رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السابع عشر
قُضى الليل بمزحات الشباب وسطع نهار يوماً جديد... بقصر نعمان... كان الجميع يجلسون على مائدة الطعام العريقة يتناولان الفطور بأبتساماتهم المشاكسة. قطعهم شريف بضيق: أنتوا بتتريقوا عليا؟! فراس بسخرية ؛ أنت الا بتتريق على نفسك يا غبي تعالت ضحكات طارق قائلا بصعوبة بالحديث: فى واحد عاقل يعمل الا بتعمله دا؟! رمقه بنظرة مميتة: والله الا حصل بقا.
خرج سيف عن صمته قائلا بغضب: ماشي يا شريف أدام الكل أهو لو رجعت تقرف فيا تانى على الصبح هنسى أنك أخويا وأنت فاهم الباقي إبتلع ريقه بخوفاً شديد فأبتسمت جاسمين بسخرية: كدا الرسالة وصلت لم تتمالك زمام أمورها فتعالت ضحكاتها لأول مرة فأسر قلب طارق لرؤية الحياة تتسلل لوجهها بضحكاتها الجذابة.. تعالت ضحكات ليان قائلة بصعوبة: حرام الا بتعملوه فيه دا! شريف بفرحة كبيرة: شوفتوا الناس العسل الا بتفهم.
وهنا تدخل يزيد قائلا بصوته الرجولى الثابت وهو يتناول طعامه بهدوء: وتفتكر لو مالك سمع الجملة الأخيرة دي هيكون فى بشري يدافع عنك! تسلل الخوف لقسمات وجهه برعب حقيقي فأبتسمت تقى قائلة بشماتة: إلي أين الشجاعة يا رجل؟ أنكمشت ملامحه بضيق: إلى الخارج ياختى همشى وسايبهالكم.
وبالفعل غادر شريف فتطلع يزيد لطارق بنظرة جعلته يكف عن تناول القهوة ثم جذب الكتب الخاصة به ولحق بشريف للجامعة فاليوم هو الأول بالأختبارات النهائية آبتسم فراس بسخرية: إمبارح عريس فى الكوشة والنهاردة طالب فى الجامعة. تعالت الضحكات بقوة حتى بسملة لم تتمكن من كبت ضحكاتها فأستدار طارق بغضب ليزيد: شايف إبن عمك يا يزيد! أرتشف قهوته ببرود: أعتقد أنك محتاج الوقت دا جداً فياريت متستغلوش فى التفاهات.
زمجر بغضب وغادر بصمتٍ قاتل، هبطت شاهندة مع منار للأسفل قائلة بأبتسامة هادئة: صباح الخير ليان ببسمة رقيقة: صباح النور يا شاهي عاونتها منار على الجلوس فرفعت عيناها على من يجلس مقابل لها، نظراته المتعلقة بها جعلت الأرتباك يبدى على وجهها بحرافية... جلست منار قائلة بستغراب: فين مالك وبسمة؟ ليان بأبتسامة هادئة: مالك بيغير هدومه ونازل وبسمة كانت هنا وطلعت فوق زمانها نازله : مين بيسأل؟
أستدار الجميع على صوت بسمة ليجدوها تقف أعلى الدرج وتكمل طريقها للأسفل بأبتسامتها الساحرة التى تفقد ثبات الغول فأنقلبت نظراته عليها.. لحقها مالك للأسفل والهاتف على آذنيه يتحدث مع محمود الذي يخبره بأموراً هامة بالمقر..
كان الجميع يتطلعون لهم إلى أن تعثرت بسمة بشيئاً ما فكادت بالسقوط عن الدرج لينتبه لها مالك فأسرع إليها بقوة ليحيل بينها وبين السقوط، تعلقت به بسمة تحت نظرات الجميع وعلى رأسهم يزيد وليان، راحت نظرات بسمة تتعلق بمالك لتعى مايحدث حولها وكيف أسرع إليها ولم تنتبه له... مر الوقت إلى أن أستدرجت ما حدث فأعتدلت بوقفتها قائلة بأرتجافة لما كان سيحدث بها أن سقطت من الأرتفاع الشاق: شكراً يا مالك.
إبتسم إبتسامته الجذابة وأكمل طريقه: على أيه بس إنتباهى بالمرة الجاية إشارت برأسه ولحقت به لتعود مجدداً للأنزلاق وتتمسك بظهر مالك المقابل لها تحت نظرات الجميع.. أستدار بجسده ليجدها تحاول الوقوف ولكن بصعوبة فأمسك بها وصعد الدرجتين الفاصل بينهم لتقف بشكل مستقيم... جلست بسمة على الدرج بستغراب ثم خلعت حذائها تتفقده بزهول ولكن قطعها صوت يزيد الغامض الذي هب للوقوف أمامها: لسه فى وقوع؟!
رفعت عيناها قائلة بأبتسامة مكبوته غير مدركة للغضب الساكن بنظرات الغول: البرستيج ضاع يا غول ظل كما هو قائلا بصوتٍ جادى: أتفضلى أنزلى معايا أشارت برأسها ثم شرعت بأرتداء الحذاء لتجد شيء ما متعلق به فأخرجته بستغراب ثم ألقت به ربما أن رأها يزيد لعلم أن ما حدث ما هو الا لبداية دمار لعائلته... جلس مالك جوار ليان بأبتسامته الفتاكة: صباح الجمال على أحلى عيون فى الكون.
بادلته بنظرات خجل خشية من سماعه أحداً، فأبتسم فراس قائلا بمكر: متقلقيش مسمعتش حاجة.. رمقه مالك بنظرة مميتة فتعالت صوت ضحكاته وهو يحمل القهوة الخاصة به: طب خلاص متتحاولش هروح أشرب قهوتى فى حتة تانية. جلست بسمة جوار يزيد قائلة بأبتسامة واسعة: كدا أكل من غيرى؟ وخلصتوا! تقى بمرح: كلهم شاهندة بغضب: الا أنا يابت ماليش نفس أصلا دانا قاعدة تفاريح.
ترك يزيد الطاولة وتوجه لمكتبه بعدما أخبره الخادم بالمكالمة الهاتفية له. بسمة بضيق: كدا مش تستنونى منار بأبتسامة هادئة: مأنتِ الا أتاخرتى فوق أنتِ ومالك أفطروا مع بعض بقا وتركت الطاولة هى فلحقت بها ليان بحماس لنجأتها من كلماته الفتاكة حتى شاهندة لحقت بهم حمل سيف القهوة قائلا بسخرية: كنت اود الجلوس ولكن ما باليد حيلة خلت الطاولة الا من مالك وبسمة التى تجلس مقابل له...
فقالت بغضب: هي طنط أمل فين تفتح نفسنا على الاكل؟ تناول مالك الشطائر قائلا بأبتسامة علت شيئاً فشيء: لا متفكريش ماما مش بتفطر من الأساس زفرت بغضب يعنى أقوم جعانة؟ مالك بستغراب: مين قال كدا؟ رمقته بضيق: أنت صاح بصدمة: أنا! ليه بس؟! خرج صوتها المرح: مش بعرف أكل لوحدى مش بحس أنى شبعت كدا غير مع المشاركات.
جذب مالك الشطائر المقابلة له ثم وقف بجسده ليضعها أمامها جذباً بعض من السلطات قائلا بصوت مرسوم بالخوف الزائف: لا أبوس أيدك الغول هيزعل وزعله وحش كلى على أد ما تقدري وأن كان على المشاركات فالطاولة العريقة عليها واحد اهو رمقته بسخرية: هو فين الواحد دا؟ : أنا مش عاجبك ولا أيه؟
قالها مالك بغضب مصطنع فتعالت ضحكاتها قائلة وقد شرعت بتناول الطعام: لا مقصدش وبعدين دانت لحقت برستيجى الهابط الا كان هيبقا تحت الصفر من شوية مالك بستغراب: برستيج أيه؟! تطلعت حولها ثم أنحنت قائلة بصوتٍ ضاحك: يعنى يرضيك بالفستان الشيك دا وأقع على السلم أكيد البرستيج هيكون زبالة ومش هيكون له وجود من الأساس لولا أنت بس إبن حلال وأتكتب عليك تنقذ الغلبانه دي.
لم يتمالك مالك زمام أموره فتعالت ضحكاته بعدم مقدرة على كبتها فلم يرى من خرج من مكتبه بعد أن وجد الرقم خاطئ، نظرات، إتهامات، صراعات تجوب عقله بعدم إتزان فغادر يزيد بصمت وهو يحاول أن يحى رابط الصداقة القوى بعذاب... بالحديقة... جلست شاهندة بمفردها على المقعد المقابل للأزهار تتمتع بمظهرها المريح لعيناها، فتخلل الهدوء صوتٍ تعرفه جيداً : ليه قاعدة لوحدك؟
قالها فراس المستند على المقعد بجسده العملاق فرفعت شاهندة عيناها لتجده يقف أمامها، خرج صوتها المجاهد للخروج: دا العادي بتاعي جذب المقعد وجلس أمام عيناها قائلا بأبتسامة جانبية مثيرة: هحاول أتأقلم مع العادي دا بس مع بعض اللمسات السحرية بتاعتى انكمشت عيناها بعدم فهم فتطلع لها كثيراً ثم رفع يديه على يدها الممدودة على الطاولة لتسرى رعشة مريبة لجسدها فجذبت معصمها قائلة بغضب جامح: أيه الا بتعمله دا؟
إبتسم بعدم مبالة: عملت أيه؟! رمقته بنظرة مميته: أنت عارف كويس عملت أيه؟ لو كنت عايش فى دولة أوربية كنت عذرتك لأنهم معندهمش دين ولا خطوط حمرا لكن المغرب دولة عربية وفيها الأحترام الأكبر للدين إبتسم فراس وهو يحتضن وجهه بيديه ويستمع لها حتى أنهت حديثها فخرج صوته الهادئ: خلصتى كلامك؟
جحظت عيناها من هذا الشخص الغامض فأبتسم قائلا بنظرة عيناه الرونقة: أنتِ ملكِ من أول ما عينى سمحت لنفسها تحفظ كل ملامحك، أنتِ زوجتى من أول ما قلبي بدأ ينبض، وعلى فكرة أن عيشت حياتي بين الدولتين وفاهم ديني كويس بس قلبي الا أتمرد عليا ومبقتش أفهمه التصريح الوحيد منه أنك هتكوني مراتى وقريب أوي.
رقص قلبها بطرب العشق المتناقل من صوته العميق ولكن تمرد لسانها قائلة بغضب مصطنع: ومين قالك أنى ممكن أقبل أتجوزك؟! إبتسم قائلا بثبات ؛ ومين ممكن يبص لحاجة ملك لفراس! أنكمشت ملامح وجهها قائلة بغضب: أنت فاكر أنى لعبة هتحركها وتتحكم فيها براحتك كفايا أوى الدور الا رسمته عليا عشان توقعنى وتدخل عيلتنا والحمد لله أنك أكتشفت أن العيلة دي عيلتك.
وتركته وتوجهت بالرحيل لتسقط أرضاً من ألم قداماها، جلس جوارها أرضاً وعيناه متعلقة بها، الصمت يخيم عليه فيصنع حالة من السكون المريب... قطع الصمت حينما عاونها على الجلوس مجدداً على المقعد ومازال منحنى ووجهه أمام وجهها، تلون وجهها بالاحمر من شظة الأرتباك فخرج صوته الغامض: الا فات كان جزء من حماية ليكِ أعتبريه وهم والحقيقة أنك ملكِ.
كادت أن تتحدث فأبتسم بمكر واضعاً بين يدها زهرة حمراء: قبل ما تذبل هتكونى زوجتى دا وعد فراس ليكِ وتركها وتوجه للدلوف فصاحت بغضب: أنت فاكر نفسك أيه؟! وبعدين أنا مش هتجوزك لو أخر واحد لم يجيبها وأكمل طريقه للداخل كأن لم يكن، ألقت ما بيدها على الطاولة بغضب على ثقته الزائدة ولكن لا تنكر إبتسامتها الخفية على ما تفوه به..
مر الليل عليها وهى تشعر بالحقن المجبر على فقدان الوعي حتى أنها خشيت أن تفتح عيناها فيعاد حقنها من جديد... بدأت الرؤيا تتضح شيئاً فشيء لتراه يجلس أمامها بطالته القابضة للأنفاس.. حمدت الله كثيراً بأنه يغوص بنوماً بدى لها فنهضت عن الفراش بتعبٍ شديد ثم تحركت بحذر للخروج من هذا المكان الغامض لها...
خرجت لتجد الصدمة حليفة الدرب مع هذا الرجل، مكان ليس بمنعزل عن الجميع ولكن عن العالم بأكمله وسط المياه، كيف سيتمكن والدها الوصول إليها؟!. جلست على متن التخت تحتضن وجهها وتزداد بالنحيب بأنها صارت سجينة لقسوته رغماً عنها حتى لو حاولت لمئات القرون آحياء قلبه المتعجرف لن تتمكن من ذلك... أفاقت مرفت على صوته المقترب منها: خلصتى تفتيش؟
رفعت عيناها الممتلأة بالدموع لتجده يقف أمامها بعدم مبالة لحالتها أو هكذا توحى تعبيرات وجهه الثابت، خرج صوتها المتقطع قائلة بدموع: لسه عايز مني أيه؟ جذب المقعد المجاور له قائلا بعين ثابتة: وتفتكري عندك أيه لسه مأخدوتش! إبتسمت بسخرية وهى تجاهد للوقوف: عندك حق شرعت بترديد كلماته بأستسلام ويأس ودموع عافرة بلهيب الأنين: عندي أيه مخدوتش؟ أنت فعلا أخدت كل حاجة عيلتى وقلبي وإبنى.
قالت كلمتها الأخيرة مع دمعات حارقة وهى تتأمله يجلس أمامها ببرود فأكملت بدموع ويأس يلحق بها: حتى الكرامة أتزاحت مع توب الأهانة الا أنت بتحرص دايما أنى أخد الجرعة اليومية منها بس أنت عارف لسه فى حاجة واحدة بس مأخدتهاش مني ضيق عيناه بعدم فهم فتراجعت للخلف وهى تسلم جسدها للهواء قائلة بصوتٍ يسلم طوافه للهواء: إختياري للحياة.
صدم مراد مما فعلته فهوت بالمياه بقوة بعدما قررت الموت ربما ستستكين الراحة كما تعتقد هي.. أزالت التحكمات بجسدها تاركة للمياه القرار الأخير بأنتزاع حياتها ولكن أبى ذلك فعافر إلى أن تلمست يدها مع يده فجذبها لأعلى المياه بسرعة وخفة لا تتناسب مع جسده الرياضي الثقيل.. طافت على سطح المياه كالجثة المهلكة فجذبها بقوة إليه قائلا برعب يبث بذاك القلب لأول مرة: مرفت، مرفت.
لم تعد تجادله كالمعتاد الآن تتحرك معه بأنصات وسكون أزاب حصون قلبه فحملها لمتن اليخت محركها بقوة وجنون: مرفت، ردي عليااا...
لم تجيبه وظلت ساكنة للغاية فشعر بآنين قلبه اللامتناهي فجذبها لأحضانه بحنين، لأول مرة يطوف به ذاك الشعور الغامض لا طالما كان تقربه منها لأتمام واجب ما بالنسبة له، أو تلبية غريزة تهاجمه ولكن الآن من بين يديه هى من أذابت حصون قسوته، نعم أعتاد على المعاملة الجافة معها ولكن كيف لسلوك دام لأكثر من عشرون عاماً أن يتبادل بدقائق؟! شدد من أحتضانها حتى كاد أن يحطمها وعيناه مغلقة بقوة تأبي تقبل الأمر.
أحست بشيء ثقيل يحجبها ففتحت عيناها بصعوبة لتجده يحتضنها، ظلت ساكنة للحظات تحاول إستيعاب ما يحدث! أيحتضنها متبلد القلب! سكنت بين يديه بصمت لعلها تحظي بلحظات راحة بين أحضانه المتشبس بها حتى ولو لدقائق أو لثوانى تشعر بها أن الجبل الجليدي قد أذابت حصونه، أنهمرت دمعة ساخنة من عيناها على جسده العاري فغمرت القلب بعاصفة لا مثيل لها ليخرجها سريعاً من أحضانه قائلا بجنون لرؤياها: أنتِ كويسة؟
رأها تنظر له بصمت ودمعات تهبط كرفيق تحل بما تتحلى به، تطلعت ليديه المتماسكة بها كأنه إن تركها ستغوص بالموت، خرج صوتها أخيراً متقطع كحال قلبها: أنت عايز منى أيه يا مراد؟ ثم أكملت بدموع: كانت فرصة أدامك مستغلتهاش ليه؟ ضيق عيناه بعدم فهم فقالت بدموع: لو كنت موت كنت هترتاح ويمكن أرتاح معاك.
حملها وتوجه للداخل بصمته القاتل ثم وضعها على الفراش وولج للغرفة المجاورة، ظلت كما هى تتأمل الغرفة بصمت وتفكير لم يوصلها لأجوبة منطقية فأبدلت ثيابها بأستسلام للمصير المجهول على يد جلاد القسوة..
توقف اليخت بعد ساعات فتعجبت ميرفت وخرجت من غرفتها تبحث عنه لتجده يقف بالأعلى بطالته القابضة للأرواح التى لم يخسرها أبداً بدأ الأستغراب يتسلل لها حينما وجدت اليخت على الشاطئ وسيارات والدها على بعد ليس بكبير، حتى خرج أبيها من السيارة ووقف بأنتظارها، أستدارت برأسها للأعلى وهى ترأه يقف كالجبل الشامخ بكبريائه المعهود لتعلم بأنه من أخبر والدها بالمكان وأنه من قرر التخلى عنها لا تعلم بأنه خشي على حياتها التى أصبحت ثمينة له...
غادرت اليخت وتقدمت من السيارات بخطى بطيئة للغاية، دموعها تشق وجهها بقوة، قلبها يكاد يتوقف، نعم هى بأختيار صعب بين قلبها ووالدها إن رحلت معه فهى نهاية العلاقة بينها وبينه، للحظة ظنت بأن الموت الحل الأمثل وربما كان إستدراج لها لتتذكر كيف غاص بالأعماق ليلحق بها! كيف أحتضنها بقوة وحنان بآنٍ واحد! هل تبدل القاسي؟، هل تمرد المتعجرف؟!.
توقفت قدماها بمنتصف الطريق وعقلها يعمل بسرعة ليطوف بها بذكريات لم تحمل منها شهداً منه بل حصدت الأنين والجراح ولكن كانت سعيدة!. هل ستكون نهاية اللقاء بينها وبين قاسي القلب؟!.
أستدارت بجسدها لتراه يقف كما هو فشرعت بالركض بسرعة كبيرة للغاية تحت نظرات إستغراب الجميع وعلى رأسهم والدها ومراد ذاته الذي هبط من الطابق الأعلى للأسفل ليجدها أجتازت المسافات وولجت لليخت بدموع تغزو وجهها وما أن رأته حتى هرولت لأحضانه فتعالت شهقاتها بأنكسار..
تصنم محله والصدمة تجتاز عيناه حتى ذراعيه متصنمة محلها لا يقوى أحتضانها مثلما فعلت، رسمت البسمة على وجه مراد فتحركت يديه ليحتضنها بقوة قائلا بعدم تصديق: بعد كل دا ولسه عايزانى!
تعال صوت بكائها ليخرجها من أحضانه لتقابل نور عيناه التى ترأه لأول مرة: عارفة أنك قاسي ومغرور بس بحبك!، عارفة أني مفرقش معاك وأنى زي أي حاجة فى حياتك بس لقيت نفسي بعشقك من غير حاجة، عارفة أنى هفضل تكميلة لنظام أنت عايش عليه بس مقدرش أبعد عنك حتى ولو كانت إهانتى على إيدك، حبي ليك مدينى أعذار بألتمسها ليك وهفضل أخدلك ميت ألف عذر عشان أكون جانبك..
هوت دمعة ساخنة من عيناه على حديثها فهو ليس بحجر صوان، تطلعت له بزهول فجذبها لأحضانه دقائق كثرت بالصمت ثم جذبها وصعد للأعلى ليشغل لوحات التحكم باليخت فيبعد عن الشاطئ، جذبها مراد للمقعد المسؤال عن تحكم اليخت ثم جثى على ركبته قائلا بصوتٍ مازال ثابت ولكنه معبئ بصدمة لها: مين قالك أن قلبي متحركش؟!
رمقته بصدمة ليرفع يديه على وجهها بحنان قائلا بنبرة قضت أيام كثيرة معه ولم تستمع لما تستمع له الآن: ألا حصل من شوية أكبر دليل ليكِ أنى أتغيرت مراد الجندي أتخلى عن حاجة كان فاكر أنها ملكية خاصة بيه عشان حس أنه ممكن يخسرها هوت دمعات متلحقة من عيناها فأزاحها بأطراف أصابعه قائلا بهدوء: دلوقتى عرفت يعنى أيه حب، أنا فعلا حبيتك يا ميرفت بس كان حب عادى لأي حاجة فى حياتنا لكن حالياً أنا بعشقك...
صعقت مما تستمع له فتأملته بنظرة طويلة لعل الحلم ينتهى مسرعاً حتى لا تفقد عقلها ولكنه حقيقة على ملمس وجهها من حنان أصابعه هو حقيقة من أمامها هو مراد! تركها وإبتعد قليلا قائلا بلهجته الرسمية: بس دا ميمنعش أنى هحتفظ بشوية غرور أنا مهما كان مراد الجندي تعالت ضحكاتها بقوة فأبتسم وهو يجذبها إليه لتلتقى بسحر عيناه وهو يتفرس ملامحها كأنه يرأها لأول مرة...
عاد سيف وتقى للمنزل بعد أن قضى معظم النهار بالقصر، فتوجهت تقى للغرفة ثم أبدلت ثيابها وخرجت تبحث عن سيف فوجدته بالمطبخ يعد بعض التسالى والمشروبات لهم.. ألتقطت ثمرة فاكهة من الطبق الذي يحمله قائلة بأبتسامة مرح: ليها طعم تانى عشان أنت الا شايلها يا سيفو زمجر بوجهه وهو يضع الطبق من يده: لا وأنتِ الصادقة عشان تشيلى ايدك من كل حاجة تعالت ضحكاتها وهى تتطوف رقبته قائلة بدلال: مش جوزي الله.
إبتسم سيف وهو يتأملها عن قرب وتعمدها على الضغط على تلك الكلمة فحملها على الطاولة المقابلة له قائلا بهمس: ودا يديكِ الحق تعملى فيا كدا؟! إبتسمت وهى تتأمل عيناه المأسورة بسحرهم: أكتر من كدا كمان على فكرة زي أنى لسه جعانه وحابة أكل حاجة من صنع أيدك ضيق عيناه بغضب فجذبت الفاكهة تلتهمها بتلذذ ليشرع بأعداد الطعام وعيناه الغاضبة تحتل ملامحها...
أنهى سيف الطعام ثم وضعه على الطاولة قائلا بصوتٍ صارم: أتفضلي أنحنت لتقف أمامه قائلة بزعل مصطنع: أنت زعلان طب خلاص يا سيدي مش عايزة منك أكل ضيق عيناه بغموض أنهاه حينما جذب الطعام قائلا بجدية براحتك أسرعت إليه بلهفة بعد أن تسللت راحته الشهية فمها: على فكرة ممكن تنتاقش أستند بجسده على البراد وهى تهرول بالطعام على الطاولة وتأكله بتلذذ: نفسي أصدق أفعالك ولو مرة واحدة.
قالت بغرور زائف: هتعمل بالأفعال أيه أتبع الأقوال مستحبة تعالت ضحكات سيف بعدم إستيعاب لتلك الفتاة فأستندت برأسها على المنضدة قائلة بهيام أه لو مكنتش بحبك كنت قاطعها بحذم: كنتِ عملتى أيه يعني؟ إبتلعت ريقها بخوف فأسرعت بالحديث وهى تشير الطعام: كنت أشتريت أكل من برة أقترب منها والأبتسامات تتلاحق على وجهه فجلس جوارها وضعاً يده فوق يدها قائلا بعشق: وأنا للأسف عشان بحبك مجبور أستحملك.
تقابلت العينان بلقاء طال ليقطعه سيف قائلا بضيق: شوفتى رجعت من برة وبطبخلك بلبس الخروج أزاي! تعالت ضحكاتها فرفع يديه يجذبها من أذنيها بمزح: هروح أخد شاور وأجيلك نكمل موضعنا أرجع ألقى المطبخ زي ما هو يا تقى فاهمة؟ صاحت بألم: اااه سايب بنت أختك فى الشقة يعنى هعمل أيه يعنى مأنا بأكل بأدب أهو! رمقها بنظرة شك: أما نشوف.
ثم غادر سيف لغرفته، طافته نظراتها إلى أن تخفت من أمامه ثم أكملت الطعام بشرود به وبعشقه المتيم، لتشعر بأن أحداً ما لجوارها، رفعت عيناها بخوف شديد لتصعق بشدة حينما رأته يجلس على المقعد المقابل لها وعيناه تأكلها بغضب لا مثيل له، ألقت الطعام من يدها ثم صرخت بقوة وركضت بسرعة كبيرة وهى تصيح بأسم سيف بجنون.. بحمام الغرفة خرج سيف على صراخها فوجدها تقف أمام عيناه بخوفٍ شديد وهى تبكي بذعر: سيف، سيف.
خرج صوته المندهش: فى أيه يا تقى؟! بكت بقوة قائلة بأرتجاف: أنا شفت سامي ثم قالت بأرتباك: ودي مش أول مرة أنا بشوفه من بعد جوازنا جحظ عيناه بصدمة على حالها فأشارت على المطبخ برعب، خرج صوته المتزن بالهدوء الخادع: سامي أيه يا تقي؟! بلاش جنان صاحت ببكاء: مش جنان يا سيف أنا شفت سامي بعينى كان قاعد على الكرسي الا جامبي صدقني.
رفع يديه على شعره يضغط بقوة لعله يحيل ما به ثم خرج صوته بثبات مازال يجاهد للتحلى به: سامي ميت يا تقى والميت مش بيرجع تانى بلاش توهمي نفسك قالت ببكاء: صدقيني يا سيف زفر بغضب ثم جذبها بقوة ودلف للمطبخ قائلا بسخرية: هو فين! أستنى ممكن يكون مستخبي بالتلاجة ولا حاجة وبالفعل تقدم من البراد وفتحه دون النظر إليه قائلا بسخرية: فين!
وضعت رأسها أرضاً بحزن على حالها فأقترب منها سيف قائلا بهدوء على تصرفه الجارح: معلش يا حبيبتي أكيد أنتِ تعبانة شوية تعالى أرتاحي وبالفعل جذبها سيف للغرفة ثم عاونها على التمدد وداثرها بالفراش جيداً ثم عاد لحمام الغرفة يكمل ما بداه...
بالقصر... عاد طارق من الخارج فصعد لغرفته حتى يبدل ثيابه، ولج للغرفة ليجد الهدوء يخيم عليها فظن أنها بالأسفل مع ليان ومنار فشعل الضوء ليتفاجئ بها تعتلى الفراش والتعب يبدى على قسمات وجهها... ما أن رأته حتى أتكأت على معصمها وهمت بالنهوض لتجذب حجابها ولكن لم تستطيع فأقترب منها طارق قائلا بتفحص: أنتِ كويسة؟
لم تجيبه وعيناها متركزة على الفراغ بصمت فجذب طارق المقعد المجاور للفراش ثم جلس مقابلا لها قائلا بهدوء: لو تعبانة ألبسي وأنا هخدك للدكتورة.
لم تجيبه وألتزمت الصمت فتمرد على هدوئه قائلا بغضب: أنا عايز أفهم أنتِ بتعامليني كدا ليه؟ هو أنا كان ليا ذنب فى حاجة أنا ضحية زيي زيك بالظبط ورغم كدا أتعيشت مع المواقف وألتمست ليكِ العذر بس مش معني كدا أنك تتمادي فيها كل البشر ليهم طاقة وأنا بجد مش قادر أتحمل أكتر من كدا رفعت عيناها الممزوجة بالدموع قائلا بثبات مخادع: طب وليه تنجبر على كدا طلقني وكل واحد يروح لحاله.
تأملها بصمت ثم قال بهدوء: وإبني؟ رمقته بنظرة محتقنة ثم قالت بقسوة: هعطيك إبنك وتطلقنى مش هقدر أحبه لأني كل ما هشوفه هفتكر اليوم دا طعنت قلبه بلا رحمة ولكن الثبات ظل على ملامحه ليخرج صوته بنفس الثبات: وأنا موافق وساعتها هعطيكِ حريتك من العلاقة دي بس من دلوقتي هتسمعي الكلام وتجي معايا للدكتورة أطمن على صحة إبني.
وتركها وتوجه للخزانة ثم أخرج منها ما يلزم لترتديه، تقدم منها وضعاً ما بيده على الفراش قائلا بصوتٍ جادي: هستانكِ فى العربية وتركها وهبط للأسفل ليستنزف قلبه بما تفوهت به وهى تجاهد هى الأخري.. بالأسفل دلف شريف للداخل بعد أن تركه طارق وصعد للأعلى ليجد جاسمين تجلس بالأسفل وتتبادل الحديث المرح مع شاهندة فولج للداخل قائلا بنبرة مرحة: أتغديتوا من غيرى؟
شاهندة بأبتسامة هادئة: ودي تيجى ماما أمل مرضتش أبداً وقالت تستناك لما ترجع من الجامعة أنت وطارق أعتلى الغرور وجهه: حبيبتي يا مولة طول عمرك ناصفانى قاطعه فراس بحدة: مولة دي بتلعب معاك على الناصية! شريف بسخرية: فى أيه يا عم أنت من يوم ما عرفت أنك إبن خالتي وأنت مش طايقني ليه أنت والبت الا محتلية بيت خالتي دي جاسمين بغضب: أيه محتلية دي؟ما تلم نفسك يا أخ أنت فراس: بس يا جاسمين.
شريف بغضب: والله أنا ملموم الدور والباقي عليكِ ثم أنك بتتدخلي ليه واحد وإبن خالته أيه الا يدخلك! فراس: بس يا شريف جاسمين بحدة: والواحد دا يبقى أخويا يا خفة فراس: بس يا جاسمين شريف بسخرية: أخوكِ من أنهي جهة دي! جاسمين: وأنت مالك جهة ولا ناحية خاليك فى نفسك فراس بغضب ليس له مثيل: بسسسسسسس أيه انت وهى مش عاجبكم حد! شريف: يعني مش سامع بتقول أيه؟ جاسمين: يا برودك يأخي.
فراس بعصبية: مفيش أحترام لوجودي؟! متضربوا بعض أفضل! شريف بتزمر: لا ما يصحش نظرة فراس الغاضبة كانت كافيلة بجعلها تنظر لشريف بضيق: أسفة شريف بفرحة: وأنا كمان أسف بس أنتِ الا زودتيها أوى جاسمين بغضب: نعم أنت الا بدأت خرج صوت فراس الواشك على دمارهم: مشفش وش حد أدامي أصل ورحمة أبويا أدفنكم وأخلص وبالفعل هرولوا من أمامه وتبقت ضحكات من كانت تتابع ما يحدث بصمت تغزو القاعة وقلب فراس..
أقترب منها بأبتسامة خبث: ها فكرتي فى كلامي؟ عاد الغضب على ملامح وجهها قائلة بجنون: أنت بتحلم وأنت صاحي رفع يديه قائلا بغمزة عيناه: لا الأحلام ليها أوقاتها عشان كدا بوعدك أن فرحنا هيكون بعد 3أيام من دلوقتي يمكن بعدها تصدقي أني معنديش أحلام وقبل أن يخرج صوتها الغاضب كان تخفى من أمامها بأبتسامته التى تثير غضبها.. بالخارج.
تعالت ضحكات منار بعدم تصديق فأكملت ليان: زي ما بقولك كدا محمود لما بتلعب معاه بيتحول لمجنون أخدنى ونزل بليل الساعه كانت أربعة الصبح تقريباً لفينا أكتر من تلات ساعات لحد ما لقينا مطعم الكشري فاتح حتى ماما فاتن كانت هتبلعه من خوفها عليا لم تتمكن من كبت ضحكاتها فقالت بصعوبة: الجنان واحد يا ليو ليان بصدمة: يا نهار يبقا كدا كملت إبتسمت بغرور: لا هو الا هيكمل بيا.
إبتسمت ليان وهى تتفحص الطريق: ربنا يستر، ثم قالت بستغراب: كل دا الشغالة بتنادي بسمة! منار: ممكن بتعمل حاجة وجاية أشارت برأسها بتفهم.. بالأعلى... توجهت بسمة لغرفة ليان بعد أن اخبرتها الخادمة بأنها تريد رؤيتها فطرقت باب الغرفة ثم ولجت للداخل تبحث عنها لتتصنم محلها بصدمة ليس لها مثيل حينما رأت مالك أمامها عاري الصدر يبدل ثيابه ليتفاجئ هو الأخر بها..
خرج صوتها المتقطع بصعوبة: أنا أسفة يا مالك بس الشغالة قالتلي أن ليان عايزاني ضروري وأنها مستانياني هنا فى أوضتها بجد بعتذر أرتدى مالك ملابسه قائلا بأبتسامة هادئة: ولا يهمك ممكن أتلغبطت ليان تحت مع منار بالحديقة بسمة بحرج: خلاص هنزلها بعتذر لأخر مرة إبتسم قائلا بتفهم: ولا يهمك بتحصل بأحسن العائلات.
تعالت ضحكاتها وغادرت الغرفة وعيناها أرضاً من بدء الحديث معه، هبطت للأسفل ولم ترى معشوقها المصعوق لرؤيتها تهبط من غرفة مالك أمام عيناه فدلف للداخل لتتضاعف صدماته حينما وجده يغلق أزرر قميصه ويصفف شعره بأبتسامة على وجهه.. أستدار مالك ليجد رفيقه أمامه وعيناه لا تنذر بالخير فخرج صوته الثابت: مالك يا يزيد؟ صمت وهو يتأمل عيناه فقال بغموض: مفيش يا صاحبي.
وتركه يزيد وغادر بصمت وبداخله معركة مريبة تجعله بقمة الأنكسار..
بالأسفل.. ليان بغضب: كل دا يا بسمة؟ بسمة بغضب يضاعفها: أنتِ يا بت بعتالى مع الشغاله أنك عايزانى ضروري فى أوضتك اروحلك هناك ألقي مالك جواا شكلى بقا زبالة ليان بأبتسامة مكبوته: ليه بس ماهو أخوكِ عادي جداً بس أنا قولتلها خاليها تنزل هنا! منار بتأكيد: أيوا أنا سمعت ليان قالت هنا! بسمة بتفكير: جايز أنا الا سمعت غلط منار بتأكيد: أكيد المهم ركزوا بقا معايا.
بسمة بغضب: مش أما أعرف ليان عايزاني فى ايه؟ وبعدين نبقا نشوف حكايتك ليان بتذكر: أه أفتكرت أنا ناديتك يا بسمة لأنك أقرب واحدة لبسملة وأختها وتخافى على مصلحتها بسملة بترمي نفسها فى عذاب هى وطارق مع أنهم فى النهاية ضحايا لنوال لأزم تكلميها وتحاولي تجمعي بينها وبين طارق وأنا ومنار هنساعدك بسمة بحزن: حاولت يا ليان وهحاول تانى منار بهدوء: المرادي عشان هنساعدك هننجح بعون الله.
ليان بسخرية: وأنتِ معانا ربنا يسترها علينا تعالت الضحكات وبدأت المشاكسة بين منار وليان وبسمة ترمقهم بغضب.
بمكان أخر منعزل عن الجميع صاحت بأبتسامة واسعة: الله ينور عليكم كدا صح عشان الخطة الا جاية هتكون الدمار بين مالك ويزيد أجابها الرجل بعد تفكير: بس أنا مش فاهم يا نوال هانم أيه لزمتها كل دا يعنى خطتك ناجحة جداً مش لازم نعمل الواقعات دي بينهم وليه أخترتي يزيد كان ممكن مالك.
أسندت نوال ظهرها للخلف بعين تشع جحيم الأنتقام قائلة بصوت كفحيح الأفاعي: بالعكس خطتي صح لو كنت عملت الخطة الكبيرة الا هتنهى حياتهم كان أحتمال فشلها متوقع من 50%لكن لما نقرب المسافات بين ليان وبسمة ويحصل كذا موقف زي السلم لما الخادمة حطت فى الشوذ بتاع بسمة بمادة تخليها متعرفش تمشي بيه وخروجها فى نفس خروج مالك وزي الا حصل من شوية انها تدخل أوضته وتطلع ويزيد يشوفها بعينه فدا هيساعدنا كتير اوي للجاي وخاصة بعد الخطوتين الا جاين عشان لما يشوفهم بعينه يصدق من غير شك، أما بقا أختياري ليزيد فدا ذكاء كبير لأن يزيد متسرع على عكس مالك بيحكم عقله كتير وكان هيكشفنا من أول مرة عشان كدا لأزم تدوموا على الخطوات دي والضربة الكبيرة سبوها عليا أنا..
ثم رفعت عيناها للفراغ بسعادة: نهايتكم قربت خلاص كل الا عملتوه هينتهي في لمح البصر تعالت ضحكاتها لرؤيتها القادم بعين تحمل الحقد والأنتقام لتحطم قلوب وتزف قلوبٍ أخرى للموت.. ولكن هل ستتحطم الروابط أم سيكون بداية لهلاك عظيم؟!
أنتظروا ملحمة الأنتقام وتعاسة الأقدار لنري قوة العلاقات وترابطهم فى الصمود، دمار عاصف سيفتك بعائلة نعمان، جمرات ستفتك برفقة الطفولة ولكن بوجود فراس سيعلم كيف تحوم الحية ليعلم كيف يستخدم سمها القاتل ليقتلها بلا شفقة وينهى عذاب الاقدار.
رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثامن عشر
وفود من الغضب تتراقص بعيناه فجعلتها مخيفة للغاية، من يراه يبلده الخوف من رؤياه ربما يستحق الآن لقب الغول بأكتساح، دلفت بسمة للغرفة لتجده يجلس بالغرفة على المقعد المهتز بفعل غضبه العاصف فاقتربت منه ثم انحنت لتفترش الأرض بفستانها الوردي قائلة بابتسامة هادئة: مالك يا حبيبي من الصبح حاسة أنك متغير! رفع عيناه الساحرة عليها ثم رفع يديه يلامس وجهها بحنان قائلا بعشق يتدفق بصوته: مفيش حاجة يا حبيبتي.
نظرات شك بعيناها فقالت بضيق: بتخبي عليا؟ إبتسم وكاد الحديث ولكن تجمدت الكلمات على لسانه وعيناه الصقرية تتفرس الظل الخفى خلف الشرفة فأبتسم بمكر ثم تحلى بالغضب: مش قولتلك مفيش حاجة روحى كملى سهرتك متعطليش نفسك تطلعت له بصدمة ثم قالت بزهول: سهرة أيه؟ تلونت عيناه بلونها المخيف فأنحنى بوجهها ليقابل وجهها قائلا بصوت كالسيف: كنتِ في أوضة مالك بتعملى أيه؟
جحظت عيناها بعدم تصديق فتساقطت الدموع التى حطمت قلبه لرؤياها هكذا ولكن عليه الصمود لنهاية المطاف المرسوم، نقل عيناه للشرفة فقالت هي بدموع: لو حكيتلك الا حصل مش هتصدقنى لأنك مش حابب تصدق رمقها بسخرية ثم تركها وتوجه للخروج بصمتٍ قاتل لها... أغلق باب الغرفة ويديه محكمة بغضب لا مثيل له مردداً بهمس: ورحمة أبويا لأدفعك تمن الا عملته دا غالي أوي وتوجه بعاصفته النارية لغرفة فراس..
بالمشفى... تابع طارق طفله بأبتسامة مرسومة على وجهه بتلقائية لرؤياه حتى وإن كان يتابع من خارج غرفة الكشف كما طلبت بسملة... خرجت الطبيبة من الغرفة قائلة بأبتسامة عملية: الحمد لله الجنين كويس بس هنحتاج شوية فحوصات نطمن بيها أكتر عليها.. طارق بفرحة: أن شاء الله خرجت بسملة من غرفة الكشف لتجده يتأملها بأبتسامة هادئة فرفعت عيناها عنه وحملت حقيبتها وغادرت معه للخارج..
فتح طارق باب السيارة الأمامي فتوجهت للجلوس خلف كما فعلت بالذهاب فزمجر بغضب وأغلق الباب بعدما فتحته هي قائلا بنبرة مازالت هادئة وهو يشير للمقعد المجاور له: مش بأكل بني أدمين أنا! تطلعت له بغضب ثم جلست بنهاية الأمر فأبتسم بخفوت وصعد هو الأخر بالسيارة، تحرك طارق ببطئ ووزع نظراته بينها تارة وبين الطريق تارة أخري.. زفرت بملل: كدا ممكن نوصل البيت الفجر.
إبتسم قائلا بلا مبالة: وفيها أيه أهم حاجة مزعجش الولد ممكن يكون نايم لم تتمالك أعصابها فتعالت ضحكاتها بشدة حتى أحمر وجهها، تأملها بعشق بدا بنظرته الآن فتوقفت عن الضحك وتأملته بصمت بعدم أوقف السيارة وتفرغ لتأملها، رفع يديه وهو كالمغيب على يدها الموضوعة جواره قائلا بهيام بها: بحبك صعقت مما إستمعت إليه فجذبت يدها سريعاً وعيناها تتحاشي النظر إليه، إبتسم طارق على رؤية خجلها ثم أكمل الطريق للقصر...
بغرفة فراس... كان يتأمل الفراغ ويده أسفل رأسه على الفراش يرأها أمامه فيبتسم بتلقائية، تطلع له يزيد بغموض فتمدد جواره وضعاً يديه خلف رأسه هو الأخر يدرس حالته قليلا فخرج صوته بعد دقائق: هي مين؟ أجابه الأخر بدون وعي: أختك ثم صاح بفزع وتطلع جواره ليجد الغول يعتلى الفراش ولم يشعر به حتى أنه تفوه بما بقلبه.. أعتدل يزيد بجلسته قائلا ببعض الغضب: بتتغزل فى أختي يا حيوان!
إبتسم فراس لتطل جانب من وسامته ثم عاد للجلوس جواره قائلا بنبرة جادة: عايز أتجوز حرام؟! ضيق الغول عيناه قائلا بغضب: وقررت منك لنفسك كدا فراس بغرور: أنا لما بعوز حاجة بعملها وأنت مجبور توافق والا هخطفها والا يحصل يحصل.. جذبه يزيد بقوة فجسده الرياضي يحجب الجميع بحرافية: أنت مش همك حد بقا فراس بخوف مصطنع: ولا حد الا الغول له وزنه.
تركه يزيد قائلا بغضب: لا سيبك من التسبيل دا وركز معايا فى الا جاي أقولهولك فراس بعدم فهم: في أيه؟ دمجت عيناه بألوان الغضب بعدما قص يزيد عليه ما حدث ثم أخبره بما عليه فعله.. فراس بزهول: يا بنت ال... رسمتها صح أوى دا لو أنا هصدق ثم تطلع للغول بأعجاب: وأنت عرفت أزاي؟
رفع عيناه قائلا بغضب قاتل: مالك أقرب ليا من نفسي يا فراس حتى لو ليا عيلتي وأولاد حبه مش هيقل ولا هيكون رقم إتنين هى أختارت الغول عشان متهور فخليها تستحمل تهوره، المرادي الا عملته هيتقلب ضدها، مش لازم حد يحس أني عرفت حاجة ولا مالك نفسه خالي الأمور تمشي زي ما هى رسمة خروجها من السجن والمساعدة الا خدتها عشان تعرف الكل أنها ماتت كانت بأشارة مني لأني عارف ومتأكد أنها هتهرب هتهرب بس الفرق المرادي أني هشرف على إيامها الأخيرة وأتفرج عليها وهى بتأمر رجالتي ينفذوا ليها الخطط غبية أوى هما بينفذوا الا أنا بوافق عليه.
فراس بأعجاب شديد: دانت الشيطان يرفعلك القبعة ويعلنك معلم أيه التفكير دا! إبتسم يزيد قائلا بخبث: يعني لسه عايز تهرب مع أختي إبتسم قائلا بحداد الرجولة: أنا وعدتها أن الفرح بعد 3 أيام وأنت عارف الوعد أيه بالنسبة للراجل يرضيك أخسر جزء من رجولتى؟! تعالت ضحكات الغول على دهاء فراس قائلا بمكر: لا ميرضنيش عشان كدا هساعدك وأنت كمان هتساعدني فى الا جاي.
إبتسم فراس بأعجاب شديد قائلا بثباته المعتاد: معاك يا غول ضيق عيناه بغموض بعدما أشار له بهدوء وغادر الغرفة...
بغرفة مالك... أنهت صلاتها بخشوع لتجده يجلس على المقعد المقابل لها يتأملها بنظرة ممتلأة بالأحترام والعشق... خلعت حجابها قائلة بخجل: قاعد كدا ليه؟ خرج صوته الثابت: بستانكِ أقتربت لتجلس على المقعد المجاور له قائلة بأبتسامة هادئة: أسفة لو أتاخرت بالصلاة زمجر بغضب: بتعتذري على أيه يا ليان دانا غيران تطلعت له بزهول: من أيه؟! رسم الحزن المصطنع: عشان بصلى بسرعة نفسي أتعود أصلى ببطئ زيك.
إبتسمت قائلة بهدوء: هسألك سؤال أشار بمعنى نعم فأكملت هى بهدوء تام: لما بكون معاك بتحب تقعد معايا أجابها بحماس: جداً لدرجة أني مش بحس بالوقت معاكِ ولا عايزه يخلص قاطعته بنفس السكون: وأنا كدا لما بصلى مش بكون عايزة وقتي مع ربنا يخلص أنت كمان أكيد حبك لربك أكتر مني بأضعاف وحبك أنك تفضل معاه أكتر وقت ممكن إبتسم مالك بعشق وهو يستمع لها فجذبها لتخرج معه للتراس قائلا بهمس خافت: غمضي عيونك.
تطلعت له بعدم فهم فرفع يديه على عيناها لتغلقهم بوجه متورد من ملامسة يديه لوجهها، تأملها بنظراته العاشقة ثم أخرج من جيب سرواله سلسال خارق الجمال ليضعها برفق على رقبتها، فتحت عيناها لتجده يعقد السلسال على رقبتها فتحسسته بيدها بسعادة وإعجاب به... خرج صوتها بسعادة: دا ليا يا مالك! أدارها لتقف أمام وجهه مقبلا يدها بحنان: أكيد يا قلب مالك.
سحبت يدها بخجل والأبتسامة تزين وجهها، عم الهدوء المكان فرفعت عيناها تتفحصه لتجد المكان فارغ تماماً، خطت للأمام بلهفة فوجدته يضيء الموسيقى الهادئة بالغرفة ويضيء الشمعات الحمراء لتفوح الرائحة العطرة وتتسلل لها.. أقترب منها بنظراته المربكة لها ثم أزاح حجابها لينسدل شعرها بحرية قائلا بنبرة مرحة تشابهات مع نبرات الملوك: تسمحيلي.
آبتسمت برقة وناولته يدها ليحركها بخفة بين يديه، سمح لها بذاك اللقاء تحت ضو القمر أن تتفحص لون عيناه الغامض ولكنها زفرت بستسلام، ضمها لصدره قائلا بضحكته الرجولية الجذابة: كرهت لون عيوني عشان بتنرفزك إبتعدت عنه قائلة بضيق: ما تقولي لونهم وتريحني تعالت ضحكاته قائلا بصعوبة بالحديث: لو أعرف كنت ريحت نفسي الأول.
شاركته الضحك ثم أنغمست معه بالحديث، وضعت رأسها على صدره ثم تحركت معه بعينان مغلقة تستعيد ذكراه التى تنقلها لعالم لا وجود له خرج صوتها بعد دقائق سادت بالصمت: مالك أجابها وعيناه مغلقة هو الأخر: أممم جاهدت للحديث فقالت بهمس: بحبك فتح عيناه بصدمة ثم جذبها من أحضانه قائلا بجنون: قولتي أيه؟
وضعت عيناها أرضاً بخجل وهى تعبث بفستانها الطويل فجذبها إليه مترسم الهدوء والمكر يحيل بعيناه: لا مش إجابة على سؤالي قولي قولتى ايه وبسرعة رفعت عيناها بخجل قلب لغضب مصطنع كمحاولة للتهرب مما هى به: مأنت سمعت الله! جذبها ليستند برأسه على رأسها قائلا وصوته يلفح وجهها: قوليلها تاني أغمضت عيناها كثيراً كمحاولة لأستجماع شجاعتها ثم قالت بهمسٍ خافت: بحبك أوى.
إبتسم بسعادة ثم حملها وطاف بها قائلا بسعادة: أخيراً تعلقت به وتعالت ضحكاتها بزهول: مجنون كف عن الحركة وقربها من صدره قائلا بلا مبالة: لو حبك جنان فأنا أتعديت المرحلة دي تاهت النظرات ببعضها لتغوص بعالم طاف بالأرواح لمكان ليس معروف للكثير بل نادر للغاية وعنوانه ألتقاء الأرواح..
بمنزل سيف... صاح بغضب: يابني بقالك ساعتين بتقولي عايزك فى موضوع مهم الصبح قرب يطلع ومنطقتش بأي كلمة زمجر شريف بغضب: فى أيه يا عم، الكلام أخد وعطا مش كدا رمقه سيف بنظرة نارية قائلا بسكون مصطنع: أخرج بره يالا شريف بغضب: مش لما تعرف الموضوع المهم! شدد سيف على شعره بغضبٍ جامح ليعلم شريف أن النهاية أوشكت فأسرع بالحديث: أنا بالصلاة على النبي كدا هتجوز : نعم يا خويااا.
قالها سيف بعدما تخل عن مقعده ليجذب شريف من تالباب قميصه بغضب لا مثيل له، أبعده شريف عنه قائلا بزهول: صلي على النبي يا سيفو هو أنا قولتلك تعال نشرب صابع حشيش لا سمح الله أستهدأ بالله كدا : حشيش؟كماااان! قالها وهو يلكمه بقوة ليسقط أرضاً قالا بألم: اااه وربنا ما عايز أمد أيدى عليك عشان الكبير وليك أحترامك دلفت تقى سريعاً على صوت صراخ شريف قائلة بقلق: فى أيه؟
أستند شريف على المقعد قائلا بحزن مصطنع: تعالي يا بت يا تقى شوفى الا أنا فيه جذبه سيف بغضب: البت دي بتلعب معاك على الناصية يا حيوان تدخلت بينهم تقى على الفور قائلة بعصبية سيبه يا سيف الله فى أيه لكل دا؟! شريف بلهجة ساكنة: الأخ الا جانبك دا نزلت أقوله عايز أتجوز راح أتحول وعمل فيا زي ما حضرتك شوفتى تقوليش قولتله هتجوز فى الحرام! تقى بصدمة هى الأخري: تتجوز! طب والجامعة؟
سيف بسخرية: هيبقا يخليها تحفظه المنهج عشان ينجح ضيق عيناه بغضب: بتتريق حضرتك ما طارق إبن خالتك متجوز ومرأته حامل ولا يعنى هى جيت عليا ووقفت! شعر سيف بأنه على وشك قتل أخيه فألتمس الهدوء بضيق: يا حبيبي طارق له ظروفه قاطعه بغرور: وأنا كمان عندي ظروفي تقى بستغراب: الا هي؟
شريف بفرحة وهيام: أنى واقع فى غرامها، ساكن فى هواها، أه لما بتشد قصادي فى الكلام بعشقها ولما بتمد أيدها عليا بحس أن ضربة نسيم ضربتنى وطارت تطلعت تقى لسيف بصدمة فخلع حذائه ثم أنهال عليه بقوة قائلا بغضب: بتضربك!يا حلوة الرجولة دانا هخليك تشوف نسيم فى حياتك مش هتشوفه وأنت نازل تتمختر من على السطوح للدور الأرضي.
صرخ بألم وسيف يلحق به فزفر بوجع سبنى الله أنت شغال فى المبيدات الحشرية! أنا عارف أنك مش هتسلك معايا من الفجر هروح لمالك هو الوحيد الا فى العيلة دي المتفاهم فتح سيف باب الشقة ثم أخرجه بغضب: روح زي ما تحب وأبقى أشوف وشك هنا تانى وأغلق الباب ثم جلس على المقعد كمحاولة التحكم بغضبه، تطلعت تقى للباب بصدمة لما حدث ثم أنفجرت ضاحكة سيف بسخرية: بتضحكي؟
جاهدت للحديث: أمال عايزنى أعمل أيه؟ بيقولك لما بتضربني! تفتكر أنت لو أنا رفعت أيدى عليك أيه الا هيحصل لي؟! ضيق عيناه الرمادية بغضب: جربي وهتشوفي أقترب منه بتسلية ثم رفعت يدها بتفكير: بس خاليك فاكر أنى بحبك وكدا لم يجيبها وظلت نظراته كما هو فرفعت يدها وهى تقترب منه لتصرخ بقوة حينما يشل حركتها ببراعة وتنقلب الموزين.. صرخت بغضب: لسه بقولك بحبك على فكرة.
إبتسم بتسلية وهو يضغط على يدها من خلف ظهرها قائلا ببرود: عادي يا قلبي مأنا بعشقك أنكمشت ملامح وجهها بغضب: فى حد يعشق حد يقيد حركته كداا! رفع يديه الأخرى على قسمات وجهها قائلا بصوتٍ منخفض: دا تنبيه بسيط ليكِ بس عشان متحاوليش تغلطي بعد كدا أستغلت أقتربه منها وأنشغاله بعيناها ثم جذبت يدها قائلة بغضب وهى تحاول لكمه بصدره: ودا تنبيه برضو.
تطلع لسكونها المريب ليجد بعد السكون عاصفة، صرخت بقوة وهى تحتضن يدها بألم بعدما أصطدمت بعضلات صدره.. تعالت ضحكاته بشماته فأقترب منها قائلا بتسلية: ألعبي مع حد أدك يا شاطرة رمقته بحزن مصطنع: كدا يا سيف بدل ما تشوف أيدى مالها ثم رفعت يدها ببكاء مصطنع: شوف مش قادرة أحركها خالص أخفى بسمته الماكرة ثم جذبها بحزن مصطنع: يا خبر ورينى كدا.
وبالفعل أعطت له يدها بسعادة لتصرخ بقوة حينما يضغط عليها قائلا بحنان زائف معلش يا قلبي حقك عليا أنا جذبت يدها سريعاً قائلة بغضب: خلاص مش عايزة منك تعااااطف إبتسم سيف وهو يحملها بين يديه قائلا بغمزة ساحرة: لا نشوف موضوع التعاطف دا رمقته بغضب فتعالت ضحكاته وهو يحملها للغرفة...
بغرفة يزيد... دلف غرفته ومازال الحزن يخيم عليه وخاصة بعد رؤياها تجلس أرضاً وتحتضن المقعد مثلما تركها وما أن رأته حتى أسرعت إليه وأثر الدموع على وجهها قائلة بصوت متقطع: يزيد والله العظيم أنا كنت فاكرة أن ليان جوا وهى كانت بع... قاطعها حينما رفع يديه على شفتاها قائلا بغموض: هشش مش عايز أعرف حاجة.
تطلعت له بزهول وحزن لتجده يقترب منها ويجذبها لأحضانه فتشبست به بدموع وراحة لعلمها بأنه قليل التحدث ولكن ما فعله كفيل بأدخال الراحة لقلبها... شدد من أحتضانها بقوة كأنه يرى عاصفة القادم أمام عيناه فكيف له بتحمل رؤياها تتحطم أمامه!، عليه أن يرتدى ثوب جديد عليه ثوب مرصع بالكره والشك ليجعل تلك الملعونة أن تشعر بأنها نالت النجاح ويفاجئها بطعنتها القاتلة التى ستفتك بها لأحضان الجحيم..
شعر بتثاقل جسدها فعلم بأنها غاصت بنوماً عميق، حملها يزيد للفراش ثم ظل جوارها يتأملها بعشق ويديه تتطوف يدها حى سطوع شمس يوماً جديد...
بغرفة منار.. أفافت على صوت هاتفها فجحظت عيناها حينما رأت رسالة من معشوقها يخبرها بها بأنها ستقضى اليوم بأكمله معه وأنها اليوم ستقسم بأنه مميز ولن يعاد مجدداً.. توجهت لخزانتها ثم أستعدت للقاء به والفرحة تزين وجهها...
بغرفة شاهندة.. فتحت عيناها بصدمة لرؤية أخاها بالغرفة، إبتسم الغول قائلا بثبات طالته الفتاكة: صباح الخير نهضت عن الفراش بسعادة: صباح النور يا يزيد أيه المفاجأة الحلوة دي؟ تعالت ضحكاته قائلا بمكر: قولت أجي أطمن عليكِ بعد ما الدكتور شال الرباط حركت قدماها بسعادة: لا أطمن بقيت ميت فل وعشرة ضيق عيناه بغموض: طب كويس عشان أفاتحك بالموضوع الا عايزك فيه جلست جواره بأهتمام؛ موضوع أيه؟
خرج صوته الماكر: فى عريس متقدم ليكِ وأنا شايفه مناسب وميترفضش صاحت بلهفة: فراس! إبتسم قائلا بثبات وخبث: فراس مين؟! لا دا عميل عندنا فى الشركة أنقلبت ملامحها للغضب والحزن ومن يجلس أمامها يدرس حركاتها بعيناه الساحرة: ها ما سمعتش رأيك؟ شاهندة بضيق: مش عايزة أتجوز : ليه؟ قالها بحذم مصطنع، لتقول هى ببعض الخوف: أما أخلص تعليمى.
يزيد بمكر: وهو مش ممانع على التعاليم أنا بعرفك أنه هيجى هنا بعد بكرا يطالبك منى رسمى وأنا موافق فاضل بس موافقة مالك وتركها وغادر والسعادة تحتفل به لتأكده بأن فراس مستحوذ على قلب شقيقته.. أفاق يزيد من شروده على صوت مالك: يزيد أنت هنا وأنا قالب الدنيا عليك؟ صاح بزهول: ليه يا مالك خير! مالك بأبتسامة مرحة: عندنا شكوى ومواضيع خطيرة لازم نحلها صاح بغضب لمين ان شاء الله.
ظهر شريف من خلف مالك: لياا يا غول ولا أنا مش من بقيت العيلة.. ردد بهمسٍ سمعه مالك فأنفجر ضاحكاً: جيت لقضاك ورفع يزيد يداه على كتفيه قائلا بأبتسامة مصطنعه: تعال يا حبيبي ودلف معه للغرفة وتبقى مالك يحاول التحكم بضحكاته، أقترب منه فراس بستغراب: واقف عندك كدليه؟! مالك بأبتسامته الفتاكة: كويس أنك جيت، بتعرف تعد؟ فراس بستغراب: ليه؟ مالك بغرور: بتفائل بالعدد تلاته عد لحد 3.
أنصاع له فراس وبدأ بالعد وحينما ردد العدد تفاجئ بشريف ملقى أرضاً تحت أقدامهم والغول يقترب منه بغضب جامح.. حاول شريف النهوض ولكن بم يستطيع الا حينما أقترب منه فراس وعاونه على الوقوف ليصبح يزيد بغضب جامح: بقى يا حيوان بدل ما تقولي نجحت تقولي عايز أتجوز! قال بصوت يكاد يكون شبيه للصراخ لأنقطاع صوته: كرهت الجواز متزعلش نفسك همس فراس لشريف المتحامل على جسده: هو في أيه؟
شريف بألم: أسندني أنت بس الله يكرمك ثم وجه حديثه لمالك: والله أنت تستاهل تمثال مذهب لأنك أنت الا فى العيلة دي كله رفع أيده عليا الا أنت محترم مالك بسخرية: الله يعزك ياررب فى تقنيات حديثه بألقاء الضحية على من سيقوم بعملية التهذيب لذا لما سأبذل الجهد المفرط والغول مازال على قيد الحياة؟! إبتسم يزيد على دهاء مالك بينما استدار شريف لفراس قائلا بعدم فهم: فهمت حاجة؟ رمقه بغضب: مش لما أفهم منك في ايه؟
شريف بحزن: كنت بقولهم عايز أتجوز فراس بسخرية: عايز أيه ياخويا! : أتجوز قالها شريف بصوت يحمل الرعب فتركه فراس ليهوى أرضاً ثم صاح بغضب تتجوز! مش لما الكبار يعملوها تبقى تفكر يا حيلتها رمقه شريف بتعجب وأنفجر مالك ضاحكاً على تصرف أخيه فرفع ذراعيه على كتف فراس بخبث أنت عايز تتجوز أنت كمان يا أبو الفاوارس فراس بغضب: مشبهش ياخويا.
رفع الغول يديه على كتفى فراس: لا أزاي دانت زينة شباب نعمان فرحك وعروستك عندي إبتسم فراس بسعادة على عكس مالك قال بغضب: حاسس بحاجات كدا بتم من ورا دهري قاطعهم شريف بغضب: ماشي يا غول بتفرق بينا ماااشي والله لأعملكم مظاهرة هنا الواد دا يتجوز من غيرى مستحيل يحصل على جثتى أقترب منه يزيد بأبتسامة مكر: ومستعجل ليه جاهزله التابوت يا مالك أقصد الفرح.
ما أن إستمع لكلماته الاخيرة حتى هرول مسرعاً من أمام أعينهم فتعالت ضحكات الشباب الرجولية بمرح..
بمنزل تقى.. فتحت عيناها بتكاسل وسعادة ولكن لم تتمكن من رسم بسمتها كثيراً بعدما انقلبت لصراخ عاصف حينما وجدته يعتلى الفراش لجوارها، ربما هى عاصفة من نوع أخر وربما رابط لسر خفى وراء تقى ليطعن قلب سيف بخنجر مسموم حينما يعلم ذاك السر الذي حان وقت أكتشافه أو ربما المجهول من قرر بذاك الوقت كشفه له ليفق من قصة عشقه على حقيقة صادمة...
، يقال أنك ان لم تنجح بتقييم قوة عدوك فأنك ستخسر المعركة لا محالة وهذا ما سيحدث مع نوال لم تدرك بعد قوة الغول لتري الآن لهيب الجحيم الذي سيحرقها ولكن أهناك ضحايا له، ماذا لو كان هناك قلبين مترابطين بليان وبسمة لتخطف كلا منهم قلب معشوقها حينما تواجه الموت بأستسلام ليتمزق القلوب ثم تعاد للحياة بعودتهم.
رواية معشوق الروح للكاتبة آية محمد رفعت الفصل التاسع عشر
تخل عنها السكون بعدما رأته جوارها، فنهضت عن الفراش سريعاً وعيناها تتفحصه برعبٍ حقيقي ليخرج صوتها المزعور بصراخ: سيف، سيف بالمطبخ.. ألقى سيف ما بيده وهرول للغرفة سريعاً ليجدها تختبئ جوار الخزانة برعبٍ بدى على قسمات وجهها، ما أن رأته حتى هرولت لأحضانه تختبئ ببكاء منهمر وجسد مرتجف، أحتضنها سيف بزعر ثم جذبها بخوف شديد على حالها: فى أيه؟ تطلعت للفراش قائلة برعب: سامي.
سحب سيف يديه التى تحتضن وجهها ثم ترك الغرفة وتوجه للمطبخ يكمل عمله بهدوء، هرولت تقى خلفه قائلة بغضب: سيف صدقنى أنا شوفته بعيوني جذب السكين ثم شرع بتقطيع الخضروات بصمت وهى تلحق به بتحركاته قائلة بدموع: أنت مش مصدقني! ترك سيف السكين ثم أستدار قائلا بثبات جاهد فى التحلى به: غيرى هدومك يا تقى ضيقت عيناها بستغراب: ليه؟ جذب المقلة قائلا دون النظر إليها: هوديكِ لدكتور كويس أعرفه.
جحظت عيناها بصدمة ليخرج صوتها الغاضب: شايفني مجنونة! : تصرفاتك هى الا مجنونة قالها بصوتٍ حاد وملامح غاضبة جعلتها تتراجع للخلف بخذلان ودموع فتوجهت لغرفتها بيأس.. شدد على خصلات شعره الغزير بغضب ثم جذب المقلة أرضاً كمحاولة لتخفيف ما به..
بالقصر... وبالأخص بغرفة المكتب.. دلف محمود ليجد الجميع بالداخل فصاح بسخرية: متجمعين فى الخير فراس بأبتسامة هادئة: تعال يا حودة مالك: ليك وحشة والله لوى فمه بضيق: لا حنين يالا تعالت ضحكات طارق قائلا بمرح: شكلك شايل كتير أجابه بعصبية: أخوك وإبن عمك دبسونى فى الشغل وخلعوا لا وأستاذ فراس بيجي يوم وعشرة لا فراس بغرور: عندي خطط وأشغال مش فاضي للعب العيال دا شريف بسخرية: هو أنت فاضى لحاجة خاالص.
رمقه بنظرة مميته فأبتسم بغرور كما فعل.. يزيد بثباته الطاغي: لو خلصتوا لعب العيال دا خدوا الكاميرات دي وعلقوها فى الحديقة ومداخل القصر من جوا وبرة ضيق مالك عيناه بستغراب ثم قال بزهول: كتير كنت بفكر فى الفكرة دي وأنت الا كنت بتمنعنى ليه دلوقتى؟! لم تتأثر ملامح وجهه قائلا بتأيبد: أيوا بس أقتنعت بكلامك ثم أستدار بوجهه لمحمود وفراس وطارق: يالا يا شباب ورينا همتكم.
محمود بغرور وهو يضع قدماً فوق الأخري: هما يعملولك الا أنت عايزه أنا لا شريف: ليه بقا إن شاء الله! أجابه بنفس لهجته السابقة: هأخد منار ونقضي اليوم برة زمانها فى إنتظاري مالك بسخرية: يا ما شاء الله طب مش تأخد رأئي أو حتى لو مفهاش إزعاج تدينى علم تعالت ضحكاته بغرور: لا مهي بقيت مرأتى خلاص فراس بأبتسامة مكر: يعنى راحت عليك يا مالك.
مالك بغصب وتحدى: لا يا حبيبي طول ما هى فى بيتى مهي تحت أسمى وعشان لسانك الطويل دا مفيش خروج النهاردة وورينى من فى عيلة نعمان يعصى كلمتى رمقه بغضب ثم أستدار ليزيد فأبتسم رأفعاً يديه بقلة حيلة، تعالت ضحكات فراس فحمل الكرتون قائلا بسخرية: ورايا يا حودة نعلق الكاميرات طارق بسخرية: كل عيش أحسنلك يابن الحلال شريف بسخرية هو الأخر: مش لقى الا دول وتتحداهم قلبك أبيض ياخويا هات كاميرا وتعال ورانا.
رمقهم محمود بنظرة مميتة ثم خرج ليفعل المطلوب.. جلس مالك أمام يزيد بعيناه الغامضة فتهرب يزيد من نظراته قائلا بثبات مخادع: فى حاجة يا مالك؟ ضيق عيناه بذكائه الفائق: أنت الا مخبي عليا حاجة! رفع عيناه بأعجاب ثم قال بثباته المعهود: وهخبي أيه؟ أنت عارف أنا كتاب مفتوح ليك جذب مالك جهاز التحكم ليشرف على الكاميرات قائلا بنبرة يعلمها يزيد جيداً: هعمل نفسي مصدقك.
أخفى يزيد بسمته بصعوبة وهو يتابع معه الكاميرات التى قام الشباب بزرعها... دلفوا جميعاً للداخل فتطلع مالك للشاشة الكبيرة: برافو عليكم يا شباب جلس كلا منهم على المقاعد فحرك مالك الكاميرات ليتفقد الحديقة وهنا أنتبه الجميع لصوت الصراخ بأهتمام ليجدوا الأمر كالتالي.. شاهندة بصراخ وهى تركض بتعب: أعقلى يا مجنونه منار بغضب لا مثيل له: أعقل! أنتِ لسه شوفتى جنون..
ركضت شاهندة بقوة ثم صرخت به: رجلى لسه مخفتش الله يخربيتك أهدي يا ماما منار بغصب وهى تجذبها من حجابها: بقا يابت أقولك كلمتين تروحى تقوليهم لفراس وأتعلق أنا! رفعت يدها برعبٍ حقيقي فهى تعلم جنون منار: محصلش يا حبيبتي والله أخوكِ مجنون زيك وبيتبل على خلق الله تطلعوا جميعاً لفراس المصعوق مثلهم مما يحدث أمامه ثم عادوا لمتابعة ما يحدث..
أسترسلت شاهندة حديثها: أنا قولتله أنى كشفت لعبته بأن نوال دي كانت عايزاه يدخل العيلة فأنا قولت الحمد لله انها طلعت عيلتك بس يا حبيبتي غلطت فى حاجة! جحظت عيناها بغضب لا مثيل له قائلة بسخرية: لا سمح الله دانا الا غلطانة ثم جذبتها بقوة لتكيل لها الضربات: دانا هوريكِ تعال صراخها قائلة بألم: اااه ألحقوووني يا معاشر الفتيات الحيوانة دي بتضرب بجد.
وما هى الا ثوانى معدودة حتى خرجت ليان وبسمة وبسملة التى تعاون أمل على الخروج.. تطلعت ليان لبسمة بصدمة ثم هرولوا ليحيلوا بينهم.. ليان لمنار: فى أيه يا بنتى على الصبح دفشتها للخلف: خاليكِ بعيد أنتِ بسمة بضيق لشاهندة: عملتى أيه يا شاهندة هى دي حد بيهزر معاها يا ماما؟! شاهندة بألم وهى تحاول تخليص نفسها ورحمة أمي معملت فيها حاجة هى بنت عمي أهى بس أنا معترفة أنها مجنوووونة رسمى.
ثم أستدارت بوجهها لأمل قائلة بأسف: لا مؤاخذة يا أم مالك تعالت ضحكات أمل فقالت بصعوبة: خدى راحتك يا حبيبتي زاد غضبها أضعاف فجذبتها أرضاً بغل: بقا أنا مجنونة طب تعالى بقا إبتلع محمود ريقه برعب: يا نهار أسود يا جدوعان دا البت وأخوها عاملين زي النسور طب دي أزعلها أزاي دي؟! طارق وعيناه على الشاشة بتركيز: التعامل بحدود يا معلم شريف وعيناه هو الأخر على الشاشات: وأنا بقول كدا برضو.
فشلت ليان فى الحيل بينهم فوقفت بسمة تحتضن يدها بألم ثم طافت بنظراتها لتقع على شيئاً ما، تطلعت لها ليان قائلة بأبتسامة واسعة: متفكريش كتير هما مش عايزين الا كدا إبتسمت بسمة هى الأخري ثم هرولت تجذب خرطوم المياه الضخم فأقتربت ليان من المضخة وشعلتها على أقصى سرعة.. أقتربت بسمة منهم وأغرقتهم بالمياه لتصرخ كلا منهم وتهرول سريعاً لتقول بغرور: فى أغلب الأحيان التفكير الجنونى بيكون حل عظيم.
تعالت ضحكات ليان فأستدارت لها بسمة بنظرات عرفتها ليان جيداً فرفعت يدها قائلة بتحذير: عيب يا ماما الناس يقولوا علينا أيه؟ أحنا أتدخلنا وحلينا المشكلة خلاص نرجع لعقلنا بقا تعالت ضحكات بسمة وهى تغرقها بالمياه: للأسف لا يوجد عقل صرحت ليان وأسرعت تحتمى خلف الأريكة لتنضم لمنار وشاهندة بضحكات مرتفعة كل ذلك تحت نظرات صدمة أمل و الشباب لما يحدث..
تراجعت بسملة للخلف فأقتربت منها بسمة فأشارت لجنينها: بت بلاش جنون أنا حامل الله يخربيتك بسمة بضحكة مرتفعة أسرت قلب معشوقها: تصدقى أنا فكرت أن عندك انتفاخ ثم انفجرت من الضحك وهى تقلل سرعة المياه قائلة بمكر: عشان عذرك ضغط المياه منخفض وقبل أن تستوعب ما تقوله كانت تصرخ من المياه وتهرول لتستكين جوار ليان.. آبتسمت بسمة وهى تتأملهم بغرور: ها حد لسه ليه شوق فى حاجة.
تعالت ضحكات أمل لعلمها بما يحدث خلف ظهرها: ربنا يلطف بيكِ يا بنتي وقبل أن تستوعب ما يحدث كانت منار أغلقت صنبور المياه وجذبت منها ليان ما بيدها لتفعله منار وتغرق ليان بسمة بأبتسامة واسعة قائلة بسخرية: لا يا قلبي الشوق دا عنيه لليستحقه صح يابت يا شاهى شاهندة بغرور: صح يا ليو منار بأبتسامة واسعة وهى تتطوف كتف شاهندة: بس أيه رأيك فى الا عملته شاهندة بأبتسامة هادئة: خطة ناجحة الله ينور عليكِ.
تعالت ضحكاتهم وهم يتبادلون الأحضان فأخرجتها منار بتذكر: احنا مش كنا بنتشاجر شاهندة بعدم تذكر مصطنع: لا دانتِ كنتِ بتتشاجرى مع نفسيتك رمقتها بغضب ثم عادت المعركة من جديد، تعالت ضحكاتهم بجنون وكلا منهم تغرق الأخرى..
بغرفة المكتب.. اغلق مالك الحاسوب قائلا بسخرية ليزيد: أنا بقول بلاش تلجئ للكاميرات الا فى الضرورة زي ما حضرتك شايف البنات أخدين راحتهم بزيادة محمود بغرور: شفت البت مونى مسيطرة رمقه طارق بزهول فتعال الصراخ من الخارج.. فراس بضحكة مكبوتة: وأنا بقول أن الحكاية عدت ولازم نتدخل قبل ما الأصابات تكون خطرة إبتسم يزيد هو الأخر وخرج معهم للحديقة.. صدمت الفتيات حينما وجدوا من يقف أمامهم..
يزيد بثبات زائف: ممكن أفهم أيه الا بيحصل هنا دا؟ إبتسمت بسمة قائلة بعشق: مفيش حاجة يا حبيبي دا سوء تفاهم وأتحل إبتسمت ليان هى الأخرى: بالظبط كدا يا يزيد هو سوء تفاهم وراح إبتسم مالك وهو يتأمل معشوقته ولكن قلب نظراته لجدية وهو يرمق يدها بغضب مصطنع فألقت ما بيدها على منار فسلمته لشاهندة فسلمته لبسملة وبسملة لأمل وأمل لشريف وهكذا حتى أصبح بيد مالك ليصيح بسخرية: وهو سوء التفاهم دا يعمل فيكم كدا!
تطلعوا جميعاً لملابسهم المبتلة فصاحت بسملة: أنا هعترف يا مالك والا يحصل يحصل أحتضنتها منار قائلة بصوت مضغوط: حبيبتى يا بسوم بتحب تهزر إبتسم فراس قائلا بثبات يضاهى طالته الجذابة مش محتاجين تعترفوا أحنا شوفنا وسمعنا كل حاجة. منار بصدمة: كله كله محمود بغرور: كله من أول الثروة لأخرها بسمة بسخرية: أزاي دا؟ ليان بأبتسامة مرح: محاولة جيدة للأيقاع بنا تعالت ضحكة يزيد قائلا بصعوبة: طارق.
وبالفعل أنصاع له ودلف لغرفة مكتبه وأحضر الحاسوب ثم وضعه أمامهم على الطاولة لتصعق كلا منهم.. منار: يا نهار أسوح شاهندة ببرائة مصطنعة لمالك ويزيد: شوفتوا بقا الا حصل وأنى أتظلمت أزاي؟! هاتولي حقى بقا من البت دي يزيد بسخرية: كملى الفيديو للأخر جايز البراءة دي تختفى شريف ياختى عسل بنقولك شوفنا كل حاجة بسملة بأبتسامة واسعة: أنا الوحيدة الا عاقلة طارق بنبرة عاشقة: ربنا يكملك بعقلك يا قلبي.
أنتبه له الجميع حتى هى خجلت للغاية فأبتسم يزيد وهو يتأمل خجلها ليعلم الآن بأن قصة عشق جديدة على وشك أن تكون.. صاحت بسمة بغضب: مش عيب تصورونا وأحنا فى أوقات تسلية ومرح بريئة مالك بسخرية: بعيد عن كلمة بريئة دي حضرتك لو كنتِ بصيتى فوق شوية كنتِ هتشوفى الكاميرات حاجة مهمة كمان ياريت لو حبيتوا تتجننوا تانى أقصد تتخانقوا يكون فى القصر نفسه تطلعت الفتيات أرضاً ثم دلفوا للداخل بخجل شديد.
تعالت ضحكات أمل قائلة بعتاب: كدا يا مالك، حرام يابنى البنات أتحرجت جلس جوارها قائلا بسخرية: مش عيب يحصل دا فى وجودك يا كبير تعالت ضحكاتها: قولت أسيبهم يعيشوا سنهم يزيد بأبتسامة مكبوتة: دا جنان مش تعايش مع السن شريف: أنتوا مكبرين الموضوع ليه يا جماعه طارق: أنا بقول تروح بيتكم وتشوف سيف مختفى فين من صباحية ربنا شريف بغضب: عريس جديد ياخويا.
فراس بسخرية وقد تلون وجهه من الضحك: أما هو عريس جديد قارف فى أمه ليه؟ زمجر قائلا بغضب: أنا سيبهلكم مخضرة وغادر شريف لتتعال ضحكاتهم المرحة..
بمنزل سيف... ظلت بغرفتها كما هى تبكى بحرقة على ما يحدث لها، مر الوقت ومازالت دمعاتها تأبي تركها... دلف سيف للداخل ليجلس جوارها على الفراش بعد محاولات عديدة للتحدث خرج صوته قائلا بعشق ويديه تتطوف وجهها: أسف يا حبيبتي هوت دمعة وهى تتأمله ليخرج صوتها المتقطع من أثر البكاء: أنا مش مجنونة يا سيف أنا فعلا بشوفه.
أزاح دمعاتها بأطراف أنامله عارف يا عمري بس جايز الا الدكتور دا يقدر يساعدك مش لازم يكون الا بتشوفيه حقيقي جايز وهم تأملت الفراغ بتفكير ثم قالت بتقبل: هتفضل معايا إحتضنها بعشق: وعمري ما هسيبك شددت من أحتضانه برعب: مهما حصل يا سيف أخرجها من أحضانه بشك: ليه بتقولي كدا؟ إبتسمت قائلة بمرح: يفترض أنى طلعت مجنونة تقوم تسبنى؟!
تعالت ضحكاته الرجولية وهو يقربها من صدره قائلا بسخرية: لا متقلقيش عامل حسابي يالا هسيبك تغيرى هدومك أشارت له بتفهم فتركها وخرج من الغرفة...
أبدلت ثيابها ثم خرجت من غرفتها لتجده يقف أمامها بطالته القابضة للأنفاس.. نجحت بتصنع اللامبالة به ثم أكملت طريقها ليخرج صوته من حفوة الصمت: رايحة فين؟ لم تجيبه وأكملت طريقها لتشعل جمرات الغضب فجذبها بقوة قائلا بعصبية: لما أكلمك تقفى هنا وتكلمينى جذبت يدها بقوة قائلة بصوت مرتفع للغاية: لو فاكر أنك أشترتنى تبقى غلطان ومش عشان إبن عمى هسكتلك.
أقترب منها بعيناه الساحرة قائلا بهدوئه المعتاد: إبن عمك بس؟ إبتعدت عنه قائلة بتحذير: بحذرك لأخر مرة يا مروان متتعداش حدودك معايا إبتسم قائلا بسخرية: إسمى فراس مش مروان وبعدين اي كان الأسم الا يليق عليا لازم تعرفي أن ليا حدود محدش بيتخطاها حتى لو كان الحد دا البنت الا بحبها وهتبقى زوجتى تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية: زوجتك؟! أنت بتحلم على فكرة أنا خلاص وفقت على العريس الا يزيد..
قاطعها نظراته المريبه فأقترب منها بنظرة أرعبتها وجعلتها تلعن اليوم الذي وقعت به أسيرته، خرج صوته قائلا ببطئ قاتل: أنتِ ملكِ أنا فاااهمه أرتعبت من نبرة صوته فأبتلعت ريقها بخوف شديد ليكمل بصوته القابض للارواح: الحيوان دا أعتبريه أتمحى من على وش الأرض. دا إذا كان له وجود وقبل أن تتمكن الحديث معه كان قد غادر من أمامها بعدما دفش المرآة بقبضة يديه القوية.
تمددت بجسدها على المقعد الطبي والطبيب يجلس أمامها بعدما رفض وجود سيف حتى بعد أن طلبت منه تقى البقاء. خرج صوت الطبيب ذات الثلاثون عاماً بأبتسامته العملية: ها يا تقى مرتاحة دلوقتى أشارت له بأبتسامة هادئة فأسترسل حديثه: جاهزة أشارت بخوف لخوض تجربة الماضى... ارتدى الطبيب نظارته قائلا بهدوء: زوجك المتوفى دا كانت أيه طبيعة العلاقة بينكم؟
أستعدت أيامها معه قائلة بأرتباك: مكنش فى علاقات بينا حتى لو سطحية ضيق عيناه بعدم فهم فأكملت بأرتباك: أنا مكنتش بحبه كنت بحب سيف من طفولتي بادلها بسؤالا محير: طب ليه أتجوزتيه من الأول؟ أجابته بحزن: لأن ماما كانت شايفه سامي مناسب ليا أكتر من سيف.
أشار برأسه بتفهم ثم بادلها بعدد من الأسئلة لتجيبه تقى بستسلام إلى أن رمقها بسؤالا جعلها تلتزم الصمت فترة حتى عاد يكرره من جديد: فى حاجة حصلت فى حياتك معاه مخليكِ حاسة بالذنب من ناحيته؟ عادت الذكريات تنهشها بلا رحمة فتناثرت دموعها وهى ترى ما حدث أمام عيناه.. أبعد عنى بقولك.
رمقها بصدمة ؛ أبعد عنك أزاي أنا لازم أخلص عليكِ أنا سبتك الفترة الا فاتت دي وكان ظنى حاجة واحدة أنك خجولة من التعامل معايا او لسه شايفانى أخ ليكِ لكن الا بتقوليه دا محدش يقدر يتحمله صاحت بدموع: دي الحقيقة أنا مبحبكش ومستحيل دا يحصل لأنى زي ما قولتلك من شوية بحب شخص تانى صفعها بقوة ثم جذبها من شعرها قائلا بعين تحمل من الجحيم مذاق: كرري الكلمة دي تانى وأوعدك أنك مش هتكون على وش الدنيا دي.
ثم جذبها من معصمها: مين الحيوان داا؟ والله لأكون دافنه أدامك عشان تترابي من أول وجديد تراجعت للخلف برعب حقيقي فجذبها بقوة: هو مين؟، أنطقى تلونت عيناها بالدموع قائلة بصوت متقطع من الآلآم والخوف: مفيش داعى يا سامي أنا هحاول أنساه صدقنى هنساااه بس بلاش تأذيه.
جمرات من جحيم إستحوذت عليه وهو يرى زوجته تخشي على رجلا أخر وتبكى لأجله ليجذبها بعنف بعدما أنهال عليها بعدد من الصفعات قائلا بصوتٍ كالرعد: هتقولى هو مين؟ ولا أعرف بطريقتى لم تجيبه فرفع يديه يطوف عنقها بحقد وكره حتى كادت الأختناق لتردد بهمسٍ خافت، سيف... تركها بصدمة ليس لها مثيل لتسقط أرضاً وتشرع بنوبة بكاء جنونية قائلة بصوتٍ متقطع: أنا بحبه لس هو مالوش ذنب وميعرفش حاجة..
تجمدت العبارات بعيناه حتى صوته المكبوت رفض بالخروج فأقتربت منه وهى تشدد على قدميه قائلة برجاء ودموع: عشان خاطري متعملش فيه حاجة هو والله ميعرف عن الا حبي دا وأنا هحاول أنساه وأبدأ معاك من جديد ركلها بقدمه وغادر بصمتٍ قاتل لتستمع بعد قليل بوفاته... كانت دموعها المنسدلة كفيلة بنقل معأناة ما له... خرج صوت الطبيب بتفهم لما هى به: خلاص يا مدام تقى أجابة السؤال دا فى الزيارة الجاية إن شاء الله.
أشارت له برأسها وتناولت منه ما كتبه لها من أدوية... خرجت من الغرفة وعيناها مازالت تنزف الدمعات الحارقة على ما أفاقها به الطبيب من نقطة هامة جعلتها تعلم ما بها.. ما أن رأها سيف حتى أقترب منها قائلا بهدوء: ها يا تقى عملتى أيه؟ إبتسمت بعدما أخفت دموعها: حاسه أنى أحسن يا سيف أحتضنها بفرحة قائلا بعشق: يارب دايما بخير يا قلب سيف، تعالى بقا ننزل نتغدا فى أي مطعم.
توجهت معه للسيارة بخضوع تام كأنه هو من يحركها فربما عقلها بمطافٍ أخر...
بالقصر... دلف فراس القاعة بغضبٍ شديد ليجد يزيد ومالك بالداخل يتناقشان أموراً خاصة بالعمل، مالك بسخرية لرؤية أخيه هكذا: ألطف بينا يارب يزيد بأبتسامة هادئة: مالك يا أبو الفوارس خرجت نظراته القاتلة له: حضرتك عارف أنى بحب أختك وهتجوزها ليه لزمتها الحركات دي بقا يزيد بثباته الطاغي: حركات أيه؟ فراس بغضب: هعمل نفسي مصدقك انك متعرفش حاجة، ليه تخليها تشوف الحيوان دااا؟
آبتسم يزيد قائلا بخبث: مش لما يبقا في حيوان وبعدين عيب عليك أنا هنسى طريقة كلامك ودا لمصلحتك أما الا حصل فكان أختبار منى ليها عشان أعرف الا فى دماغها أسرع إليه فراس حتى أنه دفش مالك الذي يجلس جواره ليجلس جوار الغول قائلا بأبتسامة هادئة: ولقيت أيه؟ إبتسم يزيد قائلا بمكر: مش كنت عايز الفرح بعد تلات أيام أسرع بالحديث: وفات يوم يزيد بنظراته الماكرة: جهز فرحك.
أحتضنه فراس قائلا بسعادة: هو دا الكلام الا بجد مالك بسخرية: دانت واقع واقع يعنى مش كلام دلف محمود ليستمع لما يحدث فصاح بغضب: نعم ياخويا انت وهو بقا الواد دا يقولكم جواز تقوله بالهنا وأنا خطوبة وأيه سنة! تطلع مالك ليزيد بغضب فردد بصوت منخفض: ألبس صاح محمود بغضب: دانا هوريكم أيام سودة قاطعه مالك بتأفف: عايز ايه يا محمود؟ جلس وضعاً قدماً فوق الأخرى بتعالى: فرحى مع الواد الا جانبك دا والا هتزعلكم.
يزيد بصدمة لمالك: الحيوان دا بيهددنا مالك بغضب: على ما أعتقد بس متقلقش أنا موجود وأنقض عليه مالك بلكمة أفقدته وعيه تدريجياً.. فراس بصدمة: الواد مات يزيد بصدمة: من أول قلم! محمود بأبتسامة واسعه: أموت وأسيب الفرح طب دا ينفع يا جدوعان مالك بسخرية: وأحنا معندناش بنات للجواز يالا ورينى بقا هتعمل ايه صاح بغضب: لا هعمل و..
قاطعه فراس حينما جذبه من تالباب قميصه لينحنى له فهمس بصوت منخفض له: بلاش مالك يا محمود خالى وشك فى الأرض من دقايق بلاش تعاند معاه لا هتطول لا جوازة ولا يحزنون زي خروجة النهاردة أجابه الأخر بهمس وعيناه تتفحص يزيد ومالك: أنت شايف كدا؟ أشار برأسه: ومعنديش غير كدا خرج صوته المسموع: خلاص يا عم الا تحبه هنعمله إبتسم مالك بأعجاب: كدا تعجبنى وموافق على ان فرحك يبقا من فراس.
صاح بحماس هو دا الكلاااااام روح ربنا يديك على أد نيتك وهرول محمود للأعلى قائلا بفرحه: يا نونوو تعالى أسمعى أخر الأخبار، نونووو.. مالك بصدمة ليزيد: دا العيال وقعين يا جدع! يزيد وهو يشاركه الصدمة: حالتهم صعبة أوى، كويس أنك معندتش قصاد محمود كان ممكن يتجوز على نفسه! تطلع له مالك ليشير برأسه بأن حديثه صائب لينفجر ضاحكاً: دا كان حالى عشان أتجوز ليان بس مسكت نفسي شويتين.
تعالت ضحكات يزيد قائلا بصوته الرجولي: لا كان باين ومتنساش الجمايل أنا الا خلصت الموضوع إبتسم مالك بجدية: طول عمرك جانبي يا صاحبي أحتضنه يزيد بسعادة أخوية والخوف يتراقص بعيناه من القادم حتى فراس حتى يتأملهم بأبتسامة فخر لمن أسسوا تلك الأمبراطورية العريقة بمحبتهم وصداقتهم الدائمة لتحمله الأشواق لرفيق دربه فترك القاعة وأخرج هاتفه...
على متن الجنة المتناغمة بين دفوف المياه، كانت تنعم بدفئ أحضانه، تشعر بأن سعادة العالم بأكملها بين أطراف أصابعها، حلم صعب الحصول عليه وها هو يتحقق بين يديه.. خرج صوتها بعدما ساد الصمت المكان: مراد : أممم خرجت من أحضانه وهى تتفحصه بحيرة من أمرها لأرتداه النظارات السوداء... إبتسم وهو يخلعها: صاحى متخافيش.
إبتسمت بسعادة وهى تعود لدفئ أحضانه: والله أنا الا شكلى نايمة وكل الا بيحصل دا هيطلع بالنهاية حلم سخيف كالعادة تعالت ضحكات مراد قائلا بسخرية دا كان فى أحلام كمان أشارت برأسها قائلة بتأييد: حالتى كانت متدهورة خالص يا مراد، تعرف أن كانت أبسط أحلامى تتكلم معايا حتى لو هتقولى أعملى أكل او أي حاجه كمان كنت بحب أتسحب بليل وأفضل أشوفك وأنت نايم لحد ما المعاد الا بتصحى فيه يجى كنت بختفى.
أخرجها من أحضانه قائلا بحزن: ممكن ما نتكلمش فى الا فات، أنا أتغيرت يا ميرفت وأنتِ أكيد هتشوفى دا بنفسك بلاش تفكري فى الماضى شوفى المستقبل وأنا معاكِ تقابلت نظراتها بعيناه التى سحرتها منذ رؤياها أولى النظرات، لتستند برأسها على يديها بحزن: دا حلم مراد الجندي مستحيل يتغير إبتسم وهو يحملها بين يديه بمكر: بيقولوا أن المية هى الا بتساعد على الأفاقة من الأحلام تعلقت به قائلة بصراخ: لاااا.
إبتسم وهو يلقى بها بالمسبح الخاص باليخت... تصارع مع المياه ليتركها بمفردها فوقفت بحرية حينما وجدت سطح ملس تحت قدماها عاونها على الوقوف فكانت سعيدة للغاية، جذب المياه على وجهها فصرخت وتعلقت به بجنون... ميرفت بصراخ: لا يا مراد إبتسم وهو يحملها لتقف على أطراف أصابعه قائلا بعشق: حاسس أن محدش ندانى بالأسم دا غيرك تلون وجهها بحمرة الخجل فأقترب منها بعشقٍ جارف، ليتأفف بغضب حينما يصدح هاتفه...
تركها قائلا بغمزة من عيناه الساحرة: رجعلك تانى وسبح بمهارة لهاتفه الموضوع على الطاولة ليلمع بأسم رفيقه.. فراس بغضب: أزعجت جنابك مراد بضيق: داخل شمال على طول كدا! فراس بسخرية: هو أنت بينفع معاك شمال ولا لمين ياخويا حتى أختك زعلانه منك مبتسألش عليها ولا معبر حد.
غصب عنى يا فراس كنت بمر بظروف كدا لما أشوفك هحكيلك، وبعدين أنا مأمن عليها معاك وعارف أنك تقدر تحميها وتخلى بالك عليها أكتر منى ومن أي حد تانى =لا ثبتنى ياض، وحضرتك ناوي ترجع أمته؟ مش عارف =نعم ياخويا هو أنت فين من الأساس قولتلك لما أشوفك هحكيلك وراعى أنى عريس =عريس! نهارك أسود أتجوزت على مراتك! الله يخربيتك، أنت دايما كدا بتفهمنى غلط =فهمنى الصح أنت!
صلحت حاجات كتير كانت جانبي ومكنتش أخد بالي منها فراس بسعادة: ميرفت! مراد بتأكيد=أيوا يا فراس أحسن حاجة عملتها فى حياتك يا مراد ميرفت بتحبك جداً بجد لو كنت ضيعتها من إيدك كان هيفوتك عمرك كله إبتسم وهو يتأملها بعشق ترتشف المياه: عندك حق يا صاحبي حيث كدا بقا هقفل بس كنت عايز أبشرك أنى خلاص لقيت البنت الا هتلمنى أقصد الا القلب تعب لحد ما لقاها =أيه دا بجد؟! فرحى بعد بكرا =مين دي؟ ولحقت تحدد الفرح!
بنت عمي، أحنا فى عصر السرعة يا مان تعالت ضحكاته: تشابه رهيب بينك وبين إبن عمك يزيد تصور أنى لما كنت معاه فى أخر ميتنج قولتله أنك بتشبه صديقى المقرب وسبحان الله تطلع إبن عمه! =يزيد فعلا شخصية عظيمة زي ما أنت وصفتهالى والغريبة أن مالك أخويا هو سيد عيلة نعمان بس مش قادر أشوفه كدا تعالت ضحكات مراد قائلا بستغراب: ليه؟
=مش عارق يا أخى يمكن عشان نفسانة الأخوات دي، البشر كلهم شايفنه سيد الرجولة والكرم كله وهو الوحيد الا فى عيلة نعمان الا أنا شايفه كدا خبيث وعنده مكر يودى المشنقة : ويا ترى عايز المشنقة دي برقبة ولا بطربوش قالها مالك بسخرية وهو يجذب فراس من تالباب قميصه لتتحجر الكلمات على شفتيه ويخر مراد ضاحكاً بعد سماعه لصوت مالك.. فراس بصدمة: مالك!
مالك بغرور: أينعم الخبيث والماكر الا يودى المشنقة الا هتتعلق لسيادتك بعد شوية. خرج صوته بصعوبة: لا دا مراد مش أنا خرج صوته من الهاتف: برئ جذب مالك الهاتف قائلا بهدوء: بيحط التهمة عليك بس متقلقش دانا واقف من زمان تعالت ضحكات مراد قائلا برجولية: أخيراً أتشرفت بمالك نعمان =الشرف ليا معرفتك يا مراد، سمعت عنك كتير من يزيد بس محصليش شرف التعامل معاك.
هيحصل ان شاء الله هحضر تجهيزات زفاف فراس مفيش فرصة أعظم من دي للتعارف بس خاليك حنين عليه بلاش شنق الله يكرمك تعالت ضحكات مالك: عشان خاطرك بس، وطبعاً القصر ينور بضايفتك، بأنتظارك وأغلق الهاتف ليجد فراس قد أختفى من أمامه حتى هاتفه تنازل عنه بسهولة ليردد مالك بسخرية: جبان.
بغرفة يزيد... كانت تتمدد على الفراش بسكون بين ذراعيه، وهو مغلق العينان يترسم النوم وهى تبتسم لعلمه بأنه من المحال ان يغفو صباحاً.. فتح عيناه ليجدها تتأمله بأبتسامة تسلية فقال بسكون: سبب إبتسامتك؟! أزاحت خصلات شعره المتمردة على عيناه قائلة بسخرية وسبب تصنعك النوم؟! إبتسم وهو يشدد من أحتضانها: وأنتِ مركزة معايا ليه؟ قالت بخجل أنت جوزي على فكرة أركز براحتى يزيد بعشق: وركزتي!
أعتدلت بجلستها ثم أسرعت للحمام الغرفة قائلة بخجل من نظراته التى لا تنذر بالخير مجدداً: لا مش عايزه أركز تعالت ضحكاته وهو يتأملها تتخفى من أمامه ثم جذب هاتفه يلهو به لحين خروجها.. طرقات على باب الغرفة، جذب يزيد قميصه وأرتداه على عجلة من أمره، فنح باب الغرفة فوجد الطريق خالى حتى كاد الدلوف ولكنه لمح تلك العلبة المغلقة على باب الغرفة...
جذبها للداخل ثم فتح العلبة بستغراب ليجد فستان قصير للغاية أسود اللون وورقة صغيرة... الأسود بعشقه عليكِ.. مالك القى العلبة قائلا بغضب جامح: يا ولاد ال... ثم شدد على شعره بجنون لا يعلم ما عليه فعله كل ما يعرفه بأنه تحت انظارهم فكيف لهم بأرسال تلك العلبة الا حينما ظل وحيداً بالغرفة..
خرجت بسمة من الحمام بعدما أرتدت فستان من اللون الأحمر وحجاب فضى اللون لتتفاجئ بيزيد يجلس على المقعد بأهمال ونظرات الغضب تحيل به توجهت إليه سريعاً ثم قالت برعب: يزيد، انت كويس؟! رفع عيناه لها بتفكير كيف له من التحدث عن ذاك الأمر!، كيف له بأن يزرع كره مالك بقلبها وهى تراه أخاً لها!، لا ربما لا تعلم تلك الحمقاء بقدرة الغول، خرج صوته الغاضب: مفيش.
وتركها وهم بالخروج فتمسكت بمعصمه قائلة بخوف: مفيش أزاي! أنا كنت سايباك كويس جذب ذراعه بعنف: مش قولتلك مفيش أنتِ مبتفهميش وتركها وغادر ودموعها تهوى على وجهها بصدمة.. لينقل الجاسوس لنوال الأخبار التى بعثت السرور لها بأن الخطة تسرى بنجاح..
بغرفة بسملة.. دلف طارق ليستمع لأنينها بحمام الغرفة فأسرع للداخل بلهفة وخوف، ليجدها تستند على الحائط بتعب شديد بعدما أفرغت ما بجوفها، اقترب منها طارق قائلا بلهفة أنتى كويسة أشارت له بضعف بمعنى لا فحملها برفق للخارج ثم وضعها بالفراش..
ثم جذب بعض الفواكهة والعصائر إليها، جذبت منه العصير بضعف لحاجتها اليه ولكن لم تتمالك أعصابها فجذب طارق ما بيدها ثم قربه منها لتتناوله منه وهو يتطلع لها بحب بدى بنظراته.. وضع ما بيده على الكومود ليجدها غطت بنوم عميق فجذب حذائها برفق ثم حرر حجابها... جذب الوسادة خلف ظهرها برفق وأعدل من الغطاء ليظلم الغرفة فتنال قسطاً من الراحة...
أما هو فتمدد جوارها على الأريكة وعيناه تتأملها بعشق وهو يرأها بدون حجاب..
تبعدت عنه كثيراً بابتسامة متوردة خجلا ليقترب هو قائلا بهمس: بتهربي منى ليه؟ ليان بخجل وأرتباك: أنا، وأنا ههرب ليه؟! : أسالى نفسك قالها بعشق وهو يعيد خصلات شعرها المتمردة للخلف، فتراجعت للخلف قائلة بتوتر: زعلانه منك صاح بصدمة: منى أنا! ليييه؟ زمجرت بوجهها بضيق مصطنع: عشان بتحب تحرجنى بنظراتك دي وأنا لما بكون تحت بحاول بقدر الأمكان مبصش عندك عشان عارفه أن شكلى هيكون زي المجانين.
إقترب منها وكلماته تهمس لها: مقدرش أتحكم لا بقلبي ولا بنظراتى أغلقت عيناها بقوة قائلة بخوف: هتفضل تحبنى كدا على طول يا مالك أحتضنها لعلها تستمع لدقات قلبه فتكن تلك الاجابه كافية لها، : لأخر العمر لأنك عمري كله يا ليان رفعت يدها تشدد من احتضانه تركت له التصريح الكامل ليخطفها بعالمه الخالد..
بغرفة فراس.. : تصرفك صح يا يزيد لو كنت وجهت بسمة كانت هتشك فى مالك وتكرهه وفى نفس الوقت أنت بينت زعلك ليها وللحيوان دا عشان ميشكش فى حاجة أنكمشت ملامحه بغضب: ورحمة ابويا أنا مهيكفينى فيها رقبتها هى والحيوانات دي، الحارس أنا مش مستغرب خيانته لكن الشغالة دي بقالها مدة معانا مشفتش منها شيء يخلينى اشك فيها.
فراس بتفهم: نوال مش سهلة يا يزيد الله أعلم هى أستغلت الست دي ازاي وأخترتها هى لأنها الوحيدة المسموح لها الدخول للغرف قاطعه بتفكير: معتقدش أنها مسألة فلوس أجابه الأخر بتأييد: تفكيرك صح جايز بتبتزها بحاجة أو بتهددها يزيد بسخرية: كل حاجة عندها واردة، المهم أنك تنفذ الا قولتلك عليه فراس بثبات: أعتبره حصل لمعت نظرات يزيد بالحقد الدافين لها، ولكن دام الماضى وتبقى خطى متقطع..
بأحد المطاعم الفاخرة.. كانت تبتسم من حين لأخر وبداخلها ما يكفى حزن عالم بأكمله، تركها سيف وتوجه للمرحاض فظلت حبيسة الماضى.. بحمام المطعم الخاص بالرجال.. جذب سيف المنشفة الورقية يجفف فمه بعد الاغتسال ليتفاجئ بمن يحتضنه قائلا بسعادة لرؤياه: سيف! سيف بسعادة هو الأخر: فاروق! إبتسم الأخر قائلا بشتياق: وحشنى والله يا سيفو أخبارك أيه؟
سيف بغضب: مهو واضح الا ما فكرت ترفع عليا سماعة التلفون! زي ما تكون أرتاحت من خلقتى بموت صاحبك كنت دايما بتكلمنى عشان أعطيه الفون لو معرفتش توصله انكمشت ملامحه بحزن: الله يرحمه شاركه الحزن هو الاخر: يارب ليكمل بحزن: سامي كان اكتر من أخ يا سيف وانت كمان عارف أد أيه انت غالى عندى أنا بعد موت سامي سفرت كندا ولسه راجع من حوالى أسبوعين عشان حددت جوازي سيف بستغراب: سفرت!
اشار براسه بمعنى نعم فرفع سيف يديه على كتفيه قائلا بفرحة: عموما الف مبروك يا عم إبتسم قائلا بفرحة: الله يبارك فيك يا سيفو عقبالك يارب تعالت ضحكاته وهو يشير بيديه: مش شايف الدبلة صاح بصدمة: أتجوزت! إبتسم بتأكيد: من ايام بسيطة اجابه بحماس: مين سعيدة الحظ : تقى قالها بأبتسامة هادئة لتقع على مسمع فاروق بصدمة لا مثيل لها فأكمل سيف بتفهم: سامي الله يرحمه، وهى يعنى خلاص مبقتش مراته.
قاطعه قائلا بحزن: عارف يا سيف عن أذنك وكاد المغادرة فجذبه سيف بشك: فى أيه يا فاروق؟ ليه لما عرفت أنها تقى زعلت! هو حرام انى أتجوز مرات أخويا الله يرجمه قاطعه بغضب: لا مش حرام الحرام أنك تحط أيدك فى أيد واحدة كانت السبب الأول والأخير فى موت أخوك صدمة أجتزت سيف فجعلته كالمتخشب ليجاهد للحديث: أيه الا أنت بتقوله دا؟! تحكم بأعصابه قائلا بهدوء: الحقيقة يا سيف سيف بصدمة: ازاي!
غاصت ذاكرته بحزن: سامي عمره ما خبي عليا حاجة وعمري ما كلمة هو قالهالي طلعت بره لكن هيحصل النهاردة، سامي كان بيعانى مع تقى لأنه كان بيحبها وهى مكنتش مديله فرصة فى حياتها، حاول كتير بس معرفش لحد ما أتفاجئ فى يوم انها بتحب شخص تانى والشخص دا اظنك تعرفه كويس، سامي كلمنى قبل الحاظث بدقايق وهو منهار لما عرف ان الشخص دا يبقا أخوه، كان بيبكى زي الأطفال وأنا بترجاه يجي عندي أو على الأقل يوقف سواقة ويقعد على اي كافي وأنا هجيله قالى أنه فى طريقه لياا وللاسف موصلش.
صدمة لا مثيل لها، لتغفو دمعة ساخنة من عيناه على شقيقه، دمعة غامضة جعلت فاروق يرفع يديه على كتفيه كنوع من المواساة وغادر بصمتٍ قاتل تاركه بدوامة ممتلأة بموجات قاتلة له ولقلبه المطعون، كيف فعل ذلك؟!
وقف أمام المرآة بعدم أتزان وهو يحرر الجرفات بقوة ليرى انعكاس صورته بالمرآة فركلها بقوة فتكت بيديه قائلا بصراخ: لييييه لييييه كدبتى علياااا ليه تخلينى أشارك فى جريمة ماليش ذنب فيها ليييييه دمارك على ايدى يا تقى دا وعدي ليكِ.. عينه الحمراء المشعة بالغضب كفيلة بأحراقها، كلماته ووعوده ستقلب لدمار لها، لتلقى الآن من كأس يحمل من عذاب العشق آلوان شتى.