رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل العشرون
خرج بعيناه الحاملة لقسوة تكفى لقرون، خرج ولونهم يُحتج فيرعب النفوس.. أقترب منها وهى بعالم حفر بالشرود والأفكار ليجذب جاكيته قائلا وعيناه تأبى التطلع لها: هنرجع البيت افاقت من شرودها على صوته فقالت بستغراب: دلوقتى! ليه؟ لم يجيبها ووضع المال على الطاولة ثم جذبها قائلا بصوتٍ مخيف: لما نروح هتعرفي وبالفعل لحقت به بستغراب ودهشة على تغيره المفاجئ فشغلها الفكر عن ما حدث ليجعله جاف معها هكذا!.
بقصر نعمان كان العمل بجهداً كبير أستعداد للغد المحفل بزفاف فراس ومحمود، لم تكن تعى ما يحدث حولها كل ما تعلمه أنها سعيدة بأنها ستصبح ملكه... على الجهة الأخرى، كانت هناك إستعدادت أخرى ولكن للفتك من تلك العائلة فكانت تضع خطة ناجحة بكل المقايس لا تعلم بأن من عاونها على وضعها هو الغول!.. إبتسم الحارس الخائن بأعجاب: وبكدا لما يزيد يشوفهم فى سريره وفى الوضع دا هنعتبر نهايتهم بسلاحه مؤاكدة.
تعالت ضحكات نوال بتأكيد: الا عملناه فى الأيام الا فاتت شغل الشك فى دماغ يزيد لو كنا نفذنا الخطة الكبيرة كدا من غير ما نثير شكوكه مكنش هيقدر يصدق الا بيحصل أدامه والخطة كان وارد تفشل لكن المرادي مفيش شيء هيخليها متنجحش لمعت عيناه بشعلة الأنتقام والنصر ولكن لم تعلم بمن يضعها بأولى خطته القاضية..
بغرفة يزيد.. كان يستند بجسده على الشرفة، عيناه مثبتة على نقطة الفراغ بتفكير يسرى بداخله، أقتربت منه بخطوات مرتبكة ودمع يلمع بعيناها ولكنها أكملت طريقها فلن تدعى الكبر والغرور يحول بينها وبين العشق المختار..
وقفت أمام عيناه لينتبه لوجودها فساد الصمت دقائق تتأمله بها ويتأملها هو فهوت دمعة من عيناها وهى تتأمل عينٍ جعلت قلبها ينبض بالهوس والجنون، رفع يديه يزيح دموعها ونظرات الأندهاش تفترس ملامحها ليخرج صوتها المنكسر بحيرة: صعب أفهمك! إبتسم إبتسامته الجانبية المثيرة قائلا بغرور مصطنع: ولا حد يعرف يفهمنى.
لم تتبدل ملامحها فقط تتأمله بصمت وأهتمام، زفر يزيد بحزن وهو يجذبها لأحضانه قائلا بنبرة عاشقة: مش مهم تفهميني الأهم أنك تتأكدي أنى بموت فيكِ خرجت من أحضانه قائلة بدموع: حتى دي بقيت صعبة عليا أفهمها وتركته وخرجت من الغرفة سريعاً ليقبض على معصمه بقوة وتوعد لمن تسببت بتلك الفجوات...
بمنزل تقى... دلفت للداخل بأرتباك من مظهره المريب فأغلق باب المنزل بقوة كادت أن تحطمه.. أقتربت منه بخوف: فى أيه يا سيف؟! أقترب ليكون أمام عيناها يتأملها بصمت أنهى بصفعة قوية هوت على أثرها أرضاً... صدمة، زهول، خوف، تلك الهواجس حاربتها بعنف وهى تطلع له بصمت أنحنى سيف ليكون مقابلا لها فخرج صوته الثابت بنجاح: متأكدة أن سامي مكنش يعرف بحبك ليا؟
إبتلعت ريقها بخوفٍ لا مثيل له فجلس أرضاً مستنداً على الحائط بحزن وعين تلتهبها القسوة والجفاء، أقتربت منه سريعاً والدموع تغزو وجهها ليخرج صوتها المتقطع: سيف أنا عملت المستحيل عشان أقدر أكون فى العلاقة دي بس صدقنى معرفتش أرغم قلبي رفع عيناه القاتمة قائلا بصوتٍ جمهوري: أنتِ كدبتى عليا! قاطعته بدموع: غصب عنى لأنى بحبك.
تعالت ضحكاته الغامضة ليخرج صوته الحاد: تفتكري أنى غبي لدرجة أنك تخدعينى مرتين!، ولا أنك تحاولى تخبي عليا أنك السبب ورا موت أخويا.. صدمة جعلتها متصنمه مما تستمع إليه فرمقها قائلا بسخرية: كنتِ فاكرة أنى مش هعرف! أنتِ غبية أوى يا تقى خرج صوتها الباكي: أيه الكلام دا يا سيف؟!
جذبها لتلتقى بلعنة عيناه قائلا بصوت مميت: الأحلام الا رجعتى تحلميها من جديد بجوازي منك هحطمها كلها أوعدك أنك هتشوفى أسود أيام حياتك على أيدى أنا الأهبل الا أستغفلتيه وخالتيه يحبك تطلعت له بسعادة مكبوته بصدمة فأجابها بسخرية: أيوا للاسف كنت حبيتك بس دلوقتى خلاص يا تقى كل الا بنيته هيتهد فوق دماغك.. وتركها وتوجه للخروج فأسرعت خلفه بدموع غزيرة قائلة برجاء: لا يا سيف متسبنيش.
أغلق باب المنزل بقوة بعدما رحل كأنه يعلن لها أنغلاق ذاك القلب لتعلم بأن القادم سيكون محفولا لها...
بقصر نعمان... تعالت ضحكات الجميع على طاولة الطعام الطويلة وهم يتبادلان الحديث المرح بعدما أجتمع مراد الجندي بالجميع لحضور زفاف رفيقه غداً.. خطفت شاهندة بعض النظرات المرسومة بالغضب له فكان يتأملها بمكر وغرور من تنفيذ مخططه.. أما على بعد ليس بكبير كانت تقام خطتها لتكون الخطوة لأخر الدرج لخطة الغد الذي ستفتك بيزيد ومالك وتمحى الأخوة التى جعلتهم لها صعب المنال... بالداخل.
إبتسم يزيد قائلا بخبث: عندك حق يا مراد فراس تحسه فى شيء من الجنون قاطعه مالك بمكر: وعشان كدا أنا بفكر أننا نلغى الجوازة دي بدل ما نلاقى شاهندة فى العباسية خرج صوته الحاد قائلا بغضب: مش حابب تضيف حاجة يا أستاذ مراد أرتشف العصير بتلذذ عن تعمد ليثير جنون فراس ليخرج صوته الثابت: هما ضافوا كل حاجة رمقه بنظرة مميته ليجيب بخوف مصطنع: شيل الكلمتين دول يا مالك أنا لسه داخل دنيا ومش حابب أخرج منها.
تعالت ضحكات الجميع لتقاطعه أمل بحنان: بعد الشر عليك يا حبيبي آبتسم مراد على تلك المرآة التى تغمر العائلة بجو من الدفئ الخاص وهو يتأمل بسمتها المحفورة بطيبة لم يرأها من قبل... جذبت ليان بسمة قائلة بصوت منخفض: مين دا يا بسمة؟ أجابتها الاخرى بصوتٍ هامس: معرفش بس أعتقد صديق فراس المقرب أشارت ليان برأسها بتفهم لتخبرها بسمة بأنها ستخرج قليلا لحاجتها للهواء..
كانت تجلس أمام عيناه وتتذكر ما حدث أمس، كيف أنه عاونها على التمدد وظل جوارها، شعورها المريب بدأ يهاجمها بلا شفقة فيجعل قلبها يدق بعنف كأنه يقرع الطبول للمعارك بين القبول والرفض بين الألم والعذاب كلا منهم يذكرها بوجع يجعلها تستيقظ من دوامة الأحلام الوردية ولكنها بحاجة لوقت تفهمه به، رفع طارق عيناه بعدما لاحظ نظراتها فسحبتها بخجل كبير من كشفه لها..
زفر شريف بملل: أنتوا هتفضلوا تتكلموا فى الشغل كتير؟ يزيد ببرود: ودا يخصك فى أيه؟ رمقه شريف بغضب: يعنى انا سايب مذكرتى من الصبح وجيت أساعدكم وفى الأخر تضيعوا البرستيج فى موضوع مش بفهم فيه تعالت ضحكات مراد بعدم تصديق على عكس فراس رفع يديه ليصفعه بقوة: وهما بيتكلموا فى شغل ياغبي دول بيتحمرشوا بيا يزيد بأبتسامته الفتاكة: لا موصلتش لكدا يا فاتن أحنا بنقول كلام عابر.
تعالت ضحكات مالك قائلا بغرور: أنت شايف نفسك عرضة للتحمرش فدا مش مشكلتنا ولا أيه يا مراد رفع يديها بكف له والضحك الرجولي يعلو الغرفة قائلا بصعوبة: معاك طبعاً دلف سيف ومظهره كان كفيلا بنقل حالته لمالك ويزيد فجلس على المقعد قائلا بصوتٍ يكاد يكون مسموع: مساء الخير يا شباب أجابه الجميع بستغراب لحالته فخرج صوت يزيد المنخفض بعض الشيء: سيف أنت كويس.
رفع عيناه بحيرة من أمره فعلم يزيد بأن الأمر خاص للغاية ليبدل الحديث لشيء أخر، أقترب الخادم منهم قائلا وعيناه أرضاً: فى تليفون عشان حضرتك يا مالك بيه مالك بتعجب: عشانى أنا! أجابه بتأكيد: أيوا يا فندم وقف مالك وتوجه معه للهاتف تحت نظرات يزيد وفراس الغامضة... رفع مالك الهاتف قائلا بثبات: ألو.
لم يستمع لرد عليه فتعجب وهو يعيد التحدث مرة أخرى ولكنه تفاجئ بصمت يخيم عليه فأغلقه وتوجه للرحيل ليتخشب محله حينما لمح شيئاً يجاهد ليطوف بالمسبح، توجه مالك للخارج سريعاً لتكون الصدمة مصيره حينما رأى بسمة تجاهد الأمواج للعيش، خلع جاكيته ثم ألقى بنفسه بالمياه سريعاً ليسبح ببراعة لا مثيل لها حتى يكون لها النجأة، ما أن رأته بسمة حتى تعلقت برقبته بقوة فرأت الموت بعيناها منذ قليل وها هو من يخرجها منه بعدما أذاقت عذابه ولو لدقائق معدودة.
مالك بصراخ وهى تتعلق به: أنتِ كويسة؟ أشارت له بجنون وهى تتعلق برقبته وبقميصه فحاول السباحة ليخرجها من المسبح ليتفاجئ بالجميع أمام عيناه فأقترب سيف منهم ثم قدم يديه لمالك ليلتقط0 منه بسمة... كانت ليان توزع نظراتها بين يد بسمة المتعلقة بقميصه واليد الأخرى المتعلقة برأسه لتشعر بأن هناك شيئاً غامض بينهم فكثرت تلك المواقف الخادعة..
أقترب مالك من الدرج وصعد وهى بين يديه، حاولت بسمة أن تقدم يدها لسيف ولكن خانتها قدماها وكادت السقوط ببئر الموت مجدداً فتعلقت بمالك بقوة ودموع هوت دمعة خائنة من عين ليان وأنسحبت على الفور على عكس يزيد يعلم جيداً بأنها الخطوة قبل الأخيرة ولكنه يتراقب غداً الخطة لينهى عليها ويبدل الخطة لتصبح هى ضحيتها...
عاقبها الجميع على عشقه المتيم عاقبها بلا رحمة كأنها من جبرت الحب ليتسلل لأوردة القلب.. كأنها من سمحت لجنون عشقه بأن تستحوذ عليها!. هوت دمعاتها بقوة كأنها تحاول التخفيف عنها ولكن كيف لقلبٍ حطم أن تلتهم جروحه! غاصت أفكارها بفكرة واحدة لعلها ستكون لها الحل الأمثل لتغفو من لهيب قسوته حتى لا تعطى الكره فرصة للتسلل لقلب عشقه بحد الجنون، ولكن ماذا لو حطم القدر ما تبقى لترى المجهول!.
بغرفة مالك.. ألقت بنفسها على الفراش بقوة تاركة ذكريات ما يحدث يتجول بها لترى ما حدث على الدرج وبالغرفة ومنذ قليل أمام عيناها فتشع بنيران تكاد تحرقها من الفكر.. دلف مالك للداخل ثم توجه سريعاً للخزانة ليبدل ثيابه المبتلة فلمح عيناها التى تخطف النظرات له... أرتدى قميصه قائلا بهدوء: فى حاجة يا لين؟ أقتربت منه بصمتٍ قاتل تمرد بجملتها القاتلة: أيه الا بينك وبين بسمة يا مالك.
أستدار لوجهه لها بصدمة كبيرة فخرج صوته بزهول وغضب: أنتِ أتجننتى يا ليان إبتسمت بسخرية: بالعكس عقلت جداً مهو مش صدفة أن كل دا يحصل وأنت فى كل مرة الا تنقذها صدمته لم تكن بهينة لم يراه، لا لم يقوى على تحمل ما يستمع إليه، هوس الموت صار أقوى له من تحمل تلك الفكرة المريبة، عشقهم مخلد فالروح هى المغزى لهم ألم تحكمها على ما تتفوه به..
كانت نظراته كافيلة بجعلها تشعر بآلم لا تعلم سببه فترك الغرفة ورحل بصمت لتجلس على الأريكة بدموع فهى بنهاية الأمر من معشر النساء بداخلها غيرة عليه حتى لو غلقتها الثقة...
بغرفة بسمة خرجت من حمام الغرفة بخوف شديد لمحه يزيد فحزن علي ما تمرء به لأجل تلك اللعينة.. أقتربت منه بسمة بخطوات مرتباكة ثم قالت وعيناها أرضاً بخوف: يزيد أنا مكنتش أعرف أن مالك الا أنقذنى الا بعد ما خرجت من الميه ثم أكملت بتوتر ودمع يلمع بعيناها: أنا كنت بتمشى شوية ومعرفش أزاي أو أمته وقعت بالميه كل الا شوفته ادامى الموت وأول ما حسيت بنجأة ليا مترددتش ثانية وأتعلقت بيه..
كان يستمع لها بحزن يكفى لقرون وهى تظن حزنه غضب على ما حدث، كيف لا يكون بدوامة الحزن وهو يرى خوفها من ظنونه وتبريرها لما حدث حتى وأن كان مدبر للأيقاع به.. لم يحتمل رؤيتها هكذا فجذبها لأحضانه بقوة كادت أن تحطم ضلوعها... فتح عيناه ووعيده يزداد أضعافاً لتلك المرأة ثم إبتسم بمكر لخطته التى ستفتك بها، إبتعد عنها حينما إستمع لطرق الغرفة ففتح الباب ليجد ليان..
خرج صوتها الخجول: بعتذر بس كنت حابة أطمن على بسمة إبتسم قائلا بتفهم ؛ ولا يهمك أتفضلى وتركهم يزيد وهبط للأسفل... جلست ليان على الفراش ونظراتها تتأمل بسمة بحيرة من امرها لتجد بأن الرفقة أمراً محتوم، خرج صوتها بحزن متخفى: عاملة أيه دلوقتى؟ جلست على المقعد قائلة بحزن: الحمد لله يا ليان كنت هموت بجد لولا مالك ربنا يكرمه يارب.
بدأت قسمات وجهها فى الأسترخاء حينما لمست من حديثها الصدفة والصدق فأبتسمت قائلة بثبات: بعد السر عليكِ يا حبيبتي، قومى ألبسي الحجاب عشان ننزل شوية هخليكى تنسى الا حصل إبتسمت بسمة بحب: ربنا يخليكِ ليا يا ليو هدخل ألبس مش هتأخر أشارت لها برأسها وظلت بأرنتظارها.. حملت ليان كوب المياه لترتشفه ولكنه سقط من يديها ربما لحالة التوتر والفكر التى هى به..
أنحنت لتلملم الزجاج المحطم بحزن فلمحت علبة مخفية أسفل الفراش، حملت قطع الزجاج بلا مبالة ولكنها صعقت حينما رأت إسم مالك يلمع عليها فجذبتها بلهفة ليكسو القلب شهقات آنين وصدمة جعلته كالمهجور، كلمات كتبت لتزرع الشك بقلب يزيد ولكنها نجحت بالفعل مع ليان! خرجت بسمة قائلة بأبتسامة هادئة: أنا جاهزة يا ليو أخفت الورقة سريعاً ثم لملمت الزجاج بعين تحاول التحكم بدمعها..
بغرفة بسملة.. صعدت لغرفتها لتستريح قليلا فأسرع خلفها قائلا بلهفة: أنتِ كويسة؟ تأملته بتعجب فأقترب منها بقلق: أصلك طلعتى يعنى والوقت لسه مش متأخر إبتسمت قائلة بهدوء مفيش يا طارق كنت حابه أرتاح شوية جلس أمامها قائلا بلهفة فشل فى أخفائها: لو تعبانه أتصل بالدكتورة فوراً وأخرج هاتفه لتضع يدها سريعاً على يديه بتلقائية صدقنى أنا كويسة.
رفع عيناه على يدها بنظرة تتنقل بينها وبين عيناها فسحبت يدها سريعاً بخجل.. جاهد طارق ليفعل ما يمليه عليه قلبه ولكنه كاد الفشل، أستسلم بنهاية الأمر ورفع يديه يطوف وجهها بحنان: بحبك يا بسملة.
رفعت عيناها له بملامح لا توحى بشيء فأكمل بهدوء: حاولت أتحكم بمشاعري بس فشلت أنا فعلا بعشقك وعارف أنك مستحيل تحبنى حتى الفرصة مليش حق المطالبة بيها بس طلبي الوحيد منك أنى أفضل جامبك بأى شكل أنا راضى بيه بس أكون جانبك.. تأملته بصمت ليجذب يديه بخذلان ربما إجابة له بأنه ليس مرحب به بحياتها... توجه للخروج بخطاه التى تضرب قلبها لتفق فنهضت عن الفراش قائلة بلهفة: طارق.
أستدار ببطئ غير مدرك لما يحدث فأقتربت منه قائلة وعيناها أرضاً: أنت ليك وجود كبير فى حياتى، ثم أكملت بأرتباك: متخرجش منها أبداً تطلع لها بصدمة فتركته وأسرعت لحمام الغرفة بخجل ليهوى على الأريكة بأبتسامة واسعة تكاد تسع العالم بأكمله.
بغرفة فراس.. زفر بغضب: بقولك أيه عدى أم الليلة دي على خير أنا مش مضطر أستحملك أكتر من كدا رفع قدميه على الأخري بتعالى: هتعمل أيه يعنى؟ فراس بضيق هحضرلك أوضة تانية مراد بسخرية: يا حرام مش عيب أطلعك من أوضتك، تنام فى غرف الضيوف! صاح بصدمة: أنت الا هتروح مش أنا تمدد على الفراش بمرح: أنا مبسوط هنا عايز تروح أنت معنديش مانع جن جنونه ليقول بضيق: مراااد.
أجابه ببرود ويديه تعبث بالهاتف: متعليش صوتك أنا جانبك هنا مش فى تانى دولة جلس جواره قائلا بضيق: عدي الليلة دي يا إبن الحلال تعالت ضحكاته: ومالك بتشدد على الكلمة دي؟حد كان قالك إنى إبن حرام؟! حمل فراس الوسادة ثم تمدد على الأريكة قائلا بغضب: أنا عارف أم الرخامة دي بس على مين مش هستنزف طاقتى معاك أنا عريس بكرة والضغط والسكر مش كويسين عشانى.
لم يتمكن مراد من كبت ضحكاته فتمدد على الفراش براحة والهاتف بيديه يتفقد معشوقته..
بغرفة المكتب مالك بصدمة: مش معقول! زفر بسخرية: للأسف الحقيقة يا مالك يعنى أنا كدا مشارك فى قتل أخويا تأمله يزيد بهدوء ثم قال بثباته الفتاك: بس أنت أعقل من كدا يا سيف ضيق عيناه بعدم فهم ليكمل مالك: الأعمار بيد الله هى مقتلتوش هى صارحته بالحقيقة جادله بقوة: والحقيقة دي كانت سبب فى موته.
قاطعه يزيد بغضب بلاش جهل يعنى لو كان مات فى بيته كانت الشكوك هتتشال! يا سيف أنت طول عمرك عاقل وحافظ كتاب الله بلاش تنزل نفسك للأسلوب دا هى حبيتك مأجرمتش أعترفتله وبرضو مش جريمة كان المفروض تسمع منها على الأقل سيف بسخرية: أنا معتش طايقها هسمع منها أزاي؟! خرج صوت مالك الغامض: غمض عيونك يا سيف تأمله سيف بغضب ليشدد من كلمته: قولتلك غمض عيونك.
أنصاع له سيف وأغلقهم، فأكمل مالك: تخيل تقى أدامك وحوليها خطر من كل مكان وأنت أدامها سيب روحك تسرد الباقى.
وبالفعل رسمت صورته بالخيال ليجد نفسها يتحدى الأعماق ليخبئها بأحضانه، فتح عيناه بعدم فهم لما فعله مالك ليبتسم الماكر قائلا بهدوء: الا شوفته دا حقيقة قلبك ومشاعرك يا سيف يعنى الكلام شيء وردة الفعل شوفتها بنفسك بلاش تدي الأمور أكتر من حجمها كلنا لينا أجل وكله مكتوب عند الله محدش ضامن موته هتكون شكلها أيه فوق يا سيف وساعد نفسك على كدا والا هتخسر وكتير أوى.
إبتسم يزيد على دهاء مالك فى حل العقبات على عكس سيف شعر بأرتياح لا مثيل له حتى أنه حمد الله على وجود مالك ويزيد بحياته فتركهم ورحل سريعاً ربنا ليشاطر الآنين قلبه بعدما يلعب المجهول لعبته ليرى جنون العشق.. بعد مغادرة سيف شرد مالك بحديث ليان لتشدد الطعنات قلبه فأخرجه منها يزيد: أنت كويس يا مالك رفع عيناه له بعدم إستيعاب ليخرج صوته ^ مش لقى إجابة على سؤالك يزيد بحزن غير ملموس: للدرجادي!
إبتسم بآلم: وأكتر يا صاحبي.. ثم نهض قائلا بأبتسامة زائفة: يالا هسيبك وأطلع أنام عندنا بلاوى الصبح عشان الحفلة تخلص قبل المعاد إبتسم يزيد قائلا بغرور: وراكم متجمعش غمز له قائلا بسخرية ؛ ماشي يا غول طول عمرك وا.. قاطعه بنظرة مميته ليبتلع كلمته: أقصد شهم إبتسم بغرور: أيوا كدا أتعدل مالك بغضب: هعديلك كله عشان محتاج أناااام الصبح نتناقش فى الحوار دا تصبح على خير.
إبتسم الغول قائلا بهدوء: وأنت من أهله... وغادر مالك للأعلى.. دلف للغرفة فوجدها مظلمة للغاية، شعل الأضاءة وعيناه تبحث عنها إلى أن وقعت عليها تجلس على المقعد مغلقة عيناها بقوة والدموع تغزو وجهها.. ما أن فتح الضوء حتى تخلت عن مقعدها وتقدمت لتقف أمام عيناه بمدة طالت بالتفكير وأنتهت بأن ألقت الورقة المطوية له بأستحقار فردها مالك فجحظت عيناه وهى يقرأ محتوياتها.. إبتسمت بسخرية: أيه متفاجئ!
ولا دور جديد بترسمه ألقى بالورقة أرضاً قائلا بغضب: لياااان ألزمى حدودك أفضلك تعالت ضحكاتها الساخرة: الحدود دي الا المفروض بتتكلم عنها أنت تعديتها من زمااان لما دوست على صاحبك وأخوك خنته وخنتنى تعرف يا مالك أنا أول مرة فى حياتى أنخدع فى حد بالطريقة دي.
هوت دموعها فأقتربت منه قائلة بصراخ: أنت أكدتلى أن الرجالة كلهم زي بعض، حسام خانى وأنا سبته وأنت دلوقتى بتخونى ومع أقرب صديفة ليا والمفروض أنها مرأت أخوك! جذبها من معصمها بقوة قائلا بصوتٍ كالرعد: أخرسي أنا مش هبررلك حاجة لأنك حكمتى من معاشرتك للطباع الرخيصة ثم تركها قبل أن يفتك بها جنونه وتوجه للخروج ولكنه أستدار قائلا بحزن يضاهى أفواه: يا خسارة يا ليان وتركها وغادر بصمت، لتهوى أرضاً وتصرخ بقوة.
صعد الدرج ليتفاجئ بأحداً ما يجذبه بالقوة للمصعد فتفاجئ بمالك أمام عيناه والغضب يحتج عيناه فيجعلهم بركان من نيران تأمله يزيد بصدمة فأخرج من جيبه الورقة قائلا بصوت كهلاك الموت: أحنا متفقناش على كدا تأمل الغول الورقة ثم إبتسم بخبث: أوبس عندى دي يا معلم تركه وعيناه مازالت تشع الغضب ليبتسم يزيد وهو يعدل من قميصه: أه لو حد تانى ثبتنى التثبيته دي بس يالا محدش غريب عملها صاح بغضب: يزيد.
تعالت ضحكاته: ما خلاص يا عم هو أنا الا كتبت الورقة وبعت الفستان! شدد على شعره الغزير بغضب فرفع يزيد يديه بحركة درامية: هننتقم متقلقش ركل المصعد بقدميه وغادر وشرار الغضب يطل من عيناه...
بمنزل سيف.. دلف للداخل يبحث عنها ولكنه تخشب محله من الصدمة... ، عشقٍ سيعلم الجميع كيف هو أمام صموده حينما يحارب بأتقان ليغزو قلوب الشر، نهاية لا تليق سوا بها عن قريب، حان الآن موعد دفوف العشق لنطلق برحلة محفورة بعشق عائلة نعمان ولعلها أخر رحلة سنلتقى بها.
صدمة كبيرة ألقت به ببئر مظلم فشعر بأنه على وشك الأختناق، أقترب منها بخطواتٍ تتناقض مع ضربات قلبه كأنه فقد السيطرة على جسده العملاق.. أنحنى ليحملها بين ذراعيه فوجدها كالجثة الهامدة بين ذراعيه، صرخ بقوة: تقى... ضمها لصدره وأغلق عيناه ليتذكر ما قاله مالك فيدق قلبه سريعاً فأبعدها عنه ليتأمل ملامح وجهها بزعر أنهاه حينما حملها وأسرع للمشفى وبداخله خوفٍ لا مثيل له...
ظلام الليل يجذبنى بين أوراقه الدامسة، فآنين القلب يلهمنى بأن الروح تهوانى، فطال عتابها الجارح لعلى أستعيد العقل فربما هناك لغزاً وأفواه فى الغمض توقعنى، ليان...
ظلت بالشرفة تتأملها بنظرة محطمة كحالها، ربما ما تفوهت به لم يكن منصفاً له وربما كان قسوة لقلبها قبله.. أغمضت عيناها لتهوى الدمعات الحارقة فى محاولة فاشلة للتماسك، طريق الحقيقة يقتلها وطريق العتاب يغزو قلبها...
دلف للغرفة بضيق فتوجه للفراش غير عابئ بها أو كما تصنع هو، خلع قميصه ثم تمدد على فراشه بتفكير عميق بما عرفه منذ ساعات قليلة، نعم لم يكن يعلم بخطة نوال الا منذ ساعات معدودة حتى كاد الجنون..
تأملته بشعور يحاربها بأن يقترب ليشرع بالحديث، تريد سماعه حتى وأن كان القسوة تسبقه، خالف ظنونها حينما أغلق عيناه بستسلام لنوماً أصطنعه ليغرق بدوامة الفكر، أقتربت منه ليان ثم جلست على طرف الفراش بدموع غزيرة ليخرج صوتها المتقطع: مخنتنيش يا مالك صح؟! فتح عيناه بآلم والآنين يرسم ببطئ فيعتصره من قوته ليرأها تنظر له برجاء بأن يخبرها ما تريد سماعه حتى وإن كان سراب..
أعتدل بجلسته حتى كان قريب منها للغاية، يتأملها بصمت زاد دمعها، فقال بآلم: كنت متخيل أنك هتربحى فى معركة الثقة لكن للأسف ظنى خاب فيكِ لم تفهم ما يقوله ولكن حالتها المزرية جعلته يتنازل عن كبريائه المجروح قائلا بصوته الثابت: عمري ما خنتك ولا هخونك يا ليان إبتسمت والدمع مازال يتشكل بعيناها فصنع اللامبالة بها وعاد لنومه مجدداً لتعلم بأنه مازال مجروح من كلماتها الطاعنة..
تمددت لجواره وهى تتأمل قسمات وجهه بهدوء فأزاحت دموعها قائلة بصوتٍ هامس: عارفه أنك زعلان مني يا مالك بس صدقنى غصب عني أنا بحبك لدرجة صعب أوصفها عارفه ومتأكدة أنك لا يمكن تعمل كدا بس مقدرتش أحارب عقلي... تعال صوت بكائها مع كلماتها الأخيرة: سامحنى أرجوك أحتضنها مالك بحزن على حالها، بنهاية المطاف هناك خطة قوية لتحيل بينهم، همس ليبث الآمان لها: خلاص يا ليان أهدي.
شددت من أحتضانه كأنه وجدت آمانها قائلة بعشق: متسبنيش يا مالك.. إبتسم أخيراً وأخرجها من أحضانه لتلتقى بهوس العشق بعيناه: مقدرش يا روح قلب مالك.. وقبل أن تجاهد لثبات طويل أمام تلك العينان كان أختطفها بعالمه الخاص ليذقها عشقه المخصص لها...
بحديقة القصر... كانت تجلس على المقعد بصمت، تتأمل الحدائق من حولها تاركة نسمات الهواء الباردة تنعش وجهها، تتذكر كلماته فتبتسم تارة وتصمت خجلا تارات أخرى، تفكيرها الخائن بأنها ستصير ملكٍ له بالغد جعل وجهها كوميض من الجمرات.. أفاقت من غفلتها على رائحته التى تخترق ثنايا قلبها لتجده يستند على المقعد بجسده الرياضي... إبتسم ثم جذب المقعد ليخرج صوته الثابت: لو مش هزعجك.
تأملته قليلا ثم نهضت عن المقعد قائلة بخجل وإرتباك: أنا كنت هطلع أنام تصبح علي خير وتركته وتوجهت للرحيل لتجده أمام عيناها بطالته الثابتة قائلا ونظرات تحمل الثقة بوضوح: بدرى كدا! إبتسمت شاهندة قائلة بسخرية: الساعة 1 يا فراس! أغمض عيناه لثواني ثم فتحهما ببطئ لتبرز سحرهم الخاص: إسمى بقا له مسمع خاص تلون وجهها بحمرة الخجل وأسرعت بخطاها للداخل فأبتسم بمكر ولحق بها للمصعد...
أستدارت بفزع حينما رأته أمام عيناها فأقترب منها قائلا بهمس: مش هتعرفي تهربي مني بعد كدا تراجعت للخلف بخجلا شديد وهى تجاهد للحديث: أبعد يا الله إبتسامته الماكرة تجعلها تكاد تفقد صوابها، لم تحتمل رؤياه يبتسم هكذا فدفشته وأسرعت لغرفتها حينما توقف المصعد ليبقى بالداخل وعيناه تتعلق بها...
بغرفة فراس..
ظل مراد يتبادل الحديث مع زوجته إلى أن غلبه النوم فغط به ومازال هى على الهاتف يستمع لصوت أنفاسها وتستمع لصوته فتشعر بالآمان يتسلل لها...
أحتضنت مرفت الهاتف وحاولت جاهدة للنوم ولكنها شعرت بحركة بالمنزل فتركت هاتفها وخرجت تتسلل لترى من بالخارج وهى بحالة من الزعر الشديد لتتفاجئ برجال مقنعين يبحثون عنها بجنون فدلفت للداخل بسرعة كبيرة وخوف أكبر ثم جذبت الهاتف وكادت الصراخ لتستغيث بمعشوقها ولكن كبت صوتها بقوة فحاولت أن تلتقط أنفاسها برعب حقيقي حينما أتنزع ذاك المقنع الهاتف وحطمه أمام أعينها...
بالمشفى..
دلف لغرفتها بأرتباك ثم جلس على المقعد بتعب نفسي شديد يجعله كالموتى لا يقوى على المحاربة بمعاركة خاسرة لا محالة، أغمض عيناه دقائق يعيد كلمات الطبيب من جديد لعله يصدق ما إستمع إليه لتو، هل سيصير أب!، أخبره الطبيب بأنها بضغط لم تحتمله فهربت منه بالأغماء وأن عليها تخطى ما به، يشعر بأنه لأول مرة لا يعرف كيفية أتخاذ القرار الذي لاطالما كان شيء هين بالنسبة له، فتح عيناه على أمراً هام وهو نبض قلبه الذي عاونه على الوصول لأجابة لما هو به، نعم مازال وسيظل عاشقٍ لها، ولكنه يشعر بآلم على أخيه!
على الفراش بدأت بفتح عيناها تدريجياً لتتفاجئ به يجلس لجوارها، ظلت لثواني تتأمله فألتقت عيناه بها ليقترب منها سريعاٍ بلهفة: حبيبتى أنتِ كويسة؟ تطلعت له بزهول وحزنٍ بأنٍ واحد هل ما به بداية لخطة هلكها؟!، سقطت دمعة خائنة من عيناها جعلته يزيحها بقوة ليخرج صوته الصارم: متبكيش يا تقى أنا كنت غبي ومش هقبل أنى أكون كدا وأضيعك من أيدى أنا بحبك ولا يمكن أقدر أبعد عنك.
لم يعنيها حديثه فقط خرج صوتها بعد مجاهدة: سبني لوحدي أحتضن معصمها بين يديه قائلا بحزن: تقى أنا.. قاطعته برجاء: سبنى لوحدي يا سيف لو سمحت أطبق على يديه بغضب وخرج من الغرفة بأكملها والحزن يتملك ملامحه فجلس على المقعد بالخارج ينتظر نهار يومٍ جديد فيتمكن من نقلها للمنزل...
بالحديقة... ظلت بأنتظاره طويلا حتى أقترب منها قائلا بقلق: فى أيه يا حبيبتى ليه جايبانى فى الوقت المتأخر دا؟!
تأملته منار بأرتباك ثم قالت بتوتر: محتاجة أتكلم معاك أقترب منها بلهفة وخوف: مالك يا منار أنتِ كويسة؟ هوت دمعاتها على وجهها فجذبها للطاولة بمنتصف الحديقة ثم أنحنى ليكون على مستوى قريب منها قائلا بخوف: فى أيه؟، أنا زعلتك فى حاجة؟! أشارت له بالنفى فألتقط أنفاسه قائلا بستسلام: طب ممكن أعرف مالك؟
رفعت عيناها له أخيراً قائلة بعد عدد من الترددات: محمود أنا عارفه أنك راجل وعندك شخصيتك وعمرك ما هتقبل بالا أنا هقولهولك دا حتى لما طلبت من مالك يقولك رفض وقال أنك هترفض الموضوع ضيق عيناه بعدم فهم ليقطعها بغضب: ما تقولى فى أيه يا منار مش لازم المقدمات دي عنى وعن شخصيتى ثم أنك ليه تدخلى حد بينا ومتجيش بنفسك تقولى الا حابه تقوليه؟
رفعت عيناها ليرى دمعها المحطم لقلبه فكم يعشق تلك الفتاة حد الجنون، رفع يديه يزيح دموعها قائلا بلهفة وتخمين: مش عايز الفرح يكون مع فراس؟، او شايفه أنى أتسرعت؟ أجابته مسرعة: بالعكس سعيدة جداً أنى هكون معاك زفر بغضب: طب مالك فى أيييه؟
تحلت بالثبات ثم تركت المقعد وجلست أرضاً جواره، رفعت يدها تتمسك بيديه تحت نظرات إستغرابه ليخرج صوتها أخيراً بدموع: محمود أنا بحبك أوى خاليك متأكد أنى مستحيل هفضل حد عليك فعشان خاطرى أوعى تفهمني غلط أو تأخد كلامى بمفهوم تاني.. ضيق عيناه البنيتان بثبات فأكملت هى: مش هينفع أسيب ماما لوحدها وأعيش معاك فى شقتك، ثم أخفضت عيناها أرضاً تتفادي النظر إليه: لازم تعيش معايا هنا.
كاد الحديث وعيناه تعبر عن ما بداخله فأسرعت حينما وضعت يدها على فمه قائلة برجاء ودموع حطم قلبه: عشان خاطري متفهمنيش غلط أنا بحبك أوى ومستعدة أعيش معاك فى أي مكان حتى لو هقاطع عيلتى كلهاا بس أفهمنى أرجوك ماما ست عاجزة حتى عن تغير هدومها أنا الا بساعدها فى كل حاجة يا محمود حتى دخول الحمام والصلاة وكل حاجة هى بترفض حد يساعدها حتى شاهندة بتتحرج منها لكن أنا لا بنتها الا من دمها لا يا محمود مش هقبل أنى أحسسها بعجزها بعد كل السنين دي أنت عارف لو محتاجة أي حاجة بتفضل لحد ما أرجع من الجامعة تخيل بقا هتعمل أيه من غيرى؟
دموعها كانت كالشلالات الحارقة لا تتوقف بل تتضاعف، تحاول بشتى الطرق أن توضح له بأنه عالمها وأنها تريد العيش هنا ليس لأنها ستترك الرفاهية وتهبط لمستوى أقل حاولت بمعأناة لتعلمه بأن والدتها هى السبب ليس أكثر من ذلك وألتمس هو ذلك..
رفع يديه على يدها الممدودة على وجهه ثم وضعها جوارها وبكائها يتزايد لمعرفتها بشخصيته القوية ورفضه حديثها قاطعاً، وقف وتحرك ببطئ وتفكيره يحرقه فهو الوحيد لوالدته كيف له أن يتركها بمفردها؟!.. بكت كثيراً وأحتضنت جسدها بيدها حتى تكون عون لقلبها حينما تستمع قراره بالأنفصال عنها فكم كان تفكيرها يغوص بتلك النقطة حتى قررت مفاتحته بها ولكنها تفاجئت بأنه أسرع بقرار الزفاف مع فراس..
أقترب منها محمود ثم جلس جوارها مجدداً ليخرج صوته بعد مدة طالت بتأملها: وأنا مقبلش بدا لم تفهم ما قاله فرفع يديه يجذبها لأحضانه قائلا بهدوء وهو يشدد من أحتضانها: موافق بس بشرط كانت بزهول ليس له مثيل فخرجت من أحضانه قائلة بلهفة: أيه؟ إبتسم وهو يجفف دمعها: نقضى أول أسبوع فى شقتنا مهو حرام أجهز الشقة ومنقضيش فيها حاجة على الأقل أحس بتعبي.
تعالت ضحكاتها وهى تلقى بذاتها بين أحضانه فهو زوجها لتقول بشكر وإمتنان: مش عارفه أقولك أيه يا محمود أنا بجد بحبك أوووى أحتضنها بقوة قائلا بهمس: وأنا بعشقك يا روح محمود ثم أخرجها سريعاً من أحضانه لدرجة أخافتها فتطلعت له بدهشة: فى أيه؟
إبتسم وهو يرتب ملابسه ويتوجه للخروج: شوية كمان هنا وأخوكِ هيخلص عليا وزي مأنتِ عارفه شوشو شاطر وأنتِ بتعترفي بحبك والجو هادئ والفجر قرب يطلع يعنى مش ضامن شوشو هيوصلنى لفين بعد كدا تعالت ضحكاتها بقوة فأستدار لها غامزاً بعيناه الساحرة: أشوفك بعد ساعات بس هيكون فى تصريحات عن كدا خجلت من نظراته وبقيت تتطلع له إلى أن صعد لسيارته وغادر..
بغرفة يزيد... خرج صوته الثابت: أعمل الا بقولك عليه بدون نقاش.
أتاه الرد بالهاتف ليكمل حديثه بأبتسامة مكر: برافو عليك مع تعديل بسيط أنك تبدل الخطة وتحط ليها المسحوق الا ادتهولك وأغلق الهاتف بأبتسامة تزداد شيئاً فشيء ليردد بهمس: نهايتك خلاص بقيت فى أيدي.. ضيق عيناه بمكر وخبث لخطته المحفورة بالدهاء ليفق على صوت فتاته الرقيقة: لسه صاحى يا يزيد! أستدار قائلا بنظراته القابضة للقلوب وبسمته الساحرة: أكيد مش شبحى.
تعالت ضحكاتها وهى تقترب منه لتقف أمام عيناه تتأمله بحب نقل له بنظراتها: مفيش شبح بالجمال دا! قربها إليه وعيناه تفترس ملامح وجهها بحرية فخرج صوته الهامس: لو بصيتى ليا كتير مش مسؤال عن الا هيحصل بعد كدا تخبئت بأحضانه بخجل فأبتسم بخبث وهو يحملها بين ذراعيه ويتوجه للداخل...
مر الليل على البعض بكملة عشق جديد والبعض الأخر قضاه بتفكير بما سيحدث بالغد كمالك ويزيد...
وسطعت شمس يوماً جديد حافل بنهاية سيضعها أل نعمان لإمرأة لاطالما عشقت الكره والحقد لهم... بالقصر... تهيئ القصر بأبهى الاطلالات فاليوم هو زفاف أفراد من تلك العائلة العريقة.. هبط يزيد للأسفل بعدما أرتدى بذلته السوداء الأنيقة مصففاً شعره الأسود الغزير بتصفيفة جعلته للجميع جذباً للغاية... وقف بالأسفل يحرك رجاله بهاتفه وملامح الثبات مرسومة على ملامحه...
بعد قليل، هبط ذاك الوسيم بعيناه الفتاكة، لم تكن للجميع سوى الفشل بمعرفة لونها الخلاب، ثقته المتحركة من طالته الجذابة الى ملامحه تجعله ملفت إهتمام للجميع، هبط مالك ليقف جوار رفيق دربه متصنع البرود قائلا وعيناه تتفحص القاعة: عملت الا قولتلك عليه؟ إبتسم يزيد قائلا بسخرية: قراري كان غلط لما فكرت أعرفك رمقه مالك بغضب: ليه كنت عايز تخبى عليا لحد ما ألقى نفسي محور شك للكل!
أقترب منه يزيد وملامح الجدية تشكل وجهه فتجل لقب الغول يتسلل لقسمات وجهه بنجاح: وأنت فاكر أنى ممكن أشك فيك؟!، أنا لما قولتلك إمبارح عشان تكون مستعد لخطواتهم النهاردة لكن مش عشان الا فى دماغك فوق يا مالك يمكن أكون متهور بس مش لدرجة أشك فى أخويا وأقرب صديق ليا.. وقبل أن يتحدث ترك يزيد القاعة بأكملها، شعر مالك بالغضب من ذاته فهو لم يقصد ما وصل إلى رفيقه ولكنه سعد بتغير الغول الملحوظ... بالأعلى...
أنهى أرتداء حليته السوداء ثم ألقى على نفسه نظرة رضا قبل أن يتوجه للهبوط، توقف ثم أبدل مسار طريقه لغرفة معشوقة الدرب طرق الباب ليجد الفتيات بالداخل ولم يسمحوا له بالدلوف، فضيق عيناه بخبث وألقى بمكبر صوت صغير بالداخل من أسفل باب الغرفة ليعلو الصوت بالمفرقعات النارية المصطنعه فهرول الجميع للخارج وتبقت شاهندة تنظر لهم بستغراب ودهشة من رؤية ذاك الوسيم...
تأملها بعشق ثم أقترب منها قائلا بنظرة أفقدتها عقلها: حبيت أكون أول واحد يشوفك بالأبيض حاولت بأن تجذب نظراتها من عليه ولكنها لم تتمكن من ذلك فأبتسم وهو يغطى وجهها بالطرحة البيضاء الطويلة قائلا بهمس: كدا أفضل أنا بس الا مسموح ليا أشوف الجمال دا رعشه أعتلت جسدها وهى تستمع لصوته القريب منها فرفع وجهها له قائلا بجدية: خلاص يا شاهندة من النهاردة مفيش مشاكسه ولا جدل بينا قاطعته بسخرية: أتمنى يحصل.
تعالت ضحكاته الرجولية قائلا بمكر: مش معقول هنقضى الليلة بالمشاكسات دانا عندى مواضيع مهمة حابب أحكيها ليكِ زي مثلا أنى بعشقك تلون وجهها بلون حمرة الخجل فقالت بأرتباك: ممكن تخرج وتبطل الحركات دي عشان البنات تخلصلي إبتسم قائلا بمرح: على الرحب والسعة سيدتي إبتسمت هى الأخرى فقاطعهم دلوف جاسمين قائلة بمرح: أدخل ولا جيت بالوقت الصح فراس بغضب وهو يجذبها بقوة: كنتِ فين بقالك يومين وفونك مقفول ليه؟
صاحت بخوف: أهدا عليا دانا كنت بعمل شوبنج عشان الفرح مش أخت العريس ولازم أستعد ولا أيه يا شاهندة تعالت ضحكاتها قائلة بصعوبة ؛ البنات لازم تستعيد لأى فرح والترتيبات بتأخد أيام جاسمبن بسعادة: حبيبنى يا شاهي جذبها فراس من فستانها: فاكرنى عبيط أنت وهى صبركم عليا بس أما أنتِ فحسابك مع مراد أخوكِ ابنلعت ريقها برعب: مراد هو هناا؟! شاهندة بتأكيد: من امبارح صاحت برعب: أنت قولتله أيه يا فراس.
ألتمس بحديثها الرعب فقال بغضب مصطنع: لما سألنى على سياتك إمبارح وقفت أدامه شبه الا عامل عملة بس أهو أتصرفت صاحت بفرحة: ربنا يخليك ليااا يا أعظم أخ والله تستهل الهدية الا بلف من يومين عشان أجبهالك فراس بأهتمام: هى فين ورينى جاسمين بسخرية: مش هتبقى مفاجأة يا أبو الفوارس تعالت ضحكاته الرجولية قائلا بصعوبة: اوك يا جاسي هنشوف ثم تطلع لحوريته الرقيقة أسيبكم دلوقتى تخلصوا لبس ونتقابل تانى.
وتركهم ورحل بطالته التى سرقت قلبها فظلت تتأمل طيفه إلى أن تخفى من أمامهم..
بالأسفل.. دلف مالك لغرفة المكتب ليجد يزيد بالداخل يتابع هاتفه بأهتمام فأقترب منه قائلا بلهجة ثابته: أنت عارف كويس أن تفكيرى مكنش كدا إبتسم الغول بخبث: عارف ضيق مالك عيناه بغضب فأبتسم يزيد وترك المقعد ليصبح أمام وجه مالك قائلا بثباته الفتاك: رأيك تبص على الا أمرت بيه.
أشار له بهدوء فخرج معه للخارج ليرى تلك الخادمة والحارس مقيدون كما طلب من يزيد ليقترب منه وعيناه لا تنذر بالخير: بقالكم هنا أكتر من عشر سنين مفتكرش مرة أنى زعلت حد فيكم بالعكس كنتوا بتلقوا الدعم علي طول سواء مني أو من يزيد أدونى سبب واحد يخليكم تعملوا الا عملتوه؟
وضع الرجل عيناه أرضاً ليعلم مالك بأنه فعل ذلك لأجل المال أما المرأة فقالت ببكاء: عمري ما فكرت أخونكم يا بيه بس الست دي هددتنى أنها هتقتل بنتى لو معملتش الا هى عايزاه وأنا ماليش فى الدنيا غيرها دانا بخدم هنا وعند غيرك عشان أصرف عليها وعلى تعليمها وتعالت بالبكاء ليزداد غضب مالك على نوال اضعاف مضاعفة فرفع يديه للحرس: فكوها.
وبالفعل أسرع إليها الحرس وحل وثاقها أما الرجل فحل عليه غضب مالك ويزيد لجعله مجرد خائن...
بمكانٍ ليس ببعيد، إبتسمت قائلة بسعادة ؛ لازم أشوف بنفسي الا هيحصل فى القصر لما مالك يتفضح أدام الحفلة والناس عشان كدا هروح بنفسى متخفية مش معقول أفوت فرصة قتل يزيد لصاحب عمره ثم تعالت بالضحكات المرضية ليبتسم الغول قائلا وهو يستمع لصوتها المسجل بواسطة رجاله: هيشرفنا وجودك.
وأغلق هاتفه ثم وقف بالقاعة ليشرف على الحفل...
بمنزل سيف... بغرفة تقى، ظلت على الفراش بعد أن عادت من المشفى، تتأمل الغرفة بدموع هوت بصمتٍ قاتل لها حاول سيف التحدث معها ولكن لم تترك له وسيلة لذلك... حسمت قرارها وتوجهت من الخزانة تلملم ثيابها بدموع كالنيران الحارقة، حتى أنها أخبرت والدتها بأن تأتى لأصطحابها للمنزل... دلف سيف للداخل ليتخشب محله حينما رأها توشك على الرحيل وتركه..
جذبها إليه بصدمة: أنتِ بتعملى أيه؟ جذبت يدها وأكملت ما تفعله: زي مأنت شايف يا سيف أخرج ملابسها من الحقيبة بغضب: بطلى جنان يا تقى تطلعت له بدموع ؛ بالعكس دا العقل بحد ذاته أنا خلاص لازم أعيش من الوهم دا أنت مش ليا يا سيف مهما حاولت أعافر عشانك فدى الحقيقة أنت عمرك ما كنت ولا هتكون ليا أسفه أنك مش هتقدر تنتقم مني زي ما كنت حابب..
شدد على شعره الغزير كمحاولة للتحكم بذاته ثم قال بغضب: أنتِ بتحاولى تثبيتى أيه؟ إبتسمت بدموع: ولا حاجة كل الا حابه أنك تعرفه أنى مكنش ليا علاقة بموت سامي أنا أترجته يدينى فرصة عشان أبدأ معاه من جديد بس هو سابنى ومشى الا حصل دا كان إرادة ربنا بس أنت عايز تحسبنى على حاجة ماليش دخل فيها، مسحت كل شيء بينا عشان تنتقم من حاجة خارج أرادتى كاد أن يجيبها ولكن قطعه صوت الجرس فتوجه ليتفاجئ بوالدتها...
دلفت سماح للداخل قائلة بخوف: فى أيه يا سيف تقى مالها؟ تطلع لها بصمت ثم قال: مفيش يا خالتو أتفضلى أرتاحى وأنا هناديهالك وبالفعل أنصاعت له وجلست على المقعد تلتقط أنفاسها بينما دلف هو للداخل بخطى تنم عن الأستسلام، جلس على الفراش وهى ترتب أغراضها بالحقيبة ليخرج صوته الساكن: ماشي يا تقى أنا مش هغصبك على حاجة بس خاليكى فاهمه أن طلوعك من هنا معناها نهاية علاقتنا وللأسف هى أوشكت على كدا بوجود والدتك.
وتركها وخرج من الغرفة ثم جذب جاكيته ومفاتيح سيارته وتوجه ليكون جوار إبناء خالته بذاك الزفاف.. أوقفته سماح حينما قالت بستغراب: هو فى أيه يابنى؟ كأن كلماتها خطت الجروح بقلبه فأغلق باب الشقة بعدما كان يستعد للخروج، جلس مقابل لها قائلا وبسمة السخرية تلحق بكلماته: تعرفي أن الا أحنا فيه بسببك أنتِ : أنا؟ ليه يا حبيبي!
قالتها سماح بصدمة فأبتسم وهو يكمل حديثه: كل أم بتتمنى الأفضل لبنتها بس مش معنى كدا أنها تقضى على أحلامها وقلبها وأنتِ عملتى الأتنين، أختارتى عريس من وجهة نظرك مناسب لبنتك مناسب! حتى لو هى بتحب غيره وغيره دا يبقى أخوه!، طب مفكرتيش أنها هتكون معاه فى نفس البيت؟! مفكرتيش بأنى كان هيجى يوم وأتجوز وهى موجودة؟! مفكرتيش فى عذاب بنتك؟!
طب هتنسانى أزاي وأنا أدام عينها!، بلاش دي مفكرتيش فيها هى!، للأسف كنتِ أنانية أوى ويمكن دا كان السبب الأساسي لفقدانى لأخويا ودلوقتى بعانى مع تقى وهى كمان بتتعذب كل دا نتيجة لقرار خدتيه بصفتك بتعملى الصح وقبل أن تتحدث تركها وغادر تاركاً دموعها تذكرها بما حدث، تاركاً صدى كلماته تقتص منها...
أما بالداخل، بقيت تنظر للحقيبة بشرود ودمع يكسو وجهها، رفعت يدها على قلبها وهى تردد بهمس: مقدرش أعيش من غيرك يا سيف.. وهرولت سريعاً للخارج وهى تصيح بأسمه لتجد الباب مفتوح على مصرعيه والشقة فارغة، لا تعلم بأن والدتها تتخبئ وهى تتأملها تركض ويعلو صوتها بأسمه. بكت سماح قائلة بصوت منخفض حتى لا تشعر تقى بوجودها: المرادي لازم تأخدي قرارك صح يا تقى بدون صغط مني..
بكت تقى وجلست على الأريكة تتأمل الباب وهى تردد بدموع: سيف لا لن تقبل بذاك وقفت وهرولت سريعاً للخارج بعدما جذبت الحجاب على شعرها بأهمال... نست حملها ونست كل شيء فكأنها تصارع الحياة لأجله، لأجل حبها الطفولي، لأجل عشق الروح... وصلت لأسفل المبنى لتجده يصعد لسيارته فركضت بسرعةٍ كبيرة وهى تصيح: سيف، سيف.
لم تبالي بأنها على الطريق!، وأكملت ركض حتى إنتبه لها سيف فأوقف سيارته وأسرع إليها بلهفة حينما سقطت أرضاً على أثر الركض الجنوني الذي قامت به... أنحنى لها بغضب ولهفة: أنتِ حامل يا مجنونة رفعت عيناها له بأبتسامة لا طالما عشقها: مجنونة بحبك أنت عاونها على الوقوف قائلا بسعادة وعشق: أختارتنى يا تقى تأملت عيناه بلغة فهمها: هو أنا عندى أختيار تانى غير حبك المفروض!
إبتسم بسمته الرجولية ثم أحتضانها بسعادة قائلا بعشق: وأنا بعشقك يا تقى، مش عايزك تزعلي منى على تفكيري الغبي دا خرجت من أحضانه قائلة بصدق: مش زعلانه، ثم قالت بمرح تخفى به خجلها من نظراته المربكة: يالا عشان نلحق الحفلة من أولها صاح بصدمة: هتروحى كدا!
تطلعت لما ترتديه ثم قالت بأبتسامة واسعه وهى تصعد لسيارته: عادى هنوقف فى الطريق عند محل كويس تشتريلى فستان كويس وحجاب وشوية أكسسورات وشنطة وشوذ الحكاية بسيطة جحظ عيناه من الصدمة: كل دا وبسيطة لا أنزلى يا تقى غيرت رائي أجابته بأبتسامة واسعة: جوزي وأتدلع عليك ولا أيه! إبتسم بعشق وهو يردد بهمس: بس كدا أحلى فستان لأجمل تقى فى الدنيا كلها تعالت ضحكاتها فصعد للسيارة وتحرك بسيارته للمول..
بالقصر..
هبطت ليان بعدما أرتدت فستانها الوردى وحجابها الأبيض فكانت كالحورية حقاً، أكملت الدرج وعيناها تبحث عنه بشتياق لرؤية طالته التى تنجح بأسر قلبها... ظهر مالك أمامها بعدما دلف من الخارج ليتصنم محله حينما رأى عشق الروح تقف على مسافة قليلة منه تتأمله بأعجاب وقلب ينقل له كلماتها، إبتسم وهو يجيبها بالتنقل الروحى المشترك بينهما...
صعد الدرج مقدماً يديه لها ونظراته تتفحصها، تطلعت له بزهول وقدمت يدها له لتغلق عيناها حينما يعاودها ذاك الشعور المميز حينما تتمسك به... هبطت معه للأسفل ثم أخرجها للحفل ليعاونها على الجلوس على الطاولة الخاصة بهم جوار والدته ثم أنحنى يقبل يد والدته قائلا بأحترام: عن أذنك هطلع أجيب منار ليان بستغراب: هو محمود وصل؟ إبتسم مالك قائلا بعيناه: أهو وصل.
تطلعوا لما يتطلع له فوجدوا محمود يدلف للداخل ومعه فاتن وبعض من عائلتهم الصغيرة... توجهت إليهم ليان ترحب بهم بسعادة وخاصة فاتن فأنضم إليها مالك بذوقه المعتاد... صدمت ليان حينما رأت والدتها حتى أن مالك لم يتعرف إليها وأنتظر ليان أن تعرفها كباقى العائلة ولكنه تعجب من هدوئها وصدمتها المريعة له، رفعت حنان يدها قائلة بأبتسامة تعجبت منها ليان: أنا والدة ليان.
تطلع مالك لليان بستغراب فلم يسبق لها أن أخبرته بأن لها والدة! ولكنه تفاد الموقف بنجاح قائلا بأبتسامة هادئة: أهلا بحضرتك شرفتينا ثم أشار بيديه لشريف الذي أتى على الفور قائلا له بهدوء: شريف خد عيلة محمود للتربيزة الرئيسية، أشار له بتفهم ثم قال بأبتسامة واسعة: أتفضلوا معايا وبالفعل لحقوا به ومازالت حنان تقف أمام ابنتها، أقترب مالك من ليان قائلا بهمس: أنا هطلع أجيب منار يا حبيبتى.
أشارت له وهى كالصنم تتأمل من تقف أمامها ببسمتها الغامضة، بالفعل تركها مالك وأنضم ليزيد ليصعد للأعلى ويقدم الحوريات لأزواجهم...
بغرفة بسمة... أرتدت فستانها بصعوبة فلم يعد يليق بها أي من ثيابها، حتى ما أرتدته كان ضيق للغاية...
جلست أمام المرآة بضيق لتجده يخرج من حمام الغرفة ببذلته الرمادية التى جعلته كامل الرجولة بعدما كان يعشق أرتداء الملابس المكونة من سروال قصير بعض الشيء على تيشرت ضيق فهو مازال الشاب الجامعي.. تأملته بأعجاب فشلت بأخفاءه فأقترب منها يتأمل فستانها بتردد فما سيقوله ولكنه نجح بالتحدث أخيراً: على فكرة أنا جبتلك فستان واسع تقدري تلبسيه تطلعت له بعدم أهتمام مصطنع: شكراً أنا لبست خلاص.
أجابها بهدوء: بس الفستان دا ضيق أوى أكملت بضيق: عاجبنى ودا شيء ميخصكش رمقها بنظرة مميته ثم توجه للخزانة وأخرج الفستان ثم وضعه أمامها قائلا بتحدى: لو ملبستيش دا مفيش خروج من الأوضة وتركها وتوجه للخارج ليكون بأنتظار قرارها، رسمت البسمة على وجهها بتلقائية ثم حملت الفستان بين يدها بسعادة وإعجاب فهى الآن على حافة هلاك العشق...
أبدلت بسمة ثيابها ثم أرتدت الحجاب الذي وجدته مع الفستان لتنظر بسعادة لطالتها الجذابة ثم استدارت لتجده يقف أمامها يتأملها بعشق وإعجاب، إبتسمت قائلة بأحترام: زوقك جميل أوى، شكراً. أقترب منها طارق قائلا بعين تفترس عيناها: مفيش زوجة بتشكر زوجها دا وجبه شعرت بأن سعادة العالم لا تكفيها من فرحتها فأخشت أن تعبر له عن عشقها المتيم له لتخفض نظراتها سريعاً وتتوجه للخزانة..
أخرجت حذائها ثم جلست على المقعد فى عدد من المحاولات الشافة لأرتداءه، صعقت حينما أنحنى ذاك المغتصب كما كانت تراه، انحنى ليعاونها على أرتداء حذائها بقيت تتأمله بصمت ودمع يلمع بعيناها وبسمة تزين فمها ليس ما تراه حلم بل حقيقة شكلت بحب تراه الآن بعيناها، رفع عيناه لتزيح عيناها سريعاً فعتدل ليعدل بذلته قائلا بأبتسامة هادئة: كدا تمام ممكن ننزل بقا أشارت له بأبتسامتها المرسومه وهبطت معه للاسفل.. .
صعد يزيد مع مالك للاعلى ولكن كف عن الحركة حينما رأها تخرج من الغرفة بفستانها الأحمر وحجابها الذهبي لتقف أمام الغول بأبتسامة رسمت لرؤيته متسمر أمامها هكذا إبتسم مالك وأنسحب ليترك له مجال التغزل بزوجته... أقترب منها يزيد قائلا بأعجاب: تفتكري انى ممكن الغى الجوازة دي عشان نكون براحتنا ولا هتكون فكرة بايخة تعال صوت ضحكاتها قائلة بصعوبة: جداً بس ممكن طبعاً نأخد راحتنا على أنه فرحنا.
ابتسم بمكر: فكرة برضو.. ورفع ذراعيه لها لتقدم يدها بخجل له... هبط بها للاسفل ثم عاونها على الجلوس على الطاولة الخاصة بعائلتهم وصعد للأعلى سريعاً ليجد مالك ينتظره أمام الغرفة مستنداً بجسده الضخم على الحائط، ابتسم يزيد فرمقه مالك بنظرة متعالية: عرفت ليه خاليتك تقيد الحارس كان زمان الخطة اتقفشت لو جانبك تنحت كدا ابتسم يزيد قائلا بسخرية: طول عمرك ذكي.
رفع يديه على كتفيه: أنا بقول الجماعة الا تحت دول هيجرالهم حاجة تعالت ضحكات يزيد: طب يالا ياخويا وبالفعل دلفوا للداخل ليبتسم كلا منهم وهو يرى شقيقته بالفستان الأبيض فشعروا بأنهم الآن لم يعد الصغر يمد لهم بمعروف.. اقترب مالك من منار مطلقاً صفيراً قوى: أيه الجمال دا يا موني اجابته بسعادة: بجد يا مالك ابتسم بتأكيد ؛ جد الجد دا حودة ممكن يجراله حاجة.
تعالت ضحكاتها ليشركها البسمة فتركها وتوجه لشاهندة قائلا بأبتسامته الثابتة: مبروك يا شاهى ابتسمت شاهندة وخرجت من أحضان يزيد لتحتضن شقيقها الأخر قائلة بسعادة: الله يبارك فيك يا آبيه مالك بأعجاب ؛ يبختك يا فراس جمال جمال يعنى ولا كلمة تعالت ضحكاتها لعلمها بمرحه المعتاد فقالت بتعجب: فين سيف! دلف من الخارج وتقى تلحقه بعدما أشترت فستان من اللون الأزرق بمساعدة سيف فكانت رقيقة للغاية.
اقترب منهم سيف ليصفعه يزيد بغضب: لسه فاكر ياخويا دا الغريب جاي من ساعة تقريباً. أجابه بخوف مصطنع: عند تقى دي يا غول أنا كنت نازل من الفجر وربي الا يشهد بس حصل حوار طويل عريض بعد الفرح هحكيلك مالك بأبتسامته المرتفعه: خلاص عفونا عنك مدام فيها حوار اقتربت تقى من شاهندة ومنار وأخذت تهنئ كلا منهم..
بالأسفل. زفر بغضب: كل دا بيجبوهم! فراس بغضب هو الأخر: أنا على أخرى بلاش تنرفزنى أنت كمان.
أقترب منهم ذاك الوسيم ببذلته الرمادية قائلا بسخرية: جرى أيه يا شباب هانت فراس بغضب: أنت جيت يا أستاذ مراد كدا كملت أجابه بغرور: طبعاً بيا لازم تكمل رغم هزارك السخيف هطلع أستعجلهم محمود بسعادة: روح يا شيخ ربنا يسعدك دنيا وأخرة تعالت ضحكات مراد: خلاص خلاص هتشحت وبالفعل صعد مراد وحثهم على الهبوط لتهبط شاهندة بيد مالك ومنار بيد يزيد ليثبتوا للجميع بأنهم أخوة لكلا منهم..
أقترب فراس منها بفرحة فأبتسم مالك قائلا بمكر: عندك لازم تتخطانى عشان تخدها زمجر بوجهه بغضب: أتخطاك ايه هى ملاكمة؟!. تعالت ضحكات مالك ليقول بغرور: أعتبرها زي ما تحب فراس بضيق: فى أخ يعمل كدا مع أخوه! مالك بسخرية: دا واجب ومالوش علاقة بأخ ولا بعم ولا أيه يا مراد رفع مراد عيناه من على هاتفه قائلا بتأكيد: الا مالك يشوفه أعتبره صح لمس فراس قلق مراد من حديثه فأقترب منه قائلا بخوف: فى حاجة يا مراد؟
أجابه بهدوء: لا مرفت كانت قالت أنها هتحضر الحفلة بس مش عارف أتاخرت ليه حتى تلفونها مقفول عموماً أطلع معها بره وأنا هروح أشوفها مش هتأخر عليك ابتسم فراس بتفهم فتوجه مراد للمغادرة ولكنه توقف حينما رأى جاسمين تجلس على الطاولة ولجوارها شابٍ يكاد يتذكر ملامحه.. أقترب منهم ليستمع للأتى.. شريف بهدوء زائف: مأنا أعتذرت منك كتير أعمل أيه تانى بس عشان تسامحينى!
جاسمين بغضب زائف: متعملش أنا بحسك قاصد تنرفزنى دايما شريف بصدمة: أنا! أجابته بتأكيد: ايوا من يوم ما جيت مع فراس وانت مش بتبطل ترمى عليا كلام بالمعنى المصري تلقح عليا تعالت ضحكات شريف: حلوة يالمعنى المصري دي، وبعدين أنتِ الا رفعتى ايدك عليا الاول ولا نسيتى كادت الحديث ليقطعها: أنا مسامح وقولت لفراس انى عايز أتجوزك قالى قول لأخوها وانا مشفتوش غير مرة واحدة وبين عليه كدا طبعه أصعب منك.
رمقته بضيق ليسرع بالحديث: أقصد يعنى معندوش تفاهم فقولت أخد رأيك فى الموضوع دا حاولت اخفاء بسمتها لتقول بخجل: مراد طيب على فكرة تقدر تقوله صدم شريف وصرخ بسعادة: يعنى موافقه تتجوزينى! مراد بسخرية: واضح أنك غبي الحكاية مفهومة بدون كلام أستدرت بصدمة وهى تطلع له قائلة بأرتباك: مراد! أقترب منها ثم رفع يديه على وجهها قائلا بأبتسامة هادئة: وحشتينى يا مجنونه.
تخشب شريف محله وبأنتظار أن يتقاضى الحكم فتفاجئ به يقترب منه ليبتلع ريقه بخوف لا مثيل له رمقه بنظرة قائلا بصوته الثابت: الا بيتقدم لحد بيدخل من الباب ولا أيه شريف بتأكيد وفرحة طبعاً هحدد معاد مع حضرتك وأجيب عصابة نعمان ونجيلك أرتدى نظارته وتوجه لسيارته قائلا دون ان يستدير له: بأنتظارك.. كاد فمها ان يصل للأرض فأغلقه شريف بسخرية: أجمدى مع شيفو تصنع المعجزات
.
أقترب محمود منها ببطئ حتى كادت أن يفقد حركته قائلا بصعوبة بالحديث: ما شاء الله ربنا يحرسك ليا يا حبيبتي وضعت عيناها أرضاً بخجل فأنسحب يزيد بعدما سلمها له.. تحركت معه للخارج بينما لمح يزيد موال المتخفية بنقاب فأبتسم بمكر وشرع بالأبتعاد عن مابك وبسمة لتظن بأن الأجواء خلت لها..
بالخارج.
وقفت أمامها تطلع لها بصدمة لتكمل هى: صحيح كنت زعلانه منك لما سبتى حسام ونفوذه بس لما عرفت أنك أتجوزتى مالك نعمان فرحت بيكِ جداً وبقيت فخورة أنك بنتى مالك أغنى منه ألف مرة صدمت وهى تتأملها تتحدث هكذا ثم خرج صوتها اخيراً بأبتسامة زائفة وجرح يوسع ليحطم الكثير: يعنى أنتِ فرحانه بيا أجابتها بتأكيد وسعادة: جداً يا حبيبتي.
إبتسمت ليان وأستدارت تبحث عن مالك الي أن رأته يهبط الدرج فأشارت له ليفترب منها قائلا بأبتسامة هادئة: فى حاجة يا حبيبتي.. تمسكت بيديه وأوقفته أمام والدتها قائلة بأبتسامة واسعة: ماما فرحانه منى يا مالك عشان وقعت شاب غني زيك فى حبي وأتجوزتك فقررت أنها تيجى بنفسها تباركلى تطلع لها مالك بزهول فخجلت حنان قائلة بأبتسامة مصطنعه: أيه الهزار البايخ دا يا لين.
جذبت يدها منها لتصرخ ببكاء مكبوت لسنوات: دي الحقيقة أنا مش عارفه أنت أم أزاي؟! عمري ما حسيت أنك بتحبنى كل الا يهمك الفلوس وبس حتى لو كنت على سرير الموت بتجى تتطمني أنى لسه عايشة وبتمشى والله كتر ألف خيرك حنان بغضب: بطلى جنان بكت قائلة بدموع: الجنان دا لو دخلتك حياتى من بعد النهاردة أخرجى من هنا أرجوكى ومن حياتى كلها أنا مبحسش بالآمان بوجودك بالعكس بكره نفسي وبحاول أكرهك أخرجى من هنا حالا.
أحتضنها مالك بحزن على حالها قائلا بحزن: أهدي يا ليان خلاص تركتها ورحلت ومازال الكبر والحقد يملأ قلبها لتبكى بين يديه قائلة بدموع: خدني من هنا يا مالك مش عايزة حد يشوفني كدا وبالفعل انصاع لها وحملها بين ذراعيه للداخل...
بالحفل...
تركت بسمة الحفل وخرجت لتبحث عن الفتيات لتلمحها نوال وتشير لأحد رجالها فأقترب منها بعدما راقب الجميع ليكمم فمها بقوة ويدفشها للغرفة المظلمة بالقصر، حاولت الصراخ ولكن لم تسيطيع، وهى ترى أمامها رجلا يقيدها والأخر يعبئ حقنة مجهولة المصدر...
حاولت التملص من بين يديه ولكن لم تستطيع، لترخو نظراتها حينما رأت معشوقها يقف أمامها ويشل حركة ذاك الرجل ليضع الأبرة برقبته وينهى أمره، تركها الرجل الذي يكممها وأقترب من يزيد قائلا له بأحترام: كله تمام يا يزيد بيه نوال دلوقتى بتحاول تخدر مالك بيه بأى طريقة وأنا بدلت المشروب زي ما حضرتك طلبت أشار له برضا فتوجه للخروج قائلا لبسمة وعيناه أرضاً: بعتذر منك يا هانم.
وغادر الرجل تاركها بصدمة وهى تطلع ليزيد..
وضعها على الأريكة ليجثو على ركبته قائلا بخوف: خلاص يا ليان بلاش دموع أكثرت من البكاء قائلة بصوت متقطع: معرفتش أحكيلك قبل كدا يا مالك أتحرجت أقولك أن والداتي بالبشاعة دي أنا فعلا معنديش غيرك أحتضنها بقوة قائلا بثبات: بلاش تتكلمى فى الموضوع دا تانى بعد الحفلة هنتكلم دلوقتى محمود محتاجك جانبك أنتِ أخته الوحيدة ولا أيه.
إبتسمت لتفهمه فأزاح دموعها وعاونها على الوقوف قائلا بعشق: ممكن تضحكى بقا. إبتسمت قائلة بهمس: بحبك ضيق عيناه بغضب: قولت عايزين نحضر الحفلة ليه مصممة تضعفى الأرادة الا عندي تعالت ضحكاتها ليدفشها برفق: بره يا ليان استدارت وكادت الحديث ليشير لها بالصمت قائلا بتحذير: بره قولت وبالفعل انصاعت له وخرجت وهى تبتعد عن رائحته التى تسلل لها الآمان والراحة.
بينما هو أستدار ليتوجه للداخل فتفاجئ بعدد من الرجال يطوفه..
وصل مراد لشقتها فطرق الباب كثيراً ولكن لا رد له فشعل القلق حافة قلبه ليحطم الباب الذي أنهار أمامه قوته سريعاً ليتفاجئ بشقتها المقلوبة رأساً على عقب.. دلف لغرفة النوم سريعاً وهو يصيح بلهفة: ميرفت، ميرفت ليجد الهاتف محطم والغرفة شبه محطمه ليعلم الآن من جرء على فعل ذلك ليخرج صوته الغاضب: حيواااان وغادر لسيارته سريعاً...
بمكانٍ أخر كانت مكبلة بالأحبال تبكى بقوة حينما علمت منهم بأن والدها من أمر بذلك، كما أنه أمرهم بأن تسافر معهم بالقوة لدولة مجهولة لن يتمكن مراد الجندي الوصول إليها ربما هى نهاية لعلاقتها به وربما بداية لهلاك أعظم.. تحركت معهم للطائرة وهى كالجثة التى تزف لموتها، بداخلها رغبة حقيقة بالموت، والأخرى برؤيته فكيف سيتمكن من الوصول إليها بدولة لا تعرف حتى أسمها أو إلي أين الرحيل!
رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثاني والعشرون
إستدار مالك ليتفاجئ بعدد من الرجال يطوفه بحدة فتعجب مما يراه، هل حدث تغير بالخطة لدرجة المهاجمة علناً... خلعت نوال نقابها قائلة بغضب يشع من عيناها: كنت عارفة أن فى حاجة غلط تيقن مالك من حديثها حتى خروجها من ذاك الممر يثبت بأنها رأت ما فعله يزيد أو ربما وجدت الرجل الذي حاول حقن بسمة جثة هامدة بعد أن حرص على مقتله الغول...
بقى ثابتاً كما هو، عيناه الثابتة تتنقل على الرجال المسلحون بنظرات تفحص ليستكشف أيٍ منهم رجاله.. أنهت نوال كلامها بغل لتجده ثابتٍ كالسيف فخرج صوتها بعصبية: خلصوا عليه لم يبرح مكانه وبقى كما هو حتى الرجال ظلوا ثابتين... جذب مالك المقعد ثم جلس وضعاً قدماً فوق الأخري بتعالى وكبرياء يتابعها بأهتمام لما ستفعله؟، زادها الأمر سوء لتصرخ بهم بغضب أنتوا لسه واقفين! أتحركوا.
إبتسم مالك قائلا بسخرية: هيتحركوا أزاي من غير أذنى! تطلعت له بصدمة فتعالت ضحكاته بشماته على ما يحدث لها: شكلى هديتي أنا ويزيد عجبتك تراجعت للخلف بصدمة وخاصة بعد ظهور يزيد ونظراته تكاد تفتك بها ليقف جوار مالك قائلا بسخرية: مش كان الأفضل ليكِ أنك تموتى فى فرشتك؟ رمقته بنظرة محتقنه ليكمل حديثه بعدما أستند بقدميه على المقعد المقابل لها قائلا بثبات: المفروض تتشكرني لأنى على طول بحققلك أمنياتك.
ضيقت عيناها بعدم فهم ليكمل هو بثقته المعتادة: زي أمنية الهروب من السجن حتى لو بقناع الموت ودا كان أسهل حاجة أعملها وزي النهاردة حبيتى تشوفينا وأحنا بننهار أدامك مكسفتكيش وخاليتهم ينفذوا طلبك مع تعديل بسيط أنها نهايتك أنت مش نهايتنا.. دلف سيف وفراس من الخارج يتأملها بنظرة ممتلئة بالحقد والكره لها ثم وقف جوار يزيد... رفعت نوال سلاحها قائلة بشرار وحقد دافين: بس لسه عندى فرصة أنى أخلص عليكم.
إبتسم فراس قائلا بثباتٍ أثار حنقها: دا لو فضلتى على قيد الحياة ثانية واحدة لم تفهم كلماته الا حينما غمرها آلم رهيب بأنحاء جسدها فخارت قواها شيئاً فشيء لتنظر لهم بصدمة لا مثيل لها... دلفت ليان وبسمة من الخارج لتشهق كلا منهم بصدمة وهم يروها هكذا، رفعت عيناها لتنظر لتلك الفتيات بنظرة حقد حتى فى أخر أنفاسها! مازال عقلها القذر يعمل بسرعة ليجد الخطط الدانيئة..
رفعت نظرها للأعلى لتجد فوق رأسهم عمود عمالق من الأنوار الكهربية (نجفة كبيرة للغاية)، فأبتسمت حتى أن كانت ستفتك بقلوبهم.. أقترب فراس منها ثم أنحنى ليكون على مقربة منها قائلا بصوت يشبه الرعد المخيف: دا نفس السم الا أمرتي بيه أنهم يحطوه ليا فى العصير بس مع تعديل بسيط أنتِ الا شربتيه مش أنا... وتركها ووقف يتأملها بكره شديد فرفعت سلاحها قائلة بصعوبة بالحديث: مستحيل ما أسببش لحد فيكم ضرر.
لم يفهموا كلماتها الا حينما رفعت السلاح على الحبل السميك الحامل لتلك العمود للعمالق فأصابته بنجاح والأبتسامة اللعينة مرسومة على وجهها.
أستدار مالك ويزيد سريعاً ليجد ليان على محاذاته وبسمة على محاذة مالك فأسرع كلا منهم بسرعة البرق لينتشل قلب رفيقه جذب يزيد ليان فتعثرت قدماها لينبطح معها أرضاً ويحميها يظهره العمالق وكذلك فعلا مالك بأن جذب بسمة بسرعة كبيرة وأحتضنها لتسري قطع الزجاج المتناثرة من العمود بداخل ظهر مالك ليركض فراس بزعر إليه...
بينما أسرع سيف إلى يزيد يعاون ليان على الوقوف وهى تتأمل ما حدث لثوانى بصدمة زادت حينما وجدت معشوقها ينزف بغزارة.. فتحت بسمة عيناها بزهول وهى تحاول إستيعاب ما حدث لتفق على مالك يقف أمامها كالسد المنيع والزجاج يقتص منه لدرجة جعلتها تبكى بقوة فهو من أنقذها من الموت... جذبه فراس قائلا بخوف ولهفة: مااالك إبتسم قائلا ببعض التعب والمرح حليفه: أسترجل يالا دى أصابة بسيطة يا عبيط.
أقتربت منه ليان بدموع وهى تتمسك به: مالك أنت كويس؟، أطلب الأسعاف يا فراس وبالفعل انصاع لها فراس وأخرج هاتفه ولكن أسرع مالك بجذبه قائلا بغضب: متعملش كدا مش عايز منار ولا شاهندة تحس بحاجة أرجع لعروستك أنا كويس صاح بغضب: كويس فين! أنت بتنزف أقترب منه يزيد قائلا بجدية وحذم: نفذ الا قاله بدون نقاش كاد الحديث ولكن نظرات الغول أرضخته فخرج للحفل...
بينما عاون سيف مالك على التمدد مستلقى على صدره حتى يتمكن من أخراج الزجاج المندثر على ظهره.. أما نوال فألقت حتفها الأخير وهى ترى كلامنهم ينقذ زوجة الأخر كأن ما رأته كان السبب الأساسي بموتها لتعلم الآن بأن من حصد الأشواك جناها... بكت ليان ويزيد يخرج الزجاج فتطلع لها قائلا بهدوء: أخرجي بره يا ليان أجابته بدموع: لا مش هسيب مالك خرج صوت مالك المتقطع من الآلآم: أسمعى الكلام يا ليان أنا كويس.
أجابته بغضب لا مش هخرج تطلع يزيد لبسمة قائلا بحذم: خرجيها يا بسمة، فوراً وبالفعل أنصاعت له وجذبت ليان للخارج فخرجت معها والدموع تسرى على قسمات وجهها.. أما بالداخل، تمزق قلب الغول وهى يستمع لخفوت صوت مالك بآلم كان يكبته كى لا يعذب قلب معشوقته فكأن ما فعله كان الصواب لمالك، أنهى يزيد أخراج الزجاج من جسده ثم عاونه بمساعدة سيف على خلع الجاكيت والقميص.
أستدار يزيد بوجهه: سيف هات علبة الأسعافات الأولية وبالفعل أسرع سيف وأحضر المطلوب أما رجاله فتوالوا أمر نوال جيداً...
خطت معهم ويديها مكبلة بالحبال، تكاد تكون خطواتها أشبه بالوقوف لعله يأتى لنجدتها، فكيف ستتمكن من العيش بدونه!. هوت دموعها بحسرة وهى تردد بشهقات دموع: مراد... أغلقت عيناها بقوة وهى تخطو أولى درجات الدرج الخاص بالطائرة الخاصة لتتخشب بمحلها حينما تستمع لصوت سيارة تقترب منهم..
أستدارت والأمل يتعلق بها فيجعلها كمن يتعلق بأخر فرصة للنجأة، تسلل الفرح لتلك العيون الدامسة بالأحزان حينما رأته هو من بالسيارة، يقترب منهم بسرعة البرق والغضب يتلون على وجهه فيجعله أكثر خطورة كالأسد المتحرر من قيوده، جذبها الرجل لتصعد للطائرة سريعاً حتى يتمكنوا من الفرار من امام ذاك الوحش الثائر الذي هبط من سيارته وراح يمزق أشلائهم، رفضت التحرك من مكانها وهى تصرخ بهم بان يتركوها ولكنهم لم يستمعوا لها الا حينما قبض عليهم ذاك المتمرد لينالوا الجزاء المناسب لمن يجرء على فعل ذاك بزوجته..
تطلعت له بسكون ودموع غزيرة، كل ما يشغل تفكيرها أنها كانت ستحرم منه للأبد!، أقترب منها وهو يحل وثاقها قائلا بقلق لسكونها أنتِ كويسة؟
لم تجيبه وما أن حل وثاقها حتى ألقت بنفسها بداخل أحضانه تبكى بقوة وتشدد من أحتضانه ليتمزق قلبه هو الأخر، ليشغل فكره بأنه إن لم يتمكن من الوصول بالوقت المناسب كيف كان سيعيش بدونها! وماذا لو لم يأخذه تخمينه بأن والدها سيعمل على إبعادها عنه بأي طريقة حتى لو كانت لدولة أخرى لن يتمكن من الوصول إليها.. سكنت بين أحضانه فأخرجها سريعاً قائلا وعيناه تتفحصها بلهفة: متخافيش يا حبيبتى.
رفعت عيناها بعيناه قائلة بصوت متقطع من البكاء: كنت خايفة مش أشوفك تانى يا مراد أزاح دموعها قائلا بسخرية وكبريائه المعهود: متخلقش الا يفرق مراد الجندي عن حاجة بيحبها تعالت ضحكاتها بعدم تصديق فمازال محتفظ بجزء من كبريائه.. حملها بين يديه ثم وضعها بالسيارة وتحرك بها من ذاك المكان المربك لها...
بالحفل..
جلست ليان على الطاولة جوار تقى وبسمة وبسملة فحاولت بسمة جاهدة لأخراج حافة التوتر من قلبها وفى نهاية الأمر أستطعت... أما بالداخل، أرتدى مالك بذلة سوداء اللون بمساعدة سيف ويزيد بعدما فشل بأقناعه بأن يظل بالأعلى ولكنه أخبره بأنه بخير... ، كانت نظراته لا توحى بأنه بخير حتى أن الشك بدأ يساورها فتطلعت له قائلة بخوف: أنت كويس؟ أعتدل فراس بجلسته قائلا بهدوء مصطنع: مفيش حاجة متقلقيش.
اقترب مالك ويزيد من الطاولة الخاصة بالفتيات قائلا بمزح: ينفع نقعد ولا ممنوع للرجال؟ تعالت ضحكاتهم فأقتربت منه ليان بسعادة لرؤيته يقف أمامها فكانت تظن بأنه لن يكمل الحفل، رفع يديه على معصمها المتمسك به قائلا بأبتسامته الفتاكة: مش قولتلك مفيش داعى للقلق أجابته بفرحة: الحمد لله جلس يزيد جوار بسمة قائلا بغرور: عامله أيه من غيرى ضيقت فمها بضيق: مغرور أقترب ليهمس لها بعشق: بس بموت فيكِ.
لم تبالى به وظلت بملامح ثابته ليزفر بستسلام لعلمه سبب إنزعجها: مكنش ينفع أقولك حاجة يا بسمة نوال وخطتها الا ساعدتنى أتخلص منها للأبد الست دي الشر بيتعلم منها توقعى أي حاجة بسمة بغضب: كان على الأقل تعرفنى أفرض الا كانت بتخطط ليه دا حصل كانت نظرة ليان والكل ليا أيه؟ قاطعها بحذم: محدش يقدر يبصلك ولا يقول عليكِ كلمة ثم أنى كنت عارف بكل حاجة وكل خطوة بتعملها بكون سابقها.
وضعت عيناها أرضاً بصمت ليجذب ذراعيها بين يديه قائلا بنظراته الدافئة: ممكن ما نفكرش بالموضوع دا تانى رفعت عيناها لتقابل عيناه فأبتسمت قائلة بخجل: أعتبرينى نسيت إبتسم هو الأخر وأحتضانها... هدء فراس حينما وجد أخيه يقف أمامه بملامح هادئة للغاية خالية من الآلم فشعر بالأرتياح وأنه تعدا تلك الكارثة حقاً.
تعال أجواء الحفل ليصحب كلا منهم حوريته تحت أضواء القمر والشموع المتناثرة على الجوانب لتتقابل العينان بلقاء خالد بين الضو والعشق... ، سيف تقى... تميلت معه وعيناهم تحتضن بعضهم البعض بعشق ولد بين أطايفه نسمات من ريحان.. ليخرج صوته فيقطع الصمت السائد بين النظرات: بحبك يا تقى إبتسمت بعشق وهى تتأمل عيناه الرمادية بسحرهم الخاص قائلة بهمس: أنا أتعديت مرحلة الحب دي من سنين إبتسم قائلا بجدية: كنت مغفل.
قاطعته بحدة: متقولش كدا تانى أنا الا كان لازم أتعب عشان أعرف أخليك تحبنى ثم أنحنت لتهمس له بعشق: والظاهر نجحت تعالت ضحكاته الرجولية ليجذبها بأحضانه بسعادة... ليان مالك... تحركت معه بستسلام كأنه هو من يحركها لتطفو على قيد الحياة كأنه الموج الهادئ ليخطفها بين أضلاعه الممزوجة بلهيب العشق الحارق... بقيت تتأمل عيناه بأبتسامة رقيقة تتنقل بين ملامح وجهه، ليبتسم هو الأخر قائلا بتعجب: أول مرة تشوفينى؟!
إبتسمت بتأكيد ؛ كل ما بشوفك بحسها أول مرة لأنى بكتشف فيك حاجات جديدة كلها أغرب من الخيال تعالت ضحكاته الساخرة: للدرجادي! ضيقت عيناها بغضب: كدا يا مالك طب كمل رقص لوحدك وكادت أن تتوجه للهبوط ليجذبها لأحضانه قائلا بمرح: طب قوليلي أنا أعمل أيه وأنا بسمع منك الكلام دا! معزور يا حبيبتى دانا حفيت عشان أسمع كلمة بحبك!، فجاءة أسمع كل دا؟ أخفت بسمتها الخجولة فقربها منه يجعلها بموجٍ خاص به... .
أنضم لهم مراد وميرفت ليتطلع له فراس بغضب فأشار له بالصمت وأنه سيحدثه بعد الحفل، أما يزيد وطارق فكانوا يعدوا خطة للأبتعاد عن ذاك العالم المحفور بالمتاعب لعالم خاص بطوفان العشق.. إبتسم طارق بعدما أنهى خطة يزيد وأمر الخدم بنقل ما يلزم لليخت الضخم الذي أحضره يزيد ليبعدهم عن الأجواء المشحونة برحلة ستحفر بعشق أل نعمان...