر بسؤالا غامض: حسيت بأية أول ما شوفتها.

غاصت ذاكرته فلمعت عيناه بشرارة قرأها يزيد فأبتسم قائلا بثبات ؛ أوع تسيب البنت دي أفحر عليها الأرض لحد ما توصلها صدقنى الا بيحصل دا تخطيط من ربنا يعنى تعب تقى ودخولها نفس المستشفى مخطط عشان تتقابل مع البنت دي مفيش فى حياتنا صدف..
أشعل فتيل مخيف برأس مالك فربما لا يعلم بأنها شعلة العشق الطائف..

بالجامعه.

دلف محمود المدرج بطالته الساحرة ليتفاجئ بها بين الطلاب، تعلقت نظراتهم لمدة لم تطل ثم شرع محمود بعمله وعيناه كلما تعلقت بها هرولت الكلمات من على لسانه..
أنتهت المحاضرة وخرج الطلاب جميعاً ومازال هو يجمع البحوث بحقيبته فأغلقها جيداً وكاد الرحيل فتوقف حينما وجدها تقف أمامه هى ومجموعة قليلة من الفتيات فتقدمت نورا منه قائلة بخجل مما أرتكبته: أنا أسفه يا دكتور.

قال بملامح ثابته: مفيش داعى أنا قولت للأنسة أ.
وتوقف حينما حاول تذكر أسمها فأخبرته هى بخجل: منار
أكمل بلا أهتمام: الأنسة منار فهمتنى الا حصل فمفيش داعى للأعتذار
إبتسمت نورا قائلة بفرحة: بشكرك بجد
أشار بوجهه ثم قال بستغراب: فين البحث بتاعكم؟!
أعتذرت نورا عن عدم إستطاعتها لذلك فألتمس لها العذر لعلمه بمرض والدتها ولكنه تفاجئ بها تخرج البحث فقال بستغراب على حد علمى أنك محضرتيش الاسبوع الا فات!

أجابته بتأكيد: أيوا بس أخدت من زمايلي الا فاتنى وعرفت موضوع البحث وعملته
أوضح بأعجاب: شابو بجد
إبتسمت إبتسامة رقيقة فتكت قلبه فجذب البحث وغادر سريعاً قبل التخلى عن ثباته المصطنع.

بمنزل تقى
تمددت على الفراش بمساعدة شاهندة ووالدتها..
دلف شريف قائلا بأبتسامة واسعه: حمدلله على سلامتك يا توتوووو
إبتسمت قائلة بصوت متعب: الله يسلمك يا شريف
شريف بغرور: على فكرة انا الا لحقتك وشيلتك ذي الأسد وجريت على المستشفى حتى الود سيف مكنش راضى يسوق العربية بس بعد ما زعقتله جامد جرى ونفذ الكلام
شاهندة بأبتسامة واسعه: أستلقى وعدك يا فتى.

هنا علم بأن قابض الأرواح يقف خلفه فأبتلع ريقه بخوف شديد ثم رفع أصبعه قائلا بفخر: أشهد أن لا إله الا الله وأن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله
وقبل أن يستدير كان بين يدى سيف فجذبه إليه قائلا بنبرة مميته: شايف الباب دا
أجابه بأبتسامة واسعه وهو يتحسس عضلات صدره: هو باب واحد ما شاء الله دى عمارة بحالها
صاح سيف بغضب: شررريف
أعتدل بوقفته قائلا بصوت ثابت: أيوااا.

سيف بتحذير: أخرج من الباب دا أحسنلك ولا تحب أعلم عليك هنا
أشار بيديه على تقى وشاهندة فأشار بمعنى نعم فهرول للخارج بسرعة كبيرة قبل الفتك به أمامهم كما أشار..
إبتسمت شاهندة قائلة بمرح: الله عليك يا سيف والله ما حد بيلم الواد دا غيرك
جلس على المقعد قائلا بأبتسامة هادئة: مأنا قولتلك لو ضيقك كلمينى سيبك من أخوكِ وابن عمك دول.

تعالت ضحكاتها قائلة بمرح: عيوونى والله أنا إبتديت أحبك لأنك بتنصر الضعفاء الا زي حالاتى عشان كدا هختارك موزة من صحابى وأجوزك واحدة فيهم
: بره يا شاهندة
قالها سيف بتحذير فأكملت بأبتسامة واسعه: هجوزك نورين قمر هى بس كانت مخطوبة أربع مرات قبل كدا بس والله قمر وطيبه وبنت حلال مكنش بيعجبها نظام العريس فى الأكل و.

قاطعها حينما جذبها هى وحقيبتها وخرج من شقة تقى قائلا بنبرة مخيفه: قولتلك بره لو شوفت وشك هنا تاانى ورحمة أبويا لأكون ماسح بيكِ بلاط العمارة بلاطة بلاطة
قالت بغضب: هى البلد مفهاش قانون ولا ايه؟
جذبها من تاليب الفستان قائلا بعين كالصقر: لا فيها بس لو طلعتى من هنا بعد ما أخلص عليكِ وأهو أكون كسبت ثواب فى أخوكِ
قالت بصوتٍ خافت: طب سيب الفستان وأنا مش هوريك وشي بعد كدا.

وبالفعل تركها فجذبت حقيبتها وهبطت الدرج لتستدير بسرعة قائلة بمرح: مجنووون مفكر أنى مش هجى تااانى دا بيت خالتى يا حبيبي فوووق.

هرول سيف خلفها لتصطدم به فتصمنت محلها وبسمة الخبث تتضح بعيناه العسلية ليشرع الآن بخطة دلوفه عائلة نعمان كما خطط من قبل ولكن هناك خطوة لم يضعها بالحسبان فربما مجهولا ما أو سر خفى يربطه بمالك نعمان سيكشف مع حقائق ستهز إمبراطورية نعمان ليكشف حقيقة الأخ التوم لمالك فهل سيصمد فراس حينما يرى والدته المتوافاة أمام عيناه؟!
ماذا لو علم بأن من يحاربه هو نفسه شقيقة التؤام؟!



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 7308 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 4313 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 3355 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 3232 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 3786 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، معشوق ، الروح ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 05:22 صباحا